صفحة 18 من 146 الأولىالأولى ... 81617 1819202868118 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 171 إلى 180 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 18

الزوار من محركات البحث: 64848 المشاهدات : 322232 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #171
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 4 ساعات
    مقالات المدونة: 19
    البعوض

    البعوض Mosquitos حشرة صغيرة دقيقة (4-10 مم)، ذات لون رمادي داكن وجسم نحيل مغطى بحراشف، وذات أرجل طويلة رفيعة.
    والبعوض معروف جيداً لدى الإنسان في كل الأصقاع والبيئات، ومنها المناطق القطبية، ولكنه يغزر، من حيث عدد الأجناس والأنواع، في المناطق المدارية. ينقل إلى الإنسان الكثير من الأمراض، لذلك أُجْرِيت عليه دراسات كثيرة. عرف منها حتى اليوم أكثر من ألفي نوع.
    ينتمي البعوض إلى فصيلة البعوضيات Culicidae، ورتبة ذوات الجناحين [ر] Diptera أو ثنائيات الأجنحة (فقد ضمر الجناحان الخلفيان وتحوَّلا إلى مُوازِنين Halters أو دبوسَي توازن)، وصف الحشرات Insecta، وشعبة مفصليات الأرجلArthropoda. وتضم فصيلة البعوضيات «فُصَيِّلتين» اثنتين، هما: «فُصَيِّلة البعوض الحقيقي» Culicinae «فُصَيِّلة البعوض الخفي» Chaoborinae (التي سميت بالخفي لكون يرقاته شفافة جداً تكاد لا ترى). وتحمل أجنحة البعوض الحقيقي حراشف في حين تحمل أجنحة البعوض الخفي أشعاراً. وسيتناول البحث البعوض الخبيث أنوفيليس Anopheles، والبعوض العادي كولكس وتضم جنس Culex والزاعِجة (الطنانة) آيدس Aedes.
    الشكل الخارجي

    يتألف جسم البعوضة من رأس وصدر وبطن. يحمل الرأس قرني استشعار طويلين ريشيين، وعينين مركبتين، وأجزاء فموية ثاقبة ماصة تسـتخدمها الأنثى في امـتصـاص الدم، أو أجزاء فموية ماصة يستخدمهاالذكر في امتصاص رحيق الأزهار أو العصارات النباتية.
    ويتألف الصدر من أقسام ثلاثة، هي: الصدر الأمامي والصدر الأوسط والصدر الخلفي، يحمل كل منها شفعاً من الأرجل، في حين يحمل كل من الصدر الأوسط والخلفي شفعاً من الأجنحة، تَحَوّل الخلفي منها إلى مُوازِنين. ويغطي الصدرَ حراشفُ يختلف لونها تبعاً للأنواع.
    ويتألف البطن الدقيق من ثماني قطع إلى تسع، تكون عادة مغطاة بحراشف (ما عدا بعض الأنواع) تختلف في شكلها وتوضعها. وتكون القطعة الأخيرة من البطن في الذكر مختلفة.
    1- نهاية الفك السفلي
    2- نهاية الفك العلوي (الفقيم).
    3- شفية.
    4- شفة سفلى.
    5- تحت بلعوم (لسان).
    6- فك سفلي.
    7- فك علوي (فقيم).
    8- ملمس فكي.
    9- قرن استشعار.
    10- شفة عليا (مقطع).
    11- فك علوي (مقط).
    12- فك سفلي (مقطع).
    13- تحت بلعوم ـ لسان (مقطع).
    14- سفة سفلى (مقطع).
    15- عين مركبة.
    دورة الحياة

    يضع البعوض بيضه على سطوح المياه الراكدة. ويراوح عدد ما تضعه الأنثى الواحدة بين 40 و100 بيضة، وقد يصل إلى 300 بيضة. وتوضع البيوض مفردة متفرقة (في الأنوفيل والزاعجة)، وهي مجهزة بـ «عَوّام» ممتلئ بالهواء في وسط كل جانب مما يساعد البيضة على الطفو، أو توضع البيوض في كتل متراصة (في البعوض العادي كولكس).
    تفقس البيوض عن يرقات [ر] تمر بأطوار أربعة، يكون الأخير أطولها. ولليرقة رأسٌ كبير متحرك وصدرٌ التحمت قِطَعُهُ الثلاث التي تكون بدون أرجل. ويتراوح طول اليرقة بين 3 و15 ملم، وأجزاء فمها من النمط الماضغ، وتتغذى بالعوالق [ر] المجهرية والبقايا العضوية والطحالب الدقيقة وبيرقات بعوضة أخرى أو بقشريات صغيرة. والبطن دقيق يحمل فوهة تنفسية على القطعة قبل الأخيرة تأخذ عن طريقها الهواء الجوي من على سطح الماء، ويساعدها جزئياً في التنفس أربع غلاصم قصبية tracheal gills موجودة على القطعة الأخيرة للبطن.
    وتستلقي يرقات الأنوفيل مباشرة تحت سطح الماء أفقياً موازية لهذا السطح، في حين تشكل يرقات البعوض الكولكس والزاعجة زاوية مع ذلك السطح بسبب تعلقها بأنبوب تنفسي تحمله على القطعة البطنية قبل الأخيرة.
    وتتحول اليرقة إلى خادرة (عذراء) تُعْرَف بالبهلوانية نظراً لنشاطها الزائد، يلتحم فيها الرأس والصدر بما يسمى الصدر الرأس cephalothorax. وتتنفس العذراء بوساطة قمعين تنفسيين على الوجه الظهري للصدر الرأس تجعلهما العذراء يتصلان بالهواء الجوي. وفي آخر هذا الطور تنسلخ العذراء لتظهر الأفراد الكاملة التي تطير بعد لحظات وتلجأ إلى مكان رطب ومظلم طلباً للراحة. وهي تبقى ساكنة مدة من الوقت ثم تخرج لتسعى في سبيلها. ويراوح طول دورة حياة البعوض من مرحلة البيضة حتى الحشرة الكاملة بين عشرة أيام وعدة أسابيع تبعاً لشروط المناخ. وقد يعطي البعوض عدداً من الأجيال في كل عام. وتعيش الإناث من شهر إلى عدة أشهر، في حين تعيش الذكور أقل من ذلك بكثير.
    أنواع البعوض ومضاره

    من أهم أجناس البعوض:
    1 ـ الأنوفيل Anophelesأو بعوض البُرَداء (الملارية) لنقله هذا المرض. وهو يمتاز بأجنحته المنقطة وبوقفته المائلة عند الراحة. وتلدغ الأنثى الإنسان المصاب بالبرداء وتمتص مع دمهالحيوانات البوغية للمتصوراتPlasmodium المسببة للمرض. فهي، عندما تحط على جسم الإنسان، تفرز عليه من لعابها لترطب الجلد. ويسبب هذا اللعاب في الوقت نفسه حساسية تدعو للحكة في هذا المكان، مما يستدعي مزيداً من الدم تمهيداً لامتصاصه بأجزاء الفم الثاقبة الماصة. فإذا ما انتقلت الأنثى الحاملة للعامل الممرض إلى إنسان سليم ولدغته فإنها تنقل إليه الحيوانات البوغية المسببة للبرداء.
    وهناك أنواع كثيرة من هذا البعوض ينقل مرض البرداء. إلا أن أهمها الأنوفيل المبرقش A. maculipennis المنتشر في أوربة والاتحاد السوفييتي سابقاً وشمالي إفريقية وآسية الصغرى وأمريكة الشمالية. أما في سورية فقد وجد الأنوفيل الإسْتِفاني A.stephensi في شرق القطر، والأنوفيل الساكاروفيA.sacarovi في مناطق الغاب ووادي الفرات، والأنوفيل الغزير البقع A.superpictus في المناطق الجبلية.
    2 ـ الكولكس Culex (أو البعوض العادي) وهو يفضل المياه الراكدة والملوثة. وتقف أفراده البالغة موازية للسطح مستندة إليه. وهو أكثر انتشاراً خصوصاً في مناطق زراعة الأرز. ويضم هذا الجنس عدة أنواع، أهمها: البعوض المُتْعِب C.fatigans والبعوض الماص C.pipiens، وهما ينقلان مرض الخيطياتFilariasis (أو داء الفيل Elephantiasis) بنقلهما الدودة فوشيريرية بنكروفتي Wuchereria bancrofti. كما ينقلان أيضاً مرض التهاب الدماغ والنخاع الشوكي الخَيْلي.
    3 ـ الزاعجة Aedes: وهي تضع بيوضها بالقرب من المياه الآسنة أو أي بقع مائية أو في شقوق الأشجار وعلى ضفاف الأنهار والبحيرات، ودائماً قرب المجمعات السكنية وخاصة في المناطق المدارية. وفي عام 1881 اكتشِف في كوبة وبَنمة أن هذا البعوض ينقل مرض الحمى الصفراء. وأهم أنواعه: الزاعجة المصرية A.aegypti التي تنقل، إضافة إلى الحمى الصفراء، مرض حمى الضنك dengue fever. وهي تتميز بوجود حلقات من الحراشف البيضاء على الأرسغ، وكذلك بوجود بقع بيضاء على الصدر والبطن.

    محمود كروم


  2. #172
    البق

    البق Punaise حشرات تتطفل على الإنسان والحيوان، فتزعجهما وتنقل إليهما بعض الأمراض، كما تتطفل على النبات فتتلف أجزاءه المصابة. وهي تنتمي إلى رتبة نصفيات الأجنحة Hemiptera.
    ويتألف جسم البق من ثلاثة أقسام: الرأس والصدر والبطن. فالرأس مجهز بعينين مركبتين وقرنيْ استشعار قصيرين في الأنواع المائية وطويلين في الأنواع التي تعيش على اليابسة. أجزاء الفم ثاقبة ماصة، وهي تبدو على شكل خرطوم ينطوي تحت مقدمة الرأس عند عدم الاستعمال.
    ويتألف الصدر من ثلاث قطع، وهو مجهز بشفعين من الأجنحة، أولهما غير متجانس مؤلف من قاعدة جلدية ثخينة ونهاية حرة غشائية تنطبق على نظيرتها في أثناء الراحة فتبدوان متصالبتين. ويحمل الصدر ثلاثة أشفاع من الأرجل المفصلية التي يتألف رسغ كل منها من ثلاث عقل على الغالب.
    ويتصف أغلب هذه الحشرات باشتمالها على شفع من الغدد ينفتح على جانبي الصدر، ويفرز سائلاً كريه الرائحة، تنفر الأعداء منه. وهي نصفية التَّحَوُّل الشكلي Hemimetabolic، إذ تفقس البيضة عن حَوْراء Nymphشديدة الشبه بأمها، تتحول بعد عدة انسلاخات إلى حشرة بالغة كاملة النضج ذات أعضاء تناسلية كاملة. حشرات هذه المجموعة متنوعة، ويميز فيها بق نباتي الاغتذاء، وبق مفترس، وبق دموي الاغتذاء.
    البق نباتي الاغتذاء: ويتغذى بعصارة النباتات، ومن أنواعه البَقَّة الخضراءNezara viridis (الشكل 1)، وهي حشرة متوسطة الحجم، طولها نحو 18 مم وعرضها 6 مم. لونها قليل الخضرة. تضع الأنثى بيضها على أوراق النباتات في الربيع. ويفقس البيض في مدة 8-10 أيام عن حَوْراوات تمر بخمسة انسلاخات في مدة تقل عن الشهر، لتصل بعدئذ إلى طور الحشرة الكاملة. وتأخذ الحوراء إبان انسلاخها ألواناً زاهية مختلفة حتى تصل إلى لونها النهائي في الحشرة البالغة. وتتطفل هذه الحشرات على أوراق النباتات مثل القطن والبامياء، وتعمد إلى امتصاص عصارتها، كما تتطفل على براعم أزهار اللوز وثماره وبذوره الفتية فتتلفها.
    ومن الأنواع النباتية الأخرى بَقّ بزر القطن أو شَعْرِ القُطْن Oxycarenus hyalinipennis الذي يؤدي إلى إتلاف الموسم القطني وفقدان القدرة الإنباتية للبذور، وتذكر أيضاً البقة المبرقشة Eurydema decoratum التي تتطفل على الخضر والصليبيات والنجيليات؛ وهناك أيضاً نِمْر الإجاص Stephanitis pyri الذي يهاجم الإجاص ويؤدي إلى إتلافه.
    البق المفترس: وهو غالباً يعيش في الماء. ولأفراده أرجل أمامية متحولة للقنص وأرجل خلفية للعوم. الرسغ مؤلف من عقلتين، وقرن الاستشعار من أربع عقل. أما مؤخرة الجسم فمجهزة بزائدتين غلصميتين للتنفس. ومن أهم أنواع هذا البق بق ماء النيل الكبير Lethocerus niliticum الذي ينتمي إلى فصيلة البَلَسْتوميات Balastomidae، ويبلغ طول هذه الحشرة 5-7 سم، وجسمها بيضوي مفلطح؛ ويحمل الذكر البيوض الملقحة حتى تفقس. وهي تتغذى بافتراس المتعضيات الحيوانية الصغيرة التي تعيش في الماء.
    البق دموي الاغتذاء: ويضم عدداً من الأنواع التي تتغذى بدم الإنسان أو الحيوان. منها بَقّ الفِراش Cimex lectularius الذي ينتمي إلى فصيلة البَقِّيات Cimicidae (الشكل ـ2)، وهو عالمي الانتشار، يبلغ طوله 5 مم، وهو ذو لون أحمر بني، جسمه عريض ومفلطح. أجنحته معدومة باستثناء وسادتين تمثلان الشفع الأول من الأجنحة. وتضع الأنثى بيوضها في شقوق الأخشاب في المنازل التي تعيش فيها وفي سواها من الشقوق، مثبتة إياها بمادة لاصقة. وتفقس البيوض عن حوراوات شاحبة اللون، تمر بخمسة انسلاخات في خمسة أسابيع، تتحول بعدئذ إلى حشرة كاملة. ومن عادة البق أن يختبئ نهاراً في الشقوق والزوايا والأماكن البعيدة عن النور، إلا أنه يظهر ليلاً باحثاً عن غذائه. وهو يهاجم الإنسان والثدييات والطيور ليمتص دمها، وتستغرق مدة تناوله جرعة الدم كاملة نحو 10 دقائق ينسحب بعدئذ إلى مخبئه ليتمثلها في مدى أسبوع. وهو فرود بحاسة شم قوية تُمَكِّنه من ملاحقة المضيف من منزل إلى آخر.
    وثمة أنواع أخرى من البق تنتمي إلى جنس الفِسْفِس Triatoma الذي يعيش في أمريكة الوسطى والجنوبية، مثل الفِسْفِس الشاغاسي T.chagasi الذي ينقل إلى الإنسان مثقبي الجسم الكروزي Trypansoma cruzi المسؤول عن مرض شاغاس. وتدعى هذه الأنواع من البق بق القُبَل لأنها تتغذى من منطقة الوجه والعنق.

    عبد الرحمن مراد

  3. #173
    البقريات

    البقريات Bovidae أكبر فصائل المجترات[ر] Ruminants، مزدوجات الأصابع Artiodactyles، وتضم البقر والضأن والمعز وغيرها. يراوح قَدُّها بين 35 و180سم. وتتميز بانتشار بيئي واسع، فهي تعيش في الصحارى والأحراج والجبال والسهول المرزغية، منتشرة بين خط الاستواء والقطبين؛ فهي موجودة في جميع بقاع العالم، باستثناء أسترالية وأمريكة الجنوبية التي أدخلها الإنسان إليها مدجنة. وتعد من أكثر المجترات فائدة للإنسان، لما تقدمه من لحوم وجلود وأصواف وألبان.
    وتتميز البقريات بقرونها وأسنانها وأطرافها ومعدها وثُديّها. فقرونها دائمة، موجودة في الذكر والأنثى في أغلب الحالات، وهي مجوفة، لذلك تسمى أيضاً مجوفات القرون Cavicornes، بسيطة أو مزينة بنواتئ تصطف حلزونياً أو في حلقات. ويتألف القرن من ناتئ مخروطي من العظم الجبهي يدعى المرتَكَز، ومن غمد قرني أجوف يتطاول بالتدريج بانضمام حلقات جديدة تتكون من القاعدة في المنطقة المتصلة بالجلد.
    الفك العلوي يخلو من القواطع والأنياب، كغيرها من المجترات. ويمكن تقدير عمر الحيوان بأسنان الفك السفلي. أضراسها مستمرة النمو ولها أعراف عاجيَّة لسحق الغذاء. صيغتها السنية النصفية كما يلي:
    علوي 0 قواطع 0 أنياب 3 أضراس أمامية 3 أضراس خلفية
    سفلي 3 1 3 3
    أي إن عدد الأسنان كلها هو 16×2=32.
    أطراف البقريات طويلة وهي على الأكثر نحيلة جداً، وتنتهي بأصابع مزودة بحوافر. وتكون الإصبعان الثانية والرابعة موجودتين دائماً، ويمكن أن تُخْتَزَلا قليلاً أو كثيراً.
    والمعدة مقسمة إلى أربعة جيوب هي: الكرش والقلنسوة وأم الوريقات والمنفحة، وهي تُمَكِّن من اجترار الغذاء. والأمعاء طويلة.
    للبقريات شفعان من الثدي، أحدهما غير دائم العمل. ويُراوح الحمل بين 4 و11 شهراً، وتعطي الأنثى ما بين مولود واحد وثلاثة مواليد مكتملة النمو قادرة على اللحاق بأبويها بعد بضع ساعات من ولادتها أو بعد بضعة أيام. وتصبح الأنثى منتجة بعد سنة أو سنتين من ولادتها.
    تصنيف البقريات
    تقسم فصيلة البقريات إلى خمس فُصَيِّلات sous-famille، هي البقريات (بحصر المعنى) Bovinés والضأنياتOvinés والمعزيات Caprinés ومعزيات الصخور Rupicaprinésوالظباء Antilopes.
    البقريات: حيوانات ثقيلة ضخمة متكتلة، قرونها دائرية المقطع لدى الجنسين. خطمها أجرد ورطب، وعنقها في الغالب مزود بغَبْغَب. ذيلها طويل في نهايته خصلة شعر. إناثها رباعية الثدي، ومدة حملها ما بين 9 و12 شهراً.
    تضم هذه الزمرة البقر الأهلي Bos taurus ومجموعة كبيرة من الحيوانات البرية الآسيوية والإفريقية.
    وتنتمي الأنواع البرية الحية إلى جنس واحد هو بيبوس Bibos، الذي يضم الغَوْر Gaur والغَيّال Gayal والبَنْطَنْج Banteng، وكلها آسيوية تتميز بأطراف بيض. وهي تختلف عن الثور الأوربي الأهلي بوجود سنام على ظهرها.
    فالغور Bibos gaurus يعيش في مناطق الغابات الجبلية من الهند وبورمة وتايلند والملايو، في المناطق التي يصعب الوصول إليها. ويصعب تدجينه رغم المحاولات الكبيرة في هذا الصدد. أما الغيال Bileos frontalis فهو صنف مدجن من الغور، لحمه أطيب وفروه أثمن. وأما البنطنج B.sondaicus فيشبه الغيال لكنه أكثر رشاقة.
    وأكثر الأنواع الأهلية فائدة للإنسان الثور الأهلي، وتُمَيَّز منه سلالات كثيرة تُدْرَس في نطاق البقر وتربيته [ر: الأبقار].
    وهناك نوع أهلي آخر هو الدربانيBos indicus (Zébu) الذي يتميز بسنام في منطقة الغارب هو مخزون شحمي. ويربى من أجل لحمه في الهند والصين ومدغشقر.
    وتضم هذه الفُصَيِّلة الأُرْخصBos taurus primigenius (Aurochs) الذي كانت مناطق توزعه تمتد ما بين أوربة وآسيا وشمالي إفريقية. وقد انقرض بعد أن قتل آخر فرد منه عام 1627 م. وهو يعد سلف البقر الأهلي، وكان وبره أملس، بنياً قاتماً بخط أبيض على صُلْبه. كان قرناه كبيرين ومعقوفين إلى الأمام وكان للقرن نهاية مؤنفة ملساء. ويصل ارتفاعه عند الغارب إلى 2م. وربماتمثله الآن ثلاثة عروق حية من الأبقار الأهلية. البقر الإسباني والبقر الكورسيكي والبقر الكَمارغي Camargue.
    وتنتمي الجواميس Buffles أيضاً لفُصَيِّلة البقريات، وهي تشبه الأبقار لكنها من دون غبغب، وتفضل المستنقعات فتغوص فيها وتتمرغ في طينها. وأهم أنواعها الآسيوية جاموس الهند (البوبال Bubalus bubalus) المنتشر على رقعة كبيرة تمتد من مصر إلى الصين. ويستخدم في الشرق الأقصى في حراثة مزارع الأرز.
    وهناك نوعان صغيران يشبهان جاموس الهند، هما: الأَنْوَة Anoa debressicornis الذي يوجد في الفيليبين، والثور المُمَسَّكOvibos moschatus (Boeuf musqué) وهو وسط بين الجاموس والضأن، ويعيش في المناطق حول القطب الشمالي، وتؤلف قرونه عصابة على الجبهة ثم تنعطف في كل من جهتي الرأس. ذيله قصير ويغطي جسمه شعر طويل ناعم جداً، ويعيش قطعاناً صغيرة.
    أما الجواميس الإفريقية فمنتشرة في الغابات الإفريقية، وتختلف ألوانها وبنيتها بحسب البيئة التي توجد فيها.
    وهناك أيضاً البيزون Bison، الذي يسمى في أمريكة بالجاموس buffle. ويتميز بضخامة مقدمة جسمه، وبحدبة ضخمة تعلو كتفيه، وبشعره الكثيف الطويل الذي يغطي رأسه وعنقه وكتفيه وصدره. ويميز منه البيزون الأمريكي Bison americanusوالبيزون الأوربي Bison bonasus الذي هو أصغر رأساً وحدبة وأطول أرجلاً.
    ويشبه البيزون أيضاً القَطاسPoephagus grunniens (Yak) الذي يعيش في هضبة التبت فقط حيث تم تدجينه. ويستخدم في النقل. ويتصف بشعره الطويل والكثيف جداً.
    الضأنيات: حيوانات صغيرة الحجم (0.75-1.20م)، لقرونها بروزات عرضيّة، وتلتف لدى الذكور على شكل لولب، ومقطعها عند القاعدة مثلثي الشكل، شفتها العليا مشقوقة، والضأنيات مجردة من الغبغب تحت الذقن، ولها غدد بين الأصابع وغدد محجرية أو دمعية. وللأنثى ثديان. ومدة الحمل من 5- 6 أشهر. ويعد الخروف الأهلي Ovis aries نموذجاً لهذه الزمرة، وهو منتشر في بقاع الأرض كافة، وينحدر من أشكال برية كثيرة. قرونه حلزونية جانبية التوضع، وشعره متميز يدعى الصوف. وتضم هذه الزمرة خروف القَرَكُول Caracul الذي يربى من أجل فروته التي تدعى أستراخان Astrakan (نسبة إلى المدينة). وهناك أنواع برية من الضأن تسمى أُرْوِيَّة Mouflon، منها في آسيا أروية ماركو بولو وأروية أَرْغَلي O.ammon (Argali)وأروية غميلان (Gmelin) O.orientalis. أما في أمريكة الشمالية فتعيش أروية كندا O.canadensis ذات القرون الضخمة الثقيلة، (لذلك تسمى Bighorn)، وتمتد رقعة توزعها من المكسيك حتى ألاسكة. وفي أوربة تعيش أروية كورسيكة وسردينية في المناطق الصخرية، ويرجع الفضل في بقائها إلى التنظيم الصارم للصيد.

    المعزيات: حيوانات صغيرة تشبه الضأنيات، سريعة الحركة جبلية الموطن شفتها العليا مشقوقة، ذات رائحة نفاذة. ولا سيما الذكور منها لوجود شفع من الغدد الذيلية. وتختلف عن الضأنيات برأسها الأدق وبلحيتها الصغيرة وبقرونها القريب بعضها من بعض عند قاعدتي القرنين المتباعدين نحو الأعلى والخلف وبذيلها القصير المثلثي العاري من الأسفل. وللأنثى أربعة ثُديٍّ أربية. وتضم هذه الفُصَيِّلة الماعز الأهلي Capra hircus والماعز البري (C.h.aegagrus) Pasang والوعول Ibex المختلفة.
    ويعد الماعز الأهلي نموذج هذه الحيوانات، وهو ينحدر من الماعز البري (الذي يسمى أيضاً الماعز الفارسي) ذي القرنين الجميلين المعقوفين إلى الخلف واللذين يبلغ طول الواحد منهما نحو 80 سم، وهو يعيش في جبال أسيا الصغرى حتى ارتفاع 4000 م تقريباً.
    أما الوعول فهي ذات قرون قوية مضغوطة بشكل السيف العريض معقوفة إلى الخلف وقد يبلغ طولها نحو المتر. وهي حيوانات جبلية تعيش قطعاناً. فوعول الألب قصيرة القوائم قوية القرون؛ وقد انقرضت ما عدا ما يوجد في الحديقة الوطنية الإيطالية في غران باراديسو Gran Paradiso وما قد يوجد منها قرب سالزبورغ. ثم أُدْخِلَت إلى سويسرة وبافارية والنمسة ويوغسلافية، حيث تعيش في المناطق العالية المتاخمة للثلوج على ارتفاع 2000 ـ 3000 م. أما وعول البيرينيه Capra.pyrenaica فتخلو قرونها من العقد ويتباعد بعض هذه القرون إلى الخلف على نحو لافت للنظر.
    أما الوعول الآسيوية فتعيش في جبال أكثر ارتفاعاً، منها التارHemitragus jemlahicus Thar (جبال هيمالايا) والمارخورCapra falconeri Markhor (أفغانستان)، وهي تمتاز بقدرتها الفائقة على القفز.
    وفي إفريقية نوع واحد هو الوعل ذو الرُّدْن Ammotragus lervia الذي يعيش في جبال الصحراء الكبرى كجبال الأحجار وأدرار. شعره بني فاتح ونام جداً على العنق وعلى الطرفين الأماميين، ويتدلى من الأمام كالمئزر حتى ما تحت الركبتين، وقرناه قويان جداً.
    معزيات الصخور: وتسمى أيضاً المعزيات الظبائية، لأنها تضم مجترات وسط بين الماعز والظباء. وهي متكيفة للمعيشة في أعالي الجبال، ولها قرون لدى الجنسين، وللشامواه Chamois غدد خلف القرون أما مدة حملها فهي 150 يوماً.
    يعيش في آسيا: التاكان Budorcas taxicolor (Takin)والغورالNemorrhaedus (goral) والسيرو Capricornis sumatrensis Serow التي تسكن هضبة التبت وجبال الصين المركزية. وفي أمريكة يعيش نوع وحيد هو الماعز الأبيض Oreamnos americanus الذي يخضع في الوقت الحاضر للحماية.
    أما في أوربة فيعيش الشامواه Rupicapra rupicapra في الجبال العالية، ويصادف من الألب حتى القوقاز. ويختلف لونه بحسب الفصول، فهو في الصيف رمادي وفي الشتاء أسود ببقع بيض على الرأس والعنق والخاصرتين. وترتفع قرونه عمودياً فوق قمة الرأس مستقيمة تماماً وتنثني فجأة نحو الخلف بشدة؛ وهو يتميز بقدرته الفائقة على التسلق، وينظم صيده تنظيماً صارماً.
    الظباء: تضم مجموعة مجترات يرد ذكرها في هذه الموسوعة في بحث الظبائيات[ر].

    محمد النعمة

  4. #174
    القرنيات

    القرنيات Leguminosales رتبة نسبت تسميتها إلى القرنlegume وهي الصفة الثابتة في ثمار رتبة القرنيات. والقرن هنا، مثل قرون الفول، كيس بذور ناتج من نمو مبيض ذي كربلة علوية تحولت إلى ثمرة جافة عديدة البذور، متفتحة بشقين، أحدهما ظهري والآخر بطني. والتسمية الحديثة التي تطلق على هذه الرتبة هي الفوليات Fabales نسبة إلى جنس الفول رمز الرتبة، من صفيف الوردياتRosideae.
    الشكل (1) الفصيلة الميموزية
    الأكاسيا الملتوية A.tortulosa المعروفة بالسَمُر المنتشرة
    في الجزيرة العربية
    الشكل(2) الفصيلة الميموزية.
    الخرينيبة المنتشرة في صحارى وبوادي الوطن العربي
    يوضح: الغصن الشائك والأوراق ثنائية التفرع الريشي
    والثمار القرنية المنتفخة
    تعد رتبة القرنيات أو الفوليات من أوسع رتب النباتات ثنائية الفلقة، وأبرزها من الناحية الاقتصادية، وأشهرها من النواحي النظرية. تضم قرابة 700جنس و 18000 نوع. تقسم إلى ثلاث فصائل: الميموزية Mimosaceaeوالسزالبينية Caesalpinaceae المتميزتين بالبنية الشجرية، والفولية Fabaceaeالمتميزة بالبنية العشبية. أوراقها غالباً مركبة ريشية. نوراتها عنقودية. أزهارها خنثوية شعاعية التناظر في الفصيلة الميموزية وجانبية التناظر في الفصيلتين السيزالبينية والفولية. بذورها سويدائية في السيزالبينية ولا سويدائية في الفولية.
    تتكون في جذور رتبة القرنيات عقد مثبتة للآزوت متعايشة[ر: التعايش] مع جرثوم الريزوبيوم القرني Rhizobium leguminosarum، الأمر الذي يطرح استعمالها في الدورة الزراعية سماداً أخضر يثبت في التربة قرابة 20كغ من الآزوت (النتروجين) للدنم الواحد في الفصل.
    الفصيلة الميموزية
    تضم قرابة 100جنس موزعة على نحو 2500نوع، يعود نصفها إلى جنسي الأكاسيا المنتشر في إفريقيا وأستراليا، والميموزا Mimosa المنتشر في المناطق المدارية وشبه المدارية، من نصف الكرة الجنوبي. أوراقها عادة مركبة ثنائية التفرع الريشي bipinnate أو مدمجة الوريقات المتحولة إلى معاليق مسطحة تشبه الأوراق تدعى فيلود phyllodium. أزهارها صغيرة مجتمعة في نورات كروية. ثمارها طويلة القرون يصل طولها إلى 100سم في بعض الأنواع. أبرز أجناسها وأنواعها:
    الأكاسيا Acacia: يضم قرابة 1200نوع منتشرة في المناطق المدارية وشبه المدارية. من أسمائها المتداولة السنط[ر] والسمر (الشكل 1) والطلح والعرفط.
    البروزوبيس Prosopis: يضم قرابة 10أنواع أبرزها في الوطن العربي البروزوبيس الشكس P.fracta (الشكل 2). من أسمائه المتداولة: مشكيت، ينبوت، قعقاع، خرينيبة، عقيل تصغير عاقول المنتشر في السهول الرملية في شرقي المتوسط وسيناء والسعودية وإيران وأفغانستان والهند.
    الميموزا Mimosa: هو من أصول برازيلية، يضم قرابة 350نوعاً أبرزها الميموزا المستحية M.pudica المعروف بالمستحية أو الحساسة لفرط حساسيتها للصدمات كما يُعرف عنها قيام أوراقها بحركات النوم واليقظة في الليل والنهار.
    ألبيزا Albizia: أشجار زينة تزرع في الحدائق، أبرز أنواعها: ألبيزا جوليبرسيما A.julibrissima، من أسمائها: شجر الحرير، سنط إصطنبول. ونوع ألبيزا لبخ A.lebbek من أسمائها: ذقن الباشا، لبخ.
    الفصيلة السيزالبينية
    تضم قرابة 150جنساً موزعة على نحو 2800نوع منابتها المناطق المدارية وشبه المدارية، ثلثا أجناسها منتشرة في إفريقيا وأمريكا. أبرز أجناسها:
    السيزالبينا :Caesalpina يضم 50نوعاً منتشرة في المناطق المدارية وشبه المدارية، تزرع للزينة ولقيمة خشبها. من أنواعها السيزالبينا اليابانية Caesalpina japonica.
    الديلونيكس :Delonix يضم 9أنواع إفريقية وآسيوية أبرزها البونسيانا الملكية أو الديلونيكس الملكي regia = D.Poinciana regia، وهو نبات زينة من مدغشقر.
    الغليدتشيا Gleditschia: يضم 12نوعاً، منابتها أمريكا الشمالية، يزرع منها في حدائقنا غليديتشيا ثلاثية الأشواك G.triacantha.
    البوهينياBauhinia: تضم 300نوع مدارية الأصول، تزرع للزينة، من أنواعها: بوهينيا مؤكمة B.acuminata، والبوهينيا العذقيةB.cormbosa، والبوهينيا الفرفرية B.purpurea، والبوهينيا العنقودية B.racemosa.
    الشكل(3) الفصيلة السيزالبينية. الخرنوب
    يوضح: الغصن المورق والأوراق أحادية الراش والنورة والثمار القرنية
    الشكل(4) الفصيلة السيزالبينية. العشرق C.italica
    المنتشر في الجزيرة العربية يوضح الأوراق والأزهار
    الشكل (5) الفصيلة الفولية. السنط الزائف يوضح شكل الأوراق والأزهار
    الشكل (6) الفصيلة الفولية. العاقول يوضح الغصن المثمر
    الخرنوب Cratonia siliqua: العدد الصبغي فيه 2ن =24. وهو من أعرق أجناس الفصيلة السيزالبينية، في حين أن العدد الصبغي لأغلب أنواع الكاسيا 2ن= 48. يعد اليمن الموطن الأصلي للخرنوب، وينتشر حالياً في خمسة مواقع متباعدة ممثلة بمناطق حوض البحر المتوسط، وجنوبي إفريقيا، وجنوبي أستراليا، وجنوب غربي أمريكا، وشمال غربي أمريكا. تزرع أصول الخرنوب البري وتطعم بأصناف وضروب أكثر جودة من النواحي الاقتصادية والزراعية. يمتاز بغزارة قرونه المستعملة علفاً جيد المردود رخيص الثمن للحيوانات الرعوية، إذ تحوي القرون 50 % من السكر، وإنتاجها وفير. ويُحصل من بذوره المطحونة على دقيق عالي القيمة الغذائية يدخل في صنع بعض أنواع الخبز، ويستخرج من الخرنوب دبس يشبه العسل الأسود ويُؤكل مع الطحينة ويعد غذاءً جيداً لما فيه من السكر و الأملاح المعدنية، ويوصف لوقف إسهال الرضع والأطفال؛ أما الكبار فيسبب لهم إمساكاً إذا أداموا تناوله، وقد صُنع من الخرنوب مركب لعلاج إسهال الأطفال. خشب الخرنوب أحمر اللون مستعمل في الصناعة وفي حفر المنمنمات الخشبية. وكان حب الخرنوب يستعمل في وزن الدواء والذهب فيقال وزنه كذا قيراطاً إشارة إلى وزن البذرة. ويستعمل الخرنوب في تطييب تبغ المضغ وفي أغراض صناعية (الشكل 3).
    الزمزريق C.ercis: متميز بأوراقه البسيطة، أبرز أنواعه: الزمزريق السلكي C.siliquastrum، من أسمائه المتناقلة أرجوان، منتشر من جنوبي أوربا وحوض المتوسط إلى آسيا الغربية والوسطى.
    الكاسيا Cassia: تضم قرابة 350نوعاً أبرزها: الخيار شنبر C.fistulosa وهي مسهلة معروفة عند العطارين. والسنامكي[ر] والسنا الإيطالي (الشكل 4) المعروف بالعشرق المنتشر في دول الخليج.
    التمرهندي Tamarindus: أبرز أنواعه التمرهندي الهنديT.indica.
    الفصيلة الفولية
    أعشاب أو جنبات أو أشجار أو متسلقات، غالباً غير شائكة. أوراقها عادة مركبة ريشية، أو ثلاثية الوريقات، أو كفية، نادراً بسيطة أو وحيدة الوريقات. أزهارها جانبية التناظر. كأسها ملتحمة القاعدة، خماسية الفصوص المتراكبة أو المصراعية. بتلاتها خمس متراكبة مكونة من علم وجناحين وزورق ناتج من التحام قطعتين سفليتين. أسديتها عشر، نادراً ما تكون دون ذلك، متفاوتة التحام الخيوط 9+1 وفي حالات نادرة تكون حرة الخيوط أو ملتحمتها. ثمارها قرنية متفتحة. بذورها عديمة الحليمات الفلينية المسماة أريلة areole أو بسباسة. تضم قرابة 450 جنساً موزعة على نحو 12000نوع، منابتها المناطق المدارية والمعتدلة وخاصة حوض البحر المتوسط، ثلثا أجناسها منتشرة في إفريقيا وأمريكا. ينبت منها في سورية ولبنان 49جنساً و455نوعاً عالية القيمة الرعوية. تقسم إلى 10قبائلtribes، أبرز أجناسها وأنواعها:
    الصوفورة اليابانية Sophora japonica : موطنها الأصلي اليابان وهي نبات مزروع في شوارع دمشق وفي كثير من مدن حوض البحر المتوسط متميز بقرونه سبحية الشكل.
    السنط الزائف Robinia pseudo-acacia: يُعرف بشجر المسك، ويُزرع في شوارع دمشق وفي كثير من مدن حوض البحر المتوسط (الشكل 5).
    الميروكسيلون البلسمي Myroxylon balsmum: من البيرو الغني بصمغ التولو tolu.
    الديلبيرجيا Dalbergia: قرونه غير متفتحة تنتج خشب الورد الثمين الأسود.
    خروب الخنزير Anagiris foetida: يُسمى علوي الانحناء النتن، وهو نبات سام منتشر في حوض المتوسط والعراق وتركيا.
    الترمس Lupinus: يضم قرابة 200نوع منتشرة في أمريكا الشمالية والجنوبية والمنطقة المتوسطية.
    الرتم :Retama يضم قرابة أربعة أنواع منتشرة في مناطق الشرق الأوسط.
    الحلبة Trigonella: تعني ثلاثي الزوايا إشارة إلى شكل ثمار بعض أنواعه المعروفة. وهي أعشاب حولية أو معمرة، تضم 50نوعاً، أبرزها حلبة علف اليونان T.foenum-graecum.
    النفل Trifolium: يضم قرابة 240نوعاً منتشرة في المناطق المعتدلة.
    اللوتوس Lotus: يضم قرابة 100نوع منتشرة في المناطق المعتدلة.
    الطفراس Tephrosia: يضم قرابة 400نوع منتشرة في المناطق المدارية الإفريقية.
    الجلبان Lathyrus : يضم 160نوعاً منتشرة في المناطق المعتدلة.
    عرق السوس Glycyrrhiza: ومعناه الجذر الحلو، ويتمثل في النبات السوري اللبناني بقرابة خمسة أنواع.
    العاقول Alhagi maurorum: من أسمائه المتناقلة: حاج، زنجبيل العجم. واسع الانتشار في الوطن العربي في المناطق الملحية الرطبة (الشكل 6).
    الشكل (7) الفصيلة الفولية.
    القلقل المصري يوضح تالغصن المثمر
    القلقل Crotalaria: من أسمائه المتناقلة: جلجل، جلجلان، نطاش. يضم قرابة 600نوع منتشرة في المناطق المدارية وشبه المدارية من أشهرها القلقل المصري C. aegyptiaca (الشكل7) الذي ينبت في الوديان الغرانيتية.
    حدوة الحصان Hippocrepis: إشارة إلى شكل فصوص قرونه. جنس يضم قرابة 21نوعاً منتشرة في منطقة المتوسط وآسيا الغربية، أبرزها حدوة الحصان عديدة القرونH.multisiliqua (الشكل 8) المنتشر في التربة الرملية الزراعية والمهملة.
    جلة الحمار Ononis: إشارة إلى الرائحة الكريهة لبعض أنواعه. من أسمائه المتناقلة: شبرق، لُصيق، لتين. جنس يضم قرابة 75نوعاً منتشرة في أوربا والمنطقة المتوسطية حتى إيران، أبرزها: لصيق الأفعى O.natrix المعروف (الشكل 9) والشبرق O.spinosa (الشكل10).
    الشكل (8) الفصيلة الفولية.
    حدوة الحصان عديد القرون يوضح الغصن المثمر
    الشكل (9) الفصيلة الفولية.
    لصيق الأفعى يوضح الغصن المثمر

    الشكل (10) الفصيلة الفولية.
    الشبرق يوضح الغصن المثمر
    الشكل (11) الفصيلة الفولية.
    الفصة الشجرية يوضح الغصن المثمر
    الشكل (12) الفصيلة الفولية.
    النيلج المفصلي يوضح الغصن المثمر
    الشكل (13) الفصيلة الفولية.
    ذنب العقرب المرقط. يوضح الأوراق البسيطة والغصن المثمر
    الفصفصاء Medicago: يضم 85 نوعاً أبرزها الفصة الزراعيةM.sativa، والفصة الشجرية M.arborea (الشكل 11) المؤهلة للزراعة في المناطق الجافة.
    النيلجIndigofera: من أسمائه المتناقلة: نيل، حامل النيل. يضم 750نوعاً أبرزها المنتشر في الجزيرة العربية النيلج المفصلي I.articulata(الشكل 12).
    ذنب العقرب Scorpiurus: يضم نوعين منتشرين في المنطقة المتوسطية وآسيا الغربية وشمالي إفريقيا، أبرزهما ذنب العقرب المرقطS.muricatus (الشكل 13).
    الأستراغال Astragalus: من أسمائه المتناقلة: مخلب العقاب، عنزروت، قتاد، كثيراء، قداد. يضم قرابة 1800نوع منتشرة في المناطق المعتدلة، تتمثل في النبات السوري اللبناني بقرابة 130نوعاً. أبرزها: الأستراغال الحسكي (الشكل 14) A.tribuloidesوالأستراغال الصناري A.hamosus (الشكل 15).
    الحومان Psoralea: جنبات معمرة ثلاثية الوريقات تضم نوعاً مزروعاً في منطقة حوض البحر المتوسط وآسيا الغربية يسمى الحومان القاري P.bituminosa، من أسمائه المتناقلة الحومان الحمري.
    الشكل (14) الأستراغال الحسكي المنتشر في الجزيرة العربية الشكل (15) الأستراغال الصناري المنتشر في الجزيرة العربية
    الهيديزاروم :Hedysarum نباتات حولية أو معمرة تمتاز بقرونها المفصلية، تضم قرابة 100نوع منتشرة في مناطق حوض البحر المتوسط.
    العرن :Onobrychis تعني اجترار الحمار إشارة إلى قيمته الرعوية. من أسمائه المتناقلة: سن العجوز. يتمثل في الأفلورة السورية اللبنانية بقرابة 15نوعاً.
    الفول السوداني Arachis hypogaea: يعرف بفستق العبيد في سورية ولبنان، وهو من أصل أمريكي، يزرع لبذوره الزيتية الدهنية الصالحة للطعام.
    البيقيةVicia: من أسمائه المتناقلة: فول، باقلي، باقلاء، جرجر، جمى، بقية. يضم قرابة 140نوعاً تمتاز بوريقتها النهائية المعلاقية الوريقات المتسلقة، تتمثل في الأفلورة السورية اللبنانية بقرابة 41نوعاً أي نحو ثلث الأنواع العالمية.
    الفاصولياء Phaseolus: الوريقات ثلاثية، تضم الفاصولياء المبتذلة.
    دوليشوس Dolichos ungiculata من أسمائه المتناقلة: لوبياء من السريانية، ثامر، دجر.
    البزاليا :Pisum من أسمائه المتناقلة: بسلة، بزلياء.
    الصويا[ر] Soja maxa.
    الماش Vigna sinensis: المسمى علمياً «فغنا»، صينيّة، مدورة الحب المائل للخضرة.
    الجينيستا Genista أوراقها مركبة. أسديتها 10 متحدة الخيوط السدوية المعروفة بوحيدة الخوة monodelphous.
    الوِستاريا الصينية Wistaria sinensis: وهي تسمية الجنس منسوبة إلى أحد العلماء. نبات عارش يصلح لستر الجدران، أزهاره عنقودية زرق جميلة.
    الدور البيولوجي لرتبة القرنيات
    تحتل رتبة القرنيات مكانة بارزة في التطبيقات الزراعية بسبب قدرتها على التعايش مع عدد من جراثيم تثبيت آزوت الجو في التربة وتحسين خصوبتها، الأمر الذي أعطاها مكانة خاصة في الدورة الزراعية المستخدمة للفاصوليا والبزاليا والفول والحمص والعدس والصويا[ر] والأعلاف البقولية وبذور القرنيات غنية بالبروتينات والغلوسيدات والليبيدات، وتزداد قوة إنباتها بزيادة بروتينها الممثل بحبات الألورون وبقلَّة زيتها. وقوة إنباتها من مرتبة السنة الواحدة في الفول السوداني، وخمس سنوات للفول العادي الغني بالبروتين، سباتها منعدم أو قصير الزمن، ويتطلب انتاش بذورها جودة تهوية التربة.
    أنور الخطيب

  5. #175
    بلح البحر بلح البحر أو الميدية Mussel اسم يطلق على عددٍ من الرخويات ذوات المصراعين، من رتبة الميديات Mytilidae. وقد اعتاد الناس أن يطلقوا اسم بلح البحر على جنس «مَيْتيلوُسْ Mytilus» فقط، إلا أن هذا الاسم يطلق أيضاً على أجناس أخرى مثل «آكل الصخر Lithophaga» و«المَيْتيلوُس النجمي Mytilaster»، وهو مهم من الناحية الاقتصادية لأن بعض أنواعه يستهلكها الإنسان غذاءً له.بيئته:يعيش بلح البحر في تجمعات طبيعية تبلغ في بعض البحار كثافة ملحوظة (الشكل-1). وينتشر حتى عمق 40م في المنطقتين الشاطئية المتوسطة Mediolittoral وتحت الشاطئية sublittoral، متشبثاً بخيوط مرنة تدعى الرسن Byssus، على ركائز صلبة كالصخور والحصى أو متحركة كالرمال والوحل. ويصل انتشار هذه الرخويات إلى مصبات الأنهار حيث تنخفض الملوحة كثيراً، وتتحمل هذه الرخويات التلوث العضوي، وهذا ما يفسر احتواءها أحياناً متعضيات مُمْرضة.يُعَدُّ مَيْتيلوُسْ الغالوبروفنس M.galloprovincialis نوعاً أساسياً في البحر المتوسط، لكنه يكثر في غربي البحر، ويكون أقل شيوعاً في شرقيه، في حين يوجد مَيْتيلوُس الطعام M.edulis في الشواطئ الأطلسية لفرنسة وإسبانية والبرتغال.وصفه:تحيط بلح البحر قوقعة متطاولة، مضلعة رباعية الشكل، ملساء، بنفسجية اللون، تنتفخ في الأمام وتستدق في طرفها الخلفي، حيث تنعقف قليلاً وتصبح مضغوطة ومدورة، ويستقيم تقريباً طرفها البطني.وتتألف القوقعة من مصراعين كلسيين متشابهين ومتناظرين. ويبدي المصراع على وجهه الخارجي خطوطَ نمو موازيةً للحافة الحرة منه، أما وجهه الداخلي فهو أملس رمادي بنفسجي أو مائل للزرقة. ويحمل كل مصراع، في سوية المفصلة، أربع أسنان تدخل في حفر مقابلة توجد في المصراع الآخر.تشاهد على السطح الداخلي للمصراع آثار مرتكزات مجموعة من العضلات المقربة للمصراعين والمقلصة والباسطة للقدم. كما تشاهد آثار التصاق الرداء (الخط الردائي) بكل مصراع، وهو يوازي الحافة البطنية والخلفية للمصراعين.يتحرك بلح البحر مستخدماً قدمه المضغوطة جانبياً على شكل اللسان، وفي قاعدة هذه القدم، على الخط المتوسط البطني باتجاه الخلف تَشَكُّلٌ غُدّي يدعى غُدّة الرسن، تفرز أليافاً بروتينية تتوضع بشكل حزمة تدعى الرسن تتصلب بتماس الماء وتلتصق على الركازات الخارجية بنهاياتها العدسية الشكل. وتقاوم هذه الألياف، عند بعض أنواع بلح البحر، شداً يعادل 15كغ، وعندما تنقطع يُعَوِّضُها الحيوان.تكاثره:الجنسان في بلح البحر منفصلان، ولكل منهما زوج من الغدد التناسلية التي تتضخم جداً عند النضج. ويلقي الذكر نطافه في ماء البحر، فتصل إلى الأنثى عن طريق التيار المائي الداخل إلى جسمها، ويتم الإلقاح في الجوف الردائي، وتتشكل بيضة ملقحة تتحول إلى يرقة مزوَّدةٍ بشراع مهدب يساعدها في السباحة، بعد خروجها من جسم الأنثى. تسبح اليرقة مدة من الزمن ثم تتشبث بالركائز بوساطة الرسن الذي يبدأ بالتشكل، وتفقد شراعها، وتفرز قوقعة دقيقة. تنمو اليرقة بعد أن تتثبت لتصبح فرداً بالغاً، يصل طوله بعد عشرة أشهر إلى 5سم تقريباً. ويختلف زمن وضع البيض تبعاً لنوع بلح البحر وموطنه. فهو يتم إبان شهر تموز في ميتيلوس مقاطعة الغال في البحر المتوسط وتتثبت يرقاته في شهر إيلول.أنواع أخرى من بلح البحرتنتشر بعض الأجناس الأخرى من بلح البحر على الشواطئ السورية، وخاصة الجنسان «آكل الصخر Lithophaga» (الشكل- 2)، و«المَيْتيلُوس النجمي». ويتميز النوع «Lithophaga» بقوقعة بنية اللون أو كستنائية قليلة الثخن ومتطاولة وأسطوانية تقريباً ومدورة من طرفيها. ويبدي الوجه الخارجي للمصراع، إضافة إلى خطوط النمو، خطوطاً ناعمة جداً عرضية التوضع في المنطقة المتوسطة من القوقعة. ويكون لون الوجه الداخلي لكل مصراع بُنِّياً أو أبيض ضارباً إلى الزرقة أو الصفار. ويبلغ طول القوقعة وسطياً 4 أو 5سم، وقد تصل إلى 12سم، وليس ثمة أسنان في سوية المفصلة. ويعيش هذا النوع في مستوى الحدود العليا للمنطقة تحت الشاطئية وفي المناطق الضحلة من الشاطئ حيث لا يتجاوز العمق 50سم. ويحفر الحيوان في الصخور الكلسية، حتى الصغيرة منها والموجودة على القاع، حفراً أسطوانية يعيش فيها، ويُستخرَج منها بتكسير الصخور. وهو كثير الانتشار في سواحل البحر المتوسط، وله أهمية تجارية كبيرة في بعض الدول، ولحمه مرغوب فيه جداً ويستهلك نيئاً طازجاً أو مطبوخاً.ويمتاز «المَيْتيلُوس النجمي الخطي M.lineatus» من غيره بقوقعته السوداء البنية التي تشبه قوقعة جنس «المَيْتيلُوس Mytilus»، وتختلف عنها في الحجم والتزيينات، فالحيوان صغير الحجم لا يتجاوز طوله 2-4سم، ويوجد على الشواطئ في تجمعات طبيعية كثيفة جداً تزيد على 2000 فرد/م2 على الصخور الشاطئية المغمورة أو التي تتكشف وتغمر يومياً في فصل الربيع، متشبثة على الصخور بشدة يصعب جداً اقتلاعها. وتجدر الإشارة إلى وجود ميديات تعيش في المياه العذبة، أهمها، جنس عديم الأسنان Anodonta (أَنُودُنْطَة) والدَرْسِينَة Dreissena.تربية بلح البحريستهلك بلح البحر بكميات كبيرة، وخاصة في أوربة، ويعد في الأطباق الممتازة، إذ يؤكل نيئاً أو مطبوخاً، طازجاً أو معلباً. ويقدر الاستهلاك العالمي السنوي منه بما يقارب 300 ألف طن، منها 250 ألف طن عن طريق التربية والباقي يجمع من مناطق تجمعه الطبيعية.وتعتمد تربية بلح البحر أساساً على جمع الرخويات الفتية منه ووضعها في أماكن ذات شروط مشابهة لشروط وسطها الطبيعي، حتى تتحول إلى أشكالها البالغة، ثم تجمع بسهولة للاستهلاك. ولتربية بلح البحر ثلاث طرائق أساسية، هي: التربية على أوتاد، والتربية المعلقة، والتربية الأفقية القاعية.1ـ التربية على أوتاد (مَرْبى بلح البحر): وتعد هذه الطريقة الأكثر انتشاراً في البحار حيث المد والجزر شديدان والقاع وحلي. وتعتمد هذه الطريقة، انطلاقاً من أن الصغار تتشبث تلقائياً بالركائز الخارجية، على غرز أوتاد خشبية في القاع تبدو للناظر كأنها غابة من الأوتاد. تحاط هذه الأوتاد بحبال تُنْصَبُ لولبياً تثبت عليها صغار الرخويات. وتنتظم كل مجموعة من الأوتاد في صفين متوازيين تَفصل بينهما مسافة متر واحد تسمح بمرور قارب بينهما، لجمع بلح البحر الناضج. وتمتد هذه الصفوف المتوازية على طول /50/ متراً، وتدعى هذه المجموعة المنتظمة على هذا النحو بمرْبى بلح البحر Mytiliculture. يفصل كل مربى عن الآخر مسافة /25/ متراً، وقد يصل مجموع أطوال مرابي بلح البحر في مكان واحد إلى عدة مئات من الكيلو مترات كما هي الحال في خليج إيغويون Aiguillon قرب مدينة لاروشيل الفرنسية.2ـ الزراعة المعلقة: تتم هذه الزراعة في البحار حيث المد والجزر ضعيفان جداً كما في البحر المتوسط، أو في البحار العميقة، ولو كان المد والجزر شديدين. وتعتمد هذه الطريقة على تَشبُّث الرخويات بحوامل مصنوعة من الحبال عادة أو من أنواع مختلفة من الشباك. وتُربط الحبال الحاملة للرخويات على عوارض تقام فوق مستوى سطح الماء، وتثبت العوارض على أجسام عائمة (كالقوارب) أو على هياكل (منصات) مربوطة، وتبقى الرخويات في هذه الطريقة معزولة عن القاع كلياً وتبقى داخل الماء.3ـ التربية الأفقية القاعية: وتتم في المياه العميقة التي لا تتكشف في أثناء المد والجزر، أو في أحواض قد تتكشف أحياناً. وتُتَّبَع هذه الطريقة خاصة في هولندة وفرنسة أساساً، وهي تتلخص بنقل الرخويات ووضعها بكثافة مناسبة على القاع الصخري القاسي في مناطق تسهل مراقبتها والعمل فيها وتسمح بنمو جيد للرخويات.ومهما كانت الطريقة المتبعة في التربية فلا بد من تزويد المنشآت بأفراد فتية باستمرار، ومن تحقيق كثافة مناسبة من الرخويات، ومن حماية هذه الأخيرة من المتعضيات المنافسة لها والضارة بها والمعيقة لنموها، وكذلك من المفترسات. وتُجْمع الرخويات من المرابي الخاصة بها في أوقات معينة من السنة بحسب النوع المربى، وبحسب الشروط المحلية التي تتحكم في أوقات التكاثر. ويكون استهلاك بلح البحر في أفضل حالاته عندما ينضج جنسياً وقبل أن يضع بيضه، لأنه بعد إطلاق العناصر التناسلية يصبح الرخوي ضعيفاً جداً. محمد ياسين قصاب

  6. #176
    الصرصور

    الشكل (1) الصرصور الألماني
    الشكل (2) صرصور الشرق
    الصرصور cockroach، ويسمى أيضاً بنت وردان، اسم عام يطلق على مجموعة من الحشرات تنتمي إلى فصيلة الصراصيرBlattodea، رتبة مستقيمات الأجنحة Orthoptera، صف الحشرات Insectaمن اللافقاريات. شكل الصرصور بيضاوي، كريه الرائحة، مشهور بكونه «حيوان المنزل». يعرف منه نحو 4000نوع، يعيش معظمها في المناطق المدارية، لكن نحو 25نوعاً منها عالمي الانتشار لارتباطها بمواقع إقامة الإنسان.
    عرفت الصراصير بأشكالها المعاصرة منذ ما يقرب من 320مليون سنة. وتبين المستندات المستحاثة أنها سادت الأرض خلال العصر الفحمي Carboniferous، منذ 290ـ360مليون سنة.
    أكثرها شيوعاً الصرصور الأمريكي Periplaneta americana، والصرصور الألماني Blatella germanica (الشكل 1)، وصرصور الشرق Blatta orientalis (الشكل 2)، وصرصور ماديرا Leucophaea maderae، والصرصور البني المخطط Supella longipalpa. توجد هذه الأنواع في أمريكا الشمالية، لكن الصرصور الوحيد المتوطن هناك هو الصرصور الأمريكي، أما الأنواع الباقية فهي غريبة عنها وأدخلت إليها، وقد لفت صرصور الشرق النظر في أمريكا عندما ظهر بكميات كبيرة في فلوريدا في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
    معظمها يركض بسرعة بحيث يصعب التقاطها، يساعد في هذه الصعوبة نعومة جسمها وسهولة انزلاقها من اليدين بسبب الغطاء الكيتيني الناعم الكتيم الذي يغطي جسمها، والذي يحفظها من التجفاف. وبعضها، وبخاصة صرصور ماديرا، يصدر أصواتاً. وهي حساسة للضوء، وكثير منها يفضل الظلام، فهي حيوانات ليلية.
    شكله الخارجي
    معظم الصراصير مجنَّحة، مع ذلك فإن بعضها لايطير. ويراوح طول البالغ منها بين ميليمتر واحد وأكثر من تسعة سنتيمترات.
    يتألف جسم الصرصور من ثلاث مناطق هي الرأس والصدر والبطن (شكل3). تحمي الرأس صفائح كيتينية يلتحم بعضها ببعض مشكلة علبة تضم داخلها أعضاء الرأس المختلفة، وهو يتجه نحو الأسفل. يحميه من الأعلى امتداد من صفيحة تغطي «الصدر الأمامي» من الحيوان. وهو يحمل قرني استشعار حساسين جداً وعينين مركبتين إضافة للواحق فمه المختلفة القارضة التي تساعده على تناول غذائه ومعالجته.
    الشكل (3) أقسام جسم الصرصور
    أما الصدر فيتألف من ثلاث قطع هي الصدر الأمامي prothorax، والصدر المتوسطmesothorax، والصدر الخلفي metathorax، إضافة إلى شفعين من الأجنحة يحملهما الصدر المتوسط والخلفي، الأمامي منهما درعي ثخين يغطي البطن، في أثناء الراحة، والشفع الخلفي رقيق يستعمله في الطيران. إضافة إلى ذلك يحمل كل «صدر» شفعاً من أرجل المشي التي يحمل كل منها مجموعة من الأشواك.
    أما البطن فهو منبسط ويتألف من عدد من القطع، لا يرى منها سوى سبع قطع، إذ يتداخل الباقي بعضه مع بعض. تحمل القطع الخلفية منها لواحق تناسلية تستعملها الحشرة في التكاثر. ويبرز من نهاية الحيوان أيضاً شفع من الزوائد شديدة الحساسية تسمى القرون الشرجية، تمتد نحو الخلف تتحسس التحركات الدقيقة للهواء، مما يُمَكِّن الصرصور من تحري الأخطار بسرعة كبيرة فيهرب منها.
    تكاثره وسلوكه الجنسي
    تختلف عادات الصراصير التناسلية بحسب الأنواع، فعندما تكون أنثى الصرصور الأمريكي جاهزة للاقتران فإنها تصدر مواد كيميائية ذات رائحة تسمى الفيرومونات[ر] pheromones تقوم بجذب الذكور إليها، يرفرف الذكر عندها بجناحيه، ويوجه مؤخرة بطنه نحو مؤخرة بطن الأنثى ليتلاصقا تمهيداً للاقتران.
    وتبدي بعض الأنواع مظاهر اقتران أكثر تعقيداً، فتصدر أصوات صفير وتُلَوِّحُ ببطنها، أو تجري عمليات عضٍّ لها. وتبدي ذكور أحد الأنواع في الدومينيكان نوعاً من السيطرة، وتفضل الإناث عندها الاقتران بالذكر المسيطر.
    تضع الأنثى بيوضها الملقحة وترصف بعضها إلى جانب بعض، وتحيطها بغلاف يسمى قميص البيوض ootheca. يلقي الصرصور الأمريكي بيوضه في منطقة آمنة، ثم يهجرها، أما أنثى الصرصور الألماني فتحافظ على قميص البيوض مرتبطة بعضو وضع البيض الذي يسمى آلة وضع البيوض ovipositor، وتطلقها فقط عندما تصبح البيوض جاهزة للنقف.
    يحتوي قميص البيوض على عدد من البيوض، يراوح بين 16و 32 بيضة بحسب الأنواع، علماً أن بعض الأنواع تبدي نوعاً من العناية بالبيوض. تخرج من البيضة حيوانات شبيهة بالأمهات لكنها ليست ناضجة جنسيّاً، لذلك تسمى الحورياتnymphs وهي غالباً ما تبقى حول أمهاتها بضعة أيام. يطرأ على الحوريات تحوُّل شكلي [ر] metamorphosis تدريجي، أي تنمو وتنضج تدريجيّاً في مراحل، يسمى كل منها طوراً instar، ينتج عن كل منها حورية يقترب شكلها من الصرصور البالغ تدريجياً، يتم في نهاية كل مرحلة طرح القشيرة الخارجية التي تشكل الهيكل الخارجي exoskeleton لها في عملية تسمى الانسلاخ ecdysis، ويعطي الانسلاخ الأخير فرداً مجنَّحاً بالغاً ناضجاً جنسياً.
    أهميته
    للصراصير أهميتها الكبيرة من الناحية البيئية. فهي آكلات كل شيء. وتهضم كل شيء بسبب الأنواع المختلفة من البكتريا والحيوانات الأوالي [ر] Protozoa التي توجد في جهازها الهضمي، فهي تسهم في تفكك فضلات الغابات وبراز الحيوانات، وهي بدورها تكون طعاماً لكثير من الحيوانات، بما في ذلك الحيونات المفترسة والتي تتطفل على البيوض. فهي حلقة مهمة في الشبكة الغذائية. ونجاح استراتيجيتها الحياتية يبيّنه طول حياة المجموعة التي تنتمي إليها، وتنوعها وتوزعها الواسعان.
    ويعد نحو 1% من الصراصير ضارة بالإنسان تضايقه وتثير اشمئزازه، فقد اكتسبت الصراصير سمعتها السيئة ليس من أنها تأكل ما يخزنه الإنسان من طعام وفضلاته فقط، بل من كونها تلوث ما حوله مخلّفة رائحة كريهة يصعب التخلص منها. والواقع لاتبدو الصراصير بالقذارة التي توصف بها، فهي تقضي وقتاً طويلاً في تنظيف نفسها. وقد تنقل إلى الإنسان أو بعض حاجياته أو غذائه بعض الأمراض، إلا أنها لا تسبب الأوبئة.
    يعد الصرصور، من جهة أخرى، مهمَّاً من الناحية العلمية، فقد كان حيوان التجربة في كثير من التجارب العلمية التي أجريت، والتي وضَّحت كثيراً من مظاهر حياة الحشرات.
    مكافحته
    كانت الصراصير دائماً هدفاً للمكافحة بمبيدات الحشرات، لكنها كانت تطور لنفسها مقاومة تجاه بعضها. وقد تمت محاولة استخدام الفيرومونات لمقاومتها جنسيّاً، أو لتعقيم ذكورها. لكن ذلك لم ينجح على نطاق واسع. والعائق الكبير لذلك هو قشيرتها الكيتينية الصعبة التخريش، التي تغطي جسمها، وكانت المحاولات تتوجه دوماً نحو إتلاف هذه القشيرة. فما أن تتخرش هذه القشيرة حتى يعاني الحيوان من التجفاف. والمادة التي أظهرت فعاليتها هي مسحوق حمض البوريك الذي يعد مخرِّشاً للقشيرة وسامّاً للحيوان بآن واحد. وأفضل وسيلة للحد من تكاثر الصراصير وإيقاف ذلك هي المحافظة على نظافة البيت و سَدِّ منافذ المجارير التي تعد مساكنها المفضلة.
    تصنيف الصراصير
    ينضوي الصرصور تحت لواء رتبة الصراصير Blattodea التي يُميَّز فيها خمس فصائل.
    ـ فصيلة البلاتيدات Blattidae التي تضم الصرصور الأمريكي Periplaneta americana، وصرصور الشرق Blatta orientalis.
    ـ فصيلة البلاتيليدات Blatellidae التي تضم الصرصور الألماني Blatella germanica، والصرصور الآسيوي B.asahinai، والصرصور البني المخطط Supella longipalpa.
    ـ فصيلة البالبيريدات Balberidae التي تضم صرصور ماديرا Leucophaea maderae، والصرصور البرازيلي Blaberus giganteus، وصرصور مدغشقر ذا الصرير Gromphadorina portendos.
    ـ فصيلة الكريبتوسيرسيات Cryptocercidae.
    ـ فصيلة البوليفاجيدات Polyphagidae.
    حسن حلمي خاروف

  7. #177
    الحُمْحُميَّة (فصيلة -)





    الفصيلة الحمحمية Boraginaceae تسمية عربية تراثية تقابل التسمية الفرنسية البوراشية Bourrache التي تعني لسان الثور المستمدة من العربية البوعرق أو أبو العرق Borago أو أبو الرش نسبة إلى خواصه الطبية المعرِّقة والمدرة، وتدعى أيضاً فصيلة لسان الثور منسوبة إلى جنس لسان الثور المسمى أنخوسة Anchwsa. وهي مجموعة أعشاب أو جنبات أو أشجار، واسعة الانتشار، من رتبة Polemoniales من أنبوبيات الزهر Tubiflorales تضم 100 جنس تتوزع على 2000 نوع. متميزة بنوراتها العقربية وأوراقها الخشنة وثمارها المكونة من أربع جويرات في كل منها بذرة واحدة. تتمثل في الأراضي السورية اللبنانية بـ 30 جنساً و100 نوع.


    أبرز أجناسها: الانتحائي أو دوار الشمس Heliotropium الذي يضم 250 نوعاً. ولـسان الكـلب Cynoglossum الذي يضم (75 نوعاً). وصخـري البذور Lithospermum الذي يضم (55 نوعاً). وآذان الفأر Myosotis الذي يضم (40 نوعاً). والحماري Onosma الذي يضم (100 نوعاً). والأفعوي Echium الذي يضم (75 نوعاً). والمخضبة Anchusa الذي يضم (50 نوعاً). والقانا Alkanna الذي يضم (40 نوعاً). والأرنبية Arnebia الذي يضم (40 نوعاً). والبعراقBorago الذي يضم (4 أنواع). والكورديا Cordia الذي يضم (100 نوع).


    الأهمية الاقتصادية


    تضم الفصيلة الحمحمية أنواعاً اقتصادية أبرزها:


    الأرنبية السبدة Arnebia hispidissima:


    تسمية الجنس مستمدة من اللغة العربية نسبة إلى شكل وبر النبات الذي يشبه وبر الأرانب. وقد وصفه النباتي العربي أبو حنيفة الدينوري في القرن العاشر الميلادي كالآتي: الأُرْينبة عشبة كالنّصي إلاّ أنها أدق وأضعف وألين، وهي ناجعة في المال جداً، ولها إذا جفت سَفى كلما حرك تطاير فارتز في العيون والمناخر. تنبت في الفيضات والمنخفضات الغضارية في الوطن العربي، وهو نوع هندي إيراني باكستاني، تستعمل جذوره للحصول على ألوان حمراء قانية.


    المخيط Cordia mixa:


    من أسمائه المتداولة: المخاط والدبيّق وسبستان (من الفارسية معناها أطباء الطلبة)، المقساس (تسمية شامية)، تستعمل ثماره الدبقة أكلاً لتليين الصدر وفي صنع دبق الطيور. يفضل الشمس المباشرة. تُرَّد أصوله إلى الهند الشرقية. يتكاثر بالبذور والترقيد.


    القاني الصباغي Alkanna tinctoria:


    من أسمائه المتداولة: شبيّط ودبّون وشنجار ورجل الحمام وحميراء ودم الأخوين. يحوي في قشرة جذوره مواد صباغية شنجارية حمراء بنسبة 5-6% تدعى: القانين alkannine المنحلة في المحلات العضوية والزيوت. يتحول القانين الأحمر بالتفاعل مع الهيدروكسيدات القلوية إلى لون أخضر أو أزرق. وللقانين خواص صادات حيوية للمكوّرات العنقودية وفطريات البياض Candida لائمة للجروح.


    البعراق المخزني Borago officinalis:


    من أسمائه المتداولة: بوراش ولسان الثور والحمحم وبوغلصن. يستعمل مدراً ومعرقاً وضد السعال، والتهابات الكلى والمثانة، لائم للجروح.


    الانتحائي أو دوار الشمس العنب Heliotropium bacciferum:


    250 جنبة شائعة في الجزيرة العربية معروفة بالرمرام مستعملة عند البدو لمعالجة لدغة الأفعى.


    أنور الخطيب

  8. #178
    البوغ

    البَوغ spores في علم النبات اسم جمع واحدته بَوْغة، والبوغة خلية تكاثر لاجنسي، تنقل النبات من حالة الركود إلى حالة النشاط أو العكس، وهي قادرة على تكوين أفراد جديدة مباشرة عكس العِرس gamete الذي لا يعطى فرداً جديداً إلاّ إذا لقح بعرس آخر.
    للأبواغ أشكال كثيرة مختلفة الأسماء: ففي الجراثيم توجد الأبواغ الداخلية endospores. وفي الطحالب تُلاحظ الأبواغ المتحركة المسماة بالأبواغ الحيوانية zoospores، والأبواغ الثمرية carpospores، والأبواغ الضعفانية الصيغة الصبغية المسماة بالأبواغ الزيجية zygospores، والأبواغ الفردانية الصيغة الصبغية الناتجة من التنصيف الصبغي المسماة بالأبواغ الرباعيةtetraspoers. وفي الفطريات أبواغ خارجية التكوين تدعى غبيرات codnidia، وأبواغ تتكوّن داخل زِقٍ ascus وتدعى بالأبواغ الزِقيةascospores، وأبواغ تتكوّن داخل قدح يدعى إيسيَّة aecium وتدعى بالأبواغ الإيسية aeciospores، وأبواغ تتكوّن داخل قارورة تسمى بقْنَة pycnium وتدعى بالأبواغ البقنية pycnospores، وأبواغ تتكوّن داخل كتلة خلوية متماسكة تدعى يوريدة uredium وتدعى بالأبواغ اليوريدية uredospores، وأبواغ تتكوّن ضمن كتلة متماسكة تدعى نهاية telium وتدعى بالأبواغ النهائية teliospores، وأبواغ تتكوّن في دعامة basidium وتدعى بالأبواغ الدعامية basidiospores. وفي الحزازيات والسرخسيات تكون الأبواغ دوماً منَصَّفَة meiospores. وتظهر الأبواغ المنصَّفة في نموذجين من النباتات الراقية أحدها ذكري صغير يعرف بالأبواغ الدقيقة microspores، وثانيهما أنثوي كبير يعرف بالأبواغ الكبيرة macrospores.
    والأبواغ في العادة موجودة في كل مكان لكثرة أعدادها، فالفرد الواحد في بعض الفطريات، على سبيل المثال، يُنْتِج قُرابة 8 تريليون بوغة، وهذا ما يمكِّن فطريات الريزوبوس Rhizopus والبنسيليوم Penicilliom والأسبرجيلوس Aspergillus من الانتشار على سطح الكرة الأرضية كله. وفيما يأتي عرض لخصائص الأبواغ بحسب الزمر النباتية:
    أبواغ الجراثيم: أغلب أبواغ الجراثيم داخلية التكوين، وهي تمثل أعضاء مقاومة للأحوال غير المناسبة لحياتها، وتتمتع بخواص فيزيائية وكيمياوية خاصة أبرزها مقاومة الحرارة والجفاف. فمن الأبواغ الجرثومية ما تتحمل درجة حرارة الغليان المائي من بضع ساعات إلى ثلاثين ساعة، ويصبح التعقيم بالغليان من الأمور الصعبة في مثل هذه الحالات.
    أبواغ النباتات الزُّرق Cyanophyta: يتكون البوغ في خلايا النباتات الزُّرْق بتشرب الجدران السللوزية مركبات قشرية متحولة إلى طبقة كتيمة مرصعة بتزيينات مميزة للأنواع، وتتكثف المدخرات السيتوبلاسمية مدخلة البوغة في حالة ركود حيوي.
    وتختلف أبواغ النباتات الزُّرْق باختلاف الزمرة النباتية، فهي دوماً عديمة السياط: منها الساكنة ومنها المتحركة حركات انسيابية، ومنها المنفردة المكورة وتدعى بالأبواغ المكورة Coccospores، ومنها الكثيرة الخلايا المُنَسَّقة hormospores، ومنها المحاطة بجدار رقيق ضعيف المقاومة، ومنها المحاطة بجدار ثخين مقاوم.
    أبواغ الطحالب Algae: يتكون البوغ في الطحالب باستنفار المكونات الخلوية لخلية أم، تعرف بالخلية المولدة للأبواغ، وتَحَوُّلِ جدارها بعد انقسام نواتها وتكثف سيتوبلاسماها إلى كيس حافظ للأبواغ المحاطة بغلاف جديد.
    ولتكون الأبواغ في بعض أنواع الطحالب، مكانة رئيسية في دورة حياة النبات إذ يُمَكِّنُ الفرد النباتي من الانتقال من حالة إلى أخرى أو من جيل إلى جيل: فحلقة حياة الطحلب الأخضر: خس البحر Ulva lactuca مكونة من تعاقب جيلين هما جيل النبات البوغي sporophyte القادر على تكوين أبواغ حيوانية متحركة بأربعة سياط وجيل النبات العرسي gametophyte القادر على تكوين أعراس حيوانية متحركة بسوطين. وحلقة حياة الطحلب الأحمر نيماليون المتعدد الأجزاء Nemalion multifidum مكونة من تعاقب ثلاثة أجيال أولهما جيل النبات العرسي القادر على تكوين أعراس ذكرية غير متحركة تدعى نطفيات spermatia، وأعراس أنثوية مكونة من مجموعة خلوية تدعى المنسل الثمري carpogone. وثانيهما جيل النبات البوغي الثمري carposporophyteالمُوَلِّدُ لأبواغ ثمرية، وثالثها جيل النبات الرباعي الأبواغ tetrasporophyte المُوَلِّد لأربعة أبواغ فردانية الصيغة الصبغية المجتمعة في رباعيات بوغية اشتق منها اسم الجيل، ثم تعود الحلقة التوالدية لتتكرر من جديد مبتدئة من جيل النبات العرسي. وقد ينعدمتعاقب الأجيال في بعض الطحالب كما هي الحالة في السبيروجيرا Spirogyra إذ يحدث التنصيف الصبغي بعد تكوّن الزيغوت zygote(خلية تنتج من الإلقاح) مباشرة فتتكون حلقة حياة الفرد من جيل وحيد فرداني الصيغة الصبغية، وتدعى البوغة آنئذ البوغة الزيغية. وينعدم تعاقب الأجيال في بعض الطحالب السُّمْر كالفوقس الحويصلي Fucus vesiculosus، إذ يحدث التنصيف قبل تكوّن الأعراس فتتكون حلقة حياة الفرد من جيل وحيد ضعفاني الصيغة الصبغية. وقد لا يرتبط تعاقب الجيلين العرسي والبوغي بعضهما ببعض كما هي الحالة في طحلب الكلاميدوموناس Chlamydomonas حيث تتعاقب الحادثات البوغية اللاجنسية غير مرتبطة بالحادثات العرسية الجنسية. ومن الطحالب ما تتراجع فيها الحادثة الجنسية العرسية فتقتصر حلقة حياتها على تداول النباتات البوغية اللاجنسية. وقد تتراجع في حلقة حياة الطحالب الجنسيةُ العرسيةُ واللاجنسيةُ البوغية فيصير تداول حلقة التكاثرمقتصراً على استعمال طرائق خضرية ممثلة بتقطع المِشرات إلى قطع قادرة على النمو والحفاظ على بقاء النوع.
    أبواغ الفطريات Fungi: تتمثل أبواغ الفطريات في أشكال كثيرة أبرزها:
    ـ الأبواغ الإنتاشية germination spores: وهي أبواغ فردانية الصيغة الصبغية ناتجة مباشرة من انقسام خلية الزيغوت انقساماً مُنَصِّفاً.
    ـ الأبواغ المنصَّفة meiotic spores: وهي دوماً أبواغ فردانية، تمثل وسائط انتقال من النباتات البوغية الضعفانية إلى النباتات العرسية الفردانية.
    ـ الأبواغ المباشرة direct spores: وهي أبواغ تكون فردانية الصيغة إذا تكوّنت على مشرة فردانية، وضعفانية إذا تكوّنت على مشرة ضعفانية.
    ـ الأبواغ الحيوانية: وهي أبواغ فردانية الصيغة الصبغية أو ضعفانيتها تؤلفها مشرات الفطريات الطحلبية Phycomcetes.
    ـ الأبواغ الزيغية: وهي أبواغ ضعفانية عديمة الحركة محاطة بغلاف كتيم، وتتكوّن في الفطريات الزيغية Zygomycetes.
    ـ الأبواغ الكيسية cystospores: وهي أبواغ في فطر البياض الزغبي المسمى بلاسموباره الكرمة Plasmopara viticola تنتشر على شكل أبواغ محاط كل منها بكيس يعطي عند إنتاشه خيوطاً فطرية mycelium يُمثل كل منها بوغة لم يتمايز غلافها الخاص بها.
    ـ الأبواغ الثانوية secondary spores: وهي أبواغ تتكوّن في الفطريات الطحلبية من رتبة السَبْرولينيات Saprolegniales انطلاقاً من أبواغ ابتدائية أولية، قادرة على التكيس مرة أولى لتعطي أبواغاً ثانوية. ثم تتكيس الأبواغ الثانوية مرة ثانية لتعطي أبواغاً ثالثية ورابعية وخامسية حتى تصل إلى مرحلة النضج الممثل بالقدرة على إنتاج الخيوط الفطرية.
    ـ الأبواغ الزقية: تتكوّن في الفطريات الزقية Ascomycetes ويتميز البوغ بتكوّنه داخل خلية خاصة تدعى الزق بعد انقسام منصِّف يولد أربعة أبواغ مُنصَّفة أو مضاعفاتها.
    ـ الأبواغ الدعامية: تتكوّن في الفطريات الدعامية Basidiomycetes وتتميز بتكوّنها في خلية خاصة تدعى الدعامة، بعد انقسام منصِّف يولد أربعة أبواغ منصفة تخرج من الدعامة محمولة على مساند sterigmata فوق الدعامية.
    ـ الأبواغ الإيسية: تتكوّن في الفطريات الدعامة المكونة لصدأ القمح داخل كأس تدعى إيسية تتكوّن على أوراق نبات البربريس Berberis ممثلة جزءاً من النبات البوغي الأول المكوَّن من خلايا ثنائية النوى dicaryon وهي تنقل الإصابة بالفطر من البربريس إلى القمح.
    ـ الأبواغ اليوريدية: تتكون في الفطريات الدعامية المكونة لصدأ القمح داخل كتلة خلوية متماسكة تدعى يوريده تتكوّن على أوراق القمح، ممثلة جزءاً من النبات البوغي الثاني الذي ينتهي بإلقاح النواتين الجنسيتين، وهي تنقل الإصابة من نبات إلى آخر في حقول القمح.
    ـ الأبواغ النهائية: تتكوّن في الفطريات الدعامية المكونة لصدأ القمح داخل كتلة متماسكة تدعى النهائية المتكونة على أوراق القمح والتي يجري فيها الإلقاح النووي.
    ـ الأبواغ الأشنية lichen spores: وهي أبواغ فطرية تكوّنها الفطريات المتعايشة مع الطحالب، وهي لاتقوم بدور فعال إلا إذا توافر لها الطحلب المتعايش معها.
    أبواغ الرحميات Archegoniates: يجري تكوّن أبواغ الرحميات باستنفار محتوى خليةِ أم مولدة لمغلفات الأبواغ تنقسم إلى قسمين: يولد أحدهما خلايا خارجية حافظة للأبواغ تدعى مَبْوَغَة sporangiun ويولد ثانيهما خلايا مولدة للأبواغ المنصفة. وفيما يأتي عرض لخصائص أبواغ الزمر النباتية المكونة للرحميات:
    ـ أبواغ الحزازيات Mosses: تتكوّن أبواغ الحزازيات ضمن علبة خاصة تدعى منسل الأبواغ sporogone محمولة على نهاية النبات البوغي الذي يعيش طفيلياً على النبات العرسي، وهي في العادة فردانية الصيغة الصبغية تنقل حلقة حياة الحزاز من النبات البوغي إلى النبات العرسي بعد إنتاشها في التربة وتكوينها خيطاً أولياً protonema يمثل طليعة النبات العرسي.
    ـ أبواغ السرخسيات Filicales: تتكوّن أبواغ السرخسيات ضمن مبوغات sporangia محمولة على النبات البوغي المتمتع بحياة مستقلة عن النبات العرسي، وهي تمثل مرحلة الانتقال البوغي من النبات البوغي إلى النبات العرسي، لكونها دوماً فردانية الصيغة الصبغية، تعطي بإنتاشها طليعة مشرة prothallus تحمل المناطف والأرحام.
    ـ أبواغ السيلاجينِليّات Selaginellales والإيزوئيتيات Isoetales وأذناب الخيل Equisetales: تنقسم الأبواغ في هذه الرتب إلى أبواغ صغيرة يولد كل منها طليعة مشرة صغيرة ذكرية، وأبواغ كبيرة يولد كل منها طليعة مشرة كبيرة أنثوية.
    ـ أبواغ البذريات: يتكوّن في البذريات نموذجان من الأبواغ يتمثل أحدهما بالأبواغ الدقيقة، وهي أبواغ منصَّفة مولدات لحبات الطلع التي تمثل النبات العرسي الذكري، ويتمثل ثانيهما بالأبواغ الكبيرة، وهي أبواغ منصَّفة مولدات للأكياس الجنينية التي تمثل النبات العرسي الأنثوي.
    الأبواغ المستحاثة
    إذا كانت دراسة الأبواغ المعاصرة تفيد في كشف طرائق تَعاقُب الأجيال في حلقة حياة زمر العالم النباتي، فإن دراسة الأبواغ المستحاثة مفيدة في كشف أزمان تكوين سلالات الزمر النباتية التي تعاقبت على سطح الكرة الأرضية. فالأبواغ المستحاثة وحبات الطلع تشرح التعاقب النباتي الذي جرى في رقعة من الرقع وعلى سطح الكرة الأرضية.
    الأبواغ والانتشار في الزمان والمكان
    تمثل الأبواغ وسائل انتقال الصفات إلى أماكن بعيدة، فهي قادرة على البقاء في الهواء حقبة طويلة من الزمن، لمقاومة غلفها، وخفة وزنها، وغزارة عددها الأمر الذي يمكّنها من الانتشار في جميع أنحاء العالم في المواقع المناسبة لنموها.

    وفاء بغدادي

  9. #179
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الدولة: تونس الخضراء
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 10,820 المواضيع: 935
    التقييم: 8350
    مزاجي: الحمد الله
    أكلتي المفضلة: مشاوي
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: منذ أسبوع واحد
    مقالات المدونة: 2
    تقبل= مني فائق الود والإحترام لجميل طرحك اخي الفاضل

  10. #180
    المتجولات

    المتجولات Peripatidae حيوانات من حاملات المخالب Onychophora التي تمثل حلقة الوصل بين الحلقيات ومفصليات الأرجل، لاشتراكها بكثير من صفات المجموعتين المذكورتين.
    شكلها الخارجي
    من أهم أجناسها البيريبات Peripatus الذي يعيش بين جذوع الأشجار وأوراقها المتساقطة، في الأماكن الرطبة من المناطق الاستوائية. وهو حيوان أسطواني الشكل (الشكل1) يراوح طوله بين 1.5 و 15سم. جلده ناعم مخملي تغطيه قشيرة رقيقة مرنة تخفي تقطع الجسم، تشبه القشيرة التي تغطي جسم مفصليات الأرجل لكنها لا تتصلب مثلها، لذلك تنسلخ بشكل قطع متفرقة. تنتشر على جسم الحيوان حليمات، يحمل بعضها شويكات حسية، تغطيها بعض الحراشف التي تمنح الحيوان ملمساً مخملياً ولوناً براقاً جذاباً، يراوح بين الأخضر والأزرق والبرتقالي والرمادي الغامق أو الأسود.
    الشكل (1) الوجه السفلي للرأس (إلى اليمين) والشكل الخارجي للبيريبات (إلى اليسار )

    يحمل الرأس شفعاً من الملامس، في قاعدة كل منها عين من نمط عيون الحلقيات. وينفتح الفم على الوجه البطني للرأس، وهو يحوي سناً ظهرية وشفعاً من الفقيمات mandibles كلابية الشكل، تحيط بها فصوص فموية oral lobes، وعلى جانبي الرأستوجد حليمات فموية oral papillae تنفتح في ذروة كل منها غدة مخاطية slime gland تنفث مادة تلتف حول الفرائس أو الحيوانات المهاجمة. تمضغ هذه الحيوانات غذاءها بذروة الفكوك وليس بجانبها كما في مفصليات الأرجل.
    أرجلها قصيرة هرمية الشكل غير متقطعة، تحمل نهاية كل منها مخلباً. وهي ترتكز على الجسم أقرب إلى الوجه السفلي للحيوان منها إلى جانبيه. معظمها مفترس، تتغذى بالحشرات ويرقاتها وبالحلزونات والديدان.
    الشكل (2) تشريح البيريبات
    بنيتها الداخلية
    يؤدي الفم إلى بلعوم عضلي وأنبوب هضم مستقيم (الشكل2)، ينتهي بفوهة شرج على الوجه السفلي لنهاية الحيوان.
    تحوي كل قطعة من الجسم شفعاً من الكُلَيّات nephridia، تنتهي كل منها بفتحة إطراح في قاعدة كل رجل. كما توجد في جدار الأمعاء خلايا ماصة تفرز حمض البول، وكذلك بعض الخلايا حول القلب تقوم بدور في الإطراح لأنها تختزن بعض الفضلات التي تمتصها من الدم.
    تتنفس المتجولات مثل مفصليات الأرجل بقصبات هوائية، متصلة بالوسط الخارجي بفتحات تنفسية spiracles عديدة منتشرة على جميع أنحاء الجسم، يتعذر فتحها وإغلاقها، بخلاف باقي مفصليات الأرجل، مما يحتم على هذه الحيوانات البقاء في المواقع الرطبة كي لا تخسر كميات كبيرة من الماء من جسمها.
    تتألف الجملة العصبية من شفع من العقد الدماغية، وحبلين عصبيين يمتدان متوازيين على طول الجسم، تصل بينهما، من مكان إلى آخر، وصلات عصبية. يرسل الدماغ أعصاباً إلى القرون ومنطقة الرأس، ويرسل الحبلان العصبيان أعصاباً إلى جميع أنحاء الجسم. وتتمثل أعضاء الحس بكؤوس عصبية صباغية، وأشواك حسية منتشرة حول الفم، وحليمات لمسية على الجلد، ومستقبِلات رطوبة hygroscopic receptors توجِّه الحيوان نحو بخار الماء.
    تكاثرها
    يطلق الذكر نطافه في حاملات نطاف spermatophores يُلصقها على ظهر الأنثى التي تقوم كريات الدم البيض عندها بِحَلِّ الجلد تحت حاملات النطاف، فتدخل النطاف جوف الجسم وتهاجر مع الدم إلى مبيضي الأنثى لإخصاب البيوض التي تتابع تطورها داخل «رحم» الأنثى لـ«تلد» صغارها ولادة.
    أهميتها التطورية
    تعود مستحاثات هذه المجموعة من الحيوانات إلى أواسط الكمبري، منذ نحو 500 مليون سنة، إذ تبدي مستحاثاتها صفاتٍ تبين أنها لم تتغير كثيراً عن النماذج الحية الحالية. ومع ذلك يُعدِّها علماء الحيوان ذات أهمية خاصة من الناحية التطورية، لأنها تحمل بآن واحد صفات الحلقيات ومفصليات الأرجل. من الصفات التي تقربها من الحلقيات يُذكر التنظيم الشفعي للكُلَيّات nephridia، والجهاز التناسلي المهدَّب، والتنظيم الحلقي لمعظم أجهزة الحيوان، ومن الصفات التي تقربها من مفصليات الأرجل اللواحق التي تحمل مخالب، والجوف العام الدموي hemocoel، وعدم وجود جوف عام حول جهاز الهضم، ووجود القصبات الهوائية. يلاحظ في الوقت نفسه بعض الخصائص المميزة لهذه الحيوانات، منها عدد الفتحات التنفسية الكبير وانتشارها على جميع أنحاء الجسم، ووجود شفع واحد فقط من الفكوك، وبنية الجلد، وبساطة قطع الجسم وشبه بعضها ببعض. لذلك تعد المتجولات صلة الوصل بين الحلقيات ومفصليات الأرجل.
    حسن حلمي خاروف

صفحة 18 من 146 الأولىالأولى ... 81617 1819202868118 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال