صفحة 39 من 146 الأولىالأولى ... 293738 3940414989139 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 381 إلى 390 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 39

الزوار من محركات البحث: 64845 المشاهدات : 321972 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #381
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,243 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44349
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 19
    القشريات

    القشريات Crustace شعيبة من الحيوانات، تشكل مع ثلاثيات الفصوص Trilobita وكلابيات القرون Chelicerata وأحاديات الشعبة Uniramia، شعبةَمفصليات الأرجل Arthropoda. من أنواعها السرطان والقريدس (الجمبري) prawn وجراد البحر lobster والكركند البحري (أو جراد البحر الشائك spiny lobster) وكركند الماء العذب crayfish وغيرها.
    معظم القشريات حيوانات مائية تتنفس بالغلاصم (الخياشيم)، ذات لواحق تحمل كل منها زائدتين، فهي ثنائية الشعبة biramous appendages (لذلك تسمى أيضاً ثنائيات الشعبة Biramia)، تحورت هذه اللواحق في الأنواع الراقية إلى أشكال مرتبطة بوظائف محددة، كاللواحق الفموية والأرجل السباحية وأرجل المشي.
    صفاتها الخارجية
    الشكل (1) البنية الأساسية لجسم القشريات
    يتألف جسم معظم القشريات من عدد من القطع يراوح بين 16و20 قطعة في الأنواع الراقية، ويصل بعضها إلى نحو 60قطعة أو أكثر في الأنواع الابتدائية من القشريات. والواقع أنها تتصف كلها بترتيب واحد، يتألف جسم الأنواع المتطورة منها من: (1) رأس مؤلف من خمس قطع (جنينياً ست قطع) التحم بعضها ببعض (الشكل 1)، و(2) صدر thorax مؤلف من ثماني قطع، غالباً ما يلتحم بالرأس ليشكلا ما يسمى الصدرأس cephalothorax، ومن (3) بطن مؤلف من ست قطع تحمل كل منها شفعاً من اللواحق السباحية. تمتد اللاحقة البطنية الأخيرة وتتخذ شكل المروحة تساعد على توجيه الحيوان وسباحته في الماء تسمى الرجيلة الذيلية uropod. وينتهي البطن بامتداد دقيق يسمى الذيل telson لا يعد قطعة من قطع الجسم وإنما يطابق ذيل pygidiumالحلقيات.
    يغطي جسم القشريات قشيرة كيتينية chitinous cuticle مكونة من بروتين سكري، متصلب بتشربه أملاح الكلس، وغير متصلب في منطقة تمفصل القطع، الأمر الذي يسمح بتمفصل القطع وبمرونتها وسهولة تحركها. والصفيحة التي تغطي رأس القشريات الكبيرة، وتسمى الدرع carapace، تمتد نحو الأمام بحيزوم rostrum، ونحو الخلف لتغطي الصدرأس، وتتدلى على الجانبين مشكِّلة غطاءً للغلاصم التي توجد على جانبي الصدرأس. ويغطي كل قطعة من باقي قطع الجسم صفيحة تسمى الظهرية tergum وصفيحة بطنية تسمى القصيةsternum (الشكل2).
    الشكل (2) الشكل الخارجي لكركند الماء العذب في منظر ظهري (إلى اليمين) ومنظر سفلي (إلى اليسار) لبيان الأقسام المختلفة لجسم القشريات
    الشكل (3) مواقع الأجهزة المختلفة في جسم كركند الماء العذب
    الشكل (4) الأقسام المختلفة لمعدة القشريات الكبيرة
    الشكل (5) تمثيل مقطع عرضي في جسم كركند الماء العذب يبين موقع جهاز التنفس
    نسبة إلى الأجهزة الأخرى في الحيوان
    يختلف موقع الفتحات التناسلية باختلاف الجنس والمجموعات. ففي كركند الماء العذب مثلاً ينتهي الجهاز الذكري بفوهة ذكرية على اللاحقة الصدرية الثامنة (رجل المشي الخامسة)، وينتهي الجهاز الأنثوي بفتحة أنثوية على اللاحقة الصدرية السادسة (رجل المشي الثالثة).
    لواحق القشريات
    تحمل كل قطعة من قطع الجسم شفعاً من اللواحق؛ لذا يحمل الرأس خمس لواحق، والصدر ثماني لواحق، والبطن ست لواحق. وللواحق بنية أساسية واحدة، يتغير شكلها ووظيفتها بحسب موقعها من الجسم. ففي الرأس تحورت اللواحق إلى أعضاء حسية وماضغة، ولواحق الصدر تحورت إلى لواحق قابضة ولواحق مشي، أما لواحق البطن فتحورت إلى لواحق سباحية.
    البنية الداخلية
    يبين الشكل (3) مواقع أجهزة الحيوان المختلفة. حيث يُمَيَّــز جوف دموي hemocoele هو الجوف الرئيسي في جسم القشريات، تسبح فيه أجهزة الحيوان كافة، وهو لا يعد جوفاً عاماً coelomلأنه غير محاط ببريطوان من الأدمة المتوسطة mesoderm، بل يقتصر الجوف العام على الجيب النهائي end sac الموجود في أعضاء الإطراح (الشكل6) والجوف المحيط بالمناسل فقط.
    جهاز الهضم: يتألف جهاز الهضم من ثلاثة أقسام متميزة، هي: (1) المعي الأمامي الذي يضم الفم والبلعوم والمعدة (الشكل 3)، ويُمَيَّز في هذه الأخيرة جزء أمامي هو المعدة الفؤادية وجزء خلفي هو المعدة البوابية (الشكل 4)، و(2) المعي المتوسط الذي يتألف من أنبوب معوي تصب في نهايته مجموعة من الأنابيب البنكرياسية، ثم (3) المعي الخلفي الذي ينتهي بالشرج.
    يشتق المعي الأمامي والمعي الخلفي من البشرة؛ لذلك يبطنهما امتداد من القشيرة، يبرز في المعدة بشكل سنينات وشعيرات تشكل ما يسمى المطحنة المعدية، تسهم في تمزيق الغذاء وتصفية ما ينتقل إلى المعي (انظر الشكل 4).
    جهاز التنفس: يتم التبادل الغازي عند القشريات الصغيرة عبر جدار القشيرة الرقيقة، إما في مناطق محددة من الجسم مثل مواقع ارتكاز الأرجل على الجسم، وإما عبر سطح الجسم بكامله. أما في القشريات كبيرة الحجم فيتم التبادل الغازي عبر الغلاصم الريشية التي تبرز في عشاريات الأرجلDecapoda، عن سطح الجسم على جانبي الصدرأس يغطيها غطاء الغلاصم (الشكل 5).
    الشكل (6) رسم تخطيطي لموقع جهاز الإفراغ (الغدة الخضراء) لدى القشريات (في الأعلى)
    وأقسام هذا الجهاز (في الأسفل)
    جهاز الدوران: جهاز الدوران عند القشريات (وباقي مفصليات الأرجل) جهاز دوران مفتوح opencirculatory system، بمعنى أنه لا يحتوي على أوعية دموية في جسم الحيوان يجري الدم فيها، بل تحاط أجهزة الحيوان بالسائل بين الخلايا intersticial fluid، خلاف الحيوانات ذات جهاز الدوران المغلق closed circulatory system (انظر الدوران لدى الحيوانات). فالسائل الدموي، ويسمى اللمف الدموي hemolymph، يغادر القلب الموجود على الناحية الظهرية من الجسم من خلال الثغور القلبيةostia (انظر الشكل 5) ويعود إلى القلب بوساطة أجواف وريدية بدلاً من الأوردة.
    والقلب الظهري هو العضو المتقلص الوحيد الذي يدفع اللمف الدموي، وهو يتألف من حجرة واحدة، يدخلها اللمف الدموي من جوف تاموري pericardial sinus عبر ثغرين قلبيين. ومن هناك ينطلق الدم بشريان قصي sternal artery ينقل اللمف الدموي إلى جيب قصي sternal sinus، لينتقل من هناك إلى الغلاصم لتنقيته، ومن ثم يعود إلى الجوف التاموري بعدد من القنوات الجابذة efferent channels.
    اللمف الدموي لدى مفصليات الأرجل من دون لون؛ لأن الصباغ الدموي الموجود فيه هو الهيموسيانين الذي يحمل عنصر النحاس بدلاً من الحديد الموجود في هيموغلوبين الفقاريات [ر]، وهو يوجد في البلاسما وليس في الكريات الدموية التي تكون بمنزلة كريات بيض؛ لذلك يكون لون اللمف الدموي عندها أزرق بحالة الأكسجة ومن دون لون في حالة ارتباطه بثنائي أكسيد الكربون.
    جهاز الإطراح: يتمثل جهاز الإطراح لدى القشريات البالغة بشفع من الغدد الأنبوبية موجودة على الوجه السفلي من الرأس أمام البلعوم، تنفتح للخارج بفتحة في قاعدة قرن الاستشعار؛ لذلك تسمى الغدة القرنية، أو تنفتح في قاعدة الفك فتسمى حينها بالغدة الفكية، وتسمى عند عشاريات الأرجل بالغدة الخضراء (الشكل 6). تقوم هذه الغدة بتنقية دم الحيوان من الفضلات وتطرحها بولاً.
    الشكل (7) دورة حياة القريدس (الجمبري) penaeus
    الجهاز العصبي وأعضاء الحس: يشبه الجهاز العصبي عند القشريات نظيرَه الموجود لدى الحلقيات، فهو يتألف من عقدة دماغية فوق البلعوم (الشكل 3)، تتصل بحبل عصبي بطني يمتد على طول الوجه البطني للحيوان، تنطلق منه ومن العقدة الدماغية أعصاب نحو المناطق المختلفة من الجسم.
    تحمل القشريات أعضاء حس أكثر تطوراً من أعضاء الحس الموجودة لدى الحلقيات. من هذه الأعضاء حويصل التوازن[ر]statocyst الذي يؤمن توازن الحيوان وينظم تحركاته ضمن الماء. كما تتوزع أشعار حساسة في جميع أنحاء الجسم، تكثر خاصة حول الفم والملاقط والذيل. وهناك مستقبِلات كيميائية منتشرة على قرون الاستشعار وحول الفم والصفائح الأخرى.
    أما عيون القشريات فهي من النوع المركب compound eyes، يمكن العودة إلى تفاصيلها في مدخل العين عند الحيوانات[ر].
    التكاثر ودورة الحياة
    معظم القشريات منفصلة الجنس، وتتميز بأنماط عديدة من آليات الاقتران. لكن بعضها أحادي المسكن monoecious، ومع ذلك يتم عندها الإخصاب المتصالب cross-fertilization. ويندر وجود الذكور عند بعض محاريات الدرقة Ostracoda، فيكون التكاثر عندها بكرياً.
    الشكل (8) مراحل انسلاخ قشيرة القشريات
    تحضن إناث كثير من القشريات بيوضها الملقحة بأنماط مختلفة. فغلصميات الأرجل{ر]Branchiopoda مثلاً لها جيب حاضن خاص (انظر الشكل 10)، وأنثى مجدافيات الأرجلCopepoda تحمل بيوضها في جيب أو جيبين تحت جسمها أو على جانبيه (انظر الشكل 10)، أما معظم القشريات الكبيرة فتحمل بيوضَها الملقحة وصغارَها تحت الوجه السفلي لبطنها مستعينة لذلك بلواحقها البطنية.
    يتطور كركند الماء العذب مباشرة، متجاوزاً المراحل اليرقية. لكن معظم القشريات تمر في مراحل تطورية مختلفة، فالبيضة تنقف عن يرقة لا تشبه الحيوان البالغ، بل تمر في مراحل يرقية مختلفة في عملية تسمى التحول الشكلي [ر] metamorphosis. فاليرقة الأولى التي تظهر تسمى النوبليوس nauplius (الشكل 7)، تتحول شكلياً مرات عدة قبل أن تصل إلى مرحلة الحيوان البالغ.
    الانسلاخ
    يمثل الانسلاخ آلية لابد منها لنمو القشريات، فالفرد منها يرمي قشيرته القديمة بعد أن تتكون قشيرة جديدة تحتها. تتألف القشيرة لدى الحيوان البالغ من طبقات عدة تفرزها البشرةepidermis، التي تتضخم خلاياها قبل الانسلاخ بقليل، وتفرز قشيرة جديدة (الشكل 8). بعد ذلك تتحرر في المناطق فوق القشيرة الجديدة أنزيمات تقوم بارتشاف القشيرة القديمة. وهكذا يتكون سائل بين القشيرة القديمة والقشيرة الجديدة يسمح بخلخلة القشيرة القديمة تمهيداً للانسلاخ. في هذه المرحلة يشرب الحيوان كميات من الماء، يتم امتصاصها عبر جدار الأمعاء، فيزداد حجم اللمف الدموي، فيرتفع ضغطه، الأمر الذي يسبب تشقق قشيرة الحيوان، الذي يسحب نفسه من داخلالهيكل الخارجي القديم (الشكل 8) مجهزاً بقشيرة جديدة لاتزال لينة لم تتصلب بعد. تترسب على هذه الأخيرة فيما بعد أملاح الكالسيوم، الأمر الذي يكسبها الصلابة المميزة للقشريات. وبما أن القشيرة الجديدة تكون في البداية لينة، فإن الحيوان يكون في أثناء الانسلاخ غير قادر على الدفاع عن نفسه؛ لذلك يبقى هادئاً ومختفياً عن الأنظار.
    وحينما يكون الحيوان صغيراً يحدث الانسلاخ بتواتر كبير ليسمح له بالنمو؛ لذلك تكون دورة انسلاخ القشريات الفتية قصيرة. وباقتراب الحيوان من النضج تطول الفترة بين الانسلاخات، بل يقف الحيوان عند بعض الأنواع عن الانسلاخ.
    التنسيق الهرموني لدى القشريات
    يتحكم في دورة الانسلاخ لدى القشريات مجموعة من الغدد الصم. ينبه اختلاف درجات الحرارة وطول النهار والرطوبة الجملة العصبية للحيوان، فترسل هذه الأخيرة إشارات تخفف من إفراز هرمونٍ مثبطٍ للانسلاخ تفرزه غدة تسمى عضو X (organ-X) يوجد عند عشاريات الأرجل[ر]، على سويقة عين الحيوان. تتجمع إفرازات هذه الغدة في غدة جيبية sinus gland توجد على سويقة العين أيضاً، ومن هناك يتحرر وينطلق في اللمف الدموي لينبه غدةً توجد تحت البشرة قرب العضلات الموجودة في الفقيمات تشبه غدة الصدر الأمامي عند الحشرات تسمى عضو Y. ينتج هذا العضو هرمون الانسلاخ ecdysone الذي يحفز عملية الانسلاخ. وتجدر الإشارة إلى أنه ما إن تبدأ عملية الانسلاخ فإن هذه الأخيرة تستمر دونما تدخل سواء من عضو Y أم عضو X؛ لذلك فإن بتر سويقة العين لدى عشاريات الأرجل من القشريات يسرع انسلاخ القشريات.
    إضافة إلى ذلك فإن بتر سويقة العين يجعل الحيوان غير قادر على السيطرة على تلون جسمه بما يتلاءم مع الأرضية التي يقف عليها. وقد عُرِفَ أن هذا الأمر ليس سببه فقدان البصر، بل فقدان هرمونات تفرزها عناصر خلوية توجد أيضاً في سويقة العين تسيطر على توزع الأصبغة الموجودة في حاملات الصبغة chromatophores التي تنتشر على سطح جسم الحيوان، فتتبعثر الأصبغة أو تتركز في تفرعات جدار حاملات الصبغة هذه، الأمر الذي يفضي إلى تغير لون الحيوان.
    كما يفرز الغشاء التاموري pericardium الموجود حول القلب بعض الهرمونات التي تزيد من ضربات قلب القشريات، إضافة إلى وجود غدة مولدة للذكورة androgen gland تسبب ظهور الصفات الجنسية الذكرية، إذ بزرعها في جسم أنثى القشريات يتحول المبيض لديها إلى خصية تبدأ بإفراز النطاف، وتظهر على الأنثى، في الانسلاخ التالي، الصفات الذكرية. توجد هذه الغدة في متماثلات الأرجل [ر] Isopoda في الخصية، وفي بقية القشريات الضخمة بين عضلات اللاحقة الصدرية الأخيرة مرتكزة على القناة الناقلة للنطاف.
    تصنيف القشريات
    تضم شعيبة القشريات عدداً كبيراً ومتنوعاً من الحيوانات، بعضها أكبر من كركند الماء العذب، وبعضها أصغر منه، بل ثمة قشريات مجهرية القد. لذلك كان تصنيفها مجالاً للجدل والنقاش. وفي آخر تصنيف لها ـ وهو لا يزال أيضاً موضع نقاش ـ يميز في القشريات خمسة صفوف، هي (الشكل 10).
    1ـ متشعبات الأرجل Remipedia: وهي صف صغير جداً، وُصِفَ فيه أخيراً نحو عشرة أنواع تتميز بصفات ابتدائية جداً تتمثل بالعدد الكبير من قطع الجذع (الصدر والبطن) يراوح بين 25 و38 قطعة، التي تحمل كل منها شفعاً من اللواحق السباحية ثنائية الشعبة.
    الشكل (9) المراحل المتتالية لانسلاخ جراد البحر
    الشكل (10 ـ أ)
    الشكل (10 ـ ب)
    الشكل (10 ـ ج)
    الشكل (10 ـ د)
    الشكل (10 ـ هـ)
    2ـ رأسيات الدرقة :Cephalocarida وهي أيضاً مجموعة صغيرة تضم نحو تسعة أنواع يعيش بعضها منطمراً في رسوبيات قاع الشواطئ.
    3ـ غلصميات الأرجل[ر] Branchiopoda: وقد عولجت بالتفصيل في مدخل آخر.
    4ـ فكيات الأرجل Maxillipoda: وهي تضم مجموعات من الحيوانات يعدها بعضهم صفوفاً منفصلة، لكن جُمِعَت في هذا التصنيف في مجموعة واحدة لوجود ما يشير إلى انحدارها من أصل تطوري واحد (أحادية الأصل التطوري). يتألف رأسها دوماً من خمس قطع، وصدرها من ست قطع، وبطنها من أربع قطع بطنية إضافة إلى الذيل. وهي تضم صفيفات عدة، منها محاريات الدرقة Ostracoda ومجدافيات الأرجل [ر]Copepoda وغلصميات الذيل Branchyura وهدابيات الأرجل[ر] Cirripedia.
    5 ـ لينات الدرقة Malacostraca: وهي أكبر صفوف القشريات، وتبدي كثيراً من التنوع، تضم ثلاث صفيفات تقسم إلى أربع عشرة رتبة، أهمها متماثلات الأرجل[ر]Isopoda ومختلفات الأرجل[ر] Amphipoda وعشاريات الأرجل[ر].
    أهميتها الاقتصادية
    للقشريات أهمية كبيرة من الناحية البيئية والاقتصادية، فأفرادها الصغيرة الحجم تمثل حلقة في السلسلة الغذائية في البحر، وبعضها يُعَد الغذاء الرئيسي للحيتان. كما أن كثيراً من الشعوب تتناول لحومها مادةً غذائيةً جيدة لغناها بالبروتينات، إذ تُحَضَّر منها أطباق شهية، وخاصة عشاريات الأرجل التي يفضل منها الأنواع التي تكون في مرحلة ما بين الانسلاخين، حينما تكون قشيرتها لاتزال لينة لم تتصلب بعد بتشربها أملاح الكلس.
    حسن حلمي خاروف

  2. #382
    القط

    القط cat لغةًً هو السنور، وله أسماء كثيرة: القط والهر والبس والبسينة وغيرها. تطلق على مجموعة من الثدييات اللاحمة تنتمي إلى فصيلة السِّنَّوْرِيات Felidae. وهي تضم حيوانات مثل الأسد lion والنمر المخطط (الببر) tiger والنمر المبرقع leopardواليَغْوَر (النمر الأمريكي) jaguar وأسد الجبال (البوما) puma أو cougar والوشق lynx والفهد cheettah (بالفرنسية guépard)، ويطلق عليها جميعاً اسم القطط الكبيرة big cats. وتضم أيضاً القطط المعروفة؛ الأهلية منها domestic cats والبرية wild cats وهي التي جرت العادة على تسميتها القطط، وهي التي سيتم الكلام عنها.
    صفاتها العامة
    تتميز السنوريات برأس مدور وثلاثين سناً في فمها، وبلسان خشن بسبب وجود حليمات متقرنة على سطحه وبمشيتهاالإصبعية digitigrade (ترتكز على الأرض بأصابعها، وليس بكفها أو باطن قدمها) وبمخالبها المعقوفة الحادة القابلة للتراجعretractile claws والاختباء بين الأصابع. والاستثناء الوحيد هو الفهد الذي لا تختبئ مخالبه. تتمتع كلها بسمع مرهف ونظر حاد، وسرعة في العدو. وهي تنتشر في كل القارات عدا القارة الأسترالية.
    تتكاثر »القطط« بالولادة، وتنجب الأنثى صغاراً عدة في المرة الواحدة، وترضعها من أثدائها المتعددة، وتكون الأم شديدة الشراسة في الدفاع عن صغارها.
    القطط البرية
    الشكل (1) القط الحرجي (الأوربي)
    الشكل (2) قط الأدغال (التفه) Felis chaus
    الشكل (3) القط البنغالي Felis bengalensis
    يعيش القط الحرجي Felis silvestris (وهو القط الأوربي البري) (الشكل 1)، في الغابات الأوربية، وهو منتشر في شمالي إفريقيا وشرقي أوربا، كما يوجد في غابات اسكتلندا وفي مناطق مختلفة من فرنسا وكورسيكا. فراؤه سميك وناعم الملمس وذو ألوان زاهية يغلب عليها اللون الأشقر الموشح ـ في معظم جسمه ـ بخطوط داكنة وشريط أسود على ظهره. كما يمتاز ذيله بحلقات سود وذروة سوداء. وهو ليلي النشاط، وتبدو عليه مظاهر الشراسة والقوة. في النهار يدس نفسه بين أغصان الشجر متخفياً بلونه الذي يحاكي لون قلف الأغصان. وفي الليل يصطاد فرائسه متلصصاً على طريقة الهررة. وهو خطر على الإنسان؛ فهو يهاجمه دونما إنذار.
    يصبح القط البري اجتماعياً في فصل التكاثر، ويعيش في أزاوج في بداية الربيع. يتجمع عدد من الذكور حول الأنثى في الليل، تصرخ، ويخرمش بعضها بعضاً. وعند الاقتران يبدو الذكر وكأنه يهاجمالأنثى. وبعد شهرين من الحمل تلد الأنثى في نيسان/أبريل أو أيار/مايو، ثلاثة أو أربعة صغار مغمضة العيون، شرسة مثل والديها مستعدة للخدش والعض، تُرضِعها الأم من أثدائها الثمانية، وتعتني بنظافتها وإطعامها، وفوق كل ذلك تحميها من الذكر المستعد دوماً لالتهامها، وقد أخفقت كافة الجهود لاستئناسها.
    توجد أنواع عدة من القطط البرية في العالم القديم، لبعضها فراء متجانس اللون، منها القطة الذهبية أو قطة تيمينكي Felis temmincki التي توجد في جنوب شرقي آسيا، ولبعضها الآخر فراء مبرقع، مثل القط الصياد أو قط (سنور بالزباد) F.viverrina الذي يعيش في الهند وجنوب شرقي آسيا. وهناك قط الأدغال أو القط التَفِهْ F.chaus الذي يصل طوله إلى نحو 90سم، وارتفاعه إلى نحو 37سم (الشكل 2) ويوجد بكثرة في شمال شرقي إفريقيا منتشراً حتى جنوبي آسيا والهند الصينية، وخاصة في بلاد الشام وإيران والهند ومصر. فراء هذا القط كثيف أصفر اللون رمادي أو بني رمادي، وهو طويل الأطراف قصير الذنب. والنوع الهندي منه أسود تماماً، يتغذى بالفئران والجرذان والأرانب والدجاج والحمام، و قد أمكن استئناسه. وهناك أيضاً القط الكفري caffre cat (النوع F.libyca) الذي تُمَيَّز فيه عروق عدة توجد في سورية ومصر وجنوب إفريقيا، وهو قط يميل لونه إلى صفرة بعلامات داكنة. ويذكر من عروقه قط الصحراء الهندي F.I.ornata. وهناك القط البنغاليF.bengalensis (الشكل 3)؛ وهو القط الصغير الشائع في الهند. وثمة قطط أخرى منها قط مارغريتا F.margaritta الذي يوجد في شمالي إفريقيا وجنوبي آسيا؛ وهو نوع شديد الصلة بالقط الأهلي. كما يعد القط الإفريقي ذو الأرجل السود F.nigripes من أصغر السنوريات، وهو يعيش في المناطق الصحراوية، وهو نوع نادر ومهدد بالانقراض. وهناك أيضاً العديد من الأنواع الآسيوية، منها القط المرمري F.marmorata. ويرى بعضهم أن بعض هذه القطط ماهي إلا سلالات نتجت عن القط الأهليF.domestica المعروف بالهر والبس، الذي لا يمكن تتبع أصله وتطوره يقينياً.
    القطط الأهلية
    لا يعرف يقيناً أصل القطط الأهلية، كما لا يوجد ما يؤكد انحدارها من القط البري الأوربي، على الرغم من إمكانية توالد بعضها من بعض. فهما يبديان تشابهاً في كثير من الصفات، مثل تشابه فرائها المخطط بفراء القط البري. وقد يكون القط الكفري F.libyca سلفاً لها، فجراؤه مثل جراء القط البري، لا يمكن استئناسها.
    الشكل (4) القطة السيامية Felis sp
    الشكل (5) القط النمر Leptailurus serval
    تمتاز القطط الأهلية (ويسميها الأمريكيون قطط الأزقةalley cats)، بطول ذيلها ودقته، وباستقامة آذانها وقصر شعرها، وتباين ألوانها، الأمر الذي يخفي أصلها. فقد تكون سوداً أو بيضاً أو بنية أو رمادية أو شقراء أو مخططة أو مبرقعة، مثل صدفةالسلاحف. وهي ماهرة في اصطياد الفئران والجرذان.
    كما أنه لا يوجد ما يشير إلى الأصل الآسيوي لبعض القطط، وربما انحدرت من قطة بالاس Otocolobus manul أو من أنواع قريبة من هذا النوع. فجمجمة هذه القطط الأهلية لا تشبه جماجم القطط الآسيوية. فمن الصفات التي اعتمدت لتبني مثل هذا الاعتقاد يُذْكَر طول الشعر الشبيه بالأنغورا من حيث نعومته، وخصوصاً الموجود حول العنق والصدر والذيل، والألوان الفاتحة المتجانسة عموماً، تلك الصفات التي تميز القطة الصينية ذات الأذن المتدلية والشعر الطويل الحريري. ومن القطط من السلالة نفسها تُذْكَر القطة السيامية F.sp (الشكل 4) ذات العيون الزرق الداكنة واللون المتموج لفرائها، والتي لا يعرف أصلها أيضاً، وهي تشبه في طباعها الكلاب أكثر من شبهها بطباع القطط، وتتمتع بانعزاليتها وفرديتها، مما يجعلها المفضلة بين الحيوانات الأليفة.
    ومن القطط الأهلية يذكر القط النمر serval الذي ينتمي للنوع Leptailurus serval (الشكل 5)، وهو يعيش في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويتردد على المناطق المعشبة، يساعده فراؤه المصفر المبرقش بالبقع السود في محاكاة البيئة. وهو قط رشيق، يعد من أسرع السنوريات، يساعده في ذلك طول أطرافه، حتى إنه يتمكن من التقاط الطيور وهي طائرة على ارتفاع نحو المترين عن الأرض، وهو يهاجم أيضاً الغزلان الصغيرة والدجاج والقوارض.
    وتجدر الإشارة إلى وجود سلالتين من القطط من دون ذيل، واحدة تعيش في جزيرة مان Isle of Man في بريطانيا؛ هي قطة مانكس Manx cat، والثانية تعيش في اليابان.
    أهميتها بالنسبة للإنسان
    تعد القطط الأهلية من أكثر حيوانات المنزل انتشاراً، وقد أسهم في ذلك سهولة التعامل معها وأنسها وانقيادها الشديد للإنسان لدرجة انقيادها للأطفال الصغار. كما أنها مفيدة للإنسان بقضائها على بعض الآفات الضارة؛ إذ تعد من أحسن صيادي الفئران والجرذان التي تنقل للإنسان العديد من الأوبئة والأمراض، وتسبب الأضرار الكبيرة للمحاصيل الغذائية. فهي تسهم بالتوازن البيئي؛ لكونها تمثل الحلقة الأخيرة من السلسلة الغذائية في الأوساط البرية؛ لكونها لاحمة تتغذى بالحيوانات العاشبة واللاحمة الأخرى الصغيرة، إضافة إلى تميز فراء القطط الكبيرة بجماله وألوانه الزاهية وملمسه الناعم، مما يعطيه قيمة كبيرة في صنع الملابس الفاخرة.
    وبعيداً عن أهميتها تسبب القطط الأهلية بعض الأمراض الجرثومية، مثل الربو القصبي، وجراثيم المتدثرات الطيريةChlamydia psittaci التي تصيب القطط وتنقلها للإنسان، تسبب ما يسمى بحمى الحمام ornithosis التي تتمثل بالتهاب القصبات والرئات، وتشبه في أعراضها السعال الديكي.
    كما تعيش في أمعاء القطط الأهلية الدودة المشوكة الحبيبية Echinococcus granulosus التي تطرح بيوضها مع برازها. فإذا وصلت للإنسان -وهذا ما يحدث لدى مداعبة القطط، وبما أن القطط من عادتها تنظيف نفسها بلسانها- فإن البيوض التي تكون بجوار شرجها، قد تنتقل إلى صحون طعام الإنسان، فتنتقل إليه وتصل أمعاءه وتستقر في الكبد أو الدماغ أو الرئة، حيث تُكَوِّن أكياساً مائية كبيرة قد يصل حجمها إلى حجم رأس الطفل الصغير. ويتبرعم الجدار الداخلي للكيس إلى الداخل وإلى الخارج، فتعطي رؤوساً، تسبب له أعراضاً تحسسية متنوعة. إن وجود الأكياس المائية في الدماغ أو الكبد أو الرئتين يؤدي إلى تنخر هذه الأعضاء، ويحتاج استئصالها إلى عمل جراحي، يكون عادة متكرراً بسبب استمرار تبرعم الكيس المائي الأصلي وتكوينه حويصلات ثانوية بصورة متكررة.
    بشير الزالق

  3. #383
    القلقاسيات

    القلقاسياتArales أو اللوفيات أو الرُسَّات رتبة من النباتات أحادية الفلقة من صفيف الفوفليدة Arecideae نسبة إلى الفوفلAreca رمز زمرة النخيليات. تضم رتبة القلقاسيات فصيلتين: الآراسية Araceae المنسوبة إلى جنس الآروم Arum وعدس الماء (اللمناسية) Lemnaceae المنسوبة إلى جنس عدس الماء[ر] Lemna.
    الفصيلة الآراسية
    الشكل (1) أنتوريوم شيرزيريانوم: يتطلب تربة مسمدة
    دائمة الرطوبة في الصيف
    الشكل (2) زانتدسكية اليوتيانية: يتطلب تربة مسمدة
    دائمة الرطوبة في الصيف
    الشكل (3) زانتدسكية رحمانية: يتطلب تربة مسمدة
    دائمة الرطوبة في الصيف
    الشكل (4) فيلودانرون ذهبي: يتطلب تربة مسمدة
    دائمة الرطوبة في الصيف
    الشكل (5) فيلودانرون محمر: يتطلب تربة مسمدة
    دائمة الرطوبة في الصيف
    الشكل (6) فيلودانرون عارش: يتطلب تربة مسمدة
    دائمة الرطوبة في الصيف
    من أسمائها المتناقله: القلقاسية، اللوفية، الرؤمية، الآرومية، الترياقية، الرسيّة. تضم 115جنساً موزعة على 2000نوع. ممثلة في النبات السوري اللبناني بـأربعة أجناس هي: الآروم، والبيارومBiarum، والإيمينيوم Eminium، والأريزاروم Arisarum. غالبيتها نباتات مدارية ، مطمورة تحت التراب، ثابتة في الأرض، متميزة بأزهارها المحمولة على عمود بدين يدعى الطلعة أو السبد spadix، المقسم إلى 5 قطع: الأولى قطعة متطاولة جرداء في الأعلى، تليها ثانياً كتلة أزهار مذكرة عقيمة، وبعدها ثالثاً كتلة أزهار مذكرة خصبة، وتليها رابعاً كتلة أزهار مؤنثة عقيمة، وأخيراً تليها كتلة أزهار مؤنثة خصبة. ويحيط بالطلعة أو السبد قنابة سمينة تدعى سباط spatheعلى وزن بساط، (أو كُفُرَّى أو كافور، أو جِباب من جبة، أو قفور أو قافور من قافورة أو شرعاف).
    الآراسية فصيلة متباينة الأشكال منها الأشجار والجنبات والمتسلقات، ومنها متباينة الأوساط المائية العائمة والمائية المثبتة بالتربة والنامية بين الصخور. الأنواع التلقائية المنتشرة في الوطن العربي منسوبة الفصيلة الأروئيدة Aroideae المميزة بالبنية الدرنية عديمة الساق acaule، مزودة بأرومة عميقة تحت التربة تدعى جعثن (الجعثن: أرومة كل نبتة تبقى في الشتاء. الجمع: جِعِثنان، جعاثن، جُعثن) المعروف بالجذمور، الأوراق تامة، الأزهار وحيدة المسكن، معظم نباتاتها زراعية وتزيينية، لا يخلو من المواد السامة التي يضمحل مفعولها بعد الغلي أو النقع بالماء أو التحميص على النار. أبرز أجناسها وأنواعها.
    1ـ الآروم: يضم ستة وعشرين نوعاً منتشرة في آسيا الغربية وإفريقيا. أعشاب درنية عديمة الساق، الأوراق سهمية، يتجاوز السباط عمود السبد، ويتكون من صحيفة بيضاء أو أرجوانية أو خضراء أو ملطخة الداخل. معاليق الأوراق أطول دوماً من حواملالنورات وكلاهما ينفصل عن الدرنة بطريقة نوعية ممثلة أحيانا بتكوين سرة مركزية أو جانبية تتعذر ملاحظتها لعمقها بين الصخور. يتمثل في الأراضي السورية اللبنانية بالأنواع الآتية:
    الآروم الديسقوريدي Arum dioscoridis: أو اللوف الديسقوريدي، من أسمائه المتناقلة: ميل الكحل، سم الحية، لوف الحية، أذن الراهب. يصل طول الأوراق إلى 35سم. ينبت بين الصخور في الأراضي المهملة، له ضروب عدة.
    الآروم الفلسطينيArum palaestinum : أو اللوف الفلسطيني. يراوح طول الأوراق بين 15و25سم، ينبت بين الصخور عميقة التربة.
    الآروم أليف الماء Arum hygrophilum: أو اللوف الرطب، من أسمائه المتناقلة: مكحلة. يراوح طول الأوراق بين 10و25سم، ينبت في التربة دائمة الرطوبة الساحلية والداخلية.
    الآروم الكونوفالوئيديس Arum conophalloides: أو اللوف الكونوفيلي أي الذي يشبه نبات الكونوفاليس. يراوح طول الأوراق بين 12و15سم. ينبت في الجبال العالية.
    الآروم المتطاول Arum elongatum: أو اللوف المتطاول، إشارة إلى تطاول السباط. طول الأوراق 15وعرضها 8سم، ينبت في الصخور الجبلية.
    الآروم الغراتوم Arum gratum: أو اللوف الجليل. يصل طول الأوراق إلى 18سم، ينبت في أعالي الجبال الساحلية.
    2ـ الأريزاروم: الدرنات بيضية أسطوانية، الأوراق سهمية، السباط ملتحم الهامش مشكلاً أنبوباً قائماً مقلنس النصل cuculate. السبد نحيل عديم الأزهار العقيمة. الحلقة الأنثوية قليلة الأزهار، الحلقة المذكرة متراخية، الزوائد منحنية، السداة واحدة قي كل زهرة وكذا الكربلة. مثالها المحلي.
    الأريزاروم المبتذل Arisarum vulgare: من أسمائه المتناقلة: رسة مبذولة، قنيديل، قنبوع الراهب. عشب معمر أخضر. الأوراق قليلة العدد وأحياناً واحدة. الدرنة بيضية. المعلاق بطول الأوراق أو يجاوزها وأحياناً أقصر من ذلك. ينبت في الرمال والصخور المتوسطية السورية واللبنانية.
    3ـ البيارومBiarum : نباتات مستديرة الدرنة. الأوراق متعاقبة مع نورات محاطة بغمد مفكك الأوراق cataphylles. الأوراق ضيقة وقت التأبير. قنابة السباط طويلة، السقب scape قصير يبقى طويلاًً تحت التراب. أنبوب السباط مشطور أو مغلق يساوي طوله طول الصفيحة. الإثمار غالباً تحت الأرض. الثمار عنبية مكرونية أو منتهية ببقية القلم. الأنواع 15منها 6 محلية، من أكثرها شيوعاً:
    البياروم البقريBiarum bovei : يراوح طول السباط بين 20و25سم، تبقى الأوراق من نيسان إلى أيار. منبته الحقول والصخور والكروم الساحلية والداخلية والجبلية.
    4ـ الإيمينيوم Eminium: النباتات سميكة الأدران. الأوراق سهمية أو طبرزية أو أنها نامية الضلعين الجانبيين لتشكل أزواجاً من النصول الثانوية المتدرجة بالصغر بطريقة تغلف النصول بعضها بعضاً. سقب النورة شديد القصر. السباط بطول الأوراق أنبوبي بيضي أو متطاول. حلقة الأزهار الذكرية متبوعة بفسحة طويلة من الأزهار العقيمة المتباعدة، تليها في القاعدة حلقة الأزهار الأنثوية، مثالها:
    الإيمينيوم المشوك :Eminium spiculatum ينبت في الأرض المهملة والصخور في المناطق الداخلية.
    الخواص الطبية: تضم عساقيل وأدران الفصيلة الآرسية بعض المواد الكاوية السامة التي يزول مفعولها بالقلي أو النقع بالماء أو التحميص على النار.
    أبرز أنواعها الطبية
    الأكوروس القلمي Acorus calamus المسمى عود الوج. نبات طبي ينبت في الهند وأمريكا الشمالية. تستعمل جذاميره بعد نزع ما يتعلق بها، وتحفظ مقشورة مجففة. طعمها لاذع مائل إلى المرارة، رائحتها نافذة عطرة بسبب احتوائها على زيوت طيارة. تستعمل مجشئة، فاتحة للشهية، مسرعة الهضم، مزيلة للتشنجات، طاردة للريح، معرِّقة، رافعة للضغط. وتشرب كالشاي لزيادة الشهية ومعالجة القرحة المعدية، والروماتيزم، والذبحة الصدرية والتهاب اللوزات. ينصح بعدم استعمالها فترات طويلة، وعدم تخزينها أكثر من 18شهراً.
    أبرز أنواعها الغذائية
    القلقاس العتيق Colocasia antiquorum: نبات زراعي درني، منابته المناطق الحارة، ساقه درنية غليظة، أوراقه قرصية التجميع، تقوم على معاليق مستطيلة منتصبة يراوح ارتفاعها بين 80و120سم، وهي كبيرة القد، قلبية الشكل، نصلها جامد الصفيحة المتموجة، قاتم الخضار، بطول 10 وعرض30ـ40سم. ضروبه الزراعية عديدة، ترغب الأتربة الدبالية الرطبة. تستقيم زراعته في التربة من 7ـ14شهراً. محصوله وافر الإنتاج. يؤكل لب جذاميره بعد طبخه أو نقعه بالماء، لزوال ما فيه من مواد قارصة كاوية. يحوي لبابه هذا على: 2.65% مواد آزوتية، 0.56% مواد دهنية، 16.82% مواد سكرية.
    أبرز أجناسها وأنواعها التزينية:
    الأمورفوفالوس Amorphophallus: يضم مئة نوع. ترد أصولها إلى المناطق الرطبة والظليلة المدارية الآسيوية والإفريقية. تزرع في الدفيئات الحارة، وفي أصص قطرها 100سم.
    الأنتوريوم Anthurium: يضم 900نوع، وهي نباتات سطحية مدارية يُذكر منها الأنتوريوم شيرزيريانوم Anthurium scherzerianum أليف الظل، موطنه أمريكا الجنوبية. (الشكل 1).
    الزانتدسكية Zantedeschia: يضم ستة أنواع معمرة، تعيش في مستنقعات إفريقيا الشرقية أبرزها:
    الزانتدسكية الحبشية Zantedeschia aethiopica التي تزين بحرات البيوت الدمشقية القديمة. والمعروفة محلياً بزنبق الماء، والآروم الأبيض.
    الزانتدسكية اليوتيانية Zantedeschia elliottiana أليفة ظل. (الشكل 2).
    الزانتدسكية الرحمانية Zantedeschia rehmannii: أليفة ظل. (الشكل 3).
    الفيلودانرونPhilodendron يضم 500نوع يذكر منها:
    الفيلودانرون الذهبي Philodendron aurea أليف ظل، موطنه جزر سليمان. (الشكل 4).
    الفيلودانرون المحمر Philodendron erubescens أليف الظل، موطنه كولومبيا. (الشكل 5).
    الفيلودانرون العارش Philodendron scandens: نبات زينة، أليف الظل، موطنه جزر الأنتيل. (الشكل 6).
    الكلاديوم Cladium: جنس هجين درني
    الكلاديوم ثنائي اللون Cladium bicolor hybriden: هجين، أليف ظل، موطنه أمريكا الجنوبية المدارية. (الشكل 7).
    الشكل (7) كلاديوم ثنائي اللون: يتطلب تربة مسمدة
    دائمة الرطوبة في الصيف
    الشكل (8) مونستيرا فاتنة: يتطلب تربة مسمدة
    دائمة الرطوبة في الصيف
    المونستيرا Monstera: يضم 22نوعاً عرائشية تنبت في الغابات المدارية
    المونستيرا الفاتنة Monstera deliciosa: نبات زينة، أليف الظل، موطنه المكسيك. (الشكل 8).
    الفصيلة اللمناسية: فصيلة عدس الماء[ر].
    أنور الخطيب

  4. #384
    القلوانيات

    القلوانيات alcaloides، وتدعى أيضاً القلويدات أو أشباه القلويات، اسم يطلق على بعض المركبات الآزوتية الخفيفة القلوية التي توجد غالباً في العالم النباتي، إلا أنها قد توجد أحياناً في العالم الحيواني أو المنتجات الحيوانية. وتحوي معظم القلوانيات زمرة NH-؛ مما يجعلها شديدة الفعالية صيدلانياً. لكن ثمة أسس آزوتية بسيطة ومجموعات أخرى من المركبات الطبيعية الآزوتية ذات الصفة القلوية أيضاً لا تنتمي إلى القلوانيات ولا تصنف معها هي الأمينات والحموض الأمينية الخطية ومكونات المواد البروتينية... إلخ، وإنما تُصنف في مجموعات أخرى.
    الشكل (1)
    تتكون القلوانيات من حلقات كيميائية غير متجانسة؛ لذلك يصنف القلواني (القلويد) تبعاً لطبيعة الحلقة المكونة له إلى مجموعات مثل البيرولات والبيروليدينات والبيريدينات والببيريدينات والإندولات، والكينولئينات والإيزوكينوليئنات والإيميدازولات والبيريميدينات (الشكل 1). كما توجد أيضاً قلوانيات أخرى تنتج من تكاثف أكثر من نواة أو مجموعة من المجموعات سابقة الذكر، إضافة إلى وجود مجموعة صغيرة من المواد غير معروفة التركيب والتي تشبه القلوانيات. يضاف إلى ذلك القلوانيات الحيوانية المنشأ، والتي تنتج من تخرب لحوم الحيوانات نتيجة تفاعلات خمائرية جرثومية بعضها قابلة للتبلور، وهي سامة جداً، تتصف بخواص القلوانيات النباتية، أَطلَق عليها سلمي Selmi اسم الشلوين أو تومائينptomaine، وهي مواد مهمة من الناحية الحيوية والدوائية والتحليلية والسمية، وهي المسؤولة عن التسممات الغذائية المنشأ التي تسببها اللحوم الفاسدة. وهناك كذلك قلوانيات حيوانية المنشأ أيضاً تتكون في أثناء الحياة، وهي البياضينات أو اللوكومائينLeucoma المشتق اسمها من بياض البيض وهي تختلف عن الشلوينات لأنها تعد من منتجات البدن الحي الطبيعية.
    للقلوانيات المختلفة والموجودة في النبات الواحد دائماً بنية كيميائية متقاربة، وهي حقيقة مهمة جداً ومفيدة تسهل تعيين التركيب الكيميائي عند تحديد القلوانيات الرئيسية التي تنتمي عادة إلى الفصيلة النباتية نفسها.
    توجد القلوانيات عادة في النباتات مرتبطة مع الحموض بشكل أملاح، فيتحد القلواني مثلاً مع حمض الأوكساليك (حمض الحماض) وحمض اللبن وحمض المالئيك وحمض الطرطير وحمض الليمون... إلخ. ويعتمد محتوى النباتات من القلوانيات على طبيعة التربة والبيئة والفصل، وهي تتوضع غالباً في أجزاء من النبات مثل الحبوب والأوراق والجذور والقشرة. وتستخلص من النباتات عادة بمعالجتها بقلوي مثل هدروكسيد البوتاسيوم، ثم فصلها باستخلاصها بالإيتر أو الكلوروفورم. وقد عُرِفَ ما يقرب من 3000 قلواني. وكان القلواني الأول الذي صنعه لايدنبرغ Ladenburg عام 1886 أبسطها ويدعى كونينconüne، (أو 2 بروبيل ببيريدين C5H10NC3H7)، وهو ذو سمية عالية، إذ إن أقل من 0.2غ منه يقتل الإنسان. يتم الحصول على الكونين من بذور الشوكران hemlock، وهو سم أستخدم في إعدام سقراط. وأكثر سموم هذه المجموعة استخداماً هو الستريكنين وهو سم زعاف، والإنسان أشــد حساسية بالستريكنين من جميع الحيوانات، وهي تختلف من شخص لآخـــر، وإن 0.05غرام من الستريكنين مميت للإنسان الكهل. أما أشد الحيوانات مقاومة للستريكنين فهي الديك والحمام والرخويات. أما الكورار فهو قلواني آخر يسبب الشلل، وقد استخدم لطرد الهنود من أمريكا الجنوبية عن طريق تشريب السهام به، وحمض الليزرجيك LSD، وهو أحد القلوانيات الرئيسية الموجود في فطر الأرغوت (مهماز الشيلم)، الذي يؤدي إلى انفصام الشخصية والهلوسة.
    لم يُعرف حتى اليوم دور القلوانيات في النبات على نحو قاطع. وقد افترض هيكل Heckel أن القلوانيات عبارة عن نواتج وسيطة لتشكيل البروتوبلاسما الخلوية. وإذا كانت هذه الفرضية صحيحة فإنها لا تنطبق إلا على القلوانيات التي يكون تركيبها قريباً من الحموض الأمينية. ثبت تجريبياً أن النباتات غير قادرة على تمثل معظم القلوانيات، وبتعبير آخر إذا ما انخفض محتوى النبات من القلواني في أثناء النمو فإنه لن تنتج منه زيادة موافقة في كمية البروتينات. وذهب بعض المؤلفين مثل ايرّيراErrera إلى افتراض أن القلوانيات تفيـد في حماية النبات، وقد استندت فكرتهم هذه إلى كون القلوانيات مواد موجودة غالباً في الأعضاء المحيطية كالأزهار والثمار وغيرها من النبات. لكن يلاحظ أن القلوانيات لا تحمي النبات من الحيوانات الصغيرة أو الكبيرة على حد سواء. وثمة نظرية مفادها أن للقلوانيات خاصة تنشيط الاستقلاب النباتي، ولكن ذلك لم يثبت تجريبياً بالرغم من وجود مؤشرات عدة تتفق وصحتها.
    تبنى بعض العلماء فكرة أن القلوانيات النباتية هي نواتج استقلاب، أي إنها فضلات ناتجة من الاستقلاب الخلوي، وهي بذلك تقوم بتثبيت جزء من الآزوت المطروح، فهي تقوم بدور البولة وحمض البول نفسه عند الحيوانات. غير أن هذه النظرية تفتقر إلى البرهان التجريبي. كما أنه، في الوقت نفسه، يصعب الاقتناع بأن النبات يقوم بصنع جزيء كبير معقد مثل القلوانيات من أجل تثبيت ذرة آزوت واحدة فقط.
    وقد اقترح لارسن R.A.Larson، إضافة إلى ما سبق، أن القلوانيات ربما تقوم بدور في حماية النبات من الأكسجين الوحيد1O2، الذي يسبب بوجود الضوء ضرراً بكل المتعضيات الحية. وقد أظهرت معظم القلوانيات المدروسة هذه الخاصة في تثبيت الأكسجين. لذلك يتوقع المرء أن تتراكم القلوانيات في المناطق ذات الكثافة النباتية العالية والتركيز العالي من الأشعة فوق البنفسجية، وهذا ما يحدث فعلاً.
    وإذا كان دور القلوانيات في العالم النباتي لم يحسم بعد، فإن صنع هذه المواد وتوليدها داخل النبات أصبح معروفاً تماماً، فهي تتشـكل من الحموض الأمينية، وإن ألدهيد النمل (ألدهيد فورميك) يقوم حتماً بدور مهم في التصنيع الكيميائي الضوئي للقلوانيات.
    استخداماتها الطبية
    للقلوانيات تأثيرات فيزيولوجية قوية، حتى عندما تكون بتراكيز قليلة جداً. ويوجد منها نحو 30نوعاً تستخدم في الطب، منها الأتروبين، على سبيل المثال، الذي يستخلص من نبات البيلادونا، وهو يسبب توسع حدقة العين، وكذلك مشتق زهر مدغشقر Pervenche de Madagascar (أو ما يدعى Vinca rosea) الذي يستخدم لمعالجة بعض أنواع السرطان، والمورفين المادة المسكنة للألم الفعالة جداً، والكينين الذي هو دواء نوعي للملاريا، والنيكوتين المضاد للحشرات، أما الره زريين فهو مهدئ جيد (انظر المخطط).
    وريد خياطة

  5. #385
    قليلات الأشعار

    قليلات الأشعار Oligochaeta (ويسميها بعضهم قليلات الأهلاب بسبب الأشعار القاسية التي تحملها) صف من شعبة الحلقيات[ر] Annelida، تضم أكثر من 3000 نوع من الديدان المختلفة الحجوم والبيئات. تضم ديدان الأرض وكثيراً من الأنواع التي تعيش في المياه العذبة، لكن معظمها يعيش في التربة الرطبة، بعضها يعيش حياة طفيلية، والقليل منها يعيش في البحار أو المياه قليلة الملوحة.
    يميز فيها فصيلتان أرضيتان هما فصيلة ديدان الأرض أو الخريطينيات Lumbriculidae وفصيلة Enchytracidae، وثلاث فصائل تعيش في المياه العذبة هي فصيلة براقات الجسم Aelosomatidae وفصيلة الغديريات Naididae وفصيلة الأنبوبيات Tubificidae.
    قليلات الأشعار الأرضية
    الشكل (1) دودة الأرض Lumbricus terrestris (عن هيكمان وزملائه)
    أكثر ما دُرس منها دودة الأرض المعروفة Lumbricus terrestris التي يتألف جسمها من عدد كبير من الحلقات، تحمل كل منها أربعة أشفاع من الأشعار أو الأهلاب setae (الهلب الشعرة المتينة)، وتحمل القطعة الواحدة في بعض الديدان عدداً كبيراً من الأشعار قد يصل إلى المئة شعرة أو هلبة. قد تكون هذه الأشعار طويلة أو قصيرة، مستقيمة أو منحنية، دقيقة النهاية أو غير دقيقة، متفرقة أو متجمعة في مجموعات. ومهما يكن شكلها أو ترتيبها فإن عددها عادة، كما يشير إلى ذلك اسمها، أقل مما يوجد عندالحلقيات كثيرات الأشعار Polychaeta. لكن أشعار الأنواع المائية تكون عادة أطول من أشعار ديدان الأرض.
    بيئتها: تعيش ديدان الأرض في أنفاق تحفرها في التربة الرطبة الغنية بالمواد العضوية المتفسخة، تخرج منها ليلاً مفتشة عن غذاء لها في المواقع المحيطة بها. وفي الظروف الجافة جداً تحفر ديدان الأرض أنفاقاً حتى أعماقٍ تصل إلى المتر، تهدأ وتنام فيها محيطة نفسها بغلاف مخاطي رطب.
    شكلها الخارجي: يراوح طول دودة الأرض المعروفة بين 12و30سم (الشكل 1)، لكن ديدان الأرض الاستوائية قد يصل طولها إلى ما بين 150و250سم، وقد يصل أحياناً إلى 4 أمتار.
    ينفتح الفم في النهاية الأمامية، تغطيه من الأعلى قطعة لحمية قبل فموية prostomium، وينفتح الشرج في النهاية الخلفية للحيوان.
    تتحرك ديدان الأرض بحركات تمعجية peristaltic، فتقلُّص العضلات الدائرية الموجودة في النهاية الأمامية من جسم الحيوان يؤدي إلى استطالة الجسم، فتندفع النهاية الأمامية من الحيوان إلى الأمام، حيث تتثبت أشعارُها بالتربة، يلي ذلك تقلص العضلات الطولية، فيقصر الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى انسحاب النهاية الخلفية من الحيوان وتقدمه إلى الأمام. إن انتشار هذه الموجات على كامل طول الحيوان يؤدي إلى تحرك الدودة إلى الأمام.
    تغذيها: معظم قليلات الأشعار حيوانات مفترسة. كما تتغذى على نحو رئيسي بالمواد العضوية المتفسخة، النباتية منها والحيوانية. وتدخل المواد الغذائية إلى الفم، يساعد على ذلك الفص أمام الفم. كما تبتلع هذه الحيوانات التربة مع غذائها؛ وهذا ما يرفع تركيز الكلسيوم في دمها؛ لذلك توجد على طول البلعوم غدد كلسية تقوم بإفراز الكلسيوم في لمعة الأمعاء، فيتعدل بذلك تركيز الكلسيوم في الدم. وهكذا تقوم الغدد الكلسية بدور المنظم الإيوني وليس بدور الغدد الهاضمة. كما تقوم بتنظيم الحموضة في سوائل البدن فتجعلها مستقرة.
    يلي البلعوم حويصلة crop رقيقة الجدران، ثم قانصة gizzard عضلية تقوم بطحن الغذاء. ويتم الهضم الكيمياوي والامتصاص عبر جدار الأمعاء، الذي يزداد سطح امتصاصها بانثناء الناحية الظهرية منها وانخماصه للداخل بشكل typhlosole. كما يحيط بالأمعاء والوعاء الدموي الظهري نسيج مولد للخضرة chloragogen tissue يتم فيه تركيب مولد السكر (الغليكوجين) والدهون. وما إن تمتلئ الخلايا بالدهون حتى تنطلق في الجوف العام للحيوان بشكل خلايا زيتية oleocytes تنقل الدهون إلى أنسجة الجسم المختلفة لتغذيها.
    الدوران والتنفس: جهاز الدوران عند ديدان الأرض من النمط المغلق، حيث يمتد فوق أنبوب الهضم وعلى طوله ـ من البلعوم حتى الشرج ـ وعاء دموي ظهري يقوم بدور القلب، يضخ الدم من الخلف نحو الأمام. ينطلق الدم منه إلى الدماغ، وبوساطة أقواس أبهرية يندفع الدم إلى وعاء دموي بطني يجري فيه الدم من الأمام إلى الخلف.
    والدم أحمر اللون بسبب وجود صباغ الدم الهيموغلوبين الذي يكون منحلاً في البلاسما وتبقى الكريات الدموية بلا لون.
    ولا وجود لجهاز تنفس خاص عند قليلات الأشعار، ويتم التبادل الغازي عادة عبر جدار الجسم الرطب.
    الإطراح: تحمل كل قطعة من قطع الجسم ـ ماعدا القطع الثلاث الأولى والقطعة الأخيرة ـ شفعاً من الكُلَيّات nephridia، تمتد كل منها على مدى قطعتين متتاليتين، حيث تقوم بجمع الفضلات من القطعة، تسير ضمن أنبوب مفرز نحو الخلف باتجاه القطعة التي خلفها، لتطرح من خلال ثقب إفراغي موجود على القطعة التالية.
    تقوم قليلات الأشعار المائية بإفراز النشادر (الأمونيا)، وتفرز قليلات الأشعار البرية البولة الأقل سمية. أما دودة الأرض Lumbricus فتفرز المادتين كلتيهما، لكن يعتمد إفراز البولة على ظروف الوسط. كما تقوم الخلايا المولدة للخضرة بإنتاج كلا البولة والنشادر، فتقوم الكليات بطرحها أو تنقلها إلى الدم. كما يستطيع سطح الجسم أن يقوم بطرح بعض الفضلات النتروجينية.
    الشكل (2) الجملة العصبية لدى دودة الأرض
    الجملة العصبية وأعضاء الحس: يتألف الجهاز العصبي عند قليلات الأشعار من جهاز مركزي يظهر نمط الحلقيات (الشكل 2). إذ يوجد شفع من العقد الدماغية فوق البلعوم، وطوق حول البلعوم، ثم حبل عصبي بطني يمتد على أرض الجوف العام للحيوان، هو في الواقع حبلان ملتحمان. ينتفخ هذا الحبل في سوية كل قطعة من قطع الجسم بشكل عقدة عصبية. تخرج من كل عقدة مجموعة من الأعصاب تنتهي في عناصر الجسم المختلفة.
    يلاحظ في الحبل العصبي البطني وجود مجموعة من العصبونات العملاقة، تسير فيها السيالة العصبية بسرعة كبيرة لتساعد على التحرك السريع تمهيداً للهرب، كما توجد في الجملة العصبية مجموعة من الخلايا العصبية المفرزةneurosecretary cells تقوم بدور غدة داخلية الإفراز، تفرز هرمونات تنظم تكاثر الحيوان والصفات الجنسية الثانوية والتجديد[ر] regeneration.
    لا تحمل ديدان الأرض عيوناً، لكن توجد مستقبِلات ضوئية photoreceptors عدسية الشكل في البشرة. ومعظم قليلات الأشعار سالبة الانجذاب تجاه الضوء الشديد، لكنها موجبة الانجذاب تجاه الضوء الخافت.
    وهناك العديد من أعضاء الحس أحادية الخلية منتشرة في البشرة، كما توجد ما يفترض أن تكون مستقبلات كيمياوية chemoreceptors على الفص أمام الفم، وكذلك نهايات عصبية منتشرة في الجلد، التي ربما كانت أعضاء لمس tactile.
    سلوكها: ديدان الأرض من الحيوانات التي لا حول لها ولا قوة، ومع ذلك فهي منتشرة انتشاراً كبيراً. إنها من دون أعضاء حس متميزة، ومع ذلك هي حساسة جداً تجاه المنبهات، فهي تستجيب إيجاباً للمنبهات الميكانيكية حينما تكون هذه المنبهات معتدلة، وسلباً حينما تكون شديدة، فتتراجع بسرعة نحو جحورها. كما تستجيب للضوء، مبتعدة عنه إلا إذا كان الضوء ضعيفاً. كما تساعدها استجاباتها الكيمياوية على انتقاء غذائها.
    وقد بينت التجارب قابلية ديدان الأرض للتعلم، إذ يمكن تعليمها تجنب الصدمات الكهربائية، لذلك يمكن أن يتولد عندها منعكسات شرطية. وصفها داروين بالذكاء إذ عندما تجر ورقة الشجر إلى جحرها، فهي تسحب الورقة دائماً من نهايتها الرفيعة. ويعتقد داروين أن التقاط الورقة بهذه الصورة لم يتم عن فعل عشوائي أو بالمصادفة، بل ربما كان نتيجة «التجربة والخطأ»، وذلك بالتقاط الورقة مرات عدة قبل اكتشافها الطريقة الصحيحة.
    الشكل (3) اقتران دودتي أرض (عن هيكمان وزملائه)
    تكاثرها: ديدان الأرض وحيدة المسكن monoecious بمعنى أنها حيوانات خنثى (الشكل 1). فجهازا التكاثر عند دودة الأرض Lumbricus يوجدان في القطع من 9 حتى 15.
    يتم التكاثر في أي فصل من السنة، لكن التزاوج يتم عادة في الليل في الطقس الحار الرطب، فيتقابل القرينان رأساً لرأس وبطناً لبطن حيث يتلامس الوجه البطني للدوددة مع الوجه البطني للأخرى (الشكل 3). يربط القرينين حزامٌ مخاطي يسمى السرج clitellum (الشكل 4)، ويتبادل القرينان النطاف التي تنتقل إلى القابلات المنوية seminal receptacles للقرين بوساطة أخاديد منوية خاصة توجد على الوجه البطني للحيوان تخزن فيها لحين الإخصاب. وبعد انتهاء الاقتران، تفرز كل دودة أنبوباً مخاطياً، ثم شريطاً مؤلفاً من مادة شبيهة بالكيتين تشكل شرنقة cocoon حول السرج. ولدى انزلاق الشرنقة على طول جسم الحيوان، تنصب فيها البيوض المنطلقة من القناة الناقلة للبيوض مع بعض الألبومين الذي تفرزه غدد جلدية، ونطاف القرين (التي كانت مختزنة في القابلات المنوية) حيث يتم إخصاب البيوض داخل الشرنقة. وحينما تترك الشرنقة الدودة، تغلق نهايتيها، وتتكون كتلة لها شكل الليمونة تتركها الدودة في التراب. يتم التكون الجنيني ضمن الشرنقة، التي تخرج منها دودة صغيرة تشبه الدودة الأم. وهكذا فإن التكون الجنيني يكون مباشراً من دون تحول شكلي[ر].
    الشكل (4) دورة حياة دودة أرض
    (عن هيكمان وزملائه)
    الشكل (5) بعض قليلات الأشعارمن المياه العذبة
    (عن هيكمان وزملائه)
    قليلات أشعار المياه العذبة
    تكون عادة أصغر من الأنواع البرية، وذات أشعار أكثر وضوحاً من أشعار ديدان الأرض. وهي أيضاً أكثر نشاطاً وحركة، ولها أعضاء حس أكثر تطوراً. وهي تضم عادة أشكالاً تسكن القاع benthic تزحف على قاع الوسط المائي أو تحفر في الطين الرخو. وهي مصدر غذائي مهم للأسماك، وقليل منها خارجي التطفل.
    أكثرها انتشاراً الدودة إيلوزوما Aeolosoma (الشكل 5) التي تحتوي على أصبغة حمراء أو بيضاء وحزمة من الأشعار، وهي بطول نحو 1مم. وهناك الدودة من الجنس ستيلاريا Stylaria التي يصل طولها إلى ما بين 10 و25مم، والدودة توبيفِكس Tubifex الحمراء اللون التي تعيش ورأسها منطمر في طين القاع ويتموج ذيلها في الماء، ويراوح طولها بين 10و15مم.
    حسن حلمي خاروف

  6. #386
    القمعية

    القمعية (ديجيتاليس) Digitalis تسمية علمية مستمدة من اللاتينية بمعنى الإصبع، إشارة إلى كون التويج على شكل قمع الخياطة. من أسمائها المتناقلة: حشيشة الكشتبان، زهر الكشتبان، إصبعية، قمعية.
    قمعية صوفية: غصن مزهر
    وزهرة مكبرة
    القمعية جنس نباتات معمرة، أو ثنائية الحول، متعاقبة الأوراق، من الفصيلة الخنازيرية Scrophulariaceae. الكأس خماسي الأجزاء. التويج أنبوبي إصبعي أو قمعي أسطواني، مدلى، قصير الشفة العليا، مقور الشفة السفلى. لها أربع أسدية ثنائية الطول، داخل التويج. القلم قصير ثنائي الفصوص. الثمرة علبية حاجزية التفتح. البذور عديدة. أبرز أنواعه الطبية والزراعية والتزيينية:
    1ـ القمعية الأرجوانية D.purpurea نبات طبي ينبت تلقائياً في أوربا، أدخلت زراعته حديثاً إلى أمريكا. يستعمل مسحوق أوراقه الجافة وبذوره الناضجة وأوراقه الطرية ـ للسنة الأولى أو السنتين من عمر النبات المجموعة في بداية طور الإزهار ـ للحصول على الغلوكوزيد glucoside المستعمل في علاج أمراض القلب.
    النبات ثنائي الحول، يعطي في السنة الأولى وريدة ورقية، تبرز من وسطهاالساق الزهرية للسنة القادمة. الأزهار حمراء قرمزية مجتمعة في نورة عنقودية، التويج جريسي بطول 4سم. وهو شديد السمية، طعمه مر لاذع ورائحته منفرة. وأوراق القمعية المتوافرة في الأسواق التجارية خليط من أوراق القمعية الأرجوانية والقمعية الصوفية D.lanata الأكثر اعتدالاً. تجمع الأوراق الزهرية في مطلع الخريف، وتجفف في الظل عند درجة حرارة بين 30 و50 درجة مئوية.
    ترجع أولى دراسات القمعية إلى عالم النبات الألماني ليونهارد فوش Leonhard Fuchs عام 1542، وقد استمرت طويلاً حتى كشفت مكوناته الفعالة التي من أبرزها هيتيروزيدات الصابونين التي لا تؤثر في القلب، وغلوكوزيدات عديدة أخرى أبرزها بلورات بلا ماء الديجيتالين والديجيتوكسين الستيروئيدية المنشطة للقلب. كانت الاستعمالات الأولى للقمعية في إيرلندا واسكتلندا وإنكلترا، وانتقل استعماله بعد ذلك إلى أوربا الوسطى لمعالجة القرحة والبثور وأوجاع الرأس والشلل، كما استعمل خارجياً لائماً للجروح. وقد بطلت هذه الاستعمالات وتحول الأمر إلى استعمال الغلوسيدات في مجال قصور عمل القلب، ويندر استعماله من دون مشورة الطبيب.
    2ـ القمعية الصوفية: ينبت في حوض الدانوب ويزرع في النمسا، يحتوي على هيتيروزيدات تحرر جذر الأسيتيل، ويتميز بسرعة التأثير وسرعة الطرح، وبالهامش الضيق بين الفعالية والسمية وعدم التراكم. مكوناته الرئيسة: الديغوكسين digoxineوأسيتيل الديغوكسين acetyl-digoxine.
    3ـ القمعية الحديدية Dgitalis ferruginea: ينبت بصورة تلقائية في المناطق المشجرة من الساحل السوري اللبناني وتركيا وأرمينيا واليونان ورومانيا وبلغاريا ويوغوسلافيا وإيطاليا. وهو نوع مهدد بالانقراض.
    4ـ القمعية كبيرة الزهر D.grandiflora: من نباتات الزينة يزرع في الحدائق.
    السمية القمعية
    تعد القمعية وجميع مشتقاتها من العقاقير السامة، وترد السمية إلى رفع تركيز الدواء. وتبدأ أعراض التسمم بالاختلاطات الهضمية بفقدان الشهية والقيء والإسهال، تتبعها دوخة وانحطاط في القوى. تتم معالجة التسمم بالقيء وغسل المعدة.
    أنور الخطيب

  7. #387
    القمل

    القمل louse اسم عام يطلق على حشرات تنتمي إلى رتبة العُزالى أو عديمات الأجنحة Anoplura. ويميز فيها رتيبتانsubfamilies، رتيبة القمل الماص Siphonculata ورتيبة القمل العاض Mallophaga.
    والقمل الماص حشرات صغيرة الحجم مفلطحة الجسم، يبلغ طول الذكر منها بين 2و3.5مم، والأنثى بين 3.5و4.5مم. جسمها مقسم إلى ثلاثة أقسام هي الرأس والصدر والبطن. يبدو الرأس على شكل مخروط متطاول قليلاً، ومزود بشفع من قرون الاستشعار يتألف كل منهما من 3ـ5قطع. عيونها ضعيفة ضامرة أو مفقودة. الأجزاء الفموية فيها من النمط الثاقب الماص، تسحبها القملة داخل غمد فموي عند الراحة وتبرزها عند الاستعمال. يتغذى كل من الذكر والأنثى بدم المضيف.
    الصدر عريض نسبياً، وهو مؤلف من ثلاث قطع ملتحم بعضها ببعض، وخالٍ من الأجنحة، ومزود بثلاثة أشفاع من الأرجل، يتألف الرسغ في كل منها من قطعة واحدة تبدو بشكل المخلب المعقوف تساعد الحيوان على التثبت على جسم المضيف أو على الأشعار. كما يشتمل الصدر على شفع واحد من الثغور التنفسية.
    أما البطن فهو مؤلف من قطع متمايزة كثيراً أو قليلاً بحسب الأنواع. وهو يتألف من 9 قطع، قد تلتحم قطعتان منها أو أكثر؛ مما يؤدي إلى خفض عدد القطع الظاهرة. والبطن متطاول وخالٍ من الزوائد الجانبية، لكنه مزود بستة أشفاع من الثغور التنفسية. وينتهي بطن الذكر باستطالة مخروطية تبدو على شكل شوكة هي القضيب، أما الأنثى فينتهي بطنها بشفع من الفصوص، يحيطان بالفتحة التناسلية الأنثوية، إضافة إلى زائدتين تناسليتين.
    دورة الحياة
    الشكل (1) تلصق القملة بيوضها على الشعر
    الشكل (2) القمل البشري
    الشكل (3) قمل العانة
    يضع أغلب أنواع القمل بيوضه على قواعد أشعار المضيف، وذلك بلصقها بمادة لاصقة تحول دون سقوطها (الشكل 1). أما القمل البشري الذي يعيش على جسم الإنسان فإنه يضع بيوضه في ثنايا الملابس. تدعى بيوض القمل بالصئبان، التي تفقس في بضعة أيام من وضعها، لتعطي حوريات nymphs مشابهة للأم إلا أنها أفتح لوناً، تعيش مدة تراوح بين 3ـ4أسابيع.
    تمر الحورية بثلاثة انسلاخات، تصل في نهايتها إلى البلوغ الجنسي، وذلك في مدة تراوح بين 10و20يوماً. تضع الأنثى بعدها نحو 200ـ300 بيضة، أي بمعدل 10بيضات يومياً.
    أنواعه
    يشتمل القمل الماص على أنواع عديدة، أهمها القمل البشري الذي يتضمن ضربين، هما قمل الرأس وقمل الجسم. كما يوجد نوع آخر مهم يتطفل على الإنسان هو قمل العانة.
    ـ القمل البشري Pediculus humanus: وهو النوع الشائع لدى الطبقات الفقيرة البعيدة عن أصول النظافة. وهو يتصف بالمواصفات العامة التي تم ذكرها، إلا أن كلاً من قرني الاستشعار له خمس عقد، وأعينها موجودة لكنها ضعيفة، والبطن مؤلف من سبع قطع، والشفع الأمامي من أطراف الأنثى أنحف من باقي الأطراف، ومخالبها أضعف. وإضافة إلى الفارق بين الجنسين فيما يتعلق بالحلقة الأخيرة من البطن، فإن كلا الفتحتين التناسلية والشرجية لدى الذكر تقعان في وضع ظهري (الشكل 2).
    يعيش هذا القمل على جسم مضيفه ممتصاً دمه. وتحتاج القملة إلى أن تتغذى مرات عديدة في اليوم الواحد. ولايستطيع القمل الابتعاد عن مضيفه كثيراً، كما أنه لايحتمل التبدلات المختلفة في درجات الحرارة، إذ إنه يغادر مضيفه حالما ترتفع درجة حرارته، وهو يفعل ذلك أيضاً حينما تنخفض درجة حرارته بالموت. وينتشر القمل البشري في الأماكن المزدحمة بالسكان والبيئات غير الصحية. وهو يصيب الأطفال أكثر من البالغين.
    يضم القمل البشري ضربين مهمين، هما: القمل البشري الرأسيPediculus humanus capitis والقمل البشري الجسمي Pediculus humanus corporis. ويختلف قمل الرأس عن قمل الجسم بصغره النسبي، وبقصر قرون استشعاره، وقوة مخالبه، ولونه الداكن.
    2ـ قمل العانة (القُمَّل) Phthirus pubis: ويدعى أيضاً القمل السرطاني crab louse لأن مظهره يشبه السرطان العادي. جسمه قصير وعريض، وأرجله طويلة ذات عقائف. يتميز الشفع الأول من الأرجل بكونه رفيعاً نسبياً وذا عقائف أكثر بساطة من عقائف الأرجل الأخرى. والحشرة صغيرة الحجم إذ يبلغ طولها نحو 1.5ـ 2مم. رأسها قصير نسبياً، وصدرها عريض مؤلف من ثلاث قطع ملتحمة. أما البطن فيتألف من ست قطع بسبب التحام بعض قطعه مع بعضها (الشكل 3).
    تعيش هذه الحشرات في منطقة العانة وحول الشرج وأشعار الجسم واللحى والشوارب وأهداب العين، وتنتقل إلى الإنسان عن طريق الاقتران الجنسي، أو المشاركة في الفراش أو استخدام ملابس المصاب، أو استعمال المراحيض الإفرنجية. أما دورة حياتها فتشبه إلى حد كبير نظيرتها لدى قمل الرأس.
    أنواع أخرى من القمل
    ثمة أنواع أخرى من القمل تنتمي إلى رتبة أخرى غير رتبة العُزالى، هي رتبة القمل العاضّ، وهي تصيب الحيوانات كالأغنام والأبقار والخيول والكلاب والطيور على اختلاف أنواعها. وهذا القمل يشبه إلى حد ما القمل الماص، إلا أنه يتميز منه ببعض الصفات. فالرأس عريض يعادل في اتساعه الصدر أو قد يزيد عليه، ويتميز الوجه السفلي من الرأس باشتماله على فقيمين mandibles قويين يشبه كل منهما الملقط، قادرين على تمزيق نسج المضيف. أما الأرجل فهي بصورة عامة قصيرة ومتشابهة، ماخلا بعض الأنواع. ويحمل البطن بدءاً من الحلقة الثانية حتى الأخيرة أشفاعاً من الثغور التنفسية.
    أما من حيث نمط الحياة ودورة الحياة فإن القمل العاض يمضي جميع أطوار حياته، جيلاً بعد جيل، على المضيف، فأفراده كائنات مقيمة وتتغذى بشراهة بالريش أو الحراشف الجلدية، وتقيم في مناطق مختلفة من جسم المضيف كالرأس ونهايات الأجنحة وسواها. أما فيما يتعلق بدورة حياته فإنها تشبه إلى حد كبير نظيرتها لدى القمل الماص. وهو يسبب للحيوانات أمراضاً مختلفة.
    أضرار القمل
    يسبب القمل عدداً كبيراً من الأمراض، منها التيفوس والحمى الراجعة وحمى الخنادق وسواها.
    فالتيفوس typhus مرض حموي وبائي، عامله الممرض لولبيات الريكتسيات التيفية Rickettsia typhi التي يحملها القمل من المريض إلى السليم إثر سحقها على جسمه. أما الحمى الراجعة المحمولة على القمل louse-borne relapsing fever فهي مرض حموي معدٍ حاد تسببه اللولبيات من النوع الراجع Borrelia recurrentis، وهو ينتقل من المريض إلى السليم بوساطة قمل البشر الجسمي وله صفة وبائية، وهو يختلف عن الحمى الراجعة المستوطنة المحمولة على القراد.
    وتعد حمى الخنادق trench fever مرضاً حموياً حاداً ومعدياً، وعامله الممرض Rickettsia quintana الذي ينتقل عبر الجلد لدى هرس القمل الملوث بهذا المرض.
    وثمة مرض آخر ينجم عن القمل يسمى داء القمل pediculosis يؤدي إلى حكة، تنتج منها خدوش وسحجات والتهابات ومضاعفات مرضية أخرى بسبب غزو الجراثيم للمنطقة المخدوشة، إضافة إلى التأق أو التحسس allergy.
    وتعد النظافة عموماً، نظافة الرأس والجسم والملابس وسواها أساس الوقاية من القمل وأمراضه.
    عبد الرحمن مراد

  8. #388
    القميصيات

    الشكل (1) البنية العامة للقميصي Ciona sp (عن هيكمان وزملائه)
    القميصيات Tunicata، وتسمى أيضاً حبليات الذنب Urochordata. الاسم الشائع لها هو «بخاخات البحر» أو «نافورات البحر» لأنها، لدى إثارتها، تنفث الماء بسرعة من قمع زفيري.
    وهي حيوانات ذات حبل ظهري notochord، تعيش متثبتة أو متنقلة. يعيش بعض أنواعها في البحيرات متبدلة الملوحة، في المستويات كافة، وبعضها يعيش منطمراً في الوحل. تراوح حجومها بين المجهرية وسنتيمترات عدة، ألوانها زاهية. ويمكن أن يتعايش بعضها مع بكتريا مضيئة تكسبها ألواناً لماعة وجميلة؛ تمنح المستعمرات إضاءة ليلية رائعة.
    يوجد الحبل الظهري في يرقاتها في المنطقة الذيلية فقط، لذلك سميت حبليات الذنب، ويزول في المراحل البالغة مع زوال ذيل اليرقة، لذلك لم تعرف القميصيات بأنها حيوانات حبلية إلا بعد دراسة تكون البيضة الملقحة والتحول الشكلي اليرقاني فيها، حيث تزول الحالة الحبلية في الفرد البالغ.
    اشتق اسم القميصيات من وجود غلاف أو قميص غير حي بشكل قشرة، يحيط بالحيوان، له قوام هلامي ذو طبيعة سكرية تماثل السلولوز تسمى القميصين tunicin.
    حياتها وبنيتها
    تعيش القميصيات منعزلة أو بشكل مستعمرات. يراوح شكل الجسم في النمط الانفرادي بين الأسطواني وشبه الكروي. ويشتمل جسم الحيوان، عموماً، على فتحتين متقاربتين، تقع كل منهما في نهاية امتداد له شكل القمع (الشكل 1). وينفصل القمعان بعضهما عن بعض، حيث يشكل أحدهما قمعاً أمامياً أو ممصاً شهيقياً incurrent siphon لدخول الماء، بينما تشكل الفتحة الثانية قمعاً ظهرياً أو ممصاً مقذرياً زفيرياً excurrent siphon لخروج الماء. يحيط القميص الذي يكون هلامياً أملساً بالجسم بكامله.
    تُمَيَّز في الجسم المنطقة الأمامية الصدرية أو البلعومية التي تحتوي على البلعوم ذي الجدران المثقبة بثقوب غلصميةbranchial slits عديدة على شكل شقوق صغيرة، لذلك يدعى البلعوم الغلصمي، الذي يؤدي إلى بقية أنبوب الهضم، ومن ثم إلى القمع المقذري. يعبر تيارُ الماء المحمل بالمواد الغذائية وبغاز الأكسجين المنحل البلعومَ الغلصمي، حيث تسمح الشقوق الصغيرة الموجودة في جداره بمرور الماء من التجويف البلعومي إلى ردهة تحيط به تسمى الجوف الغلصمي أو الجوف حول البلعوم، ثم ينطلق للخارج عبر القمع الزفيري أو المقذري. ويمتد على طول الجانب البطني لجدار البلعوم ثلم طويل أو ميزابة تعرف باسم الميزابة الداخلية endostyle ذات جدران جانبية مهدبة، يكون قاعها مبطناً بخلايا مفرزة للمخاط. تقوم هذه الميزابة، بفضل خلاياها المهدبة والمخاطية، بدور بارز في اختيار العضويات الدقيقة والمعلقة planktonic التي تمر مع تيار الماء عبر البلعوم. كما يقوم المخاط بدور مهم كمصيدة للدقائق الغذائية التي يحملها التيار المائي ويوصلها لقاعدة البلعوم، ومن ثم لبقية أجزاء جهاز الهضم، أي المريء ثم المعدة والأمعاء، وأخيراً فوهة الشرج التي تنفتح مباشرة على القمع الزفيري. كما يؤمن تيارُ الماء الأكسجينَ الذي يستخدم في العملية التنفسية، فيتم، عبر جداره التبادل الغازي. كما يحمل هذا التيار معه إلى الخارج الأعراس ومواد الإفراغ عبر هذا الممص.
    تكاثرها
    الشكل (2) يرقاني بالغ (إلى اليسار) وهو ضمن مسكنه الذي يتم ترشيح الغذاء ضمنه (إلى اليسار). (عن هيكمان وزملائه)
    القميصيات حيوانات خنثى وحيدة المسكن، تمثل المنطقة الخلفية من جسمها المنطقة التناسلية، فهي تضم خصية واحدة ومبيضاً واحداً. يخرج من كل منها قناة ناقلة تنطلق موازية للأمعاء، وتنفتح في المقذرة إلى جانب فوهة الشرج.
    وعلى الرغم من كون هذه الحيوانات خنثى، إلا أنها لا تلقح نفسها بنفسها، بل يتم الاقتران بين فردين مختلفين. لكن بعض الأنواع تتكاثر تكاثراً لا جنسياً بالبرعمة، الذي يعد شائعاً جداً في كثير من الأشكال التي تعيش في مستعمرات، وهذا التكاثر معقد لدرجة أنه قد تبدأ البرعمة عند بعضها وهي لا تزال في الطور اليرقي.
    يتم التحول الجنيني للبيضة الملقحة في ماء البحر، لتصل إلى يرقة مجهرية متطاولة تشبه شراغيف الضفادع، تتحول بعدها إلى حيوان فتي.
    وقد بينت الدراسات أن ليرقة القميصيات تركيب دقيق الطرفين من حبليات الرأس وتشبه بنيتَه كثيراً في خطوطها الرئيسية.
    الشكل (3) مستعمرة القميصي Botryllus sp
    حيث تمثل كل نجمة مجموعة مركبة من الأفراد
    (عن هيكمان وزملائه)
    الشكل (4) مستعمرة من التاليات
    (عن هيكمان وزملائه)
    تصنيفها وعلاقاتها التطورية
    تقسم القميصيات إلى ثلاثة صفوف رئيسية، هي:
    1ـ صف اليرقانيات Larvacea (وتسمى أحياناً الزائدياتAppendicularia)، وتضم قميصيات سابحة متحركة باستمرار شكلها كالشراغيف السابحة، تبني حول نفسها مسكناً رقيقاً يشبه البرميل، على سطحه مصفاة ترشح خلاله المياه المحملة بالمواد الغذائية، التي تعلق على شبكة داخل البرميل تقود المواد الغذائية نحو الفم (الشـكل 2).
    2ـ صف الكأسيات Ascidiacea، وتضم أشكالاً ثابتة من القميصيات، يعيش بعضها حياة منفردة وبعضها الآخر يعيش في مجموعات (مستعمرات) (الشكل 3).
    3ـ التاليات Thaliacea، وتضم قميصيات عائمة تعيش معلقة في الماء، تعيش في مستعمرات حيث تترتب الأفراد في سلسلة (الشكل 4).
    ظهرت هذه المجموعة من الحيوانات في المراحل المبكرة في الخط التطوري للحبليات، وانتشرت انتشاراً واسعاً في معظم البحار.
    تبدي المجموعات الثلاث السابقة عدم تجانس واضح في بنيتها نتيجة أنماط حياتها المختلفة، إلا أن دراستها الدقيقة والمعمقة تبدي تسلسل بعضها من بعض، فاليرقانيات أقدم فئة في شعيبة القميصيات، فهي بدائية جداً، تعطي بتطورها الكأسيات المتثبتة. واعتباراً من أشكال ابتدائية نسبياً من الكأسيات تنشأ التاليات المتكيفة مع الحياة العائمة البلانكتونية.
    والواقع تعد القميصيات مجموعة خاصة جداً من الحبليات، لأنها تفتقر إلى كثير من خصائص الحبليات العامة، حيث تَبَيَّن أن صفات الحبليات فيها تظهر في الأطوار الجنينية واليرقانية فقط، وتغيب في الحيوانات البالغة والمكتملة. لكن يمثل الازدواج في عملية التغذية والتنفس وحدوثهما في آن واحد معاً باستخدام تيار الماء الداخل بمساعدة الأهداب وفعاليتها، كما رأينا سابقاً، الخاصة الأساسية والمهمة المشتركة بين القميصيات (طلائع الحبليات) ودقيق الطرفين (حبليات الرأس).
    لينة زهر الدين

  9. #389
    قنافذ البحر

    الشكل (1) نماذج مختلفة من قنافذ البحر
    أ) قنفذ البحر القلمي ب) قنفذ بحر الصخور ج) قنفذ بحر الشاطئ
    د) قنفذ بحر فلوريدا هـ) قنفذ البحر الملون (عن هيكمان وزملائه)
    الشكل (2) الأنماط المختلفة من لواقط قنافذ البحر (عن سد جويك)
    قنافذ البحر seaurchins صف من شوكيات الجلد Echinodermata، كروية أو قرصية الشكل أو شبيهة بالقلب، من دون أذرع (الشكل 1).
    ويحمل هيكلها أشواكاً تعطي الجسم مظهراً شوكياً، ومن هنا أتى اسم شوكيات الجلد. كما تمتاز بجهاز حركي (مشي) خاص لايوجد إلا في شوكيات الجلد، يعرف بالجهاز الوعائي المائي water vascular systemينتهي بأقدام أنبوبية tube feetتحتل ذروتها ممصاتsuckers تسهم في حركة الحيوان وتثبته. كما تمتاز برجيلات تحمل في نهاياتها ملاقط pedicellariae موزعة بين الأشواك، يتألف كل منها من سويقة قاعدية رفيعة تحتل ذروتها ثلاثة فكوك، تساعد الحيوان على التقاط الفرائس الصغيرة وفي تنظيف جسمه، يميز منها أربعة أنماط (الشكل 2) هي:
    (1) الرجيلات ثلاثية الأصابع tridactyle وهي كبيرة ومبعثرة فوق سطح الجسم كله، فكوكها طويلة ومدببة تستخدم أسلحةً في الدفاع ضد الأعداء الصغيرة ويرقات الحيوانات الطفيلية.
    (2) الرجيلات برعمية الشكل gemmiforme وتكثر خاصة على الوجه العلوي من سطح قوقعة الحيوان، يحمل كل فك من فكوكها الثلاثة غدة سامة تستخدم ضد الأعداء ذات الحجم الكبير.
    (3) الرجيلات ثلاثية الأوراق trifoliate وهي صغيرة جداً تنتشر على سطح الجسم كله، ولها فكوك مفلطحة وظيفتها تفتيت الحطام الذي يسقط على سطح جسم الحيوان.
    (4) الرجيلات ثعبانية الرأس ophiocephalous وهي ملاقط صغيرة لها رؤوس مدورة مثل رؤوس الثعابين ولها فكوك عريضة مسننة، وهي أكثر الملاقط انتشاراً على الجسم كله، كما أنها النوع الوحيد الموجود على الغشاء حول الفم.
    قنافذ البحر حيوانات قاعية بطيئة الحركة، يراوح قطرها بين 2و3سم، وقد يصل حجم الأنواع الاستوائية إلى حجم رأس الطفل. ويختلف لونها من اللون البني إلى الأسود أو الأخضر أو الأحمر أو الأبيض، وتُستهلَك مناسلُها مادةً غذائيةً عند كثير من شعوب البحر المتوسط وأمريكا اللاتينية.
    تعيش قنافذ البحر في المياه المرتفعة درجة الملوحة، ولهذا السبب لا تصادف في البحر الأسود والبلطيق وقزوين. تصادف عادة على الصخور أو الطين أو رمل الشاطئ، وتنتشر من منطقة المد والجزر حتى أعماق المحيط التي قد تصل إلى 5000م. يُفضِّل بعضها، مثل قنافذ البحر المنتظمة، القاع الصخري أو الصلب، بينما يُفضِّل بعض آخر، مثل دولارات البحر والقنافذ القلبية، أن يحفر في الرمل أو الطين حفراً يُطمر نفسها فيها.
    الهيكل
    الشكل (3) تمثيل قطاعات قوقعة قنفذ البحر
    يبين السطح البعيد عن الفم (أ) والسطح الفموي (ب) (عن سد جويك)
    لقنفذ البحر شكل الكرة يحيط بها هيكل يتألف من صفائح كلسية ملتحم بعضها مع بعض، بعضها صغير الحجم يصطف في خمسة صفوف شعاعية، في قطاعات مثل حزوز البرتقال (الشكل 3)، تشكل ما يسمى القطاعات الحركية ambulacral areas أو القطاعات الشعاعيةradial areas لأنها تطابق أذرع نجوم البحر، وهي مثقبة بثقوب لمرور الأرجل الأنبوبية، وبعضها كبير الحجم يصطف في خمسة صفوف شعاعية تتناوب مع صفوف القطاعات الحركية تسمى القطاعات بين الحركية interambulacral areas أو القطاعات بين شعاعية interadial areas تطابق القطاعات الفُرَجية بين أذرع نجوم البحر.
    يميز في الهيكل وجه ظهري يسمى الوجه بعيد عن الفم aboral، ووجه سفلي يسمى الوجه الفموي oral. تقع فتحة الشرج على الوجه الظهري وتنفتح في صفيحة حول الشرج periproct يحيط بها عشر صفائح خماسية الأضلاع، خمس منها صغير يطابق القطاعات الحركية بوضوح، تسمى الصفائح العينية ocular plates، تتناوب مع خمس قطع كبيرة تطابق القطاعات بين حركية، تنفتح في كل منها فوهة تناسلية، لذا تسمى الصفائح التناسلية genital plates، إحداها مثقبة بثقوب عديدة تشكل ما يسمى اللوحة المرجانية madreporite هي بداية الجهاز الوعائي المائي.
    أما الوجه الفموي فيميز فيه الفم الذي ينفتح في غشاء حول الفم peristome، تبرز منه خمسة أشفاع من الأرجل الأنبوبية القصيرة منتظمة في دائرة، بحيث يطابق كل شفع منها قطاعاً شعاعياً، وظيفتها تَذَوُّق الغذاء. ويتناوب معها أيضاً في دائرة أخرى على الحافة الخارجية للغشاء حول الفم، خمسة أشفاع من الغلاصم الشجرية المتفرعة، كل شفع منها يطابق قطاعاً بين شعاعي.
    بنيتها الداخلية
    الشكل (4) البنية الداخلية لقنفذ البحر وقد لون الجهاز الهضمي باللون الأخضر والجهاز الوعائي المائي باللون البني، والمناسل باللون الأزرق والجهاز العصبي باللون الأسود (عن سد جويك)
    يميز في الجوف الحشوي visceral cavity لقنفذ البحر أجهزة عدة، (الشكل 4) وهي الآتية:
    جهاز الهضم: يؤدي الفم (سفلي التوضع) إلى مريء ضيق، يحيط بجزئه السفلي جهاز ماضغ يعرف باسم فانوس أرسطو Aristotle¨s lantern (الشكل 5)، يتألف من مواشير تنطبق على بعضها مشكلة الهرم، يتألف كل موشور منها من قضبان عظمية رفيعة عدة تشكل الجهاز الماضغ عند الحيوان تحركها مجموعة من العضلات لأداء عملية تقطيع الفريسة.
    ثم تأتي معدة أنبوبية طويلة، تشكل حلقة أفقية، تؤدي إلى معي يلتف لفة كاملة فوق دائرة المعدة ومشابهة وموازية لها لكنها بالاتجاه المعاكس. ثم يصعد في النهاية عمودياً مستقيماً ضيقاً ينفتح بالشرج على القطب الشرجي.
    يرافق المعدة على حافتها الداخلية أنبوب أسطواني ضيق ذو بطانة مهدبة يعرف باسم السيفون siphon، يفتح في بداية المعدة ونهايتها، أي يصل المريء في بداية المعي، يُعتقد أن وظيفته العمل كمخرج ثانوي للماء الزائد المأخوذ مع الغذاء مباشرة، فيساعد بذلك على طرح الفضلات غير القابلة للهضم، أي لنقل الماء الزائد مباشرة إلى المعي.
    الجهاز العصبي: يتألف من حلقة عصبية حول المريء، موجودة أسفل الحلقة الوعائية المائية مباشرة. وتصدر عن هذه الحلقة خمسة حبال عصبية شعاعية radial nerves تمتد أسفل الأوعية المائية الشعاعية على طول القطاعات الحركية.
    جهاز التنفس: يتألف جهاز التنفس عند قنافذ البحر من خمسة أشفاع من الغلاصم المتغصنة، توجد على الحافة الخارجية للغشاء حول الفم تسبح في ماء البحر للحصول على الأكسجين اللازم للحيوان. كما يستخدم الجهاز الحركي (الأقدام الأنبوبية) في التنفس، لكن الدور الرئيسي لهذا الجهاز هو الحركة.
    جهاز الدوران: يتحقق الدوران عند قنافذ البحر بثلاثة أجهزة، هي السائل الجوفي وجهاز الدوران والجهاز الوعائي المائي.
    الشكل (5) تمثيل قاموس أرسطو (عن ماكبرايد)
    1ـ يملؤ السائلُ الجوفي الجوفَ العام للحيوان محيطاً بأحشائه الداخلية. ويحيط بالتجويف البطني (الجوف العام coelom) غشاء مصلي شفاف هو الصفاق أو البيرتوانperitoneum، يتألف من خلايا ظهارية مهدبة، تسبب ضربات أهدابها دوراناً مستمراً للسائل الجوفي، وتسهم في عمليات التبادل الغازي.
    2 ـ يتألف الجهاز الدوري من كتلة إسفنجية متطاولة هي العضو المحوري axial organ يمتد موازياً للقناة الحجرية، ويعتقد أن تقلص هذا العضو هو الذي يؤدي إلى الدوران الدموي. يستمر هذا العضو، في الأسفل، في الجهة الفموية، بحلقة دموية فموية تحت عصبية subneural تتوضع موازية للحلقة الحركية والعصبية، ترسل خمسَ قنوات شعاعية تمتد على طول القطاعات الشعاعية نحو الأعلى نحو الوجه الشرجي للحيوان، تنتهي بحلقة تناسلية genital في الوجه البعيد عن الفم، تعطي خمس قنوات بين شعاعية تنتهي بالغدد التناسلية الخمس. ويمتد على طول المعي من ناحيتيه جيبان دمويان طوليان، يتحدان مع الحلقة الفموية ويشكلان حول المعي شبكة دموية غزيرة.
    3 ـ الجهاز الوعائي المائي water vascular system (الشكل 4): هو جهاز فريد من نوعه بين الحيوانات لا يوجد إلا في شوكيات الجلد، هو مجموعة من القنوات والزوائد مشتقة من الجوف العام coelom يجري فيه ماء البحر، ولذا يعرف باسم الجوف المائي hydrocoel. يبدأ هذا الجهاز باللوحة المرجانية التي تقع على الوجه البعيد عن الفم والتي تشبه الغربال. تنتهي الثقوب بقنوات دقيقة تتحد مع بعضها في فراغ صغير يقع تحت اللوحة المرجانية، تصل إلى قناة تمتد شاقولياً هي القناة الحجرية stone canal (من دون حلقات كلسية خلاف نجوم البحر).
    الأقدام الأنبوبية هي أعضاء الحركة في قنفذ البحر وتكون جزءاً مهماً من الجهاز الوعائي المائي وتؤدي اللوحة المرجانية إلى قناة رأسية (عمودية) تعرف باسم القناة الحجرية، ولكنها مجردة من الحلقات الكلسية (على عكس القناة الحجرية عند نجوم البحر التي تحتوي على حلقات كلسية في جدارها). تنتهي هذه القناة في قناة حلقية تقع على قمة فانوس أرسطو حول المريء وتعرف باسم الحلقة الوعائية المائية water vascular ring تنفتح في أركانها بين الشعاعية خمسة أجسام تسمى أجسام تيدمان Tiedman¨s bodies تنتج الخلايا الأميبية الخاصة بالسائل الوعائي المائي إضافة إلى خمسة أكياس بين شعاعية هي حويصلات بولي Polian vesicles تقوم بخزن الماء. وتمتد من الحلقة الوعائية المائية خمسة أوعية شعاعية نحو الأسفل بين فكوك فانوس أرسطو، ثم تمتد بعدئذ إلى الأعلى، تحت القطاعات الحركية للقوقعة.
    الشكل (6) دولار الرمل منطمر في الرمل (أ) وقد أخرج منه (ب)
    (عن هيكمان وزملائه)
    الشكل (7) البعيد عن الفم لقنفذ قلبي (أ) ومنظر الوجه الفموي له (ب)
    ( عن هيكمان وزملائه)
    يتفرع من كل قناة شعاعية قنوات جانبية تنطلق على جانبي القناة الشعاعية وعلى طولها، تؤدي كل منها إلى قدم أنبوبية tube foot، ينظم دخول الماء إليها وخروجه صمام. تتألف القدم من جزء منتفخ في الأعلى يسمى الأنبولةampula عن كيس عضلي يبرز في الجوف العام، وجزء آخر أنبوبي يمثل القدم podium، هو الذي يبرز عن جدار الجسم وينتهي بممص أو محجم يسهم في حركة الحيوان وتثبته على المرتكزات. وهكذا يسهم هذا الجهاز إسهاماً كبيراً في تنقل الحيوان وحركته، علماً أن الأقدام الأنبوبية لاتسهم فقط بالحركة بل تؤدي دوراً مهماً في عملية التنفس والتبرز.
    التكاثر
    قنافذ البحر منفصلة الجنس، يتألف الجهاز التناسلي عندها من خمسة مناسل كبيرة (الشكل 4)، حيث يوجد عند الذكرخمس خصى وعند الأنثى خمسة مبايض، تقع كلها أسفل القطاعات الحركية.
    ويتصل كل منسل بالخارج عن طريق قناة منسلية قصيرة، تنفتح بثقب في إحدى الصفائح التناسلية حول الشرج. تلقي الإناث والذكور بمنتجاتها التناسلية في مياه البحر حيث يحدث الإلقاح في ماء البحر، ويؤدي التطور الجنيني إلى تشكيل يرقة تعرف باسم echinoploteus.
    ولشوكيات الجلد قدرة فائقة على تجديد الأجزاء المبتورة، علماً أن ظاهرة البتر هذه تستخدم وسيلةً للتكاثر.
    تنوع قنافذ البحر
    تأخذ قنافذ البحر، في الحالة النموذجية، شكلاً كروياً ذا تناظر شعاعي خماسي واضح. لذلك تعرف باسم قنافذ البحر المنتظمة regular ينتمي إليها قنفذ البحر الشائع ودولار الرمل sand dollar المسطح والذي له شكل قطعة النقود (الشكل 6)، إلا أن بعضها يتغير شكله بانتقال الفم والشرج من موضعهما العاديين ليتخذا موقعاً على طرفي المحور الطولي للجسم تقريباً. لذلك تُظْهِر مثل هذه الأشكال تناظراً جانبياً واضحاً. تعرف مثل هذه القنافذ باسم القنافذ البحرية غير المنتظمة irregular، مثل القنافذ القلبية heart urchins (الشكل 7).
    فائز صقر

  10. #390
    القهبليات

    القهبليات Psocoptera، ويطلق عليها أيضاً اسم قمل الكتب book-liceأو قمل القلف wood-lice، رتبة من صف الحشراتInsecta، كانت تعرف باسم الحشرات صانعات الأخاديد Corrodentia. ولصغر حجوم أجسامها، وعاداتها الغامضة، ولضآلة أضرارها فإنها لم تلق الاهتمام الكافي. تضم الرتبة ما يزيد على 1800نوع منتشرة في جميع أنحاء العالم، موزعة على 13ـ25فصيلة. وهي حشرات خارجية الأجنحة Exopterygota، صغيرة الحجم 1.5ـ5ملم، أجسامها ناعمة لينة تأخذ ألواناً مختلفة تحاكي بيئتها. الرأس كبير حر الحركة، الدزر الجبهي (بشكل Y) واضح، العيون المركبة كبيرة محدبة بارزة، صغيرة في الأفراد غير المجنحة. العيون البسيطة ocelli ثلاث في الحشرات المجنحة وغائبة في الأفراد غير المجنحة. قرون الاستشعار خيطية طويلة متعددة العقل 13ـ50. الصدر الأمامي صغير يشبه الطوق، أما المتوسط والخلفي فمنفصلان وغير متساويين، قد يلتحمان عند بعض الأنواع. الأجنحة غشائية شفافة مختزلة التعريق، موجودة عند الغالبية، وقد تختزل آخذة شكل الحراشف أو تختفي عند بعضها، والشفع الأمامي منها أكبر من الخلفي. الأرجل متماثلة أسطوانية، مهيأة للجري. وللحشرة القدرة على التحرك في الاتجاهات كافة بحرية ملحوظة وبسرعة. البطن عادة قصير يتألف من 9 حلقات واضحة، القرون الشرجية anal cerci معدومة. التطور تدريجي، إذ إن حورياتها تشبه الحشرات الكاملة، فيما عدا عدم اكتمال نمو الأجنحة والعدد الأقل من عقل قرون الاستشعار وغياب العيون البسيطة. جميع أفراد الرتبة أرضية المعيشة terrestrial.
    تتكاثر هذه الحشراتجنسياً، ولو أن باستطاعة بعض أنواعها التوالد بصورة بكرية لندرة الذكور. يوضع البيض مفرداً أو في مجموعات صغيرة لا تتجاوز الـ 10بيوض في التشققات أو على السطوح الخشنة أو تحت أوراق الأشجار الجافة أو على قلف الأشجار أو بين طيات الكتب وغيرها من المواضع.
    تلجأ إناث غالبية الأنواع إلى تثبيت بيوضها بخيوط حريرية، قد تصل من الكثافة إلى تشكيل شباك حريرية تغطي فروعاً أو أغصاناً بكاملها تعيش أفراد المستعمرة تحتها. تفقس البيوض عن حوريات تمر بستة أطوار قبل بلوغها الطور الكامل في3ـ4أسابيع. ولا يتجاوز مدة الجيل الواحد 30ـ60يوماً. وللأنواع التي تعيش في المنازل أو داخل الإنشاءات التي يبنيها الإنسان القدرة على التكاثر بصورة مستمرة وعلى مدار العام لتوافر الظروف المناسبة. أما الأنواع الأخرى البرية فغالباً لها جيل واحد في السنة، وقد تصل إلى ثلاثة عند بعض الأنواع. غذاؤها الأساسي الأعفان وهيفات الفطور والطحالب والمواد النشوية الجافة والحشرات المحنطة وعينات النباتات الجافة.
    تتوافر بعض الأنواع في المنشآت، كالمكتبات ومستودعات الحبوب والمتاحف والمنازل في شقوق الرفوف والجدران وخلف الإطارات واللوحات الجدارية أو تحت أوراق الجدران. كما تعيش في بيئات لا يمكن حصرها خارج المنشآت، حيث تتوافر الأوراق المتساقطة وفي ثنايا قلف الأشجار الظليلة وقرب أسوار الحدائق حيث تتجمع النباتات الجافة، كما توجد في جحور وأوكارالقوارض وأعشاش الطيور ومستعمرات النمل وأعشاش الزنابير. يفضل بعض الأنواع المعيشة في الأماكن الرطبة غير المبللة في الكهوف وتجاويف جذوع الأشجار وبين نموات الطحالب وهيفات الفطور النامية على الصخور المظللة وغيرها من الأماكن.
    ويفضل عدد من الأنواع البقاء في تجمعات صغيرة أو كبيرة تضم أطوارها كافة، حيث تتوافر الرطوبة المناسبة والغذاء. ويعيش بعض أنواعها تحت شباك حريرية من صنعها تبلغ من السعة بحيث تغطي الشبكة الواحدة شجرة بأكملها أو فروعاً منها.
    ليس لغالبية أنواعها أهمية اقتصادية تذكر لصعوبة ملاحظتها، لكن لبعض أنواعها أهمية خاصة، يُذكر منها قمل الكتب وقمل الحبوب المسمى Liposcelis divinatorius.
    وهي حشرات غير مجنحة، مسطحة الجسم، تتسم بأفخاذها العريضة. تتكاثر بصورة مستمرة، وتألف المكاتب والمنازل والمتاحف ومعامل الأغذية، مما قد يسبب أضراراً ملحوظة في المخطوطات والكتب القديمة التي سبق واستخدم في جمعها وصقل أوراقها المواد النشوية، مما يستدعي إعادة جمعها وتجليدها. تُكافَح هذه الحشرات إذا استفحل ضررها، بالتعقيم الفراغي، و تكفي عادة إجراءات التنظيف بالمكانس الكهربائية القضاء عليها.
    أحمد زياد الأحمدي

صفحة 39 من 146 الأولىالأولى ... 293738 3940414989139 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال