صفحة 32 من 146 الأولىالأولى ... 223031 3233344282132 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 311 إلى 320 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 32

الزوار من محركات البحث: 64845 المشاهدات : 322027 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #311
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,243 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44359
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 27 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    الشجرة

    الشجرة arbre كل نبات معمّر له ساق خشبية، جزؤها الأسفل عارٍ بسيط. وتختلف أبعاد الأشجار باختلاف الزمر النباتية التي تنتمي إليها وبتنوع مواقع نموها. فأشجار الأوكاليبتوس الكروي Eucalyptus globulus في أستراليا ترتفع حتى 150 متراً بمحيط يراوح بين 30 و35 متراً. وترتفع أشجار السيكويا العملاقة Sequoia gigantea في كاليفورنيا 100متر بمحيط نحو 40 متراً وقطر قرابة 11م تقريباً، وعمر يتجاوز 4000 سنة. بينما يراوح ارتفاع أشجار الزان والسنديان والمران والكستناء في أوربا بين 30 و35 متراً بمحيط يراوح بين 10 و12 متراً.
    تقسم الأشجار بناءً على ارتفاعها إلى: الأشجار الكبيرة التي يتجاوز ارتفاعها 30 متراً، والأشجار المتوسطة التي يراوح ارتفاعها بين 15ـ30 متراً، والأشجار الصغيرة التي يراوح ارتفاعها بين 7 و15 متراً، والشجيرات arbustes التي يكون ارتفاعها دون 7 أمتار. وتُطلق تسمية أشجار أيضاً على نباتات صغيرة متخشبة، لا يتجاوز ارتفاعها بضعة ديسمترات، نتيجة عمليات زراعة واصطفاء خاصة تهدف إلى تقزيم النبات، كما في الأنواع الشجرية المنتشرة في الحدائق اليابانية. وتتحول أشجار البتولة والعرعر في تايغا[ر] taiga المناطق الباردة الأوربية والأمريكية إلى نماذج قزمية، كما لا تتجاوز أشجار الصفصاف الزاحف عشرات السنتيمترات في أعالي الجبال، نتيجة تراجع عملية التركيب الضوئي التي تحدد النمو بطول واحد سنتيمتر في العام.
    تختلف أشكال أشجار النوع نفسه باختلاف الكثافة الزراعية، وهكذا تأخذ أشجار السنديان في الغابة الكثيفة الشجر شكلاً مغزلياً، يساعد على نمو الأغصان العلوية طلباً لضوء الشمس، بينما تذوي الأغصان الجانبية لضعف الأشعة المتسربة، في حين ينمو مجموع الأغصان بصورة متساوية في حالة الأشجار المنفردة. ويؤدي التقليم المنظم إلى تغيير أشكال الأشجار: فالسنديانة المقلَّمة بانتظام تتحول جذوعها الضخمة إلى مجموعة من الأغصان المتساوية المستعملة في صناعة عصي الأدوات الزراعية، وكذلك الصفصافة المقلَّمة تعطي مجموعة من الأغصان النحيلة المرنة المستعملة في صناعة السلال.
    تقسم الشجرة إلى ثلاثة أجزاء: الجذع والأغصان مع الأوراق والجذور.
    ـ جذوع الأشجار وفروعها الهوائية: يُطلق اسم الجذع على الساق الشجرية الرئيسة الواقعة فوق سطح التربة، ويُطلق اسم التاج على مجموعة الأغصان المحمولة فوق الجذع. تختلف الفروع الرئيسة وأغصان التيجان باختلاف الأنواع التي تعطي الأشجار أشكالها الفراغية، فالشكل المغزلي للحور هو انعكاس للزوايا الحادة التي تشكلها أغصانه مع الجذع، والشكل الكروي للسنديان هو انعكاس للزوايا القائمة التي تشكلها مع جذوع الأشجار، والشكل المدلَّى للصفصاف الباكي هو نتيجة لانعطاف أغصانه 180 درجة بالنسبة للجذع.
    يتكون الجذع في النباتات ثنائيات الفلقة وعريانات البذور، النامية في المناطق المعتدلة، من تناوب طبقات نيِّرة وأخرى عتمة متَّحدة المركز، واضحة بالعين المجردة. تتألف الطبقات النيِّرة من خلايا وألياف خشبية تكوَّنت في الربيع ومطلع الصيف، بينما تتكون الطبقات العتمة في الخريف والشتاء. يسهِّل تعاقب الطبقات النيِّرة والعتمة معرفة عمر جذوع الأشجار المقطوعة والمستعمل في علم تأريخ الشجر dendrochronologie. تموت كل خلايا الخشب ما عدا الخلايا القريبة من الطبقة المولدة الداخلية والخلايا القريبة من الخلايا المولدة الخارجية المكونة للبرنشيم الثانوي والفلين الذي يأخذ شكل لويحات تختلف أشكالها باختلاف الأنواع.
    أوراق الأشجار: تضم الأشجار قرابة 20000 نوع تصنف حسب ديمومة حياة أوراقها وأشكالها ضمن الزمر الآتية:
    ـ الأشجار الدائمة الخضرة العريضة الأوراق: كالسنديان والأوكاليبتوس والليمون. وهي أكثر الأنواع الشجرية عدداً وتنوعاً. تشمل معظم أنواع أشجار المناطق الاستوائية وأشجار الساحل السوري كالخرنوب والآس والبقس المعروف عامياً بالشمشير.
    ـ الأشجار الدائمة الخضرة الإبرية أو الحرشفية الأوراق: كالصنوبر والسرو والتنُّوب التي تنمو شمال خط الاستواء.
    ـ الأشجار الدائمة الخضرة السيكاسية الأوراق: كالسيكاس.
    ـ الأشجار المتساقطة الأوراق: التي تسقط أوراقها في خريف كل عام، كأشجار الجوز والحور.
    ـ جذور الأشجار: تختلف جذور الأشجار باختلاف منابتها: فمن الجذور ما تكون أليفة الماء السطحي كالحور والصفصاف والجوز والتين، ومن الجذور ما تكون متوسطة العمق كأغلب الأشجار الزراعية، ومن الجذور ما تتغلغل في أعماق التربة حتى تصل إلى أعماق تتجاوز العشرين متراً كما في النباتات الفراتية phreatophytes كالطلح[ر] Acacia، والأثل أو الطرفاء Tamarix.
    تقوم الأشجار بعمليات التركيب الضوئي والتوازن المائي واستقلاب الأملاح المعدنية. تنشط عملية التركيب الضوئي في المناطق المعتدلة في الربيع والصيف نتيجة استعمال النبات للمدَّخرات النشوية والبروتينية والزيتية المدَّخرة في الجذوع والجذور، مكونةً خلايا جديدة قسومة قمّية تحقق النمو الابتدائي للسوق والجذور، وخلايا قسومة جانبية تحقق نمو الخشب الثانوي والقشرة الثانوية. وتنشط الفعاليات الفيزيولوجية وقت الإزهار في الربيع، وتتباطأ في الصيف، وتمر بفترة ركود في الشتاء. وتعدُّ عمليةالتركيب الضوئي من الأمور المهمة في الطبيعة، إذ يثبت المتر المربع من سطح الأوراق اـ4 غرام من ثاني أكسيد الكربون في الساعة في المناطق المعتدلة. وتراوح زيادة وزن النبات ما بين 0.7 و1 غرام في الساعة بالمتر المربع من المساحة الورقية. وتقدر مساحة أوراق شجرة قيقب ارتفاعها 15 متراً بـ 680 متراً مربعاً.
    تحافظ الأشجار على التوازن المائي مانعة انجراف التربة وجريان السيول في المناطق الجبلية.
    كما يؤمن تفكك الأوراق والدبال تزود الأشجار بالأملاح المعدنية اللازمة لإنجاز عمليات الاستقلاب الملائمة.
    وتستعمل الأشجار من الناحية البيئية لمقاومة التصحُّر وصدِّ الرياح والحدِّ من انجراف التربة، ويستخدم لذلك الطَّلح أي الأكاسيا وأشجار الكزوارينا.
    تنتج الأشجار المواد الأولية للبناء وصنع الأثاث وصنع عجينة الورق وتحضير الكحول والفحم النباتي والفلين والعقاقير والصمغ والراتنج والمطاط والعفص. كما تقدم الأشجار الأغذية المستمدة من الفواكه الخاصة بالمناطق المعتدلة والمدارية كالتين والزيتون والبرتقال والتفاح والأجاص والكرز والتوابل كالقرفة والقرنفل.
    المكوِّنات الشجرية للجبال السورية اللبنانية:
    تتوزع الأشجار بصورة متدرِّجة، متأثرة بانخفاض درجات الحرارة مع زيادة الارتفاع عن سطح البحر، وفق النماذج النباتية الآتية:
    ـ أشجار الخرنوب والبطم العديسي، دائمات خضرة.
    ـ أشجار الآس الشائع والبطم العديسي، دائمات خضرة.
    ـ أشجار القرقس القلبريني أي السنديان والبطم الفلسطيني، دائمات خضرة.
    ـ أشجار الأوكاليبتوس، بنانيات أي دائمات خضرة، مستنفدة للماء، مستمدة من أصول أسترالية.
    ـ أشجار القرقس البواسيري أو المنفتك أي البلوط، متساقطات الأوراق.
    ـ أشجار القرقس الطبراني أي الملول، شبه متساقطات الأوراق.
    ـ أشجار الصنوبر الصنوبري، مخروطيات أو راتنجيات جرومية أي محبِّة الدِفء، تتطلب تنظيم الاستثمار.
    ـ أشجار الصنوبر البروتي، مخروطيات أو راتنجيات جرومية أي محبة الدفء، تتطلب تنظيم الاستثمار.
    ـ أشجار الصنوبر الحلبي، مخروطيات أو راتنجيات جرومية أي محبِّة الدِفء، تتطلب تنظيم الاستثمار.
    ـ أشجار السرو دائم الخضرة، مخروطيات أو راتنجيات جرومية أي محبِّة الدِفء، تتطلب الحماية.
    ـ أشجار السنديان العزري، متساقطات الأوراق صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.
    ـ أشجار السنديان اللبناني، متساقطات الأوراق صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.
    ـ أشجار الكستناء المزروعة، متساقطات الأوراق صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.
    ـ أشجار الأبيس الكيليكي أي الشوح أو التنوب، مخروطيات صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.
    ـ أشجار الأرز اللبناني، مخروطيات صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.
    ـ أشجار الجوني بيروس الإقسلسي أي اللزّاب، مخروطيات أو راتنجيات صرودية أي محبِّة البَرْد، تتطلب الحماية.
    أنور الخطيب

  2. #312
    شعاعيات الأرجل

    شعاعيات الأرجل Actinopoda مجموعة من جذريات الأرجل Rhizopoda من الحيوانات الأوالي[ر] معظمها كروي الشكل، وذات أرجل كاذبة من النمط الشعاعي. تتميز بهيكلها الهندسي الكيتيني أو السيليسي المتنوع (الشكل ـ1). وهي تعيش حياة حرة غير طفيلية في المياه العذبة، أوفي البحار، وتشكل جزءاً هاماً من العوالق[ر]. وهي تقسم إلى ثلاث مجموعات يختلف بعضها عن بعض ببعض الصفات.

    الشكل (1) أشكال متعددة لهياكل شعاعيات الأرجل
    1ـ الشعاعيات Radiolaria: تعد أكثر الشعاعيات انتشاراً في البحار، وتصادف في أعماق مختلفة، هيكلها سيليسي، مؤلف من قسمين، قسم محيط بالسيتوبلاسما الداخلية التي تحوي النواة، يسمى المحفظة المركزية، ويضم ثقباً واحداً أو عدة ثقوب، وقسم آخر محيط بالسيتوبلاسما الخارجية، مؤلف من أشواك متفرعة تحيط بالجسم، تُغْنَى بترسبات سيليسية، أو تتجمع عليه الأشواك لتشكل قشيرة رقيقة، شبكية كروية أو بشكل قلنسوة (الشكل ـ 2).

    الشكل (2) الشعاعي Actinoma asteracanthion
    أ- الحيوان وقد أزيل جزء من هيكله لإظهار الهيكل الثالث.
    ب- مقطع لإظهارأقسام الهيكل
    إن تنوع هذه التشكيلات غير محدود، فهي دقيقة البنية ذات تشكيلات أخاذة، غاية في الجمال والروعة، وتوجد عليها ثقوب مرتبة بشكل هندسي منتظم مميز لكل نوع، تخرج منها الأرجل الكاذبة بشكل خيوط دقيقة حول الحيوان، تساعد في التقاط الفرائس الممثلة بالعوالق الدقيقة. تعيش الشعاعيات في البحار فقط، ويمتد انتشارها حتى عمق 5000م تقريباً، وقد تكيفت مع الحياة العالقة، بسبب التشكيلات الخارجية لهيكلها مما يزيد من مساحة سطحها، وتحوي أيضاً قطرات زيتية في السيتوبلاسما تساهم في تخفيض وزنها النوعي، ومساعدتها في العوم والطفو، بينما تشكل هياكل الشعاعيات الميتة جزءاً من رسوبيات القيعان البحرية العميقة وأوحالها.
    تتكاثر الشعاعيات بالانشطار الثنائي، في حين لم تعرف بعد مراحل تكاثرها الجنسي بدقة.


    الشكل (3) شكل تخطيطي لقطاع في أحد أنواع الشائكات
    2 ـ الشائكات Acantharia: جسمهاكروي، يتألف من سيتوبلاسما داخلية تحوي فجوات وقطرات زيتية وعدة نوى. وتتمايز فيها مايشبه المحفظة المركزية غير المثقبة، تحيط بها سيتوبلاسما خارجية، محاطة بدورها بطبقة هلامية،تحوي أليافاً مرنة وأخرى عضلية، تُكَوِّن بمجموعها تشكلات تقلصية خاصة تربط الأشواك بالطبقة الهلامية لتشكلا معاً مايسمى بجهاز التوازن المائي المميز للشائكات، الذي يؤمن، في حال انقباضه وانتفاخه، تغيراً في الوزن النوعي للحيوان فيساعد في عومه أو غطسه. وتختلف الشائكات أيضاًعن الشعاعيات بوجود الأرجل المحورية axopodes، وهي أرجل كاذبة يحتل محورها قضيب مكون من لييفات مرتبطة بالمريكز أو النوى، إضافة للأرجل الكاذبة الشعاعية الدقيقة ذات النهايات المتفاغمة لتشكل شبكات تساهم في اقتناص الفرائس وطرح الفضلات (الشكل ـ 3).
    يتألف هيكل الشائكات من 10ـ20 شوكة سيليسية تنطلق من نقطة مركزية، وتحتوي على مواد عضوية ومعدنية معقدة، وقد تعطي تشكلات جانبية يمكن أن تتداخل فيما بينها وتلتحم لدرجة يمكن أن تشكل نمطاً من قوقعة أو قشرة شبكية.
    تعيش الشائكات في البحار فقط، بدءاً من السطح حتى عمق قد يصل إلى 1000م، ولكنها تفضل الأعماق بين 50ـ200م. تتغذى بالطحالب المجهرية وجذريات الأرجل والهدبيات ويرقات القشريات.
    تعتمد الشائكات نمط التكاثر الجنسي بتشكل أعراس متماثلة كروية الشكل ثنائية السياط، تعطي البيوض الملقحة. لكن لم تعرف آلية تحوُّل البيوض إلى أفراد بالغة، بشكل كاف. أما التكاثر اللاجنسي فهو محدود ويتم بالانشطار الثنائي.
    3ـ الشمسيات: Heliozoa


    الشكل (4) الشمسي Actinosphaerium
    شكلها كروي أو بيضوي، مجردة من المحفظة المركزية، لها أرجل محورية تنطلق من جسم الحيوان على شكل أشعة الشمس ومن هنا جاءت التسمية (الشكل ـ 4). تحتوي كل رجل على محور قاس، وتتصل جميع محاور هذه الأرجل بالصانعة المركزية، أوبالنواة في حال غيابه. ويشتق غلافها من السيتوبلاسما المحيطية، ويفرز هذا الغلاف مواد لاصقة يمكن أن تكون سامة، تشل حركة الفريسة. ويُميَّز في السيتوبلاسما المحيطية عدد كبير من الفجوات الغذائية والفجوات الطارحة، أما السيتوبلاسما الداخلية فتوجد فيها نواة واحدة، أوعدة نوى وعدة فجوات مغذية، ويمكن أن يكون جسم الحيوان الشمسي عارياً من أية تشكلات هيكلية، أويحاط بطبقة هلامية رقيقة فقط، أو يمكن أن يتشكل حوله هيكل كاذب، نتيجة التصاق حبيبات الرمال وهياكل المشطورات، وقد يقتصر الهيكل على عدد من الأشواك السيليسية المنعزلة ذات الأشكال المتنوعة، والتي تكون إبرية أو أنبوبية أو قرصية، متوضِّعة في الطبقة الهلامية.
    تعيش معظم الشمسيات في البحار، أوفي المياه العذبة، حياة حرة معلقة، ويتثبت بعض أنواعها على سويقة، في حين تصادف بعض أنواع منها في الترب الرطبة من اليابسة. وتتغذى عادة بالفرائس الحية من الحيوانات الصغيرة، أو بالمشطورات والسوطيات النباتية، وتوجد أنواع رمِّية.
    تستطيع الشمسيات أن تشكل حول نفسها أكياساً لأغراض مختلفة، إذ يمكن أن تكون هضمية، فعندما تغزر المواد الغذائية في الوسط، تجمع الفرائس داخل الكيس ليتم هضمها فيما بعد داخل الفجوات الغذائية، أو يتشكل الكيس لحماية الحيوان فقط في الظروف غير المناسبة، وخاصة في المياه العذبة، أو تشكل أكياساً أثناء التكاثر.
    تتكاثر الشمسيات لا جنسياً بالانشطار الثنائي أو الانشطار المتعدد، وأحياناً بالبرعمة، أما التكاثر الجنسي فيتم بتشكل الخلايا العروسية ذاتياً، حيث يشكل الحيوان حوله غلافاً رقيقاً، ثم تنقسم الخلية إلى خليتين، ثم تنقسم نواة الخليتين انقساماً منصفاً، فتتشكل أربع نوى أحادية الصيغة الصبغية في كل خلية، تنحل ثلاثة منها وتبقى واحدة، ثم ترسل إحداها استطالات سيتوبلاسمية باتجاه الخلية الثانية وتنقل إليها النواة، فتتحد النواتان وتشكلان البيضة الملقحة، التي تحاط بغلاف ثخين على شكل كيس، يتحرر الحيوان منه فيما بعد عندما تصبح الظروف ملائمة.
    منى حيدر

  3. #313
    الشعيَّات (شقائق البحر)


    الشكل (1) مجموعة من شقار البجر
    الشعِّيات Actiniaria رتبة من الحيوانات الزهريةAnthozoa، شعبة معائيات الجوف Coelenterata أو اللاسعاتCnidaria وهي حيوانات عالمية الانتشار تكثر في المياه الدافئة، لكن ينتشر بعضها في المياه الباردة، ففي بريطانيا وحدها، مثلاً، يوجد نحو 39 نوعاً. وهي تعيش متثبتة على الصخور أو الأعشاب البحرية، ويستطيع بعضُها أن يندس في الطين، وتتمكَّن بعض أنواع الفصيلةMyniadidae الاستوائية من الطفو بسبب تَحَوُّل قرصها القاعدي إلى طوّافات.
    تضم الشعيات حيوانات بحرية تعيش على الشواطيء الصخرية، أبرزها شقّار البحر sea anemone (أو شقائق البحر لأنه يشبه شقائق النُّعمان) المكون من كأس متوج بقرص فموي تحف به مجموعة من اللوامس التي تعطي الحيوان منظر الزهرة (الشكل ـ1). تحمل هذه اللوامس عناصر خلوية دفاعية، تسمى الأكياس الخيطية nematocysts، يُطلقها الحيوان إما دفاعاً عن نفسه وإما لالتقاط فرائسه التي يخدِّرها أو يقتلها بسائل تطلقه هذه الأكياس (الشكل ـ2)،

    الشكل (2) الأكياس الخيطية في حالتي الهجوع (أ) والانطلاق (ب)
    يوجهها الحيوان بوساطة لوامسه المتعددة المنتشرة على القرص، نحو فمه، الذي يكون على هيئة شق صغير موجود في مركز القرص الفموي. يبدو شقّار البحر بألوانه الزاهية وكأنه نبتة، إذ يكون أزرق أو أحمر أو وردي اللون، وقد يكون خليطاً من عدة ألوان. ويستطيع شقار البحر التحرك ببطء زاحفاً على الصخور أو الأعشاب البحرية مستعيناً بقرصه القاعدي.
    أكثر ما يميز هذه الحيوانات الانخماص الفموي، الذي يسمى أحياناً البلعوم، ويحمل في طرفه ميزابة مهدَّبة توِّلد تياراً مائياً يتجه دائماً نحو جوف الحيوان مؤمناً بذلك مدداً دائماً من الماء يحمل الأكسجين اللازم للحيوان والمعلَّقات الغذائية التي يتغذى بها إضافة إلى ما يصطاده بأكياسه الخيطية ولوامسه من أسماك ولافقاريات صغيرة أخرى.
    يتألف جوف الحيوان من ست غرف شعاعية، تقع بين الانخماص الفموي وجدار الجسم (الشكل 3)، تنفتح كلها على جوف مركزي مشترك. يفصل هذه الغرف بعضها عن بعضها الآخر ستة أشفاع من الحواجز الشاقولية، تدعى الحواجز المعوية mesenteries، تحوي منافذ ينتقل عبرها الماء من حجرة إلى أخرى. إضافة إلى هذه الحواجز العمودية تبرز من جدار الجسم باتجاه مركز الحجرات، حواجز أصغر لا تصل إلى الانخماص الفموي، تدعى الحواجز الثانوية. وهناك حواجز ثالثية ورابعية تقع بين الحواجز الأولية والثانوية. تنتهي هذه الحواجز، من ناحية جوف الحيوان، بمجموعات من الأكياس الخيطية اللاسعة والخلايا الغدِّية، تسهم في اقتناص الفرائس وهضم الغذاء. كما تمثل هذه الحواجز مساحة واسعة يسهل التبادل الغازي عبرها.
    الشكل (3)
    أ- مقطع ثلاثي الأبعاد في شقار البحر بيبين الحواجز المعوية
    ب - مقطع عرضي في مستوى البلعوم
    جـ - مقطع عرضي أسفل البلعوم
    تكاثرها
    الحيوان منفصل الجنس، وتقع المناسل بجوار حواف الحواجز المعوية، وتُطْرَح البيوض أو النطاف في الجوف المعوي، وتخرج عبر الفم ليتم الإلقاح في الخارج، في ماء البحر، وقد يحدث الإلقاح أيضاً داخل الجوف المعوي للحيوان. وينتج من البيوض الملقحة يرقات صغيرة تسمى البلانولا planula، تتحوَّل إلى حيوانات صغيرة مهدَّبة سابحة، يبدأ البلعوم والحواجز المعوية بالظهور فيها. ثم لا تلبث هذه أن تستقر وتتثبت على مرتكز تتابع عليه تحوّلها إلى حيوانات عادية. وإذا حدث إلقاح داخلي يتابع الصغير تطوّره داخل جوف الحيوان الأم، ليتحرر فيما بعد في ماء البحر.
    وقد يتكاثر شقّار البحر لاجنسياً، وأكثر أشكال ذلك انشطارُ الحيوان طولياً. وقد تُوَلِّد قطعة من القرص القاعدي للحيوان حيواناً جديداً، لكن سحق بعض العناصر الخلوية من قرصه القاعدي قد يولد أيضاً فرداً جديداً.
    حسن حلمي خاروف

  4. #314
    الشَّفوية (الفصيلة ـ)

    الفصيلة الشفوية Labiatae أو Labiaceae، تسميتها منسوبة إلى شكل تويجها الشفوي، وتسمى حاليّاًً اللامياسية Lamiaceaeنسبة إلى أشهر أجناسها اللاميوم Lamium. تضم أعشاباً حولية أو معمِّرة أو جَنَبات، واسعة الانتشار في حوض المتوسط، كثيرة الاستعمال في حياتنا اليومية كالصَّعتر [ر] أو الزَّعتر وإكليل الجبل والمردكوش والنعناع والجعدة والمريمية.
    تتميز الفصيلة الشفوية بنباتاتها العطرة المزودة بخلايا مفرزة عطرية خاصة بالأنواع، وبسوقها الفتية المربعة، وأوراقها المتقابلة المتصالبة، وتويجها الثنائي الشفة. نوراتها سنمية، ثنائية الجانب، متفاوتة درجة الانكماش، معظم أزهارها حشريةالتأبير. تضم قرابة 200 جنس و4000 نوع واسعة الانتشار في منطقة حوض البحر المتوسط. تتمثل في المجموع النباتي السوري اللبناني (النبيت) بـ 31 جنساً و235 نوعاً، وتحتل المكان الرابع بالنسبة إلى عدد الأنواع السورية اللبنانية، أبرز أجناسها وأنواعها:
    ـ الزعتر: Thymus يضم نحو 350 نوعاً تنتشر في أوربا وآسيا، من أهمها الزعتر المبتذل Thymus vulgaris المطهِّر والمقوِّي لجهاز المناعة، والمفيد في علاج الإنفلونزا والزكام والتهاب الحلق والتهاب الجيوب والسعال والتهاب القصبات، إضافة إلى استخدامه في التغذية. ويتمثل الزعتر في النبات الطبيعي السوري اللبناني بسبعة أنواع أشهرها الزعتر السوري T.syriacus.
    ـ النعناع Mentha: أو النعنع يضم قرابة 25 نوعاً، جميعها معمِّرة عطرية منتشرة في أنحاء العالم، أبرزها النعناع السنبليM.spicata والنعناع الفلفلي M.piperita والنعناع العكش M.crispa، وكلها تحتوي على زيوت عطرية طيارة في طليعتها المانيتول والسينيول والكادنين والليمونين المستعملة معطِّرة لمعاجين الأسنان، وعلكة المضغ. يزرع العديد من أنواعه في مختلف أنحاء العالم، ويعد النعناع الأخضر من أهم مكونات المائدة الممتازة المفيدة للجهاز الهضمي. وتكمن فوائد النعناع العلاجية الرئيسة الطاردة للريح والتخمة والمغص، والمساعِدة على تدفق العصارة الهضمية والصفراء وارتخاء العضلات. كما يخفف الغثيان ويلطِّف تشنج القولون، ويخفِّف الصداع المرتبط بضعف الهضم، ويسكِّن المغص المعِدِي، واضطرابات المرارة، والرشح.
    ـ ندى البحر المخزني Rosmarinus officinalis: من أسمائه المتداولة: إكليل الجبل، حصا البان، حصلبان. أزهاره جميلة زرقاء، وافرة الرحيق، يَجْرُسها (أي يمتص رحيقها النحل). تستعمل مشروباته ضد الرثّة (الروماتيزم)، وأمراض الجهاز البولي، وأمراض المعدة، مفرغة للصفراء، مقشِّعة صدرية، لائمة للجروح، منظفة لبشرة الوجه، ومعالجة للرمد الربيعي، منشطة للدورة الدموية، محسنة للقدرة على التركيز، منشطة للذاكرة، مخففة آلام الصداع والشقيقة. تعد أوراقه من التوابل والأفاويه التي تضاف إلى كثير من المأكولات لتحسين الطعم وزيادة الشهية. ويستعمل زيته في مستحضرات الزينة وصناعة الصابون.
    ـ السالفيا Salvia: وتعني الشافية، تعرف عامياً بالمريميّة، واسعة الانتشار في حوض المتوسط وأمريكا الشمالية. من أكثر الأجناس غنى بالأنواع إذ تضم أكثر من 600 نوع تقريباً، 32 منها تنبت في سورية ولبنان. من أسمائها المتداولة: قويسة، قويصة، مريمية، قصعين، ناعمة. أبرز أنواعها الطبية: المريمية المخزنية Salvia officinalis. موادها الفعالة: الأستروجين، الزيوت العطرية، الكافور، السينول، المواد العفصية، الأسس المرة، السالفين. تستعمل مطهِّرة لكل أنواع التهابات الحلق الجرثومية والفطرية والفيروسية، وتنشط عمليات الهضم، وتخفف العرق، كما تنقص كمية سكر الدم، وتطرد الديدان، وتخفض الحرارة، وتقطع الإسهال، وتستعمل مضادة للربو. ويعتقد، في الطب الشعبي، أن المريمية منشطة لعمل الهرمون الأنثوي «الاستروجين» الأمر الذي يبرر استعمالها علاجاً ممتازاً لمشاكل سن اليأس، مساعدة للجسم على التكيُّف مع التغيرات الهرمونية الحاصلة. كما تستعمل الأوراق الجافة في الطبخ لتحسين طعم العديد من المأكولات. أبرز أنواعها المستعملة في الوطن العربي: السالفيا الأفانينية Salvia fruticosa المعروفة بالمريمية. والسالفيا السورية، والسالفيا الفلسطينية وغيرها.
    ـ اللاوندولا Lavandula: من أسمائها المتداولة اللاوندا واللافندا، أشهر أنواعها: اللاوندا المخزنية Lavandula officinalisالمعروفة بمفعولها الملطِّف والمهدِّئ لحالات الربو والسعال التشنجي، تمزج مع أعشاب أخرى لتخفيف الاكتئاب وتخفيف تشنج العضلات.
    ـ الأوريغانوم السوري Origanum syriacum: الذي يسمى أيضاً: الماجورانا سيرياكا Majorana syriaca. من أسمائه المتداولة مردقوش والزعتر الخليلي. نبات طبي يخفف من الصداع، ويحبس الزكام. نصل أوراقه خملي البشرة، تستعمل أوراقه الجافة في الطبخ لتحسين طعم العديد من المأكولات.
    ـ الميكروميريا Micromeria myrtifolia: من أسمائها المتداولة: الشميسة، الزوفا، المستعملة في الساحل السوري كالشاي.
    ـ الأوسيموم Ocimum: الذي يضم نحو 150 نوعاً مدارية الانتشار، أبرزها الأوسيموم بازيليكوم Ocimum basilicumالمعروف عامياً بالريحان المزروع من أصول مدارية.
    ـ اللاميوم Lamium: الذي يضم نحو 50 نوعاً تشكل غالباً أعشاباً ضارة، من أكثرها انتشاراً اللاميوم الأبيض أو (القرَّاص الكاذب).
    ـ التوكريوم Teucrium: من أسمائه المتداولة الجعدة T.polium، عشب معمِّر، أوراقه متموِّجة الحافة، مغطاة بوبر أبيض، يستعمل مغلي الورق في النَّزلات الصدرية والآلام المعدية.
    عماد القاضي

  5. #315
    الشقرانيات (رتبة ـ)

    الشقرانيات Uredinales رتبة فطريات إلزامية التطفل من صف الفطريات الدعامية[ر] Basidiomycotina المتميزة بأبواغها النهائية، أحادية الخلية أو عديدة الخلايا، التي تسبب أفرادها أمراضاً واسعة في محاصيل الحبوب خاصة عرفت بالأصداء منسوبة إلى فطر الشقران أو صدأ الحبوب[ر] وإلى لون أبواغها البني المصفر المشابه لصدأ الحديد. عرف الرومان الأصداء وسموا آلهة باسمها وأقاموا لها عيد الروبيغاليا Robigalia وقدموا لها القرابين في 25 نيسان من كل عام للعمل على سلامة المحاصيل من الإصابة بأمراض الصدأ.
    تضم رتبة الشقرانيات 5000 نوع و126 جنساً، ويأتي تحت هذه الرتبة ثلاث فصائل مهمة هي: الفصيلة الصدئيةPucciniaceae، والفصيلة سودائية الأبواغ Melamsporaceae، والفصيلة غمدية الأبواغ Coleosporaceae. تصنف الأصداء في نفس النوع إلى وحدات تحت نوعية تضم أحياناً عدة مئات من السلالات الفيزيولوجية تعرف بالأنماط المرضية pathotypes المختلفة التوزع الجغرافي والمتخصص كل منها بإصابة أصناف محددة من المضيف أو العائل، الأمر الذي يعقّد عملية استنباط الأصناف الجديدة من قبل مربِّي النبات.
    تمر دورة الحياة النموذجية لفطريات الأصداء بخمسة أطوار مكوناً كل منها نوعاً من الأبواغ المختلفة: الطور البازيدي مكوناً الأبواغ الدعامية، البازيدية basidiospores ـ الطور البكني وهو الطور الجنسي، مكوناً الأبواغ القارورية، البكنية pycnospores ـ الطور الآيسي مكوناً الأبواغ الأيسية aeciospores ـ الطور اليوريدي مكوناً الأبواغ الشقرانية، اليوريدية uredospores ـ والطور التيلي مكوناً الأبواغ النهائية التيلية teleospores. ومن الأصداء ما تختزل دورة حياتها بغياب واحدة أو أكثر من أطوارها البوغية كما في صدأ الذُّرة.
    من الأصداء ما تكون ذاتية المضيف autoecious، ومثلها أصداء الفول والنعناع والثوم والتي تقضي كامل دورتها الحيوية متطفّلة على مضيف واحد. ومن الأصداء ما تكون متباينة المضيف heteroecious والتي تقضي كامل دورتها الحيوية متطفّلة على مضيفين مختلفين عن بعضهما من الناحية التصنيفية، حيث يسمى الأول المضيف الرئيس والثاني المضيف المناوب كما في صدأ القمح حيث يمثل القمح مضيفه الرئيسي مكوناً عليه الأبواغ اليوريدية الوحيدة القادرة على إعادة إصابة القمح والأبواغ التيلية العاجزة عن إصابة القمح. ويمثل البربريس مضيفه المناوب الذي يستقبل الأبواغ البازيدية من الأبواغ التيلية مكوناً الأبواغ البكنية والأبواغ الأيسية والتي بدورها عاجزة عن إصابة البربريس والمعدَّة لإصابة القمح.
    تتمثل أخطار الأصداء بالصفات الآتية: في تمكنها من الانتشار إلى مسافات بعيدة، وفي غزارة عدد أبواغها، وفي تعدد أنماطها المرضية، إذ تنقل الأبواغ اليوريدية المحمولة بالهواء بعيداً آلاف الكيلومترات عن مواطن نشأتها مسببة الجائحات الاقتصادية. فصدأ القمح قادر على الانتشار من أمريكا الوسطى إلى أمريكا الشمالية وكندا. كذلك تحمل الأبواغ ضمن ملوثات البذار أو بوسائط أخرى لتصل إلى قارات بعيدة لم يكن الصدأ معروفاً فيها لتستوطن وتنتشر بشكل وبائي كما هو الحال في انتقال صدأ القهوة من وسط إفريقيا إلى البرازيل وصدأ القمح الأصفر من أوربا إلى أستراليا. وغزارة عدد أبواغ الأصداء تتمثل في قصر دورة حياة الطور اليوريدي الذي يستغرق من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع مكوناً ما بين أربعة إلى خمسة أجيال من الأبواغ اليوريدية في فترة نمو المضيف. كما أن الأصداء قادرة على تكوين أنماط مرضية جديدة، عن طريق الطور الجنسي أو عن طريق نشوء طفرات، تتمكن من كسر مقاومة أصناف المضيف الجديدة.

    تضم الشقرانيات عدداً كبيراً من الأصداء أبرزها: أصداء الحبوب من قمح وشعير وشوفان وذرة، أصداء القرنيات كالفول والفاصولياء واللوبياء والنفل والحمص، أصداء الزنبقيات كالزنبق والبصل والثوم والبراصيا، أصداء الخيميات كالجزر واليانسون، أصداء الخبازيات كالخبيزة والختمية، وأصداء القرنفل والحمّاض والشوندر والفستق والموز والقهوة والهليون والصنوبر والتفاح، وتعد أصداء القمح الثلاثة: صدأ النجيل (صدأ الساق Puccinia graminis) والصدأ المبهم، (صدأ الورقة) (P.recondita) والصدأ المحزَّز الشكل، (الصدأ الأصفر أو المخطط P.striiformis) من أهم أمراض المحاصيل الزراعية في العالم التي خلَّفت جائحاتها خسائر اقتصادية كبيرة استدعت استنباط أصناف من القمح مقاومة للأصداء وإلى رش واسع للمبيدات الفطرية في كثير من بقاع العالم. وتتمثل وسائل مكافحة أصداء القمح في استئصال المضيف المناوب حيثما وجد في جوار حقول القمح وفي استعمال أصناف القمح المقاومة.
    عمر فاروق المملوك

  6. #316
    شوكيات الجلد

    شوكيات الجلد Echinodermata اسم عام لشعبة من الحيوانات البحرية. والواقع أن ما من شيء يرمز للبحر مثل نجوم البحروقنافذها؛ وهي حيوانات قاعية، تعيش على الشواطىء البحرية أو في الأعماق، من خطوط المد حتى أعماق تتجاوز 3600م.

    الشكل (1) قنفذ البحر Paracentrotus lividus
    عُرفت شوكيات الجلد منذ زمن بعيد جداً. فقد كان أرسطو أول من وصف قنفذ البحر Paracentrotus lividus(شكل 1). ومنذ مطلع العصر الكامبري، أي منذ نحو 600 مليون سنة، كانت شوكيات الجلد قد توطدت تماماًَ على الكرة الأرضية. ومازالت إحدى أهم شعب عالم الحيوان. وقد بقي منها اليوم نحو 6000 نوع حي وأكثر من 2000 نوع منقرض مستحاث. وتبين المراحل اليرقية لهذه الحيوانات علاقاتها الشديدة بالحبليات.
    حجومها
    معظم شوكيات الجلد معتدلة الحجم، فأكبر نجوم البحر يمتد نحو 80سم، بينما يبلغ قطر قوقعة أكبر قنفذ بحر نحو 30سم. أما أكبر قثائيات البحر فيصبح طوله لدى امتداده نحو 180سم وقطره نحو 5سم. أما مستحاثات شوكيات الجلد فقد كان بعضها صغيراً جداً، بينما بلغت سويقة أحد أشباه الزنبق المستحاثة نحو 210سم.
    يعيش معظمها حياة حرة، ويميز منها مجموعتان: المتثبتات Pelmatozoa، وهي تتثبت على مرتكز ما بسويقة تنتهي بهُدّابات تثبتها على المرتكز، وتضم صفاً واحداً هو الزنبقانيات[ر] (أو أشباه الزنبق) Crinoidea التي تضم نحو 650 نوعاً، والمتَجَوِّلات Eleutherozoa التي تكون حرة الحركة لأنها من دون سويقة، وتضم أربعة صفوف هي القنفذانيات Echinoidea التي تضم قنافذ البحر[ر] وفيها نحو 850 نوعاً، والنجمانيات Asteroidea (الشكل 2) التي تضم نجوم البحر[ر] وفيها نحو 1500 نوع، وأفعوانيات الأذناب[ر] Ophiuroidea التي تضم نحو 2000 نوع، والقثاءانيات Holothuroidea التي تحوي قثائيات البحر[ر] وفيها نحو 900 نوع. علماً أن بعضهم يدمج صفي

    الشكل (2) نجم البحر AStropecten aurantiacus
    النجمانيات وأفعوانيات الأذناب في صف واحد هو الحيوانات النجمية Asterozoa أو Stelleroidea. لكن بصورة عامة، شوكيات الجلد سريعة الحركة نسبياً، ماعدا أفعوانيات الأذناب والنجمانيات، التي تفتش عن غذائها في المناطق القريبة منها.
    أما الأنواع المستحاثة فقد جُمِعَت في نحو 20 صفاً.
    صفاتها العامة
    على الرغم من الاختلاف الكبير في شكل هذه الحيوانات، إلا أنها تبدي صفاتٍ مشتركة بصورة واضحة. فكلها ترتكز على قاع البحر بوجه «فموي» oral ينفتح في منتصفه الفم، بينما يتجه الوجه المقابل نحو الأعلى، ينفتح في منتصفه الشرج، لذلك يسمى هذا الوجه «الوجه البعيد عن الفم» aboral. وهكذا يتبين أن ليس لها رأس.
    ويميز فيها كلها تناظر شعاعي خماسي، إذ يتألف الجسم من خمسة قطاعات يسمى كل منها «منطقة شعاعية» radius، تطابق أذرع نجوم البحر وأفعوانيات الأذناب، تحوي رجيلات podia (أو أرجل أنبوبية tube feet)، تتناوب مع خمسة قطاعات خالية من الرجيلات يسمى كل منها «منطقة فُرَجِية» interradius تطابق الفُرَج بين أذرع نجوم البحر وأفعوانيات الأذناب. وقد بينت النماذج المستحاثة أن هذا التناظر الخماسي ظهر في المراحل المتأخرة من تطور شوكيات الجلد.
    لشوكيات الجلد جميعاً هيكل داخلي يتألف من صفائح كلسية يتمفصل بعضها مع بعض كما في نجوم البحر، أو تلتحم ببعضها فتشكل هيكلاً صلباً كما في قنافذ البحر، أو تضمر كثيراً كما في قثائيات البحر. وهكذا فإن تسمية شوكيات الجلد بمعناها اللفظي لا تنطبق إلا على قنافذ البحر ونجومها، إذ ضمرت هذه في بعض مجموعات شوكيات الجلد، واقتصر الأمر لديها على الحدبات الصغيرة، مما يعطيها منظراً ثؤلولياً. توجد على الصفائح، في الحالات النموذجية، على الحدبات أشواك تعطي هذه الحيوانات منظراً شوكياً، ومن هنا أتت تسمية الشعبة بشوكيات الجلد.
    يغطي الهيكل عادة بشرة مهدبة. ولذلك يعد الهيكل الممثل بالصفائح الكلسية، هيكلاً داخلياً. يتوزع على سطح جسمها، خاصة حول الفم، أعضاء رفيعة هي الـ «لواقط» التي ينتهي كل منها بثلاثة «فكوك» تقوم بجمع المواد الغذائية وتوجيهها نحو الفم وبالدفاع عن الجسم، بفضل الأشواك المنتشرة على جميع أنحاء الجسم.
    بنيتها الداخلية
    جهازها الهضمي تام لكنه بسيط التركيب، إلا أن بعض شوكيات الجلد من دون شرج. ومعظمها حيوانات لاحمة، تتغذى بالكائنات الحيوانية الأخرى كالعوالق والهدريات والمرجانيات والاسفنجيات وكثيرات الأهداب، أو ببقاياها، وقد تفترس بعض الرخوياتعلى اختلاف أنواعها والقشريات وحتى شوكيات الجلد الأخرى والأسماك.
    جهاز الدوران عندها بسيط، ويتألف من جملة من الجيوب الجوفية التي تكون دون جدران، تضم سائلاً غنياً بالبروتينات التي يتم امتصاصها من الأمعاء التي تسبح فيها، وتوزع الأغذية على الأعضاء المختلفة كالجملة العصبية والمناسل. لا يوجد لدى شوكيات الجلد قلب حقيقي، لكن ثمة ألياف عضلية توجد حول الجيوب الدموية لدى القثاءانيات تدفع السائل الدموي وتحركه بين أعضاء الجسم المختلفة.
    تنفرد شوكيات الجلد عن باقي الحيوانات بجهاز لا يوجد إلا فيها، هو الجهاز الوعائي المائي water vascular system أو الجهاز القِنابي mandibular system، الذي يتألف من جملة من القنوات تتصل من جهة بماء البحر تنقله إلى الرجيلات (الأرجل الأنبوبية) التي تستعملها الحيوانات في التحرك أو التنفس.
    ليس لشوكيات الجلد دماغ، وإنما تتمثل جملتها العصبية بجملة عصبية فموية عميقة تحيط بالمريء، يتشعب منها خمسة أعصاب شعاعية التوضع، تعصب الرجيلات والأعضاء الداخلية، وجملة عصبية عميقة أخرى تسمى الجملة العصبية تحت العصبية، إلا أنها غير متمايزة بالقدر الذي تمايزت فيه الجمل العصبية الأخرى. وهناك جملة عصبية سطحية تعصب الجلد والعضيات التي تغطي جسم الحيوان.
    تتنفس شوكيات الجلد بطرائق مختلفة. في الأساس بالجهاز الوعائي المائي من خلال جدران الرجيلات. لكن تميز على جسم هذه الحيوانات «بثرات» papulae تبرز من جدار جسم شوكيات الجلد، وكذلك عبر جدار «غلاصم» قنافذ البحر وزنابق البحر الموجودة حول الفم على وجها الفموي، أو «الشجرات التنفسية» الملحقة بالمقذرة cloaca لدى قثائيات البحر، أو يتم التبادل الغازي في «جيوب تنفسية» موجودة عند اتصال كل ذراع بالقرص المركزي لأفعوانيات الأذناب.
    التكاثر
    الجنسان منفصلان، ماعدا بعض الاستثناءات، لكنَّ الجنسين متشابهان خارجياً. والمناسل بسيطة، يوجد منها شفع في كل «شعاع»، يُطْلِق كلُ شفع منها عناصرَه التناسلية من خلال فتحة تناسلية توجد في قاعدة الذراع لدى نجوم البحر وأفعوانيات الأذناب، أو على الصفائح الشرجية، لدى قنافذ البحر. وتُرْمى هذه العناصر مباشرة في ماء البحر، حيث يتم الإلقاح والتشكل الجنيني.
    ويشاهد في شوكيات الجلد تكاثر لاجنسي، يحدث لدى بتر أحد أذرع نجم البحر وذلك بتجديد الحيوان لذلك الذراع. كما يجدد الحيوان نفسَه إذا ما انقسم إلى نصفين، فيقوم كل نصف بتجديد نفسه.
    تجدر الإشارة إلى أنه يسهل الحصول على بيوض شوكيات الجلد بالتنبيه الكهربائي، لذلك كثيراً ما تستعمل بيوضها في التجارب والأبحاث العلمية.
    حسن حلمي خاروف

  7. #317
    الشيلم (دابرة ـ)

    مرض دابرة الشيلم Ergot of Rye، أو مرض الأرغوت Ergot يسببه فطر مهماز الشيلم Claviceps purpurea من الفطريات الزقّيةAscomycotina التابعة لرتبة تحت الحبوبيات Hypocereales والتي تضم 7 أجناس موزعةٍ على قرابة 150 نوعاً. يصيب فطرمهماز الشيلم نباتات الفصيلة النجيلية، كالشيلم والقمح والأرز والكلئية (Poa) والمرجية (Agrostis) والفستوكة (Festuca) وغيرها من الحبوب التي يحل محل حبتها جسم طويل داكن اللون يشكل صُلابة sclerot أرجوانية اللون، قرنية الشكل تشبه دابرة الديك، تبرز من بين عصافات الحبة بطول أربعة أمثال الحبة الطبيعية، كلما اقترب النبات من النضج.
    تنمو الصُلابات المتساقطة فوق سطح التربة، أو تلك المغروسة في البذار، في فصل الربيع ومطلع الصيف، مكوِّنة أجساماً ثمرية فيها أكياس زقيَّة مُطْلِقة أبواغاً تصيب أزهار النبات العائل، محدثة مرض الدابرة الذي تنتهي دورة حياته في نهاية الموسم بتشكل الصُّلابات.
    تُنْقِص صلابات دابرة الشيلم من نوعية الحبوب المصدَّرة وقيمته، إذ تُرفض شحنات القمح إذا تجاوزت نسبة وجود الصلابات فيها المستوى المتعارف عليه في التعامل الدولي.
    تحوي صُلابات مهماز الشيلم سموماً قلوانية (ergometrine وergotamine وergometrinin وergotaminine)، وهي من السموم الفطرية mycotoxins المهمة المؤثرة في الجهاز العصبي مضيِّقة الأوعية الدموية. تسبب هذه القلوانيات، عند تناول الخبز المحضَّر من طحين الحبوب الملوثة بالصُلابات، أو رعيها من قِبَل الماشية، التسمم الدابري الذي يؤدي إلى حالة الإصابة بالأرغوتسم ergotism التي تكرر حدوثها في أوروبا في العصور الوسطى تحت اسم «نار القديس أنطوان»، وقد سجلت آخر حالاتها في بريطانيا عام 1928، وفي فرنسا عام 1951.
    تشمل أعراض الإصابة بالأرغوتسم اصفرار الوجه والشعور بالدفء الزائد أو البرد الشديد، وظهور تبقُّعات على الأيدي والأرجل، وآلاماً في عضلة بطَّة الرجل والقيء والإسهال والحكة والرَّجفان والهلوسة والغرغرين وسقوط الأطراف والإجهاض في الأبقار الحاملة، كما تؤدي الحالات الشديدة إلى الموت.
    لصلابات دابرة الشيلم استعمالات طبية مهمة، فهي تساعد على تقلص الرَّحِم، وتسرِّع الولادة والعودة إلى الحجم الطبيعي بعدها، كما تستعمل في معالجة الشقيقة وآلام الرأس.
    تعد الصُّلابات المتكوِّنة من الإصابة الطبيعية أو العدوى الاصطناعية للشيلم، المصدر التجاري الرئيسي لإنتاج المواد الصيدلانية المستعملة لهذه الأغراض. ويرتبط محصول الصلابات القليل بمحصول الشيلم الذي له موسم واحد في السنة. يشار أخيراً إلى أن أكثر البلدان المنتجة لهذه المواد الصيدلانية هي أوربا الشرقية والبرتغال وإسبانيا.
    عمر فاروق المملوك

  8. #318
    الصابونيات (رتبة ـ)

    الصابونيات Sapindales رتبة من النباتات الزهرية من صفيف الورديات Rosideae، تضم أنواعاً شجرية، مصنفة في إحدى عشرة فصيلة أبرزها ما يأتي:
    الفصيلة الصابونية Sapindaceae: تسميتها العلمية مأخوذة من العربية؛ صابون الهند، نسبة إلى استعمال ثمار بعض أنواع الفصيلة كالصابون، تضم قرابة 150 جنساً موزعة على 2000 نوع، وهي فصيلة واسعة الانتشار، خاصة في المناطق المدارية من العالم القديم، تضم نباتات متخشبة، تتميز بأوراقها المتعاقبة الريشية أو الثلاثية الوريقات، عديمة الأذنات، أزهارها مجتمعة في عثكول إبطي أو نهائي. الثمرة علبية أو نووية. كثير من أجناسها أحادي النوع، تزرع منها للزينة الكولروتيريا العثكولية Koelreuteria paniculata وهي من أصل صيني.
    الفصيلة القليبية (البطمية) Anacardiaceae: تسميتها العلمية مأخوذة من مزج كلمتين؛ أنا بمعنى شبيه، وكارديوم بمعنى قلب نسبة إلى شكل ثمار بعض أجناسها. من أسمائها المتناقلة، الفصيلة البلاذرية منسوبة إلى البلاذر Semacarpus anecardium المذكور في المفردات لابن البيطار، نباتاً طبياً، استمدت تسميته من الفارسية والسنسكريتية، والفصيلة التربنتية والفصيلة الضروية منسوبة إلى الضرو من أسماء المسكة، تضم 75 جنساً موزعة على 600 نوع. أفرادها أشجار أو جَنَبات راتنجية، تحمل أحياناً جذوراً هوائية. وهي واسعة الانتشار في المناطق بين المدارية، نادرة في المناطق المعتدلة، كثير من أجناسها متقطع التوزيع الجغرافي.. أمثلتها: الفستق والبطم والسمّاق والكاشو أو الكاجو Anacardium occidentale ومايلوذ به، أبرز أجناسها:
    الفستق Pistacia: من أسمائه المتناقلة البطم والمصطكا والمسكة، وهي أشجار أو جنبات، أغصانها غنية بالراتنج، أوراقها متعاقبة ريشية، نوراتها ثنائية المسكن، أزهارها صغيرة عديمة البتلات. الكأس خماسية الأجزاء، أسديتها خمس قصيرات الخيوط، مبيضها ثلاثي الأجزاء أو رباعيتها. أقلامها قصيرة. ثمرتها نووية متطاولة، عظمية مظهر النواة. منه في الأراضي السورية اللبنانية خمسة أنواع.
    البطم الأخضر Pistacia khinjuk: وهو شجرة ترتفع قرابة سبعة أمتار، أوراقها متساقطة فردية الوريقات، منابتها المناطق الجافة ما بين ارتفاع 800 و2700م فوق مستوى سطح البحر. تنتشر من الهند حتى بعض الأقطار العربية، مُدْرِكة حدودها الشمالية الشرقية في جبل سنجار وجبل عبد العزير. الخنجق من العناصر الإيرانية الطورانية الجذابة التي دخلت المنطقة المتوسطية مع البطم الفلسطيني وحوَّلها الإنسان بالتطعيم إلى أشجار الفستق.
    البطم العدسي Pistacia lentiscus L: من أسمائه المتناقلة بطم شرقي وبطم مستكي وضرو ومصطكاء. وأشجاره صغيرة دائمة الخضرة، محبة للحرارة تعلو من مترين إلى ستة أمتار، أوراقها مركبة، منابتها مشجرات حوض البحر المتوسط المتدهورة بالرعي الجائر والاحتطاب والحرق، تفضل التربة السيليسية والمناطق المنخفضة المحصورة ما بين مستوى سطح البحر حتى ارتفاع 300م. يستخرج من الأشجار صمغ راتنجي يدعى المصطكاء وحبوب المسكة وأضراس المسكة والضرو والكملكام.
    الفستق الأطلسي Pistacia mutica: (الأشكال) من أسمائه المتناقلة البطم والبطم الأطلسي، وبطم أجرد. وهي أشجار معمِّرة يصل ارتفاعها إلى 15م، أوراقها وَتْرية الوريقات، منابتها المناطق الجافة ما بين ارتفاع 0 و2700م مع أفضلية للمرتفعات الواقعة بين 200 و1200م. توجد أوسع جماعات هذه الشجرة في الأراضي السورية في غابات القنوات في جبل العرب، وجبل البلعاس في البادية الجنوبية. كما يشترك في جبل عبد العزيز وجبل سنجار مع البستاسية الخنجق. تعد البستاسية المتكة من أبرز الأشجار المهدَّدة بالانقراض، الأمر الذي يتطلب تشريعات خاصة لحماية هذه الشجرة في الموقع وخارج الموقع. كما أن هذه الشجرة المعطاء مؤهلة لتحريج أغلب المناطق العربية والإسلامية الإيرانية الطورانية.
    غصن مزهر من البطم المتك أو البطم الأطلسي في جبل العرب (سورية)
    غصن مصاب من البطم المتك في جبل العرب (سورية)
    شجرة البطم المتك المهددة بالانقراض في السهوب السورية في موقع صيدنايا (سورية)
    الفستق الفلسطيني Pistacia palaestina: من أسمائه المتناقلة قريقشة وبطم وضراوة. شجرته فرعاء، منابتها المشجرات وأطراف الطرقات الساحلية ما بين ارتفاع 50 ـ 1500م. منتشرة من جنوبي تركيا إلى سورية ولبنان وفلسطين وضفاف البحر الأسود.
    الفستق الحلبي Pistacia vera. L: من أسمائه المتناقلة الفستق والبطم الآرامي. شجرته معمِّرة متوسطة القد ترتفع من 3 ـ 8م، قطر دوحتها من 3 ـ7م، أزهارها ثنائية المسكن، ثمارها زيتونية الشكل، طويلة مروَّسة عظمية المظهر. والفستق شجرة زراعية معمِّرة من قرن إلى قرنين أو ثلاثة، ضروبها وأصنافها عديدة.
    الرس Rhus: جنس لأشجار وجَنَبات برية وزراعية عديدة الأنواع. تستعمل أوراقها وعصارة سوقها في عدة صناعات كالدباغة والصباغة والطلاء. أبرز أنواعه المنتشرة في الوطن العربي:
    الرس الدباغي Rhus coriaria: من أسمائه المتناقلة السمّاق وسمّاق الدباغين. ويستعمل ورق السماق وقشره في دباغة الجلود لكثرة ما فيهما من حمض العفص. ثماره حبوب قابضة حمراء حامضة يستعملها بعضهم لتحميض الطعام، وتدخل في تركيب خلطة الزعتر، وقد يستعمله بعضهم في الطب كقابض في الإسهال لذلك ذكر في المواد الطبية.
    المنغا Mangifera: جنس شجري يزرع في المناطق الآسيوية والإفريقية لثماره النووية الشكل، ليفية الغلاف المتوسط. أبرز أنواعه الاقتصادية المنغا الهندية Mangifera indica والمنغا الغارية Mangifera laurina.
    الشينوس Schinus: جنس أشجار وشجيرات تزيينية برية وتزيينية. أوراقه متعاقبة مركبة ريشية، فلفلية الرائحة، يستخرج منها عطر شائع الاستعمال، يدخل في عدد من التراكيب والمستحضرات. أبرز أنواعه الشينوس الرخو Schinus molle وتسميته المتناقلة الفلفل الكاذب. وهو شجرة تزيِّن شوارع المدن. يستحضر من أوراقها عطر الفلفل، ويستخرج من سوقها صمغ راتنجي مضغه يسهل المعدة، أصولها مدارية مستوردة من البيرو في أمريكا الجنوبية.
    الشينوس تربنتي الورق Schinus terbintifolia Raddi: شجيرة طلعتها 3-4م. تزرع للتزيين. الأغصان متينة قاسية والأوراق خضراء قاتمة يستحضر منها عطر الفلفل. يستخرج من سوقها صمغ راتنجي يدخل في بعض المركبات. الثمار نووية صغيرة حمراء. يزهر من أيار إلى تموز. الأصل برازيلي.
    الفصيلة القيقبية Aceraceae: من أسمائها المتناقلة القيقبية والأسفنداتية. مكوَّنة من جنسين موزَّعين على 150 نوعاً. وهي فصيلة أشجار أو جَنَبات، متقابلة الأوراق، صغيرة الأزهار التي تتجمع في عناقيد لا تلبث أن تتحول إلى عناقيد ثنائية الثمرة الجناحية. أبرز أجناسها:
    الأسر .Acer L: جنس لأشجار أو جَنَبات حراجية أو تزيينية الأوراق متقابلة متصالبة، بسيطة الشكل أو كفية في الأنواع المحلية ومركبة في الأنواع التزيينية الدخيلة. نوراتها سنبلية أو عنقودية. ثمرتها سرجية ثنائية الجناح، ثنائية البذرة. تتمثل في النبات السوري اللبناني بثلاثة أنواع تلقائية هي: القيقب الحرموني A.hermoneum والقيقب السوري A.syriacum والقيقب الطوروسي A.tauricolum. ونوعان تزيينيان هما: القيقب النغندي Acer negundo، من أصل أمريكي واسع الانتشار في أواسط الولايات المتحدة الأمريكية، توجد منه عدة ضروب مستخدمة في المدن لسرعة نموه. تسمية النوع مستمدة من الهندية، والقيقب الدلبي.Acer platanoides L من أصول أوربية.
    فصيلة كستناء الحصان Hippocastanaceae: أبرز أنواعها إيسكولوس كستناء الحصان Aesculus hippocastanum الطبيعي في جبال البلقان والواسع الانتشار بالزراعة في حدائق أوربا، ثماره نشوية مرة مغذية للمواشي.
    أنور الخطيب

  9. #319
    الصبَّارية (الفصيلة ـ)

    الصبَّارية Cactacea فصيلة تسميتها العالمية المعتمدة الكاكتاسية، أمريكية بالتمام والكمال، من رتبة الكاكتال Cactalesوصفيف القرنفليدة Caryophyllidae. تضم قرابة 150جنساً موزعة على قرابة 2000نوع. منابتها الصحارى وأشباه الصحارى المنتشرة في جنوبي غربي الولايات المتحدة والمكسيك، تراوح أبعاد نباتاتها من الصغيرة الكروية الشوكية كمخدة الدبابيس حتى العملاقة التي ترتفع إلى 18متراً في الكارنيجيا العملاقة Carnegia gigantea. تعيش بعض أجناسها على سطوح جذوع أشجار الغابات، وفي طليعتها الريبساليس Rhipsalis، والإيبيفيلوم Epiphyllum، والفيلوكاكتوس Phyllocactus، وتؤكل ثمار الصبارة، المدخلة إلى جنوبي منطقة البحر المتوسط، المسماة علمياً أوبونسيا تين الهنود Opuntia ficus- indica. أزهار الفصيلة الصبارية عادة كبيرة وقصيرة العمر، خنثوية منتظمة القطع الكأسية والتويجية الملتحمة في أنبوب يضم أسدية عديدة، والمبيض سفلي.
    أقسام الفصيلة الصبارية
    نماذج بعض أجناس الفصيلة الصبارية
    تقسم الفصيلة ثلاث فُصيِّلات: الفصيِّلة البيريسكيةPereskioideae التي تٌصنَّف فيها الأنواع ذوات الأوراق النظامية الدائمة، والفصيِّلة الأوبونسيةOpuntioideae وتضم ذوات الأوراق الضامرة السريعة السقوط، و الفصيِّلة السيريةCereoideae وتحتوي النباتات العديمة الأوراق. يتركز وجود هذه النباتات، ما بين خطي عرض 50درجة شمالاً و50درجة جنوباً، فيما عدا منطقة البحيرات العظمى في أمريكا الشمالية، وفي الجزء المركزي من الأمازون والمناطق العليا من تشيلي في أمريكا الجنوبية. وتُرجع زراعة جمهرات populationsالأوبونسيا (الصبارة)، الواسعة الانتشار في حوض البحر المتوسط من العالم القديم، إلى عهود قريبة من القرن السادس عشر.
    التكيف البيئي للفصيلة الصبارية
    تبدي الفصيلة الصبارية هيئة متميزة برخاوة السوق المدَّخرة لكميات كبيرة من الماء والناتجة عبر تحولات بطيئة استغرقت ملايين السنين.
    تتميز الأعضاء الإعاشية أو الخضرية ببنيات شكلية خارجية وتشريحية داخلية خاصة تتمثل بحسن التآلف مع الجفاف (كزيروفيل)، وادخار الماء، والقدرة على التمدد والتقلص تبعاً لمحتواها المائي، والتغطية بقشيرة شمعية مانعة لتبخر الماء، والتآلف مع الحرارة (تيرموفيل)، والتآلف مع الظل (سيافيل). لقد غُيِّب عمل الجهاز الورقي بالتمام تقريباً، فيما عدا أنواع الفصيِّلة البيريسكية، وتحوَّل إلى شامات من أشواك ناتجة من ضمور نمو البراعم الساقية الإبطية. وضُمَّت السوق إلى بعضها مشكِّلة ألواحاً في أنواع الفصيِّلة الأوبونسية، أوشموعاً في أنواع الفصيِّلة السيرية، كالايبيفيلوم Epiphyllum، أو أشكالاً كروية، كما في أنواع الماميلاريا Mammillaria، والأستروفيتوم Astrophytum.
    وهناك أنواع مقاومة للصقيع تتحمل بقاء الثلوج عدة أشهر، مثل Opuntia vulgaris، وأخرى قادرة على تحمُّل درجات برودة دون -15مئوية كالزيغوكاكتوس Zygocactus، وثالثة تعيش فوق أشجار المناطق الاستوائية، كالايبيفيلوم Epiphyllum.
    الأنواع الاقتصادية
    تنسب أغلب الأنواع الاقتصادية إلى الفصيِّلة الأوبونسية والفصيِّلة السيرية. فجنس الأوبونسيا يضم أربعة أقسام و250نوعاً متنوعة الأشكال، فبعض الأنواع مسطّحة السوق تشبه مضرب كرة الطاولة، كسوق الصبارة (أوبونسيا تين الهند). وبعض الأجناس أسطوانية التجمُّع الساقي، كما في أنواع الأوبونسيا الأسطوانية Cylindropuntia. ويكون التجمع الساقي طولانياً في أغلب الأجناس المنتشرة زراعتها في الدفيئات مثل الشمعي Cereus والكاكتوس القنفذي Echinocactus والشمعي الرأسCephalocerus. وقد لا يرتفع التجمع الساقي 30سنتيمتراً، كما في أجناس الشمعي القنفذي Echinocereus. وتكون بعض الأجناس كروية، مثل اللوفوفورا Lophophora التي تسبب قلوئيداتها هَلْوسة لونية. وتصل بعض أنواع الكاكتوس الحديدي Ferocactus وعريان الكأس Gymnocalycium والكاكتوس القنفذي إلى أطوال مدهشة. ويأتي جنس الماميلاريا Mammilaria بعد الأوبونسيا في عدد الأنواع التي تدرك 200نوع.
    تدخل بعض أشكال أنواع الفصيلة الكاكتية ضمن بحوث التمسخ teratology التي تصل أشكالها إلى عدة مئات ناتجة من تشوه في عمل النسيج القسوم القمي التي ينشدها هواة جمع مسوخ الفصيلة الكاكتية.
    باستثناء القيمة الاقتصادية الجمالية لأنواع الفصيلة، هنالك ضروب من الأوبونسيا المنزوعة الأشواك تُستعمل أعلافاً في حالات الجفاف، كما تصنع من ثمار بعض أنواعها مشروبات كحولية. وتقام في المكسيك سياجات يتعذر تخطِّيها من أنواع السيريوس.
    أنور الخطيب

  10. #320
    الصبغي (الكروموزوم)

    الصبغي (الكروموزوم) chromosome، جسيم مجهري خيطي الشكل كثير الالتفاف، تترتب الجينات (المورثات) genes على امتداده، وقد اشتقت كلمة كروموزوم من كلمتين يونانيتين هما Chromo (لون) وsoma (جسم)، لأن الصبغي يمكن تلوينه بأصبغة معينة.
    يُعد العالم الألماني والتر فليمنغ (1843ـ1905) Walter Flemming مؤسس علم الوراثة الخلوية، أول من درس ووصف سلوك الصبغيات ضمن نواة الخلية في أثناء الانقسام الخلوي العادي (الخيطي أو الفتيلي) mitosis. ففي عام 1879 لاحظ فليمنغ أن بعض أصبغة الأنوية الخلوية أظهر فيها مادة خيطية الشكل. فاستخدم تلك الأصبغة في خلايا تم «قتلها» في مراحل مختلفة من الانقسام، ولاحظ سلسلة من التغيرات تحدث ضمن الأنوية، وأوضح أن تلك «الخيوط»، التي أسماها فلهيلم فون فولدير Wilhelm von Waldeyer «كرموزومات» (صبغيات)، قد قصرت أطوالها وانشطرت طولياً إلى أنصاف، توجه كل نصف منها إلى أحد قطبي الخلية. وأطلق فليمنغ على هذه العملية اسم الانقسام العادي (الخيطي أو الفتيلي) ووصفها عام 1882 في كتابه المهم «المادة الخلوية، النواة، والانقسام الخلوي» Zell-substanz, Kern und Zelltheilung ولم تُعرّف أهمية دراساته في مجالات الوراثة إلا بعد اكتشاف قوانين مندل[ر] بعد نحو عقدين من الزمن.
    تطورت دراسات الانقسام الخلوي وسلوك الصبغيات منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وفي عام 1900، أعيد اكتشاف قوانين مندل من قبل كورينسCorrens وتشيرماك Tschermak ودوفريس De Vries، بعد تجاهلها نحو 35سنة. وفي عام 1903، قدم ساتون W.S.Sutton التفسير الواضح الأول للعلاقة بين «العوامل» الوراثية التي اقترحها مندل (وأُسميت فيما بعد الجينات genes «أو المُوَرِّثات») وبين الصبغيات. وتتابعت أبحاث واكتشافات باهرة في القرن العشرين الذي يمكن تسميته قرن الثورة الوراثية، ولاشك أن أبرزها كان اكتشاف واطسون Watson وكريك Crick عام 1953 التركيب الحلزوني المضاعف للحمض الريبي النووي المنقوص الأكسجين deoxyribonucleic acid (الدنا DNA).
    بنية الصبغي
    الشكل (1) تركيب الصبغي
    في معظم حياة الخليةتصعب مشاهدة الصبغيات مجهرياً منفردة لصغرها وَرِقَّتِها والتفافها، فإذا ماصبغت ودرست مجهرياً فإن النواة تُشاهد عادة على شكل مناطق ملونة فاتحة وأخرى داكنة. أما في أثناء الانقسام الخلوي فإن الصبغيات تتكثف على هيئة عُضَيّاتorganelles صغيرة محددة يمكن صبغها، وبالتالي مشاهدتها بالمجهر الضوئي العادي. وفي أثناء المرحلة المسماة مرحلة Sيشاهد كل صبغي مشطوراً طولياً إلى مُكَوِّنَيْن متماثلين يدعى كل منهما كروماتيد chromatid.
    الصبغيات جسيمات بالغة الدقة والالتفاف (الشكل 1)، تتألف من الحمض الريبي النووي المنقوص الأكسجين (الدناDNA)، ولو أمكن فَرْدُ دنا صبغيات خلية إنسانية واحدة ووصلت فيما بينها لبلغ طولها نحو المترين. وبهذه الالتفافات تتمكن النواة، التي لايتجاوز قطر الخلية التي تحويها نحو 6ميكرومتر، من احتواء دنا الصبغيات الستة والأربعين الخاصة بالإنسان، ويحقق ذلك عدة مستويات من الالتفاف coiling، بمساعدة بروتينات الكروماتين، مما يؤدي إلى إنقاص حجم الصبغي نحو 8آلاف مرة عما هو عليه في الدور البيني interphase. ويُراوح طول جزيء الدنا في الصبغي البشري بين نحو 50×106زوج من النيوكليوتيدات في أصغر صبغي (يبلغ طوله إذا فُرِد نحو 1.7سم) و نحو 250×10 6زوج منها في أطول صبغي (يبلغ طوله إذا فُرد نحو 8.5سم).
    الشكل (2) موقع القسيم المركزي على الصبغي
    الشكل (3) دور القسيمات المركزية في جذب الكروماتيدات على الخيوط المغزلية في أثناء الانقسام الخلوي
    يجتمع الكروماتيدان معاً بوساطة القسيم المركزي centromereالذي يحتوي على نحو مليون زوج من القواعد (BP) base pairs فيالخلية الإنسانية، غالبيتها تتاليات repetitive من الدنا، تتكرر ترادفياً (الواحدة بعد الأخرى) مرات ومرات. يعطي القسيم المركزي كل صبغي شكله المميز، ويمكن استخدامه للمساعدة في تحديد مواقع بعض المورثات. ويختلف موقعه من صبغي إلى آخر، فهو إما مركزي metacentric، أو قريب من المركز submetacentric، أو طرفيacrocentric، أوانتهائي telocentric (الشكل 2).
    تتكون البروتينات عند القسيم المركزي مشكلة نقاط ارتباط الكروماتيدات مع الخيوط المغزلية (الشكل 3) في أثناء الدور الثاني (الاستوائي) من الانقسام الخيطي، أو الصبغيات في الانقسام المنصف، لترحل في الدور الثالث نحو قطبي الخلية.
    الدنا هو المادة الوراثية في الكائنات الحية، وتمتلك كل خلية في جسم الفرد من نوع معين الدنا ذاته (إلا في حال حدوث طفرات أو شذوذ صبغي). وتتركز غالبية الدنا ضمن أنوية الخلايا، بينما تحتوي المتقدرات (الميتوكوندريا) mitochondria على كميات قليلة منه. ويخزِّن الدنا التعليمات الوراثية بشكل مرمَّز coded من أربعة حروف يمثل كل منها اسم قاعدة هي: الأدينين adenine (A) والغوانينguanine (G) والسيتوزين cytosine (C) والثيمين thymine (T). ويتكون دنا الإنسان من نحو 3مليار قاعدة، أكثر من 99% منها متماثل في كل البشر. وتعمل تتاليات القواعد على تحديد البيانات التي ستستخدم لبناء الكائن الحي والمحافظة عليه. ويوضح الجدول (1) اختلاف أعداد القواعد في بعض الصبغيات.
    التتالي عدد القواعد
    الصبغي الثالث في الخميرة 350 ألف
    صبغي الأشريكية القولونية Escherichia coli 4.6 مليون
    أكبر صبغي من الخميرة محدد حالياً 5.8 مليون
    الجينوم الكامل الخميرة 15 مليون
    الصبغي Y في الإنسان 50 مليون
    اصبغي رقم 1 (الأكبر حجماً) في الإنسان 250 مليون
    الجينوم البشري الكامل نحو 3 مليار
    الجدول (1)
    تقترن أزواج القواعد معاً، A مع T، وC مع G بروابط هدروجينية، وتتصل كل قاعدة آزوتية مع جزيء سكر (ريبوز منقوص الأكسجينdeoxyribose)، وهذا مع فسفات لتكوين مايدعى نَوَويد (نوكليوتيد) nucleotide(الشكل ـ4). وتترتب النوويدات في «جديلتين» طويلتين لتكوين اللولب المزدوج double helix الذي يشبه سلَّماً «درجاته» أزواج القواعد الآزوتية، وجانباه جزيئات السكر والفسفات (الشكل ـ 4).
    تحتوي الصبغيات على الغالبية العظمى من الجينات، ويستثنى من ذلك العدد الضئيل منها في المتقدرات، والضروري لتكوين مركب ثالث فسفات الأدينوزين adenosine triphosphate (ATP) الغني بالطاقة، وفي الصانعات الخضر chloroplastsالضرورية لعملية التركيب الضوئي photosynthesis.
    الشكل (4) رسمان تخطيطيان للدنا
    الشكل (5) التفاف الدنا حول الهستون وتشكل النوكليوزومات
    الشكل (6) الصبغي في البكتيريا

    وفي الكائنات الحقيقية النواةeukaryotes، يتألف الصبغي من سلسلة طويلة مفردة من الدناDNA، مرتبطة بنسخ كثيرة من خمسة أنواع من الهستونات histones(H1, H2a, H2b, H3, H4بنسب 122)، وهي بروتينات تدعم تركيب الصبغي، غنية بالليسين lysineوالأرجينين arginine، وتمتلك بالتالي شحنة موجبة تمكنها من الترابط مع فوسفات الدنا ذات الشحنة السالبة.
    تقوم الهستونات بدور مهم في تكثيف الدنا ضمن الصبغيات، ويمكن باستخدام المجهر الإلكتروني مشاهدة حبات beadsقطر كل منها نحو 100أنغستروم مرتبة على صبغي سبق أن عومل بمنظفاتdetergents معينة، تدعى النوكليوزوماتnucleosomes، تتكون من الدنا ونسختين من كل من الهستونات H2a, H2b, H3, H4، ويلتف نحو 200زوج من القواعد حولها مرتين، أما الهستون H1 فإنه يكون بين النوكليوزيدات على الدنا (الشكل 5)، فيحقق ذلك تكثيفاً أشد للدنا. ويبلغ قصر الصبغي حده الأقصى في الطورين الثاني metaphase والثالث anaphase من الانقسام الخلوي.

    يضاف إلى ذلك عدد قليل من النسخ من عدة أنواع من البروتينات غير الهستونية، معظمها عوامل انتساخ transcriptionfactors تنظم أجزاء الدنا التي سوف يتم انتساخها إلى حمض ريبي نووي ribonucleic acid (رنا RNA)، وتعمل هذه البروتينات على ضغط النيوكليوسومات أكثر بشكل لفّات مدمجة.
    أما في الكائنات البدائية النواة prokaryotes، كالبكتريا، فإن الصبغي يتألف من دنا حلقي غير محاط بغلاف نووي (الشكل 6).
    يطلق على المعقد المكوَّن من الحموض النووية (DNA وRNA) والبروتينات اسم الكروماتين chromatin. ويقسم إلى نوعين:
    1ـ الكروماتين السوي euchromatin: وهو جزء الصبغي الذي لايقبل الصبغ أو يقبله قليلاً، ويعتقد أنه يحوي الجينات الفعالة، ويشاهد في الخلايا النشيطة. وإن وجود هذا الكروماتين مهم لحاجة المناطق التي ستُستنسخ أو تتضاعف إلى فك الالتفاف قبل أن يمكن قراءة الشفرة الوراثية.
    2ـ الكروماتين المتغاير heterochromatin: وهو كروماتين مكثف يقبل الصبغ بشدة، ويعتقد أن معظمه خامل وراثياً. يظل هذا الكروماتين ملتفاً بشدة خلال الدورة الخلوية، ويُشاهد في بعض الأحيان مجاوراً للغلاف النووي، ولكنه يكون آنذاك مقطعاً بمناطق فاتحة عند مسام pores الغلاف المذكور، مما يُسهل عمليات التبادل بين النواة والهيولى (السيتوبلازم).
    الأعداد الصبغية
    النوع species العدد
    الإنسان Homo sapins 40
    الفأر المنزلي Mus musculus 40
    ذبابة الخل Drosophila melanogaster 8
    دودة مستديرة مجهرية Caenorhabditis elegans 12
    خميرة الجعة Saccharomyces cerevisiae 32
    نبات Arbidopsis thaliana من فصيلة الخردل 10
    ضفدعة جنوب إفريقية Xenopus laevis 36
    الكلب Canis familiaris 78
    الدجاج Gallus gallus 78
    الذرة الصفراء Zea mays 20
    الأيل الصيني Muntiacus reevesi 23
    الأيل الصيني Muntiacus muntjac 6
    النملة Myrmica pilosula 2
    السمك Cambarus clarkii 200
    الجدول (2)
    لكل كائن حي عدد ضعفاني (مضاعف) 2n)ء) diploidمن الصبغيات في خلاياه، كل اثنين منها متماثلان، مصدر أحدهما الأب والثاني الأم، وصلا إلى النسل عبر الأعراس المذكرة والمؤنثة، التي تمتلك أعداداً فردانية haploid (n) من الصبغيات. ويبين الجدول (2) الأعداد الصبغية الضعفانية في عدد من الأنواع.
    ومن جهة أخرى، فإن الصبغيات تصنَّف في مجموعتين:
    ـ الصبغيات الجسمية (A) autosomes، التي لاتختلف بين الذكور والإناث.
    ـ صبغيا الجنس sex chromosomes، وهما متماثلان في إناث الثدييات، يرمز لكل منهما بـ X، ومختلفان في ذكورها، حيث يكون أحدهما X والثاني أصغر حجماً ويرمز له بـ Y، وعلى هذا تكون الصيغة الصبغية للرجل 44A+XY وللمرأة 44A+X.
    تشترك جميع الكائنات الحقيقية النواة التي تمت دراستها بكون صبغياتها ضعفانية العدد، لاتقل عن اثنين، وبامتلاكها دنا خيطي الشكل. والاختلاف الرئيس بينها هو في عدد الصبغيات، ويبدو أن هذا العدد ليس مرتبطاً بالصفات الحيوية للنوع، فمثلاً، يوجدفي الخميرة 16صبغياً، أي أربعة أضعاف ماتمتلكه ذبابة الخل[ر]. كما أن عدد الصبغيات ليس مرهوناً بحجم الجينوم، فمثلاً يوجد في بعض أنواع السلمندلsalamander جينوماً يزيد على ما يحوي في جينوم الإنسان بنحو 30مرة، ولكن عدد صبغياتها نصف عدد صبغيات الإنسان. ومع أهمية هذه الملاحظات، فإنها لاتدل إلا على عدم التجانس في عمليات التطور التي أدت إلى تحديد الأعداد الصبغية والجينومات في الأنواع المختلفة.
    تعيين موقع الجين على الصبغي
    الشكل (7) مكان الجين CFTR في الموقع s7q31.2
    الشكل (8) انشطار الدنا
    يمتلك الفرد أعداداً كبيرة من الجينات (المورثات)، مرتبة طولياً على أجسام الصبغيات، وقد أمكن تحديد جميع القواعد في صبغيات الإنسان البالغة 46 صبغياً، وهو ماحققه مشروع الجينوم البشري [ر] Human Genome Project.
    لكل جين موقع خاص به على صبغي معين، ويمكن تحديده بكتابته كموقع محدد:s17q12، أوبين حدين (مدى) إذا لم يكن الموقع محدداً بدقة: s17q12-q21.
    توفر الأعداد والحروف بهذه الطريقة «عنواناً» لموقع كل جين على صبغي. ويتألف هذا العنوان من الآتي:
    ـ رقم الصبغي الذي يوجد الجين فيه، وهو 17 في المثالين السابقين. وتمثل الصبغيات الجسمية 1ـ22 بأرقامها، أما الصبغيان الجنسيان فيشار إليهما بـ X أو Y.
    ـ يقسم الصبغي إلى ذراعين، يدعى القصير منهما p والطويل q. ورمز الذراع هو الجزء الثاني من عنوان الجين، إذ يلي رقم الصبغي مباشرة. فمثلاً 7q هي الذراع الطويل من الصبغي السابع، بينما Xp هي الذراع القصير من الصبغي X.
    ـ موقع الجين على الذراع القصير أو الطويل. ويزداد هذا الرقم مع ازدياد بعد الجين عن القسيم المركزي. وقد بُنيَ الموقع الدقيق للجين على نظام العصيبات bands الداكنة والفاتحة التي تميز الصبغي وتظهر بعد الصبغ (الشكل 7). ويكون ذلك باستخدام رقمين: أولهما هو رمز المنطقة region، وثانيهما رمز العصيبة، وقد يُتبعان بفاصلة عشرية يليها رقم أو أكثر (تمثل أجزاء العصيبات sub-bands ضمن منطقة داكنة أو فاتحة).
    ـ وقد يضاف أحياناً أحد المقطعين ter أوcen للإشارة إلى أن المورثة قريبة جداً من القسيم المركزي، مثلاً: 16pcen، أو أنه قريب جداً من نهاية الذراع، مثلاً: 14 qter، أو يستخدم المقطعtel للإشارة إلى أن الجين موجود في التيلومير في نهاية الذراع.
    تضاعف الدنا DNA Replication
    الانقسامات الخلوية عملية معقدة ومهمة تمكن الكائن الحي من النمو في المراحل الأولى من عمره، ومن تكوين خلايا تعوِّض الخلايا التالفة أو المعمرة. وتسمح الصبغيات للدنا بأن يعيد إنتاج ذاته (الشكل 8)، وبالتالي فإن كلاً من الخليتين البنتين الناتجتين من الانقسام الخلوي تحتوي على جميع الجينات الموجودة في الخلية الأم.
    للصبغيات قدرة كبيرة على تغيير أشكالها وأحجامها إبان الدورة الخلوية. ففي الطور البيني interphase من هذه الدورة، وهي الأطول، فإن دنا الجينات النشيطة يكون معرضاً لتأثير الأنزيمات الضرورية لاصطناع الحمض الريبي النووي (الرنا RNA)، وكذلك في مرحلة تضاعف الدنا والتي تشمل جزيء الدنا بكامله، والمسماة المرحلة S.
    ينقسم الصبغي طولياً خلال الانقسام الخيطي mitosis، مشكلاً كروماتيدتين يرتبطان معاً في منطقة القسيم المركزي (السنترومير). ثم ينفصل كروماتيد من كل شفع ليتجه إلى أحد قطبي الخلية، ويلي ذلك انقسام الخلية إلى خليتين تحتوي كل منهما على العدد الصبغي نفسه الذي احتوته الخلية الأم (2n).
    أما في حالة الانقسام المنصف meiosis المؤدي إلى تكوين الأعراس gametes، فإن الكروموزومات تتضاعف مرة واحدة، ولكن الخلية تنقسم مرتين متتاليتين، الثانية منهما خيطية، فتمتلك كل من الأعراس الأربعة الناتجة من هذين الانقسامين نصف العدد الصبغي الموجود في الخلايا الجسمية. ويعود العدد الصبغي إلى حالته الضعفانية عند حدوث عملية الإخصابfertilization.
    القسيمات الانتهائية (التيلوميرات) telomeres: وهي تتاليات من الدنا تغطي أطراف الصبغيات. و تتكون في معظم الكائنات من نسخ كثيرة من تتاليات قصيرة من الدنا، فمثلاً، يتكون التليومير في صبغي الإنسان من نحو مليوني نسخة من تتالٍ عشوائي TTAGGG (نحو 10000ـ 15000كيلوقاعدة kilobase). تلعب هذه القسيمات دوراً مهماً في ثبات الصبغيات وتمنع أطرافها من الالتصاق بعضها مع بعض، كما أنها تربط بروتينات معينة تحميها من أن تُهضم بفعل أنزيمات النوكليوزات الخارجية exonucleases الموجودة في الخلية ذاتها. وتسمح القسيمات الانتهائية لتضاعف الدنا بأن يستمر حتى نهاية الصبغي، وقد يكون لها تأثير على نشاطات الجينات القريبة منها. وهنالك أدلة على أن فقدانها من الأطراف الصبغية مرتبط مع الشيخوخة وكذلك مع تكون الخلايا السرطانية.
    التوابع microsatellites: هي قطع من الدنا تمتللك تتاليات عشوائية من القواعد، ويبين الجدول (3) بعضاً من أمثلتها:

    Ads by VeriBrowseAd Options


    التتالي الرمز
    AAAAAAAAAAA (A)11
    GTGTGTGTGTGT (A)11
    CTGCTGCTGCTG (A)11
    ACTCACTCACTCACTC (A)11
    الجدول (3)
    يمكن إكثار هذه التتاليات مخبرياً باستخدام تفاعل البوليميراز التسلسلي PCR، وبالتالي يمكن تحديدها في موقع صبغي معين بسهولة، ويلاحظ منها وجود علامتين وراثيتين، إذ إن الفرد يرث إحدى التتاليات من أبيه والثانية من أمه.
    تنتشر التوابع في جينومات حقيقيات النواة، وهي كثيرة التغير من فرد إلى آخر، ويسهل تحديدها وإكثارها بدءاً من كمية زهيدة بوساطة تفاعل البوليميراز التسلسلي، ولذلك تزايد استخدامها منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين في أمور التعرف الجنائي. ويكون ذلك بالربط بين المشتبه به وعينة من الدم أو الشعر أو السائل المنوي أخذت من موقع الجريمة، فيتم تحديد البصمة الوراثية [ر] للمشتبه به لمقارنتها مع تلك الناتجة من تحليل العينة الحيوية المتحصل عليها. أو تجرى لإثبات البنوة في حالة ادعاء أحد الأبوين بها وإنكار الآخر لها، أو في تحري بعض الأمراض كالسرطانات التي تسبب عادة تغيراً في أطوال التوابع في مراحلها المبكرة، وغير ذلك من استخدامات.
    منطقة تكوين النوية nucleolus organizer region: هي منطقة في صبغي، أو عدة صبغيات، تحتوي عدداً من المورثات الناشطة في تكوين النوية nucleolus، وفي تركيب synthesis الحمض الريبي النووي الريبوزومي (rRNA) RNA ribosomal، وهذا النوع من الرنا مهم في عملية اصطناع البروتين. ويبلغ عدد هذه المناطق خمساً في الإنسان.
    الصبغيات الصنعية: تعترض الباحثون في مجالات الهندسة الوراثية صعوبات التحكم الدقيق في أماكن إدماج مورثات منقولة إلى صبغيات معينة، فيكون ذلك الاندماج عشوائياً، وقد يؤثر ذلك تأثيراً سيئاً في الجينات الأساسية أو المنقولة، أو تكون له أضرار على الكائن نفسه، ولذلك يسعى العلماء لتكوين صبغيات صنعية artificial chromosomes قادرة على تكرار ذاتها في كل انقسام خلوي، وكذلك على الانتقال من جيل إلى آخر عبر الأعراس. وبحيث تمتلك جميع المكونات اللازمة لسلامتها واستمراريتها، وخاصة منطقة التكاثر والتيلوميرات والقسيمات المركزية، وأن تكون قادرة على نقل أجزاء كبيرة من الدنا إلى الخلايا المرغوبة.
    يمكن أن توفر الصبغيات الصنعية فوائد كبيرة، كأن تفسر بوضوح كيفية تضاعف الصبغيات بدقة، وطرائق انفصالها في أثناء الانقسام الخلوي وتوجهها إلى خلايا جديدة، كذلك يأمل الباحثون أن يتعرفوا تأثير البيئة المحيطة بالجينات في أنشطتها بعد إدخالها إلى الخلايا بوساطة هذه الصبغيات. ويمكن أن تستفيد المعالجة الجينية من الصبغيات الصنعية، إذ يتطلع الباحثون إلى التمكن من إدخال مورثات معينة بوساطتها إلى خلايا إنسان مريض فتساعد في شفائه.
    وقد تمكن بعض الباحثين من تكوين صبغيات صنعية في الخميرة والفأر، وتحقق نجاح محدود في تكوين صبغي صنعي بشري، إلا أن بحوثهم لم تحقق النجاح المأمول حتى اليوم، ولم يتمكن أحد من تكوين صبغيات صنعية ثابتة في الخلايا المحضّنة إلى وقت طويل، ويؤمل تحقيق ذلك في المستقبل القريب.
    أسامة عارف العوا

صفحة 32 من 146 الأولىالأولى ... 223031 3233344282132 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال