وصلتني الرسالة أعلاه من أحد الأخوان والأصدقاء العراقيين الأصلاء ,, المربي والكاتب العراقي الكبير الأستاذ ججو متي موميكـا ,,الذي يعيش الآن في كنـــدا طالمـا قرأتم كتاباته في معظم المواقع العراقية الوطنية على صفحات الأنترنيت , وكان مترددا في نشرها كموضوع لكي لا يثارعليها جدل من قبل البعض وربما توجه اليه بعض الأنتقادات من البعض الآخر لأنها شخصية , فقرأتهـا بتمعن مرات عديدة وأغرورقت عيناي بالدموع ونألمت كثيرا من جانب ولكنني فرحت وشعرت بالزهو من جانب اخر وقرأت مقياس محبتي للوطن الحبيب فوجدته قد ارتفع الى القمة حينهـا تذكرت نفس الأمر قد حدث معي قبل سنوات قليلة , ففي المدينة التي أعيش فيهـا في الغربة لي علاقات مع معظم العراقيين الذين يعيشون في نفس المدينة , وفي أحد الأيام اتصل بي أحد الأصدقاء وهو من أبناء احدى العشائر العربية الأصيلة في محافظة الأنبار وحشرجة صوته تنبئ بحدوث كارثة ما لعائلته في العراق ... حيث قال لي ... عزيزي علي محمد أنـا ذاهب الى العراق لأن أخي الأصغر الشاب اليافع قد أستشهد في الفلوجة الجريحة أثناء الهجوم الوحشي عليها من قبل قوات الأحتلال وحكومته , وسألني كعادة العراقيين بماذا توصيني من العراق لأجلبه معي لك حينما أعود ... فقلت له ونفسي حزينة جدا والدمع في عيناي ... شكرا جزيلا .. أريد أولا أن ترافقك السلامة في ذهابك وأيـابك , ثم تنقل تعازيي الحارة وتحياتي الأخوية الصادقة الى أهلك الكرام وأهل الأنبار والعراق كله وتجلب لي قليلا من تراب الفلوجة البطلة مجبولا بدماء شهدائها الزكية ليظل معي في الغربة طالما حييت , وفعلا أستجاب لطلبي فشكرته كثيرا ولفلفت الوعاء الزجاجي الشفاف المغلق بأحكام الذي فيه التراب بالعلم العراقي ذي كلمة الله أكبر وأحتفظت به ضمن أغلى الموجودات والمقتنيات التي عندي خلال سنوات عمري التي تجاوزت الانً 24عاما....