صفحة 44 من 146 الأولىالأولى ... 344243 4445465494144 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 431 إلى 440 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 44

الزوار من محركات البحث: 64847 المشاهدات : 322135 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #431
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 19
    المشريات

    المشريات Thallophyta أو النباتات المشرية؛ شعبة رئيسة، غير متجانسة، من شعب العالم النباتي، أبدانها مشرية؛ (المشرةthallus في اللغة الكسوة الخضراء، وأرض مَشِرة مكسوة بالخضرة النباتية. والمشرة في العلوم النباتية إحدى مراتب التعضي النباتي المتدرجة من البساطة إلى التعقيد). تتكون أعضاء تكاثر المشرة من خلية وحيدة أو من مجموعة من الخلايا القادرة على تكوين الأعراس أو الأبواغ.
    تتمثل المرحلة الأولى من صور المشرة بالنباتات وحيدة الخلية unicellular plants، تليها الشركات الحيوية سينوبيومcoenobium (ومجموعها سينوبيا coenobia) المكونة من وحدات خلوية، تليها البلاسموديوم plasmodium المكونة من وحدات حيوية عديمة الجدران الخلوية (ومجموعها بلاسموديا plasmodia)، تليها النباتات المشرية أو المشريات Thallophyta التي تشمل التجمعات الخلوية cell aggregates والمستعمرات الخلوية cell colonies والخيوط المشرية filamentous thalli التي تشمل السلاسل الخلوية والتمايز المستقطب وتكوين الفروع وأنماط تناظرها .
    المشرة Thallus الحقيقية دوماً عديدة الخلايا أو عديدة النوى الفعّالة polyenergid. وجدرانها الخلوية سلولوزية أو كيتينية أو سلولوزية كيتينية. وقد استعمل اصطلاح المشرة لأول مرة في العلوم النباتية للدلالة على أبدان الأشن[ر] Lichens غير محدودة الشكل والزاحفة فوق سطح التربة مقارنة مع النباتات واضحة السوق والأوراق والجذور.
    تطلق تسمية المشرة حالياً على أبدان الطحالب[ر] Algae أو الفطريات[ر] Fungi أو الأشن؛ كما تطلق أحياناً على أبدان الجراثيم Bacteria وعلى أبدان الكبديات Hepatica وعلى النباتات الزهرية التي تنبت في المياه الجارية في المناطق الحارة من أنواع الفصيلة البودوستيموناسية Podostemonaceae وأقرانها ذات النباتات غير محددة المحيط والناتجة عن تراجع البنية الساقية. ومن المقبول اليوم استعمال مصطلح المشريات للدلالة على مجموعة نباتية تضم الطحالب والفطريات والأشن، مقابل مصطلح القرميات Cormophyta للدلالة على النباتات ذوات الساق المعروفة بالرحميات Archegoniatae للتسهيل على الرغم من أن هذا المصطلح يضم مجموعات نباتية متباينة التكوين والاشتقاق، مشتركة بغياب السوق والأرحام archegonium.
    تعرف المشريات برخاوة أبدانها وانعدام أوعيتها ـ حتى في نماذجها المتطورة كاللاميناريا Laminaria والفوقس[ر] Fucus ـ نظراً لإنجاز دورات حياتها في الأوساط المائية، فهي لا تحوي على خلايا ناقلة حتى في أنواعها الكبرى التي يتجاوز طولها عشرات الأمتار؛ على خلاف النباتات الهوائية المتكيفة مع العيش في الأوساط الهوائية والترابية بفضل تمايز أجهزة لحائية وعائية متنوعة التعقيد.
    يتضح عدم تجانس زمرة المشريات بكون الطحالب نباتات يخضورية يتطلب نموها النور، فهي ذاتية التغذية autotrophics؛ وبكون الفطريات نباتات محرومة من اليخضور يتطلب نموها كميات من المركبات العضوية، فهي غيرية التغذية heterotrophics؛ وبكون الأشن نماذج تعايش symbiosis بين الطحالب والفطريات. وهكذا يمكن تعرف الطحالب والفطريات بسهولة. وهذا لا يمنع أن تكون الفطريات أكثر تطوراً من الطحالب. فالفطريات الطحلبية Phycomycetes مشتقة من الطحالب الصفراء الأنبوبية. كما يمكننا تقريب الطحالب الحمراء من الفطريات الزقية والدعامية.
    يتضح عدم تجانس زمرة المشريات بتباين أشكال مشرات العديد من الطحالب: فمشرة الأستابولاريا Acetabularia مكونة من خلية وحيدة طولها بضعة سنتيمترات، تنقسم نواتها مباشرة قبل تكوين الخلايا التوالدية، ومشرة الفولفوكس Volvox مكونة من مجموعة من الخلايا المتحركة، ومشرة الايدوغونيوم Oedogonium مكونة من خلية قمية قسومة، ومشرة الكارا Chara متغصنةbranching.
    وهكذا تؤلف مجموعة المشريات زمرة مقبولة محدودة القيمة التصنيفية لاحتوائها زمراً غير متجانسة تصعب إقامة علاقات تسلسل واضحة بين مجموعاتها.
    أنور الخطيب

  2. #432
    معائيات الجوف

    معائيات الجوف (أو الجوفمعويات أو المُجَوَّفات) Coelenterata، وتسمى أيضاً اللاسعات أو القراصيات Cnidaria، شعبة من اللافقاريات، تضم نحو 9000 نوع. وقد استمدت اسمها الأول من أمعائها التي تشكل أجواف أفرادها، واسمها الثاني من الأكياس الخيطية nematocysts التي توجد ضمنها خلايا لاسعة أو قراصية cnidocytes تستعملها للصيد والدفاع عن نفسها.
    معائيات الجوف مجموعة قديمة، ذات تاريخ مستحاثي غزير، يعود إلى نحو 700 مليون سنة خلت. يعتقد أنها ظهرت من مجموعة قريبة منها أدت إلى نشوء كثيرات الخلايا Metazoa. وعلى الرغم من بساطة بنية معائيات الجوف وتركيبها، فإنها تشكل كتلة حيوية biomass لابأس بها في بعض المواقع.
    معظمها بحري، لكن يوجد منها أنواع تعيش في المياه العذبة. وعلى الرغم من حياتها المتثبتة وحركتها البطيئة نسبياً، يوجد منها حيوانات مفترسة بشراسة. وهي تضم الهدريات Hydroids المتفرعة زاهية الألوان وشقّار البحر الشبيه بالأزهار وقناديل البحر [ر. قنديل البحر]، والمرجانيات القرنية horny coralsالتي تضم المرجان الأحمر والمرجان الأصفر، وهما مهمان تجارياً في صناعة الحلي، والمرجانيات الصخرية stony corals التي تشكلت في آلاف السنين على أنها مساكن كلسية لبعض المرجانيات، كما في الحاجز المرجاني العظيم great barrier reef شمال شرقي أستراليا والشعاب المرجانية والجزر المرجانية.
    الشكل(1)مقارنة الشكل اللولبي بالشكل المدوسي لدى معائيات الجوف
    الشكل (2) تعدد الأشكال في الهيدري Hydractinia milleri الذي يعيش متثبتاً على صدفة القشريات المضيفة
    تعدد الأشكال في معائيات الجوف
    لمعائيات الجوف شكلان متميزان، أحدهما بَوْلَبي (أو نَسيلي)polyp يشكل مستعمرات تتثبت على الصخور وأصداف الرخوياتوالحيوانات الشاطئية الأخرى، والشكل الآخر مِدوسي medusa بشكل القنديل، ومن هنا أتت تسميتها بقناديل البحر، وهي أشكال سابحة تنتشر طافية على سطح البحار والبحيرات. والواقع أن هذين الشكلين يُمَيِّزان معائيات الجوف، فيما يسمى الثنائية الشكل dimorphism (الشكل 1). وهكذا فإن البَوْلَب، أو ما يسمى الشكل الهدري hydroid form، تكيَّف للحياة المتثبتة، في حين تكيفت المِِدوسة، أو ما يسمى السمك الهلاميjellyfish، للحياة السباحية.
    للبولبات جسم أنبوبي، ينتهي في أحد أطرافه بفم، تحيط به مجموعة من اللوامس أو المجسات tentacles [ر. المجس]. أما النهاية البعيدة عن الفم فإنها تتثبت على الركازة بقرص أو بوسيلة أخرى. قد يعيش البَوْلَب منفرداً مثل الهيدرا، أو بشكل مستعمرة تضم أفراداً مختلفة الأشكال، تخصص كل منها بوظيفة مختلفة كالتغذي أو التكاثر أو الدفاع (الشكل 2).
    أما المِدوسات فهي ذات أشكال سابحة مثل الجرس أو المظلة أو القنديل. ينفتح الفم عادة في منتصف الوجه السفلي المقعر للمظلة, وتترتب مجموعة من اللوامس على محيطه (الشكل 3).
    للشكلان البولبي والمِدوسي - على الرغم من اختلاف مظهرهما - البنية نفسها، فلكليهما البنية الكيسية نفسها (انظر الشكل 1)، فالمِدوسة عبارة عن بولب غير متثبت ذي جزء عريض منبسط بشكل المظلة. ولكليهما جدار مؤلف من ثلاث طبقات تمثل إحدى خواص معائيات الجوف، هي البشرة epidermis الخارجية والأدمة المَعِدِيَّة gastrodermis الداخلية وبينهما الهُلام المتوسط mesoglea الذي يكون رقيقاً في البَوْلَب وثخيناً في المِدوسة، حيث يشكل معظم كتلة المِدوسة. وبسبب هذه الطبقة تسمى المدوسات بالسمك الهلامي jellyfish.

    الشكل (4) الأكياس الخيطية وموقعها في أدمة معائيات الجوف
    الشكل (3)مِدوسة قمر البحر Aurelia aurita

    الأكياس الخيطية nematocystes
    إحدى الصفات المميزة لمعائيات الجوف كلها الأكياس الخيطية (الشكل 4)، التي يوجد منها أكثر من عشرين نمطاً مختلفاً (الشكل 5)، لها دورها في التصنيف. والكيس الخيطي عبارة عن حويصلة شبه كيتينية يعلوها غطاء operculum، يوجد داخلها خيط ملتف في داخله في أثناء الراحة وعند عدم الانطلاق، أشواك عديدة.
    الشكل (5) أنواع مختلفة من الأكياس الخيطية لدى معائيات الجوف
    يتوضع الكيس عادة ضمن خلية لاسعة أو قراصية cnidocyte مجهزة بهدب لاسع cnidocil، تؤدي ملامسته من قِبَلِ حيوان مُهاجِم إلى تشكل ضغط هيدروستاتيكي على السائل الموجود ضمن الكيس الخيطي، الأمر الذي يؤدي إلى انطلاق الكيس وخيطه المجهز بأشواك، وما يحويه من مادة واخزة تردع المهاجم وتبعده عن معائي الجوف؛ لذلك تعد الأعداد الكبيرة للمدوسات (قناديل البحر) في شاطئ يؤمه السابحون خطراً كبيراً بسبب ما تسببه من لسع لجلودهم، تكون أحياناً خطرة تستدعي معالجة طبية.
    الجملة العصبية
    تعد الجملة العصبية لدى معائيات الجوف أبرز مثال عن الجملة العصبية المتناثرة في عالم الحيوان. فهناك شبكة من خلايا عصبية منتشرة في قاعدة البشرة وأخرى في قاعدة الطبقة المَعِدِيَّة، تشكلان شبكتين عصبيتين متشابكتين بوساطة مشابك عصبية neural synapses تصل بينهما (انظر الشكل 4). تنتقل التنبيهات العصبية من خلية إلى أخرى بنواقل عصبية neuro-transmitters تتحرر من حويصلات صغيرة توجد على أحد طرفي المشبك العصبي. والفرق بين النقل العصبي في الحيوانات الراقية ومعائيات الجوف هو أن الحويصلات في الحيوانات الراقية توجد في طرف واحد من المشبك العصبي، أما في معائيات الجوف فتوجد الحويصلات على كلا الجانبين؛ لذلك يتم النقل العصبي في معائيات الجوف في كلا الاتجاهين.
    كما يلاحظ عدم تجمع الخلايا العصبية؛ لذلك لا توجد لدى معائيات الجوف عقد عصبية كما في الحيوانات الراقية، بحيث لا يمكن الكلام عن جملة عصبية مركزية وأخرى محيطية.
    تتلقى الخلايا العصبية التنبيهات العصبية الخارجية بوساطة خلايا حسية لها اتصال مباشر بالخلايا البَشَرية العضلية والأكياس الخيطية. وهكذا يتكون من الألياف المتقلصة لخلايا البشرة العضلية والخلايا الحسية مجموع يُطلَق عليه اسم الجملة العصبية العضلية neuromuscular system، تعد إحدى المعالم الأساسية في تطور الجملة العصبية في العالم الحيواني. فالخلايا العصبية ظهرت باكراً في تطور كثيرات الخلايا ولم تختفِ أثناء التطور. فهي توجد في الجهاز الهضمي للحلقيات، وتتمثل في الجهاز الهضمي للإنسان بالضفائر العصبية الموجودة في الألياف العضلية.
    تكاثرها
    تتكاثر معائيات الجوف لاجنسياً بتبرعم البَوْلَبات لتتشكل بَوْلَبات أخرى، أو بالتكاثر الجنسي الذي تقوم به المِدوسات وبعض البَوْلَبات بإنتاج أعراس أفراد تناسلية ذكرية وأنثوية (انظر الشكل 2) تعطي بعد الإخصاب بيوضاً ملقحة، تعطي يرقة تسمى البلانولا planula.
    الشكل (6) مدوسة المحارب البرتغاليPhysalia physalis الشكل (7) فنجاني متثبت
    تنوّع معائيات الجوف
    يميز في معائيات الجوف أربعة صفوف هي: الحيوانات الهدرية أو الهدريات[ر] Hydrozoa، والحيوانات الفنجانية أو الفنجانيات Scyphozoa، والحيوانات المكعبة Cubozoa، والحيوانات الزهرية أو الزهريات Anthozoa.
    الهدريات Hydrozoa: معظمها بحري ويعيش بشكل مستعمرات. تتضمن دورة حياتها عادة مرحلة البَوْلَبات اللاجنسية والمِدوسات الجنسية، لكن ليس لبعض الأشكال البحرية مثل الهيدرا مرحلة المِدوسة، وبعضها الآخر لاتتضمن دورة حياته مرحلة البَوْلَب.
    الفنجانيات Scyphozoa: وتضم معظم الأنواع المختلفة لقناديل البحر، التي يطفو بعضها على سطح البحر وبعضها الآخر يوجد على عمق قد يصل إلى 3000 م (الشكل 6)، لكـن رتبـة واحدة منها فقط هي رتبةStauromedusae تعيش متثبتة وترتكز على الأعشاب البحرية أو ركازات أخرى على قاع البحر بوساطة سويقة (الشكل 7).
    الحيوانات المكعبة: وهي حيوانات تطغى المدوسةُ على حياتها (الشكل 8)، وكانت حتى عهد قريب تعد من الفنجانيات باسم المدوسات المكعبةCubomedusae.
    الشكل (8) مدوسة من الفنجانيات المكعبة
    الزهريات: سميت كذلك لشبهها بالأزهار، وهي لا تمر بمرحلة المدوسة بل تتمثل بالمرحلة البَوْلَبية فقط. وهي حيوانات بحرية تعيش في المياه الضحلة والعميقة، منتشرة بين البحار القطبية والاستوائية. بعضها يعيش منفرداً والبعض الآخر بشكل مستعمرات. يبني كثير من أنواعها لنفسه هيكلاً داعماً. مثالها النموذجي شقائق البحر الذي وُصِفَ في مدخل الشُعِّيّات [ر]. وهي تضم إضافة إلى شقائق البحر الأنواع المختلفة من المرجانيات corals، التي يميز منها مرجانيات صلبةscleractinian corals (أو مرجانيات حجرية stony corals) ذات لوامس بسيطة، ومرجانيات ثُمانِيَّة octocorallian corals ذات لوامس ريشية.
    تشبه بولباتُ المرجانيات الصلبة شقائقَ البحر، لكنها أصغر حجماً، ويتصل بعضها ببعض بوساطة امتدادات من جدار الجسم لتتكون مستعمرة بشكل الصفيحة. ويفرز الوجه السفلي لبشرة الوصلات والقسم السفلي من البَوْلَبات هيكلاً كلسياً (الشكل 9). وهكذا تعيش المستعمرة الحية على هيكل هو فعلاً هيكل الحيوان الخارجي، بحيث يتوضع الجزء السفلي من البَوْلَبات ضمن كأس هيكلي تحتوي قاعدته على حواجز شعاعية التوضع تبرز من قاع البَوْلَبات (الشكل 9).
    الشكل (9)مقطع في بولب من الزهريات يبدو فيه الهيكلالكلسي (الخارجي) بالنسبة للحيوان الشكل (10) هياكل مختلفة لمرجانيات صلبة الشكل (11) بنية المرجانيات الثمانية
    وتختلف أشكال هذه المرجانيات، إذ يشكل هيكل بعضها بعد موت الحيوان صخوراً جميلة يختلف شكلها بحسب الأنواع، كما في المونتاسترياMontastrea (الشكل 10، أ) و الديبلوريا Diploria (الشكل 10، ب)، أو تتفرع هذه الصخور بشكل الأشجار، كما في البوريتِس Porites (الشكل 10، جـ) والأكروبورا Acropora (الشكل 10، د).
    الشكل (12) موقع الهيكل الداخلي في المرجانيات الثمانية من الجسم
    أما المرجانيات الثُمانِيَّة فمعظمها استوائية الانتشار، تمتاز بترتيبها الثُماني، أي لها ثمانية حواجز معويةmesenteries وثماني لوامس ريشية الشكل (الشكل 11)، كما أن بولباتها صغيرة جداً، لكنها مرتبة في مستعمرات قد تصل إلى حجوم كبيرة.
    وتمتاز المرجانيات الثُمانية - مقارنة بالمرجانيات السداسية - بهيكلها الداخلي (الشكل 12)،
    وهكذا تنتصب في البحر بشكل العصي كما في سياط البحر sea whips (الشكل 13- أ)، أو تنتشر في مستوي واحد يتصل بعضها ببعض بوصلات معترضة كما في «مراوح البحر» sea fans (الشكل 13- ب).
    ينتمي إلى هذه المجموعة أيضاً المرجان النفيس الذي ينتمي إلى نوع المرجان الأحمر Corallium rubrumالذي يعيش في المياه الأبرد والأعمق، كما في البحر المتوسط وبحر اليابان. وتختلف ألوانه بين الأحمر والأصفر (الشكل 11 - ج)، وله قيمة تجارية كبيرة إذ يُصقَل هيكلُه (لبه) القرني الصلب لتصنع منه الحلي ذات الألوان الحمراء أو الوردية أو القرمزية.
    الشكل (13)
    سياط البحر (1) ومراوح البحر (2) والمرجان الأحمر (3)
    الشعاب المرجانية
    قامت المرجانيات الزهرية على مدى العصور ببناء الأرصفة المرجانية الموجودة في البحر الكاريبي والجزء الاستوائي من المحيط الهندي والهادي. فقد أسهم أكثر من 35 نوعاً في بناء أرصفة البحر الكاريبي، وأكثر من 200 نوع من المرجانيات الحية في بناء الحاجز المرجاني العظيم great barrier reefعلى طول الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا. من هذه الأنواع يعيش حالياً فقط الأفراد السطحية، أما الأفراد العميقة فقد ماتت وبقيت هياكلها لتكون مستنداً للحيوانات اللاطئة الأخرى مثل الإسفنجيات والمرجانيات الأخرى، وأصبحت الفراغات والمغاور بينها ملجأً لكثير من اللافقاريات والفقاريات. يعيش مثلاً بين مرجانيات الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا أكثر من 1200 نوع من الأسماك، وأكثر من 300 نوع في شعاب البحر الكاريبي.
    الشكل (14) مقطع في الشعاب السدية( أ) ومنظر جوي لجزيرة مرجانية (ب) يلاحظ انحدارها الشديد باتجاه البحر إلى اليسار،يبدو ذلك واضحاً باللون الأزرق الغامق
    يُمَيَّز من الشعاب المرجانية ثلاثة أنواع هي: الشعاب الموزعة fringing reefs تمتد من دون انتظام ضمن البحر قرب الشاطئ لمسافة تصل إلى نصف كيلو متر تقريباً، وتكون من دون أحواض lagoons أو ذات أحواض صغيرة، و شعاب سَدِّيَّة barrier reefs (الشكل 14 - أ) تمتد عادة موازية للشاطئ تترك بينها وبين الشاطئ أحواضاً واسعةً عميقةً، و جزر مرجانية atolls (الشكل 14 ب) دائرية الشكل تحيط بحوض مائي. وتنحدر هذه الأنماط من الشعاب عادة نحو البحر بالتدريج. مثال عن الشعاب السدية الحاجز المرجاني العظيم الذي يمتد نحو 2027 كم على طول الشاطئ الشمالي الشرقي لأستراليا وعلى بعد نحو 145 كم على طول شاطئها.
    وتنتشر في سواحل البحر الأحمر مجموعات ضخمة من الشعاب المرجانية الملونة الجميلة، على أعماق مختلفة، ترتفع من أعماق البحر حتى تصل إلى السطح، ترى من خلال المياه الزرقاء، وتبدو للغواصين وراكبي الطائرات المروحية رائعة متألقة ذات جمال أخاذ.
    لكن هذه الشعاب بدأت بالتدهور لأسباب عدة، منها استخراجها من أجل استخدامها في البناء, كما أن تدفق الطمي والمخلفات البشرية ومياه الصرف الصحي، إضافة إلى صيد الأسماك فيها يسهم أيضاً في تدهورها. ولا حاجة لذكر كَسْرِها أيضاً لتباع منها هدايا للسائحين.

    حسن حلمي خاروف

  3. #433
    مغلفات البذور

    الشكل (1)
    يوضح مخطط دورة حياة النباتات مغلفات البذور، وتعاقب أجيال النبات العرسي (ع) والنبات البوغي (ب). والطور النووي ضعفاني الصيغة الصبغية الممثل بالسواد المطلق، والتنصيف (ت) والطور فرداني الصيغة الصبغية الممثل باللون المنقط (3ن). 1- يمثل النبات المكتمل المكون من جذر وساق وأوراق وبرعم زهرة خنثى. 2- زهرة متفتحة مكونة من كم مؤلف من سبلات وبتلات، وأسدية فيها حبات الطلع، وكرابل مؤلفة من مبيض وقلم وميسم وبييضة مغلفة، وتأبير موضح بالأنبوب الطلعي، وخلية البيضة المعدة للتلقيح في الكيس الجنيني، 3- البذرة وغلفها (2ن)، السويداءأوالأندوسبيرم الثانوية (3ن)، الجنين (2ن). 4- إنتاش البذرة عن فيرباس Firbas
    مغلفات البذور Angiosperms أو Angiospermae أو شعبة النباتات المغنوليةMagnoliophytina نباتات قادرة على تكوين الأزهار، تنتج بذورها المغلفة بالمبيض من تلقيح مضاعف مكون للسويداء[ر] albumen والجنين (الشكل 1).
    صفاتها العامة
    تُمثل مغلفات البذور الشعبة الأكثر أهمية في النباتات ظاهرات الإلقاح. وهي تضم فعلياً أكثر من 270.000 نوع نباتي. تتزايد أعدادها ببضعة آلاف من الأنواع كل سنة نتيجة لمكتشفات علماء التصنيف النباتي. تجمع هذه الأنواع في قرابة 400 فصيلة نباتية. وتقسم أنواع هذه الشعبة الكبيرة إلى صفين: ثنائيات الفلقة Dicotyledons = Dicotyledoneae = مغنولياتا Magnoliatae وأحاديات الفلقة Monocotyledons = Monocotyledoneae = ليلياتا Liliatae الشكل (2).
    تتميز مغلفات البذور بتكوين عضو تأنيث خاص يعرف بالكربلة carpel التي تمثل في بعض الحالات عضواً ورقياً التف على نفسه متحولاً بعد الإلقاح إلى ثمرة، وبداخله البييضات التي تتحول إلى بذور. تمنع بنية الكربلة حبوب الطلع من الوصول إلى البييضة، الأمر الذي يتطلب آلية إبداع خاصة تُمَكِّن العروس الذكر الموجود في حبة الطلع من الوصول إلى النوى التكاثرية الموجودة في الكيس الجنيني.
    تتألف أبدان أغلب نباتات مغلفات البذور من أنماط مختلفة من السوق والجذور والأوراق والأزهار والنورات الشكل (4)، وهي تمثل بمجموعها صور التكيف الثانوي الذي مَكَّنها من العيش في أوساط متنوعة: جافة أو مائية أو طفيلية. فالنباتات الصحراوية كثيراً ما يضمر جهازها الورقي، والنباتات الطفيلية كثيراً ما تكون عديمة الجذور.
    تتنوع أشكال سوق النباتات مغلفات البذور وجذورها وأوراقها تنوعاً كبيراً، أما الأزهار فمحدودة أشكال التنوع الزهري. وقليلاً ما تختلف أبدان النباتات عريانات البذور المتميزة بأوراقها الإبرية أو الحرشفية الدائمة فيما عدا بعض الحالات كالجنكوGinkgo ذي الأوراق المنبسطة غير الدائمة. وتأخذ أوراق مغلفات البذور شكل صفائح خضراء متفاوتة درجات التجزؤ، تدوم فصلاً واحداً غالباً، ولكن بعضها الآخر ضيق الصفائح، يُعمِّر عدة سنوات كأوراق نبات ندى البحر Rosmarinus.
    التكاثر الجنسي في مغلفات البذور
    تتمثل الأعضاء التكاثرية في مغلفات البذور بالأزهار والثمار والبذور متنوعة الجمال والبنية والسلوك البيولوجي، الشكل (5).
    الإلقاح
    يجري الإلقاح بانتقال حبات الطلع إلى المياسم مولدة بإنتاشها الأنابيب الطلعية التي تخترق النسج المؤنثة حتى تصل نطفتها إلى البويضة الكروية وتلقحها.
    الشكل (2)
    يوضح مقطعاً طولياً قي بذرة سويدائية من النباتات أحاديات الفلقة في اليمين وبذرة من النباتات ثنائيات الفلقة في اليسار
    الشكل (3)
    يوضح مقطعاً طوليا ًفي بذرة لاسويدائية من النباتات أحاديات الفلقة في اليمين وبذرة من النباتات ثنائيات الفلقة في اليسار
    تضمحل النواة الإعاشية عند وصول الأنبوب الطلعي إلى مستوى الخليتين المساعدتين في الكيس الجنيني ولا يبقى سوى العروسين الذكريين المجردين من الأهداب، اللذين يعبران الكيس الجنيني بعد ارتباب نهاية الأنبوب الطلعي. وعندها تندمج النواتان القطبيتان لتكونا نواة مضاعفة العدد الصبغي التي تندمج مع النطفة الثانية لتكون السويداء[ر] ثلاثية الصيغة الصبغية الشكل (6).
    وأخيراً تندمج النواة الأخيرة من الكيس الجنيني - الغنية بالعناصر الصبغية، والتي غالباً ما تتكون تحت الخليتين المساعدتين - مع نواة النطفة الثانية لتعطي البيضة الحقيقية التي تعطي بعد عدد من الانقسامات جنين النبات الجديد. يجري هذا الإلقاح المضاعف بصورة عامة في جميع أنواع شعبة مغلفات البذور فيما عدا القليل من الفصائل كالفصيلة الزانية Fagaceae التي لا يتكون فيها إلقاح مضاعف مكون للسويداء، مقلدة بذلك عريانات البذور. وتنطلق البيضونة ovuleوالمبيض بعد عمليات الإلقاح المضاعف لتكون البذرة[ر] داخل المبيض الذي يتحول إلى ثمرة مميزة لنباتات مغلفات البذور.
    أقسام مغلفات البذور: تقسم مغلفات البذور وفق دراسات تختيان وكورنكويست Takhtajan-Cornquist المنشورة ما بين عامي 1964 - 1969 إلى أحد عشر صفيفاً، ست منها لثنائيات الفلقة وهي: 1: المغنوليدة Magnolideae وأبرز فصائلها المغنولية والحوذانية ، 2: الحماميليدة Hamamelideae وأبرز فصائلها المشتركة والدلبية، 3: القرنفوليدة Caryophillideae وأبرز فصائلها القرنفلية ، 4: الديلينيدة Dillenideae وأبرز فصائلها الملفوفية أو الصليبية، 5: الروزيدة Rosideae وأبرز فصائلها الوردية، 6: الأستريدة Asterideae وأبرز فصائلها المركبة أو الأستراسية، وخمس لأحادية الفلقة وهي: 1: الأليسماتيدةAlismatideae وأبرز فصائلها المزمارية، 2: الكوميلينيدة Commelnideae وأبرز فصائلها الكوميلينية والنجيلية، 3: الزنجيبريدةZingibrideae وأبرز فصائلها الزنجبيلية والموزية، 4: الأريسيدة Arecideae وأبرز فصائلها النخيلية والقلقاسية، 5 الليليدةLiliideae وأبرز فصائلها الزنبقية.
    أصول النباتات مغلفات البذور
    الشكل (4) نورة أزهار نبات الجزر
    تعد النباتات مغلفات البذور من أكثر النباتات ظاهرات الإلقاح حداثة، ويرجع تمثيل أقدم نماذجها الجيولوجية إلى الحقب الجوراسي العلوي. وقد تمثلت في الكريتاس أو الطباشيري بعدد من المستحاثات النباتية المنتسبة إلى النباتات ثنائيات الفلقة كالفصيلة الآراليةAraliaceae والفصيلة الفربيونية Euphorbiaceae والفصيلة الغارية Lauraceae والفصيلة القرنية Leguminosaeوالفصيلة التوتية Moraceae والفصيلة الزانية Fagaceaeوالفصيلة الأبنوسية Ebenaceae والفصيلة الخلنجيةEricaceae والفصيلة البكورية Primulaceae. كما تمثلت مغلفات البذور بعدد من المستحاثات النباتية المنتسبة إلى النباتات أحاديات الفلقة كالفصيلة اللوفية Araceae والفصيلة السعدية Cyperaceae والفصيلة الزنبقية Liliaceae والفصيلة النخيلية. وترجع أصول مغلفات البذور إلى النباتات عريانات البذور البدائية، وكذلك إلى النباتات خفيات الإلقاح الوعائية. وعملياً تملك بعض نباتات مغلفات البذور صفات تشريحية ممعنة في القدم قريبة من الصفات التشريحية الموجودة في النباتات عريانات البذورالبدائية. وهناك أنواع أخرى مميزة بقدم بنيانها الزهري وبدائيته ممثلة بالفصائل الفلفلية Piperaceae والريزيداسية Resedaceaeوالبنفسجية Violaceae.
    الشكل (5) أوراق الفاصولياء وثماره الشكل (6) الإلقاح المضاعف الذي يجري ضمن الكيس الجنيني
    أنور الخطيب

  4. #434
    المغنوليات

    المغنوليات Magnoliales رتبة نباتات متخشبة بدائية من صفيف المغنوليدة Magnolideae من ثنائيات الفلقة[ر] من مغلفات البذور [ر]. تضم 22 فصيلة أبرزها: الفصيلة المغنولية Magnoliaceae، والفصيلة الأنونية Annonaceae، وفصيلة جوزة الطيبMyristicaceae، والفصيلة الغارية Lauraceae.
    الفصيلة المغنولية
    التسمية منسوبة إلى عالم نبات فرنسي اسمه مغنول Magnol الذي عرَّف الفصائل النباتية. تضم أشجاراً أو جنبات تعد قرابة عشرة أجناس ومئة من الأنواع، رقع توزعها الجغرافي متقطعة فهي منتشرة بين آسيا وأمريكا الشمالية والبرازيل، وكُشفت نماذجها المستحاثة في الحقبة الطباشيرية أو الكريتاسية. أوراقها بسيطة متعاقبة ساقطة الأَذَنات. أزهارها كبيرة، منفردة معزولة، نهائية التشكل، خنثوية، تحت مأنثية. الكم ثلاثي القطع مكون من ست قطع تبلية لولبية أو دائرية الارتكاز. الأسدية غزيرة داخلية الالتفاف، لولبية الارتكاز، متمايزة إلى خيط ومئبر وجامع. الكرابل عديدة لولبية الارتكاز فوق محور متطاول. البويضات علوية الانتحاء. الثمرة جرابية فُلاقية. السويداء غزيرة والجنين صغير. العدد الصبغي ن=19. الطلع أحادي الثلم. تضم نسجها خلايا مفرزة عطرية. تثقبات أوعيتها شبكية أو سلمية. النوافد الورقية ثلاثية أو عديدة. التأبير خنفسائي. أبرز أجناسها:
    المغنوليا Magnolia: تضم قرابة 40 نوعاً موزعة بين أمريكا الشمالية واليابان والصين وهيمالايا وهي مستعملة في تزيين الحدائق، أكثر أنواعها شهرة:
    المغنوليا كبيرة الزهر Magnolia grandiflora ( الشكل 1): نبات زينة. يزهر في الربيع، ينبت في أمريكا الشمالية، يزرع في الحدائق العامة وفي حدائق البيوت الدمشقية. والمغنوليا المؤكمة M. acuminata، والمغنوليا كبيرة الورق M. macrophylla، والمغنوليا قاتمة اللون Magnolia glauca: وهو نبات طبي ينبت في أمريكا الشمالية. قشور أشجاره تحوي زيوتاً طيارة تستعمل في حالات عسر الهضم.
    الشجر القيثاري Liriodendron: يضم نوعاً ينبت في أمريكا الشمالية، أوراقه قيثارية الشكل، وأزهاره صفراء، في بتلاتها عصابات برتقالية تشبه أزهار التوليب، يزرع للزينة في الحدائق وتستعمل أخشابه في صناعة الأثاث.
    الشكل (2) أوراق الأنونا وثمرتها
    الشكل (1) زهرة المغنوليا وأوراقها
    الإيليسوم Illicium: يضم نوعاً وحيداً ينبت في الصين يُسمى الإيليسيوم الحقيقي I. verum الذي يعطي اليانسون النجمي، وقد أُدخلت زراعته في القرن السابع عشر، لاستعمال ثماره النجمية الغنية بعطر اليانسون في صناعة بعض المشروبات الكحولية وفي تعطير معجون الأسنان.
    الفصيلة القشدية (الأنونية)
    تضم قرابة 80 جنساً وألفاً من الأنواع الشجرية أو العريش المدارية. أوراقها بسيطة متعاقبة عديمة الأذنات. أزهارها خنثوية. الكم ثلاثي الأجزاء. الأسدية متمايزة واضحة الجامع، السويداء مجعدة. العدد الصبغي ن = 7. الطلع وحيد الفتحة والثلم. النوافذ الورقية ثلاثية. القلوئيدات متوافرة. أبرز أنواعها:
    الأنونا المحرشفة Annona squamosa(الشكل 2)، وأنونا الشيرموي Annona cherimola والأنونا المرقطة A. muricata، والأنونا الشبكية A. reticulata: نباتات شجرية مدارية أمريكية واسعة الزراعة، أوراقها جلدية، وأزهارها منفردة، الثمرة كوز مركب من عدد من الكرابل معروف بفاكهة القشدة.
    فصيلة جوزة الطيب
    فصيلة مدارية تضم قرابة 16 جنساً و300 نوع مكونة من أشجار متعاقبة الأوراق، عديمة الأذنات. الأزهار ثنائية المسكن، تحت مأنثية. الكأس ثلاثي الفصوص. البتلات غائبة. الأسدية ملتحمة في عمود. الكرابل ضامرة إلى بيضونة ovuleوحيدة، عديمة القلم، الميسم ثنائي الفصوص. البذور أريلية، بدينة، لامعة التلون. السويداء مجعدة. أبرز أنواعها: جوزة الطيبMyristica fragrans المعروفة محلياً «بهار جوزة الطيب» التي تضم زيوتاً عطريةً طيارة أحادية وثلاثية التربين، تستعمل لعلاج الروماتيزم والزحار وعسر الهضم والإسهال والتقيؤ وأوجاع الرأس والأرق والحمى والملاريا والكوليرا والعنة والسكري.
    الشكل(3)نماذج من الفصيلة الغارية.
    1-مقطع طولي في ثمرة الغار ،2-مخطط زهرة مذكرة لنبات الكافور ،3-مخطط زهرة الأفوغادو، 4و5 -أسدية الدوارة الخارجية والداخلية توضح التفتح المصراعي للمآبر 6-المبيض
    الفصيلة الغارية (الشكل 3)
    تضم قرابة 32 جنساً و 2000 نوع من الأشجار العطرية من أصول مدارية أو شبه مدارية. تنتشر في جنوب غربي آسيا وفي حوض الأمازون. أوراقها بسيطة متعاقبة عديمة الأذنات. وأزهارها صغيرة شعاعية الشكل خنثوية أو وحيدة الجنس، الكم 2+2 أو 3+3 أو 3+3+3 أو منعدم. الأسدية الخصبة 3-12. والمآبر 2 أو4 مساكن، غالباً كلابية التفتح. المبيض وحيد الكربلة، علوي، وحيد البيضونة. الثمرة عنبية أو نووية. البذور عديمة السويداء. الجنين مستقيم. العدد الصبغي 2ن=12. الطلع عديم الفتحات، نادراً أحادي الفتحة، عديم القطب. العقد الورقية أحادية النافذة. الأوعية شبكية التثقبات أو وحيدتها، قصيبية. تضم عدداً من القلوانيات[ر]. أبرز أنواعها: الغار النبيلLaurus nobilis. الذي استخدمه اليونان لتتويج البارع بالعلوم، وكما استعمله الرومان شعاراً «للإله» أبولو. تستعمل أوراق الغار وبذوره منكِّهاً ويستعمل زيته في صناعة الصابون.
    الغار شجرة عَطِرة ترتفع من 3 إلى 6 أمتار، أوراقها تامة، شبة جلدية، خفيفة تموج الحافة، متطاولة سنانية، طولها 8-12 سم مدببة القاعدة والقمة، قصيرة المعلاق. الأزهار مجتمعة في سنمات مكونة من خيمات صغيرة محاطة قبل توسعها بـ 3 إلى 4 براقع سريعة السقوط. الكم الزهري رباعي القطع سريعة السقوط صفراء شاحبة. أسدية الأزهار الذكرية عديدة، قصيرة الخيوط، متفتحة بكلابين ملويين عند النضج. الأزهار الأنثوية قليلة العدد، رباعية أقسام الكم. الثمرة عنبة سوداء تشبه حبات الزيتون الصغيرة. يزهر الغار مابين شهري آذار (مارس) ونيسان (إبريل). والغار شجرة طبيعية تنبت في مناطق المناخ المتوسط الحقيقي والجبلي حتى ارتفاعات مناسبة، ويزرع في مواقع مختلفة.
    تستعمل أوراق الغار في خلطات التوابل. ويستخلص زيت الغار من الثمار. يحوي الزيت المستخلص من الأوراق 0.8-3% مكونات عطرية منها السينيول 50%، يُضاف إليها الأوجينول، وأسيتيل الأوجينول، وميتيل الأوجينول، وألفا وبتا بينين، وفيللندرين، واللينالول، والجيرانيول والتربينول. يستعمل مزيج أوراق الغار والصفصاف والتاناسيتوم Tanacetum في علاج الشقيقة والصداع.
    القرفة الصينية: السينموم العطري Cinnamomum aromaticum. القرفة السيلانية أو السينموم الحقيقي Cinnamomum verum. الأجزاء المستعملة منه هي قلف الأغصان الفتية فاتحة للشهية. الكافور أو السينموم الكافور Cinnamomum camphora. الأفوكادو Persea americana من أمريكا الوسطى، غني بالفيتامين E.

    أنور الخطيب

  5. #435
    المُفْرَزات النباتية

    المُفْرَزات النباتية vegetal secretions تسمية تطلق على محتويات خلايا أو أعضاء مُفْرِزة دائمة في بدن النبات، إمّا أن تحتفظ النباتات بها حتى موتها، وإما تطرحها خارجاً بالفواح، مثل العطور؛ أو بالسيلان، مثل الصموغ، في حين تُطلَق تسمية مفرزات حيوانيّة على موادّ تنتج في السيتوبلاسما الحيّة انطلاقاً من موادّ مجلوبة من خارجها؛ لتطرح خارج العضويّة.
    يستعمل بعضُ الكتّاب لفظة مفرزات secretions للدلالة على مواد مفرزة مفيدة للنبات كالأوكسينات auxins على سبيل المثال، ولفظة مُطْرَحات excretions للدلالة على فضلات مفرزة لا تُطْرَح خارج جسم النبات، مثل الراتنج واللبن النباتيّ.
    تختلف المفرزات النباتيّة بعضها عن بعض بالطبيعة الكيمياويّة، وباختلاف الأعضاء المُنْتََجة والمُكدّسة للمفرزات.
    الطبيعة الكيمياويّة للمفرزات
    تُصنَّف المفرزات النباتيّة حسب طبيعتها الكيمياويّة إلى: سكّريّات وحموض وتربينات وعطور وقلوانيّات وعفص وألبان نباتيّة.
    المفرزات السكّريّة: تُعدّ بعض السكريات من المفرزات، مثل رحيق الأزهار، الذي يتكون من السكريات المصنوعة في الأوراق والمدّخرة في السوق أو الجذور، وينتقل بوساطة النسغ الخام إلى الغدد الرحيقية المُفْرِزة. فرحيق أزهار الفريتيلاريا Fritillariaعلى سبيل المثال يحوي 8 في المئة سكريات، ورحيق أزهار الفربيون Euphorbia يحوي 55 في المائة، ورحيق أزهار الحوذانRanunculus يحوي 25 في المئة. وتضم صموغ المشمش والخوخ والكرز المتكوِّنة بالقرب من الجروح، والمساعدة على التئامها كمّيات لا يستهان بها من السكريات.
    وفي مجالات أخرى، تطرح بعض الجذور السكريات التي لا تستوعبها للحفاظ على التوازن السكري البروتيني الذي يُنَشِّطُ نمو الأحياء الدقيقة حول الجذور.
    المفرزات الحامضية: تساعد المفرزات الحامضية في بعض النباتات، وفي مستوى الجذور على حلّ المكونات الصخرية.
    المفرزات التربينيّة: تنتج بعض النباتات مفرزات تربينية مُكَوَّنة من فحوم هدروجينية غير مشبعة من زمرة عديدات الأجزاء (المتماثرات = البولميرات polymers) أو متماثلات أجزاء (متماكبات = إيزوميرات isomers) منحلة في أغلب المحلات العضوية. تتجمع المفرزات التربينية في القنوات المفرزة لعدد من الأنواع النباتية، وهي مكونات غالباً ما تكون طيارة فوّاحة الرائحة العطرية. أبرز أمثلتها: النعنع والصعتر والقنّب والبرتقال والليمون والآس والكمّون واليانسون وكثير غيرها. أطلقت تسمية التربينات في بادئ الأمر فقط على الفحوم الهدروجينية، وتوسّعت هذه التسمية لتشمل مركبات تضم الأكسجين والموجودة في الزيوت العطرية الطيارة، والتي لها ضروب متعددة ممثلة بتوابل الزعفران والكرفس والغار وندى البحر (أو الحصلبان) وجوزة الطيب والعرعر والأفسنت والفلفل ومسامير القرنفل. ويُستخلص بالماء المغلي نقيع: الشاي والنعنع والبابونج وغيرها.
    وتستعمل هذه النباتات أيضا،ً ولكن بتراكيز مختلفة، لأغراض طبية مثل: الأوكاليبتوس والصنوبر والشيح والبابونج ومسامير القرنفل والكافور.
    وتتألف العطور الطيارة خاصة من عدد قليل نسبياً من جزيئات الإيزوبرين من مرتبة (C 5).
    والمفرزات أحاديات التربين من مرتبة (C 18) ومشتقاتها كثيرة التنوع، من أبرزها: الجيرانيول والليمونين والبنين (أي الصنوبرين) الداخلة في تركيب عدد كبير من العطور، ويلاحظ وجود منتجات تربينية مُؤكسَدة في اللبن النباتي والراتنج. وتكون الأوزان الجزيئية عالية في المفرزات الهرمونية الثقيلة، كما في الجيبيريلينات gibbérellines والأبسيسين abscessineالدورمين dormine. وأخيراً، تتكون بعض الكتل الذرية من آلاف الجزيئات الإيزوبرينية مكونة المادة الرئيسة للكوتشوك المستحصل من لبن نبات الأوفوربيا Euphorbia، والهيفيا البرازيلية Hevea brasiliensis.
    المفرزات القلوانية: تعد القلوانيات alkaloids أحياناً من المفرزات، وهي مواد بروتيدية تمثل فضلات عمليات الاستقلاب النباتي. لهذه المواد الأمينية القلوية خصائص صيدلانية مهمة، فهي بالغة السمية للإنسان إذا استعملت بتركيز مرتفع. من هذه المركبات التي تضم الفينل ألانين يذكر الايفدرين ephedrine المحاكي للُودي sympathicomimetic المستحصل من نبات الايفيدراEphedra ، والهورديئين hordeine رافع الضغط الشرياني المستحصل من الشعير، والكولشيسين colchicine بنزوليّ النواة، مضاد الالتهاب، والمثبط للانقسام الخلوي في مرحلة الطور الثاني.
    وتضم أوراق الكوكا Coca نوى البيبيردين piperidine أو البيروليدين pyrrolidine. ويضمّ نبات السوكران Conium maculatumالكونيسيدين conicidine شديد السمية، وفي نبات الخروع يوجد الريسينين ricinine، ويعزى إلى البيبيرين piperine الطعم اللاذع للفلفل، وإلى النيكوتين رائحة التبغ، وإلى الستركنين strychnine والبروسين brucine خواص الجوز المقيئ، و إلى الايرغوتامينergotamine سمية فطر مهماز الشيلم الذي يحوي نواة أندولية. وتوجد نواة الكينوليك quinoléique في نبات الكينا quinquina، ويمثل الناركوتين narcotine المادة الفعالة في الخشخاش، والأفيون، والبابافيرين. وحول نواة التروبان tropane يتشكّل الأتروبين الموجود في نبات السيدة الحسناء Atropa belladonna وفي غيرها من نباتات الفصيلة الباذنجانية. ويمكن أيضاً ذكر الكوديئين الذي يحوي نواة الفيننانترين، والمنبِّهات المدرّة للبول، مثل الكافيئين الموجود في القهوة، والتيين في الشاي.
    المفرزات العفصية: تتكدس المركبات العفصية غالباً في خلايا خاصة يمكن تصنيفها مع المفرزات النباتية، وهي مركبات فينولية مُرْجَعة قادرة مع المركبات البروتيدية على تكوين معقّدات ثابتة، غير قابلة للتفسخ، تستخدم في دباغة الجلود. ويحوي خشب الكبراشو Qubracho الذي ينبت في أمريكا الجنوبية، المستعمل صناعياً، 20 في المائة من العفص من وزنه الجاف. في حين يحتوي خشب السنديان Quercus 10 في المائة، وتحوي شجرة الشورى avicennia والأكاسيا والكستناء وأوراق الشاي والسماق كميات وفيرة بها من العفص. وتصل كمية العفص في عفصات حلب المتشكّلة فوق أشجار بلّوط الجبال السورية، إلى 70 في المئة.
    توجد المادة العفصية بشكل محلول غروي في فجوات عدد من الخلايا النباتية وهي غالباً غير ضارة بالنبات بسبب علاقتها بالسكاكر غير المتجانسة، ولا تعد من الفضلات ولا من المدخرات إذ يتحرر بعضها من السكر، كما أن بعضها يبقى في الأعضاء الآخذة بالنمو.
    مفرزات اللبن النباتي: يعرَّف اللبن النباتي بخواصه الفيزيائية: فهو خليط من مواد غروية أو مستحلبة أو معلقة في نسيج متخصص. تختلف مكوناته باختلاف الأنواع، وهي تحوي أملاحاً معدنية وسكريات وحموضاً دسمة وسكاكر غير متجانسة وقلوانيّات وبروتينات غرويّة وإنزيمات وليبيدات وزيوتاً راتنجية مستحلبة وقد نكون على شكل قطرات من الكوتشوك أو حبيبات من النشاء. وتعد بعض مكونات اللبن النباتي مدَّخرات ، وبينما تعد الأخرى من الفضلات التي ليس لها استعمالات في النبات.
    الأعضاء المُفْرِزة
    تنتج الأعضاء المفرزة مركبات تتكدس في مواقع مختلفة من النبات. فهنالك الخلايا المفرزة المعزولة، وضروب البشرة المفرزة، والجيوب المفرزة، والقنوات المفرزة، والأوعية اللبنية latex ducts متنوعة الأشكال. فالخلايا العفصية موجودة في البرنشيم القشري والمخي في نبات الورد وفي أوراق الكافور. وتضم بعض نماذج البشرة عدداً كبيراً من الخلايا المفرزة التي تفوح رائحتها عبر القشيرة كما في بشرة بتلات عدد من أزهار الورد والبنفسج. وقد يتمركز الإفراز في الأوبار الغدية القصيرة أو الطويلة كما في نبات اللافاند Lavendula. وتُحمل الأوبار المفرزة على رجيلات في نبات البالوتا Ballota. ومن الأوبار ما يضم مفرزات قراصية. وتتوضع المفرزات تحت البشرة في جيوب مفرزة خاصة تميز الليمون والبرتقال. وتستطيل القنوات المفرزة وفق المحور الطولي للنبات، إذ تحاط لمعة قناتها المركزية بعدد من الخلايا المفرزة المُدَعَّمَة بعدد من الخلايا الواقية. ويلاحظ مثل هذه القنوات في أوراق الصنوبر ونباتات الفصيلة الخيمية، مثل الجزر والبقدونس والكزبرة.
    تكوِّن الأوعية اللبنية البيضاء اللبن النباتي الذي يظهر عند جرح النبات، في نباتات الفصيلة الفربيونية وفي الخس والهندباء والقنب، ويكون اللبن النباتي أصفر في الخشخاش، وأزرق في الأوفوربيا الحرجية Euphorbia sylvatica.
    تصنف الأوعية اللبنية في ثلاثة نماذج:
    أ- الأوعية اللبنية الحقيقية غير المفصلية؛ وهي تتكون من خلايا جنينية وحيدة متفرعة، يصل طولها إلى بضعة أمتار، وقد تتجاوز أحياناً عشرات الأمتار، و يحصل على محتوياتها بجرح النبات فيسيل اللبن النباتي حتى يلتئم الجرح كما في نبات الأوفوربيا.
    ب- الأوعية اللبنية الزائفة المفصلية؛ وهي تتكون من عدد من الخلايا المفرزة التي تزول حواجزها العرضية تدريجيّاً كما في أنواع الفصيلة المركّبة التي يستخرج لبنها النباتي باستعمال المحلات.
    ج- الأوعية اللبنية المختلطة، وهي أوعية غير متفرعة، تتكون تدريجيّاً مع نمو النبات كما في القنّب.

    أنور الخطيب

  6. #436
    مفصليات الأرجل

    مفصليات الأرجل Arthropoda شعبة من اللافقاريات من أكثر الحيوانات انتشاراً، فهي تضم أكثر من ثلاثة أرباع مجموع الأنواع الحيوانية المعروفة، فقد سُجِلَ منها نحو 900000 نوع، وربما هناك مثل هذا العدد لم يعرف بعد. وهي تضمالعناكب والعقارب والأنواع المختلفة من القراد والقشريات ومئويات الأرجل Centipedes وألفيات الأرجل Millipedes والحشرات. إضافة إلى ذلك، هناك العديد من النماذج المستحاثة لها تعود إلى الفترة ما قبل الكمبري Precambrian.
    الشكل (1)بنية القشيرة عند القشريات

    مفصليات الأرجل حيوانات أوليات فمprotostomes حقيقيات الجوف العامeucoelomate ذات أجهزة كاملة التشكل، تشترك مع الحلقيات Annelida بخصائص أهمها التقسمmetamerism، فجسمها مؤلف من قطع متشابهة تحمل كل منها لواحق appendages تتغير وظيفتُها ودورُها بحسب موقعها من الجسم.
    يغطي جسمَها هيكل خارجيexoskeleton يحتوي على مادة الكيتين. صفتها الأساسية جسمها المؤلف من قطع somitsمتشابهة، يحمل كل منها شفعاً من اللواحق التي تتخصص بحسب موقعها من الجسم، لذلك توصف هذه الحيوانات بأنها ذات جسم متقطع metameric body. يتغير هذا التشابه ويتطور بحسب المجموعات، كما يلاحظ ميل إلى اندماج بعض هذه القطع في بعض لتتكون مناطق وظيفية محددة، تسمى كل منها tagma (جمعها tagmata).
    لا يتجاوز طول معظم أفرادها 70 سم، فأكبرها سرطان البحر الياباني كبير الأيدي Macrocheira الذي يصل عرضه ـ بعد امتداد لواحقه ـ 4 م، وأصغرها القُرَاد الطفيلي خشبي الجسم Demodex الذي لا يتجاوز طوله 0.1 مم.
    وهي حيوانات نشيطة، تنتشر في أنحاء العالم كافة، ولا ينافسها في ذلك أي مجموعة حيوانية أخرى، حتى في المناطق القطبية والمناطق الجبلية العالية وفي المناطق الاستوائية، وقد تكيفت بعض الأنواع للحياة في الجو وعلى اليابسة وفي المياه العذبة والمالحة وقليلة الملوحة، وفي داخل جسم بعض الحيوانات والنباتات لتعيش حياة طفيلية.
    وهي متنوعة التغذي، منها اللاحم ومنها العاشب وآكل كل شيء، مع أن معظمها عاشب. يعيش معظمها في الأوساط المائية البحرية منها والعذبة، وتعتمد في تغذيها على الطحالب، أما معظم الأنواع البرية فهو عشبي الاغتذاء.
    مفصليات الأرجل لها أهميتها بالنسبة إلى الإنسان فكثير منها يؤكل من قبله، ويَستحصِل من بعضها على بعض العقاقير والأصبغة، كما أن الحشرات ضرورية لتأبير النباتات وبعضها ينتج بعض المنتجات مثل الحرير والعسل والشمع.
    خصائصها العامة
    مفصليات الأرجل حيوانات أوليات فم protostomes حقيقيات الجوف العام eucoelomate ذات أجهزة كاملة التشكل، تشترك مع الحلقيات Annelida بخصائص أهمها التقسم metamerism، فجسمها مؤلف من قطع متشابهة تحمل كل منها لواحقappendages تتغير وظيفتُها ودورُها بحسب موقعها من الجسم.
    يغطي جسمَها هيكل خارجي exoskeleton يحتوي على مادة الكيتين. صفتها الأساسية جسمها المؤلف من قطع somitsمتشابهة، يحمل كل منها شفعاً من اللواحق التي تتخصص بحسب موقعها من الجسم، لذلك توصف هذه الحيوانات بأنها ذات جسم متقطع metameric body. يتغير هذا التشابه ويتطور بحسب المجموعات، كما يلاحظ ميل إلى اندماج بعض هذه القطع في بعض لتتكون مناطق وظيفية محددة، تسمى كل منها tagma (جمعها tagmata).
    لا يتجاوز طول معظم أفرادها 70 سم، فأكبرها سرطان البحر الياباني كبير الأيدي Macrocheira الذي يصل عرضه ـ بعد امتداد لواحقه ـ 4م، وأصغرها القُرَاد الطفيلي خشبي الجسم Demodex الذي لا يتجاوز طوله 0.1مم.
    وهي حيوانات نشيطة، تنتشر في أنحاء العالم كافة، ولا ينافسها في ذلك أي مجموعة حيوانية أخرى، حتى في المناطق القطبية والمناطق الجبلية العالية وفي المناطق الاستوائية، وقد تكيفت بعض الأنواع للحياة في الجو وعلى اليابسة وفي المياه العذبة والمالحة وقليلة الملوحة، وفي داخل جسم بعض الحيوانات والنباتات لتعيش حياة طفيلية.
    وهي متنوعة التغذي، منها اللاحم ومنها العاشب وآكل كل شيء، مع أن معظمها عاشب. يعيش معظمها في الأوساط المائية البحرية منها والعذبة، وتعتمد في تغذيها على الطحالب، أما معظم الأنواع البرية فهو عشبي الاغتذاء.
    مفصليات الأرجل لها أهميتها بالنسبة إلى الإنسان فكثير منها يؤكل من قبله، ويَستحصِل من بعضها على بعض العقاقير والأصبغة، كما أن الحشرات ضرورية لتأبير النباتات وبعضها ينتج بعض المنتجات مثل الحرير والعسل والشمع.
    خصائصها العامة
    أهم ما يميز هذه الحيوانات:
    ـ الهيكل الخارجي exoskeleton: الذي يحمي الحيوان من دون أن يفقده حركته. هذا الهيكل هو القشيرة cuticle، وهي طبقة تفرزها البشرة، تتألف من طبقتين: طبقة داخلية تسمى القشيرة الأولية procuticle وطبقة خارجية هي القشيرة العلويةepicuticle. وتنقسم الطبقة الأولية إلى قشيرة خارجية exocuticle تتكون قبل الانسلاخ و قشيرة داخلية endocuticle تتكون بعدالانسلاخ. وتحتوي كلتا الطبقتين في القشيرة الأولية على الكيتين chitin، وهو مادة قاسية مقاومة ترتبط بالبروتينات، وتتألف من سكريات متعددة السكريد نتروجينية nitrogenous polysaccharide لا تنحل في الماء والقلويات والحموض الضعيفة. وهكذا فإن القشيرة الأولية ليست مادة مرنة وخفيفة فقط بل هي مادة واقية حتى من التجفاف dehydration. يؤلف الكيتين عند بعضالقشريات ما يعادل 60% إلى 80% من القشيرة الأولية، في حين لا يؤلف أكثر من 40% منها في الحشرات (والباقي بروتينات). وتتشرب القشيرة الأولية، في معظم القشريات بأملاح الكلسيوم، مما يخفف مرونة القشيرة. ففي السرطان وجراد البحرlobster مثلاً يكون التكلس شديداً لدرجة كبيرة. وتتألف القشيرة العلوية من بروتينات وليبيدات [ر: الدهون]. تتصلب البروتينات بتشكل روابط كيمياوية مما يمنح الطبقة حماية أكبر(الشكل 1).
    تكون القشيرة رقيقة مرنة بين قطع الجسم وقطع اللواحق، مما يشكل مفاصل تسمح للقطع واللواحق بحرية الحركة بمساعدة عضلات خاصة ترتكز على نتوءات فوق أدمية apodemes تبرز على السطح الداخلي من قطع الجسم. وهي أيضاً تبطن القسم الأمامي من المعي (المعي الأمامي foregut) والقسم الخلفي منه (المعي الخلفي hindgut) وتدعم القصبات الهوائية.
    يعوق الهيكل الخارجي القاسي نمو الحيوان. وللتغلب على ذلك يطرح الحيوان الهيكل من وقت إلى آخر في عملية تُسمىالانسلاخ ecdysis أو moulting. وتنسلخ مفصليات الأرجل 4-7 مرات قبل أن يصل الفرد منها مرحلة النضج الجنسي، وبعضها يستمر بانسلاخه بعد النضج.
    الشكل (2)اللواحق المختلفة في مفصليات الأرجل
    القطع الجسمية واللواحق
    تحمل كل قطعة من جسم مفصليات الأرجل شفعاً من اللواحق المتمفصلة والمتحركة، تخصصت لتقوم بوظيفة معينة بحسب موقعها من الجسم بحيث يمكن تمييز لواحق في الرأس تخصصت لاستكشاف الوسط المحيط بالحيوان ومعالجة الغذاء، ولواحق الصدر التي تمايزت لتقوم بالمساعدة على معالجة الغذاء والمشي، ولواحق بطنية تسهم في السباحة. ويمكن إرجاع كل من هذه اللواحق إلى نمط أساسي يتألف كل منها: من رجيلة أولية propodite ترتكز عليها زائدتان؛ واحدة أنسية تسمى الرجيلة الداخلية endopodite والأخرى وحشية تسمى الرجيلة الخارجية exopodite (الشكل 2).
    البنية الداخلية
    الجوف العام عند الحيوانات البالغة صغير جداً، إذ إن معظم أجواف الجسم هي جوف دموي hemocoel؛ هو عملياً فضوات بين النسج مملوءة بالدم الذي يتألف من سيتوبلاسما وصباغ دموي يشبه الهيموغلوبين الموجود لدى الفقاريات لكنه يحوي معدن النحاس بدلاً من الحديد، وهو يوجد في السيتوبلاسما بدلاً من الكريات الدموية.
    الشكل (3) فوق مستحاثات ثلاثيات الفصوص
    جهاز الدوران عندها مفتوح يبدأ بقلب متقلص يمتد بجوف دموي، والجهاز العصبي مبني على أساس حلقي يشبه الجهاز العصبي لدى الحلقيات.
    القصبات الهوائية: تتنفس مفصليات الأرجل بالقصبات الهوائية التي تصل مباشرة إلى الخلايا التي تطورت في مفصليات الأرجل ليصل أكسجين الهواء مباشرة إلى الخلايا ليتم فيها استقلاب فعّال. أما الحيوانات المائية فإنها تتنفس بالغلاصم (الخياشيم).
    أعضاء الحس متطورة جداً عند مفصليات الأرجل، فهي توجد بأشكال وأنماط متنوعة: من عيون مركبة تسمح برؤية فسيفسائية (موزائيكية)، ومن أعضاء لمس وشم وسمع وتوازن ومستقبلات كيمياوية، فمفصليات الأرجل حساسة جداً للتغيرات التي تطرأ على الوسط الخارجي.
    تصنيف مفصليات الأرجل
    تقسم شعبة مفصليات الأرجل إلى أربع شعيبات subphyla مفردها subphylum، هي (1) ثلاثيات الفصوص Trilobita و (2) كَلاّبيات القرون Chelicerata و (3) القشريات Crustacea و (4) أحاديات الشعبة Unirama.
    الشكل(4)منظر ظهري لسرطان حدوة الحصان(إلى اليسار )ومنظر سفلي له (إلى اليمين ) الشكل (5) فوق أم أربع وأربعين من مئويات الأرجل (فوق )وشكل جانبي لمنطقة الرأس (الأسفل)
    ثلاثيات الفصوص: ربما ظهرت قبل العصر الكامبري، فازدهرت وانتشرت في العصر الكامبري والأوردوفيشي، لكنها انقرضت منذ 200 مليون سنة. يشير اسمها إلى شكل جسمها المؤلف من ثلاثة قطاعات طولانية (الشكل 3). وهي ذات بنية ابتدائية، ربما تجعلها من وجهة النظر التطورية، أفضل نقطة للبدء بدراسة مفصليات الأرجل.
    تراوح أطوالها بين 2 و67سم. وكانت حيوانات بحرية تسكن القاع، يتمكن معظمها من التَكَوُّر. كما يميز فيها ثلاث مناطق tagmata، هي الرأس والصدر والمؤخرة pygidium. يبدو الرأس قطعةً واحدة، أما الصدر فيتألف من عدد مختلف من القطع، في حين أن المؤخرة تتألف من قطع التحم بعضها ببعض وشكَّلا «قطعة» واحدة. يحمل الرأس عيوناً معقدة وفماً وأربعة أشفاع من اللواحق المتمفصلة. أما قطع باقي الجسم، ماعدا الأخيرة منها، فيحمل كل منها شفعاً من اللواحق ثنائية التشعبbiramous، أي تحمل رجيلة خارجية وأخرى داخلية.
    الشكل (6)أحد ألفيات الأرجل الشكل (7) أحد قليلات الأرجل
    كَلاّبيات القرون: هي مجموعة قديمة تضم اليوريبتيريدات Eurypterida المنقرضة وسرطانات حدوة الحصان horseshoe crabs (الشكل 4) والعقارب[ر] والعناكب[ر]. وتمتاز بأنها ذات ستة أشفاع من اللواحق، هي: شفع من القرون الكلابيةchelicerae وشفع من اللوامس القدمية pedipalps وأربعة أشفاع من أرجل المشي ماعدا سرطان حدوة الحصان الذي يحمل شفعاً من القرون الكلابية وخمسة أشفاع من أرجل المشي. وهي من دون فقيمات mandibles، ويتغذى معظمها بامتصاص الدم من فرائسها.
    القشريات Crustacea[ر]: حيوانات مائية، يعيش بعضها في المياه المالحة وبعضها الآخر في المياه العذبة، لكن منها ما يعيش على اليابسة.
    أحاديات الشعبة: وقد سميت كذلك لأنها تحمل لواحق ذات شعبة واحدة وليس شعبتين كما في بقية مفصليات الأرجل ، كانت تسمى سابقاً الفقيميات Mandibulata لأن لها لاحقة فموية ماضغة تسمى الفقيم mandible. لها شفع واحد من قرون الاستشعار، وكلها تتنفس بالقصبات الهوائية التي تصل مباشرة إلى الخلايا. وهي تضم خمسة صفوف هي:
    (1) كَلاّبيات الأرجل Chilopoda أو مئويات الأرجل Centipedes مثل أم أربع وأربعين أو الحريش العاض (الشكل 5)،
    و (2) مضاعفات الأرجل Diplopoda أو ألفيات الأرجل Millipedes (الشكل 6)،
    و (3) قليلات الأرجل Pauropoda (الشكل 7)،
    و (4) Symphyla ،
    و (5) الحشرات.
    يُطْلَق على المجموعات الأربع الأولى اسم كثيرات الأرجل Myriapoda، وتمتاز بأن جسمها يتألف من منطقتين هما الرأسhead والجذع trunk، في حين يتألف جسم المجموعة الخامسة (الحشرات) من ثلاث مناطق هي الرأس والصدر والبطن، ويقتصر وجود اللواحق عندها على الرأس والصدر فقط أما البطن فهو مجرد من اللواحق أو أن لواحقه صغيرة جداً.

    حسن حلمي خاروف

  7. #437
    مكتملات العظام

    مكتملات العظام Teleosteans أسماك عظميّة من فوق رتبة مكتملات العظام Teleostei، صفيف شعاعيات الزعانفActinopterygii، الذي يضم، إضافة إلى مكتملات العظام، زمراً ابتدائية من الأسماك الممثَّلة بفوق الرتب الآتية: الغضروفيات العظمية (اللامعات الغضروفية) Chondrostei، وكاملات التعظم Holostei، وكثيرات الزعانف Polypteri fornes، التي تختلف عن مكتملات العظام ببعض الصفات البدائية، مثل وجود المخروط الشرياني في القلب والدسام الحلزوني في الأمعاء وفتحة المُتَنَفَّس spiracle في الرأس. وهي مجموعة قديمة عرفت منذ الترياسي الأوسط والطباشيري الأعلى، أي منذ نحو 220مليون سنة. تضم مكتملات العظام نحو 96% من جميع الأسماك المعروفة حالياً في البحار والمياه العذبة؛ والتي يزيد عددها على 20 ألف نوع.
    تستر جسمَ هذه الأسماك حراشفُ عظمية (أسطوانية أو مشطية) صفيحية رقيقة يتراكب بعضها فوق بعض جزئياً، وأحياناً يكون الجلد عارياً تماماً.
    يتكون هيكلها المحوري من عمود فقري مكوَّن من فقرات مضاعفة التجويف amphicoelous، جيدة التعظم. زعنفتها الذيلية عادةً متساوية التفرق، ولكنها تكون أثرية في أسماك فرس البحر Hippocampus.
    تتوضع الزعانف في المنطقة الجذعية والذيلية للجسم, وبفضلها تستطيع الأسماك الحركة والمحافظة على توازنها في الماء. والزعانف هي بروزات جلدية مُدْعَمَة بأشعة زعنفية عظمية. يميز منها نوعان أساسيان هما الزعانف الشفعية (الصدرية والبطنية)، والزعانف الفردية (الظهرية والشرجية والحوضية).
    ويختلف توضع الزعانف الحوضية في الجسم تبعاً للنوع، وتكون بشكل مِحْجَم للتثبيت في بعض أسماك القوبيوناتGobiidae. وتكون الزعانف الصدرية متطورة جداً في الأسماك الطائرة Exocoetus. وتتوضع الزعانف الظهرية في مواقع مختلفة من الجسم، وعددها واحدة أو أكثر بحسب النوع.
    يتألف الجهاز الغلصمي (عضو التنفس) في مكتملات العظام من خمس أقواس غلصمية عظمية متوضعة في التجويف الغلصمي ومغطاة بالغطاء الغلصمي المتطور. وتوجد الأسنان الغلصمية على الجهة الداخلية المقعرة لأربعٍ منها، أما الجهة الخارجية منها فمجهزة بصفين من الوريقات (الصفائح) الغلصمية.
    يوجد لدى معظم مكتملات العظام كيس سباحي (هوائي) متطاول، وهو ردب ظهري من المري يبقى على اتصال معه بقناة هوائية في الأسماك مفتوحات الكيس السباحي (الكراكي - الشبوط وغيرها)، في حين تزول هذه القناة في الأسماك الأكثر تطوراً (فرخيات الشكل وغيرها).
    ومكتملات العظام أسماك منفصلة الجنس أساساً، يتم إلقاح البيوض فيها خارجياً. غير أن هناك قلة منها ولودة ذات إلقاح داخلي.
    الأصل التطوري لمكتملات العظام غير محدد تماماً، ولذلك فإن تصنيفها يعد صعباً للغاية نظراً للتنوع الكبير الملاحظ في شكل جسمها والذي يمكن أن يكون كروياً أو سهمياً أو زورقياً أو أفعوانياً أو شريطياً أو مفلطحاً وغيرها. وتُصنَّف هذه الأسماكفي 33 رتبة ونحو 420 فصيلة. وتدرج فيما يلي الرتب الأكثر أهمّية من الناحية الاقتصادية:
    1ـ رتبة رنكيات الشكل Clupeiformes
    تنتشر هذه الأسماك في البحار، وهي نادرة في المياه العذبة، كما يوجد منها أنواع مهاجرة. ولمعظم هذه الأسماك أهمية اقتصادية عظيمة (رنكيات المحيط الهادئ)، وتعد من أنواع الصيد الرئيسة في العالم. وتتميز الرنكيات بجسمها المتطاول، المتناسق، غير المرتفع والمضغوط من الجانبين. وتتوضع زعانفها البطنية في منطقة وسط البطن، ويوجد فوقها زعنفة ظهرية وحيدة. حراشف هذه الأسماك أسطوانية، وينعدم فيها الخط الجانبي.
    2ـ رتبة سلمونيات الشكل Salmoniformes
    تشبه السلمونيات من حيث شكل الجسم الرنكيات. وهي تتميز بوجود الزعنفة الدهنية (الخالية من الأشعة الزعنفية) في الجهة الظهرية إلى الخلف من الزعنفة الظهرية. وتتوضع زعانفها البطنية في وسط منطقة البطن. وهي تتصف بفمها الكبير المجهَّز بأسنان، وبحراشفها الأسطوانية صغيرة الحجم، وبخط جانبي متطور. تنتشر هذه الأسماك في البحار والمياه العذبة، وهي أسماك مهاجرة تعيش في المياه الباردة والمعتدلة في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، حيث يصل عددها إلى أكثر من 320 نوعاً. وتعدّ معظم أنواع السلمونيات (السلمون - الترويت) أسماكاً اقتصادية لأنها أسماك صيد وتربية.
    3ـ رتبة شبّوطيّات (كاربيات) الشكل Cypriniformes
    تنتشر الشبوطيات في المياه العذبة والبحار، وهي من الأنواع واسعة الانتشار، حيث يصل عددها إلى أكثر من 2900 نوع، وتؤلّف نحو 15% من الأسماك مكتملات العظام. وتعد معظم الأنواع الشبوطية (مثل الكارب والكارب الفضي والكارب العاشب) مهمة اقتصاديّاً. ويمكن تمييز الشبوطيات عن أسماك الرنكيات بوجود الخط الجانبي، وعن السلمونيات بغياب الزعنفة الدهنية.
    4 ـ رتبة سلوريّات الشكل Siluriformes
    تعيش معظم هذه الأسماك في المياه العذبة وغالباً في المياه الدافئة. وهي تتميز بجسمها العاري من الحراشف، ورأسها الكبير ذي الفم الضخم وزعنفتها الشرجية الطويلة جداً. ويوجد منها في سورية نوع الجري (أو سلور الفرات) Silurus glanis. تعمّر السلوريات طويلاً، إذ يعيش سمك الجري حتى 100 عام، ويصل وزنه الأعظمي إلى 300-400 كغ أو أكثر.
    5 ـ رتبة فرخيّات الشكل (شائكات الزعانف) Perciformes
    تضم مجموعةً كبيرة جداً من الأسماك البحرية وأسماك المياه العذبة (أكثر من 7000 نوع)، والتي تحتوي زعانفها - وبخاصة المفردة منها - أشواكاً قاسية. ويوجد على الجسم عادة زعنفتان ظهريتان منفصلتان إحداهما عن الأخرى، وتُدْعَم الزعنفة الظهرية الأمامية بأشعة قاسية (شوكية) فقط. تتوضع الزعانف الحوضية (البطنية) في المنطقة الأمامية للجسم تحت الزعانف الصدرية. جسم هذه الأسماك مغطى بحراشف مشطية (مسننة)، ونادراً بحراشف أسطوانية، كما أنها ذات كيس سباحي مغلق. ومعظم هذه الأسماك ذات أهمية اقتصادية كبيرة، مثل أسماك الفرخ والأسكمبر والتن (الطون).
    6ـ رتبة زنجوريّات (كراكيّات) الشكل Esociformes
    تتميز الزنجوريات بالكيس السباحي المفتوح، وبحراشفها الأسطوانية الصغيرة؛ وبزعانفها الشرجية المتراجعة للخلف بشكل كبير. وتتوضع الزعانف الحوضية في منتصف منطقة البطن. السمكة كبيرة الحجم ومفترسة، وتعمر طويلاً، وجسمها متطاول مغزلي الشكل، ويحتوي رأسها فماً كبيراً مرصعاً بأسنان حادة.
    تقطن هذه الأسماك في المياه العذبة والبحرية، وهي من الأسماك الاقتصادية التي يمكن تربيتها في المزارع السمكية والبحيرات.
    7 ـ رتبة حنكليسيات (أنقليسيات) الشكل Anguilliformes
    تتميز هذه الأسماك بجسمها الأفعواني الشكل المغطى بحراشف صغيرة جداً، تنعدم فيه الزعانف الحوضية كما تلتحم زعانفها الظهرية والحوضية مع الزعنفة الذيلية. تعيش معظم أنواع هذه الأسماك في البحار، كما يعرف منها مجموعة من الأنواع المهاجرة، ومنها الحنكليس الأوربي ذو الأهمية الاقتصادية الكبيرة.
    8 ـ رتبة ترسيات (مفلطحات) الشكل Pleuronectiformes
    وهي أسماك ذات جسم منضغط من الجانبين. وترقد الأسماك البالغة على أحد الجانبين في منطقة القاع. وتتوضع كلتا العينين في الأسماك البالغة على جهة واحدة من الرأس. لفراخ هذه الأسماك بنية الأسماك العادية المتكيفة للسباحة في الماء، ومع تقدم العمر تنزل الفراخ لترقد على القاع ويصبح جسمها مسطحاً (مفلطحاً). كما تتميز هذه الأسماك بطول الزعانف الظهرية والشرجية، وتتوضع الزعانف الحوضية الى الأمام من الزعانف الصدرية.
    9 ـ رتبة قديات (غادسيات) الشكل Gadiformes
    لأغلب هذه الأسماك ثلاث زعانف ظهرية وزعنفتان شرجيتان، وتتوضع زعانفها الحوضية في الجزء الأمامي للبطن أمام الزعانف الصدرية، وهي تتميز بوجود شويرب وحيد على الذقن، كما تحتوي جميع زعانفها على أشعة طرية. ينتمي لهذه الرتبة عدد غير كبير من الأنواع السمكية التي تعيش بصورة أساسية في البحار الشمالية، مثل أسماك القد Gadus، التي تعد أكثر هذه الأسماك انتشاراً. وفي البحر المتوسط يوجد نوع الميرلان Merluccius له في ذقنه شويرب؛ علماً أن فيتامين (د) يتراكم في كبد كثير من أسماك القديات.


    معذَّى الخليف

  8. #438
    الملتحيات

    الملتحيات Pogonophora تسمية مستمدّة من اليونانيّة؛ من كلمة pogon ومعناها لحية، وكلمة phora ومعناها حامل. وهي شعبة من الحيوانات لم تكن معروفة حتى القرن العشرين. وُجد أول نموذج منها عام 1900 في أعماق البحار حول إندونيسيا، بعد ذلك عثر على نماذج أخرى منها في بحار عديدة؛ بما في ذلك غرب الأطلسيّ على الشواطئ الشرقيّة للولايات المتحدة الأمريكيّة، وقد تمّ وصف نحو 145 نوعاً منها حتى اليوم.
    الشكل (1) مستعمرة من الملتحيات
    صفاتها الخارجيّة
    حيوانات دوديّة الشكل، يميَّز منها صفّان؛ هما المحيطيات (البيرفياتا)Perviata والردائيّات (الفيستيمينتيفيرا) Vestimentifera. لكن بعضهم يعدّ الصفّ الثاني شعبة قائمة بذاتها.
    أفراد المحيطيّات صغيرة، يراوح طول الواحد منها بين 5 و58 سم وقطرها أقلّ من 1 مم. أما الردائيّات التي تعيش في الأعماق حول المداخن المائيّة الحراريّة hydrothermal vents فيمكن أن يصل طول الفرد منها إلى 1.5 م وقطر 5سم (الشكل 1).
    يعيش معظمها في وحل المحيطات؛ وفي أعماق تتجاوز 200 م، وهذا ما أخَّرَ اكتشافها، وهي حيوانات لاطئة، يعيش الفرد منها ضمن أنبوب كيتينيّ طويل يفرزه حول نفسه منتصباً شاقولياً في أرض المحيط، يُخْرِج منه الحيوانُ مقدمتَه، ربما من أجل التغذّي.
    جسم الملتحيات أسطوانيّ طويل، تغطيه قشيرة cuticle؛ مؤلّف من جسم أماميّ قصير، وجذع رفيع طويل، وجسم خلفيّopisthosoma قصير متقطّع (الشكل 2).
    يميّز في القسم الأماميّ فصّ رأسيّ cephalic lobe يحمل ما بين 1 و 260 لامسة طويلة (الصفة التي منحت الشعبة اسمها) وذلك بحسب الأنواع. وهي امتدادات طويلة مجوّفة يمتّد فيها الجوف العامّ للحيوان، تجتمع إلى جانب بعضها مشكّلة أنبوباً تمتدّ في داخله استطالات دقيقة من اللوامس مشكّلة ما يسمى الرييشات pinnules (الشكل 3).
    رسم تمثيلي للملتحيات :إلى اليسار الشكل العامّ للحيوان ،وإلى اليمين وضع الدودة في أنبوبها
    الشكل (3) مقطع عرضي في تاج أحد الملتحيات
    يحمل الجذع الطويل بعض الحليماتpapillae، وفي منتصفه حلقتان من الأشعار الحاملة للسنينات تسمى الحزام girdle؛ يثبّت الحيوان بالجدار الداخليّ للأنبوب. وبعد الحزام يصبح الجذع رفيعاً ينقطع بسهولة لدى جمع العيّنات من الحيوان. والواقع أن الجسم الخلفيّ لم يعرف ويوصف إلا عام 1963، وهو أثخن من الجذع، ويتألف من 5 - 23 قطعة قصيرة تحمل العديد من الأشعار.
    بنيتها الداخليّة
    تمتاز الملتحيات بغياب الفم وجهاز الهضم؛ مما يعني غموض طريقة تغذّيها. ويبدو أنها تمتصّ الغذاء المنحلّ من ماء البحر بوساطة الرييشات والخملات الدقيقة على لوامسها. كما يبدو أنها تتلقّى معظم الطاقة الضرورية لها من مشاركتها الحياة مع بكتريا كيميائيّة التغذّي تعيش معها، وتؤكسد كبريتَ الهدروجين، فتنطلق الطاقة التي توفر تركيب المركّبات العضويّة الضروريّة للحيوان. تحمل الملتحيات هذه البكتريات في عضو يسمى جسم التغذيةtrophosome الذي يشتقّ من المعي المتوسط الجنينيّ.
    التكاثر
    الأجناس منفصلة، ويحمل كلّ فرد شفعاً من المناسل gonads يمتدّ من كلّ منهما أنبوب حامل للعناصر التناسلية في منطقة الجذع. ويتضمن التكوّن الجنينيّ تشكّل جوف عامّ انشطاريّ schisocoelic، وليس جوفاً عاماً معوياً enterocoelic الذي كان قد يعتقد سابقاً بتكونه. واليرقة دوديّة الشكل، لكنها ضعيفة السباحة، ويبدو أن التيّارات المائيّة تجرّها إلى حيث تستقر؛ لتعطي الحيوان الكامل.
    أهمّيّتها التطوّريّة
    درس الروسيّ إيفانوف Ivanov أول عيّنة من هذه الحيوانات، وكانت من دون جسم خلفي. ولدى دراسته تَكَوُّن الجوف العام عّرف أنها تنتمي إلى ثنائيّات الفم Deuterostomia. لكن الاكتشافات التالية لعينات أخرى من المجموعة ودراستها جيّداً ومعرفة جسمها الخلفي المتقطع والتأكد من تشكل جوفها العام؛ كل ذلك غير الفكرة عنها ومن ثم تصنيفها، وعدّت من أوليّات الفم Protostomia وليس من ثنائيات الفم.
    كما عَدّها الدارسون الأوائل، بسبب أنبوبها، أنها تنتمي إلى نصفيات الحبل Hemichordata، لكن تحليل محتوى الأنبوب للحموض الأمينيّة فيه والكيتين الذي يدخل في تركيبه قَرَّبَها من جناحيّات الغلاصم Pterobranchiae، وكذلك فإن الحليمات التي تحمل خلايا حسّاسة للضوء تشبه ما يوجد لدى الحلقيات، وبنية القشيرة وترتيب الأشعار على جسمها وتقسّم الجزء الخلفي من جسمها يقربها كثيراً من الحلقيّات.
    ولهذا كله، ما زال الوضع التطوري، ومن ثم التصنيفي لهذه الحيوانات، غير معروف تماماً، ولن يستقر الرأي حول الموضوع إلا بعد دراسة التكون الجنيني لعدد كبير منها.
    حسن حلمي خاروف

  9. #439
    المُنَخْرَبات

    المُنَخْرَبات Foraminifera حيوانات بحرية وحيدة الخلية صغيرة القدّ، تنتمي إلى الأوليات Protista، لا يتعدّى قطرها 2مم غير أن قطر بعضها قد يصل إلى 100مم. يعيش 96 % من أنواعها على قاع البحار الضحلة، حرّاً متنقلاً أو متثبتاً، ويعيش القليل من أنواعها (3 ـ 4%) طافياً معلقاً في طبقات مياه البحار السطحية (0 ـ 200م).
    تتدخّل عوامل بيئية متعدّدة في انتشار أجناسها وأنواعها وتوزعها في البحار، يذكر منها درجة ملوحة البحار وعمق المياه وحرارتها، إضافة إلى تأثير الضوء ومن ثمّ كمية المواد المغذية. كما تتدخّل في انتشارها كمية الأكسجين المتاحة ودرجة حموضة (الباهاء pH) ماء البحر وكمّية كربونات الكلسيوم المنحلة والتيارات المائية وطبيعة قاع البحر.
    في كثير من المناطق المدارية، تحوي الرمال الشاطئية الحالية، كمّياتٍ كبيرة من قواقعها. فهي تسهم إسهاماً كبيراً في تشكيل الرواسب التي ستتحوّل فيما بعد إلى صخور رسوبية.
    الشكل (1)الأرجل الكاذبة في المنخريات
    أ-قوقعة ذات جدار كلسي صدفي
    ب- قوقعة ذات جدار كلسي مثقب
    الأجزاء الرخوة
    يفرز معظمُ المنخربات قوقعة تحمي بها أجسامها الرخوة. وتتمايز هذه الأخيرة إلى سيتوبلاسما داخلية تحوي النواة أو النوى، وهي تؤدّي دوراً مهمّاً في عمليتي التغذي والتكاثر، وسيتوبلاسما خارجية تمتد إلى خارج القوقعة، وتغطيها عبر فتحة أو فتحات متعددة في بعض الأنواع. يصدر عن السيتوبلاسما الخارجية استطالات مؤقتة تدعى الأرجل الكاذبة (الزائفة) pseudopods (الشكل1)، تفيد في تثبيت الحيوان وفي التقاط غذائه وطرح فضلاته، كما تستخدم في تحركه وبناء قوقعته. تتغذى المنخربات بالمتعضيات الدقيقة كالمشطورات Diatoms والحيوانات البريوية [ر] Bryozoa والسوطيات [ر] Flagellata.
    التكاثر
    على الرغم من أنّ تكاثر بعض الأنواع يتمّ بطريقة لا جنسية (انشطار متعدّد أو تبرعم)، فإنّ تكاثر معظم الأنواع يتمّ بطريقة تعاقب جيلين: جيل جنسي gamogony وجيل لا جنسي (أو انشطاري) schizogony (الشكل 2).
    الشكل (2) حلقة التكاثر في أحد أجناس المنخريات
    1-فرد لاجنسي 2-انقسام خيطي 3- انقسام منصف 4- تشكل الأجنة 5-جنين 6-مرحلة سابحة 7-فرد جنسي فتي 8-فرد جنسي 9-نواة التكاثر 10-نواة إعاشية 11-تشكل الأعراس 12-عروس ذات سوطين 13-اتحاد الأعراس 14-البيضة الملقحة
    الشكل (3)يمثل ظاهرة المنثوية الشكلية (التثني الشكلي )في الجنس نوموليتس
    1-آ الشكل الصغير 2-ب الشكل الكبير
    تبدأ المرحلة الانشطارية في الجنس إيريديا Iridia على سبيل المثال بالفرد الانشطاري (اللاجنسي) schizont(الشكل2/1) الذي يحوي نواةً واحدةً ذات عدد ضعفاني من الصبغيات (ضعفانية الصبغيات)، تنقسم إلى عدد كبير من النوى انقساماً خيطياً يليه انقسامان منصفان. تتحرّر الأجنة من الفرد الانشطاري الذي يتألّف كل منها من نواة ذات عدد فرداني من الصبغيات (فردانية الصبغيات)، يحمل كل منها أرجلاً كاذبة (زائفة) شبكية. يمرّ الجنين بعد ذلك بمرحلة سابحة قبل أن تنسحب في المرحلة التالية أرجلها الكاذبة الزائفة. يعود الجنين بعد أن يفرز قوقعة شبه كيتينية إلى حياته القاعية؛ حيث يتثبّت على قاع البحر أو على الكائنات التي يعيش عليها. ينمو هذا الجنين ويعطي فرداً جنسياً gamont يشبه في مظهره الخارجي الفرد الانشطاري اللاجنسي (الشكل 2/8).
    تبدأ المرحلة الجنسية gamogony بانقسام النواة فردانية الصبغيات إلى عدد كبير من النوى، تتحول كلّ نواة إلى عروس مجهزة بسوطين. تخرج الأعراس من الفرد الجنسي في أثناء الليل، وتتحد كلّ عروس مع عروس ناتجة من أفراد جنسية أخرى لتشكيل البيضة الملقحة التي تنمو فيما بعد لتشكيل الفرد الانشطاري الذي يحوي نواة ضعفانية الصبغيات (ذات عدد مضاعف من الصبغيات).
    يؤدي تعاقب الأجيال الجنسية والانشطارية عادة إلى اختلاف شكلي في أفراد النوع الواحد في كثير من أنواع المنخربات (الشكل3) يُعرَف بظاهرة المثنوية الشكلية dimorphism. وقد اصطلح أن يسمّى الهيكل الصغير ذو المسكن الأولي الكبير بالشكل (آ) والهيكل الكبير ذو المسكن الأولي الصغير بالشكل (ب).
    تصنيف المنخربات
    يعتمد تصنيف المنخربات على الصفات المورفولوجية لقواقعها. وقد اعتمد أحدث تصنيف لها على التركيب الكيميائي لجدار قوقعتها، فصنفت إلى خمس رتيبات suborder: آلّوغروميئينا Allogromiina، و تكستولاريئينا Textulariina وفوزولينينا Fusulinina وميليولينا Miliolina وأخيراً روتاليئينا Rotaliina. وقد قُسِمَت هذه الرتيبات إلى 17 فوق فصيلةsuperfamily و96 فصيلة family تضم نحو25000 نوع اعتماداً على الشكل العام للقوقعة وعدد مساكنها وترتيبها وبنية جدارها المجهري.
    الشكل (4) الأجزاء الرئيسية في قوقعة المنخريات متعددة المساكن .يلاحظ في الوجه الحلزوني مقطع عرضي في المسكنين الآخيرين
    القوقعة
    تفرز السيتوبلاسما الخارجية قوقعة تُستخدم لدعمها وحمايتها من المؤثرات الخارجية. يراوح طولها بين 0.1 و120مم. تؤدّي أوصافها المختلفة الآتية دوراً مهماً في تصنيف المنخربات: تركيب جدارها الكيمياوي وبنيته المِكروية وشكله العام، وعدد مساكنها ونمط ترتيبها، وغياب الثقوب أو وجودها على سطحها وشكل الفتحة أو الفتحات وموقعها، وبنية القوقعة الداخلية. ويضاف إلى هذه الصفات قدّ القوقعة وشكل المساكن وحجومها وصفات الدروز sutures الفاصلة بين المساكن وزخارف سطح القوقعة، وهي صفات تستخدم في تحديد الأنواع.
    تركيب الجدار الكيمياوي وبنيته المكروية
    يتميز تركيب جدار القوقعة الكيميائي بأهمية كبيرة في تصنيف المنخربات؛ ويتألّف في قوقعة الأشكال البدائية من مادة شبه كيتينية، ومنه اشتق جدار القواقع المتلاصقة أو المدبوقة أو الملزَّنة agglutinated والجدار الكلسي في الأشكال الأكثر تطوراً. ويحتمل أن تكون القواقع شبه الكيتينية مكوّنة من مادة عضوية يشبه تركيبها الكيمياوي الكيراتين. إن هذا النوع من القواقع الذي يُميّز قواقع أفراد رتيبة آلّوغروميئينا، لا يبقى منه بمرور الزمن مستحاثات بسبب هشاشته.
    القواقع المدبوقة المُتلاصقة التي تميز أفراد رتيبة تكستولاريئينا هي خارجية المنشأ تتألّف من مجموعة من الجسيمات المكروية المؤلفة من مركبات لاعضوية مختلفة أو شويكات الإسفنجيات أو من قواقع المنخربات الصغيرة، يأخذها الحيوان من الوسط الخارجي ويدبقها (ويجمعها) بملاط يفرزه. قد يكون الملاط كلسياً بصورة عامة، ولكن قد يكون حديدياً أو سيليسياً.
    وأما القواقع الكلسية فهي داخلية المنشأ؛ أي يفرزها الحيوان نفسه، وتتكوّن من مجموعة من بلورات مكروية من الكلسيت (كربونات الكالسيوم) الذي يمكن أن يكون ذا بنية مكروية: حبيبية وليفية مرتبة في طبقتين متجاورتين، كما في قواقع أفراد رتيبة فوزولينينا. وقد يبدو الكلسيت بمظهر خزفي (بورسلاني) الشكل يظهر تحت المجهر بلون أبيض حليبي بالضوء المنعكس وعاتماً بالضوء النافذ، وهذا النوع من القواقع يميّز قواقع أفراد رتيبة ميليولينا المُصْمَتَة (سطحها غير مثقّب)؛ أو يبدو الكلسيت تحت المجهر شفافاً كما في القواقع ذات الثقوب التي تميّز أفراد رتيبة روتاليئينا.
    الشكل (5)أشكال القوقعة في المنخريات أحادية المسكن (الصف الأعلى ) ،وفي المنخريات المتعددة المساكن (الصف الأسفل )
    شكل القوقعة وترتيب مساكنها
    قد تتألّف قوقعة المنخربات من مسكن واحد أو عدّة مساكن (الشكل 4) مفصولة بحواجز. يدعى أول مسكن يتكوّن بالمسكن الأولي أو الجنيني proloculus. ويتصل المسكنان المتجاوران بثقب يدعى النخروب foramen؛ ومن هنا جاءت تسميتها بالمنخربات. ويسمى النخروب في المسكن الأخير المتكوّن بالفتحة aperture، ومنه تخرج الأرجل الكاذبة.
    يختلف شكل القواقع وحيدة المسكن أو متعددة المساكن اختلافاً كبيراً، فقد تكون بيضوية أو كروية أو أسطوانية أو ملتفة أو غير ذلك (الشكل 5). وكذلك يختلف ترتيب المساكن في القواقع متعددة المساكن، فهي تظهر بأشكال متعددة (الشكل 6): فقد تكون أحادية أو ثنائية أو ثلاثية السلسلة أو تكون ملتفة في مستوٍ أو حول محور أو غير ذلك، أو تظهر بترتيب مختلط أو معقد. ويختلف الشكل العام للقوقعة بحسب شكل ترتيب المساكن، فقد تكون كروية الشكل أو أنبوبية أو أسطوانية أو مغزلية أو مخروطية أو عدسية أو غير ذلك.
    التزيينات
    غالباً ما تكون القواقع الكلسية مزخرفة بتزيينات متنوعة: أضلاع بارزة أو أشواك أو حروف أو حبيبات أو غير ذلك. ويعدّ وجود هذه التزيينات وأشكالها المختلفة من معايير تحديد الأنواع المختلفة.
    الشكل (6)أنماط ترتيب المساكن في القواقع متعددة المساكن
    أهمية المنخربات الجيولوجية
    توجد قواقع المنخربات بكثرة في رواسب التكوينات الجيولوجية على شكل مستحاثات [ر: المستحاثات (علم ـ)]، وتعدّ دراستها الفرع الرئيس في علم المستحاثات المكروية الذي يؤدي دوراً مهماً في علم الجيولوجيا التطبيقية.
    عرفت المنخربات منذ الدور البرمي Permien ولاتزال ممثلة بكثرة في البحار الحالية. ويظهر أنّ أشكالها البدائية ذات القواقع شبه الكيتينية chitinoid هي التي ظهرت في بادئ الأمر في الباليوزوي Paléozoique المبكر، وأعطت مجموعات رتيبة تكستولاريئينا ذات القواقع الملزنة التي ازدهرت بدءاً من الأوردوفيسي Ordovicien حتى العصر الحديث.
    أمّا الأشكال ذات القواقع الكلسية فقد ازدهرت بدءاً من الباليوزوي الأعلى ممثلة بمجموعات رتيبة فوزولينينا Fusulininaالمهمة التي شكّل تجمع قواقع أجناسها طبقات صخرية ثخينة في الدور الكربوني. انقرضت معظم أفراد هذه الرتيبة في نهاية حقب الباليوزوي وحلّت محلّها بدءاً من الباليوزوي الأعلى والمزوزوي الأسفل Mésozoique مجموعات من رتيبة ميليوليناMiliolina ورتيبة روتاليئينا Rotaliina. ازدهرت معظم أفراد الرتبتين الأخيرتين في الكريتاسي الأعلى Crétacique Supérieure، غير أن ّ بعضها لم يبلغ أوج ازدهاره إلاّ في حقب الكينوزوي Cénozoique.
    ويظهر أنّ أهم مرحلة من مراحل تطوّر المنخربات ذات الهياكل الكلسية حصلت في المزوزوي الأعلى والكينوزوي، إذ ازدهرت منها المنخربات المعلقة التي تنتمي إلى رتيبة روتاليئينا التي أصبحت أنواعها غزيرة جداً وذات انتشار جغرافي واسع. إنّ الانتشار الكبير لأنواع المنخربات المعلّقة والقاعية في بحار المزوزوي الأعلى والكينوزوي أعطى صخوراً رسوبية غنية بقواقع المنخربات كالحجر الكلسي النوموليتي في الباليوجين والحجر الكلسي الألفيوليني والميليولي والحجر الكلسي [ر: الكلسي (الحجر ـ)] الغلوبيجريني.
    تعود أهمية المنخربات الستراتيغرافية إلى انتشار أنواعها الواسع في مختلف التشكيلات الصخرية الرسوبية ذات الأعمار المختلفة. فقد وجد أنّ كثيراً من مجموعاتها يحتوي على أنواع مميّزة لها عمر محدود وانتشار جغرافي واسع، وهذا ما يجعلها من المستحاثات المرشدة الدالّة. فقد استعملت هذه الأنواع في إقامة نطاقات مستحاثية عالمية تميّز أعماراً محدّدة من السلّم الزمني الجيولوجي. ولذلك فقد استعملت في تحديد أعمار الطبقات الحاوية عليها خاصة الطبقات التي يتمّ اختراقها في أثناء حفر الآبار للبحث عن النفط، كما استعملت في مقارنة أعمار الطبقات التي لها العمر نفسه في المناطق المتباعدة. وتعود أهميتها «الستراتيغرافية»، عند التفتيش عن النفط، إلى كونها مستحاثات مكروية وإلى غزارتها في الرواسب التي لا تحتوي على مستحاثات ماكروية (كبيرة). وإضافة إلى ذلك، وبسبب صغر قدّها، فهي تُستخرج كاملة من دون أن تتكسّر، من كسارات الحفر.
    يدل وجود قواقع المنخربات في الطبقات الرسوبية إلى جانب أهميتها «الستراتيغرافية» على البيئات القديمة التي كانت تعيش فيها؛ ذلك لأن أنواعها تتأثر بتغيّر الشروط البيئية ويكون لكل بيئة بحرية قديمة مجموعاتها المستحاثة الخاصة بها تميّزها عن البيئات البحرية القديمة الأخرى. كما يظهر أيضاً أنّ بعض مجموعاتها قد أدّى دوراً مهماً في تشكيل الصخور الرسوبية؛ حيث وجد أنّ بعض الصخور مؤلّف بكليته تقريباً من تجمّع قواقعها المستحاثة.


    فؤاد العجل

  10. #440
    المَنْطَفة

    المنطفة antheridium، وجمعها مناطف antheridia، كيس وحيد الخلية، يتكون في النباتات الدنيا مثل المشريات، يحتوي على عدد من الخلايا الجنسية فردانية الصيغة الصبغية haploid، تُطلق عليها أسماء مختلفة أبرزها: الأعراس المذكرة gamètes mâles، والحيوانات المنطفية antérozoïdes، والحيوانات المنوية spermatozoïdes. والمنطفة في النباتات الراقية عضو عديد الخلايا فردانية الصيغة الصبغية، تتكون بداخله الخلايا الجنسية المذكرة.
    تختلف أشكال المنطفة باختلاف الزمر النباتية من مشريات[ر] Thallophytes وبريويات[ر] Bryophyta وتريديات[ر]Ptéridophytes وعريانات البذور[ر] ومغلفات البذور[ر].
    الشكل (1) جزء من مشرة الفوقس الحويصلي
    أ- جفنة وبداخلها وبر عقيم عديد الخلايا حامل للمناطف ×25مرة
    ج-كيس محرر للنطاف ×250مرة
    1ـ منطفة المشريات
    تطلق تسمية المنطفة في المشريات على خلية وحيدة تتكون في داخلها النطاف. ففي الفوقسالحويصلي Fucus vesiculosus، من الطحالب البنية، تتكون المنطفة داخل «جفنة» conceptacle مفتوحة على الخارج، فيها لبد من وبر عديد الخلايا حامل لهراوات حمر، تسمى المناطف، منتفخة تضم 64 حيواناً منوياً تتحرر عند النضج سابحة في ماء البحر (الشكل 1).
    وتتكون منطفة الكاريات[ر] التي تعدّ من الطحالب الراقية (الشكل 2) من مغلف خلوي كروي بداخله نطاف متساوية السياط كنطف البريويات.
    2ـ منطفة البريويات
    تأخذ منطفة البريويات (الشكل3) غالباً شكل جرة، تختلف أشكالها باختلاف الأنواع، مكونة من صف من الخلايا العقيمة محمولة على رجيلة قصيرة.
    ففي زمرة السفحنيّات Sphagnidae توجد المناطف غالباً معزولة في إبط (الأوراق).
    وفي زمرة الكبديات Hépatiques توجد المنطفة في قاعدة تجويف ينفتح بثقب ضيق آخذة شكل كتلة كروية محاطة بصف من الخلايا العقيمة محيط بمجموعة من الخلايا المخصبة التي تتحول كل واحدة منها عند نضجها إلى نطفة إجاصية الشكل ثنائية السياط.
    وفي زمرة الحزازياتMosses (الشكل 3) توجد المناطف في قمة (ساق) زائفة قصيرة.
    الشكل(2)جزء من مشرة الكارا العطوبة chara fragilis يوضح عقدة حاملة لمنطف كروي محاط بصف من الخلايا العقيمة وبجانبه نطفة متساوية السياط الشكل (3)منطف الحزازيات
    تتألف نطف البريويات من نواة إجاصية الشكل، لولبية، مزودة بسوطين، وبقية من كتلة بروتوبلاسمية. تتحرر النطف عند نضج خلايا المغلف العقيم سابحة في قطرات الندى لتصل إلى البويضة الكروية لتلقحها.
    3 ـ منطفة التريديات
    يلاحظ في زمرة التريديات اختلاف أشكال المنطفة والنطاف باختلاف الزمرة التريدية:
    الشكل (4)السطح السفلي لطليعة المشرة في السراخس:المناطف والأرحام والجذيرات
    مناطف السراخس Filicales: (الشكل 4) فالأعضاء التوالدية في السراخس تتشكل على النبات العرسي gamétophyte أو ما يسمى بطليعة المشرة prothallus الحاملة للشقين المذكر والمؤنث. وهي نبات صغير لا تتجاوز أبعاده سنتيمتراً واحداً ناتج من إنتاش البوغة.
    ففي سرخس الأسبلينيوم المذكر المؤنث Asplenium filix mas، على سبيل المثال، تتشكل المناطف فوق وسادة منتفخة متوضعة على السطح السفلي
    لطليعة المشرة ملامسة التربة الغنية بالرطوبة، وتتحول محتوياتها الداخلية إلى نحو 30 إلى 50 نطفة تتكون كل منها من نواة ضخمة متطاولة، وحويصل سيتوبلاسمي وفي نهايتها حزمة من 20 إلى30 سوطاً محمولاً فوق جسيم صغير يسمى صانع السوط blépharoplaste.
    مناطف أذناب الخيل Equisetales محمولة على طلائع مشرية مذكرة أصغر من الطلائع المشرية المؤنثة، وهي مشابهة لمناطف السراخس.
    مناطف أرجل الذئب Lycopodiales بيضوية مغروسة في النسج العلوية للطليعة المشرية.
    مناطف السيلاجينيلا Selaginellales والإيزويتيس Isoetales تتشكل في طليعة مشرية صغيرة حبيسة ضمن مُغَلَّف أبواغ صغير microsporangium أومغلف الأبواغ المذكرة المحولة فوق سنبلة تكاثرية. يضم كل مُغَلَّف أبواغ صغيرة عدداً كبيراً من الأبواغ الصغيرة microspores التي تُنْتِش داخل مغلف الأبواغ الصغيرة مولدة عضواً دقيقاً مذكراً ضامراً مكوناً من خليتين إحداهما مكونة للمنطفة والثانية مكونة لطليعة المشرة. وتنقسم الخلية المنطفية إلى خليتين نطفيتين.
    4 ـ مناطف عريانات البذور
    يلاحظ في عريانات البذور وجود سنابل مجانسة لسنابل السيلاجينيلا ممثَّلة بالأسدية. تتكون في الأسدية حبات الطلع التي يمكن مجانستها بالأبواغ الصغيرة. تنتش حبات الطلع هذه مولدة طليعة مشرية مكونة من ثلاث أو أربع خلايا في السيكاسيات والجنكوات (التي تمثل الأنماط البدائية لعريانات البذور) أو مكونة من خلية أو خليتين لدى المخروطيات (التي تمثل الأنماط الحديثة لعريانات البذور). تتمايز في داخل الأنبوب الطلعي للسيكاسيات والجنكوات نطفتان مزودتان بلولب من الأهداب تتحرران عند نضج الأنبوب الطلعي سابحتان في سائل الحجيرة الطلعية، إذ تدخل إحداهما في عنق الرحم قاطعة مسافة قصيرة، مشكلة ما يعرف بالإلقاح الحيواني zoidogamy أوما يعرف بالإلقاح السابح الذي تسبح فيه النطفة في سائل الحجيرة الطلعية. وعلى العكس تضمحل خلية الطليعة المشرية بسرعة في الصنوبر (الذي يمثل زمرة المخروطيات) ولا يبقى منها سوى خليتين: خلية إعاشية أو خضرية وخلية ثانية يمكن مقارنتها بالمنطفة. وعند ما تصل حبة الطلع إلى أعضاء التأنيث، تعطي الخّلِيّة الإعاشية الأنبوب الطلعي الذي يسبر النسج الأنثوية، وتنقسم في الوقت نفسه الخلية المنطفية إلى خليتين تدخلان في حالة ركود حيوي حتى السنة القادمة، تتحول إحداهما إلى قصلة socle عقيمة، وتنقسم الثانية مولدة نواتين نطفتين حبيستين دوماً داخل الأنبوب الطلعي، وتستخدم إحداهما في الإلقاح. إن غياب أهداب النطاف مرده إلى وجود الأنبوب الطلعي الذي يقود النطفة إلى البيضةالأنثى ويدعى الإلقاح آنئذ بالإلقاح الأنبوبي siphonogamy. وقد تطورت هذه الزمرة من عريانات البذور أنبوبية الإلقاح مع مغلفات البذورلِتُكَوِّن زمرة أنبوبيات الإلقاح.
    5 ـ مناطف مغلفات البذور
    يبلغ ضمور منطفة مغلفات البذور حدوده القصوى. فحبة الطلع، التي تمثل بوغة صغيرة، لا تضم سوى نواتين: النواة الأولى إعاشية، والنواة الثانية توالدية تنقسم عند إنتاش حبة الطلع لتعطي نطفتين. وهكذا تمثل النواة الإعاشية وستوبلاسماها التي تملأ الأنبوب الطلعي المنطفة. ومن الملاحظ وجود انقسامين للخلية المنطفية للحصول على النطفة في عريانات البذور، في حين لا يتم في مغلفات البذور سوى انقسام واحد للحصول على النطفة. وهكذا يلاحظ أن جهاز التوالد الذكري الواسع النمو فيالبريويات قد ضمر، وأن إنتاج الأنبوب الطلعي يجلب معه التغيرات المهمة بطريقة الإلقاح ممثلة من السِباحَة الهدبية إلى الأنبوبية النووية.

    أنور الخطيب

صفحة 44 من 146 الأولىالأولى ... 344243 4445465494144 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال