صفحة 13 من 146 الأولىالأولى ... 31112 1314152363113 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 121 إلى 130 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 13

الزوار من محركات البحث: 64847 المشاهدات : 322135 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #121
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 19
    أذناب الخيل (رتبة -)





    أذناب الخيل Equisetales رتبة نباتية من خفيات الإلقاح الوعائية تنسب إلى صف أذناب الخيل، تكونت في العصر الفحمي من الحقب الجيولوجي القديم، وعاصرت نباتات أخرى من خفيات الإلقاح الوعائية أمثال الأَجْرد «بسيلوتوم» Psilotum، ورجل الذئب Lycopodium والسرخس fern التي قامت جميعها بدور مهم في بناء أُخضورات vegetation الكرة الأرضية في الأزمنة الغابرة.


    وتسمى رتبة أذناب الخيل أيضاً بالمفصليات Articulata لانقسام سوقها إِلى مفاصل أو عقد أو سلاميات، كما تسمى أيضاً بسفينيات الأوراق Sphenophyllales منسوبة إلى صف السفينيات Sphenopsida نسبة إلى الشكل السفيني (الإسفيني)، الذي تأخذه أوراقها. ومن المصنفين من يرفع رتبة أذناب الخيل إلى مستوى الشعبة ويضمنها آنذاك رتبتين هما رتبة سفينيات الأوراق التي انقرضت جميع أجناسها، ورتبة أذناب الخيل التي تمثلت في العصر الطباشيري (الكريتاسي) بثلاث فصائل لم يصل منها إلى عصرنا سوى جنس واحد هو ذنب الخيل Equisetum.


    ذنب الخيل


    سمي بذلك نسبة إلى مظهر نباتاته الذي يشبه أذناب الخيل. وهي تسمية مأخوذة من اللاتينية equi بمعنى الخيل وsetum بمعنى ذنب.




    (الشكل -1) ساق خضرية عقيمة متفرعة تحمل فروعاً ثانوية جانبية


    يضم جنس ذنب الخيل قرابة 35 نوعاً، تنبت تلقائياً في جميع أقطار العالم ما عدا أسترالية ونيوزلندة. وهي نباتات عشبية معمرة، مؤلفة من سوق ترابية تدعى جذامير rhizomes. تتفرع الجذامير مولدة جذوراً دقيقة ترابية وسوقاً هوائية منتصبة، بعضها خضري متفرع (الشكل1)، والآخر توالدي غير متفرع (الشكل2)، وتنقسم السوق الهوائية إلى قطع، وتتألف كل قطعة من عقدة قاعدية مكتنزة وسلامى مثلَّمة جوفاء، ونهاية غمدية مسننة محيطة بالعقدة مكوِّنة الحلقة الورقية التي تتألف من مجموعة من الأوراق الحرشفية الملتحمة القاعدة والمنفصلة النهاية. وتنطلق السوق الثانوية على شكل دوارات تصدر عن منطقة العقدة مؤلِّفة حلقة من فروع جانبية مقسمة بدورها إلى قطع مكونة من عقد وسلاميات وأغماد ثانوية. تنتقل عملية التركيب الضوئي في أذناب الخيل من الأوراق الضامرة إلى السلاميات الساقيّة المزودة بالنسيج اليخضوري الرئيسي في النبات.


    وتتميز سوق أذناب الخيل ببنية خاصة ممثلة بالصفات التشريحية التالية: البشرة مُرَصَّعة بالسيليس وبالمعادن الأخرى التي تُكسب السوق صلابة مميزة، والبرنشيم الداخلي مزود بفضوات هوائية، والأوعية الناقلة قليلة، وليس لها بنية ثانوية.


    تكاثر أذناب الخيل


    تتكاثر أذناب الخيل بالأبواغ spores التي تتكون داخل مغلفات بوغية تدعى مباوغ (سبورانج)، متطاولة ومتوضعة دائرياً داخل ورقة بوغية ترسية الشكل سداسية الأضلاع. وتتثبت الأوراق تثبتاً عمودياً على امتداد ساق هوائية غير متفرعة مكوّنة سنبلة الأوراق البوغية. ويُراوح طول سنابل الأوراق البوغية الفتية من 1-2سم، وتتألف كل ورقة منها من ترس خارجي قاتم اللون ومغلف داخلي حافظ للأبواغ. وتتطاول سنابل الأوراق البوغية الكهلة، مباعدة المسافة بين الوريقات البوغية، مُسهلة تفتح المباوغ الناثرة الأبواغ بعد اكتمال نضجها.


    والأبواغ متشابهات الشكل يحاط كل منها بثلاثة أغلفة: غلاف داخلي وغلاف متوسط وغلاف خارجي، وينفصل الغلاف الخارجي إلى شريطين متطاولين مشدودين من وسطهما بالبوغة، ومنتفخين في نهايتيهما بشكل ملعقي، وهكذا تبدو البوغة كرة مجهزة بأربع أذرع مقاود elateria، تلتف حول البوغة في الرطوبة وتبتعد عنها في الجفاف ناقلة البوغة من مكان إلى آخر. ويمكن مشاهدة حركات المقاود البوغية متأثرة بالرطوبة والجفاف بالتجربة التالية: توضع بعض الأبواغ على صفيحة تحت مكبرة أو مجهر، ثم ينفخ عليها بلطف هواء الزفير المشبع بالرطوبة فيُلاحظ التفاف أذرع المقاود حول البوغة، ولا تلبث هذه الأذرع أن تنتشر بعد قليل بجفاف الهواء الخارجي ناقلة الأبواغ من مكان إلى آخر. وتخرج الأبواغ من المباوغ كتلة واحدة خفيفة الوزن، تنتشر بالهواء الجاف وتهبط على الأرض إذا ما توافرت الرطوبة، حيث تبدأ بالإنتاش.


    تتمتع الأبواغ بحيوية قصيرة الأجل، وتنتش إذا ما لامست تربة رطبة، مولدة خلية أولية صغيرة شبه جذرية، وخلية ثانوية كبيرة يخضورية مولدة طليعةً مَشرية (بروتال). وتتألف طليعة المشرة من صفيحة خضراء مسطحة ومقسمة إلى عدد من الأشرطة غير المستقطبة النمو والمتفرعة في جميع الاتجاهات وهي، وحيدة الطبقة الخلوية، لا تتجاوز أبعادها عشرة مليمترات. وتمثل طليعة المشرة هذه نباتاً عرسياً أي مولداً للأعراس، وهو عادة ثنائي المسكن أي يحمل إما مناطف أو أرحاماً، وقد يكون في حالات خاصة أحادي المسكن يحمل مناطف وأرحاماً في آن واحد. ويتعلق تكوّن الخنثوية الممثلة بوحدانية المسكن بعمر طليعة المشرة وحالتها الفيزيولوجية. وتتمايز الأعضاء التوالدية من مناطف وأرحام في 20ـ30 يوماً بعد الإنتاش. وقد عُرفت في بعض الأنواع المستحاثية أبواغ متباينة الشكل، منها أبواغ ذكرية صغيرة مولّدة لطلائع مشرات ذكرية، ومنها أبواغ أنثوية كبيرة مولّدة لطلائع مشرات أنثوية.


    يتكوّن الجنين بإلقاح البيضة الكروية الموجودة في بطن الرحم بإحدى النطاف. ويبدأ النبات البوغي أي المولد للأبواغ بالتكوّن مؤلفاً من جذير وسويقة ثم يتحول بعد ذلك إلى جذامير ترابية وسوق هوائية مؤذناً ببداية تكوّن فرد جديد ونهاية حلقة حياة نبات قديم.


    أنواع أذناب الخيل


    تأخذ أغلب أنواع أذناب الخيل شكل نباتات عشبية دقيقة، نادراً ما يزيد ارتفاعها على المتر الواحد في المناطق الباردة أو المعتدلة. ومن أذناب الخيل نوع استوائي متسلق يدعى ذنب الخيل العملاق E. giganteum انتشر في أمريكة الجنوبية ويصل طوله إلى 12 متراً ويبلغ قطر ساقه 3 سنتيمترات. وهنالك نوع أصغر منتشر في المكسيك يدعى ذنب الخيل الشفنيري E. scheffneri يصل ارتفاعه إلى المترين، كما يبلغ قطره 1سم.




    (الشكل -2) سوق توالدية مخصبة وفي نهاية كل منها سنبلة أوراق بوغية


    يتصف ذنب الخيل الحقلي E. arvense بانتشاره العالمي، وبوجود نمطين من السوق الهوائية: يتمثل النمط الأول بالسوق الُمخصبة السمراء غير المتفرعة، الربيعية النمو، في حين يتمثل النمط الثاني بالسوق الخضرية المتفرعة بوساطة دوارات ثانوية جانبية، وهذه السوق صيفية النمو وقادرة على التركيب الضوئي الذي انتقل إليها نتيجة ضمور الأوراق.


    عقاقير أذناب الخيل


    تدل دراسات الكيمياء التحليلية لأذناب الخيل على احتوائها مركبات كيمياوية حيوية مهمة أبرزها السابونين، والنيكوتين، وثلاثي ميتوكسي بيريدين، ودي فينيل سُولْفون، والإكوستيرين، والفيتامين C، والكاروتين، وبعض الحموض العضوية، إضافة إلى البروتينات والمواد الدسمة والمواد العفصية الدباغية وعدد من المركبات المعدنية وغيرها.


    وتدخل مستحضرات ذنب الخيل الحقلي في عداد مُدِرّات البول، وفي علاج بعض التهابات المثانة والطرق البولية، كما تستعمل في إيقاف النزف الدموي الباسوري والرحمي. وتدخل بعض أنواع أذناب الخيل في المكونات العلفية اللازمة للحيوانات الأهلية أو البرية كالدواجن والأرانب البرية والحجل وغيرها، ومن أبرزها استعمالاً في هذا المجال ذنب الخيل الأفرع E. ramosissimum. كما يستعمل ذنب الخيل الهيمالي E. hyemale في صقل المعادن وتلميعها لاحتوائه الصوان أو السيليس.


    أذناب الخيل في الوطن العربي


    تتمثل رتبة أذناب الخيل في الوطن العربي بالأنواع التالية:


    ـ ذنب الخيل الأفرع: عالمي الانتشار، يراوح ارتفاعه بين 20و100سم، يتصف بسوقه البيضاء وأغصانه الخضرية الكثيرة الفروع، وأغصانه التوالدية المستقيمة غير المتفرعة.


    ـ ذنب الخيل الأقصى E. maximum: يصل ارتفاعه إلى متر أو أكثر، وهو يتصف بسطحية أثلام سلامياته، وينتشر في المناطق الساحلية السورية اللبنانية وفي تركية وشمالي إفريقية وأوربة.


    ـ ذنب الخيل المستنقعي E. palustre: يراوح ارتفاعه بين 20و60سم، يتصف بعمق أثلام سلامياته، وينتشر في لبنان وأوربة وقبرص، ويعد من الأنواع السامة لبعض الحيوانات.


    أذناب الخيل المنقرضة


    من أبرز الأجناس المستحاثة في رتبة أذناب الخيل يُذكر:


    ـ هيينية Hyenia: وهو اقدم أجناس الرتبة، ازدهر منذ نحو 300 مليون سنة، نباتاته صغيرة الأبعاد، متفرعة السوق، رخوة سنابل الأوراق البوغية.


    ـ سفيني الورق: ازدهر منذ نحو 270 مليون سنة وانقرض منذ نحو 180 مليون سنة، يتصف بأوراقه العريضة المتوضعة توضعاً دائرياً حول العقد الساقية.


    ـ كالاميتس Calamites: هو جنس يضم أشجاراً كبيرة متميزة بوجود بنية ثانوية، ازدهر في العصر الفحمي منذ نحو 265 مليون سنة وانقرض في العصر البرمي Permian.


    ـ مشقوق العصيبات Schizoneura: وهو من أقرب الأجناس لأذناب الخيل المعاصرة، يرجع تاريخ ازدهاره إلى نحو 150 مليون سنة.


    ـ ورقي الغمد Phyllotheca: هو كالجنس السابق قريب من أذناب الخيل المعاصرة.


    غسان عياش

  2. #122
    الأروكاريات (رتبة -)





    الأروكاريات Araucariales رتبة صغيرة من عريانات البذور, ممثلة بنباتات عريقة في القدم, منتمية إِلى زمرة المخروطيات. تضم فصيلة وحيدة هي الفصيلة الأروكارية التي تتمثل بجنسين معاصرين هما الجنس أروكارية Araucaria والجنس أغاطس Agathis وبعدد من أجناس أخرى مستحاثة سادت في مطلع الكريتاسي. يعد الجنس أوركاريتس Araucarithes, الممثل في الطبقات الجيولوجية البِرْمِيَّة سلفاً مباشراً للجنسين المعاصرين. وتشير وقائع علم المستحاثات إِلى ولادة رتبة الأروكاريات في النصف الشمالي من الكرة الأرضية, حيث تتمثل مستحاثاتها في الحقب الميزوزي وهجرتها فيما بعد إِلى المناطق المدارية وشبه المدارية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية حيث تنبت أشكالها التلقائية المعاصرة.


    الفصيلة الأروكارية


    تتصف أنواع الفصيلة الأروكارية Araucariceae, إِضافة إِلى العراقة الجيولوجية, بصفات تزيينية جذابة ممثلة بجذوع باسقة منتصبة, حاملة لدوارات من أغصان أفقية ارتكزت عليها مخاريط ذكرية أو أنثوية, أغلب أنواعها ثنائية المسكن, وقد تُحمل المخاريط الذكرية والأنثوية على الأغصان نفسها في حالة الأنواع وحيدة المسكن.


    وتتمتع أنواع الفصيلة الأروكارية بعدد من الصفات البدائية التي تجاوزتها المخروطيات الراقية. ومن أبرز هذه الصفات: وفرة الأوراق العريضة وندرة الأوراق الإِبرية وانعدام الأكياس الهوائية في حبات الطلع وغزارة عدد الخلايا المَشَرِيَّة في النبات العرسي الذكري, إِذ يراوح بين 15و25 خلية بدل خلية أو خليتين مشريتين في النبات العرسي الذكري في المخروطيات الراقية, ووحدانية البييضة ovule القاعدية المحمولة على أوراق بوغية مخصبة مكوِّنة للمخاريط الأنثوية, وغزارة عدد الأرحام المسماة بالتعدد الرحمي الممثل بتشكل 8 - 15 رحماً بدل تكوُّن رحمين اثنتين في أغلب المخروطيات الراقية.


    وتضم أنواع الفصيلة الأروكارية مجموعة من صفات تشريحية خاصة لا توجد في غيرها من الزمر النباتية, من أبرزها تمايز البَرَنشيم المخي مزينة بنقرات مصفوفة شبيهة بنقرات رتبة الكورديَّات Cordaitales التي ازدهرت نباتاتها في العصر البرمي. وتتمثل الفصيلة الأروكارية بالجنسين التاليين:


    الأروكارية:




    الأروكارية الفائقة


    جنس نسبت تسميته إِلى منطقة في التشيلي في جنوبي أمريكة تدعى أروكان. يضم قرابة 15 نوعاً معاصراً. وتنتشر هذه الأنواع انتشاراً رئيساً في التشيلي في جنوبي أمريكة وفي أسترالية وفي جزر كاليدونية الجديدة في جنوب المحيط الهادئ وفي جنوب غربي الأرجنتين. يتألف المخروط الذكري من محور ترتكز عليه أوراق أبواغ صغيرة تقابل الأسدية في مغلفات البذور, وتحمل كل ورقة بوغية 6 -19 من حاملات البوغ, وتقابل حاملة البوغ الكيس الطلعي في مغلفات البذور. ويتألف المخروط الأنثوي من حراشف كبيرة التحمت قاعدة كل منها ببييضة تتحول عند النضج إِلى بذرة, وبقيت أجزاؤها العلوية حرة, وهذا ما يميز جنس الأروكارية من غيره من أجناس المخروطيات. تؤلف أشجار الأروكارية غابات واسعة مفتوحة أي متباعدة الظلال يشبه مظهرها مظهر النباتات التي تعيش في المناطق الجافة, وتتمثل بالأنواع الرئيسة التالية:


    أروكارية أروكان A. araucana:


    تنتشر في التشيلي وفي جنوب غربي الأرجنتين: مشكلة أحراجاً شاسعة, وتزرع في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانية. يتميز هذا النوع بضخامة أشجاره التي يصل ارتفاعها إِلى 60 متراً, ويتجاوز قطر جذعها متراً ونصف المتر. تحمل جذوع الأشجار دُوّارات سداسية الأغصان الثانوية الحاملة لمجموعة من أوراق كثيفة يراوح عرضها بين 2و5سم, بيضوية سميكة, يراوح بقاؤها على الأشجار بين 10و15سنة. المخاريط الأنثوية كروية يصل قطرها إِلى 60 سم. أما المخاريط الذكرية فهي دون حجم المخاريط الأنثوية, ويعطي الواحد منها ما يزيد على 10 ملايين حبة طلع.


    أروكارية البرازيل A.brasiliensis:




    أروكارية البرازيل


    تنتشر في جنوبي البرازيل, مشكلة أحراجاً واسعة, يصل ارتفاع أشجارها إِلى 50 متراً, مزودة بأغصان متوضعة على شكل طبقات مظلية, أوراقها ضيقة طولها 2-3سم, مخاريطها ضخمة يصل قطر الأنثوية منها إِلى 25 سم.


    أروكارية بدفيل A.bidwillii:


    تنتشر في شرقي أسترالية, مشكلة أحراجاً يصل ارتفاع أشجارها إِلى 45 متراً, مزوَّدة بأغصان قمية مخروطية مستدقة حاملة لأوراق تتوضع في صفين. مخاريطها الأنثوية ضخمة يصل قطرها إِلى 30سم.


    أروكارية كونينغام A.cunninghamii:


    تنتشر في أسترالية ونيوزلندة في جنوب المحيط الهادئ. يصل ارتفاع أشجارها إِلى 60 متراً. تستعمل هذه الأشجار في صنع ألواح خشبية فاخرة لصنع الأثاث ومواد البناء.


    الأروكارية الفائقة A.excelsa:


    تنتشر في جزيرة نورفولك Norfolok جنوب المحيط الهادئ. يصل ارتفاعها إِلى 60 متراً وقطرها إِلى مترين ونصف. يحمل جذعها صفوفاً أفقية من أغصان دوارية متناظرة رائعة المنظر, الأمر الذي جعلها من أبرز الأشجار التزيينية في العالم.


    الأروكارية ضيقة الورق A.angustifolia:


    تنتشر في البرازيل مشكلة مصدراً مهماً للرقائق الخشبية.


    الأغاطس:


    يمثل الجنس الثاني المعاصر من الفصيلة الأروكارية, ويضم قرابة 20 نوعاً منتشرة في فلوريدة ونيوزلندة وجنوب شرقي أسترالية والفيليبين, ممثلة لأشجار باسقة دائمة الخضرة مجمعة الأغصان في دُوّارات, كبيرة الأوراق التي يصل طولها, في الأغاطس الكبير الورق A.macrophylla, إِلى 18 سم. مخاريطها الذكرية صغيرة قطرها 4 -6سم, ومخاريطها الأنثوية كروية كبيرة. بييضاتها حرة غير مغروسة في نسج الحراشف البذرية الملتحمة كلياً بالقنابات. يشكل نوع أغاطس الجنوب A.australis غابات واسعة في أسترالية.


    الأهمية الاقتصادية لرتبة الأروكاريات


    تتمتع رتبة الأروكاريات بأهمية تطبيقية خاصة, وتمثل أحد المصادر الرئيسة للأخشاب الجيدة في بناء السفن وتشييد المنازل الخشبية.


    كما تستعمل بذور بعض أنواع الأروكارية في التغذية بعد تحميصها. ومن أبرزها استعمالاً في هذا المجال أروكارية أروكان وبدفيل والضيقة الورق التي تعد من أهم المنتجات الغذائية لسكان التشيلي. تعد صموغها الخشبية المعروفة باسم الك lacquer والكوبال copal مصدراً رئيساً لكثير من الصموغ الراتينية (الراتنجية) المستعملة بعد حلها بالكحول أو الإِتير في صناعة البرنيق (الورنيش) [ر] والأصبغة الخشبية.


    غسان عياش

  3. #123
    Doctor
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 6,282 المواضيع: 95
    صوتيات: 18 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1866
    مزاجي: الحمدلله
    مقالات المدونة: 54
    الغدة الكظرية في جسم الإنسان

    يعتبر نقص إفراز الغدة الكظرية من الحالات الاسعافية التي يجب الكشف المبكر عنها وكذلك العلاج المبكر لها. والهرمون الأهم الذي يفرز من الغدة الكظرية هو هرمون الكورتيزون ويسمى تجاوزا هرمون النشاط حيث يلعب دورا هاما في نشاط جسم الإنسان وكذلك في الكثير من التفاعلات الكيميائية المختلفة، وسنتطرق هنا إلى أسباب نقص هرمون الغدة الكظرية الكورتيزون وكذلك أعراض ذلك النقص وطرق تشخيصه وكيفية علاجه.
    "أسباب نقص إفراز الغدة الكظرية"
    بالرغم من أن هرمون الغدة الكظرية الكورتيزون يفرز من الغدة نفسها إلى أن الهرمون المتحكم بالغدة الكظرية وبإفرازها هو هرمون الغدة النخامية المسمى بالهرمون المتحكم بالغدة الكظرية، فمثلا لو كان إفراز الغدة الكظرية مرتفعا انخفض إفراز الهرمون المتحكم بالغدة الكظرية والعكس صحيح أي أنه لو كان إفراز الغدة الكضرية منخفضا زاد نشاط الغدة النخامية وزاد إفراز الهرمون المتحكم بالغدة الكظرية، فهناك توازن منتظم بين إفراز معظم الهرمونات من الغدد المختلفة وبين إفراز هرمونات الغدة النخامية التي تعتبر قائدة لهذه الغدد، ويمكننا تقسيم مسببات نقص هرمون الكورتيزون إلى أسباب مختلفة متوافقة مع مكان الخلل.
    فمثلا نقص إفراز الكورتيزون قد يكون بسبب خلل في منطقة في المخ متحكمة هي الأخرى بالهرمونات تعرف بمنطقة تحت المهاد، فإذا كان هناك خلل وراثي أو خلل خارجي كالتهاب أو ورم ونحوه فقد يؤثر ذلك على إفراز هرمون الكورتيزون من الغدة الكظرية، وقد يكون الخلل في الغدة النخامية نفسها بسبب ورم أو ضمور ونحوه فيؤثر كذلك على إفراز الكورتيزون من الغدة الكظرية، ويمكن أن يكون الخلل في الغدة الكظرية نفسها والتي قد تتأثر فعل التهاب أو تكلس أو نزيف أو مسألة وراثية أو ضعف إنزيمي ونحوه، وقد لا يكون الخلل أو العطب في الغدد نفسها وإنما في المستقبلات المسؤولة عن استقبال هذه الهرمونات وتنشيط عملها. يمكن أن يكون السبب ضمورا أو خللا في تكون هذه الغدد المذكورة سابقا وهي الغدة النخامية أو الغدة الكظرية أو عطبا في نشأتها الأولى أثناء الحمل وتكون الجنين.
    "أعراض انخفاض هرمون الغدة الكظرية الكورتيزون:"
    قد نستطيع القول بأن أعراض انخفاض إفراز الغدة الكظرية الكورتيزون لا تظهر بصورة واضحة في بداية الأمر، وقد تكون هذه الأعراض عامة وغير واضحة ومثال ذلك الاحساس بالإعياء والتعب والكسل والخمول وقلة النشاط وكثرة النوم والرغبة في الاستلقاء، وكل هذه الأعراض كما هو واضح أعراض غير محددة ولا تصف مرضا معينا ولكنها أعراض مشتركة مع الكثير من الأمراض، ومع اهمال هذه الأعراض وعند استمرار المرض وعدم البدء بالعلاج قد تزداد هذه الأعراض في حدتها ويصاب عندها المريض بالغثيان والاستفراغ وألم البطن وقد يتطور الأمر الى انخفاض ضغط الدم والاغماء، وقد يلحظ المريض أو الطبيب حدوث اسمرار في لون الجسد وقد يكون ذلك في حالة كون الخلل في الغدة الكظرية نتيجة زيادة إفراز هرمون الغدة النخامية الملون للجسم، وقد يصاحب نقص إفراز الغدة الكظرية الكورتيزون نقص في هرمون أخر وهو نقص هرمون الألدوستيرون وهو هرمون يفرز أيضا من الغدة الكظرية ويؤثر بذلك على مستوى الأملاح في الدم مما يؤدي إلى أعراض أخرى نتيجة هذا النقص في الأملاح أو الخلل في مستواها ومن هذه الأملاح ملح الصوديوم وملح البوتاسيوم، ومن المعروف أن زيادة مستوى ملح البوتاسيوم قد يؤثر على نبضات القلب مما قد يؤثر على ضخه وبالتالي قد يؤدي إلى الوفاة لا سمح الله.
    "تشخيص نقص إفراز الغدة الكظرية"
    إن تشخيص نقص إفراز الغدة الكظرية قد يكون بالأمر السهل إذا توقع الطبيب المعالج حدوث هذا الأمر وإصابة المريض بهذا المرض. فهنا يقوم الطبيب بقياس مستوى هرمون الغدة الكظرية الكورتيزون والهرمون المتحكم بالغدة الكظرية والذي يفرز من الغدة النخامية. ويكون عادة مستوى هرمون الكورتيزون منخفضا ومستوى الهرمون المتحكم بالغدة الكظرية والذي يفرز من الغدة النخامية مرتفعا وذلك إذا كان الخلل في الغدة الكظرية، ولكن لوكان الخلل في الغدة النخامية فيكون بذلك كلا الهرمونين منخفض. وعادة ما يلجأ الطبيب إلى عمل تحليل شامل يضم أملاح الدم وهرمون الألدوستيرون، ويتطلب الأمر عمل تحليل تحفيزي للغدة الكظرية لمعرفة قدرتها على إفراز هرموناتها. فإذا كان سبب نقص هرمون الكورتيزون من الغدة الكظرية خلل مناعي سببه أجسام مضادة للغدة الكظرية فهنالك يقوم الطبيب المعالج بقياس مستوى هذه الأجسام المضادة لتشخيص المرض، ويعرف هذا المرض والذي يكون بسبب خلل مناعي بمرض أديسون وهو من أكثر الأسباب شيوعا لنقص إفراز الغدة الكظرية وخاصة في البالغين مقارنة بالأمراض الوراثية والتي تسبب نفس المرض وهو نقص إفراز الغدة الكظرية والذي يصيب عادة الأطفال، ومن الإجراءات التشخيصية الأخرى هو عمل أشعة سواء صوتية أو مغناطيسية أو مقطعية للغدة الكظرية مما قد يتيح للطبيب معرفة بعض العوامل المسببة أخرى كالتكلس والنزيف في الغدة الكظرية.

  4. #124
    الاستقلاب
    الاستقلاب أو الأيض metabolism هو مجموع التحولات الكيمياوية والفيزيائية التي تمر بها المادة في الخلية الحية. وتقدم للكائن الحي مايحتاج إليه من طاقة ومادة.
    وتقسم دراسة الاستقلاب إلى ثلاثة أجزاء:
    ـ الاستقلاب الوسيط intermediary metabolism وهو استعراض لتحولات المادة في المتعضية.
    ـ الآلية الإنظيمية لحدوث التفاعلات، وبالتالي تحديد المراحل التي تتحرر فيها الطاقة، ودور الفسفور في ذلك.
    ـ تقدير الراتب الغذائي اللازم للمتعضية الحية.


    الشكل (1) تمثيل المراحل الثلاث لعملية الاستقلاب


    الاستقلاب الوسيط
    ويشمل جميع عمليات تركيب المادة الحية الجديدة وتكوينها، والظواهر التي ترافق اتحاد المواد البسيطة في أثناء تحولها إلى مواد معقدة (الابتناء anabolism)، ويشمل كذلك عمليات تفكك المادة الحية المعقدة وتحولها إلى جزيئات أبسط تركيباً (التقويض catabolism). والواقع أن العمليتين تمثلان اتجاهين متعاكسين لتفاعل واحد هو قابل للعكس في الغالب:




    وعندما يطغى الابتناء على التقويض تتنامى الخلية أو الكائن الحي أو يتكاثران. أما التوازن بين العمليتين فيميز حالة الكائن المستقر البالغ، في حين يؤدي طغيان التقويض إلى تَردّي حالة الكائن فموته.
    وتمر عمليات التقويض بمراحل ثلاث (الشكل1): يتم في المرحلة الأولى هضم المواد المركبة وتفكيكها إلى مواد أكثر بساطة بإدخال جزيء ماء في بنيتها، بالتحليل المائي hydrolysis. وهكذا تتفكك البروتينات إلى حموض أمينية يصل عدد أنواعها في المواد الغذائية إلى نحو 20 حمضاً، وتتحول الشحميات إلى الغليسرول وحموض دسمة يبلغ عدد أنواعها عشرة تقريباً، أما السكريات فتعطي سكريات بسيطة، هي السكريات السداسية (الهكسوزات) التي يحوي جزيؤها 6 ذرات من الكربون كالغلكوز، والسكريات الخماسية (البنتوزات) التي يحوي جزيؤها 5 ذرات كربون. وتُنْجَزُ هذه المرحلة من التقويض عادة في جهاز الهضم، وتتواسطها الإنظيمات [ر] الهاضمة التي تفرزها الغدد الهاضمة.


    الشكل (2) دورة اكربس


    أماالمرحلتان الثانية والثالثة من عمليات التقويض فتحدثان في الخلية. ففي المرحلة الثانية تتحول المواد البسيطة الناتجة من المرحلة الأولى إلى «حمض الخل المنشط» أو ما يسمى «أستيل تميم الإنظيم آ acetyl coenzym A». وتجدر الإشارة هنا إلى أنه، في حين تؤول جميع نواتج هضم السكريات والشحميات إلى «أستيل تميم الإنظيم آ»، فإن جزءاً من الحموض الأمينية ينتهي إلى «أستيل تميم الإنظيم آ» ويتحول الجزء الآخر إلى حموض كيتونية. وفي هذه المرحلة من عمليات التقويض ينطلق نحو ثلث الطاقة الكامنة في المادة الغذائية.
    وتعد المرحلة الثالثة أهم المراحل الثلاث، إذ يتحرر فيها الثلثان الباقيان من الطاقة الكامنة في المادة الغذائية. وهذه المرحلة هي نفسها في المواد الغذائية الثلاث: السكريات والشحميات والبروتينات، وفيها يتأكسد «أستيل تميم الإنظيم آ» الناتج من المرحلة السابقة (كما تتأكسد الحموض الكيتونية الناتجة من البروتينات) مكوناً الماء وثنائي أكسيد الكربون. وتمثل هذه المرحلة مجموعة معقدة من التفاعلات الكيمياوية تعرف باسم «دورة الحمض ثلاثي الكربكسيل tricarboxylic acid cycle» أو «دورة إكْرِبْس krebs cycle» (الشكل2).
    وعلى النسق نفسه تمر عمليات الابتناء بثلاث مراحل تماثل مراحل التقويض وتخالفها في الاتجاه. فتركيب البروتينات يبدأ بتكوين الحموض الكيتونية، التي تتحول في المرحلة الثانية إلى حموض أمينية نتيجة لانتقال زمرة الأمين إليها من حموض أمينية أخرى موجودة في الخلية (الشكل3). وفي المرحلة الثالثة تتكاثف الحموض الأمينية الناتجة مكونة روابط ببتيدية تربطها بعضها ببعض، فتتكون بذلك سلاسل ببتيدية طويلة تمثل البروتينات (الشكل 4).


    الشكل (3) تمثيل انتقال الأمين من الحمض الأميني I إلى الحمض الكيتوني II الذي يتحول إلى الحمض الأميني II يتواسط هذا الانتقال النظم (ناقل الأميني بمساعدة تميم الأنظيم، فسفات البيريدوكسال ذي العلاقة بالفيتامين ب6


    الشكل (4)
    وهنا لابد من ذكر أن الإنسان يستطيع أن يركب كل مايحتاج إليه من الحموض الأمينية فيما عدا ثمانية حموض أمينية لابد له من أن يتناولها في غذائه، وهي: الليزين والتْرِبْتوفان والفِنيل ألانين والتريوزين والفالين والمِتيونين واللوسين والإيزولوسين، وهي تسمى «الحموض الأمينية الأساسية»، وتسمى البروتينات التي تحويها «بروتينات الدرجة الأولى» وتعد البروتينات الحيوانية مصدراً لها. أما باقي الحموض الأمينية التي يستطيع جسم الإنسان تركيبها فتسمى «الحموض الأمينية غير الأساسية». وتسمى البروتينات التي تحويها «بروتينات الدرجة الثانية» وتعد البروتينات النباتية مصدراً لها.


    الشكل (5) مخطط الاستقلاب المتوسط والعلاقات الاستقلابية بين مختلف المواد


    وفي تركيب السكريات، تنتج من المرحلتين الأولى والثانية مواد وسط كالهكسوزات التي تتكاثف في المرحلة الثالثة لتكوِّن السكريات المعقدة المعروفة.
    أما تركيب الشحميات فيبدأ بتكوين الحموض الدسمة ابتداء من «أستيل تميم الإنظيم أ» الذي ينتج في المرحلة الأولى، وتتكون في المرحلة الثالثة «روابط إستيرية» تربط الغليسرول بهذه الحموض الدسمة وبالمواد الأخرى التي تدخل في تركيب الشحميات (الشكل 5). ومايلفت النظر في تفاعلات التقويض أنه، في المرحلة الثانية منها، حين تتكون الحموض الكيتونية، تتكون فيها أيضاً مادة النشادر (الأمونيا)، وهي مادة سامة لابد من طرحها. ويتم ذلك بتحويلها إلى مادتي البولة وحامض البول الأقل سمية، ويحدث ذلك في سلسلة من التفاعلات المعقدة في الكبد فقط نظراً لحاجة التفاعلات المذكورة إلى إنظيم الـ«أرجِناز» الذي لايوجد إلا في خلايا الكبد (الشكل 6).
    آلية الاستقلاب الإنظيمية


    الشكل (6) تشكل الفضلات السامة الثلاث: النشادر والبولة وحمض البول


    يتناول الكائن الحي المواد الغذائية ليفيد من الطاقة الكامنة فيها في تصريف أفعاله الحيوية المختلفة كتقلص العضلات وتركيب مختلف مواده وطرح فضلاته، وغير ذلك من الفعاليات الحيوية. وتتحرر هذه الطاقة بتأكسد المادة الغذائية أي باتحادها مع الأكسجين. والواقع أن ما يتحد من المادة الغذائية بالأكسجين هو الهدروجين فقط. ويتم ذلك في المراحل الأخيرة من سلسلة من التفاعلات تسمى «الأكسدة الحيوية biological oxydation». فحمض اللبن مثلاً، الذي يظهر في الدم بعد جهد عنيف يقوم به الكائن الحي، يختفي عندما يأخذ الحيوان قسطاً من الراحة. إن اختفاء هذا الحمض سببه، في الواقع، الأكسدة التي تطرأ عليه. ويمكن أن يحدث ذلك بإحدى طريقتين:
    ففي الطريقة الأولى قد يتحد حمض اللبن مباشرة بالأكسجين مكوناً «الحمض البيروفي» والماء وتتحرر الطاقة.
    CH3.CO.COOH.+H2O




    CH3.CHOH.COOH



    وقد تبين عدم حصول هذا التفاعل في الجسم لعدم وجود إنظيم في الجسم يتواسطه.
    أما في الطريقة الثانية فيحصل التأكسد بنزع ذرة هدروجين من حمض اللبن ونقلها إلى مادة أخرى. وقد أمكن تبين وجود إنظيم يقوم بهذا الدور يدعى «نازع هدروجين اللَّبنات lactate dehydrogenase». وقد عرف أن الجزء الفعال في هذا الإنظيم هو «تميم الإنظيم» coenzym. فهدروجين حمض اللبن يرتبط بتميم الإنظيم الذي يتمثل بمادة «ثنائي نيكلوتيد الأدنين والنيكوتيناميد» التي يرمز لها اختصاراً بـ «ناد NAD»، التي تتحول بعد ارتباطها بالهدروجين إلى (NADH) «ناد ـ H»:


    ويتابع الهدروجين رحلته محمولاً على تميمات إنظيمات متعددة، هي إنظيم «فلافوبروتين FP» (الذي تميمه هو «ثنائي نكليوتيد الفلافين والأدنين» الذي يرمز له اختصاراً بـ «فاد FAD» والذي يتحول إلى (FADH) «فاد ـH»، وسلسلة من السيتوكرومات cyt التي تحتوي جزيئاتها على الحديد. وتضمن هذه الإنظيمات اتحاد الهدروجين بالأكسجين لإنتاج الماء. ويمكن تمثيل جميع الحوادث بالمخطط التالي:


    وفي هذه السلسلة من التفاعلات تتحرر الطاقة الكامنة المطلوبة.
    وينتشر جزء من الطاقة المتحررة في الوسط الذي يعيش فيه الكائن، ويُدَّخر الجزء الآخر لحين الحاجة على شكل مركبات خاصة تنتج من ربط حمض الفسفور ببعض المواد المعقدة، ليحرر تحليل هذه المركبات بالماء الطاقة المدخرة. وأهم هذه المركبات هو «ثلاثي فسفات الأدنوزين» ويرمز له «أتب ATP»، الذي يتكون من ارتباط الأدنوزين بثلاثة جزيئات من حمض الفسفور. وحين يتحلل بالماء جزيءٌ من الأتب يتحرر جزيءٌ من «ثنائي فسفات الأدنوزين» (أدب ADP) وجزيء من حمض الفسفور، إضافة إلى كمية من الطاقة تقدر بنحو 8 حرَّات.
    8 حرات +


    ADP+ P g ATP
    في حين أن تحليل «سداسي فسفات الغلوكوز» بالماء مثلاً لايحرر إلا 2- 3 حرَّات. لذلك يشار إلى الأتب والمواد الشبيهة به بالمواد الفسفورية العالية الطاقة. وهي تعد مدخرات للطاقة التي يحتاج إليها جسم الكائن الحي.
    لقد ذُكر سابقاً أن ثلث الطاقة تقريباً ينطلق في المرحلة الثانية من عمليات التقويض، أما الباقي فينطلق في دورة الحمض الثلاثي الكربكسيل (دورة إكربس). فأكسدة جزيء من «أستيل تميم الإنظيم أ» في كل دورة يصاحبه انطلاق 8 ذرات من الهدروجين، تتحد في سلسلة الأكسدة الحيوية بالأكسجين لتكوِّن 4 جزيئات من الماء وتحرر 12 جزيئاً من «الأتب». والواقع يعطي جزيء الغلوكوز، في المرحلة الثانية من عمليات التقويض، جزيئين من أستيل تميم الإنظيم أ، ويتحرر لدى تكوّن كل منهما 7 جزيئات من «الأتب». أي يتحرر في هذه المرحلة 14 جزيئاً من «الأتب»، في حين يحرر تأكسد أستيل تميم الإنظيم آ، في المرحلة الثالثة، 12 جزيئاً من «الأتب». أي يتحرر في هذه المرحلة 24 جزيئاً من «الأتب»، فيكون المجموع العام 38 جزيئاً من «الأتب».
    وتتوضح أهمية المواد الفسفورية العالية الطاقة في أن معظم المواد لا تبدأ التفاعل بعضها مع بعض إلا بعد أن تُنَشَّط بارتباطها بحمض الفسفور في عملية تسمى الفسفرة phosphorylation. ففي تفاعلات التحلل السكري مثلاً يرتبط الغلوكوز بحمض الفسفور، الذي يأتي من «الأتب» عادة، ويتحول إلى سداسي فسفات الغلوكوز، يتابع التفاعلات التي تميز استقلاب السكريات، ويتحول الأتب، نتيجة ذلك، إلى «أدب».


    الشكل (7) الصيغة الكمياوية للأتب


    الحاجات الاستقلابية والراتب الغذائي
    تعد المادة الشحمية من أهم مصادر الطاقة التي يحتاج إليها الكائن الحي. فالحرق التجريبي لـ 1غ من السكريات أو 1غ من البروتينات يحرر نحو 4.1 حرة، في حين أن 1غ من الشحميات يحرر نحو 9.3 حرة. والسبب في ذلك غزارة الهدروجين الموجود في جزيئات الشحميات بالمقارنة مع ماهو موجود في السكريات أو البروتينات. ولذلك فإن كمية الأكسجين التي تستهلك في حرق السكر أقل بكثير مما تحتاجه مادة الأستيارين مثلاً (وهي مادة شحمية)، كما يتضح من التفاعلين التاليين:
    6CO2+6H2O
    "


    C6H12O2+6O2
    (السكر)



    114CO2+110H2O
    "


    C57H110O6+163O2
    (الأستيارين)


    كما أن أكسدة 1غ من البروتينات في جسم الكائن الحي تُطلق أقل من 4.1 حرة، لأن تقويض البروتينات يؤدي، إضافة إلى الماء وثنائي أكسيد الكربون، إلى فضلات نتروجينية كالبولة وحمض البول والكرياتين وغيرها، وهي مواد تحوي جزءاً من الطاقة يقدر بنحو 1.2 حرة لكل غرام من المادة البروتينية. ولما كانت هذه المواد تطرح كما هي في البول، فهي تمثل خسارة في الطاقة.


    الشكل (8) معدل الاستقلاب الأساسي لدى الإنسان بحسب العمر والجنس


    وتختلف الطاقة التي يحتاج إليها الكائن الحي بحسب الفعاليات التي يقوم بها. إذ إن ذوي الأعمال اليدوية كالنجارين مثلاً يحتاجون إلى طاقة أكثر بكثير من ذوي الأعمال الفكرية كالكتاب وضاربي الآلة الكاتبة. كما أن الشخص الثقيل الوزن يحتاج إلى أكثر مما يحتاجه الشخص الخفيف الوزن، ويحتاج الشخص الطويل (وجسمه أكبر مساحة) إلى طاقة أكثر من الشخص القصير، ويتطلب الرجال أكثر مما تتطلبه النساء. لذلك اعتمد، من أجل حساب حاجات الشخص من الطاقة، ما يسمى بالاستقلاب الأساسي الذي يدل على كمية الطاقة التي يحتاج إليها شخص مستيقظ مستلق بهدوء في درجة حرارة 18ْس، كان قد توقف عن تناول أي غذاء منذ 12 ساعة. وقد وجد أن معدل الاستقلاب الأساسي يساوي عند الرجل نحو 40 حرة لكل متر مربع من مساحة جسمه في الساعة الواحدة، ويساوي عند المرأة نحو 37 حرة لكل متر مربع في الساعة. فرجل متوسط الحجم مساحة جسمه تساوي 1.5م2 مثلاً يحتاج إلى نحو 1500 حرة في اليوم، في حين أن امرأة لها الحجم نفسه تحتاج إلى نحو 1400 حرة في اليوم.
    هذا فيما يتصل بالاستقلاب الأساسي. أما عند الفرد الذي يقوم بفعاليات مختلفة فيحتاج إلى طاقة إضافية، فحاجات طالب مثلاً تقدر بنحو 2500 حرة في اليوم، وتقدر متطلبات سائق شاحنة أو مزارع بنحو 3500 حرة، أما لاعب كرة القدم فيحتاج إلى نحو 4000 حرة في اليوم. وعلى كل حال فإنه يقدر أن الشخص العادي يتطلب نحو 2800 حرة يومياً. فإذا أريد حساب هذه الطاقة من الأغذية التي يتناولها على أساس أن:
    1غ من السكر يطلق 4 حرات
    1غ من الشحميات يطلق 9 حرات
    1غ من البروتينات يطلق 4 حرات
    فإن عليه أن يتناول وجبة غذائية تحتوي على:
    375غ من السكر، تطلق 1500 حرة
    100غ من الشحميات، تطلق 900 حرة
    100غ من البروتينات تطلق 400 حرة ويكون مجموع الطاقة فيها 2800 حرة
    وتجب ملاحظة أن هذه الوجبة الغذائية تستمد نحو 15% من قيمتها الحرارية من البروتينات، ونحو 50% من السكريات. ونحو 35% من الشحميات. كما وجد أن بروتين الجسم يزداد في مدة النمو السريعة عند الإنسان، وهي مابين 11- 16 سنة، بمعدل 4كغ في السنة. ولما كان الغرام الواحد من البروتينات يعادل 4 حرات فإن الجسم يتطلب:
    4000غ × 4حرة = 16000 حرة في السنة وهذا يعني أن الجسم يحتاج يومياً، إضافة إلى المتطلبات العادية الأخرى، إلى 1600/360=44 حرة تقريباً.
    والمصابون بالبدانة لديهم من المدخر الشحمي والوزن الزائد ما ينوء به جسمهم، وبالتالي يُحَمِّلُ قلوبهم فوق طاقتها، مما يوجب تخفيف وزنهم؛ والنقصان النموذجي المقبول عادة هو بمعدل 0.5- 1كغ في الأسبوع الواحد. فإذا أراد شخص ما إنقاص وزنه من 80كغ إلى 70كغ مثلاً فإنه يجب عليه أن يُخَفِّضَ راتبه الغذائي في مدة لا تقل عن 10 أسابيع. وفي هذه الحالات يُكتفى براتب غذائي لا يقل عن 1000 حرة في اليوم الواحد. وفي مثل هذه الوجبات يجب أن يكون المحتوى البروتيني كبيراً، فلا يقل عن 50% من القيمة الغذائية كلها.
    وتختلف قيمة الاستقلاب الأساسي بحسب عدة عوامل، يذكر منها العمر والجنس. ويبين المخطط التالي اختلاف معدل الاستقلاب الأساسي لدى الإنسان، ومنه يبدو انخفاض المعدل لدى الأنثى عما هو عليه لدى الذكر في جميع الأعمار. كما يبدو انخفاض المعدل، وبالتالي حاجات الاستقلابية، كلما ازداد عمره.
    كما أن لقيمة الاستقلاب هذه دلالة مهمة فيما يتصل بفعالية الخلية، لذلك فإن تغيرها يعني اضطراباً في الاستقلاب العام في الجسم، الأمر الذي يهتم به الأطباء كثيراً، ولاسيما أطباء الغدد الصم، إذ إن للغدة الدرقية سيطرة كبيرة على ذلك. ففرط إفراز الدرقية يزيد من قيمة الاستقلاب الأساسي، في حين يؤدي قصور إفراز الدرقية إلى نقصها.
    حسن حلمي خاروف

  5. #125
    الاستقلالية

    الاستقلالية autonomy (الأوتونومية) هي قدرة المنظومات الحية وبعض المنظومات غير الحية على إدارة ذاتها غير خاضعة خضوعاً كلياً لعوامل الوسط الخارجي، فهي حينئذ تسلك سلوكاً تحدده عوامل داخلية فيها.
    أما «السِبِرْنِيَّة» cybernetics فكلمة مستحدثة للدلالة على الاستقلالية صاغها عام 1948 مؤسس هذا العلم نوربرت وينر Norbert Wiener من الكلمة اليونانية Kubernetes ومعناها الضابط أو الموجه أو الحاكم، وتطلق السبرنية على مجموعة من الدراسات النظرية للعمليات الناظمة لضبط الأجهزة الإلكترونية والميكانيكية بوجه عام والأجهزة البيولوجية على وجه الخصوص. وهي تعتمد على التحليل الرياضي لانتقال المعلومات في هذه الأجهزة، سواء أكانت آلية أم حيوية. وتعد السبرنية العلم الأساسي الذي تقوم عليه اليوم صناعة الحاسوب وصناعة الأطراف الصنعية، وتنظيم المشابك العضلية العصبية. كما يمكن للسبرنية توجيه المنظومة التي تنفذ برنامجها للقيام بمجموعة حركات ذاتية موجَّهَةٍ لتحقيق غاية مقصودة بعيدة عن تَحَكُّم قوانين المصادفة أو قوانين ما وراء الطبيعة، وغير متأثرة بشروط الكنف الذي تعيش المتعضية فيه.
    الاستقلالية في الكائنات الحية
    تتبدى مسيرة الاستقلالية في الكائنات الحية بتفاعلات معقدة، منها ما يُجيب عن رسائل العالم الخارجي إجابةً غريزية من دون تدخل رئيس للخبرة الشخصية، ومنها ما يجيب عن رسائل العالم الخارجي إجابة مخصصة بالسريرة الفردية المرتبطة بذاكرة الفرد وضميره الذاتي وغير منقادة للتفاعلات الغريزية. وهكذا تنتظم الاستقلالية في الكائنات الحية في مسيرتين، هما الاستقلالية الغريزية والاستقلالية الفردية (الإدارة الذاتية) التي تمثِّل الاستقلالية الحقيقية.
    آفاق الاستقلالية الحقيقية
    تبرز الاستقلالية الحقيقية في ثلاثة آفاق، هي: الإجازة والحرية والقرار.
    وتتمثل الإجازة بقدرة المتعضية على رفض المعلومات الواردة من الوسط الخارجي (أي رفض إجازتها). وتتمثل الحرية بقدرة المتعضية على اختيار ما تراه مناسباً من المعلومات الواردة من الوسط الخارجي. أما القرار فيتمثل بقدرة المتعضية على اتخاذ القرار المتفق مع سريرةٍ أخذتْ بالحسبان جميع المعلومات الواردة أو المتوافرة في الوسط الخارجي.
    وتعتمد هذه الآفاق الثلاثة المتحكِّمة في مسيرة الاستقلالية الحقيقية على المعلومات المسجلِّة في الجملة العصبية، كما تعتمد على الطرائق المستخدمة في حفظ المعلومات ونشرها، وهي التي أصبحت مجال علم جديد يعرف بالمعلوماتية[ر] informatics وهو علم يدرس الآليات التي تُيَسِّر حفظ المعلومات ونشرها بغية تطبيق التقانات في كثير من الميادين العلمية والإدارية والصناعية والتجارية وغيرها مما له صلة باستخدام الحواسيب المنظِّمة لنقل الحركة في مجال الاتصالات البعيدة، أو في مجال نقل الحركة المنظَّمة بين الإنسان والآلة، أو في مجال نقل الحركة من آلة إلى أخرى. ففي المعلومات المسجَّلة في نطاق الاختيار يقع أفق الإجازة، وفي المعلومات المسجَّلة، في نطاق فرص الاختيار يقع أفق الحرية، وفي المعلومات المسجَّلة في نطاق الإعلام عن نمط الاختيار يقع أفق القرار.
    يتبين مما تقدم وجود مجاليْن من الاستقلالية، أحدهما يبرز في المنظومات الحية، وثانيهما يبرز في المنظومات غير الحية.
    آلية الاستقلالية في المنظومات الحية
    توجهَّ آلية الاستقلالية في المنظومات الحية بوجود نزعة داخلية في المتعضية ممثَّلة بالمحافظة على الوسط الداخلي. وتتحقق هذه النزعة بسلسلة من تفاعلات فيزيولوجية تحفظ حرارة جسم الثدييات، على سبيل المثال، في ظروف تتبدل فيها الحرارة الخارجية. وهذا ما سماه و.ب. كَنْون W.B.Cannon «الاستتباب» homeostasis الذي يتمثل بقدرة المنظومات الحية على المحافظة على تركيب كيمياوي مغاير للتركيب الكيمياوي المطروح في الكنف الخارجي، كما يتمثل الاستتباب بقدرة الإنسان على المحافظة على حرارة ثابتة غير متغيرة بتغير حرارة الأحوال الخارجية.
    وقد تعمَّق ب.فِنْدريس Pierre Vendryes في دراسة الأسس النظرية الموجِّهة لفزيولوجية الاستقلالية الحقيقية المعتمدة على السريرة التي تُملي على المنظومة الحية مجموعة ردود أفعالٍ محاكيةٍ لمجموعة المنبهات الصادرة عن الوسط الذي تعيش فيه المتعضية فوجد أن المشابك العصبية هي التي تنظِّم الاختيار الأنسب، وهي تمثِّل في رأيه الأدوات أو الآلات المستخدمة في تحقيق الاستقلالية. وهذا ما دعا فنْدريس إلى المناداة بضرورة دراسة عالم الأفكار والنوايا وعلم الاجتماع وعلم النفس، كما دعا إلى الانطلاق والتوسع في دراسات اللسانيات Linguistics التي تدرس الظواهر اللغوية وتستنبط قوانينها المقارنة.
    آلية الاستقلالية في المنظومات غير الحية
    تماثل الاستقلالية للمنظومات غير الحية الاستقلالية في المنظومات الحية وتُدانيها وتُباريها. والتماثل هنا يعني أداء الوظيفة نفسها بأدوات مختلفة ويُنسَّق التماثل بين الاستقلالية الآلية والاستقلالية الحيوية في ثلاث منظومات هي: الاستقبال والفاعلية والإنجاز.
    وتتمثل منظومة الاستقبال بدراسة أدوات نقل المعلومات من الوسط الخارجي نحو مركز العضوية أو الآلة، وتدعى هذه بالمنظومة الجابذة أو المستقبلة.
    وتتمثل منظومة الفاعلية بدراسة أدوات تنظيم طرح المعلومات من الوسط الداخلي إلى الوسط الخارجي، أي خارج المتعضية أو الآلة، وتدعى هذه المنظومة بالمنظومة النابذة أو الفاعلة.
    وتتمثل منظومة الإنجاز بدراسة أدوات تنظيم اختيار المعلومات الملائمة، وهي مجموعة نظم مرتبطة بالذاكرة.
    وكشفت الدراسات المقارنة بين الاستقلالية لدى المنظومات الحية وغير الحية عن افتقار الحضارة الإنسانية المعاصرة إلى الأفكار والأجهزة التي تمكن من الدنو من الدراسات المرتبطة بالاستقلالية الحقيقية المرتبطة بالسريرة وبالذاكرة وهما هبتان فرديتان لا تظهران إلا في المجتمعات.
    وهكذا ترتقي الاستقلالية في المنظومات الحية من مستوى الاستتباب الفردي إلى مستوى تعددية الاستتباب، التي ترتكز فيها كل فردية مُسْتَتِبَّةٍ على نموذج خاص من نماذج الذاكرة التي تطرح سلوكاً محدداً في ظروف بيئية مختلفة.
    ويتبين مما تقدم وجود نموذجين من الاستتباب: الاستتباب السائب ويتمثل بالمنظومات العضوية المزوَّدة بوسائل إدارة ذاتية غير موجَّهة نحو هدف معين، وهي تُعرف باسم طارحها، أشْبي Ashby، والاستتباب الهادف ويتمثل بالمنظومات العضوية المزودة بوسائل إدارة ذاتية موجهة نحو هدف معين تقودها مجموعة معقدة من آليات الاستتباب المعتمدة على ذاكرة نشطة تجاوزت مرحلة الغريزة وسَمَتْ نحو إنجاز غاية قصوى معتمدة على مداخل الذاكرة المستمدة من الماضي، ومداخل التصور للحادثات المتوقعة.
    مختار هاشم

  6. #126
    Doctor
    الهُرمونات

    تؤدِّي الهرموناتُ دوراً يشبه دورَ المراسلين داخل جسم الإنسان، رغم أنَّها مواد كيميائية، فالهرموناتُ تسافر في الدم إلى جميع الأنسجة والأعضاء. والهرموناتُ تعمل بوتيرة بطيئة لكنها تفعل فعلها مع الوقت وتؤثر في العمليات المختلفة التي يقوم بها الجسم. ومن العمليات التي تؤثِّر فيها الهرمونات:


    • نمو الجسم وتخلُّقه.


    • الاستقلاب أو الأيض؛ أي الطريقة التي يحصل بها الجسم على الطاقة من الغذاء الذي يتناوله الإنسان.


    • الوظيفة الجنسية.


    • الإنجاب أو التناسل.


    • المزاج.


    إن الغدد الصم، وهي مجموعات خاصة من الخلايا، مسؤولةٌ عن إنتاج الهرمونات. أمَّا الغدد الصم الرئيسية فهي: الغدة النخامية والغدة الصنوبرية والغدة السعترية والغدة الدرقية والغدة الكظرية وغدة البنكرياس. وبالإضافة إلى ذلك، يفرز الرجال الهرمونات من الخصية وتفرز النساء الهرمونات من المبيض.


    إن الهرمونات مواد قوية، لأنَّ المقدار القليل جداً منها يؤدِّي إلى تغيُّرات كبيرة في الخلايا أو حتى في الجسم كله. ولهذا السبب يكون تناول أي كمية قليلة أو كبيرة من أي هرمون أمراً خطيرةً جداً. تستطيع الفحوصات المختبرية قياس مستويات الهرمونات الموجودة في الدم أو البول أو اللعاب. وقد يطلب الطبيب إجراء هذه الاختبارات إذا ظهرت على المريض أعراضُ اضطراب الهرمونات. كما أنَّ اختبار كشف الحمل في المنزل هو نوع من الاختبارات المماثلة التي تقيس مقدار هرمونات الحمل في بول المرأة.

  7. #127
    الأَرْقة
    الأَرْقة Aphis حشرات ضارة تتطفل على كثير من النباتات. تنتمي إِلى رتبة متجانسات الأجنحة Homoptera, إِلى الفصيلة العليا الأرْقانيات Aphidoidea التي تضم الكثير من الفصائل وأهمها الأَرْقيات Aphidae.

    هي حشرات رهيفة صغيرة الحجم, طولها أقل من 3 مم. جسمها بيضاوي الشكل, قرون استشعارها طويلة, غالباً ما تتألف من 3-4 عقل. أرجلها رفيعة, تنتهي كل منها برسغ مكون من عقلتين. البطن مدبب النهاية, وغالباً ما يحمل من الناحية الظهرية زائدتين corniclesاصبعيتي الشكل تفرزان مواد طاردة للأعداء. وهاتان الزائدتان قصيرتان جداً أو غير موجودتين لدى بعض الأنواع. ويختلف لون الأَرْقانيات باختلاف الأنواع, ويغلب عليها, على العموم, اللون الأسود والأصفر والأخضر. كما يغطي جسم بعض أنواعها إِفرازات شمعية بيضاء. وقد يكون لأفراد النوع الواحد أشكال مختلفةpolymorphism. أجنحة الأرقانيات موجودة أو غير موجودة, إِذ ترى أفراد مجنحة في مواسم معينة من السنة (الشكل 1) وأخرى غير مجنحة, وذلك بحسب درجات الحرارة والرطوبة والغذاء. ومن المعروف عن هذه الحشرات أنها تعيش على النباتات بشكل مستعمرات كثيفة, وخاصة على الأوراق والأجزاء الفتية من النبات بوجه عام, إِذ تمتص نسغ النبات بأجزاء فمها الثاقبة الماصة, مما يؤدي إِلى تجعد الأوراق وضعف النبات. ويسبب كثير من أنواعها أوراماً وانتفاخات مختلفة الأشكال على أوراق النباتات وأفرعها وجذورها. كما ينقل بعضها الفيروسات المسببة لأمراض النبات, مثل موزاييك البقوليات والشوندر السكري وغيرها, والقليل من الأمراض الفطرية. وتطرح الأرقانيات ما يفيض عن حاجتها مما تمتص مع نسغ النبات, وهو ما يسمى النُّدُوَّة العسلية أوالمِغْثِر
    [COLOR=#009900 !important]miellat
    , وهي مادة غنية بالسكريات, تجذب الكثير من الحشرات كالنمل وغيره, كما تساعد على نمو الفطر الأسود الذي يسبب ظاهرة الاسوداد (السُخام) fumagine الذي, مع ما يعلق به من أتربة, يعطل الفعاليات الفيزيولوجية للنبات. كما يمكن للنُّدُوَّة العسلية (المغثر) أن تعيق تلقيح النباتات وخاصة النجيليات.[/COLOR] دورة حياتها الأرقانيات ذات تطور ناقص. يمكنها أن تتكاثر جنسياً أو لا جنسياً (تكاثر بكري parthenogenesis). بعضها بَيوضوبعضها الآخر وَلود. ومدة الجيل, على العموم, قصيرة جداً، فهي لذلك تتكاثر بأعداد كبيرة وتعطي الكثير من الأجيال في الموسم الواحد, إِذ يمكن للأنثى الواحدة من الأرقانيات أن تعطي عدة آلاف من الأفراد في نهاية شهر, وعدة ملايين بعد شهرين, وعدة مليارات بعد ثلاثة أشهر. وتمضي الأرقانيات فصل الشتاء على شكل بيوض, وأحياناً على شكل إِناث. ويمكن على العموم تمييز نموذجين لدورة حياتها: دورة وحيدة العائل:وفيها تتم الحشرة كامل تطورها على عائل نباتي واحد, حيث تعطي بيوض الشتاء, في مطلع الربيع, إِناثاً غيرمجنحة تدعى الإِناث المؤسِّسة fondatrice أو fondatrigéne وهذه تتكاثر لا جنسياً فتعطي إِناثاً ولودة مجنحة أو غير مجنحة, تتكاثر هذه بالطريقة نفسها طوال موسم النمو. وفي الخريف تظهر أفراد جنسية (إِناث غير مجنحة وذكور مجنحة أو غير مجنحة) تتلاقح وتعطي بيوض الشتاء. ويلاحظ هذا التطور مثلاً لدى أرقة الملفوف Brevicoryne brassicae. دورة ثنائية العائل:وفيها تتم الحشرة تطورها على أكثر من نبات من فصائل مختلفة. وفي هذه الحالة تعطي الإِناث المؤسِّسة إِناثاً غير مجنحة تتكاثر لا جنسياً. وفي بداية الصيف تعطي إِناثاً مجنحة تهاجر من العائل الأول (وهو غالباً شجري أو شجيري) إِلى العائل الثاني (وهو عادة عشبي). وفي نهاية الصيف تظهر إِناث وذكور مجنحة تترك العائل الثاني لتعود إِلى العائل الأول حيث تعطي إِناثاً بَيوضة غير مجنحة. ومن أمثلة هذا التطور ما نجده لدى أرقة الفول (مَنّ الفول الأسود) Aphis fabae آثارها المرضية تتعرض النباتات للإِصابة بالكثير من الأرقانيات, ومن النادر أن ينجو منها نبات. ومن الأنواع المهمة في مناطقنا يذكر على سبيل المثال أرقة التفاح (منّ التفاح الأخضر) Aphis pomi, وأرقة الدراق (مَنّ الدراق الأخضر) Mysus persicae, وأرقة البرتقال السوداء Toxoptera auranii, وأرقة الرمان (مَنّ الرمان) Aphis punicae, وأرقة الذرة (مَنّ الذرة) Phopalosiphum maidis, وأرقة القطن أو البصل أو البطيخ Aphis gossypi, وغيرها الكثير جداً. وهي كما سبق ذكره, تمتص نسغ النبات وتفرز المِغْثِر مسببة ضعف النبات. كما تُحْدِثُ بعض أنواع الأرقانيات تورمات وانتفاخات على أفرع النبات وجذوره كما في أرقة التفاح الصوفية (منّ التفاح الزغبي) Eriosoma langerum, وفِلُّكْسِرة العنب Viteus (phyloxera) vitifolii, والبنفيق Penphigus الذي يصيب شجر الحور. طرائق الوقاية والمكافحة في برنامج مكافحة الأرقانيات لابد من التركيز على أهمية العوامل البيئية والأعداء التي تسهم إِسهاماً فعالاً في الحد من أعدادها. فارتفاع درجة الحرارة إِلى فوق 25° سلزيوس يثبط نشاط هذه الحشرات. ومن أعدائها التي تهاجمها الدعسوقيات (بنات العيد) Coccinellidae وأسد المن Chrysopidae والذباب مُبيد الأرق Surphidae وغيرها. وإِلى جانب هذه المفترسات توجد المتطفلات وخاصة من غشائيات الأجنحة Hymenoptera[ر] ولاسيما مجموعتي صيادات الحشرات Braconides والصُفْريات Chalcides. كما تتعرض الأرقانيات للإِصابة بالكثير من الفطريات المتطفلة التي تستخدم عملياً في مكافحتها, وخاصة من جنس الفطر الحشري Entomorpha. كما نجحت بعض الطرائق الزراعية في هذا المجال, ومن أَهمها استخدام أصول الكرمة الأمريكية المقاومة للإِصابة بحشرة الفِلُّكْسِرة الخطرة جداً. أما المكافحة الكيمياوية فيجب عدم اللجوء إِليها إِلا في حالات الضرورة. وفي هذه الحالة لابد من أن تتم المعالجة أبكر ما يمكن, للقضاء على الإِناث المؤسِّسة وتلافي تكوين المستعمرات الكثيفة وقبل نشاط الأعداء. وإِذا كان لابد من التدخل الكيمياوي فيراعى انتقاء مبيدات الأرق النوعية, وأن تستخدم المبيدات الجهازية خاصة (التي تسري مع العصارة النباتية) لضمان وصولها إِلى الأفراد المختبئة بين تجاعيد الأوراق المصابة. قد يضطر في بعض الحالات إِلى الرش مرات كثيرة. كما يراعى تغيير المبيد بين مدة وأخرى لتحاشي ظاهرة المناعة.خالد رويشدي

  8. #128
    استمرار اليرقية

    وضع كولمان J.Kollmann عام 1884، تعبير استمرار اليرقة neoteny، وبعني الأصل اللاتيني حرفياً «إطالة الفتوة». ومن المدهش حقاً أن لا يكتب عن هذه الظاهرة الشيء الكثير منذ عام 1930 مع الأهمية التطورية لهذه الظاهرة في حفظ النوع. ولعل سبب ذلك يرجع إلى بساطة الأصل الفيزيولوجي لاستمرار اليرقية.
    وقد أخذ تعبير استمرار اليرقية شكلين متعارضين: يعرف الشكل الأول باستمرار اليرقية الكلي أو الحقيقي، ويتميز بمقدرة المتعضية، وهي ماتزال في طور اليرقة، على التوالد، فيصبح الجسم محتفظاً ببنى فتية غير بالغة، في حين تصبح المناسل وأعضاء التوالد وظيفية شكلاً وبنية. أما الشكل الثاني فهو استمرار اليرقية الجزئي أو الكاذب، إذ يستمر جسم اليرقة بالنمو من دون أن يبلغ المقدرة على التوالد لأسباب بيئية معينة.
    ومع أن ظاهرة استمرار اليرقية لوحظت في عدد من الزمر الحيوانية، فإنها تنتشر انتشاراً واسعاً في الحشرات وفي الضفادع، ولاسيما الضفادع المذنبة. ومع تباعد هاتين الزمرتين تطورياً، فإن الآلية الكامنة وراء ظاهرة استمرار اليرقية هي واحدة في كلتيهما، وترجع أساساً إلى عوامل هرمونية.
    استمرار اليرقية في الحشرات
    لايحدث النضج الجنسي في الحشرات في العادة إلا بعد سلسلة من الانسلاخات، تتحول اليرقة بعدها إلى حشرة بالغة، مروراً بمراحل تتفاوت في عددها تفاوتاً كبيراً ضمن رتب هذا الصف وفصائله. ويسبق كل انسلاخ اصطناع كمية كبيرة نسبياً من هرمون الانسلاخ (الإكديسون ecdyson) المسؤول عن عمليتي النمو والتمايز. ويمكن إحداث استمرار اليرقية صنعياً بحقن اليرقة بهرمون النيوتينين neotenine، الذي يعاكس في تأثيره فعل الإكديسون، فلا يحدث انسلاخ، ويتوقف نمو أعضاء اليرقة وتمايزها.
    ويصادف استمرار اليرقية في عدد من رتب الحشرات، ويتم بأشكال مختلفة جداً. ويذكر على سبيل المثال، أن استمرار اليرقية في متشابهات الأجنحة Homoptera لا يصيب سوى الإناث، ويكون عدد الانسلاخات اليرقية في الأنثى أقل مما يحدث في الذكر، وتحقق اليرقة الأنثى مقدرة على التوالد مبكرة جداً. أما في بعض فصائل غمديات الأجنحة Coleoptera، فإن الانسلاخ لايحدث في الحورية nymph مطلقاً.
    وقد درست ظاهرة استمرار اليرقية دراسة مفصلة في متماثلات الأجنحة Isoptera (الأرضيات termites)، إذ تحدث بالمصادفة وتصيب الجنسين كليهما. فإذا فقدت المستعمرة الملك أو الملكة (وهما الحشرتان الوحيدتان الناضجتان جنسياً)، أوكليهما، فإنه ينشأ عندئذ ملك أو ملكة أو كلاهما أيضاً بظاهرة استمرار اليرقية. ويطلق عليهما عندئذ اسم ملك بديل أو ملكة بديلة. ويحدث هذا الاستبدال إثر انسلاخ استمراري يرقي neotenic واحد، يصيب إحدى اليرقات أو إحدى الحوريات التي كانت ستتحول إلى عاملة أو إلى جندي. وتنمو في هذه الحشرة المناسل وأعضاء التناسل، وتتمايز لتصبح وظيفية، في حين تبقى نسج الجسم الأخرى وأعضاؤه بحالة يرقية. ومع أن عدد الأفراد الذي ينضج جنسياً بظاهرة استمرار اليرقية يختلف من مستعمرة إلى أخرى، فإن حجم المستعمرة لا يؤثر في هذا العدد.
    ولنمط الحياة الاجتماعي في المستعمرة لدى الحشرات أثر بارز في فيزيولوجية الفرد. فقد فسَّر بعضهم ظاهرة استمرار اليرقية بوجود هرمونات مثل النيوتينين تحول دون الانسلاخ (أي تثبط اصطناع الإكديسون)، وتبقي المتعضية في الحالة اليرقية. ويبدو أن الحياة الاجتماعية في المستعمرة تنشط إفراز هذه الهرمونات اليرقية. ومهما يكن من أمر، فإن البنية العامة للمستعمرة تحدد مصير الأفراد لمصلحة المجموعة كلها. ويمكن، بناء على ذلك، النظر إلى ظاهرة استمرار اليرقية عند الحشرات على أنها أداة تنظيم بيولوجي اجتماعي، يعيد المستعمرة إلى حالة التوازن السوي في كل مرة يصيب هذا التوازن خلل ما.
    استمرار اليرقية في الضفادع
    من المعروف أن هذا الصف هو مرحلة انتقالية بين الفقاريات المائية وفقاريات اليابسة. فالتشكل الجنيني لهذه الزمرة يتم في الماء، حيث يتحول الجنين تدريجياً إلى يرقة خاصة يطلق عليها اسم الشرغوف، وهو لا يغادر الماء إلا بعد تحوله إلى ضفدع بالغ نتيجة مجموعة من الحادثات البيولوجية، يفقد فيها الشرغوف الذيل والغلاصم، وتتشكل لديه الأطراف، وتصبح الرئتان وظيفيتين، ويطلق على مجموعة هذه الحادثات اسم التحول الشكلي [ر] metamorphosis (يمكن موازنة التحول الشكلي من الناحية الوظيفية بعملية الانسلاخ الرئيسية التي تصيب يرقة الحشرات). ويحدث التحول الشكلي نتيجة فاعلية المهاد السفلي (الوطاء) hypothalamus، الذي يؤثر في الفص الأمامي للنخامة، فتفرز الهرمون المنشط للدرق. ويؤثر هذا الهرمون في الدرق، فتفرز هرمون التيروكسين، الذي يسبب التحول الشكلي (يمكن موازنة التيروكسين في الضفادع بهرمون الإكديسون في الحشرات).
    ولم تلاحظ ظاهرة استمرار اليرقية الكلي إلا لدى الضفادع المذنّبة، إذ تصادف بشكلين مختلفين: استمرار اليرقية الإجباري obligatory neoteny، واستمرار اليرقية الاختياري facultatif neoteny.
    ففي استمرار اليرقية الإجباري، ومثاله الجنس «نيكتوروس Necturus»، الذي يعيش في أمريكة الشمالية، لا يحدث التحول الشكلي أبداً. أما في استمرار اليرقية الاختياري، ومثاله الأكسولوت Axolotl الذي يرجع أصله إلى مرتفعات المكسيك، فمع أن التحول الشكلي لا يحدث عادة إلا أنه يمكن التحريض على حدوثه بوضع الشرغوف في درجة حرارة مناسبة، أو بإعطائه جرعة معينة من التيروكسين.
    ومن المعروف اليوم أن ضفدع الأكسولوت لا يخرج عن كونه يرقة الجنس «إمبستوما Ambystoma».
    تكوّن ظاهرة استمرار اليرقية في الضفادع مثالاً خلاباً للفصل بين ظاهرة النضج الجنسي وظاهرة النضج الجسمي، وكذلك للفصل بين عمليتي النمو والتمايز. ففي حين يستمر الجسم في النمو فقط، فإن النسج والأعضاء الجسمية لا تظهر عليها آثار التمايز البنيوي أو الوظيفي، بل تبقى بحالتها اليرقية، فيما عدا جهاز التناسل الذي يصبح وظيفياً. وتستطيع اليرقة الضخمة عندئذ أن تنجز عملية التوالد.
    وتجدر الإشارة هنا إلى أن هرمون التيروكسين لا يحدث التحول ما لم تكن النسج مؤهلة لتتأثر بهذا الهرمون. ففي ظاهرة استمرار اليرقية الإجباري لا يمكن إحداث التحول الشكلي بحقن التيروكسين، لأن الخلايا لا تمتلك أهلية التأثر المطلوبة، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى غياب مُسْتقبِلات هذا الهرمون. وعلى النقيض تماماً، فإن الأكسولوت، الذي يبدي ظاهرة استمرار اليرقية الاختياري، يعاني التحول على نحو سوي إذا ما أعطي جرعة من التيروكسين. ولقد وُجِدَ في الواقع أن استمرار اليرقية في الأكسولوت ينجم عن انقطاع وظيفي في السلسلة الممثّلة بالمهاد السفلي والفص الأمامي للنخامة والدرق.
    وتجدر الإشارة هنا إلى ارتباط ظاهرة استمرار اليرقية الاختياري في الضفادع ببعض العوامل البيئية. إن مياه المرتفعات الجبلية الباردة التي يعيش فيها الأكسولوت مجردة أيضاً من اليود الضروري لاصطناع التيروكسين، ذلك لأن مياه البحر لم تغمر تلك المرتفعات. وفي الواقع، فإن نقل الأكسولوت إلى مياه السهول الدافئة يثير فيها ظاهرة التحول الشكلي على نحو سوي.
    ولقد أمكن البرهان أيضاً على تأثير المناطق الجبلية المرتفعة والباردة في حالة الضفدع الأخضر، الذي يمكن إرجاء حدوث التحول الشكلي عنده طوال مدة وجوده في تلك البيئة. وهذا هو استمرار اليرقية الجزئي، إذ ينمو الجسم اليرقي من دون أن يحدث التمايز، ومن دون أن تتحقق المقدرة على التوالد.
    أما في المختبر، فيمكن إحداث ظاهرة استمرار اليرقية في الضفادع بطرائق مختلفة، منها مثلاً اسئصال الدرق، أو إعطاء المركبات المضادة للمهاد أو المضادة للدرق (يمكن موازنة تأثير هذه المركبات في الضفادع بتأثير هرمون النيوتينين في الحشرات). وهذه هي ظاهرة استمرار اليرقية التجريبي أو الصنعي.
    وخلاصة القول إن ظاهرة استمرار اليرقية، سواء أكانت في الحشرات أم في الضفادع، أم في أي زمرة حيوانية أخرى، توضِّحُ على نحو أخّاذ إمكان فصل تمايز الأصل المنشئ germen عن الجسم soma، كما تؤكد أن النضج الجنسي لا يشترط تمايز أعضاء الجسم الأخرى، وأن بقاء النوع واستمراره من الناحية التطورية، سواء فيما يتعلق بالفرد أم بالوحدة الاجتماعية ـ المستعمرة ـ يعتمد على نضج المناسل وتمايز أعضاء التناسل فقط.
    مع أن الانتقال من مرحلة اليرقية إلى مرحلة البالغ يمثل القاعدة العامة في الزمر الحيوانية المختلفة، فإن هذا الانتقال غير أساسي لبقاء النوع. كما أن ظاهرة استمرار اليرقية توضح بجلاء إمكان فصل عملية النمو عن عملية التمايز في تشكل الفرد.
    هاني رزق

  9. #129
    الأسروع

    الأسروع caterpillar هو يرقة الحشرات الحرشفيات الأجنحة [ر]، وهو طور يسبق الخادرة [ر] chrysalis (عذراء حرشفيات الأجنحة) والفراشة. ويُعرف بين العامة باسم دود الربيع لظهوره بكثرة في هذا الفصل من السنة.
    شكل الأسروع
    جسمه أسطواني مؤلف من ثلاثة أقسام، هي الرأس والصدر والبطن. الرأس مختلف عن سائر البدن وتحيط به علبة صلبة، ويحمل قرني استشعار قصيرين جداً يتألف كل منهما من ثلاث قطع. أجزاء الفم قارضة، وعلى جانبي الرأس عيون بسيطة، هي عادة 12 عيناً.
    الشكل (1) مقطع طولاني في أحد الأساريع
    ويتألف الصدر من ثلاث قطع، تحمل كل منها شفعاً من الأرجل المفصلية القصيرة التي ينتهي كل منها بمخلب واحد يساعد في التنقل والتقاط الغذاء.
    ويتألف البطن من عشر قطع، يحمل بعضها لواحق خاصة باليرقات لا تلبث أن تختفي في الحشرة الكاملة لذلك تسمى الأرجل الكاذبة. وهي توجد على كلٍ من القطع الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والعاشرة وينتهي كل منها بمحجم محاط بأشواك دقيقة، وهي تقوم بدعم الأسروع ومساعدته على الحركة الدودية، كما تحمل القطعة الأخيرة من الجسم ثخانة كيتينية واضحة.
    ويوجد على جانبي الجسم ثمانية أشفاع من الثغور التنفسية (أو المُتَنَفَّسات) spiracles: شفع على الصدر الأول، والباقي على القطع البطنية السبع الأولى. كما تتوزع على جسم الأسروع مجموعة من الأشعار الحسية، وقد تغطيه أشواك لاسعة.
    الشكل (2) أسروع الذراعات المزدوجة بشفعين من الأرجل البطنية المساعدة على توالي انتقالها فوق الأغصان
    وقد يختلف شكل بعض الأساريع كثيراً عن النموذج العام المذكور آنفاً. فأساريع الهَرَضيات Lycaenidaeوالقوقعيات cochlidüdae لها جسم منبسط. ويمكن أن تختلف بعض قطع الجسم عن بعضها الآخر، كما في السِّنيِّات الظهرية Notodontidae. وتحمل أساريع الذارعات Geometridaeأرجلاً كاذبة على القطعتين السادسة والعاشرة فقط، لذلك تنتقل هذه الأساريع بتقريب أرجلها الخلفية من أرجلها الأمامية بالتتابع. وهكذا تبدو كأنها تذرع الأرض، ومن هنا جاء اسم الذارعات الذي يطلق عليها. ويسميها البعض الأُرْفِيّات.
    وتراوح أطوال الأساريع بين بضعة مليمترات، مثل أساريع حرشفيات الأجنحة الدقيقة Microlepidoptera و 15 سم مثل أسروع طاووسية الليل (أو فراشة الليل) Saturna pyri. ويمكن أن يكون الجسم عارياً، أو مزوداً ببعض الدرنات، كما تحمل القطعة البطنية الثامنة من أساريع فصيلة الهَوْليات Sphingidaeمهمازاً ظهرياً متجهاً نحو الخلف. ويمكن أن تغطي الجسم أشعار كثيفة كما في فصيلة الحِرْمِديات Arctiidae (الشكل 3).
    الشكل (3) أسروع فراشة Arctia selene
    وتتصف أساريع الحشرات غير المعرضة للضوء التي تعيش في الأنفاق والتي تقرض الملابس بألوانها الباهتة أو البنية. أما أساريع الحشرات النهارية فتتصف بألوانها الزاهية. ومن هذه أسروع اللَجَفة المخططة (لَيِّنَةُ الجسم النِسْترية)Malacosoma neustria الذي يحمل على طول جسمه أشرطة زرقاء وحمراء، ومثل أسروع مشطورة الذيل الكَرْميةDicranura vinula ذي اللون الأخضر الجميل. وتجدر الإشارة إلى أن ألوان الأساريع تُعَدُّ نوعاً من التكيف مع لون البيئةالتي يعيش فيها الحيوان، الأمر الذي ينطبق أيضاً على شكلها. فالديدان الذارعة مثلاً، تشبه العيدان إلى جانب كونها بطيئة الحركة، وهذا ما يجعل تمييزها مما حولها أمراً صعباً (الشكل 4).
    وتتغير ألوان الأساريع، وكذلك أشكال زوائدها، في أثناء حياتها وبعد الانسلاخات، ولاسيما بحسب الأحوال الجوية. فلون أسروع الفراشة المذنَّبة Papilio machaon
    الشكل (4) الأسروعات الطويلة والنحيلة والمشابهة للأغصان الحاملة مموهة بطريقة تكاد تصبح غير مرئية
    (الشكل 5) قاتم، وعلى ظهره بقعة فاتحة، لكنه يصبح بعد الانسلاخ الثالث أخضر مزرقاً مع بقع سود وحمر فاقعة.
    تحوُّل الأسروع
    يختلف عمر الأسروع من نوع إلى آخر. فقد يمتد أسبوعاً لدى «الديدان» الصغيرة، مثل أسروع عث الملابس، في حين يمكن أن يعيش بعضها عامين، مثل تلك التي تعيش داخل سوق الأشجار كأسروع قَتَع الساقCossus cossus (الذي يسمى حفّار الساق)، وأسروع فراشة ساق الحور ( الذي يسمى حفار الساق) Trochilium opiformis. وتنسلخ الأساريع عموماً في أثناء تطورها 4ـ 5 مرات، ويمكن أن يتجاوز عدد الانسلاخات العشرة لدى الأساريع التي تعيش طويلاً. وإذا كانت حياة الأساريع قصيرة فإنه يتوالى الكثير من أجيالها في فصل النشاط، ففراشة ثمار العنب Lobesia (Polychrosis) botrana تتوالى فيها ثلاثة أجيال سنوياً، في حين تتوالى خمسة أجيال من فراشة الطحين Anagasta (Ephestia) kuhniella في السنة.
    ويمكن للأسروع أن يمضي فصل الشتاء أحياناً في حالة سبات، ليعاود نشاطه في الربيع التالي، كما في فراشات اللوز الحرشفية ( أو الزعرور) Aporia crataegi التي تمضي أساريعها الشتاء متجمعة ضمن شبكة حريرية، في حين يقوم أسروع عتة الزيتون Prays oleae بحفر نفق في أنسجة الورقة النباتية يمضي فيه تلك المدة.
    الشكل (5) أسروع فراشة Papilio mavhaon
    وفي نهاية التحول يلجأ الأسروع إلى مكان منزو حيث يتوقف عن التغذي والحركة، ويتحول إلى خادرة تبقى عارية في الأنواع النهارية كما في أساريع الكَرْنَبِيّات (أبي دقيق) Pieridae، أما الأنواع الليلية فتحيط خادرتُها نفسَها بشرنقة طينية كما في منقارية المشمش Rhynchites auratus. إلا أن لبعض الأساريع كما في فراشة الحرير Bombyx moriشفعاً من الغدد على الشفة العليا يفرز مادة حريرية تتصلب لدى ملامستها الهواء، يستعملها الأسروع لتكوين نسيج حريري يختبئ فيه أو يتحول في داخله إلى خادرة. وإن لبعض الأساريع (فصيلة الفراشات Papilionidae) غدداً صدرية تفرز عند الهيجان مادة لها رائحة منفرة أو تتحول إلى مايشبه القرون لإفزاع العدو. وثمة غدد صدرية أخرى تنشط في أثناء تحول الأجهزة اليرقية إلى أجهزة الحشرة الكاملة تسمى غدد توياما Toyama. وينتشر على القطع البطنية الكثير من الغدد التي تفرز مواد قلوانية تجعل طعم الأسروع غير مستحب لدى الطيور والحيوانات المفترسة الأخرى.
    ردود فعل الأساريع
    ثمة أساريعُ نهارية النشاط (من مجموعة الكَرْنَبيات: فراشة الكَرَنْب أو الملفوف الكبيرة Pieris brassicae وطاووسية السيدة الجميلة أو طاووسية الحَرْشَف أو الأرضي شوكي Vanessa cardui وغيرها)، وأساريع ليلية النشاط (من مجموعة الفراشيات: الفراشة القارضة Agrotis sp. وتسمى أساريعها الديدان القارضة، وفراشة ورق القطن Spodoptera littoralis وجادوب الصنوبرThaumetopoea pityocampa وغيرها).
    وتتفاوت الأساريع في ردود فعلها تجاه المؤثرات الخارجية، فبعضها لايكاد يتأثر بها مطلقاً ويبقى تقريباً من دون حراك إذا مُسِكَ باليد كما في «ديدان» الذارعات، في حين يبدي بعضها الآخر حساسية شديدة. وقد سُمي أسروع لَجَفَة النجيل أو راشفة الندى Cosmotriche potatoria باسم حلقة الشيطان لما يبديه من تَكَوُّر حول نفسه إذا أُزعج، ويهرب أسروع فراشة الكرمة بسرعة ويرمي بنفسه من الكرمة إلى الأرض لكنه يبقى معلقاً بها بخيط حريري. ويتصف الكثير من الأساريع بعصبيته الشديدة، فأسروع مشطورة الذيل الكرمية يتوقف عن الحركة لدى إزعاجه، ثم يرفع نهايتيه ويُخَبِّئ رأسه تحت الصدر ويفرز سائلاً يحتوي على حمض النمل. وإذا أُزْعجت أساريع الشرانق الحريرية فإنها تختبئ في شرانقها بعد أن تغلق كل الفتحات الخاصة بها. ويحتوي جسم أسروع الفراشة المذنبة كمية من السم كافية لقتل بضع قطط.
    تغذي الأسروع
    معظم الأساريع عاثية نباتية (نباتية التغذي). ويمكن للنوع الواحد أن يهاجم نباتات مختلفة (نوع متعدد المضيفات) كما في أساريع الليلية القارضة Lymantria dispar (ويسمى الأسروع جادوب العَذَرْ). إلا أن الكثير منها يتغذى بنباتات من فصيلة معينة، بل يقتصر منها على نوع واحد. فأسروع فراشة ساق الذرة أو فراشة القصب الكبيرة Sesamia cretica (ويسمى حفار ساق الذرة) يهاجم نباتات الفصيلة النجيلية، وأسروع عتة الليمون Prays citri يتغذى بأشجار الحمضيات، في حين يقتصر أسروع عتة الزيتون على مهاجمة هذه الشجرة وإن كان يهاجم الأزهار والثمار والأوراق. ومعروف الارتباط الغذائي لدودة الحرير بنبات التوت الذي تتغذى به بشراهة من دون توقف. ويُقَدَّر ماتتناوله الدودة الواحدة في شهر من التغذي بما يعادل 90.000 مرة من وزنها عند الفقس.
    وتعيش بعض الأساريع عارية، مثل أساريع فراشة الكَرَنب وطاووسية الليل وفراشة ورق القطن، وبعضها يلف على نفسهالورقة أو الأوراق النباتية ويربطها بخيط حريري ويبقى في الداخل ليتغذى بالأوراق، مثل «دودة» فراشة الأشجار المثمرةArgyroploce variegana، ويحفر بعضها أنفاقاً في أنسجة الأوراق النباتية، مثل «حفار» فراشة أوراق التفاح Lyonetia clerchella، أو يحفر أنفاقاً في سوق النباتات مثل «حفار» فراشة ساق التفاح Zeuzera pyrina، أو في داخل الثمار، مثل «دودة» ثمار التفاحCydia pomonella.
    ويهاجم بعض الأنواع الأجزاء النباتية الموجودة داخل التربة، كما في «دودة» درنات البطاطا Gnorimoschema aperculellaالتي تحفر الأوراق والساق إضافة إلى الدرنات، تماماً كما هي الحال لدى عتة الزيتون التي سبق ذكرها والتي يهاجم أسروعها أكثر من جزء من النبات الواحد.
    وتهاجم بعض الأساريع المواد الغذائية داخل البيوت والمخازن والمطاحن، ويهاجم بعضها الآخر الصوف والجلد والفراء وريش الطيور المحنطة وجلودها، والتبغ المجفف وغيرها.
    وكثير من أساريع حرشفيات الأجنحة يتعايش مع النمل، فتفرز الغدد الظهرية لأساريع بعض الحشرات مادة يتغذى بها النملالذي يعيش معها، والنمل يتيح لها بالمقابل أن تتغذى بما في عشه من مواد مختلفة. وتشاهد مثل هذه الحالات في مستعمرات الأرضة[ر].
    الأساريع ذوات الأهمية الاقتصادية

  10. #130
    الإسْقُمري

    الإسْقُمري mackerel سمك بحري من مكتملات العظام [ر] Teleostei، فرخيات الشكل Perciformes، من فصيلة الإسْقُمرياتScombriodae، التي تضم، إضافة إلى الإسقمري، أسماك التُن [ر]. وهي جميعاً ذات قيمة غذائية وتجارية.
    جسم الإسقمري متطاول ومكوَّر، وله خطم بارز وذيل نحيل، وزعنفتان ظهريتان متباعدتان. وتوجد مجموعة من الزعانف الصغيرة خلف كل من الزعنفة الظهرية الثانية والزعنفة الشرجية. وتغطي كامل الرأس والجسم حراشف صغيرة. لون الظهر أزرق لماع مشوب باخضرار، ويتميز الظهر بوجود خطوط منحنية داكنة على طوله. ولون الرأس أسود مزرق. أما الجانبان فمعدنيا اللون، والبطن أبيض.
    أنواع الإسقمري وتوزعه
    الجنس «إسقمري Scomber» واحد من تسعة أجناس تضمها فصيلة الإسقمريات، ويضم هذا الجنس عدة أنواع تتوزع في المناطق المعتدلة والاستوائية من المحيطات. ويطلق على النوع «الإسقمري الإسقمري S. scombrus» اسم «إسقمري المحيط الأطلسي» إذ يوجد في القسم الشمالي من المحيط الأطلسي متوزعاً بين البحار مروراً بساحل أوربة الغربية والبحر المتوسط حتى البحر الأسود، ويقل في القسم الشرقي من البحر المتوسط. وينتشر في القسم الغربي من المحيط الأطلسي بين شبه جزيرة لابرادور (كندا) شمالاً حتى رأس هاتراس (كارولينة الشمالية في أمريكة) جنوباً. وهذا النوع غني بالبروتين الذي تصل نسبته فيه إلى 20% في حين لا تتجاوز نسبة الدسم فيه 11%. لحمه طري ذو مذاق جيد، ويمكن تعليبه أو تقديده.
    اسمه الشائع في سورية «اسكمبري» ويصل وزنه إلى 2.7 كغ.
    ويطلق على النوع «الإسقمري الياباني S.japonicus» اسم «إسقمري المحيط الهادئ» إذ يستوطن الجزء الغربي من هذا المحيط، من أسترالية حتى بحر اليابان. ويوجد أيضاً في المحيط الهندي والخليج العربي وخليج عدن وقرب مالاغاسي (جزيرة مدغشقر وما حولها)، وفي البحر المتوسط كله. ويكون معظم ما يلتقط منه بطول 35-45سم، وبوزن 500-1200غ. وقد تصل نسبة الدسم فيه إلى 33% ويختلف مذاقه تبعاً للمنطقة، ولحمه قليل الحموضة، ولهذا يُعلّب بالزيت أو رب البندورة.
    ويطلق على النوع «الإسقمري الياباني دييغو S. j. diego» اسم «الإسقمري الشرقي»، إذ إنه يتوزع في شرقي المحيط الهادئ. ويزيد وزنه على 200غ، وتصل نسبة البروتين في لحمه إلى 20%، في حين لاتتجاوز نسبة الدسم فيه 3%، يميل لحمه إلى الجفاف وبعض الحموضة. ويستهلك مدخناً أو يدخن ثم يعلب بالزيت.
    ويطلق على النوع «الإسقمري المرقط الرأس S.tapeinocephalus» اسم «الإسقمري المرقط». وهو يوجد في بحر الصين الشرقي، ويصل وزنه إلى 330غ، ويكون طعمه لذيذاً إذا طبخ مقلياً أو مغلياً، كما يمكن تعليبه.
    حياته وتكاثره
    يشكل النوع «الإسقمري الإسقمري»، في الصيف أسراباً كبيرة جداً في المياه السطحية قرب الساحل (يصل طول القطيع، قرب أمريكة الشمالية، إلى 32 كم وعرضه إلى 800م) حيث يتغذى بصغار القشريات[ر] وغيرها من العوالق[ر] الحيوانية، ومنها يرقات الأسماك، وكذلك الأسماك[ر]. وفي الشتاء يتشتت السرب وتهاجر الأسماك جنوباً إلى مياه أكثر عمقاً حيث تمكث في حالة تشبه السبات، وعندما ترتفع درجة الحرارة تقترب الأسماك من الشاطئ لتضع الإناث بيوضها التي تصل إلى نحو نصف مليون بيضة لكل أنثى، وتطفو البيوض على سطح الماء مدة أسبوع قبل أن تفقس.
    الأنواع المشابهة
    تشابه أسماك التُن thon بأنواعها المختلفة الإسقمري. حتى إن التُن الحقيقي الأليف Euthynnus affinis يطلق عليه اسم «التن الإسقمري»، ويسمى في الخليج العربي «سيده» وهو أكثر الأنواع شيوعاً في السوق الكويتية.
    ويطلق الإنكليز اسم «إسقمري الفرقاطة» frigate mackerel على النوع Auxis" "thazard، الذي يسمى في الساحل السوري «بَلْميدا»، وفي مصر «بَلْميتا سُودا». وهو يعيش في المياه الدافئة من المحيط الأطلسي والهادئ والهندي، إضافة إلى البحر المتوسط. ويصل طوله إلى 40سم ووزنه إلى 5كغ، لحمه طري ولذيذ، ولكنه لايضاهي أنواع التن الأخرى.
    وينتمي الإسقمري الهندي «راسترلينغر القنغر Rastrellinger kangurata» إلى الفصيلة نفسها وهو يوجد في المياه الهندية. كماأنه متوافر في الخليج العربي والبحر الأحمر. ويطلق عليه في الكويت اسم «بنغالا». ويشاركه في مياه الهند الجنس «سيبيومCybium»، وفيه النوع «سيبيوم كمرسوني C. commersonii» الذي يصل طول الفرد منه إلى 120سم، وهو يثمن عالياً من الناحية الغذائية.
    وأسماك البونيتو Bonito (فصيلة الإسقمروموريات Scomberomoridae) تشبه أيضاً الإسقمري، لدرجة أنه يطلق على بعض أجناسها وأنواعها أيضاً اسم «إسقمري». مثلاً يطلق اسم «الإسقمري الإسباني» على الجنس الإسقمرومور Scomberomorus، الذي يصل وزن بعض أنواعه (الإسقمرومور المبقع S. maculatus) إلى 5.5كغ. وهو يتصف بألوانه الخلابة وقيمته الغذائية. ويعيش في القسم الأمريكي من المحيط الأطلسي.
    ولعل أكبر أنواع الأطلسي الأمريكي هو «الإسقمرومور الفارس S. cavalla» الذي يصل وزنه إلى 45كغ.
    ويطلق على نوع «الإسقمرومور المنقط S. guttatus» اسم «الإسقمري الهندي الإسباني» أو «الإسقمري الإسباني المنقط». ويسمونه في الكويت «خبَّاط». وهي أسماك مهمة تجارياً منتشرة في المحيطين الهندي والهادئ، في المناطق الاستوائية وما يتاخمها. وهي تدخل إلى الخليج العربي وتعد من الأسماك الممتازة للمائدة، ويمكن تعليبها بالزيت. ويطلق على نوع «الإسقمرومور الكمرسوني S. commersonii» اسم «الإسقمري الإسباني المخطط»، وهو أيضاً مهم تجارياً، ويصل طول الفرد فيه إلى 180سم بوزن 50كغ. وهو ذو طعم لذيذ ويتوافر في البحر الأحمر والخليج العربي، ويسمى في كويت «شانيده».
    ويطلق على نوع «الإسقمرومور النيفوني S. niphonius» اسم «الإسقمري الياباني الإسباني»، وهو يعيش في الجزء الغربي من المحيط الهادئ وفي بحر الصين الشرقي.
    رغيد النحاس

صفحة 13 من 146 الأولىالأولى ... 31112 1314152363113 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال