صفحة 47 من 146 الأولىالأولى ... 374546 4748495797 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 461 إلى 470 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 47

الزوار من محركات البحث: 64847 المشاهدات : 322135 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #461
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 19
    نصفيات الأجنحة

    نصفيات الأجنحة Hemiptera رتبة رئيسة مهمة من رتب الحشرات، تضم أكثر من 40 فصيلة. اشتق اسمها من طبيعة تركيب الشفع الأول من أجنحتها، فالجناح غير متجانس، إذ إن قاعدته جلدية صلبة ونهايته غشائية شفافة، وهذا ما يميز أفرادها من غيرها من الحشرات. يَضُمُّ بعض العلماء أفرادَ هذه الرتبة إلى أفرادِ رتبة متجانسات الأجنحة Homoptera لشدة تشابه الصفات فيما بينها، وعندها تقسم هذه الرتبة إلى رتيبتين: متباينات الأجنحة Heteroptera تضم أفراد البق الدقيقي، ورتيبة متجانسات الأجنحة Homoptera، وتضم بق النبات. وتختلف هاتان الرتيبتان في طبيعة تكوين الشفع الأمامي للأجنحة وموضع خروج الخرطوم المشكل من أجزاء الفم، فهو أمامي في مختلفات الأجنحة (يبرز من مقدمة الرأس) وقاعدي في متجانسات الأجنحة (من بين الحرقفتين الأماميتين)، إضافة إلى أن أفراد رتيبة متجانسات الأجنحة نباتية التغذي من دون استثناء، في حين يتميز أفراد رتيبة متباينات الأجنحة (أي نصفيات الأجنحة) بتنوع غذائها، فهي نباتية ومفترسة ومتطفلة (الشكل 1).
    صفاتها العامة
    الشكل (1) أنواع مختلفة من نصفيات الأجنحة
    نصفيات الأجنحة ـ وتسمى البق الدقيقي true bugs ـ حشرات تختلف في حجمها الذي يراوح بين 0.5 ـ 7.5مم. جسمها بيضوي إلى مثلثي، يختلف بين المسطح المنبسط إلى الأسطواني الرهيف الطويل. ويغلب على أجسامها اللون الأخضر والبني والأحمر والأسود. رأسها صغير، وعيونها المركبة بارزة جيدة التركيب، والعينان البسيطتان إن وجدتا بارزتان. لقرون استشعارها 4 ـ 5 عُقَل طويلة في الأنواع الأرضية وقصيرة جداً في الأنواع المائية. صدرها الأمامي كبير شبه منحرف أو مستدير، ويتمثل صدرها المتوسط (الدريع) بقطعة مثلثية تظهر عند قاعدة الأجنحة. أجنحتها الأمامية سميكة القاعدة، تنتهي بقمة غشائية رقيقة. تتوضع الأجنحة منبسطة فوق البطن، ويتقاطع القسم الغشائي من الأجنحة الأمامية مشكلاً قمة غشائية. أجنحتها الخلفية غشائية وأقصر من الأجنحة الأمامية، وتستخدم للطيران. ونادراً ما تُخْتَزَل الأجنحة، أو تختفي في بعض الفصائل المتطفلة. أجزاء الفم متطاولة ثاقبة ماصة ـ بسبب اجتماع أجزائها ـ مكوِّنة خرطوماً يتألف من 4 ـ 5 قطع، يبرز من مقدم الرأس. يضم هذا الخرطوم قناتين، هما القناة اللعابية والقناة الغذائية.
    الأرجل في الأنواع الأرضية ـ وغالبيتها نباتية الاغتذاء ـ متطورة جيداً للمشي أو الجري أو التسلق، أما الأنواع المفترسة أو المائية أو البرمائية فتتحور للسباحة أو القنص؛ لتتأقلم مع طبيعة معيشتها وسلوكها. وللعديد من أنواعها غدد خاصة توجد على جانبي الصدر تفرز رائحة مميزة غير مقبولة تستخدم للدفاع.
    حياتها
    تضم الرتبة نحو 40 فصيلة متنوعة الاغتذاء، لكن نصفها (20 فصيلة) نباتي الاغتذاء، تتغذى بما تمتصه من محتوى الأوعية اللحائية للنباتات الراقية، في حين يتغذى بعضها الآخر بامتصاص محتوى البذور أو الجذور، والقليل منها يتغذى بالفطور، والنادر منها حشرات مفترسة تعيش على افتراس ما يناسب حجومها من الحشرات والحيوانات، مثل العناكبَ التي تتوافر لها. أما الفصائل الأخرى (16ـ20 فصيلة) فهي مائية، وجميعها مفترسة، والقليل منها يتغذى بالعوالق المائية، أو البرمائية، وهي تفترس الأحياء الأصغر حجماً والأضعف منها. القليل من فصائلها (2ـ 3 فصائل) حشراتها طفيليات خارجية تعيش على امتصاص دماء الحيوانات، مثل الطيور والخفافيش، والإنسان. ويتأقلم العديد من أفراد فصائلها على استثمار البيئات البحرية أو المستنقعات حيث تنمو السرخسيات ونبات البوص (القصب المائي) أو حول الحواجز المرجانية.
    تنوعها وأهميتها الاقتصادية
    تحتل الأنواع نباتية الاغتذاء ـ بصورة خاصة ـ مكانة مهمة بين الحشرات الاقتصادية لما تسببه من أضرار بالنباتات التي تتطفل عليها. إضافة إلى أن ما تُخَلِّفُه من ثقوبٍ يعدّ منفذاً لكثير من الأمراض.
    من أشهر فصائلها (1) فصيلة الفسّاءات (بق النبات) Pentatomidae التي تضم أهم آفات القمح والشعير (مثل السونة)، إضافة إلى أنواع أخرى تهاجم الأرز والنباتات الصليبية (مثل البقة المبرقشة)، (2) فصيلة بق القرعيات (الكوريدات) Coreidaeالتي تتطفل على النباتات القرعية خاصة، (3) فصيلة بق البذور (الليغادات) Lygaeidae التي تمتاز أفرادها بألوانها الزاهية، ومعظمها يتغذى بامتصاص محتوى البذور، (4) فصيلة البق المطرز Tingidae، وتتغذى حشراتها ـ وبأعداد كبيرة ـ بأوراق الحور والكمثرى وبعض أشجار الغابات مسببة زوال ألوانها وتساقطها. (5) فصيلة بق النباتات (الميريدات) Miridae، ومن أهم أجناسها بق الـ Lygus، وتهاجم عادة النباتات بأعداد كبيرة وملحوظة.
    ولا تُنسى بعض الفصائل الأرضية التي توصف بأنها حشرات مفيدة وعامل من عوامل المحافظة على توازن الأنظمة البيئية الزراعية. ومن أكثر حشراتها مصادفة الأنواع التي تتخذ من البرك والأنهار والمستنقعات والبحار مأوى لها، حيث تشاهد بعض أنواعها طافية أو مغمورة في الماء، ومن أهمها وأكبرها حجماً على الإطلاق بق الماء الكبير من فصيلة البيلوستوميداتBelostomidae، التي يعدّ العديد من أفرادها المائية غذاء شهياً للأسماك والحيوانات المائية الأخرى. ومن أهم فصائلها المائية: ظهريات السباحة (النوتونيكتيدات) Notonectidae، وفصيلة عقارب الماء (النيبيدات) Nepidae وفصيلة البق المائي الزاحفNaucoridae، وفصيلة البحارات المائية (الكوريكسيدات) Corixidae، وغيرها.
    ومن أشهر فصائلها المتطفلة التي تتغذى بامتصاص دم عوائلها، مثل الإنسان والطيور، يذكر بق الفراش من فصيلة بق الفراش (السيميسيدات) Cimicidae ناقلاً بعض المسببات المرضية إليها في كثير من الأحيان.
    كما تضم فصائل النابيدات Nabidae والفيماتيدات Phymatidae والريدوفيدات Reduviidae الأنواع الأرضية المفترسة التي تعيش باقتناص الحشرات والحيوانات الصغيرة والضعيفة التي تصادفها.
    أحمد زياد الأحمدي

  2. #462
    النظام البيئي

    النظام البيئي ecosystem تسمية أطلقها تانسلي Tansley سنة 1935 للدلالة على وحدة تمثل مجموعة نباتية مرتبطة بمحيطها المكاني. وقد قسَّم إيڤانس Evans عام 1956 النظام البيئي إلى قسمين: قسم يضم العناصر الحية من نبات وحيوان وأحياء دقيقة، وقسم يضم العناصر غير الحية من تراب وماء وهواء. وأدخل فوسبرغ Fosberg على النظام البيئي مفهوم الوظيفة عام 1967 مُعَرِّفاّ النظام البيئي بالوحدة الوظيفية الطبيعية المُكَوَّنة من ثلاثة عناصر: عناصر فيزيائية كيمياوية وعناصر نباتية وعناصر حيوانية. واستعمل فان داين van Dyne مصطلح النظام البيئي عام 1968 للدلالة على مفهومين أولهما تجريدي يمثل وحدة العلاقة بين الأحياء والجوامد، وثانيهما تجريبي يمثل قطعة من الأرض محددة الزمان، والمكان، والأحياء التي تعيش فيها، والجوامد، وطرائق تبادل الطاقة. وعرّف البرنامج الدولي البيولوجي International Biological Program عام 1968 النظام البيئي أنه وحدة وظيفية مكونة من كائنات حية في طليعتها الإنسان، وعناصر غير حية مثل التراب والماء والهواء. وعرّف أودوم Odum عام 1969 النظام البيئي أنه نظام تغذية يظهر صورة من صور المادة. وقسم هوسون Hussonعام 1970 النظام البيئي إلى مُدْغَم حيوي biocenosis يشمل الكائنات الحية جميعها، وقسم سماه الموقع البيئي écotopeالمُكَوَّن من موقع مناخي climatope وموقع ترابي édaphotope. وهكذا يصبح النظام البيئي وحدة العلوم البيئية التي تقسم إلى ستة مكوِّنات هي:
    1ـ المدغم اللاحياتي abiocénose المُكَوَّن من العناصر الفيزيائية والكيمياوية.
    2ـ المدغم النباتي phytocenose، ويشمل النباتات.
    3ـ المدغم الحيواني zoocénose ويشمل الحيوانات.
    4ـ المدغم الجرثومي bactériocénose ويشمل الجراثيم.
    5ـ المدغم الفطري mycocénose ويشمل الفطريات.
    6ـ المدغم الإنساني homéocénose ويشمل الفعاليات الإنسانية المؤثرة في تكوين النظام البيئي.
    لقد استبعدت الدراسات البيئية القديمة العاملَ الإنساني المؤثر في تكوين الأنظمة البيئية، ولكن تعاظم هذا الأثر في البيئةالطبيعية في العصر الحاضر جعل الحاجة ماسة إلى تقسيمات بيئية يقوم الإنسان في هدمها أو بنائها.
    تعقيد بنية النظام البيئي
    يعدُّ النظام البيئي وحدة بالغة التعقيد مُكَوَّنةً من عدد من المستويات المتداخلة فيما بينها: يتكون المستوى الأول من العناصر المكونة للنظام البيئي الذي يشمل المكونات الفيزيائية والكيمياوية والنباتية والحيوانية والإنسانية، ويتمثل المستوى الثاني بالروابط والعلاقات القائمة بين المكونات الفيزيائية والكيمياوية والنباتية والحيوانية والإنسانية، ويتمثل المستوى الثالث بالأهداف المنشودة من النظام البيئي.
    فعلى سبيل المثال، النظام البيئي الذي يهدف إلى تحقيق المصالح البشرية في موقع من المواقع، أو في مدينة من المدن تُوجهه مجموعة الأفراد الموجودة في ذلك الموقع أو التي تقطن تلك المدينة التي تمثل عناصر النظام البيئي. وتتمثل الروابط بشبكة الطرق، ووسائل المواصلات، وأنظمة السير. وتتمثل الأهداف بالغايات المنشودة أو المطلوب من النظام البيئي تحقيقها: فأهداف المدينة العاصمة تختلف عن أهداف المدينة الصناعية أو السياحية أو التاريخية أو الثقافية. والروابط التي تتحكم بعواصم البلاد هي غير الروابط التي تتحكم بالمدن الصناعية أو السياحية أو التاريخية أو الثقافية أو البيئية، ففي العناصر تكمن المعلومات، وفي الروابط يجري تبادل المعلومات، وفي الأهداف تتحقق الغايات. فعناصر بناء النظام البيئي المكون للبستان وروابطه وأهدافه تختلف عن عناصر النظام البيئي المُكَوِّن للحديقة المنزلية أو الحديقة العامة أو الحديقة الوطنية.
    النظم البيئية الزراعية
    تمثل النظم البيئية الزراعية نظماً بيئية غير مكتملة. فهي تقوم على رفع الإنتاج باستخدام قليل من الكتلة الحيويةbiomass وقليل من الأنواع. وهي بذلك نظم بيئية غير مستقرة إذا ما قورنت بالنظم البيئية المكتملة والمعقدة.
    أنور الخطيب

  3. #463
    النقطيات

    النقطيات Guttiferae تسمية مستمدة من وجود نقاط شفافة في أوراق بعض أنواعها. وتسمى أيضاً بالهيباريقونياتHypericale، رتبة من مغلفات البذور، تضم أشجاراً وجنبات وأعشاباً ومتسلقات، ينتشر أكثرها في المناطق المدارية وشبه المدارية وبعضها في المناطق المعتدلة. تفرز نباتات هذه الرتبة لبناً نباتياً، أو زيوتاً أساسية، أو راتنجات وصمغاً وملونات.
    الأوراق بسيطة، متقابلة أو سوارية، شبكية التعصيب، عشبية أو جلدية القوام، معلاقية أو لاطئة، نصلها تام الحافة غالباً، وهي تبدو في العديد من الأنواع منقطة لأنها تحمل جيوباً مفرزة سوداء أو شفيفة، تتضمن زيتاً أساسياً أو راتنجات، ولا تميزها رائحة خاصة.
    تتوضع الأزهار مفردة أو في نورات سنمية أو خيمية أو عناقيد. الزهرة قنابية أو عديمة القنابة، خنثوية. يتمايز الغلاف الزهري إلى كأس وتويج متوضّع في دوارتين تضم كل منهما 2ـ6 قطع حرة أو ملتحمة بقواعدها. المذكر كثير الأسدية عادة، و تلتحم خيوطها في حزمة واحدة أو في حزمتين أو أكثر. المأنَثُ يتألف عادة من 3 أو 5 كرابل. المبيض علوي عدد حجراته يساوي عدد الكرابل. الثمرة متنوعة قد تكون لحمية (عنبية أو نووية) أو جافة، متفتحة أو غير متفتحة.
    تصنيفها وأهم أجناسها
    تضم الرتبة فصيلة وحيدة الهيبارقونية Hypericaceae أو فصيلة العَرَن التي تضم الفصيلة الكلوزية Clusiaceae، ويبلغ مجموع أجناسها نحو 40 جنساً تشمل نحو 1100 نوع. أهم أجناسها الكلوزيا Clusia الذي يضم نحو 160 نوعاً، والعَرَنHypericum الذي يضم نحو 360 نوعاً.
    الأهمية الاقتصادية
    الشكل (1) أزهار العرن
    تؤكل ثمار بعض الأنواع التي تنمو في المناطق المدراية، فثمار النوع Garcinia mangostana وثمار النوعMammea americana واللتان تسميان باللغة الإنكليزيةmangosteen و تفاح مامي mammee apple على التوالي هي من الثمار النفيسة. وتستخدم أنواع عديدة من الجنسين ClusiaوHypericum نباتات زينة لجمال أزهارها.
    يتمثل العرن في سورية ولبنان بـ 22 نوعاً ذات أهمية طبية كبيرة تعود ـ خاصة ـ إلى نوع العرن مثقّب الورقHypericum perforatum (الشكل 1) المنتشر في الأراضي المعشبة وفوق المنحدرات الصخرية في المناطق الساحلية والجبلية في آسيا الغربية وأوربا.
    يعدّ جنس العَرَن من أهم النباتات الطبية وقد استخدم منذ القدم، ولايزال يستخدم على نطاق واسع في العالم اليوم، وقد أكدت آلاف الاختبارات المخبرية والسريرية التي أُجريت عليه في مختلف مختبرات العالم قيمته العلاجية الفريدة، وهو يأتي في المرتبة الثانية بين النباتات الطبية الأكثر استخداماً في العالم سواء كشاي عشبي أم عبر الاستخلاص الكيمياوي لمكوناته الفعالة.
    يفيد العرن المُثَقَب في علاج الاكتئاب الخفيف والمعتدل وأعراض الإجهاد النفسي stress المتمثل بالوهن والضعف العام واضطرابات النوم والهضم وسرعة الغضب. وتشير الأبحاث السريرية إلى أن التأثير المضاد للاكتئاب يعود إلى أن النبات يحفّز زيادة كمية النواقل العصبية عند المشابك العصبية. ويبدي العرن أيضاً طيفاً واسعاً من مضادات جراثيم موجبة وسالبة الغرام، ومضادات للفيروسات، إضافة إلى أنه يحد من تكاثر الخلايا السرطانية. كما أن غناه بالفلافونيدات ذات الخواص المضادة للأكسدة يجعل منه علاجاًً فعالاً في الوقاية من السرطان. يُستخدم العرن أيضاً في صناعة مستحضرات التجميل وفي صناعة الأصبغة.
    عماد القاضي

  4. #464
    النمـر

    النمر leopard حيوان من الثدييات[ر] Mammalia، رتبة اللواحم[ر] Carnivora فصيلة السنوريات[ر] Felidae، منتشر في مساحات واسعة في معظم أنحاء إفريقيا حتى آسيا الصغرى والشرق الأوسط والهند وباكستان وسيبيريا ومعظم أنحاء جنوب شرقي آسيا وجزر جاواة وسري لانكا.
    صفاته الخارجية

    الشكل (1) النمر يقطن آسيا وإفريقيا
    ينتمي النمر إلى الجنس بانثيرا Panthera الذي يضم النوع بانثيرا باردوس P.pardus، وهو أحد القطط الكبيرة الأربع big cats الشرسة، إلى جانب الأسد lion (P. leo) والببر tiger (P. tigris) واليَغْوَر jaguar (P. onca). وهو يصدر أصواتاً مثل صوت اليَغْوَر الذي يشبه صوت نشر الخشب، كما يشبهه من حيث نمط فرائه المبقع ببقع سود متفرقة أو متجمعة في وُرَيدات rosettes أو دوائر متقطعة لكنها دوائر أصغر من دوائر اليَغْوَر، كما أنها تبقى فارغة (الشكل 1) في حين تحتوي هذه الوريدة في اليَغْوَر على بقعة سوداء في وسطها (الشكل 2). ولا يمكن الخلط بين هذين النوعين في البرية لأن النمر يعيش في آسيا وإفريقيا أما اليغور فإنه يعيش في أمريكا فقط. كما لا يمكن الخلط بينه وبين الببر (الشكل 3)، فالبقع عند الأخير تكون على هيئة الخطوط وليس البقع، لذلك له اسم علمي آخر هو الببر المخطط Tigris striatus.
    وتختلف أرضية الفراء بين الأصفر والبني الأحمر، وبعضه نادر ذو أرضية بيضاء، علماً أنه توجد نمور سود في جنوب شرقي آسيا، حيث يبدو أن الظروف الضوئية القليلة في الغابات الاستوائية تعدّ نموذجية وفائدة انتقائية من أجل التمويه، علماً أن هذه النمور تحمل أيضاً وريدات سود لكنها لا تكون واضحة بسبب الأرضية السوداء للفراء. ويبدو أن صفة السواد هذه ناجمة عن مورثة مستترة توجد في أحد الوالدين أو في كليهما. ومن المعروف وجود ذرية عادية وذرية سوداء، لذا من الشائع أن يعدّ النمر واليغور أقرب النمريات بعضها إلى بعض.
    الشكل (2) اليغور يقطن القارة الأمريكية الشكل (3) الببر
    تختلف حجوم النمور بحسب المناطق الجغرافية وبحسب النويعات subspecies. ففي إيران وغربي إفريقيا تُصادف النويعات الضخمة من النمور، وتوجد النويعات الصغيرة الحجم في الصومال وجاوة. ويراوح طول النمور في البرية بين 1.5 - 3م، ويزيد طول الذكر علىالأنثى عادة نحو 20 - 40٪، ويبلغ ارتفاعه عند الكتف نحو 75سم، ووزن الواحد منها بين 25 - 80كغ.
    حياته وطباعه
    تعيش النمور حياة انعزالية في مناطق سيطرة تحددها - كما تفعل القطط الأخرى - بإفراز مواد ذات رائحة من غدد توجد في منطقة حول شرجها، أو بوضع علامات على حدودها مثل البراز أو إحداث بعض الخدوش على بعض الأشجار. وتعيش النمور في الغابات وأعالي الجبال والسهول العشبية (السافانا savanna) وحتى في السهوب (الستيبس steppes) فهي تبدي تكيفاً شديداً مع كل أنواع البيئات، لكنها تفضل الغابات مستعملة الأشجار للتخفّي والحماية والمراقبة. وهي تصطاد أنواعاً مختلفة من الفرائس، وتتغذى بكل شيء من الحشرات حتىالقوارض والحافريات كالزرافات وثيران البوفالو التي يزيد وزنها أحياناً على وزنه. والنمر ليس كالأسد والببر tiger، متسلق جيد للأشجار، وغالباً ما يصطاد فرائسه بالتربص بها وانتظارها مختبئاً بين الأشجار، إضافة إلى أنه غالباً ما يصطاد في الليل.
    يهاجم النمر أيضاً بعضَ اللواحم. وهو يعالج فريسته في ذرى الأشجار بعيداً عن الحيوانات المفترسة الأخرى، ويحمل أحياناً فريسته من الغزلان والأيائل والزرافات - التي قد يزيد وزنها أحياناً عن وزنه نفسه - إلى ذرى الأشجار، وذلك بفضل قوته الهائلة المستمدة من عضلات أطرافه ورقبته. يُضاف إلى ذلك أن النمر عندما يعيش قرب الإنسان فإنه يفترس حيواناته الأهلية كالدواجن والقوارض.
    وبخلاف ما يُعتَقَد، نادراً ما يهاجم النمر الإنسان، فهو لا يفعل ذلك إلا إذا استثير أو كان مجروحاً، على الرغم من ذكر بعض حوادث مهاجمة الإنسان في الهند.
    تكاثره
    لا يوجد فصل خاص لتكاثر النمور، لكنها تميل إلى الاقتران في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، وينفصل القرينان بعد ذلك ليعيش كل منهما حياته الخاصة. وبعد حمل مدته 90 - 105 أيام تلد الأنثى 2 - 4 صغار عمي، فراؤها صوفي عليه بقع مثل فراء البالغ لكنها غير واضحة، ثم ما تلبث أن تتوضح بعد البلوغ. تُفْطَم الصغار بعد 3 أشهر، ثم تبدأ بمرافقة أمهاتها للصيد. وتُبْقي الأم ذروة ذيلها الأبيض مرفوعة دائماً إلى الأعلى، ويبدو أن ذلك يمثل علامة لصغارها كي لا تضيع عنها بين العشب الطويل والشجيرات. وترافق الصغار أمهاتها حتى يصبح عمرها 18 - 24 شهراً، بعدها تبدأ بتأسيس مقاطعاتها الخاصة بها. وتنضج الصغار جنسياً في مدة بين 2 - 3 سنوات. ويعيش النمر في البرية مدة بين 15-20 سنة، في حين يصل عمر النمر في الأسْر إلى 25 سنة.
    الأخطار التي تهدد النمر
    وُضِعَ النمر في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض على الرغم من الانتشار الواسع له في بيئات متنوعة إذ كان منتشراً بغزارة في إفريقيا ماعدا الصحراء الكبرى، لكنه اختفى حالياً من معظم شمالي أفريقيا ماعدا القليل منه في جبال الأطلس، وندرته في أقاصي غربي القارة.
    ويعتقد بوجود نحو 30 نويعاً، لكن تساؤلات كثيرة تحوم حول مصداقية ذلك. ومن النويعات التي كانت منتشرة في الشرق الأوسط وأصبحت نادرة اليوم: النويع Panthera pardus nimr في الجزيرة العربية، وP.p.jarvisi في صحراء سيناء، وP.p.saxicolor في منطقة إيران وأفغانستان. كما قلّت أعداد النمور في جنوب شرقي آسيا والهند بسبب صيدها من أجل فرائها وبسبب تدهور البيئة التي كانت تعيش فيها بسبب النشاط الإنساني. ومن النمور التي أصبحت نادرة أيضاً بسبب النشاطات البشرية النمر الكوري P.p.orientalis الذي يُعرف أيضاً باسم نمر آمور Amur leopard.
    حسن حلمي خاروف

  5. #465
    النمل

    النمل ants مجموعة من الحشرات تنتمي إلى فوق فصيلة النمليات Formicoidea ورتبة غشائيات الأجنحة Hymenoptera التي تضم أيضاً النحل والزنابير.
    يُعدّ النمل - كما في غالبية أفراد الرتبة - ثاني أكبر الجماعات الحشرية من حيث تطور السلوك الاجتماعي. فجميع أنواع النمل بلا استثناء اجتماعية بطبعها، وتدوم مستعمراتها سنة بعد أخرى.
    هناك العديد من أنواع النمل المختلفة، تفوق في عددها أنواع الحشرات الاجتماعية مجتمعة، باستثناء النمل الأبيض [ر: الأرَضَة] من رتبة متساويات الأجنحة. وتنتشر أنواع النمل في أنحاء المعمورة كافة، من القطبين إلى خط الاستواء.
    وصفها
    يمتاز النمل بتَحَوُّرٍ في القطعة البطنية الأولى التي تضيق، مكونة خصراً propodium واضحاً، وتستدق القطعة البطنية الثانية مشكلة سويقة petiole تربط الخصر بالصدر. وينتهي الخصر عادة بجزء كروي، كما يحمل على سطحه العلوي سناماً. وهذا الترتيب لا يوجد في أي من الحشرات الأخرى التي يكون فيها البطن ذا خصر مثل أنواع الزنابير. الرأس حر الحركة، والعيون المركبة كبيرة، والبسيطة ثلاث عيون تقع في مقدمة الرأس، وقرون الاستشعار مرفقية، وأجزاء الفم ذات فكوك علوية (فقيمات)mandibles تستخدم للقطع أو المضغ كما تستعمل للنقل والحفر والحمل أو القبض على الفريسة. أما الفكوك maxillae السفلية (الفكوك) فتستعمل لارتشاف السوائل؛ إذ يقوم النمل بتفتيت الغذاء وتحطيمه بفكوكه العلوية القوية واستخلاص عصارته. ولا يتغذى النمل أبداً بأغذية صلبة بل يقوم بتحويلها بعد استخلاص عصارتها إلى فتات كروية تُرمَى خارج مستعمراتها. والصدر الأوسط متضخم متداخل مع الصدر الأول والأخير والقطع الأولى من البطن، والأرجل طويلة مستدقة، والأجنحة - إن وجدت - شفافة قليلة العروق، وهي لا توجد إلا عند الذكور والإناث الخصبة (الملكات) التي تكون أكبر حجماً من الذكور. أما بقية أفراد المستعمرة فتسمى الشغالات (العاملات)، وهي إناث غير مجنحَة وعقيمة. وقد تتمايز بعض الشغالات حجماً، مشكلة الجنود التي تدافع عن المستعمرة.
    يرقات النمل رخوة تبقى عديمة الأرجل لأن لها مدلول خاص في علم الحيوان، تشبه يرقات النحل، وتوجد العذارى حرة ضمن شرانق حريرية رهيفة.
    حياة النمل الاجتماعية

    الشكل (1) عش نمل الخشب Formica rufa والملكة والذكرومراحل تطوره
    النمل أساساً من الحشرات الأرضية، يعيش تحت سطح التربة، ولو أن بعضه يقوم بتجميع ذرات التراب وبناء أكَمات صغيرة أو كبيرة تشاهد فوق سطح الأرض. كما أن بعضه الآخر يفضل المعيشة في أنفاق تُصنَع من الخشب مثل نمل الخشب (الشكل 1). ولا يبني النمل - كما هي الحال في النحل - أقراصاً للعسل، فهو يخزن طعامه وطعام صغاره في حجرات خاصة.
    وتتكون مستعمرات النمل من دهاليز وأنفاق تمتد أحياناً عدة أمتار تحت سطح الأرض، وينتهي بعضها بحجرات تستعمل للحضانة أو لتخزين الطعام أو تستعمل لأغراض أخرى. وقد تسببت معيشته تحت الأرض أو ضمن الأنفاق في استغنائه عن الأجنحة بصورة كبيرة لعدم الحاجة إليها في هذه الظروف. وقد عَوَّض النمل عن فقدان أجنحته بأن أصبح أكثر الكائنات الجارية (التي تجري) نشاطاً في الحركة في عالم الحشرات.
    وتختلف مستعمرات النمل في عدد أفرادها حسب النوع. ففي بعضها لا يزيد عدد أفراد المستعمرة (الشغّالات) على 12 فرداً، وقد تصل في مستعمرات أنواع أخرى إلى عشرات ومئات الألوف.
    تبدأ مستعمرة النمل من الملكة (وهي أنثى خصبة) التي تعود بعد قيامها بطيران التزاوج؛ إذ تقوم الذكور والإناث المجنحة - التي تُشاهد وهي تطير بأعداد هائلة مع نهاية الصيف - بترك مستعمراتها في طيران تزاوجها الذي يحدث في الهواء، والذي كثيراً ما يحدث بين أفراد المستعمرات الأخرى. تسقط الملكة بعد إخصابها على الأرض وتتخلص من أجنحتها، وهي إما أن تعود إلى مسكنها الأصلي لتعيش إلى جانب أمهاتها، ومن ثمّ يكون للمستعمرة عدد غير محدود من الملكات، أو تدخل مستعمرة أخرى غير الأصلية، أو تبني لنفسها مستعمرة جديدة، وعندها تقوم الملكة بحفر فجوة في التربة تغلقها على نفسها وتظل في عزلة حتى تبدأ بوضع البيض. تعيش الملكة وتغذي اليرقات الخارجة من البيض بما تخزنه في جسمها إلى حين تَحَوُّل اليرقات إلى عذارى معطية الحشرة الكاملة.

    الشكل (2) النمل الحاصد

    الشكل (3) نمل العسل
    ينتج من جميع البيض في نهاية الأمر شغالات، وهي نمل عقيم عديم الأجنحة. تقوم الشغالات مباشرة بمهام جمع الغذاء وتوسيع حجم المستعمرة وحضانة أفراد المستعمرة الجديدة والملكة أو الملكات التي تقوم باستمرار - ولفترة طويلة تقارب ثمانية عشر عاماً - بوضع البيض. تضع الملكات في نهاية الصيف بيضاً ينتج منه إما ملكات جديدة أو ذكور خصبة تتميز بأجنحتها النامية. تقوم الذكور والملكات بترك المستعمرة والطيران حيث يتم تلقيح الملكات من قبل الذكور التي تموت، لتعيد الملكات دورة حياتها بإنشاء مستعمرات جديدة أو توسيع مستعمرات قائمة.
    تتميز مستعمرات النمل بتطور المعيشة الاجتماعية الشبيهة جداً بالتجمعات السكنية للإنسان. فبعض النمل تستخدم شغَّالاتها لخزن الغذاء، فبطن الشغالات قابل للتمدد بحيث يمكن ملؤه بالأغذية واختزانها. وعندما تحتاج النملة إلى الغذاء تلجأ إلى المخزن لتستعيد الغذاء منه بتقيئه، مثل النمل الحاصد (الشكل 2) ونمل العسل (الشكل 3)، إلى جانب قيام أنواع أخرى باستخدام كائنات أخرى مصدراً لغذائها، مثل الأنواع التي تستحلب المنوغيرها من الحشرات.
    وتقوم أنواع أخرى بمعيشة اجتماعية أعقد وأكثر تنظيماً، كالنمل القاطع للأوراق الذي يقوم باستخدام أجزاء الأوراق المجموعة لتنمية مستعمرات من الفطر تستخدم مصدراً لغذائه. كما تقوم أنواع أخرى باستعباد أنواع أخرى من النمل واستغلالها لتقوم بالعناية بالمستعمرة. ولا يخفى تغذي بعض أنواعها على الحيوانات، حية أو ميتة، أو التغذي بالثمار أو حبوب اللقاح أو بجذور النباتات التي تتقاطع مع أعشاشها.
    تنوعها
    من أهم فصائل النمل فصيلة البونوريدات Ponoridae الذي تبني مساكنها في جذوع أشجار مقطوعة أو في التربة أو تحت الحجارة أو الصخور، وهي تتغذى باللحم. وفصيلة الميرميسيات Myrmicidae وأنواعها شائعة تمتاز بخصرها الذي يتكون من قطعتين، ومن أشهرها النملة الفرعونية الشائعة في معظم أرجاء المعمورة. ومن أكبر فصائل النمل فصيلة النمليات Formicidaeواسعة الانتشار، ويعيش معظم أنواعها في تجاويف في الخشب، كما تبني الروابي الترابية والتي ترى في الحقول والغابات وعلى مفارق الطرق وفي الحدائق والشوارع تحت الأرصفة وقواعد الجداول.
    أهميتها الاقتصادية
    تُعدّ بعض أنواع النمل آفة من الآفات المنزلية والزراعية. فقد تهاجم المطابخ والمطاعم ومستودعات الأغذية بأعداد كبيرة بحثاً عن الطعام. كما تقوم بعض الأنواع بالتدخل في عمليات مكافحة بعض الآفات مثل المن والحشرات القشرية؛ إذ تقوم بحمايتها من تدخل المفترسات والمتطفلات، كما يقوم بعضها بنقل المن من عائل إلى آخر للحفاظ على حياته.
    ويضم النمل العديد من الأنواع التي تأكل النباتات مثل النمل الحاصد الذي يجمع البذور. كما تتحول بعض الأنواع إلى مفترسات تفترس الحشرات والعناكب حتى الحيوانات الصغيرة.
    وأكثر الأنواع إرباكاً وإزعاجاً للإنسان الأنواع التي تهاجم المخازن والمستودعات والمنازل متطفلة على مخازن الأغذية، أو مُلحِقةً أضراراً بالأقمشة والأخشاب. ويقوم بعض النمل إذا ما أُزعِج بِعَضِّ أرجل الأطفال والكبار بشراسة، كما يفرز بعض الروائح المنفرة والمميزة مانحاً للأطعمة فيكسبها رائحة خاصة غير مرغوبة، مما يضطر إلى القيام بعمليات مكافحتها باستخدام المبيدات الحشرية. ولا يُنسى وقوع النمل فريسة لأعداد كبيرة من الحيوانات مثل طائر نقار الخشب والزواحف والحشرات والحيوانات آكلة النمل.
    أحمد زياد الأحمدي

  6. #466
    النُمْليتات

    النُمْليتات Nummulites حيوانات بحرية قاعية كلسية الدرع دقيقة النخاريب من المنخربات[ر] Foraminifera أحادية الخليةصغيرة القّد. كانت تعيش على قيعان البحار القليلة العمق بين 50 - 150م. حُفِظَت قواقعها الكلسية في الصخور الرملية والكلسية التي تعود إلى القسم الأسفل من الحقب الثالث أو ما يُعرف بدور الباليوجين أي ما قبل 57- 24 مليون سنة. ولذلك تُعدّ قواقعها المحفوظة في الصخور من المستحاثات المميّزة لهذا الزمن الجيولوجي حتى إنّه سُمّي بالدور النُمْليتي nummulitiqueالمرادف لدور الباليوجين.

    الشكل (1)
    الجنس نُمليتِس: إلى اليسار منظر القوقعة تُرى على سطحها شبكة الخيوط، وإلى اليمين مقطع استوائي يوضح المساكن والحواجز والمسكن الأولي الكبير والصفيحة الحلزونية.
    سميت النُمْليتات بهذا الاسم اشتقاقاً من الكلمة اللاتينية nummus التي تعني الفََـلْس (وجمعه الفُلوس أي خاتم الجزية) ومن الكلمة اليونانية lithos وتعني الحجر أي الفلوس الحجرية، لذلك تسميها بعض المراجع بالفلسيات.
    تنتمي النُمْليتات إلى فصيلة نُموليتيدهNummulitidae من رتبة المنخربات. وهي تتضمّن ثلاث فُصيّلات (تحت فصائل) أهمها فُصيّلة نُمليتينه Nummulitinae التي تضم خمسة أجناس أهمها الجنس نُمليتس Nummulites (الشكل 1)، الذي يمثل الجنس النموذجي في فصيلة نُموليتيده ومنه اشتُق اسمها، ظهرت أنواعه في بداية الإيوسين وانقرضت في الأوليغوسين. وكذلك الجنس أسّيلينا Assilina وتُمَيِّز أنواعه رواسب الإيوسين. والجنس أوبركولينا Operculina الذي عُثر على أنواعه في رواسب الدور الكريتاسي وما زالت بعض أنواعه تعيش في العصر الحالي إذ توجد حالياً في البحر الأحمر والمحيط الهندي والهادئ.
    بنية القوقعة

    الشكل (2) رسم تخطيطي لأحد أنواع الجنس نمليتس يظهر فيه جزء من المقطع الاستوائي وجزء أزيلت منه طبقة الجدار الخارجية
    تتشكل قوقعة النُمْليتات نتيجة التفاف صفيحة منثنية على هيئة قوس حول محور يخترق أول المساكن المتشكّلة أو المسكن الجنيني (الشكل2). ويكون الالتفاف خفيّاً، أي إنّ الالتفاف الأخير يخفي الالتفافات السابقة جميعها ويغطيها. تشكّل هذه الصفيحة المنثنية جدار القوقعة وتُحَدِّد بين التفافاتها المتعاقبة حيّزاً فارغاً يسمى القناة الحلزونية canal spirale. يتألف جدار القوقعة من طبقة خارجية كلسية مثقّبة وثخينة تشكّل الصفيحة الحلزونية lame spirale (الشكل 2)، تخترقها قنوات دقيقة تتفرّع على نحو غير منتظم. أمّا الطبقة الداخلية فهي كلسية غير مثقّبة وتشكل الهيكلالداخلي endosquelette. تصبح الصفيحة الحلزونية ثخينة في قمة الصفيحة المنثنية على شكل قوس أي على محيط الشكل العدسي للجنس نُموليتس لإعطاء ما يُسمى بالحبل الهامشي corde marginale. تنثني الطبقة الداخلية بدءاً من أرضية القناة الحلزونية، وتلتحم على سقف القناة الحلزونية مشكّلة ما يُسمى بالحاجزcloison (الشكل2). ويتم هذا الانثناء على أبعاد متساوية يختلف طولها باختلاف الأنواع. تظهر القناة الحلزونية نتيجة لذلك مقسّمة بحواجز إلى مساكن أو حجرات loges متعاقبة. تختلف درجة ميل الحواجز وكذلك عددها حسب الأنواع المختلفة. يوجد في قاعدة كل حاجز وعلى مستوى تناظر القوقعة فتحة صغيرة مستديرة تتيح الاتصال بين المساكن المتعاقبة. تفقد الحواجز على جانبي مستوى التناظر أشكالَها المنتظمة وتتخذ مسارات متعرّجة تختلف باختلاف الأنواع. يشكل أثر مسارات الحواجز على الصفيحة الحلزونية الخيوط أو الشبكات الحاجزية filets cloisonnaires. وتظهر هذه الخيوط أو الشبكات الحاجزية على سطح القوقعة على هيئة خطوط مشعّة مستقيمة أو ملتوية أومتعرّجة أو شبكية.
    تُلاحظ لدى بعض أنواع النُمْليتات تشكيلات كتلية كلسية غير مثقّبة تنطلق من داخل القوقعة نحو السطح الخارجي تدعى الدعائم pilliers. ويختلف طول هذه الدعائم، كما تختلف ثخانتها، وتخترق عدداً مختلفاً من دورات التفاف القوقعة، كما أنّ مظهرها وتوزعها يختلف على سطح القوقعة باختلاف الأنواع. تظهر الدعائم على سطح القوقعة بهيئة حبيبات على الصفيحة الحلزونية.

    الشكل (3) مخطط لمقطعين استوائيين في الجنس نمليتس يوضح ظاهرة المثنوية الشكلية. قوقعة صغيرة ذات مسكن أولي كبير mégalosphérique أو الشكل 1 (إلى اليمين) وقوقعة ذات مسكن جنيني صغير microsphérique أو الشكل 2 (إلى اليسار).
    يؤدي تعاقب الأجيال الجنسية واللاجنسية عادة إلى اختلاف شكل قوقعة أفراد النوع الواحد (الشكل3) يُعرف بظاهرة المثنّوية الشكليةdimorphisme. وهي تظهر في قَدّ المسكن الجنيني أو الأوّلي وقَدّ القوقعة في الجيلين. وقد اصطلح أن تسمّى القوقعة الصغيرة ذات المسكن الأولي الكبير بالشكل A، والقوقعة الكبيرة ذات المسكن الجنيني الصغير بالشكل B. وقد وصف الشكلان A وB في الأصل باسمين مختلفين قبل اكتشاف ظاهرة المثنّوية الشكلية، فالنوع نُمليتس بلانولاتوس Nummulites planulatus - الذي هوالنوع نُمليتس إليغانس N.elegans - يميّز الإيوسين الأسفل ويكتب عادة على الشكل نُموليتس بلانولاتوس - إليغانس.
    دور النُمْليتات الستراتيغرافي (الطبقي)
    تمثّل النُمْليتات مجموعة من المنخربات المهمة بصورة خاصة من ناحية دراسة ستراتيغرافية (طبقية) القسم الأسفل من الحقب الثالث. إنّ مستحاثاتها غزيرة جداً في دور الباليوجين الذي يُعرف أيضاُ بالدور النُمْليتي. ويبدو أنّ النُمليتات أفضل المستحاثات التي تتيح إقامة تزامن بين رواسب الباليوجين المتباعدة التي ترسبت في الأقاليم التي كان يحتلها بحر الميزوجيه Mésogée أو التثيس Théthys حيث كانت توجد مراكز انتشارها وخلّفت طبقات صخرية ثخينة غنية جداً بالنمليتات. إنّ غزارتها وسرعة تطور أنواعها جعلت من هذه المنخربات أدوات قيّمة لستراتيغرافية (الطبقية) الباليوجين. فقد استُعملت هذه النُمْليتات في مقارنة مقاطع الباليوجين في سورية وفي مضاهاتها، وخاصة في منطقتي التل ومنين قرب دمشق. فقد وجد في هاتين المنطقتين أحد أنواع النُمْليتات، وهو نُمْليتس جيزيامسيس Nummulites gizehemsis الذي يراوح قطر قوقعته من 6 - 7سم ويعدّ من أكبر أنواع النُمْليتات، ويميّز قمة الإيوسين الأوسط.
    فؤاد العجل

  7. #467
    النورات


    الشكل (1) نماذج النورات البسيطة
    أ. النورة العنقودية، ب. النورة السنبلية، ج. النورة العذقية، د. النورة الخيمية، هـ. النورة الرؤيسية، و. النورة السنمية المستقيمة، ز. النورة السنمية المتعاقبة، ح. النورة السنمية وحيدة الجانب العقربية، ط. النورة السنمية ثنائية الجانب. النورات من أ إلى هـ نورات غير محدودة جابذة. النورات من و إلى ط محدودة نابذة.
    النَّوْرَة inflorescence مجموعة الأزهار المرتبة بطريقة محددة وثابتة في النوع النباتي الزهري الواحد. والنورات متفاوتة التعقيد، منها ما تُشَبَّهُ بالخيمة كما في نورة الجزر، ومنها سنبلية الشكل كما في نورة القمح، ومنها كتل مكونة من مجموعات من الأزهار الصغيرة المنتظمة كما في رؤيس الفصيلة المركّبة. وقد تكون النورة وحيدةالزهرة النهائية كما في نبات التوليب Tulipa، أو تكون وحيدة الزهرة الجانبية كما في نبات الونكاVinca والأناغاليس Anagallis.
    ومن النورات ما تكون بسيطة غير محدودة النمو indéfinie وحيدة القدم monopodique (راجع الشكل 1: أ، ب، ج، د، هـ) مكونة من محور مركزي قادر على استمرار نمو قمته الخضرية المولدة دوماً أزهاراً جانبية حديثة تليها أزهار قديمة في أسفل محور النورة، يسمى هذا النموذج من النورات مركزي التوجه أو جابذاً centripète (من أمثلته: العنقود والسنبلة والعذق والعثكول). ومنها ما تكون بسيطة ومحدودة النمو definieمدغمة القدم sympodique مكونة من محور مركزي محدود نمو القمة الخضرية المولدة دوماً زهرة نهائية تتفتح قبل الأزهار الجانبية الحديثة (الشكل 1: و، ز، ح، ط)، يسمى هذا النموذج من النورات خارجي التوجه أو نابذاً centrifuge. من أمثلته: السنمة ثنائية الجانب، والسنمة البوقية، والسنمة العقربية، وهنالك كثير من المراحل الانتقالية بين النموذجين.
    وبعض النورات مركّبة مثل العناقيد المركبة في العنب واليوكا Yucca والسنابل المركّبة في النخيل. والشماريخ thyrses هي عناقيد معقدة فروعها الوسطى أطول من الفروع العليا والسفلى كما في نورة الليلك Syringa vulgaris ، والعثكول panicule هو عنقود من السنابل البسيطة أو المركّبة في الشوفان.
    النورات غير محدودة النمو أو الجابذة

    الشكل (2) بعض نماذج النباتات بسيطة النورات.
    أ. النورة العنقودية في نبات الزئبق، ب. النورة السنبلية في الغلاديول، ج. النورة العذقية في حليب الطائر Ornithogalum، د. النورة الخيمية في البوط Bitomus، تلاحظ في هذه النماذج الأربعة البراعم الزهرية في الأعلى والأزهار المتفتحة في الأسفل، هـ. النورة السنمية المستقيمة في السوسن حيث تتفتح الزهرة القمية تليها الزهرة الثانية والثالثة السفلية، و. النورة السنمية ثنائية الجانب في نبات الايرتريا Erythraea من الفصيلة الجانسيانية، ز. النورة السنمة وحيدة الجانب العقربية في الفصيلة الحمحمية
    يمثل العنقود grappe النموذج الأساسي للنورات غير محدودة النمو الذي تشتق منه أربعة نماذج هي: النورة السنبلة épi والنورة العذقcorymbe والنورة الخيمة ombelle والنورة الرؤيس capitule.
    تُحمل الأزهار في العناقيد فوق معاليق pédoncules متساوية الطول محمولة على محور مركزي آخذة شكلاً هرمياً كما في عناقيد الزنبق Lilium وفم السمكة Antirrhinum والريبيس Ribesوالريزيدا Réséda.
    النورة السنبلة تتكون من أزهار معاليقها الزهرية شديدة القصر، لاطئة الأزهار كما في نورات الفصيلة النجيلية[ر] Gramineae. حيث تستبدل بالطلائع الورقية في هذه الفصيلة الغلوم العلوية (العصفة أو العصافة أوالقنبعة) والغلوم السفلية، وتتوضع اللمة (العصيَّفة) والبالية في قاعدة كل محور زهري يحمل في نهايته فليستين.
    والنورة السنبلة في الفصيلة القلقاسية Araceae مكونة في الأروم Arum من أزهار لاطئة متوضعة على طول محور بدين يدعى الطلعة أو السباديسة spadice في قاعدتها أزهار مؤنثة عديمة الكم، تليها أزهار عقيمة تفصلها عن الأزهار المذكرة المتبوعة بدوارة من الأزهار العقيمة المتبوعة بمحور بدين عديم الأزهار يعرف بالهراوة massue، ويحاط المجموع بقنابة كبيرة زاهية الألوان في بعض الأحيان تسمى السباط spathe أو الكافور أو الكفرى.
    والنورة العذق في الإجّاص والكرز والبيلسان مكونة من عنقود قصرت معاليقه العليا، وطالت معاليقه السفلى، فأصبحت أزهاره جميعها في مستوٍ واحد. وهنالك جميع النماذج الانتقالية بين النورة العنقود والنورة العذق.
    والنورة الخيمة في الجزر والكمون والكزبرة والشمرة تأخذ شكل مظلة مقلوبة نمت معاليق أزهارها من نقطة واحدة تتجه إلى أعلى آخذة شكل خيمة. تشكل القنابات المحيطة بقاعدة المعاليق ما يعرف بالقناب involucre. من النورات الخيمية ما تكون بسيطة ومنها ما تكون مركّبة. تتميز بعض النورات الخيمية بوجود زهرة مركزية في نهاية المحور الرئيس، والتي تكون ملونة في نورة الجزر، تتفتح مع تفتح الأزهار المحيطية مكونة نورة محدودة مشتقة من أصول سنمية.
    والنورة الرؤيس في عباد الشمس والبابونج والأنكنار ناتجة من الانكماش الكلي لجميع المحاور الزهرية حيث تستقر الأزهار فوق صفيحة متكونة في نهاية المحور المركزي. من الرؤيسات ماتتكون من عدد كبير من الأزهار التي يمكن أن يصل عددها إلى20000 زهرة. توجد النورات الرؤيسية في أغلب أنواع الفصيلة المركّبة[ر] كما توجد في جنس القِرْصَعَنَّة Eryngiumمن الفصيلة الخيمية وفي الدبساكوس Dipsacus والسكابيوزا Scabiosa والزيوان Cephalaria syriaca من الفصيلة الدبساسيةDipsaceae، وفي الفيتوما Phyteuma والجازيوني Jasione من الفصيلة الجريسية، وفي الفصيلة الإيريوكولاسية Eriocaulaceae من النباتات أحاديات الفلقة. تتكون غالبية الرؤيسات من نورات غير محدودة جابذة تتفتح فيها الأزهار المحيطة قبل الأزهار المركزية بينما تتفتح الرؤيسات في الفصيلة الأمبروزياسية Ambrosiaceae بطريقة مغايرة مشيرة إلى بنية زهرية محدودة نابذة من أصول سنمية cymeuse. من الرؤيسات ما تأخذ شكل زهرة بسيطة، فزهرة المرغريت - على سبيل المثال - مكونة من أزهار لسينية محيطية توافق البتلات، ومن أزهار أنبوبية توافق الأسدية. تتوضع أزهار أغلب الرؤيسات فوق قرص مسطح عمودية على المحور الرئيس للنورة كما في نورة عباد الشمس، كما تتوضع بعض أزهار الرؤيسات في نهاية محور أسطواني أو مخروطي كما في القنطريون Centaurea والقرصعنة، كما توجد نماذج كثيرة محصورة بين النورة السنبلة والنورة الرؤيس. وترتبط نورة التين المسماة سيقونة syconium بالنورات الرؤيسية حيث تحتل الأزهار الأنثوية مركز التينة اللحمي، ويشغل المحيط بأزهار مذكرة.
    النورة الخيمة البسيطة نادرة، وتسود النورات الخيمة المركّبة المكونة من خييمات ombellules في قاعدتها قنيبinvolucelle.
    ويمكن للنورات الرؤيسية أن تجتمع وفق أنماط أخرى من النورات، ففي زمرة المركبة الشعاعية Composées-radieae تجتمع الرؤيسات في عذق ما دعا إلى تسميتها عذقية الأزهار Corymbifloes. وتوجد في الفصيلة النجيلية[ر] نماذج متعددة من النورات المركبة ممثلة بسنبلة السنيبلات.
    النورات البسيطة المحدودة أو النابذة (السنمات cymes)

    الشكل (3) يوضح اشتقاق أبرز منماذج النورات
    أ. نموذج أساسي، ب، ج، د، نماذج نورات مغلقة مشتقة من النموذج الأساسي أ، ي، ك، ل، م، ن، ص، نماذج نورات مفتوحة مشتقة من النموذج الأساسي أ،ب، زهرة بسيطة، ج. نورة طرسوس thyrsus، د، و، هـ، نورة ثنائية الشعب، و. منظر جانبي لسنمة بوقية، ز. منظر أساسي لسنمة بوقية، ح. منظر جانبي لسنمة عقربية، ط. منظر أساسي لسنمة عقربية، ي. عثكول (بانيكول) مفتوح، ك. عنقود، ل. خيمة، م. سنبلة، ن. سبط، ص. رؤيس.
    يعتقد أن النورات المحدودة أو النابذة هي الأقدم من ناحية تكوين سلالة النورات:
    ففي (أ) من الشكل (3) نموذج من العثكول المغلق يمثل نورة نبات الكوبية العثكولية Hydrangea paniculata المعروفة في عامية دمشق أرطاسيا (وهي باسم سيدة كانت زوجة ساعاتي معروف في باريس).
    وفي (ج) من الشكل (3) نورة العثكول المغلق المتصالب decussate في نبات السيرنغا Syringa المعروف في بلاد الشام بالليلك أو الليلج المتميز بوضع قناباته بطريقة متقابلة ومتصالبة.
    وفي (ب) من الشكل (3) يمكن لهذه النورات المغلقة كثيرة الفروع التحول إلى نورات بسيطة بطرائق عديدة مؤدية في مراحلها النهائية إلى تكوين محاور وحيدة الأزهار كما في أزهار الخشخاش Papaver والبيونيا Paeonia والطروليوس Trolliusوالحبة السوداء Nigella.
    وفي (ج و د) من الشكل (3) تقوى الفروع الجانبية مكونة نورة سنمية ثنائية الشعب dichasium موضحة في سيتوناتcyathia (مفردها سيتونة cyathium) كثيراً من أنواع رتبة الفربيونيات[ر] وفي كثير من أجناس القرنفليات[ر] كما في كلي العظامHolosteum (إشارة إلى ساقه المكونة من سلاميات).
    وفي (هـ - و - ز - ح - ط) من الشكل (3) تضعف الفروع الجانبية مكونة أربعة نماذج من السنمات وحيدة الشعبmonochasium؛ منها السنمة المروحية المسماة الربد rhipidium الموجودة في كثير من أنواع السوسن Iris (الشكل 3، ط)، والسنمة المسماة المنجل والمسماة الدريبان drepanium الموجودة في الأسل البوفوني Juncus bufonius (الشكل 3، ز)، والسنمة البوقhelioid كما في (الشكل 3، و) الموجودة في الهيباريقون Hypericum، والسنمة العقرب (الشكل 3، ح). كما في فالق الصخرSaxifraga cymbalaria والسيلين Silene pendula وجزء من نورات الفصيلة الحمحمية[ر] مثل أذن الفأر Myosotis والسنفيSymphytum والفصيلة البدينة Crassulaceae كالسدم Sedum والحي عالم Sempervivum.
    أنور الخطيب

  8. #468
    النوع

    النوع espèce تسمية حديثة واسعة الاستعمال للدلالة على وحدات تصنيفية صغيرة، وهو في علوم الحياة: مجموعة أفراد من كائنات حية متشابهة تطلق عليها تسمية واحدة.
    الحدود الشائعة للنوع غير واضحة الدلالات والأبعاد، فهي تميز أنواع القطط من أنواع الكلاب، كما تُمَيَّز ضمن هذه الأنواع كلاب الصيد وكلاب الحراسة وغيرها. وتقسم الضفادع إلى أنواع بنِّية وأخرى خضراء. ويقسم البشر - عادة وبطريقة غير علمية - إلى أنواع (أو أجناس أو عروق) الأبيض والأسود والأصفر والأحمر. وتختلف أسماء الأنواع وحجمها من مكان إلى آخر.
    وأما الحدود العلمية للأنواع فهي توضح باستعمال كلمتين لاتينيتين تطلق الأولى على الجنس وتدل الثانية على النوع مثال ذلك الإنسان العارف Homo sapiens، والحور الأبيض Populus alba والورد الدمشقي Rosa damascena.
    وقد تتفق الحدود الشائعة للأنواع مع الحدود العلمية، كما في اتفاق التسمية الشائعة لطيور المسطحات العليا في غينيا الجديدة التي حَدَّدت في المنطقة 137 نوعاً، في حين حددت التسمية العلمية التي وضعها علماء الطيور 138 نوعاً.
    تُقَدَّر الأنواع التي تعيش حالياً فوق كرتنا الأرضية بقرابة أربعة ملايين، المعروف منها قرابة نصفها، يقابل كل نوع نباتي قرابة ثمانية أنواع حيوانية.
    يتعرف علماء النبات وعلماء الحيوان الأنواع النباتية والحيوانية لمنطقة من المناطق، أو لبلد من البلدان بيسر باستعمال الأفلورات flora (كتب جرد نباتات منطقة) والفونات fauna (كتب جرد حيوانات منطقة). فبعض الأنواع تكون سهلة التحديد، وبعضها الآخر يتطلب كثيراً من الدقة بسبب عدم تطابق شكل الفرد المُقَارَن بالفرد المعروف المعتمد للمقارنة، وهكذا يُسمى مختصرو عدد الأنواع المُجَمِعين réunisseures، كما يطلق اسم المُفَتِتون pulverisateurs على المُجَزِّئين لعدد الأنواع وذلك بالاعتماد على تفاصيل الألوان والأبعاد مُكَونين أنواعاً جديدة. فورود الشرق وأوربا تضم 5549 نوعاً لدى المفتتين في حين تضم الورود المنتشرة في جميع أنحاء العالم لدى المجمعين 211 نوعاً.
    تطور مفهوم النوع
    تطور مفهوم النوع في ثلاثة أطوار: طور ثبات الأنواع، وطور حركية الأنواع وتطورها، وطور كشف العروق الجغرافية والوحدات تحت النوعية.
    طور ثبات الأنواع: امتد الطور الأول المعتمد على فكرة ثبات الأنواع حتى بداية القرن التاسع عشر معتمداً مفهوم خلق الأنواع وثباتها. فالنوع وِحْدة خلقت وحدها من دون وجود أي علاقة بينها. وقد آمن لينيه[ر] بثبات عدد الأنواع المخلوقة منذ القدم ورسم حدودها باعتماده التسمية الثنائية. واعتمد كثير من علماء الحياة في تحديد الأنواع على معيار الشكل أو التشابه ومعيار التزاوج أو التصاهر. وهكذا يصبح النوع مجموعة أفراد متشابهة وقابلة للتزاوج فيما بينها.
    طور حركية الأنواع وتطورها: يتمثل هذا الطور بما نادى به لامارك[ر] الذي عرَّف النوع بمجموعة من الأفراد المتشابهة المتكررة في الظروف نفسها، وأن حركية الأنواع وتطورها ناتجان من اختلاف الشروط البيئية.
    طور كشف العروق الجغرافية والوحدات تحت النوعية: ويتمثل بإدخال دور المكان الجغرافي في تغيير الأنواع الأمر الذي يُكَوِّن العروق races أو النويعات subspecies، ففي هذا أُهمل دور الشكل ودُعِّم دور الحاجز الجنسي المميِّز للأنواع.
    معايير تحديد الأنواع
    يرتكز تحديد الأنواع على معايير شكلية أي مورفولوجية ومعايير مزجية أي تزاوجية.
    المعايير الشكلية المورفولوجية لتحديد الأنواع
    يعد النوع وفق هذه المعايير وحدة شكلية لا تتغير، وهذا ما يساعد عملية تعرف الأنواع المرسومة أشكالها على جدران مغاور ما قبل التاريخ. ولكن هذا المعيار لا يصلح في حالة تعدد الشكلية polymorphisme وثنائية الشكلية dimorphisme، فدعسوق coccinelle الأداليا ثنائية النقط Adalia bipunctata له أشكالُ سود منقطة بالأحمر وأخرى حمر منقطة بالأسود. وتوجد الثنائية الشكلية بين الذكر والأنثى في كثير من الحالات، كما أن أفراد كثير من مجموعات الحشرات مختلفة فيما بينها. وهنالك ثنائية شكلية فصلية التي تميز أشكال فراشات الربيع من فراشات الصيف ضمن النوع الواحد.
    وبالمقابل هناك حيوانات موحدة الشكل منتسبة إلى نوع واحد. فدودة البطن المتطفلة على الإنسان Ascaris lumbricoidesلها شكل دودة البطن نفسه المتطفلة على الخنزيرِ A.Suum ولا يمكن تمييزهما إلا بالمضيف المُتَطَفل عليه. وهناك أعداد كثيرة من القشريات Crustacées تبدي تعددية شكلية لونية polychromatisme متكيفة مع لون القاع الذي تعيش فوقه.
    ويمكن ربط المعيار الشكلي بالمعيار الصبغي chromosomique كما هي الحالة في ذبابة الخل Drosophila، فهنالك ستة أنواع من ذبابة الخل مختلفة بعدد صبغياتها وأبعادها وأشكالها ولكن نوعين منها فقط متشابها الصبغيات وهما D.melanogasterوD.simulans. ويمكن تعميم ذلك على الاختلافات المناعية والمصلية. وهكذا يُستنتج أن المعيار الشكلي لا يمكن الاعتماد عليه في كل الحالات.
    المعايير المزجية (التزاوجية) لتحديد الأنواع
    ترتكز المعايير المزجية على قابلية تلقيح أفراد النوع الواحد، التي تعني تلقيح البيضة بالنطفة وتكوين بيضة ملقحة قادرة على الحياة وتكوين فرد مكتمل. يتوضح هذا المعيار في الثدييات وفي تكوين أنغال عقيمة ممثلة بالبغل الناتج من تهجين الحماربالحصان إذ يتكون البغل العقيم والبغلة الخصبة. ويكون الأمر على النقيض من ذلك في بعض الطيور والفراشات إذ يتكون الذكرالخصب والأنثى العقيمة. فالمعيار المزجي التزاوجي لا يمكن الاعتماد عليه في كل الحالات.
    المعايير الحديثة لتحديد الأنواع
    النوع مجموعة من الجمهرات populations أو الجماعات الطبيعية. وتتكون الجمهرة الطبيعية من أفراد مشتركة الموطنsympatriques أي تعيش في موطن جغرافي واحد تتمثل فيه الشروط البيئية المناسبة. وهكذا يكون للجمهرة الجينات المُحَدِّدة للشكل والوظيفة والكيمياء الحيوية والسلوكية النوعية. وهكذا يتكون النوع من أعداد متباينة من الجمهرات التي تحقق التواصل والتجانس التكويني الجيني بين الأفراد. تُعزل الجمهرات وتَتَكَون الأنواع الجديدة، أحياناً، عند ظهور عقبات تمنع مبادلة الجينات بين أفراد الجمهرات الطبيعية، وفي طليعتها مثلاً العزل الجغرافي.
    أقسام الأنواع أو التقسيمات تحت النوعية
    تقسم الأنواع في الدراسات الحديثة إلى قسمين: 1ـ أنواع وحيدة النمط monotypique ممثلة بأفراد موحدة الشكل والسلوك والظروف البيئية، ومثالها البط Spatula clypeata المنتشر في أغلب بقاع النصف الشمالي من الكرة الأرضية. 2ـ أنواع عديدة الأنماط polytypiques ممثلة بأفراد متباينة الأشكال والسلوك ومتقطعة انتشار الرقع الجغرافية، مكونة نويعات صغيرة أو تحت أنواع sous-espèces مختلفة الأوطان allopatriques .
    تُكَون النويعات (أو تحت الأنواع) أنماطاًً وليدة يمكن أن تتحول مع الزمن إلى أنواع مستقلة. وتلاحظ مراحل الانتقال من النويع إلى النوع في طيور رمح الماء (جنس طير طويل الريش يطير فوق البحار Larus argentatus وL.fuscus). فهذان النوعان المنتشران في أوربا الغربية مختلفان في لون الريش وشكل الأقدام حتى في السلوك فالواحد يتكاثر في الأراضي المنبسطة ويهاجر في الشتاء، والآخر يتكاثر فوق الشواطئ الصخرية ولا يهاجر، وهما يعيشان بجانب بعضهما ولا يتزاوجان الأمر الذي يجعل منهما نوعين متميزين.
    الأنواع الجوردانية والأنواع اللينيونية
    الأنواع الجوردانية jordanon وحدات صغيرة تحت نوعية اكتشفها عالم النبات الكْسيس جوردان A.Jordan ج(1814-1897) في مزرعته في مدينة ليون الفرنسية، في نبات الدرابا الربيعية Draba verna من الفصيلة الملفوفية Brassicaceae، والتي بلغ عددها الخمسين، كما تجاوزت المئتين في أوربا وآسيا. زرعت بذور هذه النويعات بجانب بعضها بعضاً مدة عشر سنوات فاحتفظت بفروقها تحت النوعية، الأمر الذي يرفعها إلى مستوى الأنواع الصغيرة.
    والأنواع اللينيونية Linnean وحدات تصنيفية كبيرة منسوبة تسميتها إلى لينيوس[ر] تضم وحدات جوردانية صغيرة.
    يسهل اليوم فهم الأنواع الجوردانية بعدها طفرات mutants تتكاثر بالتلقيح الذاتي المُكَوِّن لأفراد موحدة الأشكال.
    يجري تكوين الأنواع الجوردانية في عالم الحيوان بالطرائق التجريبية المعتمدة في التربية الحيوانية بتكرار التلقيح الذاتي بين أفراد شديدة القرابة للحصول على أنماط وراثية génotypes شديدة التجانس لتستخدم في عملية التهجين.
    مفهوم النوع في عالم النبات
    يرفض علماء النبات اعتماد العزل الجنسي لتحديد النوع لكثرة حدوث التهجين بين بعض الأنواع مثل أنواع الصفصافSalix وتوت السياج Rubus على الرغم من الاختلافات الشكلية والبيئية، وعدم وضوح العزل الجنسي إلا في الأنواع ثنائية المسكن (التي تتكون أزهارها المذكرة على شجرة غير الشجرة التي تتكون عليها الأزهار المؤنثة). كما أن التلقيح المغلق cléistogamieوالتكون البكري parthénogenèse كثير الانتشار في العالم النباتي إضافة إلى تكوين الهجن العقيمة، إضافة إلى تكون النسيلاتclones التي تُعَقدُ عمل علماء التصنيف النباتي في أجناس الطرخشقون Taraxacum والخميلة Alchemilla والهيرسوم Hieracium. ولهذا يعتمد معظم علماء النبات في تحديد النوع عادة على الاختلافات الشكلية وعلى الأنماط الظاهرية phénotypes.
    مفهوم النوع في علم المستحاثات
    يعتمد مفهوم النوع في علم المستحاثات على الدراسات الشكلية المورفولوجية فقط. فكثير من الأنواع المستحاثة تحدد أنواعها اعتماداً على وجود عينة واحدة فقط، ولتجنب هذه العثرة يقوم علماء المستحاثات بتحديد الأنواع بالاعتماد على تحديد الجمهرات (الجماعات) populations التي تطورت في المكان معتمدين على معايير بيئية وسلوكية. علماً أن عامل الزمن له دور كبير في تحديد الأنواع المستحاثة. ولكل نوع مستحاث تاريخ طويل لا يعرف قِيمَته إلا عالم المستحاثات. وهكذا تتكون الأنواع الزمنية chrono- espèces التي تمثل مسيرة سلالة مولدة من أصول متداخلة التلقيح.
    تكون الأنواع الجديدة
    يتطلب تكونُ نوع جديد انفصاله عن أرومة الأنواع المجاورة، ويتحقق هذا الانفصال بالعوامل الآتية وفي طليعتها:
    العزل الجغرافي: وهكذا عزل مضيق باناما الحيوانات البحرية الأطلسية عن الحيوانات البحرية الموجودة في المحيط الهادئ. كما أن انفصال القارات قد عدَّل في العوامل الجغرافية للأنواع القارية. كما أن حدوث الانهدام والأغوار يساعد على تكوين الوحدات النوعية الجديدة.
    وقد أدى تكون المحيط الأطلسي إلى فصل أمريكا الشمالية عن القارة الأوراسية وتكوين أنواع جديدة في هاتين القارتين مثل قندس أوربا Castor fiber وقندس أمريكا الشمالية C.Canadensis وقندس أمريكا الوسطى C.subauratus، فقندس أوربا أكبر مرتين من قندس أمريكا ولونه فاتح وجمجمته أصغر حجماً.
    العزل بتغير السلوك: ويتمثل بتغيير مضيف الطفيلي، كما في حشرة البسيلا Psylla من متجانسات الأجنحة Homoptèresالتي تضم نوعين متشابهين يتطفل أحدهما على الإجّاص، ويتطفل الآخر على الزعرور بسبب ارتباطه بسلوكه الغذائي، فالنوع الجديد لا يضع بيضه على المضيف القديم.
    العزل النفسي: ويتمثل بفقدان الجاذبية الجنسية فالترغل البري Streptopelia turtur الذي يلقح الترغل الأهلي S.Roseaيعطي بيضاً تحضنه أنثى التُرْغِل الأهلي مدة أسبوع ثم تترك حضانته للذكر البري الذي لا يقوم بالحضانة التي يقوم بها الذكرالأهلي.
    العزل بتغير وقت النضج الجنسي: ويتمثل بنضج الأسدية قبل نضج المدقات.
    العزل الآلي: ويتمثل في الحيوانات المدجنة التي يتعذر تلقيحها فيما بينها لاختلاف حجمها.
    العزل الخلوي: ويتمثل بعدم تناسق طول خيوط المآبر مع طول المدقات، أو عدم تناسق الأعداد أو الأطوال الصبغية للبيضة والنطفة.
    التغيرية وتعدد الأشكال تحت النوعية
    تتغير صفات النوع الكبير أي اللينيوني باختلاف اتصال المواقع الجغرافية أو انفصالها، واستمرار الشروط البيئية أو تغيرها، وهكذا يؤدي عزل بعض أجزاء الأنواع الكبيرة ذات الأصول المشتركة إلى تكوين وحدات صغيرة مستمدة من أصول مشتركة كانت تشغل الموقع ذاته تكونت نتيجة العزل الجغرافي وعمليات التكيف والاصطفاء.
    يحدِّد المصنفون التقسيمات تحت النوعية وفق تناقص درجات تغيرها إلى:
    النويع sous-espèce يمثل مجموعة صغيرة موجودة في موقع محدد.
    الضرب variété وحدة تحت نوعية مميزة ببعض الصفات الشكلية.
    الشكل forme وحدة تحت نوعية مميزة ببعض الصفات البيئية أو الحيوية مثل مقاومتها للجفاف على سبيل المثال.
    العرق race وحدة تحت نوعية معزولة في موقع جغرافي محدد.
    النسيلة clone أفراد أو جمهرات مستمدة بالطرائق غير الجنسية (استنساخ).
    الجوردان jordanon وحدة تحت نوعية صغيرة ثابتة مكونة من سلالة صافية تمثل أزروعة cultivar أو نوعاً صغيراًmicroèspece.
    النمط البيئي écotype وحدة تحت نوعية مرتبطة بالعوامل البيئية.
    المنحدِر cline كاسعة مضافة لتميز بعض الأفراد مثل: المنحدِر الزماني chronocline والمنحدِر البيئي écocline والمنحدِر المكاني topocline.
    الديم deme كاسعة مضافة للدلالة على مجموعات متقاربة قابلة لتبادل الجينات.
    تكون الأنواع spéciation
    تُمَكِّن دراسة طرائق تكون الأنواع ودراسة تغيراتها من التقرب من مفاهيم النوع وآلية تكوين الخصائص النوعية، ويتمثل ذلك بثلاث نظريات: النظرية الجغرافية التي تُرجِع تكوّن الأنواع الجديدة نتيجة العزل الجغرافي أو الجيولوجي. ونظرية الاندغام المحلي sympatrique التي ترجع تكون الأنواع الجديدة إلى أصول بيئية وسلوكية. ونظرية الاستتباب المحلي stasipatrique المرتبطة بالاختلاف الصبغي.
    تكوين الأنواع الجديدة
    تمكن علماء النبات من تكوين أو تخليق أنواع جديدة خصبة ومتميزة الشكل وعدم تصالبها مع أصولها بسبب مكوناتها الجينية، ومثالها:
    ـ تكوين نوع البكوري الكيوي (منسوباً إلى حديقة كيو Kew النباتية في لندن) Primula kewensis الذي تم تكوينه عام 1900 في حديقة كيو في إنكلترا نتيجة تلقيحِ البكوري الزهري P.floribunda المستورد من أفغانستان وغربي هيمالايا بالبكوري الدَوّاريP.verticillata المستورد من جنوب غربي السعودية وليبيا والحصول على هجين يضم - كأبويه - 18 صبغياً ويتكاثر بطريقة إعاشية. وفي عام 1926 تم الحصول على طفرة برعم رباعية الصيغة الصبغية المولِّدة لبذور نظامية رباعية الصيغة الصبغية (2ن = 36) معزولة عن أبويها جنسياً.
    ـ تكوين نوع الفجل الملفوفي الكَربِنْشِنْكوي Raphanobrassica karpenchenkoi الذي تم تخليقه من تهجين نوعين مختلفين الفجل المزروع Raphanus sativus والملفوف Brassica oleracea المتشابهين في عدد صبغياتهما (2ن= 18) وتكوين هجن عقيمة لا تختلط فيما بينها ولا مع أبويها، ولكن منها بعض الأفراد التي تعطي بذوراً رباعية الصيغة الصبغية (2ن = 36) سميت بالفجل الملفوفي الكربنشنكوي المختلف عن أجداده فهو ثابت وقادر على التكاثر وسهل التصالب مع أرومته.
    أنور الخطيب

  9. #469
    النِيوبيلينا

    النِيوبيلينا Neopilina حيوان من شعبة الرخويات[ر] Mollusca صف أحاديات اللوحة Monoplacophora المعروفة مستحاثاتها منذ زمن بعيد. اكتشفت الأفراد الحية منها حديثاً، فقد اكتشف النوع N.galatheae عام 1952 في مياه كوستاريكا على عمق 3590م في الرحلة الاستكشافية الدنماركية غالاثيا Galathea، وكان يشبه جنساً معروفاً من المستحاثات ينتمي إلى العصر السيلوري يسمى البيلينا Pilina، لذلك سمي الجنس المكتَشَف النِيوبيلينا Neopilina؛ أي البيلينا الحديث، وسمي النوع باسم الرحلة التي اكتشف في أثنائها، فكان الاسم الكامل البيلينا الحديث الغالاثي Neopilina galatheae. ثم اكتشفت بعد ذلك خمسة أنواع أخرى في مياه البيرو من عمق مماثل تقريباً، ثم اكتشف بعد ذلك نوعان آخران في مياه كاليفورنيا والبحر الأحمر، لذلك يطلق عليها اليوم اسم المستحاثات الحية.

    الشكل (1) النيوبيلينا كما ترى من وجهها الظهري ووجهها السفلي

    الشكل (2) منظر افتراضي جانبي للنيوبيلينا يبين توضع بعض أعضائها بالنسبة إلى بعضها

    الشكل (3) منظر ترسيمي يبين بنية بعض أجهزتها الداخلية ومواقعها
    البنية والأهمية التطورية
    يعيش النيوبيلينا على قاع صلب نسبياً، وله بنية رخوية بدائية. فهو حيوان رقيق يصل طوله إلى نحو 35مم، يغطي جسمه قوقعة مفردة قمعية الشكل غير ملتفة وذات تناظر جانبي، الأمر الذي يميز أعضاء الحيوان الداخلية أيضاً (الشكل 1). تلاحظ على الوجه السفلي للحيوان قدم foot عضلية بطنية، أمامها رأس مجرد من العيون مجهز بلامستين صغيرتين وصفائح جانبية وشفع من الخصل كثيرة التشعب قد تسهم في دفع الغذاء داخل الفم، لكن بالمقابل له جيب مِبْشَرَة radula sacوجهاز هضمي يشبه الرخويات الراقية، مثلصفيحيات الغلاصم من حيث وجود القلم المحوريstylar rod والمعدة البسيطة وتلفف الأمعاء الطويلة. ينفتح الشرج في النهاية الخلفية من الحيوان. وينفصل الرداء mantle عن القدم بميزابة ردائية pallial groove تسكن فيها خمسة أشفاع من الغلاصم، كما تمتد من الظهر إلى البطن dorsoventral ثمانية أشفاع من القطع العضلية (الشكل 2). ولا يحمل البيلينا الجديد (نِيوبيلينا) كلى بالمعنى المعروف للكلية kidney، بل ستة أشفاع من الكُلَيّات nephridia الابتدائية (الشـكل 3).
    وهنالك في منطقة الرأس الجهاز العصبي المؤلف من حلقة، وليس من عقدة دماغية (كما في الرخويات الراقية)، ينطلق منها نحو الخلف أربعة حبال عصبية؛ عصبان جنبيان pleuralnerves وعصبان قدميان pedal nerves يمتدان نحو الخلف، يلتقي كل اثنين منهما بعضاً في النهاية الخلفية، كما تصل الحبلين ببعضهما «وصلات» commissures، الأمر الذي يُذَكِّر بالخيتونيات الابتدائية. تدعو هذه الصفات - إضافة إلى القطع العضلية والستة أشفاع من الكُلَيّات - إلى القول إن النِيوبيلينا كان في الواقع رخوياً ذا بنية قِطَعِيَّة segmented ابتدائية. وهكذا يلاحظ في أفراد هذه المجموعة من الحيوانات كثير من الصفات الابتدائية والمتطورة. وتأتي هذه النتيجة لدعم الفرضية القائلة إن الحلقيات[ر] والرخويات[ر] كانتا قد اشتقتا من أصل مشترك للحلقيات كثيرات الأشعار[ر] والرخويات. ويعتقد كثير من الباحثين أن أفراد مجموعة أحاديات اللوحة ذات صفات قريبة من السلف المشترك للرخويات، يؤيد ذلك معرفة مستحاثات الحيوان قبل الحيوان الحي.
    وتنبع أهمية اكتشاف الأنواع الحية من مجموعة أحاديات اللوحة من أن هذا الحيوان - بحسب التقسيمات الجيولوجية المعروفة اليوم - لم يتحول ويتطور مدة 400 مليون سنة التي تفصل الزمن السيلوري عن الزمن الحاضر؛ الأمر الذي يظهر استقراراً في الظروف البيئية التي كانت تعيش فيها هذه الحيوانات في ذلك العمق الكبير من البحار.
    حسن حلمي خاروف

  10. #470
    الهتيرية


    الشكل (1) السفينودون (وتدي الفك)
    الهتيرية hatteria حيوان يشبه العظايا، قديم جداًً عاش في الزمن الترياسي الأسفل من الحقب الميزوزي mesozoic؛ أي منذ نحو 200 مليون سنة. بقي منه حياً في الوقت الحالي جنس واحد هو السفينودون - (وتعني الكلمة وتدي الفك) Sphenodon(الشكل 1) - ممثل بنوعين فقط هما: السفينودون المرقط S. punctatus والسفينودون الغنتري S. guntheri، توجد أفرادهما في جزر صغيرة يصعب الوصول إليها شمال شرقي نيوزيلندا New Zealand. يُسمى أيضاً تواتارا tuatara؛ وتعني ذا الحدبات الظهرية بسبب الأعراف الشوكية التي تعلو الرأس والظهر. يُصنف النوعان في صفيف العظايا الحرشفية Lepidosauria رتبة منقاريات الرأسRhyncocephalia من صفيف ثنائيات الحفر الصدغية Diapsida التي تضم الحيات[ر] والعظايا[ر].
    اكتُشِفَت فكوك هذه المجموعة من الحيوانات أول مرة في صخور الترياسي الأسفل، وكانت لاتحوي كثيراً من المعلومات، مما يجعل إرجاعها إلى رتبة السفينودونتيدات Sphenodontidae صعباً. ثم اكتشف الهيكل الكامل في صخور الترياسي الأعلى في أوربا، وكان يشير بوضوح إلى أنه مستحاثة لهذه المجموعة، فكانت تشبه العظايا، الأمر الذي يشير إلى قرابتها الشديدة إلى المجموعة. وكانت معظم العينات المكتشفة صغيرة وبَرِّيّة.
    يبدو الاختلاف بين العظايا والسفينودون في بنية الهيكل العظمي، فهناك عظام إضافية على جانبي الجمجمة تؤمن ارتكاز الفك السفلي، كما أن له ثلاثة جفون، وحراشفه لاتشبه حراشف العظايا لأنها من دون حافة حرة، أي إنها لا يتراكب بعضها فوق بعض، وفيما عدا ذلك فإنها تشبه الإيغوانا iguana من الديناصورات[ر] العاشبة الأمريكية.
    صفاتها العامة

    الشكل (2) الأسنان الوتدية في جمجمة السفينودون
    تتميز أفراد هذه الحيوانات بفكها العلوي الشبيه بالمنقار، ويراوح لونها بين الأصفر والأخضر والأحمر، وهي من دون أذن خارجية، وجمجمتها من نمط ثنائيات الحفر الصدغية؛ أي لها فتحتان على كل جانب، والعينان جانبيتان parietal. ويحمل الذكر عرفاًcrest على امتداد ظهر العنق وعرفاً آخر على امتداد منتصف الظهر، وتحمل الأنثى مثل هذا العرف لكنه أقل وضوحاً. أسنان الهتيرية ملتحمة مع عظم الفك (الشكل 2). والاستقلاب عنده بطيء جداً، وهو أمر غير عادي بالنسبة إلى حيوان يعيش أكثرمن 100 سنة.
    يراوح طول أكبر العينات المستحاثة بين 1.5 - 1.8م، أما الأفراد الحية فلا يتجاوز طول الواحد منها 75سم. وأكبر وزن لها نحو 1كغ فقط. عاشت في الزمن الترياسي والجوراسي، ولكن في الوقت الذي كانت تنتشر فيه الديناصورات وتزدهر، انقرضت هذه المجموعة واختفت. غير أنه بخلاف الديناصورات التي كانت منتشرة على بقعة واسعة اقتصر وجود السفينودونتيدات فقط على نيوزيلندا والجزر التي تحيط بها. وفي منتصف القرن التاسع عشر اختفت الهتيرية في الجزيرة الرئيسية لنيوزيلندا وبقيت فقط في الجزر الموجودة حولها.
    سلوكها وغذاؤها
    يعيش الهتيرية حياة انعزالية في جحور يدافع عنها أحياناً. تهاجم الذكورُ بعضها بعضاً، فتنفخ جسمها وتنشر أعرافها، ويصبح لون عرفها الرقبي وجلدها بين الكتفين داكناً. ويتودد الذكر إلى الأنثى قبل الاقتران بهذه الصورة أيضاً. وهي حيوانات ليلية النشاط، لكنها تتشمس في مدخل الجحر إذا كانت السماء مشمسة.
    يتغذى الحيوان بمفصليات الأرجل وديدان الأرض وضروب الحلزون وبيض الطيور والطيور الصغيرة والضفادع والزواحفالأخرى.
    تكاثرها
    يحتاج الهتيرية إلى 10- 20 سنة ليصل إلى البلوغ الجنسي. وليس للذكور أعضاء اقتران، لذلك فإنها تقترن بالإناث - مثل الطيور[ر] - بالتصاق المقذرتين. ويتم الاقتران في منتصف الصيف وتبيض الأنثى بين 5 - 18 بيضة، يبلغ طول الواحدة منها نحو 3سم، وهي تبيض مرة كل 4 سنوات، لذلك تعد دورة تكاثر الهتيرية أطول دورة تكاثرية بين الزواحف. تضعالأنثى بيوضها في جحور مهجورة تشاركها بها أحياناً بعض الطيور والزواحف الأخرى، لكن يقوم الهتيرية أحياناً بحفر جحره بنفسه، وتُحْضَن البيوض 12- 15 شهراً مع توقف تطور الجنين في الشتاء؛ بمعنى أن الفرد الناقف تكون بيضته أخصبت منذ نحو عامين.
    حمايته
    يُعدّ الهتيرية من الحيوانات في طريق الانقراض، لذلك منحتها حكومة نيوزيلندا عام 1895 الحماية الكاملة، ويعدّ الهتيرية اليوم مشمولاً باتفاقية التجارة العالمية للأنواع المهددة بالانقراض Convention on International Trade in Endangered Species (CITES)، فهي تلزم أي حديقة حيوان تطلب الحصول على أفراد منه أن تتوافر فيها شروط وضوابط صارمة جداً، كما أن الوصول إلى الجزر التي تعيش فوقها هذه الحيوانات صعب جداً، ولم يتم نقل أي فرد منها إلى أي مكان في العالم لفترة طويلة.
    علاقاته التطورية
    الهتيرية هو الحي الوحيد من رتبة منقاريات الرأس من الزواحف، الأمر الذي يميزها من باقي الزواحف الحديثة. كانت أفراد هذه الرتبة واسعة الانتشار منذ مئات ملايين السنين مع عدد لابأس به منها في الزمن الترياسي. ويبدو أنها انقرضت جميعاً منذ نحو 60 مليون سنة ماعدا الهتيرية. وقد شُبِّهَت بالديناصورات بسبب جمجمتها ثنائية الحفر الصدغية وبعض الخصائص التشريحية الأخرى التي تربطها بزواحف ما قبل التاريخ.
    حسن حلمي خاروف

صفحة 47 من 146 الأولىالأولى ... 374546 4748495797 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال