قالوا باحِثون إنَّهم تمكَّنوا من اكتشاف كيفيَّة "إيقاف" أمراض المناعة الذاتيَّة، مثل مرض التصلُّب المُتعدِّد.
تحدُث أمراضُ المناعة الذاتيَّة، مثل التصلُّب المُتعدِّد، عندما يُهاجم جهازُ المناعة النسيجَ السليم في البدن، ويُدمِّره عن طريق الخطأ.
يكمُن سرُّ المُعالجة في جعل جهاز المناعة "مُتسامحاً" مع جزء البدن الذي يُهاجِمه؛ وفي نفس الوقت، تمكين جهاز المناعة من العمل بشكلٍ فعَّال.
أظهرت دِراساتٌ سابقةٌ، على الفئران، أنَّه يُمكن الوُصولُ إلى ما يُدعى "التحمُّل" عن طريق تعريض الفئران التي تُعاني من اضطرابات المناعة الذاتيَّة، وبشكلٍ مُتكرِّر، إلى أجزاء المُكوِّنات التي يُهاجِمها جهازُ المناعة ويُدمِّرها؛ فتتحوَّل الخلايا المناعيَّة، التي كانت تُهاجم النسيجَ السليم، إلى خلايا تنظيميَّة تستطيع بالفعل كبتَ الاستجابة المَناعيَّة.
تُشبه هذه العمليَّةُ ما يجري عند مُعالجة أنواع الحساسيَّة (العلاج المناعيّ).
من المعروف أنَّ جرعاتٍ من أجزاء المُكوِّنات التي يُهاجمها جهاز المناعة يجب البدءُ بها بشكلٍ مُنخفض قبلَ زيادتها (يُعرف هذا باسم تصعيد الجُرعة).
وجدت دِراسةٌ حديثةٌ على الفئران أنَّ تصعيداً مُتدرِّجاً بدقَّة للجرعة سبَّب تغيُّرات في نشاط الجينة (البصمة الجينيَّة)؛ الأمر الذي أدَّى بدوره إلى أن تتحوَّلَ الخلايا المناعية المُهاجمة إلى خلايا تنظيميَّة، ومن ثَمَّ تصبح كابتَة. ولهذا، وبدلاً من مُهاجمة النَّسيج السليم، تصبح تلك الخلايا جاهزةً لتأمين الوِقاية ضدَّ المزيد من الهجمات التي تستهدِف النَّسيجَ السليم.
يأمل الباحِثون في أن يُصبحَ في الإمكان استخدامُ بعض التغيُّرات التي تعرَّفوا إليها في الخلايا المناعيَّة وفي البصمة الجينيَّة، في دِراساتٍ سريريَّة، من أجل تحديد ما إذا كان العِلاجُ المناعي مفيد.
منقول