داعش- مفتاح للدخول إلى سوريا والعراق؟....
بقلم أندري أونتيكوف
إن التحالف الدولي الذي تشكل تحت رعاية الولايات المتحدة لمحاربة داعش غير قادر على تدمير هذه المجموعة الإرهابية. هذا ما أعربت عنه وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب في مقابلة مع صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد". وأشارت الدبلوماسية إلى أن الغرض الأساسي من هذا التحالف هو وقف انتشار داعش خارج أراضي سوريا والعراق.
وقد أعلن جون كيري وزير الخارجية الأمريكية خلال قمة الناتو التي عقدت في نهاية الأسبوع الماضي في ويلز أن واشنطن تقوم بإنشاء ائتلاف من 10 دول حليفة لمواجهة ومحاربة داعش.
وفي هذا الاطار يتفق معظم الخبراء على أن الأهداف المعلنة رسمياً لن تتطابق على الأرجح مع ما ستشهده الأمور على الأرض. إليكم رأي المحلل السياسي العراقي أحمد الشريف الذي أشار قائلاً:
أنا أعتقد في البعد فيه أبعاد مادية وبالتحديد فيما يتعلق في فرض الهيمنة على موارد الطاقة، فاليوم نحن لا ننسى أن المنطقة تحدث بها مشاريع للصراع تارة على سوق البترول وتارة أخرى على سوق الغاز الطبيعي، فلربما الصراع على سوق الغاز الطبيعي هو الذي كان سبباً وراء اندلاع الأزمة بل حتى ظهور داعش. فالأزمة في السورية وظهور داعش كان جزءاً لا يتجزأ من حرب الطاقة. هذا التحالف يعضد هذا الرأي. إي إذا قلنا أن الأجنبي بدوافع تتعلق بحرب الطاقة فهذا دليل واضح على اعتبار أن بريطانيا لديها مصالح مشتركة وكذلك فرنسا ومعنى ذلك أن هذا الالتفاف والتعاون المشترك بين الاتحاد الأوروبي وبين الولايات المتحدة هو جزء لا يتجزأ من ضمان لمصالح الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فيما يتعلق بسوق البترول وسوق الطاقة النظيفة وهي الغاز وضمان انسيابية وتدفق مصادر الطاقة إلى كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وطبعاً العمل العسكري، وهذه الإمكانيات العسكرية هي جزء لا يتجزأ من حرب الهيمنة التي كانت بالأمس هي هيمنة اقتصادية فقط، اليوم أصبحت هيمنة على الإرادة السياسية كذلك .
والسؤال إذاً إلى أي مدى يمكن أن يتدخل التحالف؟ إليكم رأي المستشرق الروسي فيتشيسلاف ماتوزوف حيث نوه بهذا الشأن قائلاً:
هذا يفتح المجال عملياً لاحتلال العراق مجدداً. هناك خطر يأتي من إمكانية انتشار هذا الاحتلال على الأراضي السورية، لأنه في الأراضي السورية في الشمال والشرق هناك مناطق يسيطر عليها داعش وجبهة النصرة، هم عاجلاً أم أجلاً يأتوا إلى الأراضي السورية ويطرحوا الموضوع النشاطات العسكرية في الأراضي السورية بدون موافقة الحكومة السورية. عملياً هذا التوجه الخطير التوجه الأمريكي الذي الآن لا يلاحظ الخلفيات من النوايا الأمريكية ولكن في نهاية المطاف العالم يمكن أن يصطدم مع الغزو الأمريكي ليس ضد العراق لمكافحة داعش أما في سورية كذلك. أي أحاديث عن ضرورة اعتماد على موافقة السلطة الشرعية في سورية يهمل أمريكا والغرب إهمالاً كاملاً. نحن نسمع اليوم كلام المسؤولين الأمريكان عن استعدادهم لتقديم المساعدات العسكرية والمادية إلى المعارضة السورية "للجيش السوري الحر". "الجيش السوري الحر" هو مؤسسة غطاء لنشاطات المنظمات الإرهابية في سورية. لأن الجيش السوري الحر لا يملك إمكانيات عسكرية أهمها كانت تعتمد لتنسيق أعمال بين القادة الميدانيين التي عملياً تمثل المنظمات الإرهابية جبهة النصرة وداعش.
واليوم أي دعم للمعارضة السورية للجيش السوري الحر يعني دعم لنشاطات القوى الإسلامية المتطرفة الإرهابية التي تنتشر نشاطاتها في العراق، من جهة واحدة الأمريكان سوف يؤيد الكفاح ضد داعش رسمياً على الصعيد الدولي وعلى الصعيد الإقليمي وباليد الأخرى يقدمون الدعم لهذه المنظمات في سورية. هذه الازدواجية في الموقف الأمريكي تثير القلق في الإمكانية التحالفات الدولية تؤدي عملياً إلى انتشار القوات الأمريكية المسلحة في العراق وسورية.
يلاحظ الخبير أن الأمريكيين لو كانوا مخلصين حقيقة في نيتهم القضاء على تنظيم داعش لكان من المجدي أن تزود واشنطن الأسلحة وغيرها من المساعدات إلى الحكومات المركزية في كل من سوريا والعراق. ولكن في حالة دمشق لا تزال واشنطن تؤكد على ضرورة إسقاط النظام السوري . أما بالنسبة لبغداد، فإن الأميركيين يعيقون بشدة مسألة توريد الأسلحة، والتي يمكن أن تساعد الجيش الحكومي في مكافحة داعش. مع الإشارة إلى أن التدمير الكامل لهذا التنظيم لا يبدو مستحيلاً، ولكن الأمور ببساطة هي أن التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة لن يقدم في الواقع على ذلك.
الوكالات