صفحة 46 من 146 الأولىالأولى ... 364445 4647485696 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 451 إلى 460 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 46

الزوار من محركات البحث: 64845 المشاهدات : 321972 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #451
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,243 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44349
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 19
    النجيلية (الفصيلة ـ)

    الشكل (1) أشكال لسينات أوراق الفصيلة النجيلية
    الفصيلة النجيلية Graminaceae منسوبة إلى أشكال نباتاتها التي تشبه النجيل، أو البواسية Poaceae (في تسميتها الجديدة) منسوبة إلى أبرز أجناسها، وهي نباتات عشبية إما منتصبة يصل ارتفاع بعض أنواعها إلى ستة أمتار، أو زاحفة، نادرة تخشب البنية، يصل طول بعض أنواعها إلى ثلاثين متراً في الفُصيِّلة الخيزرانية Bambusoideae. جذورها ليفية، نباتاتها حولية أو ثنائية الحول أو معمرة (مئة سنة في بعض أنواع الخيزران)، محاور سوقها بسيطة أو قليلة التفرع، أسطوانية مجوفة المسافات بين العقد، منتهية بنورة تدعى مكانس chaumes، تنطلق تفرعات سوقها بالقرب من سطح التربة مكونة ما يعرف بالفراخ tallage التي تعطي السوق الزاحفة المسماة أرآد stolons (مفردها رِئْد)، والسوق المطمورة تحت سطح التربة المسماة جذامير rhizomes (مفردها جُذْمور). الأوراق ثنائية السك distique أو الترتيب، عديمة المعلاق، غمدية، مفتوحة الأغماد، مزودة بلسينات ligules (الشكل 1).
    النصل ضيق وطويل، متوازي العروق الطولانية والموصولة ببعضها بعروق عرضانية. النورات مجتمعة في عثكول panicule مكون من عنقود من السنيبلات، أو في عنقود raceme سنيبلات أو في سنابل épis مركبة من مجموعة من السنيبلات (الشكل2 و3 و4 و5) وقد تضمر النورة إلى سنيبلة واحدة.
    الشكل(2) النورة السنبلة في الذرة المعروفة بالعرنوس الشكل (3) النورة العثكول المكونة من السنيبلات في الشوفان
    الشكل(4) النورة السنبلة المكونة من السنيبلات في القمح الشكل(5) النورة السنبلة المكونة من السنيبلات في الشعير
    بنية السنيبلات
    الشكل (6)بنية نورة سنيبلة القبا Poa في اليمين، والتمام Panicum في اليسار
    تتميز بنية سنيبلات الفصيلة النجيلية بشدة ثباتها (الشكل 6)، منها ما تكون وحيدة الزهرة أو كثيرة عدد الأزهار. وتتكون كل سنيبلة من قنابتين عقيمتين متقابلتين تدعى الأولى عصفة سفلى glume inférieure (غلوم أو حشفة أو قتبعة) والثانية عصفة عليا glume supérieure، تليها قنابة مخصبة خارجية تدعى عصيفة lemma (عُصيفة أو حُشيفة أو قُتيبعة) وتليها قنابة عقيمة داخلية تدعى باليا palea مستندة إلى المحور الابتدائي.
    الزهرة خُنْثى عادة، تحت مأنثية hypogyne، وقد تكون أحادية الجنس أحادية أو ثنائية المسكن. يتألف كم الزهرة من فليستين lodicules، ومن دوارتين سدويتين في كل منها ثلاث أسدية، يتكون المأنث نظرياً من ثلاث كرابل تقتصر عند النضج على كربلة واحدة وحيدة الحجيرة، ثنائية أو ثلاثية الأقلام الريشية. البويضة (البيضونة) واحدة علوية الانتحاء. الثمرة قربة caryopse مكونة من ثمرة جافة غير متفتحة (أكينية) اتحدت لحافتها بمحيط القربة أو محيط الثمرةpéricarpe، وقد تكون الثمرة نووية أو عنبية كما في الفُصيِّلة الخيزرانية. الجنين صغير وخارجي بالنسبة إلى السويداء، مؤلف من فلقة كبيرة تمتص الأغذية تدعى القصعة scutellum، وغمد ريشة أو كوليوبتيل coléoptile وهو غطاء مغلق يمثل بداءة الورقة الأولى والنسيج القسوم، وغمد الجذر coleorhize المحيط بالجذير. وتوجد بالقرب من قصعة الجنين درنة صغيرة تسمى البروز السطحي épiblaste، والحبل السري غالباً غير واضح.
    العدد الصبغي س: 12 و6 و7، يغزر فيه تعدد الصيغ polyploidie وقلة حقيقية الصيغ aneuploidie. الطلع ثلاثي النوى، أحادي البؤرة monopore. البويضة ثنائية اللحافة. الكيس الجنيني أحادي البوغة monospore. السويداء نشوية محاطة بطبقة غنية بالبروتين ممثلة بحبات الألورون aleurone. تضم البنية التشريحية لخلايا الفصيلة النجيلية مركبات سيليسية متنوعة الأشكال، كما تضم مركبات سيانوجينية. الإلقاح ريحي anémogamie وأحياناً حشريentémogamie. نشطة التكاثر الخضري والولودي viviparitié الممثل بتحول الأزهار إلى درنات خضرية تكاثرية.
    تصنيف الفصيلة النجيلية
    تضم الفصيلة النجيلية 660 جنساً موزعة على 10000 نوع عالمية الانتشار، تتمثل في النبات السوري اللبناني بـ 90 جنساً موزعة على قرابة 300 نوع أبرزها: البروم Bromus ع17نوعاً (الشكل 7)، والإيجيلوبس Aegilops ع16نوعاً (الشكل 8)، والبوا Poa أو القبا 15 نوعاً (الشكل 9)، والشوفان Avena(الشكل 10) والشعير Hordeum 7 ع7 أنواع لكل منهما (الشكل 11).
    الشكل (7) البروموس العقيم
    الشكل (8) الايجيلوبس المظلي
    الشكل (9) البوا السينائية
    الشكل (10) الشوفان اللحوي
    الشكل (11) الشعير الركبي الشكل (12) نورات السنابل البسيطة
    تتصف أنواع الفصيلة النجيلية بقدرة على التكيف والتكاثر والانتشار ومقاومة الجفاف. ففي الفيستوكا Festuca على سبيل المثال يمكن للنبتة أن تحافظ على حيوية جذاميرها عشرات السنين. كما تستطيع بعض أنواع الفصيلة النجيلية بوساطة نسجها القسومة أن تعيد انتصابها وتجددها بعد حريق شديد أو رعي جائر. كما تحتفظ البذور بقدرة الإنبات زمناً طويلاً. وتتميز أنواعها المدارية بآلية تركيب ضوئي خاصة محسِّنة طريقة الاستفادة من الطاقة الشمسية.
    أدت الأبحاث الحديثة إلى تجديد تصنيف الفصيلة النجيلية الذي مازال بعيد المنال ليصل إلى مراحله المُرْضِية، وبالاختصار تقسم الفصيلة فُصيِّلات مدارية وشبه مدارية تضم الأجناس البدائية الموجودة في الفُصيلة الخيزرانية والفُصيلة البوئيدية Pooideae التي في طليعتها أجناس البوا Poa (تف، طلئية، قبا) والبريزا Bryza (هزازة، قصفة) والسينوزوروس Cynosurus (ذيل الكلب، ساهر) واللوليوم Lolium (الزوان) والفستوكا والشوفان والأنتوكزانتوم Anthoxanthum(الزهرة الصفراء) واللاغوروس Lagurus (ذيل الأرنب) والأريناتيروم Arrhenatherum والبروموس ( ترغول، علفي) والتريتيكوم Triticum (القمح) والهورديومHordeum (الشعير) والسوكالي Secale (السلت، الشيلم) والأغروبيروم Agropyrum (سيقوت، حب البر) والإيجيلوبس Aegilops (الدوسر، عين العنزة) والإيليموس Elymus والستيبا Stipa (الحلفا).
    القيمة الاقتصادية للفصيلة النجيلية
    تتمثل القيمة الاقتصادية للفصيلة النجيلية في احتوائها أنواعاً نباتية عالية القيمة الغذائية والصناعية والعطرية والتزينية وفي طليعتها:
    1ـ الحبوب [ر] عالية القيمة الغذائية التي من أبرزها: القمح Triticum والرز Oriza والذرة Zea والشعير Hordeum والجودار Secale والسورغوم Sorghumوالشوفان oats والسيتاريا Setaria والتمام Panicum والبينيسيتوم Pennisetum (ريشي الأشعار).
    2ـ الحبوب منخفضة القيمة الغذائية الممثلة بأجناس مثل الأيلوزيني Eleusine والديجيتاريا Digitaria (الإصبعي) والايرغروستيس Eragrostis (عنزع).
    3ـ الحبوب الصناعية الممثلة بقصب السكر Saccharum officinarum مصدر الكميات الكبرى من السكر التجاري. وتستعمل أنواع الخيزران Bambusa Phyllostachys في التغذية والصناعة والبناء.
    4ـ الأجناس الرعوية وفي طليعتها الأغروستيس Agrostis المرجية، الحقلية) والداكتيليس Dactylis (الإصبعي) والفليوم Phleum (العصوي) والفيستوكا واللوليوم والذرة.
    5ـ ويُذكر من النباتات العطرية السيمبوبوغون Cymbopogon (قاربي اللحية).
    أنور الخطيب

  2. #452
    النَّخيليّات

    النَّخيلِيّات Palmales تسمية قديمة لرتبة أصبحت تسميتها الحديثة الفوفليات Arecales منسوبة إلى الفَوْفَل أو الكَوْثَل، من صفيف الفوفليدة Arecideae، وهي أبرز رتب النباتات أحاديات الفلقة. تضم فصيلة وحيدة هي الفوفلية Arecaceae أو النخيليةPalmaceae المتميزة بقوامها الشجري المكون من جذع متخشب بسيط غير متفرع، وحيد القدم monopodium، عديم التشكيلات الثانوية، في قمته وريدة من الأوراق أو السعفات.
    الشكل (1) نخيل كناري
    أبرز أجناسها الشائعة النخيل Phoenix والفوفل Arecaوالنارجيل Coco (أو النارجيلة مستمدة من الفارسية والسنسكريتية أو جوزة الهند كما هو شائع بالعربية). وهي تضم 215 جنساً موزعة على 2500 نوع مستوطنة المناطق المدارية والواحات العربية. يوجد منها في إفريقيا 17 جنساً و 116 نوعاً، وينبت في مدغشقر 26 جنساً و 132 نوعاً (منها ستة أجناس متوطنة endemic فقط في جزر السيشلSeychelles )، وتضم أمريكا الجنوبية 64 جنساً، أما بقية الأجناس التي تقارب 108 فتنتشر في الهند وماليزيا وأستراليا.
    تشكل رتبة النخيليات عالماً صغيراً قائماً بذاتهmicrocosme متميزاً بتنوعه البيولوجي الذي يتجاوز كل الفصائل المكونة لأحاديات الفلقة، سواءً من ناحية بنية جذوع الأشجار، أم شكل الأوراق، أم نظام الجذور الحزمية، أم بنيةالنورات القمية والجانبية.
    تتفرع جذوع الكالاموس Calamus مكونة حزماً متراصة، وتولد قمم الجيونوما Geonoma براعم جانبية تتحول إلى سوقٍ ثانوية، في حين تأخذ جذوع أغلب الأنواع شكل أسطوانة طويلة محتفظة بقواعد أوراقها القديمة زمناً طويلاً. فقواعد أوراق جنس القصب القربي Trachycarpus ليفية، وقواعد أوراق الواشنطونيا Washingtonia متينة متماسكة. وتكون الأوراق كفية كبيرة الأبعاد في الكاميروبس Chamaerops واللاتانيا Latania وريشية في النخل والكنتيا Kentia. النورات قمية في الأنواع وحيدة الإثمارmonocarpique أو جانبية في الأنواع عديدة الإثمار. تحاط النورة بقنابة مكونة من قطعة متطاولة متراصة تحمي المجموع الزهري تسمى طلعة spadice يتجاوز طولها أحياناً 50 سم. الأزهار صغيرة، لاطئة فوق محاور النورة، منتظمة، وحيدة الجنس، وحيدة المسكن في أغلب الأجناس مع قلة في الأجناس ثنائية المسكن كالنخل. القطع الكُمِّيَّة ست، حرشفية، حرة أو قليلة التحام القاعدة، مصفوفة في دوارتين ثلاثيتي القطع. الأسدية ست مصفوفة في دوارتين، وقد يصل عددها إلى 30 سداة في جنس الكريوتا Caryota أو 100 سداة في جنس الأرنغا Arenga. الأزهار الأنثوية ثُلاثية الكرابل الحرة في النخل والسابال Sabal وتكون الكرابل ملتحمة في البوناسوس Bonassus والنارجيل. الثمار وحيدة البذرة عنبية في النخل أو نووية في النارجيل (جوز الهند) والأيلاس Elaeis. السويداء قرنية في النخل وسائلة في النارجيل.
    القيمة الثقافية للنخيل
    الشكل (2) نخيل الكاميروبس
    يرجع وجود النخيل إلى 85 مليون سنة خلت. وتعد من أقدم نباتات الأرض، عُرفت مستحاثاته في الحقب الجيولوجي الثاني، عايشت الديناصورات [ر: الديناصور]، وشهدت عبر تطورها اختفاء العديد من الأنواع النباتية والحيوانية، واستقبلت ظهور الإنسان على هذا الكوكب. فالإنسان زرع النخيل للغذاء والحماية حتى أصبحت النخلة رمزاً للحياة والثقافة والتدين في جميع المواقع التي تنبت فيها بصورة طبيعية. وشاعت زراعة النخيل في بلاد الرافدين.
    وردت تسمية النخل ومشتقاتها عشرين مرة في الذكر الحكيم. من العرب من يؤنثه ومنهم من يذكره. النخيل جمع النخل مثل عبد وعبيد. النخل: شجر الرطب والتمر، واحدته نخلة. يقال النخل الباسق والنخلة الباسقة وجاء في القرآن الكريم باللغتين.
    القيمة الاقتصادية للفصيلة النخيلية
    الشكل (3) نخيل الواشنطونيا
    الشكل (4) نخيل الجوبا الشيلية
    للفصيلة النخيلية قيمة كبرى في التغذية وحياكة النسج والبناء والتدفئة: فنخيل التمر Phoenix dactylifera غذاء من الدرجة الأولى، بدأت زراعته قبل 5000 سنة من ميلاد السيد المسيح، و يستحصل من سويداء النارجيل Cocos nucifera زيت الكوبرا المعروف بزيت جوز الهند، و يعطي الأيلاس الغيني Elaeis guineensis زيت النخيل، و يعطي جوز الأريكا Areca catechu نوعاً من العلك، ويعطي جذع الكالاموس Calamus المادة الأولية لألياف الروتان rotin، و تعطي أوراق الرفيا روفيا Raphia ruffia أليافاً نسيجية.
    أقسام الفصيلة النخيلية
    تقسم الفصيلة النخيلية إلى أربعة أقسام:
    فصيِّلة الكوريفية Coryphoideae وتضم النخل Phoenixوالسابال Sabal، والكوريفا Corypha.
    فصيِّلة شمع الخشب Ceroxylideae وتضم الفوفل Arecaوالنارجيل Cocos.
    فصيِّلة البروسويدة Brossoideae ومثالها البوراسوس Borassusوالهيفينا Hyphoenea.
    فصيِّلة حرشفية الثمر Lepidocarpioideae وتضم الرفياRaphia والكالاموس Calamus والميتروكسيل (رحم الخشب)Metroxylon.
    مزايا أنواع الفصيلة النخيلية
    يصل طول سعفات الرفيا الملكية Rafia regalis الإفريقية إلى 25 م. وترتفع نورة الكوريفا الخيمية Corypha umbraculifera ستة أمتار تضم 24 مليون زهرة وتعد من أطول نورات العالم النباتي. وترتفع أشجار Ceroxylon quindiuense في جزر الأند إلى 60 متراً، ويصل ارتفاع أشجار الروتان Rotins والكالاموس المنCalamus manna إلى 30 متراً. ويبلغ محيط ثمرة اللودوإسيا المالديفية Lodoicea maldivica إلى المتر ووزنها قرابة 20 كغ. وتعد بذور الفيتيلفاس كبيرة القرب Phytelephas macrocarpa من أقسى البذور وتعرف بالعاج النباتي، وتستعمل في صناعة كرات البليارد.
    أشهر أجناس الفصيلة النخيلية وأنواعها
    نخيل التمر P. dactylifera شجرة من أصول إفريقية، مزروعة في الواحات الممتدة من مناطق الرافدين حتى المحيط الأطلسي، وفي إسبانيا وجزيرة كريت حيث تلائم درجة الحرارة متطلبات تكوين الثمر. تسميتها اللاتينية منسوبة إلى الفينيقيين أو إلى اللون الأحمر لثمارها. ترتفع حتى 30 متراً وتعمَّر قرابة 200 سنة، تلقح بوساطة الإنسان، منتجة محصولاً وافراً مدة طويلة. أوراقها مركبة ريشية يراوح طولها بين 1 - 2 م، طول نورتها 50 سم تخرج من بين الأوراق، يقطعها سكان الواحات لتستخدم في التلقيح الاصطناعي المصحوب بأهازيج وأغانٍ احتفالاً بهذه المناسبة. تختلف أطوال ثمار التمر وأبعادها باختلاف الضروب والأشكال، منها الحلوة المرغوبة، ومنها الطحينية المستعملة في التغذية في المغرب العربي. يتحمل نخيل الوطن العربي تقلبات مناخ حوض البحر المتوسط من رطوبة وجفاف، ورياح ساكنة وهوجاء، وشتاء معتدل الحرارة.

    نخيل كناري Phoenix canariensis (الشكل 1) نبات زينة أصوله من جزر الكناري.
    الشكل (5) نخيل الكاميودوريا الأنيقة
    نخيل القصب القربي Trachycarpus منتشر بين هيمالايا واليابان. أبرز أنواعه القصب القربي السامق T.excelsa الصيني، يرتفع 10 م، جذعه محمي بألياف قواعد الأوراق المستعملة في صنع اللباد النباتي.
    نخيل السابال Sabal منابته أمريكا المدارية، يمثل أقدم أجناس مغلفات البذور، ألياف أوراقه مستعملة في صنع القبعات المكسيكية.
    نخيل الكاميروبس Chamaerops (الشكل 2) يضم نوعاً وحيداً منتشراً في الجزء الغربي من حوض البحر المتوسط وفي أمريكا الشمالية، وتصنع من ألياف أوراقه القبعات الإسبانية والمغربية.
    نخيل الواشنطونيا Washingtonia (الشكل3) منسوب إلى جورج واشنطن. منتشر في كاليفورنيا، المزروع في شوارع دمشق هو W.robusta ومعروف بالنخيل المروحي.
    نخيل البوراسوس Borassus منتشر في إفريقيا المدارية. أبرز أنواعه البوراسوس المروحي B. flabellifer. تستعمل جُمَّاره، أي أغصانه الفتية خضاراً معروفة بملفوف النخل Chou palmiste أو بالميتو.
    نخيل الهيفينا Hyphoenea موطنه إفريقيا المدارية، جذعه متفرع مرة واحدة تفرعاً ثنائي الشعب في نخل الدُوم H. thebaica، خشبه شديد القساوة، وأوراقه مركبة ريشية تستعمل في صنع السلال. وجدت ثماره في قبور الفراعنة.
    نخيل الفَوْفَل أو الكوثل Areca معروف بثماره القريبة من حجم البيضة المستعملة في صنع بعض أنواع العلك. يستعمل جماره خضاراً معروفة بملفوف النخل (بالميتو) في بلدان الشرق الأقصى.
    نخيل الأيلاس الغيني Elaeis guineensis موطنه إفريقيا المدارية، تحوي ثماره مادة دهنية تعرف بزيت النخل المستعمل في صنع الصابون.
    الشكل (6) النخيل القائد الشكل (7) نخيل براهية
    الشكل (8) نخيل الكاريوتا الشكل (9) نخيل ليتيستونا
    الشكل (10) النخيل قصبي القرب
    نخيل النارجيل Cocos موطنه الهند وماليزيا، يضم نوعاً وحيداً معروف القيمة الغذائية هو جوز الهند C. nuciferaالمنتشر حول ضفاف السواحل المدارية بمساعدة الإنسان، حيث متوسط درجات الحرارة السنوية نحو 20 ْس. يبدأ إنتاج الثمار بعد ثمانية أعوام من إنتاش البذور، حيث تعطي الأشجار المكتملة قرابة 100 ثمرة مكونة من نواة قاسية في داخلها سويداء قاسية مكونة من خلايا بيضاء غنية بالمواد الدسمة تعرف بالكوبراcoprah التي يُحْصَل منها على زيوت نباتية مستعملة في التغذية وفي صنع الصابون، تليها سويداء سائلة بيضاء سكرية الطعم، خفيفة الحموضة، معروفة بحليب جوز الهند. يستعمل جذع أشجار جوز الهند وأوراقه في إقامة الأكواخ، وتؤكل براعمها الغضة، وتصنع خمرة الكالوcalouفي الهند وسيلان من تخمر بذور جوز الهند.
    نخيل الجوبا Jubea (الشكل 4) موطنه أمريكا الجنوبية نبات زينة من أصول شيلية.
    نخيل الكاميدوريا Chamaedorea (الشكل5 ) موطنه أمريكا المدارية. وهو نبات زينة يشبه الخيزران.
    نخيل الرفيا Raphia يضم عدداً من الأنواع الأمريكية والإفريقية وفي طليعتها رافيا مدغشقر الذي يعطي خيوط الرفيا المستعملة في صنع السلال.
    النخيل القائد Archontophoenix (الشكل 6) نبات زينة ينبت فوق شواطئ المستنقعات في المناطق شبه المدارية.
    نخيل براهية Brahea (الشكل7) تسمية منسوبة إلى عالم فلك من القرن السادس عشر. نبات زينة خنثوي.
    نخيل الكاريوتا (الحَبية) Caryota (الشكل 8) نبات زينة من أصول تايلندية.
    نخيل ليفيستونا Livistona (الشكل 9) تسمية منسوبة إلى عالم نبات بريطاني.
    نخيل القصب القربيTrachycarpus (الشكل10) نبات زينة من أصول صينية.
    أنور الخطيب

  3. #453
    النُحَام

    النحام Phoenicopterus أو الفلامنغو Flamingo (واحدته نحامة) جنس طيور من الفصيلة النحامية Phoenicopteridaeرتبة كفيات القدم Palmipedia، من أسمائها المتناقلة بَشَروس وسُرْخاب ومرزِم وسُحاف. وهي طيور جميلة رشيقة القوام، تمتاز من غيرها بالطول المفرط لأعناقها وأرجلها وبالشكل الفريد لمناقيرها. جسمها كبير بحجم الإوزة، يراوح طوله بين 80ـ 145سم، ووزنه بين 2ـ4كغ. الرأس متوسط الحجم، والمنقار كبير ومنحنٍ بشدة في وسطه نحو الأسفل، وجزؤه السفلي أكبر من جزئه العلوي ـ على عكس الطيور الأخرى ـ ما يجعل حركة الفكين أسهل. القدم صغيرة والأصابع الثلاث الأمامية مزودة بغشاء سباحي، أما الإصبع الخلفية فضعيفة النمو أو ضامرة، الأجنحة عريضة وقصيرة نسبياً، والذيل قصير أيضاً. الريش رخو وناعم وذو ألوان زاهية، هي مزيج من الأبيض والأحمر والوردي. نهايات الأجنحة والمنقار سوداء اللون. تختلف نسبة البياض والحمرة من نوع إلى آخر، وهي تتعلق بنوعية الغذاء الذي يتناوله الطائر، فكلما كان أغنى بأشباه الكاروتين carotinoids ازدادت نسبة اللون الأحمر، وهو يحصل على هذا اللون بصفة رئيسة من الغذاء الذي يعتمد على السرطانات. وإذا وضع النحام في الأسر يصبح لونه باهتاً في سنة أو سنتين بسبب الغذاء المتجانس الذي يتناوله، ويمكن تجنب ذلك بإضافة أشباه الكاروتين إلى طعامه. هناك بعض الأماكن غير مكسوة بالريش مثل مقدمة الرأس والحلقة حول العينين وتحت المنقـار. وهي لا تسبح إلا عند الضرورة، وفي أثناء الطيران تمد أعناقها نحو الأمام وترمي بأرجلها نحو الخلف. وهي تعيش عادة في مستعمرات كبيرة (الشكل 1) وتسير في أسراب.
    الشكل (1) يعيش النحام في مستعمرات
    تغذيها
    يتغذى النحام بالسرطانات الصغيرة والرخويات والقشريات والديدان وبعض النباتات المائية، وهو يبحث عن طعامه في الطين والأماكن المائية الضحلة، يساعده على ذلك جهاز التصفية عنده والمؤَّلف من المنقار المنحني والمزود بصفائح قرنية على جانبيه واللسان الغليظ الذي يحمل على جوانبه نواتئ تشبه الأسنان؛ إذ يقوم هذا الجهاز باحتجاز الغذاء وتصفيته من الماء والطين ثم دفعه إلى الداخل. كما أن رقبته وأرجله بالغة الطول تتيح له البحث عن الطعام في مياه أعمق من تلك التي ترعى فيها الأنواع الأخرى، ما يحميه من التنافس معها. وتتم آلية الحصول على الغذاء بأن يحني الطائر جسمه ويُنزِل رأسَه في الماء ويقلبه رأساً على عقب ثم يحركه ببطء جيئة وذهاباً ماسحاً المكان كله ومحركاً الطين بمنقاره، إلى أن يحصل على غذائه الذي يقوم بتصفيته وابتلاعه. وعندما لا تكون طيور النحام جائعة تقف على رجل واحدة، وتدس رأسها بين ريش كتفيها.
    تكاثرها
    الشكل (2) النحام الأكبر (السلالة الحمراء)
    تُعشش طيور النحام في مستعمرات كبيرة على ضفاف البرك والمستنقعات والبحيرات والجزر والشواطئ البحرية وعند مصب الأنهار والدلتات. وهي تُفضل الأحواض المائية المالحة والقلوية. والجنسان متشابهان، وهي تبني أعشاشها من الطين بشكل المخروط الذي قد يصل ارتفاعه إلى 50 ـ60سم. كما تبني الأعشاش بعضها إلى جانب بعض في المياه الضحلة أو على الشطآن الطينية في مكان يصعب على الإنسان الوصول إليه. وتضع الأنثى في العش بيضة واحدة أو اثنتين، ونادراً ثلاث بيوض، يتناوب الذكر والأنثى على حضانتها، التي تستمر قرابة الشهر. تخرج الصغار بعدها مبصرة، يغطي أجسامها كساء من الزغب الأبيض، كما تكون مناقيرها مستقيمة. يقوم الأبوان برعاية الصغار وتغذيتها بسائل خاص أحمر اللون تفرزه حوصلتهما.
    تبقى الصغارُ في العش مدة 5 ـ 8 أيام، ولكن يستمر الأبوان بإطعامها عدة أسابيع أخرى. وعندما تبلغ الفراخ الأسبوعين من عمرها تبدأ مناقيرها بالانحناء لتأخذ تدريجياً الشكل النهائي، كما في الطائر البالغ، وذلك في منتصف الشهر الثالث من العمر. في ذلك الوقت أيضاً تصبح الصغار قادرة على الطيران والاعتماد على نفسها في الحصول على الغذاء، وعندها تنفصل عن أهلها وتندمج مع غيرها من الطيور الفتية في مجموعات كبيرة، ولكنها تبقى تحت مراقبة بعض الطيور البالغة التي ترشدها إلى المستعمرة. وفي السنة الثالثة من العمر يكتسب الفرد الشكل النهائي للريش. وتصبح الطيور ناضجة جنسياً في سن خمس سنوات أو ست السنوات، ولكن لوحظ في حدائق الحيوان أن بعض الإناث تضع بيضها في سن الثانية أو الثالثة من العمر.
    تنوعها وتصنيفها
    اختلف الباحثون في تصنيف هذه المجموعة من الطيور، فمنهم من يضعها في رتبة مستقلة هي رتبة نحاميات الشكلPhoenicopteriformes التي تتألف من فصيلة واحدة فقط هي فصيلة النحاميات Phoenicopteridae، وهناك من يعدّها فصيلة تابعة لرتبة اللقلقيات Ciconiiformes. ويمكن القول عامة: إن النحاميات تضم خمسة أنواع، أهمها النحام الأكبر greater flamingo، واسمه العلمي Phoenicopterus ruber (الشكل 2)، ويبلغ طوله 125ـ 145سم، وله سلالتان: سلالة حمراء وسلالة وردية. تفرخ السلالة الأولى في جزر الكاريبي وهي تمتاز بالريش الأحمر، في حين يقتصر وجود السلالة الثانية على العالم القديم، ويكون لون ريشها أفتح. وتجدر الإشارة إلى إن أعداد النحام في العالم في تضاؤل مستمر بسبب تناقص المساحات الصالحة لتعشيشه، وتعرضه الدائم للإزعاج، وبسبب صيده الجائر الناتج من جمال شكله الذي يغري الصيادين.
    رائدة جاويش

  4. #454
    النسج (علم ـ)

    علم النسج histologie هو العلم الذي يهتم بدراسة النسج الحيوانية والنباتية وخلاياها دراسة مجهرية. ولا يكتفي علم النسج المعاصر بدراسة الشكل الخارجي للنسج بل يتناول دراسة مكوناتها الكيميائية (كيمياء نسيجية histochimie وكيمياء خلويةcytochimie) وفعالياتها البيولوجية (الفيزيولوجية النسيجية histophysiologie). لذلك يقدم هذا العلم المعطيات الأساسية لفهم علم الفيزيولوجيا وعلم الجنين وبقية فروع علوم الحياة. وفي المجال الطبي يتمثل علم النسج بالتشريح المرضي المجهري، وهو أساس علم الأمراض، إذ تُسْتَخْدَم التقنيات النسيجية في دراسة النسج المريضة.
    ظهر علم النسج مع ظهور المجهر، وتطور خصوصاً حين ظهرت الأجهزة الضوئية الجيدة عام 1830م، وشهد تطوراً لافتاً في منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
    أما علم النسج الجزيئي فيهدف إلى دراسة جزيئات معينة في النسيج أو الخلايا أو في العضيات الخلوية وإظهارها، وخاصة المورثات (الجينات) والرنا الرسول mRNA الخاص بها والبروتينات التي ترمز لها، بحيث يحدد وضعها وشكلها. وهكذا فإن هذا العلم يسمح بوصف المورفولوجيا الخلوية والنسيجية على مستوى بُناها وتآثراتها الجزيئية.
    إن أي دراسة نسيجية تستوجب القيام بأربع خطوات متتابعة هي: اختيار المادة المدروسة والتقنيات التي تسمح بإظهار البنى أو الظواهر التي تُطلب دراستها، وإنتاج صور لتلك البنى أو الظواهر بوساطة وسائل ضوئية، ثم تفسير هذه الصور. وتختلف الطرائق المستخدمة في علم النسج باختلاف المادة المدروسة والهدف من الدراسة، سواء كان تشخيصاً نسيجياً مرضياً عند الإنسان أم الحيوان أم مشروع بحث.
    التقنيات النسيجية
    تعدّ دراسة النسج الحية أكثر أهمية من وجهة النظر البيولوجية، ذلك لأنها تسمح بمعرفة الحالة الطبيعية للنسج والخلايا المدروسة. إلا أن ذلك يصطدم بالعديد من العقبات، ما يجعل الباحثين يلجؤون إلى دراسة النسج المثَبَّتة، إذ يتم تثبيت النسج ثم إجراء المقاطع وتلوينها ثم فحصها بالمجهر، مع المحافظة قدر الإمكان على النسج في حالة قريبة من وضعها الطبيعي.
    1ـ دراسة النسج الحية: يمكن ملاحظة الخلايا الحية بوضعها بين صفيحة وساترة زجاجيتين، في وسطها الطبيعي أو في وسط قريب منه مثل السائل الفيزيولوجي، وذلك لتقييم بعض وظائفها مثل حركة الحيوانات المنوية أو قياس تواتر ضربات الأهداب الخلوية أو دراسة الانجذاب الكيمياوي في الخلايا المختلفة. وتُستخدم في هذه الدراسات ملونات حيوية تسمح بتقييم حيوية الخلايا مثل أزرق التربتان مثلاً، أو لإظهار بعض المكونات مثل الأحمر المعتدل الذي يُظهر فجوات البلعمة الخلوية.
    كما تسمح طرائق الاستنبات الخلوي بدراسة الخلايا الحية في الزجاج in vitro في وسط سائل، أو على حامل يمكنها الالتصاق به، مثل علب الاستنبات الخلوي البلاستيكية البوليستيرية الشائعة الانتشار في مخابر الأبحاث العلمية وفي المخابر الطبية لأغراض تشخيصية.
    2ـ دراسة الخلايا والنسج المثبتة: ويتم فيها قتل العيّنات المدروسة ثم تضمينها في مادة تسمح بتحضير المقاطع المجهرية ليصار إلى تلوينها وإعدادها للدراسة بالمهجر الضوئي أوالإلكتروني. وفيما يأتي الخطوات التقنية المتبعة في ذلك:
    أـ الدراسة باستخدام المجهر الضوئي: تتبع الخطوات الآتية: 1ـ التثبيت بالفورمول 2ـ التضمين بالبارافين 3ـ تحضير المقاطع المجهرية 4ـ التلوين.
    1ـ التثبيت fixation: ترمي هذه الخطوة إلى قتل الخلايا قتلاً سريعاًً مع المحافظة على بنية العيّنات المدروسة وصلابتها، وإبقائها في حالة أقرب ما يمكن إلى الحالة الحية، إذ يتم إيقاف كل الملوثات الميكروبية والحيلولة دون الانحلال الذاتي لمكونات العيّنة. والمثبتات المستخدمة هي محاليل كيميائية تُرَسِّب المواد البروتينية، ما يؤدي إلى موت الخلايا. والمواد المثبتة الأكثر استعمالاً هي الكحول الإيتيلي وسائل بوان Bouin وهو خليط من الفورمول وحمض البيكريك (حمض المر)، وحمض الخل وأملاح المعادن الثقيلة أو مزيج من هذه المواد. ويعدّ الحمض الأوسمي ذا استعمال خاص أيضاً. لكل من هذه المثبتات ميزات سلبية وأخرى إيجابية، حيث إن المُحَّضر الناتج قد يعكس مظاهر شكلية غير موجودة في النسيج الحي ويجب أخذ ذلك في الحسبان.
    وتختلف المدة اللازمة للتثبيت باختلاف حجم العيّنة المدروسة (بضع ساعات لقطعة نسيجية صغيرة إلى عدة أسابيع في حالة دماغ بشري كامل).
    2ـ التضمين inclusion: ترمي هذه الخطوة إلى تحضير مقاطع رقيقة ومنتظمة. ولذلك ما إن تنتهي عملية التثبيت حتى يجب تضمين العيّنة في مادة نصف صلبة مثل البارافين أو الراتنج الصناعي، بحيث يمكن الحصول على مادة متجانسة يسهل معها تحضير المقاطع المجهرية. إن وسط التضمين الأكثر استخداماً هو البارافين، وبما أنه كاره للماء فإنّ العيّنات (الخلايا أو النسج) يجب أن تخضع لعملية إزالة الماء، وذلك بغمرها في أحواض من الكحول بتراكيز تتزايد تدريجياً. في الخطوة التالية ـ ولجعل قطعة النسيج قابلة للامتزاج بالبارافين الذي سيعمل حاملاً للقطعة ـ تُوضع العيّنات النسيجية في أحد مذيبات البارافين ـ مثل التولوين ـ قبل سكبها في البارافين المصهور بدرجة 57 ْس. وبعد التبريد يتكوَّن قالب من البارافين الصلب وبضمنه القطعة النسيجية. وفي بعض الحالات يمكن استعمال أوساط تضمين أخرى كالريزين الصناعي أو غيره.
    3ـ تحضير المقاطع المجهرية: يتم الحصول على المقاطع من قالب البارافين بوساطة المقطاع المجهري microtome. ويراوح ثخن المقاطع في الدراسات التي تستخدم المجهر الضوئي بين 3 ـ 10 مكرون، وتثبت على صفائح زجاجية خاصة.
    4ـ التلوين coloration: قبل أن يتم تلوين المحضرات الموجودة على الصفائح الزجاجية، تخضع المقاطع لعملية إزالة البارافين بغمرها في أحواض من التولوين، ثم تُغطّس في أحواض من الكحول بتراكيز متناقصة، وأخيراً في الماء المقطر (الشكل 1).
    تشتمل الملونات الشائعة الاستعمال على اثنين أو ثلاثة من الملونات المختلفة، وأكثرها استعمالاً الهيماتوكسيلين والإيوزين، إذ يُلَوِّن الأول النواة بالبنفسجي ويلون الثاني السيتوبلاسما بلون وردي. ومن الملونات الثلاثية تُذكر صبغة ماسون التي تشتمل ـ إضافة إلى الملونين السابقين ـ على ملون السافران safran الذي يلوِّن ألياف الكولاجين باللون الأصفر. وهنالك العديد من الملونات الخاصة الأخرى التي تسمح بإظهار البنى والمكونات النسيجية.
    5ـ إعداد المُحَضَّرات montage: لحفظ المقاطع حفظاًً دائماً يتم من جديد إزالة الماء من المقاطع وذلك بوضعها في أحواض من الكحول بتراكيز متزايدة، ثم توضع المقاطع في التولوين حيث تمتلئ جميع الفراغات الواقعة بين جزيئات المواد البروتينية بهذه المادة ذات قرينة الانكسار القريبة من قرينة انكسار البروتينات. وأخيراً يتم تثبيت المقاطع الملونة بين الصفيحة الزجاجية والساترة تثبيتاً نهائياً في مادة بلسم كندا اللاصقة، أو الريزين الصناعي، وهي مواد لها قرينة انكسار مساوية لقرينة انكسار الصفيحة الزجاجية حاملة العيّنة. وهكذا يُحْصَل في نهاية هذه الطريقة على محضرات مجهرية يمكن فحصها بالمجهر الضوئي.
    ب ـ الدراسة الخلوية أو النسيجية باستخدام المجهر الإلكتروني: تم إبّان الحرب العالمية الثانية تصميم المجهر الإلكتروني، الذي يَستَخدم، عوضاً عن حزمة الضوء المرئي حزمةً من الإلكترونات، تُوَجَّه وتُرَكَّز على العيّنة المدروسة بوساطة حقول مغنطيسية، ويُنْظَر إلى صورة الجسم المفحوص على لوحة تصوير حساسة. إن القوة الفاصلة résolutionللمجهر الإلكتروني تساوي 10 أنغستروم تقريباً، ما يسمح بالحصول على صور دقيقة لأشد عضيات الخلية صغراً ومعظم أنواع الفيروسات.
    1ـ التثبيت: يتم التثبيت هنا باستخدام الفورمول المعتدل ثم الحمض الأوسمي osmic acid.
    2ـ التضمين: وينجز في الراتنج الصناعي من نوع الإيبون épon، وذلك بعد إزالة الماء بتغطيس المقاطع النسيجية في الكحول وفي أكسيد البروبلين.
    ـ تحضير المقاطع الرقيقة جداً: تُحضَّر المقاطع الرقيقة جداًً باستخدام ما يُعرف بفوق الميكروتوم ultramicrotome، وهو يسمح بالحصول على مقاطع من القوالب الجاهزة المشتملة على النسيج المدروس، رقيقة جداً ثخنها نحو 80 نانومتراً، توضع على شبكات نحاسية.
    ومن الجدير بالذكر أن هذه الميكروتومات العالية الدقة نفسها تمكن من الحصول على مقاطع نصف رقيقة semiـ fin، بحيث يمكن دراستها بالمجهر الضوئي كي تساعد الباحث على اختيار المنطقة النسيجية المراد دراستها بالمجهر الإلكتروني. وتُستخدم هنا أسيتات اليورانيل لحل مشكلة التباين في البروتينات النووية: النواة، النوية، الريبوزومات. وتُستخدم أملاح الرصاص، مثل سيترات الرصاص لإظهار تباينات الأغشية.
    3ـ التقنيات الكيمياوية الخلوية والنسيجية
    الشكل (1) تلوين المقاطع في أحواض زجاجية
    تهدف هذه التقنيات إلى الكشف عن بعض المكونات الخلوية اعتماداً على التفاعلات الكيمياوية الإنزيمية المختلفة. ويُذْكَر من التقنيات الرئيسة الشائعة الاستخدام:
    ـ تقنيات الكيمياء النسيجية والكيمياء الخلوية: تمثل هذه التقنيات طرائق خاصة في الكشف عن بعض المواد الخاصة في النسج والخلايا المدروسة، وذلك اعتماداً على تفاعلات كيمياوية حيوية تسمح بإظهار المكونات المختلفة لهذه النسج في الموقع in situ. قد تكون هذه المكونات ليبيدات أو سكريات أو بروتينات أو حموض نووية أو معادن ثقيلة، ومثال ذلك الكشف عن الغليكوجين والغليكانات البروتينية والموسينات mucines في تفاعل شيفSchiff بأكسدة بعض السكريات المتعددة بالحمض فوق اليودي، ما يؤدي إلى ظهور اللون الأحمر. ومثال آخر عن آليات الكشف عن الحموض النووية هو استخدام اختبار براشيه Brachet، وذلك بوضع المقاطع في ملون يشتمل على أخضر الميتيل الذي يلون الدنا DNA، والبيرونين الذي يلون الرنا RNA. ويجب إعداد محضرات شاهدة في هذا الاختبار. وتُخْضَع المحضرات المدروسة لتأثير إنزيمة الريبونكلياز RNAـ ase التي تحطم الرنا بشكل نوعي. وبعد تلوين جميع المحضرات، يجب ملاحظة اختفاء اللون الناتج من البيرونين في المقاطع المعالجة بالريبونكلياز.
    ـ التقنيات الإنزيمية النسيجية histoـ enzymologie: يتم في هذه التقنيات الكشف عن وجود الإنزيمات في الأنسجة كالفوسفاتاز القلوية مثلاً، وكذلك دراسة الفعالية الإنزيمية، حيث يضاف إلى العينات النسيجية المدروسة الركيزة الخاصة بالإنزيمة المعنية، فيُحْصَل على ناتج يُكْشَف عنه بظهور لون معين إثر تفاعل الإنزيم مع ركيزته النوعية.
    ـ تقنيات الكيمياء النسيجية المناعية immunohistochimie: تهدف هذه التقنيات إلى الكشف في الأنسجة والخلايا عن موقع ارتباط الضد النوعي بالبروتين الخاص به (المستضد) والذي كان السبب في توليده. ويمكن أن تكون الأضداد النوعية أضداداً متعددة النسائل anticorps polyclonaux أو أضداداً وحيدة النسيلة anticorps monoclonaux. ويتم تحضير الأضداد بطرائق معقدة لامجال لذكرها.
    ـ تقنية الكيمياء النسيجية اللكتينية lectinohistochimie: تعتمد هذه التقنية على استخدام اللكتينات، وهي بروتينات حيوانية أو نباتية أو بكتيرية المنشأ، تستطيع تعرّف مركبات سكرية من المكونات الخلوية والارتباط بها، وخاصة السكريات التي تدخل في بنية الأغشية البلاسمية.
    ـ التهجين في الموقع hybridization in situ: تفيد هذه التقنية في كشف موضع سلاسل الدنا DNA أو الرنا RNAوتحديدها. وتُستخدم في هذه التقنية مسابر sondes من الحموض النووية لكشف سلاسل الأحماض النووية المتممة لها في الخلايا أو في الأنسجة وتحديدها. وتعدّ هذه التقنية آلية رائعة لدراسة التعبير الجيني، وهي قريبة من حيث المبدأ من تقنية تبصيم نورثن Northern وساوزرن Southern التي تعتمد على تهجين مسبر حمض نووي ( DNAأو mRNA الرسول) موسوم وتكون سلسلته المتممة من الأحماض النووية هي موضوع البحث، وبينما ينجز تبصيم ساوزرن ونورثن على خلاصة نسيجية فإن التهجين في الموقع يتم على مقاطع نسيجية، مما يعطي معلومات دقيقة عن موضع الحموض النووية المدروسة.
    وتتم عملية الوسم باستخدام النظائر المشعة الفعالة، مثل التريتيوم H3 أو الفسفور ( P32 ـ P33) أو الكبريت S35، وتتم عملية الإظهار بالتصوير الإشعاعي الذاتي autoradiographie، كما سيرد فيما بعد.
    إن طرائق الوسم وإظهار النتائج تكون متماثلة من حيث المبدأ في جميع التقنيات، إذ يتم ربط الضد أو اللكتين أو المسابر إما بـ:
    ـ مادة مفلورة تعطي وميضاً أو تألقاً، مثل الفلوريسين أو الرودامين، بحيث يمكن رؤيته بمجهر التألق المناعي. وتُستخدم في ذلك مسابر مفلورة ذات تتاليات متممة لتتاليات في صبغيات مختلفة. وتُستخدم هذه التقنية في الكشف عن العيوب الوراثية المسببة للعقم، والموجودة على الصبغي Y.
    ـ أو الربط بإنزيمة (البيروكسيداز أو الفوسفاتاز القلوية) ثم تُضاف الركيزة الخاصة بهذا الأنزيم أو ذاك، ويؤدي التفاعل الإنزيمي إلى توليد لون يمكن ملاحظته بالمجهر الضوئي في حالة مقاطع النسج والخلايا، أو يمكن قراءة النتائج بأجهزة خاصة في حالة الدراسات الجزيئية (تقنية المقايسة المناعية الإنزيمية).
    ـ تقنية قياس التدفق الخلوي cytométrie en flux: تُستخدم هذه التقنية في دراسة بعض الخلايا وتحليلها مثل خلايا الدم المعلقة في البلاسما، أو خلايا معزولة من النسج. توضع الخلايا في معلق أو سائل، وتمرر سريعاً الواحدة تلو الأخرى أمام حزمة ليزرية. وتسمح هذه التقنية بقياس أبعاد الخلايا، أو تحببها (نسبة الحبيبات في سيتوبلاسماها)، أو كثافة الوسم الخلوي بملون مفلور. تُستخدم هذه التقنية في متابعة تطور المرض عند المصابين بالإيدز.
    ـ التصوير الإشعاعي الذاتي النسيجي histoـ autoradiographie: تجمع هذه الطريقة بين الكيمياء النسيجية واستخدام العناصر المشعة التي تكون بجرعات منخفضة جداً وطاقتها الإشعاعية ضعيفة يمكن كشفها وتحديدها حتى على مستوى العضيات الخلوية. ويتم في هذه الطريقة وسم مقاطع نسيجية بعنصر مشع، ثم توضع فوقها لوحة تصويرية إشعاعية (فيلم حساس) مدة من الزمن وبدرجة حرارة معينة وفقاً لطبيعة الدراسة، ثم يوضع الفيلم في كاشف إشعاعي لبضع دقائق ثم في الماء المقطر للغسيل، وبعدها في مثبت إشعاعي خاص، فتظهر النتائج على شكل بقع أو عصابات سود تدل على أماكن تَوَضُّع العنصر المشع في المقاطع النسيجية المدروسة.
    ويمكن الإفادة من الأشعة المنطلقة من العناصر المشعة بطريقة أخرى، إذ يمكن عن طريق قياس كمية الإشعاع بوساطة عَدّاد خاص متابعة استقلاب مادة ما يدخل في تركيبها نظير مشع، مثل قياس كمية الرنا الذي يتم تركيبه في الخلايا، إثر تزويدها بإحدى طلائع هذا الحمض موسومة بنظير مشع (اليوراسيل مثلاً). وبالطريقة نفسها تتم متابعة الانقسامات الخلوية في الدراسات الخلوية المناعية التي تُجرى على اللمفاويات التائية، وذلك بإعطائها إحدى طلائع الدنا موسوماً بعنصر مشع، مثل التيميدين الموسوم بالتريتيوم.
    ويُشار إلى أن التصوير الإشعاعي الذاتي يمكن أن يُستخدم في مجال علم الأنسجة الجزيئي، إذ يتم وسم الأنسجة أو الخلايا بعنصر مشع، ثم تتم حلمهتها، ويرحل الناتج على الهلام باستخدام تقنية الرحلان الكهربائي، ثم يجفف الهلام ويطبق فوقه الفيلم الحساس، وتظهر النتائج بالطريقة نفسها المذكورة أعلاه، فتدل العصابات السود على مواقع الجزيئات البروتينية الموسومة.
    محمود قويدر

  5. #455
    صديق نشيط
    vinicit
    تاريخ التسجيل: October-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 369 المواضيع: 1
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 270
    مزاجي: Rock
    موبايلي: Galaxy A7
    آخر نشاط: 29/December/2019
    شكرا على الموضوع تسلم يمينك...يعطيك العافية...
    تقبل مروري

  6. #456
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازك 97 مشاهدة المشاركة
    شكرا على الموضوع تسلم يمينك...يعطيك العافية...
    تقبل مروري
    ابخدمتك انسة ولو واجبنة ... اهلا وسهلا بحضورك العطر

  7. #457
    النسج الحيوانية

    النسج tissues مجموعات من الخلايا موحدة البنية والوظيفة. لذا فإن الأنواع المختلفة من النسج لها بنى مختلفة وتناسب وظيفة واحدة. تربط الخلايا بعضها ببعض مادة خلالية تحيط بالخلايا كاملها كما في النسيج الضام والدم، أو تقتصر على لصق الخلايا فقط كما في الخلايا الظهارية.
    يُميز في عالم الحيوان أربعة أنماط من النسج، هي النسج الظهارية epithelial tissues والنسج الضامة connective tissues والنسج العضلية muscular tissues والنسج العصبية nervous tissues.
    النسج الظِهارية
    الشكل (1) تحت موقع الغشاء القاعدي من النسيج الظهاري
    تنجم عن اصطفاف خلايا هذا النسج جانب بعضها بعضاً بشكل صفائح تغطي الجسم والأعضاء، وتبطن الأجواف الموجودة ضمن الجسم. يصل بين الخلايا الظهارية ـ وتسمى الظهارة epithelium (جمعها epithelia) ـ مواد لاصقة عديدة، منها الحمض الهيالوريني hyaluronic acid. وهذا التلاصق يدعم عمل النسيج، ويجعل منها حاجزاً يحمي الأعضاء من الصدمات الميكانيكية. ترتكز هذه النسج عادة على غشاء قاعدي basement membrane يفصلها عن الأعضاء والنسج الأخرى (الشكل 1)، في حين يتعرض السطح الحر منه إلى الهواء أو إلى سائل ما.
    يميز من النسج الظهارية نسج ظهارية غِطائية تغطي السطوح الخارجية وتبطن الأجواف الداخلية، ونسج ظهارية غدية تقوم خلاياها بإفراز الأنزيمات والهرمونات (الشكل 2):
    الشكل (2) الأنواع المختلفة من النسج الضامة الغطائية

    1ـ النسج الظهارية الغطائية: وتقسم إلى نسج ظهارية بسيطة تتألف من طبقة واحدة من الخلايا، ونسج ظهارية مطبقة مؤلفة من عدة طبقات. وهكذا يميز بين:
    أ ـ نسيج ظهاري بسيط حرشفي (رصفي) simple squamous خلاياه رقيقة. يبطن هذا النسيج الأوعية الدموية والأسناخ الرئوية.
    ب ـ نسيج ظهاري بسيط مكعبsimple cuboidal، ويشاهد في البطانة الداخلية للأقنية اللعابية والبنكرياسية والقنوات الجامعة في الكلية والأقنية الغدية المخاطية والعرقية والدرقية.
    ج ـ نسيج ظهاري بسيط موشوريsimple columnar يبطن الأمعاء حيث تفرز خلاياه الأنزيمات الهاضمة، وتمتص الغذاء.
    د ـ نسيج ظهاري موشوري مطبق كاذب مهدب pseudostratified ciliated columnar مؤلف من طبقة واحدة من الخلايا، لكن بعضها قصير والآخر طويل مهدب؛ لذلك تبدو النوى متوضعة في أكثر من مستوى، مما يعطي مظهر النسيج المطبق الكاذب. يوجد هذا النسيج في جهاز التنفس حيث تفيد الأهداب في تحريك المواد المخاطية وغيرها.
    هـ ـ نسيج ظهاري مطبق مكعبstratified columnar خلاياه مكعبة تبطن قناة الإحليل.
    و ـ نسيج ظهاري مطبق حرشفي stratified squamous وهو يتجدد بسرعة بانقسام الخلايا قرب القاعدة، فتدفع الخلايا التي توجد فوقها لتحل محل الخلايا المحيطية المتوسفة. يوجد هذا النسيج في السطوح المعرضة للاحتكاك والتقشر مثل الجلد وبطانة المري والشرج والمهبل.
    2ـ النسج الظهارية الغدية: وتتألف من خلايا متجاورة تمتاز بقدرتها الإفرازية، مُشَكِّلَةً حويصلاتٍ غدية مفرزة تنتج الأنزيمات والهرمونات، يميز منها غدد خارجية الإفراز كالغدد الهاضمة في أنبوب الهضم، وغدد داخلية الإفراز (غدد صماء) مثل الدرقية، وغدد مختلطة كالمعثكلة (البنكرياس).
    النسج الضامة
    الشكل (3) الأنواع المختلفة من النسج الضامة

    تقوم بدعم الجسم وربط الأعضاء بعضها ببعض. وهي ـ على عكس النسج الظهارية ـ مؤلفة من خلايا غالباً ما تكون نجمية، متناثرة، أغزرها صانعات الأليافfibroblasts التي تفرز مواد الألياف، والبالعات الكبيرة macrophages التي تجول في النسيج تقوم ببلعمة الجسيمات الغريبة وبقايا الخلايا الميتة، تحيط بها مادة خلالية قد تكون سائلة أو هلامية أو صلبة، تنتشر فيها ألياف بروتينية يميز منها ثلاثة أنواع، هي (1) الألياف الكولاجينية المؤلفة من مادة الكولاجين collagen الغزيرة في عالم الحيوان، (2) الألياف المرنة ذات الشكل الخيطي المؤلفة من مادة الإلاستين elastinالمرنة، (3) الألياف الشبكية التي تتألف من مادة الشبكين reticulin.
    تقسم النسج الضامة إلى (الشكل 3):
    1ـ النسيج الضام الرخو loose: وهو أكثر النسج الضامة انتشاراً في الجسم، فهو يربط النسج الظهارية بالنسج الموجودة تحتها، ويجمع الأعضاء بعضها ببعض. مادته الخلالية غزيرة، فيها الأنواع الثلاثة من الألياف، وتتناثر فيها صانعات الألياف والبالعات الكبيرة.
    2ـ النسيج الضام الليفي :fibrous وهو نسيج كثيف لكثرة الألياف الكولاجينية فيه التي تترتب في حزم متوازية. يكثر هذا النسيج في أوتار العضلات التي تربطها بالعظام وفي أربطة المفاصل التي تربط العظام ببعضها.
    3ـ النسيج الضام الشحمي :adipose وهو نسيج ضام متخصص، تختزن خلاياه الشحوم دافعة النوى والسيتوبلاسما نحو المحيط. وهو موجود بشكل طبقات كثيفة في مواقع مختلفة من جسم المتعضية، يستهلك الجسم محتواه من الشحم حين الحاجة.
    4ـ النسيج الدموي: وهو نسيج ضام متخصص أيضاً يتألف من خلايا الكريات البيض والحمر غير القابلة للتكاثر، ومن الصفيحات الدموية التي تسبح كلها في مادة خلالية سائلة هي البلاسما plasma الدموية التي تتألف من ماء منحلة فيه أملاح وعدد من البروتينات المنحلة.
    يميز من الكريات نوعان:
    أ ـ الكريات الحمر: وتكون مجردة من النوى، وتموت في 80ـ120 يوماً، وهي متخصصة بنقل الأكسجين الضروري للمتعضية.
    ب ـ الكريات البيض: وهي خلايا ذات نوى فيها كريات حبيبية granulocytes وكريات لاحبيبية agranulocytes، وهي المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ومناعته.
    أما الصفيحات الدموية فهي عبارة عن شدف خلوية عديمة النواة، هي المسؤولة عن تخثر الدم.
    5ـ النسيج الضام البلغمي (اللمفاوي): وهو يوفّر التآثرات الخلوية المعقدة التي تحدث في أثناء الاستجابات المناعية. ويتكون من الأعضاء اللمفاوية الأولية أو المركزية (نقي العظام والتوتة) والأعضاء اللمفاوية الثانوية أو المحيطية حيث تحدث الاستجابات المناعية، وتكون محاطة بمحافظ (عقد لمفاوية، طحال) أو غير محاطة بمحافظ، وتنتشر في المخاطيات خاصة مخاطية أنبوب الهضم والقصبة التنفسية والمخاطية البولية. يميز من خلايا النسيج اللمفاوي اللمفاويات البائية B واللمفاويات التائية T، التي يتنوع كل منهما تنوعاً كبيراً تؤدي وظائف متنوعة تتكامل بها الاستجابة المناعية.
    6ـ النسج الداعمة ويميز منها نوعان هما النسيج العظمي والنسيج الغضروفي cartilage.
    أ ـ النسيج العظمي: الذي يمثل الهيكل الداعم في جسم معظم الفقاريات، فهو يؤلف العظام الطويلة في جسم معظم الفقاريات. إنه نسيج ضام تشرّب بأملاح الكلس والمغنزيوم والفسفور التي تسبب تصلب هذا النسيج.
    ولدى الفحص المجهري للنسيج العظمي يتبين أنه مؤلف من وحدات متكررة تسمى الوحدات العظمية osteons أو جُمَل هافرس Haversian systems، تتألف كل منها من عدة طبقات أسطوانية متحدة المركز من مادة متمعدنة تحصر بينها خلايا عظمية osteocytes نجمية الشكل تترتب أيضاً بشكل حلقات دائرية، تترسب حول قناة مركزية تسمى قناة هافرس، تحوي نسيجاً ضاماً يضم بين ثناياه أوعية دموية وأعصاباً تقوم بخدمة العظم. تربط أقنية هافرس المختلفة أقنية مستعرضة تسمى أقنية ڤولكمان Volkmann، الأمر الذي يمنح العظم درجة عالية من المقاومة.
    يوجد في العظام القصيرة والمسطحة ومشاشات العظام الطويلة نسيج عظمي إسفنجي يظهر بصورة شبكات من الأشواك النسيجية العظمية المتشعبة والمتشابكة، تاركةً بذلك فراغات تعطي العظم مظهراً إسفنجياً، يشغل هذه الفراغات عادة نقي العظام الأحمر والأوعية الدموية.
    ب ـ النسيج الغضروفي: تكثر فيه الألياف الكولاجينية مغمورة بمادة مطاطية مؤلفة من معقد بروتيني سكري يسمى الغضروفين chondroitin تفرزه خلايا غضروفية chondrocytes تحيط بها محفظة غضروفية تضم خلية أو اثنتين أو أربع خلايا غضروفية. إن مزيج سلفات الغضروفين والألياف الكولاجينية يمنح الغضروف قساوة ممزوجة بمرونة يبديها النسيج الغضروفي الذي يكثر في سطوح التمفصل بين العظام.
    ويميز عادة من النسيج الغضروفي ثلاثة أنواع؛ هي:
    1) النسيج الغضروفي الزجاجي الذي تكون مادته الخلالية شفافة؛ لأنها قليلة الألياف الكولاجينية، وهو موجود في الأنف والمجاري التنفسية وبعض أقسام الأذن.
    2) نسيج غضروفي ليفي تكثر فيه الألياف الكولاجينية مما يكسبه المتانة العالية، وموجود في الأقراص بين الفقرات، فيلطف الحركة، وفي المحافظ الرابطة للمفاصل وبين عظمي العانة في الحوض.
    3) النسيج الغضروفي المرن، ويمتاز بكثافة خلوية عالية وألياف مرنة صفراء مما يجعله مرناً، ويسترد شكله بسرعة إذا ما تعرض للتشوه، وهو موجود في صيوان الأذن واللهاة وغضاريف الحنجرة ونفير أوستاش.
    النسيج العضلي
    الشكل (4) أنواع النسج العضلية

    وهو مؤلف من خلايا متطاولة تسمى الألياف العضلية muscle fibers القادرة على التقلص لدى تلقيها تنبيهات عصبية. في سيتوبلاسما هذه الألياف عدد كبير من الوحدات المتقلصة تسمى اللييفات العضليةmyofibrils مكونة من بروتينات متخصصة هي الأكتين actin والميوزين myosin.
    يوجد في الفقاريات عادة ثلاثة أنماط من النسج العضلية (الشكل 4): نسيج عضلي هيكلي ونسيج عضلي قلبي ونسيج عضلي أملس.
    النسيج العضلي المخطط: وتمتاز أليافه بتعدد نواه المحيطية، لكن ما يميز اللييفات خيوطه العضلية myofilamentsالمنتظمة بشكل متواز - والتي يلاحظ على امتدادها أسطوانات صغيرة تسمى الوحدات العضلية sarcomeres المحتوية على خيوط الأكتين الرفيعة (النيرة) وخيوط الميوزين الثخينة (العاتمة)، الأمر الذي يمنح النسيج مظهراً مخططاً هو السبب في تسميته بهذا الاسم. توجد هذه البنية في كل العضلات الإرادية في جسم المتعضية.
    النسيج العضلي القلبي: يشبه النسيج المخطط، لكن تتصل أليافه العضلية بعضها ببعض باتصالات تسمى الأقراص البينية intercalated discs توفر انتقال التنبيه من خلية إلى أخرى، لضمان التناسق في تقلص الألياف العضلية القلبية. وهو يميز العضلة القلبية.
    النسيج العضلي الأملس: أليافه العضلية غير مخططة، وتحوي كل منها نواة مفردة مركزية، ولا توجد فيها أقراص نيرة وعاتمة.
    النسيج العصبي
    يؤلف هذا النسيج الجملة العصبية بأقسامها المختلفة. وحدة البناء الأساسية فيه هي الخلايا العصبية التي يطلق على كل منها اسم العصبون neuron، إضافة إلى خلايا الدبق العصبي (الشكل 5).
    الشكل (5) أقسام الخلية العصبية
    يتألف العصبون من جسم نجمي الشكل تبرز منه استطالات عصبية، بعضها قصير يحيط بجسم الخلية مباشرة، تتلقى الخليةالتنبيهات العصبية الواردة من الخلايا الأخرى بوساطتها، وتسمى التغصنات dendrites، واستطالة طويلة تنقل التنبيهات من جسمالخلية إلى الخلايا العصبية الأخرى، ويسمى المحور الأسطواني أو الألياف العصبية axon التي يميز منها نوعان: 1) ألياف نخاعينية myelinated محاطة بغمد من النخاعين myelin الدسم تُكَوِّنُهُ خلايا شوان التي تفصل بين عُقَد رانْفييه nodes of Ranvier يوجد بينها شقوق شميت-لانترمان Schmidt-Lanterman، ويحيط بالمجموع غمد ضام هو غمد هانله Henle. توجد هذه الألياف في الأعصاب الشوكية، 2) ألياف غير نخاعينية nonmyalinated محاطة بشكل غير كامل بخلية شوان. ونجد هذه الألياف في الأعصاب الودية.
    أما الأعصاب فتتألف ـ في جميع الحالات ـ من حزم من الألياف العصبية يحيط بها نسيج ضام يشكل ما يسمى غمد العصب.
    أما الدبق العصبي فهو مجموعة من العناصر العصبية من دون وظيفة عصبية، أي لا تتمتع بالناقلية والتنبه. ويميز منها: (1) خلايا دبقية ظهارية تبطن الأنبوب العصبي موجودة في شبكية العين والمنطقة الخلفية من النخاع الشوكي، (2) خلايا دبقية حقيقية منها الكبيرة والصغيرة، وهي تملأ فراغات النسيج العصبي، وتدعم العناصر العصبية، تقوم بالتهام الخلايا العصبية الميتة وترميم الجروح العصبية.
    محمود قويدر

  8. #458
    النسج النباتية

    النسيج النباتي plant tissue مجموعة متشابهة من الخلايا موحدة البنية والوظيفة. وتميز في النبات مجموعتان رئيستان من النسج: الأولى قسومة تتضمن ما يسمى النسج الميرستيمية، والثانية مستقرة متمايزة أكبر حجماً من الأولى كبيرة الفجوات قليلة السيتوبلاسما، جدرانها مختلفة الثخانات، توقفت عن الانقسام، وتتضمن أربع مجموعات نسيجية هي الواقية والأساسية والناقلة والمفرزة.
    ـ النسج المرستيمية (أو القسومة) meristematic tissues
    الشكل (1) مخطط يوضح منطقة النسيج المريستيمي القسوم في نهاية الجدر النباتي والذي يعلو القلنسوة
    خلاياها مكعبة أو مستطيلة متماسكة لا تترك بينها فراغات، رقيقة الجدران، كبيرة النوى، صغيرة أو معدومة الفجوات، قادرة على الانقسام (الشكل 1). بعضها ابتدائيprimary تتشكل خلاياه في قمم الجذور والسوق يحقق النمو الطولي للنبات بالاتجاهين، وبعضها ثانوي secondary تتوضع خلاياه داخل الجذور والسوق يسمى القُلْب أوالكمبيومcambium، وهو يحقق ثخانة الأعضاء ونموها العرضي.
    ـ النسج الواقية أو الأدمية dermal tissues
    طبقة أو أكثر تُغَلّف من الخارج الأعضاء النباتية جميعها، تسمى الأدمية كونها تقابل الجلد عند الحيوان والإنسان. تتنوع بالبنية والوظيفة، تحمي النسج الداخلية من العوامل الخارجية مثل البرد والحر الشديد والتبخر الزائد والجفاف والأحياء الدقيقة. بعض هذه النسج ذات منشأ ابتدائي مثل البشرة في الأعضاء الفتية، وبعضها ذات منشأ ثانوي مثل الفلين في الجذور والسوق المسنة من النبات.
    1ـ البشرة epidermis
    طبقة واحدة من الخلايا المستطيلة والمتراصة وأحياناً المتعرجة، تحيط بالأوراق والجذور (الشكل 1) والسوق الفتية. يحتل جَوْف خلية البشرة الناضجة فجوة واحدة، في حين تتوزع السيتوبلاسما على أطرافها، وقد توجد طبقة ثانية تحتها تسمى تحت البشرةhypodermis. يمكن نزع البشرة بسهولة من سطح الورقة النباتية نظراً لتراص خلاياها ولضعف ارتباطها مع النسيج الواقع تحتها والذي يحوي خلايا هشة الجدران، من وظائفها:
    ـ تسهيل وصول الضوء الضروري للنبات من خلالها لانعدام الصانعات الخضر في خلاياها، وهي لا لون لها، لذلك تكتسب اللمعان والشفافية المناسبة لهذه العملية.
    ـ تعمل البشرة على الحد من فقدان الماء من النبات بسبب ترسب مادة القشيرين cutin على الجدران الخارجية الثخينة لخلاياها وتشكيل القشيرةcuticle. إن بشرة الجذر الفتي لاتتقشرن وإنما تتطاول بعض خلاياها لتشكل الواحدة منها وبرة ماصة، وبمجملها تزيد المساحة والقدرة الامتصاصية للنبات.
    الشكل (2) مسام البشرة: في الأعلى سم مغلق (يمين) وسم مفتوح (يسار)، في الأسفل سم مغلق بسبب خروج الماء من الخليتين السميتين (يمين) وسم مفتوح بسبب دخول الماء إليهما (يسار)

    تنتشر على سطح بشرة الأوراق، وخاصة السفلية منها، فوهات كثيرة تسمى المسام تسمح بالتبادل الغازي وتمنع اختناق النسج الداخلية (الشكل 2). يتكون السم من خليتين حارستين كلويتي الشكل محشوتين بالصانعات الخضراء تحصر بينها فوهة متطاولة تتفتح بتبدل الضغط الحلولي للخليتين الحارستين. يغطي سطحَ البشرة في معظم النباتات العشبية أوبارٌ وحيدة الخلية أو متعددة الخلايا، بسيطة أو متفرعة، تعمل على تقليل النتح [ر] الزائد في النباتات الصحراوية، إضافة إلى الإفراز أو الدفاع عن النبات.
    تعدّ وبرةُ القطن من الأوبار المهمة اقتصادياً، وهي امتداد طويل جداً لإحدى خلايا بشرة بذرة القطن، تبدو ناعمة بيضاء ناصعة بطول نحو 35ـ80مم، مكونة من مواد سلولوزية نقية تماماً من دون أي ترسبات صلبة على جدرانها.
    2ـ الأدمة المحيطة peridermis
    تتضمن ثلاثةَ نسج ميتة ثانوية المنشأ، تحل محل البشرة بعد توسفها وفقدان وظيفتها، وهي تحمي النسج الداخلية للنبات: الأول يتوضع في الوسط ويحدد طبقة مولدة واحدة هي مولدة الفلين. والثاني يتوضع نحو المحيط ويَنتج من انقسامات النسيج الأول ليعطي طبقة (أو طبقات) الفلين cork، وهي خلايا مملوءة بالهواء متراصة سميكة الجدران بفضل ترسبات مادة الفلين suberin عليها (الشكل 3). ويتمثل النسيج الثالث بالأدمة الفلينية phellodermis الذي يتشكل أيضاً من انقسام كمبيوم الفلين ويتوضع نحو المركز. خلايا هذه القشرة سلولوزية مفككة يتمزق بعضها ليشكل أخاديد تُفتح نحو الخارج بهدف التهوية وهي العديسات lenticeles، وهي تعادل المسام في السوق الفتية العشبية.
    ـ النسج الأساسية ground tissues
    الشكل (3) مخطط يوضح القلف المكون من أدمة محيطية (بيريدرم) ولحاء حي، وتتكون الأدمة المحيطية من فلين ونسيج مولد للفلين يسمى كامبيوم الفلين

    خلاياها كبيرة الحجم غير متراصة، سميكة الجدران، غير قسومة، كبيرة الفجوات قليلة السيتوبلاسما، تضم ثلاثة نماذج من النسج، أحدها حشوي والآخران دعاميان:
    1ـ البرانشيم parenchyma
    يشكل الكتلة الرئيسة للأعضاء النباتية ويحشو الفراغ الموجود بين النسج الدعامية والناقلة، ويلاحظ خصوصاً في قشرة cortex الجذر ومخه pith والساق وفي النسيج المتوسط mesophyll للورقة، إضافة إلى سويداء البذور والجزء اللحمي للثمار.
    خلايا البارانشيم كروية كبيرة ذات أصمخة صغيرة الفراغات، جدرانها رقيقة سلولوزية، نادراً متطاولة، قد تتحول إلى خلايا متعددة السطوح، من وظائفها:
    ـ التركيب الضوئي في الأوراق والسوق الخضراء التي تحمل خلاياها البارانشيمية الصانعاتِ الخضر.
    ـ ادخار المواد الغذائية كما في بعض البذور والثمار والدرنات والجذور.
    ـ تخزين الماء كما في الصباريات.
    ـ تجديد الخلايا المعطوبة في أثناء الجروح بفضل انقسام البرانشيم.
    2ـ الكولانشيم collenchyma
    الشكل (4) النسيج البارانشيمي والنسيج الكولانشيمي من خلال مقطع عرضي
    نسيج دعامي مقاوم، خلاياه حية، يتوضع تحت البشرة في سوق ثنائيات الفلقة وخاصة تحت الأعراف، وفي معاليق الأوراق وعروقها، ونادراً في شماريخ الأزهار وحوامل الثمار. جدران الخلايا الكولانشيمية ذات بنية ابتدائية تتوضع عليها ترسبات إضافية غير متجانسة من السلولوز: إما في زوايا الخلية وهي الأكثر انتشاراً (كولانشيم زاوي angular) (الشكل 4)، وإما على السطوح المماسية للخلايا (كولانشيم مماسي أو صفيحي lamellar).
    3ـ الأسكليرانشيم sclerenchyma
    نسيج دعامي خلاياه ميتة، تفقد محتوياتها عند النضج بسبب ترسب مادة الخشبينlignin على جدرانها الثانوية فتكسبها ثخانات متجانسة تتناسب مع وظيفتها الداعمة. يمكن تمييز نمطين من الأسكليرانشيم:
    أ ـ الألياف fibers: منتشرة في السوق ونادرة في الجذور، متطاولة الخلايا، مدببة الأطراف، سميكة الجدران، ضيقة الأقطار، لا تترك فراغات فيما بينها، متخشبة ترافق الأوعية الخشبية، أو سلولوزية ترافق اللحاء وذلك في البنية الثانوية للساق، وقد تشكل غمداً حول الحزم الناقلة في سوق أحاديات الفلقة.
    ب ـ القاسيات sclereids: كروية الخلايا غالباً برانشيمية كما في لب ثمار الكمثرى، أو عصوية كما في الأوراق الحرشفية الخارجية للثوم، ونادراً متطاولة، وأحياناً متفرعة كما في النسيج الحشوي لأوراق الزيتون، ذات تجاويف ضيقة، جدرانها متخشبة مثقوبة وشديدة السماكة.
    ـ النسج الناقلة أو الوعائية vascular tissues
    الشكل (5) خلايا الخشب في النباتات مغلفات البذور، منظر طولي لعناصر الأوعية الخشبية الناقصة (القصيبات) والأوعية الكاملة (القصبات) والألياف
    تعمل على نقل الماء الذي يشكل وسطاً مهماً للتفاعلات الاستقلابية، إضافة إلى الأملاح والمواد الغذائية الضرورية للنبات. يصل الماء والأملاح المذابة فيه من التربة إلى الأسطوانة المركزية للجذر عن طريق الأوبار الماصة، وتتضمن الأسطوانة عنصري النقل وهما:
    1ـ الخشب xylem (الشكل 5)، وظيفته نقل الماء والأملاح المعدنية (النسغ الناقص) [ر: النسغ] صاعداً به نحو الساق موصلاً إياه إلى الأجزاء الخضراء للنبات حيث التركيب الضوئي. يتضمن الخشب:
    أ ـ أوعية كاملة vessels أو قصبات trachea تصادف في مغلفات البذور، يتألف الوعاء الواحد من خلايا منضدة بعضها فوق بعض عمودياً وقد زالت الحواجز العرضية فيما بينها، وزالت محتوياتها، وثخنت جدرانها واكتسبت ترسبات ثانوية من الخشبين lignin بأشكال تزيينيه مختلفة، الأمر الذي يسهل مرور النسغ عبرها.
    ب ـ أوعية ناقصة أو قصيبات tracheids تصادف في السرخسيات وعريانات البذور، يتألف الوعاء من خلية واحدة مدببة النهايتين، تشكل بمجموعها جدراناً عرضية مائلة تضم ثقوباً كثيرة، يمر النسغ من خلالها (الشكل 6).
    ج ـ برانشيم الخشب xylem parenchyma خلايا تصدر شعاعياً من المخ، وخلايا تحيط بالأوعية، جدرانها غالباً متخشبة لكنها تحتفظ بحياتها.
    2ـ اللحاء phloem (الشكل 7)، وظيفته نقل نواتج التركيب الضوئي والمواد الغذائية (النسغالكامل) إلى جميع أجزاء النبات ويشمل:
    أ ـ أنابيب غربالية sieve tubes مؤلفة من خلايا حية رقيقة الجدران، عديمة النوى، منضدة بعضها فوق بعض عمودياً. ثُقِبت الحواجز الفاصلة فيما بينها وتحولت إلى صفائح غربالية sieve plates يمر النسغ من خلالها. تنسد هذه الصفائح في الخريف بمادة الكالوزcallus، وقد يموت الوعاء أو يعود إلى نشاطه في الربيع بعد ذوبان هذه المادة.
    ب ـ خلايا مرافقة companion cells يرافق كل تشكيل أنبوب غربالي خلية حية واحدة وربما أكثر، تضم نواة وسيتوبلاسما لا تنفصل عنه، ويعتقد أن نواتها تقوم بوظيفة مشتركة وذلك في مجال نقل النسغ مع الأنبوب الفاقد للنواة.
    ج ـ برانشيم اللحاء phloem parenchyma يتوضع حول الأنابيب والخلايا المرافقة، له دور في ادخار النشاء والدسم (الشكل 6).
    ـ النسج المفرزة secretory tissues
    الشكل (6) الأسطوانة المركزية من خلال مقطع عرضي في الجذر توضح البارانشيم الادخاري (الذي يدخر النشاء) والنسج الناقلة الوعائية (الأحمر) واللحائية (الأخضر) الشكل (7) عناصر النسيج اللحائي:
    إلى اليمين مقطع عرضي، إلى اليسار مقطع طولي
    تسهم في إفراز أو طرح الماء والأملاح والصموغ والمواد الراتنجية وبعض الأنزيمات الهاضمة، والمواد العطرية الفواحة وغيرها. يميز فيها:
    1ـ نسج داخلية الإفراز تتجمع مفرزاتها داخل الخلية النباتية من أمثلتها: الجيوب العطرية المفرزة في قشور البرتقال، والقنوات التي تفرز الراتنج في الصنوبريات، والقنوات التي تفرز اللبن النباتي latex في التين.
    2ـ نسج خارجية الإفراز تُطْرَح مفرزاتها خارج الخلايا، من أمثلتها الأوبار الغدية التي تتشكل على سطح البشرة، حيث تُطلِق إلى الوسط الخارجي مواد عطرية متنوعة مثل النعناع والصعتر (الزعتر)، أو غدد رحيقية تلاحظ في تويجات بعض الأزهار، أو أوبار لاسعة تعطي لدى كسرها حموضاً تحرق الجلد كما في نبات القريص وغيرها.
    غسان عياش

  9. #459
    النسج النباتية

    النسيج النباتي plant tissue مجموعة متشابهة من الخلايا موحدة البنية والوظيفة. وتميز في النبات مجموعتان رئيستان من النسج: الأولى قسومة تتضمن ما يسمى النسج الميرستيمية، والثانية مستقرة متمايزة أكبر حجماً من الأولى كبيرة الفجوات قليلة السيتوبلاسما، جدرانها مختلفة الثخانات، توقفت عن الانقسام، وتتضمن أربع مجموعات نسيجية هي الواقية والأساسية والناقلة والمفرزة.
    ـ النسج المرستيمية (أو القسومة) meristematic tissues
    الشكل (1) مخطط يوضح منطقة النسيج المريستيمي القسوم في نهاية الجدر النباتي والذي يعلو القلنسوة
    خلاياها مكعبة أو مستطيلة متماسكة لا تترك بينها فراغات، رقيقة الجدران، كبيرة النوى، صغيرة أو معدومة الفجوات، قادرة على الانقسام (الشكل 1). بعضها ابتدائيprimary تتشكل خلاياه في قمم الجذور والسوق يحقق النمو الطولي للنبات بالاتجاهين، وبعضها ثانوي secondary تتوضع خلاياه داخل الجذور والسوق يسمى القُلْب أوالكمبيومcambium، وهو يحقق ثخانة الأعضاء ونموها العرضي.
    ـ النسج الواقية أو الأدمية dermal tissues
    طبقة أو أكثر تُغَلّف من الخارج الأعضاء النباتية جميعها، تسمى الأدمية كونها تقابل الجلد عند الحيوان والإنسان. تتنوع بالبنية والوظيفة، تحمي النسج الداخلية من العوامل الخارجية مثل البرد والحر الشديد والتبخر الزائد والجفاف والأحياء الدقيقة. بعض هذه النسج ذات منشأ ابتدائي مثل البشرة في الأعضاء الفتية، وبعضها ذات منشأ ثانوي مثل الفلين في الجذور والسوق المسنة من النبات.
    1ـ البشرة epidermis
    طبقة واحدة من الخلايا المستطيلة والمتراصة وأحياناً المتعرجة، تحيط بالأوراق والجذور (الشكل 1) والسوق الفتية. يحتل جَوْف خلية البشرة الناضجة فجوة واحدة، في حين تتوزع السيتوبلاسما على أطرافها، وقد توجد طبقة ثانية تحتها تسمى تحت البشرةhypodermis. يمكن نزع البشرة بسهولة من سطح الورقة النباتية نظراً لتراص خلاياها ولضعف ارتباطها مع النسيج الواقع تحتها والذي يحوي خلايا هشة الجدران، من وظائفها:
    ـ تسهيل وصول الضوء الضروري للنبات من خلالها لانعدام الصانعات الخضر في خلاياها، وهي لا لون لها، لذلك تكتسب اللمعان والشفافية المناسبة لهذه العملية.
    ـ تعمل البشرة على الحد من فقدان الماء من النبات بسبب ترسب مادة القشيرين cutin على الجدران الخارجية الثخينة لخلاياها وتشكيل القشيرةcuticle. إن بشرة الجذر الفتي لاتتقشرن وإنما تتطاول بعض خلاياها لتشكل الواحدة منها وبرة ماصة، وبمجملها تزيد المساحة والقدرة الامتصاصية للنبات.
    الشكل (2) مسام البشرة: في الأعلى سم مغلق (يمين) وسم مفتوح (يسار)، في الأسفل سم مغلق بسبب خروج الماء من الخليتين السميتين (يمين) وسم مفتوح بسبب دخول الماء إليهما (يسار)

    تنتشر على سطح بشرة الأوراق، وخاصة السفلية منها، فوهات كثيرة تسمى المسام تسمح بالتبادل الغازي وتمنع اختناق النسج الداخلية (الشكل 2). يتكون السم من خليتين حارستين كلويتي الشكل محشوتين بالصانعات الخضراء تحصر بينها فوهة متطاولة تتفتح بتبدل الضغط الحلولي للخليتين الحارستين. يغطي سطحَ البشرة في معظم النباتات العشبية أوبارٌ وحيدة الخلية أو متعددة الخلايا، بسيطة أو متفرعة، تعمل على تقليل النتح [ر] الزائد في النباتات الصحراوية، إضافة إلى الإفراز أو الدفاع عن النبات.
    تعدّ وبرةُ القطن من الأوبار المهمة اقتصادياً، وهي امتداد طويل جداً لإحدى خلايا بشرة بذرة القطن، تبدو ناعمة بيضاء ناصعة بطول نحو 35ـ80مم، مكونة من مواد سلولوزية نقية تماماً من دون أي ترسبات صلبة على جدرانها.
    2ـ الأدمة المحيطة peridermis
    تتضمن ثلاثةَ نسج ميتة ثانوية المنشأ، تحل محل البشرة بعد توسفها وفقدان وظيفتها، وهي تحمي النسج الداخلية للنبات: الأول يتوضع في الوسط ويحدد طبقة مولدة واحدة هي مولدة الفلين. والثاني يتوضع نحو المحيط ويَنتج من انقسامات النسيج الأول ليعطي طبقة (أو طبقات) الفلين cork، وهي خلايا مملوءة بالهواء متراصة سميكة الجدران بفضل ترسبات مادة الفلين suberin عليها (الشكل 3). ويتمثل النسيج الثالث بالأدمة الفلينية phellodermis الذي يتشكل أيضاً من انقسام كمبيوم الفلين ويتوضع نحو المركز. خلايا هذه القشرة سلولوزية مفككة يتمزق بعضها ليشكل أخاديد تُفتح نحو الخارج بهدف التهوية وهي العديسات lenticeles، وهي تعادل المسام في السوق الفتية العشبية.
    ـ النسج الأساسية ground tissues
    الشكل (3) مخطط يوضح القلف المكون من أدمة محيطية (بيريدرم) ولحاء حي، وتتكون الأدمة المحيطية من فلين ونسيج مولد للفلين يسمى كامبيوم الفلين

    خلاياها كبيرة الحجم غير متراصة، سميكة الجدران، غير قسومة، كبيرة الفجوات قليلة السيتوبلاسما، تضم ثلاثة نماذج من النسج، أحدها حشوي والآخران دعاميان:
    1ـ البرانشيم parenchyma
    يشكل الكتلة الرئيسة للأعضاء النباتية ويحشو الفراغ الموجود بين النسج الدعامية والناقلة، ويلاحظ خصوصاً في قشرة cortex الجذر ومخه pith والساق وفي النسيج المتوسط mesophyll للورقة، إضافة إلى سويداء البذور والجزء اللحمي للثمار.
    خلايا البارانشيم كروية كبيرة ذات أصمخة صغيرة الفراغات، جدرانها رقيقة سلولوزية، نادراً متطاولة، قد تتحول إلى خلايا متعددة السطوح، من وظائفها:
    ـ التركيب الضوئي في الأوراق والسوق الخضراء التي تحمل خلاياها البارانشيمية الصانعاتِ الخضر.
    ـ ادخار المواد الغذائية كما في بعض البذور والثمار والدرنات والجذور.
    ـ تخزين الماء كما في الصباريات.
    ـ تجديد الخلايا المعطوبة في أثناء الجروح بفضل انقسام البرانشيم.
    2ـ الكولانشيم collenchyma
    الشكل (4) النسيج البارانشيمي والنسيج الكولانشيمي من خلال مقطع عرضي
    نسيج دعامي مقاوم، خلاياه حية، يتوضع تحت البشرة في سوق ثنائيات الفلقة وخاصة تحت الأعراف، وفي معاليق الأوراق وعروقها، ونادراً في شماريخ الأزهار وحوامل الثمار. جدران الخلايا الكولانشيمية ذات بنية ابتدائية تتوضع عليها ترسبات إضافية غير متجانسة من السلولوز: إما في زوايا الخلية وهي الأكثر انتشاراً (كولانشيم زاوي angular) (الشكل 4)، وإما على السطوح المماسية للخلايا (كولانشيم مماسي أو صفيحي lamellar).
    3ـ الأسكليرانشيم sclerenchyma
    نسيج دعامي خلاياه ميتة، تفقد محتوياتها عند النضج بسبب ترسب مادة الخشبينlignin على جدرانها الثانوية فتكسبها ثخانات متجانسة تتناسب مع وظيفتها الداعمة. يمكن تمييز نمطين من الأسكليرانشيم:
    أ ـ الألياف fibers: منتشرة في السوق ونادرة في الجذور، متطاولة الخلايا، مدببة الأطراف، سميكة الجدران، ضيقة الأقطار، لا تترك فراغات فيما بينها، متخشبة ترافق الأوعية الخشبية، أو سلولوزية ترافق اللحاء وذلك في البنية الثانوية للساق، وقد تشكل غمداً حول الحزم الناقلة في سوق أحاديات الفلقة.
    ب ـ القاسيات sclereids: كروية الخلايا غالباً برانشيمية كما في لب ثمار الكمثرى، أو عصوية كما في الأوراق الحرشفية الخارجية للثوم، ونادراً متطاولة، وأحياناً متفرعة كما في النسيج الحشوي لأوراق الزيتون، ذات تجاويف ضيقة، جدرانها متخشبة مثقوبة وشديدة السماكة.
    ـ النسج الناقلة أو الوعائية vascular tissues
    الشكل (5) خلايا الخشب في النباتات مغلفات البذور، منظر طولي لعناصر الأوعية الخشبية الناقصة (القصيبات) والأوعية الكاملة (القصبات) والألياف
    تعمل على نقل الماء الذي يشكل وسطاً مهماً للتفاعلات الاستقلابية، إضافة إلى الأملاح والمواد الغذائية الضرورية للنبات. يصل الماء والأملاح المذابة فيه من التربة إلى الأسطوانة المركزية للجذر عن طريق الأوبار الماصة، وتتضمن الأسطوانة عنصري النقل وهما:
    1ـ الخشب xylem (الشكل 5)، وظيفته نقل الماء والأملاح المعدنية (النسغ الناقص) [ر: النسغ] صاعداً به نحو الساق موصلاً إياه إلى الأجزاء الخضراء للنبات حيث التركيب الضوئي. يتضمن الخشب:
    أ ـ أوعية كاملة vessels أو قصبات trachea تصادف في مغلفات البذور، يتألف الوعاء الواحد من خلايا منضدة بعضها فوق بعض عمودياً وقد زالت الحواجز العرضية فيما بينها، وزالت محتوياتها، وثخنت جدرانها واكتسبت ترسبات ثانوية من الخشبين lignin بأشكال تزيينيه مختلفة، الأمر الذي يسهل مرور النسغ عبرها.
    ب ـ أوعية ناقصة أو قصيبات tracheids تصادف في السرخسيات وعريانات البذور، يتألف الوعاء من خلية واحدة مدببة النهايتين، تشكل بمجموعها جدراناً عرضية مائلة تضم ثقوباً كثيرة، يمر النسغ من خلالها (الشكل 6).
    ج ـ برانشيم الخشب xylem parenchyma خلايا تصدر شعاعياً من المخ، وخلايا تحيط بالأوعية، جدرانها غالباً متخشبة لكنها تحتفظ بحياتها.
    2ـ اللحاء phloem (الشكل 7)، وظيفته نقل نواتج التركيب الضوئي والمواد الغذائية (النسغالكامل) إلى جميع أجزاء النبات ويشمل:
    أ ـ أنابيب غربالية sieve tubes مؤلفة من خلايا حية رقيقة الجدران، عديمة النوى، منضدة بعضها فوق بعض عمودياً. ثُقِبت الحواجز الفاصلة فيما بينها وتحولت إلى صفائح غربالية sieve plates يمر النسغ من خلالها. تنسد هذه الصفائح في الخريف بمادة الكالوزcallus، وقد يموت الوعاء أو يعود إلى نشاطه في الربيع بعد ذوبان هذه المادة.
    ب ـ خلايا مرافقة companion cells يرافق كل تشكيل أنبوب غربالي خلية حية واحدة وربما أكثر، تضم نواة وسيتوبلاسما لا تنفصل عنه، ويعتقد أن نواتها تقوم بوظيفة مشتركة وذلك في مجال نقل النسغ مع الأنبوب الفاقد للنواة.
    ج ـ برانشيم اللحاء phloem parenchyma يتوضع حول الأنابيب والخلايا المرافقة، له دور في ادخار النشاء والدسم (الشكل 6).
    ـ النسج المفرزة secretory tissues
    الشكل (6) الأسطوانة المركزية من خلال مقطع عرضي في الجذر توضح البارانشيم الادخاري (الذي يدخر النشاء) والنسج الناقلة الوعائية (الأحمر) واللحائية (الأخضر) الشكل (7) عناصر النسيج اللحائي:
    إلى اليمين مقطع عرضي، إلى اليسار مقطع طولي
    تسهم في إفراز أو طرح الماء والأملاح والصموغ والمواد الراتنجية وبعض الأنزيمات الهاضمة، والمواد العطرية الفواحة وغيرها. يميز فيها:
    1ـ نسج داخلية الإفراز تتجمع مفرزاتها داخل الخلية النباتية من أمثلتها: الجيوب العطرية المفرزة في قشور البرتقال، والقنوات التي تفرز الراتنج في الصنوبريات، والقنوات التي تفرز اللبن النباتي latex في التين.
    2ـ نسج خارجية الإفراز تُطْرَح مفرزاتها خارج الخلايا، من أمثلتها الأوبار الغدية التي تتشكل على سطح البشرة، حيث تُطلِق إلى الوسط الخارجي مواد عطرية متنوعة مثل النعناع والصعتر (الزعتر)، أو غدد رحيقية تلاحظ في تويجات بعض الأزهار، أو أوبار لاسعة تعطي لدى كسرها حموضاً تحرق الجلد كما في نبات القريص وغيرها.
    غسان عياش

  10. #460
    النسغ

    النسغ sève محلول مائي يجري في النبات. ويقسم النسغ في النباتات الوعائية إلى قسمين: النسغ الخام sève brute (أو الناقص) المكوَّن غالباً من أملاح معدنية منحلة في الماء تمتصها الجذور وتنقلها عبر الأوعية الخشبية، والنسغ المحضرsève élaborée (أو الكامل) وهو أكثر لزوجة لاحتوائه كميات من مركبات عضوية سكرية بصورة خاصة، يتكون في النسج الخضر والادخارية وتنقله الأنابيب الغربالية.
    النسغ الخام
    يستحصل على النسغ الخام من الأوعية الخشبية الفتية في سوق النباتات الغضة، وتتخذ الحيطة لعدم اختلاطه بالنسغ المحضر الموجود في الأنابيب الغربالية المجاورة للأوعية الخشبية. ويختلف تركيبه اختلافاً كبيراً باختلاف الأجزاء المستعملة للحصول عليه، كما يختلف تركيبه باختلاف النوع والتربة وفصول السنة. ومن الأمور العادية عد النسغ الخام مكوناً من أملاح معدنية بنسبة خمسة غرامات في لتر ماء، تتكون هذه الأملاح من شوارد (أيونات) بوتاسيوم وكلسيوم وصوديوم ومغنزيوم وأيونات كبريتات وكلوريد، كما تُصادف في العديد من الحالات كميات من المركبات العضوية. ففي الربيع ـ عندما تصبح المدخرات قابلة للانحلال ـ تتسرب إلى الأوعية الخشبية كميات لا يستهان بها من المركبات العضوية: فهي من مرتبة واحد في المئة من المكونات الكُلِّية للنسغ الخام لنبات متة باراغواي Ilex paraguariensis، ومن مرتبة أربعة إلى خمسة في المئة لنبات القيقب السكري Acer saccharinum في الخريف، إذ يرشح جزء من المدخرات المتراكمة في البَرَنْشِيم الخشبي والأشعة المخية، وهكذا تعطي الشجرة سنوياً قرابة 2 كيلو غرام من السكر المبلور.
    ولمعرفة الطرق التي تسلكها مختلف المكونات في النبات يُعمد إلى نزع حلقة من قشرة محيطة بالخشب واللحاء، كما يمكن أيضاً متابعة مسيرة العناصر الموسومة بالمواد المشعة. وقد استخلصت من هذه الملاحظات النتائج الآتية:
    1ـ دخول أغلب المركبات المعدنية عن طريق الأوعية الخشبية مع إمكانية استعمال بعض المواد العضوية هذه الطريق.
    2ـ دخول جزء من المركبات المعدنية عن طريق النسج الغربالية والنسج المجاورة للأوعية الخشبية.
    3ـ يُمتص الماء والمواد المعدنية في مستوى الأوبار الماصة في الجذور الفتية، ومنها تَنتقل المواد بطريقة الامتصاصالنشط أو الامتصاص المطاوع (المنفعل الذي لا يتطلب طاقة ) في أوعية المحيط الدائر [ر: الامتصاص].
    4ـ يقوم النسغ الخام المتجمِّع في أوعية المحيط الدائر بالصعود إلى مختلف الأعضاء النباتية عبر الأوعية الخشبية المختلفة.
    5ـ تُقاس سرعة انتقال النسغ عبر الأوعية الخشبية بمتابعة انتقال المواد الملونة أو الأملاح الموسومة بالمواد المشعة، أو بقياس انتقال الحرارة المُسَخِّنة لموقع من الساق.
    6ـ تراوح سرعة انتقال النسغ الخام بين بضعة ديسيمترات حتى 100م في الساعة.
    7ـ ترتبط تغيرات السرعة بالنوع النباتي، فهي في التبغ من مرتبة متر ونصف في الساعة، وفي أنواع الفصيلة القرنية من مرتبة متر ونصف إلى أربعة ونصف متر في الساعة، وفي السنديان والزان من متر واحد إلى خمسين متراً في الساعة. وفي الصنوبريات من خمسة سنتيمترات إلى خمسة أمتار في الساعة، وفي المتسلقات من خمسة أمتار إلى مئة وخمسين متراً في الساعة، وتكون سرعة انتقال النسغ بطيئة في البتولة Betula.
    8ـ كما ترتبط سرعة انتقال النسغ الخام في النوع النباتي الواحد باختلاف فصول السنة فهي أكبر في الربيع والصيف وأصغر في الخريف والشتاء، وتختلف باختلاف ساعات النهار، كما تصغر بالقرب من قمم الأعضاء النباتية.
    تفسَّر آلية صعود النسغ بالجذب الورقي والدفع الجذري وتماسك جزيئات الماء والحادثة الشعرية. فالجذب الورقي يكون شديد الفعالية في النباتات ذات السوق الهوائية، كما أن الماء المفقود بعمليات البخر أو النتح يُعَوَّضُ مباشرة بالتدريج عبر الأوعية الخشبية انطلاقاً من الجذور، ويمكن التأكد من عملية الجذب الورقي إما بمتابعة ارتفاع الماء أو الزئبق في أنبوب زجاجي مسدود بغصن مورق وإما بوضع نبات مورق مجرد من جذوره في سائل ملون. ويقدر الجذب الورقي باستعمال مقاييس الضغط أو بقياس ارتفاع الزئبق أو الماء الملون في أنابيب التجربة، أو أن تستبدل بالساق مضخة وضعت فوق جذع مقطوع، وتقدر كمية الجذب بين 20 ـ30 ضغطاً جوياً.
    ويقوم الدفع الجذري بدور مهم في صعود النسغ الخام، يلاحظ هذا الدور في (بكاء الكرمة) عند قطع ساقها في الربيع وجمع نسغها الخام. ويعود الدفع الجذري بصورة رئيسة إلى حادثة مطاوعة الضغط الحلولي osmose؛ وذلك لأن الضغط الحلولي للسيتوبلاسما الخلوية أعلى من الضغط الحلولي للأملاح الموجودة في النسغ الخام الأمر الذي يستدعي سيلان الماء في الأوعية الخشبية أكثر من سيلانه عبر السيتوبلاسما التي ترفع ضغطها الحلولي بإماهة بعض الجزيئات السكرية، أو تُخْفِضه بتكوين البوليميرات.
    ينتقل الجذب الورقي تدريجياً في الأوعية الخشبية بحادثة تماسك الجزيئات المائية. ويجري صعود النسغ في الأوعية الخشبية بالمُطاوَعة passive بتأثير الجذب الورقي. وقد دلت قياسات الجذب لسوائل النسغ في الزجاجيات أنها من مرتبة 200 ضغط جوي، في حين تكون في الأوعية الخشبية من مرتبة ثلاثين ضغطاً جوياً ما يحقق وصول النسغ الخام إلى أبعد المسافات.
    النسغ المحضر أو الكامل
    يكون النسغ المحضَّر عادة أعلى كثافة وأغنى بالسكريات من النسغ الخام إذ تراوح لزوجته بين 5 ـ20 في المئة من لزوجة النسغ الخام. وهو يجمع أحياناً للتغذية: فنسغ المران Fraxinus كان مستعملاً للتغذية في إيطاليا، ويكوِّن سكر نسغ كثير من أنواع الفصيلة النخيلية المادة الأساسية لصنع عدد من الخمور.
    يتمركز النسغ المحضَّر في النسج الغربالية تحت ضغط ضعيف يسيل خارج النبات إذا ما شقت قشرة النبات لتصل إلى النسج المتخشبة الحامية للنسج الغربالية. وتستعمل أرَقَة الحشرات التي تتغذى بصورة نظامية بالنسغ المحضَّر الذي تحصل عليه بوخز النبات حتى تصل إلى الأنابيب الغربالية حيث يوضع مكان الوخز مسبر مستعمل كماصة مجهرية. وقد دلت التحاليل على تكوين النسغ المحضَّر غالباً من السكروز sucrose الذي تختلف كميته باختلاف الحالة الفزيولوجية للنبات، والذي يكون دوماً قليل التركيز في الأعضاء النباتية السفلية وعالي التركيز في الأجزاء النباتية العليا، الأمر الذي يدل على استعماله على طول النبات. ويكوِّن السكروز نسبة 90 في المئة من المركبات العضوية المُكَوِّنة للنسغ المحضَّر في حين لا تُكَوِّن نسبة الحموض الأمينية سوى 1 إلى 12 في المئة في أغلب الحالات أو أكثر من ذلك في الخريف عندما يتفكك بروتين الأوراق وتتوضع مكوناته في الجذع. كما يضم النسغ المحضَّر كميات قليلة من الحموض العضوية والأكسينات [ر] وبعض القلوانيات[ر]. ويلاحظ غياب الأملاح المعدنية، كما كُشِفت غزارة الأملاح المعدنية وكميات من البوتاسيوم في نسغ النباتات المحبة للتربة القلوية.
    تستعمل لقياس سرعة انتقال النسغ المحضَّر المواد المفلوَرَة أو الموسومة المشعة الموضوعة في مستوى الأوراق والتي تتابع حركتها إلى الأسفل. ففي البلارغونيوم Pelargonium تكون سرعة انتقال النسغ المحضَّر من مرتبة ثلاثين سنتيمتراً في الساعة عند درجة حرارة 30 ْس، وتكون هذه السرعة في النباتات العشبية من مرتبة 20 إلى 100 سنتيمتر في الساعة، وتكون في الأشجار من مرتبة 50 إلى 100 سنتيمتر في الساعة. وترتبط سرعة الانتقال بساعات النهار، فهي سريعة في نهار الصيف ومنعدمة تقريباً في نهار الشتاء إذ تُسَدُّ الأنابيب الغريالية بسكر الكاللوز، وقد دلّ استعمال المواد الموسومة على سرعة انتقال السكروز 100سم في الساعة، في حين لا تتجاوز سرعة انتقال الماء والفوسفات 80 سم في الوقت نفسه، ويكون السكروز من أسرع السكاكر انتقالاً، وكذلك الأمر للحموض الأمينية، وتزيد سرعة الانتقال بارتفاع درجات حرارة العضو وتهبط بسرعة باستمرار رفع درجات الحرارة كما هي الحال في جميع الظواهر البيولوجية. وتهبط سرعة انتقال المواد المُصَنَّعة في الأوراق ليلاً إلى ربع سرعة انتقالها في النهار وذلك لتسهل عمليات إخلاء منتجات التركيب الضوئي.
    دلت الاختبارات الحديثة على استقطاب انتقال مواد النمو في الأنابيب الغربالية، كما هي الحال في كوليوبتيل الشوفانعلى سبيل المثال، في حين تنتقل المواد المغذية الأخرى من موقع إلى آخر بطريقة غير مستقطبة. وعلى العموم يجري الانتقال نحو التركيز الأخفض في حالات إخلاء السكر من نصل الورقة إلى الساق، أو تكديس المدخرات في البذرة إذ لوحظ انتقال السكر في اتجاه معاكس.
    طُرحت لشرح انتقال المواد عبر الأنابيب الغربالية مجموعة من النظريات التي يعتمد بعضها على الضغط الحلولي الذي يفسر انتقال الماء والمواد المنحلة الأخرى الأمر الذي يتعارض مع اختلاف سرعة انتقال المواد المختلفة. وتَعْتَمد النظريات الأخرى على حادثتي الانتثار diffusion والديلزة dialyse وعمل الفجوات بين الخلايا، وهذا الأمر لا يشرح الانتقال نحو التراكيز الأعلى، كما أن سرعة الانتقال تكون أ كبر من سرعة الانتثار. وهنالك دور تقوم به السيتوبلاسما الحية التي يمر عبرها النسغ في الأنابيب الغربالية، إذ إن هذه السيتوبلاسما غنية بالأنزيمات المرتبطة بالنشاط الاستقلابي.
    وما زالت طرائق انتقال المواد عبر الأنابيب الغربالية غير معروفة بدقة.
    أنور الخطيب

صفحة 46 من 146 الأولىالأولى ... 364445 4647485696 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال