صفحة 36 من 146 الأولىالأولى ... 263435 3637384686136 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 351 إلى 360 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 36

الزوار من محركات البحث: 64847 المشاهدات : 322135 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #351
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 19
    العقارب

    العقارب Scorpionidae رتبة من صف العنكبوتيات Arachnida (أو Araneida) شعيبة subphylum كلابيات القرون Chelicerata شعبة مفصليات الأرجلArthropoda.، وهي أقدم ما عرف من مفصليات الأرجل[ر]. تعود مستحاثاتها (العقرب Palaeophonus nuncius) إلى العصر السيلوري، أي إلى ما قبل 400 مليون سنة. وكانت عقارب العصرين السيلوري والديفوني مائية، فقد كانت تتنفس بالغلاصم، ولم تكن مجهزة بمخالب رسغية، أما العقارب البرية فقد ظهرت في العصر الفحمي carboniferous.
    تكثر العقارب في المناطق الاستوائية، وتراوح أطوالها بين 3 و9سم، إلا أن أصغر الأنواع ـ الذي يعيش في منطقة الشرق الأوسط ـ هو النوعMicrobothus pusillus ولايزيد طوله عن 13مم، وأكبرها ـ الذي يعيش في إفريقيا ـ هو الجنس Pandenus يصل طوله إلى 18سم، علماً أن بعض عقارب العصر الفحمي وصل إلى 30سم.

    الشكل (1) أقسام جسم العقرب
    والعقارب حيوانات ليلية النشاط، تمضي معظم نهارها مختبئة تحت الأحجار أو بقايا النباتات والأحجار. جسمها قصير نسبياً (الشكل1) يتألف من جسم أماميprosoma (الصدرأس cephalothorax) ومن جسم خلفي opisthosoma (البطن abdomen).
    الجسم الأمامي مغطى بصفيحة تسمى القصعة carapace، يوجد في وسطها شفع من العيون يرتكز كل منهما على حدبة صغيرة، وعلى الزاوية الأمامية من الصفيحة يوجد شفعان إلى خمسة أشفاع من العيون الجانبية الصغيرة.
    ويميز على مقدمة الوجه السفلي للجسم الأمامي شفع من القرون الكلابيةchelicerae الصغيرة، يلي ذلك شفع من اللوامس القدمية pedipalps الضخمة التي تميز العقارب؛ إذ بوساطتها يلتقط العقرب فريسته ويقربها من قرونه الكلابية وفمه. يلي ذلك أربعة أشفاع من أرجل المشي ينتهي كل منها بشفع من المخالب.
    أما الجسم الخلفي فيتألف من منطقتين هما، مقدم البطن proabdomen ويتألف من سبع قطع عريضة، ومؤخر البطن postabdomen ويتألف من خمس قطع ضيقة. يلاحظ على الوجه السفلي للقطعة البطنية الأولى صفيحتان تلتحمان على طول خطهما المتوسط، فيتشكل من جراء ذلك غطاء للفوهة التناسلية. ويوجد على القطعة التالية شفع من اللواحق لهما شكل المشط، لذلك يعرف كل منهما بالمشط pectines تبرز عليه سنينات، يستعملهما العقرب للتحسس واستطلاع الأرض والتمييز الجنسي. وتحمل كل من القطع الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة شفعاً من الفوهات التنفسية تؤدي كل منهما إلى رئة كتبية book lung. وتبقى قطعة البطن الأمامي الأخيرة مجردة من أي لاحقة.
    أما قطع مؤخر البطن، التي يسميها العامة الذنب، فقد تحول كل منها إلى قطعة أسطوانية الشكل، يحمل الوجه السفلي من القطعة الأخيرة منها فوهة الشرج، وفي النهاية الحرة من هذه القطعة يوجد الجهاز اللاسع الذي يتألف من قطعة كروية منتفخة تحوي في داخلها شفعاً من الغدد السامة، تطلق مفرزاتها في قناة عامة توصلها إلى الفريسة عبر الإبرة السامة التي تحملها هذه القطعة.
    التغذي
    يؤدي فم العقرب إلى بلعوم ماص ذي جدران مرنة قابلة للتمدد، مما يساعد على امتصاص سوائل بدن الفريسة. والعقرب يلتقط فريسته بلوامسه القدمية ويقتلها بسمه، ثم يقربها من فمه ليمتص سوائل بدنها التي يتغذى بها.
    التكاثر
    يتميز الذكر من الأنثى بكلابة توجد على غطائه التناسلي، علماً أن هذه الميزة قد لاتكون موجودة في بعض الأنواع. وتتميز العقارب برقص زفافي قبل الاقتران يتمثل بحركات معينة يجريها الذكر والأنثى. فيتقابل القرينان ويرفعان بطنيهما عالياً، ويتحركان في دوائر، ثم يقبض الذكر على الأنثى بلوامسه القدمية، ويسيران معاً جيئةً وذهاباً، ويداعب منطقتها التناسلية بأرجله الأمامية. تدوم هذه الحركات ساعات، وأحياناً أياماً، بعدها يلقي الذكر نطافَه على الأرض في حوامل للنطاف spermatophores يبرز منها غشاء بشكل الجناح (الشكل 2). ويحاور الذكرُ الأنثى حتى تصبح فوهتها الأنثوية فوق حامل النطاف، فيتركها لتضغط بجسمها على الجناح، مما يؤدي إلى تقصّفه ومن ثم تحرر النطاف واندفاعها داخل الفوهة الأنثوية.

    الشكل (2) تمثيل حامل النطاف عند ا لعقارب

    الشكل (3) تمثيل الردب المبيضي عند العقرب
    العقارب حيوانات ولودة، وبيوضها لا مح فيها، ويتم تكونها الجنيني داخل ردب ملحق بالمبيض، يتشكل على طرفه الحر، داخل الحيوان، لاحقة أنبوبية تحمل في نهايتها مجموعة من الخلايا الماصة (الشكل3)، ترتكز عادة على الردوب الهضمية للأنثى الأم، وتمتص منها ما يحتاج إليه الجنين من مواد غذائية. وتُذَكِّر هذه البنية بالحبل السري والمشيمة عند الثدييات.

    الشكل (4) حضن العقرب لصغارها
    يستغرق التطور الجنيني بضعة أشهر وأحياناً سنة أو أكثر. وينتج عادة ما بين 6 و90 فرداً بحسب الأنواع. وتكون الصغار الناتجة عادة صغيرة بطول بضعة مليمترات، تتسلق حالاً ظهر الأم حيث تبقى (الشكل 4) إلى أن يتم أول انسلاخ لها، الذي يحدث بعد أسبوع تقريباً. وتصبح الصغار قادرة على التكاثر بعد سنة تقريباً.
    سمية العقارب
    يمثل لدغ العقرب مشكلة كبيرة على الصحة العامة في العالم، وخاصة في المناخات الحارة الشبيهة بالشرق الأوسط، حيث تكون بعض العقارب سامة خطيرة تؤدي إلى موت الإنسان. فقد قُدِّر أن معدل الوفيات بسبب لدغات العقارب يزيد على لدغات الأفاعي بأكثر من تسع مرات في بلدان كثيرة من العالم، وأن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة هم الأكثر عرضة للّدغ، فقد تجاوز معدل الوفيات عند الأطفال الصغار بتأثير لدغ العقارب الـ 20%. كما لوحظ أن معظم الإصابات تحدث في بداية آذار حتى تشرين الثاني، وتبلغ الإصابة ذروتها في شهري تموز وآب. وقد دلت الدراسات أن لدغ العقرب يؤدي إلى آلام في موقع اللدغ وإحساس بالبرودة والتعرق الغزير والنعاس الدائم ووذمة رئوية وتسرع في القلب وآلام معوية وغثيان وضيق في التنفس وارتفاع في عدد الكريات البيض وحدوث بيلة دموية وبيلة سكرية وفرط سكر في الدم، ويُظهِر التخطيط الكهربائي للقلب التهاب العضلة القلبية. ويعالج الملدوغ عادة بمصل مضاد للتسمم يحقن داخل العضلة، كما يمكن حقنه بالهيدروكورتيزون والمهدئات العصبية كالفينوباربيتال أو الدياسبازم، وفي حال معرفة النوع المسبب للدغ يعطى مصلاً نوعياً.
    ويرتبط لدغ العقارب بمكان السكن وطبيعة العمل، وخصوصاً في المواقع الطبيعية والصحراوية وفي أثناء التخييم والمعسكرات، كما يحدث لدغ العقارب نتيجة إهمال الضحايا أنفسهم إذ لا يتحقق الفرد منهم من أحذيتهم. وقد تتسرب العقارب ليلاً من الشقوق الموجودة حول الأبواب لتصل إلى أسرّة الأطفال في أثناء نومهم.
    بعض العقارب سمها غير خطر، وبعضها الآخر خطر، مثل النوعين Androctonus crassicauda وLeiurus quinquestriatus الموجودين في شمالي إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، وهما شديدا السمية، بل أكثر العقارب سمية في منطقة الشرق الأوسط، ويعزى إليهما كثير من حوادث الوفاة خصوصاً عند الأطفال والمتقدمين في السن، في السعودية وفلسطين، وتركيا. والأقل خطراً ـ الموجود في منطقة الشرق الأوسط ـ النوعان Androctonus crassicauda وButhus judaicus، أما النوع Scorpio maurus فسميته ضعيفة جداً.
    والتأثير السمي للعقارب إما أن يكون عصبياً neurotoxic أو دموياً، لكن يبدو أن السمية القلبية الوعائية هي السبب الرئيسي للوفاة من لدغة العقارب، إذ يكون تضيق الأوعية وبصورة رئيسية التنبيه الأدريناليني الفعل المهم في التسمم الناجم عن الأنواع المختلفة.
    عقارب سورية
    عرف في سورية ثلاثة عشر نوعاً تنتمي إلى ثلاث فصائل، هي فصيلة Buthidae (ستة أجناس وعشرة أنواع) وفصيلة Diplocentridae (جنسان ونوعان) وفصيلة Scorpionidae (جنس واحد ونوع واحد)، ورد ذكر أهمها آنفاً (الشكل 5).

    الشكل(5) أربعة نماذج من العقارب السورية
    حسن حلمي خاروف

  2. #352
    العوالق

    العوالق plankton مجموعة من النباتات، والحيوانات المائية التي لاترتبط مباشرة مع القاع ولاترتكز عليه، بل تسبح ضمن عمود الماء من دون أن تقاوم حركة التيارات المائية، على الرغم من امتلاكها بعض أعضاء الحركة التي تساعدها على حركة محدودة، وتمكِّنها من الطفو أفضل، وتحول دون سقوطها إلى القاع تحت تأثير الجاذبية الأرضية، ويسمى العلم الذي يهتم بدراستها planktonology. وبهذا تتميز من مجموعة أخرى تشاركها في العمود المائي هي السابحات nekton التي تملك أعضاء حركية تمكِّنها من السباحة ومقاومة التيارات المائية، مثل بعض القشريات الكبيرة والأسماك والدلافين والحيتان وغيرها. وهي تتغذى بالعوالق، لذا هي من آكلات العوالق planktonophagous.
    وتختلف العوالق أيضاً عن مجموعة القاعيات benthos؛ التي تعيش قرب القاع زاحفة أو متثبتة على الصخور أو النباتات المغمورة بالماء، أو تعيش ضمن رمال القاع وطينه.
    وكان أول من استخدم هذا التعبير هو هنسن Hensen عام 1887. ويعود أصل هذه التسمية إلى الكلمة اليونانية plana، وتعني الحيوانات الهائمة أو الطافية، وكانت تشمل كل الأنواع الموجودة في الماء سابحة أو عالقة.
    دراسة العوالق:

    الشكل (1) بعض الشِّباك المستخدمة في جمع عينات العوالق
    تُدْرَس العوالق بعد جمعها باستعمال أنواع مختلفة من الشِّباك، يبدو بعضها في الشكل (1). توضع العينات في محلول من الكحول بتركيز 7%، ثم تنقل إلى المختبر لدراستها تحت المجهر أو المكبِّرة وذلك بحسب حجمها.
    أنواع العوالق:
    تُميَّز من العوالق مجموعتان:
    العوالق النباتية phytoplankton: وهي نباتات وحيدةالخلية أو تتألف من تجمُّعات خلايا عدة تكوّن مستعمرات صغيرة، تعتمد في غذائها على عملية التركيب الضوئي، وهي لذلك تعيش قرب سطح الماء في أعماق لاتزيد عن10ـ 15متراً في المحيطات، بينما توجد في الأماكن الأكثر عمقاً أنواع تعتمد على عملية التركيب الكيميائي للغذاء بعيداً عن الضوء، وفي هذه الحال تحوي خلاياها صانعات ملونة، لذا يميز من العوالق النباتية، وخاصة في البحار: الطحالب الخضر، والطحالب الصفر التي تصنف ضمن السوطيات النباتية[ر]، والمشطورات Diatomae (وهي وحيدات خلية نباتية صغيرة ذات قشيرة سميكة ولا تملك أي عضيَّات حركة)، بينما تنتشر في المياه العذبة الطحالب الخضر وعدد قليل من أنواع الطحالب الصُّفر، وهناك أيضاً الطحالب الزرق مع أنها تعدّ من الخلايا عديمات النوى، إذ لايحيط مكونات نواتها غشاء نووي. يظهر في الشكل (2) نماذج من هذا النوع من العوالق.

    الشكل (2) مجموعة من أكثر العوالق النباتية انتشاراً
    توجد العوالق النباتية بغزارة عالية جداً في المياه العذبة في فصل الربيع، بينما تكون متوافرة بالغزارة نفسها على مدار العام في البحار والمحيطات. وتؤثر الملوثات في تلك الغزارة، فهي إما أن تزيد نموها زيادة مفرطة مما يؤدي إلى تشكل طبقة سميكة من الطحالب، تمنع وصول الضوء والأكسجين إلى الأعماق ، أو على العكس تؤدي الملوِّثات إلى خفض عددها أو موتها ومن ثمّ موت الأحياء، التي تعتمد عليها في الغذاء، ومن تلك الملوثات الفضلات العضوية الناتجة من النشاط البشري والنفط والملوثات الكيميائية الأخرى كالمواد المشعة والمعادن الثقيلة.
    العوالق الحيوانية zooplankton: تعد الحيوانات المائية من العوالق الحيوانية إذا كانت تتمتع بصفة العوالق (عجزها عن مقاومة التيارات المائية والتكيُّف مع حياة الطفو)، وهي تقسم إلى:
    ـ العوالق الدائمة holoplankton: التي تكون طافية في جميع مراحل حياتها، ومنها بعض المجموعات من وحيدات الخليةالحيوانية، وتتمثل بأنواع من السوطيات[ر] والهدبيات، وبعض المُنَخْرَبات[ر] وجميع أنواع الشعاعيات[ر] ومن كثيرات الخلايا تكوّن الدوارات نسبة كبيرة من العوالق الحيوانية. وتكون مدوزات معائيات الجوف (اللاسعات)[ر]، والقشريات[ر] بأنواعها، النصيب الأكبر من هذه المجموعة.
    ـ العوالق المؤقتة meroplankton: وهي الأنواع التي تعيش جزءاً من مراحل حياتها عوالق، مثل مدوزات الأنواع المتثبتة من اللاسعات كالمرجان، ويرقات كل من الديدان الحلقية، والرخويات، وشوكيات الجلد، وغيرها من اللافقاريات، إضافة إلى يرقات البرمائيات والأسماك من الفقاريات.
    تنتشر العوالق الحيوانية على امتداد عمود الماء من السطح إلى الأعماق السحيقة، حيث وجدت الشعاعيات على عمق 5000 متر. ويظهر في الشكل (3) نماذج عدة منها.

    الشكل (3) بعض أنواع العوالق النباتية والحيوانية في المياه العذبة
    ثمة عوامل بيئية مختلفة تؤثر في غزارتها في المياه العذبة، مثل درجة الحرارة وكمية الغذاء والأكسجين ودرجة الحموضة pH ...، بينما تؤثر في غزارة العوالق في البحار كمية الغذاء فقط، وتربطها مع بقية الأنواع علاقات غذائية معقدة تَحْكمها قواعد السلسلة الغذائية وتكيُّفها مع الظروف البيئية المختلفة.

    الشكل (4) مخطط يوضح أهمية العوالق ضمن اسلسلة الغذائية (N آ.وت، P فسفور)
    أهميتها في السلسلة الغذائية: بما أن العوالق النباتية تقع في المستوى الغذائي الأول من السلسلة في النظام البيئي، وتليها في المستوى الثاني مجموعة العوالق الحيوانية العاشبة التي تتغذى بها، ثم في المستوى الثالث والمستوى الرابع تقع العوالق الحيوانية اللاحمة التي هي صلة الوصل بين المرحلة الإنتاجية الأولى وبقية المراحل في السلسلة الغذائية، في حين تكون العوالق الحيوانية مصدراً مهمّاً من مصادر الغذاء في الأوساط المائية لعدد كبير من الحيوانات ومن المجموعات التصنيفية المختلفة، إذ تعدّ الحيتان من أضخم الأحياء التي تُصَفّي كمية هائلة من العوالق الحيوانية في المحيطات، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الأنواع المتثبتة على القاع، التي تعتمد في غذائها على تصفية العوالق أيضاً (الشكل4). حتى عندما تموت العوالق بكميات كبيرة، تسقط أجسامها نحو القاع وتكوّن طبقات من المواد العضوية التي تتفكك وتتحلل، لتصبح موادَّ تتغذى بها الأنواع القاعية.
    إن دراسة العوالق في الأوساط المائية، ذات أهمية كبيرة، لأنها تعطي معلومات دقيقة عن إنتاجية المادة الحية في الأنظمة البيئية المائية، وكمية الأكسجين المنحلة في الماء، وهي تساعد على تقييم مستوى التلوث بالمواد العضوية والكيميائية فيها.
    منى حيدر

  3. #353
    العمونانيات

    دعيت هذه المجموعة المنقرضة من المستحاثات بالعمونانيات Ammonoids لشبه أحد أنواعها المجهّز بقوقعة ملتفة على شكل قرن الكبش، بقرن عمون horn of Ammon ومنه أتت الكلمة عموناني التي تعني اللاحقة -oid شبيه الشيء، وتقابلها بالعربية (اني)؛ أي الألف والنون والياء. ومع ذلك يعرّب بعض علماء المستحاثات اسم هذه المجموعة بالأمونانيات.
    تنتمي العمونانيات إلى الرخويات[ر] البحرية رأسيات الأرجل[ر] (الشكل 1)، وكانت تعيش طافية أو سابحة في البحار في مناطق الرفوف القارية أو زاحفة على قعرها وهذه المجموعة مهمة جداً من الناحية الجيولوجية، وتشتمل على نحو 10.000 نوع، ولا يُعرف الشيء الكثير عن أجزائها الرخوة. وتُخمّن هذه الأجزاء من دراسة الأجزاء الرخوة للجنس نوتيلوس Nautilus، الذي ينتمي إلى مجموعة النوتيلانيات[ر] Nautiloids، وهو الجنس الوحيد الباقي على قيد الحياة من رأسيات الأرجل ذات القوقعة الملتفة.

    الشكل (1) مستحاثة أحد العمونانيات
    إنّ ما حُفظ من هذه الحيوانات قواقعها الخارجية فحسب التي تكون في أشكال مختلفة . فقد تكون منحنية أو مستقيمة أو ملتفة التفافاً ظاهرياً (الشكل 2/5) أو التفافاً خفياً (الشكل 2/6،4). وهذه الأشكال الأخيرة تُمثِّل معظم أفرادها التي عثر عليها في الطبقات الرسوبية. وقد توجد أشكال شاذة ملتفة حول محور الشكل (2/2) أو أشكالٍ ملتفة في المراحل الأولى من النمو تصبح بعد ذلك مستقيمة (الشكل2/1) أو ملتفة التفافاً عشوائياً (الشكل 2/3).

    الشكل (2) يمثل قوقعة ا لعمونانيات
    1- شكل القوقعة الخارجي: مُثلت على سطحها الأنماط المختلفة للدرز والزخارف.
    2-مقطع مار بالفتحة: أ- محور الالتفاف ب- مقطع الممص جـ - فصوص د - سرج.
    وتتألّف القوقعة من مخروط مقطّع phragmocone مُقسّم إلى عدد من الحجرات المتعاقبة كانت مملوءة بالهواء، تفصلها حواجز محدبة إلى الأمام (الشكل 3/3) ـ بعكس حواجز مجموعة النوتيلانيات ـ ومن جزء يقع أمام الحاجز الأحدث حيث تسكنه أجزاء الحيوان الحي الرخوة، ويعرف بحجرة السكن. يغلق حجرة السكن غطاء كلسي أو قرني مؤلّف من قطعة واحدة أو قطعتين يدعى أبتيكوس aptychus، كثيراً ما يُحْفَظ على شكل مستحاثات. يلاحظ وجود ممص siphuncle يصل حجرة السكن بالحجرة الأولى التي تدعى القوقعة الابتدائية protoconch. يتخذ الممص وضعاً مركزياً في بداية الالتفاف (كما في النوتيلانيات) ولكنّه يصبح بعد ذلك هامشياً داخلياً (ظهرياً) أو هامشياً (بطنياً) (الشكل 3/3). ويلاحظ أن الأعناق الحاجزية تنعطف نحو الوراء في البداية كما في النوتيلانيات، ثم تنعطف نحو الأمام في الدورة الأخيرة (الشكل 3/3)، تظهر الحواجز عند اتصالها بالسطح الداخلي للقوقعة على شكل دروز sutures عندما يتخرّب السطح الخارجي للقوقعة في الأشكال المستحاثة وتتألّف من فصوص lobes محدَّبة نحو الحجرة الأولى، وسروج saddles محدَّبة نحو حجرة السكن (الشكل 3/4،1). تسهم هذه الدروز إسهاماً كبيراً في تحديد الأنواع والأجناس. وتكون الدروز بسيطة في الأشكال البدائية (تشبه الدروز لدى النوتيلانيات) كما في النمطين الأغونياتيتي والغونياتيتي (الشكل 3/4 ، آ، ب)، حيث تبقى السروج والفصوص هينة غير مسنّنة. ويُمَيِّز هذان النمطان الأشكالَ الديفونية والبرمية. وقد تتعقّد بالتدريج في الأشكال المتطورة كما في النمط السيراتيتي، حيث تظهر الفصوص مسنّنة (الشكل 2/4ج)، ويمَيِّز هذا النمط الأشكالَ البرمية والترياسية. وتصل إلى درجة كبيرة من التعقيد في النمط العمونيتي حيث تظهر الفصوص والسروج معقدة بأشكال مختلفة (الشكل 3/4 د)، ويمَيِّز هذا النمط الأشكال التي عثر عليها في الطبقات الترياسية والجوراسية والكريتاسية. ويلاحظ أنّ عدد الحواجز يكون كبيراً في العمونانيات، كما أنّ عدد دورات التفاف القوقعة يكون كذلك أكبر من عدد دورات التفاف القوقعة في النوتيلانيات.

    الشكل (3) مقطع استوائي في قوقعة أحد أجناس العمّونانيات: لاحظ شكل الحاجز الأخير المحدب
    والممص الهامشي البطني والعنق الحاجزي الممتد نحو الأمام. 4- أنماط الدروز
    يكون السطح الخارجي للقوقعة أملس أو مزخرفاً بزخارف معقدة مؤلفة من خطوط أو أضلاع بارزة مستقيمة أو منحنية، قد تكون ثنائية أو عديدة التشعّب، وقد تحمل عقيدات أو أشواك (الشكل 2/1).
    ظهرت العمونانيات في الدور الديفوني (ما قبل 408 مليون سنة) وانقرضت في نهاية دور الكريتاسي (ماقبل 66 مليون سنة). وتعرّض بعض أفرادها إلى انقراضين جزئيين، الأول في نهاية البرمي والثاني في نهاية الترياسي. واستخدمت أجناسها وأنواعها مستحاثات مرشدة لتحديد طوابق حقب المزوزوي.
    فؤاد العجل

  4. #354
    العناكب

    العناكب Araneae رتبة من صف العنكبوتيات Arachnida (أو Araneida) شعيبة subphylum كُلاَّبيات القرون Chelicerata شعبة مفصليات الأرجل Arthropoda؛ تضم العناكب الحقيقية spiders والرتيلات tarantulae، وتتميز بانقسام جسمها إلى جسم أمامي prosoma يقابل الصدرأس cephalothorax عند مفصليات الأرجل، وإلى جسم خلفي opisthosoma يقابل البطن abdomen عند مفصليات الأرجل الذي يختلف عن بطن باقي العنكبوتيات بأنه غير مُقَسَّم. يتصل هذان الجزآن بعضهما ببعض بخصر رفيع (الشكل 1).

    الشكل (1) أقسام جسم العنكبوت
    من العناكب ما يتحرك ببطء وهدوء، وهي ذات أرجل رفيعة طويلة، مثل عنكبوت المنازل Pholcus، وبعضها يمتاز برشاقته وخفة حركته، مثل العناكب القافزة jumping spiders (الشكل 2) والعناكب الذئاب wolf spiders التي تنقضُّ فجأة على فرائسها بخفة ورشاقة من دون حاجة إلى شبكة لاصطيادها.
    يميز على الوجه الظهري للجسم الأمامي أربعة أشفاع من العيون، يختلف وضعها وترتيبها بحسب الأنواع والأجناس، كما يحمل الجسم الأمامي ستة أشفاع من اللواحق، هي شفع من القرون الكلابية chelicerae، وشفع من اللوامس القدمية pedipalps، وأربعة أشفاع من أرجل المشي.
    يتوضع القرنان الكلابيان أمام الفم (الشكل 2)، ويحمل غدة سامة يلدغ بها فرائسه بالمخلب الذي ينتهي به كل من القرنين.

    الشكل (2) عنكبوت الحدائق الشائع (إلى اليمين)، ومنظر أمامي للعنكبوت القفز يبين وضعية القرن الكلابي بالنسبة للرأس (إلى اليسار)
    تشبه اللامستان القدميتان أرجل المشي، بيدَ أنهما أقصر منها، وتحمل كل منهما سطحاً مسنناً serrola ومكنسة scopula يسهمان في سحق الفرائس، لذلك تسمى هذه اللامسة بالفك (الشكل 3 ـ أ).
    وتتضخم في الذكر القطعة النهائية الحرة من اللامسة القدمية، وتتحول إلى عضو يساعد في عملية الاقتران يسمى العضو اللامسي palpal organ (الشكل3 ـ ب)، فيه انتفاخ إجاصي الشكل يحتوي على حويصل منوي ينتهي بقناة دافقة تبرز عند الاقتران لتوصيل النطاف إلى الفوهة التناسلية عند الأنثى.

    الشكل (3) اللامسة القدمية لدى العناكب (أ)
    العضو اللامسي عند ذكر العنكبوت (ب)
    تغطي أرجل المشي أشعار كثيفة، وتحمل أرجل بعض العناكب مجموعة من الأشواك المنحنية على الحافة العليا من القطعة الأخيرة من الرجل يشكل مجموعها مايسمى القصبة أو المشط calamistrum (الشكل4ـ أ) يستعملها الحيوان في نسج خيوطه الحريرية، بمساعدة زائدة عريضة تغطي المغازل تسمى المِزْوَدcribellum (الشكل 4ـ ب). وفي النهاية البعيدة من كل قطعة من قطع الرجل ـ ماعدا الرسغ ـ أعضاءٌ يبدو أنها تُستعمل للسمع؛ لذا تسمى الأعضاء السمعيةlyriform organs أو مستقبلات حسية (الشكل 6).

    الشكل (4) القصبة أومشط للعنكبوت (أ) ووجه بطني للعنكبوت يبين موقع المزود والمغزل (ب)

    الشكل (5) رجل المشي وعليها أعضاء السمع لدى العناكب
    أما الجسم الخلفي للحيوان (البطن)؛ فيتصل بالجسم الأمامي بخصر نحيل. والبطن عند العناكب أسطواني متطاول غير مُقسَّم، ماعدا بعض العناكب الابتدائية.
    يميز على مقدمة الوجه السفلي للبطن عدد من الفوهات التي تؤدي إلى أعضاء التنفس، التي تتمثل بالرئات الكتبية book lung والقصبات التي يختلف عددها وترتيبها بحسب المجموعات؛ فالرئات الكتبية أجواف تتصل بالخارج بفوهات تنفسية خارجية، فيها ثنيات من البشرة تحتوي على فجوات يدور الدم فيها. أما القصبات فلاتتفرع كما في الحشرات؛ بل تبقى مستقيمة، ولها البنية النموذجية المعروفة للقصبات، ويتقوَّى جدارها بشريط كيتيني حلزوني (الشكل 6).

    الشكل (6) الأعضاء الداخلية للعنكبوت
    تغذيها
    العناكب حيوانات لاحمة، يتغذى بعضها بالحشرات وحسب، لكن بعضها الآخر يهاجم الحيوانات الكبيرة التي يمكن أن تكون طيورة. ويكون الهضم عادة خارجياً، فالعنكبوت ينفث السم من الغدد السامة التي في قرونه الكلابية فيسري في جسم فريسته، ثم يُطلِق إنزيمات تذيب البروتين من غدده اللعابية. ثم ينتظر بعض العناكب حتى تهضم الأنظيماتُ (إنزيمات) الفريسةَ التي تذوب، ثم تمتص السائل الناتج، بينما يقوم بعضها بسحق الفريسة أولاً، فالحشرة التي تلتقطها شبكة العنكبوت تضغطها أجزاء فم هذا الأخير، فتخرج السوائل من بدنها قطرة بعد أخرى، ويتم امتصاص السائل كاملاً من جسم الحشرة في بضع ساعات، ثم يُطرَح الهيكل الكيتيني للحشرة فارغاً.
    تكاثرها
    يتألف الجهاز التناسلي عند الأنثى من مبيضين وقناتين ناقلتين للبيوض ورحم واحد ومهبل واحد، ينفتح في غطاء تناسلي epigynum يساعد على توجيه أعضاء الاقتران الذكرية، يستعمل شكله عادة في تصنيف هذه المجموعة من مفصليات الأرجل، ولدى الذكر عدد من الأنابيب الخصيوية تتوضع على الناحية السفلية من قاعدة الجسم الخلفي، مشكلة شفعاً من الخصي التي تمتد بقناة ناقلة للنطاف تنفتح على الخارج بفوهة ذكرية، كما في الأنثى، ويلحق بالجهاز الذكري العضو اللامسي الذي في ذروة اللامسة القدمية التي تعد عضو الاقتران عند الحيوان.
    يبني الذكر شبكة صغيرة من الخيوط الحريرية قبل الاقتران، يرمي فوقها نِطافَه، التي لايلبث أن يمتصها بعضوه اللامسي، ثم ينطلق مفتشاً عن أنثى لتلقيحها. ويميز الذكر عند بعض العناكب الأنثى بمستقبِلات كيمياوية عند ملامسته لها أو ملامسة حبل النجاة الذي تتركه الأنثى وراءها، وقد يستطيع الذكرُ أن يميز الأنثى التي لامس خيطَها إن كانت ناضجة جنسياًٍ أو لا، وما يدل على أهمية المستقبلات الكيمياوية أن بعض الذكور تمارس نشاطاً غَزْلياً لشبكة كانتالأنثى قد غادرتها، كما أن العنكبوت المفترس من جنس Trochosa يقف عند خيطٍ نسجته أنثى تنتمي إلى نوع الذكر نفسه، ويهمل خيطاً نسجته أنثى تنتمي لنوع آخر.
    وقد يقوم البصر والألوان بعمل مهم في النشاط الغزلي؛ إذ إن اللوامس القدمية أو الأرجل الملونة عند بعض العناكب تتحرك بصورة معينة تؤدي إلى هدوءالأنثى وعدم تحركها، وقد يسهم الجسم الخلفي أيضاً في مثل هذه الحركات، علماً أن هذه الأعضاء قد يتغير لونها أيضاً خلال الغزل. وتتقرب بعض الذكور إلى إناثها بقيامها بحركات قفز أو بالـ «التربيت» على جسمها الخلفي أو جسمها كاملاً، وبعد عمليات الغزل هذه ينجح الذكر في إيصال ذروة لامسته القدمية إلى الفوهة التناسلية ويحقن النِّطاف فيها. ويسرع الذكر هارباً بعد الاقتران، وفي بعض الأنواع يموت بعد الاقتران وأحياناً في أثنائه، وفي أنواع أخرى تقوم الأنثى بقتلالذكر وتلتهمه. تبقى النطاف في المجامع المنوية عند الأنثى حتى تضع هذه الأخيرة بيوضها التي تلقح وهي في طريقها إلى الفوهة الأنثوية.
    تحيط معظم العناكب بيوضها الملقحة بشرنقة صغيرة، ويحمل العنكبوت Stegodyphus linectus شرنقته على أرجله الخلفية، ويحركها باستمرار وتتعرض سطوحها كافة إلى أشعة الشمس، وتحضن إناث بعض الأنواع الشرنقة، ولا تتركها، حتى من أجل التغذي، إلى أن يتم النقف. وتتسلق الصغار ـ عند بعض الأنواع ـ ظهور أمهاتها التي تحملها بضعة أيام.
    المغازل ونسج الشباك
    تحمل العناكب على الوجه السفلي من الطرف الخلفي من البطن ثلاثة أشفاع من المغازل spinnerets، يترتب بعضها خلف بعض (مغازل أمامية ومغازل متوسطة ومغازل خلفية)، تحتوي على غدد تفرز مادة حريرية. هذه المغازل مثقوبة بمئات من الثقوب المجهرية التي تتصل بأنابيب مجهرية تفرز مادة سائلة تعد بروتيناً صلباً scleroprotein يجمد مباشرة لدى ملامسته الهواء، مُـشَـكِّـلاً خيوطاً يستعملها الحيوان في بناء شبكاته المختلفة أو شرانقه.
    وتُميز أنواع عدة من الغدد الحريرية في النوع الواحد، فهناك خمسة أنواع من الغدد؛ هي الغدد الأُنبورية (ampuliforme glands) وتشكِّل الخيوط الشعاعية في شبكة العنكبوت، وكذلك خيوط النجاة draglines التي تتركها العناكب المفترسة خلفها، وغدد متجمعة aggregate تشكِّلُ الخيوط الحلزونية والمادة اللزجة التي تغطي هذه الخيوط، وغدد أنبوبية tubuliforme تفرز شرانق البيوض، وهي لاتوجد لدى الذكور، وغدد سيفية aciniforme تفرز «الحبال» التي تحيط بالفرائس التي تلتصق بالشبكة، وغدد إجاصية الشكل pyriforme تفرز المادة التي تلتصق بها خيوط الشبكة على الأرض. علماً أن بعض العناكب، كالعنكبوت القافز لا ينسج الشباك بل ينقضُّ على فريسته ويتغذى بها. وتجدر الإشارة إلى أن الخيوط التي ينسجها العنكبوت شديدة المتانة، فهي أقوى من خيوط الفولاذ بالقطر ذاته، وتأتي في الدرجة الثانية من المتانة بعد الكوارتز.
    تتحسس العناكب التي تنسج شباكاً عادة بلمسها؛ إذ إن اهتزاز خيوط الشبكة ينبِّه الأشعار اللمسية المنتشرة على الأرجل، مما يساعدها في معرفة أن ثمة فريسة على الشبكة قد التصقت بها. أما الأنواع الصيادة فإنها تجد فرائسها بالإحساس البصري، إذ إنها تتمتع بإحساس بصري شديد، إذا ما قورنت بالعناكب الأخرى. ويُعتقد بأن الغاية الأساسية من المغازل هي حماية البيوض بنسج الشرانق حولها.
    ويُميز عادة نموذجان أساسيان للشباك التي تنسجها العناكب؛ شباك أنبوبية، وشباك صفيحية دائرية (الشكل 7). فالنوع Atypus affinis يبني أنبوباً بطول 15ـ 20سم، يُبقي ثلثيه ضمن حفرة في الأرض، وتبقى البيضة والشرنقة في نهايته المغلقة، وأي حشرة تمر فوق النهاية المفتوحة تلتصق بالشبكة فيجرها الحيوان إلى داخل الأنبوب. أما الجنس Liphistus فإنه يبني شبكة صفيحية على النهاية المفتوحة من الأنبوب، تكون كبيرة نسبياً، فتزيد بذلك مساحة منطقة الاصطياد. وبعضها يصنع حفراً في الأرض ويكمن فيها، ويجهزها بغطاء، ثم يطبق على فريسته بعد دخولها الحفرة.

    الشكل (7) نوعا شبكات العنكبوت الصفيحية والأنبوبية والحجر ذو الغطاء
    تصنيف العناكب
    يميز في العناكب رتبتان: رتبة متوسطات المغازل Mesothelae، تضم العناكب الابتدائية ذات البطن المقَسَّم وتقع مغازلها في وسط البطن، ورتبة خلفيات المغازل Opisthothelae ذات البطن غير المقسم وتقع مغازلها في الطرف الخلفي من البطن؛ وتُقْسَم الأخيرة إلى رتيبتين: رتيبة Mygalomorphes، ولها شفعان من الرئات الكتبية، وتضم الرتيلات (الشكل 8) والعناكب القناصة (الشكل2)، ورتيبة عنكبوتيات الشكل Araneomorphes، ولها شفع واحد من الرئات الكتبية (مع بعض الاستثناءات)، وتضم معظم العناكب.

    الشكل (8) الرتيلاء Brachypelma vagans

    الشكل (9) الأرملة السوداء

    الشكل (9) العنكبوت الناسك البني
    عُرِفَتِ العناكب بأذاها، والحقيقة أن العناكب السامة قليلة جداً، فهي حيوانات خجلى أكثر من أنها خطرة، والسم الذي تفرزه لتقتل فرائسها لايؤذي الإنسان، حتى إن أشد العناكب سمية لا تلدغ إلا إذا هوجمت، أو لتدافع عن بيوضها أو صغارها. والجنسان السامان المعروفان هما الأرملة السوداءLatrodectus mactans والعنكبوت الناسك البني Loxosceles reclusa (الشكل 9). وسُمُّ الأول عصبي التأثير، وسم الثاني حالٌٌّ للدم.
    حسن حلمي خاروف

  5. #355
    الغرنوقيات

    الغرنوقيات Geraniales رتبة من صفيف الورديات Rosideae منفصلات البتلات، نباتاتها عشبية أو جنبية أو شجيرية، تضم عدداً من الفصائل المنتظمة الأزهار، كالفصيلة الزيجية Zygophyllaceae والغرنوقية Geraniaceae والحماضيةOxalidaceae والكتانية Linaceae، وأخرى غير منتظمة الأزهار، كالفصيلة الأسلابية Tropaeolaceae والبلسمينية Balsaminaceae.
    1ـ الفصيلة الزيجية: تضم قرابة 30 جنساً موزعة على 270 نوعاً، منابتها المناطق المدارية والقاحلة الدافئة، نباتاتها جنبية أو شبه جنبية أو أعشاب، أوراقها عادة متقابلة، تامة أو ثنائية الوريقات أو ريشية، بدينة غالباً. نوراتها سنمية أو منفردة الزهرة. أزهارها عادة خنثوية، شعاعية التناظر، نادرة التناظر الجانبي، رباعية أو خماسية الأجزاء، كرسي أزهارها مزود بقرص أو بحامل مأنثي gynophore. ثمارها علبية. من أسمائها المتناقلة: فصيلة خشب القديسين، نسبة إلى الغياكوم المخزني Guaiacum officinalis الأمريكي المسمى عود الأنبياء، المتميز بمتانة الخشب، الذي يحوي راتنج الغياك كاشف أنزيم الأوكسيداز. ومن أسمائها المتناقلة أيضاً: الفصيلة القديسية، وفصيلة عود الأنبياء، والقلابية والغرقدية والرطريطية والزيغوفيلاسية. أبرز أجناسها في الوطن العربي:

    الشكل (1) ثمرة البالانيتيس المصري
    البالانيتيس Balanites: أشجار أو جنبات، ثمارها بدينة نووية زيتية، الشكل (1)، تضم قرابة 25 نوعاً، منابتها إفريقيا المدارية من أسمائه المتناقلة: بلح الصحراء، النيلنج، العِظلم. الهليلج الكابلي، الزقوم. تؤكل ثماره، الحامضة إلى الحلاوة القابضة، و كما تروي كتب التراث يستخرج من نواته دهن عظيم المنافع عجيب الفعل في تحليل الرياح الباردة، وأمراض البلغم، وأوجاع المفاصل، والنقرس، وعرق النسا. ويروي وود Wood عام 1997، الدارس لنبات اليمن، احتواء البذور على سم قاتل للحلزون المضيف لطفيلي البلهارسيا.
    الفاغونيا Fagonia: جنبات شوكية واسعة الانتشار في المناطق المدارية الصحراوية، يضم قرابة 30 نوعاً، من أسمائه المتناقلة: شجا. يتمثل في الأراضي السورية اللبنانية بالنوعين: فاغونيا بروغيير F.brugieri التي تنبت في صحراء الزلف السورية الأردنية، الشكل (2)، وفاغونيا أوليفيير F.olivieri، التي تنبت في سوق وادي بردى.
    النتراريا Nitraria: جنبات متخشبة منتشرة في الأراضي الملحية مرتفعة منسوب المياه الجوفية، مستعملة وقوداً يضم قرابة 6 أنواع. من أسمائه المتناقلة: الغرقد، وقيل في الحديث الغرقد من نبات اليهود. من أنواعه النتراريا المقورة N.retusa الشكل (3) وقد عزل حديثاً في فصيلة مستقلة سميت باسمه نيترارياسية Nitrariaceae.

    الشكل (2) الفاغونيا بروغيير المنتشر في صحراء الزلف السورية الأردنية

    الشكل (3) النتراريا المقورة
    البيغنوم Peganum: جنس أعشاب واسعة الانتشار في المنطقة المتوسطة ومنغوليا وأمريكا الشمالية، يضم قرابة 6 أنواع من أسمائه المتناقلة: الحرمل[ر]. عزل حديثاً في فصيلة مستقلة البيغاناسية Peganaceae .

    الشكل (4) السيتزينيا الصوفية
    السيتزينيا Seetzenia: نبات عشبي معمر وحيد النوع S.lanata، منابته الصحارى العربية الإفريقية، ترعاه الماشية، الشكل (4).
    التيتراديكليس Tetradiclis: جنس وحيد النوع T.tenella ينسب حديثاً إلى الفصيلة البيغاناسية، جمع من منطقة عدرا في سورية، وينتشر في مصر وفلسطين والعراق والباكستان وأفغانستان وجنوب شرق روسيا.
    التريبولوس Tribulus: أعشاب مدارية أو شبه مدارية، ريشية الأوراق، تضم قرابة 25 نوعاً، منابتها المناطق المدارية. من أسمائه المتناقلة: ضريس، ضريس العجوز منسوباً إلى شكل ثماره، حسك، حسك برى، ثلاثي الأشواك، المذراة، قلطريب. أبرز أنواعه التريبولوس الأرضي T.terrestris، الذي ينبت في الأراضي المهملة، يستعمل منقوعه السام مذيباً للرمال الكلوية. ومن أنواعه أيضاً التريبولوس راجاستاني T.rajasthansis الذي ينبت في صحارى الإمارات العربية المتحدة الشكل (5).
    الزيغوفيلوم Zygophyllum: من أسمائه المتناقلة: أم ثُريب، بلبل، حرم، حمض، حُمّار، زيجي الورق، قِلاب، رطريط، قرمل، عاذر، هرم. يضم قرابة 80 نوعاً. منابتها حوض المتوسط والمناطق القاحلة الملحية، و يتمثل في الأراضي السورية اللبنانية بالنوعين: الزيغوفيلوم الاتريبلوكي Z.atriplicoides والزيغوفيلوم الفاباغي Z.fabago. الشكل (6).

    الشكل (5) التريبولوس راجاستاني

    الشكل (6) الزيغوفيلوم الفاباغي
    2ـ الفصيلة الغرنوقية: تسميتها مستمدة من اليونانية جيرانيوس، ومعناها الغرنوق أو الكركي من الطيور المائية الطويلة المنقار إشارة إلى شكل الثمار الطويلة المنقار، ومن أسمائها الشعبية: إبرة الراعي، الجيرانية. تضم قرابة 12جنساً موزعة على 800 نوع، متميزة بأوراقها المفصصة أو المشرمة المشرحة، النورات سنمات ثنائية الجانب، الأزهار خماسية الأجزاء، السبلات والبتلات حرة، الأقلام متطاولة، الثمار جافة متقاربة متفتحة عن سيور جاذبة للرطوبة، تبقى قمتها مرتبطة بعمود مركزي، بعد قذفها البذور بقوة. أبرز أجناسها المتوفرة في الوطن العربي:
    الجيرانيوم Geranium: متميز بأوراقه المستديرة المفصصة المشرمة، وبتحرر بذوره. يضم قرابة 300 نوع منتشرة في جميع أنحاء العالم، ينبت منها في الأراضي السورية اللبنانية 15 نوعاً. من أسمائه المتناقلة: غرنوقي، إبرة الراعي.

    الشكل (7) اليروديوم
    اليروديوم Erodium: يتميز بأوراقه المتطاولة المفصصة المشرمة، وبعدم تحرر بذوره، الشكل (7)، يضم قرابة 100 نوع منتشرة في مناطق حوض المتوسط، ينبت منها في الأراضي السورية اللبنانية 14 نوعاً. من أسمائه المتناقلة: البلشون، الدهامين، ياغزال دور دور، الحمباز.
    البيلارغونيوم Pelargonium: يتميز بأوراقه المستديرة الزغبة العطرية، وبأزهاره المائلة نحو التناظر الجانبي، يضم قرابة 300 نوع منتشرة في جنوبي إفريقيا، من أسمائه المتناقلة: عطرشان، لقلقي. أبرز أنواعه المزروعة البيلارغونيوم النطاقي P.zonale المعروف عامياً بالخبيزة الأفرنجية، والبيلارغونيوم العطري P.odoratissimum المعروف عامياً بالعطرة، والبيلارغونيوم المقبط P.capitatum اللذان يستخرج منهما عطر بديل لعطر البرغموت المستخرج من النارنج.
    البيبيرستونيا Bibersteinia: يضم قرابة خمسة أنواع ، ينبت منها في الوطن العربي البيبيرستونيا عديد الفد (أي الشعب) B.multifida.
    المونسونيا Monsonia: يضم قرابة 25 نوعاً، منابتها جنوبي أفريقيا وجنوب غربي آسيا حتى الهند، من أسمائه المتناقلة اليَهَق. يتمثل في الوطن العربي بالأنواع التالية: مونسونية السنغال M. senegalensis، والمونسونيا الثلجية M. nivea، والمونسونيا الشمسية الانتحاء M. heliotrpoides.
    3ـ الفصيلة الحماضية Oxalidaceae: نسبة إلى غنى نباتها بحمض الحماض، ومن أسمائها الفصيلة الاقصليسية معربة قديماً. تضم قرابة 10 أجناس موزعة على 1000 نوع، أغلب منابتها الجنوب الأمريكي والإفريقي. جميع نباتاتها عديمة القلة acaule أي الساق الرئيس المرتفع. تضم نباتات عشبية مزودة بأرومة درنية أو بصلية. الأزهار منعزلة أو سنمية خماسية الأجزاء، الأسدية عشر، والمبيض خماسي الكرابل. أبرز أجناسها:
    الأوكساليس Oxalis: المعروف عامياً بالحماض يضم 900نوع، منابتها المناطق المعتدلة. أبرزها الحماض القريني O.cornicultaعشب ضار عالمي الانتشار، والحماض قدم العنزة O.pes-caprae، والحماض الوردي O.rosea المزروع لجمال ورقة وزهره. تنبسط صفائح أوراق الحماض نهاراً وتنطبق ليلاً.
    4ـ الفصيلة الكتانية Linacea: تضم قرابة 14 جنساً موزعة على 250 نوعاً، عالمية الانتشار. نباتاتها حولية أو معمرة جنبية، جرداء أو خفيفة الوبر، أوراقها متعاقبة أو متقابلة، أذيناتها ساقطة، تحتوي نباتاتها غلوسيدات سيانوجينية سامة وطاردة للديدان أبرز أجناسها:
    اللينوم Linum: من أسمائه المتناقلة: الزير، الفَرق، يضم قرابة 300 نوع عالمية الانتشار، ينبت منها في الأراضي السورية اللبنانية 16 نوعاً، أبرزها: اللينوم كثير الاستعمال Linum usitatissimum، يزرع للحصول على أليافه، تضم بذوره نسبة 30% من زيت الكتان القابل للجفاف.
    الراديولا Radiola: جنس أحادي النوع المسمى الراديولا الكتانية R.linoides الذي ينبت على الحث الرطب في الجبال اللبنانية والمنتشر في أوربا وشمالي إفريقيا وتركيا.
    5 ـ الفصيلة الأسلابية: تسميتها تعني الأسلاب نسبة إلى ورقها الذي يشبه الدروع، وزهرها الذي يشبه الخُوذ، أسماؤه العامية الدمشقية الجوغلانة وجرجار الهند، تضم قرابة 17 جنساً موزعة على 270 نوعاً، منبتها المناطق المدارية والقاحلة الدافئة. نباتاتها جنبية أو شبه جنبية أو أعشاب.
    6ـ الفصيلة البلسمينة Balsaminaceae: تضم قرابة 17 جنساً موزعة على 270 نوعاً، منبتها المناطق المداري والقاحلة الدفئة. نباتاتها جنبية أو شبه جنبية أو أعشاب، أبرز أجناسها:
    الأنباسيانت Impatiens: من أسمائه المجزاعة التي إذا لمست ثمارها الحساسة التفت ونثرت بذورها، أبرز أنواعها: المجزاعة البلسمينية I.balsamina المسمى دادا في عامية دمشق.
    أنور الخطيب

  6. #356
    غشائيات الأجنحة

    غشائيات الأجنحة Hymenoptera رتبة من الحشرات، تنتمي إلى صف سداسيات الأرجل Hexapoda، تضم أكثر من 100000 نوع، من بينها النحل والنمل والزنابير، وهذا العدد في تزايد دائم نتيجة للاكتشافات المتتابعة للعديد من الأنواع المتطفلة الصغيرة الحجم. وعلى خلاف غالبية رتب الحشرات الأخرى، فإن العديد من غشائيات الأجنحة تعد من أكثر الحشرات نفعاً للإنسان وللزراعة لدورها في عمليات تلقيح المحاصيل، أو نتيجة لقضائها على العديد من الحشراتالضارة، ولأهميتها القصوى في مجال المكافحة الحيوية. ويعد نحل العسل من أعظم الحشرات المستأنسة أهميةً في تلقيح المحاصيل والأشجار، فضلاً عن منتجاته من عسل وشمع. والضرر الذي تسببه غشائيات الأجنحة نتيجة تطفلها على النباتات لا يحسب حسابه إذا ما قورن بالمنافع الإيجابية لهذه الرتبة.
    صفاتها العامة
    غشائيات الأجنحة حشرات داخلية الأجنحة Endopterygota، تراوح حجومها بين 0.2مم أو أقل في الزنابير المتطفلة على بيوض الحشرات القشرية، و115مم في بعض الزنابير العادية والمفترسة. ولها عادة شفعان من الأجنحة الغشائية، مما يبرر تسميتها. الرأس كبير شبه مثلثي حر الحركة. ذو فقيمات (فكوك علوية) mandibles معدة لاستخدامات مختلفة، كالقرض والقطع والدفاع والحفر والنقل أحياناً. الشفة السفلى طويلة ومتحورة لارتشاف السوائل، لذلك فإن أجزاء الفم من النوع القارض اللاعق. تتألف قرون الاستشعار من 11ـ12عقلة متضاعفة التمفصل متباينة الأشكال، فهي إما خيطية أو قلادية أو مرفقية أو مشطية أو ورقية. العيون المركبة واضحة، يضاف إليها ثلاث عيون بسيطة. الصدر الأوسط متضخم ومتداخل مع كل من الصدر الأمامي والصدر الخلفي الصغير. الأجنحة غشائية صلبة شفافة ذات عروق قليلة، وقد تقتصر على عرق واحد فقط، وقد تنعدم عند بعض أنواعها، كما في النمل العادي والنملالمخملي. الشفع الأمامي منها أكبر من الشفع الخلفي، ويشتبك معه بصف من الخطاطيف الدقيقة المتوضعة على الحافة الأمامية للشفع الخلفي. الأرجل عادة متباينة، ويتحور بعضها للجمع كما في الأرجل الخلفية لشغالات نحل العسل، أو تتحور للحفر أو للقبض. البطن يختلف، فقد تلتحم الحلقة الأولى منه مع الصدر الخلفي مكونة الوسْط propodeum، وتستدق الحلقة البطينة الثانية لتشكل ما يسمى بالخصر petiole الذي يليه البطن المنتفخ، أو يكون اتصال الحلقة الصدرية الخلفية مع الحلقة البطنية الأولى عريضاً ولا يشكل خصراً. آلة وضع البيض مكتملة التَكَوُّن، وتتحور في إناث الأنواع الراقية إلى آلة لسع تستعمل في الدفاع والهجوم أو للسع الفريسة (كما في الزنابير والنحل). تحولها الشكلي تام holometabola، فالبيوض تفقس عن يرقات إما أن تكون أسطوانية ذات رأس واضحة وفكوك قارضة وثلاثة أشفاع من الأرجل الصدرية المفصلية، يضاف إليها 6ـ 8 أشفاع من الأرجل الأولية البطنية، أو تكون عديمة الأرجل جُعَلِيَّة الشكل، أو دودية متباينة ذات رأس وأجزاء فم مختزلة. العذارى حرة ذات أجزاء فم غير متحركة، توجد عادة داخل شرانق من الحرير تفرزها اليرقات.
    يلاحظ في أفراد هذه الرتبة ظاهرة التكاثر بتعدد الأجنة polyembryony، كما تكثر فيها ظاهرة التكاثر البكري parthenogenesis والتكاثر البكري الدوري cyclicparthenogenesis. كما أن العديد من أنواعها المتطفلة مفرط التطور hypermetamorphic. وتعد الحشرات الكاملة في غشائيات الأجنحة، مع استثناءات قليلة، منالحشرات المحبة لضوء الشمس، كثيرة التردد على الأزهار والنباتات المحبة للشمس والتربة المفتوحة. وهي تستهلك كثيراً من الرحيق وحبوب اللقاح، لكن كثيراً من الزنابير تعد مفترسة للحشرات ذات الأجسام اللينة، كما يتغذى المتطفل منها بلعق الدم الذي يسيل من الجروح التي تحدث في أثناء وضع البيض.
    ثمة أنماط واضحة وعديدة من تاريخ الحياة داخل الرتبة، فأفراد الزنابير المنشارية (عديمة الخصر) متباينة التغذية تماماً في طورها اليرقي، أما الغالبية العظمى من الزنابير العادية (ذات الخصر) فهي حيوانية الغذاء في طورها اليرقي أو أكثرها طفيلي، إما أن تعيش داخلياً أو خارجياً على عائل تختاره الأم دائماً، ويكون العائل في حجم الطفيل. ويمارَس التطفل في نحو نصف فصائل هذه الرتبة، كما تبدو فيها ظاهرة فرط التطفل hyperparasitism على مستويات مختلفة. وغالبية الزنابير اللاسعة مفترسة تستطيع أن تسبب الشلل أو تقتل ضحية أو أكثر ثم تنقلها إلى خلية خاصة تربي فيها يرقاتها، أو أن تهاجم فرائسَها في جحورها حيث تعيش يرقاتها كما في زنابير العناكب.
    وتقوم الزنابير الأكثر تطوراً بإعداد العش قبل اقتناص الفريسة. كما تعد أنواع النحل من غشائيات الأجنحة ثانوية التغذية النباتية، وكذلك النمل وبعض زنابير Sphecoidea إذ تتغذى يرقاتها بالرحيق وحبوب اللقاح ولا تتغذى أبداً بأغذية حيوانية. وتضم كل من فصائل النحل القاطع للأوراق والنحل العادي والنحل الطَلاء بعضَ الطفيليات السارقة cleptoparasitic التي تقوم بالاستيلاء على أعشاش الأنواع النباتية الغذاء ومؤنها. وتشتهر فصائل النحل والزنابير والنملبتطويرها مجتمعاتٍ اشتراكيةً معقدة.
    أنواعها
    تقسم رتبة غشائيات الأجنحة إلى رتيبتين suborders، وذلك بحسب كون اتصال الصدر بالبطن عريضاً أو يفصلهما خصر ضيق. فهناك رتيبة، الزنابيرعديمات الخصر أو الزنابير المنشارية Symphyta، وقد سميت كذلك لأن آلة وضع البيض في غالبيتها شبيهة بالنصل أو بالمنشار، تتمكن إناثها من وضع بيضها داخل الأنسجة النباتية من ثمار أو أوراق أو أغصان. أما يرقاتها فتتغذى بالنباتات، وهي من النوع الأسطواني وذات رأس متصلب قوي، وفكوك جيدة التكوين، وللبطن أرجل كاذبة غير مزودة بالخطاطيف، وللرأس عين بسيطة واحدة مركزية. أما رتيبة الزنابير ذات الخصر فهي زنابير مختلفة الأحجام، تتميزالحشرات الكاملة منها بوجود الخصر، وآلة وضع البيض عندها واخزة تغرس بعمق في أنسجة العائل الذي غالباً ما يكون حيوانياً،

    الشكل (1) دبور الحنطة المنشاري من فصيلة الدبابير
    كما تستخدم للدفاع أو للسع الفريسة. جميع يرقاتها عديمة الأرجل، وأجسامها لينة، ورأسها مختزلة أو منسحبة داخل الصدر، وغالباً ما توجد ضمن جسم عائلها.
    معظم الزنابير المنشارية نباتية التغذية في طورها اليرقي، تضم عدداً من الفصائل التي تشتمل على عدد من آفات أشجار الفاكهة ومحاصيل الحقل المعروفة، منها صندل اللوز الغشائي Cimbex quadrimaculata من فصيلة ديدان اللوز وتتغذى يرقاته بأوراق أشجار اللوزيات، ودبور الحنطة المنشاري Cephus pygmaeus من فصيلة الدبابير Cephidae(الشكل 1) الذي تحفر يرقاته في سوق نباتات القمح مسببة تشكيل سنابل خالية الحبوب، ومنها أيضاً دودة أوراق الكرز Caleroa limacina التي تلعق يرقاتُها أوراقَ الكرز، ودبور ثمار الخوخ المنشاري Hoplocampa flava الذي تحفر يرقاته في ثمار الخوخ والبرقوق مسببة تساقط نحو 90% منها، ودبور الورد Arge rosae الذي تتلف يرقاته أوراق شجيرات الورد بينما تغرس الأنثى بيضها في الساق مسببة جفافه.
    وتضم رتيبة الزنابير ذات الخصر عدداً كبيراً جداً من الفصائل التي يصعب حصرها، بعضها مهم في مجال المكافحة البيولوجية، وبعضها مهم في مجال الإنتاج النباتي حيث تتغذى يرقاتها بالأنسجة النباتية.

    الشكل (2) غشائي الأجنحة Rhyssa lineolata من النمسيات
    فالصُفريات Chalcidoidea حشرات متطفلة أو تتطفل على الطفيليات الأخرى، وتفوق في أهميتها الفصائل الأخرى في مجال المكافحة الحيوية. وإلى جانب الحشرات المتطفلة في هذه الفصيلة يوجد عدد لا بأس به من الأنواع التي تتغذى بالنباتات. كما عرف عن الكالسيديات تطفلها على الحشرات التابعة لرتب أخرى عديدة من الحشرات وعلى بعض أنواع القراد والحلم. وهناك أيضاً فصيلة آكلات التين Blastophagidae التي تضم يعسوب التين المسؤول عن تلقيح بعض أصناف التين، ودودة ثمار اللوز الغشائية، ودبور ثمار الفستق الحلبي التي تحفر يرقاتها في الثمار. وهناك أيضاً فصيلة التايكوغراميتياتTaichogramatidae التي تضم متطفلات البيض، وفصيلة النمسيات Ichneumonoidea (نسبة للنمس عند الأقدمين Ichneumon لأنها تتلف أساريع الحشرات كما يتلف النمس المصري بيض الزواحف والتماسيح) (الشكل 2) التي تضم مجموعة كبيرة من غشائيات الأجنحة المهمة في مجال المكافحة الحيوية، فهي تتطفل على غيرها من الحشرات واللافقاريات الصغيرة. ومن أهم الفصائل أيضاً البراكونيات Braconidae المتخصصة في التطفل على يرقات عدد من رتب الحشرات، وفصيلة الآبرات أو العفصياتCynipidae التي تتميز أفرادها بتشكيل درنات وأورام على أجزاء النباتات التي تتغذى بها (الشكل 3).
    الشكل (3) الأبرة Neuroterus clavensis الشكل (4) الزنبور الحفار الأبيض Triscolia ardens من السكوليديات الشكل (5) النمل المخملي الشرقي Dasymutilla occidentalis من الموليديات

    الشكل (6) زنبور الورق Polistes hunteri من الزنبوريات

    الشكل (7) النمل الحصاد Pogonomyrmex barbatus

    الشكل (8) نحل العسل Apis mellifera
    أما فصيلة السكوليديات Scoliidae (الشكل 4) فهي طفيليات خارجية، وكذلك فصيلة النمل المخملي Mutillidae (الشكل 5)، والزنبوريات Vespidea (الشكل 6) وتتغذى أفرادها برحيق الأزهار وعصارة النباتات، وتتغذى يرقاتها بالحشرات والعناكب. ويميز في هذه الأخيرة زنابير انفرادية تبني أعشاشها في خلايا في التربة أو الطين أو الرمل أو جذوع الأشجار، وتتطفل على الحشرات والعناكب ومفصليات الأرجل الأخرى، كما تُمَيَّز منها أيضاً زنابير اجتماعية. وهناك أيضاً فصيلة أشباه النمل Formicoidea التي تضم النمليات Formicidea التي تضم أنواع النمل المختلفة (الشكل 7)، والنحليات Apoidea (الشكل 8) التي تضم جميع أنواع النحل المختلفة التي تخصصت بجمع حبوب اللقاح ورحيق الأزهار، حيث تحمل حبوب اللقاح في قواعد رسغ أرجلها الخلفية. وبعضها يعيش حياة انفرادية كالنحل القاطع للأوراق (Megachilidae) ونحل الخشب (Xylocopidae)، وبعضها الآخر يعيش حياة اجتماعية كالنحل الاجتماعي (نحل العسل Apidae) و(النحل الطنان Bombinae) حيث تتكون الخلية أو الطائفة من خلية واحدة من الطين أو الخشب المصنع.
    أحمد زياد الأحمدي

  7. #357
    غلصميات الأرجل


    الشكل (1) النماذج الثلاثة من غلصميات الأرجل
    غلصميات الأرجلBranchiopoda صفيف من صف القشريات Crustacea، تضم أكثر من 800 نوع، يعيش معظمها في المياه العذبة، وتقاس أبعادها بالميليمترات والسنتمترات، لكن أكبرها النوعBranchinecta gigas، الذي يعيش في المياه الأمريكية، يصل طوله إلى نحو عشرة سنتمترات.
    يصعب توصيف هذا الصفيف بدقة لاختلاف أشكال أفرادها كثيراً، التي تصنف في ثلاث رتب، هي: عديمات الدرقة Anostraca وظهريات الدرقةnotostraca ومضاعفات الدرقة Diplostraca (الشكل 1)، التي يختلف بعضها عن بعض بألا يحاط جسم الأولى، كما يدل على ذلك اسمها، بصفيحة تسمى الدرقة، التي تكون في الرتبة الثانية بشكل صفيحة عريضة كالدرع تغطي الناحية الظهرية من الحيوان. أما في مضاعفات الدرقة فتنثني هذه الأخيرة لتغطي جانبي الحيوان كما في محار الرخويات ذات المصراعين.

    الشكل (2) لاحقة جذعية في غلصمي الأرجل Clirocephalus

    الشكل (3) مقطع أفقي في لواحق متتالية عند عديم الدرقة Branchinecta
    ومع هذه الاختلافات فإن أفرادها تمتاز بصفة، ربما كانت الوحيدة المشتركة بينها، هي أن لواحقها الجذعية، التي لايقل عددها عن أربعة أشفاع متشابهة رقيقة ورقية الشكل، ذات فصيصات مسطحة تزيد من سطحها، وتحمل على طول حافتها المحيطية عدداً من الأشعار الكثيفة، يتم التبادل الغازي مع الماء عبر جدار هذه الفصيصات، لذا تعد بمنزلة الغلاصم لدى الحيوان، ومن هنا أتت تسمية المجموعة بغلصميات الأرجل (الشكل 2)، وهي في الوقت نفسه تسهم في تغذّي الحيوان بطريقة الترشيح filter feeding.
    يتألف جسمها، كما في القشريات الأخرى، من قطع يختلف عددها من مجموعة لأخرى. أما عدد اللواحق فالاختلاف أكثر، لأن بعض قطع الجسم يحمل لواحق وبعضها الآخر من دون لواحق، حتى إن بعض القطع يحمل أكثر من شفع منها.
    رتبة عديمات الدرقة
    تضم أفراداً من دون درقة، وجذعها متطاول، وهي الرتبة الوحيدة من غلصميات الأرجل ذات عيون مركبة محمولة على سويقة، بينما تكون عيون الرتبتين الأخريين لاطئة من دون سويقة، بينهما عين بسيطة لاطئة. ولمعظم الأشكال أحد عشر شفعاً من اللواحق المسطحة (قد يصل عددها عند بعض الأنواع إلى 19 شفعاً) يستعملها الحيوان للسباحة والتنفس والتغذّي، يساعدها على ذلك انثناء الطرف الوحشي من كل لاحقة بزاوية قائمة تقريباً نسبة لجسمها باتجاه الخلف (الشكل 3)، مما يساعد على توجيه التيار المائي للتنفس والتغذي. كما أن معظم الأفراد تسبح ولواحقها إلى الأعلى، منقلبة على ظهرها.
    توضع البيوض في جيب للحضن خلف الشفع الأخير من اللواحق. تحمل الأنثى هذه البيوض يوماً أو اثنين، لتطرحها بعد ذلك محاطة بغلاف يقاوم الظروف السيئة. وقد جففت بيوض Artemia salina وعُرِّضَت إلى الفراغ ودرجة حرارة 103 ْس مدة ساعة كاملة، ثم بُرِّدَت لدرجة حرارة الهواء السائل بضع ساعات. ومع ذلك أنتشت هذه البيوض لدى غمرها بالماء المالح. لذلك تستعمل البيوض المجففة لهذا النوع من القشريات غذاء للحيوانات المائية التي تُجْرى عليها التجارب في المخابر. علماً أن الجنسArtemia (الشكل 5) يعيش في البحيرات والمستنقعات الشديدة الملوحة، وتُنتِج إناثه نوعاً آخر من البيوض من دون غلاف مقاوم، تحمله الأنثى في جيب حضنها حتى تنتش لتعطي اليرقة التي تُميِّز القشريات وهي يرقة النوبليوس nauplius.

    الشكل (4)
    يعيش معظم أفراد هذه الرتبة في المياه الساكنة العذبة أو المالحة، وكثير من الأنواع تظهر في البرك المؤقتة التي تتكون بعد ذوبان الثلوج أو هطل الأمطار الغزيرة.
    ظهريات الدرقة
    تحمل أفراد هذه الرتبة درقة ظهرية تشبه الدرع، وعدداً كبيراً من اللواحق، حتى إن بعض قطع الجسم يحمل شفعين أو ثلاثة أشفاع منها، ويصل عدد اللواحق التي تحملها أفراد هذه الرتبة إلى أكثر من سبعين شفعاً. العين لاطئة لكنها تقترب من نظيرتها لتحتلا منتصف السطح الظهري من الرأس.
    تحمل اللواحق الحادية عشرة جيوباً توضع فيها البيوض، التي تكون أيضاً مقاومة للبرودة والجفاف، مما يساعد على توزع البيوض وانتشارها بفعل الرياح، الأمر الذي يوضح وجود مجموعات من هذه الحيوانات منعزلة في بعض جزر المحيطات.
    يوجد الجنسان Triops (الشكل 4) وLepidurus في البرك المؤقتة في المناطق المعتدلة. ويعيش النوع L. granarius خصوصاً؛ في المناطق الصحراوية التي يهطل المطر فيها مرة أو اثنتين في العام، لتتكون برك تدوم أسبوعاً أو اثنين، تظهر فيها أفراد هذاالنوع من القشريات بغزارة.
    مضاعفات الدرقة
    الدرقة في أفراد هذه الرتبة تنثني وتغطي الجسم من الجانبين وكأنها ذات درقتين. تغطي هاتان الدرقتان لواحق الجسم، مما يعوق حركة الحيوان وسباحته، لذلك تتم هذه الحركة بوساطة قرون استشعارها التي تكون عادة طويلة ومجهزة بأشعار غزيرة.عيونها مركبة لاطئة. يميز في مضاعفات الدرقة رتيبتان: قوقعيات الدرقة Conchostraca ومتفرعات القرون Cladocera. تختلف الأولى عن الثانية بالعدد الكبير للواحقها الذي يصل إلى 32 لاحقة.

    الشكل (5) Estheria كما يرى محاطاً بقوقعته (في الأعلى)، وكما يرى وقد جُرد من قوقعته اليسرى (في الأسفل)
    يعيش معظم أفراد قوقعيات الدرقة في البرك المؤقتة وبعضها في البرك الدائمة في إفريقيا، ولا يتجاوز أكبرها1.7سم. يوجد منها نحو 200 نوع موزعة في جميع أنحاء العالم، والجنس الأوربي منها Estheria obliqua (الشكل 5).
    أما متفرعات القرون فمعظم أفرادها بحجم البرغوث، لذلك تسمى براغيث الماء. أشهر أجناسها برغوث الماءDaphnia الذي يعيش في المياه العذبة. لا تغطي الدرقة الرأس، الذي يبقى حراً طليقاً (الشكل 4)، وبهذه الخاصة يميز بين قوقعيات الدرقة ومتفرغات القرون.
    يعيش برغوث الماء (الدافنيا) في برك المياه العذبة، ويراوح طوله بين 1 و2مم، وتمتد درقته في النهاية الخلفية بشوكة ظهرية، وتكون هذه الدرقة شفافة، لذا يمكن رؤية الأجهزة الداخلية للحيوان بالشفوف. جسمه مضغوط من الجانبين.
    مايلفت النظر تكاثر هذه الحيوانات، إذ يميز بين نوعين من البيوض: بيوض الصيف وتكون قليلة المح نسبياً وتتطور تطوراً بكرياً، وبيوض الشتاء الغنية بالمح وتحتاج إلى تلقيح لكي تتابع تحولها الجنيني، لذا يتضمن تكاثر هذه الحيوانات تطوراً بكرياً وآخر عادياً جنسياً. وقد لوحظ أن لظروف الوسط السائدة تأثيراً في ذلك، فانخفاض درجة حرارة الماء أو نقص المواد الغذائية - الذي يمكن أن يحدث أيضاً بسبب زيادة عدد أفراد الجماعة - يؤدي إلى ظهور الذكور، وإلا تكون الإناث هي الوحيدة الموجودة في البركة، لذا يقتصر وجود الذكور في الطبيعة على فترة معينة من السنة. فعندما تبدأ درجة الحرارة بالانخفاض في فصل الخريف يلاحظ توافر الذكور، فيتم الاقتران، وتُحضَن البيوض الملقحة في جيب في الناحية الخلفية من الوجه الظهري للدرقة التي تتحول إلى محفظة واقية تضم البيوض بين ثناياها يطرحها الحيوان، لدى انسلاخه، مع البيوض الموجودة فيها. تسقط هذه المحفظة بما تحويها في قاع البركة، وتجتاز فترة الشتاء دون أن تتأثر البيوض بالتجمد أو الجفاف. فإذا ما تحسنت الظروف بقدوم الربيع تفقس البيوض لتعطي إناثاً فقط، تبيض دونما إلقاح طالما بقيت الظروف مناسبة. تتطور هذه البيوض (بيوض الصيف) بكرياً لتعطي إناثاً ما دامت الظروف مناسبة. إلا أنه تظهر في شهر أيار/مايو بعض الذكور بسبب قلة الغذاء الذي ينتج من غزارة الجماعة، لذا يتم في هذه الفترة تكاثر جنسي إلى جانب التطور البكري الذي يستمر حتى يقترب فصل الخريف والشتاء. عندها تظهر الذكور ثانية بسبب انخفاض درجة الحرارة وقلة الغذاء، فيحدث تكاثر جنسي، تكون نتيجته تكون بيوض الشتاء، وتبدأ حلقة جديدة كما ذكر سابقاً.

    الشكل (6) التغير الشكلي عند برغوث الماء بسبب تغير الظروف البيئية
    والجدير بالذكر أن تغير ظروف البيئة لاتؤثر في تكاثر هذه الحيوانات فقط، بل في شكلها أيضاً (الشكل 6).
    حسن حلمي خاروف

  8. #358
    غمديات الأجنحة

    غمديات الأجنحة Coleoptera، رتبة من أكبر رتب الحشرات عدداً، إذ تشكل نحو 40% من أعداد صف الحشرات. تم وصف أكثر من 250.000 حشرة منها حتى اليوم. بعضها لا يتجاوز طول جسمها المليمتر الواحد، وبعضها الآخـر من الأنواع الاستوائية من فصيلة الجعل Scarabaeidae، يراوح طـول جسمها بيـن 51 و81سم، وتختلف غمديات الأجنحة فيما بينها في طبيعة الغذاء والبيئات التي تعيش فيها، إذ يمكن أن تكون في كل مكان، ويتمتع أكثرها بأهمية اقتصادية وزراعية.
    هي حشرات داخلية الأجنحة endopterigota، من مميزاتها أجنحتها الأمامية الغمدية المتصلبة والمتقرنة والخالية من العروق الظاهرة، التي تتلاقى على طول الخط الوسطي للظهر، وتلتف جانبياً لتغطي الأجنحة الخلفية الغشائية القليلة العروق التي تُستخدم في الطيران، ولكنها تنطوي عند الراحة تحت الأجنحة الغمدية. هذا مع العلم أن القليل من غمديات الأجنحة لا يستطيع الطيران لعدم وجود الأجنحة الخلفية أو اختزالها، كما في بعض أفراد فصيلة السوس. الرأس مميز والعيون المركبة واضحة، أما البسيطة فغائبة. قرون الاستشعار مختلفة الأشكال والأطوال، وغالباً ما تتألف من 11 قطعة، وأجزاء الفم ماضغة (قارضة) ذات فقيمات (فكوك عليا) mandibles مسننة وشفة عليا كاملة، وأما الشفة السفلى فمختزلة، والصدر الأمامي كبير متحرك. أما الأوسط فصغير متداخل مع حلقة الصدر الخلفي من الناحية البطنية، وحلقات البطن تغطيها الأجنحة الغمدية من الناحية العلوية، ونادراً ما تظهر بعض الحلقات في نهاية بطن بعضها، كما في أفراد فصيلة العنقوديات Staphylinidae أو قد تظهر كلياً لعدم وجود الأجنحة كما في فصيلة الدرقيات Silphidae. الأرجل قوية ولها أشكال عدة تتناسب وطبيعة حياة الحشرة، فقد تتحور للحفر كما في الجعل، أو للسباحة أو القنص، كما في فصيلة الخنافس المائية (العَومِيّات) Dytiscidae.
    التحول الشكلي تام holometabolic، والجنسان متشابهان تماماً، إلا في بعض الحالات الخاصة، إذ يتميز الذكر عن الأنثى بوجود قرن في مقدمة الرأس كما في الجعل, أو نمو الفقيمات (الفكوك العليا) لتأخذ شكل قرون جميلة تشبه قرون الوعل كما في فصيلة الحُنْظُبيات Lucanidae، أو يكون الذكر مجنحاً، فيما تفقد الأنثى أجنحتها كما في اليراعيات Lamyaridae.
    يوضع البيض حيث يتوفر الغذاء، واليرقات مختلفة الأشكال؛ فإما أن تكون منبسطة ذات فكوك أمامية في الأنواع المفترسة كما في خنافس الأرض (الكارابيدات)Carabidae، أو جُعَلِيَّةً مقوسة قوية الأرجل كما في الأنواع الأرضية مثل الجعل، أو تكون ذات أرجل ضعيفة، أو أسطوانية ذات أرجل قصيرة في الأنواع النباتية، أو جعلية متطاولة عديمة الأرجل في الأنواع التي تحفر في جذوع الأشجار وجذورها، كما في الخنافس الحفارة ذات الرؤوس المسطحة أو الناصعات Bupestidae (لأنها، بحسب الشهابي، ناصعة الألوان) وفصيلة طويلات القرون Cerambycidae. غالباً ما تكون العذارى في خلايا تبينها اليرقات، لكن يعثر على عذارى بعضها في شرانق مميزة كما في الشرانق التي تصنعها سوسة النخيل الحمراء من ألياف جذوع النخيل.
    تختلف غمديات الأجنحة في عدد الأجيال؛ فإما أن تكون هذه متعددة، كما في الدعسوقيات Coccinellidae، أو قد يستغرق الجيل سنة، أو يمتد من سنتين إلى أربع سنوات كما في الجعل حفارة الأخشاب طويلات القرون. وتبدي يرقات بعضها ظاهرة فرط التحول الشكلي hypermetamorphosis كما هي الحال في يرقات أنواع الخنافس البثريةBlister beetles من فصيلة الورقيات Meloidae.
    أنواعها
    تقسم غمديات الأجنحة إِلى عدد من الرتيبات suborders، التي تضم عدداً كبيراً من الفصائل family التي يصعب حصرها، ويعتمد هذا التصنيف بصورة رئيسية على عدد من الصفات تتعلق بالرأس وأوضاعه، وأشكال قرون الاستشعار، وتصلبات الصدر والبطن، وطبيعة الأرجل، والمعادلة الرسغية. من أهم رتيباتها:
    ـ رتيبة (محدودات الغذاء) Adephaga: وتضم خنافس مصدر غذائها محدود، وهذا النوع غالباً حيواني التغذي. جميع أفراده مفترسة تقريباً والقليل نباتي. تتميز هذه الرتيبة بحلقة الصدر الخلفي المتحركة التي تتداخل وقَصِّيَّة sternite البطن الأولى، وعيونها كبيرة، وقرون استشعارها خيطية أو قلادية، ويتألف البطن من ست قصيات واضحة، والمعادلة الرسغية هي 5، 5، 5 دائماً. اليرقات من النوع المنبسط، ذات أرجل صدرية قوية، تتألف كل منها من خمس عقل تنتهي دائماً بمخلبين.
    من أهم فصائلها فصيلتان، فصيلة خنافس الأرض المفترسة (الشكل -1)، ومنها خنفساء الكالوسومـا المشهورة، وفصيلـة الخنافس النمـر Cicidellidae (الشكل -2) المفترسة النشطة البراقة الألوان، والفصيلتان المذكورتان أرضيتان، لكن ثمة فصيلتان مائيتان هما فصيلة الخنافس المائية (العوميات) (الشكل -3) التي تعيش على اقتناص الحيوانات المائية الصغيرة، وفصيلة الزاحفات المائية Haliplidae التي تتغذى بالطحالب والنباتات المائية.
    Æ الشكل (3)
    خنفساء الماء مع فقاعة مائية
    الشكل (1)
    خنفساء الأرض مع يرقتها
    الشكل (2)
    خنفساء النمر مع يرقتها
    الشكل (3)
    خنفساء الماء مع فقاعة مائية في مؤخرتها


    ـ رتيبة متعددات الغذاء Polyphaga: وتضم خنافس تتميز بتعدد مصادر غذائها، فهي إما نباتية أو حيوانية، أو رمَّامة تتغذى بمخلفات الحيوانات، أو مفترسة، أو تتغذى بالفطور، والقليل منها متطفل. وبعضها مائي أو شبه مائي، ومنها ما يتعايش في خلايا الحشرات الاجتماعية، لذلك تضم هذه الرتيبة عدداً كبيراً من الفصائل المهمة من الوجهة الاقتصادية والزراعية فكثيرٌ منها ضار وقليلٌ منها مفيد، وتتطلب معرفتها حرصاً كبيراً لوجود كثيرٍ من الأجناس ذات الصفات الاستثنائية.
    من أشهر فصائلها وأكبرها فصيلة الجعل (الشكل -4) وخنافس الوعل (الحُنظُبِيات) والباسيليات Passilidae، يتغذى أكثرها بالأخشاب المتحللة وفضلات الثديياتوالجيف، ويرقات غالبية هذه الفصيلة أرضية، وتعرف بالديدان البيضاء المقوسة، وتتغذى بجذور النباتات الحية أو بالمحاصيل الدرنية، بينما تتغذى الحشرات الكاملة بالأزهار.
    الشكل (4) الجعل المقدس

    ومنها رمَّامات مائية أو مفترسات مائية مثل خنافس فصيلة محبات الماء Hydrophilidae التي تعد مصدراً غذائياً للطيور المائية. ولخنافس الجثث (الدرقيات) (الشكل -5) والعنقوديات Staphylinidae أثرُ كبيرٌ في تحلل جثث الحيوانات الميتة. وينتمي عديد من الخنافس المفترسة لفصيلة الخنافس الحربية (الذُرّاحيات) Cantharidae التي تفترس يرقاتُها الحشرات الصغيرة، ومنها أيضاً فصيلة الليمباريات، ويفضل استخدام اليراعيات فقط التي تضم الخنافس المضيئة المعروفة، وتتميز إناثها بفقدان الأجنحة وتجذب ذكورَها بأضواءٍ تطلقها، وتشاهَد بكثرة في المناطق الجبلية والزراعية.
    الشكل (5) خنفساء الجثث

    يتدخل أكثر من عشرين فصيلة منها في متطلبات الإنسان الشخصية، إذ تتغذى بإتلاف الجلود والغذاء والملابس الصوفية والسجاد وغيرها، كما في فصيلة خنافس الجلود أو العُثِّيات Dermestidae (الـشكل -6)، أو بإتلاف أغذيته المخزونة، كما في خنافس الدقيق من فصيلة Tenebrionidae، وتعمل الخنافس المحبة للعصارة Nitidulidae على إتلاف العديد من المواد الغذائية كالفواكه المجففة والمسكرة، وهناك خنافس الأدوية Anobiidae التي تهاجم مواد لا حصر لها من النباتات المجففة والعقاقير والأدوية وأوراق التبغ والسجائر وأفلام التصوير، ومن هذه الحشرات ما يتلف بذور الحبوب النجيلية والبقولية وغيرها من البذور، مثل خنافس البقول (التَسَوُّسِيات) Bruchidae والخنافس الثاقبةBostrichidae وخنافس الحبوب (السوسيات) Curculionidae. وتعمل يرقات الخنافس الحفارة ذات الرأس المسطح أو الناصعات Buprestidae (الشكل -7) وطويلات القرونCerambycidae (الشكل -8) على حفر أغصان الأشجار المثمرة وجذوعها وأشجار الغابات فتضعفها وتميتها. وتعمل الخنافس المفلطحة (Cucujidae وSilvanidea) على ثقب الحبوب وإتلاف عديدٍ من المواد المخزونة، أو تعيش تحت قلف الأشجار متغذية بالفطور.

    Æالشكل (8) الحفار طويل القرون
    الشكل (6) خنفساء الجلود ويرقتها الشكل (7) الحفار ذو الرأس المسطح الشكل (8) الحفار طويل القرون

    وتفترس خنافس فصيلة الدعسوقيات (الشكل -9) الحشرات ليّنة الجسم، مثل المن والحشرات القشرية والبق الدقيقي والأكاروسات. وقليلٌ منها نباتي مثل خنفساء الكولورادو التي تتغذى على البطاطا، وتقوم خنافس الدقيق من فصيلة Tenebrionidae على إتلاف الدقيق وتلويث منتجاته، وتهاجم أنواع من الخنافس الثاقبة الأشجارَ الضعيفة والأخشاب الجافة فتتلفها بما تحدثه فيها من الأنفاق والثقوب التي تخلفها وراءها. عُرفت أنواع عديدة من فصيلة خنافس الأوراق Chrysomelidae (الشكل -10) بمهاجمة أوراق المحاصيل المختلفة، ويعدّ بعضها من صانعات الأنفاق البقعية على أوراق الأرز والقصب وغيرها. تتمتع أنواع عديدة من خنافس الحبوب (السوسيات) بشهرة عالمية لأضرارها التي يصعب حصرها، ومن أهمها إصابة الحبوب المخزونة من قبل سوسة القمح وسوسة الأرز وسوسة الذرة، وتحفر بعض أنواعها في ثمار عديدٍ من الأشجار المثمرة وأشجار الغابات وجذور بعض المحاصيل وسوق بعض الأشجار، ومن أهمها سوسة النخيل الحمراء التي تجوف جذوع أشجار النخيل.
    الشكل (9) الدعسوق الشكل (10) خنفساء الأوراق مع يرقتها
    الشكل (11) خنفساء القلف مع الدهاليز التي تكونها


    تحفر خنافس فصيلة القَتَعِيات Scolytidae أو ما يسمى خنافس القلف (الشكل -11) أنفاقاً متشعبة مميزة وسطحية في منطقة اللحاء مسببةً ضعف الأشجار المصابة وجفافها، ولا تنجو المحاصيل الدرنية مثل البطاطا والجزر والشوندر وغيرها من جذور النباتات من الإصابة بالديدان السلكية الخاصة بخنافس فصيلة الخنافس النطاطة أو الدافعة أو المفرقعة Elateridae، وتتطفل خنافس الفطور من فصيلة آكلات الفطور Mycetophagidae على المواد المخزونة الرطبة والمتعفنة متغذية بالفطور المرافقة. وهناك يرقات بعض أنواع الخنافس الورقية Meloidae التي تتغذى بالأزهار في خلايا النحل إذ تتغذى ببيوضه، ويهاجم بعض أنواعها بيوض النطاطات من فصيلة الجرادياتAcrididae من مستقيمات الأجنحة.
    أحمد زياد الأحمدي

  9. #359
    الغنطيات

    الشكل (1)
    الإيفدرا: يوضح الأزهار المذكرة والمؤنثة
    الشكل (2)
    الوِلويتشيا العجيبة: نبات مؤنث مصغر 25 مرة
    الغنطيات Gnetophyta زمرة من النباتات البذرية المتميزة بصفات نباتية بالغة التخصص، ممثلة بإحاطة بذورها بقطع كمية غير مكتملة الإغلاق تشبه الأقلام والمياسم، الأمر الذي دعا إلى تسميتها غمديات البذور Chlamydospermatophyta، وهي بذلك تحتل مكاناً وسطاً بين عريانات البذور ومغلفاتها.
    تضم زمرة الغنطيات ثلاث رتب هي: رتبة الإيفدرال Ephedralesورتبة الويلويتشيال Welwitschiales ورتبة الغنيتال Gnetales. في كل منها فصيلة واحدة وجنسٌ واحد. وقد جعلها غياب مستحاثات هذه الرتب فريدة بين زمر العالم النباتي، وبوَّأها مكانة خاصة في المسيرة التطورية التي تقربها تارة من عريانات البذور، وتارة أخرى من مغلفات البذور.
    رتبة الإيفدرال: تضم جنساً وحيداً هو الإيفدرا Ephedra، الذي يضم قرابة 40 نوعاً غريب التوزع الجغرافي المتقطع في بقاع عدة من أمريكا الشمالية، والجنوبية، وآسيا، وأوربا. وهي نباتات متخشبة، زاحفة أو متسلقة، أوراقها متقابلة وضامرة، انتقلت فيها وظيفة التركيب الضوئي إلى السوق والأغصان الخضر. بنيتها التشريحية مرتبطة بزمر نباتية عدة: فالمسام مماثلة لمسام الكوردائيت، والخشب مكون من قصيبات tracheides مشابهة لقصيبات الفصيلة التنوبيةAbietaceae، واللحاء مزود بخلايا مرافقة كما في النباتات عريانات البذور. نباتات جنس الإيفدرا ثنائية المسكن، أي تظهر الأزهار المذكرة على نبات والأزهار المؤنثة على نبات آخر. تتجمع الأزهار في مخروط صغير يشبه المخروط الأنثوي للصنوبريات. أما تكوّن النطاف والأجنة فتكون مشابهة للطريقة الخاصة بعريانات البذور. تتميز بعض الأنواع بإلقاحها البسيط كما في عريانات البذور، ويتميز بعضها الآخر بالإلقاح المضاعف كما في النباتاتمغلفات البذور. يحوي النبات قلوانيات عدة، وفي طليعتها الإيفدرينephedrine المستعمل في معالجة الربو asthme. أبرز الأنواع السورية اللبنانية:
    الإيفدرا المجنحة Ephedra alata: منتشرة في السهوب الجبلية الغربية والصحراوية. المآبر 4-6 رجيلية. الثمرة غير لحمية، المخروط الناضج حرشفي.
    الإيفدرا عديمة الـورق Ephedra aphylla: منتشرة في السهوب الجبلية الغربية والصحراوية. المآبـر 3-4. الثمرة لحمية حمراء.
    الإيفدرا فيمينا Ephedra foemina: منتشرة في الساحل السوري اللبناني وفي منطقة طبريا. النبات متسلق. المآبر 4-6. هامش القنابات والأوراق مهدب. الأوراق بحدود 3مم.
    رتبة الويلويتشيال: تتمثل هذه الرتبة بنوع وحيد عجيب هو الولويتشيا العجيبة Welwitschia mirabilis (الشكل -2)، الذي ينبت في المناطق الصحراوية والساحلية في أنغولا Angola ودامارالاند Damaraland في جنوبي إفريقيا.
    يزحف النبات فوق سطح التربة، مكوناً من جذر وتدي كبير، تعلوه كتلة مركزية مسطحة قطرها 1م مقسمة إلى قسمين، تنطلق منها ورقتان شريطيتان قاسيتان، كالجلد القديم، تنموان من القاعدة والنهاية، مشرمة، طول الواحدة منهما 2-3 أمتار بعرض 30 -40سم. تتألف الزهرة المذكرة من محور مركزي عقيم، محاط بست أسدية مآبرها ثلاثية المساكن، بينما تتألفالزهرة المؤنثة من مشرة عروسية، محاطة بنسيج نوسيلي مغذٍ، محاط بقنابتين متقابلتين. الإلقاح في هذه الزمرة هو الأكثر غرابة في العالم النباتي، يجري بظهور أنابيب إلقاحية من المشرة المؤنثة لتتلاقى مع الأنابيب الطلعية لتكوين البيضة الملقحة المولدة للجنين الذي يتحول فيما بعد إلى بذرة.
    تتقرب البنية التشريحية للويلويتشيا من البنية التشريحية للأروكاريا[ر] فتقرب بذلك من عريانات البذور، بينما يعدها آخرون مغلفات بذور قديمة.
    رتبة الغنيتال: رتبة ممثلة بجنس الغنيتوم Gnetum الوحيد المنتشر في المناطق المدارية، وفيه أنواع متسلقة عدة. للغنيتوم نموذجان من الأغصان: أغصان طويلة مزودة بحراشف ورقية، وأغصان قزمية مزودة بأوراق مشابهة لأوراق النباتات ثنائيات الفلقة - النبات ثنائي المسكن - والنورات مجتمعة في سنابل بسيطة أو متفرعة تظهر في إبط الأوراق. تشكل أعراس الغنيتوم مشابه لتشكل أعراس مغلفات البذور، وتشريحه مشابه لتشريح نباتات الرتبتين السابقتين، وهو مزود بصفات متوسطة بين عريانات البذور ومغلفاتها، تؤكل ثمار أنواعه.
    أنور الخطيب

  10. #360
    الفجوات الخلوية

    الفجوة الخلوية vacuole هي حيز داخلي من السيتوبلاسما الحية يختلف حجمه بحسب عمر الخلية، يحاط بغشاء يسمى الغشاء المقوي tonoplaste.
    توجد الفجوة في الخلايا الحيوانية والخلايا النباتية، إلا أنها تتطور تطوراً هائلاً في الخلايا النباتية لدرجة تشغل معها تقريباً حجم الخلية كاملاً. وغالباً ما يُطلق على مجموع الفجوات اسم المجموع الفجوي Vacuome. ويمكن أن تتلون الفجوات انتقائياً بالملونات الحيوية مثل الأحمر المعتدل، وأزرق الكريزيل. ويمكن تمييز الفجوات في سيتوبلاسما الخلايا حتى عندما تكون هذه الفجوات فتية وصغيرة جداً.
    تكون الفجوات في الخلايا المنشئة (القسومة) cellules méristématiques، التي توجد قرب نهاية الجذور، عديدة وصغيرة جداً، وقليلة التطور، وغنية بالمواد العضوية أو المعدنية، إلا أنها فقيرة جداً بالماء. وعندما تكبر الخلايا فإنها تجمع الماء لتصل نسبته فيها إلى نحو 95%، يتوضع الجزء الأكبر منه في الفجوات. ويزداد حجم الفجوات في الخلايا الناضجة، ويتحد بعضها مع بعض لتشكل جيباً ضخماً يدفع بالنواة والسيتوبلاسما باتجاه الجدران الخلوية، وتتراجع السيتوبلاسما لتصبح على شكل قشرة رقيقة تبطن جدران الخلايا. وفي بعض الحالات تُقسَم الفجوةُ في الخلايا المتوسطة العمر بحواجز سيتوبلاسمية تصل بين الجدران الخلوية المتقابلة. وعندما تصبح الخلايا قسومة méristématiques يفقد جهازها الفجوي الماء، وتنفصل الفجوات بعضها عن بعض، ويتوقف تطورها فتأخذ بذلك مظهراً فتياً.
    العصارة الفجوية
    تحوي الفجوات سائلاً يسمى العصارة الفجوية، يختلف تركيبه عن البلاسما الخلوية. تتكون هذه العصارة من مواد متنوعة توجد بشكل محلول مائي، قد ينتمي بعضها إلى مكونات ذات منشأ خارجي تعبر الغشاء السيتوبلاسمي والسيتوبلاسما ومن ثم غشاء الفجوة، وينتمي الجزء الآخر إلى مكونات ذات منشأ داخلي تركبه السيتوبلاسما، ثم تتراكم في الفجوة بشكل مركبات مختزنة أو فضلات.
    تختزن الفجوات مركبات عضوية مهمة، كالبروتينات في الحبوب، التي تميل خلاياها إلى التخلص من مائها (ليبقى 5-10% منه)، مما يؤدي إلى تكثّف المواد البروتينية، فتتجزأ الفجوة الأولية الكبيرة، وتتشكّل حبات الألورون grains d’aleurone التي تحتوي في القرنيات Légumineuses، والنجيليَّات Graminacées على مادة بروتينية أساسية متجانسة غنية بالكبريت وحمض الفوسفور، تترافق أحياناً مع متضمنات كروية globoïdes غير بروتينية تتكون من الفيتين phytine، أو متضمنات ذات أشكال مضلعة (شبه بلورية) من طبيعة بروتينية (نبات القرع والخروع والنخيل)، أو بلورات الحُمّاضات كما في الخيميات Ombellifères. وتستعيد الخلايا، عند الإنتاش، الماء فتنحل المتضمنات الكروية والمتضمنات شبه البلورية، وتتكون فجوات صغيرة يتحد بعضها مع بعض لتظهر من جديد الفجوة النباتية الكبيرة التي تميز الخلايا النباتية. كما كُشف في الفجوات تنوع في المكونات العطرية بحسب الأنواع.
    وتتوضع في الفجوات أملاح معدنية متنوعة مثل أملاح النترات، وخاصة نترات البوتاسيوم، وأملاح الكلور (عند النباتات المحبة للأملاح halophytes والطحالب البحرية Algues marines)، وأملاح اليود (نبات الفوقس Fucus واللاميناريا Laminaires)، وأملاح البروم، والفسفات، والكبريتات.
    كما تختزن الفجوات حموضاً عدة تكون غالباً على شكل أملاح، مثل حمض الليمونacide citrique والطرطير tartrique، والتفاح malique والفومار fumarique والكهرباء succinique والحماض oxalique التي تشكّل، مع فائض الكلسيوم، بلورات مختلفة الأشكال، منها ما يكون موشورياً مائلاً أو حزماً من البلورات الإبرية (نظام معيني) أو موشورياً مستقيماً مربع الشكل، أو ثماني الوجوه، أو بشكل صفائح غالباً ما يصطف بعضها جانب بعضها الآخر. وقد تنتج هذه الأشكال المختلفة، التي يمكن الكشف عنها باستخدام المجهر الضوئي، من تغيّرات في قيمة pH الخلية.
    وتحتوي العصارة الفجوية على سكريات مثل الغلوكوز والفركتوز في فجوات خلايا الفواكه الحلوة، والسكروز في فجوات خلايا الشمندر وقصب السكر، والمالتوز في فجوات خلايا الحبوب في طور الإنتاش. ويوجد داخل الفجوة سكر الإينولين inulineالذي يظهر بشكل مادة غروانية، تكثر في الفصيلة المركبة والجُريسيات Campanulacées.
    الفجوات الحيوانية
    تحوي معظم الخلايا الحيوانية فجوة واحدة أو أكثر، يشكل بعضها فجوات غذائية. فالمتحول الحر والعديد من الحيواناتالأوالي Protozoaires الأخرى تتغذى بابتلاعها متعضيات صغيرة الحجم، أو جزيئات غذائية أخرى بعملية تسمى البلعمة. وتعد هذه الفجوات الغذائية فجوات مؤقتة في الخلايا (الشكل -1).
    الشكل (1) البلعمة في المتحول الحر

    وتحتوي العديد من الخلايا على فجوات دائمة تقوم بتنظيم محتوى الخلايا من الماء، والدعم الخلوي، وتخزين storageالمواد الغذائية أو الفضلات.
    يوجد في الحيوانات الأوالي فجوات نابضة معقدة تتألف من تجمع قنيات دقيقة وخزان مركزي وأنبوب ينفتح على سطح الغشاء السيتوبلاسمي بمسام. تعد هذه الكائنات مرتفعة التركيز بالنسبة إلى الوسط الخارجي، لذلك يدخل الماء باستمرار إلى داخل الخلية بعملية الحلول (التناضح) osmose. ويؤدي ازدياد حجم الماء داخل الخلية إلى انفجار هذا الكائن الحي لولا آلية التخلص من الماء الزائد التي تتمثل بضخ الأملاح إلى داخل الأقنية الجامعة، مما يؤدي إلى دخول الماء بعملية الحلول، ثم يفرغ الماء في الخزان المركزي. وعندما يمتلئ هذا الخزان، يتقلص فيدفع بالماء خارجاً عبر مسام الغشاء البلاسمي. وبطرح هذه الفجوات الماء الزائد تقوم بدور مفرغ ومنظم للضغط الحلولي (الشكل-2).
    الشكل (2) االفجوات النابضة في البرامسيوم


    الفجوات النباتية
    الشكل (3)
    تحتوي النباتات الناضجة على فجوة مركزية ضخمة تشغل نحو ثلاثة أرباع حجم الخلية، يحيطها غشاء هو جزء من الجهاز الغشائي الداخلي فيالخلية.
    تتكون الفجوة النباتية من اتحاد عدد كبير من فجوات صغيرة الحجم، تشتق من الشبكة البلاسمية الداخلية ومن جهاز غولجي Golgi. وتقوم هذه الفجوة المركزية بوظائف متعددة؛ فهي تمنح الأزهار ألوانها المختلفة التي تجذب الحشرات الحاملة لحبات الطلع، لاحتواء بعضها على أصبغة الأنتوسيانين anthocyaniques أو الفافونين favoniques، التي تلّون الأجزاء المختلفة من النبات (بتلات الأزهار، وأوراق الملفوف الحمراء، والفواكه) بلون بنفسجي محمر أو بنفسجي مصفر. ويمكن أن تقوم الفجوات بحماية النبات من الكائنات الضارة، باحتوائها على مواد سامة أو غير مستساغة من قبل هذه الكائنات، إضافة إلى دورها في اختزان بعض المركّبات العضوية المفيدة المذكورة أعلاه، إذ يستعمل العديد من الخلايا النباتية فجواتها مكاناً لتوضّع الفضلات الناتجة من عمليات الاستقلاب، والتي لا تستطيع الخلايا غالباً طرحها، فتشكل لو تراكمت داخلها خطورة على الخلية بسبب سميتها، ومن هذه المركبات العفص tanin، والقلوانياتalcaloïdes، والسكاكر المتغايرة hétérosides.
    ويوجد لدى الطحالب الزرق Cyanophycées وبعض الفطور والبكتريا العديد من الفجوات الصغيرة غير المرئية في الخلايا الحية، يمكن ملاحظتها فقط في الخلايا الملونة. وتكون الفجوات هنا غنية بالرنا RNA المرتبط بالفسفات على شكل كروماتين مغاير metachromatine.
    وتقوم الفجوة بدور مهم في نمو الخلايا النباتية، إذ تستطيل الخلية نتيجة امتصاص فجواتها الماء، فتصبح الخلايا أكبر حجماً. فالفجوات تمثل مخزوناً مهما للماء؛ إذ أنها تختزن نحو 95% من ماء النبات.
    كما تسمح الفجوة في الخلية النباتية بالحفاظ على توازن الضغط الحلولي مع الوسط خارج الخلية بظاهرة الحلول. فالخلايا النباتية، وبدائيات النوى، والفطريات (وبعض الحيوانات الأوالي التي يحيط جسمها جدار خلوي) تنتبج في وسط منخفض التركيز (ماء المطر) نتيجة دخول الماء بعملية النضح. فالعصارة الفجوية ذات تركيز مرتفع، تتطلب دخول الماء إلى الفجوة فتنتبج، وتدفع بالسيتوبلاسما باتجاه الجدار الخلوي فيتمدد الجدار الخلوي ويمارس ضغطاً راجعاً على الخلية، فتقاوم هذه الخليةحلول الماء من الوسط المحيط بظاهرة تسمى الانتباج turgescence. وتعد هذه الحالة في معظم الخلايا النباتية، وخاصة النباتات المنزلية، حالة صحية. وعلى العكس فإن انخفاض تركيز العصارة الفجوية مقارنة بالوسط الخارجي يؤدي إلى فقدان الماء، فتنكمش الخلية وتجذب معها السيتوبلاسما فتنفصل عن الجدار الخلوي ولا يبقى غالباً سوى بعض نقاط الاتصال وتسمى هذه الظاهرة بالبلزمة plasmolyse، حيث يعبر الماء عبر غشاء الفجوة، والسيتوبلاسما والغشاء السيتوبلاسمي وهي حالة مميتة للخلية. ويتوقف نضح الماء من الوسط الخارجي إلى داخل الخلايا النباتية عند تساوي التركيز بينهما فتذبل هذه الخلايا. كما تستطيع المواد المنحلة ذات الكتلة الجزيئية النسبية الصغيرة أن تعبر الأغشية نفسها فتدخل إلى داخل الخلية أو تخرج منها بظاهرة تسمى الديْلزة (التحال) dialyse.
    يتميز الغشاء الفجوي في النبات بنفاذية انتقائية جزئية فهو يقاوم مرور بعض المواد. تستطيع الفجوة أن تراكم بعض الشوارد حيث يحتفظ الطحلب Nitella clavana بنسب مرتفعة من شوارد الكلور والصوديوم والبوتاسيوم والمنغنيز والفسفات، وقد يصل تركيز هذه الشوارد حتى 900 مرة أعلى من تركيزها في الماء الذي تعيش فيه. لقد وجدت ظواهر مماثلة في النباتات الراقية الهوائية. إن الضغط الحلولي الطبيعي (التوازن مع محلول متساوي التركيز) في العصارة الفجوية يختلف من نوع إلى آخر، فهو يراوح بين 3 و10 ضغط جوي. وفي الحالات السوية يكون الضغط دائماً أعلى بقليل من الوسط المحيط، مما يؤدي إلى دخول الماء إلى الخلية ويحافظ عليها بحالة منتبجة قليلا. وتحافظ الخلية على هذه الحالة بأخذها الأملاح المعدنية من الوسط الخارجي، ويتطلب ذلك استهلاكاً للطاقة.
    سعاد العقلة

صفحة 36 من 146 الأولىالأولى ... 263435 3637384686136 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال