صفحة 77 من 146 الأولىالأولى ... 27677576 77787987127 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 761 إلى 770 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 77

الزوار من محركات البحث: 64845 المشاهدات : 322027 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #761
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,243 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44359
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 4 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    الأدرينالين
    الأدرينالين adrenaline هرمون يفرزه لب غدة الكظر في الدم, وناقل عصبي تطلقه النهايات العصبية التابعة للجملة الودية, واصلاً بين تنبيهات هذه الجملة وأعضاء الجسم. تمّ اكتشافه في نهاية القرن التاسع عشر في خلاصة غدة الكظر وأطلق عليه أيضاً اسم الابينفرين
    [COLOR=#0000D5 !important]epinephrine
    .[/COLOR] أمكن تركيبه صنعياً في المختبر واستعمل في الكثير من التجارب العلمية والتطبيقات الطبية. وقد لاحظ الباحثون التشابه الكبير بين التأثير الناجم عن حقن خلاصة الكظر والتأثير التالي لتنبيه الأعصاب الودية sympathic وافتُرِض لذلك أن الأعصاب الودية تحرّر عند تنبيهها مادة شبيهة بالأدرينالين. وتتابعت الاكتشافات على يد الكثير من العلماء وعرف أن للأدرينالين نظيراً يسمى النورادرينالين noradrenaline أو الأدرينالين العصبي أو النورابينفرين norepinephrine يختلف عنه قليلاً في البنية الكيمياوية ويشابهه في معظم تأثيراته. يكوّن الأدرينالين 80٪ من الهرمون المفرز من لب الكظرين, في حين يكوّن النورادرينالين النسبة الباقية. وبالعكس فإِن المادة المحررة من النهايات العصبية للجملة الودية تتكون من النورادرينالين بوجه رئيس ولا يكوّن الأدرينالين فيها أي نسبة مهمة. ينشأ الأدرينالين والنورادرينالين في البدن من الحمض الأميني المسمى التيروزين الذي يستقلب في الكظر والجملة العصبية في تسلسل معين ليولد مجموعة العوالم الكيمياوية المسماة بالكاتيكولاميناتcatecholamines ومن عناصر هذه المجموعة مادة النورادرينالين التي ينشأ منها الأدرينالين بإِضافة زمرة كيمياوية واحدة.

    يكون مستوى كل من الأدرينالين والنورادرينالين منخفضاً في الدم في الظروف العادية, ولكنهما يزدادان في البدن بسرعة استجابةً للحالات التي تستدعي رفع استعداد الجسم للقيام بمهام إِضافية أو استثنائية كالاستعداد لمباراة رياضية أو مواجهة خطر محدق, أو في حالات هبوط الضغط الشرياني أو النزف أو نقص الأكسجين أو تدني سكر الدم أو التعرض للبرد الشديد وذلك بهدف حماية البدن من هذه الاختلالات الخطيرة التي تؤثر في سلامته. ويطلق أحياناً على دور الأدرينالين وتأثيراته اسم منعكس الدفاع «قاتِلْ أو اهرب»
    [COLOR=#0000D5 !important]flight
    or fight لأنه يرمي إِلى زيادة قدرة الجسم على مواجهة الطوارئ أو تمكينه من الابتعاد عنها. يؤدي الأدرينالين والنورادرينالين دورهما هذا عن طريق تأثيرات تقود في محصلتها إِلى رفع الضغط الشرياني وزيادة التروية الدموية للدماغ والقلب والعضلات الإِرادية المخططة وزيادة توفر الوقود الجاهز المكوّن من الغلوكوز والحموض الدسمة الحرة لاستعمال هذه الأعضاء خاصة, كما يزيدان من درجة الوعي والتيقظ في الدماغ.[/COLOR] يوجد للأدرينالين والنورادرينالين مستقبلات نوعية على أغشية خلايا البدن يطلق عليها اسم المستقبلات الأدريناليةadrenoceptors وهي من نوعين رئيسيين هما: المستقبلة ألفا والمستقبلة بيتا, وسواء وصل الأدرينالين أو النورادرينالين إِلى خلايا الجسم من لب الكظر عن طريق الدم أو من المادة المحررة عند النهايات العصبية للجملة الودية فهما يرتبطان أولا بهذه المستقبلات لتنبيهها لتقوم بدورها بتفعيل الآليات الخلوية المرتبطة بها. يختلف عدد نوعي المستقبلات ونسبتها في أعضاء الجسم ومناطقه المختلفة, وهذا ما يحدد نوع الأثر الناشئ عن تزايد نسبة الأدرينالين والنورادرينالين في الدم أو تنبيه الأعصاب الودية. وبوجه عام فإِن تنبيه المستقبلات ألفا, وهي الغالبة في الأوردة وشرايين الجلد والأمعاء, يؤدي إِلى تقبّض جدران هذه الأوعية وتضيّق فتحتها, في حين يؤدي تنبيه المستقبلات بيتا الموجودة بكثرة في القصبات الهوائية والشرايين المغذية للعضلات المخططة إِلى استرخاء جدرانها وتوسع فتحتها. أما تنبيه المستقبلات الأدرينالية القلبية, وهي من النوع بيتا, فيؤدي إِلى زيادة النتاج القلبي عن طريق تسريع القلب وزيادة قوة تقلص العضلة القلبية. وتوجد المستقبلات بيتا في الكبد والنسيج الدهني ويؤدي تفعيلها إِلى زيادة تفكك الغليكوجين والدسم إِلى مكوناتهما البنائية وبالتالي رفع مستوى الغلوكوز والحموض الدسمة الحرة في الدم. وتؤدي هذه التأثيرات مجتمعة إِلى ارتفاع الضغط الشرياني (بسبب زيادة النتاج القلبي والعود الوريدي وتقبّض الأوعية المحيطية) وتسهيل التهوية الرئوية وزيادة التروية الدموية للأعضاء الرئيسة في الجسم وتوفير الوقود اللازم لها لتقوم بمهامها العادية والاستثنائية. يستعمل الأدرينالين المستحصل من الكظر والمنقى مخبرياً أو مشتقاته الصنعية استعمالاً سريرياً واسعاً. يحقن الأدرينالين إِسعافياً في الوريد في بعض حالات الصدمة لرفع ضغط الدم وتحسين تروية الدماغ والقلب بتحويل الدم عن الجلد والأمعاء وكذلك لرفع سكر الدم, وقد يحقن الأدرينالين مباشرة في القلب في حالات الموت الظاهر كحل أخير قد يعيد للمصاب حياته. يستعمل الأدرينالين أيضاً مرقئاً موضعياً ومخففاً للاحتقان الأنفي في الحالات الأرجية. تتصف مشتقات الأدرينالين الصنعية الحديثة بتأثيرها في أحد نوعي المستقبلات الأدرينالية فقط أو بوجودها في تركيبات دوائية تسمح بحصر تأثيرها تقريباً في المستقبلات الموجودة في جهاز معين, وأفضل مثال على ذلك المستحضرات النوعية المنبهة للمستقبلات بيتا المستعملة في معالجة الربو القصبي لتوسيع القصبات الهوائية, وتعطى هذه الأدوية بالإِرذاذ في الفم لتصل إِلى هدفها في جدران القصبات بسرعة وبتركيز كافٍ من دون أن يزيد مستواها كثيراً في الدم وتحقق الراحة للمريض من دون أن تجهد قلبه.عصام مارديني



  2. #762
    الأربطة الطبية
    الأربطة أو العصائب bandages قطع من نسيج رقيق يراوح طولها بين بضعة عشر سنتمتراً وعدة أمتار وعرضها بين 2سم و12سم أو أكثر، تشد على منطقة ما من الجسم أو حولها لتثبيتها أو تغطيتها، وقد تكون الأربطة بشكل المقلاع أو المثلث أو المربع أو المستطيل، تؤدي عمل الرباط العادي في بعض الحالات. تعمل الأربطة من الشاش (الغزي) العادي gauze أو الغزي المشرّب بالنشا الذي يبل ثم يستعمل فيصبح قليل الصلابة متى جف. أو من نسيج مطاطي مرن. وميزته إحداث التثبيت الجيد والضغط المقبول. أو من النسيج المشرب بالجبس وميزته تثبيت العضو المربوط تثبيتاً صلباً، ويستعمل هذا النوع من الأربطة على الخصوص في معالجة الكسور. العمل الدوائي يختلف عمل الرباط بحسب نوعه وبحسب المكان الذي يطبق فيه فيكون: ـ للضغط: ويستعمل ضد النزف (الضغط المرقئ) أو ضد الانتفاخ (الضغط ضد الوذمة). ويكون الضغط المرقئ بالضماد العادي للجروح، والرباط هنا من نسيج مطاطي يشد فوق قطعة من القطن تؤدي إلى ضغط يمنع نزف الأوعية الصغيرة. أما الضغط ضد الوذمة فيكون برباط مطاطي يلف على الطرفين السفليين خاصة لمنع حدوث الوذمة أو لارتشافها. ـ أو للحماية وهذا هو الرباط المستعمل بعد المداخلات الجراحية، والغاية منه حماية جرح الجلد الحديث من الخمج الخارجي. ـ أو للتثبيت وهو ما يجري مباشرة بعد خلع أو وثي أي في الزمن المؤلم الأول. ـ أو للدعم كما في استعمال رباط الركبة أو القدم المطاطي، وله ميزتان: الوقاية من الوذمة بعد الرض ودعم التثبيت دعماً إضافياً يفيد الأربطة المفصلية في دور التندب. ـ أو لإغلاق فتحة كما في رباط الفتق الذي يمنع خروج أحد الأحشاء من جوف البطن.
    مثلث الساق

    طريقة استعمال الأربطة لا يشترط أن تكون الأربطة معقمة لأنها لا تكون بتماس الجرح مباشرة ويكفي أن تكون نظيفة، وبعض الأربطة يستعمل مرة واحدة وبعضها يستعمل عدة مرات بعد غسلها وكيها. الأربطة العادية: ينتخب الرباط المناسب للعضو من حيث الطول والعرض، وتكون
    مثلث اليد أ ب جـ د

    الأربطة ملفوفة يسهل استعمالها مباشرة، فإن لم يكن الرباط ملفوفاً يلف أولاً بحيث تنطبق لفاته بعضها على بعض انطباقاً تاماً. ومتى أصبح الرباط جاهزاً يلف على العضو المطلوب من اليسار إلى اليمين. وتختلف طريقة الربط بحسب النواحي فهناك من أجل الأطراف والأصابع الرباط الدائري والرباط المائل والرباط الحلزوني والرباط المتقاطع،
    مثلث القدم أ ب جـ

    وتدل هذه الأسماء على طريقة عمل كل منها. ويجب دائماً تثبيت الرباط تثبيتاً يمنع زحزحته عن موضعه ولفه على نحو ينطبق معه على العضو انطباقاً جيداً. وتتحقق الغاية الأولى بلف الرباط حول منطقة أعلى من المنطقة المراد ربطها كمعصم اليد ورسغ القدم من أجل أربطة أصابع اليد والقدم، ثم يلف على الإصبع أو الأصابع المطلوبة بشكل حلزوني تغطي كل دورة منه نصف الدورة السابقة أو ثلثيها ثم يعاد فيلف ثانية حول المعصم أو الرسغ. وتتحقق الغاية الثانية بإجراء العكسات كما في ربط العضد أو رِبْلَة الساق لأن أقطار هذين العضوين غير متساوية على طولهما، ويكون ذلك بوضع الإبهام الأيسر على القسم الآخر الذي حُلَّ من الرباط ثم تحل منه بضعة سنتمترات
    مثلث الركبة أ ب

    ويثنى بإدارة راحة اليد نحو الناحية المضمدة حتى تصبح الحافة السفلية للرباط علوية والعلوية سفلية ويكمل اللف حتى يعود الرباط لمحاذاة المكان الذي ثني فيه فيثنى مرة ثانية كالأولى وهكذا يتم ربط الناحية. ويمكن تحقيق هاتين الغايتين أيضاً باستعمال الرباط المتقاطع وهو لف الرباط بشكل رقم ثمانية الأجنبي (8) فوق المنطقة التي يراد تغطيتها. أما الرأس فيربط بطريقة تسمى «الكُمَّة» (القلنسوة المدورة) وذلك بأن يلف الرباط المناسب عدة دورات حول الجبهة والناحيتين الصدغيتين والنقرة ثم يقلب من الأمام إلى الوراء من قاعدة الأنف حتى النقرة ماراً بقمة الرأس ويثبت هذا القسم بدورة دائرية كالأولى ثم يقلب من الوراء إلى الأمام سائراً إلى جانب المرة الأولى ساتراً قسماً منها، ثم يكرر هذا عدة مرات حتى يستر أحد نصفي الرأس وفي كل مرة تجري دورة دائرية لتثبت القسم السائر من الأمام إلى الخلف أو العكس. ويثبت الرباط أخيراً بدبوس إنكليزي. ويُكتفى بهذا القدر إذا كان المراد تضميد نصف الرأس أو يعاد العمل نفسه في نصف الرأس الثاني إذا كان المراد تضميده كله. ويكون منظر الكمة في النهاية كمنظر القلنسوة إذا أتقن صنعها.
    مثلث الرأس

    ويمكن عمل الكمة برباط فتجري عدة دورات أفقية حول الرأس بأحد الرباطين في حين يسير الرباط الثاني من الأمام إلى الخلف ومن الخلف إلى الأمام بحيث يغطي في كل مرة جزءاً من المرة السابقة، وفي كل مرة يلتقي فيها الرباطان في الأمام أو في الخلف يلف الرباط الأول فوق الرباط الثاني لتثبيته. وهكذا تربط كل ناحية بالشكل الذي يناسبها كربط الكتف أو المنطقة الأربية بطريقة السنبلةspica ففي الكتف مثلاً يبدأ بدورتين دائريتين حول العضد ثم يسير الرباط على جذمور الكتف نازلاً إلى فجوة الإبط ثم يعاد من الجهة الثانية إلى أعلى الكتف، ثم يسير بعدئذ إلى تحت الكتف الثانية ماراً فوق الصدر، ثم يساق من موضعه تحت الكتف الثانية صاعداً إلى الكتف المصابة بإمراره من الناحية الظهرية.
    مثلث الكتف مثلث الصدر والظهر

    تجرى سلسلة من العدد ثمانية (8) بين الكتف المصابة والإبط الثاني. وينهى الرباط بإجراء دورتين دائريتين حول العضد.
    سروال بسيط

    المقاليع: المقلاع رباط من الكتان مشقوق من طرفيه شقاً طولياً مع بقاء قسمه المتوسط من دون شطر (وهو المقلاع ذو الطرفين) أو مشقوق من طرفيه شقين طوليين مع بقاء قسمه المتوسط من دون شطر (وهو المقلاع ذو الأطراف الثلاثة). تستعمل المقاليع ذات الطرفين لتضميد الأنف والذقن والعين والأذن والمفاصل وتستعمل المقاليع ذات الأطراف الثلاثة لتضميد الرأس وجذمور الكتف والورك..
    وشاح معاكس وشاح بسيط

    فلتضميد الذقن بالمقلاع مثلاً يطبق القسم المتوسط غير المشقوق من المقلاع ذي الطرفين أفقياً على الذقن وتساق النهايتان السفليتان فوق قمة الرأس. وتسير النهايتان العلويتان حول العنق وتثبت إحداهما بالأخرى في النقرة. ولتضميد الرأس يستعمل المقلاع ذو الأطراف الثلاثة فيوضع جسم المقلاع على قمة الرأس ويسير الطرف المركزي المتوسط شاقولياً أمام الأذنين ويربط تحت الذقن، ويسير الطرف الخلفي بالاتجاه السابق نفسه إِنما يساق خلف الطرف الأمامي من الأمام إلى الخلف فوق الأذنين فيستر في أثناء سيره الطرفين المركزي والخلفي ويربط في قفا الرأس.

    المثلثات: تصنع من الكتان بشكل مثلث قائم الزاوية متساوي الساقين يراوح طول قاعدته بين 80و120سم. وتستعمل لربط الأطراف المختلفة والرأس. ـ فلربط القدم مثلاً توضع القدم في منتصف المثلث ورأسه إلى الأمام ثم يثنى هذا الرأس فوق أصابع القدم، وتلف إحدى نهايتي القاعدة على المنطقة التي تقع فوق القدم ثم تلف النهاية الأخرى بالاتجاه المعاكس وتربطان معاً حول الكاحل. ـ ولربط الرأس تحيط قاعدة المثلث بالنقرة وتساق نهايتاه نحو الجبهة، وتربط هاتان النهايتان معاً، والأفضل أن تثبتا بدبوس على رأس المثلث الذي كان قد ثني إلى الأعلى والتقى معهما من الناحية الأمامية.
    وشاح بديل وشاح مايور

    ـ ولتثبيت الطرف العلوي المصاب بكسر أو خلع وتسمى عندئذ الوشاحات ومنها الوشاح البسيط والوشاح المائل ووشاح مايور
    [COLOR=#0000D5 !important]Mayor
    . ووشاح مايور هو قطعة بين الصدر والساعد وتعقد النهايتان خلف العنق أو توصلان - وهو الأفضل - بوثائق يمر فوق الكتفين والنقرة (حمالة) وتثنى قاعدة الوشاح على المرفق والساعد ثم تثبت في ناحية الظهر.[/COLOR] أربطة الجسم: تطبق أربطة الجسم على الصدر أو البطن، ويبلغ طولها 120 سم وعرضها 20 سم. ويثبت الرباط بدبابيس ومن الضروري إضافة وثاقين دوماً يساقان إلى الأعلى فوق الصدر ومن ثم فوق الظهر، أو يسيّران إلى الأسفل حوالي الفخذين. وليكون رباط الجسم ثابتاً لابد من تعاون شخصين يشدانه شداً جيداً قبل تثبيته، ولابد من وضع حشوة تملأ الفراغات التي تحته.
    رباط الجسم (الصدر) رباط الجسم (البطن)

    إبراهيم حقي



  3. #763
    الأستيل كولين
    الأستيل كولين acetylcholine مادة عضوية مركبة من إستر أستيل الكولين، وهي أساس آزوتي يشتق من الأمونيوم الرباعي، صيغته: بيتا أسيتوكسي إتيل ثلاثي متيل الأمونيوم


    ويرمز لها أحياناً بـ Ach.
    يعد الأستيل كولين من نواقل السيالة العصبية الذاتية في الجسم وهو يؤدي إلى تقلص العضلات المخططة وتوسع الشُرَيِّينات وتضيق الحدقة.
    عرّف أوتولوي Otto- Loewi الأستيل كولين منذ عام 1923 بأنه الوسيط الكيمياوي للألياف العصبية اللاودية parasympathique، وتبين حديثاً أنه الوسيط الكيمياوي الرئيس في الجملة العصبية الذاتية بقسميها الودي sympathique واللاودي.
    تكونه الحيوي: يتم تكوُّن الأستيل كولين في الجسم في العصبون (الخلية العصبية واستطالاتها) من الكولين والأستيل تميم الإنظيم آ (coenzyme A) وبتأثير إنظيم الكولين ترانسفيراز كما يلي:


    أما الكولين: فمصدره الرئيس البلازما، إذ تبلغ نسبته 1 ميكرو غرام/ 1 مل. ويتركب القسم الأعظم منه في الكبد، ويأتي القسم الآخر بطريق الغذاء، وهو يشكل هابطة cation غير قابلة للانحلال في الدسم، ويعبر الغشاء الخلوي العصبي بآلية النقل الفاعل.
    وأما الأستيل تميم الأنظيم آ فيتركب ضمن ميتوكندريات mitochondria الخلية العصبية ثم يتحول إلى سترات ليتمكن من عبور غشاء الميتوكندرية. وتنقلب السترات من جديد إلى أستيل تميم الإنظيم آ بتأثير الـATP (الأدينوزين الثلاثي الفسفات).
    وأما إنظيم الكولين أستيل ترانسفيراز فوزنه الجزيئي نحو 68000 وهو يُحفِّز الطور النهائي لتركيب الأستيل كولين، بتميم الإنظيم آ.
    ولا بد لإتمام عملية تكون الأستيل كولين الحيوية من توافر الأكسجين والغلوكوز وشاردة الصوديوم.
    اختزان الأستيل كولين: بعد أن يصنع الأستيل كولين في جسم الخلية العصبية تحمله السيالة العصبية حتى النهاية العصبية حيث يبقى قسم منه حراً ويدخل القسم الآخر حويصلات النهاية العصبية فيتراكم فيها.
    تحرره: يخرج الأستيل كولين إلى مسافة الوصل العصبي إما بالانتشار البسيط (للقسم الحر)، وإما تلفظه حويصلات النهاية العصبية لفظاً عفوياً أو محرَّضاً. ويحدث اللفظ العفوي بتحرر الأستيل كولين حزماً صغيرة ترتبط كميتها بتركيز الكلسيوم ضمن الخلية العصبية. أما اللفظ المحرَّض فيحدث بعد تنبيه أي خلية عصبية فيؤدي إلى زوال استقطاب الغشاء الخلوي وفتح قنوات الشوارد فيه ومنها قنوات الكلسيوم، فتدخل هذه الشادرة إلى باطن الخلية مما يؤدي إلى زيادة تركيزها فيها وإلى انفكاك عدد كبير من حويصلات النهاية العصبية الحاوية على الأستيل كولين انفكاكاً آنياً، فيتحرر الأستيل كولين في مسافة الوصل العصبي.
    ويتم تحرر الأستيل كولين في الجسم في الأماكن التالية:
    ـ الوصل العصبي العضلي (مسافة اللوحة المحركة العضلية).
    ـ المشابك العصبية بين الألياف قبل العقد والخلايا بعد العقد في الجهاز العصبي الودي واللاودي.
    ـ النهايات العصبية بعد العقد في اللاودي.
    ـ النهايات العصبية بعد العقد التي تعصب الغدد العرقية في الودي.
    تخريبه: بعد أن يرتبط الأستيل كولين بمستقبلاته النوعية ويقوم بتأثيره، تميِّه إنظيمات الأستيل كولين استراز (ACh E)، الموجودة في جوار النهاية العصبية الأستيل كولين على نحو آني وسريع وتحوله إلى كولين وحمض الخل تبعاً لما يلي:


    ويميز في إنظيمات الأستيل كولين استراز (الكولينستراز) نوعان:
    إنظيمات الكولينستراز الحقيقية: وتصنع في النسيج العصبي والعضلات، وتتوضع بنسبة عالية في جميع المشابك العصبية الكولينية الفعل (المولدة لقدرة الكولين)، وفي مسافات الوصل العصبي والوصل العصبي العضلي، وفي البلازما والكريات الحمر. هذه الإنظيمات نوعية التأثير، تميِّه الأستيل كولين فقط بسرعة أقل من 0.001 من الثانية، ويمكن إيقاف فعلها بمضادات الكولينستراز.
    إنظيمات الكولينستراز الكاذبة (بوتيريل كولينستراز): تصنع في الدم والمعثكلة (البنكرياس) والكبد، ثم تتوزع توزعاً محدوداً في النسيج العصبي المركزي والمحيطي. هذه الإنظيمات غير نوعية التأثير تميه الأستيل كولين وإسترات أخرى للكولين. ويمكن التدخل دوائياً في إحدى المراحل السابقة (الاصطناع والخزن والتحرر والتخريب) وفق مايلي:
    ـ الهيمي كوليوم hemicholium يمنع التقاط الكولين من قبل الخلية العصبية.
    ـ الذيفان البوتيليني يمنع تحرر الأستيل كولين العفوي والمحرض.
    ـ البروكائين يمنع تحرر الأستيل كولين من الحويصلات.
    ـ مركبات الأمينو بيريدين تزيد من تحرر الأستيل كولين
    ـ الثلاثي إتيل كولين triethylcholine يسلك سلوك طليعة عصبية كاذبة.
    ـ مثبطات الكولينستراز تمنع إماهة الأستيل كولين، فتزيد من فعله وتطيل أمده. وهناك نوعان من مثبطات الكولينستراز تبعاً لبنيتها الكيمياوية ولثبات مركب «المثبط ـ الإنظيم» وهما:
    ـ مثبطات الكولينستراز القابلة للعكس التي تكوّن مع إنظيم الكولينستراز مركباً سهل التفكك، وتستعمل لتسهيل النقل الكولينرجي في الوصل العصبي العضلي وفي الالتحامات الذاتية.
    ـ مثبطات الكولينستراز غير القابلة للعكس أو القابلة للعودة ببطء، تكوِّن مع إنظيم الكولينستراز مركباً ثابتاً يتفكك بصعوبة ويذكر منها المركبات الفوسفورية التي تستعمل مبيدات للحشرات.
    آلية تأثير الأستيل كولين: يتجه الأستيل كولين بعد تحرره نحو مستقبلاته النوعية الموجودة في غشاء مابعد التلاحم العصبي فينشطها ويزيل استقطابها (دخول شاردة الصوديوم بكميات كبيرة). ثم يعود الاستقطاب من جديد ويتوالى زوال الاستقطاب وعودته فتتولد تيارات كهربائية تنقل السيالة العصبية في مسافة الالتحام العصبي وتؤدي إلى النتائج الميكانيكية المعروفة. ولابد من الإشارة إلى أن زوال الاستقطاب لايتم إلا إذا بلغت كمية الأستيل كولين حداً معيناً.
    تأثيرات الأستيل كولين: يؤدي إدخال الأستيل كولين في الجسم إلى حدوث تظاهرات عدة تصنف في ثلاث مجموعات رئيسة وفق الكمية المستعملة من الأستيل كولين وتبعاً لمكان التطبيق:
    ـ تأثيرات موسكارينية تنتج من تأثير الأستيل كولين في المستقبلات الموسكارينية (دعيت موسكارينية لأن تنبيهها يؤدي إلى تظاهرات تماثل التظاهرات التي تحدث نتيجة تطبيق الموسكارين، وهو العنصر السام في الفطور من الجنس أمانيتا)، وتجمل هذه التأثيرات بما يلي:
    ـ تأثير سلبي في خاصة الانتظام الزمني والتقلص في القلب، وتأثير إيجابي في وظيفة التنبيه القلبي.
    ـ توسع وعائي (هبوط الضغط الشرياني).
    ـ زيادة في مقوية العضلات القصبية، وزيادة في مقوية الأمعاء وحركاتها التمعجية.
    ـ تضيق حدقي، وانخفاض في ضبط باطن العين وتشنج عضلات المطابقة.
    ـ زيادة في جميع المفرزات.
    ويعاكس الأتروبين تأثيرات الأستيل كولين الموسكارينية، فهو ينافس الأستيل كولين على مستقبلاته الموسكارينية ويمنعه من القيام بفعله.
    ـ تأثيرات نيكوتينية تنتج من تأثير الأستيل كولين في مستقبلاته النيكوتينية الكائنة في العقد الودية واللاودية (دعيت نيكوتينية، لأن تنبيهها يؤدي إلى أفعال تشابه أفعال النيكوتين).
    تجمل هذه التأثيرات بحدوث تسرع القلب وفرط تنبهه، وارتفاع الضغط الشرياني، وتوسع الحدقة وتظاهرات تدل على فرط نشاط الودي. ولاتزول هذه التأثيرات بفعل الأتروبين وإنما تلغى بفعل شالات العقد ومثالها التريمتافان (trimetaphan).
    ـ تأثيرات في اللوحة المحركة العضلية: تحدث نتيجة تأثير الأستيل كولين في مستقبلاته النوعية (النيكوتينية)، الكائنة في غشاء مابعد التلاحم العصبي العضلي. وتجمل هذه التأثيرات بزيادة مقوية العضلات المخططة وقوتها التقلصية.
    وتزول تأثيرات الأستيل كولين هذه بفعل حاصرات اللوحة المحركة العضلية التي يميز منها نوعان:
    ـ حاصرات اللوحة المحركة العضلية المقلدة للأستيل كولين (مزيلات الاستقطاب)، التي تقوم بالارتباط بمستقبلات الأستيل كولين على نحو فاعل وتؤدي إلى زوال استقطاب مديد غير مجد، لا يتلوه عود للاستقطاب ومثالها السكونيل كولين succonylcholine.
    ـ حاصرات اللوحة المحركة العضلية المنافسة للأستيل كولين (مانعات زوال الاستقطاب)، مثل الكورار ومشابهاته التي تقوم بمنافسة الأستيل كولين على مستقبلاته فتمنعه من الارتباط بها والقيام بعمله، أي ينتج شلل العضلة المخططة.
    ويمكن إيقاف فعل منافسات الأستيل كولين بمضادات الكولينستراز، التي تزيد من كمية الأستيل كولين مانعة إماهته، وتؤدي بذلك إلى تغلبه على الكورار.
    أما فيما يتصل بمقلدات الأستيل كولين فلا يفيد إيقاف فعلها بإعطاء مضادات الكولينستراز، بل يفيد نقل الدم الطازج لاحتوائه على إنظيمات الكولينستراز الكاذبة.
    استعمالات الأستيل كولين السريرية: يشير المداوون إلى فائدة الأستيل كولين في معالجة التهاب الشرايين، وتشنج الأوعية، وتظاهرات الموات (الغنغرينا) والتهاب الشرايين الشيخي والسكري والتهاب الشرايين السادّ، ويكوِّن الأستيل كولين المعالجة الشائعة في تليّن الدماغ. ويعطى مع البابافرين (لدعم القدرة المضادة لتشنج الأوعية) ومع السبارتئين (للحصول على علاج موسع وعائي ومقو للقلب).
    ولتخرب الأستيل كولين السريع في الجسم، يفضل استخدام إسترات أخرى للكولين تكون أكثر ثباتاً ويمكن إعطاؤها عن طريق الفم (كلوردرات الأستيل كولين، كربامينو كولين، أستيل بيتامتيل الكولين ومنغانو كلورو الأستيل كولين).
    هند داوود

  4. #764
    تطبيقات تجفيد المواد الغذائية

    يُطبق مبدأ تقانة التجفيد على المواد الغذائية عموماً بتحويل جزيئات الماء المجمدة فيها، في جو مفرّغ، إلى الحالة الغازية وطردها منها مباشرة من دون المرور بالحالة السائلة، أما المواد الغذائية السائلة فتحول إلى الحالة الجامدة بالتجميد ثم تجفف في جو مفرّغ لتحويل مائها إلى الحالة الغازية وخروج هذه المواد جافة، وتعد طريقة التجفيف بالتجميد المتبعة في خزن الكثير من المواد الغذائية من أحدث التقانات التي ظهرت مؤخراً على هذا المستوى منذ عام 1940، مثال صناعة تجفيف القهوة بتجميدها وتجفيف عصير الفواكه المختلفة وغيرها.
    وتختلف هذه التقانة عن تقانتي التجميد أو التجفيف بما يلي: صغر حجم الفراغات المتكونة في المادة الغذائية وعدم حدوث تغير في نكهة المادة وفي قيمتها الغذائية ولونها، كما تبقى بمعزل عن الغبار والتلوث والحشرات والطيور والقوارض، وتتطلب مساحة صغيرة لاستيعاب المصنع وملحقاته، وتستخدم بنجاح تام في تجفيف اللحوم الطازجة والمطهوة، وتلائم جميع أنواع الأغذية، وتكون مدة الإماهة قصيرة وتامة، إلاّ أن تكاليفها تعادل أربعة أضعاف تكاليف الطرائق الأخرى، وتعد هذه الطريقة ذات مستقبل كبير، وأي تقدم تقني في هذا المجال يزيد من إمكانية تعميم استخدامها.
    طرائق تجفيد المواد الغذائية
    توجد طريقتان أساسيتان هما: التجفيد على دفعات والتجفيد المستمر، وفي كلتا الحالتين تنقل الأغذية على سطوح مسخنة داخل المجفف قي جو مفرّغ، حيث تعمل مضخة على التخلص من بخار الماء المتصاعد من الأغذية وفي غياب تيار الهواء (الشكل-3).
    أ ـ التجفيد على دفعات: تتألف أجهزة هذه الطريقة من الأقسام الأربعة الآتية: قسم التجفيف، وقسم التجميد، وقسم التفريغ وقسم آليات التبريد. وتتم عملية التبخر بالطاقة الحرارية الناتجة عن تسخين كلور الايتلين الثلاثي، وتنظيم درجات حرارة مختلف الأقسام أتماتياً، وتكون الرفوف المعدنية في قسم التفريغ غير قابلة للصدأ وفيه أجهزة خاصة تعمل على دفع المواد الغذائية إلى داخل الجهاز العام وأخرى لنقلها إلى خارجه (الشكل-4) ويصمم قسم التجفيف حسب سمك طبقة المنتوج ومحتواه من الرطوبة ودرجة حرارة الهواء وسرعته واتجاهه. وينبغي أن تكون درجة الحرارة منخفضة (-43.4ْم) لتضمن استمرار تجمد المادة الغذائية عند تجفيفها في مدة تراوح بين 12ـ24 ساعة. ويمكن تسريع التجفيف باستعمال التسخين بالموجات الميكروية.
    ب ـ التجفيد المستمر: تطبق في هذه الطريقة مجففات الأنفاق الأكثر استعمالاً، وتتكون عادة من إسطوانة ذات قطر واسع مجهزة بصفائح ذات أبعاد وبنية ثابتة. وتوضع المادة الغذائية في أطباق محملة على عربات خاصة تدخل النفق المفرّغ والمبرد، وتخرج منه مجففة تماماً، وتتم العمليات كلها أتماتياً. استعملت هذه الطريقة في تجفيف السوائل أولاً، ثم طورت لتستعمل في تجفيف اللحوم والأسماك والخضار والفاكهة والحليب والشاي والقهوة والبهارات ورب البندورة وغيرها، وسوف تصبح المنافس الأكبر لصناعة حفظ الأغذية بالتعليب أو بالتجميد و لصناعة التجفيف الصنعي أيضاً.
    تحضير المنتجات الغذائية للتجفيد
    أـ الخضار والفواكه الناضجة: يشتمل تحضير هذه المواد للتجفيد على المراحل الآتية:
    1ـ استلام المادة الغذائية: يجب أن تكون المادة الغذائية في مرحلة النضج الكامل في الثمار، وأن تكون غضة طرية في الخضار، مطابقة للصنف نظيفة ومتجانسة الشكل والحجم واللون ومميزة بعطرها وطعمها وخالية من الخدش والكدم ومن الأوساخ والشوائب، معبأة في صناديق أو عبوات مناسبة لا تسبب لها خدوشاً وفيها فتحات جانبية للتهوية ومزودة بمقابض للحمل وقابلة للتنضيد، وأن يكون أساس محتوى المادة الغذائية من المواد الصلبة.
    2ـ الغسل: ويتم غسل المادة الغذائية بالنقع الأولي في أحواض مغمورة بالماء لتطرية الأتربة العالقة بها، وقد يستعمل الماء الساخن لتسريع إزالة الأتربة والشوائب الأخرى عنها، ومن ثم تجري عملية الغسل في أحواض كبيرة واسعة بتعريض الثمار إلى تيار ماء قوي أو بدفع الهواء في الحوض أو بإرسال الماء بوساطة مضخة عبر شبك من السلك، أو باستعمال أسطوانة معدنية كبيرة ومجهزة بحلزون داخلي ناقل قابلة للدوران في حوض مائي يتم فيه تمرير الماء باستمرار أو على دفعات ويمكن أن تجري عملية الغسل كذلك بنقل الثمار بين عدة خزانات متتالية يحتوي الخزان الأول منها على محلول قلوي والثاني على الماء الساخن والثالث على الماء البارد. ومن الطرائق الأخرى المستعملة والمفضلة في غسل الثمار والخضار بالرذاذ بعد نقعها في الماء، وتعتمد كفاية الغسل على سرعة مرور المادة في الحوض وحجم الماء المستعمل ودرجة حرارته والمسافة الفاصلة بين المرذاذات والثمار وسمك الأخيرة.

    3ـ العمليات التحضيرية الأخرى: فيما يتصل بالخضار تفرز الخضار بحسب الحجم والنضج والسلامة، ثم تقشر بحسب نوعها يدوياً أو بالاحتكاك بسطح خشن أو بالمحاليل القلوية الساخنة أو الكاوية، ثم تعادل بالحمض لتفادي الفقد بالحجم، أو تقشر بالبخار تحت ضغط مرتفع، أو بالآلات الحادة الميكانيكية قشطاً، وثم تجزأ إلى مكعبات أو شرائح أو شرائط أو حلقات في حالة الخضار الدرنية والجذور، أما الورقية منها فيتم تقطيعها حسب الطلب أو تترك على حجمها مثل رؤوس الملفوف الصغيرة (بروكولي) والجزر الصغير والأبصال المخللّة، وينبغي تجميد البازلاء بعد القطاف والتقشير مباشرة لكونها سريعة الذبول، وأما رؤوس الملفوف فيجب تجميدها في مدى بضع ساعات من قطافها، وأما البطاطا فيمكن تجميدها بعد عدة شهور من التخزين النظامي، وفي الأحوال كافة ينبغي إزالة حبيبات النشاء الناتجة من الخلايا المقطعة بالغسل للاحتفاظ بجودتها النهائية. وقد تسلق معظم الخضراوات المقطعة لتثبيط فاعلية الأنظيمات فيها لدى تعريضها للهواء، وتتم هذه العملية بالبخار أو الماء الساخن، ويفضل استخدام البخار لأنه يقلل من فقد المادة الصلبة، وتساعد هذه العملية أيضاً على تقليل مدة التجفيف وطرد الهواء من الفراغات البينية في الأنسجة وتأخير تغير الرائحة والنكهة وتقليل الفقد من الفيتامين ج و آ وتحسين قوام المادة الغذائية المجففة عند إعادتها إلى حالتها الأصلية، وتستغرق هذه العملية مدة دقيقتين إلى عشر دقائق في البخار، وينبغي عدم تبيض الأبصال والكرات، ذلك أن وجود بعض التأثير الأنظيمي فيها يساعد على الاحتفاظ الكامل بالرائحة والنكهة المميزة فيها، ويجري تبريد الخضار بعد السلق في الهواء الطلق لأن استخدام الماء البارد في التبريد يتطلب عملية إضافية لتصفية الماء من المادة الغذائية ولتسهيل خروج الرطوبة من المادة الغذائية المغطاة بطبقة شمعية تغمس ثمارها قي محلول كربونات الصوديوم أو هيدروكسيد الصوديوم تركيزه نحو 0.5٪ أو أقل، ودرجة حرارته200-210ْ فهرنايت، فتزول الطبقة الشمعية وتتشقق القشرة قليلاً، وقد تغمس مدة قصيرة في مستحلب زيت الزيتون ومحلول كربونات الصوديوم بقصد المحافظة على لون الثمار بإيقاف فاعلية أنظيم البيركسيداز.
    وما يتصل بعملية الكبرتة فيمكن إجراؤها بوضع الخضار في محلول الكبريتيت أو برشها برذاذ محلول أوكسيد الكبريتSO2 تركيزه نحو 1000 -3000 جزء بالمليون حسب النوع والصنف، ويتوقف ذلك على درجة الحرارة ودرجة نضج المادة،وتفيد هذه العملية في الحصول على لون فاتح للبازلاء مثلاً والاحتفاظ بفيتامين ج وطرد الحشرات وقتل عدد كبير من الأحياء الدقيقة والتخزين في درجات حرارة عادية أو عالية من دون أن تتأثر المادة الغذائية.
    أما ما يتصل بثمار الفاكهة التي ستخضع لعملية التجفيد فينبغي أن يكون محتواها من المادة الجافة مرتفعاً ومتميزة بلونها وطعمها ورائحتها، فتغسل ثمار التفاح والكمثرى بعد الفرز وتقشر ثم يستخرج القلب البذري منها، أما الثمار ذات النواة الصلبة كالمشمش والكرز والخوخ والدراق فتفلق وتفصل البذور عنها، ثم تقطع الثمار إلى مكعبات أو شرائح حسب المطلوب تسويقياً، وتغمس في محلول سلفات الصوديوم تركيزه نحو0.1٪ لتفادي التكون البني بفعل الخمائر قبل التجميد. وأما الفريز (الفراولة) وفاكهة الثمار الصغيرة مثل عنب الثعلب و«الفراميواز» فيجري فرزها ثم غسلها وتخليصها من ماء الغسيل وقد يتطلب الأمر في بعض الحالات أن تشقق الثمار سطحياً لزيادة سرعة تجفيفها، وأما عنب الريباس (عنب الثعلب الأسود) فيستحسن تجميده وثم قشط القشرة عن ثماره ثم تقطيعه حسب المطلوب. كما يمكن معاملة ثمار الكمثرى قبل تجميدها بمحلول فيتامين ج تركيزه 0.5٪ للحيلولة دون تلونها باللون البني الأنظيمي، وكذلك الأمر للموز، ويفضل استعمال محلول ثاني ميركابتو بينزول تيازول الصوديوم بتركيز0.25٪ في حالة تجفيد الموز والكمثرى.
    أما ما يتصل بخطوات تحضير اللحوم والأسماك لتجفيدها فلابد قبل ذلك من فصل العظام والغضاريف وكذلك الأنسجة الدهنية عنها، ثم تقطع إلى مكعبات لا يتجاوز حجمها سنتمترات أو إلى شرائح رقيقة ثخانتها 10-15سم لتسهيل تبخر مائها عند إجراء التجفيد اللازم، ولدى تجفيد الأرانب والخنازير والعجول تستخدم مادة الأدرينالين حقناً في اللحم، إذ إنها تساعد على زيادة قدرة اللحم على الاحتفاظ بنسبة رطوبته.
    ب ـ المواد السائلة: تتصف المواد السائلة بارتفاع نسبة الماء فيها بلا حدود، وتتحول إلى مساحيق قابلة للإماهة عند تخليصها من محتواها المائي. وتقسم هذه المواد إلى فئتين هما: المنتجات الطبيعية والمستخلصات، وتضم المنتجات الطبيعية الحليب (اللبن) وبياض البيض وصفاره وغيرها، وأما المستخلصات فتضم عصير الفواكه وشرابات القهوة والشاي وغيرها، ويختلف تركيزها وتركيبها اختلافاً كبيراً، فعلى سبيل المثال يكون محتوى عصير الفواكه من المواد الصلبة منخفضاً ومن السكريات المرجعة مرتفعاً على خلاف مستخلص القهوة.
    وأما البيض فيكون التركيز فيه وسطياً والمحتوى الكاربوهيدراتي منخفضاً جداً وفي مستخلص الشاي يكون المحتوى العفصي مرتفعاً.
    وتمر في أثناء تجفيدها بالمراحل نفسها التي تخضع لها الخضار والفواكه الناضجة.
    الاستخدامات
    تمكن هذه التقانة من خزن المواد الغذائية السريعة التلف مدة طويلة ومن دون فسادها، ويتم استخدامها في الوقت الحاضر في خزن المنتجات الغذائية المجفّدة من دون اتخاذ أي تدبير احتياطي لتغيرات درجات الحرارة المحيطة بالمادة وتداولها بأخفض وزن ممكن لها خلاف طريقة التجميد المفرط السريع surgelation للمادة الغذائية. وتحافظ هذه التقانة على نسب من الفيتامينات (آ، ب، ج) قريبة جداً لما هي في المادة الطازجة بعد مرور عدة شهور على خزنها. وتستخدم إما مباشرة على بعض الخضار وشرابات الثمار والقهوة والحليب والسوائل عموماً، وإما غير مباشر بعد تحضير المواد الغذائية بتقطيعها أو تقشيرها مثل الثمار الكبيرة الحجم واللحوم والأسماك، ويستحسن استخدام القطع القليلة الثخن والكبيرة السطح. ويمكن خزن بعض المواد الغذائية بهذه الطريقة خزناً جيداً مدة لامتناهية عملياً مثل عصير الفواكه والخضار والحليب والقهوة، أما الأنواع الأخرى مثل الأسماك الطازجة الغنية بالدهون فيمكن أن يسمر لونها بفعل الأنظيمات ولا يمكن خزنها مدة تزيد على 6-8 أشهر. كما يمكن بهذه التقنية المحافظة على سلامة المادة الطازجة ونوعيتها وصفاتها من حيث الطعم وفائدتها الغذائية كاملة.
    وتعد هذه التقنية عملية ضرورية جداً في مجال الطب البيطري لأن الوسائل الوقائية والعلاجية أكثر أهمية ودقة وتنوعاً في هذا المجال منه في الطب البشري خاصة لتنوع الحيوانات التي يتم تلقيحها بلقاحات حية (بكتيريا أو فيروس) أو بالخلايا المنوية عند التلقيح الاصطناعي أو بلقاحات المناعة عند الحيوانات المختلفة.

    هشام قطنا

  5. #765
    التحليل الطبي المخبري

    يقصد بالتحليل الطبي المخبري كل تحليل يجرى في المختبر الطبي لأي من سوائل البدن أو مفرزاته، ويندرج ضمن هذا التعريف تحليل مكونات الدم، والبول، والسائل الدماغي الشوكي، والبراز، والسائل المنوي، والسوائل المصلية والمفصلية، والقشع، والمفرزات المهبلية والقيحية، والعصارة المعدية والعفجية والبنكرياسية، وتشمل هذه الفحوص والتحاليل فحوصاً للمكونات الكيمياوية الحيوية، وللأشكال الخلوية، والاختبارات المناعية، والزمر الدموية والفحوص الجرثومية والفيروسية والفطرية والطفيلية، والزرع الجرثومي وتحسس الجراثيم المستنبتة للصادات، والاختبارات التخثيرية، والاختبارات الجينية الوراثية وتحتاج إلى أجهزة وأدوات خاصة.
    وتزداد طرائق التحاليل تطوراً بتسارع مع الزمن، إذ تماشي هذه الطرائق متطلبات مراقبة الجودة، ويهتم التحليل الطبي المخبري بتفسير النتائج ليساعد الطبيب في تشخيص الحالة المرضية أو تأكيد التشخيص أو تحديد إنذار المرض، للتحكم بالعلاج سواء الطبي أو الجراحي أو الشعاعي.
    التحليل الفيزيائي
    يقدم التحليل الفيزيائي الذي يسبق التحاليل المختلفة، دلالة تفيد في إعطاء فكرة مبدئية عن النموذج المدروس، ويهتم المحلل عادة بالصفات الفيزيائية من حيث اللون والرائحة واللزوجة، والليونة، ووجود العكر أو عدمه، والرواسب الملونة أو العكرة.
    الفحوص الدموية hematology
    وتطلب هذه الفحوص بكثرة في المخبر السريري لما لها من دلالة سريعة تفيد في تشخيص العديد من الأمراض.
    وتضم هذه الفحوص العديد من الاختبارات على هيموغلوبين الدم (خضاب الدم) بما فيها الخضابات السوية أو الشاذة، ويجرى اختبار الهيماتوكريت كما يجرى معايرة الخضاب السوي أو الشاذ كما في خضابات المصابين بالتلاسيميا بمختلف أنواعها. ومن هذه الطرائق إجراء الرحلان الكهربائي electrophoresis الخاص بالخضابات أو إجراء بعض المعايرات الكيمياوية القادرة على كشف بعض أنواع الخضابات الشاذة مثل A2,F,S وغيرها.
    أما كشف الخلايا الدموية أي الكريات الحمر والبيض والصفيحات والخلايا النقوية فيجرى بعد تلوين المحضرات الدموية لتمييز أشكال الكريات الحمر والبيض ويتم التلوين على نحو يسمح بدراسة أشكال الكريات الحمر وتلونها التي تتغير في بعض الأمراض الدموية بالإضافة لدراسة الصيغة الدموية، والتي يميز فيها بين الكريات البيض العدلة واللمفاويات ووحيدات النوى والحمضات والأسسات. ولهذه الصيغة الدموية أهمية كبيرة في المساعدة على التشخيص التفريقي لبعض الأمراض الالتهابية أو الابيضاضات (اللوكيميا) أو التهاب وحيدات النوى الخمجي وغيرها.
    كما يجرى أيضاً تعداد للشبكيات reticulocytes، إضافة لتعداد الصفيحات plateletes. ويشير التغير في التعداد إلى بعض الإصابات الدموية أو النزفية.
    تجرى في المخبر الدموي أيضاً اختبارات تتعلق بسرعة ترسب الكريات الحمر وتدعى سرعة التثفل أو الترسب (ESR) sedimentation rat والتي ترتبط بالعديد من الحالات المرضية كالحالات الالتهابية والسرطانات. بالإضافة لاختبارات النزف والتخثر ولعوامل التخثر المختلفة بما فيها الفبرينوجين والعامـل الثامـن (المضاد للناعور).
    كما يجرى اختبار زمن البروترومبين PT وزمن البروترومبين الجزئي PTT لتحديد سيولة الدم خاصة في الأمراض الكبدية أو في حالات تناول الأدوية المضادة للتخثر كما في الهيبارين والوارفارين التي تعطى في حالات حصول الجلطات الدموية والخثرات القلبية أو الوعائية المختلفة.
    ويندرج ضمن التحاليل الدموية بعض التحاليل الدموية المناعية ومن أهمها تحديد الزمر الدموية بما فيها A وB وAB وOوأضداد (Rhesus)Rh إضافة لتحديد العديد من الجمل الضدية الدموية الأخرى مثل كيل Kell، دوفي Duffy، كيد Kidd، لوثرانLutheran، لويس Lewis وغير ذلك.
    كما يندرج ضمن هذه التحاليل الدموية الضدية المناعية تحديد جمل HLA. وهي مستضدات الكريات البيض البشريةhuman leukocytes antigens بمـا فيها D-C-B-A التي غالباً ما يطلب تحديدها لتقدير التوافق النسجي في حالات زرع الأعضاء.
    ومن الاختبارات المناعية الدموية التي تجرى في المختبر الطبي اختبار كومبس المباشر واللامباشر إضافة لاختبار تثبيت المتممة وتحري بعض مكونات المتممة.
    الفحوص الكيمياوية الحيوية
    تشمل هذه الفحوص العديد جداً من الاختبارات لتحري الكربوهدرات والمركبات الآزوتية والعناصر غير العضوية وغازات الدم واختبارات الدسم والوظيفة الكبدية وتحاليل للأنزيمات والهرمونات والسموم والأدوية وغيرها.
    1ـ معايرة الغلوكوز في الدم: يعد قياس الغلوكوز الدموي من أكثر الاختبارات التي ترد إلى المخبر الطبي يومياً وذلك لكشف حالات الإصابة بالداء السكري العرضية أو لمتابعة حالة العلاج للمرضى السكريين، ويلجأ عادةً إلى معايرة غلوكوز الدم لكشف الإصابة بالداء السكري الأولي أو الثانوي أو لكشف نقص غلوكوز الدم الذي يحصل نتيجة لفرط الأنسولين أو لنقص وظيفي لهرمونات النخامى أو الكظر أو الدرق.
    ويجرى أيضاً اختبار تحمل الغلوكوز GTT لكشف الإصابة بالداء السكري في الحالة ما قبل العرضية.
    ويجرى اختبار الهيموغلوبين الغلوكوزي أيضاً HbA1، وهو يشير إلى نسبة الغلوكوز المرتبط بالهيموغلوبين، وترتفع هذه النسبة لدى مرضى السكري من النمط الأول IDDM.
    2ـ كشف المركبات الآزوتية: من أهم المركبات الآزوتية التي يجرى تحليلها في المخبر لتقييم الوظيفة الكلوية نذكر كلاً من البولة الدموية والكرياتين وحمض البول.
    وتعد معايرة البولة الدموية من أكثر المعايرات إجراءً في المخبر لسهولة معايرتها مع أنها قد لا تكون مشعراً كبير الحساسية للوظيفة الكلوية، ولأنها تتأثر بالمتناول البروتيني، وبكمية الرشح الكبيبي.
    ويفضل لدراسة الوظيفة الكلوية معايرة الكرياتين وهي مؤشر أفضل لسلامة الكلية ولا يتأثر بالمتناول البروتيني ويتأثر بالكتلة العضلية.
    ويجرى أحياناً اختبار تصفية الكرياتين، ويقاس فيه كرياتين المصل والبول، ويعبر عن سرعة معدل الرشح الكبيبي، وتنقص تصفية الكرياتين في جميع الإصابات الكلوية التي تقلل من قدرة الوظيفة الكلوية أو تنقص من عدد النفرونات في الكلية.
    أما حمض البول فيعد أحد نواتج استقلاب الحموض النووية، ويتغير نتيجة لعديد من العوامل الفيزيولوجية كنوعية الطعام والصيام الطويل والشدة stress، ويزداد مرضياً في داء النقرس والقصور الكلوي الحاد والمزمن وابيضاضات الدم وفي التسمم بالرصاص وفي فرط نشاط الدريقات وغيرها.
    ومن المركبات الآزوتية الأخرى التي تعاير بتواتر أقل في المخبر:
    الأمونيا (النشادر) ومعايرة البروتين الكلي أو معايرة الألبومين والغلوبلينات الكلية ومعايرة بعض البروتينات النوعية.
    وتزداد البروتينات الكلية في حالات التجفاف والالتهابات والأمراض المناعية والأخماج المزمنة في حين تنخفض في حالات التسمم بالماء لاحتباس السوائل كما في قصور القلب الاحتقاني وعدم التبول.
    ويزداد الألبومين في التجفاف في حين ينقص في سوء التغذية والأمراض الكبدية والمتلازمة الكلائية.
    3ـ معايرة الشحوم والبروتينات الشحمية: صارت الشحوم ومستقلباتها من أكثر الاختبارات شيوعاً في المخابر الطبية نظراً لأنها من أهم عوامل الخطورة في الأمراض الوعائية القلبية، ويعاير كل من الكولسترول الكلي إضافة للكولسترول الجيد HDL وهو الليبوبروتين عالي الكثافة. والكولسترول السيئ LDL وهو الليبوبروتين منخفض الكثافة.
    كما تعاير الغليسيريدات الثلاثية، التي تتأثر بشدة بالعامل الغذائي، وقد يلجأ إلى إجراء الرحلان الكهربائي لتمييز الليبوبروتينات.
    ويمكن تمييز إصابات فرط الشحوم بحسب أنواع الشحوم (تنميط فريدريكسون) إلى خمسة أنماط، وقد تكون الإصابات بفرط الشحوم إما بدئية وراثية وإما ثانوية.
    4ـ تحري الشوارد والعناصر النادرة: يعاير في المخبر الطبي شوارد الدم المختلفة مثل الكلسيوم الذي يرتفع في فرط النشاط الدريقي وبعض السرطانات وينخفض في قصور الدريقات وفي المتلازمة الكلائية وتخلخل العظام، والفسفور اللاعضوي الذي يزداد في القصور الكلوي وقصور الدريقات، وينخفض في فرط الدريقات وتلين العظام والرخد rickets، والنحاس الذي يزداد في حالات التخرب النسيجي، وينقص في داء ويلسون.
    وكذلك المغنزيوم، والحديد الذي يزداد في ابيضاضات الدم وانحلال الدم، وينخفض في فقر الدم بعوز الحديد وبعض السرطانات، كما تعاير السعة الكلية الرابطة للحديد TIBC.
    ويقاس الرصاص في حالات التسمم المهني المزمن، كما تعاير شوارد الصوديوم والبوتاسيوم لارتباطها الوثيق بالتوازن الشاردي للسائل خارج الخلوي ولما لها من أثر في العضلة القلبية.
    5ـ المعايرات الهرمونية: يعاير في المخبر الطبي هرمونات الغدد الصماء مثل النخامى والكظر والوطاء والخصية والمبيض والدرق والبنكرياس، كما يعاير الألدوسترون، ويعاير هرمون ACTH الموجه لقشر الكظر للكظر إضافة للكورتيزول. كما تعاير هرمونات الغدة الدرقية وهي التيروكسين الكلي T4 وتري يودوتيرونين T3 وTSH وT3 الحر وT4 الحر، وأحياناً الأضداد الدرقية. كما تعاير الهرمونات الجنسية الأنثوية والذكرية مثل التستوسترون والبروجسترون، والإستروجين. ويكشف HCG في البول أو الدم لدى المرأة باختبارات مناعية سهلة للكشف عن وجود الحمل. كما تعاير بعض الهرمونات النخامية الأخرى مثل FSHوالبرولاكتين وهرمون النمو GH ويعاير أيضاً هرمون مضاد الإبالة ADH المفرز من الوطاء، وهرمون الأنسولين المفرز من خلاياβ البنكرياسية. والهرمون الدريقي الذي تفرزه جارات الدرق، وذلك لتأكيد تشخيص فرط نشاط الدريقات، كما يقاس الكالسيتونين المشخص للسرطانة اللبية الدرقية، وقد يقاس الببتيد C، وغاسترين المصل، وأحياناً أضداد بعض الهرمونات كما في Anti-GADالذي يعاير في حالات الشك بوجود أضداد مناعية تعاكس الأنسولين لدى مرضى السكري من النمط الأول IDDM.
    6ـ معايرة الإنزيمات: تعاير في المخبر بعض الإنزيمات الهامة سريرياً في تشخيص ومتابعة بعض الأمراض مثل الإنزيمات الكبدية ومثالها أنزيمات الألانين ترنسفيراز GPT (ALT) والإسبرتات ترنسفيراز SGOT (AST) والغاما غلوتامين ترنسفيرازδGT، والكولين استيراز والفسفاتاز القلوية AIP، والإنزيمات القلبية مثل الإسبرتات ترنسفيراز SGOT والكرياتين كيناز CKونظائرها، واللاكتات ده هيدروجيناز LDH ونظائرها، والإنزيمات البنكرياسية مثل الليباز والأميلاز بما فيها اللعابية، والإنزيمات العضلية مثل الكرياتين كيناز CK والألدولاز، والعظمية مثل الفسفاتاز القلوية والفسفاتاز الحمضية التي تفيد أيضاً في تقدير وظيفة الموثة.
    7ـ معايرة بعض الأدوية والسموم في الدم: تعاير بعض الأدوية في الدم لمراقبة العلاج حتى لا يزيد تركيزها في الدم على المستوى الفعال تجنباً للتأثيرات السمية لهذه الأدوية. كما يمكن أن تعاير بعض السموم التي قد يتناولها بعضهم إما خطأ وإما بقصد الانتحار مثل مركبات الفسفات العضوية والأسبرين والبربيتورات.
    ويقاس أيضاً عيار الايتانول خاصة في حالات التسمم بالكحول.
    8ـ معايرة الواسمات السرطانية tumor markers: تزداد بعض البروتينات أو الإنزيمات مع ازدياد حالة الورم، ولذلك تدعى بالواسمات السرطانية والتي تختلف حسب توضع الورم ويعاير في المخبر حالياً العديد منها مثل a فيتوبروتين والمستضد الجنيني السرطاني CEA، CA-15.
    التحليل الجرثومي والفيروسي والفطري
    يجرى تحري الجراثيم في المخبر للعديد من السوائل الحيوية خاصة البول والسائل المنوي والسائل الدماغي الشوكي وأحياناً الدم، أو السوائل المصلية الأخرى كسائل الجنب وسائل الحبن أو السائل الزليلي، وقد يكون التحري مباشراً أو بعد التلوين، ويجرى تحديد نوع الجرثوم بطرائق عديدة منها:
    المباشر، أو بعد الزرع على أوساط مناسبة، مع إجراء تحسس جرثومي للصادات لمعرفة الصادات المناسبة للعلاج. وقد يجرى في المخبر تحري الإصابات الجرثومية أو الفيروسية بالتحري عن أضداد الجراثيم أو الفيروسات في المصل باختبارات التراص كما في اختبار VDRL لكشف الإصابة بالإفرنجي syphilis أو اختبار فيدال لكشف الإصابة بالحمى التيفية أو اختبار رايت لكشف الإصابة بالحمى المالطية. كما يجرى تحري الإصابة الفطرية سواء الجلدية أو الحشوية بالفحص المباشر أو بعد التلوين أو بإجراء الزرع الفطري.
    فحوص السوائل والمفرزات الحيوية المختلفة
    يعد فحص البول من أكثر الفحوص المخبرية شيوعاً وفيه تُجرى دراسة من الناحية الفيزيائية من حيث اللون والعكر والحجم والكثافة النوعية والـ pH إضافة إلى الدراسة المجهرية الخلوية والدراسة الحيوية الكيمياوية حيث يجرى كشف، أو معايرة، لكل من الغلوكوز والبروتين والالبومين والبوتاسيوم والبولة والكرياتنين، والبرفيرينات، والبيليروبين، أو الاوروبيلينوجين، أو البورفوبيلينوجين، أو الأصباغ الصفراوية وأحياناً الخضاب، وحمض البول، والحموض الأمينية والسيستيئين والصوديوم والرصاص، والفسفات وحمض الفينيل بيروفيك، والكاتيكولامينات (وخاصة VMA مستقلب الأدرينالين) و17 كيتوستيروئيد و17 هدروكسي كورتيكو ستيروئيد لتحري الاضطرابات الهرمونية الكظرية، وكذلك الكلسيوم، والميوغلوبين والنحاس، والكلور. ويعتمد في أغلب المخابر حالياً على بعض الشرائط التجارية المعتمدة على مبدأ الكيمياء الجافة في تحري عدد من هذه المعالم في الوقت نفسه وبطريقة سريعة.
    أما فحص السائل المنوي فهو من أهم الاختبارات التي تجرى في المخبر لتحري مشكلة العقم عند الذكور، ويتحرى عادة عن الحجم واللون والرائحة والـ pH إضافة لإجراء تعداد للحيوانات المنوية، وتقدير حركتها وسرعتها والنسبة المئوية لأشكالها الشاذة. بالإضافة لدراسة السائل من الناحية الخلوية المتعلقة بالكريات الحمر أو البيض والخلايا غير الناضجة.
    كما يجرى عيار الفركتوز في السائل المنوي. وفي الحالات الالتهابية يلجأ إلى زرعه جرثومياً وتحري تحسس الجراثيم للصادات.
    كما يجرى في المخبر فحص للسائل النخاعي الشوكي ويجرى التحليل الكيمياوي لكل من الغلوكوز والبروتينات، والغلوبلينات المناعية خاصة IgG التي تزداد في حالات التصلب المتعدد.
    يجرى فحص القشع بالعين المجردة أو مجهرياً وغالباً ما يجرى فحصه جرثومياً بعد التلوين بطريقتي غرام لكشف الجراثيم إيجابية أو سلبية الغرام، وتسيل نلسن لكشف العصيات السلية (عصيات كوخ).
    كما يجرى فحص السوائل المصلية التي قد تتوضع في الجوف التاموري أو الجوف الصفاقي (سائل الحبن)، أو الجوف الجنبي (سائل الجنب). ويميز في هذه السوائل بين الرشحات والنضحات. سواء من الناحية الفيزيائية الشكلية أو من الناحية المجهرية الخلوية بالإضافة لبعض التحاليل الكيمياوية مثل السكر والكولسترول وLDH والأميلاز والبروتين. ويجرى تحري الجراثيم وزرعها وتحسيسها على الصادات.
    يجرى تحري الإصابة بالتليف الكيسي cystic fibrosis لدى الأطفال باختبار التعرق الذي يعاير فيه شوارد الكلور والصوديوم والبوتاسيوم في العرق.
    ويجرى أيضاً تحليل السائل الزليلي synovial fluid لتشخيص ومتابعة أمراض المفاصل وذلك بتحليل ظاهري فيزيائي وآخر مجهري خلوي لتحري وجود الحالات الالتهابية أو البلورات.
    كما تجرى دراسته كيمياوياً. وفي حال الشك بوجود سائل التهابي يجرى زرعه جرثومياً لتحري النايسريات والعصيات السلية، واللاهوائيات.
    يجرى تحليل البراز بتواتر كبير في المخبر وهو تحليل هام يعطي فكرة عن حالة الجهاز الهضمي ويتركز الفحص على تحري وجود الطفيليات بالإضافة للتحري الجرثومي، كما يكشف الدم الخفي في البراز، أو الكريات الحمر والكريات البيض في الحالات الالتهابية.
    وقد تجرى اختبارات لتحري سوء الامتصاص المعوي مثل اختبار ده كزيلوز واختبار شلنغ لتحري امتصاص فيتامين B12خاصة في حالة فقر الدم الخبيث.
    قد يجرى بزل السائل السلوي إما في وقت مبكر من الحمل لإجراء الاستقصاءات الوراثية خاصة في حال الشك بأعواز أنزيمية أو أخطاء صبغية، وإما في وقت متأخر من الحمل للتأكد من سلامة الحمل، أو لمعايرة α فيتوبروتين لتحري تشوهات الأنبوب العصبي لدى الجنين.
    قد يجرى أيضاً بزل عينات الزغابات المشيمية chorionic villus samples (CVS) وذلك لعزل DNA وتحري الإصابات الجنينية في بعض الأمراض الوراثية وذلك في مرحلة مبكرة من الحمل. وتجرى هذه التحاليل في مخابر متخصصة يُكثَّر فيهـا الـ DNAبطريقة PCR ومن ثم كشف الطفرات المسببة للمرض الوراثي المتوقع.
    وفيقة زرزور

  6. #766
    الستيروئيدات

    الستيروئيدات steroids هي مجموعة كبيرة من المركبات الكيمياوية العديدة الحلقة، تشترك فيما بينها بمركب أساسي هو «سيكلوبنتافوبيرهدروفينانث رين» cyclopentanoperhydrophenantherene. ومما تتضمنه هذه المجموعة: الكوليسترول، والهرمونات الجنسية، والهرمونات القشرية الكظرية adrenocortical hormones، والحموض الصفراوية، وطلائع بعض الفيتامينات، والستيرولات، وبعض الهيدروكربونات المسرطنة. ويأتي الكوليسترول في مقدمة هذه المجموعة إذ تشتق منه جميع الهرمونات الستيروئيدية.
    تقسم الهرمونات الستيروئيدية إلى مجموعتين:
    المجموعة الأولى: هي الهرمونات الجنسية وتشمل الإستروجين والبروجيستيرون عند الإناث، ويفرزان بصورة رئيسية من المبيضين، والتيستوستيرون عند الذكور ويفرز بصورة رئيسية من الخصيتين. وهذه الهرمونات مسؤولة عن ظهور الصفات الجنسية الثانوية.
    أما المجموعة الثانية من الهرمونات الستيروئيدية فهي الهرمونات القشرية الكظرية. وهي تفرز من الطبقة الخارجية (القشر) للغدة الكظرية adrenal gland، وتشتمل على ثلاثة مركبات:
    ـ الستيروئيدات القشرية السكرية glucocorticoids مثل الكورتيزول. وهي مسؤولة عن استقلاب metabolism الكربوهيدرات في الجسم، كما أنها تزيد من تدرك degradation الدسم (الشحميات) lipids والبروتينات، ولها تأثير مضاد للالتهاب، وهي تمكن الإنسان من تحمل الشدات (الكروب) stress المرضية.
    ـ الستيروئيدات القشرية المعدنية mineralocorticoids مثل الألدوستيرون. وهي مسؤولة عن توازن الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم.
    ـــ الأندروجينات androgens وهي تمتاز بصفات مشابهة للستيروئيدات الذكرية المفرزة من الخصيتين.
    يؤدي اضطراب مستوى الهرمونات الستيروئيدية في الدم إلى ظهور أمراض خطيرة، لذا كان لابد للجسم من التحكم الدقيق بنسبة هذه الهرمونات للمحافظة على وظائفه الطبيعية، و يتم هذا التحكم عن طريق الغدة النخامية pituitary gland بما تفرزه من هرمونات خاصة تنظم عمل الغدد الأخرى. ويختلف مستوى الستيروئيدات القشرية بالدم في اليوم الواحد، إذ يكون مرتفعاً صباحاً ومنخفضاً مساءً.
    إضافة إلى ما تقدم من تأثيرات مهمة للستيروئيدات في الجملة الاستقلابية وتوازن الماء والأملاح، وعلى تطور الصفات الجنسية، فإن للستيروئيدات تأثيرات عدة أخرى، كتأثيرها في الجملة العصبية، وفي الجملة المناعية، وفي نقي العظام. فنقص الستيروئيدات القشرية (كما في داء أديسون) يؤدي إلى الخمول apathy والاكتئاب وفقر الدم، في حين تؤدي زيادة الستيروئيدات القشرية (كما في داء كوشينغ) إلى زيادة الاستثارة excitability والشمق (النشاط) euphoria وتثبط الجهاز المناعي.
    تستخدم الستيروئيدات في المعالجة الدوائية لعدد من الأمراض منذ سنوات بعيدة. وتشبه الأدوية الستيروئيدية كيمياوياً الهرمونات الستيروئيدية الطبيعية. وقد استخدم الأطباء كل أنواع الستيروئيدات: فالإستروجين والبروجيستيرون يستعملان في أقراص منع الحمل وفي المعالجة الهرمونية المعيضة بعد انقطاع الطمث.
    والتيستوستيرون والمركبات المشابهة له تستعمل لإظهار الصفات الجنسية الذكرية. وهناك مجموعة من الستيروئيدات تدعى الستيروئيدات الإبتنائية anabolic steroids، وهي من المشتقات الصنعية للتيستوستيرون ذات خواص ابتنائية قوية وخواص ذكرية ضعيفة، وتستعمل على نحو رئيس لتحريض النمو وتجديد النسج الهرمة، كما تستعمل في الأمراض المدنفة وفي فترات النقاهة. ومن المؤسف أن هذه المجموعة من الستيروئيدات يساء استخدامها كثيراً من قبل الرياضيين لزيادة الكتلة العضلية، وزيادة القوة العضلية، وتحسين الأداء في أثناء المباريات الرياضية. وتسبب إساءة استخدام هذه المواد مع الوقت إلى ظهور مضاعفات صحية خطيرة إذ إنها تزيد من الإصابة بالنوب القلبية والسكتة stroke، إضافة إلى مضاعفات كبدية وتغيرات بدنية وجلدية.
    أما الستيروئيدات القشرية (الهيدروكورتيزون، والبريدنيزولون، والديكساميثازون، وغيرها) فلها استخدامات طبية واسعة في معالجة أمراض المفاصل والأمراض التحسسية والربو القصبي وداء أديسون والسرطانات، كما تستعمل أيضاً لتثبيط المناعة عند مرضى زرع الأعضاء لمنع حدوث ظاهرة الرفض organ rejection.
    عُدّت الستيروئيدات القشرية دواء سحرياً منذ بداية استخدامها في الأربعينيات من القرن الماضي وذلك لتحسينها الكبير لأعراض التهاب المفاصل، إلا أن استعمالها المديد ترافق بظهور تأثيرات جانبية عدة كزيادة الوزن، وارتفاع سكر الدم، وضعف العضلات، ووهن العظام، وتشكل الساد cataract في العين، وارتفاع الضغط الشرياني، ونقص المناعة، واحتباس السوائل، وحدوث تشققات أرجوانية على الجذع، واضطرابات عصبية، ولكن أهم وأخطر آثارها الجانبية هي تثبيط قشر الكظر وما يتضمنه ذلك من عدم قدرة هذه الغدة على زيادة إفراز الستيروئيدات القشرية استجابة للشدات المرضية. ولعل هذه التأثيرات الجانبية المتعددة هي التي أعطت السمعة السيئة لهذه المجموعة الدوائية المهمة، إلا أن حكمة الطبيب في طريقة استعمالها، وتحديد مدة الاستعمال وطريقته تخفف إلى حد كبير من التأثيرات الجانبية المذكورة من دون أن تحرم عدداً كبيراً من المرضى من تأثيراته المفيدة.
    عبد الساتر رفاعي

  7. #767
    السلفاميدات

    السلفاميدات sulfamides أو السلفوناميدات sulfonamids هي كل مركب عضوي يحمل في بنيته مجموعة سلفاموئيل (-So2- N<) واحدة على الأقل مرتبطة مباشرة بحلقة عطرية aromatic وله الصيغة المِبْيانية العامة الآتية:
    >Ar- So2- N
    والمشتقات السلفاميدية هي التي تنتج من تبادل الصيغة المِبْيانية العامة مع مجموعات كيمياوية أخرى. ويملك العديد من السلفاميدات خواصّ دوائية (فارماكولوجية) تختلف باختلاف المتبادلات على الصيغة المِبْيانية العامة، سواء أكان ذلك على ذرة النتروجين أم على الحلقة العطرية التي يمكن أن تكون هي نفسها متجانسة أو متغايرة، متبادلة مع مجموعات كيمياوية أخرى أو غير متبادلة.
    التصنيف
    صنِّفت السلفاميدات التي تمتلك خواص دوائية بحسب هذه الخواص فهي إما سلفاميدات مُضادة للجراثيم antibacterials أو مُدرَّة diuretics أو خافضة لسكر الدم hypoglycemic. علماً بأن هناك سلفاميدات تستعمل لخواصها الملوِّنة colorants وخاصة للأنسجة.
    ـ السلفاميدات المضادة للجراثيم antibacterial sulfamides: يعود اكتشاف الخواص «المُطهِّرة» antiseptic أو المضادة للجراثيم لبعض المشتقات السلفاميدية إلى عام 1935، حين نشر دوماك Domagk وميتش Mietzsch وكلارير Klarer بحثاً حول فعالية مركب البرونتوزيل (sulfamidochrysoidine) prontosil، وهـو صِبغ بلون أحمر، فـي الأجسام الحية in vivo يعمل ضد جراثيم العقديات streptococci لدى الفئران. ومنذ ذلك التاريخ وحتى اكتشاف الصادات antibiotics، كان للمشتقات السلفاميدية الدور الأول في معالجة العديد من الأمراض الخمجية infectious التي تسببها الجراثيم، مثل العقديات والمكورات الرئوية pneumococcus، والنيسريات البنية Neisseria gonorrhoeae وغيرها. ومن الجدير بالذكر أن دوماك وزملاءه قد استوحوا أعمالهـم من المفهوم الأقدم لإرليخ Ehrlich الذي ربط الفعل المطهِّر بالمواد الملوِّنة وتثبُّتها على بنيـة الجراثيم. ولهذا كان اكتشاف فعل البرونتوزيل المضاد للجراثيم، والذي كان يستعمل في ذلك الوقت كمركب ملوِّن للأنسجة باللون الحمر. ثم توالت البحوث لأجل تحديد الجزء (الأجزاء) الفعال في بنية البرونتوزيل والسلفاميدات الأخرى الذي له خاصة «قتل الجراثيم» وذلك من خلال دراسات تجريبية ضمن مفهوم علاقة البنية الكيمياوية بالتأثير الدوائي، وبنتيجة هذه البحوث تم التوصل إلى الجزء الفعال ضد الجراثيم فـي بنية البرونتوزيل ألا وهو المُستَقْلَب: بارا ـ امينو ـ فينيل ـ سلفاميد (n2N-C6H4 - SO2 - NH)2 الذي يعرف باسم السلفانيلاميدsulfanilamide.
    وبعد ذلك بدأ عصر السلفاميدات المضادة للجراثيم ذات الطيف الجرثومي الواسع broad antibacterial spectrum واستعملت عشرات المركبات في المداواة. وقد قل استعمالها بعد أن أصبحت الجراثيم تقاوم تأثيرها بآليات مختلفة، وعرف أنها تسبب بعض التأثيرات الجانبية الحادة sever side effects الخطرة، وبعض التفاعلات التحسسية (كالطفح الجلدي والتحسس الضوئي والحمى الدوائية). كما أن بعضها يسبب أذيات كبدية وكلوية، وانحلال دم، وفقر دم واضطرابات دموية أخرى. وقد كان التأثير الثانوي الأكثر خطورة هو ظهور متلازمة ستيفنس جونسن Stevens - Johnson syndrome المميِّزة بكثرة الكريات الحمر الحقيقية المُتعددة الأشكال erythremia multiformes، وتقرح الأغشية المخاطية للعين والفم والإحليل urethra. ومن حسن الحظ أن هذه التأثيرات نادرة نسبياً.
    توثر السلفاميدات المضادة للجراثيم بتثبيط تخليـق الدنا DNA الضروري للانقسام الخلوي، أي الضروري لتكاثر الجراثيم.
    تصنف السلفاميدات المضادة للجراثيم حسب بنيتها الكيمياوية. والمركبات التي لم تزل قيد الاستعمال هي: السلفانيلاميدsulfanilamide، والسلفيزوكسازول sulfisoxazole، والسلفاميثوكسازول sulfamethoxazole الذي يعطى بالمشاركة مع مركب التريميثوبريم trimethoprim في معالجة أخماج الجهاز البولي غير المعقدة الناجمة عن الايشريكية القولونية E.coli وجراثيم أخرى سلبية الغرام، والسلفاميثيزول sulfamethizole، والسلفاديازين sulfadiazine، والسلفابيريدين sulfapyridine. أما السلفاسالازينsulfasalazine فيُعد طليعة دواء pro-drug ويستعمل فـي معالجة التهاب القولون التقرحي ulcerative colitis وداء كرون Crohn’s disease (التهاب اللفائفي).
    - السلفاميدات المدرة diuretic sulfamides: بعد اكتشاف تأثير السلفاميدات المضادة للجراثيم، لوحظ في المرضى المصابين بالوذمة القلبية الوعائية والمعالجين بالسلفاميدات، إثر إصابة خمجية بالجراثيم، زوال هذه الوذمة. وكان لهذه الملاحظة السريرية الفضل الأول في توجيه الانتباه نحو الخواص المدرة للسلفاميدات. ففي عام 1940 قام بعض العلماء بدراسة التأثير المدر للسلفاميدات فوجدوا أن هذا التأثير لا يتحقق إلا بمقادير سامة للعضوية الحية. ثم تبين فيما بعد أن الفعالية المدرة تنجم عن تثبيط إنزيم ينزع ثنائي أُكسيد الكربون CO2 من حمض الكربونيك الذي يدعى كاربونيك أنهيدراز carbonic anhydrase. إن تثبيط عمل هذا الإنزيم في مستوى الكلية يؤدي الى الإدرار. وقد ثبت فيما بعد أن المركبات التي تحوي في بنيتها على مجموعة سلفاموئيل واحدة على الأقل تثبط هذا الإنزيم مما يؤدي الى الإدرار، وهكذا ظهرت السلفاميدات المدرة ومازالت تستعمل بشكل واسع حتى أيامنا هذه.
    تصنف السلفاميدات المدرة حسب بنيتها الكيمياوية كما يأتي: الأسيتازولاميد acetazolamide (اكتشف عام 1953) ومشتقاته، وثنائية السلفوناميد disulfonamides، أي مجموعة الثيازيدات thiazides، وأحادية السلفوناميد monosulfonamides، أي مشابهات الثيازيد، ومشابهات المونوكلورفيناميد، ومشابهات السالاميد.
    تستعمل السلفاميدات المدرة في معالجة الوذمة oedema، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع ضغط العين، وتشمع الكبد، والسمنة. أما تأثيراتها الجانبية فهي زيادة اطراح البوتاسيوم في البول مما يسبب تقلصات عضلية، واحتباس حمض البول وزيادة تراكمه في البدن.
    ومن الجدير بالذكر أن المقدار الفعال لبعض هذه السلفاميدات المدرة يزيد بـ 1000 مرة على بعضها الآخر، ولهذا يتحتم على المريض عدم استبدال الدواء الموصوف من قبل الطبيب إلا بوصفة طبية.
    - السلفاميدات الخافضة لسكر الدم الفموية oral hypoglycemic sulfamides: كان اكتشاف السلفاميدات ذات التأثير الخافض لسكر الدم بطريق المصادفة، لأن السلفاميدات المضادة للجراثيم هي من رافعات سكر الدم.
    ففي عام 1942 لاحظ جانبون Janbon عند دراسة التأثير المضاد للعصية التيفية لمرضى التيفوئيد typhoid لمجموعة من السلفاثيا ديازول thiadiazole sulfonamids أن أحدها لا يتمتع بأية فعالية ضد العصيات التيفية، وأن المرضى الذين عولجوا به أظهروا أعراضاً مشابهة لهبوط مقدار سكر الدم.
    وعلى نحو مستقل عن النتائج السابقة، قامت بحوث عام 1954 حول إيجاد نوع من مركبات السلفاميدات يكون فعالاً ضد المكورات العنقودية المعنّدة على البنسلين، وقد أدت هذه الدراسات إلى اكتشاف مشتقات سلفونيل الكيل اليوريا الخافضة لسكر الدم. ومنذ عام 1955 بدأ عصر السلفاميدات الخافضة لسكر الدم الفموية المشتقة من مجموعة السلفاثيادي ازول ومن مجموعة سلفونيل الكيل اليوريا.
    تؤثر السلفاميدات الخافضة لسكر الدم الفموية بتحريض خلايا بيتا (β) في جزر لانغرهانس Langerhans بالمعثكلة (البنكرياس)، وهذا يعني أن مركبات هاتين المجموعتين لا يمكن أن تكون فعالة إلا إذا كان جزء من المعثكلة (10% على الأقل) لا يزال بحالة نشطة. أي إن هذه المركبات لا تكون فعالة إلا في حالة السكري diabetes الناجم عن قصور المعثكلة، فهي لا تفيد في سكري الأطفال، ولذا فهي لا تستعمل في كل أشكال السكري، فهي تفيد في السكري المترافق بالبدانة الذي يصيب الانسان بعد سن الأربعين وفي بداية الداء وقبل أية معالجة أنسولينية، ولا تفيد في حالة السكري المترافق مع حُماض الدم acido - acetose الخلوني.
    ولابد من الحذر عند الانتقال من المعالجة بالأنسولين الى المعالجة بالسلفاميدات، ويجب أن لا يتم ذلك إلا بإشراف الطبيب.
    إن تحمُّل tolerance هذه المركبات جيد من قبل العضوية الحية بصورة عامة، ومع ذلك يمكن ملاحظة بعض حوادث عدم التحمّل: حكات جلدية وتحسسات دموية ونقص عدد الكريات البيض، واضطرابات كبدية. ومن الضروري أن يشار الى أن بعض هذه المركبات يسبب تشوهات جنينية (إمساخ) teratogenèse إذا تناولته المرأة الحامل مثـل كاربوتاميد carbotamidوتولبوتاميد tulbotamid. إن المركبات الحاوية على مجموعة أمينية حرة بموضع بارا على الحلقة العطرية تملك فعلاً مضاداً للجراثيم، ولكن المقادير المستعملة في معالجة السكري لا تؤثر بالزمرة الجرثومية المعوية الطبيعية (النبيت flora).
    تصنف السلفاميدات الخافضة لسكر الدم في ثلاث مجموعات هي: مجموعة السلفاثيادي ازول، ومنها الغليبوتيازول، ومجموعة سلفونيل الكيل اليوريا، ومنها الكلوربروباميد chlorpropamide والغليكلازيد glyclazide والغليبنكلاميد glibenclamide، ومجموعة ثُنائية الغوانيد، ومنها الميتفورمين ومشابهاته.
    ولابد من الإشارة إلا أن المقدار الفعال لبعض هذه السلفاميدات الخافضـة لسكر الدم يزيد بـ 100 مرة على بعضها الآخر، ولهذا يتحتم على المريض عدم استبدال الدواء الموصوف من قبل الطبيب إلا بعد مراجعته وبوصفة طبية.
    عادل نوفل

  8. #768
    السيروتونين

    ينتمي السيروتونين serotonin إلى مجموعة الأمينات الحيوية biogenic amines، صيغته الكيمياوية C10H12N2O، ويعرف أيضاً باسم n5-Hydroxytryptamine,5-HT. ويُنتج السيروتونين خمائرياً من استقلاب metabolism الحمض الأميني تريبتوفانtryptophan، وهو مقبض وعائي، ويشاهد بتراكيز عالية في الخلايا الكرومافينية (أليفة الكروم) chromaffine cells لمخاطية الأمعاء، وفي الصفيحات الدموية، وفي الجملة العصبية المركزية، كما يوجد في الغدة الصنوبرية pineal gland حيث يعد طليعة هورمون الميلاتونين المفرز من هذه الغدة.
    يتمتع السيروتونين بخصائص فيزيولوجية عديدة، ويعد واحداً من النواقل العصبية neurotransmitters، يقوم بدور مهم في تنظيم أنماط السلوك المختلفة، كالنشاط الحركي والمزاج والنوم والشهية للطعام وغير ذلك، كما تلاحظ تأثيراته بوضوح في الجملة القلبية الوعائية والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وفي تخثر الدم.
    رُبطت اضطرابات المزاج من اكتئاب depression وهوس mania باضطراب جملة النواقل العصبية (النورإيبينيفرين، والدوبامين، والسيروتونين) منذ مدة طويلة، إذ وجد نقص مستواها في المصابين بالاكتئاب وزيـادته في المصابين بالهوس. ولقد أظهرت بعض الدراســـات الحـديثة وجـود نـقـص فـي مـادة n5-hydroxyindoleacetic acid, HIAA-5 (وهي إحدى مستقلبات metaboliteالسيروتونين) في السائل الدماغي الشوكي في المصابين بالاكتئاب ولديهم ميول عنيفة للانتحار. وقد صُنِّع العديد من الأدوية التي تعمل على لجم انتقائي لمستقبلات السيروتونين (وتدعى هذه الأدوية اختصاراً SSRIs)، وتبين فائدتها الكبيرة في معالجة المرضى المصابين بالاكتئاب.
    يعد اضطراب مستوى السيروتونين في الدماغ واحداً من الاضطرابات العديدة المشاهدة عند المرضى المصابين بصداع الشقيقة migraine. ولأن الألم في الشقيقة يرافق التوسع الوعائي، فقد استعملت الأدوية الشادة agonist للسيروتونين مثل السوماتريبتان sumatriptan المقبض للأوعية في معالجة الشقيقة، وذلك بأخذه مع بداية الصداع. أما للوقاية من نوب الشقيقة[ر] فقد استعملت مضادات الاكتئاب من فصيلة مثبطات خميرة المونو أمين أوكسيداز MAO وذلك لدورها في زيادة السيروتونين في الخلايا العصبية.
    يحرض السيروتونين الإفراز المعوي، ويثبط الامتصاص المعوي، وينبه حركة الأمعاء. ولعل هذه التأثيرات هي المسؤولة عن حدوث الإسهال عند بعض المصابين بأورام الكارسينوئيد (السرطاوية). وتشكل أورام الكارسينوئيد نحو 10% من مجموع أورام الأمعاء الدقيقة، ويعاني نحو 5% من هؤلاء المرضى متلازمة خاصة تدعى متلازمة الكارسينوئيد، وهي تنجم عن انتقال الورم إلى الكبد، وتتظاهر بنوب من التوهج flushing والإسهالات المائية المتكررة وإصابات قلبية صمامية (تضيق الصمام الرئوي وقصور الصمام ثلاثي الشرف). ومع أن أورام الكارسينوئيد يمكن أن تفرز العديد من الأمينات والبيبتيدات الفعالة، مثل السيروتونين والبراديكينين والهيستامين وغيرها، إلا أن إفراز السيروتونين يعد المسؤول عن الإسهالات وعن المضاعفات القلبية، إذ إن تنبيه السيروتونين للخلايا المصنعة للألياف fibroblast يمكن أن يؤدي إلى حدوث تليف في الصمامات القلبية. تُشخص متلازمة الكارسينوئيد بوسائل عدة إلا أن معايرة مستقلب السيروتونين n5-HIAA في البول يعد العلامة التشخيصية الأكثر أهمية.
    يعدّ السيروتونين وسيطاً mediator في حالات فرط التحسس العاجل immediate hypersensitivity، وهو واحد من العديد من الوسطاء المفرزة من الخلايا الأسسة basophiles في الدوران والخلايا البدينة mast cells في الأنسجة. وهذا ما يفسر دوره في الربو القصبي والتهاب الأنف التحسسي وغيرهما من التظاهرات الأرجية allergic.
    تؤدي الصفيحات الدموية دوراً رئيسياً في عملية الإرقاء الطبيعي، كما أن لها دوراً مهماً في حالات تخثر الدم المرضية، وذلك عن طريق تجمعها في أماكن الأذية الوعائية وعن طريق ما تفرزه من مواد مقبضة للأوعية مثل السيروتونين. ولعل تقبض الأوعية المحدث بالسيروتونين المفرز من الصفيحات الدموية يعد واحداً من الأسباب المؤدية لنقص التروية القلبية والدماغية.
    أظهرت بعض الدراسات وجود ارتفاع في مستوى السيروتونين في الدم عند المرضى المصابين بظاهرة رينو Raynaud’s phenomenon التي تتظاهر بنوب من التشنج الوعائي في أصابع اليدين والقدمين، عند التعرض للبرد. وقد استعملت ضوادantagonists السيروتونين في معالجة بعض الحالات.
    يمكن معايرة السيروتونين في الدم وفي البول، ويستقلب السيروتونين في الدم إلىH5-HTAA ويتم التخلص من هذا المستقلب عن طريق الكلية حيث يطرح مع البول. ويكون مستوى السيروتونين في البلازما والصفيحات الدموية مرتفعاً عند مرضى متلازمة الكارسينوئيد، إلا أن زيادة مستوى h5-HTAA في البول يعد العلامة التشخيصية الأكثر أهمية للأمراض ذات العلاقة، كما سبق ذكره آنفاً.
    عبد الساتر رفاعي

  9. #769
    الصناعة الصيدلانية

    الصناعة الصيدلانية industrie pharmaceutique أو الصيدلة الصناعية pharmacie industrielle فرع أساسي من فروع الصيدلةالمتعددة، من مهامه إنتاج الأدوية وفق الطرائق والقواعد التي تأخذ بالحسبان نظام ممارسة التصنيع الجيد (B.P.F) bonnes pratiques de fabrication، والتي تضمن للمنتج النوعية الجيدة، والفعالية الدوائية المرغوبة، وأفضل شروط الثبات تجاه مختلف العوامل المؤثرة، دون أن يكون له تأثيرات جانبية مؤذية. ويكون الدواء المنتج خاضعاً لمراقبة الجهات المختصة التي تتأكد من جودته وفعاليته وثباته.
    كان الصيدلاني يحضر في صيدليته كثيراً من الأشكال الصيدلانية المعتمدة في دساتير الأدوية، أو التي يصفها الطبيب من محاليل، وأشربة، وصبغات، وخلاصات، ومراهم، ومساحيق، وبرشان، وحبوب، وتحاميل، وذلك باستخدام أدوات وتجهيزات بسيطة توفر الحصول على الدواء المطلوب من حيث الشكل والتأثير الدوائي المرغوب. ثم تطور تحضير الأدوية في الصيدليات نتيجة لازدياد الطلب على الدواء، فعمل الصيادلة على تجهيز صيدلياتهم بالإمكانات اللازمة لإنتاج بعض الأشكال الصيدلانية بكميات كبيرة نسبياً. كما اهتمت بعض المؤسسات الصحية والمستشفيات بإحداث وحدات تابعة لها تعمل على صنع الأدوية التي تحتاج إليها.
    وبعد ذلك تأسست معامل الأدوية التي تنتج الدواء على نطاق واسع، واستخدمت التجهيزات المناسبة، واتبعت طرائق التحضير التي تلائم الحصول على أدوية ذات نوعية جيدة، وأسهم في ذلك تطور الصناعة الكيميائية وتقدمها. وسرعان ما تأسست شركات الدواء العالمية التي حولت كثيراً من هذه المعامل، ذات الطابع المحلي، إلى معامل دواء متخصصة ذات صفة عالمية، وساعد على ذلك التطور الكبير الذي حصل في وسائل النقل على نحو أصبح فيه المنتج الدوائي يصل إلى أي بقعة في الأرض بالسرعة المناسبة.
    ولحساسية صناعة الدواء وتأثيراته في العضوية، فإن الصناعة الصيدلانية ملتزمة بأنظمة صارمة تسمح بضمان الجودة لمنتجاتها. ويضمن النظام الذي يسمح بطرح الأدوية في الأسواق بأن تكون تلك الأدوية مقوّمة من السلطة المختصة، وتتمتع بسلامة الاستعمال وبالجودة وبالفعالية المطلوبة. ويسمح نظام ضمان الجودة، الإجباري، بصنع الأدوية ومراقبتها وفق قواعد وطرائق محددة، كما يتيح للسلطة المختصة التحقق من التطبيق الجيد لنظام ضمان الجودة، ولصناعة الدواء ومراقبته، ودراسة تأثيراته الجانبية المحتملة طوال مدة حفظه، وذلك وفق الأنظمة الرسمية الموضوعة لهذا الغرض.
    ويجبر النظام الصيدلاني القائمين على الصناعة الصيدلانية باعتماد نظام ضمان الجودة، وتطبيق القواعد المحددة في نظام «ممارسة التصنيع الجيد». ويتضمن هذا النظام: إدارة الجودة والعاملين ومسؤوليات كل فئة منهم، والأماكن والمواد والأجهزة، والتوثيق، والإنتاج، ومراقبة الجودة، والصنع والتحليل على نطاق ضيق، والمراقبة الذاتية. كما يتضمن متطلبات خاصة ببعض الأشكال الصيدلانية النوعية كالمحضرات العقيمة، والمحضرات المشعة، والأدوية المخصصة للفحوص السريرية، ومتطلبات تهدف إلى ضمان الجودة منها: تأهيل العاملين في الصناعة الصيدلانية، ومواصفات المواد الأولية وأدوات التعبئة المستخدمة، ومواصفات الأماكن الداخلية والخارجية، واعتماد الطرائق المجدية، والتحكم في التلوث، وإدارة الحوادث. وبتطبيق هذه القواعد وهذا النظام غدت الصناعة الصيدلانية، صناعة متميزة تأخذ بالحسبان نظام ضمان الجودة في جميع مراحل صنع الدواء بدءاً من المادة الأولية وانتهاء بالمحضر الدوائي المعد للاستعمال.
    فعندما يتوصل العاملون في مركز البحوث ومخابر المراقبة في أحد معامل الأدوية إلى اصطناع synthèse مادة جديدة ذات تأثير دوائي محدد، تكون هناك عند صنع الدواء الجديد اختيارات متعددة تتعلق: بطريق التناول (عن طريق الفم، أو الحقن، أو الشرج، أو المهبل، أو العين، أو الأنف،…)، وبالشكل الصيدلاني (أقراص أو مضغوطات، أو محافظ، أو تحاميل، أو محاليل، أو معلقات، أو مراهم، …)، وبالسواغات excipients (المواد المساعدة عديمة الفعالية)، وبطريقة الصنع وبالمراقبة وبأدوات التعبئة وبشروط الحفظ. ولا يتم كل ذلك دون معرفة كاملة، ما أمكن، للمادة الفعالة المعنية، أي المادة التي حددت فعاليتها الدوائية، والتي كانت موضوع دراسات عديدة من قبل الكيميائيين والمتخصصين في علم السموم وفي علم الأدوية لتعرف خصائص المادة الفعالة فيزيائياً وكيميائياً وانحلالها وثباتها تجاه مختلف العوامل المؤثرة (من حرارة، ورطوبة، وأكسجين، وضوء، …) وتنافراتها incompatibilités، ولتعرف مصيرها في العضوية من حيث توزعها، وفعاليتها الدوائية، وتوافرها الحيوي، وتحولها، وانطراحها.
    ويعتمد المختصون في الصناعة الصيدلانية على نتائج هذه الدراسات في وضع صياغة formulation الدواء الجديد. وتتم دراسة صياغة الدواء في مجال الصناعة الصيدلانية في مراكز البحوث الصيدلانية بالتعاون الوثيق مع مخابر المراقبة.
    يصنع الدواء على نطاق ضيق بعد اعتماد صياغته وفق ما تقدم، ويخضع لمختلف الفحوص السريرية التي تسمح بتحديد التعليمات الدوائية. ثم يقدم إلى السلطة المختصة طلب السماح بطرح الدواء في الأسواق. وبعد الحصول على الموافقة يتم تصنيع الدواء على المستوى الصناعي.
    ومن التقنيات العامة المطبقة في الصناعة الصيدلانية اعتماد الوسائل والإجراءات التي تهدف إلى التحكم في جودة الوسط المحيط ambiance في أماكن العمل التي تتم فيها مختلف مراحل صنع الدواء، بغية منع التلوث contamination بالأجزاء الصلبة (غبار) أو بالجراثيم أو بالمواد الكيميائية، فمصادر التلوث متعددة: أماكن العمل، وأدوات الإنتاج، والهواء المحيط، والعاملون، والمنتجات المصنعة، والمواد الأولية، وغير ذلك. لهذا كان من الضروري حماية أماكن العمل من التلوث الآتي من الخارج إلى الداخل، ومن التلوث الناتج من مختلف الفعاليات داخل أماكن العمل.
    ولتحقيق ذلك، يجب العمل على ترشيح الهواء الآتي من الخارج، وعزل أماكن العمل عن الوسط الخارجي، وإزالة التلوث الناتج داخل أماكن العمل، ومراعاة الحالات الخاصة التي تتطلب إجراءات نوعية في بعض أماكن التحضير، كغرف تعبئة محضرات الحقن في وسط عقيم، والغرف المخصصة لوزن المواد الناعمة، وغرف صنع المضغوطات أو الأقراص وغير ذلك.
    من الطرائق المتبعة في الصناعة الصيدلانية:
    1ـ سحق المواد الصلبة pulvérisation أو الطحن broyage: وهو العملية التي تحوّل مادة صلبة، عن طريق التجزئة الآلية، إلى مسحوق ذي أجزاء بأبعاد صغيرة.
    تتطلب تجزئة المادة الصلبة، التي ينتج منها ظهور سطوح حرة جديدة، مقداراً من القدرة يختلف حسب خصائص المادة ودرجة النعومة المطلوبة.
    ويسبق عملية السحق بعض العمليات التمهيدية منها:
    ـ إزالة الشوائب من المادة المراد سحقها.
    ـ تجزئة المواد ذات الحجم الكبير إلى أجزاء أصغر لتكون قابلة لمعالجتها في الأجهزة الخاصة بالسحق.
    ـ التجفيف بالنسبة للعقاقير ذات المنشأ النباتي أو الحيواني لتسهيل عملية سحقها.
    يتم سحق المواد الصلبة بآليات مختلفة منها: الضغط، والصدم، والسحج أو الاحتكاك، والقص، وذلك حسب خصائص المادة، فإذا كانت المادة قاسية جداً يلجأ إلى الضغط أو الصدم، وتطبق آلية الاحتكاك في المواد الهشة. يوجد في الصناعة الصيدلانية أنواع متعددة من أجهزة السحق أو الطحن، ويتعلق اختيار الجهاز المناسب بعوامل عددية منها:
    ـ خصائص المادة المراد سحقها كالقساوة والهشاشة ونسبة الرطوبة والحساسية تجاه الحرارة التي تسببها بعض المطاحن.
    ـ أبعاد أجزاء المادة المعدة للسحق، وأبعاد الأجزاء الناتجة بعد السحق، وشكل الأجزاء الناتجة.
    ـ كمية المادة المراد سحقها.
    2ـ مزج المساحيق mélange de poudres: هو العملية التي تعمل على جمع عدة مساحيق بشكل مزيج متجانس.
    للحصول على مزيج متجانس لايتعرض إلى انفصال مكوناته بعضها عن بعض، تمزج المساحيق التي تتمتع بخصائص متماثلة ما أمكن من حيث، أبعاد الأجزاء (درجة النعومة) والكثافة، ونسبة كل مسحوق من مكونات المزيج.
    تستخدم الصناعة الصيدلانية عدة أنواع من أجهزة المزج. فهناك المازجات الأسطوانية، والمازجات المكعبية، والمازجات اللولبية أو الحلزونية، والمازجات بشكل حرف Z أو بشكل حرف V أو Y.
    3ـ الانحلال dissolution: هو التبعثر بحالة جزيئات molécules لمادة غازية أو سائلة أو صلبة في سائل. والمحلول solution هو السائل الناتج من عملية الانحلال. والمذيب solvant هو السائل الذي تذاب فيه المادة. والذوبان أو درجة الانحلال solubilité هو حجم المذيب اللازم لإذابة كمية معينة من المادة في شروط محددة.
    عندما يكون ذوبان مادة فعالة معينة في مذيب محدد قليلاً، على المختص في الصناعة الصيدلانية أن يغير المذيب أو بعض شروط الانحلال، أو أن يجد الشروط التي تزيد من سرعة انحلال المادة في المذيب.
    تؤثر عوامل عديدة في ذوبان مادة ما في مذيب، منها ما يتعلق بالمذيب (مذيبات قطبية ومذيبات لا قطبية)، ومنها ما يتعلق ببنية المادة الكيميائية أو البلورية، ومنها ما يتعلق بقيمة الباهاء pH، كما يمكن زيادة ذوبان مادة فعالة في الماء بإضافة مادة تشكل منها معقداً أكثر انحلالاً في الماء من المادة ذاتها. ومن المهم في الصناعة الصيدلانية أن تتم إذابة المادة في أسرع وقت ممكن شرط ألا يؤدي ذلك إلى تخرب المادة. ومن العوامل التي تتدخل في سرعة الانحلال:
    ـ زيادة درجة الحرارة، التي تزيد بصورة عامة من سرعة الانحلال.
    ـ تجزئة المادة الصلبة، حيث تزداد سرعة الانحلال بازدياد سطح التماس بين المادة الصلبة والسائل.
    ـ تركيز المادة في المذيب، حيث تزداد سرعة الانحلال بازدياد الفرق بين تركيز المادة والإشباع. ويتحقق ذلك، بالنسبة لتركيز معين، بتجديد المذيب، الذي سيكون بتماس المادة، عدة مرات.
    ـ تتم عملية الانحلال في الصناعة الصيدلانية باستخدام الأدوات والأجهزة المناسبة من حيث النوعية والسعة والشكل (أحواض وخلاطات ومحركات).
    4ـ الترشيح filtration: هو العملية التي تؤدي إلى فصل الأجزاء أو الجراثيم التي تلوث سائلاً أو غازاً باستخدام وسط راشح مسامي. ويسمى المائع الناتج من الترشيح رشاحة filtrat.
    يميز عدة مستويات من الترشيح حسب أبعاد الملوثات المراد فصلها:
    ـ الترشيح الذي يسمح بحجز ملوثات بأبعاد تراوح بين 10و450مكرومتر.
    ـ الترشيح المجهري microfiltration الذي يسمح بحجز ملوثات بأبعاد تراوح بين 0.01و10مكرومتر. وهي الطريقة الأكثر تطبيقاً في الصناعة الصيدلانية.
    ـ الترشيح الفائق ultrafiltration الذي يسمح بحجز ملوثات بأبعاد تراوح بين 0.001و0.01مكرومتر (10ـ100انغستروم).
    تتميز المراشح بصورة أساسية بمساميتها porosité وبالصبيب débit الذي توفره في شروط محددة. فالمسامية هي النسبة بين حجم الفراغات (المسام) والحجم الكلي للوسط الراشح. وتكون المسـامية في الأوساط الراشحـة المستعملـة في الصناعـة الصيدلانية بحدود 80ـ85%.
    ويحدد صبيب المرشحة بالزمن الذي يستغرقه حجم محدد من السائل لاجتياز المرشحة. ويعد الصبيب من العوامل التي تتدخل في جودة الترشيح.
    تصنع المراشح المستعملة في الصناعة الصيدلانية من مواد مختلفة: ألياف السللوز، أو ألياف الأميانت، أو ألياف المواد اللدنة plastiques، والأغشية الراشحة المصنعة من إسترات السللوز. وهناك المـراشح الصلبة: شمعات شامبرلان Chamberlinوشمعات بركفليد Berkefeld ومراشح الزجاج المفتت verre fritté.
    5ـ التجفيف sechage,dessication: هو العملية التي تهدف إلى إزالة سائل طيار، بعد تحويله إلى بخار، من المادة غير الطيارة التي يوجد فيها.
    في مجال الصيدلة، يكون الماء، بصورة عامة، هو السائل الطيار، وتكون المادة الصلبة هي المادة غير الطيارة.
    تتعلق سرعة التجفيف بعاملين رئيسين هما: سرعة تبخر الماء من مستوى السطح الصلب، وسرعة نزوح الماء من داخل المادة الصلبة إلى الخارج. كما تتعلق أيضاً: بالرطوبة النسبية للجو المحيط، وبتجدد الهواء على سطح المادة الصلبة، وبسطح المادة الذي يجب أن يكون كبيراً ما أمكن (فائدة تجزئة المادة قبل التجفيف)، وبالضغط المطبق فوق المادة الخاضعة لعملية التجفيف (كلما كان الضغط منخفضاً يتم التجفيف بدرجات حرارة أقل)، وبمقدار القدرة الحرورية المقدمة في أثناء عملية التجفيف (لأن تبخر الماء يستهلك قدرة حرورية).
    يرتبط انتخاب طريقة التجفيف في الصناعة الصيدلانية بطبيعة المادة الصلبة المراد تجفيفها، وبحساسية المادة الفعالة التي تحتويها تجاه الحرارة وأكسجين الهواء، وبدرجة التجفيف المطلوبة التي تتعلق غالباً بمدة حفظ المادة الفعالةconservation.
    من طرائق التجفيف المطبقة في الصناعة الصيدلانية: التجفيف بالهواء الحار، والتجفيف بالأشعة تحت الحمراء IR، والتجفيف بالأمواج الصغرية microwaves - micro - ondes، والتجفيف تحت ضغط منخفض، والتجفيف بوجود مادة جاذبة للرطوبة، والتجفيف على أسطوانات دوارة، والتجفيف بالتبعثر nébulisation، والتجفيف بالتجميد أو «التجفيد» lyophilisation - cryodessication، وهـو تقنيـة تجفيف تقوم على تصعيدsublimation جليد محلول المادة الفعالة، حيث يحول محلول المادة الفعالة إلى جليد ثم يزال الماء المجمد عن طريق التصعيد دون المرور بالمرحلة السائلة. ويتم ذلك تحت ضغط منخفض وفي درجات حرارة منخفضة. تناسب هذه الطريقة بصورةخاصة ثبات المواد الفعالة سريعة التخرب وحفظها.
    6ـ التعقيم sterilization: هو العملية التي تهدف إلى تجريد مـادة ما أو أداة ما من الأحياء المجهرية الحيةmicro - organismes التي تلوثها.
    يتم التعقيم في الصناعة الصيدلانية بطرائق عديدة منها:
    ـ التعقيم بالحرارة الجافة: أي التعقيم بالهواء الحار في الضغط الجوي. ويتم في المحم étuve بدرجة حرارة 160ْم مدة لاتقل عن ساعتين ونصف. ومن الممكن أن تكون درجة الحرارة 140ْم مدة أربع ساعات، أو 170ْم مدة ساعة، أو 180ْم مدة 30دقيقة.
    ـ التعقيم بالحرارة الرطبة: أي التعقيم بفعل حرارة بخار الماء تحت ضغط أعلى من الضغط الجوي. ويتم في الصاد الموصد autoclave بدرجة حرارة 121ْم مدة تراوح بين 20و30دقيقة. وهي طريقة التعقيم الأكثر تطبيقاً.
    ـ التعقيم بالغازات: وخاصة غاز أكسيد الإيتيلين، ويستعمل لتعقيم الأدوات التي لا تتحمل درجات مرتفعة من الحرارة. وتعود فعاليته المضادة للأحياء المجهرية إلى تفاعل الألكلة alkylation الذي يحدثه مع الحموض النووية nucléiques في الخلايا.
    يتم التعقيم بغاز أكسيد الإيتيلين في أجهزة خاصة وفي شروط محددة من تركيز الغاز، ودرجة الحرارة، والرطوبة، ومدة التعقيم.
    التعقيم بالإشعاعات المؤينة rayonnements ionisants: من الإشعاعات المستعملة في التعقيم، الأشعة فوق البنفسجية UVلتعقيم الجو المحيط في الأماكن العقيمة، والإشعاعات المؤينة بيتا وغاما لتعقيم الأدوات الطبية والجراحية.
    ـ التعقيم بالترشيح: ويطبق لتعقيم الموائع (السوائل وحيدة الطور والغازات)، وذلك باستعمال مراشح ذات مسام لا تسمح بمرور الأحياء المجهرية. وتستعمل هذه الطريقة خاصة لتعقيم محاليل المواد الفعالة التي لا تتحمل تأثير الحرارة.
    بديع كعيد

  10. #770
    الكلسيوم والاستقلاب الخلوي

    هو المعدن الأكثر وجوداً في الجسم البشري. رقمه الذري 20 وكتلته الذرية 40.08. وهو من المعادن الضرورية للحفاظ على صحة البدن. يشكل 1.5 ـ 2٪ من وزن الجسم، ويوجد 98٪ منه في العظام و1٪ في الأسنان، وتتوزع الكمية الباقية في الأنسجة والدوران.
    تقوم شوارد الكلسيوم بدور حيوي مهم في العديد من العمليات الفيزيولوجية في الدم والعضلات والأعصاب والأنسجة، ولاسيما في تنظيم تقلص عضلة القلب، والناقلية العصبية، وتخثر الدم. يحتاج امتصاص الكلسيوم في الأمعاء إلى وجود الفيتامين D، وهرمون الدريقات (PTH) parathyroid hormone، وذلك للمحافظة على قيمه بشكل سوي ثابت.
    يبلغ متوسط تركيز الكلسيوم في البلازما 9.5 مغ /دل (8.5 ـ 10.5 مغ/دل). يكون 50٪ منه بشكل شاردي حر وهو الشكل الفعال حيوياً، و40٪ مرتبط ببروتينات البلازما، إضافة إلى 10٪ تكون على شكل معقدات مع ترسبات صغيرة.
    عند تناقص كمية الكلسيوم في الدم تعمد الدريقات إلى إنتاج هرمون PTH الذي يحرر الكلسيوم من العظام، كما يزيد من امتصاصه في الأمعاء.
    الفسفات ثلاثية الكلسيوم
    يأتي الفسفور كمعدن في الدرجة الثانية من الأهمية في البدن. ويوجد نحو 80٪ من فسفور الجسم بشكل أملاح فسفات الكلسيوم التي تؤلف المكون اللاعضوي للعظم. وتمنح أملاح فسفات الكلسيوم العظم قساوته، ولكنها تحفظ الفسفور أيضاً. يحتوي الهيكل العظمي على 98٪ من كلسيوم البدن بشكل بلورات خارج الخلايا عديمة الشكل ذات تركيب قريب من الهدروكسي أباتيت [Ca10 (PO4)6 (OH)2]. وعلى الرغم من أن 1٪ فقط من كلسيوم الهيكل العظمي يكون قابلاً للتبادل السريع مع الأساس المشترك للكلسيوم (جَميعة الكلسيوم) في البلازما، فإنه يؤلف المدّخر الرئيسي للكلسيوم الذي يحافظ على تركيزه الثابت في البلازما. تكون حركية الكلسيوم في الهيكل العظمي بالتبادل مع البلازما محكمة التنظيم على نحو يدخل ويخرج يومياً من الهيكل العظمي قرابة 500 مغ كلسيوم.
    وجود الكلسيوم في الدم والبول
    يصنف الكلسيوم فيزيولوجياً إلى كلسيوم داخل خلوي intracellular، وخارج خلوي extracellular، ويكون تركيز الكلسيوم داخل الخلوي أقل بنحو 1000 مرة من تركيزه خارج الخلية، مما يحدث مدروجاً كيميائياً لتبادل الكلسيوم عبر قنوات الكلسيوم المعتمدة على الأتباز ATPase وعلى التبادل بين شوارد الصوديوم والبوتاسيوم. ويتوضع في الخلية ضمن المتقدراتmitochondria والشبكة البلازمية. تؤثر عدة عوامل في تحريك الكلسيوم من الخلية وإليها، مثل زيادة النفوذية الغشائية والهرمونات ومضخة الكلسيوم المعتمدة على الأتباز ATPase.
    أما الكلسيوم خارج الخلوي فله دور كبير في تمعدن العظام، شأنه في ذلك شأن تميم العامل cofactor للعديد من الأنزيمات كأنزيمات شلال التخثر. ويحرض عمليات التهيج العصبي، وتقلص عضلات القلب، وإطلاق الهرمونات، والنواقل العصبية.
    تتم المحافظة على تركيز ثابت من الكلسيوم خارج الخلوي عبر الامتصاص المعوي، وارتشاف الشوارد من الطور المعدني للعظام. يتزايد امتصاص الكلسيوم خلال فترات النمو في الأطفال، وفي الحوامل والمرضعات، في حين يتناقص مع تقدم العمر. يمتد الوارد المثالي اليومي من الكلسيوم بين 400مغ في الأطفال و1500مغ لكبار السن (فوق 65 عاماً). وتشمل طرق سحبه من الدم: الإفراز عبر السبيل المعوي، والإفراغ البولي، والتوضع في الطور المعدني للعظام، والضياع في العرق.
    لا يؤثر الوارد الغذائي بشكل مهم في كلسيوم البول في الأسوياء، ويعاد امتصاص معظمه في الأنابيب الكلوية. ويتأثر الإفراغ البولي للكلسيوم بإفراغ الشوارد الأخرى كالصوديوم والكبريت. ويراوح مقدار الكلسيوم في بول 24 ساعة بين 60 - 400 مغ/24 ساعة.
    الكلسيتونين calcitonin وتأثيره في استقلاب الكلسيوم
    هو ببتيد peptid يفرز بشكل رئيسي من الخلايا C في الغدة الدرقية، وينظم إفرازه بوساطة مستوى الكلسيوم الشاردي في الدم. تعاكس تأثيرات الكالسيتونين تأثيرات هرمون الدريقات PTH، ووظيفته الرئيسة تثبيط ارتشاف العظام بناقضات العظمosteoclast. كما يثبط الكالسيتونين عود الامتصاص الكلوي للكلسيوم والفسفات والصوديوم والبوتاسيوم والمغنزيوم، وعلى الرغم من ضبط الكلسيوم لإفراز الكالسيتونين إلا أنه ليس للكالسيتونين شأن فيزيولوجي أساسي في البشر، إذ لا تلاحظ تغيرات واضحة في الاستقلاب المعدني أو العظمي حين استئصال الغدة الدرقية استئصالاً تاماً. وقد يكون له أهميته في أثناء مراحل الحاجة المتزايدة للكلسيوم في الأجنة والأطفال والحوامل والمرضعات.
    الكلمودولين calmodulin
    هو المستقبل الداخل الخلوي للكلسيوم، وهو ينظم الفعاليات الفيزيولوجية لمجموعة كبيرة من البروتينات كالبروتين كيناز والفسفاتاز ونواقل الشوارد، فهو يؤثر في الاستقلاب الخلوي، والتقلص العضلي، والانتساخ، واستقلاب النوكليوتيدات الحلقية، وإنتاج حمض النتريك. يرتبط معقد (كلمودولين - Ca +2) المفعّل إلى البروتينات، والتي غالباً ما تكون أنزيمات بتفعيلها أو تثبيطها. كما يعمل هذا المعقد على تنظيم نشاط عناصر بنيوية عديدة في الخلية مثل معقد الآكتين - ميوزين في العضلات الملس.
    الأمراض الناجمة عن نقص الكلسيوم
    يتظاهر نقص كلسيوم الدم بحدوث اضطرابات عصبية عضلية مثل التكزز tetany والحساسية العصبية nerve sensitivity، والهيوجية irritability، والنفضان العضلي muscle twitching واضطرابات قلبية مثل الخفقان palpitation، وجلدية مثل الأظافر القصيمة brittle nails، ونفسية كالتخليط confusion، والأرق insomnia، والشعور بالاكتئاب المزمن feeling of chronic depression. ويترافق أحياناً مع الساد cataract، كما قد يؤدي نقص الكلسيوم إلى تسمم الدم الحملي pregnancy toxemia.
    ينجم نقص الكلسيوم عن قصور هرموني دريقي، أو عن عوز الفيتامين D، كما ينقص في حالات القصور الكلوي المزمن وفي التهاب المعثكلة الحاد وفي حالات فرط الفسفات الحاد في الدم، ويترافق نقصه أيضاً مع نقص بروتين الدم، ولاسيما الألبومين وكذلك في حالات نقص المغنزيوم.
    عندما ينخفض كلسيوم الدم إلى ما دون الحد الأدنى يتحرر الكلسيوم من العظام، وقد يؤدي نقصه المزمن إلى الرخدrickets في الأطفال، وإلى تخلخل العظام osteoporosis في البالغين، ولاسيما النساء بعد سن الإياس postmenopausal.
    وفيقة زرزور

صفحة 77 من 146 الأولىالأولى ... 27677576 77787987127 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال