جذريات الأرجل
جذريات الأرجل Rhizopoda (وتسمى أيضاً اللحميات Sarcodina) حيوانات أوال Protozoa يمتد جسمها بأرجل كاذبة تستعملها من أجل حركتها والتقاط فرائسها، كما أن بعضها يحمل هيكلاً يعد آية في الجمال والتعقيد. تضم هذه المجموعة من الحيوانات الأميبات[ر] Amaebida إضافة إلى أشكال أخرى. يعيش بعضها في المياه المالحة مثل المُنَخرَبات[ر] Foraminiferaوالشعاعيات Radiolaria، وبعضها الآخر يعيش في المياه العذبة مثل الشمسيات Heliozoa.
جذريات الأرجل بسيطة التركيب، تحوي أجسامها مكتنفات قليلة. مثالها النموذجي الأميب (المتحول) البروتي Amaeba proteus.
من أهم صفاتها الأرجل الكاذبة التي يميز منها نمطان أساسيان: أرجل محورية axopoda مدعومة بخيط محوري صلب، وأرجل لا محورية يميز فيها ثلاثة أنواع: أرجل خيطية filipodia، وأرجل فصية lobopodia، وأرجل جذرية Rhizopodia (الشكل-1).
الشكل (1)
تتغذى الأشكال غير الطفيلية بالمشطورات والطحالب والدوارات والحيوانات الأوالي الأخرى، وتلتهمها بالبلعمة، أما الأشكال الطفيلية أو المتعايشة مع كائنات أخرى بما في ذلك الإنسان، كما في جنس Entamaeba بنوعيه الزحاري E.Histolyticaوالمعوي E.Coli المعروف أنهما يتطفلان على الإنسان فيسببان مرض الزحار المعروف.
يتم التكاثر اللاجنسي لدى جذريات الأرجل بالانشطار (الشكل-2)، أما التكاثر الجنسي فيتضمن اندماج أعراس متماثلةisogamets، تحمل لدى الشعاعيات والمُنَخرَبات سياطاً. أما المنخربات فالتكاثر الجنسي لديها يتضمن تناوباً لتكاثر جنسي مع تكاثر لا جنسي.
الشكل (2)
من أهم جذريات الأرجل، إضافة للأميبات، نذكر:
المُنَخرَبات: أفرادها بحرية تعيش ضمن قواقع مختلفة الأشكال غالباً ما تكون كلسية (الشكل-3). قوقعتها مثقبة بكثير من الفتحات الدقيقة التي تخرج منها الأرجل الكاذبة التي تتشعب وتتشابك، تمثل أعضاء اقتناص الغذاء.
الشمسيات: يعيش معظمها في المياه العذبة. أجسامها كروية، حرة، تنطلق منها أرجل كاذبة كالأشواك (أرجل محورية)هي السبب في تسميتها الشمسيات (الشكل-4).
الشكل (4)
الشعاعيات: مجموعة كبيرة من جذريات الأرجل صغيرة الحجم (0.1-0.2مم) إلا أن بعضها يصل حجمه إلى بضعة سنتيمترات. كلها بحرية معلقة planktonic.
جسمها محاط بمحفظة مؤلفة من مادة تشبه الكيتين مثقبة بحيث تسمح باتصال السيتوبلاسما المركزية بالسيتوبلاسما القشرية، تشكل هيكلاً يتميز بتعقده وجماله (شكل-5) يتألف من أملاح السترونسيوم والسيليسيوم. وبسبب ذلك تغوص قواقعها بعد موتها نحو القاع، وإن تجمع أعداد كبيرة من هذه الهياكل يشكل طيناً ooze يتجمع في قاع البحر. والواقع أن هذه القواقع تغطي نحو 5% من قاع محيطات العالم، وهي تغطي بشكل خاص نحو 5-7.5 مليون كم مربع من قاع المحيطين الباسيفيكي والهندي. وقد تحولت هذه الترسبات في النهاية إلى صخور سيليسية chert تنتمي إلى العصر الأوردوفيشي والفحمي، وإلى صخور صوانية flint تنتمي للحقب الثالث، تنتشر في ولاية كاليفورنية من الولايات المتحدة الأمريكية بثخانة تراوح بين 600 ـ 3500 متر.
الشكل (5)
علاقاتها التطورية
هناك ما يشير إلى وجود علاقة وثيقة بين جذريات الأرجل وحاملات السياط. فكثير من أفراد هذه الزمرة الأخيرة تمر، قبل أن تصل إلى المرحلة السوطية، بمرحلة أميبية. بمعنى أنها تكون بلا سياط وتتحرك بوساطة أرجل كاذبة. كما يلاحظ أن بعض جذريات الأرجل تمر في إحدى مراحل حياتها بالشكل السوطي. وأبرز مثال لهذه العلاقة بين هاتين المجموعتين هو جنس الأميب السوطي Mastigamaeba (الشكل-6) الذي يشبه الأميب، إلا أنه يحمل سوطاً طويلاً، لدرجة أنه ميزت رتبة قائمة بذاتها هي السوطيات الجذرية Rhizomastigida صُنِّفَت مع إحدى رتب حاملات السياط، مع أن مزاياها تضعها مع جذريات الأرجل. إن وجود الأعراس السوطية لدى كثير من جذريات الأرجل، وميل كثير من السوطيات لفقدان سياطها في بعض مراحل دورة حياتها، يبدو إشارة إلى بدائية حاملات السياط وتكوينها تمثل الأسلاف الأولى للحيوانات الأ
والي.
حسن حلمي خاروف