صفحة 24 من 146 الأولىالأولى ... 142223 2425263474124 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 231 إلى 240 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 24

الزوار من محركات البحث: 64848 المشاهدات : 322268 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #231
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 7 ساعات
    مقالات المدونة: 19
    حرشفيات الأجنحة (رتبة -)

    حرشفيات الأجنحة Lepidoptera حشرات ذات شفعين من الأجنحة الحرشفية مختلفة الألوان وفقاً لاختلاف أنواع الحشرات. يتألف جسمها المغطى بحراشف من ثلاثة أقسام: الرأس والصدر والبطن. الرأس سفلي الفم ذو عينين جانبيتين مركبتين واضحتين وغالباً ما تكون بها عيون بسيطة.قرون الاستشعار ذات عقل عديدة، وهي متنوعة الأشكال، فقد تكون صولجانية أو مشطية بسيطة أو مضاعفة، أو خيطية. الفم ذو أجزاء متحورة على شكل خرطوم لامتصاص المواد الغذائية السائلة كرحيق الأزهار مثلاً. ومن الجدير بالذكر أن بعض الفراشات ذات أجزاء فموية ضامرة، ويشيع هذا الأمر خاصة لدى الحشرات التي لاتتغذى فيها البالغات مثل فراشة دودة الحرير.
    أما الصدر فهو مؤلف من ثلاثة أقسام ملتحمة. ترتبط الأجنحة بالمنطقة الصدرية، ويتفاغم كل من الجناحين الأماميين مع نظيره الخلفي، مما يشكل شراعاً أو جناحاً متماسكاً واسع السطح في كل جانب يساعد على الطيران. والصدر مزود بثلاثة أشفاع من الأرجل المهيأة للمشي وللرجل الواحدة رسغ مؤلف من 5عقل. وقد يكون الشفع الأول من الأرجل صغيراً أو مختزلاً. ويتألف البطن من عشر حلقات، غالباً ما تكون الحلقة الأولى مختزلة، وكذلك الحلقات التاسعة والعاشرة المتحورتان لعلاقتهما بأعضاء التناسل. التحول الشكلي فيها تام، فالبيوض تفقس عن يرقات أسطوانية الشكل ذات فم قارض، وقرون استشعار قصيرة. كما يشاهد على جانبي الرأس 6عوينات. أما الصدر فذو أرجل قصيرة خماسية العقل والمخالب الرسغية منفردة، والبطن مؤلف من 10عقل، وهو ذو أقدام أولية لحمية قصيرة توجد على بعض الحلقات أو على جميع الحلقات، ويشتمل جسم اليرقة على تزيينات وأهداب وشعيرات ولواحق تختلف باختلاف الأنواع، وكثيراً ما يعتمد عليها في التصنيف. تتحول اليرقات بدورها إلى عذارى مكبلة تسكن أو لاتسكن داخل شرنقة تصنعها من الحرير أو الطين أو الأهداب التي توجد على سطح اليرقة أو غير ذلك، وتتحول العذراء إلى بالغة عقب خروجها من الشرنقة وتكون على شكل فراشة (الشكل-1).
    تتغذى الحشرة الكاملة على رحيق الأزهار والعصارات النباتية، أما اليرقات فتتغذى على المادة النباتية الخضراء كالأوراق والبراعم والسوق، نذكر منها الدودة القارضة التي تتغذى على أنواع الخضار المختلفة، ودودة ورق السمسم، ودودة براعم السفرجل، ودودة لوز القطن الشوكية أو القرنفلية كما تتطفل على الثمار كثمار التفاح وعناقيد العنب؛ ويتطفل بعضها على المواد المخزونة بأنواعها المختلفة كالحبوب والأرز والبقوليات والفواكه المجففة والطحين والكاكاو والشوكولا والبذور والتبغ؛كما تتطفل على مقتنيات الإنسان كالملابس الصوفية والجلود والسجاد والريش المصنّع وغيرها. ويعني هذا أنها ذات خطر كبير جداً على محاصيل الإنسان وحاجياته. إلا أن بعضها مفترس يقتنص حشرات أخرى ضارة ويتغذى عليها ويستخدم في المقاومة الحيوية. ويستفاد أيضاً من بعضها مثل دودة الحرير في صناعة الحرير الطبيعي.
    حرشفيات الأجنحة ثنائية الجنس، وهي تشتهر بتعقد جهاز التناسل الداخلي فيها. وتنتقل الحيوانات المنوية، لدى جميع حرشفيات الأجنحة، داخل حوامل منوية تخزن في كيس يدعى كيس السفاد. ويخصب البيض، عند الأنثى، من كيس السفاد في أثناء نزوله من منشئه ماراً بقناة المبيض.
    تمتاز الحشرات بإفراز الفرمونات وهي مواد كيماوية تحرض لدى الأفراد الأخرى من النوع نفسه استجابة سلوكية أو فيزيولوجية محددة، وتعد وسيلة لانتقال المعلومات بين أفراد النوع نفسه.
    توجد مراكز الاستقبال لدى الفراشات على الأعضاء الحسية من قرون الاستشعار التي تعد بمنزلة رادار يلتقط الإشارة ويحدد مكانها. والفرمونات متنوعة، فقد تكون فرمونات التجمع لهدف ما، أو فرمونات التعليم لتحديد الطرق المؤدية إلى مصادر الغذاء كما في النحل، أو فرمونات الإنذار لخطر ما، أو فرمونات التعليم لتحديد الطرق المؤدية إلى مصادر الغذاء كما في النحل، أو فرمونات الإنذار لخطر ما يحرض على الدفاع أو الهجوم، أو فرمونات تعقُّب الأثر كما في النمل، أو فرمونات جنسية لانجذاب الذكر نحو الأنثى بقصد التزاوج، ويمكن أن ينتقل تحريض هذا الفرمون الأخير لدى بعض أنواع الحشرات إلى مسافة بضعة أميال.
    وقد أمكن عزل كثير من الفرمونات وتحديد تركيبها الكيمياوي وتصنيعها، وتم استخدامها في المصائد الفرمونية في برامج المكافحة الحشرية وذلك بعد مزجها بمبيد أو بمادة معقمة مما يؤدي إلى قتل أو إحداث العقم لدى الحشرات الضارة.
    ومن الصفات الشكلية الواضحة في حرشفيات الأجنحة تغطية الجسم بحراشف ذات ألوان مختلفة عاتمة أو مزركشة أو زاهية، تساعد على التمويه أو اختفاء الحشرات في أثناء الراحة بسبب ما تتصف به من محاكاة للطبيعة التي تعيش فيها، حماية من أعدائها. وقد ينشأ عنها نماذج تختلف باختلاف الجنسين، كما أن الحراشف تشكل وسيلة عزل حراري ملائم للحشرة.
    وإنتاج الحرير شيء مألوف لدى اليرقات، وهو يستخدم في بناء أنواع مختلفة من المخابئ اليرقية أو الأنفاق فضلاً عن تكوين النسيج المغلف للعذارى. ويتم إنتاج الحرير من شفع من الغدد تقعان على جانبي الأنبوب الهضمي وتصبان في مغزل واحد في منتصف الشفة السفلى.
    تضع الحشرات بيوضها فوق أو بالقرب من العوائل النباتية أو تحقنه في أنسجة النبات، وهو يبعثر عادة أو يوضع على شكل مجموعات. ويختلف عدد البيوض التي تضعها الأنثى، كما يختلف شكلها وفقاً للنوع.
    التصنيف
    تنتمي رتبة حرشفيات الأجنحة إلى صف الحشرات، وتوصف الأفراد التابعة لها بأنها خارجية الجناح (بالنسبة لمنشئها) وهي تقسم إلى رتيبتين هامتين وفقاً لشكل قرون الاستشعار:
    أ- رتيبة صولجانيات القرون Rhopolocera وتتمثل بأبي دقيق.
    ب- رتيبة مختلفات القرون Heterocera وتتمثل بالفراشات.
    تمتاز رتيبة صولجانيات القرون (أبي دقيق) باشتمالها على قرون استشعار صولجانية، وأجنحة تتوضع بشكل عمودي على الجسم حين الراحة، وهي نهارية، والعذارى فيها عارية، وألوانها زاهية.
    أما رتيبة مختلفات القرون (الفراشات) فذات قرون استشعار مشطية أو ريشية أو خيطية، وأجنحتها مسطحة فوق بعضها في أثناء الراحة، وهي ليلية، والعذارى تعيش داخل شرنقة وألوانها غير زاهية. ومن أهم أنواع هاتين الرتيبتين نذكر:
    الشكل (1) أبو دقيق الملفوف
    أبو دقيق الملفوف Pieris rapae: وهي حشرة متوسطة الحجم، ذات لون أبيض، والجزء المجاور للزاوية الأمامية من الجناح غامق اللون أو أسود. يمتاز الذكر ببقعة سوداء على جناحه الأمامي، أما الأنثى فلها بقعتان (الشكل-1).
    تضر هذه الحشرات بالمزروعات لأن يرقتها تتطفل على كثير من نبات الفصيلة الصليبية كالملفوف والفجل واللفت والشوندر وغيرها.
    الفراشةوالبيوض
    الشرنقة اليرقة
    الشكل (2)
    المراحل المختلفة في فراشة الحرير
    دورة حياتها
    تفقس البيوض عن يرقات خضراء اللون ذات خطوط صفراء ظهرية مـستمرة أو متقطعة مع بقع سوداء، والجـلد ناعم كالمخمل لـوجود زغب عليه. طولها 2.5سم. أما العذراء فخضراء اللون وعليها بقع سوداء، وجزؤها الأمامي مجهز بنتوءات حادة.
    فراشة دودة الحرير Bombyx mori: هي حشرة متوسطة الحجم ذات لون أبيض يميل إلى الاصفرار، الشفع الأول من أجنحتها مزين بخطوط عرضانية قاتمة. الجسم عريض نسبياً ومغطى بشعر كثيف. أجزاء فمها ضامرة وهي لاتقوى على الطيران (الشكل-2).
    يرقتها أسطوانية ذات جسم أملس وقرن شرجي صغير، وهي ذات لون أبيض داكن قليلاً يبلغ طولها حين تمام نموها نحو 9سم. أجزاء فمها قارضة وتتصف بالشراهة وهي تتغذى على ورق التوت. أما العذراء فمكبلة وتسكن داخل شرنقة من خيوط حريرية تضعها بنفسها نتيجة إفرازات شفع من الغدد الحريرية في مقدمة الأنبوب الهضمي، ويبلغ طول هذه الشرنقة نحو 4-5سم ويستفاد من هذه الشرانق في صناعة الحرير الطبيعي.
    الشكل (3) فراشة الليل
    فراشة الليل Saturnia pyri: وهي فراشة كبيرة الحجم قد يصل طولها إلى نحو 5سم، تبدو بلون بني أو رمادي، وعلى كل من أجنحتها بقعة مضاعفة. الحافة الخلفية للجناح ذات شريط أبيض اللون، وقرون استشعار مشطية (الشكل-3).
    يرقتها أسطوانية خضراء اللون تقريباً ويبلغ طولها نحو 10-12سم، أما العذراء فهي بنية اللون وتسكن داخل شرنقة بنية اللون أيضاً يبلغ طولها 6-7سم.
    الشكل (4) فراشة دودة ورق العنب
    الشكل (5) فراشة الحبوب
    تلحق هذه الحشرة ضرراً بأشجار الفاكهة لأن يرقتها تتطفل على أوراق اللوز والخوخ والتفاح والأجاص وغيرها وتؤدي إلى إتلافها.
    فراشة دودة ورق العنب Celerio lineata lavornica: هي حشرة يبلغ طولها نحو 3.5-4سم ذات لون بني يميل إلى الاخضرار، وعلى أجنحتها تزيينات حمراء، وعلى بطنها أشرطة بيضاء وسوداء متبادلة. يبلغ طول يرقتها نحو 7-8سم، خضراء اللون مزينة بخطوط صفراء طولية، كما يزين كل حلقة من حلقات جسمها بقع صفراء يتوسط كلاً منها بقعة سوداء. أما العذراء فيبلغ طولها نحو 4سم ذات لون بني وتتغذى على أوراق العنب وتؤدي إلى إفساد المحصول (الشكل-4).
    فراشة الحبوب Sitotorga cerealella: هي فراشة صغيرة يبلغ طولها 6-7مم جسمها أصفر اللون وكذلك الشفع الأول من الأجنحة. أما الشفع الخلفي فهو بني فاتح وذو حواف مهدبة. يرقتها بيضاء اللون ويبلغ طولها نحو 8مم (الشكل-5).
    تضر هذه الحشرة بالحبوب الخزونة أو الحقلية وتؤدي يرقاتها إلى إتلاف كبير للمحصول.
    الشكل (6) فراشة دودة التفاح
    فراشة دودة التفاح Zeuzera pyrina: حشرة يبلغ طولها 3.5سم تقريباً، ذات لون أبيض. الشفع الأول من الأجنحة ذو نقاط رمادية اللون قاتمة، أما الشفع الخلفي من الأجنحة فهو أقل نقاطاً من الشفع الأول. أجزاء الفم أثرية وقرون الاستشعار قصيرة مشطية مضاعفة في كلا الجنسين إلا أنها أكثر غزارة في الذكر. تضع الأنثى بيوضها في سوق الأشجار أو فروعها وفي الشقوق. تفقس البيوض بعد نحو 10 أيام من وضعها عن يرقات تبدأ في حفر الأنفاق في سوق التفاح. تبلغ اليرقة نحو 5سم طولاً وهي ذات لون أبيض يميل إلى الاصفرار أو الاحمرار وجسمها منقط نقاطاً سوداء. أما الرأس والصدر فلونهما كستناوي يستمر نموها بضعة أشهر تتحول بعدها إلى عذراء قرب فتحة النفق الذي أحدثته اليرقة في السوق، وتتطور العذراء أخيراً إلى حشرة كاملة (الشكل -6).

    عبد الرحمن مراد

  2. #232
    الحركات النباتية

    إذا كانت الحركات الحيوانية معتمدة على الجملتين العصبية والعضلية ومتميزة بسرعة الاستجابة للمؤثرات الخارجية، فإن الحركات النباتية plant movements تعتمد كلّية على التنسيق الكيميائي الداخلي، وعلى ربطه بالنمو growth من جهة، والتناميdevelopment من مرحلة إلى أخرى من جهة ثانية، لذا فهي تتصف بالبطء والتركيز على بعض الأعضاء الحساسة بالمنبهات، أو المؤثرات الخارجية، من دون غيرها.
    تقع الحركات المحرضة بالمؤثرات الخارجية في ثلاث مجموعات: حركات الانتحاء tropisms، حركات التراتب taxis، حركات الانضغاط nastics.
    حركات الانتحاء أو الانتحاءات
    الانتحاء[ر] توجه نشط غير طوعي، لعضوية أو لجزء من عضوية، يؤدي إلى الانحناء أو الدوران (نتيجة اختلاف في الضغط الانتباجي الخلوي، أو تباين في أطوال جدران الخلايا) الإيجابي أو السلبي نحو مؤثر خارجي كالضوء أو الحرارة أو بعض العوامل الكيميائية. يتعذر التمييز بين الحركات الانتحائية والحركات التراتبية taxisisms في العضويات المتحركة.
    نماذج من الانتحاءات الايجابية: تتمثل بالانتحاء الضوئي phototropism للسوق والأغصان والأوراق، وبالانتحاء الأرضيgeotropism للجذور الرئيسية بجميع أشكالها، وبالانتحاء الكيميائي chemotropism نحو المواد المغذية المفرزة من الكوة في البييضةأو من خيوط العفن أو حبات الطلع أو الجذور أو الأنابيب الطلعية، والانتحاء المائي hydrotropism لجميع الجذور والأنابيب الطلعية، والانتحاء اللمسي thingomotropismلمحاليق البازلاء ومجسات الندية Drosera الآكلة للحشرات.
    نماذج الانتحاءات السلبية: تتمثل بالانتحاء الضوئي للجذور بجميع أشكالها، وبالانتحاء الأرضي للسوق الرئيسة بجميع أشكالها، وبالانتحاء الأكسجيني أو الهوائي aerotropism للأنابيب الطلعية بجميع أشكالها.
    نماذج الانتحاءات المعتدلة: تتمثل في توجه النمو أفقياً بزاوية (90) درجة عمودية على الجاذبية الأرضية للسوق الزاحفة والجذامير والفلقات.
    نماذج الانتحاءات الزاوية: تتمثل في توجه النمو وفق زاوية تحددها محصلة الجاذبية الأرضية للسوق والجذور الثانوية.
    حركات التراتب
    تتمثل حركات التراتب بانتظام وحيدات الخلية والمتعضيات الكثيرات الخلايا النباتية أوالحيوانية و توجهها بطريقة غير طوعية مبدلة مواضعها استجابة لمؤثر خارجي وبتوجيه منه. يُتحدث في هذا المجال عن تراتب إيجابي وتراتب سلبي. وتُصنف حركات التراتب اعتماداً على طبيعة المرتب الخارجي.
    نماذج حركات التراتب الايجابي: تتمثل في التراتب الضوئي phototaxis للأوغلينا وللصانعات اليخضورية الخلوية. والتراتب الكيميائي chemotaxis لنطاف الكبديات والحزازيات والسرخسيات التي تسبح نحو المفرزات الكيميائية المتحررة من البييضة، وللجراثيم التي تتحرك نحو المواد الغذائية المختلفة، والتراتب الهوائي aerotaxis للجراثيم الهوائية التي تتحرك نحو الأكسجين، والتراتب الأرضي geotaxis ليرقات البلانولا Planula التي تتوجه نحو القعر، والتراتب المغناطيسي magnetotaxis لبعض الجراثيم، والتراتب الدفقي rheotaxis الممثل بحركة البلاناريا Planaria بعكس تيار الماء
    نماذج حركات التراتب السلبي: تتمثل في نفور دودة الأرض والصرصور من الضوء في التراتب الضوئي، وتحاشي الحشراتالمبيدات الحشرية ونفور البعوض من المركبات الكيميائية في التراتب الكيميائي، وتوجه يرقات الإيفيرا Ephyra بعيداً عن قاع البحر.
    حركات الانضغاط: هي حركات ناتجة عن انضغاط عضو نباتي أو مجموعة من الخلايا استجابة لمؤثر خارجي ينتج عنه تبدل في الإنتباج أو النمو. يجري توسيع انتشار بعض الحركات الصغيرة بطريقة نموذجية بوساطة البنية الخاصة للخلايا المتأثرة.
    تتمثل حركات الانضغاط الليلي nyctinasty بانغلاق ونوم بعض الأزهار والأوراق حين قدوم الليل، وتنعكس حركات الانضغاط الضوئي photonasty بتفتحها عند طلوع النهار استجابة للشدة الضوئية. في حين تتأثر حركات الانضغاط الحراريthermonasty بارتفاع درجة الحرارة.
    تتولد حركات الانضغاط بوساطة مؤثرات خارجية و توجه بوساطة نسج داخلية: فالانضغاط التحتي hyponasty الموجه بنمو السطح السفلي للبتلات يُغلق أزهار الزنبق في الليل، والانضغاط الفوقي epinasty الموجه بنمو السطح العلوي للبتلات يفتحها في النهار. والانضغاط اللمسي haptonasties يكون فيها اللمس هو المؤثر الخارجي, وتظهر النباتات الآكلة للحشرات أكثر الحركات الانضغاطية اللمسية دقة وإتقاناً في المملكة النباتية.
    والانضغاط الصدمي seismonasty أكثر أشكال الحركات النباتية سحراً وإقناعاً لأنه يتضمن استجابة سريعة و مُتقنة. تتمثل الصدمة بضغط قوي أو ضربة تحدث تبدلاً فجائياً في درجة الحرارة أوفي شدة الضوء. فإذا صُدمت الوريقات في قمة نبات المستحي Mimosa pudica فإنها تنطوي نحو الأعلى في بضع ثوانٍ، وإذا كان المؤثر قوياً أو مستمراً فإن أشفاعاً حساسة من الوريقات تنطوي نحو الأعلى مما يشير إلى أن المؤثر قد مر عبر النبات بكامله وأدى إلى تدلي معلاق الورقة. يمر المؤثر بالاتجاه المعاكس إذا نُبه الساق. ويُعتقد أن المؤثر يُبث بوساطة هرمون يمر خلال الخشب مترافقاً في أثناء مروره بتبدلات كهربائية من دون أثر لجملة عصبية.
    ويحتوي عدد من أوراق ووريقات نباتات الفصيلة القرنية كالبرسيم والمستحي على بُنى أو تراكيب تُدعى الوثارات أو الوسادات pulvinus . والوثارة أو الوسادة انتفاخ في قاعدة معلاق الورقة أو الوريقة يحتوي على خلايا برنشيمية كبيرة. تؤدي التغيرات في الضغط الإنتباجي لهذه الخلايا إلى عمل الوثارة أو الوسادة كمفصل في حدوث الحركة.
    فنبات المستحي Mimosa حساس للّمس إضافة إلى مؤثرات خارجية أخرى متنوعة ومتعددة. فهو يظهر حركات نوم طبيعية لكنه يستجيب بسرعة كبيرة للصدمة.
    دياب أبو خرمة
    الموضوعات ذات الصلة:

    الانتحاء.

  3. #233
    الحرمل

    الحرمل Peganum harmala نبات معمّر من فصيلة القديسيات Zygophyllaceae، أجرد، سوقه عشبية متعددة تنشأ من جذع متخشب، تعلو من 30-90سم، أوراقه متعاقبة، نصلها مقسم بشكل غير منتظم إلى أجزاء خطية حادة القمة، طولها من 3-8سم. أزهاره مفردة، خنثوية، تقابل الأوراق عادة. تتألف من خمس سبلات خطية تشبه أجزاء الورقة، وخمس بتلات بيضاء إهليلجية الشكل، وأسدية عديدة (12-15)، ومبيض ثنائي ثلاثي الحجيرات ومفصص القمة. الثمرة عليبة، كروية إلى شبه كروية، قصيرة السويقة، قطرها نحو 8مم، وتتضمن الكثير من البذور الصغيرة المنقرة بنية اللون. يزهر من أيار إلى حزيران. وللنبات رائحة كريهة، وهو سام.
    أزهار الحرمل ثمار الحرمل
    منابته ومواقع انتشاره الجغرافي
    يزدهر الحرمل في الخرائب والأراضي البور وخاصة قرب المزابل في المناطق شبه الجافة. وهو واسع الانتشار يصادف في جنوبي أوربا، وشمالي إفريقيا، والجزيرة العربية، وسورية، وإيران وغيرها. وهو يزرع اليوم في بعض الحدائق.
    الاستعمالات الدوائية القديمة
    استخدم الحرمل في الشرق الأوسط منذ أقدم العصور كوسيلة لإحداث التسمم، وكان معروفاً لدى الطبيبين الإغريقيين ديوسقوريدس وجالينوس ولدى نظيرهما العربي ابن سينا. وكان يعتقد بأنه يفيد في علاج كثير من الأمراض (كالفالج والصداع وعِرْق النسا والجنون ونحوه). أما في الطب الشعبي اليوم فتتجلى أهم استعمالاته في استخدام بذوره طاردة للديدان، مطمثة ومدرة للحليب، مقوية جنسياً ومثيرة للشهوة عند الرجال. كما يستعمل منقوع العشب لتهدئة وتسكين الآلام. وفي الطب الشعبي الليبي تحرق الأوراق وتستنشق الأبخرة لشفاء الصداع والآلام العصبية. ويستخرج من البذور زيت لتقوية البصر وعلاج الأمراض الجلدية.
    المكوِّنات الفعالة
    يحتوي الحرمل على 4 قلوانيات alkaloides أساسية تصل نسبتها في النبات إلى نحو 4% وهي: الحارمين Harmine، الحارمالين Harmaline، الحارمولول Harmolol، والبيجانين Peganin.
    تؤثر هذه القلوانيات في الجملة العصبية وتؤدي إلى التهيج والشلل، ثم الموت في حال تجاوز الجرعة الحد المسموح به. أكثر أجزاء النبات غنى بالقلوانيات هي البذور.
    الاستعمالات الدوائية الحديثة
    يحرض الحارمين الجملة العصبية المركزية بخاصة المراكز المحركة في قشرة الدماغ، فيسرع التنفس ويخفض ضغط الدم، ويوسع الأوعية الدموية المحيطية، كما يرخي عضلات مختلف الأعضاء. يستخدم الحارمين بشكل أساسي للمساعدة على تخفيف رعاش باركنسن. وقلَّما يستخدم الحرمل اليوم في طب الأعشاب الحديث لسمّيته.
    عماد القاضي

  4. #234
    الحشرات

    الحشرات Insecta كائنات حية لافقارية تنتمي إلى شعبة مفصليات الأرجل، وتعد أكثر الكائنات تنوعاً وعدداً على وجه الأرض، فهي تؤلف نحو 75% من الأنواع الحيوانية، وثمة أكثر من 125مليون نوع معروف منها حتى اليوم. وتدل الدراسات الأحفورية أنها ظهرت في العصر الفحمي، أي قبل نحو 350 مليون سنة. ومن المعتقد أن الحشرات قد تطورت عن جد يشبه الحريش (أم أربع وأربعين)، إلا أنها تميزت باشتمالها على ثلاثة أزواج من الأرجل الصدرية المفصلية، وأكثر الحشرات بدائية هي الأنواع الحديثة اللامجنحة.
    تصنيف الحشرات
    يقسم صف الحشرات إلى:
    - صفيف اللاجناحيات Apterygota وأهم رتبها:
    1- رتبة أولية الأذناب Protura مثل حشرة اسرنتوس.
    2- رتبة مضاعفة الأذناب Dipluora مثل حشرة كاسيوريا.
    3- رتبة ذوات الذنب الشعري Thysanura مثل حشرة السمك الفضّي.
    4- رتبة ذوات الذنب القافز Colembola مثل قافزة القطن.
    - صفيف الجناحيات Pterygota وأهم رتبها:
    1- رتبة اليوميات مثل ذبابة أيار (مايو).
    2- رتبة الرعاشيات Odonata مثل الرعاش.
    3- رتبة مطبقة الأجنحة Plecoptera مثل ذبابة الحجر.
    4- رتبة جلديات الأجنحة Dermaptera مثل حشرة إبرة العجوز (أبو مقص).
    5- رتبة مستقيمات الأجنحة Orthoptera كالجراد.
    6- رتبة متماثلات الأجنحة Isoptera كالنمل الأبيض.
    7- رتبة امبيوبترا Embioptera كحشرة أمبيد.
    8- رتبة محكات الأجنحة Psocoptera كقمل الكتب.
    9- رتبة القمل القارض (آكلات الصوف) Mallophaga كقمل الطيور.
    10- رتبة القمل الحقيقي (العزالى) Anoplura كقمل الجسم وقمل الرأس.
    11- رتبة هدبيات الأجنحة Thysanoptera كحشرة التربس.
    12- رتبة نصفيات الأجنحة Hemiptera كالبق.
    13- رتبة متشابهات الأجنحة Homoptera كالمن.
    14- رتبة شبكيات الأجنحة Neuroptera كأسد المن.
    15- رتبة حرشفيات الأجنحة Lepidoptera كالفراشات.
    16- رتبة غمديات الأجنحة Coleoptera كالخنافس.
    17- رتبة ثنائيات الأجنحة Diptera كالذباب.
    18- رتبة غشائيات الأجنحة Hymenoptera كالزنابير.
    19- رتبة الماصات اللامجنحة Siphonoptera كالبراغيث.
    20- رتبة شعريات الأجنحة Trichoptera كذباب كاديس.
    21- رتبة طويلة الأجنحة Mecoptera كالذباب العقرب.
    22- رتبة ملتويات الأجنحة Strepsiptera كملتوية الجناح (ايوكسينوس).
    توصيفها العام
    الشكل (1)
    يتألف جسم الحشرة من رأس وصدر وبطن
    الشكل الخارجي: يغطي جسم الحشرة هيكل خارجي يتألف من القشيرة، وهي طبقة صلبة تتألف من الكيتين والبروتين ومادة صلبة تدعى السكليروتين، تفرزها طبقة البشرة التي توجد تحتها مدعومة بالغشاء القاعدي. ويتألف جسم الحشرة من ثلاثة أقسام: الرأس والصدر والبطن (الشكل-1). أما الرأس فهو مؤلف من ست قطع ملتحمة وتكوّن صندوقاً يستوعب الدماغ، وهو مؤلف من ثلاث قطع، أما البطن فمؤلف نموذجياً من إحدى عشرة قطعة متصلة ببعضها بأغشية ليفية، وتغطي القطعة الواحدة صفيحة ظهرية وأخرى قصية، وصفيحتان جانبيتان.
    1- الرأس: مجهز بزوج من قرون الاستشعار مزود بشعيرات حسية. وتختلف أشكال قرون الاستشعار وفقاً لنوع الحشرة، كما أن الرأس مزود أيضاً بزوج من العيون المركبة وثلاث أعين بسيطة. والفم مؤلف من عدد من الأجزاء هي الشفة العليا والفقيمان والفكان والشفة السفلى واللسان، التي تأخذ أشكالاً وتحوّراً مختلفة وفقاً لطبيعة غذاء الحشرة.
    2- أما الصدر، فتؤلف قطعه الثلاث الصدر الأمامي والمتوسط والخلفي، وهو مجهز بثلاثة أشفاع من الأرجل المفصلية التي يطرأ عليها تحوّرات تختلف باختلاف الأنواع وبما يتلاءم مع طبيعة العمل الذي تؤديه.
    3- أما البطن، فإن عدد قطعه الإحدى عشرة النموذجي لا يظل ثابتاً بل يتغير من حشرة لأخرى، فقد تندغم بعض القطع مع بعضها مما يؤدي إلى إنقاص العدد. والبطن مجهز عادة بلواقح تناسلية ذكرية أو أنثوية إضافة إلى لواقح لا تناسلية كالقرون الشرجية- كما في الصرصور- أو وسائل دفاعية كما في إبرة العجوز، أو تنفسية غلصمية كما في حوريات ذبابة أيار.
    البنية الداخلية: (الشكل-2)
    الشكل (2) أجهزة الجراد الداخلية
    - جهاز الهضم: يتألف الأنبوب الهضمي من ثلاثة أجزاء، هي المعي الأمامي والمتوسط والخلفي. ويتألف المعي الأمامي من الفم والبلعوم والمري والحويصلة والقانصة، أما المعي المتوسط فيسمى المعدة التي تصب عليها العصارات الهاضمة. أما المعي الخلفي فتصب في بدايته مجموعة من أنابيب ملبيكي وينتهي بالمستقيم فالشرج.
    - جهاز الدوران: هو من النمط المفتوح، ويتألف من قلب أنبوبي الشكل، يقع تحت جدار الجسم من الناحية الظهرية ويمتد على طول جسم الحشرة ابتداءً من الخلف إلى الأمام، مسايراً المحور الطولي للحشرة، ويتألف من عدد من الحجيرات، وينتهي في جزئه الأمامي بشريان أبهر ينفتح في الجوف الدموي في المنطقة الرأسية. والدم سائل عديم اللون يمتلئ به القلب عبر الثقوب أو الفتحات الجانبية في حجراته، ويندفع عبر الأبهر متوزعاً على فراغات الجسم ونسجه ليغمرها ويعود بعد ذلك إلى التجويف الظهري حيث يتم دخوله إلى القلب من جديد وهكذا. ومن الجدير بالذكر أن دم الحشرات يحمل الغذاء والفضلات ولا يقوم بأي دور في التنفس.
    - الجهاز التنفسي: ويتألف من شبكة من القصبات الهوائية، تتصل بها قصبات تستدق وتصل إلى جميع أنسجة الجسم، مكونة شبكة تتكفل بتأمين التبادل الغازي بين الجسم والوسط الخارجي، إذ يأخذ الجسم حاجته من الأكسجين ويطرح غاز ثاني أكسيد الكربون. يحدث التبادل الغازي عبر الثقوب التنفسية على جانبي الجسم التي يختلف عددها باختلاف الأنواع، ولكنه لا يزيد على عشرة أزواج من الثقوب: زوجان في المنطقة الصدرية وثمانية أزواج في المنطقة البطنية.
    - جهاز الإطراح: يعمل جهاز الإطراح بشكل رئيسي على تخليص جسم الحشرة من الفضلات الآزوتية الناجمة عن استقلاب البروتينات وأهمها البولة، ويتم ذلك عن طريق أعضاء الإفراغ المتمثلة بمجموعة من أنابيب ملبيكي، وهي أنابيب أعورية تنفتح في بداية المعي الخلفي.
    - الجملة العصبية: وتتألف من حبل عصبي مزدوج يحمل أشفاعاً من العقد العصبية ويمتد على طول السطح البطني لجسم الحشرة، ويتألف من الأقسام الآتية: الدماغ وهو عقدة تملأ فراغ الجمجمة، وينشأ عن الدماغ شفع من الأربطة يتجه إلى الخلف ويحيط بالمري، ويمر إلى الأسفل ليتصل بعقدة كبيرة هي العقدة تحت المري، ويلي ذلك الحبل العصبي البطني الذي يحمل أشفاعاً من العقد العصبية، يتوافق عددها مع عدد حلقات جسم الحشرة.
    - أعضاء الحس: وهي تتألف من أعضاء بصرية وشمية وسمعية وذوقية وغيرها، ويمكن تصنيفها إلى ما يأتي:
    أ- المستقبلات الضوئية: وهي تتمثل بالأعضاء البصرية وتشمل العيون المركبة والعيون البسيطة:
    ـ العين المركبة، وهي تتألف من عدد كبير من العيينات omatidium التي يتجاوز عددها الألوف. وتتم الرؤية بالطريقة الآتية: يلتقط كل من العيينات صورة جزء من الجسم المرئي، وتتجمع هذه الصور المجزأة على العقدة البصرية على شكل صورة كاملة للجسم المرئي، لا تلبث أن تنتقل بوساطة العصب البصري إلى مركز الرؤية في الدماغ، وبذلك يتم الإبصار.
    ـ العيون البسيطة: وتتوضع على قمة الرأس أو الجبهة، تساعد هذه العيون على التمييز بين النور والظلام، ومعرفة شدة الضوء، وتمييز الأجسام المرئية بقدر بسيط من الوضوح.
    ب- المستقبلات الآلية: وتضم أعضاء الحس باللمس والضغط والسمع والتوازن.
    1- مستقبلات اللمس والضغط: تتألف من شعيرات دقيقة منتشرة على قرون الاستشعار والجسم والأرجل والأجنحة والقرون الشرجية.
    2- المستقبلات السمعية: وتتألف من أغشية رقيقة تشبه غشاء الطبل، يختلف موقعها بحسب الأنواع، فهي تقع على الحلقة البطنية الأولى في الجراد، وعلى الساق في صرصور الحقل وهكذا.
    3- أعضاء التوازن: وتختلف شكلاً وموقعاً باختلاف أنواع الحشرات، فهي جناحان ضامران على شكل حرشفتين في الذباب، تُمَكِّنُ الذباب من التوازن في أثناء الطيران، وقد تكون على شكل حويصلات تحت الأجنحة أو على جانبي البطن في أنواع أخرى من الحشرات.
    جـ- المستقبلات الكيمياوية: وهي تتمثل بأعضاء الشم والذوق.
    1- المستقبلات الشمية: وهي على قرون الاستشعار أو على الملامس الفكية أو الشفوية أو القرون الشرجية.
    2- المستقبلات الذوقية: وهي على الأجزاء الفموية وسقف الحلق واللسان والملامس الفكية، أو على الأرجل كما في الذباب.
    د- أعضاء حس الحرارة والرطوبة: وتنتشر في جميع أعضاء الجسم وتتركز خاصة على قرون الاستشعار ونهايات الأرجل.
    جهاز التكاثر
    الحشرات منفصلة الجنس، ويتميز جهاز التكاثر الذكري باشتماله على خصيتين تتصل بهما قناتان ناقلتان للنطاف تؤديان إلى قناة دافقة تنتهي بالقضيب في نهاية الجسم، يحيط به بعض اللواقح. والجهاز مزود بغدد ملحقة تفرز سائلاً يساعد على حركة النطاف ونقلها إلى الأنثى.
    أما الجهاز الأنثوي فيتألف من مبيضين يحوي كل منهما عدداً كبيراً من الحبال المبيضية، تشتمل على منسليات بيضية تصب جميعها في قناة ناقلة للبيوض. وتتحد القناتان في مهبل قصير ينفتح إلى الخارج في نهاية الجسم بفوهة تناسلية بين صفائح جهاز وضع البيض. ويلحق بالجهاز مجمع منوي ينفتح فوق فوهة المهبل لاستقبال النطاف في أثناء السفاد ويحررها لدى وضع البيض، وبذلك تتم عملية الإلقاح.
    النمو والتحول والتشكل
    تضع الحشرة بيوضها في أوساط تختلف باختلاف أنواع الحشرات. تفقس البيوض عقب مدة تطول أو تقصر حسب نوع الحشرة والظروف البيئية المحيطة كالحرارة والرطوبة وغيرها. يخرج من البيضة جنين على شكل يرقة أو حورية لا تلبث أن تتطور تدريجياً مارة بمراحل مختلفة، تؤدي في النهاية إلى طور الحشرات البالغة. والأنواع اليرقانية المختلفة التي تشاهد لدى الحشرات وأطوارها المتباينة هي كما يأتي: طور اليرقة، وطور العذراء، وطور الحورية، وتختلف الأطوار والتحولات الشكلية من حشرة إلى أخرى.
    تأقلم الحشرات مع البيئات المختلفة
    تنتشر الحشرات في شتى أصقاع العالم من القطبين الشمالي والجنوبي حتى المناطق المعتدلة فالاستوائية، إذ إن بعضها يتطفل على الطيور القطبية وعلى عجول البحر، ويعيش بعضها على ارتفاع آلاف الأمتار، وبعضها الآخر في الكهوف العميقة وعيون المياه الحارة والبحيرات المالحة وبرك النفط والمياه العذبة وفي البحار بين منطقة المد والجزر.
    حياتها الاجتماعية
    تعيش أغلب الحشرات حياة انفرادية، إلا أن بعضها يسلك سلوكاً اجتماعياً حقيقياً، مثل النمل الأبيض والنحل والزنابير، وتتلخص المزايا الأساسية لهذه المجتمعات بما يلي: وجود مستعمرة تجمع الأفراد المختلفة، وتعاون الأفراد في رعاية الصغار، ووجود ملكة مسؤولة عن التكاثر وأفراد لحماية المستعمرة من كل دخيل.
    المحاكاة للبيئة وتلوّنها
    تتعرض الحشرات للافتراس، سواء أكانت حشرات أرضية أو طائرة أو مائية، وتمتلك صفاتٍ خاصة من التلون والسلوك والسمات تؤدي إلى التمويه على المفترسات للحيلولة دون افتراسها. والتلون التنكري هو أحد قواعد هذا السلوك، إذ تتخذ الحوريات واليرقات نماذج معقدة مشابهة للنباتات المائية أو الرواسب والحصى المبرقش والمواد الأخرى الموجودة في الماء، وقد تكون بعض الحشرات أو أطوارها اليرقية مما يتطفل على النبات، خضراء اللون أو ملونة أو مبرقشة لتشابه الأوراق والأغصان أو قلف الأشجار، كما أن بعضها مما يسكن في أعشاش الطيور، أو يساكن الحيوانات أو التربة أو الرمل أو سوى ذلك يتعذر عليه أن يشابه ما يحيط به.
    الحشرات الطفيلية
    إن جميع الحشرات، باستثناء عدد قليل منها، حشرات طفيلية ضارة تتطفل على الكائنات الحية ومواد مختلفة، فقد تتطفل على النباتات مستهدفة الأوراق والسوق والجذور والثمار والبذور والمواد المخزونة كالحبوب والأخشاب والجلود والثياب وتؤدي إلى إتلافها، ولا تسلم معظم الحيوانات، أرضية أو طائرة، من أذى الحشرات، ولا يستثنى من ذلك سوى الكائنات التي تعيش طوال حياتها مغمورة بالماء. وتعتمد الحشرات في غذائها على الدم أو الإفرازات الجسمية أو الجلد أو الشعر أو الريش وسواها وتسبب لها أمراضاً مختلفة. والحشرات التي تتطفل على الإنسان متنوعة وتسبب له أمراضاً مختلفة: فالأنفيل ينقل له مرض البرداء (الملاريا)، والكيولكس داء الفيلوالإيدِس الحمى الصفراء والضنك، وذبابة الرمل أمراض الليشمانيا الجلدية والحشوية والتسه تسه مرض النوم الإفريقي، والقمل مرض التيفوس الوبائي والحمى الراجعة، والبرغوث مرض الطاعون والذباب داء النغف، وهكذا إلى جانب كثير من أمراض الديدان والحيوانات الأوالي[ر] التي يتم نقلها آلياً بوساطة الحشرات.
    عبد الرحمان مراد

  5. #235
    حصان البحر

    حصان البحر sea horse سمك ينتمي إلى تحت فصيلة أحصنة البحر Subfamily: Hippocampinae التابعة لفصيلة الأسماك الأنبوبية Family: Syngnathidae التي تضم أنواعاً تعيش في المياه البحرية المالحة وشبه المالحة، والقليل منها في المياه العذبة. يميز من أحصنة البحر نحو 25 نوعاً تنتشر في المناطق الضحلة من بحار العالم ومحيطاتها حيث تشاهد وهي تنتقل عمودياً في الماء على هيئة قفزات. يشبه الجسم مجسم الحصان في لعبة الشطرنج مع انحناء أكبر للرأس المثلثي باتجاه الجسم والتفاف الجزء الذيلي من الجسم للداخل. يبدو الجسم وكأنه مقسم إلى حلقات سواء بالشكل العمودي أو الأفقي، وهو ذو لون ضارب إلى البني أو الأسود. تراوح أطواله بين 4-20 سم. زعانفه صغيرة، وتغيب الزعنفة الذيلية منه.
    ينتشر حصان البحر في أغلب سواحل البحر المتوسط، وكثيراً ما يعثر على الشواطئ السورية على النوع Hippocampus في أكوام حصيلة الصيد الجارف القاعي.
    لدى ذكر حصان البحر جيب تحت الذيل يتلقف فيه بيوض أنثاه (100-200 بيضة) التي تطرحها من المقذرة cloacaالمتطاولة وذلك في أثناء دوران الأنثى وذكرها بعضهما أمام بعض مدة 10 ثوان تحت سطح الماء مباشرة. ويسبق هذه العملية «رقصة زفاف» تقوم بها الأسماك بقصد جذب القرين. يحتضن الذكر البيوض لفترة 30-40 يوماً تحصل فيها البيوض على غذائها اللازم لتناميها من خلال الأوعية الدموية لجدار جيب الحضن. وعندما تصبح الصغار جاهزة للخروج من الجيب يبحث حصان البحر عن زاوية مريحة بين النباتات البحرية ويلتقط بذيله ساق إحداها ويثبت عليها ثم ينحني للخلف ويقلص العضلات البطنية بغية الضغط على جيب الحضن الذي يحتوي على الصغار لينفتح وتخرج منه صغار ضئيلة القد، تشبه الآباء.
    يصدر حصان البحر أصواتاً ضعيفة تشبه فرقعة الأصابع ذات تردد 500-4800 هرتز، تزداد حدة في فترات التكاثر. وتربى أسماك حصان البحر في أحواض اصطناعية خاصة وتستعمل في أحواض الزينة البحرية.
    أمير إبراهيم

  6. #236
    الحلقيات

    الحلقيات Annelida ديدان ذات أحجام متباينة. تعيش في المحيطات والبحار والمياه العذبة، وبعضها تكيف مع الحياة على اليابسة في التربة الرطبة، وتمكنت من ذلك بفضل غطاء مخاطي تفرزه غدد في بشرتها يحميها من الجفاف.
    وهي ذات تناظر جانبي، جسمها مقسم إلى حلقات متتالية، ثلاثية الأدمات triploblostic. يحمل بعضها أشـعاراً كيتينية تسـمى أهلابـاً chaetae، يُعتمد عليهـا في التصنيف، وتكون غائبة لدى بعضها الآخر.
    تتميز الحلقيات بوجود الجوف العام coelom، الذي يكون مقسماً بحواجز، لذلك يسمى الجوف العام المتقسم schizocoelom. جهاز الدوران مغلق. يتم التنفس لديها عبر الجلد في الأنواع البرية، أو بالغلاصم gills في الأنواع المائية. يتألف جهازها الإفراغي من شفع من الكلى يوجد في كل قطعة من قطع الجسم. جملتها العصبية معقدة تتألف من دماغ وطوق حول البلعوم وحبل بطني، عليه في كل قطعة، شفع من العقد.
    وهي حيوانات خنثوية أو منفصلة الجنس، لكن إلقاحها متبادل. وتَقَسُّـمُ بيوضها من النمط الحلزوني spiral، وينتج عن ذلك يرقة سابحة، إن وجدت، تسمى اليرقة حاملة الدولاب trochophore.
    شكلها الخارجي
    يبدو جسم الحلقيات أسطوانياً متطاولاً، مسطحاً قليلاً في الناحية البطنية. يراوح طولها عموماً بين 0.5 مم و 3متر، ويبلغ قطرها من 10 إلى 150مم. يتألف الجسم، في نهايته الأمامية، من رأس غير متقطع، يسمى القطعة قبل الفمprostomium، ثم من عدد كبير من الحلقات الجسمية يختلف عددها بحسب النوع. والنهاية الخلفية تسمى الذييل pygidium الذي يحمل الشرج.
    يغطي الجسم بشرة epidermis تتألف من طبقة واحدة من الخلايا، تغطيها قشيرة cuticle رقيقة. في البشرة الكثير من الغدد التي تفرز مواد خاصة بكل نوع، تفيد في فترة التكاثر وفي طرد الأعداء وغيرها.
    يوجد على سطح الجسـم عدد من الأعضـاء الحسية مثل اللوامس والقرون والعيون البسيطة التي يختلف عددها، توجد غالباً في المنطقة قرب الفم. ويلاحظ على جانبي الجسم، لدى بعض الأنواع، أرجل جانبية parapodia أو أهلاب، يستخدمها الحيوان في الحركة.
    تكاثرها
    من المعروف أن معظم الحلقيات تستطيع تجديد أجزائها التي تُبْتَـر لأي سبب كان، وتسترد الدودة عادة شكلها الطبيعي. حتى أن بعضها يتكاثر بهذه الطريقة، بحيث يجدد الجزء الأمامي الجزء الخلفي من الحيوان، ويقوم الجزء الخلفي بتجديد الجزء الأمامي من الدودة الذي يقوم بتشكيل رأس جديد.
    لكن معظم الحلقيات تتكاثر جنسياً، ومعظم كثيرات الأهلاب وحيدة الجنس، ويقتصر جهاز كثيرات الأهلاب البحرية على مناسل تكون ملتصقة بالصفاق في الجوف العام حيث تتكون النطاف والبيوض، وتنطلق العناصر التناسلية بتمزق جدار الجسم أو من خلال الكلية، وتطرح في ماء البحر حيث يتم الإلقاح، ثم يبدأ انقسام البيضة الملقحة الذي يكون من نمط التقسم الكلي الحلزوني spiral، إذ تتوضع مغازل الانقسام بصورة مائلة، وينتج عن ذلك أن كل خلية من الخلايا الأصل العلوية تتوضع فوق منطقة اتصال خليتين أصل متجاورتين من خلايا النصف السفلي وليس فوق الخلية الأصل. وتنتظم المغازل الأربعة أثناء الانقسام الثالث انتظاماً لولبياً تقريباً. وتكون النتيجة تَكَوُّن مجموعات محددة من الخلايا الجنينية يعرف مصير كل منها في الحيوان الكامل. وتجدر الإشارة إلى أن انطلاق البيوض في ماء البحر له علاقة بالدورة القمرية أو المد والجزر. وقد يتم في بعض الحالات في يوم أو يومين أو ليلتين في السنة بكاملها.
    لكن بعض الحلقيات خنثوية، إذ تتشكل البيوض والنطاف في الفرد نفسه، ويكون أحد المنسلين وظيفياً والآخر لم ينضج بعد، بحيث لا ينضج الجنسان في آن واحد. أما قليلات الأهلاب والعلقيات فكلها خنثوية، وطورت لنفسها آلية تنتقل بها النطاف من أحد القرينين إلى الآخر دون أن تلقح البيوض، بل يحتفظ القرين بالنطاف في «قابلات منوية» spermathecaeلتنضج وتتشكل البيوض الناضجة تمهيداً للإلقاح.
    الشكل (1)
    دودة الأرض في وضع الاقتران
    ويتم الاقتران بأشكال متعددة، إذ يمكن أن يتم تبادل النطاف في آن واحد، كما في دودة الأرض التي يتم الاقتران لديها بالتحام القرينين بطناً لبطن (الشكل-1)، لكن يمكن أن يتم في أوقات مختلفة. كما أن إلقاح البيضة وإطلاق البيضة الملقحة لدى العلق الطبي يتم بعد عدة أشهر من تلقي العلقة نطاف القرين.
    يفرز السرج clitellum، الموجود لدى قليلات الأهلاب والعلقيات، شرنقة تحيط بالبيضة التي تضعها الدودة. علماً أن السرج قد لا يظهر على الحيوان إلا في فصل التكاثر. والحقيقة أن الشرنقة تُفْرَزُ بشكل حزام، وأثناء انسحاب الدودة منه تنطلق فيها البيوض حيث يتم تلقيحها، ثم تنغلق نهايتا الشرنقة لدى انسحاب الرأس منها.
    تخرج الديدان الصغيرة مكتملة النمو تقريباً، بحيث تستطيع مقاومة الظروف البيئية القاسية، أما كثيرات الأهلاب البحرية فتكون بيوضها صغيرة عادة، ولا يتجاوز قطر الواحدة منها عشر الميليمتر، لكن ينطلق منها في البحر أعداد كبيرة، تتطور بسرعة لتخرج يرقات حاملة للدولاب.
    تصنيفها
    يعرف منها نحو 17000 نوع تتوزع في ثلاثة صفوف هي:
    1- كثيرات الأهلاب Polychaeta: تعيش أفرادها في البحار والمحيطات وتمتاز بالأهلاب الكيتينية الغزيرة القاسية، وباليرقة حاملة الدولاب. ويضم هذا الصف 12 رتبة، قسمت إلى 66 فصيلة. تم التعرف على 13000 نوع فيها، منها الدودة الشاطئية (النيريئيس) Nereis verens .
    2- قليلات الأهلاب Oligochaeta: يعيش معظمها في المياه العذبة وقليل منها في التربة الرطبة. ليس لها أرجل جانبية، قليلة الأهلاب، كما تمتاز ببنية تسمى بالسرج clitellum تتألف من منطقة ثخينة في القسم الأمامي من الجسم تسهم في عمليةالتكاثر. وهي خنثى وبدون مراحل يرقية. ويقسم هذا الصف إلى 4 رتب، تضم 3500 نوع. منها دودة الأرض Lumbricus terrestris.
    3- عديمات الأهلاب Achaeta أو العلقيات Hirudinea: منها العلق الطبي Hirudo medicinalis، وجسمها منبسط ومقسم إلى عدد محدد من القطع (32 قطعة إضافة للقطعة قبل الفم) ولها محجم أمامي صغير يتألف من القطعة قبل الفم، وقطعتان جسميتان، ومحجم آخر في نهاية الجسم يتألف من القطع الجسمية السبعة الأخيرة، ينفتح الشرج على وجهه الظهري. يميز في هذا الصف ثلاثة رتب.
    أهمية الحلقيات وتأثيرها على الإنسان
    تلعب الحلقيات دوراً هاماً بموقعها ضمن السلسلة الغذائية، وتؤثر بشكل غير مباشر على النشاط البشري.
    توجد أنواع الديدان البحرية ضمن الرمال بالقرب من الشواطئ (منطقة المد والجزر) وهي منتشرة بأعداد كبيرة جداً وعلى مساحات واسعة وتمثل مصدراً غذائياً أساسياً لعدد كبير من أنواع الأسماك والحيوانات اللافقارية. ونظراً لأهميتها جُلبَتْ إلى شواطئ البحار في المناطق الباردة لتساهم بتغذية الأسماك وتأمين مصدر غذائي دائم ووفير لها.
    أما بالنسبة لأنواع ديدان الأرض التي تعيش على اليابسة في التربة الرطبة (تربة الغابات وتربة الأراضي الزراعية) فدورها معروف وتم إثباته منذ داروين فوجودها في التربة يساعد على تغيير طبيعة التربة لتصبح غنية بالمواد العضوية وتزداد كمية الأكسجين فيها نتيجة حفرها للأنفاق العميقة فتسمح بتهويتها، ولذلك هي مفيدة جداً للتربة الزراعية. وتعد مصدراً غذائياً هاماً للكثير من الحيوانات التي تعيش في الغابات.
    استخدمت العلقيات منذ القديم في علاج الكثير من الأمراض في مناطق مختلفة من العالم. وما زال العلق الطبي Hirudo medicinalis يستخدم حتى الوقت الحاضر في بعض مناطق آسيا الوسطى وإفريقيا.
    تعيش أنواع العلق في مجاري الأنهار في المناطق الحارة وتتغذى على دم أنواع مختلفة من الفقاريات والطيور المائية، وهي تتمكن من ذلك بسبب الفكوك الكيتينية التي توجد في فمها وبإفراز الغدد اللعابية لمادة الهيرودين hirudin التي تمنع تخثر دم المضيف، لذلك فإن العدد الكبير لهذه الديدان في الوسط يؤدي لموت الحيوانات التي تعيش فيه.
    والنوع الذي يسمى علق النيل Limnatis nilotica لا يملك تلك الفكوك وإذا شرب إنسان أو حيوان ماء يحتوي هذا العلق، فإنه يصل إلى القصبات الهوائية فالرئتين حيث يتغذى بالدم مباشرة وقد تسبب الاختناق وموت المضيف. وقد يكون هو النوع الوحيد من الحلقيات الذي يسبب أذى مباشراً للإنسان، ويؤدي إلى موت الكثير من الحيوانات التي يربيها كالأبقار والمواشي عندما ترد الماء في مناطق وجود علق النيل.
    منى حيدر

  7. #237
    الحمَاميات

    الحماميات Columbidae فصيلة من الطيور تنتمي إلى رتبة حماميات الشكل Columbiform، فيها نحو 285 نوعاً من الحمام واليمام، يطلق اسم الحمام على الأنواع الكبيرة واليمام على الأنواع الصغيرة. وهي طيور جميلة مألوفة، سريعة الطيران، عضلاتها الصدرية قوية تساعدها على الطيران. منقارها محدب، تغطى نهايته بغشاء جلدي يسمى «اللحيمة» cire. ذيله يؤمن له الطيران السريع. غذاؤه الحبوب، وبعض أنواعه تأكل الثمار، والبعض الآخر يتغذى بالحشرات واللافقاريات الصغيرة. يشرب الحمام الماء بطريقة تختلف عن الطيور الأخرى, فهو لا يرفع رأسه للأعلى مع كل رشفة، كما تفعل معظم الطيور، بل يدفع منقاره في الماء حيث يرتشفه كما لو كان يستخدم ماصة.
    حياة الحمام وطباعه
    يفضل الحمام المناطق الدافئة الاستوائية، ويبتعد عن المناطق القطبية الباردة، لهذا فهو قليل في كندا واسكندنافيا وغيرها من المناطق الجليدية. وقد تكيف الحمام مع بيئته الخاصة فهو يبدي كثيراً من التبدلات اللونية في رياشه منسجماً مع ألوان الطبيعة، ويزهو برياشه العُرْسِيَّة في فترة النشاط الجنسي.
    يبني الحمام أعشاشه فوق الشجر، وهناك نوع واحد هو يمام الصخر يبني أعشاشه على المنحدرات الصخرية أو فوق نتوءات المباني وأعتابها، ويبني بعضُها أعشاشَه فوق الأرض، أو يستخدم أعشاش الطيور الأخرى.
    يصدر الحمام أصواتاً عذبة تعرف بالهديل، وعن طريقها يتم التفاهم فيما بينها، وخاصة في مرحلة التكاثر.
    يتمتع الحمام، سواء كان أليفاً أو برياً، بعادات اجتماعية معينة. فهو يتحرك جماعياً، ويتقاتل قليلاً في فصل التكاثر. ويبدأ النهار عادة بهديل جماعي، ثم ينطلق للتفتيش عن الغذاء والشراب، ثم يعود إلى مجثمه الذي انطلق منه ليمضي فترة الحر، وينطلق ثانية بعد الظهر طلباً للغذاء والشراب، ليعود لمرقده يقضي الليل بطوله. وهذا ما جعله أسير المكان، كما في الحمام الزاجل الذي يعود إلى المكان الذي نُقِلَ منه.
    يتكاثر الحمام في الربيع والصيف. وهو أحـادي الزيجـة monogamous إذ تلازم الأنثى ذكراً واحداً طيلة حياتها تقريباً. وهذا ما يلفت النظر بين الحيوانات التي تعيش عادة في مجموعات. يبدأ الذكر غَزَلُه بالتصويت عالياً متبختراً أمام الأنثى. وهو يُصْدِرُ في أثناء الغزل أصواتاً كالقرقرة تبدو وكأنها فقاعات صادرة من حوصلته. وفي مرحلة تالية يبدي الذكر حركاتٍ تبدو وكأنه ينحني للأنثى، ويصدر أصواتاً كأنه يكلمها. وفي أثناء ذلك تحني الأنثى رأسها وتوجه منقارها نحو الأسفل تجاوباً مع الحركات المماثلة من الذكر. ويهدأ القرينان بعد ذلك قليلاً، يقوم أحد القرينين في أثنائها، ويكون عادة الذكـر وأحياناً الأنثى، بإمرار منقاره بلطف على ريش رأس القرين. وفي هذه الأثناء يُخْرج الذكر بعض «الحليب» من حوصلته الذي تبتلعه الأنثى، ويعتقد أنه يحتوي على بعض الهرمونات التي تحرض غددها التناسلية ويجعلها قادرة على التجاوب.
    تستمر هذه الحركات عدة أيام يتبعها تحضير العش، الذي يقوم الذكر بدور فاعل فيه، فينتقي المكان على شجرة أو ثغرة في الصخر، ويجمع بعض الأغصان والمواد الأخرى التي تقوم الأنثى بترتيبها فيه.
    تضع الأنثى عادة بيضتين في كل مرة، تكون بيضاء موشّحة باللون الأزرق، يتناوب الذكر والأنثى في حضنهما، الأمر الذي يبدأ عادة بعد وضع البيضة الثانية. ويستمر الحضن سبعة عشر يوماً تقريباً. ويفصل بين ظهور الفرخين عادة يوم أو يومان. وتكون الصغار الناقفة عارية إلا من بعض الخيوط الريشية والزغب، عمياء لا تستطيع الحراك، لكن سرعان ما تفتح عيونها لتتغذى بـ «حليب» الأم الذي تفرزه حوصلتها، ثم بالبذور والثمار الطرية. ويحافظ الأبوان على الصغيرين دافئين طيلة عشرة أيام تقريباً، ينمو فيها الريش. ويصبح الصغيران قادرين على الانطلاق بعد شهر تقريباً، ومع ذلك فإنهما يبقيان في العش تحت رعاية الأبوين لفترة أطول من ذلك.
    ينطبق الوصف السابق على الحمام الأهلي، كما ينطبق على كل أنواع الحمام واليمام، مع اختلافات بسيطة تتعلق ببعض التفاصيل مثل فترة الحضن وغير ذلك.
    أنواع الحمام
    ثمة مجموعتان رئيستان من الحمام، هما الحمام البري والحمام الأليف. ويقوم الإنسان عادة بتربية الحمام الأليف.
    الحمام البري: ويوجد منه ما يقارب 300 نوع، إلا أن الأنواع المعروفة منه محدودة، من أهمها:
    الشكل (1) الحمام المطوق
    الشكل (2) ترغل الغابة
    ـ الورشان Columba palumbus الذي يسمى أيضاً حمام الغابة لأنه يعيش في الغابات والحدائق. وهو أكبر الأنواع الأوربية، ريشه رمادي، وعلى صدره بقع حمر براقة، وهناك بقع بيض على الجناحين، وعلى جانبـي العنـق ياقة سوداء محفوفة بالريش الأبيض تشكل حوله حلقة، لذلك يسمى أيضاً الحمام المطوّق (الشكل-1)، وهو منتشر في أوربة يهاجر منها شتاء نحو شمال إفريقية ليمضي الشتاء فيها، كما يكثر في وسط آسيا وغربها.
    ـ اليمام Columba aenas، وهو حمام بري يعيش على الأشجار، صغير الحجم ويميل إلى اللون الأزرق أكثر من حمام الغابات وبدون بقع على الرقبة والصدر.
    ـ الحمام الطوراني Columba livia، ويسمى أيضاً يمام الصخر لأنه يبني أعشاشه على الصخور أو في المناطق الجبلية، كما يسمى أيضاً حمام باريس أو المدن، حيث يوجد بكثرة ويقوم الإنسان بتغذيته. وهو يكثر في مصر وبلاد الشام وفي أوربة ووسط آسيا وغربها وفي الهند. يشبه اليمام من حيث الحجم، لكن لونه أزرق داكن ولون ريش رقبته أخضر لامع بنفسجي، وعلى كل جناح شريطان أسودان، ومؤخرته بيضاء عليها رياش سوداء اللون. وهو أصل السلالات الأهلية.
    ـ ترغل الغابة Streptopelia turtur، ويسمى في مصر القُمْرِيَّة (الشكل-2). وهو يعيش في الأرياف، منتشراً في جنوب أوربة وغرب آسيا وشمال إفريقيا. وهو أصغر أنواع الحمام الأوربي، وأصغر رأساً وأطول رقبة منه. منقاره مستقيم ويميل ريشه نحو اللون البني الأحمر، وعلى جانبي العنق ثلاث أو أربع أشرطة سوداء على أرضية بيضاء. تغادر أوربا شتاء نحو إفريقية لتعود في السنة اللاحقة. يذكر منها الترغل التركي الذي اكتشف في فرنسة، وترغل البراري الذي يُحْفَظُ في أقفاص وأصله إفريقي، ويوجد في منطقة البحر المتوسط.
    الحمام الأليف
    الحمام الأليف متعدد العروق، ويعتقد العلماء أنها استمدت أصولها كلها من الحمام الطوراني (يمام الصخر البري). وعني الإنسان بتربية الحمام منذ آلاف السنين لأغراض مختلفة ،كالغذاء وحمل الرسائل والسباقات والترفيه والاستعراض.
    أقربها إلى الأصل الحمام الروماني، وهو أكبر أنواع الحمام الأليف، ويعرف بحلقته الحمراء حول العين.
    الشكل (3) الحمام مروحي الذيل
    أما الحمام المتدحرج فهو خليط من عدة سلالات، تشترك كلها بميزة قدرتها على الالتفاف للخلف بحركات بهلوانية فجائية ملفتة للنظر في أثناء الطيران أو على الأرض.
    ويمتاز الحمام اليعقوبي باتجاه رياش رأسه وعنقه نحو الأمام بشكل القلنسوة.
    يلفت النظر الحمام مروحي الذيل (الشكل-3) بذيله الكبير المؤلف من عدد من الرياش الذي يصل إلى 42 ريشة يستطيع فردها بشكل المروحة، مائلاً رأسَه نحو الخلف بحيث يلامس مروحته الذيلية، وهو يتميز ببلعومه الكبير جداً، خصوصاً لدى الذكر، الذي ينفخه بالهواء على نحو يختفي معه الرأس، فيتنقل متمايلاً مزهواً بمنظره جارّاً وراءه ذيله. وهناك أيضاً الحمام الهزاز.
    الحمام الزاجل
    انحدر الحمام الزاجل من الحمام البري. يستطيع الطيران بسرعة تراوح بين 45-90 كم/سا. ويمتاز بقدرته على العودة إلى مكـان انطلاقـه دون خطأ، لذلك استخدم في الأيام الغابرة وسيلة لنقل الرسائل السرية. والحمام المدرّب جيداً يستطيع العودة إلى مكان انطلاقه الذي يبعد مئات الكيلومترات، حتى في الليالي المظلمة. ويحكى أن حماماً زاجلاً عاد إلى موطنه الأصلي الذي يبعد نحو 450 كيلومتراً. وهو يستطيع الطيران مسافات طويلة تصل إلى 1000 كم من دون توقف للشرب أو الأكل.
    ولا يعرف الكثير عن آلية توجه الحمام. ولاشك أن النظر لا يمكن الاعتماد عليه في ذلك لأن الحيوان يطير بسهولة نحو هدفه في الليالي المظلمة، ويقال إنه يتمتع بحس مغنطيسي يوجهه مستعيناً بالمغنطيسية الأرضية. وقد تقوم القنوات نصف الهلالية في الأذن بدور أساسي في توجيه الحيوان. وقد بينت التجارب أن الطائر لا يفقد حس التوجه في أثناء العواصف المغنطيسية، كما أنه لا يتأثر بموجات الراديو. ويعتقد اليوم، بناء على نتائج تجريبية، أن توجه الحيوان يعتمد على قدرة الحيوان الغريزية على ربط ارتفاع الشمس بحركتها. وهناك بعض المعطيات التي تشير إلى إمكانية وجود آلية ملاحةِ تتعلق، في الليل، بالنجوم والقمر.
    للحمام الزاجل شهرة خاصة عند العرب والمسلمين، فقد استخدم أول مرة في الموصل في العراق لنقل الرسائل، ثم في مصر في عهد العباسيين والفاطميين. وقد نظمت لذلك خطوط خاصة بين عدد من عواصم البلدان العربية والإسلامية ومدنها لنقل الرسائل المستعجلة، أهمها ما بين مصر والشام في عهد نور الدين محمود (1146م) حيث أُعِدَّ لها محطات ذات أبراج كل 21كم. وهناك خطوط فرعية، منها خط القاهرة دمشق عن طريق غزة والقدس وبعلبك.
    وقد استخدمه قدماء المصريين والفرس في نقل الرسائل منذ 3000 سنة، وفي اليونان كان الحمام الزاجل ينقل أخبار الألعاب الأولمبية، واستخدمه الرومان لنقل الأخبار العسكرية، والفرنسيون لنقل أخبار الحرب الفرنسية البروسية، وقام الألمان بتدريب الصقور للإمساك بها، واستخدمه الأمريكان في الحرب العالمية الأولى والثانية وفي الحرب الكورية.
    هجرتها
    تنتشر الحماميات في الكثير من أصقاع الأرض، لكن بعض أنواعها تمارس هجرات طويلة بغية الحصول على الدفء، مثل طيور ترغل الغابة التي تهاجر شتاء من أوربا لتقضي الشتاء في إفريقية وتحديداً في الصحراء الجنوبية، ويذكر كذلك الورشان الاسكندنافي الذي يهاجر شتاء إلى فرنسة وإسبانية وأمريكة.
    بالمقابل هناك بعض الحمام لا يقطع في هجرته سوى مسافات قصيرة.
    الحمام والإنسان
    يصطاد الإنسان الحمام للغذاء أو الرياضة، وفي البحوث العلمية يستخدمه أنموذجاً لدراسة سلوك الطيور. وهو يكثر في معظم الساحات الكبيرة في المدن، حيث تتجمع في أسراب بأعداد كبيرة يستمتع الزوار والأطفال بإطعامها. لكن مخلفاتها، بسبب غزارتها، قد تسبب إزعاجاً كبيراً للسكان، فتكلفهم مبالغ طائلة لتنظيفها، وقد تسبب تآكل الحجر بسبب حمض البول المركّز فيها، إضافة لنقلها بعض الأمراض.
    بشير الزالق

  8. #238
    الحُمْحُميَّة (فصيلة -)

    الفصيلة الحمحمية Boraginaceae تسمية عربية تراثية تقابل التسمية الفرنسية البوراشية Bourrache التي تعني لسان الثور المستمدة من العربية البوعرق أو أبو العرق Borago أو أبو الرش نسبة إلى خواصه الطبية المعرِّقة والمدرة، وتدعى أيضاً فصيلة لسان الثور منسوبة إلى جنس لسان الثور المسمى أنخوسة Anchwsa. وهي مجموعة أعشاب أو جنبات أو أشجار، واسعة الانتشار، من رتبة Polemoniales من أنبوبيات الزهر Tubiflorales تضم 100 جنس تتوزع على 2000 نوع. متميزة بنوراتها العقربية وأوراقها الخشنة وثمارها المكونة من أربع جويرات في كل منها بذرة واحدة. تتمثل في الأراضي السورية اللبنانية بـ 30 جنساً و100 نوع.
    أبرز أجناسها: الانتحائي أو دوار الشمس Heliotropium الذي يضم 250 نوعاً. ولـسان الكـلب Cynoglossum الذي يضم (75 نوعاً). وصخـري البذور Lithospermum الذي يضم (55 نوعاً). وآذان الفأر Myosotis الذي يضم (40 نوعاً). والحماريOnosma الذي يضم (100 نوعاً). والأفعوي Echium الذي يضم (75 نوعاً). والمخضبة Anchusa الذي يضم (50 نوعاً). والقانا Alkanna الذي يضم (40 نوعاً). والأرنبية Arnebia الذي يضم (40 نوعاً). والبعراقBorago الذي يضم (4 أنواع). والكورديا Cordia الذي يضم (100 نوع).
    الأهمية الاقتصادية
    تضم الفصيلة الحمحمية أنواعاً اقتصادية أبرزها:
    الأرنبية السبدة Arnebia hispidissima:
    تسمية الجنس مستمدة من اللغة العربية نسبة إلى شكل وبر النبات الذي يشبه وبر الأرانب. وقد وصفه النباتي العربي أبو حنيفة الدينوري في القرن العاشر الميلادي كالآتي: الأُرْينبة عشبة كالنّصي إلاّ أنها أدق وأضعف وألين، وهي ناجعة في المال جداً، ولها إذا جفت سَفى كلما حرك تطاير فارتز في العيون والمناخر. تنبت في الفيضات والمنخفضات الغضارية في الوطن العربي، وهو نوع هندي إيراني باكستاني، تستعمل جذوره للحصول على ألوان حمراء قانية.
    المخيط Cordia mixa:
    من أسمائه المتداولة: المخاط والدبيّق وسبستان (من الفارسية معناها أطباء الطلبة)، المقساس (تسمية شامية)، تستعمل ثماره الدبقة أكلاً لتليين الصدر وفي صنع دبق الطيور. يفضل الشمس المباشرة. تُرَّد أصوله إلى الهند الشرقية. يتكاثر بالبذور والترقيد.
    القاني الصباغي Alkanna tinctoria:
    من أسمائه المتداولة: شبيّط ودبّون وشنجار ورجل الحمام وحميراء ودم الأخوين. يحوي في قشرة جذوره مواد صباغية شنجارية حمراء بنسبة 5-6% تدعى: القانين alkannine المنحلة في المحلات العضوية والزيوت. يتحول القانين الأحمر بالتفاعل مع الهيدروكسيدات القلوية إلى لون أخضر أو أزرق. وللقانين خواص صادات حيوية للمكوّرات العنقودية وفطريات البياض Candida لائمة للجروح.
    البعراق المخزني Borago officinalis:
    من أسمائه المتداولة: بوراش ولسان الثور والحمحم وبوغلصن. يستعمل مدراً ومعرقاً وضد السعال، والتهابات الكلى والمثانة، لائم للجروح.
    الانتحائي أو دوار الشمس العنب Heliotropium bacciferum:
    250 جنبة شائعة في الجزيرة العربية معروفة بالرمرام مستعملة عند البدو لمعالجة لدغة الأفعى.
    أنور الخطيب

  9. #239
    الحنظل

    الحنظل Citrullus colocynthis نبات معمِّر من الفصيلة القرعية، لونه ضارب إلى الرمادي، سوقه نحيلة، موبرة، مستلقية على الأرض، أطوالها متباينة، ذات محاليق بسيطة أو متفرعة. الجذر ثخين يمتد شاقولياً في التربة. الأوراق بسيطة، متعاقبة، زغبة، طويلة المعلاق، نصلها مثلثي الشكل، مقسّم بعمق إلى عدد من الفصوص يراوح عددها بين خمسة وسبعة فصوص ذات حافة جيبية وقمة مدوّرة.
    الأزهار مفردة وحيدة الجنس وحيدة المسكن؛ الكأس خماسي الفصوص؛ التويج جرسي الشكل يتألف من التحام خمس بتلات صفراء اللون؛ المذكر في الأزهار الذكرية مؤلف من خمس أسدية خيوطها قصيرة وحرة، وتلتحم مآبر كل زوج منها مع بعض ويبقى الخامس حراً. أما المأنث في الأزهار الأنثوية فيتألف من ثلاث كرابل ملتحمة، تشكل مبيضاً ثلاثي الحجيرات كثير البويضات، وقلم قصير يتفرع إلى ميسم ثخين ثلاثي الفصوص، كما يلاحظ في الزهرة الأنثوية آثار الأسدية.
    الثمرة ماوية تشبه ثمار البطيخ الأخضر، كروية، قطرها من 7-10سم، لونها أخضر باهت مزركش ببقع قاتمة غير منتظمة ثم يتحول عند النضج إلى اللون الأصفر، لبها شحمي، مر علقم، يجف ويصبح إسفنجي القوام، خفيف الوزن. البذور متعددة، زيتية، مضغوطة، ملساء، لامعة، بنية اللون. تجمع الثمار عند اكتمال نموها وقبل تمام النضج، حيث تقشر، وتستبعد البذور، ويؤخذ اللب فقط ويجفف ويسحق ويستعمل للأغراض الطبية.
    يزهر الحنظل من آذار إلى تموز، ويتكاثر بالبذور.
    منابته ومواقع انتشاره الجغرافي
    يزدهر النبات في الأماكن الرملية قرب البحر ومجاري المياه وفي الصحراء. ينتشر طبيعياً في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وغرب آسيا، والجزيرة العربية. أهم البلاد المصدرة لثماره هي تركيا، مصر، إسبانيا. وهو شائع في بلاد الشام.
    الاستعمالات الدوائية القديمة
    عرف الحنظل من قبل اليونانيين والرومان، واستعمله كل من ديسقوريدس وبلينيوس، ونُقش رسمه على جدران المعابد. كما عرفه الأطباء العرب إذ يقول داود الأنطاكي في الحنظل: «هو نبت يمتد على الأرض كالبطيخ، وهو حار يابس، تبقى قوته إلى أربع سنين، ويسهل البلغم شرباً، وينفع في الفالج والصداع وعرق النسا والمفاصل والنقرس وأوجاع الظهر، وطبيخه مع الزيت ينفع في الجذام وأوجاع الأذن واليرقان».
    إن زيارة لدكان بائع العشب، أو العطار، يشير إلى وجود الحنظل مادة نباتية طبية، إذ يستعمل في الطب الشعبي لعدة علل، فمنقوع لب الثمرة يزيل حالات الإمساك المزمن وينشط حركة الأمعاء والمعدة ويقلل الغازات. كما يفيد في علاج الصفراء وآلام الكبد وفي علاج الأمراض الروماتيزمية. ويستعمل الزيت المستخلص من البذور في معالجة بعض الأمراض الجلدية كالجرب، وفي طرد القرّاد العالق بجلد الحيوانات. ويضيف بعض الأهالي الثوم إلى مغلي جذوره لعلاج لدغة الثعبان، كما يستعمل في علاج الجروح لأن له خواص مطهّرة. النبات سام إذا أخذ بكميات كبيرة.
    المكونات الفعالة
    تحتوي ثمار الحنظل على مواد مختلفة من أهمها: غليكوزيدات شديدة المرارة هي الحنظلين Colocynthin والكوكربيتاسينCucurbitacin، ومواد راتنجية، وبكتين، وصابونيات، وزيوت ثابتة قد تصل نسبتها إلى 20%.
    الاستعمالات الدوائية الحديثة
    تستعمل المستحضرات المعدّة من الحنظل بتركيب محدد في علاج الإمساك المزمن والحاد والذي يعود لأسباب عدة، وتقوم آلية تأثيره على زيادة كمية السائل في الأمعاء وتهييج أغشيتها المخاطية وزيادة حركتها. إلا أنه مسهل عنيف لذلك ينبغي الحذر في استعماله. كما يستعمل في علاج اضطرابات الكبد والمرارة.
    تشير الأبحاث الحديثة إلى أن لخلاصة بذوره تأثيراً ثابتاً في تخفيض نسبة السكر في الدم وذلك من تجارب أجريت على الجرذان. كما تشير مراجع أخرى إلى دور بعض المكوّنات الفعالة المستخرجة من الحنظل في علاج بعض الأورام.
    عماد القاضي

  10. #240
    الحوتيات

    الحوتيات Cetacea رتبة من صف الثدييات[ر] Mamalia تكيَّفت أفرادها للحياة المائية. تشبه في شكلها الأسماك لدرجة أن البيولوجيين صنفوها سابقاً معها، إلا أن الدراسات المقارنة بينت أنها ثدييات انحدرت من حيوانات برية قد يكون لها علاقة بالحافريات[ر] مفردات الأصابعPeryssodactylae، لكن بعضهم يرى أنها انحدرت من مجموعة من الثدييات اللاحمة المعروفة باسم Cryodonta، إلا أن أصولها لا تزال غيرواضحة.
    صفاتها العامة و حياتها
    تمتاز الحوتيات بطبقتها الشحمية السميكة التي توجد تحت الجلد والتي قد يصل سمكها إلى نحو 15 سنتيمتراً، تحافظ بها على حرارة جسمها، كما تمثل مدخراً غذائياً جيداً لها، وتشكل لدى بعض الأنواع نصف وزن جسمها. كما يفتقد جلدها الغدد الدهنية أو العرقية.
    جلدها مجرد من الأشعار عدا البعض الذي يوجد على الخطم. كما أنها من دون رقبة، رافق ذلك انضغاط شديد للفقرات الرقبية السبعة (المتطاولة لدى الزرافات) التي غالباً ما يلتحم بعضها مع بعض. لذلك فإن الرأس لا يستطيع الدوران بالنسبة للجسم.
    تحوّل الطرفان الأماميان للحيتان إلى مجدافين لهما هيكل الطرف الأمامي بكامله، وهما يتحركان إلى الأعلى والأسفل لكنهما لايسهمان في دفع الحيوان إلا أنهما يساعدان في تحقيق توازنه.
    وهي من دون أطراف خلفية، لكن تبقى أحياناً بقايا الفخذ أو القصبة داخل الجسم،وهذا برهان على انحدار أفراد هذه الرتبة من ثدييات برية رباعية الأطراف. لكن يلاحظ وجود بقايا للحوض.
    للحيتان زعنفة ظهرية صغيرة، هي عبارة عن ثنية جلدية لا يدعمها أي هيكل، يبدو أنها تحافظ بها على مسار الحوت أثناء سباحته، لكن بعضـها ليس له هذه الزعنفـة وتكون حركتها أبطأ من الحيتان الأخرى. كما لا يوجد لديها ما يطابق الزعانف الذيلية والحوضية في الأسماك.
    عضو الحركة الحقيقي لدى الحيتان هو الذيل المضغوط أفقياً والمشطور إلى شطرين جانبيين وبهذا يختلف عن الزعنفة الذيلية للأسماك. وهذا الذيل يعمل على دفع الحيوان مثلما تعمل المراوح الدافعة للسفن، وتوجه حركاته يمنة ويسرة مثل دفة السفينة.
    يتثنى الجلد تحت الفم وعلى الصدر، لدى بعضها، بشكل أخاديد (شكل-1)، تسمح بتمددها بتوسع تجويف الفم، ومن ثم استيعاب كمية كبيرة من صيدها الغذائي.
    الشكل (1)
    يميز في معدة الحيتان جوفان، الأول يطابق حوصلة الطيور والثاني جزء هاضم يفرز العصارات الهاضمة. لكن أكثر ما يميز الحيتان تنفسها وجهازها الدوراني. فهي تغطس إلى عمق يراوح بين 50-100 متراً، ويبقى بعضها تحت الماء نحو الساعة. وهي، قبل الغوص، تُدْخِلُ كمية كبيرة من الهواء إلى رئتها التي تمتد ضمن البطن، والتي تتسع إلى نحو 100-140 قدماً مكعباً من الهواء الذي يحتوي على نحو 28 قدماً مكعباً من الأكسجين الصافي، وهو يكفي الحيوان كي يبقى تحت الماء نحو ثلاثة أرباع الساعة. ويلاحظ أن للحيتان عدداً أكبر من الأسناخ الرئوية، فمساحة أسناخ الدلافين مثلاً تقدر بثلاثة أضعاف ما هو عند الإنسان، لذلك فإن سطح التبادل الغازي لدى الحوتيات، بصورة عامة، أكبر بكثير مما هو لدى الإنسان، ودمها أغنى بالأكسجين من دمه. كما أن كلاً من نصفي قلبها، الأيمن والأيسر، يعمل منعزلاًعن النصف الآخر. ففي الوقت الذي ينقبض فيه القلب الأيمن ببطء، مرسلاً كميات أقل من الدم غير المؤكسج إلى الرئتين، فإن النصف الأيسر يقوم بضخ الدم المؤكسج إلى أكثر أعضاء الجسم أهمية وهو الدماغ.
    وعندما ينطلق الحوت نحو سطح الماء فإن أول ما يبرز منه هو الفتحة التي ينطلق منها هواء الزفير بشكل النافورة، التي يعتقد أنها تتشكل بسبب تكاثف هواء الزفير الدافئ لدى ملامسته الهواء البارد. كما دلت بعض الدراسات على أنها تتألف من قطيرات مخاطية.
    والحيتان حيوانات ولودة، ونادراً ما تضع الأنثى مولودين. وفي الوقت الذي يحوي فيه الليتر الواحد من حليب البقر 40 غراماً من المواد الدسمة وكمية مساوية من البروتينات، فإن الليتر الواحد من حليب الحيتان يحتوي على نحو 200 غرام من المواد الدسمة و20 غرام من البروتينات، فهو لذلك غني جداً بالطاقة، مما يساعد في نمو الصغير بسرعة أكبر وتشكّل الطبقة الشحمية تحت الجلد.
    تصنيف الحيتان
    يميز في الحيتان، بحسب طبيعة غذائها، ثلاثة مجموعات، حيتان البالين التي تتغذى بالحيوانات الصغيرة كالقشريات العالقة planktonicفي الماء، لذلك تسمى المتغذيات بالعوالق Planktonophagous، وصائدات أسماك تسمى المتغذيات بالأسماك Ichtphyophagous، ومتغذيات برأسيات الأرجل Teuthophagous.
    لكن من الناحية التصنيفية تميز رتيبتان فقط، هما الحيتان ذات الصفائح والحيتان ذات الأسنان.
    الحيتان ذات الصفائح Mysticeti: وتسمى حيتان البالين whalebone wheals، فهي مجردة من الأسنان ويحل محلها تشكلات قرنية خاصـة هي صفائح الباليـن baleen (whalebone)، لذلك سميت باسم حيتان البالين، وهي عبارة عن صفائح قرنية مثلثية الشكل قاعدتها في الفك العلوي، ويصل طول بعضها إلى نحو المتر أو المترين بحسب النوع، تشكل مصفاة للطعام. وعندما يريد الحيوان التغذي يفتح فمه ويندفع ضمـن سـرب من القشــريات[ر] Crustacea الصغيرة التي تشبه القريدس (الاربيان) تسمى krill. ولدى امتلاء الفم بهذه الحيوانات يغلق الحيوان فمه ليطرد الماء عبر شبكة صفائح البالين، محتفظاً بالطعام في الداخل ليبتلعه بلسانه. ويكرر الحيوان هذه العملية مرات عدة بحيث يمكن أن تتألف الوجبة الواحدة من نحو عشرة أطنان من هذه الحيوانات الصغيرة.
    يميز فيها ثلاث فصائل، أهمها:
    أ- الباليناتBalaenidae : التي تضم الحيتان الحقيقية. و يميزها من باقي الحيتان أنها من دون زعنفة ظهرية ومن دون أخاديد صدرية. وتضم ثلاثة أجناس هي: جنس البالين Balaena وفيها بالين غرينلند B.mysticetus الذي أصبح اليوم نادراً ويراوح طوله بين 15-16 متراً وطول صفائح البالين فيه بين 3-4م، ويساوي رأسه ثلث طول جسمه تقريباً، وجنس البالين الحقيقي Eubalaena وفيه بالين الأطلسي E.glaciali النادر أيضاً والذي يساوي رأسه ربع طول جسمه تقريباً، وبالين جنوب الأطلسي E.australis وبالين جنوب الهادئ E.antipodarum الذي يرى بعضهم أنهما ينتميان للنوع E.glacialis نفسه.
    ب- البالينات المجنَّحة Balaenopteridae: ويميزها من فصيلة البالينات الزعنفة الظهرية وأخاديد الصدر ورأسها الأصغر حجماً وجسمها الأكثر انسيابية. ينتمي إليها الحوت الأزرق Balenoptera musculus وهو أكبر الحوتيات وربما أكبر الحيوانات في العالم. يصل طوله إلى نحو 30 متراً، ويعادل وزنه نحو 1500 إنسان أو 24 فيلاً. وهو ذو لون أزرق أردوازي غامق ماعدا مقدمته الأمامية والسطح السفلي لمجدافيه. ويبلغ عدد الأخاديد تحت الصدر بين 80-100 أخدود. وبسبب صيده الجائر بدأت أفراده تختفي من البحار. وهناك الحوت ذو الزعنفةB.physalus الأكثر انتشاراً من الحوت الأزرق لكنه أصغر منه حجماً، وكانت أكبر عينة منه بطول 24 متراً. زعنفته الظهرية أكثر وضوحاً وأكثر سرعة من الحوت الأزرق، لكن رأسه غير متناظر. وهناك الحوت ذو السنام Megaptera novaeangilae ذو الحدبات على الخطم والمجاديف الطويلة التي يمكن أن تصل إلى نحو ثلث طول الحيوان أو نحو 3 أمتار. هذا ولا يتجاوز عدد الأخاديد الصدرية لديه 24 أخدوداً.
    تجدر الإشارة إلى أن الحوت الأزرق والحوت ذو الزعنفة يوجدان في جميع البحار، بينما يقتصر وجود الحوت ذي السنام على المياه الدافئة.
    الحيتان ذات الأسنان Odontoceti: ويميزها أسنانها البسيطة التي يختلف عددها بحسب الأنواع. يميز فيها 7 فصائل، أهمها:
    أ- حيتان العنبر Physeteridae التي، بسبب حجمها الكبير، تُلْتَبَسْ مع الحيتان الحقيقية (البالينات ). توجد أسنانها على الفك السفلي، وعددها 40 سناً، ويقارب طول الواحد منها 15 سنتيمتراً ويزن نحو 3كغ. ليس لحيتان العنبر زعنفة ظهرية لكنها تحمل حدبات صغيرة على ذروة ثلثها الخلفي. يصل طول الذكر منها إلى نحو 20 متراً، أما الأنثى فيصل طولها إلى نصف ذلك. وهي تتميز بالحدبة الضخمة على خطمها، متجاوزة الفم وتحتوي على سائل زيتي شفاف لا لون له يتصلب لدى ملامسته الهواء متحولاً إلى كتلة شحمية كبيرة. تفرز أمعاؤه مادة كريهة الرائحة، تتحول مع الزمن إلى مادة تشكل أساساً لصناعة العطور الفاخرة. وتعيش حيتان العنبر في أسراب ( الشكل-2)، كما أنها متعددة الزيجات polygamous. وهي تختلف عن الحيتان الأخرى بكونها عدائية وتهاجم الحيوانات الأخرى، وإذا استثيرت تهاجم القوارب الضخمة. ينتمي إليها النوع الوحيد Physeter catodon الذي يوجد في المناطق المعتدلة بين خطي العرض40 شمال خط الاستواء وجنوبه.
    ب- الحيتان القزمة Kojiidae والجنس الوحيد فيها منتشر في المحيط الأطلسي والهادئ والهندي، وهو يشبه حوت العنبر.
    ج- الفقميات Phocaedae وهي أصغر الحيتان. والفقمة الشائعة Phocaena phocaena (الشكل-3) منتشرة في المياه الأوربية والبلطيق، ويصل طولها إلى نحو المترين، سوداء الظهر بيضاء البطن، ذات زعنفة ظهرية قليلة الارتفاع لكنها سباحة ماهرة. لها 100 سن وتتغذى بأسماك الهرنغ والسردين. وهناك أنواع أخرى في المحيط الهندي والشرق الأقصى.
    د- الدلافين[ر] Delphinidae ولها ما بين 100-200 سن مخروطية متشابهة ذات تثبت ضعيف على الفكين، وظيفتها التقاط الأسماكالتي تتغذى بها. وهي تستخدم كثيراً في أحواض الاستعراضات البحرية.
    الشكل (2) أسراب حوت العنبر الشكل (3) الفقمة الشائعة
    الحيتان وفوائدها
    يستخلص من كبد الحيتان «زيت السمك» الذي يحتوي على كميات كبيرة من الفيتامين د الذي تتجلى أهميته في النمو والتطور السوي للإنسان، والتكون السوي للعظام والأسنان، ويحث المعي على امتصاص الكالسيوم والفسفات، كما يؤثر في مستوى العظم مؤدياً إلى حضه على زيادة تحرر الكالسيوم والفسفات واستنفارهما. وينجم عن عوزه تلين العظام وعن زيادته تيبس الأنسجة.
    وتبين آخر دراسة أجريت احتواء زيت السمك على حموض دهنية معينة تقوم بدور هام في الصحة الذهنية للإنسان، وذلك بتنظيمها للاستجابات العصبية. كما تبين أنها تحمي الكليتين بسبب الايميونوغلوبولين آ Immunoglobuline A، وتقلل من مستويات الكالسيوم في البول، مما يعني المساهمة في عدم تشكل الحصى في الكليتين، كما تبين أنها تمنع تشكل الخثرات الدموية الأمر الذي له أهميته في عمليات غسل الدم (الديلزة) dialysis بالكلية الصناعية.
    كما تجري دراسات علمية أيضاً لتحديد فعالية العلاج اليومي بهذه الأحماض في الآثار المناعية لعقار سايكلوسبورين الذي يوصف عادة مثبطاً للمناعة عند المرضى الخاضعين لعمليات زرع الأعضاء.
    حسن حلمي خاروف

صفحة 24 من 146 الأولىالأولى ... 142223 2425263474124 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال