صفحة 59 من 146 الأولىالأولى ... 9495758 59606169109 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 581 إلى 590 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 59

الزوار من محركات البحث: 64845 المشاهدات : 322077 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #581
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,243 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44359
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 7 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    الجيوب (التهاب ـ)

    الجيوب sinuses الأنفية أجواف مملوءة بالهواء ضمن عظام الجمجمة، وظيفتها غير معروفة حتى اليوم، وافتُرض أنها لتخفيف وزن الجمجمة أو لزيادة رنين الصوت أو لحماية العين والدماغ من الرضوض أو لفصل جوف الأنف عن الدماغ وحماية محتويات القحف من برودة تيار الهواء الجاري في الأنف، ولم تثبت بعد صحة أي من هذه الفرضيات.
    الجيوب أربعة أزواج متناظرة: الجبهيان الواقعان أعلى العينين وأنسيهما، والغرباليان الواقعان أنسي العينين، والفكيان الواقعان تحت العينين ضمن العظم الفكي العلوي، والوتديان الواقعان خلف الأنف في قاعدة الجمجمة.
    يبطن الجيوب غشاء مخاطي مؤلف من خلايا أسطوانية الشكل، لها في قمتها أهداب متحركة، تفرز الخلايا مخاطاً تدفعه الأهداب المهتزة نحو فوهات الجيوب المنفتحة كلها في جوف الأنف، وكل عائق يعوق حركة هذه الأهداب أو انسداد في فوهات الجيوب الطبيعية يؤدي إلى التهابها.

    1-العصب البصري(II) الشريان السباتي الباطن 2- الجيب الوتدي 3-الجيب الجبهي
    4-الردب الوتدي الغربالي 5-فتحة الجيب الوتدي 6-القرين الأنفي المتوسط 7-الفرين
    الأنفي العلوي 8-فتحة الجيب الجبهي 9-عتبة الأنف 10-دهليز الأنف 11-القرين
    الأنفي السفلي 12-القناة الأنفية الدمعية، الثنية الدمعية 13-الحنك القاسي، الحنك
    اللين 14-التقبة العوراء للسان 15-الفلكة (لسان المزمار)، مدخل الحنجرة 16-بطين
    الحنجرة 17-فتحة نفير السمع، الثنية النفيرية الحنكية 18-(حيد) حدية النفير، الردب
    البلعومي 19-الشريان الفقري 20-اللوزة البلعومية (الغدانيات) 21-الفقاعة الغربالية،
    الفرجة نصف الهلامية 22-الخيمة المخيخية 23-النخامى (الغدة النخامية).
    الجدار الوحشي لجوف الأنف الأيمن بمقطع سهمي جنيب الناصف عبر الرأس. وقد قُطع كل من القرين الأنفي المتوسط والسفلي قرب قاعدتهما. هناك مسبار في كل فتحة
    من الجيوب حوالي الأنف وفي القناة الأنفية الدمعية
    1-الفقهة 2-المحور (2) 3-الفقرة الرقبية الثالثة
    III- العصب المحرك العيني IV- العصب البكري
    التهاب الجيوب sinusitis
    ويقسم إلى التهاب حاد ومزمن:
    التهاب الجيوب الحاد: منشؤه غالباً جرثومي، وقد ينجم في البدء عن التهاب فيروسي بسيط (الزكام الحاد) يؤدي إلى خفض فعالية الأهداب في تحريك المخاط باتجاه فوهات الجيوب الطبيعية ويسبب وذمة في المخاطية وزيادة في المفرزات وركودتها ضمن الجيوب مما يؤدي إلى حدوث الالتهاب الجرثومي، وأكثر الجراثيم تسبباً في هذه الالتهابات المكورات العقدية والمستدمية النزلية haemophilus influenzae.
    وهناك بعض العوامل الموضعية والعامة تزيد من احتمال التعرض لالتهاب الجيوب:
    من العوامل الموضعية: التهاب الطرق التنفسية العلوية، والتهابات الأنف التحسسية أو الوعائية الحركية أو الدوائية، والسليلات polipi الأنفية، ووجود أورام أنفية أو تشوهات تشريحية، أو التهاب الأسنان العلوية.
    ومن العوامل العامة: الوهن الشديد ونقص المناعة، والآفات التي تضطرب فيها الآلية الحركية للأهداب المهتزة كالداء الكيسي الليفي، والمخرشات البيئية كالغبار ودخان المصانع أو دخان التبغ.
    وأعراض التهاب الجيوب: هي التعب العام وارتفاع الحرارة، وسيلان أنف قيحي، وصداع جبهي أو ألم فوق منطقة الجيوب الفكية، وقد ينسد الأنف أو ينقص الشم أو تشم رائحة كريهة.
    ويوضع التشخيص استناداً إلى القصة المرضية والفحص السريري، وقد تثبت الصورة الشعاعية البسيطة التشخيص ويفضل التصوير الطبقي المحوري المحوسب computerized axial tomography (CAT) لمعرفة مدى انتشار الآفة بالتفصيل.
    يعالج التهاب الجيوب الحاد بالراحة في السرير واستعمال المسكنات والصادات الملائمة ومضادات الاحتقان العامة والموضعية ويفيد غسيل الجيوب الفكية إذا فشل العلاج الدوائي.
    ومن مضاعفات الآفة: التهاب الجيوب المزمن، والتهاب النسيج الخلالي في الوجه وحول العين وقد يتطور إلى خراج، وذات العظم والنقي في العظام المحيطة بالجيوب، والتهاب السحايا، وخراجات الدماغ.
    التهاب الجيوب المزمن: تشفى معظم حالات التهاب الجيوب الحاد ولكن بعضها يتحول إلى الإزمان ولاسيما حين وجود بعض العوامل الإضافية التي ذكرت سابقاً.
    يبدو الالتهاب المزمن بانسداد الأنف وبإفرازات أنفية أمامية أو خلفية نحو البلعوم وبصداع جبهي أو ألم فوق عظم الأنف، وقد ينقص الشم أو تُشم رائحة كريهة، وتحتقن مخاطية الأنف مع مخاط قيحي في الأنف أو البلعوم الأنفي.
    تشخص الآفة بالتصوير الطبقي المحوري المحوسب، وتعالج بالصادات الواسعة الطيف مع مضادات الاحتقان، ومعالجة الحالات المشاركة كالتهاب الأنف أو السليلات الأنفية.. كما تعالج جراحياً بتوسيع فتحات الجيوب لتسهيل خروج المخاط المفرز، ويعتمد في الوقت الحاضر على الجراحة التنظيرية لهذه الغاية لأنها أسهل من الجراحة المفتوحة وأقل خطراً على النسج والأعضاء المجاورة.
    جمال قسومة

  2. #582
    الحاصّة (فقدان الشعر)

    الحاصة alopecia هي حالة فقد أشعار موضَّع أو منتشر.
    تقسم الحاصات قسمين: دائمة (غير عكوسة)، ومؤقتة (عكوسة).
    الحاصّات الدائمة permanent alopecia
    تنجم عن غياب الجريب الشعري بسبب سوء تشكل ولادي، أو بسبب تخربه لاحقاً كما يحدث في الصلع.
    1- الحاصة الولادية ونقص الأشعار congenital alopecia and hypotrichosis: آفات لا علاج لها، ولكن وضع الشعر الاصطناعي يمكن في الغالب من تجنب الاضطرابات النفسية المرافقة، ومن أشكالها:
    - المَرَط (فقدان الأشعار) atrichia ويكون موضّعاً أو متعمماً.
    - الحاصة المثلثية الولادية alopecia triangularis congenitalis: تتوضع بشكل مثلثي على الصدغين، تصيب الإناث وتصبح واضحة في السنة الثالثة من العمر.
    - خفة الأشعار hypotrichosis: يشاهد لدى بعض المجموعات العرقية، وخاصة الآسيويين وبعض الأفارقة يرافقها نمو أشعار مبعثرة في الذقن والجسم، ولا يدل ذلك على نقص في مستوى الهرمونات الجنسية المذكرة.
    2- الحاصة الندبية scarring alopecia: تنجم عن مجموعة كبيرة من الأسباب المؤدية إلى التندب وتخرب الجريبات الشعرية تخرباً عميقاً وبالتالي إلى حاصة غير عكوسة ومن هذه الأسباب الحروق والهرس والأخماج والأورام الخبيثة.
    3- الحاصة الضمورية atrophic alopecia: يضمر الجريب الشعري خلال سير آفات الجلد الضمورية مسبباً حاصة غير عكوسة، وتكون الحاصة الضمورية عادة واضحة الحدود، وتعرف أسباب الحاصة الضمورية إذا عرفت القصة السريرية على نحو واضح أو إذا بقيت بؤر فعّالة من الآفة المسببة. ولكن كثيراً ما يتعذر معرفة الآفة المسببة، فتصبح الحاصة بقعية ضمورية مجهولة السبب وتدعى الثعلبة الكاذبة pseudopelade.
    4- الحاصّات بسبب الضغط والشد alopecia caused by pressure and traction: تكون الحاصات الناجمة عن الضغط المزمن واضحة الحدود، وغالباً ما تنجم عن أسباب مهيئة، مثل الحاصة لدى الفتيات اللواتي يحملن سلالاً على رؤوسهن. ومن الأسباب المهيئة الأخرى الأربطة الضاغطة وقبعات الراهبات.
    كما تظهر الحاصات الناجمة عن الشد المزمن نتيجة بعض أشكال تسريحات الشعر (ذيل الفرس)، أو بسبب لفافات الشعر المشدودة.
    5- الحاصة الذكرية الأندروجينية androgenetic male alopecia: وتدعى أيضاً الصلع الهيبوقراطي calvities hippocratica: تبدو في أواخر العشرين وأوائل الثلاثين من العمر بتساقط أشعار تدريجي يشمل كلاً من منطقتي قمة الرأس والنواحي الجبهية الصدغية، وبتراجع الخط الأمامي لمنبت الأشعار من كل من جانبيه مؤدياً إلى ازدياد عرض الجبهة. وهناك الحاصة المبكرة التي تحدث في أوائل العشرينات والتي تترافق غالباً بالتهاب جلد مثّي شديد. إن هذا النموذج من الحاصة ذو إنذار سيئ ويؤدي سريعاً إلى الصلع الكامل.
    أما إذا تطورت الحاصة الأندروجينية ببطء في العقد الرابع أو الخامس من الحياة فإن إنذارها يكون أفضل بكثير وتبقى محدودة. والرجال الذين لا يصابون بفقد أشعار من النمط الذكري حتى العقد الرابع أو الخامس من العمر، يغلب ألا يصابوا بالصلع.
    العوامل الثلاثة التي تسبب حدوث الآفة هي: العامل الوراثي والعمر والأندروجينات (الهرمون الذكري). ولا يعتقد اليوم بأن لمثّ الفروة seborrhea of the scalp (أي زيادة إفراز الغدد الزهمية المترافق بتضخمها في معظم الأحيان) شأناً رئيساً ـ كما كان يُظن سابقاً ـ في إمراض الحاصة.
    ولا يحدث الصلع عند الخصيان eunuchs شريطة أن يتم إخصاؤهم قبل سن البلوغ، أما إذا عولجوا بالأندروجين فإن الصلعة يمكن أن تحدث عندهم، وهذا يشير للارتباط الصميمي لكل من العوامل الوراثية والأندروجينية وعامل العمر. واللغز المحير والذي مازال بلا تفسير إلى اليوم هو كيف تؤثر الأندروجينات على تحريض نمو أشعار اللحية وشعر الجسد وتؤدي في الوقت نفسه إلى الصلع في فروة الرأس.
    إن لمخطط الأشعار دلالة على الإنذار حيث يبدي ازدياد نسبة أشعار مرحلة الراحة، وذلك بحسب شدة تساقط الأشعار وترقيها.
    ليس ثمة علاج فعّال للصلع عند الذكور ولم تثبت فائدة المحاليل الحاوية على الأستروجينات. أما اغتراس الأشعار فيجب أن يجرى باستمرار في المناطق التي تسقط أشعارها وينتهي الأمر بنضوب الأشعار الملائمة للاغتراس من المصاب.
    6- الحاصة الأنثوية الأندروجينية androgenetic female alopecia: تدل هذه الظاهرة عند النساء على زيادة مفرزات الأندروجينات عندهن (حالات المتلازمة الكظرية التناسلية)، أو حين تناولهن علاجات لها تأثير أندروجيني، لذا فإن لهذه الآفة دلالة مرضية مزدوجة، فزيادة مستوى الأندروجين يشير إلى اضطراب في الغدد الصم، كما يشكل الصلع نفسه آفة مشوهة للمصابات.
    - الحاصة الأندروجينية ذات الطراز المذكر لدى الإناث: نادرة، تشابه في حالاتها الشديدة الحاصة الذكرية، وقد تصل إلى ظهور صلع كامل من الطراز الذكري، وفي مثل هذه الحالات يكون لدى المريضة إضافة للاستعداد الوراثي زيادة واضحة في مستوى الهرمونات الأندروجينية.
    - الحاصة الأندروجينية ذات الطراز الأنثوي لدى الإناث: عندما يكون العامل الوراثي موجوداً، وفي الوقت نفسه يكون ارتفاع مستوى الأندروجينات معتدلاً، تحدث خفة أشعار منتشرة في الفروة، تترقى لتصل إلى منطقة صلع تامة في منتصف الفروة محاطة بإكليل من الأشعار. تعالج الآفة بمضادات الأندروجين مع معالجة الإفراز المثي الشديد بأنواع من الغسولات أو الشامبوهات الحاوية على مضادات جرثومية.
    الحاصّات المؤقتة temporary alopecia
    ثمة أشكال مؤقتة من الحاصات تحدث نتيجة تأثيرات عابرة، داخلية أو خارجية، تخرب مرحلة النمو للجريب الشعري مؤدية إلى فقد أشعار سواء كان موضعاً أو معمماً.
    1- الحاصة المؤقتة المنتشرة temporary alopecia: تكون دموية المنشأ عادة، وتتعلق درجة سقوط الأشعار بشدة الأذية ومدة استمرارها، ولها أسباب متنوعة مثل الأخماج (الحمى التيفية، الإفرنجي الثانوي..) والأدوية (موقفات نمو الخلايا، مضادات التخثر..) والاضطرابات الهرمونية (مانعات الحمل، نقص عمل النخامى، الوذمة المخاطية..) والآفات المزمنة (الداء السكري، نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، عوز الحديد عند النساء..) وحالات الكرب الحاد (في أثناء الحروب، بعد الحوادث والمداخلات الجراحية..).
    هناك حالة تدعى فقد الأشعار الفيزيولوجية لدى الوليد، يصاب بها الوليد في الأسبوع الأول من الحياة بفقدان أشعار متعمم، ويُعَللُ سقوط الشعر، بأن أشعار الوليد تدخل في نهاية الحمل في مرحلة الراحة. وتسقط في نهاية هذه المرحلة، ويجب توقع عودة نمو الشعر كاملاً من جديد.
    تشكل الثعلبة عادة آفات بؤرية، إنما قد تتبدى حاصةً منتشرة، وتدعى عندها الحاصة البقعية المنتشرة alopecia areata diffusa ويساعد على تشخيص هذه الحالة إجراء خزعة من فروة الرأس وملاحظة فقدان أشعار الأهداب أو مناطق أخرى من الجسم.
    2- الحاصة المؤقتة المحوطة circumscribed temporary alopecia: يظهر فقد الأشعار المحدد إثر أذية داخلية أو خارجية تصيب الجريب الشعري مؤدية إلى وقف مؤقت في تكون الأشعار، ومن أسبابها: عوامل فيزيائية، وعوامل كيمياوية والرضوح الآلية المنوعة، والالتهابات الموضعية.
    - الحاصة الانضغاطية الطفلية pressure alopecia: هي فقد فيزيولوجي للأشعار في مؤخر رأس الوليد بسبب الاضطجاع والفرك على الوسادة، ويظهر الشعر من جديد حين بدء الدورة الشعرية الجديدة.
    - هوس نتف الأشعار trichotillomania: رغبة مرضية بنتف الأشعار من منشأ نفسي قد تترافق أحياناً بأكل الشعر. وهي شائعة بالخاصة لدى الأطفال، ونادرة لدى الكهول وإن وجدت عندهم دلت على وجود اضطرابات نفسية خطيرة أو على التمارض. يلف المريض الشعر حول إصبعه وينزعه مسبباً بقعاً محدودة، جبهية جدارية أو جبهية صدغية، في الجهة اليسرى عادة لدى الأيمن وفي الجهة اليمنى عند الأعسر.
    الإنذار حسن لدى الأطفال، والمعالجة النفسية باستشارة طبيب نفساني، كما يفيد حلق الشعر لدى الصغار لتخليصه من عادة النتف.
    - حاصة المشط الحار hot comb alopecia: تشاهد هذه الحاصة عند النساء السود اللواتي يسبطن أشعارهن بوساطة مشط حار وذلك لغاية جمالية، يحدث تساقط ملحوظ في الأشعار إذا ما استمر في تسبيط الأشعار.
    - الحاصة المحوطة عقب الخمجية circumscribed postinfection alopecia: تحدث بعد تخريب سمّي يصيب بصلة الجريبات الشعرية في الدمامل، والحمرة، والقوباء السارية.
    إذا لم يتم تخرب بصلة الشعرة فإن الشعر يعود للنبت من جديد في أسابيع، أما إن حدث التخرب فالآفة الناجمة حاصة ندبية غير عكوسة.
    - الحاصة المحوطة الالتهابية circumscribed inflammatory alopecia: تحدث في مناطق مصابة بجلادات التهابية مؤقتة (الإكزيمة المزمنة، الحزاز البسيط المزمن، الصداف الشائع..) وتبقى الآفة عكوسة ما لم تسبب الضمور.
    - الحاصة البقعية alopecia areata وتدعى أيضاً الثعلبة pelade: هي فقد أشعار بؤري التهابي، وهي عكوسة عادة، مجهولة السبب، قد تؤدي إلى فقد أشعار معمم وتبدلات ظفرية (أظفار منقطة، حثل أظفار..) والثعلبة من الأمراض الشائعة وهي الحاصة الالتهابية الأكثر أهمية تصيب الأطفال والكهول من كلا الجنسين بنسبة متساوية وهي عائلية في خمس الحالات. وكثيراً ما ترتبط مع التأتب (الحالات التحسسية).
    تتصف الحاصة البقعية بفقدان سريع وتام لأشعار لطخات مستديرة أو بيضوية، وتظهر عادة على الفروة، ومنطقة اللحية، والحاجبين والأهداب كما أنها نادراً ما تظهر على مناطق الجسم المشعرة الأخرى. يراوح قطر بقعة الحاصة ما بين 1ـ5سم، ويتصف سطح البقعة عدا خلوه من الأشعار، بانخفاضه انخفاضاً طفيفاً. أما الأشعار في محيط البقعة فواضحة يمكن سحبها بسهولة (الأشعار بشكل علامة التعجب exclamation point) قد يترقى هذا الداء عند بعض المرضى، فتظهر على فروة رؤوسهم بقع جرد متتالية جديدة مؤدية في النهاية لفقدان شامل لأشعار الرأس. وتدعى هذه الحالة بالحاصة الكليّة alopecia totalis، أما عندما تتساقط أشعار الجسم كلها، إضافة لتساقط أشعار الرأس، فإن هذه الحاصة تدعى بالحاصة الشاملة alopecia universalis.
    الحاصة البقعية (الثعلبة) مجهولة السبب، وعزي هذا المرض لعدد من الأسباب منها: البؤر الخمجية والاضطرابات الغدية والكرب الانفعالي الذي يعد أكثر العوامل أهمية.
    سير الثعلبة متبدل ولا يمكن تقديره في كل الحالات كما لا يعرف لماذا تتراجع بعض الحاصات البقعية وتنمو فيها الأشعار من جديد في بضعة أسابيع وبلا معالجة، في حين يقاوم بعضها الآخر جميع أشكال المعالجات، وعامة يبدأ نبت الأشعار بعد عدة أسابيع في البقع الصغيرة التي هي بحجم قطعة النقود، يظهر في البدء شعر زغبي ناقص الصباغ ثم يصبح الشعر قوياً مصطبغاً. ووجد أن تطمين المصابين فقط أعاد الشعر للنمو ثانية عند الغالبية من المرضى بعد ثلاثة أشهر من زيارتهم العيادة، وهكذا فإن أية معالجة تبدو فعالة في معالجة الحاصة البقعية. كما أن شفاء الحاصة البقعية العفوي أمر شائع جداً.
    يوقف إعطاء الستيروئيدات القشرية جهازياً تطور المرض، فبتأثيرها القوي المضاد للالتهاب والكابت للمناعة، ينمو الشعر، إنما غالباً ما يتساقط من جديد بعد وقف العلاج. ومن أساليب المعالجة الداخلية إعطاء الساليسيلات (الأسبرين) عن طريق الفم كما في التهاب المفاصل، وإن فائدة المعالجة بالزنك ما تزال موضع نقاش. أما موضعياً فيفضل العلاج بالستيروئيدات القشرية. وإن الحقن البؤري ضمن الجلد بمعلق التريامسينولون المبلّر والممدد والممزوج بمخدر موضعي هو أفضل طريقة لمعالجة البؤر القليلة العدد. كما يمكن استخدام الستيروئيدات بشكل رهيمات تحت ضماد كتيم.
    أما الثعلبة المنتشرة فهي غالباً ما تنجم عن كرب شديد وخاصة عند الأطفال والنساء، ومن المهم توجيه المريض نفسياً وعدم إعطائه آمالاً لا يمكن تحقيقها، والثعلبة المنتشرة مرض مزعج جداً من الناحية الجمالية إلا أنه لا يؤثر مطلقاً في الصحة العامة وينبغي عدم وصف علاجات تؤدي إلى نمو الأشعار على حساب محاذير جانبية خطيرة.
    نضر حقي

  3. #583
    الحروق

    الحروق burns ضياع جزئي أو كلي لمساحة من الجلد بسبب مصدر حروري جاف (النار) أو معدن حار أو ماء حار (سلق)، أو مواد كيمياوية (حرق كيمياوي) أو أشعة عادية (حرق شعاعي) أو أشعة ذرية (حرق ذري).
    ويقسم الحرق عمقاً إلى:
    حرق كامل الثخانة ويشمل كامل ثخانة الجلد مع قسم من الأنسجة تحت الجلد، وحرق جزئي الثخانة ويشمل البشرة أو البشرة مع جزء من الأدمة ويقسم إلى: جزئي سطحي وجزئي متوسط وجزئي عميق.
    ويقسم الحرق الجزئي السطحي إلى: صغير ومتوسط وكبير.
    وتقدر مساحة السطح المحروق حسب قاعدة ويلس Willis أو ما تسمى بقاعدة الـ 9 ومضاعفاتها فالرأس يشكل 9% من مساحة الجسم والطرف العلوي 9% من مساحة الجسم كذلك، في حين يشكل الطرف السفلي 18% والبطن والصدر 18% والظهر 18% من مساحة الجسم.
    أما درجات الحرق فتقسم إلى:
    حرق البطن وأعلى الفخذين
    ـ الدرجة الأولى: وهي حرق البشرة السطحي، كالإصابة بضربة الشمس ولايحتاج المريض من أجلها إلى المعالجة في المستشفى.
    ـ الدرجة الثانية: وهي حروق البشرة مع جزء من الأدمة، وتنفصل فيها البشرة عن الأدمة وتشكل نفاطات (عنبات) تمتلئ بسائل رائق وينصح بتفريغ النفاطات من سائلها لتحاشي التخريش المحلي، كما يحتاج المريض لمعالجتها البقاء في المستشفى عدة أيام. ويعوض الجلد المحروق بهجرة الخلايا البشرية التي لم تحترق من بصلة الشعر أو الغدد الدهنية والعرقية إلى سطح الجلد لتجديده؛ ويعوّق هذه الهجرة حدوث خمج موضعي خرَّب هذه الخلايا، فعندها سيحتاج المريض إلى عملية تطعيم جزئي الثخانة واحدة أو متعددة ذاتية auto-graft من الشخص نفسه تحت التخدير العام وذلك بعد إجراء عملية التنضير اللازمة debridement، ويسمى مكان أخذ هذه الطعوم المكان المعطي donnor ويشفى هذا المكان تلقائياً بعد تطبيق ضماد عليه في مدة تمتد من 3 أسابيع إلى 6 بوساطة الخلايا البشرية المهاجرة.
    ـ الدرجة الثالثة: وهي حرق البشرة مع معظم الأدمة، وهذا النوع من الحروق هو الذي يترك ندبات دائمة مشوهة ويحتاج إلى التطعيم الحر المتكرر بعد إجراء عمليات التنضير لنزع الجلد الميت (الخشكريشة eschar) مع البقاء في المستشفى مدة طويلة، وإذا لم تتوافر الطعوم الذاتية تستعمل طعوم مثلية homo-graft لمدة 4 أيام ثم تنزع وتطبق طعوم أخرى لمدة 4 أيام وهكذا للمحافظة على سوائل الجسم في هذه المرحلة الحرجة.
    وقد يحتاج الأمر إلى طعوم غيرية hetero-graft من حيوان إلى إنسان، وفي الأسواق طعوم جاهزة ومعقمة (مجفدة)lyophilised للاستعمال المؤقت محضرة من جلد العجول، وقد تستعمل طعوم اصطناعية artificial مصنعة بأخذ عدد من خلايا المريض ووضعها ضمن شبكة لاصقة اصطناعية تطبق على المريض composite cultured skin.
    الإسعافات الأولية خارج المستشفى
    تحدث معظم الحروق في البيت أو مكان العمل أو في أثناء النزهة، ولا يجوز تطبيق المراهم أو أي دواء موضعي كدواء الأسنان مثلاً لأن ذلك يسيئ إلى الحرق وتحدث بإزالته آلام إضافية عدا عن إمكانية التلوث الجرثومي.
    ـ إسعاف الحروق من الدرجة الأولى: لا تطبق علاجات موضعية وإنما يطبق ضماد جاف لتحاشي الرض الموضعي مع إعطاء بعض المسكنات.
    ـ إسعاف الحروق من الدرجة الثانية: تعطى مسكنات الألم ثم ينظف الحرق بلطف بالماء والصابون اللطيف (صابون أطفال) ثم ينشف ويضمد بضماد جاف معقم. ولا يطبق القطن الماص لأنه قد يلتصق بالحرق فيصعب رفعه، وتسحب سوائل النفاطات بمحقنة معقمة ويمنع استعمال الماء البارد ويتم تحاشي الماء المثلج أو إضافة الملح.
    ـ إسعافات الحروق من الدرجة الثالثة: وهي الحروق التي تصيب مساحة تزيد على 10% من سطح الجسم في الأطفال أو 15% في الكهول. ولا ينصح بتنظيف هذه الحروق أو فتح النفاطات وإنما يجب تغطية الحرق بضماد معقم جاف.
    وإذا كانت الأيدي مصابة فيجب رفعها إلى الأعلى، وإذا كانت الساقان مصابتين فيجب عدم السماح بالمشي.
    وينصح برفع الرأس عند وجود حروق في الوجه، ولا يسمح بتناول المشروبات الكحولية.
    الأعراض
    ـ الوجع: الآلام الشديدة التي ترافق الحروق تزداد من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية أما في الدرجة الثالثة فتخف الآلام أو تختفي بسبب تخرب النهايات العصبية في الجلد.
    ـ الفزع: يخاف المريض أولاً من أن الحرق قد يسبب له الموت، وحين يستعيد وعيه الكامل يتساءل عن نتيجة العلاج وهل زال عنه خطر الموت على نحو مؤكد فيرتاح نفسياً.
    ـ الهلع: وبعد أن يطمئن المحروق على حياته تقفز إلى ذهنه إمكانية حدوث المضاعفات والتشوهات التي يمكن أن تنتهي بها الحروق، كما أنه يتذكر مرأى المحروقين الذين سبق أن شاهدهم ويتساءل دوماً هل سيترك الحرق آثاراً دائمة تشوه صورته الاجتماعية ومركزه العائلي.
    وهذا الهلع هو الذي يسبب له الأعراض النفسية ويعقد شخصيته، كما أنه يتسبب بحدوث قرحة كرلنغ Curling وهي قرحة معدية أو عفجية غالباً ما تكون نازفة وثاقبة تحدث في ثلث المحروقين وتعالج بأدوية القرحة عن طريق الوريد مع نقل الدم.
    المعالجة بالمستشفى
    ـ ارتداء جميع العاملين الألبسة المعقمة وقناع الوجه وأغطية الرأس.
    ـ تقييم الحالة العامة للمريض وتصنيف نوعية الحرق والرضوض الأخرى.
    ـ تأمين مجرى هوائي دائم.
    ـ إعطاء أكسجين O2 مرطب.
    ـ إعطاء المخدرات والمسكنات عن طريق الوريد ثم تؤخذ صورة للصدر ويجرى تخطيط كهربائية القلب.
    ـ إعطاء السوائل العلاجية حقناً في الوريد وبصورة مستمرة وحسب برنامج مدروس.
    ـ إعطاء المصل المضاد للكزاز.
    ـ الصادات التي تؤثر في الجراثيم إيجابية الغرام (+) Gram وسلبية الغرام (-) Gram واللاهوائيات وذلك بعد أخذ مسحة من الجلد وزرعها ويكرر بعد ذلك عند الطلب.
    ـ برامج السوائل عن طريق الفم: لا شيء عن طريق الفم في اليوم الأول. سوائل في اليوم الثاني والثالث. ثم حمية غنية بالبروتئين والسكاكر والفيتامينات.
    ـ فحوص مخبرية بحسب حالة المصاب.
    ـ تطبيق قثطرة دائمة (فولي Foley) وتجمع كمية البول كل ساعة وتسجل والمطلوب 50 ـ 75 سم/ساعة.
    ـ وتعطى المعالجات الضرورية.
    ـ العمليات التنضيرية وكانت تجرى في الأسبوع الثاني من الحرق ولكنها تجرى حالياً ابتداءً من اليوم الثاني من الحرق.
    ـ تطعيم الجلد بطعوم جلدية ذاتية أو مثلية أو غيرية أو اصطناعية حسب مقتضى الحال وتجرى ابتداءً من الأسبوع الأول.
    حروق الوجه
    أسبابها كالحروق العامة وقد تصيب جزءاً من الوجه وقد تكون سطحية أو عميقة أو تشمل كامل ثخانة الجلد.
    ومن أهم مضاعفاتها:
    ـ العمى: وهو قليل الحدوث، ومعظم الإصابات تحصل مضاعفاتٍ لجفاف القرنية الناتج عن ضياع الغطاء الجفني كما يحصل في الشتر الجفني الخارجي ectropion، وتؤدي إصابة الأجفان بالحرق مع الانكماشات إلى التهاب المنضمة الذي يتطلب مداخلة إسعافية جراحية.
    ويحتاج ضياع جزء من الجفن العلوي إلى طعم جزئي الثخانة في حين يحتاج ضياع جزء من الجفن السفلي إلى طعم كامل الثخانة من خلف الأذن.
    ـ المضاعفات حول الفم: تؤدي الحروق حول الفم إلى مشكلة سنية (الحفر المؤلم ـ الخراجات ـ عدم إمكان لبس البدلة السنية) ولا تسبب الانكماشات الفموية مشكلة في التغذية، ويجب الانتباه إلى جلد الوجه فهو يختلف عن بقية جلد البدن بسبب التوعية الزائدة والتعرض للعوامل الخارجية وينصح فيه باستعمال طعوم كاملة الثخانة، ويجعل الطعم أوسع قليلاً من المساحة المطلوبة ويُثبت بخيطان فوق القالب stent.
    ـ الانكماشات العنقية: يحدث مع تشوه الفم انقلاب الشفة السفلى وفي الحالات الشديدة تثبت الشفة في الناحية القصية.
    ـ الرقبة: إذا كان الحرق منحصراً بالرقبة والندبات ضيقة وشاقولية خطية، فيمكن معالجتها بوساطة تصنيع large Z plastyوفي الحالات الأكثر شدة يجب وضع طعوم ثخينة جزئية الثخانة وتثبيت الرقبة بصورة مستمرة لمدة شهرين بحالة فرط البسط وتستعمل الرقبة المثبتة بدون ضغط على الطعم.
    ـ الأذن: (التهاب غضروف الأذن) التهاب محيط الغضروف بالنسبة لغضاريف الأذن المكشوفة وهي من أكثر الآفات إيلاماً ترافق الحروق الشديدة مع ضياع ثخانة الجلد كلها. وإذا حصل خمج فيجب إجراء زرع وإعطاء الصادات المناسبة.
    المعالجة: تكون بإحداث شقوق واسعة وتفجير المجامع القيحية مع تنضير البقايا الميتة من الغضاريف، ويجب استئصال الغضروف المصاب بصورة محافظة لأن فقدان الغضروف يعرض المريض لعملية تصنيع معقدة.
    ـ فروة الرأس scalp: حين تتخرب الفروة بالحرق لا يمكن استبدالها، ويمكن أحياناً إخفاء ذلك في الرجال كما يمكن أن يغطى خط الشعر بسويقات شعرية، أما الحروق في وسط الفروة فتغطى بالشعر المجاور. وقد تقدمت كذلك صناعة الشعر الاصطناعي (الباروكات).
    ـ الحواجب: تستعمل طعوم قحفية في الأطفال أما في الكهول فتستعمل سويقة قحفية مشعرة لأن الثقة بنجاحها أكثر.
    ـ الحروق الكهربائية بالتيار العالي التوتر: حروق من الدرجة الثالثة وتحتاج إلى تطعيم جلدي كامل الثخانة.
    ـ الحروق الكيمياوية:
    أ- الحرق بالحامض: يغسل بماء الكربونات ثم بالماء العادي لإزالة آثار الحرق ويعالج بعد ذلك كبقية الحروق.
    ب- الحرق بالأساس: يغسل أولاً بماء الخل ثم بالماء العادي ويعالج بعد ذلك كبقية الحروق.
    مضاعفات الحروق
    أذية المجرى التنفسي: يجب ملاحظة حالة المجرى التنفسي وتقييمه حالما يصل الإسعاف الحرقي، والتأكد من نفوذ المجرى الهوائي لأن أي إهمال في ذلك يؤدي إلى الموت السريع، فكل مريض مصاب بحروق حول الوجه والمرضى المحروقين في أماكن مغلقة معرضون لهذا النوع من الأذية لاستنشاقهم الدخان. وبصورة عامة فإن مشكلات المجرى التنفسي على نوعين:
    ـ نوع يمثل الإصابة التنفسية الباكرة المصاحبة بوذمة في الرأس والعنق مع عائق تنفسي ميكانيكي (24-48 ساعة بعد الحرق) وأفضل طريقة لعلاج هؤلاء المرضى هو تنبيب الرغامى وتمرير O2 المرطب في الأيام الثلاثة إلى الخمسة الأولى حتى تزول الوذمة، وينصح بعدم اللجوء إلى خزع الرغامى في هذه الحالة، وتزول الوذمة المؤقتة مع العائق الميكانيكي تلقائياً في 4-5 أيام لدى جميع المرضى ويمكن سحب الأنبوب الرغامي في اليوم السابع.
    ـ ونوع يسمى (متلازمة حرق الرئة) وتتظاهر سريرياً في اليوم الثاني حتى الخامس بعد الحرق، وقد تبدو أولاً بزيادة النظم التنفسي التي يتبعها بصورة مترقية صعوبة متزايدة في التنفس، وفي هذه المرحلة تظهر قياسات غاز الدم وقياس حموضة الدمpH نقصاً في كثافة الأكسجين الشرياني؛ وصورة الصدر الشعاعية تكون طبيعية. ثم يزداد الوضع سوءاً ويظهر تصوير الصدر ارتشاحات بقعية متصاحبة مع خراخر مسموعة مع زلة وخزع الرغامى مع التهوية الميكانيكية، وإعطاء كميات مدروسة من الستيروئيد في المرحلة الباكرة ويمكن إعادة إعطائه كل 4-6 ساعات مرة أو مرتين. وقد يفيد إعطاء الأمينوفلين مع الموسعات القصبية وتعالج الأعراض والمضاعفات المرافقة أو التالية كالصدمة الحادة بسبب الحرق الواسع الشديد، والأخماج التنفسية والبولية وإنتانات الدم وقرحة كرلنغ والانكماشات الانقباضية في المفاصل والمضاعفات العظمية المفصلية.
    كما تعالج المضاعفات الاستقلابية: كزيادة تولد الحرارة واضطراب استقلاب السكاكر والتوازن البروتيئيني السلبي وانحباس الصوديوم والكلور والماء بالعلاج المناسب لكل منها. وينصح بتعويض الضائعات البروتيئينية والدهون والڤيتامينات وخاصة الڤيتامين E بإعطاء البلازما مع إطعام المريض عن طريق الأنبوب وأحياناً عن طريق الوريد.
    والاضطراب النفساني التسممي الذي يحدث في الأيام الأولى من الحرق يعالج بالسوائل الوريدية والڤيتامينات والمهدئات.
    كما يعالج كل من التهاب الوريد واضطراب الشوارد والخراجات الانتقالية البعيدة والصمامات الرئوية بالمعالجة الخاصة المعروفة لكل منها.
    أما الجدرة keloid فتستعمل لها مركبات الكورتيزون حقناً فيها ولكن العلاج الأمثل هو تطبيق الضغط pressure موضعياً.
    وتستعمل الجبائر للوقاية من التشوهات الممكن حدوثها بسبب الانكماشات الحرقية التي تحاول عقب الحرق عطف الرقبة والطرفين العلويين والسفليين.
    شفيق نظام

  4. #584
    الحصبة

    الطفح الحصبي
    الحصبة measles مرض فيروسي حاد شديد السراية، يتصف بالحمى والنزلة الأنفية البلعومية (سعال، سيلان أنف) وطفح داخلي نوعي (بقع كوبليك)، وطفح حطاطي لطخي معمم. يسببها فيروس رنّاوي RNA virus من الفيروسات نظيرة المخاطيةParamyxoviridae من جنس الفيروسات الحصبية، ويوجد هذا الفيروس في طور الحضانة وأول طور الصولة في المفرزات البلعومية الأنفية والدم والبول.
    كانت الحصبة لعدة قرون خلت من أكثر أمراض الإنسان المتحضر حدوثاً، ولم يرد لها ذكر قبل إشادة المدن الكبرى، وقد وصفها الرازي في القرن العاشر الميلادي وفرقها عن الجدري، كما وصفها سيدنهام في إنكلترا في القرن السابع عشر.
    تنتهي الحصبة بالشفاء في أغلب الحالات إلا أن المضاعفات الخطيرة التي تصيب السبيل التنفسي والجملة العصبية المركزية تحدث في 5- 15% من الإصابات، وتشتد هذه المضاعفات تأثيراً في حالات سوء التغذية وحالات الفقر. إن استعمال لقاح الحصبة على نطاق واسع منذ أوائل ستينات القرن الماضي أدى إلى هبوط نسبة الإصابات.
    الوبئيات
    يتم أقصى انتشار للفيروس بوساطة رذاذ القطيرات في أثناء طور الصولة، وغالباً ما يصاب المستعدون قبل ظهور الأعراض على المصاب أي في دور الحضانة، إذ يصبح الشخص المصاب بهذا الخمج معدياً بعد اليوم 9-10 من التعرض، وتطبق إجراءات العزل بدءاً من اليوم السابع بعد التعرض وحتى اليوم الخامس من ظهور الطفح.
    الحصبة مرض وبائي منتشر في جميع أنحاء العالم، وتحدث وافداته على نحو غير منتظم، فتظهر في الربيع في المدن الكبرى كل 2-4 سنوات، حيث تتعرض لها مجموعات جديدة من الأطفال المستعدين. ويستدل على شدة سراية المرض بإصابة أكثر من 90% من المعرضين. كانت ذروة حدوثه قبل تطبيق اللقاح تقع ما بين 5-10 سنوات من العمر، وما زالت الحصبة مرضاً شائعاً في كثير من البلدان.
    تتوجه برامج الصحة العامة نحو استئصال الداء والقضاء عليه شأن ما حدث مع الجدري، ويفترض أن تمنيع أكثر من 90% من الأطفال في منطقة ما يؤدي إلى خلوها من المرض.
    تنتقل المناعة للوليد عبر المشيمة من أمه التي تكون قد أصيبت بالحصبة أو تمنعت ضدها باللقاح، وتظل هذه المناعةكاملة حتى 4-6 أشهر من الحياة لتختفي بعد ذلك بمعدلات مختلفة ولذا لا يمكن مشاهدة الحصبة قبل الشهر السادس من العمر، وربما تشاهد بعض الحالات في بعض البلدان. ومع أن الأضداد التي تنتقل للوليد من والدته لا يمكن كشفها بالاختبارات العادية بعد الشهر التاسع من العمر، فقد تظل بعض المناعة موجودة مما يؤدي إلى تدخل هذه الأضداد في تشكل المناعة إن تم تلقيح الطفل قبل الشهر الخامس عشر من عمره.
    تكمن الآفة الأساسية للحصبة في الجلد والأغشية المخاطية للبلعوم الأنفي والقصبات وفي الملتحمة حيث تحدث نتحة مصلية وتكثر وحيدات النوى والعدلات حول الأوعية الشعرية، ويحدث فرط تنسج في النسيج اللمفاوي وخاصة في الزائدة الدودية.
    التظاهرات السريرية
    بعد دور حضانة يمتد من 10 إلى 12 يوماً يبدأ دور الصولة الذي يدوم من 3 إلى 5 أيام، ويتصف بحمى مختلفة الدرجة وسعال قوي وزكام، والتهاب ملتحمة قد تصل شدته إلى حد الخوف من الضياء، وعطاس قد يكون شديداً يؤدي إلى الرعاف. وتظهر بقع كوبليك قبل دور الطفح بـ 2-3 أيام وهي بقع بيضاء تضرب إلى الزرقة دقيقة بقدر حبات الرمل، تحيط بها هالة حمراء صغيرة، وقد تكون نازفة في بعض الأحيان، وتقع مقابل الرحى السفلية، وربما انتشرت مبعثرة على كامل الغشاء المخاطي للفم، وقد تترك بعد زوالها تصبغات بقعية في المخاطية، ولعل التهاب الملتحمة والخوف من الضياء هما اللذان يوحيان بالحصبة قبل ظهور علامة كوبليك.
    قد يكون طور الصولة شديداً، يبدأ بحمى مرتفعة الدرجة، وعادة ما تزداد الأعراض شدة وخاصة الحمى والسعال حتى يغطي الطفح كامل الجسم.
    ترتفع درجة الحرارة كثيراً مع ظهور الطفح وتصل في معظم الأحيان إلى40-40.5 ْم وفي الحالات التي لا تترافق بالمضاعفات غالباً ما تخف الأعراض بسرعة مع تكامل الطفح وانتشاره على كامل الجسم.
    يظهر الطفح عادة على شكل بقع باهتة على القسم العلوي من جانبي العنق خلف الأذنين وعلى امتداد منابت الشعر، وعلى الوجنتين، وسرعان ما تصبح البقعة لطخية حطاطية وينتشر الطفح بسرعة إلى كامل الوجه والعنق والذراعين ومقدم الصدر في الـ24 ساعة الأولى، ثم يمتد في اليوم التالي إلى الظهر والبطن والفخذين، وعندما يصل إلى القدمين في نهاية اليوم الثاني أو الثالث يأخذ بالتقشر بدءاً من العنق والوجه، ويحدث هذا التقشر بسرعة بذات الترتيب الذي تسلسل ظهور الطفح فيه. وترتبط شدة الإصابة بسعة الطفح وتجمعه.
    قلما يكون الطفح نزفياً، وفي حالات الحصبة الشديدة التي تتصف بتلاقي الطفح قد تظهر الفرفريات بأعداد كبيرة وقد تحدث كدمات واسعة المدى، ومع تقشر الطفح تتوسف الآفات وتظهر مكانها تصبغات سمراء تختفي في غضون 7-10 أيام. ومن النادر ألا يظهر الطفح في المصابين الذين يتلقون أضداداً بشرية في أثناء طور الحضانة، وفي بعض المصابين بالإيدز، وربما في الرضع دون الشهر الثامن من العمر الذين تكون فيهم الأضداد الوالدية بمقدار كبير. أما في الشكل النزفي من الحصبة وهي ما تعرف بالحصبة السوداء فيحدث النزف من الفم أو الأنف أو الأمعاء.
    عادة ما تتضخم العقد اللمفية في زاوية الفك وفي المنطقة الخلفية من الرقبة، ويتضخم الطحال ضخامة خفيفة، وقد تسبب ضخامة العقد المساريقية ألماً بطنياً. إن التغيرات المرضية الوصفية التي تحدث في الحصبة في مخاطية الزائدة قد تؤدي إلى أعراض انسداد اللمعة وبالتالي أعراض التهاب الزائدة، وتختفي هذه التبدلات مع غياب بقع كوبليك. إن التهاب الأذن الوسطى وذات القصبات والرئة والأعراض المعدية المعوية مثل الإسهال والإقياء أكثر شيوعاً في الرضع وصغار الأطفال (وخاصة المصابين منهم بسوء التغذية) منه في كبار الأطفال.
    تشبه الصفحة السريرية للحصبة في البالغين صفحتها في الأطفال إلا أن تشخيصها فيهم يتأخر لعدم التفكير بها، ويشيع في الحصبة عند إصابتها للبالغ إصابة الكبد والألم البطني وارتفاع SGPT واليرقان أحياناً. وفي بعض البلدان تصيب الحصبة الرضع دون السنة الأولى من العمر وعادة ما تكون شديدة بسبب شيوع سوء التغذية وتكثر فيها نسبة الوفيات.
    يتم تشخيص الحصبة على نحو سريري وقلما يحتاج إثباته إلى تشخيص مخبري، إلا أن طفحها قد يلتبس في بعض الأحيان ببعض أشكال الطفوح في الأمراض الاندفاعية الأخرى.
    للعزل قيمة محدودة لأن العدوى تحدث في الطور النزلي في الوقت الذي لا يشتبه فيه بالحصبة.
    المضاعفات
    المضاعفات الأساسية للحصبة هي التهاب الأذن الوسطى وذات الرئة والتهاب الدماغ.
    تنجم ذات الرئة عن فيروس الحصبة نفسه وتكون خلالية، أو تكون مضاعفة لإصابة بجراثيم، أما التهاب الحنجرة والتهاب الرغامى والتهاب القصبات فتنجم عن الفيروس نفسه. ومن مخاطر الحصبة أنها تنشط إصابة درنية سابقة.
    إن التهاب الدماغ أكثر شيوعاً في الحصبة منه في الأمراض الاندفاعية الأخرى ولا توجد علاقة بين شدة الحصبة وحدوث الإصابة العصبية (التهاب الدماغ) ولا بين شدة الإصابة والإنذار، وعادة ما يحدث التهاب الدماغ ما بين اليومين 2-5 من بعد ظهور الطفح، وقد يكون مميتاً في الذين يتلقون علاجات كابتة للمناعة أو المصابين بالخباثات. وهناك مضاعفة نادرة متأخرة، تحدث بعد سنوات أحياناً وتعود إلى فيروس الحصبة هي التهاب كامل الدماغ التصلبي تحت الحاد.
    التمنيع والوقاية
    عادة ما يطبق التمنيع البدئي للحصبة في الشهر الخامس عشر من العمر، وقد يعطى في وقت أبكر في المناطق التي يحدث فيها المرض بأعمار صغيرة وبما أن معدل الانقلاب المصلي يصل إلى 100% ويحدث بعض التضاؤل في المناعة مع مرور الزمن، فإن زرقة داعمة من اللقاح تعطى مع اللقاح MMR ( الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف) كما يمكن إعطاء اللقاح مرة أخرى عند دخول الطفل للمدرسة الابتدائية أو الإعدادية.
    لا يمكن التنبؤ بالاستجابة للقاح الحصبة إذا أعطي الغلوبولين الممنع في الأشهر الثلاثة السابقة. وقد تظهر العطالة لتفاعل السلين وتدوم مدة أشهر أو أكثر بعد إعطاء لقاح الحصبة الحي المضعف، ولابد من أن يتلقى الطفل المصاب بالسلأدوية مضادة للسل عند تلقيحه للحصبة، ولا بأس من إجراء تفاعل السلين قبل إعطاء اللقاح أو عند إعطاء اللقاح.
    لا يوصى باللقاح الحي للمرأة الحامل أو الأطفال المصابين بالسل غير المعالج، كما لا يعطى اللقاح للمصابين بابيضاض الدم أو من يتلقون أدوية كابتة للمناعة بسبب حدوث الخمج المثابر مثل ذات الرئة بالخلية العرطلة.
    يعطى اللقاح للأطفال المصابين بالإيدز لأن إصابتهم بالحصبة مميتة، وتحملهم للقاح جيد، وعلى الرغم من التأكد من تلقي المصاب بالإيدز لقاح الحصبة يفضل أن يعطى الغاماغلوبولين الممنع بعد تعرضه للحصبة، ولابد من تمنيع المصابين بسوء التغذية باللقاح، كما يمكن تلقيح المتعرض للحصبة عند تعرضه لها.
    ـ المناعة المنفعلة: إن التمنيع المنفعل بمصل الناقه فعال في الوقاية من الحصبة أو تخفيف أعراضها، ويمكن الوقاية منها بإعطائه في العضل في غضون 5 أيام من التعرض والأفضل أن يعطى فوراً وخاصة للرضع والأطفال المصابين بأمراض مزمنة وللمخالطين في قاعات المستشفيات والمؤسسات، كما يمكن تخفيف أعراض الحصبة باستعمال الغاماغلوبين النوعي.
    المعالجة
    المسكنات وخافضات الحرارة، الراحة في السرير ومدخول سوائل كاف. ويشار بترطيب جو الغرفة لاتقاء أعراض التهاب الحنجرة وتهدئة السعال، ولابد أن يكون جو الغرفة دافئاً، ويجب عدم تعريض الطفل للضوء الساطع في أثناء فترة الخوف من الضياء، وتحتاج مضاعفات الحصبة مثل التهاب الأذن الوسطى وذات الرئة إلى المعالجة بالصادات.
    أما المضاعفات الأخرى مثل التهاب الدماغ والتهاب كامل الدماغ التصلبي تحت الحاد وذات الرئة بالخلية العرطلة فيتم تقييمها كلاً على حدة، إلا أن الرعاية الداعمة الجيدة أساسية فيها.
    إن قيمة الغاماغلوبولين والغلوبولين المناعي مفرط المناعية محدودة، ولا تتوافر في الوقت الحاضر أدوية مضادة للفيروس ولكن إعطاء الفيتامين A عن طريق الفم ينقص الوفيات في الأطفال المصابين بالحصبة.
    محمد ياسين

  5. #585
    الحلأ البسيط

    الحلأ البسيط herpes simplex خمج بشري واسع الانتشار وكثير الحدوث، عامله فيروس الحلأ البشري herpes virus hominisيصيب الجلد والأغشية المخاطية في نواح محددة - وقد ينتشر في حالات نادرة إلى الأجهزة المختلفة - يتميز في بدئه بتشكل حويصلات صغيرة تحوي سائلاً تتوضع على صفحة احمرارية، ويتصف بالمعاودة والرجوع.
    الفيروسات الحلئية herpes viruses
    تصنف الفيروسات الحلئية في زمرة الفيروسات الدناوية DNA viruses وتتصف بأنها فيروسات متوسطة الحجم إلى كبيرته، تتناسخ داخل نوى الخلايا المخموجة وتحتوي على طاق مزدوج خطي من الدنا وتنتج اشتمالات inclusions نوعية، وتتميز بعدم انطراحها من الجسم بعد زوال أعراض الخمج الأولي بل تبقى كامنة فيه طيلة الحياة.
    وتشمل الفيروسات الحلئية أنواعاً من الفيروسات تسبب أخماجاً مختلفة، أهمها فيروسان يتميزان باندفاعات جلدية ومخاطية حويصلية وهما:
    ـ فيروس الحلأ البسيط HSV وله نمطان (1) و (2).
    ـ الفيروس الحماقي - النطاقيHZV وينجم عن هذا الفيروس مرضان: الحماق[ر] والحلأ النطاقي[ر].
    يرتبط فيروس الحلأ البسيط من نمط (1) HSV(1) عادة بالأخماج التي تصيب الفم والوجه وبقية النصف العلوي من الجسم، كما يرتبط فيروس الحلأ البسيط من نمط (2) HSV(2) عادة بالأخماج التي تصيب النواحي التناسلية وما في جوارها.
    الوبئيات
    تعد أخماج الحلأ البسيط من نمط (1) أكثر انتشاراً وحدوثاً وتشير الفحوص المخبرية إلى أن ما يزيد عن 85% من البشر قد تعرضوا لهذا الخمج في طفولتهم أو بعدها، أما أخماج الحلأ البسيط من نمط (2) فيغلب حدوثها في البالغين، ولقد تضاعفت نسبة حدوثها في العقود الثلاثة الأخيرة وهي آخذة بالازدياد.
    تحدث العدوى بالتعرض المباشر لفيروس الحلأ البسيط الذي يطرحه المصاب عن طريق اللعاب ورذاذه في الهواء ودخوله إلى الفم أو الجلد من أذيات فيهما، أو بالتماس المباشر للمفرزات التناسلية والجلدية مع مفرزات المصاب وخاصة في الاتصالات الجنسية التي لا تترافق بالوقاية.
    يبقى الإنسان المستودع الهام لفيروس الحلأ البسيط ويحصل انطراح الفيروس أحياناً من المصاب حتى في حالات هجوع الأعراض لكن الانطراح يكون أكثر بمائة ضعف إلى ألف ضعف حين اشتداد الأعراض. ولا توجد أدلة على انتقال العدوى بملامسة الحوائج والأدوات المنزلية وما شابهها، كما لا توجد أدلة على انتقال العدوى بوساطة الماء.
    الإمراض
    الصفة المهمة في أخماج الحلأ البسيط، وقد سبقت الإشارة إليها هي بقاء الفيروس كامناً أو هاجعاً في الجسم بعد انطفاء الأعراض ولا يعرف بالتحديد الشكل الذي يكون عليه، وهو يستقر في العقد الحسية ganglia للمنطقة المخموجة ويسلك المحاوير العصبية حين تفعّله محدثاً الأعراض الراجعة في المنطقة، والأسباب التي تثير الهجمات الراجعة عديدة منها: الأشعة الشمسية، بعض الحمَّيات، الشدة النفسية والشدة الجسمية والرضوح والحيض والاضطرابات المناعية والأدوية (كابتات المناعة).
    وتمر أخماج الحلأ البسيط عادة في مرحلتين: الخمج الأولي والخمج الراجع.
    ـ الخمج الأولي أو البدئي: وهو الخمج الذي ينجم عن دخول فيروس الحلأ البسيط إلى الجسم للمرة الأولى. يغلب دخول الفيروس من نمط (1) عن طريق الفم في الطفولة الباكرة ويحدث أعراضاً فموية شديدة وأعراضاً عامة وقد يأخذ شكلاً حشوياً. والفيروس من النمط (2) يغلب دخوله إلى الجسم عن طريق النواحي التناسلية في البالغين. وتظهر الأعراض الجلدية أو المخاطية عادة خلال أسبوعين من العدوى وتكون شديدة وبخاصة عند المرأة، وإذا كانت المرأة الحامل تحمل الفيروس في مفرزاتها التناسلية قبيل الولادة فإن نسبة حدوث الخمج الأولي في الوليد في أثناء الولادة تقدر بنسبة 50% و تظهر لديه أعراض العدوى خلال الأسبوع الأول من الوضع.
    ـ الخمج الراجع أو المعاود: وتكون الأعراض السريرية فيه عادة أقل شدة وأقصر مدة منها في الخمج الأولي، وتتكرر الإصابة في الناحية التي أصيبت في الخمج الأولي مما قد يترك فيها تبدلاً طفيفاً في اللون والقوام وإن المعاودة في الأخماج الناجمة عن الحلأ البسيط نمط (2) هي أكثر حدوثاً منها في أخماج الحلأ البسيط نمط (1)، وتكشف الفحوص المخبرية دوماً وجود الأضداد ضد الفيروس وتبقى ثابتة مدى الحياة.
    المظاهر السريرية
    تتميز الأعراض السريرية في الحلأ البسيط، في مختلف أشكاله البدئية والراجعة، بتشكل حويصلات دقيقة ممتلئة سائلاً ويتقارب بعضها من بعض مشكلة مجموعات صغيرة، وتتوضع تلك الحويصلات على صفحة احمرارية محدودة من الجلد أو على الأغشية المخاطية في الفم أو في النواحي التناسلية. لا تلبث الحويصلات أن تنبثق خلال ساعات أو أيام من تشكلها ليبدو مكانها تسحجات دائرية أو مقوسة تشفى عادة خلال أسبوع دون أن تبقي مكانها ندبة ظاهرة.
    قد تمر بعض الأخماج البدئية بشكل صامت وبلا أعراض بينة، كما أن بعض الأخماج الأولية تبدي أعراضاً جلية في البدء ولكنها قد لاتبدي فيما بعد معاودة أو رجوعاً بيناً.
    وللمظاهر السريرية في الحلأ البسيط تصنيفات مختلفة بحسب ما يكون الخمج أولياً أو راجعاً، وبحسب التوضع والأشكال، وإن التصنيف الحديث يوردها تحت عنوانين رئيسين هما:
    الحلأ البسيط البدئي في الفم وحوله
    الحلأ البسيط اللاتناسلي nongenital herpes simplex
    ويشمل أخماج فيروس الحلأ البسيط نمط (1) وأهم أشكالها:
    ـ التهاب الفم واللثة الحلئي: وهو الخمج البدئي المشاهد في الطفولة الباكرة عادة ويتصف بشدة الأعراض وبآلام وتقرحات في اللثة ويترافق بأعراض عامة واعتلال العقد اللمفية في الناحية وقد ينتشر إلى الأجهزة الداخلية في المضعفين.
    ـ الحلأ البسيط الجلدي البدئي: وهو الشكل الآخر للخمج البدئي الذي يصيب الجلد في الطفولة المتأخرة أو في اليفع ويتوضع عادة في الوجه وبقية النصف العلوي للجسم وتتصف أعراضه بالشدة نسبياً.
    ـ الحلأ البسيط الفموي (الوجهي الراجع): وهو الشكل الشائع والمعاود ويتوضع غالباً على الشفاه (الحلأ البسيط الشفويlabialis) أو على الوجه والشفة وقد يأخذ شكلاً متسعاً (الحلأ البسيط العملاق giant).
    ـ التينة الحلئية herpetic sycosis وهي شكل خاص تبدو الاندفاعات الحويصلية فيه متناثرة في منطقة الذقن والعنق وتترافق بالألم وتفاعل العقد اللمفية وبمدة سير أطول.
    ـ الداحس الحلئيherpetic whitlow وهو خمج بدئي مؤلم قليل الحدوث يصيب عادة العاملين في المهن الطبية، وقد يظهر في الأطفال المصابين بخمج حلئي فموي.
    ـ الحلأ البسيط الرضحي herpes gladiatorum يتوضع في أماكن متفرقة من الجسم المعرض للأذيات كما لدى المصارعين.
    الحلأ البسيط التناسلي herpes simplex genitalis
    ويشتمل على أخماج فيروس الحلأ البسيط نمط (2) والتي تتوضع عادة في الناحية التناسلية وتنتقل غالباً بالاتصالات الجنسية إلا أنها قد تصيب أنحاء أخرى كناحية العين وناحية الفم (في الاتصالات الفموية الجنسية). و تشكل هذه الأخماج قلقاً لدى البالغين إذ إنها تصنف أيضاً في عداد الأمراض المنتقلة جنسياً STD، وكذلك بعد أن تأكدت العلاقة بين فيروس الحلأ البسيط نمط (2) وبين الآفات السرطانية في الناحية التناسلية.
    وللحلأ البسيط التناسلي عدة أشكال سريرية منها:
    ـ التهاب الفرج والمهبل الحلئي الحاد: ويشكل غالباً الخمج البدئي في النساء ويتصف بشدة الأعراض: ترفع حروري وعسرة التبول وغزارة المفرزات التناسلية وآلام موضعية واعتلال العقد اللمفية في الناحية، وكثيراً ما تتوضع الإصابة بهذا الخمج في عنق الرحم أو تبدأ فيه.
    ـ الحلأ البسيط التناسلي الجلدي البدئي: يتوضع في الذكور عادة على جسم القضيب أو الحشفة أو القلفة ويتظاهر بحويصلات دقيقة تتمزق بسرعة تاركة تسحجات دائرية صغيرة مترافقة بضخامة العقد اللمفية وبآلام حسية واخزة أو حارقة، أما في الإناث فيتوضع على الأعضاء الظاهرة وبخاصة أحد الشفرين الكبيرين وبأعراض مماثلة للتي عند الذكور.
    ـ الحلأ البسيط التناسلي الراجع: وهو الشكل الشائع في هذه المجموعة، يتصف بأعراض مماثلة للشكلين السابقين ولكنها أقل شدة ويتوضع في الأماكن ذاتها التي ظهر فيها الخمج الأولي ويثيره الجماع والشدة والعوامل الأخرى.
    ـ الحلأ البسيط المعاود في الناحية القطنية العجزية: يتوضع عادة في الناحية الإليوية ويترافق بآلام موضعية وحوضية قد تكون شديدة أحياناً، ويتصف بالمعاودة.
    ـ الحلأ البسيط المنتثرdisseminated herpes simplex : وهو شكل قليل الحدوث والإصابة به شديدة الخطورة على الحياة، يشاهد عادة في الرضيع والخديج[ر] وقد تنتقل الإصابة به من الأم في أثناء الولادة، تبدأ الإصابة عادة بالتهاب الفم واللثة الحلئي والمترافق بأعراض شديدة وتنتشر إلى الأعضاء الداخلية كالكبد والدماغ والدم وتقدر نسبة الوفيات لديهم بـ 50% من الحادثات، ويشاهد هذا الشكل أيضاً في المرضى المصابين بتدني المناعة.
    حالات خاصة
    قرحة تغصنية حلئية بدئية
    ـ التهاب القرنية والملتحمة الحلئي: وهو شكل هام يستدعي المعالجة الباكرة وإشراف الطبيب العيني لما قد يخلفه من مضاعفات تعيق الرؤية، وقد تنجم الإصابة عن فيروس الحلأ البسيط نمط (2) ويكثر فيه الرجوع.
    ـ الإكزيمة الحلئية: تشاهد في بعض الحالات الإكزمائية كالتهاب الجلد التأتبي عند الأطفال ويكون الخمج الحلئي فيها خمجاً ثانوياً ومنتشراً.
    ـ الحلأ البسيط الراجع والحمامى متعددة الأشكال: تشاهد حالات مخففة من الحمامى متعددة الأشكال عند بعض المرضى بعد إصابتهم بهجمة معاودة من الحلأ البسيط الراجع وخاصة الحلأ البسيط الشفوي، وتعزى آلية هذه الحالات إلى تفعيل مناعي وتتوضع الأعراض عادة على الأطراف العلوية والسفلية ونادراً في الفم والنواحي التناسلية وتحدث عادةً بشكل هجمات معاودة ربيعية أو خريفية.
    ـ الحلأ البسيط والحمل: إن إصابة الجنين بفيروس الحلأ البسيط من أم مصابة قليلة الحدوث وتكون غالباً بفيروس النمط (2) وإذا ما حدثت فقد تؤدي إلى حدوث تشوهات فيه وإلى إجهاض مبكر أو إلى إصابة الأجهزة الداخلية كالتهاب الدماغ. وتقدر إصابة الوليد في أثناء الولادة من أم مصابة بـ50 % لذا يستطب إجراء القيصرية إذا ثبت وجود الفيروس في القناة التناسلية في الأسابيع الأخيرة للحمل.
    ـ الحلأ البسيط كعامل خطورة في مرضى متلازمة عوز المناعة المكتسب: أشارت الدراسات إلى أن هؤلاء المرضى لديهم ارتفاع في إيجابية الفحوص المصلية تجاه فيروس HSV(2) وليس تجاه النمط (1) وتكون أعراض الخمج بذلك الفيروس شديدة ومتسعة وأطول سيراً وأشد خطورة. وكذلك الحال في المرضى المصابين بتدني المناعة أو المعالجين بالأدوية الكابتة للمناعة.
    ـ الحلأ البسيط والتسرطن: توجد علاقة ثابتة ومؤكدة بين فيروس الحلأ البسيط من النمط (2) وبين سرطانة عنق الرحم، وإن نسبة السرطانات الرحمية لدى النساء المصابات بفيروس HSV(2) تزيد أربعة أمثالها عما لدى النساء غير المصابات بذلك الفيروس، أضف إلى ذلك أن فيروس HSV(2) هو مسرطن في عدد من الحيوانات المخبرية.
    التشخيص
    تشخيص الحلأ البسيط في معظم أشكاله سهل وواضح ويبنى على الاندفاعات الحويصلية المتجمعة والمعاودة وعلى الأعراض الشخصية المرافقة، على أن التشخيص قد يلتبس في بعض التوضعات غير المألوفة أو في حالات الأعراض الشديدة أو المنتشرة.
    ـ التشخيص التفريقي: التوضعات الجلدية للحلأ البسيط ينبغي تفريقها عن: الآفات الجرثومية (كالقوباء الفقاعية) والآفات الفيروسية الأخرى (كالحلأ النطاقي) وعن الآفات المنتقلة جنسياً (كالقريح والقرح الإفرنجي) وعن الآفات الإكزيمية (كالتهاب الجلد بالتماس).
    وفي التوضعات المخاطية ينبغي تفريقها عن الآفات القلاعية والآفات الفيروسية الأخرى (كداء الفم واليد والقدم) وعن الآفات الفقاعية (كالفقاع والحمامى متعددة الأشكال) والآفات الفطرية (كداء المبيضات) وعن الاندفاعات الدوائية.
    أما الإصابات الحشوية بفيروس الحلأ البسيط فتشخيصها أكثر صعوبة ويتوجه إليه بالأعراض البدئية ويؤكد بالفحوص المخبرية.
    ـ التشخيص المخبري: يشمل فحوصاً وطرقاً متعددة. أفضلها زرع الفيروس إذا كان ذلك متوفراً، واختبار الأضداد بالتألق المناعي المباشر وهو دقيق ونوعي.
    ويمكن الاستعانة باختبار بسيط للتوجه في التشخيص وهو (لطاخة تزانكTzanck smear ). وهو اختبار غير نوعي، أما التشريح المرضي فالتبدلات الهامة فيه هي التشكلات الحويصلية الشبكية في البشرة والخلايا (البالونية) والاشتمالات النووية.
    المعالجة
    ـ المعالجة الوقائية: لم يتوصل بعد إلى لقاح نوعي واق من أخماج فيروس الحلأ البسيط، علماً بأن الخمج ذاته لايؤدي إلى مناعة دائمة، ويكتفى حالياً باتخاذ طرق الوقاية العازلة وبخاصة في الحلأ البسيط التناسلي، وبإبعاد المرضى المصابين بأعراض ظاهرة عن الأطفال، وخاصة في حالات الإكزيمة التأتبية وعن المرضى المصابين بعوز أو تدني المناعة، وقد سبقت الإشارة إلى استطبابات القيصرية لدى الأم الحامل المصابة بفيروس نشط للحلأ البسيط منعاً لانتقاله إلى وليدها في أثناء الوضع. وهناك أبحاث تشير إلى فائدة الحميات الغنية ببعض الحموض الأمينية وفائدة بعض الأدوية في تقوية الحال المناعية (كالإيزوبرينوزين isoprinosine ).
    ـ المعالجة الدوائية: تهدف المعالجة الدوائية إلى تقصير أمد الهجمة الحلئية وإلى الإقلال من معاودتها أو إبعادها.
    والدواء الأول المستعمل لهذا الغرض هو: أسيكلوفير acyclovir ويستعمل موضعياً كما يعطى داخلياً بطريق الفم وبطريق الوريد، وهو موقف لتكاثر الفيروسات ويؤثر بتثبيطه اصطناع الدنا DNA في الخلايا المخموجة فقط وليس مبيداً للفيروسات، ويكون تأثير هذا العلاج أكثر جدوى كلما كان استعماله مبكراً ويصبح قليل الجدوى إذا استعمل متأخراً.
    وقد وجدت أدوية أخرى مقاربة للأسيكلوفير منها: فالاسيكلوفير Valacyclovir وفام سيكلوفير Famcyclovir وهي أدوية أحدث وبعضها أفضل امتصاصاً بطريق الفم إلا أن أعراضها الجانبية قد تكون أوسع وخاصة تأثير هذه المستحضرات في الوظائف الكلوية.
    أما المقادير والأشكال العلاجية فيعود تقديرها للطبيب المعالج آخذاً بالحسبان شكل الخمج وشدة الأعراض وانتشارها والحال المناعية التي يكون عليها المصاب ووزن المريض.
    ويمكن القول إجمالاً أن الإصابة الجلدية المحدودة لا تتطلب معالجة نوعية بتلك المستحضرات بل يكتفى بمطهرات موضعية مجففة أو مرهم الأسيكلوفير في بعض الحالات أو بمركبات أخرى كالإيدوكسوريدينIodoxoridine، أما في الإصابات المنتشرة والهجمات الحلئية البدئية والمعاودة الشديدة فتعطى تلك المركبات بطريق الفم أو بطريق الوريد لمدة أسبوع أو أكثر مع مراقبة وظائف الكلى وبالمقادير التي يحددها الطبيب. وتتطلب بعض الأشكال الخاصة كالتهاب القرنية والملتحمة الحلئي عناية ومعالجة خاصة من قبل الطبيب العيني.
    أشير حديثاً إلى نشوء ذراري من الفيروسات مقاومة للأسيكلوفير وخاصة لدى مرضى عوز المناعة وتدني المناعة، فلقد استعمل بديل للأسيكلوفير ووفوسكانيت (Foscanet phosphonaformic acid) وقد بدا أكثر فاعلية إلا أنه أشد أعراضاً جانبية (قصور كلوي وتقرحات تناسلية).
    مأمون الجلاد

  6. #586

  7. #587
    الحلأ النطاقي

    الحلأ النطاقيherpes zoster : ويدعى أيضاً shingles كما يعرف بداء المنطقة zona، هو خمج فيروسي حاد يصيب قطاعاً من الجلد dermatome في جانب واحد ويتميز بتشكل حويصلات متعاقبة تتوضع على صفحة أو صفحات احمرارية في ذلك القطاع وتترافق عادة بآلام موضعية مختلفة الشدة.
    السببيات والوبئيات والإمراض
    ـ العامل الممرض: العامل الممرض في الحلأ النطاقي هو ذات العامل الممرض في الحماق[ر] وهو الفيروس الحماقي النطاقي HZV وهو أحد الفيروسات الحلئية التي تنتسب إلى مجموعة الفيروسات الدناوية DNA .
    ـ الحدوث: يشاهد الحلأ النطاقي في جميع العروق ويصيب الجنسين على حد سواء، كما يشاهد في جميع الأعمار إلا أنه نادر في الطفولة وتزداد نسبة الحدوث مع ازدياد السن وهي تقلّ عن واحد في الألف قبل الخامسة والأربعين من العمر وتزداد النسبة أربعة أمثالها بعد الخامسة والسبعين كما تزداد نسبة الحدوث في الأمراض الكابتة للمناعة كالخباثات الدموية وأخماج فيروس عوز المناعة البشري HIV حتى إنها تبلغ الثلاثين في الألف أو تزيد.
    ـ الإمراض: عندما يصيب الخمج بالفيروس الحماقي النطاقي شخصاً لا يحمل أضداداً تجاهه (لا طبيعياً ولا تلقيحياً) فإنه يؤدي إلى إصابته بالحماق (جدري الماء). وبعد زوال الأعراض يبقى هذا الفيروس هاجعاً كامناً في الجسم وعادة في خلايا العقد الحسية ganglia وعندما ينشط هذا الفيروس من جديد بسبب معروف أحياناً أو غير معروف غالباً، فإنه يسلك الألياف العصبية الحسية إلى الجلد محدثاً أعراضه الخاصة. وهو يشبه بذلك فيروس الحلأ البسيط في كمونه إلا أنه يختلف عنه بتركه في الأشخاص الأسوياء مناعة دائمة أو طويلة الأمد.
    والحلأ النطاقي خمج معد إلا أن نسبة العدوى به أقل بكثير من نسبتها في الحماق، ويمكن للعدوى به أن تحدث الحماق في الأشخاص الذين لا يحملون أضداداً تجاه هذا الفيروس.
    أما الأسباب التي تؤدي إلى تنشيط فيروس HZV وتفعيله فهي غير معروفة بالكامل وبعضها يشمل: الشيخوخة وحالات تدني المناعة ومتلازمة عوز المناعة المكتسب واللمفومات والأورام الخبيثة والأدوية الكابتة للمناعة والستيروئيدات القشرية المعطاة لفترات طويلة، ويضاف إلى ذلك الأذيات الموضعية (كالرضح الموضعي في ناحية العقد الحسية) الإشعاعات (بما فيها الأشعة فوق البنفسجية).
    المظاهر السريرية
    تقدر مدة الحضانة بأسبوع إلى أسبوعين، ويقدر الزمن ما بين ظهور الأعراض الجلدية وزوالها بأسبوعين إلى ثلاثة، وقد تمتد في كبار السن إلى ستة أسابيع.
    حلأ نطاقي - توزع قطني
    أما المظاهر السريرية فتشمل: الأعراض الشخصية والأعراض العامة والأعراض الجلدية.
    ـ الأعراض الشخصية: وهي كثيراً ما تظهر قبل الأعراض الجلدية ببضعة أيام ويطغى عليها الألم وبخاصة في كبار السن أما في الطفولة والشباب فيكاد يكون معدوماً أحياناً، ويتصف الألم الشديد بكونه حارقاً أو واخزاً أو رامحاً كما يتصف بكونه مستديماً أو متقطعاً أو مفرطاً في الحس يثار حتى بملامسة الثياب.
    ـ الأعراض العامة: وترافق عادة الأعراض الشخصية وتشمل الترفع الحروري والصداع والتوعك، وتترافق بضخامة عقد لمفية مؤلمة قليلاً في الناحية.
    ـ الأعراض الجلدية: وتتوضع في قطاع جلدي عصبي في أحد الجانبين، وتبدأ بظهور صفحة أو صفحات احمرارية في الناحية لاتلبث أن تتوضع عليها حويصلات متوسطة الحجم إلى كبيرته أحياناً، وتأخذ أعدادها بالازدياد والتكامل والتجمع خلال بضعة أيام، وتحتوي الحويصلات سائلاً رائقاً ثم يصبح عكراً أو قيحياً وقد يصبح نزفياً ونخرياً في الحالات الشديدة. تأخذ الحويصلات بعد ذلك بالتجفاف وحدوث جُلْبات crusta وقد تنبثق، وبعد ذلك تبدأ بالانطراح والترمم وقد تخلف مكانها ندبات طفيفة أو واسعة بحسب الإصابة وشدتها والحال المناعية في المصاب. وقد تظهر بعض الحويصلات على الأغشية المخاطية للفم، وكذلك المهبل في حال إصابة بعض الشعب العصبية وتفرعاتها في القطاع المصاب.
    وإن أكثر القطاعات إصابة بالحلأ النطاقي هي القطاعات الصدرية (وتشكل نحو 55% من الحالات)، والقحفية (نحو 20%ومعظمها في قطاع مثلث التوائم) والقطنية (15%) والعجزية (5%) ويمكن للاندفاعات أن تتجاوز حدود القطاع المصاب إلى ما فوقه أو تحته أو الخط المتوسط أحياناً.
    حالات خاصة
    حلأ نطاقي عيني
    ـ الحلأ النطاقي العيني: وتظهر الاندفاعات الجلدية فيه على النصف العلوي لأحد جانبي الجبهة، وتمتد إلى الفروة وإلى ناحية الحجاج الموافق، ويتميز في الكبار بشدة الآلام وقد تبدو الحويصلات فيه نزفية أو نخرية، وفي حالة إصابة العصب الهدبي - الأنفي فإن الخمج قد يطال الملتحمة العينية والقرنية مما يتطلب عناية عاجلة من الطبيب العيني.
    ـ الحلأ النطاقي الأذني ومتلازمة رمزي هانتRamsy Hant synd. وهي حالة خاصة غير شائعة تطال الإصابة فيها الأذن خارجاً وداخلاً، فتبدو الحويصلات على الجلد الخارجي والوجه، وتترافق بشلل العصب الوجهي العارض وبأعراض سمعية (طنين وصمم) وبالآلام.
    ـ الحلأ النطاقي المنتشر: ويشاهد أحياناً في المسنين الوهنين وتكثر مشاهدته في المرضى متدني المناعة أو معوزيها أو المصابين بالخباثات الدموية والداخلية. وتتوضع الاندفاعات الشديدة في أحد القطاعات المصابة، وتنتشر الاندفاعات الأخرى التي تشبه الحماق في قطاعات أخرى بعيدة وفي الجانبين وقد تترافق بأعراض عامة شديدة.
    الألم العصبي عقب الخمج الحلئي post herpetic neuralgia لعل هذه الشكاية هي أشد وأصعب ما يرافق الحلأ النطاقي من أعراض أو مضاعفات، وتتميز بألم عصبي مضنٍ في الناحية المصابة يستمر شهوراً بعد زوال الأعراض الجلدية وقل أن يستجيب للمسكنات والمهدئات.
    التشخيص
    قل أن توجد صعوبة في تشخيص الحلأ النطاقي الوصفي فهو وحيد الجانب، حويصلي، ومترافق بألم مختلف الشدة وبضخامة العقد اللمفية في الناحية. علماً أنه في بعض الحالات يتطلب التشخيص تفريقه عن الحلأ البسيط النطاقي الشكل، كما أنه في حالات الألم الشديد والأعراض الشخصية التي تسبق الاندفاع الجلدي، قد يلتبس التشخيص مع الآفات الجراحية الحادة (المرارية أو الكلوية أو المعدية) ومع الآفات الصدرية والقلبية الحادة إلى أن ينجلي التشخيص بظهور الاندفاعات الجلدية.
    التشخيص المخبري: يستعان به في بعض الحالات وأهم طرقه: كشف الأضداد بالتألق المناعي، كشف الفيروس بالمجهر الإلكتروني أو بزرع الفيروس إن أمكن ذلك.
    المعالجة
    لا تتطلب معالجة الحلأ النطاقي في صغار السن الأسوياء وفي حال خفة الأعراض سوى معالجة موضعية واقية من الأخماج الثانوية ومجففة، يضاف إليها مضادات التهاب خفيفة إذا لزم الأمر.
    أما في حال الأعراض الشديدة والمؤلمة وخاصة في كبار السن أو المضعفين، فيوصى أولاً بالاستراحة التامة لبضعة أيام لما لها من تأثير مستقبلي على الألم العصبي الذي يعقب الخمج الحلئي.
    ويباشر بالمعالجة الدوائية التي تشمل: إعطاء المسكنات ومضادات الالتهاب والأدوية المضادة للفيروسات داخلاً وعلى تطبيق المطهرات والمسكنات موضعياً.
    وتشمل الأدوية المضادة للفيروسات: الأسيكلوفير وما استحدث بعدها مثل: فالاسيكلوفير وفام سيكلوفير ومن مضادات الفيروسات يشار إلى ايدوكسيرودين والتريفلوريدين والفيدارابين والسيدوفوفير والأنترفرون، يضاف إلى ذلك فوسكارنت في حال مقاومة الفيروسات للأسيكلوفير ومشتقاته. أما مقادير هذه المركبات فيحددها الطبيب حسب شدة الأعراض وحال المريض المناعية. وينبغي البدء بالمعالجة باكراً وسريعاً وخاصة في الإصابة العينية والأذنية وفي حالات الألم الشديد الباكر وفي الحالات المنتشرة.
    أما في حالات الألم العصبي عقب الخمج الحلئي، فتعطى فيه المسكنات الشديدة ومضادات الاكتئاب وفي حال عنادها واستعصائها تحال إلى عيادات الألم المتخصصة لمعالجتها.
    مأمون الجلاد

  8. #588
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الكرعاوي مشاهدة المشاركة
    أبداع متواصل أخي العزيز
    شكراً ع المجهود
    تقييمي المتواضع
    ودي
    شكرا الك انرت الموضوع باطلالتك

  9. #589
    الحماق

    الحماق أو جدري الماء chickenpox (varicella) مرض يتصف بظهور مجموعات متلاحقة من الحويصلات على الجلد والأغشية المخاطية ترافقها على وجه العموم أعراض بنيوية خفيفة. ويسببه فيروس اكتشف عام 1953 ينتمي إلى زمرة الحلأ[ر. الحلأ البسيط والحلأ النطاقي].
    الوبئيات
    الحماق مرض منتشر في جميع أنحاء العالم ويشاهد بحالات فرادية في المدن الكبيرة، ولا تتخذ وافداته دورية الحصبة[ر]، ويصيب الجنسين بنسبة متساوية وهو مرض الطفولة.
    إن90% من حالات هذا المرض شديدة السراية قبل السنة العاشرة من العمر، وقمة حدوثه تقع بين السنتين الخامسة والتاسعة من العمر، ولكنه يحدث في أي عمر بما فيه عمر الوليد ويقدر أن 2 إلى 20% من الحالات تصيب من يزيد عمرهم على 15عاماً، ويبلغ معدل الهجمة التالية في أفراد الأسرة المخالطين90%. وقد أصبح الحماق مشكلة مشفوية nosocomialمتنامية وذلك بسبب إصابة المعرضين للخطر بالأشكال الشديدة منه.
    يظهر الداء ما بين شهري كانون الثاني وأيار وينتقل العامل الممرض مباشرة بالرذاذ أو محمولاً بالهواء، ويوجد الفيروس الخامج في الحويصلات ولا يشاهد في القشور، ويكون معدياً بدءاً من 24 ساعة قبل ظهور الاندفاعات حتى تصبح الآفة بثرة وهو ما يساوي 7 إلى 8 أيام.
    التظاهرات السريرية
    تمتد مدة الحضانة من 11 إلى 21 يوماً، ويبدأ المرض بأعراض صولة تتألف من حمى خفيفة ودعث وقهم تسبق الطفح بـ 24 ساعة. ويظهر هذا الطفح بسرعة ويتألف في الحالات النموذجية من مجموعة حطاطات صغيرة حمراء اللون سرعان ما تتطور إلى حويصلات تشبه قطرة الدمع وهي صافية بيضية الشكل، غير مسررة، وترتكز على قاعدة حمامية وعادة ما يتعكر محتوى هذه الحويصلات في غضون 24 ساعة ثم تجف فتصير قشرة، تستمر مجموعات الحويصلات المبعثرة على مدى واسع بالظهور مدة 3 إلى 4 أيام، تبدأ على الجذع ومن ثم تنتشر إلى الوجه والفروة، ولا تظهر إلا آفات قليلة على الأطراف. وتتألف الاندفاعات في ذروة المرض في الحالة الوصفية من حطاطات وحويصلات وبثرات في الوقت نفسه في مكان واحد.
    والحكة عرض ثابت ومزعج للمصاب. أما الحويصلات على الأغشية المخاطية وخاصة في الفم فسرعان ما تتمزق مشكلة قرحات سطحية. والأقل شيوعاً أن تصادف الحويصلات على الأغشية المخاطية التناسلية وعلى الملتحمة والقرنية حيث تعرض الرؤية للخطر. وقد تتضخم العقد اللمفاوية على وجه العموم، وقلما تصيب آفات الحماق الحنجرة.
    تظهر الصورة
    سيطرة التوزع المركزي للطفح
    تختلف شدة الداء من بضع آفات ومظاهر قليلة الأعراض البنيوية، إلى عدة مئات من الآفات الـواسـمة تتصف بارتفاع درجة الحرارة حتى 39.6- 40.6ْم، ولا تتضح التظاهرات الجهازية إلا في الأيام 3 إلى 4 الأولى والطفح في طور الظهور.
    يندر أن يصير الطفح نازفاً سواء ترافق ذلك بنقص الصفيحات أو من دونه مرافقاً لمضاعفات أخرى مثل ذات الرئة، أو في المرضى الذين يتلقون معالجات كابتة للمناعة. أما الفرفرية الخاطفة purpura fulminant التي تحدث في نهاية الأسبوع الأول من العمر فإنها تترافق بموات (غانغرين)، وغالباً ما تكون إصابة البالغين أشد من إصابة الأطفال فالطفوح أشد والحمى أكثر ارتفاعاً ونسبة ذات الرئةأكبر.
    وهناك ضرب غير شائع من الحماق هو الحماق الفقاعي varicella bullosa يشاهد في الأطفال دون السنة الثانية من العمر، وتكون الآفات فيه فقاعية دون أي تغير في السير السريري للمرض.
    يتظاهر الحماق الولادي congenital varicella عند الولادة أو في غضون أيام بعدها عندما تكون الأم مصابة بالخمج الفعال، وإصابة الحامل في الثلث الأول من الحمل قد تؤدي إلى إصابة جنينها الذي يولد قليل الوزن مصاباً بتشوهات ولادية، وتندب الجلد وضمور العضل والتهاب الشبكية والمشيمة وشذوذات عينية أخرى والتخلف العقلي. وقد يبدي استعداداً مبكراً للإصابة بالخمج.
    يتم تشخيص الحماق عادة بالاستناد إلى التعرض وصفات الطفح، وبعد استئصال الجدري أصبح تفريقه عنه لا يكتسي صبغة عملية.
    المضاعفات
    من أكثر مضاعفات الحماق شيوعاً حدوث الخمج الثانوي في الاندفاعات الجلدية، وقد يحدث نقص الصفيحات.
    وذات الرئة الحماقية غير شائعة في الأطفال، ولكنها تحدث في 20 إلى 30% من البالغين والشفاء فيها مفاجئ وسريع. وقد تسبب الآفات التي تظهر على الحنجرة وذمة شديدة تؤدي إلى شدة تنفسية، وترد 10% من حالات متلازمة راي Reye syndrome إلى الحماق.
    وتحدث مضاعفات الحماق في الجملة العصبية المركزية في الأطفال التهاب الدماغ والمخيخ، وتبدأ الأعراض بالرنح والرجفان والرأرأة، والإنذار في الذين يبدون علامات مخيخية أفضل من الذين يبدون علامات دماغية مثل الاختلاج والسبات.
    يتعرض الأطفال الذين يتناولون الكورتيكوستيروئيدات أو مضادات الاستقلاب للإصابة بالحماق الشديد والمميت، وأكثر الأخطار شدة يتعرض لها الأطفال المصابون بابيضاض الدم. وللحماق مضاعفات أخرى نادرة، ومما يذكر أن الحماق يعطل تفاعل السلين مؤقتاً وقد ينشط التدرن الهاجع أحياناً.
    الوقاية
    إن الحماق خمج سليم في الأطفال عادة، ومع ذلك طُوِّر لقاح حي مضعف اختبر في اليابان عام 1974 وهو لقاح جيد التحمل ويحدث درجة من الأضداد قابلة للقياس، وهو فعال إن أعطي قبل التعرض أو فور التعرض، ولا يسبب مضاعفات شديدة في الأطفال الذين يتلقون الكورتيكوستيروئيدات، وفي إحدى الدراسات تبين أن 90% من المصابين بابيضاض الدمظهرت عندهم أضداد بعد الزرقة الأولى وفي 95% بعد الزرقة الثانية، وتبلغ فعالية اللقاح 90% إجمالاً.
    يمكن إحداث المناعة المنفعلة بإعطاء zoster immune globulin (ZIG) الغلوبولين الممنع لداء المنطقة أو varicella-zoster immune globulin (VZIG). إن ZIG هو جزيء غاماغلوبولين من البلاسما مرتفع الأضداد يستخلص من الناقهين من خمج الحلأ النطاقي وإمداداته محددة. أما الـ VZIG فيتم الحصول عليه من بلاسما المعطين الأسوياء ممن لديهم سويات مرتفعة من أضداد الحماق، وهو فعال مثل ZIG ويعطى في أثناء 72 ساعة من التعرض.
    تستطب الوقاية فقط في المعرضين ممن يحيط بهم الخطر مثل المصابين بأمراض العوز المناعي والسرطان والخباثات الأخرى أو الذين يتناولون أدوية كابتة للمناعة.
    يعطى VZIG أيضاً لولدان الأمهات المصابات بالحماق في أثناء 5 أيام من الولادة، أما تدبير الحامل المعرضة فمختلف عليه، فإذا كانت الفحوص إيجابية الأضداد تم طمأنة الحامل، أما إذا كانت سلبية أو لم يتم قياس الأضداد أعطيت VZIG.
    المعالجة
    تتوجه المعالجة العرضية نحو تلطيف الحكة باستعمال مضادات الحكة الموضعية والجهازية، ويمكن تخفيف أثر الحكة بإلباس المريض القفازات وقص أظافره وتبديل ثيابه يومياً وتغيير البياضات، والاستحمام ينقص انتشار الخمج الجرثومي الثانوي. تعطى الصادات عند حدوث الخمج ويحذر من استعمال الأسبيرين في خفض الحمى لارتباطه بازدياد نسبة حدوث متلازمة راي، وتعطى بدلاً منه خافضات الحرارة الأخرى مثل الباراسيتامول.
    إن الاسيكلوفير فعال في معالجة ذات الرئة الحماقية أو المرضى المعوزي المناعة المصابين بالحماق، ويمنع هذا الدواء ظهور ذات الرئة أو إصابة الأحشاء الأخرى، ويتم تحقيق أفضل النتائج عند تطبيقه قبل اليوم الثالث من الخمج.
    يعزل المصاب بالمستشفى في غرفة يكون ضغط الهواء فيها سلبياً، وتكون مزودة بمخرج عادم يمنع عودة الهواء إلى المستشفى، كما يجب إغلاق باب غرفة العزل.
    الإنذار جيد عادة ولكن يمكن للوفيات أن تحدث نتيجة المضاعفات.
    محمد ياسين

  10. #590
    الحمل

    الحمل gestation حادثة فيزيولوجية يتخلق فيها مخلوق جديد في رحم المرأة التي تغذيه وتحميه حتى تمام النضج ليصبح بعدها قابلاً للحياة في الوسط الخارجي.
    يبدأ الحمل بالإلقاح fertilizatiom، الذي هو التقاء البييضة الناضجة الطازجة بالنطفة (الحيوان المنوي) واندماجهما بحيث تتكامل نواتاهما التي تحوي كل منهما نصف عدد الصبغيات chromosomes ت(23) زوجاً فتصبح البيضة الملقحة حاوية العدد الكامل للصبغيات أي (46) زوجاً، وهو العدد الطبيعي في خلايا الإنسان.
    السير والإلقاح والتعشيش والمراحل
    تكون البييضة قابلة للتلقح منذ الدقائق الأولى لخروجها من جريب دوغراف في المبيض. متى تمت الإباضة يتلقف صيوان البوق البييضة - وهي خلية واحدة - ويدفعها باتجاه جوف الرحم بفعل حركاته الحوية - أي التي تشبه حركة الأمعاء - وبفعل حركة أهداب الخلايا باطن البوق، وتتلقح البييضة في الثلث الوحشي من البوق ثم تتابع سيرها حتى تصل إلى جوفالرحم بعد نحو أربعة أيام (3-5) من تلقحها أي من بداية الحمل وفي أثناء سيرها هذا ومنذ تلقحها تنقسم الخلية البييضية قسمين فأربعة أقسام فثماني أقسام ولكن لا ينفصل بعضها عن بعض وإنما تبقى كتلة واحدة تشبه حبة التوت فتدعى التويتةmorula. تستقر التويتة على سطح بطانة الرحم التي تدعى الغشاء الساقط decidua لأنه يسقط حين الولادة بعد خروج الجنين والمشيمةوالأغشية. تبدأ البيضة الملقحة بامتصاص السوائل المغذية الوافرة على سطحها الواسع فتنتفخ من كثرة امتصاصها لهذه السوائل فتتفتت القشرة المحيطة بها والتي تدعى بالمنطقة الشفافة zona pellucida وتغدو الخلايا المحيطة بالبيضة بتماس مباشر مع الغشاء الساقط. ومعروف عن هذه الخلايا المدعوة بالأرومة الغاذية trophoblast بأن لها القدرة على نخر كل ما يمسها، وهكذا تنخر هذه الخلايا الغاذية خلايا بطانة الرحم (الغشاء الساقط) فتخرج قطيرات من دم الأم تتغذى بها خلايا المضغة الغاذية ومن ثم لتنقل هذه المواد المغذية إلى الخلايا الموجودة في مركز البيضة والتي تدعى بالخلايا المضغية الباطنة innercell mass لأن المضغة ستتشكل منها. وهكذا تحتفر البيضة لها حفرة في سماكة الغشاء الساقط الوالدي تنطمر فيها وينسد مدخلها بدم الأم الذي يتخثر فور هذا الاحتفار. وتغدو البيضة مدفونة في سماكة الغشاء الساقط ويدعى هذا الحدث بالتعشيشimplantation. يبدأ التعشيش في اليوم السابع بعد الإلقاح ويتم في اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر. ما أن تعشش البيضة في سماكة بطانة الرحم حتى تكون قد تطورت إلى الكيسة الأُريمية blastocyst، التي تتألف من جوفين يحويان سائلاً: يدعى الأول السلى أو الجوف السلوي amnion or amniotic cavity ويدعى الثاني الكيس المحي yolk sac وتتشكل بينهما الخلايا المضغية التي سيتخلق منها الجنين والتي تتألف في البداية من وريقتين: ظاهرة وباطنة، ثم لا تلبث أن تنشأ وريقة ثالثة متوسطة، وهكذا تغدو المضغة ثلاثية الوريقات، وتنشأ من كل وريقة مجموعة من الأعضاء. أما الخلايا المحيطية الغاذية فتتطور إلى طبقتين: داخلية تدعى الأرومة الغاذية الخلوية cytotrophoblast وخارجية تكون بتماس الغشاء الساقط الوالدي وتدعى بالمَخْلى أو الغاذية المخلوية syncytium or syncytiotrophoblast لأنها تتألف من مجموعة كبيرة من الخلايا التي فقدت أغشيتها الفاصلة وغدت كتلة فسيحة من الهيولى تحوي نوى تلك الخلايا التي نشأت وتطورت من سالفتها الخلوية. تنخر هذه الخلايا غشاء الأم الساقط فينجم عن ذلك خروج قطرات دموية تحيط بالبيضة التي تتغذى من المواد المغذية التي يحويها دم الأم، وهكذا يتشكل بالتدريج دوران دموي والدي يحيط بالبيضة ودوران دموي جنيني خاص بعدما تظهر استطالات إصبعية الشكل على سطح المخلى، تتطور إلى زغابات مغذية تتم على سطوحها الواسعة المبادلات الغازية (الأكسجين وغاز الفحم) والغذائية من سكريات وبروتينات وهرمونات وأملاح تعبر الحدود ما بين مملكة الأم ومملكة المضغة (الجنين) بنسب ومقادير تؤمن تغذية كاملة ونمواً سوياً للجنين.
    تمتد فترة الحمل في الإنسان أربعين أسبوعاً منذ تاريخ أول يوم من آخر طمث، قد تنقص هذه الفترة أسبوعاً أو تزيد أسبوعاً. أما إذا نقصت عن ذلك أو زادت عليه دعيت خداجاً في حالة التبكير وحملاً مديداً في حالة التأخير. ومن الواضح أن الحمل الحقيقي يكون قد ابتدأ بعد ذلك التاريخ بأسبوعين قد تنقص أو تزيد بضعة أيام بحسب طول الدورة الطمثية عند كل حامل. أما السيدات وعامة الناس فتفضل حساب مراحل الحمل بالأشهر وهو يمتد تسعة أشهر وأسبوعاً منذ آخر طمث.
    تقسم مراحل الحمل إلى ثلاثة أثلاث، مدة كل منها ثلاثة أشهر.
    الأعراض في المراحل المختلفة
    العرض الأول الدال على حدوث الحمل انقطاع الطمث في امرأة متزوجة صحتها جيدة وطمثها منتظم ويغلب أن تشكو الحامل في بداية حملها من أعراض ودية (الوحام) تعدها العامة دليلاً على الحمل كالقيء الصباحي واشتهاء بعض المآكل ولاسيما الحامض منها، أو النفور من بعض المآكل، وقد تهفو نفس الحامل لطلب مآكل غريبة وغير معتادة وهناك قناعات شعبية متوارثة بضرورة تحقيق رغبات الحامل، لا أساس لها من الناحية العلمية، ولا يجوز مجاراة الحامل ولاسيما إن تاقت لأكل بعض المواد الضارة أو الوسخة. لا خوف من القياء الصباحي إن لم يتكرر طوال اليوم والأسلم ألا يعالج بغير التطمين، أما إذا اشتد فيتطلب معالجة قد تصل إلى دخول المستشفى، ولا تصاب كل الحوامل بأعراض الوحام هذه، بل ليس ظهورها دليلاً جازماً على الحمل فقد يظهر في الحمل الكاذب أو الموهم، وهناك اختلاف في الرأي حول سببها وهل هو تحسس الأم تجاه الطعم الإسوي (المغاير) allograft الذي هو الحمل أم أنه سبب نفسي لا أكثر؟، كذلك قد تصاب الحامل بالقهم في الثلث الأول من الحمل وقد يؤدي كل هذا إلى تناقص وزنها، ولا خوف من ذلك إذا لم يكن النقص كبيراً.
    في الثلث الثاني تتحسن الحالة العامة للحامل، الجسمية منها والنفسية، ولاسيما متى شعرت بحركات الجنين التي تطمئنها وتؤكد لها فيزيائياً وجوده. والخروس (أولية الحمل) تتأخر في بدء شعورها بحركة الجنين عمن سبق لها أن حملت مرة أو أكثر، ويجب طمأنة الحامل إن تأخر شعورها بهذه الحركة. وحالياً يقدم الصدى sonography صورة حية ونابضة للجنين حتى في أسابيع حياته الأولى. يزداد وزن الحامل تدريجياً وتتبارز الرحم النامية المضيفة للجنين ولملحقاته مما يجعل الحامل تميل بنصفها العلوي نحو الخلف لحفظ توازنها، وهو ما يدعى (بالقعس) lordosis.
    في الثلث الثالث والأخير يزداد حجم الرحم الحامل أكثر وتصبح مشيتها بطيئة متميزة، وقد تظهر وذمة خفيفة في قدميها وتميل إلى النعاس والوسن أكثر من ذي قبل وتتباطأ قدرتها على التركيز والتفكير، ويعتقد أن ذلك من جملة تأثيرات الحمل التي تهدف لحمايته لكيلا تستمر الحامل في نشاطها المعتاد ما قبل الحمل.
    متى وصل الحمل إلى تمامه تبدأ الرحم بالتقلص في فترات متباعدة في البدء ثم تتقارب تدريجياً وتشتد قوتها، وتحدث مجموعة تبدلات تشمل الحامل والرحم والجنين يدعى مجموعها (المخاض) وغايته طرح الجنين من الرحم إلى المحيط الخارجي.
    التشخيص في المراحل المختلفة
    يستند في تشخيص الحمل في بدئه إلى انقطاع الطمث وإلى الأعراض الودية وبعض الأعراض التي تبدو بالفحص السريري كضخامة جسم الرحم ولين عنقها واحتقان المهبل واحتقان الثديين، وكل هذه الأعراض ظنية أو احتمالية، ويؤكد التشخيص بتفاعل الحمل المناعي الذي يعتمد على كشف الوحدة بيتا للحاثات القندية المشيمائية beta subunit human chorionicgonadotropin إما في البول أو في الدم، وبعض هذه الفحوص قليلة الحساسية، وقد تكون نتائجها خاطئة ولاسيما إذا كانت الكواشف قديمة أو فاسدة أو كان الحمل مريضاً، لذا وجب الحذر من الأجوبة الإيجابية الكاذبة أو السلبية الكاذبة. والطريقة الثانية وهي الأسهل والأسرع والأقل وقوعاً في الخطأ هي الفحص بالصدى وهي أمواج فوق - صوتية تستطيع أن تكشف البيضة المعششة في جوف الرحم والمضغة التي تظهر حركتها ويبدو فيها نبض القلب في وقت مبكر من الحمل مما يؤكد وجوده بصرياً وسمعياً للحامل وللطبيب. ويصير التشخيص سهلاً بالفحص السريري في الثلث الثاني من الحمل وما بعده لظهور الأعراض الجنينية وشعور الحامل بها وكبر حجم البطن التدريجي، وإمكان سماع دقات قلب الجنين وزيادة وزن الحامل وظهور بعض الأعراض أحياناً كالزلة والخفقان والدوالي في الطرفين السفليين، ويعد بعض هذه الأعراض مرضياً إن زاد على المألوف ويجب الانتباه إليه ومعالجته إن لزم.
    مراقبة الحمل والحامل
    تتعرض الحامل لبعض الاضطرابات أو الأمراض الناجمة عن وجود الحمل، كما يتعرض محصول الحمل لبعض الشذوذ، ويجب لذلك مراقبة الحامل مراقبة دورية للاتقاء من حدوث هذه الاضطرابات إن أمكن أو كشفها منذ بدء حدوثها لمعالجتها وتهيئة الحامل لولادة سليمة.
    من أهم ما يتوجب على الطبيب التأكد منه هو موضع الحمل وأنه داخل جوف الرحم وليس خارجه وهي حالة مرضية وخطيرة. بعدها يتابع الطبيب مراقبة الحمل وسيره والانتباه لأي عرض غير طبيعي يرافقه وينجم عنه كالنزف أو زيادة الوزن أو ارتفاع الضغط الشرياني، وعلى الطبيب كذلك توصية الحامل ببعض الأمور كالامتناع عن الأعمال المرهقة ولاسيما في بدء الحمل، وإلى العناية بطعامها والامتناع عن تناول الأدوية إلا باستشارة الطبيب، وإعلامه عن أي عرض غير طبيعي قد تشعر به لإجراء الفحوص التي يراها مناسبة لكشف السبب وتوجيه العلاج. وفي المراحل الأخيرة يتأكد الطبيب من أن مجيء الجنيننظامي ومن أن أقطار الحوض طبيعية ومن أن الأم غير مصابة بأي فاقة دم أو أي مرض آخر يعرقل سير الولادة. كذلك ينتبه إلى أي أعراض قد تشير إلى احتمال حدوث خداج أو ولادة مبكرة، ومتى ابتدأ المخاض فعليه أو على القابلة أن تراقب سيرالمخاض والتأكد من انتظام دقات قلب الجنين حتى تتم الولادة ويصرخ المولود صرخات قوية تدل على أنه لم يتأثر أو يتأذى من مسيرة المخاض. وهكذا ينتهي الحمل لغايته التي هي وضع مخلوق بشري جديد تبدأ مسيرة حياته كما هو مكتوب له.
    صادق فرعون

صفحة 59 من 146 الأولىالأولى ... 9495758 59606169109 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال