صفحة 31 من 146 الأولىالأولى ... 212930 3132334181131 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 301 إلى 310 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 31

الزوار من محركات البحث: 64845 المشاهدات : 322077 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #301
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,243 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44359
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 44 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    السَّرمقيات (رتبة ـ)

    السرمقيات Chenopodiales رتبة نباتات زهرية من صفيف القرنفوليدة Caryophyllidae وصف ثنائيات الفلقة، تتميز بمشيمتها القاعدية التي تعطي بذوراً مركزية، مما دعا إلى تسميتها مركزيات البذور Centrospermales. وقد صنفت قديماً مع عديمات البتلات لاقتصار أزهارها على الكأس الذي يحيط بأعضائها التكاثرية. تضم 14فصيلة أبرزها السرمقية Chenopodiaceae و القطيفية Amaranthaceae و الليلية Nyctagynaceae والبحيرية Phytolaccaceae.
    الشكل (1) أوراق نبات الرغل في تدمر
    الفصيلة السرمقية: من أسمائها فصيلة رِجْل الوَزِ والفصيلة الرمرامية. تضم قرابة 103أجناس و1500نوعاً. منابتها المناطق الجافة والقاحلة من العالم. تضم عدداً من النباتات أليفات الملوحة halophilesأو أليفات النتراتnitrophiles أو أليفات الدِّمَن rudedarals، وهي غالباً أنواع اجتماعية العيش، تنبت بجانب بعضها بعضاً، وتشغل مساحات واسعة من الوطن العربي. أبرز أجناسها:
    ـ الشمندر Beta: يضم قرابة 12نوعاً، منابتها حوض البحر المتوسط. يعود إلى نابليون بونابرت، في القرن الثامن عشر، فضل استخراج السكر من الشمندر، إذ أصدر مرسوماً بتاريخ 15/1/1812 قضى بإنشاء خمس مدارس لدراسة كيمياء السكريات. وقد وصلت هذه المدارس إلى طريقة استخراج السكر من الشمندر، وعمِّمت فيما بعد في جميع أنحاء العالم. وهكذا فقدت إنكلترا سيطرتها على تجارة السكر المستخلص من قصب السكر في حصارها القاري الذي فرضته على فرنسا.
    الشكل (2) أغصان نبات الشنان السوري
    ـ السرمق Chenopodium: سيد الفصيلة السرمقية المسماة باسمه، ومعناه من اللاتينية: رِجْل الوز، يضم قرابة 100نوع يألف أغلبها الأراضي الدِّمنية الغنية بالنترات. أشهر أنواعه الطبية السرمق الخالد C.ambrosoides وهو نوع أمريكي الأصل منتشر في المناطق المدارية وفي النصف الشمالي من الكرة الأرضية، تستعمل خلاصته لطرد ديدان الأسكاريس. من أسمائه المتناقلة شاي المكسيك، ينبت بريّاً في السواحل السورية اللبنانية.
    ـ السبانخ Spinacea: أبرز أنوعه السبانخ البقلية S.oleraceaالمزروعة خضاراً والتي ترجع أصولها البرية إلى الوطن العربي.
    ـ الأتريبلكس Atriplex (الشكل ـ1): من أسمائه المتناقلة الرُّغْل. يضم قرابة 150 نوعاً، أبرزها الأتريبليكس الملحي Ahalimusالمتحمّل للملوحة، منبته المناطق الملحية الساحلية والداخلية.
    ـ الكوخية :Kochia يضم قرابة 40نوعاً، أشهرها الكوخية المكنسية K.scoparia وهو نبات زينة معروف بالمكنسة، يتميز بمبيضه الشفاف الذي يمكِّن من متابعة التكون الجنيني الحيوي بالمجهر.
    ـ الأنابازيس Anabasis (الشكل ـ2): يضم قرابة 22نوعاً، منابتها بوادي الوطن العربي، أبرز أنواعها الأنابازيس السوريA.syriaca الواسع الانتشار في بادية الشام والعراق والأردن وتركيا وإيران، والمعروف محلياً بالشنان، الذي ترجع إليه مسألة الحصول على «القِلْي» وأصول الصود المستعملة في الصناعة. يحصل على «القلي» بحرق نباتات الشنان بعد وضعها على مصطبة فوق جبٍّ لِجَمْع القلي. كما كانت تُخَمَّر أغصان الشنان الطرية في جبّ وتباع في أسواق الشام كمنظفات. يضم الشنان قلوانيات الأنابازين وحمض الحمّاض والبروتين والبكتين والنشاء. تنخفض القلوانيات إلى حدودها الدنيا في الخريف، ويتخرب الأنابازين بالحرارة المنخفضة، مما يخفف من سمّية النبات شتاءً فيصبح صالحاً للرعي للحصول على المكونات السكرية والبروتينية. تستعمل محاليل سلفات الأنابازين مبيداتٍ لحشرات محاصيل القطن والشمندر السكري وأشجار الفاكهة. ويستعمل ميتيل الأنابازبن منشطاً تنفسياً. كما أن الأنابازين يعدّ مادة أولية للحصول على فيتامين pp (حمض النيكوتين) المستعمل بصورة واسعة في الطب في مجالات معالجة حالات البَرَص وأمراض الكبد وتقلّص الأوعية ودمّل الجروح ومعالجة القرحة المعدية، كما يعد الأنابازين من المواد المساعدة في الإقلاع عن التدخين.
    الشكل (3) أوراق نبات السويدا الشكل (4) ثمار نبات السالسول في تدمر
    ـ الساليقورنيا Salicornia التي تعني قرون الملح نسبة إلى انتشارها في السَّبخات الملحية. وتتمثل بعدد من الأنواع المنتشرة في الوطن العربي.
    ـ السويدا Suaeda (الشكل ـ3): تضم قرابة 100نوع عالمية الانتشار أليفة للملح.
    ـ الهالوكسيلون Haloxylon: ويعني خشب الملح. يضم قرابة 10أنواع، أشهرها الهالوكسيلون الشجيري H.ammodendronالمعروف عربياً بالغَضا الذي يرتفع 2متر. تسمى منابت الغضا بالقصيم، فيقال: قصيمة غضا.
    ـ السالسول Salsola(الشكل ـ4): أصبح فصيلة مستقلة هي الفصيلة السالسولية Salsolaceae، يضم قرابة 100نوع أليفة للملوحة عالمية الانتشار. أبرز أنواعها السالسولا الوبرية S.villosa المعروفة محلياً بالروثا التي تعد من أجود النباتات الرعوية في البوادي العربية.
    الشكل (5) نبات الراء في صحراء الإمارات العربية المتحدة

    الفصيلة القطيفية: تعني التسمية اللاتينية القطيفة التي لا تَذْبل. تضم قرابة 70جنساً و900نوع، عالمية الانتشار فيما عدا المناطق القطبية. قريبة من الفصيلة السرمقية. أبرز أجناسها وأنواعها الآتية:
    ـ الأمارنتس Amaranthus: ويسمى القطيفة وسالفالعروس. أبرز أنواعها القطيفة اليانعة A.blitum التي تؤكل أوراقها كالسبانخ، والواردة تسميتها بالشَّدْخ في مفردات الأدوية لابن البيطار.
    ـ الراء اللبدي Aerva tomentosa (الشكل ـ5): نوع مداري واسع الانتشار، من المحيط إلى الخليج، ممثلاً عنصراً سودانياً دوكانياً. تسمية الجنس منسوبة إلى فورسكال تلميذ لينيوس مُلتناً الراء العربية التي تكتب أحياناًAerua. وقد ورد الراء في كتب التراث بصور مختلفة أبرزها: الراءة واحدة الراء، ومن ثمر الراء تصنع الوسائد ورحال الإبل وغيرها في الحجاز.
    ـ السيلوزيا Celosia: من أسمائها المتداولة: عُهنة، عُرْف الديك. منابتها البلاد الحارة، أوراقها معنقة، أزهارها سبليّة لبدية التجمع الأمر الذي دعا إلى تسميتها بِعُرْف الديك، أعرف أنواعها المستعملة في الزينة: عهنة عرف الديك C.cristata حمراء الأزهار، عهنة الفضة C.argentea بيضاء الزهر، عهنة هوطن C.huttoni وأزهارهارها حمراء القاعدة بيضاء الأطراف.
    الشكل (6) نبات البوغنفيلية مزروع من أصول برازيلية
    ـ الغومفرينا Gompherna: من أسمائها المتداولة: السُلَّج، عاشق ومعشوق، دم العاشق. تتميز بنَوْرتها الأسطوانية. أشهر أنواعها المستعملة في الزينة: السُّلَّج البرتقالي G.aurantiaca ذو الأزهار البرتقالية، والسُلَّج الكرويG.globosa ذو الأزهار البنفسجية، والسُلَّج اللطيف G.pulcellaذو الأزهار البيضاء.
    الفصيلة الليلية: من أسمائها المتداولة فصيلة شبًّ الليل. تضم قرابة 30جنساً موزعة على 300نوع أغلبها أمريكية المنشأ، نادرة الوجود في البقاع الأخرى من العالم. أبرز أجناسها:
    ـ البرهافية Boerhavia: يضم قرابة 45 نوعاً، أبرزها البرهافية الودقية B.plumbaginea ضرب الأجرد glabra، الذي ينبت في جنوبي سورية منتشراً في منخفض الحُمَّة ووادي الأردن وسيناء، وينتشر هذا النوع في إسبانيا والحبشة والسعودية والهند وأستراليا والكاب.
    ـ الظريف Mirabilis: من أسمائه المتداولة: شبُّ الليل، الشبُّ الظريف. وهو جنس متقطع الانتشار، يضم قرابة 60نوعاً، أغلبها أمريكية. تتفتح أزهارها قبيل المغيب وبُعَيْده، الأمر الذي دعا إلى تسميتها: شب الليل، وحسناء الليل مترجمة عن الفرنسية. أبرزها: الظريف الجذري M.jalapa من النباتات المختارة لدراسة الوراثة المندلية. تستعمل جذور مقيِّئة ومُسْهِلة. يضم عدداً من الضروب المستعملة في الزينة.
    ـ البوغنفيلية Bougainvillea: تضم قرابة 10أنواع أغلبها أمريكية، وهي جَنَبات زينة شوكية، تردّ أشكالها المزروعة إلى أصول نَغْلية. أبرز أنواعها: البوغنفيلية الجرداء B.glabra (الشكل ـ6)، من أسمائها المتداولة: الجهنّمية، شائعة في دمشق ومصر للون قنابات زهرها الناري، والمجنونة لزهرها الدائم على مدار فصول السنة ومردّه إلى القنابات الحمر أو الصّفر أو البيض.
    الفصيلة البحيرية: تعني التسمية اللاتينية نبات البحيرة. تضم قرابة 20جنساً و150نوعاً، تنبت في المناطق الحارة من الكرة الأرضية. أبرز أنواعها السورية اللبنانية: البحيرية عشارية المذكر Phytolacca decandra والبحيرية الخوخية Ph. pruinosa، ثمارها غنية بصباغ أحمر دموي يستعمل في تلوين عدد من المنتجات.
    أنور الخطيب

  2. #302
    السعديات

    السعديات Cyperales رتبة أعشاب أحادية الفلقة من مغلفات البذور، معظمها معمَّر بوساطة أدران أو جذامير متفاوتة الطول، تشكل أنجماً كثيفة منتشرة في جميع بقاع العالم الرطبة خاصة، تضم أنواعاً حولية وأخرى معمَّرة، تتباين أطوالها من بضعة سنتيمترات إلى عدة أمتار، ولها مظهر يشبه النجيليات، متميزة غالباً بسوقها الممتلئة المثلثية المقطع، غير المتمايزة العقد. أوراقها نادرة اللسينات، جارحة (لوجود أسنان ناعمة تحوي خلاياها على السيليس)، تامَّة الغمد غير المفتوح، شريطية النصل الضيق، مرتبة في ثلاثة صفوف. الأزهار خنثوية أو وحيدة الجنس، تجتمع في سنيبلات عديدة الأزهار تتشكل في إبط قنابات قنبعية ورقية أو جلدية القوام، مشكلة نورات سنبلية أو عنقودية أو رؤيسية. الكم ضامر تماماً أو مختزل إلى حراشف غشائية أو أشعار أو أوبار حريرية كما في جنس حامل الصوف Eriophorum. يتكون المَذكر من دوارة واحدة ثلاثية الأسدية. والمدقة ثلاثية الكرابل أو ثنائيتها، تكوِّن مبيضاً علوياً وحيد الحجيرة، يشتمل على بويضة واحدة. التأبير بوساطة الريح. الثمرةأكينة أي غير منفتحة، ثلاثية الأضلاع كروية الشكل أو مسطحة.
    التصنيف وأهم الأجناس
    السعد المنتشر
    تضم رتبة السعديات فصيلة واحدة هي الفصيلة السعديةCyperaceae، تشتمل على قرابة 5000نوع تنتظم في نحو 100جنس. وتشكل في البلاد المعتدلة والباردة الغطاء النباتي الأساسي في المستنقعات. وهي ذات قيمة زراعية محدودة.
    أبرز أجناسها
    1ـ الكارِكس Carex: المعروف بالسُعادى وهو أكثرها أهمية إذ يضم نحو 1500نوع، منتشرة في المناطق الباردة والمعتدلة. تتمثل في منطقتنا بنحو 20نوعاً. أزهاره وحيدة الجنس، مكوَّنة من سنابل ذكرية علوية تليها السنابل الأنثوية. أبرز أنواعه: الكارِكس، ضيق الورق، الشكل ثخين القلم Carex stenophylla forma pachystylis الواسع الانتشار في المناطق القاحلة المعرضة للرعي الجائر في الوطن العربي، و آسيا الغربية. وألمانيا الشرقية وروسيا والمناطق القطبية والقوقاز وأرمينيا. لبعض أنواع الكارِكس أهمية رعوية، ومثبتة للتربة كالكاركس الرملي C.arenaria المستخدم في تثبيت الكثبان الرملية المتحركة. كما تزرع أنواع أخرى لغايات تزيينية نظراً لجمال أوراقها المبرقشة، وبعضها الآخر لنموها السريع في الأوساط المائية كالبرك والمستنقعات، تستخدم لمعالجة مياه المجارير نظراً لقدرتها على امتصاص الزائد من بعض الشوارد كالفوسفات والنتروجين.
    2ـ السعد Cyperus: يضم نحو 500نوع تعيش في المناطق المعتدلة والحارة من العالم، تتمثل في منطقتنا بنحو 14نوعاً، وتعد عادة أعشاباً ضارة يصعب التخلص منها بسبب جهازها تحت الأرضي شديد التنوع. من أنواعه المهمة السعد المأكول «أو لوز الأرض» C.esculentus الذي يزرع في العديد من الدول في حوض المتوسط، وتستهلك منه درناته الكثيرة العدد، ويستحصل منها على زيت قيِّم. والبردي C.papyrus المنتشر في مصر العليا، ووسط إفريقيا، في المواقع المائية الشديدة الرطوبة، مشكلاً في بعض الحالات جزراً عائمة، مكوَّنة من نبات ضخم يعلو نحو 4م، استخدم من قبل قدماء المصريين (1500 قبل الميلاد) في صناعة الورق، إذ كانت السوق تشق طولياً لتشكل سيوراً طولها من 20 إلى 30سم، وعرضها نحو 4سم، ثم تلصق بعضها إلى جانب بعض، ويرصف منها عدة طبقات متعامدة يختلف عددها بحسب قوة الورقة التي يراد الحصول عليها، ثم تضغط وتترك على مصقل من العاج حتى تجف. تعطي الطبقات الخارجية للساق (القشرة) أوراقاً خشنة، وتعطي الطبقات الداخلية منه (المخ) أوراقاً ناعمة وخفيفة كانت تستعمل لكتابة النصوص المقدسة خاصة. والسعد متناوب الورق (الشمسية)C.alternifolius موطنه مدغشقر، من النباتات التزيينية الجميلة، يتطلب تربة خفيفة دائمة الرطوبة.
    3ـ جنس السيرب Scirpus: يضم نحو 400نوع، وهو ينتشر في المناطق المدارية وشبه المدارية خاصة، على ضفاف الأحواض المائية وفي المستنقعات. وتستخدم بعض أنواعه لتزيين أحواض تربية السمك، أو للحصول على القش.
    4ـ الكلاديوم العذري Cladium mariscus: ينبت في المستنقعات والقنوات المائية، عالمي الانتشار ما عدا المناطق الصحراوية.
    5ـ حامل الصوف Eriophorum: يضم نحو 20نوعاً، تنتشر عادةً في البلاد الباردة من نصف الكرة الشمالي، وتتميز بسنابلها التي تحاط بحرير أبيض يشكل شرابة حريرية، وعندما تكون الجماعة كثيفة فإن مظهرها يكون لافتاً ومدهشاً، لأنه يشكل سجادة كبيرة بيضاء تتمايل لأقل نسمة ريح.
    عماد القاضي

  3. #303
    السِّعلاة

    الشكل (1) السعلاة
    السعلاة ourangutan، وتسمى أيضاً إنسان الغاب، قرد ينتمي إلى رتبة الرئيسات[ر]، رتيبة القرديات Simiae أو إنسانيات الشكل Anthropoida، فصيلة البونجيات Pongidae. من دون ذيل، يغطي جسمه شعر طويل بني أحمر فاتح ماعدا راحة الكف وأسفل القدم، الذي يكون عند الذكر أطول وأكثف من الأنثى. تتمثل السعلاة بنوع واحد هو Pongopygmatus، يلفت النظر لشبه وجهه بوجه الإنسان. وهو الوحيد من إنسانيات الشكل الذي يعيش منتصباً. يشبه الإنسان في أن قفصه الصدري يتألف من 12فقرة صدرية و 12زوجاً من الأضلاع، ويختلف عن الإنسان والشامبانزي والغوريلا بطول ذراعيه الأماميين وقصر أطرافه الخلفية، وهكذا تلامس ذراعاه أطرافه الخلفية لدى وقوفه منتصباً أو سيره. وأنيابه أكثر تدبباً تشبه أنياب الحيات(الشكل ـ1).
    تعيش السعلاة في غابات بورنيو وسومطرة على الأشجار، متنقلة متدلية بين الأغصان، مستعينة على ذلك بأطرافها الأمامية الطويلة. أما أطرافها الخلفية القصيرة فضعيفة نسبياً. جسم السعلاة نحيل من دون ذيل لكن رقبتها ثخينة. وهي تتحرك على الأرض ببطء ونادراً ما تقوم بحركات بهلوانية، حتى أنه عندما يطارَد يتصرف بهدوء بعكس القرود الأخرى. يصل ارتفاع الذكر إلى نحو 1.4م ووزنه ما بين 68ـ90كغ، أما الأنثى فهي أصغر من ذلك.
    تنشط السعلاة في منتصف النهار، وتتغذى بأوراق الشجر وثمارها، وتنام في الليل على ما يشبه الفراش تكوِّنه السعلاة من أغصان صغيرة تجمعها على تشعب من غصن شجرة وتضغطها لتنام عليها. وينام الحيوان على ظهره أو جنبه وقد لَفَّ أطرافَه الأمامية بعضها على بعض، مع ثني أطرافه الخلفيـة تحت رأسـه ( الشكل ـ2). وعندما يبرد الحيوان يغطي جسمه بأوراق الشجر.
    الشكل (2) استرخاء السعلاة على الشجر
    والسعلاة من الحيوانات الذكية جداً، دماغها عالي التمييز، سريعة التعلم، ويمكن تعليمها استعمال المطرقة واستعمال المفتاح لفتح الخزن، فبعد ستة أشهر أمكن للسعلاة أن تنطق كلمة «بابا» وكلمة cup عندما تريد أن تشرب الماء.
    وهي حيوانات أليفة ماعدا الذكرالمتقدم بالعمر الذي يصبح شرساً بل خطراً أحياناً. كما أنها حيوانات اجتماعية لدرجة أنها لا تمانع أن تشاركها منطقة حياتها حيوانات أخرى من أنواع أخرى.
    تعيش الذكور منفصلة عن المجموعة إلا عند الاقتران، فهي لا تملك الإحساس بالمسؤولية العائلية. وتبلغ السعلاة النضج الجنسي في العاشرة من عمرها، وتقل فترة الحمل أسبوعين عن حمل الإنسان، وتلد الأنثى مولوداً واحداً يزن نحو 1كغ، ويستمر إرضاعها سنة ونصف السنة. ويمكن أن يعيش الحيوان 25سنة.
    حسن حلمي خاروف

  4. #304
    السلاحف

    السلاحف Chelonia رتبة من الزواحف[ر]، يوجد منها أنواع مختلفة تعيش في جميع أنحاء العالم تقريباً، بعضها في المياه المالحة وبعضها الآخر في المياه العذبة، ومن السلاحف ما يعيش على البر.
    وهي تصاد لتؤكل، خاصة الأنواع البحرية منها، كما تؤكل بيوضها التي تطمرها في رمال الشاطيء، وتستعمل دروعها في أعمال التزيين وصنع أدوات مختلفة كالأمشاط، كما يستخلص من دهون بعض السلاحف زيوتاً غالية الثمن. وتُربى السلاحف الصغيرة حيوانات منزلية.
    والسلاحف هي الوحيدة من الزواحف التي يحيط بجسمها درع شديدة الصلابة تمنحها الحماية، وتتحمل وزناً يعادل 200 مرة وزنها. تسمى الدرع العليا التي تغطي الظهر والجانبين الترس carapace، أما الدرع السفلى التي تغطي البطن فتسمى الصِدار plastron. ويتألف الدرع من طبقتين: طبقة داخلية عظمية وطبقة خارجية قرنية، وهي تتألف من قطع متجاورة مثل بلاط الغرف.
    تلتحم أضلاع السلحفاة مع الترس، ونتيجة لذلك لا يستطيع الجوف الصدري التوسع أو التقلص، لذلك تتنفس السلاحف بمساعدة الحجاب الحاجز، وذلك بانسحاب الزنارين الحوضيين إلى الخلف والزنارين الكتفيين إلى الأمام، علماً أن السلاحف، بما في ذلك المائية منها، تتنفس الهواء الجوي بالرئتين.
    تختلف الذكور عن الإناث بأشكال مختلفة، كالحجم وشكل الصفيحة البطنية واللون وحجم الذنب والرأس، وتكمن الميزة الرئيسية لتحديد الذكر عن الأنثى في ذنبه الأطول والأثخن، وتَوَضُّع الشرج أبعد ما يكون عن قاعدة الذنب.
    تغذي السلاحف
    تتغذى السلاحف بأنواع مختلفة من الحيوانات والنباتات، ويتمتع بعضها بشهية كبيرة. وبدلاً من الأسنان توجد على حافة الفكين نتوءات حادة تشبه الأسنان، تقوم بتقطيع الطعام، ويقوم بعض أنواعها بسحق أصداف الحيوانات المائية.
    وتستطيع السلاحف تَحَمُّل الجوع، ويبقى بعضها دون طعام عدة أشهر وأحياناً بضع سنوات.
    تكاثر السلاحف
    يسبق الاقتران غزل الذكر للأنثى، إذ يبادر الذكر لبعض أنواعها بدفع الأنثى بدرعه، ويقوم بعضُها بِعَضِّها بألم. وأغرب ما يصادف من الغزل عند الجنس Chrysemys وPseudemys سباحة الذكر أمام الأنثى نحو الخلف في الوقت الذي يقوم فيه بالطبطبة على وجهها بأظافر أطرافه الأمامية الطويلة.
    يحدث الاقتران في الماء أو على اليابسة. وتعد إناث السلاحف من الفقاريات القليلة التي تستطيع اختزان النطاف، ويستطيع بعضها الاستمرار في وضع البيوض المخصبة عدة سنوات بعد اقتران واحد.

    الشكل (1) سلحفاة البحر تضع بيوضها في الرمل
    بيوض السلاحف كروية أو بيضوية، وتكون غالباً بيضاء اللون، وتطمرها الأنثى في التراب أو رمل الشاطئ (الشكل-1)، أو تخفيها بتغطيتها بأوراق النباتات، ويكون العش عادة في موقع معرَّض للشمس. وتبيض إناث بعض الأنواع مجموعة واحدة من البيوض في السنة، لكن بعضها الآخر يستطيع وضع أكثر من مجموعة واحدة، قد يصل عددها إلى سبعة. ويختلف حجم المجموعة بحسب الأنواع من بيضة واحدة إلى أكثر من 200 بيضة.
    تتعرض السلاحف في بداية حياتها إلى ضغوط كثيرة، إذ تأكل كثيرٌ من الحيوانات العديدَ من بيوضها قبل الفقس، وبعضها يحفر الأعشاش ليأكل البيوض. وتتعرض الصغار الفاقسة لكثير من الاعتداءات قبل أن تتصلب صدفاتها، التي تحتاج إلى بضعة أشهر، إذ تشهد الشواطئ التي تفقس فيها بيوض السلاحف البحرية نشاطاً كثيفاً للحيوانات الأخرى وخاصة الطيور البحرية. ويأكل السمك الذي يرتاد المناطق الضحلة من الشاطئ ما يصل من السلاحف الصغيرة إلى البحر.

    حياة السلاحف
    السلاحف من الحيوانات المعمّرة، فقد يعيش بعض أنواعها نحو 50 عاماً في الأسر، وبعضها تجاوز المئة سنة. وقد وجد في جزيرة رود آيلاند في أمريكا عام 1953 سلحفاة يعتقد أن عمرها كان 130 سنة. وليس صحيحاً ما يقال عن تقدير عمر السلحفاة بعدد الحلقات التي توازي حواف الدروع، بل تصلح هذه الطريقة لبعض السلاحف ،عندما تكون فتية فقط. وقد يصل وزن بعض السلاحف إلى 200 كغ. ويختلف عمر البلوغ الجنسي بحسب الأنواع، وهو يراوح بين 2-11سنة.
    تنمو السلاحف في الأسر بسرعة، ففي جزر الغالاباغوس ربيت سلاحف وزنها نحو 10 كغ، فكان وزنها يزيد مثل هذا الوزن كل عام، حتى وصل وزنها إلى أكثر من مئة كيلو غرام.
    تتمتع السلاحف بحاسة شمّ جيدة على مسافات قصيرة، تستخدمها في تمييز غذائها وانتقائه. كما أن بصرها حاد، وقد بينت بعض التجارب أنها تستطيع تمييز الألوان. وعلى الرغم من جلدها ودرعها الثخين فإنها تتحسس باللمس، فسلحفاة البحر الضخمة تستطيع تحسس الخدش الخفيف لدرعها، كما تشعر بعض السلاحف بالقش الذي يُجَرُّ على طول ظهرها. أما سمعها فقليل ولا تستجيب للاهتزازات التي ينقلها الهواء.
    ذكاء السلاحف قليل، بل توصف بالغباء الشديد، فهي تحاول تسلُّق جسمٍ على الرغم من تَمَكُّنها من الدوران حوله.
    تنوُّع السلاحف
    يوجد من السلاحف المعاصرة الحية أكثر من 200 نوع، ويمثل هذا العدد جزءاً يسيراً مما كان يعيش في زمن الزواحف، الذي امتد نحو 120 مليون سنة وانتهى منذ 70 مليون سنة.
    تجمع السلاحف المعاصرة الحية في 12 فصيلة، أهمها:
    - السلاحف البحرية الحقيقية وتنتمي للفصيلة Cheloniidae:
    وفيها لا يستطيع الرأس الانسحاب ضمن الدرع، وتتميز بأطرافها المسطَّحة التي تحولت إلى ما يشبه المجاديف. وهي نادراً ما تغادر الماء، إلا حين وضع بيوضها على الشواطيء الرملية.

    الشكل (2) السلحفاة الخضراء
    يوجد منها خمسة أنواع أو ستة، أكثرها انتشاراً السلحفاة الخضراء Chelonia mydas التي تعيش في المياه الدافئة، وتكثر في مياه البحر المتوسط والأطلسي، ولحمها يؤكل، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض، وقد يصل طولها إلى المتر، وتتغذى بالطحالب والنباتات المائية الأخرى (الشكل- 2). وتضع نحو 100- 200 بيضة، في رحلات متعددة إلى الشواطئ الرملية في أسبوعين تقريباً.
    توجد السلحفاة Thalassochelys caretta في السواحل الشرقية للبحر المتوسط، وقد يصل وزن بعضها إلى 50 كغ. كما توجد السلحفاة Chelone imbricata في البحر الأحمر والمحيط الهندي وهي قليلة في السواحل الشرقية للبحر المتوسط.


    - السلاحف المخملية وتنتمي للفصيلة Dermochelidae:
    وهي سلاحف بحرية ضخمة من دون درع خارجي، يتميز سطحها الظهري بسبع حواف تمتد طولانياً على جلد مخملي يغطي الصفائح العظمية التي تمثل الترس، تحورت أطرافها إلى مجاديف، وهي تقطن البحار الاستوائية. تحوي جنساً واحداً يضم نوعاً واحداً فقط هو Dermochelys coriacea الذي يعدّ أكبر السلاحف المعروفة (الشكل- 3) إذ يصل طوله إلى نحو 2.5 متراً.
    - السلاحف البرية وتنتمي للفصيلة Testudinidae: درقتها عالية ومُقَوَّسة ورأسها مجهز بصفائح درعية. تضم سبعة أجناس تحتوي على 40 نوعاً منتشرة في جميع أنحاء العالم ماعدا أستراليا، أشهرها السلحفاة اليونانية Testudo graeca التي تنتشر في بلاد الشام والبلاد الواقعة حول البحر المتوسط، وهي متوسطة الحجم (الشكل- 4). وهناك السلحفاة المغربية T.iberaالتي توجد في مصر وإفريقيا والمغرب، وهي متوسطة القد أيضاً.
    الشكل (3) السلحفاة المخملية الشكل (4) السلحفاة اليونانية

    - سلاحف المياه العذبة وتنتمي للفصيلة Emydidae: وهي معتدلة الحجم، يراوح طول درعها بين 9 و60سم. يحمل صِدارها 12 صفيحة. تضم 25 جنساً تحوي أكثر من 75 نوعاً، أشهرها سلحفاة الفرات Trionyx euphraticus وهي صغيرة الحجم، والسلحفاة النيلية T.triunguis، وتعرف في مصر باسم ترسة النيل، والسلحفاة الأوربية Testudo europaea وتراوح أبعادها بين 25 و30 سم، وهي مفترسة كمعظم سلاحف المياه العذبة.
    تجدر الإشارة إلى أنه بسبب تهدد بعض أنواع السلاحف بالانقراض، تُحَرِّم بعض الحكومات صيد الأنواع النادرة من السلاحف المائية. وقد أقيمت محميَّات لمثل هذه السلاحف في بعض المناطق. كما يحاول بعض العلماء تربية الأنواع القيمة في مزارع خاصة.
    حسن حلمي خاروف

  5. #305
    السّنْط (الطَّلْح)


    الشكل (1) نورات الطلح
    السّنط Acacia تسمية مصرية قديمة، للدلالة على جنس الأكاسيا الممثل بأشجار شائكة أو جَنَبات أو أعشاب، برية وتزيينية، وتستعمل في الصناعة، تنبت في المناطق الحارة والمدارية، أوراقها عادة مركَّبة ريشية، تنقلب في كثير من الأنواع الأسترالية إلى قِلدات، أي أنها تنقلب من مركِّبة ريشية في مرحلة الفتوة إلى عضو مشابه لورقة بسيطة في مرحلة الاكتمال، نَوْراتها كروية أو على هيئة سنبلة كما يظهر بالشكل (1)، وأزهارها بيض أو صفر من الفصيلة الميموزية المعروفة بالمستحية Mimosaceae، ورتبة الفوليات Fabales وهي التسمية الحديثة لرتبة القرنيات Leguminosales.
    السَّنْط ومرادفاته العربية: يشمل جنس الأكاسيا عدداً من التسميات المتناقلة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: أكاسيا، أقاقيا، أم غيلان، ديلم، سلم (في حديث جرير: بين سَلَمٍ وأراك)، سَمُر، سنط، سيالة جمعها سيال، طلح ومنه الاسم: طلحة، كتر، كاد هندي مقابل التسمية الثنائية (أكاسيا كاتاشو).
    السّنط في الوطن العربي
    غالباً ما تزود الوريقات والراشات بانتفاخات تقوم بحركات النوم واليقظة. الأذنات عادة شوكية بدينة. يضم الجنس قرابة 1200 نوع مهدها المناطق المدارية وشبه المدارية الإفريقية والأسترالية، ممثلة في الوطن العربي بأنواع تلقائية وأخرى مستزرعة لصمغها ذي الاستعمالات الطبية والغذائية، ولحائها الغني بالمركَّبات العفصية المستعملة في الدباغة، ولخشب بعض أنواعها الذي يصلح لصنع الأثاث. ويزرع بعضها لجمال أزهاره أو لطيب عطره.
    يعد السّنط من أشهر الأشجار المكونة للغطاء النباتي في الوطن العربي، ممثلاً بما يزيد على 30 نوعاً من أصول إفريقية شرقية، وهذا ما دعا إلى تداخل التسمية المتناقلة لأغلب أنواعها. تنتشر أغلب أنواع الأكاسيا في الجنوب الغربي من الجزيرة العربية، وما تزال معلوماتنا محدودة حول هذه الأنواع، ولكننا نملك معلومات أوسع عن أكاسيا مصر وسيناء وفلسطين والعراق وجنوب إيران. وفيما يلي الأنواع المدروسة:
    الأكاسيا العربية Acacia arabica: نبات مستعمل في الطب وفي تغذية الحيوان وتزيين الشوارع، يتكاثر بالبذور، وينمو بصورة جيدة في المناطق الداخلية والساحلية مؤمناً ظلالاً خفيفة، تسقط أوراقه إذا ما تعرض لحرارة مرتفعة أو لنقص في التغذية المائية.يتحمل الملوحة من مرتبة 8000 جزء بالمليون. ترجع أصوله الجغرافية النباتية إلى الهند وإفريقية المدارية. يسمى بالعربية بشجر الصمغ العربي. ترتفع أشجاره حتى 9م، أغصانه منتشرة وأشواكه حادة. قشرة جذعه قاتمة، وثماره قرون تشبه المسبحة.
    الأكاسيا الأذينية الشكل Acacia auriculiformis: أشجار مزروعة من أصل أسترالي، تجود في المناطق الجافة، وفي الترب الصخرية الفقيرة متحمِّلة الإنارة الشديدة. ترتفع أشجارها حتى 12م، دائمة الخضرة، مدلاّة الأغصان، كثيفة الأوراق المتحولة إلى قِلدات سنانية. الأزهار صفر فاتحة. النورات سنبلية. الثمار قرنيَّة.
    الأكاسيا زرقاء الورق Acacia cyanophylla: نوع أسترالي مزروع للزينة تحوَّلت فيه الأوراق المركَّبة إلى قِلدات طولها من 10- 30سم. النَّورات عامرة بالأزهار الصفر الزاهية الألوان. بدأت زراعته في الوطن العربي منذ نحو 20 سنة.
    الأكاسيا الدقورة Acacia decurrens: الدقورة تعني الممتدة على الساق. أشجار زينة ترتفع طلعتها إلى 18م، دائمات الخضرة، كثيرات الأغصان. الأوراق ثنائية الراش. الأزهار صفر. الثمار قرنية مدلاَّة. يضم النوع ضروباً للزينة عديدة، تنبت في مختلف نماذج الترب، قادرة على تحمل الإنارة الشديدة، وملوحة من مرتبة 6000 جزء بالمليون. وهي شجرة أسترالية المنشأ، تُزرع في الحدائق والشوارع وتتكاثر بالبذور.
    أكاسيا إيرنبرغ Acacia ehrenbergiana: أشجار صغيرة أو جَنَبات شائكة. أشواكها طويلة أفقية، قد تنعدم تبعاً لبيئة النبات وعمره ومكان ظهور سوقه الثانوية. الثمار قرون خطية ملساء منجلية واضحة الاختناقات بين البذور، مستدقة النهاية. يألف النبات مسيلات الوديان والتربة خفيفة ملوحة المياه الجوفية.
    الأكاسيا الفرنيزيانية Acacia farnesiana: نبات زينة، من أسمائه المتناقلة: فتنة قرظ عنبر، وليس بينه وبين العنبر الحقيقي صلة. يزرع في الحدائق الخاصة وقلَّما يزرع في الشوارع. تستعمل أزهاره للحصول على العطر،كما تستعمل ثماره في الدباغة. وهي شجرة شائكة، طلعتها نحواً من خمسة أمتار. الأزهار صغيرة صفر اللون مجتمعة في نورة كروية. الثمار قرون أسطوانية غير متفتحة، تصبح عند النضج بنية اللون. وهو نبات أمريكي الأصل تحوَّل إلى عالمي الانتشار في المناطق المدارية،صمغه من الأنواع الممتازة. تستعمل أزهاره في جنوب أوربا لصنع العطور. القشور والبذور مستعملة في الدباغة. يستعمل سياجاً جيداً للفصل بين البساتين.

    الشكل (2) أشجار الطلح واسمه العلمي الأكسيا الملتوية Acacia tortiles
    الأكاسيا حاملة العسل Acacia mellifera: يزرع في مشاريع التحريج، ولصدِّ الرياح كسياج بين البساتين. النَّورات متطاولة بيضاء. القرون قصيرة عريضة.
    الأكاسيا العقربية Acacia scorpiodes: نبات مزروع للزينة في شوارع المدن الخليجية من أصول مدارية إفريقية. وهو نوع كثير الضروب تستعمل أخشابها في صناعة الأثاث الرخيص، وقشورها مستعملة في الدباغة، وترعى الجمال أغصانها الغضَّة وأوراقها.
    الأكاسيا السيَّال Acacia seyal: شجرة حرجية أو سياجية أو صادة للرياح. النَّورات كروية صفراء. القرون صغيرة وطويلة.
    الأكاسيا الملتوية Acacia tortilis: أشجار أو جَنَبات ترتفع إلى ثمانية أمتار. تتفرع من القاعدة آخذة شكلاً مظلياً مسطح التاج كما يظهر في الشكل (2). الفروع الرئيسة محمرَّة جرداء، والأغصان الفتية محمرَّة زَغِبة.
    أنور الخطيب

  6. #306
    السنديان

    السنديان Quercus تسمية تطلق في سورية ولبنان على القرقس القلبريني Quercus calliprinos الدائم الخضرة. كما تطلق تسمية البلوط على القرقس المنفتك Quercus infectoria المتساقط الأوراق، وتستعمل تسمية العزر للدلالة على القرقس الأشعرQ.cerris المتساقط الأوراق الذي ينبت في الجبال العالية السورية اللبنانية، وتسمية الملول للدلالة على القرقس الطبرانيQ.ithaburensis شبه متساقط الأوراق، وتسمية البهش للدلالة على القرقس الفليني Q.suber الذي يستحصل منه الفلين. وتطلق تسمية السنديان في الكتابة العلمية التصنيفية مقابل التسمية اللاتينية قرقس Quercus. فالسنديان في هذا المفهوم، من الناحية التصنيفية، اسم جنس شجر مميز لغابات مناخ البحر المتوسط، أوراقه مفصصة، تستعمل أخشابه في النجارة وصناعة الأثاث.
    الصفات العامة لجنس السنديان
    السنديان أشجار أو جَنَبات، يؤلف مع الكستناء والزان الفصيلة الزانيَّة Fagaceae. تتعمق جذور بعض أنواع السنديان في التربة، في حين تنتشر انتشاراً سطحياً أفقياً في أنواع أخرى. الساق إما مفردة منتصبة متفرعة في جزئها العلوي تؤلف غابة (الشكل-1)، وإما متعددة متفرعة القاعدة تؤلف مِنْسغَة كثيرة الأغصان، (الشكل-2).
    الشكل (1)
    غابة السنديان القلبريني في الجبال الساحلية السورية في الطريق إلى الصلنفة
    الشكل (2)
    مِنسغة السنديان القلبريني في الجبال الداخلية السورية في قرية برقش في جبل الشيخ
    البراعم الورقية إما جانبية مدورة متطاولة مستديرة النهاية أو مدببة، وإما نهائية علوية عريضة وكبيرة. الأوراق متعاقبة، بسيطة، مسننة أو مفصصة أو مجزَّأة أو ريشية العروق، ونادراً ما تكون كاملة الحافة. وهي إما دائمة أو متساقطة كلها كما في السنديان الأشعر Quercus cerris، وقد تبقى الأوراق عالقة بالشجرة شتاءً أو في جزء منه، مثل ذلك السنديان القلبريني Q.calliprinosالذي يحتفظ بأوراقه طوال الشتاء ويفقدها في مدة قصيرة تسبق ظهور الأوراق الجديدة. وتصادف عادة كل الحالات الممكنة بين الأنواع ذات الأوراق الدائمة في الشتاء وتلك التي تتساقط كلها في الخريف. الأذنات stipules اثنتان متطاولتان أو خيطيتان أو متساقطتان، وربما تكون أذنات الأوراق العلوية دائمة. الأزهار وحيدة الجنس وحيدة المسكن: المذكرة مجتمعة في نورات هُريرية رفيعة متهدلة إبطية، والمؤنثة وحيدة الزهرة أو قليلة عدد الأزهار، إبطية أو قمِّية. الثمار جافة غير متفتحة تدعى بلوطة (الشكل- 3)، محاطة بقمع مؤلف من حراشف متلاصقة دقيقة متطاولة ومتراكبة.

    الشكل (3)
    ثمار السنديان المكونة من بلوطات محاطة بأقماع حرشفية
    وتنضج الثمار في كثير من الأنواع في خريف سنة تَكَوُّن الأزهار وتُحمل على أغصان عمرها سنة واحدة. وقد يستغرق نضج الثمار عامين في بعض الأنواع حيث تُحمل على أغصان عمرها سنتان. وهكذا تُحمل الأزهار الأنثوية الفتية على أغصان عام تَكَوُّنها في حين تُحمل الثمار على أغصان عمرها سنتان.
    وتثمر الأشجار المتحدرة من أخلاف أبكر من تلك التي تحدرت من تكاثر بذري. كما تثمر الأشجار التي تنمو على أرض فقيرة أبكر من الأشجار التي تنمو على أرض خصبة غنية.
    وتثمر أنواع السنديان في حوض المتوسط دورياً، أي إن الإنتاج الثمري الغزير يحدث كل سنتين أو كل ثلاث إلى عشر سنوات. ومن النادر أن يمر عام دون أن تعطي الأشجار بعضاً من الثمار.
    التوزيع الجغرافي للسنديان
    ينتشر أغلب أنواع السنديان في المناطق المعتدلة من العالم القديم ومن القارة الجديدة، خاصة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية (أوربا، حوض المتوسط، منطقة الهيمالايا، الصين، اليابان، الولايات المتحدة الأمريكية، المكسيك). وينتشر بعض أنواع السنديان المنتسبة إلى جُنَيْس دائري الحراشف Cyclobalanopsis في المنطقة المدارية وشبه المدارية من آسيا وماليزيا.
    ويُعد السنديان من الأنواع المتمتعة بِوُسْعَةٍ حرارية وجفافية وتُرَبية وجغرافية. إذ ينبت في المناطق الحارة والباردة والرطبة وفي التربة الكلسية أو السيليسية وفي المناطق الجبلية أو السهلية أو الشاطئية. وقد وُجدت بقايا جيولوجية من السنديان ترجع إلى الكريتاسي السفلي في مواقع متعددة من الكرة الأرضية، في نصفيها الشمالي والجنوبي، ترجع إلى الكريتاسي السفلي.
    أهمية السنديان التاريخية
    احتل السنديان أهمية تاريخية عريقة، استمدت من سعة انتشاره، وتعدُّد طرائق استعماله، وضخامة أشجاره. فقد كان للسنديان مكانة مرموقة في الطقوس الدينية القائمة على عبادة الأشجار في دول البحر المتوسط. وفي بريطانيا وحتى نهاية العصور الوسطى، كان للسنديان قدسية خاصة. وفي جبال البيرينيه ساد الاعتقاد أن من يقطع شجرة سنديان توزا (سنديان البيرينيه) Q.tauza يموت في العام نفسه، لذلك سميت أشجاره بأشجار اللعنة. وساد الاعتقاد في فرنسا وإيطاليا بارتباط سوء الطالع بقطع أشجار السنديان.

    الشكل (4) غابة السنديان القلبريني في الجبال السورية في منطقة مزار الشيخ سعد في الطريق إلى الدريكيش
    وكان القسم الأكبر من سفوح الجبال الساحلية المحيطة بالبحر المتوسط مكسواً بغابات السنديان التي لم يبق منها في الوقت الحاضر إلا النزر اليسير؛ فقد أتلفت جحافل الليغوريين التي انطلقت من جنوب غربي أوربا من المناطق الواقعة بين مرسيليا وإيطاليا على هذه الغابات. وازداد الأمر سوءاً في العهد الروماني الذي عمل على إزالة الغابات التي كانت تُعيق تقدم جيوشه. ويذكر التاريخ تدشين قيصر لعملية قطع الأشجار، وكذلك مشاركة مالكي الأحراج في قطعها في حوض البحر المتوسط للتهرب من دفع الضرائب للامبراطورية الرومانية، وقد قوبل هذا التخريب في غابات المتوسط باتجاه ديني محافظٍ على الأشجار. ففي جوار بعض المزارات المقدسة كانت تترك بعض الأشجار أو بعض مكونات الغابة المحلية دلالة على الاحترام والتقديس، (الشكل- 4)، وقد ساعدت هذه المزارات بما تضمه من غطاء نباتي، على معرفة طبيعة الغابات التي كانت سائدة فيما مضى في تلك المواقع وتعرف حالتها.
    وقد أتت عوامل التطور بأنواعه على جلّ غابات المنطقة المتوسطية التي مازال السنديان بأنواعه المتعددة يشكل القسم الأعظم منها، فهو يدخل في تكوين طرازيْن من الغابات يختلفان بيئياً ومظهرياً: الطراز الأول يسمى بغابات السنديان ذي الأوراق دائمة الخضرة، والطراز الثاني يسمى بغابات السنديان ذي الأوراق المتساقطة، المعروف محلياً بالبلوط.
    أنواع السنديان المتوسطية
    1ـ السِنْدِيان العادي أو القِلِبْريني Quercus calliprinos: شجرة قد يتجاوز ارتفاعها عشرين متراً، كثيرة التفرع والفسائل إذا قطعت؛ الأوراق دائمة (عدة سنوات)، ذات عنق قصير، قاسية، مسطحة أو مجعَّدة، ذات حافة مسننة شوكية. تنضج ثماره في عامين؛ وتعطي كل ثمرة بلوطة بيضوية محاطة بقمع نصف كروي مغطّى بحراشف سفلية منطبقة على القمع، تتلوها حراشف علوية سنانية منتصبة أو ممتدة إلى الأسفل (الشكل- 3).
    وينتشر السنديان العادي في المناطق الشرقية من البحر المتوسط وغربي آسيا. في إيران والعراق وسورية وتركيا ولبنان وفلسطين والأردن واليونان وكذلك في ليبيا. يقابل ذلك السنديان القرمزي Q.coccifera المنتشر في القسم الغربي من منطقة البحر المتوسط. وهو ينبت في الأراضي الفقيرة والصخرية، غير متأثرٍ بالتركيب الكيميائي أو الفيزيائي للتربة؛ ويصادف على أنواع مختلفة من الصخور ويقاوم البرد ويتحمل الجفاف إلى حدٍ ما.

    الشكل (5) السنديان المنفتك: غصن مثمر
    2ـ السنديان أو السنديان المنفتك Q.infectoria المعروف محلياً بالبلوط: شجرة يمكن أن يناهز ارتفاعها 20م وقطرها 130سم، الأوراق متساقطة، «بسيطة»، بيضوية متطاولة، مسننة أو مُفَرَّضة، وقد تكون شبه تامة. مسطحة أو متموجة الأطراف؛ حراشف قمع الثمرة منطبق بعضها على بعض ومكسوة بأوبار قصيرة؛ تنضج الثمار في السنة الأولى (الشكل- 5).
    وينتشر هذا النوع في تركيا وإيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين. وهو يؤلف في سورية غابات خالصة تكون نطاقاً غابياً مستقلاً يحتل الجبال الساحلية على ارتفاع 700 ـ 1000م عن سطح البحر، ويختلط إذا كان ما دون ذلك بالسنديان العادي أي البلوط والسنديان الأشعر أي العزر، والصنوبر والأرز والشوح. وقد بيَّنتْ دراسات توزع السنديان المنفتك في سورية وجود نوعيْن هما المنفتك ودقيق الورق.
    3ـ السنديان الأشعر، نويع الأشعر الزائف pseudocerris: شجرة كبيرة يمكن أن يصل ارتفاعها حتى 30 متراً وقطرها حتى 100سم. جذعها مستقيم مغطى بقشرة رمادية فاتحة فلينية تتخللها شقوق غزيرة طولانية وعرضانية. الأوراق مفصَّصة، والفصوص كاملة أو مقسمة، غير متساوية. الثمار ضخمة طولها ما بين 2.5 و3.5سم وعرضها ما بين 1.6 و2سم، أقماعها أسطوانية مغطاة بحراشف طويلة دقيقة مخرزية الشكل منطبقة أو مرتدة خارج القمع.
    وينتشر النويْع في سورية وفي جبال الأمانوس، في حين ينتشر النوع في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وصقلية وألمانيا الغربية ويوغوسلافيا والبلقان (الشكل- 6).
    4ـ السنديان القرمزي Q.coccifera: شجرة قد ترتفع إلى 15م، ويبلغ قطرها نحو 120سم. وتتميز بضخامة التاج وكبر الثمار التي يصل طولها إلى 4.5سم. ينتشر السنديان في اليونان وجزيرة كريت وجبال الأمانوس، وصقلية يستخرج منه صبغ أحمر كارمن تسببه غشائية الأجنحة Kermes vermilio.

    الشكل (6) السنديان الأشعر شجرة منفردة في الجبال الساحلية السورية في منطقة الشيخ سعد في الطريق إلى الصلنفة
    5ـ السنديان الفليني Q.suber: من أسمائه المتناقلة البهش، وهي شجرة جميلة إذا نمت في شروط مواتية. يبلغ قطر ساقها 200سم. قشرتها سميكة متفلِّنة مشققة. الأوراق دائمة بيضوية، مستدقة القمة مسننة جرداء خضراء قائمة السطح العلوي. الثمار متطاولة خَمِلَة، وهي تنضج في عام تشكلها، والأقماع مخملية إلى حدٍ ما. وينتشر السنديان الفليني في الحوض الغربي للبحر المتوسط في النطاقات المُناخية الحيوية الرطبة وشبه الرطبة، الحارة والمعتدلة. لا تناسبه التربة الكلسية، ويؤلف غابات رائعة في المغرب تغطي مساحات واسعة، كما ينتشر شرقاً في تونس وشمالاً حتى إيطاليا. ويستحصل الفلين التجاري من السنديان الفليني كل تسع سنوات إذ يبلغ ثخنه 2.5سم.
    6ـ السنديان الأخضر Q.ilex: شجرة جميلة متوسطة القد. أوراقها دائمة متباينة الأبعاد تراوح بين 1 و8سم طولاً و0.5 و5سم عرضاً، وهي بيضوية متطاولة تامة الحافة أو مسننة شوكية. الثمار حولية النضج محاطة بأقماع نصف كروية. ينتشر السنديان الأخضر في القسم الغربي من حوض البحر المتوسط حيث يشغل مساحة واسعة. ويمتد شرقاً إلى غرب اليونان. وينمو السنديان الأخضر نتيجة للاحتطاب الجائر في أفراد مبعثرة بعد أن كان يؤلف غابات كثيفة.
    7ـ السنديان الزَّان Q.faginea: شجرة خشنة القشرة، متساقطة الأوراق التي تبقى محمولة على الشجرة حولاً كاملاً حتى الربيع القادم. وهي متباينة الشكل والأبعاد، معنَّقة، متعرجة الحافة. أو مسننة مُفَرَّضة والثمار حولية النضج. وتنتشر غابات هذا النوعفي إسبانيا والبرتغال والمغرب والجزائر وتونس على نحو يشابه إلى حدٍ ما، من الناحية البيئية، أماكن انتشار غابات الأرز في بعض هذه الدول.
    8ـ سنديان البيرينية Q.pyrenaïca: شجرة متوسطة القد، أوراقها متساقطة غائرة الفصوص والثمار حولية النضج محمولة على أغصان العام نفسه. وتنتشر في المغرب لاسيما في المواقع الجبلية. كما توجد في إسبانيا وجنوب غربي فرنسا.
    أهم أنواع السنديان الأوربية
    1ـ السنديان المعلاقيQ.pedunculata: شجرة كبيرة يمكن أن يصل ارتفاعها إلى نحو 35م. تنتشر في القسم الأكبر من أوربا، من جنوب اسكندينافيا في الشمال حتى القفقاس في الشرق.
    2ـ السنديان اللاطئ الزهر Q.sessilflora: شجرة كبيرة يمكن أن يراوح ارتفاعها ما بين 35م و40م. وتنتشر في أوربا حتى القفقاس.
    ولهذين النوعين من السنديان قيمة اقتصادية كبيرة لاستعمال أخشابهما في مجالات كثيرة أبرزها صناعة الأثاث والمفروشات.
    استعمالات السنديان
    يُعد خشب بعض الأنواع، في مجال الصناعة، واحداً من أرقى أخشاب البناء والمفروشات، ومن أفضل أنواع أخشاب الوقود، إذ تزداد طاقته الحرارية بارتفاع كثافته. كما يعطي فحماً من النوع الجيد. وتختلف نوعية الخشب وخصائصه من نوع إلى آخر، كما تختلف باختلاف الشروط البيئية التي تنمو فيها أفراد النوع الواحد والأنواع المختلفة.
    من ثمار السنديان المرُّ اللاذع، ومنها الحلوُ الذي يصلح للاستهلاك كمادة غذائية. وتعادل القيمة الغذائية لثمار السنديان خليطاً من الذرة الصفراء والشوفان، مكونة من المركبات الآتية: 4% مواد دهنية، 7% مواد عفصية، 4% آزوت عضوي، 10% سكر، 3% رماد، 30 ـ 37% نشاء، 32 % ماء.
    وتمتاز ثمار بعض أنواع السنديان الهندي باحتوائها زيوتاً نباتية مثل زيت حمض النخل (18%) وحمض الزيت (82%). كما تحتوي ثمار أنواع هندية أخرى على نحو 61% من السكريات مما يجعلها مصدراً لاستخلاص الكحول.
    يرجع تاريخ استعمال الفلين إلى الإغريق والرومان على الأقل. ويستحصل على الفلين التجاري من السنديان الفليني. ويتألف الفلين من القِلْف الخارجي المنزوع من الشجرة من دون إتلاف القِلْف الداخلي الذي يولِّد كل عام طبقات جديدة من الفلين. ويستحصل على الفلين بعمل قطاعات عمودية وعرضية في الشجرة بوساطة بلطات أو مناشير خاصة. وتُنزع أجزاء كبيرة من القِلْف الخارجي دون خدش القِلْف الداخلي الذي قد يمنع تكوين القِلْف الجديد أو قد يودي بحياة الشجرة. ويقشَّر الفلين عادة في منتصف الصيف أي في مرحلة نشاط حركة النسغ، وتستعمل لهذه الغاية السوق الرئيسية والأفرع الكبيرة. ويُنزع الفلين أول مرة من أشجار يراوح عمرها بين 15 و18سنة ومن ارتفاع ما بين 2 و3م، ويعرف هذا بالفلين البِكر أو المذكَّر، وهو فلين قاس غير متجانس رديء، ذو قيمة منخفضة؛ ثم تُتابع عملية التقشير كل تسع سنوات. ويستحصل على أجود أنواع الفلين انطلاقاً من التقشير الثالث. وتعيش الشجرة ما بين 100 و500 سنة، ومتوسط إنتاجها من 200 إلى 250كغ. يتمتع الفلين بخصائص صناعية مهمة، فهو خفيف الوزن يطفو بسهولة على سطح الماء، سهل الانضغاط، مرن يتحمل الصدمات، ناقل رديء للحرارة وغير نفوذ للرطوبة والسوائل ويمتص الصوت والاهتزازات.
    المنتجات الثانوية لأحراج السنديان
    تمثل الكمأة أحد النواتج الثانوية التي تقدمها أحراج السنديان الأزغب أو الوبري Q.pubescens المنتشرة في أوربا، إذ تستضيف جذور هذه الأشجار فطر الدرن الأسود البزر أو البوغ Tuber melanosporum الذي يُوَلِّد أجساماً ثمرية معروفة باسم الكمأة السوداء عالية القيمة الاقتصادية.
    كما تشكل المواد العفصية الموجودة في العصارة الخلوية، وفي القِلْف والخشب والأوراق والجذور والثمار والعفصات التي تستعمل بكثرة مصدراً للمواد الدباغية. والعفصات أورام تكونت على أفرع شجرة السنديان المنفتك (البلوط) كرد فعل على الضرر الناتج من عملية وضع البيض لأحد أنواع الحشرات. وقد استخدم عفص البلوط المعروف تجارياً بعفص حلب، لأول مرة في القرن الحادي عشر، في صناعة حبر الكتابة.
    تستعمل أوراق كثير من أنواع السنديان مواد علفية رعوية. كما أن أوراق عديد من الأنواع النامية في آسيا الشرقية تستخدم في تربية دودة القز.
    محمد نبيل الشلبي

  7. #307
    السنّوريات

    السنّوريات Felidae فصيلة من الثدييات[ر] رتبة اللواحم Carnivora، تضم الأسد[ر]، والنمر[ر] بأنواعه المختلفة، المبرقع leopard والأسود والمخطط (الببر) tiger، واليغور (النمر الأمريكي المرقّط) jaguar، والوَشَق lynx (الشكل ـ1)، وأسد الجبال (البوما puma أو الكوجر couger) (الشكل ـ2)، إضافة إلىالهر المعروف بأنواعه المختلفة. وهي حيوانات متجانسة الصفات، رؤوسها مدوّرة، ومشيتها إصبعية digitigrade وراحتها مرنة، توفر لها مشية هادئة ناعمة. وأطرافها الأمامية خماسية الأصابع والخلفية رباعيتها. وهي حيوانات قوية البنية متطورة الذكاء وعالية الحساسية، محبة للسيطرة وتكافح بشراسة من أجل بقائها.

    الشكل 1 الوشق

    الشكل 2 أسد الجبل

    تختلف حجوم أفراد هذه الفصيلة وأوزانها، فالنمر ضخم يزن الذكر بين 250 و300كغ، بينما القطط الصغيرة تزن بضعة كيلو غرامات فقط. لكل السنوريات ذيول متمايزة تساعدها على توازنها، ولاسيما في أثناء سقوطها في الهواء، إلا سلالتين من الهررة من دون أذيال، واحدة في جزيرة «مان» في إنكلترا والثانية في اليابان.
    والسنوريات من الحيوانات اللاحمة الشديدة التكيف لاصطياد الطيور والثدييات الأخرى، فأيديها متكيفة للقبض على الفريسة، تساعدها على ذلك مخالبها القوية والمدببة والقابلة للانكماش، ماعدا بعضها الذي يحفظ مخالبه ضمن أغماد جلدية تحجب قاعدتها في أثناء الراحة.
    تمارس السنوريات الصيد بمهارة، فهي تقفز على فريستها وتقتلها بالإمساك بها بين فكيها من رقبتها. وتقفز القطط لتمسك الطيور الطائرة بأطرافها الأمامية، مستخدمة في ذلك أطرافها الأمامية المزودة بعضلات قوية. جهازها الفموي متخصص للقبض على فرائسها حية، وهي لا تمضغ غذاءها بل تبتلعه قطعاً كاملة من دون تجزئتها. يساعدها على ذلك قحفها القصير الذي تنمو عليه عضلات قوية خاصة مما يكسبها قوة في الإطباق على الفريسة والعض.
    وتمتاز السنوريات بقلة عدد أسنانها، فهي لا تتجاوز الـ 32 سناً، وأكثرها له 30 سناً، في حين للكلب 42 سناً، لكنها تمتاز بأنيابها الحادة التي تستخدمها لتمزيق لحم فرائسها.
    للسانها وظائف آلية تتجاوز التذوق، يلاحظ على سطحه العلوي حليمات مخروطية الشكل محاطة بأغماد شديدة التقرن مما يكسب اللسان مظهر المِبْرَد.
    يغطي جسمها فراء تختلف ألوانه من الأشقر أو الرمادي أو البني، تزينه بقع وخطوط سود تختلف باختلاف الأنواع. وتستفيد هذه الحيوانات من تخطيط جسمها وبرقعته في التخفّي بين الأعشاب للتربّص بالفريسة ومباغتتها. كما تكيفت بعض السنوريات للعيش في المرتفعات الجبلية، مثل أسد الجبال، أو للسير على الجليد مثل النمر الأبيض.
    السنوريات ذات أعضاء حس نامية جداً، وخاصة حاسة الإبصار، الممثلة بكبر العيون وحدّة الإبصار، مما يساعدها على رؤية الفريسة من مسافة بعيدة. وهي سريعة حركة حدقة العين بقابلية تقلصها وسرعة تكيفها بما ينسجم مع كل الشروط الضوئية.
    تنتشر السنوريات في كل القارات عدا القارة الأسترالية، ويقتصر وجود بعضها على مناطق محددة من الكرة الأرضية، مثل النمر الأسود الذي يقتصر وجوده على سومطرة وبورنيو وجاوا. وهي تعيش جماعـاتٍ، وتستطيع القفز على الأشجار من غصن إلى آخر بدقة نظراً لحدة بصرها، شأنها شأن القردة.
    تمارس السنوريات السباحة بمهارة، وتلجأ بعض أنواعها إلى الاستحمام بالماء، حيث تقضي فترة لا بأس بها من النهار. ولليغور والكوجر والوشقالقدرة على القفز وقطع الأنهار.
    وبحسب تعظُّم العظام اللامية في حنجرتها تُميّز في السنوريات مجموعتان: مجموعة عظامها اللامية غير كاملة التعظم تصدر أصواتاً قوية تسمى بالزئير، كما عند الأسود والنمور. ومجموعة عظامها اللامية كاملة التعظم محددة حركة الحنجرة، لذلك تصدر أصواتاً خفيفة تسمى «المواء»، وهذه حالةالوشق والقطط البرية والأهلية، ويكون لموائها عادة هدير مستمر أثناء التنفس، وهو انفعالي غريزي.
    بشير الزالق


  8. #308
    السوس

    السوس Weevils ومفردها سوسة، حشرات من فصيلة الخنافس الخرطومية Curculionidae ورتبة غمديات الأجنحةColeoptera، تتصف بامتداد مقدمة رأسها للأمام على شكل خرطوم ينتهي بأجزاء فم قارضة. قرون استشعارها صولجانية متضخمة القمة، تتمفصل على جانبي الخرطوم الذي قد يطول ويستدق ليتجاوز طول جسم الحشرة عند بعض الأجناس مثلCurculio وBalaninus (الشكل -1)، أو يقصر فيصبح عريضاً عند بعضها الآخر، كما في الأجناس Otiorrhynchus وSitona. وهي تمر خلال مراحل تطورها الكامل Holometabola بطور البيضة التي تضعها الإناث في نقر تجاويف تحدثها بخرطومها في الجزء المصاب من النبات. يفقس البيض عن يرقات عديمة الأرجل مقوسة الشكل مدببة الطرف الخلفي، يختلف لونها بين الأبيض والأخضر حسب النوع (الشكل -2). تتحول اليرقات إلى عذارى، لتعطي الحشرات الكاملة، التي تختلف اختلافاً كبيراً في أحجامها وأشكالها وألوانها التي تحاكي غالباً لون الوسط الذي تعيش فيه.

    الشكل 1 الشكل العام للسوس

    الشكل 2 يرقة السوس

    حشرات السوس بأجمعها نباتية التغذية، تتغذى يرقاتها داخل الأنسجة المتطفل عليها والتي قد تكون براعم أو سوقاً أو أعناقَ أوراقٍ أو جذوراً أو حبوباً أو أخشاباً إلخ...
    تعدّ فصيلة السوس من أكبر الفصائل بأعداد الأنواع التابعة لها في المملكة الحيوانية، إذ ينتمي لها ما يزيد على 65000 نوع، سجل منها في سورية 105 أجناس تضم 650 نوعاً. لبعضها أهمية اقتصادية بالغة محلياً وعالمياً لما تحدثه من أضرار.
    ومن أكثرها انتشاراً وشهرة في العالم أنواع السوس من الجنس Sitophilus Calandra) (الشكل -3) والمتخصص في مهاجمة الحبوب النجيلية كالقمح (سوسة القمحS.granaria L.) والشعير والأرز (سوسة الأرز S.oryzea L.) والذرة (سوسة الذرة S.zeamais L.). تضع إناث الأنواع المذكورة بيوضها في نقر تحدثها في سطح الحبوب. تتوجه اليرقات بعد فقس البيض إلى داخل الحبة حيث تتغذى بمحتوياتها متابعة تطورها. تترك الحشرات الكاملة الحبوب من خلال ثقوب غير منتظمة تحدثها ولتعيد دورة حياتها.
    الشكل 3 سوسة القمح والأرز
    1ـ الحشرة الكاملة لسوسة ا لأرز، 2ـ الحشرة الكاملة لسوسة القمح، 3ـ أعراض الإصابة على الحبوب (ذرة، شعير، قمح، أرز، معكرونة) 4ـ وضع البيض في تجويف صمن المادة الغذائية، 5ـ اليرقة، 6ـ العذراء، 7ـ الحشرة الكاملة ضمن الحبة

    تعالج الحبوب المصابة بتعقيمها باستخدام الحرارة الجافة أو باستخدام الغازات السامة أو بتقانة التشعيع بأشعة غاما.
    ومن أنواعها أيضاً سوسة المشمش الذهبية Rhynchitus aurauts (Scop). التي تتلف الحشرات الكاملة الأزهار، بينما تهاجم اليرقاتُ الثمار، وسوسة التفاح R.ruber (Fain) حيث تهاجم الحشرات الكاملة ثمار التفاح، وسوسة براعم التفاح Anthonomus pomorum (L). التي تسبب جفاف البراعم والأزهار وانخفاض محصول الثمار، وسوسة لوزات القطن A.grandis المنتشرة في أمريكا، والتي تسبب خسارة كبيرة في محصول القطن هناك، وسوسة النخيل الحمراء Rhynchophorus ferrugineus (oliv) التي دخلت شبه الجزيرة العربية عام 1985، وتسببت في القضاء على مئات الألوف من أشجار النخيل.
    وتتطفل أنواع السوس من جنس Sitona وHypera على النباتات البقولية، فتهاجم الحشرات الكاملة الأوراق، وتتلف يرقاتها الجذور والعقد البكتيرية. وتُتْلَف أوراقُ العديد من الأشجار المثمرة من قِبَلِ عدة أنواع من السوس التي تنتمي للجنسOtiorhynchus، أما أنواع الجنس Apion فتتصف بصغر حجمها ودقة خرطومها، إذ تثقب أوراق وبراعم وبذور العديد من النباتات البرية منها والاقتصادية. وتتلف سوسة ثمار البطيخ Baris grannulipennis (Tourn)، الثمار داخلياً فتصبح غير صالحة للاستهلاك البشري. وتهاجَم سوقُ وجذورُ نبات الشوندر من قِبَلَ يرقات سوسة الشوندر Lixus junci، وتحفر بعضُ أنواع السوس من الجنسCurculio في ثمار البلوط والبندق والكستناء. أما أنواع السوس التي تنتمي للأجناس Pissodes وCossomus وHexarthrum فتهاجم الأخشاب الجافة والرطبة على السواء فتوصف بالتسوس.


    الشكل 4 سوسة القول الكبيرة، بذور فول مصابة
    ومن أنواع الخنافس التي يطلق عليها بعضهم اسم السوسWeevils أفراد فصيلة خنافس البقول Bruchidae التي تسمى سوسة البذور. وهي حشرات تخصصت في حفر وإتلاف بذور النباتات البقولية على اختلافها وتنتشر في أرجاء العالم، وتتصف بصغر حجمها الذي يتناسب مع حجم البذور المصابة. يكسو جسمها حراشف كالوبر تأخذ ألواناً تميز أنواعها. تبدأ الإصابة بالحقل وتنتقل اليرقات ضمن البذور إلى المستودعات حيث تتابع تطورها، تتحول إلى عذارى فحشرات كاملة ضمن البذور، وتخرج الحشرات الكاملة من البذور المصابة من ثقوب دائرية منتظمة، لبعضها القدرة على استمرارية الإصابة في المخازن على البذور الجافة، كسوسة البازلاء Bruchus pisorum L.، في حين لا تتمتع أنواع أخرى بهذه الخاصة كسوسة الفول الكبيرة B.rufinanus (الشكل -4)، تعالج البذور بتعقيمها بالغازات السامة مثل غاز الفوسفين.
    كما تصاب الأخشاب والأثاث الخشبي بالتسوس (ظهور آثار ثقوب دقيقة يصاحبها نشارة خشبية ناعمة) نتيجة إصابتها بخنافس فصيلتي Anobiidae وLyctidae التي تتصف بصغر حجمها وعدم وجود الخرطوم. وهي تعيش في أنفاق داخل الخشب حيث تضع بيضها وتعيش يرقاتها وتوجد عذاراها. تعالج الأخشاب المصابة بالتسوس باستخدام المواد الكيميائية الحافظة وبمعالجتها بالحرارة الرطبة أو الجافة.
    أحمد زياد الأحمدي

  9. #309
    السوطيات

    السوطيات Flagellata وحيدات خلية تعتمد في حركتها على سوط واحد أو أكثر. يعدها بعض الباحثين أكثر وحيدات الخليةبدائية، ومنها انحدرت مجموعة جذريات الأرجل [ر] بسبب تنوع المتحولات السوطية. وعلى العكس من ذلك يعتقد باحثون آخرون أن جذريات الأرجل هي البدائية ومنها اشتقت السوطيات، كما تعد مجموعة الأوبالينا Opalina حلقة وصل بينها وبين الهدبيات[ر]. ويعتقد أن النباتات كثيرات الخلايا اشتقت من السوطيات النباتية التي تعيش على شكل مستعمرات، كما اشتقت الحيوانات كثيرات الخلايا (الإسفنجيات[ر]) من مستعمرات السوطيات المطوقة.
    بنيتها العامة

    الشكل1 الأوغلينا

    الشكل 2 التريبانوزوما

    خلايا السوطيات بسيطة البنية، وحيدة النواة غالباً، وقد تكون متعددة النوى. أنواعها المائية العذبة ذات فجوات نابضة تساعد في طرح الماء الزائد (الشكل-1). جسيماتها الشبكية dictyosomes تحولت إلى جهاز قرب قاعدي parabasale إفرازي، يرتبط بالقلم المحوري axostyle المشتق من الجسـيم المركزي centrosome. يتشكل السوط في الخلية انطلاقاً من الجسيم المركزي الذي يتحول قسم منه إلى الجسـيم الحركي cinetosome، الذي ينقسم عدة مرات ليشكل عدة سياط. وهو يمتد بنهاية حرة، أو ينثني نحو الخلف، ويلتصق بجزء منه على جدار الجسم فيتشكل غشاء متموج، كما في التريبانوزوما (الشكل -2). تساعد السياط على السباحة والتنقل في الأوساط المائية، كما تساعد على اقتناص الغذاء إذا كان للسوطي فم خلوي. وقد يختفي القسم الحر من السوط عند الأنواع المتطفلة، مثل الليشمانيا[ر].
    تكاثرها
    تتكاثر السوطيات بالانشطار الثنائي الطولي، في الظروف المواتية. وإذا ما أصبحت الظروف غير مناسبة فإنها تلجأ إلى التكيس فتحيط الخلية بغلاف واق، يتفتح لدى تحسن الظروف، فتخرج الخلية منه وتعود للانشطار من جديد.
    وتلجأ بعض السوطيات النباتية إلى التكاثر الجنسي في الظروف غير المواتية، انطلاقاً من انقسام البيضة الملقحـة انقساماً منصفـاً ينتج منه خلايا أحادية الصيغـة الصبغيـة تعيش مدة من الزمن تتكاثـر خلوياً بالانشطار، فيتشكل من بعضها أعراس ذكرية وأنثوية. وبعد التزاوج تتشكل البيضة الملقحة التي تحاط بغلاف واق، وتبقى كذلك إلى أن تتحسن ظروف الوسط. أما الأوبالينا Opalina (من السوطيات الحيوانية، وتتطفل على معي الضفدع) فتمر بمرحلة التكاثر الجنسي في معي الشرغوف بالتوافق مع مراحل تطور المضيف.
    السوطيات النباتية Phytoflagellata

    الشكل3 الفولفوكس
    هي سوطيات ذاتية التغذية، ذات صانعات خضر أو صفر، يحيط بها غشاء سيتوبلاسمي تغطيه قشيرة سيللوزية. تنتشر في البحار والمياه العذبة بشكل خلايا مفردة (مثل كلاميدوموناس Chlamydomonas) أو مستعمرات صغيرة سابحة (مثل Volvox) (الشكل -3) أو متثبتة. وتشكل ما يسمى بالعوالق النباتية phytoplankton وهي الحلقة الأولى في السلسلة الغذائية لجميع الأحياء المائية. وتكون كثيفة في بعض المناطق حتى إنها تصبغ الماء بلونها فيبدو أخضراً أو أصفراً أو بنياً بحسب لونها. ومنها أنواع تتعايش مع خلايا الحيوانات اللافقارية مثل الهيدرا الخضراء[ر].
    تعد مجموعة الأوغلينات Euglenoidinea حلقة وصل بين السوطيات النباتية والحيوانية، لأنها تقوم بالتغذي النباتي والحيواني وتختفي الصانعات الخضر منها في الظلام.

    السوطيات الحيوانية Zooflagellata
    سوطيات غيرية التغذية، تمتص الغذاء عبر سطح الخلية أو لها فم خلوي. ويعتمد في تصنيفها على عدد السياط. وهي تعيش حياة حرة متنقلة أو ثابتة في المياه العذبة أو البحار (مثل السوطيات المطوقة Choanoflagellata) أو متعايشة في نسج أو أجهزة حيوانات أخرى، (مثل مفرطات السياط Hypermastigida التي تعيش وتتكاثر في معي الحشرات آكلة الأخشاب، وعند عزل السوطيات خارج المعي تموت، كما تموت الحشرة جوعاً لأن السوطيات تهضم السيللوز وتحوله إلى مواد سكرية تتغذى الحشرة عليها). وبعضها يتطفل على حيوانات مختلفة (مثل السوطي بروتوموناس Protomonas الذي يتطفل على الزواحف، أو الليبتوموناس Leptomonas الذي يتطفل على مفصليات الأرجل[ر] والرخويات[ر]).
    السوطيات الممرضة

    الشكل 4 المشعرات

    الشكل 5 الجيارديا

    1ـ السوطيات الدموية: تعيش في دم ونسج الفقاريات والإنسان مثل التريبانوزوما والليشمانيا[ر].
    2ـ السوطيات المعوية: وتنتمي أهمها إلى الأجناس الآتية:
    أ ـ المُشَعَّرات Trichomonas : جميعها ذات شكل بيضوي مزودة بعدة سياط حرة من الأمام وسوط آخر يشكل غشاءً متموجاً، (الشكل -4)، منها:
    ـ المُشَعَّرة المعوية التي تعيش في معي الإنسان والحيوانات الآهلة، تتغذى بالبكتريا والمواد العضوية في المعي، لكن زيادة عددها قد تسبب الإسهال.
    ـ المُشَعَّرة المهبلية: وتعيش في المجرى البولي التناسلي عند الرجال وفي المهبل عند المرأة، تسبب حدوث إفرازات مخاطية مكان الإصابة، وتعالج بتأمين وسط حمضي.
    ـ المُشَعَّرة الفموية: تعيش في الفم، وكثرة عددها قد يسبب تقرحات وخراجات في اللثة.
    ب ـ الجيارديا Giardia: وتعيش أنواعه في معي الفقاريات والإنسان، شكله إجاصي، له ثمانية سياط طويلة ونواتان (الشكل -5)، يلتصق جسمه على النسيج المبطن للأمعاء، فيعوّق عملية الامتصاص في الأمعاء، ويسبب الإسهال وآلاماً معوية، ويبدي مقاومة للدواء بتشكيل أكياس.

    ج ـ هيستوموناس Histomonas: يتطفل على معي الطيور، ومنها النوع الذي يتطفل على كبد ومعي الدجاج الرومي ويسبب له مرض الرأس الأسود Black head الذي يفضي إلى موتها بأعداد كبيرة.
    منى حيدر

  10. #310
    السويداء

    السويداء albumen نسيج جنيني مؤقت، ناتج من إلقاح مضاعف يجري في الكيس الجنيني sac embryonnaire في النباتات مغلّفات البذور. اكتشف نحو عام 1900 من قبل الروسي نواشين Nawaschine والفرنسي غينيار Guignard.
    نشأة السويداء
    تنشأ السويداء في النباتات مغلفات البذور عن إلقاح مضاعف double fecondation. يجري بين نواتين مذكرتين بثلاث نوى أنثوية: تتحد النواة المذكرة الأولى مع البويضة الكروية لتكون نواة الزيغوت، أو البيضة الملقحة، المضاعفة الصيغة الصبغية النووية، في حين تتحد النواة المذكرة الثانية بالنواتين الثانويتين noyaux secondaires، أو ما سمي حديثاً بالنواتين القطبيتين، لتكوِّن بنية ثلاثية الصيغة الصبغية النووية المعروفة بالسويداء.
    بنية السويداء
    تختلف بنية السويداء باختلاف الزمر النباتية، وتتمثل بالنماذج الآتية:
    1ـ السويداء النووية: وهي مكونة من كتلة من نوى عديمة الحواجز الخلوية، ذات بنية مدغمة خلوية سينوسيتيةcoenocytique محاطة بسيتوبلاسما مشتركة، كما في سويداء بذور رتبة السبخيات[ر] Helobiales من مغلفات البذور.
    السويداء الخلوية: وهي مكونة من مجموعة من خلايا تكونت مباشرة بعد الإلقاح من انقسام النواة الثلاثية الصيغة الصبغية النووية، كما في سويداء بذور الفصيلة الفلفليةPiperaceae والفصيلة المركَّبة البتلات.
    تسود في السويداء النظامية البنية ثلاثية الصيغة الصبغية النووية. وقد يؤدي الشذوذ في الانقسامات الخلوية المتتالية إلى تكوين بنيات خلوية سويدائية مضاعفة الصيغية أو فرديتها. كما أن فقدان الإلقاح المضاعف يؤدي دوماً إلى تكوين بنية سويدائية مضاعفة الصيغة الصبغية النووية.
    البذور السويدائية والبذور اللاسويدائية
    البذور السويدائية: هي بذور يسبق فيها نمو السويداء نمو الجنين، غنية بالمدخرات المستمدة من النوسيل ثنائي الصيغة الصبغية النووية، شائعة في بذور الفصيلة النجيلية والسعدية والنرجسية والسوسنية والأوفوربية والبطباطية، والسرمقية، والقرنفلية، والحوذانية، والخشخاشية، والكرمية، والصخرية، والخيمية، والخلنجية، والدفلية، والصقلابية والباذنجانية والخنازيرية والجريسية والفوية. تتألف السويداء هنا من خلايا متجانسة، عديمة الفراغات بين الخلوية، غنية بالمدخرات النوعية، طبقتها الخلوية الخارجية غنية بالأنزيمات وبالمركبات البروتينية المساعدة على جعل المدخرات قابلة للانحلال بالماء.
    البذور اللاسويدائية: هي بذور يسبق فيها نمو الجنين نمو السويداء، هاضماً (أو مُلْتًهِماً) الخلايا السويدائية الثلاثية الصيغة الصبغية النووية فور تكونها، محتفظاً بالمدخرات في فلقاته المضاعفة الصيغة الصبغية النووية، كما في بذور الفصيلة الغارية، والزانية، والصليبية، والقرنية، والقلبية، والآسية، والكتانية، والحمحمية، والشفوية، والقرعية، والفاليريانية، والمركبة من البذور اللاسويدائية ما يهضم جنينها بعد خلايا السويداء خلايا اللحافات والمبيض، كما في بعض أنواع الفصيلة القلقاسية والخيزرانية، مكوناً بذوراً لاسويدائية بدون لحافات أو مبيض.
    السويداء المحززة: القاعدة في البذور السويدائية أن تكون ملساء السطح الخارجي، ولكن سويداء بذور بعض الفصائل تكون محززة، كما في سويداء بذور الفصائل: الأنونية Annonaceae، وفصيلة جوز الطيب Myristicaceae وبعض أنواع الفصيلة الفُوِّية Rubiaceae والنخيلية، إذ تتداخل بقايا النوسيل واللحافات في النسج السويدائية.
    طبيعة المدخرات السويدائية: تختلف طبيعة المدخرات السويدائية باختلاف الأنواع النباتية، وتتكون في جزء منها من نواتج هضم خلايا النوسيل ويأتي جزؤها الآخر من منتجات النسغ الكامل.
    من السويداء ما تكون من طبيعة نشوية كما في سويداء الحبوب[ر] من الفصيلة النجيلية، ومنها ما تكون من طبيعة زيتية كما في الخروع وجوز الهند، أو من طبيعة ألورونية مكونة من حبات الألورون grains d’aleurone المكونة لسويداء الفصيلة الخيمية والقرنية. أو من طبيعة نصف سللوزية hemicellulose قاسية الجدران الخلوية كما في سويداء بذور النخيل وبذور العاج النباتي المنتج من نخيل صغير منتشر في أمريكا الجنوبية Phytelephas macrocarpa تصنع منه أزرار العاج النباتي كروزو corozo، أو من طبيعة موسلاجية بكتيكية ناتجة عن تهلم غلف البذور كما في الحلبة والخرنوب والغليدتشياGleditschia.
    الدور الحيوي للمدخرات السويدائية
    تستهلك المدخرات السويدائية وقت الإنتاش تدريجياً، وتقوم السويداء بدور جنين زائف، ثلاثي الصيغة الصبغية، متطفّل على النبات الأم، الذي يغذي الجنين الحقيقي مضاعف الصيغة الصبغية النووية.
    السويداء في عريانات البذور
    شوهدت بعض حالات الإلقاح المضاعف في بعض عريانات البذور كالتنوب البلسمي Abies balsama والإيفدرا Ephdra.
    تتكدس المواد المدَّخرة اللازمة لنمو الأجنة، في عريانات البذور، بصورة نظامية في نسيج أحادي الصيغة الصبغية النووية يسمى بالأندوسبيرم endosperme، يقوم بوظيفة سويداء في مغلفات البذور مقدماً للأجنة مواد مدَّخرة ذات مستمدة من الطور العرسي وحداني الصيغة الصبغية، في حين تنتمي سويداء مغلفات البذور إلى الطور البوغي ضعفاني الصيغة.
    الأهمية الاقتصادية للسويداء
    يعد دقيق القمح والذرة والأرز من نواتج السويداء. فالقِرَبْسة caryopse أي الحبة من الحنطة هي ثمرة التحمت بذرتها الغنية بالسويداء النشوية بجدار المبيض، تاركة الجنين في وضع جانبي.
    إن اكتشاف الجماعات البشرية الأولى، في بلاد الشام والرافدين، لثراء هذه البذور وغناها بالمواد المغذية حثّتها على زراعتها منذ قرابة 12000سنة. فدقيق القمح، والحبوب الأخرى، مكوّن من النسج المتفككة بالطحن من هذه البذور. والنخالة المستبعدة مكونة من اللحافات الثمرية والبذرية. ويشكل دقيق القمح، في المناطق المعتدلة، ودقيق الأرز، في المناطق الحارة والرطبة، ودقيق الداخن أو الذرة البيضاء في المناطق الحارة والجافة، وغيرها أساس تغذية جميع البشر. إذ تضم قرابة 60% من المواد النشوية، و14% من المواد الآزوتية، و5% من المواد الدهنية وأملاحاً معدنية.
    وتستخلص المواد الدهنية من سويداء نخيل جوز الهند Coco butyracea ونخيل جوز البرازيل C.nucifera. يجفف الجزء المحيطي من سويداء جوز الهند المسمى كوبرا coprah = copra أولب النارجيل، ويضغط بالحرارة بالمكابس الهيدرولية، فيعطي مادة دهنية بيضاء تنصهر في درجة الحرارة 30 مئوية، تقدر بثلثي وزنه الجاف، كانت تستعمل في صناعة الشموع والصابون، وأصبحت اليوم تستعمل مكان الزبدة والدهون الحيوانية وتدخل في صناعة المرغرين والسمن النباتي الجامد.
    أنور الخطيب

صفحة 31 من 146 الأولىالأولى ... 212930 3132334181131 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال