صفحة 28 من 146 الأولىالأولى ... 182627 2829303878128 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 271 إلى 280 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 28

الزوار من محركات البحث: 64847 المشاهدات : 322135 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #271
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 19
    ذوات التنفسين

    ذوات التنفسين Dipnoi (وتسمى أيضاً الأسماك الرئوية lung fishes) رتبة من صفيف لحميات الزعانف Sarcopterygii صفالأسماك العظمية Osteochthyes. تعيش في المياه العذبة، وتتميز بقحف وهيكل قليلي التعظم، وبصفائح سنية ساحقة تُمَكِّنها من التغذي بأصداف الرخويات. زعانفها الزوجية متطاولة ذات شكل فصي يدعمها محور لحمي قليل التعظم. أنفها يتصل بالخارج بفتحة خارجية، وبالجزء الأمامي من سقف التجويف الفموي بفتحة داخلية، ويغطي جسمها حراشف عظمية سميكة تميل لأن تكون دائرية الشكل تغطيها طبقة ثخينة من مادة تشبه ميناء الأسنان تسمى الصَدَفين cosmine.
    وأهم صفة تميزها وجود جهاز تنفسي رئوي يرافق جهازها الغلصمي، يتمثل بالكيس السباحي الذي يتصل بالسطح السفلي للفم بقناة تؤمن وصول الهواء إليه، تبرز على سطحه الداخلي ثنيات غنية بالشعريات الدموية تجعل منه سطحاً فعالاً في التبادل الغازي.
    الشكل (1) السلمون الأسترالي (سلمون برودنت)
    انتشرت هذه الأسماك في الديفوني من الحقب الأول[ر]، وانقرضت واقتصر وجودها في الوقت الحالي على ثلاثة أجناس لازالت حية، توضع في رتيبتين suborder هما:
    رتيبة Ceratodei التي يغطي جسمها حراشف كثيرة رقيقة، ولها كيس سباحي (رئة) مفرد، وزعانف زوجية نامية عريضة. الجنس الوحيد الباقي منها هو Neoceratodus، ويسمى أيضاً Ceratodus، وخاصة النوع N.forsteri الذي يقتصر وجوده على أنهار أستراليا، ويسمى سلمون برودنت، نسبة لانتشاره في نهر برودنت في أستراليا، ويصل طوله إلى 1.25م ووزنه إلى 10كغ (الشكل-1). والأنهار التي يعيش فيها هذا النوع بطيئة الجريان مياهها شبه ساكنة وكثيرة الأعشاب. وفي فصل الجفاف، عندما تقل المياه، يستخدم الحيوان كيسه السباحي لتأمين متطلباته من الأكسجين مستخدماً فتحته الأنفية وليس فمه. وحين تعود الظروف إلى وضعها الطبيعي يعود الحيوان إلى تنفسه الغلصمي.
    الشكل (2) السلمون الأفريقي
    (بروتوبتيروس)
    رتيبة Lepidosirenoidei التي يغطي جسمها حراشف صغيرة، ولها كيس سباحي (رئة) مزدوج، مثل باقي الفقاريات، وزعانف زوجية تكاد تكون ضامـرة. يوجـد في هـذه الرتيبة جنسان، الأول هو Lepidosiren (النوع L.paradoxa) الذي يتميز بزعانفه الزوجية الصغيرة جداً والتي تكاد لا ترى. وهو يعيش في مستنقعات الأمازون، بطيء الحركة تدفعه زعانفه الحوضية، لكن عندما يتحرك بسرعة فإن ذيله هو الذي يحركه بتثنيه يمنة ويسرة. وعندما تسوء الظروف ويجف المستنقع، حيث يعيش، يطمر الحيوان نفسه في الطين ويدخل في سبات عميق.
    والجنس الثاني في هذه الرتيبة هو Protopterus الذي يعيش في إفريقيا ويمتاز بزعانفه الزوجية الرفيعة (الشكل -2). وهو يدخل أيضاً في الفصل الجاف في سبات يمكن أن يدوم بضعة شهور. يوجد منه أربعة أنواع، واحد منها يوجد في أنـهار غربي إفريقيا (P.annectans)، والثاني في ميـاه حوض النيـل والكونغو والبحيرات الكبـرى في شرقي إفـريقيا (P.aethiopicus)، والنوع الثالث في الكونغو (P.dollei)، والنوع الرابع في شرقي إفريقيا (P.amphibius).
    أهميتها التطورية
    لذوات التنفسين أهمية خاصة من الناحية التطورية، إذ يعتقد بأنها تشكل حلقة الوصل بين الأسماك[ر] والبرمائيات[ر]. فقد تطور صفيف لحميات الزعانف وفق خطين تطوريين، أدى أحدهما إلى ذوات التنفسين التي تكيّفت أفرادها مع الحياة المائية والهوائية بآن واحد وتميزت أفرادها بهيكل ضعيف وفقرات قليلة التعظم، وأدى الخط الثاني إلى قوسيات الزعانف Crossopterygiiالتي يعتقد بأن البرمائيات اشتقت منها. والواقع أن الأسماك ذوات التنفسين ظهرت في العصر الديفوني في البرك والمستنقعات، ويعتقد بأنها انتقلت إلى البر في أواخر الديفوني عندما جفت كثير من المناطق المائية. وللتكيف مع الحياة البرية كان لابد للجهاز التنفسي من أن يتحول بحيث يستخدم الأكسجين الغازي وليس المائي. لكن ذلك لم يحدث سريعاً، فالبرمائيات الأولى التي عرفت في العصر الديفوني كانت تشبه الأسماك، وربما كانت تسلك سلوكها، وجمجمتها كانت تشبه جمجمة الأسماكقوسيات الزعانف. لكن يجب أن يُعترف بأنه يسهل اشتقاق الأطراف الرباعية للبرمائيات من الزعانف الزوجية لقوسيات الزعانف وليس من ذوات التنفسين.
    وعلى أي حال لم تبدأ الحياة البرية الحقيقية إلا بعد نحو 30 مليون سنة، عندما تميزت الصفوف الأربعة للفقاريات، وهي البرمائيات والزواحف والطيور والثدييات، وظهرت الأصابع الخمس في الأطراف.
    حسن حلمي خاروف

  2. #272
    ذوات المصراعين

    ذوات المصراعين Bivalva رخويات[ر] مائية واسعة الانتشار، تعيش في جميع البحار وفي المياه العذبة على مختلف الأعماق. يقدر عدد أنواعها بنحو 30000 نوع.
    وهي تعد من أكثر الرخويات أهمية اقتصادية، لاستخدامها غذاءً للإنسان أو للزينة مثل اللؤلؤ أو في التزيينات (الديكور)، لكن لها من جهة أخرى آثار ضارة لما تلحقه من ضرر بالمنشآت الملاحية البحرية. كما تتميز من الرخويات الأخرى بأنها تشكل جماعات ضخمة تقوم بالترشيح البيولوجي لمياه المنطقة الشاطئية.
    صفاتها العامة وبيئتها
    من أهم صفات ذوات المصراعين جسمها الرخو، وانضغاط أجسام أفرادها جانباً، لذا فهي تتميز بتناظر جانبي ثنائي. كما تتميز بتنفسها الذي يتم بزوج من الغلاصم الكبيرة الصفيحية الشكل، ومنها استمد اسمها الآخر صفيحيات الغلاصم Lamellibranchia.
    يمكن أن تصل بعض ذوات المصراعين إلى أبعاد كبيرة، وخاصة التي تصادف في المحيطين الهادئ والهندي والبحر الأحمر، مثل Tridacna gigasالذي يصل طول قوقعته إلى أكثر من متر وتبلغ كتلته اللحمية أكثر من 250كغ.
    أما من الناحية البيئية فهي متنوعة، فبعضها يطمر نفسه في التربة الطينية أو الرملية، يحفر جحره بقدمه العضلية، معتمداً في غذائه على ما يتساقط من أغذية في عمود الماء فوقه. ويتنفس الحيوان مستعيناً بالأنبوب الشهيقي والأنبوب الزفيري مثل cardium (الشكل -1).
    وهناك أنواع من ذوات المصراعين تحفر لنفسها أنفاقاً في الحجارة بإذابتها كيميائياً، وبعضها يحفر الأنفاق في الخشب، مما يسبب الضرر الكبير للزوارق وأرصفة الصيد الخشبية، الأمر الذي يمثل خطراً كبيراً على الملاحة البحرية، ومنها ما يعيش متثبتاً بوساطة خيوط تثبت byssus threads، وهي خيوط قرنية متينة تفرزها غدة في القدم، تثبت الحيوان على السطوح الخشنة والأصداف وسطوح السفن.
    يوجد العديد من أنواع ذوات المصراعين في مياهنا الشاطئية، منها Mytilus وLithophoga وBrachidonta وpinctada وOstrea (الشكل -2).
    الشكل (1) الرخوي ذو المصراعين Cardium edule الشكل (2) بعض أجناس ذوات المصراعين
    تحيط القوقعتان بجسم الحيوان بحيث تكون الأحشاء في الأعلى، وتتدلى القدم العضلية في الوسط، على جانبيها جوف يسمى الجوف الردائي تتدلى فيه الغلاصم التنفسية.
    بنية القوقعة وتشكيل اللؤلؤ
    الشكل (3)
    أ- منظر المصراع من داخله
    ب- مقطع عبر القوقعة للمحار عديم الأسنان Anodonta
    تتألف القوقعة من مصراعين يغطيان الجانبين الأيمن والأيسر من الجسم، يختلف لونهما بحسب الأنواع. ويكون المصراعان متساويين ومحدبين (قوقعة متساوية المصراعين) أو مختلفين في شكلهما (قوقعة متباينة المصراعين). ويتمفصل المصراع بالآخر ظهرياً برباط المفصلة. ويبدو في أعلى المصراع ارتفاع بسيط يسمى القمة Umbo تمثل أول ما يظهر من القوقعة حين التكاثر. وتظهر على القوقعة خطوط على شكل دوائر مركزها القمة هي خطوط النمو. وتربط المصراعين عضلات تحركهما فتحاً وانغلاقاً.
    أما بنية القوقعة فهي كما يأتي (الشكل -3):
    1- الطبقة الخارجية وتعرف باسم غلاف القوقعة periostracum الذي يتكون من مادة الصدفين chonchiolin، وهي مادة عضوية لحماية الطبقات التي تحتها.
    2- الطبقة الموشورية وتُكَوِّن الجزء الأكبر من سُمْك (ثخانة) القوقعة.
    3- الطبقة الداخلية وتدعى أم اللؤلؤ أو الطبقة اللؤلؤية، وهي عبارة عن صفائح كلسية تُكَوِّن اللؤلؤ في بعض المحاريات، مثل المحار Penctada radiataذي الانتشار الواسع وقد استوطن في مياهنا الشاطئية بعد هجرته من البحر الأحمر عبر قناة السويس إلى الحوض الشرقي للبحر المتوسط.
    ويتشكل اللؤلؤ بتسلل جسم غريب كحبة الرمل أو طفيلي إلى ما بين الصدفة والرداء، فيصبح هذا الجسم الغريب نواة تترسب حولها طبقات مركزية من اللؤلؤ لتكون حبة اللؤلؤ. ومن أفضل أنواع اللؤلؤ ما ينتجه المحار Penctada radiata. ويمكن استزراع اللؤلؤ بإدخال «البذرة» بين الصدفة والرداء، فيقوم الحيوان بإفراز الطبقات الكلسية حول البذرة التي يمكن أن يصل قطرها إلى 1مم.
    تنفس ذوات المصراعين وتغذيها
    يعتمد تصنيف هذه الحيوانات على بنية الغلاصم، التي يوجد منها في كل حيوان غلصمتان (خيشومان) توجدان على جانبي القدم، تمتد كل منهما من المنطقة الفموية إلى منطقة الأنبوبين الشهيقي والزفيري. وتأخذ كل غلصمة شكل حرف W أي إن كل غلصمة تتألف من نصفين كل واحد على شكل حرف Vأحدهما داخلي والآخر خارجي.
    ويتألف كل نصف من صفيحتين: داخلية وخارجية ملتحمتين من الناحية البطنية (السفلية) ومتباعدتين من الناحية العلوية (الظهرية)، وكأن كل نصف غلصمة عبارة عن حقيبة مفتوحة من أعلاها، وتجويفها مقسم بأعمدة عمودية مستعرضة من الأنسجة، تمتد بين كل صفيحتين متجاورتين حاصرة بينها أنابيب مائية عمودية تلتقي في الناحية الظهرية لكل غلصمة بحجرة مشتركة فوق الغلاصم.
    وتتألف كل صفيحة من عدد كبير من الخيوط الغلصمية المتجاورة الممتدة طولياً، وترتبط عرضياً بوصلات هدبية أو نسيجية حسب نوع الحيوان. ويوجد بين هذه الوصلات ثقوب تسمح بدخول الماء الشهيقي القادم من الأنبوب الشهيقي إلى الأنابيب المائية في الغلصمة ومنها إلى الحجرة فوق الغلصمية التي تؤدي إلى الخارج عن طريق الأنبوب الزفيري (انظر الشكل -1).
    يدخل الماء «الشهيقي» إلى الغلاصم، معه الأكسجين اللازم للتنفس، عبر الأنبوب الشهيقي، إضافة إلى العوالق النباتية للتغذية، حيث تُدْفَع هذه الأخيرة بوساطة أهداب الغلاصم إلى اللوامس الشفوية التي تحيط بالفم، بينما يحمل تيار الماء الخارج من الجسم نواتج الإطراح وفضلات الهضم.
    تكاثرها
    ذوات المصراعين منفصلة الجنس والمناسل كبيرة مزدوجة وتلتف بين الأمعاء، وفي بعض أنواع الأويسترِيا Oystrea يكون ثنائي المصراع في البداية ذكراً ينتج حيوانات منوية، ثم يتحول الحيوان بعد ذلك إلى أنثى تنتج خلايا بيضية. ويتم وضع المنتجات التناسلية مرتين كل موسم (مرة لكل جنس)، وفي المناطق الدافئة يزداد عدد مرات وضع الخلايا البيضية والحيوانات المنوية، وغالباً ما يتم الإخصاب خارجياً في الماء ولكن يتم في بعضها في الجوف الردائي، وقد يضع الفرد الواحد من الأويسترِيا ملايين الخلايا البيضية. ويؤدي نقف البيضة الملقحة إلى اليرقة حاملة الدولاب trochophora ثم اليرقة المبرقعة veliger larva، وتبقيان بين العوالق plankton لشهور قبل أن تتحول إلى الطور البالغ.
    علاقاتها التطورية وتصنيفها
    تعد الحلقيات كثيرات الأهداب أصلاً لشعبة الرخويات. وقد عرفت مستحاثات ذوات المصراعين منذ العصر الكامبري، وتعد الرخويات متساوية الأسنانisodontata سلفاً لكثير من الأنواع المستحاثة والفصائل الحالية، وفي الأوردفيشي ازداد عدد ذوات المصراعين وتنوعها. وفي رسوبيات العصر السيلوري يمكن العثور على نماذج كثيرة من الفصائل المحفوظة بشكل مستحاث، وقد استمرت حتى الوقت الحاضر.
    تصنف ذوات المصراعين بحسب بنية الغلاصم، إلى أربع رتب هي (الشكل -4):
    الشكل (4) مقطع عرضي في النماذج المختلفة من الرخويات ذوات المصراعين
    1- رتبة أوليات الغلاصم Protobranchia: مجموعة صغيرة من ذوات المصراعين ومن أكثر الأشكال بدائية، وأفرادها صغيرة الحجم وكذلك غلاصمها. تنتمي إليها أنواع فصيلة Nuculaidae وNucudaidae.
    2- رتبة خيطيات الغلاصم Filibranchia: ثنائيات مصراع لها زوج من الغلاصم الصفيحية التي تتألف من خيوط لا يتصل بعضها ببعض لكنها تترتب بشكل الصفيحة على شكل حرف V. وهي تضم فصائل عديدة، منها الميتيليدات Mytilidae والمشطيات Pectinidae.
    3- رتبة صفائحيات الغلاصم Eulemellibranchia: ثنائيات مصراع تتألف غلاصمها من خيوط يتشابك بعضها مع بعض على شكل صفائح مزدوجة متشابكة. منها الفصائل: القلبيات Cardiidae والفينيريدات Venerida والدوناسيدات Donacidae.
    4- رتبة حاجزية الغلاصم Septibranchia: تنتمي إليها ذوات المصراعين البحرية التي تعيش في المياه العميقة وغلاصمها ضامرة وتجويفها الردائي مقسم إلى قسمين بحاجز عضلي عرضاني ذي فتحات، ويتم التبادل الغازي في الجزء العلوي من التجويف الردائي. وهي ممثلة بأنواع فصيلة الكوبسيدارياتCuspidaridae.
    فايز صقر

  3. #273
    الربيعيات

    الربيعيات Primulales رتبة من النباتات ملتحمات البتلات ثنائيات الفلقة Dicotyledoneae، من شعبة البذريات Spermatophyta، تضم ثلاث فصائل: التيوفراستية Theophrastaceae، منسوبة إلى تيوفراستوس عالم النبات الإغريقي، فصيلة صغيرة ممثلة بثلاثة أجناس متخشبة أمريكية استوائية، والميرنيثية Myrsinaceae ممثلة أيضاً بثلاثة أجناس متخشبة مدارية، والربيعية Primulaceae التي تعد أهم فصائل الرتبة، تضم قرابة 20 جنساً موزعة على 1000 من الأنواع العشبية المنتشرة في المناطق المعتدلة في نصف الكرة الشمالي وخاصة في هيمالايا، ممثلة في شرق المتوسط بسبعة أجناس موزعة على اثني عشر نوعاً. الأزهار تامة شعاعية التناظر. التويج جريسي والمبيض علوي محوري المشيمة. الجذور مميزة الرائحة بسبب مركباتها الغليكوزيدية. أبرز أنواعها:
    الليزيماكيا المبتذلة Lysimachia vulgari: تسمية الجنس منسوبة إلى العالم النباتي ليزيماكوس. نبات تزييني طبي معمّر، منابته الأراضي الرطبة الموحلة، يصل طول ساقه إلى 150سم. الأوراق كبيرة، بيضوية متطاولة، تتوضع كل 4-3 أوراق على كل عقدة. الأزهار جميلة صفراء. من أسمائه المتداولة عود الريح، قصب ذهبي، سراج القطرب. يضم مركبات كيميائية عفصية، وغليكوزيدات، وصابونين، إنزيم Primeverase، وفيتامين C، وسكريات. يستعمل النبات اليوم استعمالاً واسعاً في الصباغة، حيث يستخرج من جذوره صباغ بني جميل، كما يستخرج من أوراقه وأزهاره صباغ أصفر للصوف. وهو كالبابونج إذا ما نقع بالماء الساخن ودهن به الشعر فتح لونه، ويستعمل أيضاً لتخفيف أثر الكدمات.
    الليزيماكيا النقدية Lysimachia nummularia: التي تشبه أوراقها القطع النقدية، السوق زاحفة، الأزهار صفراء ذهبية، مفردة قصيرة الشمراخ الذي لا يتجاوز طوله 5سم. يعد من النباتات الطبية لمكوناته الكيميائية الآتية: مركبات عفصية، لبن نباتي، صابونين، إنزيم البريميفيراز Primeverase، أملاح معدنية وخاصة السيليسيوم والبوتاسيوم. يستعمل النبات كاملاً، بعد تجفيفه في الظل، ينثر مسحوق النبات على الخراف لحمايتها من السل الرئوي، كما ويعطي في الطب النباتي نتائج مذهلة في علاج النقرس وداء المفاصل (الروماتيزم). يتمتّع النوعان بالخواص القابضة، اللائمة للجروح، القابلة للاستعمال الخارجي والداخلي.
    الليزيماكيا الملتبسة Lysimachia dubia: نبات طبي منتشر في الساحل السوري وحوران.
    الشكل (1) دويك الجبل
    الحلقي Cyclamen: جنس منتشر في حوض المتوسط والجبال الأوربية، يضم قرابة 20 نوعاً، من أسمائه الشعبية المتداولة السورية واللبنانية: دويك الجبل (الشكل -1)، خبز الخنازير سمي كذلك لولع الخنزير بأكل جذوره، بخور مريم. أزهاره زاهية الألوان الشائعة عامياً بلون السيكلامن الواقع بين اللون البنفسجي الفاتح والزهري، القاتم القاعدة الفاتح النهاية. البتلات شريطية مرتدة نحو الخلف، طولها يتجاوز 5-6 مرات طول الأنبوب البتلى، الساق درنة سامة، تحوي مركبات صابونينية وغليكوزيدات أهمها السيكلامين الذي يسبب اضطرابات للكلى والمعدة في حال تناوله حتى ولو كان مطبوخاً وبكمية قليلة مثلاً 8غ من الدرنة، تزهر أنواعه في الخريف والربيع، وأشهرها السورية اللبنانية: الحلقي الفارسي C.persicum والحلقي اللبناني C.libanotium والحلقي المستديرC.orbiculatum التي تضم مواد فعالة قابضة مستخدمة في معالجة الروماتيزم والصداع وتضخم الغدة الدرقية.
    الأندروساكي Androsace: تسمية الجنس مستمدة من تركيب مزجي معناه عقار الرجولة، جنس نباتات عشبية برية وزراعية، أزهارها زرقاء أو بيضاء، أو حمراء داكنة. تضم أنواعاً طبية يستخرج من عصارة درناتها عقاقير مختلفة مدرة للبول، أشهر أنواعه السورية اللبنانية: الأندروساكي الوبري A.villosa والأندروساكي الأكبر A.maxima والأندروساكي عديد السقابA.multiscapa.
    السامولس Samolus: جنس يضم قرابة 11 نوعاً، واحدٌ منها عالمي الانتشار هو السامولوس الفاليراندي S.valerandiالذي ينبت في الترب الرطبة الملحية، والأنواع الباقية منتشرة في أمريكا الشمالية وفي نصف الكرة الجنوبي.
    الشكل (2) الأناغليس الحقلي
    الأناغاليس Anagalis: ومعناه الضاحك، من أسمائه العامية المتداولة: الزغليل، عين القط، يضم قرابة 30 نوعاً أغلبها عالمية الانتشار، بذورها سامة للطيور، أبرز الأنواع المنتشرة في الوطن العربى الأناغليس الحقلي A.arvensis (الشكل -2)، ضرب الحقليvar.arvensis برتقالي الأزهار والضرب السماوي var.caerulea أزرق الأزهار. الثمرة علبة كروية دائرية شق التفتح، عديدة البذور السوداء. يعد الأناغليس الحقلي من الأعشاب الضارة والسامة لاحتواء جذوره سكراً غير متجانس صابوني يدعى السيكلامين cyclamine، كما تحوي أجزاؤه الخضراء زيوتاً طيارة، وصابونينات تسبب التهابات جلدية عند الإنسان. يمكن الاستفادة من متضمنات العناصر الفعالة في النبات واستخلاصها صيدلانياً كمدرّة للبول، ومفرزة للصفراء، ومعرِّقة ومقشِّعة وتفيد في علاج الروماتيزم، كما يستخدم المستحضر لإزالة ثآليل الجلد، أما البذور فهي مادة فعالة مضادة للسع الأفاعي. يستعمل النبات في الهند لتخدير الأسماك.
    الشكل (3) زهرة الربيع المرجية
    البكوري Primula: تسمية الجنس مستمدة من ترجمة التسمية اللاتينية، وقد سمي كذلك لإبكار إزهاره في مطلع الربيع، وهذا ما دعا إلى تسميته بالربيع والربيعية وزهرة الربيع (الشكل -3). يضم الجنس قرابة 600 نوع، منابتها المناطق الجبلية والسهوبية الرطبة الباردة من النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وهي عادة أعشاب معمرة نادراً ما تكون حولية أو محولة. أبرز الأنواع:
    البكوري العادي P.vulgaris: من أسمائه المرادفة البكوري اللاساقي P.acaulis، يزهر في مطلع الربيع، منابته الممرات المشمسة في الجبال السورية اللبنانية التركية الأوربية والشمالية الإفريقية حتى ارتفاع 2000 متر، كما يزرع نباتاً طبياً في روسيا والبلقان. يحوي الجزء المطمور من النبات على صابونينات ثلاثية التربين حتى 10% وهذا ما يجعل مستحضرات النبات قليلة السمية، ويحوي زيتاً طياراً وغليكوزيدات. أما الأوراق فتحتوي، إضافة الى الصابونينات، على فيتامين C بنسبة 590ملغ% من الوزن الجاف إضافة إلى كاروتينات وصابونين وفلافونوئيدات. مستحضرات البكوري الحق P.vera تفيد في تسكين الألم ومضادة للتشنج. كما يمكن استعماله مادة مقشعة، والمغلي منها يعطى لمعالجة نقص فيتامين C وفي بعض حالات فقر الدم، وضعف البصر، ومعالجة البواسير وأيضاً في حالات نقص فيتامين A، تستعمل الجذور المنقوعة أو المغلية خارجياً في تحضير ضمادات لمعالجة الكدمات.

    جورجيت بابوجان

  4. #274
    رجل الذئب (شعبة -)

    شعبة رجل الذئب أو الذئبيات النباتية Lycophyta نباتات وعائية، غير بذرية، يسود فيها النبات البوغي على العرسي، الساقثنائية التفرع، الجذور حقيقية، معاليق الأوراق عريضة ورقية Phylloid تسهم في وظيفة التركيب الضوئي. الأوراق ساقية على شكل زوائد في كل منها حزمة ناقلة واحدة، النوافذ الورقية منعدمة. أكياس الأبواغ منفردة في قواعد الأوراق البوغية الخصبة التي غالبا ما تتجمع في مخاريط، الأبواغ إما متماثلة آو غير متماثلة، النباتات العرسية إما كبيرة مرئية بالعين أو صغيرة مجهرية، النطاف إما عديدة الأهداب أو ثنائية السياط.
    تضم شعبة رجل الذئب عددا من الأجناس المستحاثة وأربعة فقط من الأجناس المعاصرة تصنف في أربع رتب.
    رتبة رجل الذئب
    نباتاتها متماثلة الأبواغ. أوراقها الترابية عديمة اللسينات Ligule. سوقها ابتدائية البنية. نباتاتها العرسية بدينة متعايشة مع الفطريات، معمرة من 2-16 سنة، تضم جنسين معاصرين فقط : رجل الذئب Lycopodium (الشكل -1)، ولساني الورقPylloglossum، اللذان يمثلان الأنماط العشبية المستمدة من أصول شجرية سادت في الأحقاب الجيولوجية القديمة.
    الشكل (1) حلقة حياة جنس ليكوبوديوم متماثل الأبواغ

    رتبة السيلاجينات
    نباتاتها متباينة الأبواغ، أوراقها البوغية والإعاشية لسينية، سوقها ابتدائية البنية، أوراقها متماثلة أو متباينة، جذورها عَرَضية فقط، نباتاتها العرسية الذكرية بالغة الضمور متشكلة داخل بوغة صغيرة، وكذلك نباتاتها العرسية المؤنثة متشكلة داخل البوغة الكبيرة. تتمثل بجنس معاصر واحد استوائي هو السيلاجينلا Selaginella (الشكل -2). تملك بعض أنواع السيلاجينلا سوقا زاحفة تكسو الأرض بكثافة ويصل طولها إلى 10سم وقد تتجاوز 2-3م في بعض الأنواع الاستوائية، كما يصل طول بعض الأنواع العرائشية إلى 20م.
    الشكل (2) حلقة حياة جنس السيلاجينلا متباين الأبواغ

    رتبة الإيزويتات
    نباتات مائية أو برمائية، تعيش في أحواض المياه العذبة النقية أو في المياه الضحلة، وهي أعشاب معمرة، متباينة الأبواغ، تتوضع أكياسها البوغية المنفردة في تجويف في قاعدة الورقة الخصبة، تعلوها لسينة ويغطيها الحجاب velm. السوق درنية قصيرة ثنائية إلى ثلاثية الفصوص، متمايزة البنية الثانوية، في أسفلها جذور رفيعة طويلة متفرعة، وفي أعلاها أوراق طويلة مخرزية الشكل، الخارجية منها عقيمة والداخلية خصبة. والأبواغ ثنائية الشكل: أبواغ كبيرة محيطيه (في الكيس الواحد 160-240 بوغة كبيرة)، وأبواغ صغيرة مركزية (في الكيس الواحد نحو مليون بوغة صغيرة). يشكل كامل النبات مخروطاً بوغياً واحداً، إضافة إلى قيامه بعملية التركيب الضوئي. تضم هذه الرتبة جنساً معاصراً واحداً هو إيزويتس Isoetes، وقد وصف مؤخراً جنس جديد هو ستيليتس Stylites. تتشابه مراحل التكاثر الجنسي عند كل من الإيزويتس والسيلاجينلا ما عدا أن نطفة السيلاجينلا بسوطين بينما هي مهدبة في الإيزويتس، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الأبواغ في أكياس الإيزويتس الكبيرة والصغيرة.
    رتبة ليبيدودندرال
    نباتات مستحاثة شجرية، انتشرت في الديفوني وربما في السيلوري أي منذ أكثر من 430 مليون سنة. أشهر أجناسها الشجري الحرشفي Lepidodendron الذي وصل قطره إلى 2م نتيجة لنشاط البنية الثانوية، وجذعه إلى 30م، يحمل في أعلاه إكليلاً من الأغصان الثنائية التفرع والمخاريط البوغية المتباينة الأبواغ.
    أهمية رجل الذئب
    ترد أهمية نباتات رجل الذئب إلى تكوينها فحوماً حجرية شجرية سادت في الحقب الكربوني تعكس ملامح النباتات الراقية المعاصرة.
    كما تستخدم أبواغها الصفراء الدهنية الملمس بكميات كبيرة في المستحضرات الصيدلانية وخاصة في إعداد بعض نماذج المساحيق والبودرة الخاصة بالأطفال والتي تستعمل أيضاً في عمليات التعدين metallurgy وسكب المعادن لما تحويه أبواغها من مواد زيتية. وتستخرج من بعض أنواع رجل الذئب أصبغة صفراء أو خضراء مستخدمة في صباغة الصوف.
    غسان عياش

  5. #275
    الرحم في النبات

    الرحم archegonium (من اليونانية arche = بداية، gone = إنسال) هو عضو التكاثر المؤنث في النباتات البريوية والتريدية وبعض عريانات البذور مثل السيكاسيات والصنوبريات، التي تشكل بمجموعها ما يعرف باسم النباتات الرحمية archegoniatae. الرحم النموذجي قاروري الشكل، يتكون من رقبة ضيقة ذات طبقة خلوية واحدة أو أكثر، وبطن عريض تتوضع بداخلة البيضةegg تعلوها خلية قنوية بطنية، تليها بضع خلايا قنوية رقبية (الشكل -1). ومع نضج الرحم تضمحل جميع الخلايا القنوية لتشكل سائلا يعمل على جذب النطاف كيميائيا وتسهيل حركتها إلى البيضة الموجودة في بطن الرحم. إن بنية الرحم المحاط بغلافه الخلوي العقيم والذي يحمي البيضة من عوامل الوسط الخارجي، تميزه عن بنية العضو التكاثري المؤنث في كل منالطحالب والفطريات.
    الأرحام في النباتات البريوية[ر] Bryophyta
    يختلف توضع الأرحام في البريويات المشرية من جنس لآخر: فقد تبدو الأرحام معلقة البطون مدلاة الرقاب في أسفل قرص حامل الأرحام Archegoniophore، مثبت بدوره على سطح المشرة العرسية أحادية الجنس. وقد تتوضع بطون الأرحام ضمن كؤيسات محمولة على سطح مشرة أحادية الجنس وتبرز رقابها على سطح الكؤيس. أما في النباتات البريوية الفارعية الراقية فتتوضع مجموعات الأرحام في قمة الساق أو على قمم الفروع الجانبية. يتكون الرحم المغمور في المشرة من بطن يحوي البيضة، وخلايا قنوية بيضية ورقبية من دون أي غلاف يحيط بها، وتغلق فوهة الرحم بخلية غطائية عائدة للمشرة العرسية تزول مع النضج. يحمل رحم النباتات البريوية الراقية رقبة طويلة تضم من 10-30 خلية قنوية (الشكل -2). أما النبات البوغي المتشكل حديثا فيحمل عليبة صغيرة مرتفعة فوق سويقة طويلة، وقد غطيت ببقايا الجزء السفلي العريض المتمزق من الرحم، والذي يسمى البرقع Calyptra.
    الشكل (1) البنية النظرية للرحم الشكل (2) يوشح رحماً واحداً من أرحامالبريويات الفارغية

    الأرحام في النباتات التريدية[ر] Pteridophyta
    تتوضع الأرحام في هذه الزمرة وفقا لثلاثة نماذج:
    النموذج الأول: تبدو فيه الأرحام مغمورة البطون في نسج مشرات كبيرة الحجم، خنثوية، تتشكل من إنتاش أبواغ متماثلة، تنمو تحت الأرض كليا أو جزئيا متعايشة مع الفطريات.
    النموذج الثاني: تتوضع فيه الأرحام داخل أبواغ في داخلها مشرات صغيرة مرجعة أحادية الجنس : المذكرة منها تتشكل داخل البوغة الصغيرة microspore، والمؤنثة تتشكل داخل البوغة الكبيرة megaspore، حيث تحمل رحما واحدا أو عدة أرحام.
    النموذج الثالث (الشكل -3): تتشكل فيه الأرحام، في أجناس السراخس الراقية من رتبة بتيريدال Pteridales على المشرة العروسية الخضراء قلبية المظهر، ذاتية التغذية، خنثوية، وذلك بوقت متأخر يكون عادة بعدما تكون المناطف المتوضعة على المشرة ذاتها قد تفتحت. ينغمر بطن كل رحم في خلايا المشرة، بينما تبرز رقبته بخلاياها الأربع فقط فوق سطحها لتتلقى النطاف بالتصالب من مشرات أخرى.
    الشكل (3) مقطع في مشرة عرسية في السرخس
    الخنشار: الرحم مغمور البطن ظاهر الرقبة

    الأرحام في عريانات البذور[ر] Gymnospermatophyta
    تبدأ قصة تشكل المشرة العرسية المؤنثة في هذه الزمرة مع ظهور الأعداد الكبيرة من النوى الحرة أحادية الصيغة الصبغية (من 1000-2000 نواة)، حيث تتوضع من دون حواجز حول فجوة مركزية ضمن البويضة ovul. وبعد ظهور الحواجز بين النوى تتشكل المشرة المؤنثة (الإيندوسبرم مع الأرحام التي تتوضع في الجزء العلوي)، ويرى بعضهم أن الوضع النهائي للمشرة يشبه مشرة السراخس الراقية قلبية المظهر. يتفاوت عدد الأرحام عادة من 1-8 في معظم بويضات عريانات البذور، وقد يصل هذا العدد الى 200 رحم في أجناس الفصيلة السروية وغيرها، حيث تبدو متراصة أو متباعدة لتشكل «معقد» الأرحام، التي تتلقى الأغذية من الإيندوسبرم عبر ثقوب عدة تتوضع على الجدران الخلوية لهذه الأرحام. ومع ذلك تقتصر أجناس الصنوبريات على رحمين فقط في بويضاته.
    تبدو بنية الرحم في الصنوبريات مبسطة جدا مقارنة مع التريديات. وهكذا تتراجع خلايا الرقبة الى عدد يراوح من 2-16 خلية فقط، ويتوضع في بطن الرحم بيضة نامية وخلايا قنوية قليلة التطور وسريعة التفكك.
    الأرحام في مغلفات البذور[ر]
    لا تنتمي هذه الزمرة الكبيرة إلى النباتات الرحمية لعدم احتواء أجناسها على الأرحام. وهكذا يستبدل الرحم في بويضة المغلفات بكيس جنيني Embryo sac ثماني النوى، إحداها تشكل البيضة التي تعطي الجنين بعد اللقاح.
    ونلاحظ خاصية انعدام الأرحام أيضا في جنسين من عريانات البذور، ويعد جنس غنيتوم Gnetum صلة الوصل بينعريانات البذور ومغلفاتها. وهكذا تتعدد النوى في المشرة العروسية المؤنثة (الإيندوسبرم) داخل بويضة هذا الجنس لتزيد على الثمان من دون أن يلاحظ أي مظهر رحمي فيها، وتمثل هذه الظاهرة إرجاعا كبيرا للعضو التكاثري المؤنث أما الالقاح فيحصل لإحدى هذه النوى لإعطاء الجنين.
    غسان عياش

  6. #276
    الرخويات

    الرخويات Mollusca شعبة من اللافقاريات، تضم عدداً كبيراً من الأنواع والأفراد. تمتاز بجسمها الرخو، الذي يحتوي على ما يزيد على 95% من وزن جسمها ماء. تحيط بأجسام بعض أنواعها صدفة قاسية، تحوي نسبة كبيرة من الكالسيوم، وتختفي الصدفة عند بعضها، كما في الأخطبوط والبزاق، وقد تكون ضامرة إلى حد كبير، كما في الحبار.
    تقسم شعبة الرخويات إلى عدد من الصفوف أهمها ثلاثة، هي (1) بطنيات القدم[ر] Gastropoda مثل الحلزون الذي تتألف صدفته من قطعة واحدة حلزونية الشكل يعيش الحيوان ضمنها، و(2) ذوات المصراعين[ر] Bivalva التي تضم المحار وبلح البحر[ر] التي تتألف صدفتها من صفيحتين متمفصلتين، و(3) رأسيات الأرجل[ر] Cephalopoda وهي أكثر الرخويات نشاطاً وذكاء مثل الحبار والأخطبوط (الشكل -1).
    (أ) ذوات المصراعين (ب) بطنيات القدم (جـ) رأسيات الأرجل
    النماذج الرئيسة للرخويات

    وعلى الرغم من اختلاف الرخويات من حيث الحجم والشكل، إلا أنها تمتاز بصفات أساسية مشتركة. فجسمها مؤلف من ثلاث مناطق متميزة، هي الرأس القدمية التي تحمل الأعضاء الحسية والحركية بآن واحد، والكتلة الحشوية التي تحوي أجهزة الهضم والإطراح والتكاثر، والمعطف mantle الذي ينتشر حول الكتلة الحشوية ويغطيها، وهو الذي يفرز الصدفة. ويتكون بين المعطف والكتلة الحشوية فراغ يضم الغلاصم (الخياشيم)، حيث تطرح أجهزة الهضم والإطراح والتكاثر مفرغاتها فيه.
    وما يميز الرخويات عن غيرها من الشعب الحيوانية المِبْشَرَة radula، وهي صفيحة غضروفية تشبه اللسان، تحمل أسناناً يستعملها الحيوان في بَشْـرِ الطحالب وحفر الثقوب في أصداف الرخويات الأخرى أو القشريات الصدفية. وهي توجد في كل الرخويات ماعدا ذوات المصراعينالتي يوجد في بداية أنبوبها الهضمي، بديلاً عن ذلك، ما يسمى بالقلم المحوري axostyle الذي يمثل بلورات من الأنزيمات الهاضمة الفموية.
    جهاز الدوران لدى الرخويات مفتوح ويضم قلباً ذا حجرات، ودمها يحتوي على صباغ الهيموسيانين، والجهاز العصبي لبطنيات القدم وذوات المصراعين بسيط التركيب، أما جهاز رأسيات الأرجل فهو أكثر تعقيداً، والأخطبوط بشكل خاص، له جهاز عصبي يحتوي على دماغ وشفع من العيون تضاهي عيون الفقاريات وتشبهها بنية ووظيفة.
    لا يوجد في السجلات المستحاثة ما يشير إلى الرخوي الأول، لكن عندما بدأت المستحاثات بالظهور في صخور الحقب الأول ظهرت صفوف الرخويات المختلفة. ومع ذلك يبقى أصلها غامضاً إلى حد ما، وإن كان يعتقد بأن هذا الأصل قد يكون من الديدان المنبسطة التي تشبه الرخويات من حيث تسطح قدمها السفلي المنبسطة، لكن التقسم الحلزوني في جنينها واليرقة حاملة الدولاب trochophore larva، يحملان على الاعتقاد أن أصلها ربما كان من الحلقيات وليس الديدان المنبسطة.
    حسن حلمي خاروف

  7. #277
    الرعاشات

    الشكل (1)
    الرعاشات Odonata رتبة من الحشرات الكبيرة نسبياً، ذات ألوان زاهية. ظهرت على سطح الأرض منذ نحو 250 مليون سنة. أجسامها متطاولة، تراوح أبعادها بين 2-13سم، أما الأنواع المستحاثة فقد وصل طـول أجنحة بعضها لدى امتدادها إلى 65سم. وهي تكثر في فصلي الربيع والصيف حيث تشاهد قرب المستنقعات أو مجاري المياه والينابيع. وتقف عادة على الحشائش والنباتات المائية، وتمتاز بقوة الطيران وسرعته.
    أجزاء فمها قارضة، وعلى رأسها عينان مركّبتان جانبيتان تحتلان معظم الرأس، وتبدو كل منهما، لدى الكثير من الأنواع، على شكل نصف كرة، مما يسمح بالرؤية بزاوية قدرها 360 ْ، وثلاث عيون بسيطة تقع في مقدمته. قرون استشـعارها صغيرة وشـعرية (الشكل -1).
    الصدر مؤلف من ثلاث حلقات: الأولى منها صغيرة ومتحركة، والحلقتان التاليتان متحدتان وتؤلفان قطعة واحدة كبيرة، يرتكز عليها شفعان من الأجنحة المستطيلة الشكل تقريباً، غشائية المظهر كثيرة العروق. ويشتمل الجناح الواحد عادة على بقعة غامقة تختلف لوناً وشكلاً من نوع لآخر، تدعى السِّمة الجناحية pterostigma. صدرها مزوّد بعضلات قوية تتصل اتصالاً مباشراً بقواعد الأجنحة، مما يجعل طيران الحشرة ذا كفاءة عالية، تزداد بسبب تزامن حركة زوجي الأجنحة في الحركة أيضاً.
    أرجلها طويلة لا تصلح للانتقال، إلا أنها مسلّحة بأشواك على الساق والفخذ، وتنتهي بمخالب تساعد على اقتناص الفرائس.
    الشكل (2) الرعاشات في وضع الاقتران
    وثمة فوارق لونية واضحة بين الجنسين، فلون الأنثى، لدى الكثير من الأنواع، أدكن من لون الذكر. ولدى الذكر فتحة تقع على الصفيحتين السفليتين (القصِّيتين) الثانية والثالثة من البطن، تؤدي إلى تجويف يختزن فيه السائل المنوي الذي ينقله الذكر قبل عملية الإلقاح من الفتحة التناسلية الموجودة في مؤخرة البطن وذلك بثني البطن وإدخال مؤخرتها في هذا التجويف. ويشتمل هذا التجويف على عضو خاص هو بمثابة القضيب في الذكر. أما القرنان الشرجيان في الذكر فقد استحالا إلى قابضين يقبض بهما الذكر على الأنثى من رأسها أو من صدرها الأمامي أثناء عملية الإلقاح، وعندها تلوي الأنثى بطنها بحيث تلامس فتحتها التناسلية القضيب (الشكل -2).
    ويتم الاقتران في أثناء الطيران، حيث يشاهد الزوجان المقترنان يطيران معاً في أثناء عملية الإلقاح التي تستغرق بعض الوقت. أما الأنثى فتشتمل نهاية بطنها على جهاز لوضع البيض، وهو قصير وثلاثي المصاريع. تضع الأنثى بيوضها قرب الماء، أو على سطحه، أو في داخله، وقد تُسقِط بيوضها على سطح الماء لدى طيرانها المنخفض فوقه، وتضع أنثى بعض الأنواع بيوضها داخل النباتات المائية، وخاصة بوساطة آلة وضع البيض المطورة لهذا الغرض. ويبقى الذكرعادة قريباً من الأنثى في أثناء وضع البيض، وذلك من أجل الحراسة والحيلولة دون اقتراب الذكور الأخرى منها، لأن كلا الجنسين مزواج. ويتم الإلقاح عند البلوغ أكثر من مرة وفي أي وقت، وحتى حين وضع الأنثى بيوضها إذا ما لمس أحد الذكور ضعفاً في عملية الحراسة، إذ يقوم آنذاك بإغوائها فتطير معه بشكل ترادفي ليقوم هو الآخر بتلقيحها.
    تفقس البيوض في 1-3 أسابيع، وقد يقضي بعضها فصل الشتاء ليفقس في الربيع. وتفقس البيوض عن حوريات تعيش في قاع الماء أو في الطين أو بين النباتات المائية، التي تتغذى بالمتعضيات الصغيرة التي تعيش في الماء كبراغيث الماء وسواها من القشريات والحشرات. وقد يكون بعض الفرائس كبيراً كشراغيف الضفادع والأسماك الصغيرة. ومن عادة الحورية أن تتربص بفريستها سواء كانت على النباتات المائية أو في الماء أو في الوحل لتنقض عليها وتلتهمها.
    تتنفس الحوريات بالغلاصم التي تبدو، لدى بعض الأنواع، على شكل ثلاث وريقات شجرية في نهاية البطن أشبه بزعانف ذيول السمك، أو بوساطة غلاصم قصبية موجودة في الجدار الداخلي للمستقيم، ويتم حينها التنفس بدخول الماء عبر المنطقة الشرجية ونفثه منها. وحين تكون الحورية في عجلة من أمرها فإنها تنفث الماء من شرجها بسرعة عبر الشرج، مما يساعدها على الحركة الأمامية وفق المبدأ النفاث.
    وتنسلخ الحورية عدة انسلاخات قبل أن تصل إلى طور الحشرة الكاملة، لدى بعض الأنواع، نحو 10-15 مرة، ويكون جسمها آنذاك طرياً والألوان لم تأخذ سمتها النهائية بعد، كما أن طيرانها ضعيف. ويستغرق الأمر عدة أيام حتى تأخذ شكلها الحشري النهائي. وتختلف مدة الجيل الكامل من بضعة أشهر إلى عدة أعوام أحياناً.
    والرعاشات متنوعة، بعضها صغير وبعضها الآخر كبير. وهي تعد من الحشرات النافعة، فهي مفترسة تلتهم الحشراتالأخرى من مختلف الأنواع مما تعثر عليه أو تلتقطه في أثناء الطيران، ولهذا الأمر أهميته في حفظ التوازن البيئي، فهي تمثل واحدة من حلقات الشبكة الغذائية في الطبيعة.
    عبد الرحمن مراد

  8. #278
    الرمية

    الرمية saprophytism هي أحد أنماط التغذية في الكائنات الحية المستمدة أقواتها من فضلات الكائنات الأخرى أو جثثها الميتة أو العفنة.
    فالرمية تقابل من ناحية أولى بالطفيلية التي تتغذى كائناتها على حساب كائنات أخرى منتزعةً منها موادها الهضمية المعدة لاستعمالها الخاص كما هي الحال في تطفل الكشوث Cuscuta على الفصفصاء في نموذج أول، أو مستعملةً مادتها الحية ذاتها كما هي الحال في تطفل بعض الجراثيم والفيروسات التي تعيش داخل الخلايا الحية في نموذج آخر. وتقابل الرمية من ناحية ثانية بذاتية التغذية autotrophism التي تتغذى بها النباتات الخضراء أو بعض الجراثيم معتمدة فقط في إنتاج مكوناتها العضوية انطلاقاً من مواد معدنية.
    تحتاج الرميات إلى أجسام عضوية مسبقة التركيب، أي صنعت من قبل غيرها ولكنها قادرة على هضمها وتغيير تركيبها.
    فكثير من الفطريات[ر] رميات: وفي طليعتها فطريات المراقد التي تستعمل في الظلمة روث الحصان، وفطريات العفن التي تعيش على الأوراق الميتة. وأعداد كبيرة من جراثيم التربة رمية الحياة. وتعد الحياة الرمية من الأمور النادرة في النباتات الراقية كما في جنس المونوتروبا Monotropa من الفصيلة البيرولاسية، والكوتيلانتوس Cotylanthus من الفصيلة الجانسيناسية، والليموداندرون Limodendron من الفصيلة السحلبية التي تحاط جذورها بخيوط فطرية قادرة على استعمال المواد الدُّبالية. وهناك مئات من الفطريات المسماة بالفطريات الجذرية Mycorhiza التي تمكّن النباتات الظاهرات الإلقاح من الحياة الرمية الجزئية.
    تبرز الحياة الرمية في الكائنات عديمات اليخضور التي تستمد الكائنات طاقتها من تفكيك النسج الميتة لتستعملها في النمو والتكاثر مستفيدة من أكسدة المركبات السكرية وطرح غاز ثاني أوكسيد الكربون والماء، وتفكيك المركبات البروتينية والدهنية والسلولوزية والخشبية. ويناط بالرميات عمليات تخصيب التربة وجعلها مفيدة لحياة النبات. فهي تقوم بتفكيك المواد العضوية الترابية كالبروتينات والحموض الأمينية والبولة وغيرها مما يوجد في التربة وينطلق من هذا التفكيك طاقة وغازات مثل غاز ثاني أوكسيد الكربون CO2 وغاز النشادر NH3 وغاز كبريت الهدروجين SH2 وغيرها. وبهذا فإن غاز CO2 الذي ينتشر في الجو يحافظ على نسبته (0.03) لتعويض ما تستهلكه النباتات الخضراء الراقية في تغذيتها وتكاثرها ومن ثم ليتغذى بها الإنسان والحيوان تغذية غيرية.
    وتتولى كل مجموعة من الأحياء الدقيقة المذكورة دوراً ريادياً مثالياً ومنتظماً لتحقيق ذاتها في النمو والتكاثر من جهة، ومن جهة أخرى لتحقيق دور بيولوجي هام في المحافظة على السلاسل الغذائية في الطبيعة وتحقيق دورات العناصر الأساسية في الطبيعة كالكربون C والآزوت N والحديد Fe والفوسفور P والكبريت S، وبالتالي استمرارية الحياة في ثخانة التربة وعلى سطحها وفي الوسط الحيوي المحيط بالأرض.
    وفاء بغدادي

  9. #279
    الرَّنكة

    الرنكة (أو الرنغة) كلمة مشتقة من الإسبانية «الهرنغ Herring»، أو السردين نسبة إلى سردينيا، وهي أسماك من فصيلة الصابوغيات Clupeidae، رتبة صابوغيات الشكل Clupeiforme، صف الأسماك العظمية Osteichthyes. جسمها مغزلي الشكل مضغوط من الجانبين، وحراشفها دائرية تغطي كامل الجسم عدا الرأس. الخط الجانبي مكون من 2-5 حراشف مثقوبة متوضعة خلف الرأس. الفم نهائي إلى شبه علوي، معتدل الحجم، قد يحوي أسناناً تمكّن أسماك الرنكة من التغذي بكفاءة عالية بالعوالق المائية المختلفة. لونها أزرق مخضر في النصف العلوي من الجسم وفضي في النصف السفلي منه، وهذا ما يخفي السمكة عن أعين مفترساتها بسبب التمازج اللوني النسبي، سواء مع قاع البحر العاتم أو مع طبقة سطح الماء ذات اللون الفاتح. حجمها معتدل طول الواحدة منها عادة 20-25سم.

    انتشار الرنكة وتوزعها
    تنتشر أسماك الرنكة في المياه المالحة وتصادف أحياناً في المياه نصف المالحة. تنتشر الرنكة الأطلسية Clupea harengusبصورة رئيسية في الجزء الشمالي والشرقي من المحيط الأطلسي حتى بحر البلطيق، حيث يميز منها أربعة أصناف تتوضع في أماكن مختلفة من المحيط الأطلسي تتباين بصفاتها التكاثرية والغذائية. وهي أسماك عابرة تسبح غالباً بشكل أسراب كبيرة قريبة من سطح البحر وتقوم بهجرات طويلة، يساعدها في ذلك شكلها المغزلي الذي يمكّنها من السباحة لمسافات بعيدة بأقل طاقة. يوجد منها في المياه السورية عدة أجناس، منها Spartelloides وSardinella وAlosa، حيث تصاد ليلاً بشباك الشنشيلا باستخدام المصابيح.
    حياة الرنكة وتكاثرها
    توجد في المياه البحرية بدءاّ من الشاطئ وحتى عمق 200م. تتغذى اليافعة منها بالعوالق الحيوانية اللافقارية (مجذافيات الأرجل والقشريات وغيرها) ويرقات الأسماك، بينما تتغذى الأسماك البالغة بالأسماك الصغيرة، بما فيها الأفراد من أبناء جنسها. ومن ناحية أخرى تقع أسماك الرنكة فرائس لقناديل البحر وأسماك القد Cod والثدييات البحرية والطيور البحرية، وهي تنضج جنسياً بعمر مبكّر.
    تضع البيض على أعماق تصل إلى 200-300م بين الأعشاب أو في قواقع الرخويات أو على الرمال مباشرة. تضع البيض شتاءً. ومنها ما يضع بيضه في أوقات أخرى مختلفة من السنة. توجد صغار الرنكة الأطلسية عائمة قرب الشطآن وتهاجر نحو المياه العميقة بعمر سنتين، تنجرف الصغار مع التيارات البحرية شمالاً صوب بحر النروج، وتنجذب بشدة نحو الأضواء الاصطناعية في الليالي المظلمة وتتجمع، بالتالي، على شكل أسراب كبيرة، لذلك تصاد بأعداد كبيرة.
    أهمية الرنكة الاقتصادية
    لسمك الرنكة أهمية غذائية كبيرة من حيث احتواء لحومها نسبة عالية نسبياً من البروتينات سهلة الهضم (89.2%) من وزنها الجاف، والتي تتألف من أكثر من 18 حمضاً أمينياً، لاحتوائها على نسبة عالية من الطاقة (381 حريرة/100غ لحم) وعلى الفيتامينات الضرورية لبناء الجسم والعمليات الاستقلابية فيه، مثل الريبوفلافين والنيسين وحمض الفوليك والفيتامين B12والبيوتين والفيتامين B1. كما تحتوي كميات كبيرة نسبياً من العناصر المعدنية كالبوتاسيوم والفسفور والحديد واليود والمغنزيوم وغيرها. لذلك تحتل هذه السمكة المركز الأول في حجم الصيد البحري العالمي، فتخصص لها الأساطيل الكبيرة من بلدان متعددة، خصوصاً كندا والنمسا وأمريكا والدنمارك وغيرها. وغالباً ما تجمَّد هذه الأسماك أو تملَّح أو تعلَّب قبل تسويقها، وأحياناً تستخدم لإنتاج طحين السمك الذي يستخدم في إغناء علائق الحيوانات بالبروتين الحيواني.
    أمير إبراهيم

  10. #280
    الرئيسات

    الرئيسات Primatea رتبة من الثدييات[ر] تنتمي إليها أنواع القردة بأشكالها المختلفة والليمور.
    صفاتها العامة وحياتها
    تتميز الرئيسات بزيادة نمو دماغها نسبة لوجهها مقارنة بالفقاريات الأخرى، والذي يتناسب مع زيادة معدل ذكاء أفرادها، وبخاصة نمو القشرة المخية التي يقابلها نمونفسي يميز أفراد هذه الرتبة. كما يتميز الدماغ بتكيّفه مع تنسيق التقلص العضلي الذي يبدو واضحاً في زيادة نموالمخيخ مقارنة بباقي أقسام دماغ الثدييات. كما تمتاز الثدييات بجبهية توضّع العينين، الأمر الذي يُمَكِّـنُ من الرؤية المجسمة ثلاثية الأبعاد، وبشبكية العيون التي تحوي العصي والمخاريط، التي تُمَكِّن من الرؤية الملونة. أضراسها مربعة الشكل، متوجة بأربع حدبات تساعد في سحق غذائها من حشرات وأوراق شجر وثمار وغير ذلك.
    الأطراف مزودة بخمسة أصابع، والمشية أخمصية القدم، وأطرافها متكيفة مع الحياة على الأشجار ممثلة باستقلال عظم الزند عن الكعبرة في الساعد، واستقلال القصبة عن الشظية في الساق، مما يساعد في حركات الكب والاستلقاء، وبتقابل الإبهام مع باقي الأصابع، وبنمو عضلات الأصابع لتأمين القيام بالحركات المختلفة، وبتسطح نهايات أصابعها، وتحول مخالبها إلى أظافر مسطحة.
    وهناك ميزة مهمة تتمتع بها الرئيسات، هي تحررها من فصول التكاثر بولادة أعداد قليلة من الأفراد، غالباً مولوداً واحداً، وبالعناية الفائقة للأم بوليدها، أدت إلى قيام نوع من العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، الأمر النادر في الزمر الحيوانية الأخرى.
    تصنيف الثدييات
    تقسم رتبة الرئيسات إلى رتيبتين، هما رتيبة طلائع القردة Prosimii التي تضم الليموريات والآي آي aye-aye والرسغيات، ورتيبة القردة Simiae (أوإنسانيات الشكل) Anthropoidea.
    الشكل (1) الليمور Lemur catta
    الشكل (2) الرسغي Tarsus sp
    1ـ رتيبة طلائع القردة: تبرز في هذه الرتيبة بدايات صفات الرئيسات، مثل كبر الدماغ والجمجمة، والصغر النسبي للحيزوم، والأظافر. ويميز فيها خمسة فصائل تضم أفراداً صغيرة الحجم، شجرية الطباع على الأكثر. معظمها يعيش في المناطق الاستوائية من العالم القديم منتشرة بين إفريقيا حتى جزر الفيليبين، ماعدا أستراليا. وقد تنوعت أفرادها في مدغشقر كثيراً. أهم هذه الفصائل:
    ـ الليموريات Lemuridae: وهي أكثر الرئيسات بدائية، صغيرة الحجم طويلة الجذع والذيل، ولبعضها حيزوم بارز يشبه حيزوم الكلب (لأن الشم لازال مهماً لديها) مغطى بالشعر مثل باقي الجسم. وقد بدأت طواحنها تميل إلى الشكل المربع، وتتطور أطرافها نحوالالتقاط، كما تحولت مخالبها إلى أظافر (الشكل ـ1).
    ـ الرسغيات Tarsii: وهي تبدي مزيجاً من صفات بدائية وأخرى متطورة، فالجنس الوحيد فيها Tarsius sp. (الشكل ـ2)، الذي يوجد في الفيليبين وبورنيو وسومطرا، أرجله طويلة، وخاصة عظام الرسغ، مما يساعده في القفز، ونهايات أصابعه متسعة مشكلة وسائد تساعد الحيوان على الارتكاز الجيد. عيون الحيوان واسعة لتلائم الرؤية الليلية. لكنه يحتفظ بصفات أجداده من حيث التغذي بالحشرات والذيل الطويل، لكن وجهه المسطح وجمجمته الكروية، والمشيمة القرصية تجعله أقرب إلى القردة الحقيقية الأكثر تطوراً. لذلك يعد الرسغي «مستحاثاً حياً» له الصفات التركيبية التي تجعل منه أرومة وأصلاً للسلالات التطورية. ولهذا توضع الرسغيات في قاعدة الرئيسات، ومع ذلك فإن التخصصات التي تميزه تحول دون عدّه أصلاً لسلالات الرئيسات الأخرى.
    2ـ رتيبة القردة: لمعظمها وجه مسطح مجرد من الشعر، عيونها صغيرة لكنها ذات رؤية ثلاثية الأبعاد نموذجية. وأفرادها قادرة على الجلوس لتفحص الأشياء بيديها. وهي تضم الأنواع المختلفة من القردة[ر] والشامبانزي[ر] والغوريلا[ر].
    التاريخ الجيولوجي للرئيسات
    ظهرت أقدم الرئيسات المعروفة اليوم في بدايات الإيوسين من الحقب الرابع، وأخذت بالتمايز منذ ذلك الحين. أما أصلها فيجب التفتيش عنه في الكريتاسي، أي في أواخر الحقب الثالث، ومن المحتمل أن بعض الثدييات الصغيرة من آكلات الحشــرات[ر] قد تطورت وأعطت، بشكل متوازٍ، آكلات الحشرات الحالية والرئيسات الحالية ورتب أخرى مثل الخفافيش[ر] والقوارض[ر]. والواقع تشاهد لدى بعض آكلات الحشرات الحالية، كما فــي السناجيب الآسيوية Tupaidae، صفات مماثلة لصفات الليموريات، لدرجة حمل بعض الباحثين على تصنيف هذه الزمرة مع الرئيسات. فـ توبايا Tupaia الذي يعيش في الملايو والفيليبين تنتهي أصابعه بمخالب بدلاً من الأظافر التي تميز الرئيسات.
    حسن حلمي خاروف

صفحة 28 من 146 الأولىالأولى ... 182627 2829303878128 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال