صفحة 33 من 146 الأولىالأولى ... 233132 3334354383133 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 321 إلى 330 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 33

الزوار من محركات البحث: 64847 المشاهدات : 322135 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #321
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 19
    صُرّار الليل

    صُرّار الليل cricket، ويطلق عليه أيضاً اسم الجُدجُد، حشرة من فصيلة صرارات (الجداجد) Gryllotalpidae ورتبة مستقيمات الأجنحة Orthoptera، وتعرف أيضاً باسم صراصير الحقل. وهي تشبه الجنادب (النطاطات) grasshoppers من فصيلة Acrididae، وتتميز منها بقرون استشعارها، وأرجلها الطويلة، ومجساتها التناسيلة واضحة الطول، وبأجنحتها الأمامية منحنية الجوانب، التي تخفي حلقات البطن. وهي حشرات عالمية الانتشار، سجل منها أكثر من 1200نوع. وتتميز صرارات الليل بحجومها المختلفة، وأجسامها الغليظة، ورؤوسها العريضة، وأجنحتها الأمامية الجلدية السميكة، التي تخفي الأجنحة الخلفية الغشائية الكبيرة التي تستخدم في الطيران. أجنحة ذكورها الأمامية ذات عروق متصلبة غليظة مفرعة، تُسْتخْدَم وسيلةً لتضخيم الصوت الناتج من حك أحدهما بالآخر مُحِْدثَةٍ جهاز تصويت stridulating organ يصدر أصواتاً صريرية تُميِّزُ النوع، وتستخدم وسيلة لجذب الإناث للتلاقح.
    يشاهد عضو السمع عند قاعدة ساق الأرجل الأمامية. لإناثها آلة وضع بيض ظاهرة، خلافاً لما يوجد في الجنادب، وهي صفيحية طويلة حادة النهايات كالمشرط، تستخدم لغرس البيض في الترب الرطبة، أو في النسج النباتية وعلى عمق واضح.
    نشاطه ليلي، يبتعد عن الأماكن المضيئة ويكون عادة مختبئاً في الفجوات الأرضية تحت الحجارة أو تحت غطاء نباتي كثيف، أو تحت الأوراق المتساقطة بعيداً عن الضوء المباشر. كما تدخل بعض أنواعه المنازل فتختبىء تحت الأصص أو في زوايا الحدائق أو الغرف المعتمة، وتكثر مشاهدته وسماع صوت صريره في فصلي الربيع والصيف في الحقول وجوانب الطرق والمسالك وحول المنازل. ومعظم صرارات الليل نباتي التغذية، ولو أن بعضها يتخذ من الحشرات الأخرى ومخلفات الحيوانات غذاء لها.
    تحدث جميع ذكوره صريراً songsters، ولكل نوع منها صريره المميز الذي يسمع واضحاً عند شروعها بالتكاثر في فصل الصيف وأوائل الخريف.
    تقضي صرارات الليل الشتاء على شكل بيوض ملقحة، توضع مفردة أو في مجموعات في الترب الرطبة، وعلى عمق واضح، ويفقس البيض في الربيع عن حوريات صغيرة عديمة الأجنحة تتغذى بالنباتات المختلفة ومخلفات الحيوانات الأخرى. تمر الحوريات بأطوار عدة قبل بلوغها طور الحشرات الكاملة لتعيد دورة حياتها. ولغالبية صرارات الليل أجيال عدة قد تصل إلى الخمسة. تضع الإناث بعد تلاقحها أعداداً كبيرة من البيض قد يصل عند بعضها إلى الـ 2000بيضة. ويمتد الجيل عادة بين 50و 80 يوماً في المناطق الاستوائية والمعتدلة.
    من أكثر الصرارات انتشاراً صرار الليل ذو البقعتين (صرصور الحقل ذو البقعتين) Acheta(=Liogryllus) bimaculatus (de Geer)، وهو صرار متوسط الحجم تراوح أطواله بين 20 و 30ملم، وهو بني إلى أسود اللون. تتميز الحشرة الكاملة منه بوجود بقعتين صفراوين عند قاعدة الأجنحة الأمامية. آلة وضع البيض عنده طويلة (15ـ 18مم) وقرونه الشرجية 17مم صفراء اللون؛ وهو يهاجم العديد من المحاصيل الحقلية كالقطن والقرعيات وقصب السكر وأوراق العنب وغيرها. من أنواعها المألوفة أيضاً صرار الحقل الأليف (صرصور الحقل الأليف) Acheta domesticus (L) = Gryllus domesticus (L). وهو أصغر حجماً من سابقه وأفتح لوناً، يألف المنازل ويعيش في الحقول والحدائق القريبة منها التي قد يدخلها ليهاجم ما يتوافر فيها من زروع، أو قد يهاجم الستائر والملابس المصنوعة من خيوط الحرير الطبيعية إن وجدت. ولكن نادراً ما تُحدِث صرارات الليل أضراراً تستحق المكافحة بسببها.
    ومما يجدر ذكره أن صرارات الليل تصنف عادة في مجموعات منها: صرارات الحقل field crickets، وهي الشائعة والمألوفة لدى الجميع، وصرارات الأشجار tree crickets ذات الحجوم الصغيرة خضراء اللون، تألف الأشجار والشجيرات، وتضع بيضها مغروساً في الأنسجة النباتية الغضة، وصرارات الأرض ground crickets لكل منها عاداتها وألوانها وأشكالها، وصريرها المميز للنوع، ولكن يعد الصرير الصادر عن صرارات الأشجار الأكثر حِدَّةً وارتفاعاً وتمييزاً وإطراباً، وهو إما أن يكون مستمراً أو متقطعاً ويتخذ الصينيون من هذه الحشرات. هواية لانتخاب أكثرها إطراباً واستمراراً وحِدَّةً.
    أحمد زياد الأحمدي

  2. #322
    الصرصور

    الشكل (1) الصرصور الألماني
    الشكل (2) صرصور الشرق
    الصرصور cockroach، ويسمى أيضاً بنت وردان، اسم عام يطلق على مجموعة من الحشرات تنتمي إلى فصيلة الصراصيرBlattodea، رتبة مستقيمات الأجنحة Orthoptera، صف الحشرات Insectaمن اللافقاريات. شكل الصرصور بيضاوي، كريه الرائحة، مشهور بكونه «حيوان المنزل». يعرف منه نحو 4000نوع، يعيش معظمها في المناطق المدارية، لكن نحو 25نوعاً منها عالمي الانتشار لارتباطها بمواقع إقامة الإنسان.
    عرفت الصراصير بأشكالها المعاصرة منذ ما يقرب من 320مليون سنة. وتبين المستندات المستحاثة أنها سادت الأرض خلال العصر الفحمي Carboniferous، منذ 290ـ360مليون سنة.
    أكثرها شيوعاً الصرصور الأمريكي Periplaneta americana، والصرصور الألماني Blatella germanica (الشكل 1)، وصرصور الشرق Blatta orientalis (الشكل 2)، وصرصور ماديرا Leucophaea maderae، والصرصور البني المخطط Supella longipalpa. توجد هذه الأنواع في أمريكا الشمالية، لكن الصرصور الوحيد المتوطن هناك هو الصرصور الأمريكي، أما الأنواع الباقية فهي غريبة عنها وأدخلت إليها، وقد لفت صرصور الشرق النظر في أمريكا عندما ظهر بكميات كبيرة في فلوريدا في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
    معظمها يركض بسرعة بحيث يصعب التقاطها، يساعد في هذه الصعوبة نعومة جسمها وسهولة انزلاقها من اليدين بسبب الغطاء الكيتيني الناعم الكتيم الذي يغطي جسمها، والذي يحفظها من التجفاف. وبعضها، وبخاصة صرصور ماديرا، يصدر أصواتاً. وهي حساسة للضوء، وكثير منها يفضل الظلام، فهي حيوانات ليلية.
    شكله الخارجي
    معظم الصراصير مجنَّحة، مع ذلك فإن بعضها لايطير. ويراوح طول البالغ منها بين ميليمتر واحد وأكثر من تسعة سنتيمترات.
    يتألف جسم الصرصور من ثلاث مناطق هي الرأس والصدر والبطن (شكل3). تحمي الرأس صفائح كيتينية يلتحم بعضها ببعض مشكلة علبة تضم داخلها أعضاء الرأس المختلفة، وهو يتجه نحو الأسفل. يحميه من الأعلى امتداد من صفيحة تغطي «الصدر الأمامي» من الحيوان. وهو يحمل قرني استشعار حساسين جداً وعينين مركبتين إضافة للواحق فمه المختلفة القارضة التي تساعده على تناول غذائه ومعالجته.
    الشكل (3) أقسام جسم الصرصور
    أما الصدر فيتألف من ثلاث قطع هي الصدر الأمامي prothorax، والصدر المتوسطmesothorax، والصدر الخلفي metathorax، إضافة إلى شفعين من الأجنحة يحملهما الصدر المتوسط والخلفي، الأمامي منهما درعي ثخين يغطي البطن، في أثناء الراحة، والشفع الخلفي رقيق يستعمله في الطيران. إضافة إلى ذلك يحمل كل «صدر» شفعاً من أرجل المشي التي يحمل كل منها مجموعة من الأشواك.
    أما البطن فهو منبسط ويتألف من عدد من القطع، لا يرى منها سوى سبع قطع، إذ يتداخل الباقي بعضه مع بعض. تحمل القطع الخلفية منها لواحق تناسلية تستعملها الحشرة في التكاثر. ويبرز من نهاية الحيوان أيضاً شفع من الزوائد شديدة الحساسية تسمى القرون الشرجية، تمتد نحو الخلف تتحسس التحركات الدقيقة للهواء، مما يُمَكِّن الصرصور من تحري الأخطار بسرعة كبيرة فيهرب منها.
    تكاثره وسلوكه الجنسي
    تختلف عادات الصراصير التناسلية بحسب الأنواع، فعندما تكون أنثى الصرصور الأمريكي جاهزة للاقتران فإنها تصدر مواد كيميائية ذات رائحة تسمى الفيرومونات[ر] pheromones تقوم بجذب الذكور إليها، يرفرف الذكر عندها بجناحيه، ويوجه مؤخرة بطنه نحو مؤخرة بطن الأنثى ليتلاصقا تمهيداً للاقتران.
    وتبدي بعض الأنواع مظاهر اقتران أكثر تعقيداً، فتصدر أصوات صفير وتُلَوِّحُ ببطنها، أو تجري عمليات عضٍّ لها. وتبدي ذكور أحد الأنواع في الدومينيكان نوعاً من السيطرة، وتفضل الإناث عندها الاقتران بالذكر المسيطر.
    تضع الأنثى بيوضها الملقحة وترصف بعضها إلى جانب بعض، وتحيطها بغلاف يسمى قميص البيوض ootheca. يلقي الصرصور الأمريكي بيوضه في منطقة آمنة، ثم يهجرها، أما أنثى الصرصور الألماني فتحافظ على قميص البيوض مرتبطة بعضو وضع البيض الذي يسمى آلة وضع البيوض ovipositor، وتطلقها فقط عندما تصبح البيوض جاهزة للنقف.
    يحتوي قميص البيوض على عدد من البيوض، يراوح بين 16و 32 بيضة بحسب الأنواع، علماً أن بعض الأنواع تبدي نوعاً من العناية بالبيوض. تخرج من البيضة حيوانات شبيهة بالأمهات لكنها ليست ناضجة جنسيّاً، لذلك تسمى الحورياتnymphs وهي غالباً ما تبقى حول أمهاتها بضعة أيام. يطرأ على الحوريات تحوُّل شكلي [ر] metamorphosis تدريجي، أي تنمو وتنضج تدريجيّاً في مراحل، يسمى كل منها طوراً instar، ينتج عن كل منها حورية يقترب شكلها من الصرصور البالغ تدريجياً، يتم في نهاية كل مرحلة طرح القشيرة الخارجية التي تشكل الهيكل الخارجي exoskeleton لها في عملية تسمى الانسلاخ ecdysis، ويعطي الانسلاخ الأخير فرداً مجنَّحاً بالغاً ناضجاً جنسياً.
    أهميته
    للصراصير أهميتها الكبيرة من الناحية البيئية. فهي آكلات كل شيء. وتهضم كل شيء بسبب الأنواع المختلفة من البكتريا والحيوانات الأوالي [ر] Protozoa التي توجد في جهازها الهضمي، فهي تسهم في تفكك فضلات الغابات وبراز الحيوانات، وهي بدورها تكون طعاماً لكثير من الحيوانات، بما في ذلك الحيونات المفترسة والتي تتطفل على البيوض. فهي حلقة مهمة في الشبكة الغذائية. ونجاح استراتيجيتها الحياتية يبيّنه طول حياة المجموعة التي تنتمي إليها، وتنوعها وتوزعها الواسعان.
    ويعد نحو 1% من الصراصير ضارة بالإنسان تضايقه وتثير اشمئزازه، فقد اكتسبت الصراصير سمعتها السيئة ليس من أنها تأكل ما يخزنه الإنسان من طعام وفضلاته فقط، بل من كونها تلوث ما حوله مخلّفة رائحة كريهة يصعب التخلص منها. والواقع لاتبدو الصراصير بالقذارة التي توصف بها، فهي تقضي وقتاً طويلاً في تنظيف نفسها. وقد تنقل إلى الإنسان أو بعض حاجياته أو غذائه بعض الأمراض، إلا أنها لا تسبب الأوبئة.
    يعد الصرصور، من جهة أخرى، مهمَّاً من الناحية العلمية، فقد كان حيوان التجربة في كثير من التجارب العلمية التي أجريت، والتي وضَّحت كثيراً من مظاهر حياة الحشرات.
    مكافحته
    كانت الصراصير دائماً هدفاً للمكافحة بمبيدات الحشرات، لكنها كانت تطور لنفسها مقاومة تجاه بعضها. وقد تمت محاولة استخدام الفيرومونات لمقاومتها جنسيّاً، أو لتعقيم ذكورها. لكن ذلك لم ينجح على نطاق واسع. والعائق الكبير لذلك هو قشيرتها الكيتينية الصعبة التخريش، التي تغطي جسمها، وكانت المحاولات تتوجه دوماً نحو إتلاف هذه القشيرة. فما أن تتخرش هذه القشيرة حتى يعاني الحيوان من التجفاف. والمادة التي أظهرت فعاليتها هي مسحوق حمض البوريك الذي يعد مخرِّشاً للقشيرة وسامّاً للحيوان بآن واحد. وأفضل وسيلة للحد من تكاثر الصراصير وإيقاف ذلك هي المحافظة على نظافة البيت و سَدِّ منافذ المجارير التي تعد مساكنها المفضلة.
    تصنيف الصراصير
    ينضوي الصرصور تحت لواء رتبة الصراصير Blattodea التي يُميَّز فيها خمس فصائل.
    ـ فصيلة البلاتيدات Blattidae التي تضم الصرصور الأمريكي Periplaneta americana، وصرصور الشرق Blatta orientalis.
    ـ فصيلة البلاتيليدات Blatellidae التي تضم الصرصور الألماني Blatella germanica، والصرصور الآسيوي B.asahinai، والصرصور البني المخطط Supella longipalpa.
    ـ فصيلة البالبيريدات Balberidae التي تضم صرصور ماديرا Leucophaea maderae، والصرصور البرازيلي Blaberus giganteus، وصرصور مدغشقر ذا الصرير Gromphadorina portendos.
    ـ فصيلة الكريبتوسيرسيات Cryptocercidae.
    ـ فصيلة البوليفاجيدات Polyphagidae.
    حسن حلمي خاروف

  3. #323
    الصعتر

    الصعتر Thymusجنبات صغيرة أو أعشاب معمرة متخشبة القاعدة، من فصيلة الشفويات Lamiaceae، أوراقها ونوراتها مغطاة بغزارة بأوبار لاطئة محمرة اللون. وهو جنس واسع الانتشار، وخاصة في المنطقة المتوسطية وأوربا وآسيا الصغرى. تتضمن أنواعه زيتاً عطرياً يكسبها رائحة مميزة. الأوراق صغيرة، تامة، لاطئة أو شبه لاطئة، تلتف حوافها نحو الداخل. الأزهار ازدواجية التناظر، خنثوية، حشرية التأبير. الكأس والتويج خماسيا القطع الملتحمة على شكل شفتين؛ أما المذكر فرباعي الأسدية تلتحم قواعد خيوطها مع التويج. تجتمع الأزهار في نورات رؤيسية أو سنبلية أو حزمية. الثمرة جويزة كروية أو بيضوية، ملساء. يتضمن جنس الزعتر عدداً كبيراً من الأنواع ذات القيمة الطبية والغذائية من أهمها الزعتر الشائع T.vulgaris (الشكل ـ1) الذي يزرع في كافة أنحاء العالم وزعتر سيربيليوم T.serpyllum وفي سورية يوجد الزعتر السوري T.syriacus.
    الزعتر الشائع
    الشكل (1) الصعتر
    للصعتر أهمية اقتصادية كبيرة، فهو واحد من أهم التوابل والنباتات الطبية. يستعمل بكثرة في المطبخ لإعطاء الأطعمة نكهة مميزة للأطعمة وخاصة الدجاج والأسماك واللحوم، كما يضاف إلى الصلصات والسلطات والحساء. وهو نبات رحيقي من المرتبة الأولى، والنحل مغرم بالزعتر، وقد كان عسل الزعتر الصقلي مشهوراً لمئات السنين.
    تتراوح نسبة الزيت العطري من 1 إلى 5.2%، ويتألف في الصعتر الشائع من 20ـ40% فينولات، أهمها التيمول والكارفاكول، وكحولات (بورينيول ولينالول) وكربور Carbure (بينين وكامفين)؛ إضافة إلى تانينات. وتختلف نسبة مكونات الزيت اختلافاً كبيراً حسب مصدره وفترة جمعه.
    خصائص الزعتر الطبية كثيرة جداً، ويستحسن أن يحل محل القهوة والشاي، فهو يعد بحق صيدلية كاملة. منقوعه (الذي نحصل عليه بنقع من10 إلى 20غرام من الأجزاء الهوائية للنبات في ليتر من الماء الغالي لمدة دقائق ثم يؤخذ منه كوب ثلاث إلى أربع مرات في اليوم) مناسب لمعالجة الإجهاد وضعف الحيوية وفقر الدم وكسل الأمعاء المصاحبةُ بالتخمرات، وهو مضاد للتشنج ومقشع ومطهر قوي فعال تجاه الجراثيم والفطريات، وخاصة لعدوى الصدر والحلق المصحوبة بإفرازات مفرطة، ويفيد لعلاج السعال التشنجي والسعال الديكي، وهو فعال جداً في علاج الكريب والرشح. كما يستخدم الصعتر لطرد الديدان عند الأطفال.
    يمكن استعمال منقوع الزعتر خارجياً بتركيز أعلى (60غ/ليتر) غسولاً وضمادات لعلاج القروح والجروح والأمراض الجلدية الطفيلية والكدمات والالتواءات والخلوع، أو يضاف إلى ماء الحمام كمنبه.
    كما يستعمل التيمول في صناعة بعض الأدوية والعطور ومعاجين الأسنان، وله خصائص مخدرة أيضاً.
    عماد القاضي

  4. #324
    الصقلابية (الفصيلة ـ)

    الفصيلة الصقلابية Asclepiadaceae تُنسَب تسميتها إلى صقلاب سيد أطباء أساطير اليونان. فصيلة نباتات معمَّرة ملتفة، أو أعشاب زاحفة، أو جَنَبات عادية أو بدينة القوام، نادرة الأشجار، من رتبة الدفليات [ر]، ذات عصارة لبنية أوشفافة.

  5. #325
    الصليبية (الفصيلة ـ)

    الفصيلة الصليبية Cruciferae تسمية منسوبة إلى شكل التويج المكوَّن من أربع وريقات متصالبة، وتسمى حاليّاًً الفصيلة الملفوفية Brassicaceae نسبة إلى أشهر أجناسها الملفوف Brassica. تضم أعشاباً حولية أو معَّمرة، عالمية الانتشار خاصة في حوض المتوسط، كثيرة الاستعمال في الحياة اليومية كالفجل والملفوف والزهرة والكرنب واللفت والرشاد والمنثور والخردل وغيرها.
    تتميز الفصيلة الصليبية بأزهارها المكوَّنة من أربع سبلات متوضِّعة في دوَّارتين في كل منهما سبلتان، وأربع بتلات متوضعة في دوّارة واحدة، وسُداتين خارجيتين قصيرتين، وأربع أسدية داخلية طويلة، ومبيض علوي مكوَّن من كربلتين ملتحمتين يفصل بينهما حاجز مشيمي يسمى الحاجز الزائف. الثمرة (عديدة البذور التي يضرب بصغرها المثل) إما متطاولة سلكيةsiliqua، أو قصيرة سليكية silicula.
    أبرز أنواعها الغذائية: الملفوف والزهرة والكرنب واللفت والفجل والرشاد والجرجير وغيرها لاحتوائها زيت الخردل، وإيزو تيو سيانات، وثلاثي هيدرات ميتيل الأندول، وحموض أمينية أخرى مُستعملةٍ لحماية الغشاء المخاطي من القرحة الناتجة عن التخريش بحمض كلور المَعِدة. يستعمل الهنود أوراق الملفوف في حالات عدم انتظام عمل الغدة الدرقية.
    تضم الفصيلة الصليبية قرابة 4000نوع تجمع في 350جنساً منتشرة بصورة رئيسية في المناطق المعتدلة ومنطقة حوض المتوسط، تتمثل في النبيت السوري اللبناني بـ 72جنساً موزعة على213نوعاً، تحتل المكان الخامس بالنسبة إلى عدد الأنواع السورية اللبنانية. تتميز برحيق أزهارها الحشرية الإلقاح، وخلاياها المفرزة لسكر غير متجانس يدعى ميروزين myrosin الذي تفككه أنزيمة الميروزيناز myrosinase.
    أبرز أجناسها
    ـ الناستورسيوم Nasturtium: من أسمائه المتناقلة الجرجير. يضم قرابة 70نوعاً منتشرة في جميع أنحاء العالم، تتمثل في النبيت السوري اللبناني بثلاثة أنواع مطلوبة لخصائصها الطبية لغناها بالفوسفات واليود. عرف العرب الجرجير ووصفوا أوراقه وبذوره وعصيره منشطاً جنسياً، ومضاداً لنخر الأسنان، وهاضماً للطعام ومليِّناً للبطن.
    الشكل (1) البراسيكا
    ـ السينابيس Sinapis: من أسمائه المتداولة الخردل المذكور في الكتابات القديمة وفي آثار الإغريق والرومان، وفي الإنجيل والقرآن الكريم، وقالوا: الخردل بالنسبة للمعدة كالسوط بالنسبة لحصان السبق، يجب على المتأنقين في طعامهم أن يستعملوه كما يستعمل الفارس السوط، باتزان واعتدال. أبرز أنواعه: الخردل الأبيض S.alba والخردل الأسود S.nigra من المحاصيل الشتوية المطلوبة في الأسواق الأوروبية لاستعمال بذورهما في صناعة توابل الخردل الحريفة، ويستعمل مسحوق البذور مع الماء الدافئ كمادة مقيئة، ويستخلص من البذور زيت مهيج جلدي مستعمل في معالجة الروماتيزم. تستعمل البذور الجافة في حالات عسر الهضم والتهاب المجاري التنفسية. تحوي بذور الخردل مواد مخاطية، وبروتينات، وغلوسيد السينالبين في الخردل الأبيض، أو السينغرين في الخردل الأسود، الذي يتحلل معطياً مركَّباً كبريتياً منشطاً لعمليات الهضم برائحته العطرية وطعمه الحريف. يمزج مسحوق بذور الخردل مع الملح والخل وبعض التوابل مكوِّناً عجين الخردل المنبه للهضم والمدرَّ للعاب والمنبه للقلب. يستعمل زيت الخردل في التخدير الموضعي.
    ـ الليبيديومLepidium : من أسمائه المتناقلة الرشاد، الحُرف، الثُفَّاء. يضم قرابة 140نوعاً منتشرة في جميع أنحاء العالم تتمثل في النبيت السوري اللبناني بـ: 11نوعاً أبرزها الرشاد المزروع L.sativum الذي تباع أوراقه في أسواق دمشق لغناه بمادة اليود المنشطة للهضم، والحديد المساعد على تنشيط الكريات الدموية، والكبريت المغذي للشعر والجلد، وفيتامين C، ومضاد للحساسية التنفسية.
    ـ الرفانوس Raphanus: من أسمائه المتداولة الفجل المتمثل في 4أنواع متوسطية أبرزها: الفجل R.sativusالمستعمل في التغذية، وفي إذابة الرمال الكلوية، وإدرار البول، ومنع نخر الأسنان.
    ـ البراسيكا Brassica: من أسمائه المتداولة الملفوف، اليخنا، الكرنب، اللُهانة، أبو ركبة، القنبيط، الزهرة القرنبيط. ومن ضروبه الأخضر والأحمر والصيني وغيرها، وكلها مستعملة في التغذية وفي الطب الحديث والقديم (الشكل1).
    ـ الأرابيس : Arabis التسمية منسوبة إلى العرب. يضم قرابة 150نوعاً تتمثل في النبيت السوري اللبناني بسبعة أنواع حولية أو محولة أو معَّمرة أبرزها: العربي القوقازي الذي ينبت في الجبال العالية.
    الشكل (2) نبات شرابة الراعي
    ـ الأوبريسيةAubrietia :التسمية منسوبة إلى رسام نباتي فرنسي. يضم قرابة 20نوعاً تتمثل في النبيت السوري اللبناني بنوعين: اللبناني وصغير الزهر.
    ـ الكاردامين Cardamine:من أسمائه المتداولة حرف المروج. يضم قرابة 100نوع تتمثل في النبيت السوري اللبناني بثلاثة أنواع.
    أوسع أعشابها الضارة انتشاراً
    القبسيلة Capsella المعروفة بشرابة الراعي C.bursa-pastoris المستعملة: قابضة، مخففة للنزف، مطهرة بولية، منشطة للدورة الدموية، خافضة لضغط الدم (الشكل ـ2)، وتصل وحداتها التصنيفية المستعملة في الزينة إلى قرابة 50جنساً أشهرها:
    الماتيولا Matthiola التي تضم قرابة 70نوعاً تزهر في نهاية الشتاء، وتتمثل في النبيت السوري اللبناني بخمسة أنواع، والهيسبيريس Hesperis، والإيبريس Iberis، والايريزيموم Erysimum، والكيرنتوس Cheiranthus وأشهر أنواعه المنثور الخيري CH. cheiri المتميز بأزهاره الصفر، اللونارياLunaria أو القمرية المتميزة بثمارها التي لا يبقى منها عند النضج إلا الحاجز المتوسط الشفاف الذي يتراوح قطره بين 3ـ4سم المستعمل في تزيين الباقات الجافة.
    أنور الخطيب

  6. #326
    الصندليات

    الصندليات Santalales رتبة من النباتات ثنائيات الفلقة، تضم مجموعة من الفصائل المتطفِّلة الأكثر بساطة من فصائل رتبة الحرابيات Celastrales. أبرز فصائلها: الفصيلة الصندليةSantalaceae والفصيلة اللورنتية Loranthaceae والفصيلة الكلبيةCynomoraceae والفصيلة البالانوفورية Balanophoraceae.
    الفصيلة الصندلية: تسميتها مأخوذة من العربية المستمدة من الهندية الصندل، وهو كما عرِّف في التراث العربي: خشب متين عَطِر (ثقيل الوزن النوعي، يغرق في الماء)، أجوده الأحمر أو الأبيض، محلل للأورام، نافع للخفقان والصداع، ولضعف المعدة الحارة، والحميات. ورَجُلٌ صندلاني تعني صيدلاني.
    تضم الفصيلة الصندلية قرابة 400نوع مجموعة في 30جنساً، منابتها المناطق الحارة وأحياناً المعتدلة، تتمثل في المجموعات النباتية السورية اللبنانية بجنسين وسبعة أنواع. وهي أشجار أو جَنَبات أو أعشاب نصفية أو كاملة، تتطفُّل بوساطة ماصات haustoriums ترسلها في نسج جذور النبات المضيف، أوراقها بسيطة أو ضامرة حرشفية، أزهارها ثلاثية الأجزاء غير متمايزة إلى كأس وتويج، مَذْكَرها ثلاثي الأسدية، مبيضها سفلي أحادي المسكن، وثمرتها نووية أحادية البذرة. أبرز أجناسها:
    الصندل Santalum: يضم 20نوعاً، منابتها الهند وماليزيا وأستراليا، أخشابها لا تفسد، تعطي بالتقطير مركَّبات أحاديات التربين monoterpene (صيغتها الإجمالية C10H16)، وأحاديات ونصف التربين سيسكي تربين sesquiterpene (صيغتها الإجماليةC15H24)، الإضافة إلى الكحولات والألدهيدات والأحماض التي كانت تستعمل قديماً لعلاج التهاب الأعضاء التناسلية.
    الأوزيريس Osyris: هو الاسم اليوناني للإلهة الفرعونية المالكة للقدرة الحيوية النباتية التي علَّمت الإنسان حرث الأرض وزراعتها. يضم ستة أنواع، منابتها المنطقة المتوسطية والهند وإفريقيا، تتطفل على عدد كبير من النباتات حتى السراخس وأذناب الخيل. يتمثل في المجموعات النباتية السورية اللبنانية بالأوزيريس الأبيض O.alba الذي ينبت في نطاق حوض المتوسط والسهوب الغربية المحيطة به.
    التيزيوم Thesium: يضم 250نوعاً معمِّراً أو حولياً، منابتها العالم القديم والبرازيل، تتمثل في المجموعة النباتية السورية اللبنانية بستة أنواع.
    الفصيلة اللورنتية: وتسمى بالفصيلة الإسارية لشدة ارتباطها بمضيفها منسوبة إلى جنس الإسار Loranthus، كما تسمى بالفصيلة الدبقية نسبة إلى جنس الدبق Viscum، وبالفصيلة العنمية نسبة إلى العنم الذي يمثل شجرة حجازية لها ثمرة حمراء، يُشَبَّه بها البنان المخضوب بالحناء، كما في قول الشاعر في العنم:
    سقط النَّصيف ولم ترِدْ إسقاطَه
    فتناولَتْـه واتَّقتنـا باليدِ
    بمخضّبٍ رخصٍ كأن بنانه
    عَنَمٌ على أغصانِه لم يُعقَدِ
    تضم الفصيلة الإسارية قرابة 1500نوع مجموعة في 40جنساً، أغلبها عادة نصفي التطفل ونادراً كلية التطفل، منابتها غالباً المناطق الحارة بين المدارية وأحياناً المعتدلة، تتمثل في المجموعة السورية اللبنانية بثلاثة أجناس وثلاثة أنواع هي:
    الإساري Loranthus: يضم قرابة 500نوع، منابتها المناطق المدارية من العالم القديم، تتمثل في المجموعة النباتية السورية اللبنانية بالإساري الأوربي L.europeus الذي يتطفَّل على السنديان المنفتك Quercus infectoria المعروف بالبلّوط، وعلىالسنديان اللبناني Q.libani. تعطي بذوره المنتشة ممصاً أولياً، يولِّد بدوره ممصَّات ثانوية تتطفَّل على الكامبيوم والنسج المجاورة.
    الدَّبَق Viscum: يضم قرابة 70نوعاً، منابتها العالم القديم، تتمثل في المجموعة السورية اللبنانية بالدبق الأبيض V.albumالذي يتطفل على أشجار اللوز والصفصاف في مناطق الزبداني وقلعة جندل. عُدَّ الدبق الأبيض من النباتات المقدسة لدى الغاليين(قدماء الفرنسيين) الذين كانوا يحتفلون بجمع الدبق في عيد خاص من أعياد عبادة الأشجار، التي كانت تحتل فيها أشجار السنديان، لدوام خضرتها، مكانة مرموقة. وقد كان الدبق رمزاً لخلود النفس البشرية لدوام خضرته طوال فصول السنة، ثم تطورت هذه العادة بعد انتشار المسيحية في أوربا فأصبح الدبق رمز الودّ والمحبة يقدَّم في أعياد الميلاد ومناسبات الزواج. وقد انتقلت هذه الطقوس إلى أمريكا حيث استُبدل بالدبق نوع آخر من الفصيلة نفسها اسمه شجر اللص الأصفر Phoradendron flavesens المعروف بالإنكليزية الهَدال mistletoe. تعطي عنبة الدبق مادة غرائية نباتية تعرف بالدبقين vicine، وهي مادة بكتيكية لزجة تطلى بها قضبان صيد العصافير. أما الدبق الصليبي V.cruciatum فهو أصغر من الدبق الأبيض، يتطفل على الزيتون في فلسطين والأردن ولم يشاهد في سورية أو لبنان.
    العرعري Arceuthobium : يضم قرابة 15نوعاً، منابتها النصف الشمالي من الكرة الأرضية، تمثل أصغر النباتات الثنائيات الفلقة. تتمثل في المجموعة النباتية السورية اللبنانية بعرعري الأرز الإبري A.oxycedri الذي يتطفل على عرعر الأرز الإبري Juniperus oxycedrus، تتفتح مآبره بوساطة قُمُصٍ خارجية حقيقية euexothecium أي طبقة آلية خارجية كالطبقة الآلية الخارجية التي تتفتح بوساطتها مآبر عريانات البذور. ويعد عرعري الأرز الإبري الأصغر A.minutissimum المنتشر في جبال هيمالايا من أصغر النباتات الثنائيات الفلقة في العالم.
    الفصيلة الكلبية: النوع الكلبي القرمزي
    الفصيلة الكلبية: تسميتها العربية مجتزأة من التركيب المزجي توت الكلب. تضم نوعاً واحداً هو الكلبي القرمزيCynomorium coccineum، ينبت في الأراضي الملحية في البوادي العربية وفي حوض البحر المتوسط شاملاً إسبانيا وجنوب إيطاليا وجزر الكناري وشمال إفريقية والجزيرة العربية، متطفلاً على عدد من النباتات كالطرفة Tamarix ونباتات الفصيلة السرمقيةChenopodiaceae المحبة للملوحة. من أسمائه التراثية الطرثوث الذي توسعت في وصفه كتب التراث على النحو التالي: الطرثوث: ينبت في رمال البادية، يبرز من الأرض بطول الذراع، كأنه من جنس الكمأة. وقيل من جنس الفِطْر وليس به، مستدير الرأس، يضرب إلى الحمرة، وييبس، وقيل له ضربان: حلو وهو الأحمر، ومر وهو الأبيض. وللطرثوت برعمة في رأسه حمراء تسمى النكعة وهي طرفه، والنكعة منه قيس إصبع، وعليه أُ شر (نقط) حمر وهي مرة، وما كان أسفل من النكعة فإنه السوق والقصبة، وليس فيه شيء أطيب من سوقه ولا أحلى، وربما طال وربما قصر، ولا يخرج الطرثوث إلا في الحمض (بقلة رملية حامضة)، وينبت في الثُّداء ( كزنار: نبت واحدته بهاء ينبت في أصلها الطرثوث) وتحت الأرطىCalligonum comosum وفي أصل الرمث Hammada elegens، وبرعمة الطرثوث أشبه شيءٍ ببرعمة النبات المتراكمة المتكاثفة. ويشوب الناس به عصير الحلمة (ضَرْب من النبات) لتشتد حمرته، فيطبخ معه، وذلك إذا أرادوا أن يصبغوا به الحلي الذي تتخذ منه القلائد التي يأتي بها الحاج من المدينة، وهو يصبغ ألواناً، والأحمر منه يصبغ بعصير نَوْر الحلمة. ويتخذ الطرثوث للتداوي، ولا يأكله إلا الجائع لمرارته، وجمعه طراثيث، والواحدة منه طرثوثة.
    تعكس الفصيلة الكلبية، رغم كونها من مغلفات البذور، بعض الصفات المميزة للفطريات، مثل: انعدام المسام، انعدام السوق والأوراق والجذور، درنية الجهاز الإعاشي وبقاؤه تحت التربة، وتكوينه حوامل ثمرية فطرية الشكل، وتوضُّع أعضائه التكاثرية على سطح أغشية hymenium مشابهة لأغشية الفطريات، ويبرهن على أن اشتقاق الفصيلة الكلبية من نباتات خضراء على نحو اشتقاق الفطريات من طحالب خضراء.
    الفصيلة البالانو فورية: فصيلة مدارية، كلية التطفل، تضم 100نوع موزعة على 15جنساً، منبتها المناطق الحارة الاستوائية من العالم. ولايوجد لها أمثلة منتشرة في الوطن العربي.
    أنور الخطيب

  7. #327
    الطحالب

    الطحالب Algues مجموعة كبيرة غير متجانسة من النباتات الخضراء التي تعيش غالباً في الماء. و هي ذات صفات بدائية بالنسبة للنباتات الراقية، بسبب غياب تمايز أبدانها إلى جذر وساق وأوراق، الأمر الذي دعا إلى تسميتها مشرياتThallophytes، وغياب أزهارها، الأمر الذي دعا إلى تسميتهاخفيَّات الإِلقاح Cryptogames.
    التنوع الشكلي والبنيوي للطحالب:
    الشكل (1) طحلب فيكودريس الأحمر المتمايز إلى أشباه السوق وأشباه الأوراق
    تبدي الطحالب تنوعاً مدهشاً من حيث الشكل والحجم والبنية واللون، فهي تضم أنواعاً مجهرية دقيقة وأخرى كبيرة أو عملاقة يصل الفرد فيها إلى سبعين متراً طولاً. وبين هذه وتلك توجد جميع الأشكال والأبعاد الانتقالية التي يمكن تصوُّرها، ويرافق ذلك كله تنوع كبير في البنية الدقيقة واللون. ومن هنا تبرز صعوبة التعبير عن هذه الأحياء المفرطة في تنوعها بمجموعة محددة من النماذج والأنماط الشكلية والبنيوية. وينعكس ذلك على تصنيف الطحالب، حيث يميِّز المصنِّفون حالياً ما لايقل عن 11شعبة من الطحالب. أبرزها: الطحالب الدقيقة، والطحالب الكبيرة.
    تضم الطحالب الدقيقة جميع الطحالب التي لا تُرى بالعين المجردة ولكنها عندما تنمو بغزارة يمكن أن تلوِّن المياه بألوانها. وهي متنوعة جداً، كما أنها الأوسع انتشاراً، إذ لا يخلو منها أي وسط مائي، كما تصادف على اليابسة. وأبسط أشكالها وحيدات الخلية، والتي يمكن أن تكون سوطية متحركة أو ساكنة عديمة السِّياط. يلي ذلك الأنواع التي تشكل مستعمرات مؤلفة من عدد قليل أو كبير نسبيّاً من الخلايا، والتي تكون بدورها متحركة أو ساكنة تبعاً لوجود السياط أو انعدامها.
    يقصد بالطحالب الكبيرة جميع أنواع الطحالب المرئية بالعين المجردة، وهي تنتسب بمعظمها إلى الطحالب السمراء والحمراء والخضراء، وتراوح أبعادها بين بضعة مليمترات وعشرات الأمتار. وتراوح أشكالها بين الشكل الخيطي أو الصفيحي البسيط أو المتفرع إلى الأشكال الشجيرية التي تبدو متمايزة إلى ما يشبه الساق والأوراق، كما في أنواع السرغس[ر] Sargassumالسمراء، والفيكودريس Phycodrys الحمراء (الشكلان 1و2).
    الشكل (2) طحلب بحري أحمر مكون من فروع تمثل أشباه السوق تصدر عنها خطافات تتعلق على غيرها من الطحالب تمثل أشباه الأوراق
    البنية الخلوية للطحالب: تتألف الطحالب الكبيرة غالباً من خلايا نموذجية، وتبدي الأنواع المختلفة درجات متفاوتة من تنظيم الانقسام الخلويوطريقة النمو. ففي الأشكال البدائية يتحقق النمو عن طريق انقسام مجمل خلايا النبات، أما في الأشكال الأكثر تطوراً فيتحقق عن طريق انقسام خلية قمِّية وحيدة، أو مجموعة من الخلايا القمِّية تقابل النسيج القسوم (الميرستيم) في النباتات الراقية، ويتمايز النبات في هذه الحالة إلى محور أو محاور مركزية غير محدودة النمو، وفروع جانبية محدودة النمو يمكن أن تكون حرة أو يتحد بعضها ببعض لتكوِّن قشـــرة بارانشيمية. ويمكن أن تتعقد البنية بظهور تمايز خلوي و نسيجي نسبي يبلغ ذروته في أنواع رتبة اللاميناريال Laminariales من الطحالب السمراء حيث تتمايز في القشرة الداخلية خلايا بوقية طويلة تقوم بنقلالنسغ الكامل بين الأجزاء الورقية العلوية وقاعدة النبات على نحو ما تفعله الأنابيب الغربالية في النباتات الراقية.
    البنية السينوسيتية أو المدغم (المدمج الخلوي) Coenocytique: تظهر الطحالب متعددة النوى التي تبلغ ذروتها في عدة رتب من الطحالب الخضراء حيث لا تحتوي المشرة التي قد تصل إلى عدة ديسيمترات طولاً على أية حواجز خلوية. وقد يكون الفرد في هذه الحالة مؤلَّفا ً من مشرة خيطية أنبوبية بسيطة، أو أن يبلغ درجة كبيرة من التعقيد الشكلي (المورفولوجي) فيكون مؤلَّفاً من أجزاء أسطوانية زاحفة و أخرى قائمة ورقية كما في أنواع Caulerpa.
    الشكل (3)طحلب الاميناريا Laminaria الأسمر وجذرياته المثبتة على الصخور البحرية المقاومة لحركات المائية العنيفة
    الشكل (4) طحلب الكيس الكبير ماكروسيستس المزود بحويصلات هوائية كبيرة نسبياً تساعدة على الانتصاب والعوم
    الشكل (5) الوجه المصراعي للدرع السيليسي في أحد المشطورات موضحة بالمجهر الإلكتروني
    الشكل (6) طحلب ذهبي يغطي سطحه مكورات حجرية تشاهد بالمجاهر الإلكترونية
    الشكل (7) الشكل العام لأحد الطحالب الحمراء المتكلسة من الشاطئ السوري
    أدوات التثبيت والعوم في الطحالب: تنمو معظم الطحالب الكبيرة متثبتة على الصخور الشاطئية أو القاع الصخري، ويتثبت بعضها على طحالب أكبر حجماً أو نباتات راقية أو قواقعالرخويات. وتختلف طريقة التثبت وأدواته باختلاف الأنواع؛ ففي الأنواع الخيطية الصغيرة يكون بوساطة استطالات بسيطة للخلايا القاعدية، وفي الأنواع الأكبر حجماً يكون بوساطة جذريداتrhizoides متعدِّدة الخلايا يمكن أن يجتمع بعضها مع بعض لتؤلف قرصاً شديد الالتصاق بالسطح الصخري. أما في الطحالب السمراء الكبيرة من رتبة اللاميناريال فيتمايز عضو مخلبي ضخم نسبيّاً لمقاومة الاقتلاع والانجراف بالحركات العنيفة للمياه، (الشكل ـ3). أما أدوات العوم فهي أقل أهمية، وهي تصادف خاصة عند الطحالب السمراء الكبيرة كالسرغس والفوقس Fucus والماكروسيستسMacrocystis (الشكل ـ4) حيث تتمايز حويصلات هوائية كبيرة نسبياً ولاسيما في النصف العلوي من النبات،, يكون من شأنها أن تساعد النبات على البقاء منتصباً ضمن الماء في الأنواع القاعية، أو طافياً على السطح كما في حالة بعض أنواعالسرغس.
    بنية الخلية الطحلبية وخصائصها المميزة:
    1ـ الطحالب حقيقية النوى: وهي تضم الغالبية العظمى من الطحالب، وتحتوي الخلايا في هذه الحالة على المكونات الأساسية المعروفة لدى الخلية النباتية عموماً، ويضاف إلى ذلك بعض الخصائص التي تميز الطحالب عن النباتات الراقية، ومجموعات الطحالب بعضها عن بعض.
    أ ـ الغلاف الخلوي وملحقاته: يحتوي هذا الغلاف غالباً على السيلولوز، ولكن يمكن أن يضاف إليه أو يستبدل كلياً أو جزئياً، مركَّبات أخرى. ففي الطحالب السمراء يكون الغلاف الخلوي غنيّاً بالحموض الأورونية، و تتميز الطحالب الحمراء باحتوائها على نسب متفاوتة من السكاكر المتعددة الكبريتية، وفي بعض الطحالب الخضراء يستبدل بالسيلولوز كلياً الكزيلان أو المانان.
    ـ التمعدن بالسيليس: تشاهد هذه الظاهرة خاصة في المشطورات وبعض الطحالب الذهبية، فخلايا المشطورات تكون محاطة بدرع سيليسي صلب لا يمكنها الاستغناء عنه، وهو مؤلف من مصراعين علوي وسفلي، ويبدي زخارف وتزيينات مدهشة في دقتها وانتظامها، ولا يمكن الكشف عن تفاصيلها إلا باستخدام المجهر الالكتروني (الشكل ـ5). أما في الطحالب الذهبية فيكون التمعدن على شكل حراشف تغطي سطح الخلية و تعلوها غالباً أشواك طويلة.
    ـ التمعدن بالكلس: ويشاهد عند مجموعة من الطحالب الذهبية الوحيدة الخلية حيث يغطي سطحها مكوَّرات حجريةCoccolithes (الشكل ـ6)، تأخذ أشكالاً مختلفة تبعاً للأنواع، ويكون استخدام المجهر الالكتروني ضروريّاً للكشف عن هذه الأشكال.
    أما في الطحالب الكبيرة فأكثر ما تلاحظ هذه الظاهرة في الطحالب الحمراء المتكلِّسة التي تكوِّن رتبة أشباه المرجانياتCoralliniales المنتشرة بكثرة على شواطئ البحار والمحيطات (الشكل ـ7)، والتي يسهم بعضها في بناء الأرصفة المرجانية في المياه الاستوائية والمسطَّحات الشاطئية في كثير من المناطق المعتدلة.
    ب ـ الصانعات والأصبغة: تبدي الطحالب تنوعاً كبيراً في حجم الصانعات الخضراء وشكلها، وهي تحمل، إضافة إلى اليخضور، أنماطاً متعددة من الأصبغة تأخذ ألواناً مختلفة مما يؤدي لاختلاف ألوان الطحالب تبعاً لنوعية هذه الأصبغة الإضافية وغزارتها كما هي الحال في الطحالب الذهبية والمشطورات والطحالب السمراء حيث تغزر أصبغة الجزرينات والكزنتوفيلات, أما الطحالب الحمراء والزرقاء فيعود لونها لوجود أصبغة حمراء وزرقاء من فئة الآحيات الصفراوية الطحلبيةPhycobiliprotéines.
    ـ المدَّخرات والمكتنفات الخاصة: ينتج من التركيب الضوئيواستقلاب الخلايا في الطحالب مواد مختلفة تميز مجموعاتها التصنيفية، فالطحالب الخضراء تدخر النشاء بصورة أساسية بينما تدخر مجموعات الطحالب الأخرى سكاكر مركبة مختلفة عن النشاء. وتحتوي فجوات الخلايا على مركبات خاصة ومميزة لمجموعات الطحالب أهمها اللامينارين laminarine والكريزولامينارينchrysolaminarine .
    وتحتوي بعض الطحالب الحمراء على خلايا مفرزة لليود والبروم، كما أن لكثيرٍ من الطحالب المقدرة على تكديس عناصر ومركبات معدنية بتركيز يفوق ما هو عليه في ماء البحر بمئات أو آلاف المرات.
    ـ الطحالب طلائعية النواة: وهي تضم الطحالب الزرقاء (Cyanophycées = Cyanobacter) وطلائــع الطــحالب الخضراءProchlorophyta، وتشبه بنية خلاياها الدقيقة بنية الجراثيم (البكتيريا) من حيث عدم وجود غشاء نووي وغشاء محيط بالصانعات، وعدم وجود ميتوكوندريات وجهاز غولجي، وتختلف عنها بوجود عناصر البنية الدقيقة (التيلاكوئيدات) ووجود أصبغة التركيب الضوئي، وبالتالي قيامها بعملية تركيب ضوئي يتحرر خلالها الأكسجين على عكس ما يحصل لدى الجراثيم الضوئية التغذية.
    تكاثر الطحالب:
    تبدي الطحالب أنماطاً متعددة من التكاثر الإعاشي واللاجنسي والجنسي. ويتحقق التكاثر الإعاشي بالانقسام الخيطي في الطحالب الوحيدة الخلية، وبتقطع المشرة أو بتكوين أعضاء برعمية في الطحالب المتعددة الخلايا. أما التكاثر اللاجنسي فيتحقق بتكوين أبواغ سابحة أو ساكنة. ويبدي التكاثر الجنسي أنماطاً متعددة لانجد نظيراً لتنوعها في الأحياء الأخرى، و كذلك الأمر بالنسبة لحلقة الحياة وتعاقب الأجيال[ر]. فحلقة الحياة يمكن أن تكون وحيدة الجيل أحادية أو مضاعفة الصيغة الصبغية، كما يمكن أن تكون ثنائية الجيل متماثلة أو مختلفة الشكل تبعاً لتماثل الجيلين العروسي gametophyte والبوغي sporophyte أو اختلاف شكلها وسيادة أحدهما. وأخيراً يمكن أن تتضمن حلقة الحياة تعاقب ثلاثة أجيال (عروسي وبوغي ثمريcarposporophyte وبوغي رباعي tétrasporophyte) كما في معظم الطحالب الحمراء، و هنا أيضاً يمكن أن تكون متماثلة أو مختلفة الشكل (الشكل ـ8).
    تغذية الطحالب
    إن الخصائص العامة للتغذية عند الطحالب هي نفسها المعروفة لدى النباتات الراقية، فهي تستخدم الطاقة الضوئية للحصول على الكربون اعتباراً من CO2 المنحل في الماء خلال عملية التركيب الضوئي، كما تحصل على الآزوت و الفوسفور و بقية العناصر من أملاحها المعدنية المنحلة في الماء. ولكن بعضها يمكن أن يتطلب وجود مركبات عضوية بسيطة للقيام بالتركيب الضوئي، في حين توجد طحالب متعايشة مع أحياء أخرى ولاسيما مع الفطريات، حيث يعطي هذا التعايش أنواعَ الأشن[ر] Lichens، ومع المرجانيات والاسفنجيات وغيرها من الأحياء الحيوانية. وأخيراً توجد بعض الطحالب عديمة اليخضور، وتعتمد في تغذيتها على المواد العضوية الجاهزة.
    بيئة الطحالب
    لاتوجد بقعة على سطح الأرض خالية من الطحالب، فهي موجودة في التربة وعلى سطح الصخور والجدران وجذوع الأشجار وفوق الجليد والثلج القطبي وحتى في الصحارى الجافة، ولكن المجالات الأرحب لانتشارها وتنوعها تتمثل في الأوساط المائية اعتباراً من البحار والمحيطات إلى جميع أشكال المياه العذبة من بحيرات و ينابيع و جداول و أنهار.
    الطحالب العوالق: تنمو الكثير من أنواع الطحالب، وبخاصة الطحالب الدقيقة، حرة بشكل معلق ضمن كتلة الماء اعتباراً من السطح و حتى أعماق يمكن أن تربو على200م، مشكلة ًما يسمى بالعوالق النباتية Phytoplancton والتي يختلف تركيبها النوعي كثيراً في البحار عنه في المياه العذبة، كما يختلف بين وسط وآخر ومن فصل لآخر على مدار السنة. وتحتل المشطورات Diatomées مكاناً بارزاً في عوالق البحار و المياه العذبة، و يضاف إليها في البحار الطحالب الدوارة Dinophycées و المكوَّرات الصخرية Coccolithophoridae، أما الطحالب الخضراء الدقيقة فتجد في المياه العذبة المجال المناسب لانتشارها، في حين تغزر الطحالب الزرقاء في المياه الملوثة و الينابيع المعدنية الحارة.
    الشكل(8) حلقات الحياة الرئيسية في الطحالب:
    (الخط المزدوج يشير إلى الصيغة 2n والخط المفرد يشير إلى الصيغة n)
    أـ حلقة الحياة وحيدة الجيل أحادية الصيغة الصبغية ب ـ حلقة الحياة وحيدة الجيل مضاعفة الصيغة الصبغية
    ج ـ حلقة الحياة ثنائية الجيل د ـ حلقة الحياة ثلاثية الجيل
    الطحالب القاعية Algues benthiques:تنمو معظم الطحالب الكبيرة متثبتة على القاع اعتباراً من سطح الماء وحتى العمق الذي تصله إضاءة كافية للقيام بتركيب ضوئي فعّال. و يرافقها العديد من الطحالب الدقيقة، التي تنمو غالباً فوق الطحالب الأكبر حجماً أو فوق النباتات الراقية، ولذا كان الانتشار العالمي للطحالب القاعية أقل بكثير من طحالب العوالق، إذ يحتل شريطاً شاطئيّاً ضيقاً لايتجاوز عُشْرَ المساحة الكلية للبحار والمحيطات. وبالرغم من ذلك فإن لهذا الشريط الشاطئي أهمية كبيرة في بيولوجيا البحار حيث يلاحظ فيه أكبر قدر من تنوع الأحياء وغزارتها، كما يتحقق فيه أكبر قدر من الإنتاجية.
    وتتمثل الطحالب القاعية البحرية بالطحالب الحمراء والسمراء وعدد من رتب الطحالب الخضراء، ويتحكَّم في التوزع الجغرافي و العمودي لهذه الطحالب مجمل العوامل البيئية وبخاصة الإضاءة ودرجات الحرارة والملوحة إضافة إلى طبيعة القاع. ولأن المناطق الشاطئية تعد أوساطاً بيئية بالغة التعقيد، خاصة في البحار التي تبدي مياهها فروقاً كبيرة بين مستواها في حالتي المد والجذر، فقد تمكن الباحثون من تمييز عدة طبقات محددة بشروطها البيئية وبالأنواع الحية التي تقطنها. أما في المياه العذبة فتتمثل الطحالب القاعية أساساً بالطحالب الخضراء.
    طحالب اليابسة: يوجد العديد من الطحالب الدقيقة المتكيفة للحياة على اليابسة، ويكون تنوعها كبيراً نسبياً في التربة الرطبة، حيث تتمثل جيداً كل من المشطورات والطحالب الخضراء والزرقاء. أما في المناطق المتطرفة في شروطها البيئية، كالمناطق المكسوَّة بالجليد والثلج، أو الصحارى الجافة، فلا توجد سوى أنواع قليلة متكيفة لذلك.
    فوائد الطحالب واستعمالاتها
    تُعد الطحالب المنتِج الأساسي للمادة العضوية الأولية في جميع الأوساط المائية التي تغطي نحو 71% من سطح الأرض، وهي فضلاً عن ذلك تقوم بإغناء هذه الأوساط وجو الأرض بالأكسـجين الضروري لتنفس الأحياء الأخرى، ولقيام الأحياء الدقيقة بدورها في التنقية الذاتية للمياه.
    أما الاستثمار المباشر للطحالب فقد تنامى بكثرة في العقود الماضية، حيث اتضحت أكثر فأكثر الإمكانات المتعددة لاستعمال الطحالب أو المواد المستخلصة منها في مجالات متعددة كالتغذية والزراعة والصناعة والطب. ففي مجال التغذية تستخدم الطحالب غذاءً للإنسان وعلفاً للحيوان في العديد من البلدان، ولاسيما اليابان وبلدان جنوب شرق آسيا، ويعود ذلك بالدرجة الأولى لغناها بالفيتامينات والعناصر المعدنية، بل إن بعض الطحالب الدقيقة غني جداً بالبروتينات. وتدخل مستخلصات الطحالب الحمراء، ولاسيما الآغار والمواد الشبيهة به، في العديد من الصناعات الغذائية، ولاسيما في صناعة المرطبات والمربيات، فضلاً عن الاستخدام الأساسي للآغار Agar في تحضير أوساط زراعة الأحياء الدقيقة في مخابر التحليل والبحث العلمي. وفي الزراعة، عرفت أهمية الطحالب البحرية في تخصيب التربة منذ زمن بعيد. كما تقوم البلدان المنتجة للأرز باستخدام الطحالب الزرقاء لتثبيت الآزوت الجوي على نطاق واسع حيث تعد بديلاً ممتازاً، من النواحي الاقتصادية والصحية والبيئية، لاستخدام الأسمدة الكيميائية. وتستخدم الطحالب السمراء لاستخلاص الألجينات Alginates التي تجد تطبيقات واسعة في صناعات مختلفة، ولاسيما صناعة المواد اللاصقة، والمواد المانعة للرطوبة، والورق المصقول والصناعات النسيجية، ومواد التجميل والصناعات الدوائية والغذائية.
    أما استخدام الطحالب في المجال الطبي وصناعة العقاقير فهو مجال لايزال في بداياته، ولكن تبشر جميع الأبحاث إلى مستقبلها الواعد في هذا المجال. وتستخدم مستخلصات متعددة منها حالياً في صنع الأدوية وفي معالجة الكثير من الأمراض والوقاية منها، ولاسيما أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأورام وأمراض الدم. كما ثبت أن العديد منها يحتوي على مواد بيولوجية نشيطة وصادَّات حيوية مقاومة للجراثيم والفطريات والفيروسات الممرضة. ومن ناحية أخرى أوضحت الأبحاث أن عدداً من الطحالب، وخاصة الطحالب العوالق النباتية من مجموعة الطحالب الدوارة، تفرز مواد سامة يمكن أن تعد خطراً للأحياء البحرية الأخرى عندما تتكاثر الأنواع السامة بصورة مفرطة مؤدية إلى تلون المياه كما في ظاهرة المد الأحمر أو المياه الحمراء eaux rouges.
    حامد ميهوب

  8. #328
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: July-2013
    الدولة: ميسان
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 221 المواضيع: 0
    التقييم: 13
    مزاجي: الحمد الله
    أكلتي المفضلة: دولمه
    آخر نشاط: 22/November/2015
    مقالات المدونة: 1
    حلو

  9. #329
    الاحلة مرورك شكرا الك ونتمنى مشاركتك

  10. #330
    الطفيليات (علم ـ)





    علم الطفيلياتparasitology هو أحد فروع علم الحياة، يعالج بشكل أساسي اعتماد الكائنات الحية، من أجل تأمين متطلباتها كافة، بشكل مؤقت أو دائم، على كائنات حية أخرى تقوم بدور المضيف (الثوي أو العائل) host للأولى. وهكذا يدرس علم الطفيليات العلاقات بين الطفيليات ومضيفيها مع مختلف تكيفاتها. كما يقوم بدراسة الصفات الشكلية والحيوية والمرضية للطفيليات سواءاً كانت حيوانية المنشأ أم نباتية: مثل مفصليات الأرجل والديدان ووحيدات الخلية والفطور والجراثيم والفيروسات. وقد تطور علم الطفيليات فأصبح علماً متعدد الجوانب يشمل حقول الكيمياء الحيوية والأدوية والمناعة والتشريح المرضي وغيرها.


    أنماط التطفُّل


    الطفيليات parasites كائنات حية صغيرة وضعيفة، تتطلب، خلال مراحل من حياتها، بعض العوامل الحيوية التي لا تستطيع الحصول عليها إلاّ من كائن حي آخر كالغذاء والحماية.


    وتبعاً لطبيعة العلاقات الموجودة بين الكائنات الحية، يُميّز:


    1ـ التعايش symbiosis وهو يُمثَّل بالعلاقة الدائمة والمستمرة بين كائنين حيين ولايمكن فصل أحدهما عن الآخر، مثل العلاقة بين حشرات الأرضة[ر] الآكلة للأخشاب ومفرطات السياط Hyperflagellata التي تعيش في أمعائها، حيث تعتمد الحشرات على هذه السوطيات كلّياً لتأمين متطلباتها الغذائية من السكريات بتحويل السليلوز. وإذا قُتِلَت هذه السوطيات (ًبتعريض الحشرة لدرجة عالية من الحرارة)، تفقد الحشرة قدرتها على هضم السليلوز. وإذا لم تُطْعَم مجدداً بهذه السوطيات فإنها تموت. ومقابل ذلك تتغذى السوطيات بالبروتينات التي توجد في أمعاء الحشرة.


    2ـ المصاحبة commensalism وفيها يستفيد الكائنان الواحد من الآخر دون ضرورة استمرارية بقائهما معاً، أي هناك إمكانية العيش إفرادياً، مثل العلاقة بين طيور oxepicker وبعض أنواع الثدييات التي تعيش في إفريقيا كالكركدن. فالطيور تتغذى بالقرَّاد والقمَّل المتطفل على هذه الثدييات، وهي تسهم بالوقت نفسه في تحذير هذه الحيوانات من اقتراب أعدائها منها وذلك برفرفة أجنحتها وردود أفعالها الفجائية لأقل منبِّه يدنو منها.


    3ـ التقايض بالمنفعة mutualism وهي علاقة قريبة من المصاحبة، أي يستفيد الكائنان الواحد من الآخر، لكن مع إمكانية العيش إفرادياً، مثل علاقة السرطان الناسك وشقار البحر الذي يعيش على قوقعة السرطان مستفيداً من فائض الطعام الذي اقتنصه السرطان، بينما يستفيد السرطان [ر] من عملية التمويه التي يزوده بها شقار البحر للحماية من أعدائه.


    4ـ التطفل parasitism حيث يعيش أحد الكائنين على حساب الآخر (غالباً الطفيلي) لتأمين غذائه وحماية نفسه دون أن يسبب ضرراً للمضيف أحياناً. ولكن هذا لا يعني أن الطفيلي لا يقضي بعد فترة على مضيفه، إلا أن موت المضيف يؤدي إلى موت الطفيلي. ومثال ذلك المتحول الحال للنسج Entamoeba histolytica الذي يعيش سلمياً داخل المضيف الإنسان عندما تكون الظروف المحيطة مناسبة، إلا أنه يتحول إلى شكل ممرض عندما تصبح الظروف غير مناسبة، ومن ثم يسبب تقرحات وأعراضاً مرضية لدى المضيف.


    ويختلف ارتباط الطفيلي بمضيفه بحسب الاحتياجات الأساسية لهذه الكائنات الضعيفة وتكيُّفها مع الحياة. فهناك طفيليات قادرة على العيش حرة أو متطفلة، فهي طفيليات مُخيّرة fucultative parasites، وهناك أنواع أخرى لايمكنها أن تستمر في الحياة إلاّ داخل المضيف، فهي طفيليات مجبرة obligatory parasites.


    كما تختلف الطفيليات بحسب مكان وجودها عند المضيف، فهناك طفيليات خارجية ectoparasites تعيش على السطح الخارجي للمضيف، وطفيليات داخلية endoparasites تستطيع العيش في مختلف أجواف الجسم والنسج وضمن الخلايا، التي تشكل وسطاً ملائماً لحياتها.


    انتشار الطفيليات


    يعتمد الانتشار الوبائي للأمراض الطفيلية على توافر عوامل عديدة منها: المضيف الملائم، وخروج الطفيلي (تحرره) من المضيف، وطرائق الانتقال والدخول، وأخيراً توافر العوامل البيئية المناسبة لاستمرار عيش الطفيلي في الوسط الخارجي. وتؤدي الظروف الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى الظروف المناخية، دوراً مهما ً في انتشار الطفيليات والأمراض التي تسببها. ففي المناطق الاستوائية حيث تكون نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة مناسبتين لعيش أكثر الأنواع الطفيلية وتطورها وانتقالها، تُلاحظ نسبة مرتفعة من الإصابات الطفيلية بالموازنة مع المناطق المدارية حيث تكون درجة الحرارة معتدلة. وكذلك فإن التعرض للحرارة الجافة أو لدرجة حرارة منخفضة يؤدي أيضاً إلى القضاء على بعض أنواع الطفيليات التي تحتاج إلى نسبة رطوبة ودرجة حرارة مرتفعتين لاستمرار حياتها.


    تحديد العوامل الطفيلية


    لكي تتم معرفة سبب حدوث الإصابة الطفيلية وشدتها، لابد من تحديد نوع العامل المُمْرِض وحيويته وتأقلمه ومصدره، سواءاً كان هواء أم تربة أم ماء أم حيواناً أم نباتاً أم بشراً، وطرائق دخوله عن طريق جهاز الهضم أو التنفس أو عبر الجلد أو المواد المخاطية، ودوره وأثره في المضيف. كما يتوَجّبُ تحديد العوامل الناقلة والعوامل الخازنة والمضيف المتوسط اللازم لتطور هذا الطفيلي ونموِّه.


    يمكن لبعض الأنواع الطفيلية أن تصل إلى المضيف المناسب بالتَّماس المباشر، بينما تنتقل الأنواع الأخرى، التي تحتاج إلى فترة زمنية تمر فيها بعدة مراحل تطورية مختلفة قبل أن تصبح معدية، عن طريق غير مباشر كالغذاء والماء والشراب والتربة، والحشرات الناقلة وغيرها. كما توجد أسباب أخرى تسهل حدوث الإصابة الطفيلية، منها العوامل البشرية التي يعود إليها التباين والاختلاف في مدى حدوث الإصابة وشدتها بين الأفراد، وكذلك طبيعة العمل والعمر والجنس والعادات، إضافة إلى افتقار العديد من الدول، التي تعاني سوءاً في الأوضاع الاقتصادية وتكون فيها نسبة الإصابات الطفيلية مرتفعة، إلى الدعم المالي، والمخبريين المهيئين لتحديد العامل المسبب لهذه الإصابات وكذلك إلى الأطباء الممارسين.


    تشخيص إصابة الإنسان بالطفيليات ومعالجتها


    يعتمد تشخيص الإصابة بالطفيليات، بالدرجة الأولى، على معرفة على الأعراض السريرية من قبل الطبيب الممارس، وبالتالي تحديد نوع العينة التي يجب أن تُطلب من المريض من أجل التشخيص المخبري. ويكون التشخيص المخبري إما مباشراً، تتم فيه مشاهدة الطفيلي في الدم أو البراز أو البول أو القشع أو الجلد أو السائل الدماغي الشوكي أو الخزعات و نواتج البزل، أو غير مباشر تطبق فيه طرائق مناعية ومصلية تعتمد على تحديد الأجسام الضدية antibodies النوعية باستخدام تقانات وتفاعلات مختلفة. وتساعد طرائق التشخيص الجيدة والمحددة للنوع الطفيلي المسبب للإصابة أحياناً على تحديد طرائق المعالجة اللازمة، والتي تعتمد أساساً على استخدام المواد الكيميائية مثل الكينين quinine (في البرداء)، والإميتين emetine (في داء الأميبات) والأنتموان antimoine (في داء الليشمانيات).


    وحتى تكون المعالجة ناجحة، يجب أن يكون الأطباء قريبين من المرضى لمناقشة الظروف الصحية والوبائية للإصابة الطفيلية، وذلك من أجل الوصول معهم إلى أفضل الطرائق للحد من انتشار الطفيليات والأمراض الطفيلية. وفي الدول الفقيرة، يؤدي خلط بعض الأطباء بين المتحولات الممرضة والمتحولات الرمِّية إلى ظهور مشكلة كبيرة في عملية المعالجة التي قد تكون طويلة ومكلفة، بل خطيرة أحياناً. لذلك غالباً ما يتم في هذه الدول اختيار العقاقير بالاعتماد على درجة سمِّيتها (الأقل سمية) وكلفتها (الأقل كلفة) ومدة استخدامها (استخدام لمرة واحدة فقط) دون النظر إلى مدى فاعلية هذه الأدوية في القضاء على الإصابة الطفيلية، الأمر الذي يساعد على استمرار وتفاقم الإصابة ومن ثمّ في انتشار الطفيليات.


    الوقاية والسيطرة على الإصابات الطفيلية


    تعتمد المحاولات الناجحة للسيطرة على الإصابات الطفيلية على فهم كافٍ للداء، ومعرفة العوامل المساعدة على انتشار العامل الممرض المسبب له، وعلى تأمين أفراد مدربين يتمتعون بفهم وخبرة عالية في تطبيق مختلف طرائق السيطرة على الأمراض الطفيلية. ويٌعد نشر الوعي والتثقيف الصحيين من أهم المسائل المؤثرة في مقاومة الأمراض الطفيلية والوقاية منها، حيث تكون طرائق انتشار هذه الأمراض والإجراءات اللازمة للتخلص منها معروفة على مستوى السكان عامة. و لكن لسوء الحظ، نجد في البلدان التي تنتشر فيها هذه الأمراض انتشاراً واسعاً، أن التعليم المحدود وسوء مستوى المعيشة، إضافة إلى انخفاض مستوى الصحة البيئية، تقف عائقاً دون السيطرة على انتشار هذه الأوبئة.


    وكما هو معروف فإن انتشار الأمراض في بلد ما، هو إشارة إلى مستوى صحة البيئة، ومن ثم فإن وجود نسبة عالية من الطفيليات المعوية مثلاً يشير إلى نقص في مستوى صحة البيئة وانخفاض مستوى المعيشة وعدم الإلمام بقواعد النظافة العامة. وتتمثل أهمية صحة البيئة في تطور المجارير العامة، والتخلص من الفضلات الآدمية والجافة، وفي صحة الغذاء، وفي المسكن الصحي. ولا بد من التوجيه إلى ضرورة غسل المواد الغذائية وطهوها جيداً قبل تناولها، والمحافظة على نظافة المياه وصحتها؛ فقد وجد أن مصدر المياه غير الصالح للاستهلاك البشري في العديد من البلدان سببه طرائق التخلص من الفضلات التي حولت هذه المياه إلى وسط مناسب لتكاثر العوامل الممرضة ونواقلها.


    إن التخلص من المضيف المتوسط أو الناقل المسؤول عن انتشار الأمراض الطفيلية بتخريب مواطن عيشها وتكاثرها باستخدام مبيدات الحشرات، أو عن طريق تطبيق برامج مكافحة مُحكَمَة للقضاء على مستودعات (العوامل الخازنة) الطفيليات، فإنه يعد أساسياً في الحد من انتشار الطفيليات والأمراض الطفيلية.


    أخيراً فإن زيادة المعرفة حول علاقة الطفيلي ببيئته الخارجية ومضيفه المتوسط وسلوكه ووجوده، يمكن أن تعد طريقة حيوية لمنع انتشار الطفيليات عن طريق قطع الروابط الضعيفة في دورة حياتها.


    سمر النحاس

صفحة 33 من 146 الأولىالأولى ... 233132 3334354383133 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال