صفحة 125 من 146 الأولىالأولى ... 2575115123124 125126127135 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1,241 إلى 1,250 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 125

الزوار من محركات البحث: 64848 المشاهدات : 322232 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1241
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 4 ساعات
    مقالات المدونة: 19
    الفحوصات الطبية في سلس البراز ج2

    يحمل كثير من الناس الذين يعانون من سلس البراز عبئا إضافيا عادة جراء الخجل والتكتم، ولذلك فهم يشعرون بالحرج من التحدث مع طبيبهم عن هذه المشكلة؛ وقد لا يدركون أن سلس البراز يمكن أن يكون قابلا للعلاج، أو قد يكون لديهم تجربة سيئة مع أحد الأطباء الذي لم يقدم لهم حلولا مفيدة أو رعاية رحيمة.
    وقد يحاولون أن يدبروا أمورهم بأنفسهم عن طريق شراء حفاظات البالغين، وتذكر أو حفظ مواقع دورات المياه (المراحيض) في منطقة معينة، وإحضار ثياب احتياطية في كل مرة يخرجون فيها من المنزل. وتفيد هذه الإستراتيجيات بدرجة معينة؛ ولكن إذا جرى الاعتماد عليها فقط، قد تضيع على المريض فرصة الحصول على معالجات أكثر فعالية. ويمكن أن يسبب عدم الحصول على المساعدة معاناة للمريض لا ضرورة لها.
    لا تخجل من التحدث إلى طبيبك عن سلس البراز، حيث تتوفر العديد من المعالجات – ومعظمها يكون بسيطا جدا – ويمكن أن تؤدي إلى تحسن الحالة، هذا إن لم تؤد إلى شفاء سلس البراز. ويمكن مساعدة كل شخص تقريبا يعاني من هذه المشكلة بطريقة أو بأخرى.
    قد يثير اتخاذ الخطوة الأولى بعض المشاعر السيئة؛ فمن الشائع الشعور بالإحراج والقلق. ويشعر كثير من الناس بالغضب والإحباط تجاه الفريق الطبي بسبب قلة التعاطف والتواصل بشأن هذا الموضوع؛ وتكون هذه المشاعر طبيعية ولا ضير في التعبير عنها.
    تذكر أن سلس البراز يعد بالنسبة لطبيبك مشكلة طبية يمكن استقصاؤها ومعالجتها، وليست مشكلة شخصية أو دلالة على قدراتك أو سلطتك أو ثروتك؛ وهي مشكلة طبية، وسيكون طبيبك حليفا لك فيها حتى تعملا معا لإيجاد الوسيلة المثلى لمقاربة أو معالجتها.
    اختيار الطبيب

    يعد الطبيب الذي يقدم لك الرعاية الأولية نقطة بدء جيدة عن طلب المساعدة في حالة سلس البراز؛ وقد لا يكون لدى كل أطباء الرعاية الصحية الأولية الخبرة في تقييم سلس البراز ومعالجته؛ فقد تحتاج إلى طبيب متخصص في معالجة المشاكل التي تصيب القولون، والمستقيم، والشرج. ويتعامل عدد كبير من الأشخاص المهنيين المعنيين بالصحة مع الناس المصابين بسلس البراز، ويشتمل هؤلاء على:
    طبيب الجهاز الهضمي Gastroenterologist
    يكون هذا النمط من الأطباء مدربا على معالجة الحالات التي تصيب السبيل الهضمي (المعدي المعوي)، بما فيها سلس البراز. ويجب الأخذ بعين الاعتبار مراجعة اختصاصي في الأمراض الهضمية إذا ترافق سلس البراز مع إسهال أو أمراض هضمية.

    جراح القولون والمستقيم Colorectal Surgeon
    كان يعرف سابقا بطبيب المستقيم والشرج Proctologist؛ وهو نمط من الأطباء يقوم بالمعالجة الجراحية وغير الجراحية للأمراض التي تصيب القولون والمستقيم والشرج.

    طبيب الجهاز البولي التناسلي Urogynecologist (اختصاصي طب الحوض عند النساء والجراحة الترميمية “الاستبنائية” ReconstructiveSurgery)
    يكون هذا النمط من الأطباء قد أجرى تدريبا إضافيا لمدة ثلاث سنوات في الأمراض والاضطرابات التي تؤثر في المثانة والحوض عند النساء، بما فيها سلس البول والبراز.

    مختبر فيزيولوجيا المستقيم والشرج
    يتخصص هذا المرفق في تقييم الذين لديهم سلس براز، حيث يتوفر في هذا المختبر الأطباء المدربون والمعدات الضرورية لإجراء اختبارات تستعمل لاستقصاء الأسباب المحتملة لسلس البراز.

    ماذا يجب أن تتوقع؟

    من المهم أن تشعر بالراحة عندما تذهب لرؤية الطبيب والتحدث معه عن سلس البراز؛ فلديك الحق في تلقي المعالجة مع المحافظة على كرامتك واحترامك. ولكن، إذا ما بدا الأمر وكأن طبيبك يحاول أن ينهي الأمر أو يحاول التخلص من الموضوع بأن يقترح عليك استعمال المناديل، أو يقول لك بأنه لا يمكن فعل شيء أكثر من ذلك، عندئذ عليك إيجاد طبيب آخر.
    اسأل طبيبك عن خبرته في معالجة سلس البراز وعن مجال المعالجات المتوفرة، حيث لا يدرك جميع الأطباء أن المشكلة قابلة للتصحيح غالبا؛ ولذلك، ابحث عن طبيب ممارس يسمع ويتفهم قلقك ويجيب عن أسئلتك، ويشرح لك الأشياء بوضوح، إذ يجب أن يبدي الطبيب اهتماما بكيفية تأثير سلس البراز في نوعية حياتك.
    تقييم سلس البراز

    يمكن أن تساعد المناقشة الأولية مع طبيبك على تحديد تواتر السلس وتأثيره في حياتك؛ وسوف يسألك الطبيب – على الأغلب – عدة أسئلة متعلقة بصحتك، ويقوم بإجراء فحص جسماني لك؛ ويمكن لهذا التقييم أن يظهر سبب السلس ويوجه نحو الاختبارات أو الفحوص التي قد تحتاجها لإثبات التشخيص. ويكون الفهم الدقيق لسبب أو أسباب سلس البراز أمرا أساسيا لوضع خطة العلاج.
    قصة المريض (القصة المرضية)

    قد يسألك طبيبك عدة أسئلة تفصيلية حول الأعراض التي توجد لديك وقصتك أو تاريخك المرضي ونوعية حياتك لتساعده على اكتشاف ما يمكن أن يسبب سلس البراز لديك. ويمكن أن تبين القصة المرضية المأخوذة بدقة عدة دلائل تشير إلى أسباب السلس. ويستعمل بعض الأطباء استبيانا أو شكلا معياريا Standardized questionnaire لجمع المعلومات وتقدير شدة السلس.
    تساعد الأسئلة على تحديد ما إذا كان لديك سلس براز حقيقي وتقدير شدته. ومن المتوقع أن تسأل عن الوقت الذي بدأ فيه سلس البراز لديك، وعن مدى تكرار حدوثه، وهل البراز سائل أم صلب، وهل تشعر بالحاجة إلى الذهاب إلى المرحاض قبل حدوث السلس؛ كما قد يطلب منك أن تصف أو تشرح عادات التغوط عندك.
    وبالنسبة للنساء؛ يمكن أن تسألي عن قصة الولادات لديك، بما فيها طول فترة المخاض، وكم يبلغ وزن أطفالك عند الولادة، وهل كان أحد أطفالك بولادة مقعدية Breech birth، وهل تطلبت الولادة استعمال الملاقط والمحاجم أو بضع الفرج، وهل حصلت لديك تمزقات تطلبت الإصلاح، وكيف كان عمل الأمعاء لديك (وظيفة الإفراغ) بعد الولادة.
    قد يسألك الطبيب عما إذا كنت قد تعرضت إلى سلس البول أيضا، حيث إنه قد توجد علاقة بين سلس البول والبراز. وفي بعض الأحيان، قد يحتاج أيضا إلى أن يعرف ما إذا كنت قد أجريت جراحة أو تعرضت لإصابة أو معالجة إشعاعية في منطقة الحوض، أو حدثت لديك إصابة في الظهر أو النخاع الشوكي. كما يمكن أن تسأل أيضا عن بعض الأمراض الأخرى التي قد تكون مصابا بها، مثل داء السكر أو متلازمة القولون المتهيج Irritable bowel syndrome.
    أخبر طبيبك عن الأدوية التي تتناولها، حيث إن بعض الأدوية يمكن أن تزيد من تواتر سلس البراز؛ كما يمكن أن يسألك طبيبك عن نظامك الغذائي والكمية التي تتناولها من الكافيين.
    من المهم الحديث عن طريقة تدبيرك للسلس وكيفية تأثيره في حياتك اليومية وعلاقاتك وتقديرك لذاتك؛ ولذلك، أخبر طبيبك عما إذا كنت قد أجريت تعديلات على سلوكك أو نمط حياتك، مثل استعمال المناديل أو حمل ثياب احتياطية أو التقليل من خروجك من المنزل لتجنب الإحراج الناجم عن عدم القدرة على ضبط عملية التغوط (إفراغ الأمعاء).
    وقد يطلب منك الطبيب أن تحتفظ بمفكرة للأعراض وعادات التغوط لديك؛ ويمكن تسجيل بعض الأمور، مثل حركات الأمعاء (إفراغ الأمعاء) وفترات السلس وطبيعة البراز وأي شعور بالضغط أو العصر أو بالانزعاج أو عدم الإفراغ التام واستعمال الحقن والمسهلات.
    الأسئلة التي يمكن أن تطرح عليك في أثناء الفحص

    قد يسألك طبيبك الكثير من الأسئلة التفصيلية حول عادات إفراغ الأمعاء لديك (عادات التغوط) خلال الفحص الأولي في حالة سلس البراز؛ ورغم أنك يمكن أن تشعر بالإحراج عند الإدلاء بمثل هذه المعلومات الشخصية؛ فهذا يمكن أن يساعد في التوجيه نحو سبب المشكلة ونوع الفحوص والاختبارات التي يمكن أن تحتاج إليها.
    كن مستعدا للإجابة عن الأسئلة التالية:
    ● متى بدأ سلس البراز لديك؟
    ● كم مرة فقدت سيطرتك على أمعائك (على التغوط)؟ هل يحدث السلس بكميات صغيرة أم كبيرة من البراز؟ هل هو سائل أم صلب؟ هل يحدث لديك إنذار أو تنبيه).
    ● هل تعلم أو تشعر بامتلاء المستقيم؟ هل تستطيع التمييز بين الشعور بالامتلاء الناجم عن الغازات والامتلاء الناجم عن البراز؟ هل تعتقد أحيانا أنك قد تطرح الغازات، ثم تفاجأ عندما تكتشف أنه قد خرج براز بدلا منه؟
    ● هل هناك ما يحرض حدوث السلس، مثل الجهد الجسمي أو المرض أو حالة الشدة أو أطعمة محددة؟ هل هناك أشياء تبدو وكأنها تحسن الحالة أو تزيدها سوءا؟
    ● هل المشكلة تزداد سوءا أو تتفاقم مع الوقت؟ وهل بدأت المشكلة بعد حدث معين، مثل الجراحة أو الولادة؟
    ● هل يحدث السلس لديك في أوقات معينة من اليوم؟ وهل يحدث في الليل فقط أم في أثناء النهار؟ أم بعد الوجبات؟ أم بعد حركة الأمعاء؟
    ● عندما يبدأ شعورك بالحاجة إلى التغوط، ما هو الزمن الذي يمكن أن تنتظره أو تضبط فيه البراز؟
    ● عندما تنتهي من التغوط، هل تشعر بأنه ما زال هناك براز متبق؟
    ● ما هي عادات التغوط الطبيعية عندك؟ وهل هناك تغيرات في عادات التغوط لديك مع الوقت؟
    ● هل يحدث لديك إسهال أو إمساك بشكل متكرر؟ هل تحتاج للضغط أو العصر لكي تفرغ البراز؟ وهل هناك شعور بالانزعاج؟ هل يحدث لديك معص أو تشاهد دما في برازك؟
    ● هل يحدث لديك سلس بولي أيضا؟
    ● هل تستعمل المناديل أو أشياء أخرى لتدبر السلس؟ وما مدى فعالية هذه الوسائل؟
    ● هل تستعمل أي شيء لتحريض إفراغ الأمعاء مثل المسهلات أو الحقن الشرجية أو التحاميل؟
    ● ما هي الأدوية التي تتناولها؟
    ● ما هو نمط نظامك الغذائي؟
    ● كيف يؤثر السلس في حياتك، وكيف تشعر تجاه نفسك؟

    الفحص الجسمي (السريري)

    بالإضافة إلى الحديث معك، يقوم طبيبك عادة بإجراء فحص جسمي (سريري)، حيث يمكن أن يحدد الفحص الجسمي المجرى بدقة أية إصابة أو مشكلة بنيوية في منطقة الشرج أو المستقيم، مثل تدلي (هبوط) المستقيم Rectal prolapse أو انحشار البراز Fecal impaction أو القيلة المستقيمية Rectocele؛ كما يمكنه أيضا أن يساعد على تحديد ما إذا كان سبب سلس البراز قرحة أو ورما أو بسبب إصابة الأعصاب الناجمة عن بعض الأمراض، مثل داء السكر أو داء باركنسون.
    يمكن أن يجري فحص المنعكسات والمشية والحس لديك، وذلك لتحري علامات مرض أو إصابة عصبية. كما يقوم طبيبك بجس بطنك، حيث يمكن أن يشير انتفاخ البطن أو الألم إلى تراكم الغازات والسوائل، أو إلى شكل من أشكال الانسداد في القولون لديك.
    من الضروري إجراء فحص مستقيمي (مس شرجي) لتقييم سلس البراز؛ ويعد بعض الناس هذا الفحص غير مريح ولا يتناسب مع كرامة الإنسان (أي مهين)، ولكنه يزودنا بمعلومات تكون مفتاحا لتشخيص المشكلة.
    ويبدأ فحص المستقيم بمعاينة الشرج والمنطقة الواقعة بينه وبين الأعضاء التناسلية والمسماة العجان Perineum، حيث يتحرى طبيبك وجود المادة البرازية والبواسير والاحمرار والتندب وعلامات العدوى، ثم يجري إبعاد الردفين (الأليتين) عن بعضهما البعض بلطف، ويجري فحص شكل الشرج – هل هو مفتوح أم مغلق، مدور أم غير متناظر، سليم أم متشقق.
    يجري فحص الحس في المنطقة بين الشرج والأعضاء التناسلية باستعمال دبوس أو ماسحة قطنية، ويقوم الطبيب بلمس مناطق مختلفة حول الشرج بشكل لطيف ليرى حدوث الزم (التجعد) – منعكس الطرف (التقبض) Winking reflex الذي يتظاهر بتقلص المصرة الشرجية؛ ويساعد هذا الاختبار على التحري عن إصابة الأعصاب.
    ويمكن أن يجري الطبيب فحص الشرج بالإصبع (المس الشرجي) Digital rectal exam (DRE)، حيث يقوم بإدخال إحدى أصابعه إلى المستقيم بعد أن يرتدي قفازا ويضع مادة مزلقة، ويقيم قوة عضلات المصرة ويجس البواسير أو التنبتات أو التمزقات أو النتوءات أو الندبات. ويمكن لهذا الفحص أن يبين وجود انحشار البراز، حيث قد توجد كتلة كبيرة من براز قاس جاف داخل المستقيم. ويمكن أن يؤدي انحشار البراز إلى سلس البراز الفيضي Overflow incontinence، وفيه يتسرب براز مائي إلى الخارج من حول الكتلة البرازية القاسية.
    يطلب منك في أثناء إجراء المس الشرجي (DRE) أن تعصر أو تقبض عضلاتك حول إصبع الطبيب وأن تضغط أو تعصر وكأنك تحاول أن تفرغ أمعاءك (تتغوط)، ويمكن أن يساعد هذا الأمر الطبيب على الجس ومعرفة ما إذا كانت عضلات المصرة المستقيمية والعضلة العانية المستقيمية Puborectalis muscle في قاع الحوض عندك تعمل (أو تؤدي وظيفتها)، وهل هناك مقوية عضلية (توتر عضلي) في أثناء الراحة، وهل بإمكانك أن تقوم بعصر زائد، وهل يمكنك إرخاء عضلاتك، وهل تستطيع العضلات أن تحافظ على الزاوية الصحيحة بين القولون والمستقيم؟
    يمكن أن يساعد المس الشرجي على كشف تدلي المستقيم؛ وهي حالة يهبط فيها المستقيم إلى داخل الشرج؛ فإذا شك طبيبك بوجود تدلي المستقيم لديك، قد يطلب منك أن تجلس على كرسي الحمام وتقوم بالضغط (العصر) وتنحني إلى الأمام، فيما يقوم هو بتأمل منطقة الشرج لديك.
    أخبر طبيبك إذا شعرت بالألم في أثناء إجراء المس الشرجي، فالفحص قد يكون مزعجا ولكنه يجب ألا يكون مؤلما.
    الاختبارات التي تجرى لتقييم سلس البراز

    قد يعين أو يضع طبيبك تشخيصا للعمل عليه، وذلك بناء على الموجودات، والقصة المرضية، والفحص الجسمي وينصح بعلاج محافظ مثل تغيير النظام الغذائي أو الأدوية أو السوائل التي يأخذها المريض، أو إجراء تمارين بسيطة لعضلات قاع الحوض، أو استعمال الأدوية المضادة للإسهال.
    ونحتاج في أغلب الأحيان إلى معلومات أكثر لتحديد سبب سلس البراز، والمساعدة على وضع خطة العلاج، ويمكن في هذه الحالة أن يطلب منك إجراء اختبارات ضمن جدول معين.
    يتوفر عدد من الاختبارات لتحري أسباب السلس بشكل أكثر اكتمالا؛ وتزودنا الاختبارات التصويرية بصورة عيانية للقسم السفلي من القولون والمستقيم والشرج؛ وتبين الاختبارات الوظيفية مدى كفاءة عمل هذه الأجزاء من الجسم. ويعتمد اختيار الاختبارات التي يجب إجراؤها على الأعراض الموجودة لديك، وعلى المعلومات التي يحصل عليها طبيبك من قصتك المرضية والفحص الجسمي.
    قياس الضغط Manometry

    يدعى أيضا قياس الضغط الشرجي Anal manometry أو قياس الضغط المستقيمي الشرجي Anorectal manometry، وهو أكثر اختبار يستعمل لتقييم سلس البراز شيوعا، كما يستعمل في المعالجة الارتجاعية البيولوجية Biofeedback treatment أيضا.
    يقيس هذا الاختبار الضغط داخل المستقيم والمصرة الشرجية لديك، كما يتفحص قوة عضلات المصرة الشرجية وقابليتها للاسترخاء والشد (التقلص) في الأوقات المناسبة، ويقيم حساسية المستقيم ووظيفته أيضا.
    يمكن إجراء الفحص أو الاختبار في عيادة الطبيب أو في مستوصف أو في المستشفى؛ وهو يستغرق ثلاثين دقيقة إلى ساعة، حيث تستلقي على جانبك، ثم يقوم طبيبك بإدخال أنبوب مرن رفيع (محيطه يعادل محيط ميزان الحرارة تقريبا) في الشرج والمستقيم؛ ويحوي هذا الأنبوب في نهايته بالونا مفرغا من الهواء، يجري نفخه بعد وضع الأنبوب في مكانه.
    يقوم الأنبوب بتحسس (قياس) الضغط داخل المستقيم والمصرتين الداخلية والخارجية، وتنتقل هذه المعطيات أو البيانات إلى حاسوب (كومبيوتر)؛ ويجري عرض النتائج على شكل رسم بياني يشبه المخطاط المتعدد Polygraph، وتسجل قياسات الضغط في حالات الراحة والعصر والضغط (الكبس) للأسفل كما لو كنت تحاول التغوط؛ ويشير وجود انخفاض في ضغط المصرة عن الطبيعي إلى مشكلة في العضلات، فالضغط المنخفض في حالة الراحة أو الاسترخاء يوجه إلى مشكلة في المصرة الشرجية الداخلية، في حين يوجه الضغط المنخفض في أثناء قيامك بعملية العصر إلى أن المصرة الشرجية الخارجية لا تعمل بشكل مناسب.
    يستعمل قياس الضغط لتحري الحس في المستقيم أيضا، حيث إن القدرة على الإحساس بوجود البراز في المستقيم هي أمر حاسم لكي تستطيع أن تعرف متى يجب أن تذهب إلى المرحاض؛ كما يقيم هذا الاختبار أيضا مدى تمدد المستقيم وتقلصه عندما يدخل البراز إلى المستقيم (مطاوعة المستقيم Rectal compliance).
    قد يطلب منك الطبيب أن تغلق عينيك عندما ينفخ البالون؛ فعندما يمتلئ البالون بالهواء أو السائل، يسألك ما إذا كنت تشعر به؛ كما يسألك عندما تشعر بالإحساس الأول في المستقيم (امتلاء المستقيم) أيضا، ومتى تشعر بالحاجة إلى التغوط، ومتى يبدأ هذا الشعور بالإلحاح. ويسجل الحاسوب تغيرات الضغط في المستقيم لديك مع تمدد البالون إلى مستويات مختلفة، وهذا يدل على قابلية المستقيم للتمدد.
    يمكن في بعض الأحيان إجراء اختبارات أخرى في أثناء قياس الضغط لتقييم عمل الأمعاء لديك، حيث يوجد اختباران بسيطان لذلك، هما اختبار لفظ أو طرد البالون واختبار تسريب المحلول الملحي النظامي.
    اختبار طرد البالون Balloon Expulsion

    يقيم هذا الاختبار قدرتك الأساسية على التغوط، وقدرة العضلة العانية المستقيمية على الاسترخاء، والتناسق بين عمل عضلات جدار البطن وقاع الحوض وعضلات المصرة؛ فمعظم المرضى الذين لديهم سلس برازي يمتلكون القدرة على القيام بتفريغ طبيعي للأمعاء، ولكن الأشخاص الذين لديهم سلس براز أو تسرب بسبب الإمساك المزمن وانحشار البراز قد يكونون يواجهون مشكلة في طرح البراز بشكل طبيعي. ويقوم الاختبار ببساطة على طرد البالون الموضوع في المستقيم.
    تسريب المحلول الملحي النظامي Saline Infusion

    يهدف هذا الاختبار إلى تطبيق شدة (أو ضغط) على المصرتين الشرجيتين بتحريض حالات شبيهة بالإسهال، ويكون ذلك بوضع محلول ملحي أو مادة أخرى داخل المستقيم؛ ويظهر الاختبار ما إذا كانت المصرتان قادرتين على الاستمساك عندما يكون السائل داخل المستقيم، حيث يمكن للأشخاص الذين ليس لديهم سلس براز أن يحتفظوا بمعظم السائل داخل المستقيم، ولكن الأشخاص الذين لديهم سلس براز – لاسيما الذين تكون سعة المستقيم لديهم محدودة أو مضطربة، يفقدون السائل بشكل أسرع.
    فائق الصوت (الإيكو) Ultrasound

    تستخدم هذه الطريقة أمواجا صوتية لتصوير المصرتين الشرجيتين الداخلية والخارجية، حيث يستعمل تصوير الشرج بفائق الصوت (الإيكو) لتقييم بنية المصرتين، وتحديد العيوب أو الندبات أو الترقق أو الشذوذات الأخرى في هذه العضلات، وهو إجراء بسيط وموثوق وغير مكلف.
    تكون التسمية الشائعة لهذا الفحص هي فائق الصوت أو الدراسة بالأمواج فوق الصوتية، ولكن هذا الإجراء للتصوير يمكن يشار له أو يسمى بأسماء مختلفة – التخطيط بالأمواج فوق الصوتية داخل الشرج (تخطيط صدى الشرج) Endoanal ultrasonodgraphy والتخطيط بالأمواج فوق الصوتية داخل المستقيم (تخطيط صدى المستقيم) Endorectal ultrasonodgraphy والتخطيط بالأمواج فوق الصوتية للشرج والمستقيم (تخطيط صدى الشرج والمستقيم) Anorectal ultrasonodgraphy والتخطيط التصواتي الداخلي (التخطيط الداخلي بالأمواج فوق الصوت) Endosonography.
    يجري التخطيط التنظيري بالأمواج فوق الصوتية Endscopic ultrasound بإدخال مسبار يصدر أمواجا صوتية موضوع على ذروة أنبوب مضاء مرن يدعى المنظار الداخلي Endoscope.
    يدخل مسبار الأمواج فوق الصوتية Ultrasound probe المتصل بحاسوب وشاشة فيديو عبر الشرج إلى المستقيم، وترتد (تنعكس) الأمواج عن جدران المستقيم والشرج منتجة صورا فيديوية لهذه البنى الداخلية، حيث يمكن أن يرى الطبيب كيفية تحرك عضلات المصرة لديك وما إذا كان هناك تمزق في قسم منها أو فقد أو ترقق شديد فيها.
    يعد فحص الشرج بالأمواج فوق الصوتية Anal ultrasound مفيدا جدا في تحديد إصابات المصرة أو عيوبها، وفي نفي الإصابات الأخرى في العضلات والأعصاب كمسبب لسلس البراز؛ وغالبا ما ينصح طبيبك بإجراء هذا الفحص إذا أشارت قصتك المرضية إلى أنه قد يكون لديك تمزق أو مشكلة أخرى في المصرتين الشرجيتين.
    الفحص التنظيري (الداخلي) للقولون والمستقيم

    قد يحتاج الطبيب إلى استخدام أنبوب رؤيا (تنظير) ليتفحص الشرج والمستقيم والقولون عندك عن كثب، حيث يمكنه ذلك من رؤية علامات مرض أو مشكلة يمكن أن تكون هي السبب في سلس البراز، مثل التهاب أو ورم أو نسيج تندبي أو تدلي المستقيم. ولذلك، يقوم الطبيب بالبحث عن تغيرات في الطبقة المبطنة للقولون والمستقيم والتي يمكن أن تدل على إصابة في الأعصاب والعضلات. ويفيد الفحص البصري في تقييم الإسهال أو الإمساك أو التغيرات الأخرى في عادات التغوط.
    يستعمل إجراءان لرؤية القولون والمستقيم – تنظير المستقيم والسيني Proctosigmoidoscopy وتنظير القولون Colonoscopy – ويسمى الإجراءان مع بعضهما البعض التنظير الهضمي السفلي Lower gastrointestinal endoscopy، ولا يكون تنظير القولون ضروريا لتقييم سلس البراز عادة، ولكن ينصح به طبيبك إذا كانت أعراضك تشير إلى إمكانية وجود سرطان قولوني أو مستقيمي أو مرض آخر في القولون.
    يجرى كلا الاختبارين باستعمال أنبوب رفيع مزود بكاميرا تسجيل فيديوية وضوء في نهايته، ويكون الأنبوب موصولا بمرقاب (شاشة مراقبة). وتزودنا الكاميرا بمنظر تفصيلي واضح لبطانة القولون والمستقيم، وبذلك يمكن أن يرى الطبيب النزف أو الالتهاب أو التبارزات غير الطبيعية أو القرحات.
    يستعمل الطبيب في تنظير المستقيم والسيني أنبوبا يسمى منظار السيني لفحص المستقيم والقولون السيني، وربما يتمكن من فحص جزء من القولون النازل. ويجرى تنظير القولون باستعمال منظار القولون، وهو أنبوب طويل بقدر كاف لتحري كامل أقسام الأمعاء الغليظة وقسم من الأمعاء الدقيقة.
    يجب أن يكون القولون والمستقيم فارغين بشكل كامل في أثناء إجراء هذا الفحص؛ ولهذا الغرض، يطلب منك أن تتناول حمية تقتصر على السوائل في الليلة السابقة لإجراء التنظير، وألا تتناول أي طعام أو تشرب أي شيء بعد منتصف الليل؛ كما يطلب منك أيضا أن تنظف أمعاءك بتناول مسهل أو إجراء حقنة شرجية مفرغة.
    يجرى الفحص في المستشفى دون إدخال المريض إليه أو في عيادة الطبيب؛ ويستغرق تنظير المستقيم والسيني 10-20 دقيقة، بينما يستغرق تنظير القولون 30 دقيقة إلى ساعة، وعند تنظير القولون، يجري إعطاؤك دواء لإرخائك، ولذلك قد تشعر بالنعاس.
    يجب في كلا الفحصين أن تستلقي على جانبك الأيسر، وبعدها يدخل الطبيب منظارا مطليا بشكل جيد بمادة مزلقة بلطف وببطء حتى يصل إلى القولون؛ وقد تشعر بالحاجة إلى التغوط عند تقدم المنظار داخل أمعائك. كما يمكن أن يجري نفخ الهواء داخل القولون والمستقيم لتوسيعهما بشكل يسمح برؤيا أفضل لبطانتهما، وقد تشعر – عند إجراء ذلك – ببعض المعص أو بحس الامتلاء.
    إذا اكتشف الطبيب أي شيء غير اعتيادي في القولون لديك، مثل نمو (ورم) صغير على بطانة القولون (سليلة Polyp) أو نسيج التهابي، فقد يقوم بأخذ قطعة منها باستعمال معدات موجودة على المنظار، حيث يمكن فحص العينة النسيجية المأخوذة لتحري الشذوذات الخلوية.
    وبعد الانتهاء من الاختبار، يمكنك العودة إلى حميتك أو طعامك الاعتيادي وأنشطتك مباشرة؛ وقد يحدث لديك – بعد الفحص – طرح غازات أو شعور خفيف بالانتفاخ أو معص (ألم ماغص)، وتختفي هذه الأعراض عادة خلال يوم.
    إذا كان لديك إسهال أو إمساك

    قد يطلب طبيبك فحص عينة من البراز إذا كان لديك إسهال مرافق لسلس البراز، حيث يجري فحصها في المختبر لتحري الجراثيم أو المكروبات الأخرى التي يمكن أن تسبب العدوى. كما قد يطلب الطبيب أن يفحص المستقيم أو القولون باستعمال أنبوب تنظير مرن أو منظار ليتأكد من أن الإسهال ليس ناجما عن التهاب في القولون أو كتلة في المستقيم.
    إذا كنت تشكو من إمساك مستمر، قد يجري طبيبك دراسات عن عبور القولون Colon transit studies؛ وتتحرى هذا الاختبارات ما إذا كانت محتويات جهازك الهضمي تمر عبر القولون بشكل بطيء جدا أم لا. ويكون التحضير بإيقاف أخذ جميع المسهلات (الملينات) مدة ثلاثة أيام قبل الاختبار؛ ويقوم الاختبار على ابتلاع مادة استشفافية (قائفة) ذات نشاط إشعاعي Radioactive tracer substance خفيف (عنصر موسوم شعاعيا)، ومتابعتها وهي تعبر من الفم حتى الشرج، حيث يظهر هذا الاختبار المدة التي تحتاجها المادة للعبور عبر السبيل الهضمي.
    تخطيط كهربائية العضل الشرجي Anal electromyography

    إذا حدثت إصابة في الأعصاب التي تتحكم بعضلات المصرة الشرجية، قد لا تعمل بشكل مناسب، مما يؤدي إلى حدوث سلس البراز. وغالبا ما ينجم سلس البراز عن إصابة كلا من العضلات والأعصاب. وكمثال على ذلك، يمكن أن تؤدي الولادة إلى إصابة العصب الفرجي Pudendal nerve – وهو العصب الذي يعصب المصرة الشرجية الخارجية بشكل رئيسي، كما قد تؤذي عضلات المصرة.
    قد يقيم تخطيط كهربائية العضل الشرجي ما إذا كانت الإصابة العصبية سببا أو عاملا مساهما في سلس البراز؛ ويفيد هذا الاختبار عند الأشخاص الذين لديهم مرض مستبطن، مثل داء السكر الذي يمكن أن يسبب ضررا عصبيا، أو إذا ظن طبيبك بأنه يمكن أن يكون لديك إصابة عصبية ناجمة عن ولادة (عند النساء) أو جراحة أو إصابة (رض، حادث)؛ ويمكن أن يساعد تحديد مستوى الإصابة العصبية على تقدير مدى الفائدة من الجراحة.
    يسجل تخطيط كهربائية العضل الشرجي Anal EMG الفعالية الكهربائية ضمن عضلات المصرة الشرجية؛ ولإجرائه، تدخل إسفنجة صغيرة تحوي مسرى كهربائيا Electrode إلى داخل الشرج، وهي تشبه عملية المس الشرجي (فحص المستقيم بالإصبع)، مع إضافة إسفنجة تحتوي على المسرى الكهربائي وتوصل إلى إصبع الطبيب المغطى بقفاز؛ ويقوم المسرى الكهربائي بتسجيل الإشارات الكهربائية لعضلات المصرة في أثناء العصر (الضغط) والاسترخاء الذي يقوم به المريض.
    يمكن إجراء هذا الاختبار بواسطة مسبار كهربائي على شكل إبرة رفيعة، تدخل إلى العضلات حول الشرج؛ ولكن استخدام هذه الطريقة أقل شيوعا، ولم تعد تجرى كثيرا لأنها مؤلمة تماما.
    تنبيه العصب الفرجي Pudendal nerve stimulation

    يشبه هذا الاختبار – الذي يدعى الكمون الحركي الانتهائي للعصب الفرجي Pudendal nerve terminal motor latency PNTML – تخطيط كهربائية العضل الشرجي، وهو يسجل الفعالية الكهربائية في العصب الفرجي للتحري عن إصابة العصب، حيث يمكن أن تؤدي إصابة العصب الفرجي إلى ضعف في عضلات المصرة الشرجية، كما قد يستعمل اختبار الكمون الحركي الانتهائي للعصب الفرجي PNTML مع فحص الشرج بالأمواج فوق الصوتية أو اختبار قياس الضغط لتحديد ما إذا كان سبب سلس البراز إصابة عصبية أم عضلية أو كليهما.
    ولإجراء هذا الاختبار، يدخل مسرى كهربائي صغير إلى داخل القناة الشرجية كما هي الحال في تخطيط كهربائية العضل الشرجي، ويقوم المسرى بتوصيل تيار كهربائي خفيف إلى العصب الفرجي، وتقاس المدة الزمنية اللازمة لكي تتقلص عضلات المصرة استجابة لهذا التيار، وقد يشعر المريض ببعض الاهتزاز في أثناء الاختبار.
    التصوير بالرنين المغناطيسي Magnetic Resonance Imaging MRI

    يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي MRI مغناطيسا وموجات راديوية لتوليد صور مقطعية تفصيلية طبقية (مقطعية) لنسج الجسم؛ (مقاطع لعضلات المصرة والمنطقة المحيطة بها في هذه الحالة). وتكون تكلفة التصوير بالرنين المغناطيسي MRI أعلى من بقية الفحوص، وقد لا يكون لها ميزات إضافية عن الفحوص الأخرى، مثل تصوير الشرج بفائق الصوت. وهناك طريقة حديثة من التصوير بالرنين المغناطيسي MRI تسمى الرنين المغناطيسي الديناميكي Dynamic MRI يبدو بأنها ستكون واعدة في تقييم مشاكل قاع الحوض، والمستقيم، والشرج.
    ولإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدي، يستلقي المريض ثابتا (دون حراك) على طاولة يجري تحريكها إلى داخل مغناطيس ضمنه فتحة بشكل نفق كبير. ويكون لبعض أجهزة الرنين المغناطيسي مفراس (ماسح) مفتوح Open scanner، وبذلك لا يضطر المريض إلى الدخول أو البقاء في حيز مغلق.
    يجري إعطاء المريض صبغة لإحداث تباين Contrast dye (مادة ظليلة) عبر الوريد قبل الفحص. وتبدي المادة الظليلة استجابة نسج الجسم عندما توضع في حقل مغناطيسي، وتسمح لآلة التصوير بالرنين المغناطيسي أن تكون صورا لداخل الجسم؛ وقد يجري إدخال وشيعة رفيعة أو أنبوب إلى داخل الشرج للحصول على صور أوضح للمصرتين الشرجيتين.
    يكون التصوير الديناميكي بالرنين المغناطيسي صورا بالزمن الفعلي لقاع الحوض عندما يقوم المريض بإفراغ أمعائه (بالتغوط)، مما يسمح للطبيب برؤية الشذوذات التي تحدث في أثناء القيام بالتغوط. ولإجراء هذا الاختبار، يملأ المستقيم بالهلام (الجل) المستخدم في الفحص بفائق الصوت، ويقوم المريض بإفراغ الجل كما لو كان يقوم بالتغوط بينما هو مستلق على طاولة التصوير، ويقوم جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي MRI بتكوين سلسلة من الصور لعملية التغوط.
    تشير الأبحاث البدئية إلى أن التصوير الديناميكي بالرنين المغناطيسي يفيد في تحديد مشكلات المصرة وقاع الحوض، مثل تدلي المستقيم والقيلة المستقيمية.
    تخطيط عملية التغوط Defecography

    يظهر هذا الفحص مدى قابلية المستقيم للاحتفاظ بالبراز أو احتوائه، ومدى حسن عمله في أثناء التغوط؛ وهو يزودنا بصورة بصرية لديناميكية التغوط، مثل التصوير الديناميكي بالرنين المغناطيسي. وقد يفيد تخطيط عملية التغوط في تقييم تدلي المستقيم عند الشك به، أو تقييم المشكلات الأخرى، أو كشف أية مشكلة في إفراغ المستقيم بشكل كامل.
    ولإجراء هذا الفحص، يقوم الطبيب بإدخال كمية صغيرة من معجون الباريوم (مادة ظليلة تستخدم في التصوير الشعاعي) إلى داخل المستقيم؛ ويغطي الباريوم جدران المستقيم، وبذلك يجعل رؤيته ممكنة بواسطة الأشعة السينية. ويكون تركيب المعجون مشابها لتركيب البراز؛ وبعد ذلك، يجلس المريض على مقعد له تصميم خاص يشبه كرسي المرحاض. ويجري تسجيل حركات قاع الحوض على فيديو أو على جهاز الأشعة نفسه في مختلف الحالات من راحة وسعال وعصر وضغط يقوم به المريض لإفراغ الباريوم من المستقيم.
    كيف يستفاد من الاختبارات

    يستعين الطبيب بنتائج الفحوص المجراة ويربطها مع الأعراض والقصة السريرية لوضع التشخيص واختيار المعالجة المناسبة، ويمكن لنتائج الفحوص أيضا أن تزود الطبيب بمزيد من المعلومات حول مظهر الأمعاء وعملها عند المريض.
    وعندما ينتهي إجراء الفحوص والاختبارات، ويبدأ طبيبك بالعمل لوضع التشخيص، يمكنك أن تبدأ معه مناقشة الخطة العلاجية. وتتوفر – ولله الحمد – معالجات فعالة لسلس البراز يمكنها أن تحسن نوعية حياتك.

  2. #1242
    الفحوصات الطبية: سلس البول ج3

    قد تشعر بالانزعاج عند مناقشة سلس البول مع طبيبك؛ ولكنك لست الوحيد في ذلك، فالكثير من الناس مثلك؛ غير أن سعيك إلى طلب النصيحة الطبية هام لعدد من الأسباب. أولا، يمكن أن يشير سلس البول إلى حالة مستبطنة (خفية) أكثر خطورة؛ وثانيا، قد يؤدي إلى الحد من أنشطتك والتقليل من علاقاتك الاجتماعية؛ وثالثا، إذا كانت لديك مشاكل في التوازن Balance problems، يمكن أن تكون في خطر من السقوط عندما تندفع بسرعة إلى الحمام لتجنب تسرب البول (التبليل).
    لا تستدعي الحوادث المعزولة القليلة لسلس البول بالضرورة عناية طبية؛ لكن إذا تكررت المشكلة أو أثرت في طبيعة حياتك، عندها يكون من المهم مراجعة الطبيب.
    إيجاد مقدم الرعاية

    إذا كانت لديك مشكلة مع سلس البول، فقد يكون الترتيب لموعد مع مقدم الرعاية الصحية الأولية نقطة جيدة للبدء؛ حيث يستطيع الممارسون العامون، وأطباء العائلة، واختصاصيو الطب الباطني العام، ومساعدو الأطباء، والممرضات الممارسات معالجة سلس البول غالبا من دون الحاجة إلى اختصاصيين. ولكن، لا يكون لدى بعض أطباء الرعاية الصحية الأولية ما هو ضروري من الاهتمام أو التدريب أو الخبرة لمعالجة سلس البول. وقد يحمل بعض الناس فكرة أن سلس البول هو نتيجة حتمية للحمل والولادة أو الإياس أو التقدم في العمر – وبذلك تكون محاولة القيام بأي شيء بشأنه مضيعة للوقت.
    إذا لم يبد طبيب الرعاية الصحية الأولية موقفا إيجابيا بشأن معالجة سلس البول، أو ظهر على غير معرفة وعلم عند مناقشة الموضوع، فكر بالبحث عن مقدم رعاية صحية آخر؛ فقد يكون شخص آخر من الممارسين العامين أو أطباء العائلة أو اختصاصيي الطب الباطني قادرا على تقديم الرعاية والدعم اللذين تحتاجهما.
    كما أن زيارة اختصاصي خيار آخر. وهناك القليل من الخيارات المختلفة؛ فطبيب الجهاز البولي Urologist طبيب متخصص في أعضاء التوالد الذكرية والاضطرابات البولية عند كل من الرجال والنساء؛ أما طبيب البولية والنسائيات Urogynecologist فهو اختصاصي في التوليد والأمراض النسائية Obstetrician-gynecologist لديه تدريب إضافي على المشاكل التي تصيب القاع الحوضي عند المرأة – شبكة العضلات والأربطة والنسج الضامة والأعصاب التي تساعد على دعم المستقيم والرحم والمهبل والمثانة والتحكم بها. أما طبيب الشيوخ Geriatrician فشخص متخصص في رعاية المسنين مع تركيز خاص على المشاكل المتعلقة بالمعالجات والتغيرات في العادات المثانية.
    وسواء أخترت طبيب الرعاية الصحية أم طبيبا اختصاصيا، فإن الشيء الهام هو إيجاد مقدم رعاية يلبي حاجاتك. ويمكن الحصول على نصائح من الأصدقاء أو العائلة أو من مستشفى تثق به أو من المجتمع الطبي في منطقتك. وقبل اتخاذ القرار، فكر بجميع الحقائق؛ فهل تعتقد أن الطبيب سيصغي لمخاوفك وتساؤلك عن سلس البول؟ وهل سيجيب عن أسئلتك، ويفسر الأشياء بوضوح؟ وفوق كل ذلك، اسأل نفسك سؤالا رئيسيا: هل يبدو الطبيب مهتما بمعالجة سلس البول؟ فإذا كان الجواب نعم، رتب موعدا؛ وبذلك، تتخذ الخطوة الأولى الهامة نحو المزيد من الحياة الفاعلة والواثقة.
    تحضير للزيارة

    للحصول على أكبر قدر من الفائدة عند زيارة طبيبك، يكون من المهم أن تحضر نفسك جيدا؛ فالتحضير الجيد قبل زيارة الطبيب بشأن سلس البول يتكون عادة من جزأين؛ أولا، جمع حقائق قصتك المرضية والطبية وتوثيقها، ويمكن أن تشتمل هذه الخطوة على الحصول على نسخة من سجلك الطبي أو إرسالها إلى الطبيب الذي ستراه؛ ثانيا، تحتاج إلى الاحتفاظ بمفكرة مثانية وجيزة Brief bladder diary؛ فبتقديم هذه المعلومات الأساسية الهامة إلى مقدم الرعاية الصحية، تعطيه أفضل فرصة لمعالجة السلس لديك بنجاح. كما يمكن أن يطلب منك طبيبك قبل موعدك معه إتمام استبيان Questionnaire عن وظيفة المثانة لديك.
    تسجيل قصتك المرضية أو الطبية

    قبل زيارتك للطبيب، راجع قصتك المرضية أو الطبية، وحضر بعض القوائم؛ وتعد الأدوية إحدى الأسباب الأكثر شيوعا لسلس البول، لذلك أدرج جميع الأدوية التي تتناولها، ويشتمل ذلك على الوصفات الطبية والأدوية المصروفة من دون وصفة Over-the-counter drugs والفيتامينات والمعادن والمستحضرات الأخرى؛ فإذا لم تكن متأكدا من أن مادة ما تعد دواء، خذ جانب السلامة والحذر وأدخله في القائمة على أية حال.
    واكتب الاسمين العلمي والتجاري لكل دواء، والجرعة التي يؤخذ بها، وعدد مرات تناوله، ومتى يؤخذ؛ فإذا كنت متحسسا لأي دواء، اذكر ذلك. كما قد يكون من المفيد جلب أدويتك معك إلى الموعد؛ وعندما تخطط لذلك، تأكد من حفظها في حاوياتها الأصلية.
    كما أن الوقت السابق لزيارتك للطبيب فرصة سانحة لوضع بعض الملاحظات حول قصتك المرضية والطبية؛ ولذلك، لا بد من ذكر جميع الجراحات والولادات والأمراض والإصابات والإجراءات الطبية السابقة، مع تدوين التواريخ التقريبية؛ فإذا كانت لديك مشاكل صحية تسعى الآن نحو الطبيب لحلها أو تأخذ دواء لعلاجها، مثل التهاب المفاصل أو داء السكر، اذكرها أيضا. وبالنسبة إلى النساء اللواتي هن في سن اليأس (الإياس)، يكون من المفيد تدوين الوقت الذي توقفت فيه الدورات الطمثية Menstrual periods (الحيض)، ويمكن تدوين تاريخ توقف الحيض أو تقدير ذلك من حيث القدم. وقد يكون سلس البول ناجما عن عدوى السبيل البولي، لذلك فمن المفيد أيضا توثيق أية مشاكل سابقة أو راهنة في جهازك البولي.
    وأخيرا، إذا كنت تريد تقريرا عن الاستشارة المرسلة إلى مقدمين آخرين للرعاية الصحية، تأكد من جلب عناوينهم معك إلى الموعد.
    الاحتفاظ بالمفكرة المثانية

    يمكن أن يطلب منك الطبيب، قبل الموعد وبعده، الاحتفاظ بمفكرة مثانية في البيت على مدى عدة أيام؛ فهذا السجل البسيط “للسوائل الواردة والسوائل الصادرة أو الخارجة” يقدم تفاصيل هامة عن أعراض السلس لديك؛ فإذا احتفظت بهذه المفكرة جيدا، ستبدي متى تسرب البول، وعدد مرات حدوث ذلك، وما هي الظروف في الحياة التي يبدو أنها تتصاحب بعوارض سلس البول؛ فبهذه المعلومات، سيكون لدى طبيبك فكرة جيدة عما قد يساهم في السلس لديك – وما هي أفضل طريقة لمعالجته.
    ما هي المفكرة المثانية

    المفكرة المثانية Bladder diary هي وصف يومي مفصل للأعراض والمعلومات الأخرى المتعلقة بعادات التبول؛ ويمكن أن تساعدك وطبيبك على تحديد أسباب مشاكل التحكم بالمثانة.
    وللحصول على المفكرة المثانية، قم ببساطة بتسجيل ما تشربه وكميته، وأوقات التبول، ومقدار البول، وما إذا كنت تشعر بالحاجة إلى التبول، وعدد عوارض السلس لديك؛ فإذا كنت تسرب البول، لاحظ الكمية التقريبية وماذا تفعل عند حصول التسرب. ولقياس البول، قد يعطيك الطبيب وعاء يلائم حافة المرحاض الذي تستعمله؛ ويكون لهذا الوعاء علامات مثل كوب القياس؛ ويمكن – بدلا من ذلك – وصف كمية البول بأنها صغيرة أو متوسطة أو كبيرة بشكل عام؛ وبذلك تختار ما يناسبك أكثر.
    يوصي الأطباء بالاحتفاظ بمفكرة مثانية لمدة 2-7 أيام وليال متعاقبة، وعليك أن تختار أفضل وقت يمثل حياتك الطبيعية، وتتجنب الاحتفاظ بمفكرة خلال العطل أو التغيرات الأخرى في الروتين. وإذا كان المريض امرأة، لا بد من أن تتجنب أيضا البدء بالمفكرة خلال الدورة الطمثية (الحيض). وقد تؤدي كثرة الذهاب إلى الحمام في أثناء هذا الوقت إلى انحراف الموجودات أو النتائج.
    تقييم سلس البول

    تكون الخطوة التالية في تقييم سلس البول عادة هي رؤية الطبيب لإجراء فحص طبي كامل؛ ويمكن أن يختلف تسلسل الخطوات في الفحص وعددها، لكن من المحتمل أن يطرح طبيبك عليك مجموعة من الأسئلة الخاصة حول العلامات والأعراض لديك، ثم يتبعها بمزيد من الأسئلة حول قصتك المرضية والطبية. وستخضع، في الحالة النموذجية، أيضا لفحص سريري (جسدي) كامل ولبعض الاختبارات الأساسية للوظيفة البولية؛ ويكون هدف طبيبك الربط بين العلامات والأعراض، والقصة المرضية، والفحص السريري، ونتائج الاختبارات لديك للخروج بتقييم دقيق لمشكلتك.
    ويمكن، في نهاية الموعد، أن يصف الطبيب لك شوطا علاجيا لسلس البول؛ غير أنه إذا أثارت الاختبارات والفحص السريري تساؤلات أو مخاوف إضافية، قد تحتاج إلى الخضوع للمزيد من الاختبارات.
    تقييم الأعراض

    يبدأ طبيبك اللقاء عادة بالسؤال عن العلامات والأعراض والقصة المرضية: كم مرة تحتاج إلى التبول؟ متى تسرب البول؟ هل لديك مشكلة في تفريغ مثانتك؟ هل تعاني من أية أعراض فضلا عن السلس؟ وتساعد إجاباتك على هذه الأسئلة الطبيب في تحديد نمط السلس الذي لديك، وعلى أفضل علاج له؛ فإذا لم تكن متأكدا من أي من إجاباتك، يمكن أن تفيد المفكرة المثانية في ذلك.
    وقد يسألك طبيبك أولا عن بداية المشكلة ومدتها: متى بدأ السلس؟ هل حدث فجأة أم بالتدريج مع الوقت؟ وكم مضى عليه؟ هل حصل أي تحسن أو تفاقم؟ ثم، قد تكون هناك أسئلة مصممة لكشف التفاصيل حول مشكلتك الخاصة.
    بعد ادراكه جيدا للأعراض البولية لديك، يمكن أن ينتقل طبيبك إلى أوجه قصتك المرضية التي قد تسبب أو تساهم في سلس البول؛ فالمعلومات عن قصتك المرضية والطبية التي جمعتها تحضيرا للموعد يمكن أن تساعدك على الإجابة عن معظم هذه الأسئلة؛ وتشتمل المشاكل الطبية الراهنة أو السابقة التي قد تؤثر في التحكم بالمثانة على عدوى السبيل البولي، وضخامة البروستات، وداء السكر، والسكتة، وداء باركنسون Parkinson’s disease والتصلب المتعدد وغيره. أما في النساء، فيمكن أن يشارك الإياس (سن اليأس) في سلس البول أيضا.
    ويمكن أن تسأل لاحقا عن أية جراحات أو معالجة إشعاعية سابقة. وقد تتصف الإجراءات النسائية والبولية، مثل استئصال الرحم Hysterectomy أو استئصال البروستات الجذري Radicalprostatectomy أو وضع طعوم من البزور المشعة لسرطان البروستات (المعالجة الكثبية Brachytherapy)، بأقوى علاقة مع سلس البول. لكن، من المهم ذكر أية إجراءات سابقة – بما في ذلك أي جراحات سابقة لمعالجة سلس البول، حيث إن أية جراحة يوضع فيها لك قثطار فولي Foley catheter قد تؤدي إلى تندب البطانة الإحليلية، وهذا ما يمكن أن يساهم الآن في سلس البول.
    إذا كنت حاملا أو أنجبت طفلا، يمكن أن يكون لدى طبيبك بعض الأسئلة عن ذلك أيضا: كم مرة حملت وولدت؟ ما كان حجم كل طفل؟ هل ولدت مهبليا (ولادة طبيعية) أو ولادة قيصرية Caesarean section؟ هل خضعت لبضع الفرج Episiotomy؟ هل استعمل الملقط؟ هل جرت مساعدة الولادة بجهاز التخلية (المحجم السويدي) Vacuum device؟ وبعد الحصول على هذه المعلومات، يبدأ طبيبك بأخذ فكرة عن الحالة العامة لقاع الحوض لديك.
    يمكن أن يسأل الطبيب أيضا عن الأدوية التي تتناولها حاليا، وعلى رأسها الوصفات الدوائية، والأدوية المصروفة من دون وصفة، والفيتامينات، والمعادن، والمكملات Supplements الأخرى. ونقول من جديد إن المعلومات المجمعة تحضيرا للموعد يجب أن تساعد على الإجابة عن هذه الأسئلة. وبما أن الأدوية تمثل سببا شائعا لسلس البول، لذلك من المهم مناقشة الموضوع بشكل شامل. وبعد استعراض ظروفك النوعية، يمكن أن يوصي طبيبك بخفض بعض أدويتك أو إيقافها أو تناولها في أوقات مختلفة من النهار.
    نوعية تقييم الحياة

    قد يؤدي سلس البول إلى العديد من التأثيرات الجانبية المزعجة، مثل الطفح والعدوى الجلدية والقروح بسبب التبليل المستمر للجلد؛ لكن الأكثر إزعاجا من هذه المشاكل الجسدية ما يمكن أن يتركه تأثير سلس البول على نوعية حياتك.
    قد يمنعك سلس البول من المشاركة في الأنشطة والفعاليات؛ فقد توقف تمارينك، وتمتنع عن حضور الملتقيات الاجتماعية أو حتى تتوقف عن الضحك خوفا من تسرب البول؛ ويمكن أن تصل مرحلة تتوقف فيها عن السفر أو الخروج إلى مناطق مألوفة تعرف أماكن وجود المراحيض فيها. كما قد يكون لسلس البول تأثير سلبي أيضا في حياتك العملية؛ فرغبتك الملحة بالتبول قد تبقيك بعيدا عن مكتبك أو تدفعك لترك الاجتماعات بشكل متكرر. ويمكن أن تكون المشكلة مزعجة جدا بحيث تؤثر في تركيزك، كما قد يبقيك سلس البول مستيقظا خلال الليل، مما يجعلك تعبا معظم الوقت.
    ويمكن أن يكون تأثير سلس البول في حياتك الشخصية أكثر شيء مزعج لك؛ وقد لا تفهم أسرتك التغيرات في سلوكك أو تشعر بالخيبة من كثرة ذهابك إلى الحمام. ويمكن أن تتجنب العلاقة الجنسية بسبب الحرج الناجم عن تسرب البول. وليس من النادر المعاناة من القلق والاكتئاب مع سلس البول.
    ولفهم كيفية تأثير سلس البول في نوعية الحياة جيدا، يمكن أن يطلب منك الطبيب ملء استبيان، مثل استبيان تأثير سلس البول أو استبيان الضائقة البولية التناسلية؛ حيث قد تسأل عن معدل تسريب البول وتأثيره في الأوجه المختلفة لحياتك، مثل الترفيه الجسدي والسفر والعلاقات الجنسية والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية خارج المنزل؛ كما قد يطلب منك وصف شعورك تجاه تسريب البول، وهل يتصف بالعصبية أم الخوف أم الإحباط والخيبة أم الغضب أم الاكتئاب أم الحرج؟
    وبعد حصول الطبيب على نتائج الاستبيان، يمكن أن يكون صورة أوضح عن كيفية تأثير سلس البول في حياتك اليومية؛ وقد تساعد هذه المعلومات طبيبك على النصح بالإستراتيجيات العلاجية التي تتفق مع أكثر النواحي إزعاجا لك.
    ما هو استبيان أعراض السلس
    لتحديد شدة الأعراض لديك، يمكن أن يطلب منك الطبيب ملء استبيان حول معاناتك من السلس؛ ولقد جرى وضع عدة أشكال مختلفة من استبيان الأعراض – يدعى بعضها تقييم نوعية الحياة أحيانا – لكل من سلس البول والبراز. وتفيد هذه الأشكال من الاستبيان كوسائل وأدوات لمساعدة الطبيب على تقييم شدة الأعراض، واتخاذ القرارات العلاجية، وتقدير نجاح الأساليب العلاجية المختلفة؛ كما أن أشكال الاستبيان تساعدك وتساعد طبيبك على فهم كيفية تأثير السلس في نوعية حياتك إجمالا.
    وتشتمل بعض الأشكال من استبيان نوعية الحياة المستعملة بشكل شائع في تقييم سلس البول على استبيان تأثير السلس Incontinence Impact Questionnaire IIQ وجرد الضائقة البولية التناسلية Urogenital Distress Inventory UDI، وحرز الأعراض البروستاتية الدولي International Prostate Symptom Score IPSS للرجال.
    الفحص الجسدي (السريري)

    يمكن أن يعطي الفحص الجسدي الكامل، مع التركيز على بطنك، وناحيتك التناسلية، والمستقيم، والجهاز العصبي أدلة هامة نحو سبب سلس البول لديك.
    وقد يبدأ الطبيب الفحص بتقييم حركتك وبراعتك بوجه عام، ويمكن أن يطلب منك إظهار كيفية رفعك لملابسك وإنزالها وربط الأزرار والأحزمة والزمامات (السحابات) وحلها بهدف التبول، أو يكتفي الطبيب بملاحظة مدى السهولة في صعود طاولة الفحص؛ فإذا كانت لديك مشكلة في الحركة أو نزع الملابس، عندئذ قد تساهم في حدوث السلس لديك.
    كما أن الطبيب يمكن أن يقيس العلامات الحيوية Vital signs لديك، ويتحرى وجود تورم (وذمة Edema) في ساقيك، وكاحليك، وقدميك فوذمة الطرفين السفليين (التي غالبا ما تنجم عن فشل القلب الاحتقاني، أو داء السكر، أو الفشل الكلوي) تساهم في زيادة إنتاج البول ليلا، وهذا ما يؤدي أحيانا إلى سلس البول.
    عندما تكون مثانتك ممتلئة، قد يقوم الطبيب باختبار لسلس الإجهاد. ويختلف هذا الاختبار قليلا بين الرجال والنساء؛ فالرجال يطلب منهم الوقوف والسعال؛ إذا تسرب البول على فوطة ورقية، يكون الاختبار إيجابيا لسلس الإجهاد. أما النساء فيطلب منهن السعال وهن مستلقيات على طاولة الفحص؛ فإذا لم يتسرب البول، يطلب منهن الوقوف والسعال من جديد أو الارتداد على كعوبهن أو المشي أو الانحناء. وينبغي ألا تحرج إذا سربت البول خلال اختبار الإجهاد، إذ يمكنك النظر إليه على أنه جزء هام من بداية فهم المشكلة. وبعد انتهاء الاختبار، يمكنك أن تبول بحيث تكون مرتاحا خلال ما تبقى من الفحص. وقد يطلب الطبيب مراقبتك في أثناء تبولك لمعرفة ما إذا كان جريان البول قويا ومستمرا؛ فإذا كان جريان البول ضعيفا أو متقطعا أو أنك تمارس جهدا (تكبس) لتتبول، قد يكون لديك سلس فيضي.
    بعد إفراغ المثانة، قد يقوم الطبيب بفحص البطن من خلال دفعه والاستماع للأصوات المعوية؛ فإذا بدت مثانتك أكبر مما يجب (توسع المثانة Bladder distention)، يمكن أن يدل ذلك على أنها لم تفرغ بالكامل عندما تبولت، وهذا ما قد يساهم في السلس الفيضي. كما أن الألم أو الإيلام (المضض) Tenderness في المنطقة فوق المثانة هو عرض آخر لتوسع المثانة. وإذا لم يسمع الطبيب الأصوات المعوية، قد تكون مصابا بالإمساك الذي يمكن أن يساهم في السلس لديك. كما يسمح فحص البطن لطبيبك بتحري العوامل البطنية التي قد تشارك في حدوث السلس، مثل الفتوق أو الأورام أو العدوى أو التندب نتيجة جراحة سابقة.
    ويمكن أن يقوم الطبيب أيضا بفحص عصبي سريع، فيختبر المنعكسات Reflexes بمطرقة المنعكسات Reflex hammer ويقيم قوة عضلات ساقيك. كما قد يتحرى طبيبك عن إحساسك بوخز الدبوس لقدميك، وما إذا كنت تميز بين الدبوس الحاد واللمس بأداة كليلة (غير حادة)؛ ويحاول طبيبك – خلال هذا الجزء من الفحص السريري – تحديد ما إذا كانت بعض الاضطرابات العصبية، مثل التصلب المتعدد وداء باركنسون والتضيق الفقري، تعيق أو تضعف الإشارات العصبية التي ترسل عادة إلى مثانتك، فتساهم بذلك في السلس.
    فحص الحوض والمستقيم عند النساء

    يركز الفحص السريري عند النساء على أعضاء التكاثر والمستقيم أيضا، حيث يمكن أن تستلقي خلال فحص الحوض على طاولة الفحص على ظهرك مع ثني ركبتيك، ويراح كعباك عادة على دواعم معدنية تدعى الركابين Stirrups.
    وقد يقوم طبيبك بفحص أعضائك التناسلية الظاهرة (الفرج) والمنطقة بين الفرج والشرج التي تدعى العجان Perineum؛ فالتعرض المزمن للبول يمكن أن يسبب مشاكل جلدية على عجانك وأعضائك التناسلية الظاهرة، مثل الطفح، والتقرح، والعدوى. ولاختبار الأعصاب في المنطقة التناسلية، يمكن أن يخدش طبيبك برفق الجلد العجاني قرب الشرج، ويلاحظ أو يشعر بالتقلص الشرجي، ويدعى هذا المنعكس الطرف الشرجي Anal wink أحيانا. كما أن طبيبك قد يعصر بلطف بظرك Clitoris، ويتحرى تقلصا شرجيا مماثلا، ويعرف هذا المنعكس بالمنعكس البصلي الكهفي Bulbocavernosus reflex؛ فإذا لم يكن هذان المنعكسان طبيعيين، يمكن أن يدلا على أن الأعصاب في المنطقة التناسلية تساهم بدرجة ما في مشكلتك مع سلس البول؛ وقد لا تبدو هذه الاختبارات مألوفة لك، لكنها ينبغي ألا تكون مؤلمة.
    يكون الفحص الباطني Internal examination هو الخطوة اللاحقة عادة، ويسمح لطبيبك بتقييم حالة مهبلك وتقييم قوة عضلات قاع حوضك، ومعرفة ما إذا كانت مثانتك أو رحمك متدليين خارج موضعهما الطبيعي (تدلي أعضاء الحوض Pelvic organ prolapse)، ويكشف أية كتل شاذة أو غير طبيعية. ويمكن أن يساهم كل من الضمور المهبلي، وضعف عضلات قاع الحوض، وتدلي أعضاء الحوض، والكتل الحوضية الشاذة في سلس البول.
    وللبدء بالفحص الباطني، يدخل طبيبك أداة تدعى المنظار Speculum داخل مهبلك؛ ويستطيع طبيبك بوجود المنظار مفتوحا في موضعه أن يتحرى أي التهاب أو نجيج (مفرزات) Discharge، مما قد يوحي بعدوى مهبلية. كما قد يكون قادرا على رؤية ما إذا كانت جدران المهبل مترققة؛ فإذا كانت جدران المهبل مترققة، تكون النسج المبطنة للإحليل مترققة غالبا أيضا، وهذا ما يمكن أن يساهم في سلس البول.
    وبعد فحص المهبل، يمكن أن يدخل طبيبك إصبعا أو إصبعين بقفاز في مهبلك للمساعدة على تقييم قوة عضلات قاع حوضك، ومعرفة ما إذا كانت مثانتك أو رحمك في موضعهما الصحيح. ويستعمل بعض الأطباء المنظار للقيام بهذا الفحص. ويمكن أن يطلب منك السعال أو عصر عضلات حوضك وكأنك تحاولين إيقاف جريان البول؛ وإذا اشتبه الطبيب بأن لديك تدل في أعضاء الحوض، يمكن أن يطلب منك تكرار هذا الاختبار خلال الجلوس أو الوقوف؛ ففي هذه الوضعيات، يمكن أن يصبح التدلي أكثر وضوحا. وقد يتحرى الطبيب رحمك ومبيضيك بحثا عن الكتل الشاذة استكمالا للفحص الباطني؛ ويجرى ذلك بإدخال إصبعين مقفزتين (بعد ارتداء القفاز) في مهبلك، والضغط على بطنك باليد الأخرى.
    وتتمثل الخطوة اللاحقة في الفحص الإصبعي للمستقيم (المس الشرجي) Digital rectal exam؛ ويكون ذلك بأن يدخل الطبيب إصبعا مقفزة (بعد ارتداء القفاز) في المستقيم للتحري عن أية كتل أو براز منحشر يمكن أن يكونا مساهمين في سلس البول. كما قد يساعد الفحص المستقيمي طبيبك على تقدير قوة عضلات قاع حوضك، حيث يمكن أن يطلب منك الطبيب – لتقدير ذلك – أن تعصري شرجك حول الإصبع الفاحصة، وكأنك تحاولين تجنب التبول أو إخراج الغازات من الشرج.
    فحص الأعضاء التناسلية والمستقيم والبروستات عند الرجال

    يركز الفحص السريري اللاحق عند الرجال على القضيب، والعجان، والخصيتين، والمستقيم، وغدة البروستات؛ فالطبيب قد يفحص أولا القضيب والمنطقة بين الصفن Scrotum والشرج (تدعى العجان)، حيث أن التعرض المزمن للبول يمكن أن يسبب مشاكل جلدية على القلفة Foreskin ورأس القضيب (حشفة القضيب Glans penis) والعجان، وهذا ما قد يؤدي أحيانا إلى تورم أو تضخم القضيب؛ فإذا لم تكن مختونا، يمكن أن يجر الطبيب القلفة للخلف لمعاينة الحشفة. كما قد يتحرى طبيبك عن التضيق الشاذ في الإحليل والذي يمكن أن يكون ناجما عن تندب أو عدوى.
    يدخل الطبيب خلال الفحص الإصبعي للمستقيم (المس الشرجي) عند الرجال إصبعا مقفزة (بعد ارتداء القفاز) ومزلقة في المستقيم، ويتحسس الجدار الخلفي لغدة البروستات بحثاَ عن تضخمها، أو إيلامها، أو كتلها، أو المواضع القاسية فيها.
    ولاختبار الأعصاب في المنطقة التناسلية، يمكن أن يخدش طبيبك بلطف الجلد العجاني قرب الشرج، ويلاحظ أو يشعر بالتقلص الشرجي لديك، ويدعى هذا المنعكس الطرف الشرجي Anal wink أحيانا. كما أن طبيبك قد يعصر برفق حشفة القضيب، ويتحرى تقلصا شرجيا مماثلا، ويعرف هذا المنعكس بالمنعكس البصلي الكهفي Bulbocavernosus reflex؛ فإذا لم يكن هذان المنعكسان طبيعيين، يمكن أن يدل ذلك على أن الأعصاب في المنطقة التناسلية تساهم بدرجة ما في مشكلتك مع سلس البول؛ وقد لا تبدو هذه الاختبارات مألوفة لك، لكنها ينبغي ألا تكون مؤلمة.
    وقد يضم جزء آخر من الفحص الخصيتين، حيث يمكن تحري كل خصية من حيث التناظر، والالتهاب، والأورام غير المألوفة. كما يمكن تحري التندب في الأنبوب الملتف Coiled tube عند قمة كل خصية وخلفها (يدعى البربخ Epididymis)، فتندب البربخ – الذي يعد علامة لعدوى سابقة – يصاحب عدوى بروستاتية (التهاب البروستات Prostatitis) غالبا ومشاكلها البولية المرافقة.
    وتتمثل الخطوة اللاحقة من الفحص في الفحص الإصبعي للمستقيم (المس الشرجي) Digital rectal exam؛ ويكون ذلك بأن يدخل الطبيب إصبعا مقفزة (بعد ارتداء القفاز) في المستقيم للتحري عن حجم غدة البروستات وتناظرها وقوامها؛ فإذا كانت البروستات متضخمة أو مصابة بعدوى، يمكن أن تحول دون إفراغ المثانة بشكل كامل، مما قد يسبب السلس. كما يسمح الفحص الإصبعي للمستقيم للطبيب بالتحري عن أية كتل أو براز منحشر يمكن أن يكونا مساهمين في سلس البول؛ وقد يساعد طبيبك أيضا على تقدير قوة عضلات قاع حوضك، حيث يمكن أن يطلب منك الطبيب – لتقدير ذلك – أن تعصر شرجك حول الإصبع الفاحصة، وكأنك تحاول تجنب التبول أو إخراج الغازات من الشرج.
    تحليل البول

    يعد تحليل البول جزءا روتينيا من تقييم سلس البول، حيث ترسل عينة من البول إلى المختبر، حيث يجري تحري الدم أو الغلوكوز أو الجراثيم أو غير ذلك من الشذوذات في البول. ويطلب منك التبول في حاوية لجمع عينة البول.
    يمكن أن يشير وجود الدم في البول إلى تهييج السبيل البولي، كما في العدوى أو الحصاة البولية أو الورم؛ فإذا وجد دم في البول، يمكن أو يوصي طبيبك باختبار آخر لاستبعاد إمكانية وجود سرطان مثاني Bladder cancer؛ ويتحرى هذا الاختبار المسمى السيتولوجيا الخلوية (الفحص الخلوي) Urine cytology الخلايا السرطانية بشكل نوعي.
    إذا اكتشف الغلوكوز في بولك، يمكن أن يشك طبيبك بداء السكر الذي قد يزيد من حجم البول ويزيد من احتمال حصول السلس؛ كما يمكن أن تساعد الاختبارات الإضافية على إثبات التشخيص.
    قد يكون وجود الجراثيم في البول علامة لعدوى السبيل البولي. وللوقوف على مزيد من المعلومات عن المكروب النوعي المسبب للعدوى، يمكن أن يرسل طبيبك البول إلى المختبر لزرعه، وهذا ما يدعى اختبار زرع البول Urine culture test؛ فإذا كان الزرع إيجابيا، قد يوصف لك شوط من المضادات الحيوية Antibiotics.
    اختبار كمية البول المتبقي بعد الإفراغ Post-Void Residual test

    يساعد هذا الاختبار طبيبك على معرفة ما إذا كانت لديك صعوبة في إفراغ المثانة، فهو يقيس كمية البول المتبقية في مثانتك بعد 5-10 دقائق من التبول؛ فالمثانة التي لا تنفرغ بشكل كامل، يمكن أن تؤدي إلى زيادة التواتر البولي Urinary frequency، وقد تجعل السلس الفيضي أسوأ.
    وللقيام بهذا الإجراء، تبول (تفرغ) في حاوية تسمح لطبيبك بقياس نتاج البول Urine output، ثم يتحرى الطبيب بسرعة كمية البول المتبقية Residual urine في مثانتك بإحدى طريقتين؛ فالخيار الأول هو إدخال أنبوب لين رفيع (قثطار) في الإحليل والمثانة لنزح أي بول متبق، وهذا ما يسمح بالحصول على عينة نظيفة لزرع البول وبتحضيرك للمزيد من الاختبارات؛ لكن هذه الطريقة جارحة أو باضعة Invasive، ويمكن أن تكون مزعجة، كما أنها تنطوي على خطر صغير للتسبب في عدوى السبيل البولي.
    أما الخيار الثاني فهو غير مؤلم، ويهدف إلى تقدير كمية البول المتبقي (الثمالة) باستعمال جهاز فائق الصوت Ultrasound device؛ وهو جهاز شبيه بالعصا يرسل موجات صوتية، يوضع فوق بطنك والمنطقة الحوضية؛ ويقوم حاسوب بتحويل هذه الموجات الصوتية إلى صورة لمثانتك، بحيث يستطيع الطبيب رؤية مدى امتلائها أو انفراغها. وتعد هذه الطريقة أسرع وأقل ألما من القثطرة Catheterization؛ كما أن الصور الفائقة الصوت Ultrasound images يمكن أن تقدم للطبيب معلومات هامة عن الحالة الإجمالية للمثانة وسعتها.
    يكون بعض البول المتبقي طبيعيا، فقد تصل القراءة الطبيعية في اختبار الثمالة المتبقية بعد الإفراغ إلى 60 ميليلترا، أو أكثر عند المسنين؛ أما إذا كانت قراءة أو نتيجة القياس بهذا الاختبار أكثر من 250 ميليلترا أو 25% من السعة الكلية للمثانة، فهي أمر غير طبيعي بوجه عام؛ وإذا بقيت القراءة في هذا المجال بعد عدة اختبارات، قد تعني أن لديك انسدادا أو إعاقة في السبيل البولي أو مشكلة في الأعصاب أو العضلات المثانية.
    البدء بالمعالجة المحافظة

    بعد استعراض الأعراض والقصة الطبية لديك والقيام بالفحص السريري والحصول على نتائج الاختبارات، يمكن أن يصف لك الطبيب شوطا علاجيا لسلس البول؛ وتقوم الخطوة الأولى على محاولة ما يدعى بالمعالجات المحافظة Conservative therapies؛ ولا تشتمل هذه المعالجات على الجراحة، بل على طرائق سلوكية مثل تدريب المثانة والذهاب المجدول إلى المرحاض وتمارين عضلات قاع الحوض (تمارين كيجيل Kegel exercises) وتدبير السوائل والغذاء.
    وتعد الأدوية شكلا آخر من المعالجة المحافظة لسلس البول؛ وتشتمل الأدوية المستخدمة عادة في معالجة سلس البول على:
    • التولتيرودين Tolterodine (الديترول Detrol)
    • الأكسيبوتينين (الدتروبان Ditropan)
    • التروسبيوم Trospium (والسانكشورا Sanctura)
    • الإميبرامين Imipramine (التوفرانيل Tofranil) وهو مضاد للاكتئاب يمكن أن يستخدم في معالجة سلس البول.
    • الدولوكزيتين Duloxetine (السيمبالتا Cymbalta) – وهو معالج اعتلال الأعصاب والاكتئاب ويمكن استعماله في معالجة سلس البول.

    متى نحتاج إلى اختبارات أخرى؟

    إذا لم تنجح المعالجات المحافظة أو لم تشخص مشكلتك بسهولة بالاختبارات البولية الأساسية والفحص السريري الشامل ومناقشة الأعراض، يمكن أن يوصي الطبيب بالمزيد من التقييم؛ وقد تحال إلى طبيب الجهاز البولي Urologist أو طبيب الجهاز البولي النسائي Urogynecologist إذا لم تكن قد حصلت زيارة لطبيب اختصاصي؛ فالطبيب الاختصاصي يمكن أن يعيد التقييم الأساسي المجرى سابقا، مع إجراء المزيد من الاختبارات، وقد تضم هذه الاختبارات ما يلي.
    تنظير المثانة

    يسمح هذا الإجراء للطبيب برؤية باطن الإحليل والمثانة؛ ولذلك، يدخل أنبوب رفيع ذو عدسة دقيقة (منظار المثانة) في الإحليل والمثانة، تملأ مثانتك بسائل عقيم، حيث إن تمديد المثانة بالسائل يعطي الطبيب رؤية أفضل لجدارها؛ ثم يتحرى الطبيب الإحليل والمثانة بحثا عن أسباب محتملة لسلس البول؛ فعدوى المثانة وأورامها وخراجاتها وحصياتها وشذوذاتها الأخرى يمكن أن تؤدي إلى سلس البول. وقد تشتمل العوامل المساهمة الأخرى على مشاكل الإحليل، مثل الجيبات Pouches أو الفوهات الكيسية (الرتوج الإحليلية Urethral diverticula) أو التضيق الإحليلي الناجم عن نسيج ندبي أو تضخم البروستات الساد (تضيق الإحليل). ويمكن أن يستعمل الطبيب خلال الإجراء منظار المثانة لأخذ عينة صغيرة من النسيج المثاني لتحليلها في المختبر، أو لسحب حصاة صغيرة.
    يستغرق تنظير المثانة Cystoscopy نحو 15-20 دقيقة من البداية إلى النهاية، بما في ذلك زمن التحضير؛ وتعطى في أثناء ذلك مخدرا موضعيا بشكل هلام (جل) عادة وليس حقنا، وتبقى مستيقظا خلال هذا الإجراء القصير. كما يمكن أن تشعر ببعض الانزعاج وبرغبة بالتبول عند ملء مثانتك. وقد تشعر بألم في الإحليل بعد الاختبار، وببعض الإحساس الحارق الخفيف عند التبول، ويمكن أن تشاهد كمية صغيرة من الدم في البول أيضا. وتزول هذه المشاكل عادة في غضون بضعة أيام؛ لكن إذا استمرت المشاكل أو ظهرت علامات أو أعراض للعدوى، لاسيما الإحساس الحارق بالتبول وتغيم البول والحمى أو النوافض (القشعريرة)، راجع الطبيب.
    صورة الحويضة الوريدية

    صورة الحويضة الوريدية Intravenous pyelogram IVP – تدعى أحيانا صورة جهاز البول الإفراغية Excretory urogram – هي فحص شعاعي يستعمل في تقييم الوظيفة الكلوية وجريان البول عبر السبيل البولي؛ وتعطي الطبيب منظرا مفصلا لكليتيك وحالبيك ومثانتك، وتستخدم غالبا في التعرف إلى الأسباب المتوقعة لوجود الدم في البول.
    تعطى خلال اختبار صورة الحويضة الوريدية حقنة صباغية عبر وريد في ذراعك، وسرعان ما يوصل الدوران الدموي الصبغ إلى كليتيك حيث تمر عبر جهاز الترشيح المعقد؛ وبعد ذلك، يسير الصبغ إلى الأسفل في الحالبين، ثم نحو المثانة. وعندما يخطط الصبغ الأعضاء والبنى في السبيل البولي، تلتقط سلسلة من الصور الشعاعية، حيث تبدي هذه الصور الشعاعية أية أورام، أو كيسات، أو حصيات، أو تندب، أو المناطق التي قد تتراكم فيها السوائل أو تتسرب.
    تستغرق صورة الحويضة الوريدية نحو ساعة من الزمن، وقد لا تحصل لديك تأثيرات جانبية، مع أن بعض الأشخاص يذكرون حدوث غثيان أو قيء أو ألم في موضع الحقن؛ وأما إذا كنت تتحسس للمأكولات البحرية أو اليود أو العوامل الظليلة للأشعة، فأخبر طبيبك قبل إجراء صورة الحويضة الوريدية، فقد تحدث تفاعلات أرجية (تحسسية) Allergic reactions للصبغ الظليل Contrast dye. وإذا كان المريض امرأة حاملا، ينبغي ألا تجرى صورة الحويضة الوريدية ما لم تكن الحالة إسعافية، فقد تضر الأشعة بالجنين.
    دراسة ديناميكا البول

    دراسة ديناميكا البول Urodynamic study UDS هي مصطلح عام لاختبارات تظهر الجهاز البولي في حالة العمل؛ ويمكن أن يوصى باختبارات ديناميكا البول إذا بدا أن الأعراض تشير إلى سلس مختلط، أو سبق أن خضعت لجراحة على المثانة أو المصرة، أو لم يستفد المريض من المعالجات المحافظة؛ كما أنه يوصى بها دائما تقريبا قبل جراحة السلس.
    يوجد عدد من اختبارات ديناميكا البول المختلفة التي تشتمل عليها دراسة ديناميكا البول، وهي تضم ما يلي:
    قياس جريان البول Uroflowmetry
    يقيس هذا الاختبار سرعة خروج البول بالميليلتر في الثانية؛ وهو يبدأ والمثانة ممتلئة، حيث تتبول في أنبوب موصول بحجيرة خاصة تحسب معدل الجريان تلقائيا؛ ويمكن أن تمنح بعض الاستقلالية للقيام بذلك؛ فإذا كان معدل الجريان الأعظمي أو الوسطي أقل من الحد الطبيعي، قد يكون لديك انسداد في الإحليل أو ضعف في العضلة المثانية.

    قياس المثانة Cystometry
    يقيس هذا الاختبار حجم المثانة والضغط فيها خلال الراحة، وعندما تكون ممتلئة، وعند التبول.

    فبعد أن تفرغ المثانة تماما، يدخل قثطار في الإحليل والمثانة لقياس الضغط، كما قد يدخل جهاز صغير لمراقبة الضغط Pressure monitor في المهبل (عند النساء) أو المستقيم؛ ثم يستعمل قثطار منفصل لملء المثانة بماء دافئ معقم؛ وبعد أن تمتلئ المثانة، يسجل الضغط ضمنها. ويزداد الضغط عادة بمقدار صغير فقط خلال الملء في الحالة الطبيعية؛ أما عند بعض الأشخاص المصابين بسلس البول، فتبدي المثانة تشنجا بالملء. كما يساعد هذا الاختبار طبيبك على قياس قوة العضلة المثانية.
    يمكن أن تسأل خلال الاختبار عن أول إحساس لديك بالرغبة بالتبول وعن وقت اشتداد هذه الرغبة؛ كما قد يطلب منك السعال أو الضغط أكثر من مرة. ويدعى ضغط المثانة الذي يتسرب عنده البول حينما تسعل أو تضغط باسم الضغط البطني عند نقطة التسرب Abdominal leak point pressure. كما تقوم بالتبول في الحجيرة الخاصة في نهاية الاختبار، بوجود متحسسات الضغط في مكانها، ويمكن أن تمنح الاستقلالية أو السرية للقيام بذلك، وهذا ما يدعى باختبار الضغط الإفراغي Voiding pressure test. وأخيرا، يسحب قثطار تحسس الضغط ببطء عبر الإحليل لقياس قدرته على الغلق، ويدعى هذا الجزء من الاختبار باسم الشاكلة الضغطية الإحليلية Urethral pressure profile.
    وبعد الاختبار، يمكن أن تعاني من زيادة تواتر التبول والرغبة به، كما قد يصبح بولك بلون قرنفلي خفيف لمدة يوم؛ فإذا استمرت هذه المشاكل أو ظهرت علامات العدوى، اتصل بالطبيب.
    تخطيط كهربائية العضلElectromyography
    يقيس هذا الاختبار الذي يدعى اختصارا EMG الفعالية العضلية، ويساعد على تحديد ما إذا كانت المثانة والإحليل يعملان معا بشكل صحيح؛ ولذلك، توضع لصاقات مسار كهربائية لاصقة صغيرة Small adhesive electrode patches – شبيهة بتلك المستعملة خلال اختبار تخطيط كهربائية القلب Electrocardiogram test – على الجلد قرب الإحليل والمستقيم، ثم يسجل الجهاز التيار الكهربائيالمتولد عندما تتقلص عضلات قاع الحوض. ويوصى بتخطيط كهربائية العضل عندما يشتبه طبيبك بأن السلس لديك مرتبط بأذية عصبية.

    تصوير المثانة Cystography
    يدخل قثطار Catheter في هذا النمط الخاص من التصوير الشعاعي للمثانة، والمسمى صورة المثانة Cystogram أو تصوير المثانة والإحليل الإفراغي Voiding cystourethrogram (VCUG)، في الإحليل والمثانة؛ ثم يقوم الطبيب بحقن سائل يحتوي على صبغ خاص من خلال القثطار؛ وعندما يتحرك الصبغ عبر السبيل البولي ويخرج من الجسم مع التبول، تلتقط مجموعة من الصور الشعاعية التي تساعد على إظهار المشاكل في السبيل البولي.

    ويمكن أن يجرى تصوير المثانة بالمشاركة مع قياس جريان البول Uroflowmetry أو قياس ضغوط المثانة Cystometry أو كليهما؛ ويستغرق الاختبار المسمى الدراسة الفيديوية لديناميكا البول Video urodynamics study نحو ساعة من الزمن؛ وقد تشعر بعد الاختبار ببعض الألم خلال التبول، كما يمكن أن يبدو البول بلون قرنفلي خفيف؛ فإذا استمرت هذه المشاكل أو ظهرت علامات للعدوى، يحب الاتصال بالطبيب.
    بعد انتهاء جميع الاختبارات، يستطيع طبيبك تفسير النتائج ومناقشة خيارات المعالجة معك.

  3. #1243
    الفحوصات الطبية في مرحلة الشيخوخة ج15

    أنت بحاجة للفحوصات الطبية الدورية لسببين رئيسيين. أما الأول، فهو أنّ الفحص يتيح للطبيب اكتشاف المشاكل الطبية باكراً، قبل تطور الأعراض في بعض الأحيان، حين تكون فرص العلاج أكثر توفراً عموماً. وثانياً فإن العناية الوقائية التي تحصل عليها عند الفحص يقلص خطر الإصابة ببعض الأمراض. فعلى سبيل المثال، تسمح فحوصات الدم للطبيب بمعرفة ما إذا كانت معدلات الكولسترول تميل إلى الارتفاع. فيعمد إلى تنبيهك لتغير عاداتك الغذائية والرياضية تجنباً لمشاكل محتملة كاعتلال القلب أو الجلطة الدماغية.
    كم مرة عليك الخضوع للفحص الطبي؟

    هل تساءلت يوماً كم مرة عليك الخضوع للفحص الطبي؟ فالقيام بفحص شامل سنوياً يعتمد على ما لديك من عوامل خطر تجاه أمراض معينة. أما إن كنت بصحة جيدة فجدول الفحوصات الروتينية العام هو كالتالي:
    ● مرتين في العشرينات
    ● ثلاث مرات في الثلاثينات
    ● أربع مرات في الأربعينات
    ● خمس مرات في الخمسينات
    ● سنوياً بعد الستين من العمر

    أما إن احتجت لفحوصات أكثر، فسيخبرك الطبيب بذلك.
    وتوقع أثناء هذه الفحوصات أن يراجع الطبيب بدقة ماضيك الطبي، بما في ذلك الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة التي تستعملها. وستخضع لفحص فيزيائي دقيق يستلزم منك خلع ملابسك. ارتدِ بالتالي ملابس يسهل خلعها وإعادة ارتدائها. وسيطلب منك أيضاً إجراء بعض الاختبارات المسحيّة لاكتشاف المشاكل المحتملة أو الناشئة.
    احتفظ بسجلات صحية

    إنّ الاطلاع على ماضيك وماضي عائلتك الطبي يساعد الطبيب على تشخيص المشاكل التي تعاني منها وعلاجها بفاعلية أكبر – واستباق المشاكل المحتملة قبل تطورها. ويأتي الجزء الأكبر من هذه المعلومات منك أنت. فكيف لك أن تكون على معرفة بها؟
    في سبيل ذلك، احتفظ بمخطط صحي شخصي. وفيما يلي بعض المعلومات التي يمكنك تضمينها:
    الحساسية

    تعداد المواد التي تسبب لك الحساسية. من هذه المواد، الأدوية والأطعمة واللقاح (دون الفصل الذي يؤثر عليك) والعفن والغبار ولذعة الحشرات والشريط اللاصق وعصارة الشجر والصباغ المستعمل لصور الأشعة السينية. اذكر أيضاً ما إذا كنت قد أصبت بمضاعفات بسبب البنج.
    الماضي الطبي الشخصي

    تسجيل أي مرض أو علاج تطلّب الاستشفاء أو الجراحة أو العناية الطبية الطارئة. اذكر بالتتالي الحالة والعلاج والمستشفى التي تلقيته فيها، فضلاً عن المدينة والمقاطعة.
    نقاط يجدر أخذها بالاعتبار

    ماضي العائلة الطبي
    من شأن الموروثات التي تنتقل في العائلة أن تضاعف خطر إصابتك ببعض الأمراض. فإن علم طبيبك بأن أحد أفراد العائلة أصيب بالمرض، قد يتقلص احتمال إصابتك بالمشكلة نفسها. ونعني بالعائلة أقرباء الدم، بمن في ذلك الأخوة والأخوات والأب والأم والأجداد. ويمكن للمعلومات التي تعطى عن الأعمام والعمات والأخوال والخالات أن تساعد أيضاً، إن أمكنك الحصول عليها.
    دوّن اسم كل فرد
    دوّن اسم كل فرد من أفراد العائلة وبقربه ملاحظة عن علاقتك به وعن الحالات الصحية التي عانى أو يعاني منها، فضلاً عن سنه إن كان حياً أو السن التي توفي فيها وسبب الوفاة.
    سجّل التحصين الشخصي
    احتفظ بسجل شخصي للتحصينات المناعية التي تلقيتها. اذكر السنة التي أصبت فيها بكل من الأمراض التالية أو أقرب سنة تلقيت فيها تحصيناً ضدها: الكزاز، الخناق، التهاب الكبد أ، التهاب الكبد ب والأنفلونزا. ولمزيد من التفاصيل عن زمان هذه التحصينات وسبب حاجتك إليها.
    السجل الطبي الشخصي
    أطلع طبيبك على جميع الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة والمعادن والملحقات الغذائية. فمن شأن الأدوية المتنوعة أن تسبب المشاكل إن هي أخذت بشكل متزامن. كما وأن المتقدمين بالسن يصبحون أكثر عرضة لهذه المشاكل بسبب التغييرات التي تطرأ على كيميائيات الجسد وازدياد عدد الأدوية التي يتعاطاها.
    واحرص على أن تذكر للطبيب اسم كل دواء تتناوله، إضافة إلى الجرعة وعدد مرات استعماله والوقت الذي تأخذه فيه. ولا تنس ذكر الأدوية غير الموصوفة والمستحضرات العشبية. وللتأكد من عدم وجود أخطاء في تحديد الأدوية التي تتعاطاها، يمكنك إحضارها معك بعبواتها الأصلية لعرضها على الطبيب. ومن شأن هذا الأخير أن يعارض مثلاً استبدال الصيدلي دواء غالي الثمن بدواء شامل أرخص كلفة.
    حضّر لائحة بالأسئلة

    فكّر قبل الذهاب للفحص بما ترغب مناقشته مع الطبيب. حضّر في سبيل ذلك لائحة مختصرة بأهم ما يشغلك ورتّبها بحسب الأولوية. وضع في رأس اللائحة واحدة أو اثنتين من أهم المشاكل التي تشغلك. على سبيل المثال، “أصيب شقيقي منذ وقت قصير بأزمة قلبية. وأنا أشعر ببعض الضيق في صدري، فهل أنا مصاب باعتلال في القلب؟”
    حدد فيما بعد همومك الأقل خطورة. فربما كنت تضطر إلى النهوض لدخول الحمام عدة مرات ليلاً، مما يمنعك من الحصول على قسط وافٍ من النوم أو تشعر بتصلب وألم في يديك صباحاً. ولا تتجاهل المشاكل النفسية، بل سجل ملاحظة لسؤال الطبيب إن كنت تعاني من حالة مستمرة من الإحباط أو التوتر أو الإجهاد.
    وكن مستعداً لتحمل نصف مسؤولية نجاح الزيارة. اطلب بالتالي طرح جميع أسئلتك واطلب إلى الطبيب أن يستمع إليك. واحرص على ألا تقع ضحية طبيب شديد الانشغال. ولكن تذكر أيضاً أنّ وقت الطبيب قد يكون محدوداً ومن هنا ضرورة التركيز على المسائل الأكثر أهمية.
    وفي هذا المضمار، حضّرت جانيت فيتون، اختصاصية بطب الشيخوخة في مايو كلينك، لائحة بالأسئلة المحتملة التالية:
    ● ما هي احتمالات إصابتي باعتلال في القلب؟ فاعتلال القلب، بما في ذلك الذبحات القلبي والقصور القلبي الاحتقاني، هو المسؤول الأول عن حالات الوفاة بين الرجال والنساء فوق سن الخمسين.
    ● ما هي احتمالات إصابتي بالسرطان؟ فهذا الداء هو المسؤول الثاني عن الوفيات بين كبار السن. ويرجع السبب الأول للوفاة بالسرطان لدى الرجال إلى الرئتين أو البروستات أو القولون. أما بالنسبة إلى النساء فيصيب السرطان الرئتين أو الثديين أو القولون.
    ● ما هي احتمالات إصابتي بالجلطة الدماغية؟ وهي سبب الوفاة الثالث بين كبار السن. ويتضاعف خطر الإصابة إن كنت من المدخنين أو تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو عدم سلامة معدل الكولسترول (الدهن في الدم).
    ● هل أنا معرّض للإصابة بالسكري؟ فواحد من كل عشرة مرضى فوق سن 65 سيصابون بداء السكري.
    ● هل عليّ أن أستمر بتناول جميع الأدوية التي أستعملها؟ فبالمعدل، يمكن للمريض الذي يفوق الخامسة والستين أن يستعمل سبعة أدوية موصوفة. أما إن كنت قلقاً حول سعر هذه الأدوية أو آثارها الجانبية، أعلم طبيبك بذلك.

    حين يطلب الطبيب فحوصات

    ● كيف يتم الفحص؟
    ● ما هي مخاطره؟
    ● كم سيكلفني؟

    بعد التشخيص

    ● كيف تتطور هذه الحالة على المدى البعيد؟ وما هو مصير معظم المرضى؟
    ● هل تملك شيئاً يمكنني قراءته حول هذه الحالة؟
    ● ماذا أستطيع أن أفعل لتحسين صحتي؟
    ● هل ثمة دروس أستطيع أخذها أو مجموعات دعم يمكنني الانضمام إليها؟

    إن وصف لك الطبيب دواء

    ● متى سيبدأ مفعول الدواء بالظهور؟
    ● ما هي الآثار الجانبية المحتملة؟
    ● إلى متى عليّ الاستمرار بأخذه؟
    ● هل يمكنني استبداله بدواء شائع؟

    العلامات والأعراض التي لا ترغب بتجاهلها

    فكّر قبل الفحص الطبي بأية أعراض غير عادية كنت تعاني منها مؤخراً. فعلى غرار كثير من الناس، قد تتردد في ذكرها. غير أنّ بعض الأعراض قد تكون إنذارات مبكرة لمشاكل لا تود تجاهلها. ومن شأن العلاج المبكر أن يمنع حدوث مضاعفات لاحقاً أو يقلص من حدتها.
    ومن الأهمية بمكان وصف الأعراض بوضوح وإيجاز. وكلما كان وصفك دقيقاً، كان ذلك أفضل. فالفحص الفيزيائي والفحوصات المخبرية لها دور هام في تشخيص الحالة ولكن غالباً ما تشكل الأعراض الإشارة الأولى التي توجه الطبيب في الاتجاه الصحيح.
    ومن شأن اللائحة التالية أن تساعدك على وصف أعراضك. وسيقوم الطبيب بتصنيف مشاكلك. ولكن اطلب إليه ألا يقاطعك أثناء حديثك.
    ● ما هي مشكلتك الأساسية؟
    ● منذ متى وأنت تعاني منها؟
    ● كم مرة تشعر بها؟
    ● هل الأعراض تظهر وتختفي أم أنها متواصلة؟
    ● ما الذي يسببها (الحركة، الطعام والوضعية، الإجهاد)؟
    ● في أي وقت من النهار تزداد سوءاً؟
    ● ما الذي يشعرك بالتحسن (الدواء، التوقف عن نشاط معين)؟
    ● ما الذي يؤدي إلى تفاقمها؟
    ● هل ترافقها أعراض أخرى؟

    الأعراض التي تشير إلى مشكلة خطيرة

    وفيما يلي مراجعة للأعراض التي تشير إلى مشكلة خطيرة. فإن كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، ضعها على رأس اللائحة لمناقشتها مع الطبيب. وفي حال لم تكن قد حددت موعداً مسبقاً للزيارة، قم بتحديده.
    ظهور دم في البراز

    غالباً ما يكون الدم في البراز ناتجاً عن مشكلة بسيطة سببها البواسير. إذ تسبب البواسير تمزقاً في الأنسجة منتجة دماً أحمر فاتح اللون يظهر في البراز، على ورق الحمام أو في ماء المرحاض. وفي بعض الأحيان يكون الدم أقتم لوناً، فيخرج البراز أسود قطراني اللون أو محمراً. أما البراز الأسود فيعني بأن الدم قد هضم وأن النزف يحدث في الجهاز الهضمي – عادة في المعدة أو أعلى الأمعاء. وهذا دليل على الإصابة بالقرحة أو السرطان.
    تقيء الدم

    ينجم عادة عن جرح أو مرض في الحلق أو المريء أو المعدة أو بداية أعلى الأمعاء (الاثني عشر). وأبرز أسبابه هي:
    ● القرحة
    ● تمزق في بطانة المريء
    ● التهاب أنسجة المريء أو المعدة أو المعى الدقيق
    ● سرطان المريء أو المعدة

    ويكون الدم عادة أحمر اللون. ويبدو في بعض الأحيان أسود أو بنياً داكناً شبيهاً ببقايا القهوة وهي إشارة إلى أنّه قد هضم جزئياً إما في المعدة أو أعلى الأمعاء. وغالباً ما تشير هذه الحالة إلى مشكلة خطيرة.
    خروج دم مع السعال

    يشير الدم الذي يخرج مع السعال إلى مشكلة في الرئتين أو أنبوب الهواء. وغالباً ما يكون الدم فاتح اللون، مزبداً ومالحاً. أما أسبابه المحتملة فهي:
    ● إصابة شعبية أو رئوية
    ● خثرة دم في الرئتين
    ● جرح ثلمي في الصدر
    ● سرطان الرئة

    ألم الصدر

    من شأن سوء الهضم أن يسبب ألماً في الصدر. إلا أنّ الألم قد ينجم أيضاً عن نوبة قلبية. وهو في هذه الحالة يختلف بين شخص وآخر، إلا أنه يسبب عموماً ألماً شديداً عاصراً في وسط الصدر، قد يدوم لبضع دقائق أو يظهر ويغيب. وقد يرافق هذه الأعراض تعرق حاد.
    ومن شأن الألم أن يتجاوز الصدر إلى الكتف والذراع الأيسرين وحتى إلى الأسنان والفك. وغالباً ما ينجم عن خثرة من الدم تعيق جريان الدم عبر أحد الشرايين الرئيسية التي تغذي القلب. فيؤدي ذلك إلى تقلص كمية الأكسيجين الوافد إلى ذلك الجزء من القلب أو انقطاعه تماماً. ونتيجة لذلك تموت عضلة القلب في تلك المنطقة.
    وغالباً ما تتشكل الخثرة التي تسبب النوبة القلبية في شريان تاجي ضيقته الترسبات الدهنية التي خلّفها الدم.
    المشاكل الجلدية

    تتغير البشرة مع التقدم في السن. فتقل سماكتها عموماً وتفقد بعضاً من مرونتها. وبعد سن الخامسة والخمسين، قد تظهر بعض البقع على الجلد، معظمها غير مؤذٍ، كبقع الكبد الشائعة. ولكن من شأن أنواع من البقع أن تصبح سرطانية، إلا أنّ علاجها سهل عادة.
    استشر الطبيب إن طرأ أي تغيير على لون شامة أو بقعة جلدية أو شكلها أو سببت حكة أو نزفاً أو التهاباً. وراقب بعناية الشامات غير المنتظمة الشكل أو الموجودة منذ الولادة أو التي يمتزج فيها اللونان الأسود والأزرق أو الموجودة حول الأظافر أو الأعضاء التناسلية.
    الدوار أو الإغماء

    إنّ الانخفاض في تدفق الدم من القلب إلى الدماغ هو المسؤول الأول عن حالات الدوار المتكرر. وقد ينجم ذلك بكل بساطة عن النهوض السريع. أما أسبابه الأخرى الأكثر خطورة فتشتمل على عدم انتظام نبض القلب، تضيق حاد في الصمام الأبهري في القلب أو ترسب الدهون في شرايين العنق.
    ومن الأسباب الأخرى الكامنة وراء الدوار، تغيّر معدل الهرمونات، الاضطرابات العصبية والآثار الجانبية لبعض الأدوية.
    الارتباك

    ينجم الارتباك المفاجئ عن تقلص تدفق الدم إلى الدماغ، شأنه في ذلك شأن الدوار. ويمثل الارتباك المصحوب باضطراب في التكلم أو الفهم تحذيراً مبكراً كلاسيكياً للجلطة الدماغية. ومن شأن حالات الارتباك أن تتأتى أيضاً عن الآثار الجانبية للأدوية أو انخفاض معدل السكر في الدم أو وجود سائل غير ملائم في الجسد أو نقص في المغذيات (خاصة النياسين أو الثيامين أو الفيتامين C أو الفيتامين B-12).
    نقص الوزن غير المبرر

    يميل الوزن بصورة عامة إلى التقلب بين يوم وآخر. إلا أنّ فقدان أكثر من 5% من وزنك خلال بضعة أسابيع – أو 10% خلال ستة أسابيع – من دون قصد هو أمر غير عادي ويستدعي القلق. أما أسبابه المحتملة فتشتمل على:
    ● صعوبة في بلع الطعام، مما يؤدي إلى قلة الأكل
    ● اضطراب هضمي يعيق امتصاص المغذيات بشكل سليم
    ● اعتلال البنكرياس أو الكبد
    ● السرطان
    ● الإحباط
    ● الخرف

    الشعور بالتنميل أو الخدر

    إنّ الإحساس المتكرر بالتنميل أو الخدر من شأنه أن يشير إلى الإصابة بداء السكري. ففي الحالات الطبيعية، يقوم الجسد بتحليل جزء من الغذاء إلى سكر يحمله الدم إلى العضلات والأنسجة في مختلف أنحاء الجسد لتزويده بالطاقة ومساعدته على النمو. ولكن عند الإصابة بالسكري، يظل جزء كبير من هذا السكر في الدم. ومع مرور الوقت، تتسبب معدلات السكر المرتفعة التي يطول مكوثها في مجرى الدم بإتلاف الأعصاب التي تتغذى بالدم.
    ومن شأن تلف الأعصاب أن يؤدي إلى أعراض شتى، أكثرها شيوعاً هو التنميل وفقدان الإحساس باليدين والقدمين. ويتطور تلف الأعصاب ببطء، على مدى شهور وسنوات طويلة من ارتفاع السكر في الدم. وقد لا تدرك حتى بأنك تصاب بهذا التلف لأنك لن تشعر بأي شيء غير اعتيادي. وعندما تتلف الأعصاب، من الممكن أن تؤذي نفسك من دون أن تلاحظ حتى. فقد تحرق نفسك مثلاً من دون أن تشعر بأي ألم. وإن ترك الحرق من دون عناية، سيصاب بالإنتان مؤدياً في بعض الأحيان إلى مشاكل أكثر خطورة.
    وقد يشير التنميل في أخمص القدمين إلى مشكلة في القرص الفقري، كوجود عصب مقروص في الحبل الشوكي. وإن أهملت الحالة قد تنتهي بتلف عصبي دائم.
    فقدان البصر

    مشاكل شتى قد تسبب فقدان البصر. فالفقدان المفاجئ للبصر في إحدى العينين أو كلتيهما قد يمثل إنذاراً بجلطة دماغية. فمن شأن الجلطات الدماغية أن تحدث قرب العصب البصري. إلا أنّ الجلطات التي تطرأ في أجزاء أخرى من الدماغ تتلقى إشارات من العينين يمكن أن تؤثر أيضاً على الإبصار، مسببة مشاكل في عمق الإدراك، إعتام الرؤية أو فقدان نصف الحقل البصري.
    أما المياه الزرقاء أو الغلوكوما فهو مشكلة بصرية تنجم عن ازدياد ضغط السائل (الرطوبة المائية) داخل مقلة العين. ومع الوقت، يؤدي هذا الضغط المتزايد إلى تلف العصب البصري الذي يحمل النبضات البصرية إلى الدماغ، فيضعف البصر. ولكن من سوء الحظ أنّ فقدان البصر يحدث ببطء تدريجي (غالباً ما يبدأ بالرؤية المحيطية) مؤدياً إلى إضعاف دائم للبصر قبل إعطاء التشخيص وبدء العلاج. ولا تترافق حالات المياه الزرقاء بشعور بالألم سوى لدى عدد قليل من الأشخاص.
    وتتزايد احتمالات الإصابة بالمياه الزرقاء مع التقدم بالسن. بالتالي، يتوجب إجراء فحوصات دورية للعين، تشتمل على فحص للنظر وللضغط في مقلة العين وذلك كل سنتين إلى أربع سنوات بين سن الأربعين والخامسة والستين وكل سنة إلى سنتين بعد ذلك.
    والشبكية المنفصلة هي مشكلة بصرية خطيرة أخرى يزداد احتمال الإصابة بها هي أيضاً مع التقدم بالسن. ففي خلفية مقلة العين، خلف عدسات العين، ثمة مادة هلامية تدعى الزجاجية. وهي معلقة بالشبكية، أي الجزء الذي يلتقط الصور البصرية. ومع التقدم بالسن، تميل الزجاجية إلى أن تصبح سائلة مؤدية إلى رؤية أطياف عائمة على شكل نقط أو شعيرات في حقل الرؤية. ومن انهيار الزجاجية، يمكن للجزء الخلفي منها أن يهبط ويدفع الشبكية، مؤدياً إلى انفصالها، مما يشكل تهديداً خطيراً للبصر.
    وتقترن هذه الحالة مع ازدياد مفاجئ في رؤية أطياف عائمة وومضات من الضوء حتى عند إغلاق العينين أو في الظلمة. وعند ظهور هذه الأعراض بشكل مفاجئ، من الأهمية بمكان عرض الحالة بسرعة على طبيب مختص. فتمزق الشبكية أو انفصالها يستوجب العلاج للحفاظ على النظر.
    ومن أكثر أمراض العين شيوعاً بين كبار السن هو المياه الزرقاء الذي يسبب ضبابية أو تشوهاً في عدسات العين. إذ تشير الإحصاءات إلى أنّ نصف الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و75 عاماً مصابون بالمياه الزرقاء بدرجات متفاوتة. ولكن لحسن الحظ فإن الجراحات التي تتبع لإزالته هي من أكثر الجراحات نجاحاً اليوم.
    قصور في التنفس

    يشير قصور في التنفس إلى عدم حصول الرئتين على كمية كافية من الأكسيجين. ومن أسبابه الممكنة:
    ● اعتلال الشريان التاجي الذي يقلص تدفق الدم.
    ● قلة التكيف، يسببها نقص عام في الحركة الجسدية.
    ● الالتهاب الرئوي أو إنتان الرئتين أو التهابهما. ويمكن للإنتان أن ينجم عن بكتيريا أو فيروسات أو عن تنشق الغبار أو المهيجات الكيميائية أو الطعام. وتتسبب الالتهاب الرئوي بوفاة أكثر من 40,000 أميركي، معظمهم يفوقون 65 سنة.
    ● التهاب القصبة الهوائية وينشأ عادة عن الفيروسات أو تدخين التبغ أو الغبار أو العفن وأحياناً البكتيريا.
    ● قصور القلب الاحتقاني، الذي يؤدي إلى توضع السائل في الرئتين والقدمين.
    ● سرطان الرئة، خاصة إذا خرج دم مع البلغم عند السعال.
    ● من شأن قصور في التنفس الحاد والمفاجئ أن ينجم عن خثرة دم انتقلت من الساق إلى الرئة وهي حالة تعرف طبياً بالانسداد الرئوي.

    أثناء الفحص

    أثناء الفحص، اطلب من الطبيب أن يطلع بدقة على أعراضك الحالية ونمط حياتك وعاداتك الغذائية وماضيك وماضي عائلتك الطبي. وسيقوم بإخضاعك لفحص شامل من رأسك حتى أخمص قدميك. أثناء هذا الفحص توقع منه أن:
    ● يفحص طولك ووزنك وضغط دمك ووتيرة قلبك.
    ● يفحص داخل فمك وحلقك.
    ● يفحص عينيك وأذنيك وأنفك وجلدك (يجب فحص الجلد بكامله ضد سرطان الجلد كل سنتين أو ثلاث وسنوياً بعد سن الخمسين).
    ● يتحسس العنق والإبطين والأربية بحثاً عن تورم في الغدد اللمفية.
    ● يستمع إلى أصوات غير طبيعية صادرة عن القلب أو الرئتين أو البطن.
    ● يتحسس أي ظواهر غير طبيعية في البطن، خاصة الكبد والطحال والكليتين.
    ● يتحسس النبضات ويستمع إليها في العنق والأربية والقدمين (للتحقق من سلامة الدورة الدموية).
    ● يربت على الركبتين لتحقق من سلامة ردات الفعل.
    ● يقوم بفحص للثدي والحوض (لدى النساء).
    ● يفحص الخصيتين بحثاً عن كتل أو تورم (لدى الرجال).
    ● يدخل إصبعه في المستقيم – وهذا ما يعرف بالفحص الإصبعي المستقيمي – لفحص حجم غدة البروستات (لدى الرجال).

    الاختبارات المسحية

    تعتبر الاختبارات المسحية المنتظمة الطريقة الفضلى لكشف المشاكل المحتملة في مراحلها المبكرة، حين تكون فرص نجاح العلاج كبيرة. ولكن ما هي الاختبارات التي تلزمك؟ هذا القرار يعود في الحقيقة لك ولطبيبك. بيد أننا وضعنا لائحة بخمسة عشر اختباراً يوصى بها عموماً لكبار السن المتمتعين بصحة جيدة. فإن كنت معرّضاً لخطر الإصابة بداء معين، سيأمر طبيبك بإجراء مزيد من الفحوصات.
    الكولسترول

    الكولسترول هو عبارة عن نوع شمعي من الدهون الموجودة في الطعام. وتؤدي كثرته إلى سد الشرايين، مما يرفع ضغط الدم ويضاعف مجهود القلب معرضاً المريض لخطر النوبة القلبية والجلطة الدماغية. هكذا، كلما انخفض معدل الكولسترول العام بنسبة واحد بالمئة، يتقلص خطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات الدماغية وغيرها من المشاكل القلبية الوعائية بنسبة اثنين بالمئة.
    وفحص الكولسترول هو عبارة في الواقع عن عدة فحوصات للدم. فهو يقيس معدل الكولسترول العام فضلاً عن كولسترول البروتين الشحمي الخفيض الكثافة (أو الضار) وكولسترول البروتين الشحمي الرفيع الكثافة (أو المفيد) وثلاثي الغليسيريد وهو شكل كيميائي آخر للدهن. إذ يخلف الكولسترول الضار البقايا الدهنية على جدران الشرايين، بينما يحمل الكولسترول المفيد هذه البقايا من الشرايين ويطرحها في الكبد.
    ويتم الاختبار عبر أخذ عينة من الدم بعد ليلة من الامتناع عن الطعام. ويتوجب إجراء الفحص كل ثلاث إلى خمس سنوات إن كانت معدلات الكولسترول ضمن الحدود الطبيعية. وتتفاوت هذه الحدود وفقاً للسن والجنس والصحة. بالتالي عليك سؤال الطبيب عن المعدلات المناسبة لك. غير أنه ثمة مرجع عام لمعدلات الكولسترول.
    دهن الدم المعدل الذي ينصح به الحدود معدل خطر
    معدل الكولسترول العام دون 200 239-200 فوق 240
    البروتين الشحمي الخفيض
    الكثافة
    دون 130 159-130 فوق 160
    البروتين الشحمي الرفيع
    الكثافة
    فوق 45 45-35 دون 35
    ثلاثي الغليسيريد دون 200 400-200 فوق 400
    ضغط الدم

    يتحدد ضغط الدم عبر كمية الدم التي يضخها القلب ومقاومة جريان الدم في الشرايين. ولكن الشرايين الضيقة بفعل الترسبات الدهنية تحد من جريان الدم. وكلما ضاقت الشرايين تطلب ضخ الدم مجهوداً أكبر من القلب. وكلما تأخر علاج ارتفاع ضغط الدم، تضاعف خطر الإصابة بالنوبة القلبية والقصور القلبي وتلف الكلى.
    لقياس ضغط الدم، يقوم الطبيب بلف شريط قابل للنفخ حول الزند. فيقيس الضغط الذي يولده القلب عند ضخ الدم في الشرايين (الضغط الانقباضي) والضغط في الشرايين حين يكون القلب مرتاحاً بين نبضتين (الضغط الانبساطي).
    افحص ضغط دمك كلما قمت بزيارة الطبيب أو كل سنتين على الأقل. أما خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم فيتضاعف عند بلوغ الخامسة والثلاثين وما فوق ولدى أصحاب الوزن الزائد والأشخاص القليلي الحركة ومن لديهم تاريخ عائلي بارتفاع ضغط الدم وذوي البشرة السوداء.
    وفيما يلي جدول لمساعدتك على فهم قياس ضغط الدم:
    ممتاز طبيعي مرتفع طبيعي مرتفع
    الضغط الانقباضي (الرقم
    الأول)
    120 وما دون دون 130 139-130 140 وما فوق
    الضغط الانبساطي (الرقم
    الثاني)
    80 وما دون دون 85 89-85 90 وما فوق
    الاختبار المسحي لسرطان القولون. يلجأ الأطباء إلى عدة اختبارات لكشف سرطان القولون والأورام (السليلات) التي تتشكل داخل جدار القولون والتي قد تصبح سرطانية. إلا أنّ كثيراً من الناس يمتنعون عن إجراء الاختبار خشية الإحراج والانزعاج. والحقيقة أنه من شأن الاختبار المسحي لسرطان القولون أن ينقذ حياة المصاب. فهو لا يكشف السرطان باكراً فحسب، حين تكون فرص نجاح العلاج وافرة، بل يكشف السليلات ما قبل السرطانية التي يستطيع الأطباء استئصالها بسهولة ومنع السرطان من التكون.
    اخضع للفحص كل ثلاث إلى خمس سنوات بعد سن الخمسين. وقد تحتاج إلى إجرائه في وقت أبكر إن كنت أكثر عرضة من غيرك للسليلات أو السرطان نظراً لتاريخك العائلي أو لداء الأمعاء الالتهابي.
    من وسائل الفحص

    ● الفحص الإصبعي المستقيمي
    ● فحص الدم الخفي في البراز
    ● التنظير السيني المرن
    ● تنظير القولون
    ● صورة بالأشعة السينية للقولون (حقنة باريوم)

    أثناء الفحص الإصبعي يستعمل الطبيب إصبعاً مكسواً بالقفاز لفحص الإنشات القليلة الأولى من المستقيم. وثمة وسائل أكثر دقة تستعمل عموماً بالإضافة إلى هذا الفحص البسيط.
    ويكشف فحص الدم الخفي وجود دم في البراز. ويمكن إجراؤه في عيادة الطبيب أو في المنزل. ولكن لا تسبب جميع حالات السرطان نزفاً وحتى عند حدوث النزف فهو غالباً ما يتم بشكل متقطع. لهذا السبب، تجري أبحاث مكثفة لإيجاد وسيلة تؤدي إلى نتائج أكثر دقة لفحص البراز، كتشخيص خلايا سرطانية داخل البراز (سرطان القولون البرازي). كما يجري بحث عما إذا كان الأسبيرين أو غيره من الأدوية غير الستيروييدية يقلص خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
    أما أثناء التنظير السيني المرن، فيفحص الطبيب الجزء الأدنى من القولون – وفيه تبدأ معظم حالات سرطان القولون. ويتم هذا الفحص بإدخال أنبوب ليفي بصري مرن، يسمى المنظار الباطني، في المستقيم. وتنتهي هذا العملية خلال بضع دقائق، يمكن أثناؤها استئصال السليلات من دون الشعور بالألم. وعند اكتشاف السليلات والسرطانات المبكرة وإزالتها قبل بدء أعراضها بالظهور، تكون نسب الشفاء وافرة تقارب 100 بالمئة. وهذا ما يجعل هذا الاختبار المسحي شديد الأهمية.
    ويشبه تنظير القولون التنظير السيني المرن إلى حد كبير، إلا أنه أكثر امتداداً. والفرق أنّ المنظار المستعمل فيه أطول مما يتيح للطبيب فحص القولون بأكمله. وتستغرق العملية نصف ساعة وهي تعتبر اليوم الاختبار المسحي الأكثر فاعلية قيد الاستعمال اليوم. والوسيلة البديلة عنه هو التنظير السيني المقترن بصورة بالأشعة السينية للقولون.
    كما يجري اختبار تقنية جديدة واعدة في مجال الاختبارات المسحية، تعرف بتنظير القولون الافتراضي. وتسمح هذه التقنية بفحص باطن القولون عبر صور مولدة بالحاسوب تؤخذ من خارج الجسد. وتشتمل هذه العملية، التي تعرف أيضاً بالتصوير الطبقي للقولون بالحاسوب، على تصوير سريع للبطن بالسكانر لمدة دقيقتين، تستعمل فيها أساساً الأشعة السينية العالية الحساسية. يولد الحاسوب بعد ذلك صوراً متعددة الأبعاد للقولون. وقبل صورة السكانر تفرغ الأمعاء من البراز لاستعمال الهواء ونفخ القولون. ويبحث الخبراء إمكانية إجراء السكانر من دون الحاجة إلى إعداد الأمعاء بالطريقة المعهودة.
    فحص سكر الدم

    يستعمل فحص سكر الدم للسكري، لأنه يقيس كمية السكر في الدم. ويقوم الفحص على أخذ عينة من الدم بعد ليلة من الامتناع عن الطعام. وينصح بإجراء الفحص بعد بلوغ الخامسة والأربعين. وإن أتت النتائج طبيعية، كرر الفحص كل ثلاث إلى خمس سنوات. أما إن كنت معرضاً لخطر كبير بالإصابة بالسكري، أجرِ الفحص في سن أصغر وكرره لمرات أكثر. ويرتفع خطر الإصابة بالسكري مع التقدم بالسن ولدى أصحاب الوزن الزائد ومن لديهم تاريخ عائلي بالسكري ومن ينتمون إلى أحد الأعراق التالية: الهنود الأميركيون، السود والهسبانيون.
    الماموغرام

    الماموغرام هو عبارة عن صورة للثدي بالأشعة السينية لكشف السرطان والتغيرات ما قبل السرطانية. وتتم الصورة بضغط الثديين بلطف بين صحنين بلاستيكيين بينما يقوم اختصاصي أشعة بأخذ صور بالأشعة السينية لنسيج الثدي.
    إن خطر الإصابة بالسرطان يتزايد مع التقدم بالسن ويصبح أكثر ارتفاعاً عند وجود تاريخ عائلي بسرطان الثدي أو إن أدت خزع سابقة إلى نتائج غير طبيعية.
    وتحتاج المرأة إلى إجراء ماموغرام كل سنة بعد بلوغ الخمسين. أما قبل ذلك فيعتمد الأمر على عوامل الخطر. ويتوجب بالتالي أخذ نصيحة الطبيب.
    فحص باب (Pap)

    يكشف هذا الفحص السرطان والتغيرات ما قبل السرطانية في عنق الرحم. إذ يدخل الطبيب منظاراً بلاستيكياً أو معدنياً في المهبل. ثم يستعمل فرشاة ناعمة ليكشط بلطف بعض الخلايا من عنق الرحم. ولا تستغرق العملية عموماً سوى بضع دقائق. بعد ذلك يضع الطبيب الخلايا على سطح زجاجي ويرسلها إلى المختبر لفحصها مجهرياً.
    وتنصح المرأة بإجراء فحص باب للمرة الأولى في سن الثامنة عشرة أو عند بداية النشاط الجنسي ومن ثم يتوجب تكرار الفحص كل سنة إلى ثلاث سنوات. وبعد ثلاث اختبارات سنوية متلاحقة طبيعية النتائج، قد تقرر المرأة وطبيبها تكرار الفحص لمرات أقل. أما بالنسبة إلى النساء اللواتي خضعن لعملية استئصال الرحم نتيجة لمرض غير سرطاني، فليس عليهن إجراء فحوصات باب لأن الرحم غير موجود.
    ويتعاظم خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم بعد الإصابة بمرض متناقل جنسياً وعند تعدد الشركاء وعند من لديهن تاريخ عائلي بسرطان الرحم أو المهبل أو الفرج ولدى المدخنات.
    البروستات

    يستعمل الفحص الإصبعي المستقيمي لمعرفة حجم غدة البروستات. كما يستعين الطبيب بفحص للدم لقياس معدل مستضد البروستات النوعي وهو بروتين تنتجه غدة البروستات. ومن شأن ارتفاع معدل هذا البروتين أن يشير إلى إصابة البروستات بالسرطان أو بحالات غير سرطانية. وينصح الرجل الذي تجاوز الخمسين من عمره أن يستشير طبيبه حول إجراء فحص مستضد البروستات النوعي.
    كيميائيات الدم

    يوفر هذا الفحص معلومات عن مدة سلامة عمل أعضاء معينة في الجسم، كالكبد والكليتين. إذ يقيس الفحص معدل بعض المواد الموجودة في الدم، كالصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور وسكر الدم، فضلاً عن أنزيمات الكبد، كالبيليروبين والكرياتينين.
    عدد كريات الدم

    يساعد فحص عدد كريات الدم على كشف مشاكل صحية شتى، بما في ذلك فقر الدم والإنتانات وابيضاض الدم أو اللوكيميا. ويقيس الفحص عدد:
    ● الهيموغلوبين (الذي يكشف قدرة الدم على حمل الأوكسيجين)
    ● الراسب الدموي (النسبة المئوية لحجم الدم المؤلف من الخلايا الحمراء)
    ● خلايا الدم البيضاء (تحمي من الإنتانات)
    ● اللويحات (تمكن الدم من التخثر لدمل الجروح)

    حمض الدم الأميني

    من شأن ارتفاع معدل الهوموسيستين وهو حمض أميني موجود في الدم، أن يتلف الشرايين معرضاً المصاب إلى خطر أكبر للإصابة بمشاكل القلب وبالجلطة الدماغية.
    وتساعد فيتامينات المركب B، B-6 وB-12، على خفض معدل الهوموسيستين. ولكن مع التقدم بالسن، يصبح الجسم أقل قدرة على امتصاص الفيتامينات B. مما يعني أنه عليك التأكد من حصولك على كمية كافية منها.
    وما من توصيات معينة عن الوقت الذي يجب فيه البدء بفحص معدل الهوموسيستين. ولكن بعض الأطباء ينصح بإجرائه لذوي التاريخ العائلي بتضيق الشرايين (التصلب العصيدي) وللمصابين بالاعتلال القلبي الوعائي.
    تحليل البول

    تتيح عينة البول للمختبر البحث عن مواد غير موجودة عادة في البول. فوجود السكر يشير إلى الإصابة بالسكري، بينما تدل كريات الدم البيضاء إلى احتمال الإصابة بإنتان. أما الكريات الحمراء فقد تكون إشارة إلى وجود ورم أو مشكلة في الكليتين أو الحالب أو المرارة، فيما تشير الصفراء إلى اعتلال الكبد.
    مخطط القلب الكهربائي

    هو فحص يتم أثناءه تعليق إلكترودات بالجسد لقياس نموذج النبضات الكهربائية التي يصدرها القلب. ويساعد هذا الفحص على التعرف على الإصابات التي لحقت بعضلة القلب وعلى الإيقاع غير الطبيعي للقلب وتضخم حجرة القلب والتلف الذي ينجم عن النوبة القلبية. أجرِ فحصاً أولياً في سن الأربعين وكرره حسب نصيحة الطبيب.
    والجدير بالذكر أنّ احتمال الإصابة بمشاكل القلب يتضاعف مع التقدم بالسن وفي حال الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع معدل الكولسترول أو عند وجود تاريخ عائلي بمشاكل القلب أو لدى ذوي الوزن الزائد وقليلي الحركة.
    فحص السمع

    يعمد الطبيب أثناء فحص السمع إلى التحقق من النطق والتعرف على الأصوات المتفاوتة القوة وذلك للكشف عن ضعف السمع. ويصبح المرء أكثر عرضة لضعف السمع عند التعرض للأصوات المرتفعة (كطلقات الرصاص أو الآلات الثقيلة) أو الإصابة المتكررة بإنتانات الأذن أو بعد تجاوز الستين من العمر.
    قم بفحص أولي للسمع عند بلوغ الستين أو أبكر إن كنت تشتبه بإصابتك بضعف السمع.
    فحص كثافة العظام

    هو عبارة عن صورة سكانر سريعة وغير مؤلمة بالأشعة السينية لأسفل الظهر ومنطقة الوركين للكشف عن ضعف كتلة العظام. فمن شأن ضعف كتلة العظام أن يزيد الإنسان عرضة للكسور وهي حالة تعرف بترقق العظام.
    وينصح الأطباء بإجراء فحص أولي في سن الخامسة والستين أو أبكر إن كنت أكثر عرضة من غيرك للإصابة بهذه الحالة. ويتزايد خطر الإصابة بعد انقطاع الطمث ولدى النساء اللواتي لا تعتمدن علاجاً بديلاً للهرمونات بعد سن اليأس ومن لديهم تاريخ عائلي بترقق العظم ومن تناول دواء يحتوي على الكورتيزون لفترة طويلة من الزمن ولدى المدخنين.

  4. #1244
    تشخيص سرطان الثدي ج13

    ما زلنا نرى الكثير من السيدات يذهبن بأنفسهن مباشرة إلى مراكز الأشعة للتصوير قبل أن يفحصها أي طبيب. إن هذا التصرف هو غير صحيح وقد ينتج عنه أخطاء بالتشخيص والعلاج. يجب على السيدة أولاً التوجه إلى الطبيب لكي يفحصها. إذا كان لدى الطبيب أية ملاحظات فهو يعطيها لطبيب الأشعة الذي بدوره يدقق بها وتصبح قراءته للصورة أفضل. الفحص السريري قد يبين انه بالحقيقة ليس هنالك علامات مرض أو قد يكون هناك التهاب بالثدي أو قد يكون هناك ورماً حميداً أو كيس ماء أو كيس دهن في الثدي في معظم الحالات.
    في حالات الكشف المبكر قد يكون الورم الذي يتم اكتشافه من أنواع الأورام الخبيثة في أقل من 20 بالمئة من الحالات.
    هل تجب الجراحة فوراً؟

    عادة لا. فإذا كان هناك ورم يجب أولاً التأكد من نوعيته النسيجية قبل إجراء أية عمليات جراحية. إذا كان الورم حميداً فتكون السيدة اطمأنت أما إذا كان سرطانياً فيتوجب إجراء العلاج الضروري والصحيح.
    إن العملية الجراحية الفورية والتشخيصية قد لا تكون كافية وتكون حدود الجراحة تحتوي على خلابا سرطانية فيتم تعرض المريضة للبنج العمومي أكثر من مرة. قد يتم خلالها الاستئصال الكامل للثدي بدون موافقة مستنيرة من المريضة.
    ماذا يريد الطبيب أن يعرف عن المريضة عند اكتشاف ورم في ثديها؟

    الخطوة الأولى: السيرة المرضية
    ● يسأل الطبيب عن كيفية اكتشاف الورم ومدة ملاحظته وهل كان ينمو بسرعة أو ببطء.
    ● يسأل عن السيرة الطبية الشخصية للمريضة وعن مواعيد العادة الشهرية وابتدائها وانتهائها ومواعيد الحمل والرضاعة.
    ● يسأل عن تناول حبوب منع الحمل أو عن تناول حبوب هرمونات بديلة بعد سن انقطاع الحيض.
    ● يسأل إذا كان هنالك حالات مماثلة عند أفراد أخرى من عائلتها أو أقربائها.
    ● يسأل عن أية عوارض مرضية عامة.

    الخطوة الثانية: الفحص السريري
    يتأكد الطبيب من وجود أية عوارض ومتغيرات مرضية ويحاول تحديد مواصفات الورم ومكانه وحجمه وعلاقته بباقي أقسام الثدي والجلد والقفص الصدري. الطبيب يتبع نفس طريقة فحص الثدي التي شرحناها سابقاً. الطبيب يفحص أماكن العقد وسائر أعضاء الجسم أيضاً.
    الخطوة الثالثة: الفحوصات المخبرية والتصويرية
    يطلب الطبيب صورة شعاعية للثدي (Mammography) أو صورة صوتية أو الاثنتين معا. الصورة الصوتية قد تبين إذا كان الورم يحتوي على سائل كيس حميد أو إذا كانت محتوياته صلبة، ويزيد المعلومات حول حدود الورم إذا كانت دائرية مالسة (مواصفات حميدة) أو متشعبة (مواصفات خبيثة). وقد يطلب الطبيب فحوصات دم وصور شعاعية للجسم بعد التشخيص.
    الخطوة الرابعة: التشخيص النسيجي
    يطلب فحصاً للتشخيص النسيجي (أو ما يسمى بالزرع حسب التعابير الشعبية) وهذا يعنى رشفة بالإبرة الرفيعة أو خزعة. يسمح التشخيص النسيجي بتحديد نوعية الورم وخصائصه.
    الخطوة الخامسة: تحديد نسبة متلقيات الهرمونات والبروتينات HER2 وغيرها.
    هل أخذ العينة أو الخزعة يسبب أمراض السرطان والتحول إلى سرطان؟

    الجواب هو بالتأكيد لا. إن أخذ العينة أو الخزعة ضروري حتى يمكن إجراء العلاج الصحيح وهي لا تتسبب عادة بأية مشاكل إذا اخذت بطريقة صحيحة وجيدة ومبسترة. الضرر قد يحصل إذا تم تشريح الورم وتقطيعه داخل الثدي وهذا ما لا يفعله أي طبيب متمرن.
    التسلسل السليم لتشخيص وعلاج أورام الثدي

    أولاً: ما العمل عندما تحس السيدة بظهور أية عوارض في أحد ثدييها؟
    عند ظهور أية علامات شك بأن هنالك أية تغيرات في الثدي أو ورم غير طبيعي: يجب استشارة الطبيب. يستحسن أن يكون الطبيب معروفاً بتدريبه وبخبرته مثل طبيبها النسائي أو طبيب العائلة أو طبيب جراح أو طبيب أورام تثق به.
    ثانياً: ماذا تفعل السيدة عند إحساسها بشيء ما في الصدر (الثدي)؟
    أكثر من 80% من هذه الحالات تكون ورماً حميداً ولا حاجة إلى الخوف، وإذا كان مرضاً خبيثاً فمن الممكن ان يكون في بداياته أو في أوائل مراحله ويمكن الشفاء التام منه.
    ثالثاً: ماذا يفعل الطبيب عندما يكتشف ورماً في ثدي المرأة؟
    قد ينصح فوراً بإجراء صورة شعاعية أو خزعة بالإبرة الرفيعة وقد ينصح أيضاً بسحب الماء إذا كان هنالك كيس. وهذا يتم معرفته ومتابعته عبر الصورة الصوتية المكملة للصورة الشعاعية. وقد يتم أخذ خزعة للفحوصات النسيجية حسب ما سوف نشرح في الفصول اللاحقة.
    رابعاً: ماذا يفعل الطبيب بعد تشخيص ورم حميد؟
    يعالجه اما باستئصاله أو بطمأنة المرأة ومراقبتها فقط.
    خامساً: ماذا يفعل الطبيب إذا كان الورم خبيثاً؟
    يبدأ بالفحوصات الإضافية ووضع خطة علاج بالتنسيق مع المريضة والتشاور مع زملائه الأطباء.
    خلاصة التسلسل السليم لتشخيص وعلاج أورام الثدي

    الفحص – الصورة – الخزعة – الجراحة – (+/- الكيميائي) – (+/- الشعاعي) – (+/- الهرموني) – (+/- العلاج المهدف).
    أو: الفحص – الصورة – الخزعة – العلاج الكيميائي أو الهرموني (+/- العلاج المهدف) ما قبل الجراحة لتصغير الورم – الجراحة – الشعاعي – إكمال العلاج المهدف – العلاج الهرموني
    أسئلة يحاول الطبيب الإجابة عنها عند التشخيص، ويستحسن للمريضة الواعية أن تعرفها

    هذه الأسئلة تدور في ذهن كل طبيب عند معاينة سيدة لديها ورم في ثديها، نحن ننصح بأن تعرفها كل مريضة وتسأل طبيبها عنها حتى تتأكد بأنها سوف تحصل على علاج جيد ونوعي وحتى تشارك في صنع قرار العلاج الاصح والاسلم بالنسبة لها، وتختار نوع العملية الجراحية الأفضل والأنسب لها:
    – ما هو حجم هذا الورم في الثدي؟
    – هل هو موجود في أكثر من جزء في الثدي؟
    – هل سطحه مدور، أو انه غير دائري ومتشعب؟
    – وهل هو ثابت داخل الثدي أو انه متحرك تسهل ازالته جراحياً؟
    – ما هي علاقة الورم بالجلد الذي يقع فوقه وهل وصلت الخلايا السرطانية إلى الجلد والتصق الورم به؟
    – هل التصق الورم بالقفص الصدري من تحته؟
    – ماذا اظهرت الصورة الشعاعية؟
    – ماذا أظهرت الصورة الصوتية؟
    – هل اظهرت الصورة ورماً أو اظهرت تكلسات فقط أو الاثنين معا؟
    – هل هذه التكلسات هي صغيرة مجهرية (صغيرة ميكروسكوبية) متفاوتة الأحجام مجمعة مع بعضها البعض في بعض المناطق، أم انها تكلسات كبيرة الحجم منتظمة ومن النوع الحميد؟
    – هل هناك تكلسات موجودة في مناطق أخرى في الثدي وتحتاج لأن يتم فحصها وربما استئصالها أيضاً؟
    – هل ستحتاج الجراحة لمساعدة من طبيب الأشعة لإحاطة الورم الصغير أو التكلسات وتعليمها لكي تتم ازالتها بشكل كامل وبدون خطأ بالجراحة الجزئية؟
    – هل سيقوم الطبيب بتصوير الجزء الذي سوف يستأصله (Specimen) التأكد بواسطة الصورة الشعاعية من إزالة جميع التكلسات؟
    – كيف يستطيع التأكد من أن التكلسات أو الورم هو من نوع “ما قبل سرطان” أو “سرطان”؟
    – هل سيتم إجراء فحص المتلقيات الهرمونية والبروتينية على الخزعة التي ينوي الطبيب أخذها أو أنه سيطلبها لاحقاً عند الجراحة العلاجية؟
    – هل ستؤثر الخزعة على نوع العملية الجراحية لاحقا؟
    – هل سيقوم الطبيب بتصوير صوتي للإبط وفحص خلايا العقد الليمفاوية هناك إذا كان مشكوك بها، قبل الجراحة؟
    – كيف سيتم فحص عقد تحت الإبط وهل سوف يقوم بإجراء استئصال العقدة الأولى الحارسة سنتينل في حالة الكشف المبكر والورم الصغير؟
    – هل سيستعمل الطبيب لتعليم العقدة الأولى التلوين الأزرق أو التصوير النووي مع التلوين الأزرق للبحث الأفضل عن العقدة الحارسة؟
    – هل سوف يستعمل جرحاً واحداً أو جرحين للثدي وللإبط؟
    – هل سيلزم جراحة جزئية أو جراحة كاملة؟
    – هل سيكون شكل الثدي بعد الجراحة الجزئية مقبولا؟
    – هل سيكون احتمال زائد لورم الذراع وما هي الخطة لتجنبها؟
    – هل ينصحها الطبيب بعملية ترميم فورية أم لا؟
    – هل ننصح الطبيب بالترميم الفوري ام بالترميم بعد سنة أو أكثر؟
    – هل هناك احتمال كبير لإجراء علاج شعاعي ولذلك ينصح بالترميم المؤجل أو ترميم بواسطة مواصفات يتم تعبئتها لاحقاً expander؟
    – هل هناك احتمال وضرورة للعلاج الكيميائي بدون تأخير قد يحصل بسبب طيلة مدة التحام جرح الترميم.

    أنواع الخزعات لتشخيص سرطان الثدي

    ما هي أنواع الخزعات التي قد يطلبها الطبيب المعالج؟
    أولاً: خزعة بالإبرة الرفيعة (Fine Needle Aspiration) أو رشفة بالإبرة العرضية

    كيف تتم الرشفة بالإبرة الرفيعة
    يقوم بها الجراح الطبيب المتمرن أو طبيب الزرع المتمرن. يرتدي الطبيب القفازات المعقمة، ثم ينظف ويعقم الجلد الذي يقع الورم تحته، يضع البنج الموضعي إذا لزم حسب حجم الإبرة التي ينوي استعمالها، ثم يدخل الإبرة الرفيعة الخاصة في داخل الورم وهو يمسك حدوده بين يديه، يسحب السائل ويضعه على زجاجة خاصة ويرشها بدواء خاص، وكذلك يضع البعض منه في سائل فورمالين. قد يتم سحب السائل أو الخلايا بعدة شكات بالإبرة الرفيعة. بعدها يتم وضع شاش (Gauze) معقم فوق الجلد ويتم الكبس عليها لبعض الوقت حتى لا يحدث أي نـزيف. يقوم الطبيب بإرسال الزجاجات والسائل إلى المختبر لتحليلها.
    ماذا يفعل المختبر وطبيب الزرع النسيجي
    يتم استلام الزجاجات المحفوظة وتلوينها بالمواد الكيميائية الخاصة، بعد ذلك يتم معاينة وفحص الخلايا الموجودة على الزجاجات لكي يعرف ما إذا هي خلايا حميدة أو خلايا سرطانية. يكون عند طبيب الزرع الخبرة الكافية لذلك وقد يحتاج إلى معلومات سريرية أو تصويرية عن الورم. تجدر الإشارة إلى أن هناك أطباء يختصون في دراسة نتائج الإبرة الرفيعة.
    يجري أيضاً تحضير الخلايا التي تكون قد وضعت في سائل فورمالين وزرعها وفحصها لتثبيت التشخيص (Cell block) وربما لإجراء فحص متلقيات الهرمونات إذا أمكن وإذا كانت وإذا كانت أعدادها كافية وتم حفظها جيداً إذا كان المختبر مجهزاً لذلك.
    ثانياً: خزعة بالإبرة العريضة (Core Biopsy)

    هذه الطريقة تسمح للجراح أو لطبيب الأشعة المتمرن بأن يسحب خزعة سماكتها بضعة ملميترات وطولها قد يكون حوالي السنتمتر. هذه الخزعة تسمح لنا بفحصٍ أفضل وأكثر دقة للورم وتفرق جيدا بين الخلايا سرطانية أو الخلايا ما قبل السرطانية. تسمح هذه الطريقة أيضاً بأن يتم فحص الخلايا لوجود متلقيات للهرمونات وهير2 نيو (Estrogen and Progesteron Receptors and HER 2 neu) فيها. على المريضة ان تسال وان تستعلم ولا بأس بأن تعرف ما هي تجهيزات المختبر التي يتم تحويلها إليه، وإذا كان هنالك مراقبة لنوعية النتائج ومتلقيات الهرمونات فيه، وما هي خبرة المختبر وأطبائه في هذا المجال.
    الفحوصات الإضافية والضرورية بعد التشخيص

    أما ماذا يفعل الطبيب بعد التشخيص وما هي الفحوصات التي يجربها الطبيب قبل الجراحة، إضافة إلى الفحص السريري، فهناك حد أدنى من الفحوصات يجب إجراؤها ومعرفة نتائجها قبل البدء بالعلاج، وذلك لكي تساعد الطبيب على تحديد ما إذا كان من الأفضل الابتداء بالجراحة أو الابتداء بالعلاجات الهرمونية أو الكيميائية أولاً، وتحديد نوع الجراحة.
    – صورة مغناطيسية للثديين: قد تكون ضرورية في بعض الحالات، وبالتأكيد ليس كلها. قد يكون هناك حاجة لمعلومات إضافية لرسم حدود الورم بطريقة أفضل من الماموغرافي والمافوق صوتية، والتأكد من عدم وجود تغيرات أخرى في أحد الثديين بالأخص عند السيدات الصغيرات جداً بالعمر وذوي القصة العائلية القوية.
    – فحوصات دم للكرويات ولوظائف الكبد والعظم.
    – فحص نووي للعظم.
    – صورة صوتية للكبد.
    – صورة عادية للصدر.
    – صورة سكانر للصدر والبطن والحوض: إذا كان الورم كبيراً بالحجم أو سريع النمو أو كانت المريضة صغيرة جداً بالسن، أو هناك عوارض وشكوكا بالانتشار
    – صورة سكانر للرأس أو للعمود الفقري: إذا كان هناك عوارض عصبية أو أوجاع.
    – صورة نووية للنشاط الميتابوليكي الغلوكوزي FDG (التصوير المحوري البوزيتروني PET SCAN): إذا كان هناك شك في انتشار لم تثبته الفحوصات المذكورة أعلاه، فقد تكون PET SCAN ضرورية.

    بعد إجراء هذه الفحوصات والتصوير، يكون التشخيص متكاملاً ويكون القرار بنوع العملية الجراحية وتوقيتها أنجح.
    فإذا كانت النتائج سليمة والورم صغيراً ومحدودا عندئذ ينصح الطبيب بإجراء عملية فحص العقدة الأولى الحارسة واستئصال الورم فقط.
    أما إذا كان الورم كبيراً بعض الشيء أو هناك عقداً ليمفاوية تحت الإبط فينصح الطبيب عندئذ بالعلاج الكيميائي والمهدف أو الهرموني أولاً والجراحة لاحقاً.
    وأما إذا كان هناك انتشار بعيد في الجسم فيتم العلاج بمضادات الهرمونات أو بالعلاج الكيميائي أو العلاج المصوب من البداية.
    قرار الخزعة (العيّنة)

    متى يقرر الطبيب أنه يجب أن يكون هنالك فحص زرع؟
    1- بناء على الفحص السريري قد يكون هناك شك لدى الطبيب إذا كان الورم ليس حميداً أي انه ليس دائرياً ومنتظماً أو أنه غير متجانس وجوانبه غير واضحة أو انه ملتصق بالجلد أو القفص الصدري. عندها يقرر الطبيب بوجوب أخذ عينة وفحصها.
    2- قد يقرر ان يقوم بفحص الخزعة بناء على خصائص أخرى للورم في الصورة الشعاعية مثل وجود نقاط تكلس صغيرة غير منتظمة microcalcifications يشك بأنها قد تكون سرطانية.
    3- قد يكون السبب أيضاً بأنه يريد ان يطمئن مئة بالمئة على ان الورم هو من النوع الحميد.
    4- عندما لا تجزم الصورة الصوتية أن الكيس يحتوي على سائل فقط، يقرر الطبيب انه يجب أن يقوم بفحص الخزعة.
    هل هناك حالات تستدعى القيام بفحص الخزعة حتى لو لم يكن هنالك ورم في الثدي؟
    نعم، وخاصة في حالات الكشف المبكر بطريقة الماموغرافي حين لا يكون هناك أي ورم ولكن نرى إشارات عدم تجانس أو تكلسات ميكروسكوبية صغيرة على الصورة. في هذه الحالات يجب تحويل المريضة إلى مركز أشعة متخصص لديه خبرة بوضع الإبرة تحت اضاءة الصورة الصوتية (Ultrasound-guided biopsy). ويمكنه بمساعدة الكمبيوتر توجيه الإبرة نحو التكلسات غير الطبيعية وتحددها للطبيب الجراح الذي يقوم بدوره بعملية استئصالها. في هذه الحالات، يجب ان يتم تصوير الخزعة بعد استئصالها حتى يتأكد الطبيب الجراح بأنه قد ازالها وأزال التكلسات بالكامل ولم يترك شيئاً مشكوكاً به في الثدي. في بعض الحالات المبكرة جداً قد يلزم ويمكن إزالة كافة التكلسات بواسطة ماكينة فراغية ميب MIBB أو ماموتوم وإرسالها للفحص النسيجي.
    إجراء زرع وجراحة استئصال في وقت واحد، بدل شكة إبرة للتشخيص أولاً ثم الجراحة في وقت لاحق؟
    إننا لا ننصح أبداً بأن تذهب المريضة إلى العملية الجراحية وتستيقظ فيما بعد لترى انه قد تمت إزالة ثديها، من دون موافقتها المسبقة ومن دون تحضيرها النفسي لذلك.
    هل هناك حالات تستدعي التشخيص والعلاج الجراحي بوقت واحد

    عادة نحن نشخص الوضع بشكة إبرة رفيعة أو شكة إبرة عريضة أولاً، ثم نقرر الجراحة بعدها بهدوء وتأنٍ. لكن في بعض الحالات فقط، قد ينصحك طبيبك بأن يزيل الورم بكامله للتشخيص إذا كان الورم صغيراً جداً، ويصعب أخذ خزعة منه أو أن المحاولة لم تكن ناجحة. عندئذ يقرر الطبيب أن تكون جراحة التشخيص بنفس الوقت جراحة علاجية. يكون على الطبيب هنا أن يعتمد على الفحص النسيحي المثلج والفوري، وأن يستأصل الورم بالكامل ويتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية على حدود الاستئصال، وربما يحتاج لإجراء جراحة تحت الإبط (جراحة العقدة الحارسة).
    وهنا نردد أنه لا داعي للخوف من الخزعة لأنه لا يتم تقطيع الورم داخل الجسم بل يتم ذلك خارج جسم الإنسان.
    التشخيص النسيجي والعملية الجراحية

    1 – أهمية التشخيص النسيجي قبل العملية الجراحية:
    يجب اعتماد الفحوصات بالإبرة الرفيعة أو العريضة قبل إجراء أية عملية جراحية.
    2 – إن اعتماد التشخيص والعملية الجراحية العلاجية في وقت واحد:
    هي طريقة كانت متبعة في السابق، وإن البعض من المراكز والجراحين ما زالوا للأسف يستعملونها، ونحن لا ننصح بها حالياً الا في بعض الحالات الخاصة الضرورية.
    3 – الطريقة الأفضل: التشخيص أولاً، ثم الجراحة ثانياً:
    إن التشخيص ثم الجراحة على مرحلتين يسمح بالتشخيص الدقيق وشرح خيارات العلاج للمريضة. وهي أيضاً قد تسمح بتطبيق طرق جديدة للعلاج مثل الجراحة المحدودة للعقد الإبطية الحارسة أو إعطاء العلاج الكيميائي قبل الجراحة.
    4 – متطلبات التشخيص والجراحة بوقت واحد، إذا ما كانت ضرورية:
    استئصال جزء من الورم أو كله بعد تنويم المريضة والقيام بما يسمي مقطعاً مثلجاً جمدياً (Frozen Section) يعني فحص الجزء المستأصل من الورم. في هذه الأثناء ينتظر الطبيب الجراح عادة ما بين الربع ساعة أو الساعة حسب تجهيزات المستشفى. أما إذا كان مختبر الزرع بعيداً عن المستشفى الذي تتم فيه هذه العملية فقد تأخذ وقتاً أطول. على أساس نتيجة الزرع يقرر الطبيب الجراح اكمال العملية الجراحية. يجب أن يكون الجراح قد ناقش الوضع مع المريضة قبل الجراحة، أو مع عائلتها خلال الجراحة في حالات النتائج غير المتوقعة. بهذه الطريقة تدخل المريضة إلى العملية وهي ليست متأكدة من النتائج وقد لا تكون متأكدة من الجراحة الأفضل لها، وعادة لا ننصح بها ولا يجوز ان تحصل الا في الحالات غير العادية.
    5 – التشخيص الفوري وعدم ضرورة الاستعجال
    تذهب المريضة إلى طبيبها، عادة عند الطبيب النسائي أو طبيب العائلة أو طبيب عام أو قد تذهب إلى الجراح مباشرة بعد أن تشعر بورم في ثديها. قد يقول لها بعض الجراحين أو الأطباء ان هذا التكتل “مشكوك به” ويجب إجراء الجراحة فوراً. نكرر أن هذا لا يجوز، ويجب أن نضع خطة للتشخيص قبل أن نبدأ بالعلاج. يجب أن تعرف كل امرأة هذا الأمر لأن معرفة المريضة قد تخفف من احتمال وقوع الخطأ. أننا نشدد على هذه النقطة لأننا نريد ان تحصل كل مريضة، أينما كانت، على العلاج الأفضل والأنسب لها.
    6 – الاستشارة الثانية أو الرأي الثاني قبل الجراحة:
    أما بالنسبة لأخذ رأي ثانٍ قبل إجراء العملية الجراحية فهذا أصبح امراً عادياً في بلاد أميركا وأوروبا، حتى إن شركات التأمين تفرض عادة أكثر من رأي بالجراحة. تملك المرأة الحق بأن تحصل على أكثر من رأي وبإمكانها السؤال عن الأطباء ومهاراتهم وخبراتهم والتوصل إلى الثقة بأحدهم.
    إن هذا الموضوع في بلادنا مستحسن أيضاً، ولكن غالباً لا يتم تطبيقه بشكل صحيح ومفيد. فمثلاً الكثير من المرضى يزورون عدداً كبيراً من الأطباء قبل أن يقررن العلاج فيصبح عندهن بعض الضياع وعدم الثقة. يجب أن تكون المريضة قادرة على ان تثق بطبيبها، وعلى طبيبها ان يتقبل حريتها وحقها بالاستشارة الثانية. ولكن الأطباء أصبحوا أيضاً يعرفون أن المرضى يذهبون ويزورون أكثر من جراح ولهذا السبب قد تكون ردة فعل بعضهم باستعجال قرار الجراحة أو العلاج. أما بالنسبة للمريضة، فعليها أن تنتبه ولا تضيّع نفسها بين الآراء المتعددة.
    لا بأس من أن تستفسر المريضة عن الأطباء المختصين وخبراتهم، تستطيع السؤال عن الطبيب قبل الذهاب إليه وتتجنب سلبيات الاستشارات المتعددة. أن اطمئنان المريضة إلى أنها سوف تحصل على علاج جيد وقبول الطبيب بمبدأ الاستشارة الثانية تقوي الثقة بين المريضة والطبيب.
    هنا نشير إلى أن معظم أطباء الأورام أصبحوا يناقشون حالات مرضاهم بين بعضهم ومع سائر الاختصاصيين في اجتماعات دورية أسبوعية نسميها “مجالس الأورام: Tumor Boards” وبمكن أن تسأل المريضة طبيبها وتطلب منه مناقشة حالتها في مجلس الأورام في المستشفى الذي يعمل به أو المستشفى الجامعي القريب منه أو المتعاقد معه. أن هذا الأسلوب والنقاش الجماعي للحالات يؤمن للمريضة العلاج الأفضل ويؤمن لها الاطمئنان بأنها تحصل على استشارات متعددة في اجتماع مجلس الأورام ومن ثم على علاج أفضل.
    الثقة بين المريضة وطبيبها وجراحها

    الثقة بين المريضة وطبيبها مهمة جداً حتى يستطيع ان يشرح لها بكل تجرد وبكل معرفة وتصبح المريضة قادرة على اتخاذ القرار الواعي سوياً مع طبيبها. أما مبدأ الاستشارة الثانية فلا يجب أن تخشى المريضة من ان يزعل طبيبها، فالأطباء يتحلون برحابة الصدر ويريدون دائماً العلاج الأفضل لمرضاهم، والحل الصحيح هو بتعزيز الصراحة بينهم من البداية.
    عندما يكون هناك معايير ومقاييس للجودة في المستشفى وتعرف المريضة انها سوف تحصل على العلاج الجيد، فهي سوف تثق أكثر بطبيبها. الثقة بالأطباء والجراحين في بلادنا ما زالت تتم عبر سمعة الأطباء وعبر الصديقات أو أخريات أجرين العملية أو العلاج عند هذا الطبيب أو ذاك. الأمور سوف تكون أفضل للمرضى وللأطباء إذا أصبحت الثقة تعتمد أكثر على التحويل من قبل الطبيب الخاص الذي تثق به، وكذلك عبر الثقة بالمستشفيات والمعرفة بأن لديها مجالس للأورام بأنها تراقب ذاتها وتراقب أطباءها وعندها معايير ومقاييس للجودة في التشخيص والعلاج وتحاسب جميع الأطباء العاملين فيها والمتعاقدين معها للتأكد من أنهم لا يخطئون وأنهم يطبقوا الطرق العصرية للتشخيص وللعلاج.
    أسئلة عامة حول طرق التشخيص والعلاج

    نأمل بهذه الأسئلة ان نزيد من الوعي الصحي عند كل إنسانة أو مريضة حتى تتمكن من ان تتفاهم مع طبيبها على أفضل علاج لها، ونستحسن ان يكون الطبيب والمختبر والمستشفى قادرينً على إجابتها:
    1- هل يجب إجراء الشكة بالإبرة الرفيعة (FNA)؟ هل بهذه الشكة تستطيع ان تعرف أهم خصوصيات الورم بالزرع النسيجي وفحص الخلايا؟
    2- هل المختبر أو المستشفى لديه الخبرة بالتشخيص فيها؟ وهل يستطيع أن يجري فحوصات متلقيات هرمونية وهير 2 على هذه الخزعة والخلايا المجمعة منها؟
    3- هل يجب أن ننزع خزعة بإبرة عريضة (Core biopsy)؟ للتفريق الأفضل بين حالات السرطان المبتدىء وحالات ما قبل السرطان؟
    4- هل حقا من الضرورة إزالة كل الورم لغرض التشخيص في البداية؟ وإذا تمت ازالته، هل يجب أن تخضع المريضة إلى عملية جراحية وبنج عام ثانٍ في وقت لاحق لإزالته؟ وهل سوف يتم التأكد من عدم وصول السرطان إلى حدود الاستئصال خلال العملية الجراحية؟
    5- إذا كانت العملية ضرورية، فهل يجب فحص العقد تحت الإبط. وإذا كان الورم صغيراً فهل الطبيب متمرن والمستشفى مجهز حتى يجري فحصاً للعقدة الأولى الحارسة “سنتينل” Sentinel Lymph Node Biopsy؟
    6- ما هي خيارات العملية الجراحية؟ هل هذا الخيار هو إزالة الورم فقط مع العلاج بالأشعة. وما هي خبرة الطبيب في ذلك؟ هل سيحصل تغيراً قليلاً أو كبيراً لشكل الثدي؟
    7- يجب على المريضة ان تسأل الطبيب أيضاً إذا ما قد تستفيد من العلاج الكيميائي قبل العملية الجراحية. العلاج الكيميائي قد يسمح بتصغير الورم ومن ثم إجراء عملية جرائية جزئية وبسهولة أكثر والمحافظة الأفضل على الثدي وشكله.
    8- ما هي الفحوصات العامة التي سوف يجريها الطبيب قبل العملية الجراحية ليتأكد من ضرورتها: هل هي فحوصات دم أو فحص نووي للعظم أو صورة صوتية للكبد أو صورة عادية للصدر؟ إذا كان الورم كبيراً هل تحتاج المريضة إلى صورة سكانر؟ هل تحتاج إلى صورة PET SCAN؟ هل تحتاج إلى صورة مغناطيسية؟
    9- هل سيناقش الطبيب حالتها مع زملائه أطباء الاختصاصات المتعددة في “مجلس الأورام” أو في “وحدة الثدي” في مستشفاه؟
    نتائج الخزعة

    تبين الخزعة مواصفات للمرض النسيجية التي يعتمد عليها الطبيب لكي يحدد أسس علاج المريضة. سوف نعرض لهذه النتائج وذلك عن طريق الاجابة عن الأسئلة التي تراود ذهن الطبيب والمريضة والتي تساعد على تحديد نوع العلاج الجراحي والعلاجات الأخرى:
    1- ما هي نتائج الخزعة أو الجراحة: بعد إجراء الخزعة أو العملية الجراحية، كم من الوقت على المريضة أن تنتظر لكي تحصل على النتيجة؟ هنالك مستشفيات عديدة تعطي النتيجة بعد أسبوع أو أسبوعين، خاصة إذا كان مركز الزرع النسيجي بعيدا عنها. ولكن بالإمكان الحصول عليها خلال يومين أو ثلاثة أيام فقط وهذا أفضل. ونشير هنا أنه وللأسف ما زالت هناك مناطق ودول افريقية وأسيوية ليس فيها مراكز باثولوجي زرع نسيجي أو هناك مركز واحد في عاصمتها مما يشكل نقصا كبيراً بالخدمات الطبية ويستدعي جهوداً لتأمين مختبرات وتدريب أطباء وتقنيين لتأمين التشخيص الضروري لعلاج سرطان الثدي والسرطانات الأخرى.
    2- ما هو حجم الورم؟
    3- ما هو نوع الورم؟
    4- هل هو قابل للانتشار أكثر من غيره؟ ما هي درجته النسيجية؟
    5- ما هي درجة وسرعة تكاثر هذا السرطان؟ وهل ينمو ببطء أم بطريقة وسطية أم بطريقة سريعة؟
    6- هل ان السرطان محصور في الورم والجزء من الثدي الذي تمت ازالته، أم ان هناك خلايا سرطانية بعيدة عنه أو حتى قريبة من الجرح أو متصلة به؟
    7- هل انتشرت الخلايا السرطانية إلى الأوعية اللمفية والأوعية الدموية الصغيرة داخل الثدي؟
    8- ما هي نتائج فحوصات متلقيات الهرمونات؟ ما هي نتيجة فحص متلقيات الاستروجين وفحص متلقيات البروجسترون وما هي نسبتها؟ هل هي غير موجودة (سلبية) أو موجودة بنسبة قليلة أو وسطية أو عالية؟
    9- ما هي نتيجة فحص بروتين هير 2 نيو CerbB2 (Her2/Neu) وهل هي زائدة أو غير زائدة؟ هل هي غير موجودة (0) أو موجودة بكمية قليلة (+1) أو بكمية عالية: (Over-Expressed) (+++3+)، أو وسطية (Equivocal ++2+:) تحتاج إلى فحص جيني بواسطة “فيش تست FISH Test لتحديد إذا ما كان عدد جينات هير 2 هو بالفعل زائدا ومضاعفا على الكرموزوم 17؟
    10- هل وصل الورم إلى العقد اللمفاوية؟
    11- كم عدد الغدد اللمفاوية التي تمت إزالتها وكم هو عدد العقد التي أصيبت بالخلايا السرطانية: صفر N0، من 1 – 3 (N1)، أو من 4 إلى 9 (N2)، أو 10 أو أكثر (N3)؟
    12- هل هذه الغدد مصابة بدرجة ان غلاف العقد أصبح غير واضحاً وان الخلايا السرطانية أصبحت خارج الغلاف وحوله في محيطه الدهني؟
    فحوصات المتلقيات التصنيف (Classification) الجديد لسرطان الثدي

    يعتمد التصنيف الجديد على الفحص النسيجي الكامل مع فحوصات المتلقيات:
    1- تحديد وجود خلايا ما قبل السرطان (in-situ)
    2- تحديد وجود خلايا سرطان، إذا وجدت: Carcinoma
    3- تحديد نوع السرطان: النوعين الأكثر حدوثاً هم سرطان قنوات الحليب Infiltrating Ductal Carcinoma أو سرطان غدد الحليب Infiltrating Lobular Carcinoma.
    4- تحديد درجة وسرعة نمو الخلايا: من قليلة – بطيئة (Grade 1) أو عالية – سريعة (Grade 3)، أو درجة متوسطة (Grade 2).
    5- يقوم طبيب المختبر بإجراء تلوينات مناعية نسيجية كيميائية نسميها Immuno Histo Chemical Stains/IHC)) لمعرفة ما إذا كان الورم يحتوي على متلقيات هرمونات نسائية استروجين Estrogen Receptors ومتلقيات بروجيستيرون Progesterone Receptors داخل نواة الخلية.
    6- اذا كانت متلقيات الهرمونات موجودة فيتم تحديد غزارتها (Intensity) وكذلك نسبة عدد الخلايا التي تحتوي عليها (Percentage of cells positive).
    7- يتم تحديد وجود ونسبة وجود متلقيات هير2/نيو/Human Epithelial Receptors HER2/Neu على سطح الخلايا السرطانية: 0، +، ++، أو +++، وإذا كانت زائدة (أنظر لاحقا) فهي قد تعني أن السرطان قد يتمتع بمواصفات نمو زائد.
    8- لقد أصبحنا نعتبر أن الهرمونات إيجابية إذا كان هناك أكثر من 1% من الخلايا تحتوي على استروجين/بروجستيرون فان المريضة قد تستفيد من العلاج المضاد للهرمونات.
    9- نتيجة هير2 تعتبر إيجابية إذا كانت زائدة عندما تكون نسبة الخلايا الإيجابية التلوين الكامل فوق 30% من الخلايا (+++)، أو أن النسبة أقل (++) ويكون فحص جين الهير2 HER2 gene الذي نسميه FISH test نسبته مضاعفة (بوزيتيف) عندئذ قد تستفيد المريضة من مضادات هير2 مثل تراستوزوماب أو لاباتينيب أو بيرتوزوماب أو تي دي أم وان وما قد يتم اكتشافه لاحقاً.
    10- فحص بروتين كي أي 67 (Ki67) مؤشر النمو السريع إذا كان زائداً في عدد كبير من الخلايا. نتيجة هذا الفحص ما زالت غير مدوزنة بين المختبرات وما زال استعماله محدود إلا في بعض المختبرات والمستشفيات ذات الخبرة العالية به.
    التصنيف الحديث الجزيئي لسرطان الثدي

    بناء على أعلاه:
    يتم تقسيم وتصنيف سرطان الثدي إلى الأنواع التالية:
    1- لومينال أ: Luminal A: ER+, PR+, HER2-, Grade 1
    2- لومينال ب: Luminal B: ER+ ,PR+ (<20%) or -, HER2-, Grade 3, Ki67 high (if reliable)
    3- لومينال ب: Luminal B: ER+, PR+, HER2+
    4- هير 2 زائد: HER2-overexpressive
    5- ثلاثي السلبية و- أو بازال: Triple Negative Breast Cancer (TNBC) , and/or Basal-Like Breast Cancer (BLBC)
    فحوصات إضافية جينية جزيئية حديثة مساعدة لقرارات العلاج الكيميائي أو الهرموني فقط بدون الكيميائي

    فحوصات انكوتايب – دي- اكس: Oncotype Dx
    تمت دراسات حديثة على مجموعة من 21 جينات النمو (proliferation genes) وجينات بروتينات هرمونية وتحديد أثرها على نمو الخلايا ونسبة رجوع المرض بعد العلاج وسميت فحص Recurrence Score-21 (انكوتايب دي اكس: Oncotype Dx).
    نستطيع بواسطة انكوتايب دي اكس التكهن بنسبة خطورة عودة المرض حسب احتساب نسبة score:. فإذا كانت نسبة النقاط عالية (High Score: Abore 31) فتكون نسبة احتمال عودة المرض أعلى والاستفادة من العلاج الكيمائي معقولة ومضافة إلى الاستفادة من العلاج الهرموني ويستحسن استعماله. أما إذا كانت نسبة النقاط قليلة فيكون احتمال عودة المرض قليلة جداً ويعني العلاج الكيميائي لا يزيد أفادة ويمكن الاكتفاء بالعلاج الهرموني المضاد. اما إذا كانت النسبة متوسطة (Intermediate Score between 18-31) فيبقى للطبيب ان يدرس سائر المعطيات ليقرر ما كان يجب إعطاء الأدوية الكيمائية أو الاكتفاء بالعلاج الهرموني، أو ادخال المريضة في تجارب سريرية.
    وهنا نشير إلى دراسة سريرية اكتملت في أميركا (TAILORx) نحن بانتظار نتائجها. يمكن طلب هذا الفحص عند المريضة ذات الورم الصغير وعدد العقد الليمفاوية المصابة من صفر إلى ثلاثة ويكون الورم يحتوي على متلقيات استروجين وبروجيستيرون (بوزتيف) ولا يحتوي على متلقيات هير 2 (نيغاتيف). عندما يريد الطبيب التأكد من أن المريضة يمكن معالجتها بالعلاج الهرموني فقط والاستغناء عن الكيميائي. ونشير أنه بالإمكان إجراء فحص انكوتايب دي اكس على نسيج بلوك الشمع، بعد إجراء الجراحة أو الخزعة.
    فحوصات Mammaprint

    هناك أيضاً مجموعة جديدة من سبعين جين (70Gene) تم اكتشافها وتحديدها في امستردام وتسمى (Amesterdam 70 gene Signature Score يتم من خلالها فحص مجموعات جينات gene microarray على الأنسجة الباثولوجية. وحسب تجمع الجينات يتم تحديد ما يسمى بأورام ذات احتمال روجعة قليلة أي “امضاء جيد”، ويمكن إعطاء هؤلاء المرضى علاجاً هرمونيا مضادا وبدون علاج كيمائي. اما إذا أعطت النتيجة ما نسميه امضاء سيء (Bad Signature) فتكون خطورة روجعة المرض عالية نسبياً ويتوجب إعطاء المريضة علاجاً كيمائياً. اما في الحالات الوسطية فما زلنا بحاجة إلى دراسات سريرية عيادية كلينيكيه لإعطاء جواب نهائي وأهمها في أوروبا دراسة Mindact التي تعتمد على Amsterdam 70-Gene Signature. أننا نأمل من هذه الدراسة (مع دراسة TAILORx) أن تظهر لنا بشكل اوضح من هن السيدات اللواتي يمكن عدم إعطائهن العلاج الكيمائي الوقائي والاعتماد فقط على العلاج الوقائي الهرموني.
    نشير إلى أن فحص Amesterdam 70 gene يمكن إجراءه على نسج طازج ومفرز يتم أخذه وقت الجراحة أو الخزعة.
    فحوصات اندوبريديكت Endopredict

    هذه أيضاً مجموعة فحوصات جينية جديدة لـ 12 جين تعطي رقم score إذا كان عالياً تكون نسبة خطورة عودة المرض زائدة.
    فحوصات PAM50

    هذه أيضاً طريقة لتحديد نسبة خطورة عودة المرض يمكن اعتمادها في المختبرات الزرع بدل إرسال الخزعات إلى مختبر واحد.
    كل هذه النقاط قد يعتمد عليها الطبيب ليقرر نوع العلاج وماذا يجب أن يفعل بعد العملية مثل إعطاء علاج كيميائي و/أو علاج مهدف أو العلاج الشعاعي أو علاج هرموني مضاد أو كلها مع بعضها أو بالتسلسل الواحدة تلو الأخرى، أو ان المريضة بحاجة إلى أن تدخل في بعض التجارب السريرية للأدوية الحديثة التي قد تستفيد منها هي وتفيد أيضاً السيدات اللواتي يصبن بهكذا ورم من بعدها.
    فحص العقد تحت الإبط

    تكتسب العقد اللمفاوية التي تقع تحت الإبط أهمية كبرى في تحديد مرحلة المرض وخطورة انتشاره في أماكن أخرى من الجسم وهي تساعد على تحديد ضرورة ونوعية العلاجات التي تتبع الجراحة. تقع هذه العقد اما في الجزء الأعلى القريب من الإبط، أو في مستويات ثلاث تحت الإبط (Axillary Lymph Nodes Level I, Level II, and Level III)، أو في داخل القفص الصدري وتسمى عقد الثدي الداخلية (Internal Mammary Chain)، أو فوق عظمة الترقوة في أسفل الرقبة (Supraclavicular Lymph nodes).
    كيف يمكن تحديد الانتشار في عقد الإبط

    يعتبر فحص واستئصال عقد تحت الإبط جزءاً من علاج سرطان الثدي بالإضافة إلى انه يعطي المعلومات الضرورية حول مرحلة المرض بغرض تحديد العلاجات التالية بعد الجراحة.
    يتم التحقق من وجود أو عدم وجود الانتشار بطريقة الفحص السريري أو الفحوصات التصويرية، أو بعد الاستئصال:
    1- فحص الإبط بالفحص السريري
    2- الانتباه لمنطقة تحت الإبط على صورة الماموغرافي والصورة الصوتية أو الصور المحورية الطبقية إذا كانت قد اخذت، أو الصورة المغناطيسية.
    3- تبقى شكة الرشفة بالإبرة الرفيعة في حال وجود عقدة مشكوك بأمرها أو عملية استئصال العقد وفحصها النسيجي أهم طريقة للتأكد من أنها تحوي على خلايا سرطانية أم لا. لهذا ما زلنا ننصح بعملية جراحية لاستئصال أما العقدة الحارسة الأولى واما كل العقد تحت الإبط، هذه المعلومة ما زالت ضرورية جداً لتحديد أنواع العلاجات الوقائية التي تتبع العملية الجراحية من علاج كيميائي وهرموني وشعاعي.
    للخلاصة، بالإمكان التأكد ما إذا كان هنالك انتشار تحت الإبط أما بالرشفة بالإبرة الرفيعة (FNA) أو عن طريق فحص العقدة الحارسة الأولى -سنتنيل Sentinel lymph node biopsy))، أو بطريقة جراحة استئصال كامل لعقد تحت الإبط (Axillary Lymph Node Dissection).
    خزعة العقدة الأولى الحارسة

    الطريقة الحديثة للجراحة الجزئية لدراسة عقد تحت الإبط هي خزعة العقدة الحارسة الأولى -سنتنيل Sentinel lymph node biopsy)) التي يتم استعمالها إذا كان الورم صغيراً وليس هناك عقد ليمفاوية على الفحص السريري والصورة الصوتية، هي تتم عبر شك إبرة بدواء ملون ودواء مشع حول الورم أو حول الحلمة، ثم نرى كيف ان المادة الملونة والمادة المشعة تذهبان إلى أول عقدة لمفاوية بعد الورم. يتم عندئذ استئصال هذه العقدة وارسالها للفحص النسيجي. إذا كانت هذه الغدة الأولى خالية من السرطان فعادة تكون باقي الغدد خالية منه أيضاً ولا يتوجب استئصال عقد أخرى وتنتهي العملية الجراحية هنا. أما إذا كانت هذه العقدة الأولى تحتوي على انتشار للسرطان فقد يتوجب عندئذ تكملة العملية واستئصال جميع العدد تحت الإبط لمعرفة ما إذا كان فيها انتشار أم لا. ولكن، هناك دراسة جديدة لكلية الجراحين الأميركية ACOSOG-Z0011 أثبتت أنه لا فرق بالنتائج النهائية بين تكملة الاستئصال أو الاكتفاء بخزعة العقدة الحارسة في حال كانت هناك عقدة واحدة مصابة أو اثنتين فقط، والمريضة تخضع للاستئصال الجزئي للثدي وللعلاج الشعاعي. هكذا يمكن الاكتفاء بخزعة العقدة الحارسة في هذه الحالات حتى ولو كانت مصابة. إن الاستغناء عن استئصال كامل العقد اللمفاوية قد يكون تم تعويضه بإعطاء المريضة علاجاً شعاعياً يشمل أسفل تحت الإبط. لقد ظهرت حديثاً نتائج دراسة أماروس الأوروبية AMAROS وبينت أنه في حالة وجود عقدة حارسة واحدة مصابة فيمكن اللجوء إلى العلاج الشعاعي لمنطقة تحت الإبط، فهذه الطريقة ثبتت أنها تعطي نفس نتائج استئصال كامل العقد ولكن بمضاعفات أقل خاصة تورم ذراع أقل.
    وبالطبع، يمكن الاستناد إلى هذه المعلومات فقط إذا كان الطبيب الجراح والمركز لديهم الخبرة الكافية والمعترف بها لفحص العقدة الحارسة الأولى.
    استئصال عقد تحت الإبط في حالات “الورم ما قبل السرطاني”

    أما إذا كان الورم من النوع الذي نسميه Pre Cancer يعنى “Carcinoma in situ” فعادة تكون الخلايا الخبيثة محصورة في قنوات الحليب أو غدده ولا تنتشر إلى عقد تحت الإبط فلا ننصح باستئصال العقد في هذه الحالات، إلا إذا كانت هناك بعض العلامات الفارقة مثل التوغل الميكروسكوبـي ودرجات الخبث العالية في نتيجة الباثولوجيا النسيجية أو أن حجم الورم كان كبيراً، أو أن المريضة تخضع لاستئصال كامل لا يسمح بالعودة إلى العقدة الحارسة في حال الحاجة إليها لاحقاً إذا ما تم اكتشاف خلايا سرطان ميكروسكوبـي غازي على الفحص النسيجي النهائي.

  5. #1245
    الكشف المبكر عن سرطان الثدي ج12

    لقد أثبتت الدراسات العديدة ان الكشف المبكر عن سرطان الثدي يخفف من احتمالات الموت منه وقد يؤمن الشفاء بنسبة أكثر من 90% من الحالات المكتشفة مبكراً.
    متى نقوم بالكشف المبكر وما هي أهدافنا

    ● نقوم بالكشف المبكر عندما نستطيع اكتشاف الأورام قبل أن تتسبب بالعوارض.
    ● يكون اكتشاف الأورام في مرحلة مبكرة ما يسهل إستئصالها والشفاء منها.
    ● نكون على علم بأن الكشف المبكر يحسن نتائج العلاج.
    ● يكون قد ثبت علميا أن الكشف المبكر يخفف من احتمال المرض والموت.

    مم يتألف الثدي

    نذكر بأن كل سيدة يجب أن تعرف ان ثديها يتكون من غدد حليب ووسط نسيجي ودهني وعليها ان تتمرن على التعرف على كثافته وأي تغّيرات قد تحصل فيه. إن كل سماكة تحس بها ليست بالضرورة ورم أو سرطان وكل ما هنالك هو انها عندما تحس بشيء يتغير أو بشيء جديد في ثدييها يجب عليها ان تستشير طبيبها ليحدد لها ما إذا كانت هذه الاحساسات هي تغييرات طبيعية مع تغيرات هرمونات الدورة الشهرية مثلاً، أو أن هناك ورماً يجب تحديد ما إذا كان كيساً أو لحمية حميدة أو خبيثةً.
    ما هي وسائل الكشف المبكر ومتى ننصح بها

    الفحص الذاتي: مرة كل شهر، حوالي اليوم السابع (بين 7 – 10 أيام) من ابتداء الدورة الشهرية حين يكون الثدي أقل تحجراً، عند كل إمرأة فوق سن العشرين.
    الفحص الطبي للثدي: مرة كل 3 سنوات من سن 20 إلى سن 40 ثم مرة كل سنة عند الطبيب، كل إمرأة فوق سن 40.
    الفحص الشعاعي الماموغرافي: مرة كل سنة: من سن 40 إلى 69، (أو إلى سن 75 حسب المؤتمر الأوروبي الثاني لسرطان الثدي الذي انعقد في بروكسيل في أيلول 2000، أو حتى إلى عمر غير محدد إذا ما زالت السيدة تتمتع بصحة جيدة ويتوقع لها من العمر ما لا يقل عن عشر سنوات حسب آخر توصيات الجمعية الأميركية للسرطان ولبنان. وتجدر الإشارة مجددا إلى أن دراسات إحصائية حديثة بدأت تتسائل عن جدوى التصوير الماموغرافي في سن مبكر وتوصي بالإبتداء به عند سن الخمسين. أننا في لبنان ما زلنا نوصي به ابتداء من سن الأربعين لأن نصف حالات سرطان الثدي تحدث قبل سن الخمسين، ولكننا ننبه بأنه يجب التأكد من جودة التصوير وتوفر التشخيص الصحيح والعلاج الحديث إذا ما تم اكتشاف أية علامات غير طبيعية ومرضية.
    الفحص الذاتي للثدي: Breast Self-Exam BSE

    الإرشادات والعمر
    كل سيدة فوق سن العشرين من العمر ننصحها بأن تفحص ثدييها مرة كل شهر وسوف تلاحظ كل سيدة انه بعد فترة قصيرة تصبح هذه المسالة عندها روتينية ويصبح بمقدرتها اكتشاف أي تغييرات جديدة قد تحدث في ثديها. ننصح بإجراء الفحص الذاتي عادة بعد الاستحمام خلال الوقوف وخلال الاستلقاء. يستحسن أن تحصل كل سيدة على تعليمات من طبيب العائلة أو أن تخضع لدورات تعليمية وتدريبية لفحص الثدي بطريقة صحيحة. أما ان تفحص السيدة نفسها كل يوم فهذا يصبح نوعاً من الوسواس ولا يؤدي إلى نتائج مفيدة.
    توقيت الفحص الذاتي
    ● السيدة يجب أن تفحص ثديها عندما لا يكون متحجراً.
    ● بالنسبة للسيدات قبل سن الخمسين، أفضل وقت لهذا الفحص هو بعد حوالي سبعة أيام من ابتداء العادة الشهرية عندما يكون الثدي أكثر طراوة من الأيام الأخرى.
    ● أما السيدة التي تنتاول حبوب منع الحمل فيجب أن تفحص ثديها عند اليوم الأول لبداية علبة الحبوب الشهرية الجديدة.
    ● أما بالنسبة للسيدات اللواتي تخطين سن اليأس (أو سن الأمل)، فيجب تحديد وقت معين من الشهر مثل أوله أو منتصفه لإجراء الفحص الذاتي.
    كيفية فحص الثدي
    1 – النظر: ملاحظة الشكل والتحقق من وجود أي إفرازات:
    قبل الإبتداء بالفحص باليدين، يجب النظر إلى الثديين في المرأة والتحقق من عدم وجود أية تغييرات في الحجم أو أي احمرار على جلد الثدي أو على أية نقاط أخرى في الثدي. يجب التحقق أيضاً من وجود أية تقرحات على الحلمة أو أية إفرازات تخرج منها.
    2 – طريقة الفحص الذاتي وكيفية استعمال الأصابع
    ننصح دائماً بعدم فحص الثدي برؤوس الأصابع لأنها طريقة خاطئة وقد وتعطي استناجات خاطئة. يجب فحص الثدي باستعمال داخل الأصابع Palm of Fingers وذلك بمجمل إبط الأصابع كما هو مبين بالصورة المرفقة.
    3 – فحص الثدي خلال الاستحمام
    الكثير من السيدات يقلن بانهن يفحصهن انفسهن خلال الاستحمام لأن هذه الطريقة سهلة ولا بأس بهذا ولكن فحص الثدي كل يوم قد يصبح وسواساً وليس وقاية، وقد تخطىء السيدة فيه ولا تنتبه للتغيرات. لا تجب ترك هذه الطريقة ولكن جعلها مرة بالأسبوع مثلاً، ثم مرة بالشهر واكمال الفحص كما سوف نبين في الإيضاحات المرفقة.
    4 – الفحص الذاتي للثدي في حال الاستلقاء
    تستلقي السيدة وتضع مخدة تحت كتفها الأيمن وتضع يدها وراء رأسها، ثم تبدأ بفحص الصدر الأيمن باليد اليسرى بإبط الأصابع كما ذكرنا.
    يجب فحص الثدي ابتداء من الوسط الأعلى وبشكل دائري يتم وضع اليد وتحريكها نصف سنتم في اتجاه الساعة. كل نصف سنتمر على حدة ويتم برم اليد حول الثدي وتقريبها من الوسط، ومن ثم يتم فحص الحلمة وعصرها قليلاً للتأكد من عدم وجود أية إفرازات غير طبيعية. بعد الانتهاء من فحص الثدي الأيمن يتم فحص الثدي الأيسر بنفس الطريقة ولكن باليد اليمنى.
    طريقة الداما: يتم فحص الثدي من الأعلى إلى الأسفل ومن اليمين إلى اليسار، أو من الأسفل إلى الأعلى ومن اليسار إلى اليمين، بطريقة مربعات حتى يتم التدقق من كل أقسام الثدي.
    طريقة استعمال الأصابع الصحيحة لفحص الثدي: استعمال باطن الأصابع واليد
    5 – فحص الحلمة
    يتم فحص الحلمة وكذلك الكبس عليها للبحث عن أية إفرازات غير طبيعية في الثدي.
    6 – اعادة الفحص الذاتي للثدي في حال الوقوف
    يجب اعادة الفحص بكل تفاصيله كما ذكرنا أعلاه في حالة الوقوف أيضاً. ننبه إلى أنه عندما يتم الفحص في موقع الوقوف يسهل فحص الجزء الأعلى من الثدي ومنطقة تحت الإبط، لذلك يجب التركيز على هاتين المنطقتين في هذا الوضع.
    نتيجة الفحص الذاتي: مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغيير
    إن أهم ما يجب أن نذكره هنا هو أن السيدة إذا احست أو اعتقدت أن هناك شيئاً غير طبيعي بفحصها الذاتي، عليها ان تراجع طبيبها. لا يجب الخوف ولا الوسوسة ولكن التوجه إلى طبيبها، لأن الطبيب هو الذي بإمكانه أن يتأكد من الشيء غير الطبيعي، إذا كان بالفعل موجوداً، يطلب الفحوصات اللازمة.
    ليس كل ما تراه السيدة أو تشك به يكون غير طبيعي أو سرطاني. معظم الملاحظات تكون حميدة ولكن إذا كان هناك ورم خبيث فسوف يكشفه الطبيب وتتم معالجته والشفاء منه لأنه في المراحل المبكرة.
    يدور نقاشاً حول الفحص الذاتي في الدوائر الطبية بسبب دراسات لم يثبت انه يتسبب باطالة عمر السيدات. إننا نعتقد بان ممارسة الفحص الذاتي يبقى ذات أهمية كبيرة في المجتمعات التي لا تمارس الفحص الماموغرافي الإلزامي لكل سيدات المجتمع. ان الفحص الذاتي الشهري، بالإضافة إلى الفحص السنوي عند الطبيب يساهم باكتشاف الأورام قبل أن تصبح لكبيرة الحجم ويساهم بتقليل عدد الحالات المتقدمة موضعياً أو المنتشرة عند التشخيص الأولي.
    • الكشف المبكر ينقذ الحياة
    • الكشف المبكر ينقذ الثدي
    • الكشف المبكر وقاية من الحالات المقدمة

    الفحص السريري للثدي عند الطبيب

    فحص الثدي عند الطبيب
    الفحص السريري أو العيادي للثدي عند الطبيب (أي: Clinical Breast Exam (CBE)) هو الوسيلة الثانية للكشف المبكر.
    أوقات الفحص
    يجب إجراء هذا الفحص عند الطبيب مرة كل ثلاث سنوات لكل إمرأة بين سن العشرين وال 39 سنة، وكل سنة لكل إمرأة فوق سن الأربعين حسب ارشادات الجمعية الأميركية لمكافحة السرطان والجمعيات العالمية الأخرى بما فيها اللبنانية.
    طريقة الفحص
    يتم الفحص بنفس طريقة الفحص الذاتي مع الفارق بأن الطبيب يعاين السيدة بنفسه ويفحصها بواسطة يديه وباطن أصابعه هو.
    تدريب الأطباء والممرضات
    إن حوالي 20 بالمائة في حالات السرطان يتم اكتشافها بهذه الطريقة. نحن ننصح بتدريب إضافي للأطباء والممرضات على القيام بفحص الثدي بطريقة صحية حسب ما بّينا أعلاه.
    التدريب على الفحص السريري وحملات التوعية
    يستحسن تدريب ممرضات ومساعدات ممرضات على الفحص السريري للثدي كجزء من حملات ميدانبة للكشف المبكر في البلدان النامية والبلدان المحدودة الموارد. لقد تم إعتماد هذه الطريقة في دراسات ميدانية في مصر وأثبتت نجاحا من حيث اكتشاف لحالات سرطان الثدي مبكراً.
    الفحص بالصورة الماموغرافية

    أولاً: التصوير الشعاعي الماموغرافي للكشف المبكر (Screening Mammography):
    1- أكدت الدراسات العلمية أن التصوير الشعاعي يخفف من احتمال الموت بسرطان الثدي بنسبة 30%
    2- تبدأ الاستفادة بعد حوالي 7 أو 8 سنوات من الابتداء بالماموغرافي MAMOGRAPHY فوق سن ال 50. والنصائح الجديدة في أوروبا وأميركا تقول بالاستمرار بالتصوير السنوي حتى سن الخمسة والسبعين واكثر، لأن معدل العمر عند النساء أصبح يزيد فوق ال 85.
    3- بالنسبة للنساء بعمر 40 إلى 49 فإن الدراسات أثبتت إن هناك استفادة وتخفيفاً لنسبة الموت من سرطان الثدي بنسبة 17 بالمئة والاستفادة الإحصائية تلاحظ بدءاً من 15 سنة. لذلك هناك تلاقٍ بالاستفادة إذا ابتدانا في سن الأربعين أو في سن الخمسين.
    4- تنصح الجمعية الأميركية لمكافحة السرطان (ACS) بالفحص الماموغرافي إبتداء من سن الأربعين وكل سنة، اما اللجنة الحكومية الأميركية الخاصة بالوقاية USPSTF فتنصح منذ العام 2009 بصورة الماموغرافي إبتداء من سن 50 وكل سنتين.كذلك ننصح وزارات الصحة في العديد من الدول الأوروبية بالإبتداء من سنة 50.
    5- الخلاصة هي أن معظم المنظمات الطبية العالمية تنصح الآن بالبدء بالتصوير الماموغرافي ابتداء من عمر 40 سنة، أو إبتداء من عمر 50 سنة.
    6- في لبنان والبلاد العربية ننصح بالبدء بالتصوير من سن 40 ونعتمد على الدراسات والارشادات العالمية ودراساتنا وملاحظاتنا بأن معدل عمر السيدات المصابات بسرطان الثدي عندنا هو حوالي ال 50 سنة، وأن حوالي نصف الحالات عندنا هن دون سن ال 50. نحن نشير إلى أنه علينا وعلى المنظمات الطبية والحكومات المعنية أن تقوم بتقييم بدراسة نتائج الكشف المبكر والمضاعفات التي قد تترتب على القراءات الخاطئة للماموغرافي في بلادنا وقد تجب إعادة تقييم النتائج وإيجاد الحلول وتقديم نصائح جديدة.
    6- نذكر بأن الاستفادة من الكشف المبكر يجب قياستها ليس فقط بالإحصائيات للحياة أو الموت بل أيضاً بأنها تزيد من علاج السرطان المبكر والشفاء بدون استئصال كامل للثدي وأيضاً بعلاج كيميائي أقل.
    ثانياً: أهمية النوعية الجيدة للتصوير الماموغرافي:
    يجب أن تكون الماكينة حديثة وتبعث أقل من “راد” شعاعي مع كل صورة لأنه سوف يتم تصوير المرأة كل سنة حتى سنة 70 أو أكثر. ويجب أن نتجنب الضرر من الشعاع، يجب أن يكون التصوير جيداً ومن أول صورة، ويكون المصور متدرباً ومتمرنا جيداً، ويتم تظهير الفيلم أو طبعه على شاشة الكمبيوتر بوضوح تامً، ثم تتم قراءة الفيلم من قبل طبيب أشعة مختص وماهر يخضع لدورات تدريبية ويكون متمرناً على القراءة الممتازة للماموغرافي. كل هذا حتى تكون الاستفادة من الصورة أكثر من الضرر منها، هذا ونعيد التذكير إلى ان الصورة الرقمية Digital Mammography التي يتم إعتمادها أكثر فأكثر تعطي معلومات أفضل وأوضح من الصورة العادية خاصة عند السيدات قبل سن الخمسين.
    الضرر الممكن من الصورة الرديئة وغير المراقبة
    إن عدم إعتماد كل المعايير والمقاييس قد يتسبب بضرر شعاعي وبصور رديئة تقريبية، وقد ينتج عن هذه الشوائب قراءات تقريبية خاطئة وتصوير إضافي أو خزعة غير ضرورية أو عملية جراحية غير ضرورية وغير دقيقة، وبالتالي تكون الصورة قد تسببت بالضرر أكثر من الاستفادة. لذلك نكرر بأنه يجب على وزارات الصحة اللبنانية والعربية والدولبة ان تضع معايير ومقاييس لمراكز التصوير الشعاعي الماموغرافي وتفرض عليها اتباعها لكي تحصل على ترخيص سنوي لإجراء التصوير الماموغرافي الكشفي، ولا يسمح لها بتصوير النساء إلا إذا تم التأكد من انها موافية لشروط تصوير الكشف المبكر.
    اننا ننصح في لبنان وفي العديد من الدول العربية حيث نصف حالات سرطان الثدي تحصل عن السيدات دون سن الخمسين، وحيث الإحصائيات بينت أن حدوث سرطان الثدي في ازدياد، وحيث الموارد والتجهيزات متوفرة وتسمح بإجراء تصوير شعاعي ماموغرافي دقيق، وحيث تتوفر سبل العلاج عند التشخيص، ننصح بإعتماد التصوير الشعاعي الماموغرافي السنوي ابتداء من سن الأربعين.
    التقييم المستمر للكشف المبكر

    بعد أن أصدرت لجنة حكومية أميركية خاصة بالكشف المبكر سنة 2009 توصيات جديدة بتغيير الارشادات إلى صورة مرة كل سنتين ابتداء من سن الخمسين لانها اعتبرت أن مضاعفات التصوير والأخطاء قد تكون كثيرة لدرجة أنها قد تقلل من الاستفادة. يدور حالياً جدالاً كبيراً بين الأطباء والجمعيات الطبية على صفحات المجلات العلمية ولكن الجمعية الأميركية للسرطان ما زالت تعتمد إرشاداتها بالإبتداء بالتصوير الماموغرافي بسن الأربعين وثم سنوياً، ونشير إلى أن بالتصوير الماموغرافي الحديث وخاصة الرقمي تخف القراءات الخاطئة ويجب أن يكون المركز والمصور التقني والطبيب القارىء متمرسا وذو خبرة للوصول إلى اسنتاجات صحيحة والتقليل من الأخطاء والإكثار من الاستفادة.
    أما بالنسبة للدول النامية أو الدول ذات الدخل المحدود أو الدخل المتوسط فيجب على الأطباء والمسؤولين عن الصحة فيها أن يتنبها إلى إحصائيات بلادهم ونسبة حدوث سرطان الثدي عندهم لاتخاذ القرار المناسب بضرورة التصوير الماموغرافي لسائر النساء أم لا، والابتداء بعد سن الأربعين أو الخمسين في حال إقرار التصوير الماموغرافي. إننا ننصح على الأقل بضرورة إعتماد التوعية الصحية والفحص الذاتي والفحص السنوي عند الطبيب للتقليل من الحالات المتقدمة موضعياً في هذه البلاد، والتحضير والتدريب للتصوير الماموغرافي لاحقاً حسب توقعات ازدياد سرطان الثدي وتحسن الموارد وتحسين الإجراءات الصحية الأخرى.

  6. #1246
    الصورة ما فوق الصوتية للثدي Breast Ultrasound: سرطان الثدي ج11


    الصورة ما فوق الصوتية للثدي (أو “سونار” أو “ايكو” كما تتم تسميتها في بعض الدول العربية) يتم اجرائها بواسطة ماكينات حديثة تبث أمواجاً ما فوق صوتية نحو الثدي تنعكس لدى اصطدامها بمكونات الثدي وغدده، فيتم التقاطها لدى عودتها وتحويلها إلى صورة على شاشة كمبيوتر، ثم يتم طبعها على ورق خاص أو حفظها على قرص إلكتروني. تظهر الماكينة ما فوق الصوتية شكل الغدد والأورام والتليفات ومحتوياتها. تعتمد نتائج الصورة بشكل كبير على خبرة الطبيب المصّور وتفسيره للتموجات وانعكاساتها. هناك أبحاث جديدة لآلات تظهر الثدي بشكل موضوعي أكثر وتصنّف مكوناته بالاستناد إلى تحليل كمبيوتر مرفق بها ولا تعتمد كثيراً على الطبيب المصور وقد تصبح هذه الآلات الحديثة ذات استعمال أكبر في المستقبل القريب.
    من أهم مميزات الصورة ما فوق الصوتية للثدي أنها تستطيع أن تساعد على إيضاح خيالات الصورة الشعاعية الماموغرافية والتركيز على إطار الأورام والأكياس وعلاقتها بمحيطها، وكذلك تستطيع أن تبين لنا محتوياتها وتحدد إذا كانت تحتوي على سائل فنسميها عندئذ كيساً، أو تكون صلبة فنسميها ورماً.
    الصورة مافوق الصوتية مساعدة لأخذ خزعة

    يتم حديثاً الإعتماد على التصوير الما فوق صوتي لأخذ الخزعات والتشخيص الدقيق، خاصة عندما يكون الورم صغيراً أو غير ثابت أو غير ممكن تحديده باليد، فيتم تصويب الأبرة الرفيعة أو إبرة الخزعة نحو الورم لكي يتم سحب الماء أو سحب الخلايا النسيجية بشكل دقيق، ولكي نتجنب أيضاً شك المريضة مرات عديدة بدون فائدة، أو نتجنب إخضاع المريضة لعمليتين جراحيتين واحدة للتشخيص وواحدة للعلاج.
    الصورة الصوتية لعقد الإبط

    أصبحت الصورة الصوتية لمنطقة تحت الإبط أو “الإبط” ذات أهمية كبرى لتحديد مرحلة المرض وتحديد ما إذا كان منتشراً إلى عقد الإبط قبل إجراء العملية الجراحية للثدي. فإذا كانت هناك عقدة ليمفاوية مشكوك بها كبيرة الحجم ومتغيرة الأصداء وغير منتظمة فقد يتم إجراء سحب خلايا FNA لمعرفة إذا ما كانت تحتوي على خلايا سرطانية أم لا. فإذا كانت العقدة تحتوي على خلايا سرطانية فقد يتم استعمال هذه المعلومة لإقرار علاجاً كيميائياً أو هرمونياً. لم يكن هناك عقداً ليمفاوية على الفحص السريري وعلى الصورة الصوتية، فيمكن إجراء جراحة خزعة العقدة الأولى الحارسة فيما بعد.

  7. #1247
    الصورة ما فوق الصوتية للثدي Breast Ultrasound: سرطان الثدي ج11
    الصورة ما فوق الصوتية للثدي (أو “سونار” أو “ايكو” كما تتم تسميتها في بعض الدول العربية) يتم اجرائها بواسطة ماكينات حديثة تبث أمواجاً ما فوق صوتية نحو الثدي تنعكس لدى اصطدامها بمكونات الثدي وغدده، فيتم التقاطها لدى عودتها وتحويلها إلى صورة على شاشة كمبيوتر، ثم يتم طبعها على ورق خاص أو حفظها على قرص إلكتروني. تظهر الماكينة ما فوق الصوتية شكل الغدد والأورام والتليفات ومحتوياتها. تعتمد نتائج الصورة بشكل كبير على خبرة الطبيب المصّور وتفسيره للتموجات وانعكاساتها. هناك أبحاث جديدة لآلات تظهر الثدي بشكل موضوعي أكثر وتصنّف مكوناته بالاستناد إلى تحليل كمبيوتر مرفق بها ولا تعتمد كثيراً على الطبيب المصور وقد تصبح هذه الآلات الحديثة ذات استعمال أكبر في المستقبل القريب.
    من أهم مميزات الصورة ما فوق الصوتية للثدي أنها تستطيع أن تساعد على إيضاح خيالات الصورة الشعاعية الماموغرافية والتركيز على إطار الأورام والأكياس وعلاقتها بمحيطها، وكذلك تستطيع أن تبين لنا محتوياتها وتحدد إذا كانت تحتوي على سائل فنسميها عندئذ كيساً، أو تكون صلبة فنسميها ورماً.
    الصورة مافوق الصوتية مساعدة لأخذ خزعة

    يتم حديثاً الإعتماد على التصوير الما فوق صوتي لأخذ الخزعات والتشخيص الدقيق، خاصة عندما يكون الورم صغيراً أو غير ثابت أو غير ممكن تحديده باليد، فيتم تصويب الأبرة الرفيعة أو إبرة الخزعة نحو الورم لكي يتم سحب الماء أو سحب الخلايا النسيجية بشكل دقيق، ولكي نتجنب أيضاً شك المريضة مرات عديدة بدون فائدة، أو نتجنب إخضاع المريضة لعمليتين جراحيتين واحدة للتشخيص وواحدة للعلاج.
    الصورة الصوتية لعقد الإبط

    أصبحت الصورة الصوتية لمنطقة تحت الإبط أو “الإبط” ذات أهمية كبرى لتحديد مرحلة المرض وتحديد ما إذا كان منتشراً إلى عقد الإبط قبل إجراء العملية الجراحية للثدي. فإذا كانت هناك عقدة ليمفاوية مشكوك بها كبيرة الحجم ومتغيرة الأصداء وغير منتظمة فقد يتم إجراء سحب خلايا FNA لمعرفة إذا ما كانت تحتوي على خلايا سرطانية أم لا. فإذا كانت العقدة تحتوي على خلايا سرطانية فقد يتم استعمال هذه المعلومة لإقرار علاجاً كيميائياً أو هرمونياً. لم يكن هناك عقداً ليمفاوية على الفحص السريري وعلى الصورة الصوتية، فيمكن إجراء جراحة خزعة العقدة الأولى الحارسة فيما بعد.

  8. #1248
    التصوير الشعاعي الماموغرافي: سرطان الثدي ج10

    يتم تصوير الثدي داخل آلة “أشعة اكس” هي آلة ماموغرافي حديثة خاصة بالثدي تبث كمية قليلة جداً من الوحدات الشعاعية. تخترق أشعة اكس كما هو معروف الهواء ومكونات الجسم الطرية بدرجات مختلفة وتبّينها على الفيلم بلون اسود أو ما هو قريب منه. أما الأجزاء الصلبة من الجسم مثل العظام والأجزاء الكثيفة فلا تستطيع أشعة اكس اختراقها فتبين بيضاء أو مائلة إلى البياض على الفيلم.
    يحتوي الثدي على نسب مختلفة من الغدد والدهن والعضل والنسيج الطري التي تخترقها الأشعة بدرجات متفاوتة، ويمكن دراسة تفاصيل الثدي على فيلم الصورة الماموغرافية العادية، التي قد تبين تكتلات نسيجية وورمية غير طبيعية.
    من خصائص الأورام الما قبل السرطانية أو السرطانية أيضاً انها قد تحتوي على كميات من الكالسيوم تكون متجمعة وقريبة من بعضها البعض فيتم اكتشافها على الصورة بشكل تكلسات صغيرة جداً غير متجانسة غير منتظمة ومتجّمعة حول بعضها البعض. أما إذا كانت التكلسات كبيرة الحجم أو دائرية ومتجانسة ومنتظمة فهي تكون عادة من النوع الحميد.
    أما بالنسبة لكثافة غدد الثدي، فإن صورة الماموغرافي تكون عادة بيضاء اللون أكثر عند السيدات قبل سن انقطاع الحيض. ولكن كلما ازداد عمر السيدة يقل عدد غدد الثدي وتزيد نسبة الشحوم فيه فيصبح بامكان أشعة اكس اختراق الثدي بسهولة أكثر وتصبح الصورة أوضح. لهذا يصبح سهلاً أكثر على طبيب الأشعة رؤية التكتلات الحميدة أو الخبيثة إن وجدت، على الصورة.
    ونشير إلى أن ماكينات التصوير الماموغرافي الرقمية الحديثة تبين تفاصيل الثدي، خاصة ذو الكثافة الزائدة بشكل أفضل.
    تجدر الإشارة إلى أن الصورة الصوتية قد تساعد على إيضاح أكبر لمكونات الثدي والعقد والتكلسات وقد يتم استعمالها لتكملة صورة الماموغرافي، خاصة أيضاً عند السيدات الصغيرات بالعمر حيث الثدي يكون أكثر كثافة.
    ما هي الطريقة للتأكد من التكلسات التي يشك الطبيب بأنها سرطانية؟

    الطريقة الصحية هي أخذ خزعة منها بالإستعانة بالصورة الصوتية. يتم دراسة الخزعة بالفحص النسيجي (الباثولوجي) للتبين إذا ما كانت حميدة أو إذا ما كان هناك خلايا سرطانية أو خلايا ما قبل سرطانية.
    إذا بينت الخزعة وجود خلايا خبيثة، فعندئذ يجب إجراء ما يلي:
    1- تحديد مكان التكلسات على الصورة الماموغرافي.
    2- وضع علامة على التكلسات من قبل طبيب الأشعة لكي تتم ازالتها بدقة وبالكامل من قبل الجراح.
    3- الجراح يستأصل الجزء من الثدي الذي يحتوي على التكلسات بمساعدة العلامة التي وضعها له طبيب الأشعة وهي في هذه الحالة بواسطة الشريطة المعكوفة الخاصة بهذه الجراحة.
    4- تصوير الجزء الذي تم إستئصاله للتأكد أنه تم فعلاً إستئصال التكلسات بالكامل.

    صورة الماموغرافي بعد جراحة الإستئصال الجزئي

    قد يكون حجم الثدي مختلفاً عن الثدي السليم حسب كمية الإستئصال الجزئي السابق، مع بعض الكثافة بسبب العلاج الشعاعي. في بعض الحالات قد يستحسن إجراء صورة صوتية بالإضافة إلى الصورة الشعاعية.
    نوعية صورة الماموغرافي والكشف المبكر في البلدان العربية

    في خضم الحوار العالمي حول إيجابيات الكشف المبكر، يهمنا أن نشير إلى أنه على الدول التي تروج للكشف المبكر عن طريقة التصوير الماموغرافي أن تفرض معايير ومقاييس دقيقة للتدريب على التصوير وتظهير الافلام وقرائتها وأن تسن قوانين لمراقبة نوعية التصوير الماموغرافي والترخيص لمراكز التصوير الماموغرافي. وكذلك أن تفرض دراسات لنتائج التصوير وما قد تتسبب به من تصوير إضافي وخزعات وجراحات ومضاعفات حت تتأكد أن التصوير الماموغرافي لا يتسبب بمضار أكثر من الاستفادة.
    إن الاستفادة من الكشف الماموغرافي المبكر يمكن أن تختزل بسهولة بسبب احتمالات الضرر الذي قد ينتج عنها عبر الفحوصات الغير ضرورية ومضاعفاتها التي قد تحصل عندما يكون التصوير غير مستوفٍ شروط الجودة العالمية الحديثة. إن عدم المراقبة الدائمة لكمية الشعاع من جميع الآلات المستعملة، أو التدريب غير الكافي للمصور، أو التظهير غير الدقيق للفيلم، أو القراءة غير دقيقة للصورة قد يتسبب بإجراء خزعات وجراحات غير ضرورية واشتراكات مضرة ومكلفة.
    متطلبات البرنامج الوطني الشامل للكشف المبكر والماموغرافي

    تشكو معظم البلدان العربية من عدم وجود سجلات دورية لحملات الكشف المبكر وعدم تذكير السيدات لإجراء فحوصاتها، مع أن هناك حملات دورية خلال أشهر اكتوبر في العديد من الدول العربية، وحتى أن هناك جمعيات أهلية تتبرع بتكاليف الماموغرافي للسيدات.
    إن الكشف المبكر ما زال يتم فقط عند السيدات والمتنبهات والقادرات على دفع تكاليفها أو اللواتي يمتلكن التأمين الصحي، وليس متوفراً لأغلبية النساء. لذلك يجب أن يكون هناك برامج صحية متكاملة للكشف المبكر وللتوعية والمراقبة والدورات التدريبية والترخيص السنوي لمراكز الماموغرافي في تلك الدول وفي جميع المناطق والمستشفيات سواء كانت في المدن أو في القرى.
    إن التوعية الصحية وفحص الثدي تبقى ذات أهمية كبرى للكشف المبكر وأن التصوير الماموغرافي يجب أن بتم ضمن معايير ومقاييس عالية ورقابة وجودة تقنية وطبية.
    إن بعض الدول العربية ابتدأت ترصد الميزانيات وتشجع وتؤمن نوعية جيدة للتصوير الماموغرافي.

  9. #1249
    فحوصات السكري المهمة


    بعد أسابيع أو أشهر على تشخيصك بمرض السكري، يفترض أن تصبح السيطرة على داء السكر لديك روتيناً. فأنت تطوّر تدريجياً نمطاً لفحص سكر الدم (الغلوكوز) وممارسة التمارين والأكل الجيد. لكنك تتساءل غالباً: “هل أبلي حسناً؟”. فأنت تحب أن تعرف ما إذا كانت جهودك اليومية للسيطرة على سكر دمك تجدي نفعاً وتبقي المشاكل الصحية الأخرى بمنأى عنك.

    يمكنك العثور على الجواب الذي تبحث عنه من خلال البقاء على اتصال دائم بفريق الرعاية الصحية والتأكد من حصولك على الاختبارات الملائمة أثناء الفحوصات الدورية. فهذه الاختبارات تقيّم مدى حسن سيطرتك على سكر دمك وتحدد المشاكل المحتملة.
    تعتبر الفحوصات المنتظمة مهمة لأنها:

    ● تمنح طبيبك الفرصة للبحث عن المراحل الأولى لمضاعفات داء السكر. فالعديد من المضاعفات المحتملة تظهر باكراً في تحاليل الدم والبول البسيطة المنجزة في عيادة الطبيب.
    ● تتيح لك ولطبيبك مراجعة نجاحاتك والصعوبات في الوصول إلى أهداف سكر دمك.
    ● تمنحك فرصة لسماع الاقتراحات من أعضاء فريق الرعاية الصحية بشأن كيفية تحقيق أهدافك.

    تأليف فريق الرعاية الصحية

    تستلزم السيطرة الناجحة على داء السكر العمل مع أكثر من فرد واحد. ويمكن أن يضم فريق رعايتك الصحية هؤلاء الاختصاصيين:
    • طبيب: يمكن أن يكون طبيبك الأساسي اختصاصياً في داء السكر (الغدد الصم) أو اختصاصياً في الرعاية الأولية.
    • مساعد طبيب: يعمل مساعد الطبيب عن كثب مع طبيبك وقد يساعده على الاعتناء بك. يمكن أن يكون هذا الشخص مساعداً أو ممرضاً.
    • مستشار داء السكر: إنه شخص حائز على أهلية تعليم الأشخاص المصابين بداء السكر كيفية السيطرة على مرضهم. ويكون هذا الشخص ممرضاً مسجلاً في أغلب الأحيان.
    • اختصاصي في التغذية: إنه يعمل معك لتطوير برنامج أكل صحي للمساعدة في السيطرة على مستويات سكر دمك.
    يرتبط التواتر اللازم لزيارة طبيبك أو بقية أفراد فريق الرعاية الصحية بما يحدث في صحتك. فإذا واجهت مشكلة في إبقاء مستويات سكر دمك منخفضة أو إذا غيّرت الدواء، يجدر بك الاتصال بأحد أفراد فريق الرعاية الصحية كل أسبوع. وقد يوصيك الطبيب بزيارته مرة كل يوم ربما إلى حين استقرار مستويات السكر والأنسولين في دمك.
    لكن في الإجمال، إذا كنت تشعر أنك على ما يرام وتبقي سكر دمك ضمن النطاق الذي اتفقت عليه مع طبيبك، لن تحتاج ربما إلى زيارة طبيبك أكثر من أربع مرات سنوياً – أو مرة كل 3 أشهر. وإذا وصلت إلى مستويات السكر المنشودة واستطعت الحفاظ عليها، يمكن مباعدة الزيارات أكثر فأكثر.
    ما يمكن توقعه أثناء الفحص

    يحتمل أن يبدأ طبيبك الفحص من خلال سؤالك عن نتائج سكر دمك وصحتك الإجمالية: كيف تشعر؟ هل عانيت من أية عوارض أو مشاكل جديدة؟ هل استطعت إبقاء سكر دمك ضمن النطاق المنشود؟ من المهم أن تحضر معك السجل اليومي لنتائج سكر دمك بحيث يستطيع الطبيب الاطلاع عليه. وسوف يهتم خصوصاً في نتائج سكر الدم المرتفع أو المنخفص، وأسبابها.
    أما المسائل الأخرى التي قد يرغب طبيبك في تناولها فتشمل:
    ● التعديلات المؤقتة التي أجريتها في برنامج علاجك، بما في ذلك تعديلات الأدوية، للتكيف مع نتائج سكر الدم المرتفع أو المنخفض.
    ● المشاكل التي تواجهها في اتباع برنامج علاجك.
    ● المشاكل العاطفية والاجتماعية التي تعاني منها ربما.
    ● التغيرات في استعمالك للتبغ.

    وأثناء الفحص الطبي، يقوم أحد أفراد الفريق الطبي بـ:
    التحقق من ضغط دمك
    فتماماً مثل داء السكر، يمكن أن يتلف ضغط الدم المرتفع (فرط ضغط الدم) أوعيتك الدموية. ويترابط داء السكر مع ضغط الدم المرتفع في أغلب الأحيان، ويمكن أن يزيدا من سرعة تعرضك لنوبة قلبية أو سكتة في حال تزامنهما مع بعضهما. فإذا كان ضغط دمك مرتفعاً، عليك تناول الأدوية للسيطرة عليه. فالسيطرة على ضغط الدم المرتفع يمكن أن تساعد على الحؤول دون مضاعفات داء السكر.

    التحقق من وزنك
    إذا كنت تعاني من داء السكر والوزن الزائد، يمكن لفقدان الوزن أن يساعدك في السيطرة على سكر دمك. وإذا كنت تتناول أدوية لداء السكر، يمكن لخفض الوزن أن يخفف حاجتك إلى الدواء. أما زيادة الوزن فتزيد عليك صعوبة السيطرة على سكر دمك المرتفع.

    التحقق من قدميك
    في كل زيارة، يجدر بالطبيب إجراء فحص سريع لقدميك. ويجدر به القيام بفحص شامل للقدمين مرة على الأقل كل عام.
    وأثناء الفحص الشامل، يبحث الطبيب عن:
    ● التشققات في الجلد التي يمكن أن تفضي إلى التهاب.
    ● نبض القدمين الذي يشير ما إذا كانت الدورة الدموية جيدة في القدمين، وحاسة اللمس التي تحدد ما إذا كانت الأعصاب الحسية في القدم تعمل كما يجب.
    ● النطاق الطبيعي للحركة للتأكد من عدم وجود ضرر في العضلات أو العظام.
    ● التشوهات العظمية أو دليل عن ازدياد الضغط مثل الجلد المتصلّب، الأمر الذي يشير إلى حاجتك إلى أحذية مختلفة.
    وفي حال التعرف إلى مشكلة، عليك فحص قدميك بانتظام للتأكد من عدم تفاقم الحالة. وإذا كنت عاجزاً عن فحص قدميك بنفسك، أطلب مساعدة فرد من العائلة أو صديق مقرّب.

    طلب تحاليل دم وبول
    تستطيع تحاليل الدم والبول البسيطة الكشف عن أولى مضاعفات داء السكر، مثل مرض الكلية. وكلما أسرعت في اكتشاف المشاكل ومعالجتها، ازدادت فرص وقفك للضرر أو على الأقل إبطائه.
    والواقع أن الاختبارات الأربعة التالية مهمة جداً. تتولى ثلاثة منها اختبار دمك ويفحص الرابع بولك.

    اختبار الهيموغلوبين السكري (فحص السكر التراكمي)

    إن اختبار الهيموغلوبين السكري Glycated hemoglobin هو الأداة الأكثر فاعلية لتحديد مدى سيطرتك على سكر دمك. واختبار الدم هذا مختلف عن اختبار سكر الدم بعد الصوم أو الوخز اليومي للإصبع لأن هذين الأخيرين يقيسان فقط سكر دمك في وقت معين. أما اختبار الهيموغلوبين السكري، المعروف أيضاً باختبار الهيموغلوبين A1C، فيشير إلى مدى سيطرتك على سكر دمك خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية.
    كيف يعمل؟
    تحتوي خلايا دمك الحمراء على الهيموغلوبين، وهو بروتين يمنح الدم لونه الأحمر وينقل الأوكسيجين من رئتيك إلى كل الخلايا في جسمك. عند تكوّن خلية دم حمراء، لا يوجد أي سكر متصل بها. لكن عند تعرض الخلية للسكر في دمك، قد يلتصق بعض السكر بالهيموغلوبين في الخلية. وهذا ما يعرف بالهيموغلوبين السكري، وهي عبارة مشتقة من كلمة يونانية قديمة تعني “حلو”. أما مقدار الهيموغلوبين الذي يصبح سكرياً فيرتبط بمتوسط السكر في دورتك الدموية.

    وفي العادة، تكون نسبة صغيرة من الهيموغلوبين في دمك مشتملة على سكر متصل بها. وإذا كنت تعاني من داء السكر وتبقي سكر دمك ضمن النطاق السوي أو قرب السوي، تعكس قيمة الهيموغلوبين السكري هذا الأمر إذ تكون مشابهة للقيمة الموجودة عند شخص غير مصاب بداء السكر. لكن إذا واجهت مشكلة في السيطرة على سكر دمك خلال الأشهر القليلة الماضية، يشير الاختبار إلى نسبة أعلى من الهيموغلوبين السكري.
    للتحقق من مستوى الهيموغلوبين السكري، يتم سحب دم من وريد في ذراعك وفحصه في المختبر. يختلف النطاق الطبيعي لقيم الهيموغلوبين السكري بين مختلف المختبرات. ويجب أخذ هذا الاختلاف في الاعتبار حين يتولى طبيبك أو عضو آخر من الفريق الصحي قراءة نتائج اختبارك.

    كم مرة يجدر بي إنجاز الاختبار؟
    إذا كنت تستعمل الأنسولين للسيطرة على داء السكر، سواء كنت تعاني من النوع 1 أو 2، سوف يقترح عليك طبيبك على الأرجح إجراء اختبار الهيموغلوبين السكري أربع مرات كل عام. وإذا كنت تعاني من النوع 2 من داء السكر وتستطيع السيطرة على مستويات سكر دمك بواسطة الحمية الغذائية والتمارين أو الأدوية الفموية، قد لا تحتاج إلى إجراء الاختبار بهذا التواتر.

    كيف يساعد؟
    يمكن أن يكون اختبار الهيموغلوبين السكري مفيداً في طرق عدة. لنقل مثلاً إنك تواجه مشكلة في الحفاظ على مستوى سكر طبيعي في دمك ويتساءل طبيبك ما إذا كان يصف لك الدواء أو برنامج تمارين أكثر عدائية. قد يأمرك طبيبك بزيادة مقدار التمارين لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، ومن ثم الخضوع لاختبار الهيموغلوبين السكري. إذا أفضى الاختبار إلى نتيجة طبيعية، يعرف طبيبك أن زيادة التمارين هي كل ما تحتاج إليه للسيطرة على سكر دمك، وقد لا يتوجب عليك تناول الأدوية.

    كما تشير نتائج اختبار الهيموغلوبين السكري إلى خطر تعرضك لمضاعفات داء السكر. فكلما كانت النتيجة أعلى، ازداد خطر تعرضك لمشاكل صحية أخرى.
    وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يسيطرون على سكر دمهم، يكون الاختبار بمثابة توكيد لضرورة اتباعهم الخطوات المعتمدة أصلاً.
    بالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذا الاختبار طريقة لإنذارك أنت وطبيبك بالمشاكل المحتملة. فإذا كانت نتائج الهيموغلوبين السكري عندك طبيعية طوال عدة أشهر أو سنوات، وكشفت فجأة عن نتيجة غير طبيعية، قد يكون ذلك دليلاً على حاجتك للقيام بتعديلات في برنامج علاجك، وكذلك إجراء المزيد من الاختبارات لسكر الدم.

    اختبار الدهون

    يقيس اختبار الدم هذا مستوى الدهون (الشحوم) في دمك. فبعد تناول الطعام، يهضم جسمك الدهن في الطعام ويطلقه في الدورة الدموية في شكلين، الكولسترول والترايغليسريد.
    لإجراء الاختبار، يتم سحب دم من وريد في ذراعك وإرساله إلى المختبر حيث تقاس دهون الدم. وللحصول على نتيجة دقيقة، يفضل الامتناع عن الطعام لمدة 12 ساعة على الأقل قبل سحب الدم.

    الكولسترول

    الكولسترول هو مادة شمعية شبيهة بالدهن. يحتاج جسمك إلى الكولسترول لإنشاء جدران الخلايا وعزل الأعصاب. كما يستخدمه كبدك لإنتاج أحماض الصفراء التي تساعد على هضم طعامك. وعند وجود الكثير من الكولسترول في دمك، ولاسيما الكثير من نوع معين، قد تحدث المشكلة.
    واللافت أن المصابين بالنوع 2 من داء السكر يكشفون غالباً عن مستويات غير صحية من الكولسترول. ويعزى ذلك جزئياً إلى كون معظم المصابين بالنوع 2 من داء السكر من أصحاب الوزن الزائد، علماً أن الوزن الزائد يسهم في رفع مستويات الكولسترول والترايغليسريد. ويمكن للعوامل الوراثية أن تفضي أيضاً إلى مستويات كولسترول غير صحية.
    لا يستطيع الكولسترول الانتقال في دورتك الدموية في شكله الأصلي. فأثناء الهضم، يغلف جسمك الكولسترول بالبروتين. وبعد التغليف، يطلق على الرزمة اسم البروتين الدهني أو البروتين المشبع بالدهن. ويكون الكولسترول متوافراً في ثلاثة أشكال:
    1. البروتين الدهني القليل الكثافة (LDL)
    يوصف هذا الشكل غالباً بالكولسترول “السيء”. وفي حال وجود الكثير من كولسترول LDL في دمك، تصبح خلايا جسمك مشبعة بالكولسترول ويترسب الكولسترول في جدران الشرايين، حيث يتراكم ويتصلّب. تبدأ هذه المادة الصلبة، المعروفة بالصفيحة، بتضييق جدران الشرايين وتصليبها، مما يزيد من صعوبة مرور الدم عبرها. وإذا تضاءل تدفق الدم إلى قلبك أو انقطع بالكامل، تتعرض لنوبة قلبية. وإذا انقطع تدفق الدم عن جزء من دماغك، تعاني من سكتة.
    بالنسبة إلى المصابين بداء السكر، تميل جزيئات كولسترول LDL لأن تكون أصغر وأكثر كثافة مما هي عند الأشخاص غير المصابين بداء السكر. وكلما كانت الجزيئات أكثر كثافة، ازداد الضرر الناجم عنها.

    2. البروتين الدهني الشديد الكثافة (HDL)
    على عكس كولسترول LDL الذي يحتوي بمعظمه على الكولسترول، يحتوي كولسترول HDL بمعظمه على البروتين. ويقال غالباً عن هذا الشكل من الكولسترول إنه جيد. يتولى كولسترول HDL التقاط الكولسترول المترسب في جدران شرايينك ونقله إلى كبدك للتخلص منه.
    3. البروتين الدهني القليل الكثافة جداً (VLDL)
    يتألف البروتين الدهني القليل الكثافة جداً من الترايغليسريد فضلاً عن مقادير ضئيلة من الكولسترول والبروتين. ويمكن للارتفاعات في كولسترول VLDL أن تزيد أيضاً من خطر تعرضك لمرض القلب.
    الترايغليسريد Triglycerides

    الترايغليسريد هي المواد الكيميائية التي يوجد فيها معظم الدهن في جسمك. يحوّل جسمك الوحدات الحرارية التي لا يحتاج إليها فورياً إلى ترايغليسريد وينقلها إلى خلايا الدهن للتخزين. وفي فترة لاحقة، تتولى الهرمونات تنظيم إطلاق الترايغليسريد لتلبية حاجاتك إلى الطاقة بين الوجبات. ومثلما تحتاج إلى بعض الكولسترول للحفاظ على صحة جيدة، فإنك تحتاج أيضاً إلى مستوى معين من الترايغليسريد. لكن المستويات المرتفعة للترايغليسريد قد تكون غير صحية. تجدر الإشارة إلى أنه يتم نقل معظم الترايغليسريد عبر دورتك الدموية بمثابة بروتين دهني قليل الكثافة جداً.
    كم مرة يجدر بي إنجاز الاختبار؟
    يجدر بالأشخاص غير المصابين بداء السكر إجراء اختبار الشحوم مرة كل 3 إلى 5 سنوات – أو ربما أكثر إذا كانت مستويات الدهن في دمهم أعلى من المعتاد أو لديهم تاريخ عائلي من دهون الدم المرتفعة. أما الأشخاص المصابون بداء السكر فيجدر بهم إجراء الاختبار مرة على الأقل كل سنة. والسبب في ذلك أن داء السكر قد يسرّع نشوء الشرايين المسدودة والمتصلّبة (تصلّب الشرايين)، مما يزيد من خطر تعرضك لنوبة قلبية وسكتة ودورة دموية سيئة في قدميك وساقيك.

    كيف يساعد الاختبار؟
    يمكن للمستوى المرتفع لدهون الدم أن ينذر طبيبك بازدياد خطر تلف الأوعية الدموية. كما أن معرفة مستويات الدهن في جسمك تساعد طبيبك على تحديد ما إذا كنت تستطيع الاستفادة من الأدوية لخفض مستويات الكولسترول أو الترايغليسريد في دمك. وتعتبر الحمية الغذائية والتمارين من أولى الدفاعات في وجه مستويات دهون الدم غير الصحية، تماماً مثلما هي في السيطرة على داء السكر. يمكن وصف الأدوية المخفضة للكولسترول أو الترايغليسريد إذا لم تكن هذه الخطوات فعالة أو كان مستوى LDL أو الترايغليسريد مرتفعاً جداً.

    هل دهن دمك موجود حيث يلزم؟
    لمساعدتك على تقييم مستويات الدهن في دمك، إليك هذا الجدول البياني الذي يظهر ما يوصي به المعهد الوطني للقلب والرئتين والدم، وهو فرع من المعاهد الوطنية للصحة العامة، لكل الأميركيين. واعلم أن هذه الأرقام مجرّد إرشادات. ويتخذ كل رقم معنى أكبر عند النظر إلى علاقته مع المخاطر الصحية الأخرى.
    بالنسبة إلى المصابين بداء السكر، تكون مستويات كولسترول HDL والترايغليسريد الموصى بها هي نفسها المنطبقة على كل الأميركيين. لكن مستوى كولسترول LDL الموصى به أكثر انخفاضاً. فبما أن داء السكر يعرضك أكثر لخطر مرض القلب، توصي الجمعية الأميركية لداء السكر بأن يكون مستوى كولسترول LDL موازياً ل 100 ملغ في كل عُشر ليتر من الدم أو أقل.

    المقدار الموصى به خطر منخفض خطر متوسط خطر مرتفع
    كولسترول LDL أقل من 130 ملغ / عشر ليتر (بالنسبة إلى المصابين بداء السكر: 100 ملغ / عشر ليتر أو أقل) أقل من 100 ملغ / عشر ليتر 100-129 ملغ / عشر ليتر 130 ملغ / عشر ليتر أو أكثر
    كولسترول HDL 35 ملغ / عشر ليتر للرجال و 45 ملغ / عشر ليتر للنساء على الأقل أكثر من 45 ملغ / عشر ليتر للرجال و 55 ملغ / عشر ليتر للنساء 35-45 ملغ / عشر ليتر للرجال و 45-55 ملغ / عشر ليتر للنساء أقل من 35 ملغ / عشر ليتر للرجال و 45 ملغ / عشر ليتر للنساء
    ترايغليسريد أقل من 200 ملغ / عشر ليتر أقل من 200 ملغ / عشر ليتر 200-399 ملغ / عشر ليتر 400 ملغ / عشر ليتر أو أكثر

    اختبار كرياتينين المصل Serum creatinine test

    يمكن لداء السكر أن يتلف نظام الترشيح الدقيق في كليتيك الذي يزيل السموم من جسمك. يستطيع اختبار كرياتينين المصل إنذارك بوجود مشاكل في الكلية. فهو يقيس مستوى الكرياتينين في دمك، علماُ أن الكرياتينين هي فضلات كيميائية يتم إنتاجها حين تستخدم عضلاتك. وإذا لم تعمل الكليتان كما يجب، لن تستطيعان إزالة هذه المادة الكيميائية من دمك.
    يحتوي دمك عادة على مقدار صغير من الكرياتينين. وإذا كشفت نتائج اختبار كرياتينين المصل أن المعدل فوق النطاق السوي، فإنك تعاني ربما من ضرر في الكلية.
    كم مرة يجدر بي إنجاز الاختبار؟
    يجدر بك الخضوع لاختبار كرياتينين المصل مرة كل عام. وإذا كنت تعاني من ضرر في الكلية، قد يوصيك الطبيب بإجراء هذا الاختبار على نحو أكثر تواتراً.

    كيف يساعد هذا الاختبار؟
    إن معرفة صحة كليتيك مهمة فعلاً لأن وظيفة الكلية تؤثر في العديد من القرارات المتعلقة برعايتك الصحية، بما في ذلك الأدوية الآمنة لك وكيفية التصرف للسيطرة على ضغط دمك.

    اختبار المواد الزلالية الجزئية (الألبومين) في البول Microalbumin test
    يستخدم اختبار Microalbumin في البول لتقييم صحة الكلى. لكن على عكس الاختبارات المذكورة آنفاً، إنه اختبار بول وليس اختبار دم.
    حين تعمل كليتاك كما يجب، تصفيان فقط الأوساخ في دمك التي تفرزها في بولك. ويبقى البروتين وبعض المواد الأخرى المفيدة في دورتك الدموية. لكن حين تتعرض كليتاك للضرر يحدث العكس: تبقى الأوساخ في دمك ويرشح البروتين إلى بولك.

    حين تبدأ كليتاك بالرشح، تفرّ مقادير ضئيلة من البروتين (الألبومين). وفي المرحلة الأولى من مرض الكلية، قد تفقد بين 30 و 300 ملغ من الألبومين كل يوم، وهذا ما يعرف بالبيلة الألبومينية الصغرى. أما المرحلة اللاحقة والأكثر تفاقماً من المرض فتعرف بالبيلة الألبومينية الكبرى macroalbuminuria (البيلة البروتينية السريرية) وتحدث عموماً بعد مرور 10 أعوام إلى 20 عاماً على معاناتك من داء السكر. وفي حالة البيلة الألبومينية الكبرى ، ترشح أكثر من 300 ملغ من الألبومين كل يوم.
    تستخدم طرق عدة لتشخيص تسرب الألبومين. ولعل الطريقة الأفضل تقضي بجمع بولك على مدى 24 ساعة في وعاء نظيف تحصل عليه من طبيبك. تأخذ بعدها الوعاء المحتوي على بولك إلى عيادة طبيبك حيث يتم إرساله إلى المختبر وتحليله. لكن طرق التشخيص التي جرى تطويرها حديثاً تستلزم مقداراً أقل من البول. بالفعل، تستطيع المختبرات الآن كشف الإفراز المفرط للألبومين في مقدار البول نفسه الذي نوفره أثناء تحليل البول الروتيني.
    كم مرة يجدر بي إنجاز الاختبار؟
    يجدر بك الخضوع لاختبار الألبومين الصغري في البول مرة كل عام إذا:
    ● كنت تعاني من النوع 1 من داء السكر منذ أكثر من 5 أعوام وبلغت سن الرشد.
    ● كنت تعاني من النوع 2 من داء السكر.

    لا يجدر بك الانتظار لمدة 5 أعوام إذا كنت تعاني من النوع 2 من داء السكر لأن المرض يبقى عادة من دون تشخيص لعدة سنوات. ولسوء الحظ، لا يجري العديد من الأطباء هذا الاختبار على نحو روتيني. وإذا لم تخضع قبلاً لهذا الاختيار، أطلب ذلك بنفسك.
    كيف يساعد هذا الاختبار؟
    يستطيع اختبار الألبومين الصغري في البول إنذارك أنت وطبيبك بضرر الكلية، على أمل أن يكون هذا الضرر في مراحله الأولى.

    عند إبقاء مستوى سكر دمك ضمن النطاق السوي أو قرب السوي، يمكنك المساعدة على الحؤول دون تفاقم مرض الكلية المرتبط بداء السكر. كما أن السيطرة على ضغط الدم المرتفع مهمة في الحؤول دون حصول تلف إضافي في الكلية. وفي أغلب الأحيان، توصف أدوية ضغط الدم، المعروفة بقامعات أنزيم تحويل الأنجيوتنسين، للأفراد المصابين بتلف الكلية لأن هذه الأدوية تساعد على حماية وظيفة الكلية. وقد تكون فئات أخرى من أدوية ضغط الدم مفيدة أيضاً، وقد تحتاج إلى أكثر من نوع واحد. كما أن تناول غذاء منخفض البروتينات قد يحسّن ارتشاح البروتين من خلال تخفيف العبء عن كليتيك. لكن الغذاء الأميركي النموذجي غني بالبروتينات – بين 120 و 150 غراماً كل يوم. أما الغذاء القليل البروتينات فيحتوي على أقل من 80 غراماً من البروتين كل يوم.
    أسئلة وأجوبة

    هل يمكن لممارسة التمارين بكثافة أو تعديل غذائي قبل أيام قليلة من موعد اختبار الهيموغلوبين السكري أن تعدّل النتائج؟

    لا يمكنك تعديل النتائج من خلال تغيير أسلوب عيشك قبل أيام قليلة من موعد الاختبار. لكنك قد تحصل على نتيجة غير دقيقة إذا خضعت مؤخراً لنقل دم أو عانيت من أنواع محددة من فقر الدم.
    هل يعتبر اختبار وحيد شاذ للهيموغلوبين السكري سبباً كافياً لتغيير برنامج علاجي، أو هل يفضل الانتظار لمعرفة ما إذا كانت الاختبارات المستقبلية تفضي أيضاً إلى نتائج شاذة؟

    لا شك في أن الاختبار الشاذ الواحد هو سبب كاف لإعادة تقييم برنامج علاجك. لكن هذا لا يعني أن برنامجك يحتاج إلى التغيير كلياً. فبضعة تعديلات قد تكون كافية ربما. قد تحتاج إلى مراقبة سكر دمك بتواتر أكبر، ومراقبة غذائك عن كثب أكبر، وممارسة المزيد من النشاط الجسدي أو إجراء تعديلا في جرعات أدويتك.
    ما هو مقدار الوزن الذي يجدر بي فقدانه لتحسين مستوى الكولسترول لديّ؟

    يمكن لخسارة 5 إلى 10 باوندات أن تحسن مستويات الكولسترول والترايغليسريد لديك. كما أن التخلص من المزيد من الوزن يفضي إلى تحسينات أكبر.
    ما الذي يجدر بي فعله إذا شعرت أني لا أحظى بمتابعة ملائمة من طبيبي؟

    ناقش مخاوفك المرتبطة بعلاجك مع طبيبك. وفي المجالات التي تواجه فيها المشاكل أو الصعوبات، إسأله عن اقتراحاته لكيفية معالجتها. إذا لم يستطع طبيبك تزويدك بالمعلومات التي تحتاج إليها، حاول زيارة اختصاصي آخر يحتمل أن يساعدك: اختصاصي في داء السكر (طبيب الغدد الصم)، أو مساعد لطبيب داء السكر، أو مستشار داء السكر، أو اختصاصي في التغذية. يفترض أن تكون مرتاحاً للرعاية التي تتلقاها وتكون على اتصال إيجابي ومفتوح مع طبيبك وفريق الرعاية الصحية.

  10. #1250
    أبرز الاختبارات المعتمدة لتشخيص المشاكل الهضمية

    بالنسبة إلى معظم الأشخاص، لا تشكل حالات الحرقة أو الإسهال العارض مدعاةً للقلق. ولا يلجأ الناس عادةً إلى الأطباء إلا حين تستمر العوارض الهضمية أو تسوء. وبمقدور الطبيب أن يشخص مصدر المشكلة بوقت قصير. إذ يكفيه عادةً إجراء فحص جسماني بالإضافة إلى طرح أسئلة حول العوارض وعادات الأكل والتمارين الجسدية والروتين اليومي.
    غير أنه في كثير من الأحيان، يحتاج الطبيب قبل إعطاء التشخيص إلى إجراء بعض الاختبارات. والواقع أنّ اختبارات التشخيص مفيدة جداً خاصةً حين تشير العوارض إلى أكثر من سبب محتمل. ومن شأن الاختبارات أيضاً أن تؤكد التشخيص الأولي للطبيب.
    ويعتمد نوع الاختبار الذي يخضع له المريض على العوارض بالإضافة إلى موضعها وحدتها وتواترها. وفيما يلي بعض من أبرز الاختبارات المعتمدة لتشخيص المشاكل الهضمية.
    تحاليل الدم

    غالباً ما تشكل تحاليل الدم الخطوة الأولى في سبيل التشخيص. ويعود ذلك إلى سهولة إجرائها من جهة، ولأنها تعطي الطبيب فكرة عامة عما يدور في جسد المريض من جهة ثانية. وقد يطلب الطبيب عدة تحاليل، بما في ذلك أحد التحاليل التالية أو بعضها:
    • التعداد الكامل لكريات الدم (CBC): يقيس هذا التحليل عدداً من خصائص الدم بما في ذلك عدد الكريات الحمراء والبيضاء. فانخفاض عدد الكرات الحمراء (فقر الدم) قد يقترن بنزف معدي معوي. أما ارتفاع عدد الكريات البيضاء فقد يشير إلى وجود إنتان أو التهاب.
    • تحاليل الكبد: تقيس هذه التحاليل بعض الأنزيمات والبروتينات في الدم. وفي حال وجود خلل في وظيفة الكبد، غالباً ما تكون معدلاتها غير طبيعية.
    • قياس مستوى الكاروتين والفيتامين ب -12 وأملاح حامض الفوليك (folate): فإن كان مستوى هذه المغذيات في الدم غير طبيعي، قد يشير ذلك إلى أنّ الأمعاء لا تمتص المغذيات من الطعام (مشكلة سوء امتصاص).
    • قياس مستوى الالكتروليت: من شأن حالات التقيؤ أو الإسهال الحادة أن تسبب انخفاضاً في مستوى الكتروليت الصوديوم والبوتاسيوم في الدم. والانخفاض الحاد لمستوى البوتاسيوم قد يعرض المصاب إلى مشاكل في القلب.

    تحاليل البول والبراز

    من شأن تحليل البول أن يساعد أحياناً على التعرف على أسباب نادرة لألم البطن أو الإسهال، وذلك عبر الكشف عن مستويات غير طبيعية لمواد معينة يتم التخلص منها في البول.
    وقد يطلب الطبيب عينة عن البراز في حالات الإسهال الحاد للتحقق من وجود طفيليات أو بكتيريا (أو سموم مقترنة بها) من شأنها أن تكون مسؤولة عن الإسهال. وبإمكان تحاليل البراز أن تكشف أيضاً ارتفاعاً في مستوى الدهن في البراز، مما يشير إلى مشكلة سوء امتصاص.

    ومن تحاليل البراز الشائعة أيضاً تحليل الدم البرازي المستتر. ويسمح بالتحقق من وجود دم خفي ناجم عن السرطان أو عن أمراض أخرى قد تسبب نزفاً معوياً، كالقروح أو مرض الأمعاء الالتهابية.
    وقد يشكل تحليل الدم البرازي المستتر جزءاً روتينياً من اختبار الكشف عن سرطان القولون والمستقيم لدى من هم بسن الخمسين وما فوق. غير أنّ النزف ليس عارضاً مشتركاً بين جميع الأمراض السرطانية، وفي حال سبب السرطان نزفاً، يكون النزف متقطعاً. بالتالي، قد يُظهر التحليل نتيجة سلبية بالرغم من وجود سرطان. كما أنه ثمة أطعمة تحتوي على مواد كيماوية بمقدورها أن تؤدي إلى نتيجة خاطئة. ومن هذه الأطعمة البروكلي والملفوف واللحم الأحمر نصف المطهو، التي تشير إلى وجود دم في البراز بالرغم من عدم صحة ذلك. بالمقابل، تخفي ملحقات الفيتامين C النتيجة الإيجابية وتمنع تغير لون الشريط بالرغم من وجود الدم.
    وثمة تحليل آخر للدم في البراز يدعى (Hemoquant test)، تم تطويره في مايو كلينك، يقل فيه احتمال النتائج الخاطئة. غير أنّه أكثر كلفة كما أنّ إجراؤه أكثر تعقيداً من التحليل السابق.

    بالتالي، فإن كثيراً من الأطباء، بما في ذلك الأطباء العاملون في مايو كلينك، ينصحون باعتماد وسائل أخرى للكشف عن سرطان القولون والمستقيم، عوضاً عن تحليل الدم البرازي المستتر أو بالإضافة إليه. وتشتمل هذه الاختبارات على التنظير السيني مع إجراء أشعة إكس للقولون أو تنظير للقولون.
    صور الأشعة السينية

    تمثل هذه الاختبارات خطوة أولى أخرى لتشخيص المشاكل الهضمية وذلك لبساطة إجرائها نسبياً أيضاً. ويعتمد نوع أشعة إكس الذي يخضع له المريض على موضع العوارض.
    أشعة إكس لأعلى المعدة والأمعاء

    يستخدم هذا الاختبار سلسلة من صور أشعة إكس للبحث عن مشاكل في المريء والمعدة والجزء الأعلى من المعى الدقيق (الاثنا عشري). ويساعد الصيام قبل التصوير على إخلاء المعدة من الطعام والسوائل، مما يسهل رؤية الظواهر غير الطبيعية.
    ويقوم طبيب الأشعة بتثبيت جهاز أشعة إكس فوق المريض إن كان متمدداً، أو أمامه إن كان واقفاً. ويطلب منه في بداية العملية ابتلاع سائل أبيض مكثف يحتوي على الباريوم. والباريوم مادة كيميائية معدنية من الفئة القلوية تغلف بطانة القناة الهضمية مؤقتاً وتُظهر البطانة بشكل أوضح على أفلام أشعة إكس. وقد يُطلب أيضاً من المريض ابتلاع سائل أو أقراص مسببة للغازات، مثل بيكاربونات الصوديوم، وذلك لشدّ المعدة وفصل ثناياها مما يتيح رؤية أفضل للبطانة الداخلية.
    ويتبع طبيب الأشعة مرور الباريوم في المعدة على شاشة فيديو. إذ تسمح مراقبة الباريوم بالكشف عن المشاكل من خلال كيفية عمل الجهاز الهضمي. فعلى سبيل المثال، بمقدور أشعة إكس أن تُظهر إن كانت العضلات التي تتحكم بالبلع تعمل بشكل سليم أثناء تقلصها واسترخائها. كما تكشف هذه الأشعة وجود ورم أو قرحة أو تضيّق في المريء.
    وقد تستغرق العملية بكاملها ساعتين. فيمر الباريوم في الجهاز الهضمي بأكمله مسبباً برازاً أبيض لعدة أيام. ويعتبر الإمساك من الآثار الجانبية الشائعة، ولكن يمكن تفاديه بشرب كمية وافرة من السوائل بعد إجراء الاختبار. وقد يصف الطبيب أيضاً استعمال مسهلات أو حقن شرجية أو مزيجاً من الاثنين للمساعدة على إزالة الباريوم.
    أشعة إكس للأمعاء الدقيقة

    إن اشتبه الطبيب بوجود مشكلة في المعي الدقيق، كالانسداد مثلاً، يتم تمديد أشعة إكس لأعلى المعدة والأمعاء كي تشمل المعي الدقيق بأكمله. وتلتقط صور الأشعة عادةً على فترات متباعدة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة أثناء انتقال الباريوم في المعي. وتستغرق العملية مدة قد تصل إلى أربع ساعات، من لحظة ابتلاع الباريوم وحتى بلوغ السائل الجزء الأخير من المعي الدقيق (المعي اللفيفي النهائي). وفور بلوغ الباريوم القولون، ينتهي الاختبار. وهنا أيضاً قد يصف الطبيب استعمال المسهلات أو الحقن الشرجية أو كليهما.
    أشعة إكس للقولون

    يتيح هذا الاختبار للطبيب فحص القولون بكامله بأشعة إكس بحثاً عن قروح أو تضيّق أو أورام في البطانة (سليلات) أو جيوب صغيرة فيها (رتوج) أو سرطان أو غير ذلك من الظواهر الشاذة.
    والواقع أنّ حقنة الباريوم الشرجية ليست سوى تسمية أخرى لأشعة إكس للقولون. إذ يتم تحرير الباريوم في القولون بواسطة أنبوب يُدخل في المستقيم. وتستلزم هذه العملية إخلاء القولون من بقية الطعام. لذا يضطر المريض إلى أن يحصر غذاءه، لمدة يوم واحد أو يومين، بالسوائل الصافية فقط كالمرق والجيلاتين والقهوة والشاي والمشروبات الخالية من الكحول. وقد يُعطى قبل الاختبار مسهلاتٍ أو حُقناً شرجية للمساعدة على تفريغ القولون.

    وأثناء تصوير القولون بالأشعة، يستلقي المريض على جنبه تحت آلة التصوير. ثم يعمد طبيب الأشعة إلى إدخال أنبوب رقيق مشحّم في المستقيم. ويرتبط هذا الأنبوب بكيس من الباريوم الذي يغلف جدران القولون بحيث تظهر بطانته بوضوح أكبر في صورة الأشعة. ومع تصريف الباريوم ببطء في القولون، يشعر المريض بحاجة إلى التبرز. غير أنّه ثمة بالون صغير مرتبط بالأنبوب ومثبت في أسفل القولون أو المستقيم، يساهم في منع الباريوم من الخروج.
    يشاهد طبيب الأشعة شكل القولون وحالته على شاشة تلفاز مثبتة على آلة الأشعة. وأثناء امتلاء القولون بالباريوم، يُطلب من المريض الاستدارة والاستلقاء بأوضاع مختلفة لإعطاء مشاهد مختلفة لهذا الجزء من الأمعاء. وفي بعض الأحيان يقوم الطبيب بتحريك القولون وذلك بالضغط بقوة على البطن وأسفل الحوض. كما أنه قد يحقن هواءً في الأنبوب لتمديد القولون وتحسين الرؤية.
    بعد انتهاء الفحص الذي يستغرق عموماً حوالي 20 دقيقة، يخفض الطبيب كيس الباريوم، مما يسمح للجزء الأكبر منه بالخروج من القولون، فيشعر المريض بارتياح أكبر. في الأيام التالية، يخرج المريض برازاً أبيض أو رمادي مع زوال بقية الباريوم من الجهاز الهضمي. ويجب الإكثار من شرب الماء في هذه الفترة منعاً للإمساك. وقد ينصح الطبيب أيضاً باستعمال الحُقن الشرجية أو أخذ مسهّل للمساعدة على إخراج الباريوم.
    التصوير بالأشعة المقطعية

    وهو من الوسائل الفعالة لتشخيص الأورام، أو مجموعات الدم أو السائل، أو إنتان (خُراج) موجود عميقاً في الجسم. وتجمع هذه الطريقة بين أشعة إكس وتقنية الحاسوب للحصول على صور واضحة ثلاثية الأبعاد للأعضاء الداخلية والعظام وغيرها من الأنسجة.
    تدور ماسحة ضوئية (Scanner) حول المريض، أثناء التصوير بالأشعة المقطعية، وتلتقط صوراً لمناطق معينة من الجسد وذلك من زوايا مختلفة.
    يُطلب من المريض أثناء الاختبار الاستلقاء على طاولة فحص تنزلق داخل ماسحة ضوئية (Scanner) مجوفة تعمل بالأشعة إكس. وتبدأ الماسحة الضوئية بالدوران حول المريض لالتقاط سلسلة من الصور الرقيقة جداً بأشعة إكس وذلك من عدة زوايا. ثم يصيغ الحاسوب هذه الصور مع بعضها في صورة واحدة يمكن لطبيب الأشعة أن يتفحصها من الزاوية التي يريد، أو أن يشرحها إلى طبقات. فالتصوير المقطعي للبطن والحوض يساعد على اكتشاف الظواهر الشاذة في البنكرياس والكبد والكليتين وأحياناً في الأمعاء والمرارة ومجاري الصفراء.
    وتجدر الإشارة إلى أنّ التصوير المقطعي للبطن لا يسبب الألم. فالجزء الأكثر إزعاجاً يتمثل بشرب سائل يحتوي على اليود أو أخذه بواسطة حقنة. ويعمل اليود إلى إظهار الأعضاء والأنسجة بوضوح أكبر. ونظراً لتحسس البعض تجاه اليود، يُسأل المريض عادةً قبل إجراء الصورة إن أصيب يوماً باستجابة تحسسية تجاه هذه المادة. كما يُطلب منه أن يصوم قبل إجراء الصورة لتسهيل رؤية الأعضاء الداخلية والظاهرة الشاذة.
    التصوير ما فوق الصوتي

    يجمع التصوير ما فوق الصوتي بين الموجات الصوتية العالية التواتر وتقنية الحاسوب لالتقاط صور للأعضاء الداخلية. فأثناء تمدد المريض على طاولة الفحص، يوضع على بطنه جهاز شبيه بالصولجان يدعى محوِّل الطاقة. يرسل هذا المحوّل موجات
    يضع تقني التصوير الصوتي جهازاً يدوياً يدعى محول الطاقة على الجلد ويمرره ببطء فوق المنطقة التي يرغب بفحصها.
    صوتية غير مسموعة يتم عكسها، بينما يقوم الحاسوب بترجمة هذه الموجات المعكوسة إلى صورة متحركة ثنائية الأبعاد. ولا يسبب هذا الفحص أي ألم ويستغرق عادةً أقل من 30 دقيقة.
    وغالباً ما يستعمل التصوير ما فوق الصوتي لفحص أعضاء البطن كالكبد والبنكرياس والمرارة والكليتين. كما يعتبر فعالاً جداً في كشف حصى المرارة وإظهار شكل الأورام والأكياس وأديمها وبنيتها. بمقدور التصوير ما فوق الصوتي، باستعمال تقنيات خاصة، أن يحدد مدى تدفق الدم في الشرايين والأوردة لكشف الانسداد.

    التنظير الداخلي

    إنّ النظر في داخل القناة الهضمية يعتبر من الطرق الأكثر فعالية لتشخيص المشاكل في هذه المنطقة من الجسم. للقيام بذلك، يتم إدخال أنبوب رقيق ولين مجهز بضوء ألياف بصرية وكاميرا إلكترونية دقيقة بإحدى هاتين الطريقتين: إما عبر الفم ثم يمرَّر الأنبوب في المريء والمعدة وأعلى المعى الدقيق، أو عبر الشرج ليمرر بعد ذلك في المستقيم والقولون بأكمله أو في جزء منه. والمنظار الداخلي هو عبارة عن جهاز يفحص القناة المعدية المعوية. وعند استعماله لفحص أسفل هذه القناة، يطلق عليه اسم منظار القولون أو المنظار السيني.
    التنظير الداخلي العلوي

    تتيح هذه العملية للطبيب النظر مباشرة في المريء والمعدة والاثني عشري. ومن شأنها أن تساعد في تحديد سبب بعض العوارض كصعوبة البلع والحرقة والغثيان والتقيؤ وألم الصدر والنزف وألم أعلى البطن. وقد يتم أيضاً إدخال أجهزة دقيقة عبر الأنبوب لإجراء عمليات بسيطة.
    وأثناء التنظير الداخلي العلوي، قد يقوم الطبيب بواحد أو أكثر من الأمور التالية:
    ● البحث عن أنسجة ملتهبة وقروح وأورام شاذة.
    ● أخذ عينات نسيجية (اختزاع).
    ● إزالة أجسام غريبة أو أورام غير سرطانية (سليلات).
    ● تمديد المريء إن كان متضيّقاً بنسيج ندبي.
    ● كشف قروح نازفة وعلاجها.
    وبجب أن تكون المعدة فارغة لإجراء الاختبار. بالتالي، على المريض أن يمتنع عن تناول الطعام والشراب من 4 إلى 6 ساعات قبل إجراء الفحص. وقد يعطى المريض أولاً رذاذاً مخدراً لتخدير حلقه ومنعه من التقيؤ. كما يعطى معظم الناس دواءً عبر أحد الأوردة لتسكينهم.

    يوفر المنظار الداخلي رؤية مباشرة لأعلى القناة المعدية المعوية، بما في ذلك المريء والمعدة والاثني عشري. وتظهر صور باطن القناة على شاشة تلفاز.
    بعد وضع المنظار في الفم، يطلب الطبيب من المريض أن يبلع للمساعدة على تمرير الأنبوب من الحلق إلى المريء. وتجدر الإشارة إلى أنّ الأنبوب لا يعيق التنفس، غير أنّ المريض قد يشعر بضغط طفيف أو امتلاء مع تقدم الأنبوب في القناة. وتنقل الكاميرا الصغيرة صورة تتيح للطبيب فحص بطانة الجزء الأعلى من الجهاز الهضمي. وغالباً ما يتمكن الطبيب من رؤية الظواهر الشاذة التي لا تظهر بهذا الوضوح في صور الأشعة، كالتهاب نسيج مريئي أو تضرره من جراء ارتداد حمض المعدة، أو وجود قروح أو أورام صغيرة في المعدة أو الاثني عشري. وقد يستعمل الجهاز لنفخ الهواء في المعدة من أجل تمديد ثناياها الطبيعية وتوفير رؤية أفضل لبطانتها. وقد يدفع هذا الهواء المريض إلى التجشؤ أو إخراج الغازات فيما بعد.
    ويستغرق التنظير الداخلي العلوي عادةً 30 دقيقة تقريباً، علماً أنّ المريض يحتاج إلى ساعة أو أكثر ليستفيق من التسكين. ويحتاج لمن يعيده إلى المنزل نظراً لاحتمال استمرار أثر المسكّن لعدة ساعات. إضافة إلى ذلك، من شأن المنظار الداخلي أن يسبب التهاباً طفيفاً أو تهيجاً في الحلق ليوم أو يومين.

    تنظير القولون

    على غرار التنظير الداخلي العلوي، يتيح تنظير القولون للطبيب رؤية داخل القولون. وقد يعمد الطبيب أثناء الفحص إلى:
    ● الكشف على القولون بحثاً عن ظواهر شاذة، كالنزف أو الالتهاب أو الأورام أو الجيوب (الرتوج) أو التضيق.
    ● أخذ عيّنات نسيجية.
    ● إزالة سليلات.
    ● علاج مواضع نازفة.
    ● تمديد أماكن متضيّقة.

    ويجب تفريغ القولون قبل هذا الفحص. لذا، يتم إخضاع المريض، كما هو الحال مع صورة الأشعة إكس، لتقنين غذائي ليوم أو يومين قبل التنظير. كما يعطى معظم الناس مسهّلات وحقنة أحياناً.
    قبل بدء التنظير، يخضع المريض للتسكين على الأرجح وذلك لمساعدته على الاسترخاء. كما قد يُعطى مزيلاً للألم. ويستلقي المريض أثناء الفحص على جنبه الأيسر. والجدير بالذكر أنّ منظار القولون مجهز بقناة تمكن الطبيب من ضخ الهواء في القولون لنفخه وتوفير رؤية أوضح لجدرانه الداخلية.

    يتم إدخال أنبوب دقيق لين في المستقيم أثناء عملية تنظير القولون ويمرّر عبر القولون (المعى الغليظ). وتظهر صور باطن أسفل القناة المعدية المعوية على شاشة تلفاز.
    يستغرق تنظير القولون عادةً ما يتراوح بين 15 و60 دقيقة. وقد يشعر الخاضع للاختبار بتشنجات في البطن أو ضغط أثناء التنظير، وهي عوارض تزول بعد نزع المنظار. وبعد انتهاء الاختبار يحتاج المريض لساعة تقريباً حتى يستفيق من المسكّن. غير أنه سيحتاج إلى من يعيده إلى المنزل نظراً لاحتمال استمرار أثر المسكّن ليوم كامل قبل أن يزول تماماً. كما أنه قد يعاني من بعض الانتفاخ والغازات لساعات عدة حتى يتم طرد الهواء المحقون.

    التنظير السيني

    يقتصر التنظير في هذا الاختبار على المستقيم والقولون السيني، وقد يطال جزءاً من القولون النازل، عوضاً عن أن يشمل القولون بأكمله. ويتم التنظير السيني بنفس طريقة تنظير القولون، باستثناء أنّ المريض لا يحتاج عموماً إلى التسكين.
    ويطلب الطبيب فحصاً سينياً لتحليل سبب الإسهال أو ألم البطن أو الإمساك أو النزف، أو بحثاً عن إشارات سرطانية. وغالباً ما يشكل التنظير السيني جزءاً روتينياً من فحص الكشف عن السرطان لدى الأشخاص الذين يبلغون الخمسين وما فوق. وبما أنّ الأورام التي تصيب الجزء الأعلى من القولون لا تظهر في التنظير السيني، فقد يطلب الطبيب، بالإضافة إلى هذا الاختبار، صورة أشعة للقولون تُظهر القولون بأكمله.
    ويستغرق التنظير السيني مدة تتراوح بين 5 و10 دقائق فقط، غير أنه قد يمتد لعدة دقائق إضافية إن احتاج الطبيب لأخذ عيّنات نسيجية أو علاج أنسجة ملتهبة أو نازفة. وقد يشعر المريض ببعض الانتفاخ لبضعة ساعات بعد ذلك حتى يتم طرد الهواء المحقون. وفي حال العثور على سليلات، تقوم الخطوة الثانية عامةً على إجراء تنظير للقولون لإزالتها ولفحص القولون بأكمله بحثاً عن سليلات أخرى.
    تنظير للقولون أقل إزعاجاً

    إنّ التصوير بالأشعة المقطعية للقولون بالحاسوب يمثل تقنية متقدمة وواعدة في مجال فحص القولون. وهذا التنظير الذي يطلق عليه اسم شائع هو “تنظير القولون الافتراضي”، يعطي صوراً ثنائية وثلاثية الأبعاد للقولون والمستقيم من دون الحاجة إلى استعمال منظار القولون أو التسكين.
    ويعطى المريض مسهلات وربما حقنة شرجية قبل إجراء التنظير، وذلك لتفريغ القولون من البراز. ثم يتم ملء القولون بالهواء عبر إدخال رأس قسطرة صغير في المستقيم. بعد ذلك، تؤخذ صور لكامل القولون والمستقيم بواسطة جهاز التصوير بالأشعة المقطعية. ويعتبر تنظير القولون الافتراضي أقل إزعاجاً وأكثر سرعة من تنظير القولون التقليدي. إذ يستغرق تصوير القولون بكامله 10 دقائق عموماً. وفي بعض الأحيان، يُطلب من المريض إمساك نَفَسه للحد من تحركات البطن وتجنّب تشويه الصور.
    والواقع أنه يتم إجراء دراسات للمقارنة بين فعالية التنظير الافتراضي والتنظير التقليدي للقولون. إذ تسمح الطريقة الجديدة بالكشف عن معظم السليلات التي يفوق طولها الإنش الواحد. غير أنه في حال الاشتباه بأماكن أخرى يحتاج المصاب لإجراء عملية التنظير التقليدية التي تتيح الحصول على رؤية أفضل للمنطقة المشبوهة، كما أنها تسمح بأخذ خزعات أو إزالة السليلات. ويدرس الباحثون حالياً إمكانية إجراء تنظير افتراضي للقولون بنجاح من دون إعداد مسبق للأمعاء.
    اختبار سبر الحمض المتنقّل (pH)

    يساعد هذا الاختبار على كشف الإصابة بارتداد الحمض، وهي حالة يرتد فيها حمض المعدة إلى المريء. ويستعمل الاختبار مسباراً لقياس الحمض لتحديد لحظة ارتداد الحمض إلى المريء ومدة بقائه فيه.
    ويستغرق إدخال المسبار حوالي 15 دقيقة. يعمد خلالها المريض إلى الجلوس بينما تقوم ممرضة أو تقني برش دواء مخدر في حلقه قبل إدخال قسطرة من الأنف (ونادراً من الفم) إلى المريء. ويتم تثبيت المسبار فوق الصمام العضلي تماماً (مصرة المريء السفلى) بين المريء والمعدة. وقد يوضع مسبار آخر في أعلى المريء. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ القسطرة لا تعيق التنفس كما أنّ الانزعاج، في حال وجوده، يكون بسيطاً لدى معظم الأشخاص.

    ويرتبط الطرف الثاني للقسطرة بحاسوب صغير يثبّت حول وسط المريض أو على كتفه أثناء الاختبار. إن مهمة هذا الحاسوب هي تسجيل مستويات الحمض. يمكن للمريض، بعد تثبيت الجهاز في مكانه، أن يعود إلى منزله أو لمقر إقامته ثم يرجع في اليوم التالي لنزع الجهاز.
    والواقع أنّ معرفة تواتر ارتداد الحمض ومدته من شأنها أن تساعد الطبيب في تحديد أفضل طريقة لعلاج الحالة. علاوة على ذلك، يساعد هذا الاختبار على معرفة ما إذا كان الارتداد مسؤولاً عن عوارض أخرى كألم الصدر أو السعال أو أزيز النفَس، وذلك بربط فترات الارتداد بلحظة بدء هذه العوارض. فيُطلب من المريض أثناء ارتدائه للجهاز تسجيل الوقت الذي عانى فيه منها بالإضافة إلى مدة دوامها.
    كما يستعمل اختبار سبر الحمض المتنقل أحياناً لمعرفة مدى فعالية العلاج الموصوف للتحكم بارتداد الحمض. فيوضع مسبار ثالث في المعدة، إضافةً إلى المسبارين المثبتين في أعلى المريء وأسفله، لقياس مستوى الحمض فيها.

    اختبار العضل المريئي (قياس الضغط بالمانومتر)

    يوصف هذا الاختبار، الذي يقيس الضغط المريئي، إن اشتبه الطبيب بوجود مشكلة في البلع ناجمة عن خلل في وظيفة عضلات المريء. وأثناء الاختبار، يتم إدخال أنبوب دقيق حساس للضغط في الأنف (ونادراً في الفم) ومنه إلى المريء. وهناك يقيس الأنبوب التقلصات العضلية أثناء البلع.
    فعند البلع، تتقلص عضلات المريء وتسترخي بشكل طبيعي مطلقةً تموجات (تعرف بالتحوِّي) تدفع الطعام والسوائل باتجاه المعدة. إضافةً إلى ذلك، يقوم الصمامان العضليان (مصرتي المريء العليا والسفلى) بالاسترخاء والانفتاح للسماح للأطعمة والسوائل بالمرور. ثمّ تنغلق بعد ذلك لمنع حمض المعدة الضارّ من إتلاف المريء والحلق. ينجم عن الخلل الوظيفي لهذه العضلات مشاكل منها صعوبة في البلع وحرقة حادة وتشنجات مريئية وحتى الالتهاب الرئوي الناتج عن استنشاق محتويات المعدة.

    عادةً يتم اللجوء إلى قياس الضغط بالمانومتر بعد فشل الاختبارات أو العلاجات الأخرى في تحديد سبب المشكلة. ويستغرق هذا الاختبار أقل من ساعة واحدة، ويستعمل في بعض الأحيان، لقياس الضغط في المعدة أو المعى الدقيق أو المستقيم.
    الدراسات الانتقالية

    عند الإصابة بحالات متواصلة من ألم البطن أو الغثيان أو التقيؤ أو الإمساك أو الإسهال، ولم تنجح وسائل الاختبار الأخرى في تحديد السبب، قد يطلب الطبيب إجراء واحدة من عدة دراسات انتقالية. وهذه الدراسات هي عبارة عن اختبارات لقياس سرعة مرور الطعام في بعض أو جميع أجزاء الجهاز الهضمي. فإن كانت العضلات أو الأعصاب الهضمية لا تعمل بشكل سليم، قد ينتقل الطعام بوتيرة أسرع أو أبطأ من العادة.
    تفريغ المعدة

    يقيّم هذا الاختبار سرعة تفريغ المعدة للطعام في المعى الدقيق. ويأمر الطبيب بإجراء هذا الاختبار في حالات التقيؤ غير المبررة أو عند الشعور بالامتلاء بعد تناول كمية صغيرة من الطعام. فعلى سبيل المثال، يكون الأشخاص المصابون بالداء السكري عرضة للشلل المعِدي، وهي حالة تفرّغ فيها المعدة الطعام ببطء شديد.
    يقصد المريض الطبيب بعد الامتناع عن الطعام في الليلة السابقة، ويتناول لديه بعض الخبز والبيض مع كوب من الحليب. يحتوي البيض على بضع قطرات من مادة متتبّعة مشعّة بعض الشيء، لا لون أو طعم لها. وأثناء وقوف المريض أو استلقائه على ظهره، تقوم كاميرات تعمل بأشعة غاما بالتقاط صور للبيض خلال مروره عبر المعدة. ولا تظهر الصور الأعضاء الداخلية بل البيض المشعّ فقط. وتؤخذ الصور الأولى فور تناول الطعام، تتبعها صور بعد ساعة وأخرى بعد ساعتين وأخيراً بعد أربع ساعات. ويستغرق التقاط كل مجموعة من الصور حوالي 5 دقائق فقط، وبمقدور المريض أن يجلس أو يتمشّى في الوقت الفاصل بينها.
    فإن كانت المعدة تفرّغ الطعام بشكل طبيعي، يتم طرد 39 بالمئة من البيض خارج المعدة بعد ساعة، و40 إلى 76 بالمئة منه بعد ساعتين و84 إلى 98 بالمئة بعد أربع ساعات.

    تفريغ المعدة وانتقال الطعام في المعى الدقيق

    هذا الاختبار هو نفس اختبار تفريغ المعدة، باستثناء أنّ صوراً إضافية يتم التقاطها بعد مرور ست ساعات على تناول الطعام. فإن كان المعي الدقيق ينقل الطعام بشكل طبيعي، فإنّ 46 إلى 98 بالمئة من البيض يكون قد اجتاز المعى الدقيق في هذا الوقت ووصل إلى القولون.
    الانتقال المعوي الكامل

    يتم إجراء هذا الاختبار إن اشتبه الطبيب بأن القناة الهضمية لا تنقل الطعام بشكل طبيعي، وكان غير متيقِّن من مصدر المشكلة. فيقوم المريض في البداية بابتلاع قرص يحتوي على عنصر مشعّ متتبّع. ويكون هذا القرص مصمم بحيث يبقى على حاله حتى بلوغه أعلى القولون. وهناك يذوب ويحرر المادة المشبعة التي تعبر فيما بعد أسفل القناة الهضمية.
    بعد ساعة من أخذ القرص، يتناول المريض إفطار البيض نفسه المخصص لباقي الدراسات الانتقالية، ويتبع ذلك نفس برنامج التقاط الصور المعتمد في الدراسة الانتقالية للمعدة والمعى الدقيق. غير أنه ثمة اختلاف هام، إذ يعود المريض في اليوم التالي لأخذ صورة بعد مرور 24 ساعة على ابتلاع القرص. ففي الصباح التالي يكون القرص قد حرر العنصر المتتبّع الذي سيظهر ممزوجاً ببقية الطعام في وسط أو أسفل القولون. أما إن بقي العنصر المتتبع في أول القولون، فهذا يعني أنّ القولون لا يطرد بقية الطعام بصورة طبيعية.

    الانتقال في القولون

    يأمر الطبيب بإجراء هذا الفحص للقولون فقط في حال الإصابة بإمساك حاد ومتواصل. فيأخذ المريض نفس القرص المُعطى في الاختبار السابق، غير أنه ليس مضطراً إلى تناول الإفطار المعد خصيصاً. عوضاً عن ذلك، تقوم الممرضة أو التقني الطبي بتحديد مواعيد تناول الطعام أثناء النهار. وتؤخذ صورة أولى فور ابتلاع المريض للقرص، تتبعها أخرى بعد أربع ساعات. وفي هذا الوقت، يكون القرص قد بلغ أول القولون. من ثمّ، يعود المريض بعد 24 ساعة لالتقاط صورة تظهر مدى تقدم العنصر المتتبّع. وكما هو الحال في الاختبار السابق، إن لم يبلغ العنصر منتصف القولون أو أسفله، فهذا يعني أنّ القولون لا يطرد الطعام بالسرعة الطبيعية. وهذا ما يفسر سبب الإمساك.

صفحة 125 من 146 الأولىالأولى ... 2575115123124 125126127135 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال