صفحة 43 من 146 الأولىالأولى ... 334142 4344455393143 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 421 إلى 430 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 43

الزوار من محركات البحث: 64845 المشاهدات : 322027 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #421
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,243 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44359
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 5 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    المجنح القديم

    الطائر القديم، ويسمى أيضاً، المجنّح العتيق (أركيوبتريكس) Archaeopteryx يمثّل أقدم الطيور، عُثر عليه على شكل مستحاثات في طبقات أواخر الدور الجوراسي من الحقب الجيولوجي الثاني، أي ما قبل نحو 150 مليون سنة. فهو طائر بريشه وأرجله، ولذلك صُنّف في رتبة الأشكال المجنحة العتيقة Archaeopterygiformesوصفيف الطيور العتيقة Archaeornithes، لكنه يتميز بصفات تُذكِّر بصفات الزواحف؛ تتمثل بوضعية عظام القحف في الرأس وبمنقاره ذي الأسنان المخروطية وبذيله الطويل الذي يمثّل امتداداً للعمود الفقري.
    تعود ندرة مستحاثات الطيور، التي لا تساعد على إعطاء فكرة عن تسلسل فروعها التطورية، إلى طبيعة حياتها البرية وتكيفها للطيران وعدم توفر شرط الدفن السريع بعد موتها، وهو أحد شرطين أساسيين لضمان عملية الاستحاثة. وقد عثر في الفترة الواقعة ما بين عام 1860 وعام 1987 على سبع عينات من المجنح القديم فقط في منطقة محددّة جداً من العالم، وهي منطقة سولنهوفن في باڤاريا جنوبي ألمانيا، حيث وجدت انطباعات لريشة وحيدة منعزلة ولستة هياكل تنتمي كلها إلى هذا الجنس شكل (1)، وقد حفظت حفظاً جيداً بصورة استثنائية في الحجر الكلسي الطباعي lithographic limestone نتيجة لحبيبات هذا الحجر فائقة النعومة وترسبه البطيء في بيئة بحيرية شاطئية لاهوائية (غير المهواة) anaerobic.
    الشكل (1) هياكل المجنح القديم الستة التي عُثر على مستحاثاتها مع انطباع ريشة من رياشه

    اكتشفت الريشة المنعزلة في عام 1860، وهي تمثل أقدم ريشة طائر محفوظة حفظاً جيداً على شكل مستحاثات، وتدل على أول وجود للطيور في السجل المستحاثي. وبعد أشهر قليلة ، أي في عام 1861(الشكل 1/1)، عُثر على هيكل كامل تقريباً لطائر بدائي دُعي أركيوبتريكس ليتوغرافيكا Archaeopteryx lithographica. وتعني كلمة Archaeopteryx الجناح العتيق، وتعني كلمة lithographica الحجر الكلسي الطباعي، الذي وُجد فيه انطباع هذا الهيكل والذي كان يُطلق عليه في القرن التاسع عشر حجر الطباعة لاستخدامه في الطباعة بسبب حبيباته الناعمة التي حفظت انطباعات الريش والعظام بصورة استثنائية. وهذا الهيكل محفوظ في متحف التاريخ الطبيعيالبريطاني، ولذلك سمي بعيّنة لندن (الشكل1/1). كان لهذه العينة حين اكتشافها أهمية كبيرة جداً؛ لدعمها نظرية التطوّر الجديدة التي وضعها تشارلز داروين؛ ولأنّها قدمت مثالاً ممتازاً عن الحلقة المفقودة بين صفين متميّزين من الحيوانات الفقرية، هما صف الزواحف وصف الطيور. وقد لاحظ العلماء المتخصّصون في علم الحيوان قبل ذلك أنّ الطيور الحالية تشترك مع الزواحف الحالية بكثير من الصفات قبل أن يكتشف العلماء أنّ مستحاثات الطيور الجوراسية هي أشكال وسط بين الزواحف والطيور .
    أما الهيكل الثاني فقد اكتشف عام 1876، وهو أكمل الهياكل الستة وأكثرها وضوحاً، ويوجد في متحف برلين، ولذلك سمي بعيّنة برلين (الشكل1/2). دُعي هذاالهيكل في البداية أركيورنيس سيمنسي Archaeornis siemensi، غير أنّ معظم الباحثين وجدوا بعد البحث أنّ كل العينات التي عثر عليها في الحجر الكلسي الطباعي العائدة إلى الجوراسي الأعلى في جنوبي ألمانيا تنتمي كلها إلى أركيوبتريكس ليتوغرافيكا.
    لم تُكتشف الهياكل الأربعة الأخرى للأركيوبتريكس إلاّ في الخمسينات من القرن العشرين. فقد عثر على الهيكل الثالث عام 1956 في المكان الذي عثرت فيه عيّنة لندن، وهو هيكل غير كامل، ويبدو أنه تعرّض للتحلل قبل تحوّله إلى مستحاثة وهو محفوظ في متحف ماكسبرغ، ولذلك سمي بعينة ماكسبرغ (الشكل 1/3).
    أمّا الهيكل الرابع فقد وجد في عام 1855، وبقي في متحف «هارلم» في هولندا لأكثر من قرن من الزمن قبل أن يحدّد أنه ينتمي إلى الجنس أركيوبتريكس في العام 1970، وسميَّ بعيّنة هارلم (الشكل 1/4).
    وعُثر على الهيكل الخامس في منطقة ايخستات في عام 1951، ولذلك سمي بعينة إيخستات (الشكل 1/5)، وهو أصغر من الهياكل الأخرى. وصنّف في البداية على أنّه يمثّل أحد أفراد زاحف صغير، ولم يُعرف أنّه ينتمي إلى الجنس أركيوبتريكس إلاّ في عام 1970.
    وأما الهيكل السادس والأخير، فقد عثر عليه في سولنهوفن عام 1987، وسمي بعيّنة سولنهوفن (الشكل 1/6).
    يبلغ حجم أركيوبتريكس حجم الحمام أو الغراب (الشكل 2). وهذا الشكل يبيّن باللون الأسود أهم مناطق الاختلاف بين هيكل الحمام وهيكل الطائر القديم الذي يتميّز من الطيور الحالية بذيل طويل مؤلف من نحو 20 فقرة، و يحمل صفين من الرياش الذيلية ينمو كل شفع منها على جانبي كل فقرة من فقراته. ويختلف هذا الترتيب عن ترتيب الريش المروحي على نهاية جذع الطيور الحالية، كالحمام مثلاً، الأمر الذي يوفر لهذه الطيور الأخيرة سطحاً يساعدها على التحكّم في الطيران. تتميّز جمجمة الطائر القديم بفكوك زاحفية تحمل أسناناً مخروطية حادة. كما تحوّر الطرفان الأماميان إلى جناحين، يحمل كل واحد منها ثلاث أصابع حرة غير متحدّة تنتهي بمخالب حادة. في الزنار الكتفي زاحفي لا يوجد عظم ترقوة، وعظم القص مزوّد بعرف بارز كما في الطيور الحالية، ولكن توجد أضلاع بطنية. عظم العجز عنده صغير، أمّا عظام الزنار الحوضي فغير ملتحمة، كما أنّ عظام المشط غير ملتحمة التحاماً كاملاً كما في الطيور الحالية التي تشكّل فيها العظم المسمى عظم المدفع.
    الشكل (2) هيكل الأركيوبيتركس (أ) وكالوس (الدجاج) (ب)

    الشكل (3) إعادة تمثيل المجنح القديم

    يعد ّظهور الريش من أهم الصفات التي تُميّز هذا الطائر البدائي، ويلاحظ وجوده بصورة خاصة على الأجنحة والذيل، ويبدو أن عدد الرياش كان غير كاف للطيران المستمر. كانت تعيش أفراد هذا الجنس، على ما يبدو، على الأشجار، إمّا للاختباء من الأعداء أو للنوم أو للتعشيش، ولكن كان يمكنها الهبوط إلى الأرض بطيران انزلاقي، أو تطير من غصن إلى غصن أدنى منه. ولا يوجد أي دليل على قدرتها على الطيران من الأرض. فكل الأدلة توحي بأنّ القدرة على الطيران النشط من الأرض تطورت عن مرحلة الطيران الانزلاقي التي سمحت للحيوان بالوصول إلى الأرض من مواقع مرتفعة في الأشجار. كان هذا الطائر يتسلّق جذوع الأشجار باستعمال مخالبه الحادة في الطرفين الأماميين (الجناحين) والخلفيين (الشكل 3). ومن المحتمل أنه كان من الحيوانات ثابتة الحرارة مع غطائه الريشي لإنقاص ضياع الحرارة. ويبدو أن حرارة الجسم المرتفعة وثباتها كانتا ضروريتين لحضانة البيض وفقسه.
    فؤاد العجل

  2. #422
    المحار

    المحار mussel حيوانات من الرخويات ذوات المصراعين [ر] Bivalvia، جسمها محاط بصدفة مؤلفة من مصراعين، يبرز من بينهما، في الناحية الخلفية العلوية من الحيوان، أنبوبان أحدهما عريض هو الأنبوب الشهيقي inhalant siphon والآخر ضيق هو الأنبوب الزفيري exhalant siphon. ومن مقدمة الحيوان السفلية تبرز قدم تحفر الطين والتراب كما يفعل الفأس، لذلك تسمى هذه الحيوانات أيضاً فأسيات القدم Pelecypoda. كما تتألف غلاصمها (خياشيمها) من صفائح رقيقة، لذلك تُسمى أيضاً صفيحيات الغلاصم Lamellibranchia.
    يعيش المحار في الماء، وعلى القاع على أنواع مختلفة من المستندات القاعية، في البحار والمحيطات وفي المياه العذبة، في البحيرات والأنهار والبرك. وهذه الحيوانات بطيئة الحركة تعيش أحياناً مغمورة بالماء حتى منتصفها أو كلها في التربة أو في رمل القاع.
    صفاته الخارجية
    يُعدّ محار الماء العذب Anodonta rubens المثال النموذجي لهذه الحيوانات. والواقع يوجد نوعان من محار الماء العذب هما أنودونتا روبنز Anodonta rubens وأونيو الرئيس Unio praesidens، ولكن يمتاز النوع الأول بكبر حجمه فيصل طوله إلى 12سم في حين لا يتجاوز طول الثاني 6 سم، وهما متشابهان جداً ولا يختلف أحدهما عن الآخر إلا في بعض التفاصيل الصغيرة .
    يعيش الأنودونتا على قاع النهر، حيث يرقد وطرفه الأمامي مغموراً في الطمي متحركاً ببطء شديد بوساطة القدم، ويمر تطوره الجنيني في طور يرقاني يعرف باسم اليرقة السهمية glochidium التي تتثبت على الأسماك العابرة لتنتشر بعيداً عن أمهاتها، مما يفسر انتشار هذا المحار في كثير من أنحاء العالم.
    الشكل (1) السطح الخارجي والداخلي لمحار المياه العذبة (هيغنر وإنغمان 1968)
    صدفة المحار
    تحيط بالحيوان صدفة تتألف من مصراعين (الشكل1) يتمفصلان في الناحية الظهرية ويتصل بعضهما ببعض برباط، ويمكن أن ينغلقا وينفتحا بوساطة مجموعة من العضلات المُقَرِّبَة والمُبَعِّدَة موجودة في الناحية البطنية من الحيوان. سطحها الخارجي خشن لونـها بنـي محمر، وسطحها الداخلي أملس أبيض متلألئ لمَّاع تُشاهد عليه مرتكزات العضلات المقربة والمبعدة للصدفة، تحتل ذروته الأمامية قمةumbo منتفخة صغيرة هي أول ما يتكون من الصدفة في النمو الجنيني، يُضاف إليها تدريجياً، وكلما تقدم العمر بالحيوان، حلقات كلسية جديدة تترك بينها خطوط متحدة المركز تسمى خطوط النمو.
    تتألف الصدفة من ثلاث طبقات هي:
    1) الطبقة القرنية periostracum وهي طبقة خارجية رقيقة جداً، تتألف من مادة قرنية لحماية الطبقات التي تقع تحتها من الصدفة تسمى الصدفين conchiolin، وهي مادة عضوية قريبة في تركيبها من الكيتين chitin.
    2) الطبقة الموشورية prismatic layer هي الطبقة الوسطى، وتتألف من كربونات الكلسيوم.
    3) الطبقة اللؤلؤية nacreous layer أو أم اللؤلؤ mother of pearl تتكون، بصفة رئيسة، إلى حد كبير من كربونات الكلسيوم المتلأليء على هيئة طبقات رقيقة موازية لسطح الصدفة، وهي التي تُفْرِزُ، في الأنواع البحرية التي تشكل اللؤلؤ، طبقات رقيقة متحدة المركز حول نواة مركزية مشكلة اللؤلؤ.
    الشكل (2) تمثيل مقطع في محار الماء العذب لبيان موقع الجهاز التنفسي نسبة إلى الأعضاء الأخرى من الجسم (هيغنر 1968)
    البنية الداخلية
    يغطي الجسم غشاء رقيق يسمى الرداء mantle ينتشر متدلياً على جانبي الجسم مبطناً مصراعي الصدفة (الشكل2)، ويتحد المصراعان في الخلف في نقطتين تاركين فتحتين واضحتين لبروز أنبوبين قصيرين جداً هما الأنبوب الزفيري الظهري الصغير الأملس الجدران، والأنبوب الشهيقي البطني الواسع الذي تحمل حوافه حليمات تفيد في اختبار حالة الماء الداخل، ومن هذين الأنبوبين يدخل الماء للتنفس والغذاء وتخرج الفضلات.
    جهاز الهضم: يتألف غذاء المحار من مواد عضوية، تدخل الجوف الردائي مع الماء الشهيقي البطني ومن ثم إلى الفم الذي يقع بين شفعين من الصفائح تسمى اللوامس الفموية labial palps؛ تحف بهما، والغشاء الردائي، مجموعة من الأهداب التي تدفع المعلقات الغذائية نحو الفم (الشكل3). ومن هناك تنتقل الأغذية إلى البلعوم ثم المعدة. وعلى كل من جانبي المعدة توجد غدة هاضمة تفرز كل منهما إفرازاتها الهاضـمة لتصب في المعدة.
    ينتقل الغذاء المهضوم إلى الأمعاء التي تتلفف فوق القدم ثم تخترق الجوف حول القلب أو جوف التامور pericardial cavity ثم تنتهي بالشرج ثم الأنبوب الزفيري.
    الشكل (3) تمثيل مواقع الأجهزة المختلفة لمحار الماء (هيغنروإنغمان 1968)
    الجهاز التنفسي:يتمثل بالغلاصم التي يوجد منها غلصمتان كبيرتان جداً تتدليان في تجويف الرداء على كل من جانبي الجسم. تتألف كل غلصمة من صفيحتين غلصميتين تتدليان جنباً إلى جنب، تتألف كل منهما من صفيحة خارجية وأخرى داخلية، تلتحم الصفيحة الداخلية من الغلصمة الخارجية بالصفيحة الخارجية من الغلصمة الداخلية، في الناحية الظهرية لتجويف الرداء، لتتكون في الأعلى أجوافٌ فوق غلصمية (الشكل 2 و4). وتتألف كل صفيحة عملياً من عدد كبير من الخيوط الغلصمية gill filaments الطويلة، التي تتصل بعضها ببعض بوصلات بين غشائية interlamellar junctions تقسم الحيز الواقع بينها إلى حجرات واضحة تُعرف باسم الفراغات بين الصفيحية interlamellar spaces أو الأنابيب المائية water tubes توجد بينها عدة ثقوب دقيقة تسمح بمرور الماء من فراغ إلى آخر (الشكل 5).
    الشكل (4) بنية الخيوط الغلصمية في محار الماء العذب(هيغنروإنغمان 1968)
    يغطي الخيوط الغلصمية نسيج ظهاري مهدب يُحْدِث تياراً من الماء المحمَّل بالأكسجين الذي يدخل في التجويف الردائي عن طريق الأنبوب الشهيقي، يمر عن طريق الفتحات إلى الفراغات بين الصفيحتين ومنها إلى التجويف فوق الغلصمي. وفي النهاية يترك هذا الماء الذي حُمِّلَ بثنائي أكسيد الكربون جسمَ الحيوان إلى الوسط الخارجي عن طريق الأنبوب الزفيري.
    إضافة إلى ذلك تمثل أهداب الحيوان جهازاً فعالاً لجمع الغذاء، الذي يُرَشِّح دقائق الغذاء من تيار الماء ويدفعها إلى الأمام في حبال مخاطية باتجاه اللوامس الشفوية باتجاه الفتحة الفموية. وهكذا فإن الغلاصم تقوم بوظيفة التنفس وجمع الغذاء بآن واحد.
    جهاز الدوران: يوجد القلب في جوف التامور، ويتألف من بطين وأذينين (الشكل 3). يحيط الأول بالمستقيم، ويخرج منه الشريان الأمامي والخلفي، ويمر منهما الدم إلى الشرايين ثم يعود في الوريد الأجوف vena cava إلى الكليتين ومنهما إلى الغلاصم ثم إلى الأذينين.
    يقوم الرداء أيضاً بدور تنفسي، إذ يعود الدم منه إلى الأذينين مباشرة نقيّاً محملاً بالأكسجين المستخلص من ماء الجوف الردائي مباشرة.
    والدم بصورة عامة لا لون له، ولكنه عند بعض الأنواع يكون لونه أحمر أو أزرق.
    الجهاز العصبي: يتألف من عقدتين مخيتين صغيرتين تقعان على جانبي المريء وتتصل إحداهما بالأخرى بالحلقة حول المريء، كما تتصلان بعقدتين قدميتين pedal ganglia ملتحمتين وبوصلتين طويلتين بعقدتين حشويتين visceral gangliaملتحمتين (الشكل 3).
    لا يحمل محار الماء العذب جهازاً حسياً جيداً، بل هناك حويصل صغير هو حويصل التوازن [ر] statocyst يوجد خلف العقدة القدمية، يحوي بداخله كرة كلسية هي الحجر التوازني statolith الذي يمثل عضو التوازن لدى الحيوان.
    الشكل (5) اليرقة السهمية للمحار (إلى اليمين) وتوضع اليرقات على غلاصم السمك (إلى اليسار)
    كما تغطي كلاً من العقدتين الحشويتين خلايا ظهارية صفراء تشكّل ما يسمى osphradium لا تُعرف وظيفتها تماماً، لكن يعتقد أنها تتفحص الماء الداخل إلى الجوف الردائي للحيوان. كما توجد خلايا حسية منتشرة على حافة الرداء، تكون غزيرة على الأنبوب البطني وتتحسس خاصة باللمس والضوء.
    أعضاء الإطراح: هناك كليتان تقعان على جانبي التامور وتحته، لكل منهما شكل حرف U، تنتهي كل منهما بمثانة بولية تنفتحان معاً بفتحة بولية كبيرة خلف الحيوان في الحجرة فوق الغلصمية، في حين ينفتح كل من الكليتين أمامياً في التامور (الشكل 3).
    التكاثر: المحار منفصل الجنس، والمناسل كبيرة ومزدوجة، وتنفتح الفوهة التناسلية أمام فوهة الشرج مباشرة على كلا الجانبين (الشكل 3). تُحْمَل النطاف إلى الماء عبر الأنبوب الزفيري للذكر، وتدخل الجوف الردائي للأنثى عبر أنبوبها الشهيقي، ويتم إلقاح البيضة في الجيب الردائي لتُحْضَن البيضة الملقحة بين الغلاصم. تتحول البيضة الملقحة إلى يرقة تسمىاليرقة السهمية glochidium (الشكل 5) التي تحيط بها صدفتان جانبيتان. تبقى هذه اليرقة بين غلاصم المحارة طوال الشتاء، ثم تنطلق في الربيع إلى الماء لتتعلق بغلاصم الأسماك بخيوطها اللاصقة byssus لتعيش حياة طفيلية على الأسماك. ثم لاتلبث أن تتحول إلى محار بالغ.
    تربية المحار وأهميته الاقتصادية
    يُستزرَع المحار لأنه يعد مصدراً غذائياً جيداً للإنسان وللأسماك، وقد استزرعه الرومان منذ زمن طويل. ويهتم العالم كثيراً بتربية المحاريات ويعد من المشروعات الواسعة الانتشار في أربع عشرة دولة. والأنواع التي تُربى في العالم هي: الجنس أوسترِياOstrea الذي تُربى أنواعه لأهميته التجارية، والجنس كراسوسترِيا Crassostrea الذي يضم سبعة أنواع تُربى على مستوى تجاري واسع، وكلا الجنسين منتشران في جميع بلدان العالم وخاصة في المياه الدافئة. ويُربى النوع الياباني كراسوسترِيا العملاقCrassostrea gigas بنجاح كبير في اليابان منذ القرن الثامن عشر حيث تُصَدَّر يرقاته بكميات كبيرة إلى بريطانيا وكندا وفرنسا وأمريكا. كما يُربى المحار الأمريكي الأصلي كراسوسترِيا الفضي C.virginica على نطاق واسع في كل مكان من أمريكا وكندا وعلى طول شاطئ المحيط الأطلسي بالشمال. ويُربى النوعان كراسوسترِيا الزاوي C.angulata وكراسوسترِيا التجاري C.commercialisفي أستراليا. ويربى في الفيليبين النوع ميرسيناريا سْماراغدينوس Mercenaria smaragdinus الأصفر. ويربى في أمريكا ثنائي المصراع ميرسيناريا التجاري M.mercenaria الذي ينتشر على طول شاطئ الأطلسي، وكذلك النوع مايا أريناريا Mya arenaria الذي يصلح أيضاً للتربية.
    أما في أوربا فيربى المحار كثيراً لسهولة تربيته، فتربيته لا تكلف كثيراً، والنوع الذي يُربى على نطاق واسع هو مايتيلوس إيدوليس Mytilus edulis، الذي يتثبت على الصخور بوساطة الخيوط اللاصقة. وتأتي إسبانيا في طليعة الدول المنتجة لهذا النوع، التي تطرح في الأسواق نحو 150 ألف طن سنوياً، وتأتي بعدها فرنسا وإيطاليا، وقد استبدل هذا النوع في إيطاليا بنوع البحر المتوسط مايتيلوس غالوبروفينسياليس Mytilus galloprovincialis. وتتم التربية في المنطقة الشاطئية، في منطقة المد والجزر، وفي الأحواض العائمة والمنطقة تحت الشاطئية.
    إضافة إلى أهمية المحار الغذائية للإنسان، تؤدي المحاريات دوراً مهماً في النظام البيئي في الأحواض المائية العالمية، إذ تستخدم غذاءً لكثير من اللافقاريات والأسماك. كما تعد مصدراً للأصداف واللؤلؤ، ويتم الحصول على الصدف من عدة أنواع من فصيلة محار الماء العذب، ويتشكّل اللؤلؤ جيداً عند المحار بينكداتا الشعاعي Pinctada radiata الذي يوجد بكثرة في البحر الأحمر والمحيط الهادئ والمحيط الهندي والبحر المتوسط حيث يعيش على عمق 5 -10م وتُقام حالياً مزارع خاصة في اليابان لتربيته.
    فائز صقر

  3. #423
    المحميات

    المحمية protected area وجمعها المحميات أو الحمى، قطعة أرضية أو بحرية تدار عبر تشريعات فعالة مكرسة لحماية الموارد الطبيعية والثقافية وديمومة التنوع البيولوجي (الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة 1994، جنيف ـ سويسرا)، وهي مواقع لحفظ المكونات الوراثية الوطنية في أماكن تكوينها in situ، ممثلة بنوكاً وراثية تضم المجموع التكويني الوراثي المعروف بالجينوم الوطني النباتي والحيواني الذي يمثّل الأفلورة flora والفونة fauna الوطنية.
    والمحميات مواقع تفاعل النشاطات الإنسانية المحلية مع العلماء وصناع القرار من أجل تحقيق التنمية المستدامة المحلية والمستقبلية، مقدمةً صورة واقعية للبحوث العلمية والبيئية خاصة، وما يرتبط بها من نشاطات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وسياحية. وتتوجه استراتيجية المحميات نحو الاهتمام بالموارد الطبيعية الفطرية، البعيدة عن الفعاليات الإنسانية، ودعم التعاون المحلي والإقليمي والدولي في سبيل ادخار عطاءات هذه الثروات للأجيال القادمة عن طريق ترسيخ مبادئ العدل بين الجماهير والشعوب على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية، وتنظيم طرائق التنمية المستدامة والاستهلاك المنظم.
    المفهوم التطبيقي للمحمية
    هي مساحة من الأرض أو البحر، تتميز بمظاهرها الطبيعية الممثّلة بكائناتها الحية النباتية والحيوانية البرية أو البحرية، أو تتميز بمظاهرها الثقافية أو العلمية أو السياحية أو الجمالية، يصدر بتحديدها قرار من السلطات العليا في البلد، يحظر فيها القيام بأنشطة أو تصرفات أو إجراءات أو أعمال من شأنها المساس بمستوى الجمال الطبيعي للمحمية أو الإضرار بالحياة الطبيعية البرية والبحرية من نباتية أو حيوانية أو تردي البيئة الطبيعية البرية والبحرية أو إتلافها أو تدميرها. ويحظر على وجه الخصوص، في حدود المحمية، القيام بصيد الكائنات البرية أو البحرية أو نقلها أو الإخلال بحياتها الطبيعية، أو القيام بأعمال من شأنها القضاء عليها، أو أخذ أي كائنات أو مواد عضوية مثل الأصداف أو المرجان أو الإسفنج أو الفضلات النباتية أو التربة أو الصخور ونقلها لأي غرض من الأغراض. كما يحظر إتلاف أو تخريب المظاهر الجغرافية أو الجيولوجية أو مهود تكاثر الفصائل النباتية والحيوانية ومواطنها[ر: الموطن]، أو إدخال أحياء غريبة في منطقة المحمية، أو تلويث تربة منطقة المحمية أو مياهها أو هوائها. كما يحظر إقامة المباني أو المنشآت أو شق الطرق أو تسيير المركبات أو ممارسة الأنشطة الزراعية والصناعية والتجارية في منطقة المحمية إلاّ بتصريح من الجهة الإدارية المختصة، وفقاً للشروط والقواعد والإجراءات التي يصدر بتحديدها القرار الناظم للمحمية.
    التكوين العالمي للمحمية

    الشكل (1)
    أ: محمية بسيطة مكونة من نواة مركزية (أسود)، محاطة بمنطقة واقية (مظللة قاتمة)، تليها منطقة انتقالية (مظللة) تضم مركز البحوث التجريبية الممثلة بعدد من الدوائر الخاصة بالبحوث والتربية البيئية وتدريب القدرات الوطنية.
    ب: محمية عنقودية أو عديدة النوى المركزية مكونة من عدد من النوى المركزية ( عن منشورات اليونسكو).
    تقسم المحمية (الشكل 1) وفق النظام العالمي لإقامة المحميات إلى ثلاثة أجزاء:
    1- المنطقة المركزية central areaالتي يحافظ فيها على المظاهر الطبيعية أو الثقافية والعلمية والسياحية والجمالية.
    2- المنطقة الواقية buffer zone تلحق بالمحمية منطقة واقية (الشكل 1) يصدر تحديدها بقرار من السلطات المختصة، بناءً على اقتراح الهيئة العامة للبيئة. ولايجوز ممارسة أي أنشطة فيها من شأنها التأثير في بيئة المنطقة المركزية للمحمية أو الإخلال بالظواهر الطبيعية إلاّ بتصريح من الجهة الإدارية المختصة بالمحمية. ويعهد إلى الجهة الإدارية القائمة على المحمية تنفيذ الأعمال الآتية: إعداد البرامج والدراسات اللازمة للنهوض بمنطقة المحمية الطبيعية. ورصد الظواهر البيئية، وإجراء حصر للكائنات البرية والبحرية في منطقة المحمية، وإنشاء سجلات خاصة بها، وإدارة الأنشطة المتعلقة بمنطقة المحمية وتنسيقها، وإعلام الجمهور وتثقيفه بأغراض المحمية الطبيعية، وتبادل المعلومات والخبراء مع الدول والهيئات الدولية في هذا المجال، وإدارة أموال صندوق المحمية. يجوز لجمعيات البيئة المشهرة اللجوء إلى الأجهزة الإدارية والقضائية المختصة بغرض تنفيذ القرارات المتعلقة بالمحمية. ينشأ صندوق خاص تؤول إليه الأموال والهبات والإعانات المقدمة للمحمية ورسوم زيارتها، إن وجدت، وحصيلة الغرامات التي تستعمل للأغراض الآتية: تدعيم موازنة المحمية وتحسين بيئتها وإجراء الدراسات والبحوث الضرورية، وصرف مكافآت لمرشدي المحمية.
    3- المنطقة الانتقالية transition zone: يُسمح فيها بممارسة النشاطات الإنسانية العادية.
    للمحميات نموذجان: المحميات البسيطة الموضحة بالشكل (1- أ) والمحميات العنقودية أو عديدة النوى الموضحة بالشكل (1- ب).
    أسباب إقامة المحميات
    إضافة إلى الإغراء الجمالي والسياحي والثقافي، تقام المحميات لتحقيق الأغراض الآتية:
    ـ دعم مشروعات البحث العلمي في مجال التنوع الحيوي للنبات الطبيعي والزراعي والتصنيفي والتشريحي والخلوي والكيمياوي والتكاثري الرعوي والنبات الطبي والصيدلاني والتهجين الطبيعي والصناعي. فالمحمية تعدّ المكان الأمثل لجمع إطار واسع من الأنواع النباتية، ودعم مشروعات البحوث القائمة في كليات العلوم والزراعة والصيدلة والطب والآداب والدراسات التراثية والحديثة وفي المراكز المتنوعة للبحوث العلمية.
    ـ دعم التعليم الواقعي والتعريف العملي بالوحدات التصنيفية.
    ـ التزود بالمواد التعليمية والبحثية، وحفظ النباتات النادرة أو المستوردة والدخيلة.
    ـ الحفظ خارج الموطن ex-situ وإنشاء مصادر للسلالات التكوينية الوراثية، وتبادل البذور بين 500 منظمة علمية عالمية وبلا مقابل.
    ـ إقامة دورات للعاملين المهتمين في استخدام النباتات الاقتصادية.
    ـ تعليم الصغار بطرائق الاهتمام بمعرفة النباتات المحلية.
    ـ إعداد الأجيال وتدريبها على طرائق المحافظة على الموارد البيئية والمحيط الحيوي[ر] واستخدامها في ديمومة التنمية.
    ـ التصدي لمكافحة التصحر، وتخفيف تلوث التربة والماء والهواء، وتوفير الحياة الملائمة للإنسان في الحاضر والمستقبل، وبناء نظام اقتصادي واجتماعي وثقافي وطني وإقليمي وعالمي.
    علاقة المحميات بالتنوع الحيوي
    وُلد مصطلح التنوع الحيوي[ر] في الثمانينات من القرن العشرين من قبل جماعة من البيولوجيين الذين عزَّ عليهم التردي السريع للأوساط الطبيعية ومواطنها الحيوية، فتنادوا لحماية ما يعرف اليوم بالتراث الطبيعي. ثم شاع استعمال مصطلح التنوع الحيوي عام 1992 في مؤتمر ريودوجانيرو الذي عرف بقمة الأرض، وأصبحت المحميات تمثّل المراكز الرئيسة للتعمق في دراسات التنوع الحيوي الذي يدرس في ثلاثة مستويات أولاً: التنوع الحيوي في مستوى المكونات الوراثية أو الجينات، ثانياً: التنوع الحيوي في مستوى الأنواع، ثالثاً: التنوع الحيوي في مستوى النظم البيئية. يحتوي الدليل العالمي للمحميات والحدائق النباتية في طبعته الأخيرة عام 2000 على نحو 800 موقع عالمي مهم في حماية النبات.
    نماذج المحميات
    صدرت في عام 1980 الوثيقة العالمية لحماية الموارد الطبيعية من الأطماع البشرية. وقد أسهمت في إعداد هذه الوثيقة مجموعة من المؤسسات وفي طليعتها برنامج الأمم المتحدة للبيئة United Nation Environment Program المعروف بالاختصار يونيبUNEP، ومركزه في نيروبي ـ غينيا. والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة The World Conservation Union المعروف بالاختصار أيوسن IUCN ومركزه جنيف ـ سويسرا. والصندوق الدولي للطبيعة المعروف World Wildlife Fund بالاختصار WWF ومركزه جنيڤ - سويسرا. وقد عملت هذه المؤسسات على تقديم الدعم اللازم لحماية الموارد الطبيعية الممثلة بالنظم البيئية ecosystem بهدف حماية مصادر الغذاء والكساء والدواء والرعي والزراعة ومواد البناء. ويعد برنامج الوكالة الدولية للمحميات World Commission on Protected Areas المعروف بالاختصار WCPA الملحق بالاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة من أبرز المؤسسات الدولية الممولة للمحميات والتنوع الحيوي والمحميات المخصصة للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي بعيداً عن الاستغلال البشري بهدف تحقيق الاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية والثقافية المفيدة في التنمية المستمرة والممثلة بالنماذج الآتية:
    أـ المحمية الطبيعية الخالصة strict natural reserve أو المحمية العلمية scientific reserve وهي مغلقة في وجه السياحة وعامة الناس، تشغل عادة مساحة محدودة الأبعاد تضم أنواعاً قبسية endemic ليس لها وجود في بقعة أخرى من العالم.
    ب ـ محمية المَعْلَم الوطني national monument: تشمل المظاهر والمشاهد والتشكيلات الجيولوجية أو النباتية أو الحيوانية ذات القيمة الوطنية.
    ج ـ المتنزه الوطني أو الحديقة الوطنية national park : يضم مساحة واسعة من الأرض متميزة بخواص بيئية أو جيولوجية أو أغطية نباتية أو مواقع مائية متميزة بأسماكها أو طيورها المهاجرة، وهي مقامة لتحقيق الأغراض العلمية والتعليمية والسياحية والترفيهية، يسمح فيها بالصيد المنظم الذي لا يخل بالتوازن البيولوجي.
    د ـ محميات إعادة تأهيل المعالم البرية والبحرية.
    هـ ـ محمية المناظر الطبيعية الأرضية أو البحرية: تهدف هذه المحمية إلى المحافظة على المعالم الثقافية أو الاقتصادية أو الحضارية.
    و ـ محميات المهود وإدارة الأنواع conservation through active management (habitat/species management area).
    زـ محميات التنمية الدائمة للنظم البيئية الطبيعية (إدارة موارد المحمية) sustainable use of natural ecosystems (managed resource protected area).
    ح ـ محمية إدارة الموارد الطبيعية: وهي محمية تهدف إلى حماية الأنواع المهددة بالانقراض أو تمثّل مواقع ترتادها الطيور المهاجرة.
    ط ـ المحمية البشرية anthropological reserve: محمية يحافظ فيها على الأساليب التقليدية والصناعات اليدوية ونظم الحياة القديمة بهدف التعلم من الأساليب البسيطة القديمة.
    ك ـ محمية المحيط الحيوي biosphere reserve: وهي محمية خاضعة لأنظمة برنامج الإنسان والمحيط الحيوي Man And Biosphereالمعروف بالاختصار ماب MAB التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم - اليونسكو - بهدف مراقبة تحولات المحيط الحيوي[ر] على مستوى الكرة الأرضية. لقد انطلق هذا البرنامج سنة 1971، وقد وصل عدد محمياته في سنة 1991 إلى 300 محمية منتشرة في جميع أنحاء العالم في 75 دولة.
    ل ـ محمية التراث العالمي أو محميات التراث العالمي World Heritage Reserves: وهي محمية تمثل المنجزات الإنسانية ذات القيمة التراثية العالمية التي يقرها برنامج التراث العالمي، والتي بلغ عددها 322 محمية سنة 1990. وفي 13 آب سنة 1975 انضمت الجمهورية العربية السورية إلى هذه الاتفاقية وسجلت كجزء من التراث العالمي: حلب القديمة برقم 251، بصرى القديمة برقم 252، دمشق القديمة برقم 253، آثار تدمر برقم 254.
    المحميات اليوم
    قُدرّت المحميات والمتنزهات الوطنية، في نهاية العقد التاسع من القرن العشرين، بأكثر من 3500 متنزهاً وطنياً ومحمية، تغطي هذه المواقع قرابة 4000000 كم2 في جميع أنحاء العالم. كما توجد في معظم الدول قوانين حماية الحياة الطبيعية أو الفطرية. ففي العقد الأخير من القرن العشرين أبرمت عدة اتفاقيات ومعاهدات دولية ضمن الجهود الموجهة لإنقاذ الأنواع الطبيعية الفطرية وحماية مواقعها ومواطنها ذات الأهمية الدولية. وتعد اتفاقية رامسار (المنسوبة إلى موقع في إيران) التي أبرمت عام 1971 لحماية الأراضي الرطبة، موئل الطيور المهاجرة، من أولى تلك الاتفاقيات. وتعدّ اتفاقية بون (ألمانيا) 1979 معاهدة أخرى لحماية الحياة الفطرية.
    تعدّ الولايات المتحدة أول دولة أنشأت محمية ممثلة بالمتنزه الوطني عام 1872، أما اليوم فهنالك أكثر من مائة دولة لديها محميات أو متنزهات وطنية.
    ففي إفريقيا تعدّ المحميات المقامة في أقاليم السافانا المكشوفة مصدر جذب سياحي، تمكّن الزوار من مشاهدة الحيوانات البرية بسهولة. ومن أصغر هذه المتنزهات متنزه نيروبي الذي تبلغ مساحته 115كم2 ويعد أكثر شعبية لوقوعه على بعد ثمانية كيلو مترات من مدينة نيروبي عاصمة كينيا، ومتنزه كليمنجارو الواقع في أعلى قمة في جبال إفريقيا.
    قائمة التراث الدولي
    وهي سجل عالمي للمواقع ذات القيمة الطبيعية والثقافية كونها جزءاً من التراث العالمي لما تتمتع به من جمال المظهر، أو ندرة الحياة الفطرية، أو أهمية القيمة الثقافية. تأسست قائمة التراث العالمي برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لعام 1972. وهي تضم اليوم أكثر من 400 موقع متنوع بين الأهمية الطبيعية كالحاجز المرجاني الكبير في أستراليا، وبين مبان أو مدن بأكملها مثل مدينة دمشق القديمة، ومدينة حلب القديمة، ومدينة بصرى القديمة، وآثار تدمر، وأهرامات مصر.
    أبرز المحميات السورية
    يوضح الشكل (2) خريطة الجمهورية العربية السورية وعليها أبرز مواقع المحميات السورية:

    الشكل (2)
    يوضح خريطة الجمهورية العربية السورية وعليهخا أبرز مواقع المحميات السورية:
    1- محمية الفرنلق، 2- محمية الصلنفة، 3- محمية أبو قبيس، 4- محمية جبل سنير، 5- محمية رخلة - برقش، 6- محمية جبل الشيخ (حرمون)، 7- محمية جباتا الخشب، 8- مجمية جبل العرب، 9- محمية الجبال التدمرية الجنوبية، 10- مجمية التليلة، 11- مجمية الجبال التدمرية الشمالية (أبو رجمين)، 12- محمية جبل بشري، 13- محمية جبل عبد العزيز، 14- محمية عين ديوار، 15- محمية جبل سنجار، 16- محمية الهري.
    1ـ محمية الفرنلق: تقع بالقرب من الحدود التركية في قطاع باير والبسيط، تضم أفلورة أليفة السيليس ممثلة بالسنديانالعزري. مساحتها: 2300 هكتار. تقع على بعد 4 كم من الطريق الرئيس الواصل بين اللاذقية وكسب وصولاً إلى فسحة كبيرة بين الأشجار. صخورها الأم اندفاعية خضراء. أمطارها من مرتبة 1200مم. وهي غابة طبيعية مغطاة بالأشجار بنسبة 98% يسودها السنديان العزري الزائف كاملاً أو مختلطاً مع الصنوبر البروتي. يضم الموقع قرابة 350 نوعاً نباتياً ينتسب معظمها إلى المنطقة المتوسطية، كما يوجد فيها رمق من الأنواع الأوربية السيبيرية نسبته العددية قرابة 9% ممثلة إحدى البقع النادرة التي مازالت محتفظة بآثار التيرسير والفترة المطيرة التي ميزت أواخر العصر الجليدي. عدد الأنواع القبسية الأنديميكية 9 أنواع، وتصل إلى 25 نوعاً قبسياً، إذا ما أخذت بالحسبان الأنواع القبسية الموجودة أيضاً في المناطق المجاورة. الأنواع المهددة بالانقراض 40، والأنواع الطبية تنوف على 40، والأنواع الغذائية العلفية قرابة 30، من هذه الأنواع يُذكر: الديجتاليس، والخزامى، والغار، والقيقب، والسوس، والمليسة، والتفاح البري، وأنواع النفل والبيقية والزعتر.
    2ـ محمية الصلنفة: تقع شرق اللاذقية، صخورها الأم كلسية دولوميتية، تنبت فوقها غابات الشوح والآرز.
    3ـ محمية «أبو قبيس»: تقع على السفوح الشرقية لسلسلة الجبال الساحلية بالقرب من الطريق الرئيس الواصل بين الغاب والساحل السوري. يقدر عدد السكان المتعاملين مع المحمية قرابة 16000 نسمة موزعين في 16 قرية. وهي مشهورة بزراعة التبغ والقمح والأشجار المثمرة، وتربية الماعز. مساحتها 4000 هكتار، مكونات غطائها النباتي: البلوط، وبعض أشجار الملول، والعزر، والغار، والصنوبر البروتي، والقيقب، وخوخ الدب، والأجاص السوري، والزعرور وحيد المأنث، والمحلب، والتفاح ثلاثي الفصوص، واللوز الشرقي. تعد محمية «أبو قبيس» مكان اصطياف ونزهة يُقصد لنهر «أبو قبيس» الذي أقيمت على جانبيه المطاعم والمقاصف والاستراحات. ينبع النهر من مغارة مكونة من أقواس حجرية وطاحونة قديمة مهجورة. وتطل قلعة «أبو قبيس» على وادي النهر وتصل إليها طريق حديثة.
    4ـ محمية جبل سنير (سنير على وزن أمير: اسم قديم لسلسلة جبال لبنان الشرقية): تقع غرب قرية قارة، صخورها كلسية كريتاسية وجوراسية في بعض المواقع، نفوذة نادرة التجمعات المائية أو الينابيع التي تغزر في سفوح هذه المناطق المرتفعة، تنتشر فوقها غابات اللزاب Juniperus excelsa أليف الكلس، قليلة الأنواع المعمرة الخديدية (أي لها شكل خديدة أي مخدة) المتوسطية، أو الطوروسية، أو الأرمنية، أو الإيرانية. نباتها الحولي قصير الأجل، غطاؤها النباتي بالغ الفقر مشابه للغطاء النباتي الصحراوي فهو لا يتجاوز 2% من المساحة المغطاة بالصخور والأحجار والحصى. أمطارها تراوح ما بين 800 -1000ملم/السنة. ويرد الفقر النباتي إلى قسوة المناخ ولا دخل للماعز والرعي الجائر والاستثمار البشري في تصحر المنطقة. الوسعة الحرارية كبيرة حيث تصل درجة الحرارة على سطح التربة دون الصفر ليلاً وترتفع إلى 40 درجة ظهراً. الرياح شديدة يمكن الاستفادة منها في رفع الماء أو توليد الكهرباء. تدوم الثلوج في بعض المواقع 9 أشهر أو أكثر في السنوات الرطبة وعلى المنحدرات الغربية.
    5ـ محمية رخلة ـ برقش: تقع شمال دمشق بالقرب من الحدود السورية اللبنانية تضم أشجار السنديان والزعرور.
    6ـ محمية جبل الشيخ (حرمون): تقع شمال عرنة، الصخور الأم كلسية جوراسية، ارتفاع قمته 2814م، يضم نماذج نباتية خديدية، ثلوجها شبه دائمة في السنوات المطيرة. تمتد المحمية طولاً قرابة 150 كيلومتراً من حسياء شمالاً إلى مجدل شمس جنوباً. وعرضها 45 كيلومتراً في الشمال على طول امتداد الحدود اللبنانية السورية حتى مهين، في حين يقتصر عرضها في الجنوب على 25 كيلومتراً من قمة حرمون حتى مزرعة بيت جن.
    7ـ محمية جباتا الخشب: تقع على السفوح الشرقية والجنوبية من جبل الشيخ. تضم غابة رائعة من السنديان والملول والزعرور الأزرولي والزعرور السينائي.
    8ـ محمية جبل العرب: تقع شرق السويداء، تعود الصخور الأم إلى بازلت النيوجين، تضم غابات السنديان القلبريني والزعرور الأزرولي والزعرور السينائي.
    9ـ محمية الجبال التدمرية الجنوبية: تقع شمال شرقي الرحيبة، وتشمل جبل الرواق الذي ارتفاعه 1390م فيها بقايا من أشجار البطم الأطلسي في منطقة البطميات الواقعة شمال بحر صيقل.
    10ـ محمية التليلة: وهي مكونة من مجموعة تلال في بادية الشام، متوسط ارتفاعها عن مستوى سطح البحر: 403م، قريبة من سبخة الموح، وإلى الجنوب الشرقي من مدينة تدمر على بعد 13كم. وهي تلال لايزيد ارتفاعها فوق سطح السبخة على 15م. تمتد من الشمال الشرقي باتجاه الجنوب الغربي، تغطي سفوحها بعض الأعشاب التي يرتادها البدو لرعي الغنم. مساحتها 129000 هكتار منها 22000 هكتار حماية مطلقة، مكونة من وديان وسهول وكثبان رملية، غطاؤها النباتي مكون من أنواع شبه سهوبية، وأنواع منتشرة في البادية الشرقية. وهي ذات طبيعة كلسية لا تمكنها من ضم أنواع متميزة. حيواناتها مكونة من مجموعة الطيور، وبعض محابس المها والغزال.
    11ـ محمية الجبال التدمرية الشمالية ( أبو رَجمين): يحدها من الشرق جبل السومرية، ومن الغرب جبل أبو رجمين، ومن الشمال جبل البلعاس، ومن الجنوب الجبل الأبيض. تضم هذه المحمية بقية من أشجار البطم واللوز والخوخ وعدداً كبيراً من الأنواع القبسية (أنديميك). مساحتها 45 ألف هكتار، تشكل جزءاً من سلسلة الجبال والهضاب التدمرية المنطلقة من فجوة حمص والمنتهية في جبل البشري وجبل عبد العزيز. وأبو رجمين جبل ذاع صيته منذ عهد الآراميين الذين نحتوا في صخور الأخاديد العميقة صهاريج مائية باطنية لا يعرفها إلا أسلاف عشيرة العُمور المقيمون فيها من أكثر من عشرين قرناً كما يذكر كثير من المؤرخين. المساحة 180.000 هكتار. يضم الجبل قرابة 230 بئراً من الطراز الآرامي الروماني القديم، وهي أشبه بمستودعات جمع لمياه الأمطار المستخدمة للشرب وسقاية الماشية. غطاؤها النباتي مكون من البطم المعمر الذي يبلغ محيط جذع بعض أشجاره ثلاثة أمتار، والتي تتجاوز أعمارها 3000 سنة، والذي استعملت ثماره في استخرج الزيت من قبل أهالي تدمر حتى الثلاثينيات من القرن الماضي، بدليل وجود نص تاريخي في معبد بل يسمح للأهالي بقطف ثمار البطم، ومن نباتها الرَمْن الفلسطيني والتين والبربريس. تضم المجموعة الحيوانية (الفونة) أسراباً من الطيور وأعداداً من الحيوانات المستأنسة. معدل الأمطار: 200 مم سنوياً. التربة: حمراء.
    12ـ محمية جبل بشري: تضم أنواعاً مهددة بالإنقراض كالبطم الأطلسي والفيرولة وعدداً كبيراً من الأنواع القبسية (أنديميك).
    13ـ محمية جبل عبد العزيز يشكل جبل عبد العزيز جزءاً من العارض الجبلي سنجار. يرجع تكوين صخوره إلى النيوجين البحري. المناخ متوسطي جبلي جاف.
    14ـ محمية عين ديوار: تقع في شمال شرقي الجمهورية العربية السورية بالقرب من الحدود التركية.
    15ـ محمية جبل سنجار وهي مشتركة مع العراق، وتتميز بوجود أنواع إيرانية طورانية مشتركة بين البلدين.
    16ـ محمية الهري: في منطقة البوكمال، وتتميز بالأنواع الصحراوية أليفة الملوحة.
    أنور الخطيب

  4. #424
    المَحْيَا

    المَحْيَا biotope مكان تجد فيه الأنواع الحيوانية مجموعة الشروط البيئية الضرورية لإنجاز كامل دورة حياتها أو بعض أجزائها.
    والمَحْيَا من الناحية الاشتقاقية ترجمة لتركيب مزجي يوناني مكَّون من كلمتي: مكان topos والحياة bios أي المكان الذي يقضي فيه أحد الأنواع الحيوانية حياته.
    تقسم الدراسة التفصيلية لمَحْيَا أحد الأنواع الحيوانية إلى أربعة أقسام: يشمل القسم الأول دراسة العوامل المناخية المسيطرة على الموقع، ويضم القسم الثاني دراسة الغطاء النباتي (أو الأخضورة végétation) المسيطر على مكان حياة النوعالحيواني المدروس، ويتمثل القسم الثالث دراسة الغذاء الذي يمد الحيوان بالطاقة، ويعالج القسم الرابع المكونات الفيزيائية للوسط. وهكذا يعكس المَحْيَا المواقع التي تعيش فيها كائنات حيوانية محددة، وهو غير المهد habitat أو الموطن[ر] الذي يحدد مناطق انتشار الأنواع النباتية.
    يمثل المَحْيَا الوحدة الأساسية للتقسيمات البيئية للمحيط الحيوي biosphére، وهو كالنوع بالنسبة للتقسيمات المستعملة في تصنيف الكائنات الحية، وهو بالنسبة لعلم البيئة أو علوم الجغرافيا الحيوية متسعٌ حيويٌ متميز موحد الشروط البيئية الرئيسة كالغابة أو المغارة أو الشواطئ الصخرية أو الشواطئ الرملية، وهو مرادف لموقع المحطة (أو المهد أو الموطن) المستعمل في علم البيئة النباتية.
    يتمثل المَحْيَا على سطح الكرة الأرضية في ثلاثة نماذج رئيسة هي: مَحْيَا الأوساط البحرية، ومَحْيَا أوساط المياه العذبة، ومَحْيَا الأوساط الترابية. وقد تشترك بعض الأنواع الحيوانية بأكثر من نموذج من المَحْيَا كالبرمائيات التي تعيش في مَحْيَيَن: مَحْيَا الأوساط الترابية ومَحْيَا الأوساط المائية.
    مثال: نماذج مناطق الحياة أي المَحْيَا الموجودة في مناطق السواحل الرملية.

    الشكل (1) مخطط مقطع عبوري لشاطئ رملي يصل إلى أراضي الاستقرار الزراعي
    تقسم مناطق الحياة المحيطة بالسواحل الرملية اعتماداً على مواقعها الجغرافية وتضاريسها ومناخها وطبيعتها الفيزيائية إلى خطوط موازية للشواطئ الرملية تتمثل بنماذج المَحْيَا الآتية (الشكل 1):
    1ـ مَحْيَا الشاطئ (البلاج) أو الحياة الشاطئية: وهو امتداد رملي مستمر أو مقطع بصخور تتكشف في حالة انحسار ماء البحر غنية بالأصداف والطحالب التي يقذفها البحر.
    2ـ مَحْيَا الرمال الرطبة الشاطئية: يضم تشكيلات نباتية موازية للشاطئ مكونة من مجموعة نباتية أليفة الملوحة.
    3ـ مَحْيَا الكثبان المتحركة: ويحتوي مجموعة نبات الأغروبيروم Agropyrum الخاضعة لتأثر الرياح القادمة من البحر.
    4ـ مَحْيَا الكثبان الثابتة: ويحتوي مجموعة نباتات أليفة الرمال Ammophila التي يكون فيها الغطاء النباتي متأثراً بطبيعة التربة.
    5ـ مَحْيَا المستقرات الزراعية: ويحتوي نماذج من الزراعات المستقرة القائمة خلف الكثبان المثبتة.
    علاقة المَحْيَا بالنظم البيئية écosystemes
    تجتمع نماذج المَحْيَا النباتية مع بعضها؛ لتُكَوِّن ما يعرف بالمجاميع النباتية phytomes أو بالمدغمات النباتيةphytocoenosis، كما تجتمع نماذج المَحْيَا الحيوانية؛ لتكون ما يعرف بالمجاميع الحيوانية zoomes أو المدغمات الحيوانيةzoocoenosis، وتجتمع المجاميع النباتية والحيوانية؛ لتشكل ما يعرف بالمجاميع الحيوية biomes أو المدغمات الحيوية biocenose. وتقسم المجاميع الحيوية إلى وحدات صغرى تعرف بالنظم البيئية (إيكوسيستيم) التي تمثل أنظمة تبادل الطاقة الموضحة في المعادلة:
    توجد بين المَحْيَا والمدغم الحيوي علاقات متينة ممثلة بالتبادل المستمر بين الطاقة والمادة؛ هذه العلاقات على درجة عالية من الدقة والتنظيم القادر على تكوين خصائص بنيوية ووظيفية جديدة تُمكن من توليد وحدات تحت نوعية منسجمة مع الأنظمة البيئية التي ينتشر فيها النوع ممثلة بالأنماط البيئية écotypes.
    المَحْيَا والتكيف adaptation
    يقوم المَحْيَا باصطفاء الأفراد المتحملة لشروطه البيئية بغض النظر عن مواقعها التصنيفية؛ وذلك لتعدد أنماط التفاعلات الموجودة بين المَحْيَا ومدغماته الحيوية. فمثلاً يؤدي غياب الضوء في الكهوف إلى تكوين نمط بيئي حشري عديم الأصبغة ضامر الأجنحة والعيون طويل الأشعار متبدل شكل الجسم. كما تجهز الأنماط البيئية الحيوانية المتأثرة بالتيارات المائية بوسائل تثبيتٍ مقاومة للانجراف التي من دونها لا يمكنها الاستمرار بالحياة في مثل هذه المواقع.
    ماهر قباقيبي

  5. #425
    المحيط الحيوي

    المحيط الحيوي biosphere هو الجزء المأهول بالحياة من الكرة الأرضية، حيث تعيش الكائنات الحية باستمرار. فهو ذلك الجزء من الأرض الذي يضم جميع الكائنات الحية والأوساط المناسبة لنموها. وهو يتمثل بصفيحة رقيقة تُغَشِّي سطح هذا الكوكب، ترتفع ما بين 8 و10 كيلومتر فوق سطح البحر، وتهبط بضعة أمتار في أعماق التربة حيث توجد الجذور والكائنات الحية الدقيقة، كما يتضمن كل السطوح المائية وأعماق المحيطات المختلفة الكثافة والأعماق.
    العوامل المؤثرة في توزع أنماط الحياة في المحيط الحيوي

    الشكل (1)
    كمية الطاقة التي تتلقاها المناطق المختلفة من الأرض: تتسع رقعة استقبال الطاقة الشمسية في المنطقة القطبية، وتضيق في نطاق خط الاستواء
    تعدّ الشمس العامل الرئيس الناظم لتوزع رقع المحيط الحيوي: فهي المسؤولة عن جريان الرياح وتغيرات المناخ، وكذلك عن انسياب الطاقة الذي يميز الحياة. فالأرض تتلقى نحو 2410 حريرة من الطاقة الشمسية كل سنة، ينعكس قسم منها في الهواء ولا تصل إلى الأرض إلا كمية صغيرة، تختلف باختلاف الموقع على الأرض (الشكل 1)، وهذا هو العامل الأساسي في اختلاف توزع أنماط الحياة على سطح الأرض. والواقع أن منطقة خط الاستواء تتلقى من الطاقة أكثر مما تتلقاه المناطق الأخرى، إضافة إلى تغير كميات الطاقة التي تتلقاها مناطق أخرى من الأرض بفعل دوران الأرض حول نفسها مرة كل 24 ساعة. كل ذلك ينعكس على دور المناخ وحركة الرياح وتغيرات الطقس واختلاف التضاريس. وتُمَيَّز بسبب ذلك مناطق مناخية مختلفة على سطح الكرة الأرضية تحدد المجاميع الحية biomes التي تختص بها كل منطقة.
    الأقسام المناخية الكبرى المسيطرة على الكرة الأرضية

    الشكل (2)
    أحزمة التيارات الهوائية المحددة للنماذج الرئيسة لدورات الرياح وكميات الأمطار على سطح الكرة الأرضية تخسر الرياح المرتفعة في منطقة الاستواء رطوبتها بشكل أمطار، والهواء الهابط في خط عرض 30 درجة شمالاً وجنوباً هو المسؤول عن تكون الحزام الصحراوي في هذه المناطق.
    تغطي سطحَ الكرة الأرضية أحزمة من التيارات الهوائية التي تحدد توجهات الرياح وكميات الأمطار (الشكل 2). يُسمّى الحزام الأول حزامَ الركود الاستوائي equatorial doldrumالمتميز بسكون رياحه وبهوائه المشبع بالرطوبة، وينطلق من خط الاستواء شمالاً ليُكَوِّن الحزامين الثاني والثالث: الثاني شمالي ويسمى حزام الرياح التجارية الشرقية الشمالية northeast trades المحصور بين درجة خط عرض صفر إلى 30 درجة شمالاً، والثالث جنوبي ويسمى حزام الرياح التجارية الشرقية الجنوبية southeast trades المحصور بين خط عرض صفر إلى 30 درجة جنوباً، والذي يفقد بالأمطار جزءاً من رطوبته عند خط عرض 30 درجة شمال خط الاستواء وجنوبه، الأمر الذي يحدد وجود الصحارى الكبرى في هذه المناطق. الحزام الرابع ويسمى حزام الرياح الغربية westerlies المحصور بين خط عرض 30 حتى 60 شمالاً. والحزام الخامس حزام الرياح الغربية المحصور بين خط عرض 30 و60 درجة جنوباً. والحزام السادس ويسمى حزام التيارات القطبية الشمالية الممتد بين خط عرض 60 و90 درجة شمالاً. والحزام السابع ويسمى حزام التيارات القطبية الجنوبية الممتد بين خط عرض 60 و90 درجة جنوباً.
    التضاريس ودورها في توزع الأمطار الناظمة لتوزع أنماط المحيط الحيوي
    تُطلق تسمية التضاريس[ر] relief على مختلف الأشكال المكونة لسطح الأرض من جبال وتلال وسهول وهضاب ووديان وسطوح إيجابية أو سلبية مستويات الارتفاع فوق سطح البحر، بما في ذلك سطوح قيعان البحار والمحيطات.
    وتتكون التضاريس فوق سطح الكرة الأرضية إما نتيجة تغضن وتجعد ونهوض وهبوط الصفائح المتحركة فوق مهل magma نواة الكرة الأرضية موجهةً بعوامل داخلية، أو نتيجة تجويةٍ weathering ونقل وحت وترسيبٍ، موجهةً بعوامل خارجية.
    يؤثر اختلاف المكونات المعدنية لسطوح الكرة الأرضية، وتباين ارتفاعاتها، في نمو الكائنات الحية وتنظيم تجمعها نباتية كانت أم حيوانية. ولذا تقوم التضاريس بدور مهم في تحديد توزع الأمطار ودرجات الحرارة ورسم أنماط المجموعات الحيوية.
    وهكذا، على سبيل المثال، تتمركز الأمطار في الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية، بين شهري تشرين الأول/أكتوبر ونيسان/إبريل أو أيار/مايو موجهة بعوامل مناخية خارجية. وتختلف كميتها، بما في ذلك الثلوج، اختلافاً كبيراً بعوامل محلية تضاريسيةً. فهي تصل إلى 1700مم في بعض مواقع جبال لبنان في القرنة السوداء، وتهبط حتى 90مم في تدمر. يلاحظ تناقص تدريجي في كمية الأمطار من الغرب نحو الشرق؛ لأن الجبال الغربية تشكل حاجزاً في وجه دخول التأثيرات الساحلية نحو الداخل، في حين لا تلاحظ هذه الفروق بالانتقال من الشمال إلى الجنوب. وتكون السفوح الغربية في سورية أكثر اعتدالاً من السفوح الشرقية.
    التضاريس ودورها في توزع درجات الحرارة السنوية
    يُقدّر متوسط درجات الحرارة السنوية في الجبال السورية اللبنانية في حدود 20 ْم. وتصل درجات الحرارة الدنيا إلى -13 ْم في جبال لبنان وحرمون والبادية السورية، وتبقى حول الصفر في الساحل السوري، وتصل درجة الحرارة القصوى إلى 37 ْم في اللاذقية وتتجاوز 47 ْم في تدمر.
    التضاريس ودورها في توزع الأنماط الحيوية
    تختلف كمية الأمطار باختلاف ارتفاع الموقع وبعده عن سطح البحر. وهكذا تسيطر على أراضي الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية، بناءً على بنية تضاريسها، المناخات الآتية:
    1ـ مناخ ساحل المتوسط: يشمل المناطق المعرضة مباشرة لتأثير رطوبة البحر المتوسط، ويقسم اعتماداً على مستويات ارتفاعه عن سطح البحر، إلى الأقسام الآتية: المناطق المتأثرة برطوبة البحر بصورة مباشرة، وتنطلق من الأراضي الساحلية حتى ارتفاع 1100م فوق سطح البحر. ويتميز بانعدام الصقيع، وضيق التباين الحراري اليومي والسنوي، وغزارة الأمطار التي تبدأ من تشرين الثاني/نوڤمبر حتى آذار/مارس وهي نحو 800 مم، وعدم توقف النمو الخضري شتاءً، وارتفاع رطوبة المرتفعات التي لايزيد ارتفاعها على 300م فوق سطح البحر، وشدة حرارة صيفها مع تمتعها بخريف دافئ وربيع لطيف. يبدأ ارتفاع درجات الحرارة في مواقع مناخ ساحل المتوسط في شهر حزيران/يونيو.
    2ـ مناخ المتوسط في الداخل: يشمل مواقع السهول الداخلية السورية اللبنانية ممثلة بسهول حلب وحماه وحمص والبقاع التي يراوح معدل أمطارها السنوي بين 300 و600 مم.
    3ـ مناخ السهوب الغربية: يشمل المناطق المتأثرة بجفاف السهوب القارية ويتميز بشتائه البارد والاعتدال في الرطوبة. وتراوح أمطاره بين 200 و600مم. ينتشر مناخ المتوسط شبه القاري في السهول السورية والمسطحات الداخلية التي تسود فيها عادة الزراعة البعلية. وهو يشكّل ما يُعرف بالهلال الخصيب الذي ينطلق رأسه من الأردن ويتسع بطنه في سورية ليضيق ثانية في تركيا ممتداً إلى العراق حتى منطقة الموصل. وقد خصه الباحث الفرنسي دومارتون بتسمية خاصة هي المناخ السوري.
    4ـ مناخ السهوب الشمالية: يتمركز في منطقة الجزيرة.
    5 ـ مناخ السهوب الصحراوية: يتمركز في منطقة تدمر ووادي الوعر ووادي المياه وخبرة الزلف.
    6 ـ المناخ الصحراوي: ينتشر بالقرب من الحدود الأردنية، وتراوح كمية أمطاره ما بين 50 و100مم وينتشر في البوكمال والهري.
    7 ـ المناخ الجبلي الساحلي: يضم المناخ المتوسطي الجبلي oromediterranean range، ويشمل المناطق المتأثرة ببرودة الارتفاع عن سطح البحر، ويتمثل في الجبال الساحلية بجبل النبي يونس في الصلنفة (1562م) وجبال القدموس (1385م) وهي جبال معتدلة الحرارة وغزيرة الأمطار، كما يتمثل في الجبال الداخلية السورية القاسية البرودة والشحيحة الأمطار مقارنة بالساحل.
    8 ـ المناخ الجبلي الداخلي: ينتشر بالقرب من الحدود العراقية ويضم جبل سنجار (1460م) وقاسيون (1154م) والمانع (1089م) وجبل عبد العزيز (920م) وجبل بشري (852 م). كما يشمل السفوح الشرقية الممتدة بين ارتفاع 1200 و1700م من سلسلة لبنان الغربية.
    المجموعات الحيوية (أو البيومات biomes)
    تُحَدِد التباينات الحرارية، والتغيرات الفصلية، وكميات الأمطار الهاطلة على سطح الكرة الأرضية نماذج المجاميع الحيوية. والمجموع الحيوي (بيوم) رقعة كبيرة من سطح الكرة الأرضية تمثل الوحدات الكبرى للمحيط الحيوي (الشكل3). ومن الملاحظ تشابه الصحاري العالمية من النواحي الفيزيائية الممثلة بارتفاع الحرارة وقلة الأمطار، ولكن التدقيق في تفاصيل كل منها يوضح تباينها البيولوجي.

    الشكل (3) أبرز المجموعات الحيوية في الكرة الأرضية
    والمجموعة الحيوية (بيوم) وحدة مجردة، فالمجموعة الحيوية في الغابة المدارية، على سبيل المثال، ليست موقعاً جغرافياً محدداً ولكنها تعني الغابات المدارية جميعها المنتشرة على سطح هذا الكوكب. وفي كل تجريد تُحْذَف مجموعة مهمة من التفاصيل. فالحدود ليست واضحة بين المجموعات الحيوية، إذ يتعذر وضع نماذج الغابات المدارية كلها على الخرائط. وعلى الرغم من ذلك يؤكد مفهوم المجموع الحيوي الحقيقة المهمة الآتية: تتشابه الكائنات الحية في المناخ الواحد مع تنوع انتماءاتها التصنيفية، وبصرف النظر عن تطورها التاريخي، وهذا ما يُسمّى بالتطور المتقارب convergent evolution. وعلى كل حال يُميَّز بين مجموعات حية أرضية terrestial biomes تسكن الأوساط الترابية، ومجموعات حية تعيش في المياه العذبة، ومجموعات حية تعيش في البحار والمحيطات.
    المجموعات الحية الأرضية
    يضم سطح الكرة الأرضية مجموعات حية متنوعة ممثلة بالغابات المدارية الماطرة tropical rain forest، والساڤانات savannas، والشابارال chaparral، والأراضي العشبية grasslands، والغابات المخروطية الباردة الشمالية biome of northern cold coniferous forest المسماة تايغا taiga، والتندرا tundra وفيما يأتي شرح موجز لكلٍ منها:

    الشكل (4) ساكنات الغابات المدارية الماطرة
    (أ) النباتات الفوقية (ب) الببغاء الرائعة Neiphrma splendida
    1ـ الغابات المدارية الماطرة: تنتشر المجموعات الحيوية لأغلب الغابات المدارية الماطرة في منطقة خط الاستواء المتميزة بثبات متوسط الحرارة اليومية طوال أيام السنة، وعدم اختلاف طول النهار الذي لا يتجاوز الساعة بين مختلف أيام السنة، وبالأمطار الفصلية التي تصل حدودها القصوى في فترة الاعتدال الربيعي أو الخريفي equinoxe (الذي يمثل اعتدال الليل والنهار مرتين في العام نحو 21 آذار/مارس و23 أيلول/سبتمبر). وترجع التغيرات في كمية الأمطار السنوية إلى أشكال التضاريس الجبلية ومواردها المائية.
    تهطل الأمطار في الغابة المدارية الماطرة بغزارة طوال أيام السنة، وتراوح كمية الهطل بين 200 و400سم في السنة، ويعدّ الشهر جافاً إذا كانت أمطاره دون 10سم. وتعيش في الغابة المدارية الماطرة أنواع نباتية وحيوانية تفوق الأنواع التي تعيش في باقي المجاميع الحيوية الغابية. ففي الهكتار الواحد يُصادف وجود 100 نوع مختلف من الأشجار، يقابله ستة أنواع في الغابات الاسكندناڤية. ففي الغابة المدارية الماطرة تتنافس النباتات للحصول على الضوء، حيث تحتل الأشجار نسبة 70% من النباتات الأخرى. كما ترتفع الأشجار العليا العملاقة بين 50 و60 متراً. وتكثر العرائش والمتسلقات المتخشبة التي يصل طولها إلى 240 متراً في بعض الأنواع. ولا يصل إلى سطح أرض الغابة المدارية الماطرة إلا ما بين 0.1 و1% من الضوء الكلي.
    وتغزر أيضاً النباتات الفوقية[ر] epiphytes (التي تستخدم نباتاتها في داخل المنزل مثل البنفسج الإفريقي). وتكون الحشرات فيها بالغة التنوع وكذلكالطيور (الشكل 4) والحيوانات الثديية.
    الشكل (5) حمر الوحش والزرافات من أبرز حيوانات السافانا المدارية في غينيا
    2ـ الساڤانا: الساڤانا[ر] أراض عشبية مدارية مبعثرة أجمات الأشجار. أفضل نماذجها ممثلة في إفريقيا تكثر فيها الحيوانات العاشبة، في طليعتها الغزال والعلند eland والجاموس buffalo والزرافة وحمار الوحش zebra (الشكل 5).
    3ـ الصحراء: يَتكوَّن المجموع الحيوي للصحراء[ر] الواسعة في العالم عند خط عرض 30 تقريباً في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي، ويمتد من الشواطئ الأطلسية الإفريقية إلى الجزيرة العربية التي تمثل أوسع صحارى الكرة الأرضية والتي تساوي مساحتها مساحةَ الولايات المتحدة تقريباً. وهي تتميز بقلة أمطارها، التي لا تتجاوز 25سم سنوياً. وهي شديدة البرودة في الليل ومرتفعة الحرارة في النهار. أكثر نباتاتها حولية قصيرة الأجل، تنجز دورة حياتها من البذرة إلى البذرة، في بضعة أسابيع، وبعضها معمر مدخر للماء صباريّ المظهر (الشكل 6) ضامر الأوراق ذات القوام الجلدي. حيواناتها بالغة التخصص في طليعتها الزواحف والحشرات وبعض الثدييات ليلية النشاط.

    الشكل (6) نماذج من النباتات الصحراوية
    (أ) كاكتوس صحاري أمريكا الشمالية الممتدة من جنوب كاليفورنيا إلى غرب أريزونا نزولاً إلى المكسيك، يرتفع النبات 15م، مدخراً الماء في ساقه الماوية، (ب) نموذج الآغاف Agave (ج) شجرة الجوشوا Joshua أو إبرة آدم المعروفة باليوكا ضامرة الورق Yucca brevifolia
    4ـ الشابارال (تسمية أمريكية): منطقة شتاؤها بارد ماطر وصيفها حار وجاف. منتشرة في حوض البحر المتوسط وفي شواطئ جنوب كاليفورنيا وفي تشيلي وجنوب إفريقيا، وفي جزء من شواطئ أستراليا. تختلف نباتاتها باختلاف مواقعها، لكنها غالباً تكون موحدة المظاهر الخارجية. وحيواناتها الزواحف وبعض النباتات والثدييات غبرة الألوان.
    4ـ الأراضي العشبية: وهي منتشرة في المناطق الداخلية من القارات. تمثل المناطق الانتقالية بين الصحاري والغابات المعتدلة. أبرز نماذجها منتشرة في سهول أمريكا الشمالية وبراريها وسهوب روسيا وجنوب إفريقيا وبامباpampa الأرجنتين.
    5 ـ الغابات المخروطية الباردة الشمالية المسمّاة تايغا taiga: تتمثل الغابات المخروطية الباردة الشمالية بأغلب المخروطيات[ر] الدائمة الخضرة المزودة بأوراق إبرية وقشيرة ثخينة تحميها من الجفاف، تنمو في المواقع الشمالية من الكرة الأرضية التي تتصف بشتاء بارد طويل كثير الثلوج وصيف قصير. وهي نادرة النباتات الحولية. أبرز حيواناتها الإلكة elk والموظ moose والأيل طويل الأذنين mule deer والدب الأسود. ومن الحيوانات الصغيرة القارضة الشيهم porcupine والفأر أحمر الظهر red-backed mice والأرنب البري الثلجي snowshoe hare والوشق lynx.
    6 ـ الغابات المعتدلة الساقطة الأوراق: تنتشر الغابات المعتدلة الساقطة الأوراق في المناطق الدافئة المعتدلة الأمطار التي تفقد أوراقها للوقاية من عوز الماء. تختلف أشجارها من منطقة إلى أخرى وفي طليعتها البلوط والبتولة والزان والقيقب. هذا النموذج من الغابات مؤهل لرعاية حياة حيوانية غنية في طليعتها الثدييات التي تعيش على الثمار وفطور الكمأة وعيش الغراب والحشرات ونمر الجبال الذي قضت عليه النشاطات البشرية. ويعيش الأيل deer على حدود هذه الغابات متغذياً بالجنبات والأعشاب.
    تربة هذه الغابات عادة غنية، آفاقها العلوية رمادية بنية gray-brown غنية بالمواد العضوية الناتجة من الأوراق والنباتات والحيوانات الميتة والجراثيم المُفَكِكة.
    7 ـ التندرا tundra: تنتشر مجاميع التندرا في مناطق الشتاء البارد الطويل. وهي شكل من الأراضي العشبية grasslands التي تشغل عشر سطح الكرة الأرضية مشكلة حزاماً مستمراً ممتداً من أمريكا الشمالية إلى أوربا وآسيا. من أبرز مظاهرها الديمومة الجليدية permafrost المتمثلة بديمومة تجمد الطبقات تحت التربة، في حين تصبح في الصيف بضعة السنتيمترات من سطح التربة، التي تتجمد في فصل الشتاء، مبللة ومشبعة بالرطوبة. هذه القسوة المناخية تجعل النباتات صغيرة عشبية كالسعد sedge والخلنج heather والأسل rushes المشتركة مع الحزاز والأشن. حيواناتها أيل المسك musk oxen وأيل شمال أمريكا.
    المجموعات الحيوية في المياه العذبة
    تُصنَّف مواطن المياه العذبة في زمرتين رئيستين: المياه الراكدة وتشمل مياه البحيرات والغدران، والمياه الجارية وتشمل مياه الأنهار والجداول.
    1 ـ مياه البحيرات والغدران: تختلف البحيرات في أبعادها. فمنها الممتدة بضعة كيلومترات ومنها المكونة لغدران صغيرة. تتميز البحيرات بثلاثة نطاقات: الشاطئية littoral والمائية limnetic والعميقة:
    (أ) النطاق الشاطئ: يقع على حافة البحيرة مأهول بكثير من الأحياء؛ في طليعتها حشيشة البرك تيفا Typha والبوط Butomus تليها زنابق الماء والنيلوفر Nuphar.
    (ب) النطاق المائي: يضم المياه المفتوحة التي تعيش فيها الطحالب والعوالق النباتية.
    (ج) النطاق العميق: وهو نادر النباتات تعيش فيه المفككات detritivores التي تعيش على الفضلات النباتية والحيوانية.
    2 ـ مياه الأنهار والجداول: تتميز بدوام جريان مائها، منها ما تنطلق من البحيرات ومنها ما تنبع من بين الصخور.
    المجموعات الحيوية في المحيطات
    تشغل المحيطات ثلاثة أرباع سطح اليابسة، وتتمركز الحياة النباتية فيها في المناطق المعرضة للنور. وتقسم إلى منطقتين حيويتين: منطقة العائماتpelagic ومنطقة العميقات benthic. وتشمل بيوم الرصيف المرجاني وبيوم الشواطئ.
    المجموعات الحيوية السورية اللبنانية
    تصنف المجاميع الحيوية السورية اللبنانية كما يأتي:
    1ـ الثلوج الجبلية الدائمة biome of eternal mountain snow: تضم نباتات شديدة التخصص، وتتمثل بالجبال التي ترتفع عن سطح البحر بين 3000 و2750م بالقرنة السوداء الواقعة على ارتفاع 3088م فوق مستوى سطح البحر، ذات المناخ المتوسطي الثلجي، وهي تمثل نموذجاً من التندرا الجبلية.
    2 ـ الثلوج الشتوية biome of winter snow: تضم نباتات قزمة أليفة البرودة، منتشرة في المواقع التي ترتفع عن سطح البحر بين 2750 - 2500م في سورية في ثلاثة مواقع: الحرمون المعروف بجبل الشيخ، وأمانا المعروف بجبل بلودان جوراسي النواة، وسنير كأمير المسمى جبال القلمون، ويُسمى بالتندرا الجبلية، حيث المناخ متوسطي ثلجي.
    3 ـ الجرود الجبلية biome of alpine mountain ويتمثل في المواقع ذات الارتفاع بين 2500 و2000م، حيث المناخ متوسطي جردي.
    4 ـ الغابات المخروطية الباردة الشمالية biome of northern cold coniferous forest المسماة تايغا taiga.
    5 ـ الغابات المعتدلة المتساقطة الأوراق biome of temperate deciduous forest.
    6 ـ الغابات المخروطية الدافئة biome of northern moderate coniferous forest.
    7 ـ الغابات الدائمة الخضرة biome of evergreen forest.
    8 ـ الشريط الساحلي biome of costal region المتوسطي المداري. الذي يقسم إلى شمالي وجنوبي.
    9 ـ الشريط الشاطئي biome of littoral belt الذي يقسم إلى صخري ورملي ومستنقعي.
    10 ـ المنطقة الصدعية biome of rift region المكوَّنة من صخور كلسية limestone وتمثل المناطق شبه السهوبية semi-steppe وهي في سورية تشمل سهول الغاب والبقاع والقرعون، وهي صورة محرّفة من الساڤانا المدارية والشابارال الكاليفورنية والجنوب إفريقية المتضمنة نباتات قزمة دائمة الخضرة.
    11 ـ السهوب biome of steppe وتمثل البادية السورية.
    12 ـ المياه الفراتية الجارية biome of Euphrate and running water.
    13 ـ المستنقعات الملحية biome of salt marsh.
    أنور الخطيب

  6. #426
    مختلفات الأرجل

    مختلفات الأرجل Amphipoda رتبة من القشريات[ر] Crustacea بَحْرِية الحياة، لكن عدداً كبيراً منها يعيش في المياه العذبة وقليلة الملوحة وعلى اليابسة، كما توجد منها بعض الأنواع الطفيلية. تشترك مع متماثلات الأرجل[ر] Isopoda في افتقارها إلى الدرع carapaceوعيونها اللاطئة، وفي التحام الرأس بالقطعة الصدرية الأولى، وأحياناً الثانية، لكنها تختلف عنها بانضغاط جسمها جانبياً بدل الانضغاط الظهري البطني في متماثلات الأرجل، وبلواحقها البطنية الأسطوانية وليس المسطحة. كما يتوضع قلبها في موقع متقدم عن موقع قلب متماثلات الأرجل، وبتَحَوُّر اللواحق الصدرية إلى غلاصم (خياشيم) بدلاً من لواحق البطن كما في متماثلات الأرجل. وتتصف أفراد هذه الرتبة بتمايز لواحقها الصدرية والبطنية شكلاً عن لواحقها البطنية، إلى أشكال مختلفة، وهذا هو سبب تسميتها مختلفات الأرجل.
    من أجناسها الشائعة الغُمّار Gammarus (الشكل 1) الذي تُمَيَّز منه أنواع بحرية مثل الغمار البحري G.marinus، وأنواع تعيش في المياه قليلة الملوحة مثل الغمار الدوبيني G.duobeni، وأنواع تعيش في المياه العذبة مثل غمار المياه العذبة G.pulex.
    تمتاز الإناث من الذكور بحاضناتها oostegites التي تبرز نحو الداخل عن لواحقها الصدرية الأربعة الأخيرة، وتحف بها عند النضوج الجنسي أشعار طويلة تسهم في تكوين جيب لحضن البيوض.



    الشكل (1) الغُمّار
    الشكل (2) نماذج مختلفة من مختلفات الأرجل
    يشذ بعض أنواع مختلفات الأرجل عن الشكل السابق الذكر، فأفراد رتيبة الكابريليديات Caprellidae صغيرة البطن جداً، مستطيلة الصدر الذي صار يشغل طول الحيوان بأكمله، كما في كابريلا Caprella (الشكل 2) الذي يعيش بين الأعشاب البحرية والهدريات وغيرها من الكائنات البحرية، وكما في السيام Cyamus الذي يتطفل خارجياً على الحيتان. أما أفراد رتيبة الهيبيريدات Hyperidae فتمتاز بضخامة عيونها التي تغطي الرأس بأكمله، كما في الفرونيما Phronima. كما يعيش كثير من مختلفات الأرجل في حفر تحفرها في الطين أو في أنابيب تبنيها من البقايا النباتية في الماء.
    أهمية مختلفات الأرجل
    لهذه المجموعة من القشريات أهميتها الكبيرة للبيئة، فهي تمثل واحدة من حلقات السلسلة الغذائية، سواء كان ذلك على اليابسة أم في الماء، كونها غذاءً جيداً لكثير من الحيوانات البحرية والمائية، وخاصة الأسماك.
    حسن حلمي خاروف

  7. #427
    المخروطيات


    الشكل (1) نماذج المخروط المذكر في الصنوبر
    المخروطيات Coniferales رتبة نباتات من عريانات البذور[ر] أو الراتنجيات[ر]، متميزة باجتماع بذورها العارية في مخروط. تتألف أعضاؤها المؤنثة من حرشفة حاملة لبويضة شديدة الالتحام بالقنابات. تضم قرابة 50 جنساً موزعة على 250 نوعاً وست فصائل هي: الأروكارية[ر] Arucariaceae والصنوبرية Pinaceaeوالطقسوسية Taxodiaceae والسروية Cupressaceaeوالبودوكارباسية Podocarpaceae والسيفالوتاكساسيةCephalotaxaceae.
    صفاتها العامة
    أشجار أو جنبات متخشبة، نامية الساق الرئيسة وضعيفة نمو الأغصان الجانبية، وهذا ما يعرف بالنمو وحيد القَدَم monopodium الذي يتمثّل بوجود عدة نماذج من الفروع: فروع طويلة منتظمة النمو تسمى النامياتauxiblastes التي تشكل الجذعَ والأغصان الجانبية، وفروع ضعيفة النمو تسمى الوسطيات mesoblastes التي تكِّون المحاور الحاملة لأعضاء التكاثر، وفروع محدودة النمو مكونة من إبرتين متكونتين في إبط ورقة حرشفية سريعة الزوال تسمى القصيرات brachyblastes والتي تسمى تجاوزاً بالأوراق الإبرية.
    الأوراق الإبرية اثنتان في الصنوبر الحلبي والصنوبر البروتي والصنوبر الصنوبري والصنوبر البحري والصنوبر الحرجي والصنوبر الأسود، وثلاثية في الصنوبر الشعاعي وموطنه كاليفورنيا، وخماسية في الصنوبر السمبري Pinus cembra وموطنه جبال الألب.
    يتميز خشب المخروطيات بالبنية القصيبية tracheids، المكوّنة من خلايا متطاولة غير مفتوحة على بعضها، ومزوّدة بتزيينات هالية أو بنقاط مضفوفة bordered pits المكونة من نمو دائري في الغلاف الخلوي الثانوي محيط بطرة torus متوضعة في مركز النقطة.
    يحوي كثير من المخروطيات نسجاً مفرزة مكّونة من قنوات مفرزة لمركبات راتنجية تسيل خارج النبات، الأمر الذي سبب تسميتها بالراتنجيات. والأوراق حرشفية ضامرة سريعة السقوط.
    الأعضاء التكاثرية وحيدة الجنس مجتمعة في نورات هريرات أو مخاريط تمثّل الأزهار. والمخاريط المذكرة في الصنوبر(الشكل 1) غزيرة حبوب الطلع التي تُكَوِّن ما يعرف شعبياً بالأمطار الكبريتية لغزارة انتشارها، التأبير هوائي، المخاريط المؤنثة مكونة من محور حامل لقنابات أو براقع مزودة كل واحدة منها بحرشفة حاملة لبويضات عارية من غلف المبيض.
    توجد فترة طويلة بين التأبير والإلقاح، فهي في حدود بضعة أشهر: ففي جنس اللاركس Larix الذي ينبت في جبال الألب في حدود 75 يوماً، وفي جنس الأرز Cedrus في حدود 250 يوماً، وفي جنس الصنوبر Pinus في حدود السنة، وفي جنس الشوح أو التنوب Abies في حدود الشهر.
    تختلف أشكال مخروط المخروطيات باختلاف الأنواع والأجناس: فالمخروط منتصب في الأرز (الشكل 2)، ومتجه إلى الأسفل في الصنوبر (الشكل3 و4)، وصغير كروي في عرعر الأرز الإبري Juniperus oxycedrus (الشكل 5). ويستغرق نضج البذور سنتين، ويختلف شكلها من نوع إلى آخر، وهي عادة مجنحة هوائية الانتشار.
    الشكل (2) نماذج مخروط الأرز اللبناني الشكل (3) نماذج مخروط الصنوبر الصنوبري
    الشكل (4) نماذج مخروط الصنوبر الحلبي الشكل (5) نماذج مخروط عرعر الأرز الإبري 12
    توزعها الجغرافي
    يكثر انتشار المخروطيات في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، في المناخ البارد والمعتدل، ولا تنتشر في المناطق الحارة إلا في المرتفعات الجبلية.
    أنور الخطيب

  8. #428
    المركّبة (الفصيلة ـ)

    الفصيلة المركّبة Compositae تسمية قديمة لفصيلة نباتية حَوَّلَتْها قواعد التسمية الحديثة إلى الفصيلة الكوكبية أو النجمية أو الأسطيراسية Asteraceae التي تؤلف رتبة الكوكبيات (الأسطيرال) Asterales المنسوبة إلى صفيف الكوكبيات الأسطيريدة Asterideae الموضوع في قمة ملتحمات البتلات.
    تضم الفصيلة المركبة نباتات عشبية معمَّرة درنية أو حولية، بعضها جنبية أي شجيرية صغيرة أو شجرية. نادرة النباتات المائية أو المتسلقة أو السطحية التي تعيش على سطوح الأشجار. تحتوي بعض أنواعها نسجاً مفرزة لبنية. أوراقها عادة متعاقبة، وقد تكون أحياناً متقابلة أو دوارية، غالباً ما تكون مفصصة أو مقسمة ونادراً بسيطة، عديمة الأذنات، قد تكون ماوية أو ضامرة أو منعدمة في النباتات أليفات الجفاف. النورة الأصلية رؤيسية capitulum تمثل زهرة زائفةpseudanthium محاطة بقناب involucre وحيد الدوارة أو عديد الدوارات المكونة من براقع bracts أو رقاق phyllaries. الرؤيسات منفردة، أو سَقِبَيّة scapiform(السقب: الغصن الريان الغليظ الطويل) سنمية أو عذقية corymbiform النورة، أو مجتمعة في كريوات أو مكونة نورات ثانوية. الكرسي أجرد أو حرشفيpaleae أو هلبي (قاسي الشعر) داعم للأزهار. الزهيرات عادة صغيرة تراوح بين 1 - 500، لاطئة على كرسي مشترك، خنثوية أو مذكرة أو مؤنثة أو عقيمة، عديمة الطلائع الورقية. الكأس منعدم أو ضامر، أو ممثل بإكليل من أشعار مسماة هفة أو بابوسة pappus. التويج ملتحم البتلات، المكونة من ثلاثة أو خمسة فصوص منتظمة متساوية أو جانبية التناظر ثنائية الشفة، ذات شفة داخلية ثنائية الفصوص وشفة خارجية ثلاثية الفصوص. الأسدية فوق بتلية، الخيوط حرة والمآبر متلاصقة خارجية الالتفاف مشكلة أنبوباً مدغم المآبر محيطاً بالقلم. المبيض ثنائي الكرابل، وحيد الحجيرة، وحيد البويضة المقلوبة، قاعدية التثبت. القلم ثنائي الشعبة مزود بوبر جامع لحبوب الطلع. الثمرة أكينة أي جافة غير متفتحة تسمى سبسيلة cypselum مزودة عادة بهفة أو بابوسة تساعدها على الانتشار. البذور عديمة السويداء والجنين مستقيم زيتي غالباً.
    تضم الفصيلة المركبة قرابة 1600جنس موزعة على 25000 نوع، و17 قبيلة، وفُصيلتين: الخسية (لاكتوأويدة) Lactuoideae المميَّزة بأوعيتها اللبنية، وتويجها اللسيني خماسي الأسنان. والكوكبية (أسطيروئيدة) Asteroideae المميَّزة بغياب أوعيتها اللبنية، وبتويجها الأنبوبي خماسي الأسنان أو اللسيني ثلاثي الأسنان.
    المركبة فصيلة عالية القيمة الاقتصادية: منها المغذي مثل الخَسّ Lactuca والعكوب والهندباء Cichorium والأنكنار أو الخرشوف Cynara ولحية التيسTragopogon وسوداء القشرة (سكورزونيرا) Scorzonera والطرخون Artemisia dracanculus وزهر الشمس الدرني Helianthus tuberous الأمريكي الأصل المعروف بعباد الشمس أو القلقاس الرومي أو حرشف القدس أو طرطوفة أو حرشف كندا المسمى بالفرنسية طوبينامبور topinambour، وعباد الشمس Helianthus annuusالمعروف بدوار القمر أو عباد الشمس أو عين الشمس أو حشيشة العقرب والطرنشول المعربة قديماً. ومنها التزييني مثل الأضاليا Dahlia، والزينا Zinniaوالأسطر Aster والفتية (أجيراتوم) Ageratum والمخملية (تاجيتيس) Tagetes. ومنها الطبي مثل البابونج النبيل Anthemis nobilis والبابونج الذهبي Matricaria aurea.
    أبرز أجناسها وأنواعها المنتشرة في العالم العربي:
    1ـ الشيح Seriphidium: جنبات صغيرة متعاقبة الأوراق. النورة عثكول panicle طويل. الرؤيسات صغيرة قليلة الأزهار. يضم قرابة 134 نوعاً منتشراً في أوربا وشمالي إفريقيا وشمالي أمريكا وآسيا الغربية والوسطى. أبرز أنواعها سيرفيديوم العشب الأبيض S.herba-alba المعروف بالشيح المنتشر في الصحارى الرملية والحجرية والتلال الكلسية في جنوبي فرنسا وإسبانيا وجزيرة كريت وشمالي إفريقيا وسيناء وفلسطين وسورية والأردن والعراق والسعودية وإيران.
    2ـ الأرطماسيا Artemisia: تسمية يونانية منسوبة إلى أرطميس آلهة تسهيل الولادة عند اليونان. من أسمائها المتناقلة: شيح، حبق الراعي، شيبة، غريرة. أبرز أنواعها الشيح المكنسي A.scoparia المنتشر في أوربا الوسطى والشرقية وفي جنوب غربي آسيا وفي سيبيريا.
    3ـ الأخيلية Achillea: تسمية منسوبة إلى أخيل بطل حروب طروادة في الأساطير اليونانية إشارة إلى نباتاتها الشافية للجروح. أبرز أنواعها: الأخيلية صغيرة الزهر Achillea micrantha (الشكل 1)، من أسمائها المتناقلة: قيصوم، قيسوم. نبات معمر طوله يراوح بين 50 - 80 سم. تنبت في الحقول الجافة الساحلية والداخلية في سورية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق.
    الأخيلية العطرة Achillea odorata (الشكل 2) تنبت في المناطق الجبلية في لبنان والجزائر وتركيا.
    الأخيلية المنجلية A. falcate تنبت في الأراضي الكلسية في المناطق السهوبية الجافة.
    4ـ ذهبي الزهر الإكليلي Chrysanthemum coronarium: (الشكل 3) من أسمائه المتناقلة قوقحان، غريب، منابته الحقول والأراضي المهملة الساحلية المتوسطية.
    5ـ البكورية Calendula: إشارة إلى اليوم الأول من الشهر عند الرومان للدلالة على استمرارية إزهارها. من أسمائها المتناقلة: أذريون؛ مثالها بكورية الحقل Calendula arvensis (الشكل 4) والبكورية المصرية C. aegyptiaca التي تنبت في الأراضي الرملية والزراعية المهملة في الساحل والجبال الساحلية والداخلية.

    الشكل 1 الأخيلية صغيرة الزهر

    الشكل 2 الأخيلية العطرة

    الشكل 3 الكريزنتيم الإكليلي

    الشكل 4 بكورية الحقل
    6ـ الجميلة Bellis: إشارة إلى جمال أزهار الجنس. من أسمائه المتناقلة: بيليس، زهر اللؤلؤ، شاش القاضي. من أبرز أنواعه الجميلة الحرجية Bellis sylvestris (الشكل 5) هو نبات معمر، طوله من 10 إلى 30سم، منتشر في الحقول والأراضي المعشبة الساحلية والجبلية متوسطة الارتفاع في الوطن العربي وحول المتوسط والبرتغال وفرنسا.
    7ـ البالينس الشوكي Pallenis spinosa: تسمية منسوبة إلى مقاطعة يونانية قديمة من أسمائه المتناقلة عين الثور، زباد، سحاء. نبات حولي طوله يراوح بين 50 - 100سم، زغب، منتشر في الحقول والأراضي المهملة في المناطق الساحلية والجبال المنخفضة في سورية ولبنان وفلسطين والأردن، ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب والعراق وحول المتوسط وإيران.
    8 ـ ذهب الشمس الدموي Helichrysum sanguineum: (الشكل 7) نبات معمر، يراوح طوله بين 30 ـ 60سم. ينبت في الأراضي المشجرة في سورية ولبنان وفلسطين والأردن وتركيا.

    الشكل 5 الجميلة الحرجية ينبت في الأراضي الحجرة في الساحل والجبال الساحلية

    الشكل 6 البالينيس الشوكي

    الشكل 7 ذهب الشمس الدموي
    9ـ المطهر Inula: إشارة إلى خواص بعض أنواعه. من أسمائه المتناقلة: طيون، راسن، عبق، طباق. أبرز أنواعه الطيون الدبق Inula viscosa (الشكل 8) نبات معمر طوله من 50 إلى 100سم. ينبت في الأراضي الرطبة المهملة في حوض البحر المتوسط.
    10ـ القنفذي الدبق Echinops viscosus: (الشكل 9) نبات معمر يراوح بين 100 - 150سم. ينبت في الأرض الحَجِرَة الجبلية في سورية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق وتركيا واليونان.
    11ـ النباز السوري Notobasis syriaca: (الشكل 10) نبات حولي طوله يراوح بين 30 - 100سم. منتشر في الأراضي المهملة وعلى أطراف الطرقات حول البحر المتوسط.
    12ـ السلبين المريمي Silybum marianum: (الشكل 11) نبات محول، طوله يراوح بين متر ومترين. ينبت على أطراف الطرقات الرطبة في منطقة حوض المتوسط وجنوب غربي أوربا.
    الشكل 8 الطيون الدبق الشكل 9 القنفذي الدبق

    الشكل 10 النباز السوري

    الشكل 11 السلبين المريمي
    13ـ قنطريون فخ الثعالب Centaurea calcitrapa: (الشكل 12) نبات محول ارتفاعه يراوح بين 40 - 60سم. مغطى بوبر صوفي. ساقه منتصبة ومتفرعة من القاعدة. منابته الحقول الجافة والأراضي المهملة. منتشر في بلدان حوض المتوسط وأوربا الوسطى والجنوبية.

    الشكل 12 قنطريون فخ الثعالب
    14ـ الرمادية Cineraria إشارة إلى الزغب الأبيض الذي يكسو أوراقها. جنس لأزهار زينة يشيع تداولها في شهر آذار/مارس ومطلع نيسان/أبريل ممثلة بالأنواع الرمادية الهجينة والرمادية البحرية.
    أنور الخطيب

  9. #429
    مزدوجات الأعصاب

    مزدوجات الأعصاب Amphineura صف من الرخويات[ر] Mollusca يضم الخيتونات (أو الدرقيات) Chiton. وهي حيوانات مسطحة مضغوطة ظهرياً بطنياً، وجهها الظهري المحدب مغطى بثماني صفائح كلسية متمفصلة، متراكبة جزئياً الواحدة فوق الأخرى، الأمر الذي دعا إلى تسميتها عديدات الصفائح Polyplacophora إضافة إلى مزدوجات الأعصاب، التي قسمت إلى ثلاث رتب هي عديمات الصفائحAplacophora ووحيدات الصفائح Monoplacophora وعديدات الصفائح، والتي يعد اليوم كل منها بمنزلة صف قائم بذاته.
    معظم الخيتونات صغير يراوح طول الواحد منها بين 2 و5سم، لكن قد يصل طول أضخمها ـ وهو الخيتون الخفي Cryptochiton ـ إلى نحو 30سم. وهي تعيش على شواطئ البحر متثبتة بين جذوع الأشجار وأوراقها المتساقطة على السطوح الصخرية في المناطق بين المد والجزر، لكن بعضها يألف الحياة في الأعماق السحيقة من البحر.
    شكلها الخارجي

    الشكل (1) الوجه الظهري للخيتون
    الخيتونات حيوانات داكنة اللون (الشكل 1)، صغيرة الرأس الذي يحمل أعضاء تتحسس بالضوء تشبه العيون. وهي تتغذى بِـ«كشط»الطحالب المترسبة على الصخور بفضل مبشرة radula موجودة في فمها.
    تتثبت الخيتونات على الصخور بشدة بفضل القدم المسطحة العريضة (الشكل 2)، وتتكور على نفسها مثل الكرة إذا ما فقدت مرتكزها.
    يغطي ظهر الحيوان رداء mantle أو pallium، يتدلى على محيط الحيوان تاركاً بينه وبين القدم المركزية ميزابةً دائريةً pallial groove تسمى الجوف الردائي pallial cavity، تتدلى فيه ـ وعلى جانبي الحيوان ـ مجموعة من الغلاصم التنفسية. فعندما يتثبت الحيوان على الصخر وترتكز حافة الرداء على المرتكز؛ تتشكل الميزابة التي تحبس فيها كمية من الماء يتم منه استخلاص الأكسجين الضروري للحيوان عبر جدار الغلاصم التي تتدلى فيه. وفي أثناء الجزر تنضغط حافة الرداء على الأرض؛ لتحبس الماء في الميزابة؛ لتحافظ عليه تعزيزاً للتنفس.

    الشكل (2)
    (أ) تمثيل لمقطع طولي في الختون (ب) تمثيل لمقطع عرضي في الجسم (ج) الوجه السقلي للخيتون
    الأجهزة الداخلية
    يبدأ جهاز الهضم بالفم الذي ينفتح على الوجه السفلي من الرأس، ويؤدي إلى بلعوم يبرز في أرضه ما يشبه اللسان الذي تدعمه صفيحة غضروفية تسمى حامل السنينات odontophore؛ لأنه تغطيه صفيحة عليها مجموعة من السنينات المتجهة إلى الخلف تشكل ما يسمى المبشرة radula يستخدمها الحيوان في التغذي بـ «بَشْرِ» الغذاء (الشكل 3)، وتوجه الناتج إلى معدة تحف بها غدد هضمية، وتنتهي بأمعاء تطرح الفضلات الغذائية بفوهة شرج في نهاية الميزابة الردائية.

    الشكل (3)

    الشكل (4) اليرقة حاملة الدولاب



    يتألف جهاز الدوران من قلب ثلاثي الأجواف يوجد في النهاية الخلفية للحيوان، يحيط به جوف حول القلب pericardium، يؤدي إلى شريان أبهر aorta وجَيْبَيْن sinuses دمويين توجه الدم نحو الغلاصم للتنقية.
    ويتكون جهاز الإطراح من شفع من الكُلَيّات التالية metanephridiaتنفتح كل منهما بفوهة في الجوف حول القلب طارحةً الفضلات في الميزابة الردائية بفوهتي إطراح على جانبي الحيوان.
    ويتكون الجهاز العصبي في مزدوجات الأعصاب من طوق عصبي حول البلعوم يعصب المنطقة الأمامية من جسم الحيوان، ينطلق منه شفعان من الحبال العصبية على طول الحيوان (ومن هنا أتت التسمية بمزدوجات الأعصاب) تعصب القدم والرداء.
    الأجناس منفصلة في معظم الخيتونات، وتفقس البيضة الملقحة؛ لتعطي يرقة حاملة للدولاب trochophore larva (الشكل 4) التي تتحول شكلياً مباشرة إلى خيتونات فتية.





    حسن حلمي خاروف

  10. #430
    مستقيمات الأجنحة

    مستقيمات الأجنحة Orthoptera رتبة من الحشرات تضم عدداً كبيراً جداً من الأنواع يقارب 20000 نوع، منتشرة في أغلب مناطق العالم. وثمة تصنيف قديم يقسمها إلى رتيبتين مهمتين، هما رتيبة الحشرات الجارية Cursoria التي تضم فصائل الصراصير[ر: الصرصور] والسرعوفيـات[ر] (فرس النبي) والحشرات العصوية، ورتيبة الحشرات القافزة Saltatoria ومن أهمها فصائل الجراديات[ر] والجنادب (النطاطات) وصراصير الحقل والحفّارات. إلا أن التصنيف الحديث اقتصر في تصنيفه مستقيمات الأجنحة على كل من الجراد والجنادب وصراصير الحقل، وأفرد لكل من الصراصير والسرعوفيات والحشرات العصوية والحفارات رتباً خاصة بها مستقلة عن رتبة مستقيمات الأجنحة.
    صفاتها العامة
    هي حشرات مختلفة الحجوم، ذات أجزاء فم قارضة، وعيون مركبة إضافة إلى العيون البسيطة وقرون الاستشعارالشعرية. لها شفعان من الأجنحة، الأمامي منهما جلدي وسميك ذو عروق مستقيمة، أما الشفع الخلفي فهو غشائي رقيق وينطوي في أثناء الراحة كالمروحة تحت الشفع الأول. للبطن قرون شرجية مختلفة الأشكال. أما جهاز وضع البيض فموجود لدى الأنثى. أرجلها الخلفية مكيَّفة في كثير منها للقفز، والرسغ مؤلف من 3 -4 قطع، وأعضاء السمع لديها متطورة.

    الشكل (1) الجراد المهاجر أو الرحال، بشكليه الانفرادي (في الأعلى) والتجمعي (في الأسفل).
    تتميز أفراد هذه الرتبة بتطور بيوضها التدريجي، الذي تفقس فيه البيضة عن حورية nymph تشبه إلى حد كبير الحشرة الأم من حيث الشكل العام وأجزاء الفم وطرائق العيش ونمط الغذاء، باستثناء الأجنحة وأعضاء التناسل التي لاتكون نامية باديء الأمر، إلا أنها تأخذ بالنمو تدريجياً لدى كل عملية انسلاخ. تضع الأنثى بيضَها داخل أنسجة النبات أو طبقات التربة.أما عملية التزاوج فقد تستمر عدة ساعات أو أكثر.
    تعيش أفراد هذه الرتبة على الأرض أو تحت سطح التربة وأخرى في الكهوف والصحارى، ما عدا بعضها الذي يعيش حياة شبه مائية. وهي تعيش حياة انفرادية أو جماعية. تتغذى أفراد هذه الرتبة بالنباتات، إلا أن بعضها لاحم أو مفترس.
    تصنيفها
    تقسم مستقيمات الأجنحة إلى فصيلتين، هما:
    أ ـ فصيلة الجراد والجنادب (النطّاطات) Acrididae: وهي حشرات ذات قرون استشعار قصيرة، للواحدة منها عينان مركبتان وثلاث أعين بسيطة. قرونها الشرجية غير مقسَّمة، وجهازُ وضع البيض معدّ للحفر. الرسغ ذو ثلاث عُقَل، وعضو السمع موجود على الحلقة البطنية الأولى.

    الشكل (2) أسراب الجراد تهاجم الأراضي بكثافة شديدة
    تنتمي إلى هذه الفصيلة أنواع كثيرة، يعيش بعضها حياة انفرادية ويدعى المظهر الانفرادي، في حين يعيش بعضُها الآخر في جماعات ويدعى المظهر التجمعي الذي لا يلبث أن يهاجر فيدعى حينذاك بالمظهر الرحّال. ويختلف المظهران الانفرادي والتجمعي بعضهما عن بعض شكلاً ولوناً وتبعاً للبيئة. من أهم أجناسها الجراد[ر]، الذي يضم أنواعاً عديدةً أهمها الجراد المهاجر أو الرحال والجراد الصحراوي (الشكل 1).
    ب ـ فصيلة صراصير الحقل أو الصرّارات أو الجداجد Gryllotalpidae: وهي حشرات يربو عدد أنواعها على 1200 نوع منتشر في مناطق مختلفة من العالم، وتشمل كلا النوعين المجنَّح وغير المجنَّح.
    تعيش معظم أنواعها فوق سطح الأرض تحت جذوع الأشجار أو الحجارة أو بين النباتات الكثيفة، إلا أن بعض أنواعها يعيش عيشة شجرية أو تحت سطح التربة. من أهم أنواعها صرصور الحقل ذو البقعتين Liogryllus bimaculatus، ويسمى أيضاً صرار الحقل أو الجدجد cricket.
    مستقيمات الأجنحة والإنسان
    لمستقيمات الأجنحة، كالجراد مثلاً، تأثير ضار في النباتات، وخاصة من ذوات الفلقة الواحدة. فهي تتغذى بالسوق والأوراق والبادرات، وتهاجم أسرابُ الجراد الرحال الكثيفة، التي تعد بالملايين (الشكل 2)، المحاصيلَ والمزروعاتِ على اختلاف أنواعها تؤدي إلى إبادتها وترك الأراضي قاعاً صفصفاً. فهي تهاجر من قطر إلى قطر بل من قارة إلى قارة، بما يؤثر سلباً في حياة الإنسان، ويؤدي إلى خسارة اقتصادية هائلة، بل إلى مجاعات أحياناً، مما دعا إلى تعاون وثيق بين الدول في هذا الخصوص وإنشاء مؤسسات دولية خاصة تهتم برصد مواقع الجراد وتحركاته تمهيداً لمكافحته. أما صراصير الحقل فتتغذى بنباتات الزينة والفريز والفصة والبرسيم وبادرات القطن وسواها مؤدية إلى أضرار جمة.
    عبد الرحمن مراد

صفحة 43 من 146 الأولىالأولى ... 334142 4344455393143 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال