صفحة 27 من 146 الأولىالأولى ... 172526 2728293777127 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 261 إلى 270 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 27

الزوار من محركات البحث: 64847 المشاهدات : 322119 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #261
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 24 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    دقيق الطرفين

    دقيق الطرفين Amphioxus، ويسمى أيضاً السهيم أو الرميح، واسمه العلمي Branchiostma lanceolatus، حيوان ينتمي لشعبة الحبليات Chordata، شعيبة حبليات الرأس Cephalochordata أو عديمات القحف Acrania، التي تمتاز بثلاث صفات رئيسة هي: الحبل الظهري ممتداً على طول الناحية الظهرية لجسم الحيوان، والحبل العصبي ممتداً فوق الحبل الظهري، وتحوّر الجزء الأمامي من أنبوب الهضم، أي البلعوم، إلى شقوق غلصمية (خيشومية) تنفسية.
    يستمد دقيق الطرفين أهمية علمية خاصة من بنيته الأساسية للحبليات وتعضيها، الأمر الذي دعا إلى دراسته بالتفصيل للوقوف على صفاته وميزاته وعلاقاته بالكائنات الحية الأخرى.
    صفاته الخارجية
    (الشكل -1) دقيق الطرفين
    دقيق الطرفين حيوان صغير الحجم يراوح طوله بين 5-6سم، يشبه السمك في جسمه المغزلي المتطاول المضغوط جانبياً الشاف، ونهايتيه الدقيقتين، تبرز الأمامية منهما بشكل الحيزوم ينفتح الفم على وجهه البطني، بينما تستدق نهايته الخلفية على شكل حربة تفتح قرب قاعدتها فوهة الشرج (الشكل -1). يفتقد دقيق الطرفين للرأس الواضح، وكذلك اللواحق، وتمتد على طول الخط المتوسط للحافة الظهرية للجسم استطالة غشائية تمثل الزعنفة الظهرية، التي تستمر دون انقطاع حتى مؤخرة الجسم، وتتابع امتدادها عريضة حول النهاية الخلفية على شكل الحربة مشكلة الزعنفة الذيلية، التي تستمر ممتدة على الناحية البطنية باتجاه الأمام فتشكل، على الخط المتوسط البطني، الزعنفة البطنية القصيرة، التي تمتد من فوهة الشرج حتى فوهة المنفذ البطني (التي تقع في مقدمة الثلث الخلفي من الجسم). وأمام المنفذ البطني تستمر هذه الزعنفة على جانبي الوجه البطني بانثناءين جانبيين، أي انثناء على كل جانب، يمتدان بدءاً من المنفذ البطني حتى الفم. يمثل هذان الانثناءان الزعنفتين الجانبيتين أو الاستطالتين الجانبيتين.
    بنيته الداخلية
    تسمح شفافية جسم الحيوان بمشاهدة بعض البنى والأعضاء الداخلية، فتظهر تحت اللحافة الجلدية، وعلى جانبي الجسم الطبقة العضلية المتقطعة والمتجزئة، حيث تبدو على هيئة قطع عضلية مرتبة في سلاسل يراوح عددها بين 55-62 شفعاً تسمى القطع العضلية، لكل منها شكل حرف V يتجه رأسه نحو الأمام. وتنفصل هذه القطع العضلية بعضها عن بعض بحواجز من النسيج الضام هي الفواصل العضلية أو الحجب الضامة.
    كما يرى بالشفوف أيضاً الحبل الظهري الذي يمثل الأساس للهيكل الداخلي الداعم للجسم لدى دقيق الطرفين الذي يبدو بشكل حبل أسطواني دقيق النهايتين، يمتد على طول الناحية الظهرية للجسم، يتوضّع فوقه مباشرة الحبل العصبي الممتد أيضاً، وبشكل مواز له، على طول الجسم دون أن يشكل في مقدمته دماغاً متميزاً.
    كما يظهر الأنبوب الهضمي بأجزائه المختلفة ممتداً على طول الناحية البطنية للجسم أسفل الحبل الظهري، فيبدأ بالتجويف الفموي على الوجه البطني للحيزوم، يبدو الفم في قاعه بشكل فوهة بسيطة في مركز غشاء يدعى الشراع، يحمل عدداً من المجسات الشراعية المهدَّبة (الهدابات الشراعية)، كما يحاط التجويف الفموي بأكمله بإكليل من الهدابات الفموية. يلي ذلك بلعوم ضخم يشغل تقريباً نصف طول أنبوب الهضم، يبدو على جدرانه أكثر من 100 شفع من الشقوق البلعومية الغلصمية، تنفتح على تجويف يقع بين جدار الجسم وأنبوب الهضم، يمثل حجرة حول الغلصمة يسمى الجوف حول البلعوم أو البهو الذي ينفتح للخارج بفوهة المنفذ البطني. يلي البلعوم مريء قصير يمتد منه نحو الأمام باستطالة أو امتداد مسدود على شكل ردب جانبي طويل يدعى الردب الكبدي، يتوضع على الجهة اليمنى للبلعوم. ويستمر أنبوب الهضم بمعي مستقيم ضيق، ينتهي في مؤخرة الحيوان بفوهة الشرج التي تنفتح للخارج على الجانب الأيسر من الزعنفة البطنية.
    تظهر بالشفوف أيضاً المناسل، وعددها 26 شفعاً مرتبة بانتظام على جانبي الجسم في منطقة البلعوم مقابل البهو، التي تبدو بشكل أكياس كروية مصطفة الواحدة تلو الأخرى. الجنسان منفصلان في دقيق الطرفين، ولا يمكن تمييز الذكر من الأنثىخارجياً.
    حياته
    تألف حبليات الرأس الشواطىء الرملية، حيث تحفر فيها مخرجة فقط نهاياتها الأمامية خارج الرمل، لذلك فإن لدقيق الطرفين طريقة حياة خاصة جداً، إذ ينتشر في شواطىء البحار الدافئة منطمراً أفقياً في الرمال الشاطئية نهاراً، يُبرز منها خارج الرمل فقط نهايته الأمامية حيث تكون الفوهة الفموية حرة.
    يغادر دقيق الطرفين الرمال ليلاً سابحاً بنشاط وسرعة كبيرة على جانبه البطني، وينام في أعماق المياه مستلقياً على أحد جانبيه.
    يتغذى دقيق الطرفين بالمتعضيات الصغيرة والجزيئات العضوية الدقيقة العالقة في الماء وهو مستقر في حفرته الرملية التي تبرز منها نهايته الأمامية المزودة بالمجسات والهدابات، تحرك تياراً مائياً يدخل من الفم ليخرج من فوهة البهو (المنفذ البطني). وهكذا يدخل الماء عبر التجويف الفموي محمَّلاً بالعناصر الغذائية، مع التيار من الفم إلى البلعوم، حيث يعبر الماء الشقوق الغلصمية إلى التجويف حول البلعوم بعد أن تتم عملية ترشيح مزدوجة، إذ تلتصق الجزيئات الغذائية بالخلايا المهدبة والخلايا المخاطية المبطنة للتجويف الفموي والميازيب البلعومية الموجودة ضمن تجويف البلعوم، وهكذا تتشكل عجينة غذائية
    تُدفع إلى الأمعاء حيث يتم الهضم بمساعدة عصارة الردب الكبدي، ويتم الامتصاص في الأمعاء، كما تتم في الوقت نفسه عملية التبادل الغازي في مستوى الشقوق الغلصمية البلعومية، وبذلك تنجز عملية التنفس ليخرج الماء الذي تم ترشيحه، عبر المنفذ البطني إلى الوسط الخارجي.
    وهكذا يقوم المجموع البلعومي الغلصمي بدور هام في التقاط الجزئيات الغذائية (التغذية) من جهة، وفي التبادل الغازي (التنفس) من جهة أخرى، إذ تنجز في مستواه، وفي آن واحد، عمليتا التغذية والتنفس.
    أهمية دقيق الطرفين من الناحية التطورية وموقعه بين الفقاريات واللافقاريات:
    احتفظ دقيق الطرفين بمخطط بنيوي قديم جداً قريب من البنية النموذجية القديمة للفقاريات. وقد دلت الدراسات على أن طريقة حياته الخاصة لم تعمل على تراجعه تشريحياً وإنما ساعدت على إيقاف تطوره وسمحت له أيضاً بالاحتفاظ بصفاته البدائية. لذلك تكمن الأهمية العلمية الكبيرة لهذا الحيوان في إظهاره بوضوح الصفات الرئيسية الثلاث المميزة للحبليات عامة، إضافة إلى بعض صفات الفقاريات. ففيه صفات الفقاريات الدنيا، التي تتجلى بوجود الحبل الظهري والحبل العصبي الظهري والبلعوم الغلصمي وتطور الوريقة الوسطى التي تشكل جوفاً عاماً وقطعاً عضلية وقطعاً تناسلية، إضافة إلى صفات عدة مختلفة تماماً تجعله أقرب، في تعضيه وبنيته، إلى الحلقيات أكثر من الفقاريات، إضافة إلى الهيكل والأنبوب الهضمي والجملة العصبية البسيطة وفقدان المجاري التناسلية والأعضاء السمعية والعيون المتمايزة ووجود الجوف حول البلعوم، إضافة إلى البشرة غير المطبقة (كما لدى اللافقاريات) مما يقربه من اللافقاريات.
    إن هذه الصفات المختلفة والمتباينة تؤكد أن دقيق الطرفين لا يمثل السلف المباشر للفقاريات، وبالتالي فقد اتفق علماء التصنيف على عدّ المجموعة التي ينتمي إليها دقيق الطرفين (حبليات الرأس) فرعاً اشتقاقياً مستقلاً موازياً لفرع الفقاريات، يقع بينها وبين الحبليات الابتدائية، وينشأ من الجذع السلفي للحبليات دون وجود أي ارتباط مباشر معه.
    لينة زهر الدين

  2. #262
    الدلفين

    الدلفين حيوان من الثدييات[ر]، متكيف مع الحياة المائية، كبير الحجم نسبياً، يسبح برشاقة ولمسافات طويلة لأنه ذو جسم انسيابي يشبه السمكة. تحورت أطرافه الأمامية إلى مجاديف بينما اختفت أطرافه الخلفية. ذيله مستعرض متفرع إلى شعبتين، يستخدم في دفع الجسم للأمام بتحركه نحو الأعلى والأسفل. رأسه ذو خطم يستطيل بوضوح نحو الأمام، وفي الفم ما يقارب 200-250 سناً حادة مخروطية الشكل.
    ينتمي الدلفين إلى رتبة الحوتيات[ر] Cetacea، رتيبة الحوتيات ذوات الأسنان Odontoceti، فصيلة الدلافينDelphinidae. يوجد منها 32 نوعاً تعيش في المياه المالحة وخمسة أنواع تعيش في مصبات الأنهار، حيث تستطيع الولوج مئات الكيلومترات نحو أعالي النهر. أطوالها بين 1.2-3 متر.
    أكثـرهـا شيوعـاً فـي البحر المتوسـط والشـواطئ السـوريـة الدلفين قاروري الأنف (Tursiops truncates)bottle-nose dolphin (الشكل) الذي يصل البلـوغ الجنسـيعنـد 5-12 سنة لدى الإناث و9-13 سنة لدى الذكور. ويتم التزاوج في الربيع، حيث يستمر الحمل 11 أو 12 شهراً، وتلد الأنثى عادة مولوداً واحداً يبدأ بالتنفس والسباحة بعد دقائق من الولادة. وتستمر عناية الأم بالمولود مدة تصل إلـى 18 شهراً. ومن التجارب التي أجريت على هذا النوعأمكن العلماء معرفة ذكاء الدلافين الرفيع. ومن الدلافين أيضاً الدلفين الشائع (Delphinus delphis) common dolphin الذي يُذْكَرُ في كثير من القصص الشعبية في دول البحر المتوسط. وقد أصبح هذان النوعان من الدلافين من الأنواع المهددة بالانقراض في البحر المتوسط، وتتخذ الآن التدابير المناسبة لحمايتهما. والواقع أن أخطر ما يهدد الدلافين حالياً هو الوقوع العرضي لها في شباك صيد أسماك الطون نتيجة لمهاجمتها لصيدات الأسماك، إلى جانب الصيد المباشر للأغراض التجارية، كاستخلاص زيت تزييت الساعات الحساسة من أجزاء الرأس، والتلوث وقلة الغذاء في الطبيعة بسبب الصيد الجائر للأسماك والأغذية الأخرى.
    تعيش الدلافين عادة في مجموعات كبيرة، وتسبح بسرعة قد تصل إلى 30كم/سا، وتتعمق في المياه حتى 300م وأكثر. وتتغذى بأسراب الأسماك التي تطاردها باتجاه الخلجان الضحلة، كما تتغذى بالحبَّارات والقشريات[ر] والأحياء المائية الأخرى، وتستهلك ما يقارب ثلث وزنها من الغذاء يومياً.
    تتنفس الدلافين الهواء الجوي من فتحة تنفسية في أعلى الرأس، إذ تُخْرِجُ رأسها في أثناء السباحة مرة كل دقيقتين تقريباً لتنفث هواء الزفير وتستنشق الهواء الجوي.
    عُرِفَ عن الدلافين إصدارها لنحو 20 نبرة صوتية كردة فعل لانفعالات معينة، بعضها يُطْلَقُ للتنبيه من خطر محدق أو للتواصل في أثناء السباحة الانفرادية وتجميع أفراد السرب عند السباحة السريعة، لكن ليس باستطاعة الدلافين في الطبيعة تجميع هذه النبرات إلى جانب بعضها بعضاً في جمل لتكوين لغة محددة. غير أن للدلافين قدرة فائقة على التعلم، حتى أنه يمكنها في الأحواض الاصطناعية تقليد صوت جملة من عدد من الكلمات. وقد أشار بعض الباحثين إلى أن الدلافين يمكنها تعلم لغة حقيقية مبسطة تتواصل بها مع الإنسان.
    تكتشف الدلافين غذاءها بطريقة الأمواج فوق الصوتية عالية التردد التي ترتد عن الأجسام المختلفة وبها يتم تمييز مثل هذه الأشياء.
    أمير إبراهيم

  3. #263
    الدوارات

    الدوارات rotifera متعضيات مائية مجهرية، يراوح طولها بين 40 مكروناً و3 ميليمتراً، ولكن طول الغالبية منها بين 100-500 مكروناً.
    وهي كائنات عالمية الانتشار cosmopolitan، يعرف منها نحو 1500 نوع متكيف مــع الأنماط البيئية المختلفة، يعيش معظمها في المياه العذبة، لكن بعضها يوجد في المياه المالحة. تعيش عادة سابحة أو عائمة على المياه أو زاحفة على القاع أو متثبتة على نباتات البرك أو في شواطئ البحيـرات. كما أن بعضها يعيش بين حبيبات الرمل. ويمكن لكثير من أنواع الدوارات تحمل فترات طويلة من الجفاف، كمــا أنها تتحمل التغيرات الحرارية.
    شكلها الخارجي
    يتمايز الجسم خارجياً إلى منطقة رأسية تحمل عضواً مميزاً مهدباً يسمى الإكليل corona، نتج من تحور النهاية الأمامية من الحيوان، ومنطقة جذع، ومنطقة ذيلية خلفية أو قدم. ويغطي الجسم قشيرة خارجية غير مهدبة ما عدا الإكليل المهدب. ولا يبدي الجسم تقطعاً unsegmented أو يكـون لـه تقطع كاذبpseudosegmented بحيث يبدو الجذع والقدم بشكل حلقات سطحية التقطع. وتكون القـدم أضيق من الجذع الذي يحمل ما يعرف بالأصابع (من 1-4)، وكذلك غدداً قدمية تفرز مادة لاصقة.
    للإكليل في مقدمة الحيوان غالبـاً شكل القمع، تؤدي حركة أهدابه إلى خلق ما يشبه الدولاب الدوار، لذلك يسمى هذا العضو أيضـاً بالعضو الدوار rotator.
    وترتبط أشكال الدوارات عادة بنمط حياتها وأسلوبه. فالأنواع الطافية مثلاً تكون أقرب إلى الشكل الدائري أو الكيسي، بينما تميل الأنواع الزاحفة والسابحة إلى الاستطالة والشكل الدودي، أما الأنواع اللاطئـة sessile فتتخذ شكل الكأس. ويلاحظ أن بعض الدوارات تعيش بشكل مستعمرات، وبعضها يعيش حياة طفيلية. وعلى الرغـم من كون معظمهـا شفافاً إلا أن لبعضها ألواناً جميلة، ولبعضها أشكالاً غريبة.
    تكاثرها
    الذكور عادة أصغر من الإناث، وتظهر في الجماعة في أوقات محددة، وفي بعض الأنواع لا تعرف فيها الذكور إطلاقاً.
    يتألف الجهاز التناسلي الذكري من خصية واحدة، تقود إلى قنـاة مهدبة هي القناة الناقلــة للنطاف، يلحق بها شفع من غدد البروستات، تنتهي بعضو التسافد. بينما يتحد المبيض في الجهـاز التناسلي الأنثوي مع غدد المح ليتشكل جسم خاص من مدمج خلوي syncitium. وتعبـر البيوض قناة البيض إلى المقذرة. وتحاط هذه البيوض بقشيرة وبعدد من الأغشية البيضية وبالمح. ويحدث السفاد عادة بطريقة الإخصاب والحمل تحت الجلد hypodermal impregnation وذلك لأن عضو التسافد في الذكرقادر على اختراق جدار الجسم في الأنثى من أي نقطة على جسمها، ويحقن المنويات في جوفها العام الكاذب. وتُنْتِجُ الدوارات أنماطاً متعددة من البيوض، منها أحادية الصيغة الصبغية haploid، ومنها ثنائية الصيغة الصبغية diploid. وهناك أيضاً أنماط متعددة من تنامي هذه البيوض، كما يعــرف فـي الدوارات أيضاً التوالد البكري الطبيعي parthenogenesis.
    تطورها
    الاعتقاد السائد عموماً هو أن الدوارات تمثل أكثر الديدان بدائيةً، وتعد الأشكال الزاحفـة منها الأكثر بدائية. ويعتقد أن هذه الحيوانات ربما اشتقت من الحيوانات التوالي الزاحفـة الأولى، أي المهتزات Turbellaria. وقد اقتُرِح مؤخراً ربط تطوري بين بعض الدوارات وشائكات الرأس Acanthocephala من خلال تشابه تركيب القشيرة، وكذلك من تشابه بنية الخرطوم، والتكون الجنيني.
    محمود كروم

  4. #264
    الدوران لدى الحيوانات

    جهاز الدوران هو الذي يؤمن نقل المواد الغذائية اللازمة للكائن الحي والغازات وتوزيعها في جسمه، إضافة لطرح الفضلات التي ينتجها الجسم. إضافة إلى أن ردود الفعل التي تبديها المتعضيات للهرمونات ما كانت لتحدث لولا جهاز الدوران الذي يقوم بنقل الهرمونات بوساطة الدم الذي يجري فيه.
    أنماط جهاز الدوران
    ميزت الدراسات المقارنة وجود نمطين من أجهزة الدوران في العالم الحيواني: ففي الفقاريات يجري الدم ضمن أنابيب محددة ذات أقطار صغيرة نسبياً هي الأوعية الدموية بأنواعها المختلفة : هي الشرايين والأوردة والشعيرات، أما في اللافقاريات فإن الدم يجري ضمن أوعية دموية في جزء من مسارها فقط، أما في الجزء الباقي فإنه يخرج ليصب في فراغات ضخمة بين الأحشاء التي تسبح ضمن بركة من الدم. لذا يميز في عالم الحيوان نوعان من أجهزة الدوران: (1) جهاز مفتوح يميز اللافقاريات، حيث يُضَخ الدم إلى الشريان الأبهر (الأورطة) الذي يتفرع إلى عدة شرايين تنفتح في سلسلة من الفضوات الدموية تسمى بمجموعها الجوف الدموي haemocoel حيث الضغط أخفض بكثير مما هو في الأوعية الدموية، ولذلك ينتقل الدم بين الأنسجة ببطء، ثم يرشح تدريجياً عائداً إلى القلب عن طريق أوردة مفتوحة النهايات. ويكون توزع الدم على الأنسجة خاضعاً لتحكم ضعيف. ويوجد هذا النمط من أجهزة الدوران في معظم مفصليات الأرجل[ر] وبعض رأسيات الأرجل[ر] والرخويات[ر] والقميصيات[ر]، و(2) جهاز مغلق يوجد لدى شوكيات الجلد[ر]، وبعض رأسيات الأرجل والرخويات والحلقيات[ر] والفقاريات[ر]، يَضُخُّ القلبُ الدمَ فيه بسرعة بشكل مستمر، ثم يعود إلى القلب ثانية. وهكذا يبقى الدم في هذا النمط من أجهزة الدوران، محصوراً في سلسلة من الأوعية النوعية ولا يُســـمَح لـــه أن يكون على اتصال مع نسج الجسم، وبذلك يكون توزيع الدم على النسج قابلاً للتحكم والضبط. وتكون الوسيلة الوحيدة للدخول إلى هذا الجهاز الدوراني والخروج منه عبر الأوعية الدموية فقط.
    المخطط العام للدوران لدى اللافقاريات
    يتم دوران المواد في وحيدات الخلية الحيوانية بانسياب السيتوبلاسمة على نحو رئيسي. أما لدى الإسفنجيات[ر] واللاسعات[ر] فيعتمد على حركات جدار الجسم، التي تحدث بفضل الخلايا العضلية الظهارية الموجودة فيها، وضربات سياط الخلايا التي تبطن أجوافها لتوليد تيارات مائية تؤدي إلى دوران الغذاء والماء والغازات المذابة (الشكل -1). وللشريطيات[ر]، مثل البلانارية Planaria (الشكل -2)، جسم رقيق جداً يساعد في دخول المواد وتبادلها مع مواد الأجواف اللمفية الدموية داخل المتعضية، بوساطة الانتشار.
    الشكل (1) الدوران لدى (آ) اللاسعات (ب) الاسفنجيات
    الشكل (2) الدوران لدى الشريطية بلانارية

    الدوران لدى الحلقيات: لدودة الأرض جهاز دموي متطور يدور فيه الدم ضمن جملة من الأوعية الدموية (الشكل -3). وأكبر هذه الأوعية هو الوعاء الظهري الذي يجمع الدم من جدار الجسم والقناة الهضمية والحبل العصبي والكلى. يسير هذا الوعاء على طول جسم الحيوان فوق أنبوب الهضم، ويجري الدم فيه بسبب التقلصات اللاإرادية لجداره نحو مقدمة الحيوان. ينتقل هذا الدم بمجموعة من «القلوب» الجانبية المتقلصة إلى وعاء بطني يجري فيه الدم نحو الخلف ويوزعه على أعضاء الجسم المختلفة. إضافة لذلك يتزود الحبل العصبي بالدم بوساطة وعاء تحت العصب.
    الدم عند الحلقيات أحمر لوجود الهيموغلوبين المنحل في البلاسما وليس في الكريات التي هي خلايا شبه أميبية (متحولة) عديمة اللون ذات وظيفة دفاعية فقط.
    الشكل (3) الدوران لدى دودة الأرض

    الدوران لدى مفصليات الأرجل: تقلص حجم الجوف في مفصليات الأرجل تقلصاً كبيراً واحتل مكانه الجوف الدموي، وهو شبكة من الفضوات المملوءة بالدم، لذلك تدعى الجيوب الدموية تتعلق فيها الأعضاء الداخلية. يندفع الدم في هذه الجيوب بفضل تقلص قلب ظهري يضمه جوف تأموري pericardium (الشكل -4). لا يحتوي دمها على الهيموغلوبين وإنما على الهيموسيانين، الذي يختلف عن الهيموغلوبين بوجود النحاس بدلاً من الحديد، وبذلك يتلون دم المفصليات باللون الأزرق في حالة الأكسجة ويكون من دون لون في حالة الإرجاع.
    الشكل (4) الدوران لدى الأربيان


    المخطط العام للدوران لدى الفقاريات
    للفقاريات قلوب عضلية محددة بطنية التوضع بالنسبة للأجهزة الأخرى، تكون مسؤولة عن ضخ الدم ونقله إلى جميع أنحاء الجسم. وتنقل الشرايين الدم من القلب، بينما تعيده إلى القلب الأوردة. وهناك جهاز آخر يدعى الجهاز البلغمي (اللمفاوي) يكمل نشاطات جهاز الدوران وفعالياته.
    نموذج الأسماك: يتخذ قلب الأسـماك شـكل حرف S (الشكل -5)، يحويه تجويف تأموري، ويتألف من حجرتين رئيسيتين، الأذينة والبطين. يسبق الأذينة جيب وريدي رقيق الجدران، ويلي البطين مخروط شرياني يوجه الدم إلى الأبهر البطني الذي يتفرع في كل جانب إلى أقواس أبهرية، منها خمس لدى الأسماك الغضروفية، وأربع لدى الأسماك العظمية، تمرر الدم إلى الغلاصم للتنقية والتشبع بالأكسجين. ثم يتجمع الدم في شريانين أبهريين ظهريين يوزعان الدم إلى جميع أنحاء الجسم.
    الشكل (5) تمثيل الدوران لدى الأسماك الغضروفية


    وهكذا يلاحظ أن جهاز الدوران لدى الأسماك بسيط لأن الدم يمر في القلب مرة واحدة على عكس الدوران المضاعف الذي سنلاحظه لدى زمر الفقاريات الأخرى.
    نموذج البرمائيات: يطرأ على الدوران لدى الضفادع تعديلات كبيرة ترتبط بنمط حياتها البرمائي. فقد ظهرت الرئتان كأعضاء تنفسية بدلاً من الغلاصم، ولم تعد ثمة حاجة لبقاء جميع الأقواس الأبهرية، فتبدل استعمال بعضها واختفى بعضها الآخر. وهكذا تشكل الشريانان السباتيان اللذان ينقلان الدم نحو الرأس (الشكل -6)، وبقيت قوسان أبهريتان تنقلان الدم المؤكسج إلى بقية أنحاء الجسم باتحادهما في الخلف لتشكيل الأبهر الظهري، وظهر الشريانان الرئويان الجلديان لنقل الدم غير المؤكسج من القلب إلى الرئتين والجلد.
    ضفادع (برمائيات) زواحف
    الشكل (6) تمثيل قلب الضفادع والزواحف

    أما القلب فيتألف من ثلاث حجرات، أذينتين وبطين واحد (الشكل -6). يعود الدم الذي تأكسج في الرئتين إلى الأذينة اليسرى عن طريق الوريد الرئوي، بينما ينتقل الدم غير المؤكسج من الجسم إلى الأذينة اليمنى عن طريق الوريدين الأجوفين الأمامي والخلفي. ينقبض الجوفان في الوقت ذاته وينقلان الدم إلى البطين المفرد، الذي بنيت سطوحه الداخلية بحيث تَحُول دون امتزاج الدم إلى حد ما. ويُمنَعُ امتزاج الدم أيضاً لدى مروره من البطين إلى الجيب الشرياني sinus arteriosus بوساطة دسام حلزوني يقسم الجيب بشكل غير مكتمل إلى ممرين متميزين. الممر الظهري يقود الدم إلى الشريانين الرئويين الجلديين اللذين يصدران فروعاً إلى الجلد وإلى الرئتين، بينما يأخذ الممر البطني الدم إلى القوسين الأبهريتين والشريانين السباتيين.
    وهكذا يتضح وجود دورتين متميزتين للدم، إحداهما تتبع الرئتين والأخرى تتبع الجسم، ويمكن عدّ ذلك دوراناً دموياً مضاعفاً، حيث ينتقل الدم من القلب إلى الرئتين للتنقية، فيما يسميه بعضهم «الدوران الصغير»، ثم يعود الدم إلى القلب ثانية قبل أن يذهب إلى الجسم، فيما يسميه آخرون «الدوران الكبير».
    إن عدم الفصل الكامل بين الدم المؤكسج والدم غير المؤكسج في هذا الجهاز يجعل من الجهاز الوعائي الدموي لدىالبرمائيات جهازاً خاصاً جداً يتلاءم مع الحياة البرمائية. فعندما يكون الضفدع غير نشط ينتشر الأكسجين إلى الشعريات الدموية المتوضعة تحت الجلد وينتقل إلى الأذينة اليمنى من القلب عن طريق الوريد تحت الترقوي، ولا تستعمل الرئتان إلا في ظروف العمل النشيط، وبذلك فإن الأذينة اليسرى تتلقى عادة مقداراً أقل من الدم المؤكسج.
    نموذج الزواحف: (الشكل -6) انقسم جيبها الشرياني الذي يخرج من القلب إلى ثلاثة مجار هي: جذع رئوي يخرج من البطين الأيمن، يأخذ الدم إلى الرئتين للتنقية، وقوسان أبهريتان، اليسرى منهما تنشأ من البطين الأيمن، واليمنى تنشأ من البطين الأيسر، تتحدان فيما بعد لتشكلا الأبهر الذي يوزع الدم إلى جميع أنحاء الجسم. أما السباتي فينشأ كفرع من القوس الأبهرية اليمنى. وهكذا تنفصل الأوعية الدموية الصادرة عن القلب بعضها عن بعض منذ منشئها من القلب.
    أما البطين من القلب فيتشكل فيه حجاب غير كامل يقسمه إلى منطقة يمنى أصغر من اليسرى (الشكل -6). وهكذا يتلقف الجزء الأيمن من بطين السلاحف دماً وريدياً من الأذينة اليمنى، والجزء الأيسر دماً مؤكسجاً من الأذينة اليسرى وجزءاً من الدم الوريدي من البطين الأيمن. وقد بينت الدراسات الحديثة أنه على الرغم من عدم اكتمال الحاجز البطيني فإن نوعي الدم المؤكسج والدم غير المؤكسج لا يختلطان، بحيث أن الدم المؤكسج ينطلق في القوسين الأبهريتين، والدم الوريدي في الشريان الرئوي للتنقية.
    إن الحاجز البطيني لدى التماسيح هو حاجز كامل إلا أنه توجد فوهة صغيرة بين بداية القوس الأبهرية اليمنى واليسرى تسمى فوهة بانيزا Panizza كان يُظَنُّ سابقاً أنها تسمح للدم النقي بالانتقال من خلالها إلى القوس الأبهرية اليمنى ليختلط مع الدم الوريدي الموجود فيها إلا أن الدراسات بينت عدم حدوث هذا الاختلاط.
    نموذج الطيور والثدييات: اكتمل انفصال البطينين في القلب بحيث تميز فيه أذينتان وبطينان، وتوضح لديها الدورانان الصغير والكبير بشـكل لا لبس فيه (الشكل -7)، وتميز من الأوعية الدموية التي تصدر عن البطين الأيسر: الجذع الأبهري (الأورطي) الذي ينقل الدم إلى جميع أنحاء الجسم، يخرج منه الشريان السباتي الذي يوجه الدم إلى الرأس، ومن البطين الأيمن الجذع الرئوي من الذي ينقل الدم إلى الرئتين للتنقية.
    الشكل (7) الدوران المضاعف لدى الثدييات




    حسن حلمي خاروف

  5. #265
    الدورية الضوئية

    يقصد بالدورية الضوئية photoperiodisme تحديد ردود الأفعال النباتية الحيوية، المرتبطة بالإزهار والنمو، إثر تعرضها لنوبات منظمة من الإنارة والظُلْمَة.
    تتضح آثار الدورية الضوئية في مجالات عدة أبرزها، على سبيل المثال: تنظيم مراحل النمو والإزهار وعملية سقوط الأوراق، وهجرة المواد الغذائية الناتجة عن عملية التركيب الضوئي[ر] وادخارها في الأبصال أو الدرنات.
    الدورية الضوئية وعلاقتها بالنمو
    يزداد النمو الإعاشي أو الخضري في الأجزاء الهوائية، كالسوق والأوراق والمعاليق، في جميع الأنواع النباتية تقريباً أثناء الدورات ذات النهار الطويل، كما هي الحال في نباتات الفريز والأقحوان وغيرها. بينما تبقى الأوراق صغيرة وسميكة في أثناء الدورات ذات النهار القصير. ويتأخر تشكل الفلين، العامل على سقوط الأوراق، في المناطق ذات دورات النهار الطويل في حين لا تتشكل الدرنات في نبات البطاطا إلا إذا تجاوزت مدة الظلمة (الليل) الـ 12 ساعة يومياً، وهذا ما يؤخر المحصول حتى فصل الخريف كما يحول دون زراعة مثل هذه الأنواع في المناطق ذات دورات النهار الطويل.
    وتؤثر الدورية الضوئية بصورة واضحة في تشكل الجذور في الفسائل حيث ينشط هذا التشكل خلال الأيام الطويلة النهار ويبقى محدوداً في المناطق ذات الأيام القصيرة النهار.
    وتنظم الدورية الضوئية عملية الإزهار التي تصنف النباتات في أربع مجموعات هي:
    1- النباتات اللادورية الضوئية Photo-Aperiodiques: كالبازلاء والفول السوداني والبطاطا والنرجس التي تحتاج 8 ساعات يومياً من الإنارة لتأمين حاجتها من المواد المغذية، من دون أي متطلبات إيقاعية.
    2- النباتات نهاريةُ الدورية Héméroperiodiques: كالسبانخ والخلنج Eriea والبنج Hyocyamus والقمح الربيعي والقرنفلوالفصفصاء التي يتطلب إزهارها أياماً طويلة النهار كما تزداد الأَزهار وفرة كلما كانت مدة الليل أقصر.
    3- النباتات ليليةُ الدورية Nyctipériodiques: كالتبغ والقلقاس والأقحوان التي يحتاج إزهارها إلى ليل طويل تمتد مدة الظلمة 16 ساعة يومياً، وتبقى الساعات الثمانية من الضوء ضرورية للتركيب الضوئي لتأمين الحاجة الغذائية لتلك النباتات.
    4- النباتات وسطية الدورية: كأغلب نباتات المناطق المعتدلة في أواخر الربيع وبداية الصيف التي تزهر عندما تتساوى ساعات النهار مع ساعات الليل، وإن إطالة النهار تجريبياً (صنعياً) في غرف للزراعة مع إبقاء مدة الظلام بحدود 12 ساعة تعوّق عملية الإزهار. وكذلك الحال إذا زادت ساعات الليل مع إبقاء مدة الإضاءة بحدود 12 ساعة.
    آلية عمل الدورية الضوئية
    بينت الدراسات المتعلقة بآلية عمل الدورية الضوئية ضرورة توفير الإضاءة الملائمة لكل نوع في أوقات محددة كما بينت أن مدة الإضاءة يمكن أن تكون قصيرة جداً، ولا تستمر بالضرورة حتى مرحلة الإزهار، مما يعني أن التحولات التي تتم داخل النبات تستمر بعد انقطاع الضوء، وأن عملية تنشيط ظهور الأزهار ذات طبيعة مستمرة حتى بعد زوال العامل المحرض (أي الضوء). كما تبين أن أوراق النبات هي التي تستقبل العامل المحرض وتتأثر به، حيث أن تعريض نبات نُزِعَتْ أوراقه لإنارة مناسبة ستكون عديمة الأثر على البراعم التي ستبقى إعاشية. يستنتج من ذلك أن المادة المنشِّطة تنتقل من الأوراق إلى البراعم، مما يعني أنها من طبيعة هرمونية تتشكل في الأوراق وتنتقل إلى البراعم التي ستتحول، نتيجة لذلك، إلى بداءات زهرية، بينما يبقى البرعم القمي عديم التأثر بهذه المادة.
    يبدو أن الإنارة الضعيفة جداً كالوميض تكفي لظهور الأزهار، بينما لا تؤثر مثل هذه الإنارة في عملية التركيب الضوئي. ويمكن التحقق من ذلك تجريبياً بزراعة النباتات في شروط خاصة داخل غرف زراعة يمكن التحكم بالشروط السائدة فيها بحيث يتم إطالة ساعات النهار بإضاءة خافتة قادرة على التأثير على عملية الإزهار من دون تبديل في عملية التغذية (لانعدام التركيب الضوئي في هذه الحالة) وهذا ما يتحقق في الطبيعة في الليالي المُقمِرَة. ويمكن أن يتحقق ذلك أيضاً لدى تعريض النباتات لضوء وحيد اللون، حيث تبين أن الأشعة ذات أطوال الموجات المختلفة ليس لها جميعها الأثر نفسه. كما أن الأطياف التي يتم الحصول عليها، في هذه الحالة، غير متساوية بالنسبة لكل الأنواع، غير أنها تختلف دائماً عن تلك التي يمتصها اليخضور، وأن الصبغ الحساس للدورية الضوئية إنما هو الفيتوكروم phytochrome المكتشف عام 1960 وهو عبارة عن مادة حساسة للضوء من طبيعة بروتينية معقدة.
    إن الظاهرة ليست من طبيعة كيميائية ضوئية وحسب بل إنها تتأثر بتبدلات درجات الحرارة وعمر الأوراق وحالتها الغذائية وغير ذلك، ويمكن لورقة واحدة، في حال نزع بقية الأوراق عن النبات، أن تؤثر في عدد من البراعم الإبطية للأوراق الأعلى أو الأدنى.
    إن المادة المصنعة في الأوراق ليست نوعية، إذ يمكن لنبات من نباتات النهار القصير أو لجزء منه معرض لظروف نهار قصير أن ينقل حالة استعداده للإزهار إلى نبات آخر ينمو إعاشياً بصفة دائمة في ظروف نهار طويل، مما يؤكد الطبيعة الهرمونية لهذا الفعل. فالهرمون ينتقل من الورقة عبر اللحاء إلى البراعم حيث ينشط عملية إنتاج البداءات الزهرية بدلاً من الأجزاء الإعاشية، وإن نزع القشرة عن حلقة من الساق تمنع هجرة الهرمون الذي يطلق عليه هرمون الإزهار أو الأنتوكالينanthocaline علماَ أن تركيز هذه المادة ضعيف وصفاتها الكيميائية غير محدّدة تماماً، ولم يتمكن العلماء من عزلها بعد بشكل مؤكد غير أنها من طبيعة ستيرولية stérolique إذ إن رش الستيرولات على الأوراق ينشط إزهار نباتات الفريز كما أن مثبطات تركيب الستيرولات تعيق عملية الإزهار. ويبدو من جهة أخرى أن المادة المشكلة في الضوء والمحرِّضة على الإزهار في نباتات النهار الطويل تتوازن مع مواد منوِّمة تسمى دورمين dormines تصنع خلال الليل وتعمل كمثبط، ولهذا فإن إطالة مدة الليل ستؤدي إلى إعاقة الإزهار لدرجة يرى بعضهم أن نباتات النهار الطويل هي أولاً نباتات الليل القصير؛ فالنباتات لا تزهر في الفيتوترون لدى تأمين 12 ساعة ضوء إلا إذا كانت مدة الليل لا تتجاوز الـ 8 ساعات.
    يتحقق التغير في طول المدة النهارية والليلية المساعدة للإزهار من خلال اختلاف حساسية الأنواع للمادة الفعّالة، المحققة للإزهار، ضمن مجال محدد من التركيز، وإن التركيز الضعيف لا يكفي للإزهار، أما التركيز القوي فإنه مثبط لهذه العملية.
    يتضح مما سبق أن عملية الإزهار عملية معقدة للغاية، وكيفية حدوثها أمر مرتبط بنوع النبات، وتستمر الأبحاث بنشاط وباستخدام تجهيزات متطورة تسمح بتبديل عامل واحد فقط في الوقت نفسه، وترمي إلى اكتشاف ردود الأفعال بين مختلف الظواهر التي تمت الإشارة إليها أعلاه.
    يفهم من ذلك أن الشتاء بأيامه القصيرة النهار ولياليه الطويلة المظلمة ليست عديمة الفائدة للنبات.
    وقد سبق للباحثين التوصل إلى نتائج عملية تهم البستنة[ر] horticulture أبرزها إزهار الأقحوان في كل الفصول. والزراعة من خلال إيجاد السبل الكفيلة بتطوير عملية الإزهار لعدد من الأنواع النباتية.
    عبد الجبار الضحاك

  6. #266
    الديدان الخيطية


    الديدان الخيطية Nematoda شعبة من الديدان ذات أجسام أسطوانية بشكل الخيطان أو الحبال، غير مقسمة إلى حلقات، لذلك تسمى أيضاً الديدان الحبلية أو الأسطوانية. وهي كاذبات الجوف العام، ذات فم نهائي، أما الشرج فيقع قبل نهاية الجسم بقليل. البلعوم عضلي بينما المعي مسـتقيم وغير عضلي.
    جسمها مغطى بقشيرة ثخينة غير كيتينية. الجنسـان منفصلان، ولكـــن بعضها خنثوي، وبعضها يمكن أن يتكاثر بالتوالد البكري parthenogenesis ليعطي إناثاً فقط. وهي تقطن البيئــات كافة، تعيش حرّة، كما أن بعضها يعيش أيضاً متطفّلاً على كل من النبات والحيوان.. وفي الأنواع التي تعيش حرة تكون عادة صغيرة، يراوح طولها بين 0.5 و3مم، في حين تكون الأنواع التي تتطفل على الحيوانات أكثر طولاً.
    أنواعها وحياتها وأثرها في صحة الإنسان
    تقسم هذه الشعبة إلى صفين: صـف Secernentea وصـف Adenophora.
    ينتمي إلى الصف الأول ديدان خيطية تعيش حياة حرة في روث الحيوانات، ولكن بعضها يعيش حياة نصف طفيلية، وبعضهــا الآخر طفيلي عنيد مقاوم، وخاصة في طوره اليرقي الثالث. وأشهر أجناسها ينتمي إلى رتبة حيات البطن Ascaroideaوالحرقصيات (أو الدبوسيات) Oxyuroidea والشصيات (الملقويات) Strongyloidea وشعريات الرأس Trichuroidea.
    تنتمي إلى الرتبة الأولى حيات البطن (الجنس Ascaris)، ومنها النوعAscaris lumbricoides (الشكل -1) الذي ينتشر في كثير من المناطق. وهو يتطفل على أمعاء الإنسـان في حالته البالغة، والذي قد يوجد في الأمعاء بأعداد كبيرة جداً، مسببة اضطرابـــات معوية وأعراضاً عصبية، نتيـجة لما تفرزه من مواد سامة، وقد يسبب انسداد الأمعاء. كما أن يـرقات الأسكاريس، بمرورها في كثير من الأوعية لدى إتمامها دورة حياتها، تصل إلى رئتيالإنسان مسببة له التهاباً رئوياً حاداً.
    وهي حيوانات منفصلة الجنـس، والأنثى أكبر من الذكر. يراوح طولها بين 15 و28سم وقطرهــا بين 0.5 و0.8سم. لونها أبيض أو أصفر محمر. تحيط بالجسم قشيرة ملساء فيما عدا بعض التخطيطات. ينفتح الفم في النهاية الأمامية من جسم الدودة، ويكون محاطاً بشفاه ثلاث إحداها ظهرية واثنتان بطنيتان جانبيتان مجهزتان بأسنان دقيقة وحليمات. أما الشرج فينفتح بالقرب من النهاية الخلفية للدودة، وتبرز في الذكر شوكتا السِّفاد. ويميز الذكر من الأنثى بنهايته الخلفية التي تكون معقوفـة فيالذكر ومستقيمة فــي الأنثى، في حين تقع الفوهة التناسلية للأنثى في الجهة البطنية للثلث الأمامي من الدودة.
    يمكن أن تضع الأنثى البالغة نحو مائتي ألف بيضة كل يوم. وتتم الإصابة بديدان الأسكاريس نتيجة تناول خضار ملوثة ببيوض هذه الديدان، أو الأغذيـة الملوثة بها، كما يمكن أن ينقلهــا الذباب المنزلي عن طريق التصاقها بجسم الذباب. وهـذه البيوض التي تحتوي في داخلها على أجنة، مقاومة للأحوال الخارجية. وتفقس هذه البيوض فــي المعي الدقيق، ثم تخترق اليرقات نسج المعي لتدخل إما في الأوعية البلغمية أوفـي الأوردة الصغيرة. ففي الحالة الأولى تصل إلى العقد البلغمية ومنها إلى الدورة الدموية ثم القلب، وفي الحالة الثانية تصل إلى الكبد أولاً ومنه إلى القلب، ومن ثم إلى الرئتين لتصعد في القصبات الهوائية إلى البلعوم، ثم تعود إلى المعي عن طريق المري والمعدة. وبعد هذه الجولة، التــي تستغرق نحو عشرة أيام، تصل الديدان في المعي إلى المرحلة البالغة في شهرين ونصف تقريباً.
    وتنتمي إلى رتبة الحرقصيات (الدبوسيات) ديدان صغيرة دقيقة تتطفل عموماً على الفقاريات وأحياناً على عديمات الفقار، تعيش في مرحلتها البالغة في القسم الأعلى من المعي الغليظ. مثالها الدودة الدبوسية Enterobius vermicularis (الشكل-2) التي تتطفل على الإنسان، طولها نحو سـنتيمتر واحد، وتصيب الأطفال غالباً، ويسبب خروج إناثها أثناء الليل من المستقيم الحكة الشرجية التي تميز هذا المرض. ونتيجة لهذه الحكة تتلوث الأيدي وخاصة تحت الأظافر بالبيوض التي تكون الإناث قد وضعتها مباشرة فور خروجها.
    ومن أجناسها أيضاً ديدان الحرقص Oxyurus التي تشبه ديدانه الديدان الدبوسية، وتسبب اضطرابات هضمية وفقر الدم.
    وإلى رتبة الشصيات (الملقويات) تنتمي ديدان تتطفل على أمعاء الفقاريات. وتعد الملقويات العفجية (الجنس Ancylostoma) من أهم أجناسها، وينتشر النوع A.duodenal (الشكل -3) كثيراً في المناطق المدارية والرطبة، وهي دودة صغيرة، يبلغ طول الذكرنحو سنتيمتر واحد ويبلغ طول الأنثى سنتيمترين. وتمتص الدم بوساطة بلعومها العضلي، وتؤدي إلى نوع من النزف مسببة فقر الدم للإنسان. تتزاوج هذه الديدان في معي العائل، وتضع الأنثى عدة آلاف من البيوض في اليوم تطرح مـع الفضلات. وتفقس هذه البيوض في يوم أو يومين، يساعدها على ذلك الجو الرطب الحار. وتتغذى اليرقات الناتجة بالمواد العضوية والفضلات، وتنسلخ مرتين، وتصبح معدية للإنسان، عندما يبلغ طولها نصف ميليمتر تقريباً. وتدخل جسم الإنسان بثقبها الجلد في جانبي القـــدم مسببة حكة فيه. ثم تهاجر اليرقات في الأوعية الدموية والبلغمية مارة في القلب، ومنه إلـــى الرئتين ثم القصبات الهوائية فالرغامى فالبلعوم ثم المعدة والمعي. وتنضج عندما تصل المعي.

    وإلى رتبة شعريات الرأس تنتمي الشعرية الحلزونية Trichinella spiralis التي تتطفل على الإنسان والخنزير والجرذان مسببة مرض الشعرية trichinosis (الشكل -4)، يصاب الإنسان به إذا تناول لحماً غير ناضج لخنزير مصاب. وبعد نضح اليرقةفي الأمعاء فإنها تنتقل إلى العضلات لتسكن فيها ضمن أكياس مقاومة تصيب الإنسان إذا تناول اللحم غير الناضج.
    الديدان في التراث العربي
    تكلم ابن سينا، في الجزء الثاني من كتابه «القانون في الطب» عن أصناف الديدان الطفيلية المعوية، فقال: «أصناف الديدان أربعة، هي: طوال، عظام، مستديرة، معترضة». وتكلم الرازي في كتابـه «الحاوي في الطب» (الجزء 11)، وابن هبل البغدادي في كتابه «المختارات في الطب» ( الجزء الثالث )، عن الديدان المعوية. كما تطرق ابن الجزار القيرواني إلى الحديث عن الديدان الطفيلية في أمعاء الصبيان في كتابه المعروف «سياسة الصبيان وتدبيرهم».
    وتقسم الديدان الطفيلية، كما ذكرتها مراجع التراث العربي، إلى الأنواع الآتية: الديدان العِراض وهي الديدان الشريطية، والحيات الكبار وهي ديدان الأسكاريس، والديدان الصغار التي تكون عند المقعدة (الديدان التي تشبه الدود المتولد في الخل) حيث تسبب داء الدبوسيات، والديدان المستديرة وهي الديدان الشصية ولاسيما الأنكلوستوما.
    محمد عادل الحكيم

  7. #267
    الديدان المنبسطة

    الديدان المنبسطة Platihelminthes شعبة من كثيرات خلايا ذات تناظر جانبي، جسمها مضغوط بالاتجاه الظهري البطني، ويقع فمها وفتحاتها التناسلية على الوجه البطني. والجسم في صف الشريطيات Cestoda مقسّم إلـى قطع أو حلقات.
    أنواعها وحياتها وتأثيرها في صحة الإنسان
    تقسم شعبة الديدان المنبسطة إلـى ستةصفوف أهمها صف الديدان الشريطية Cestodaوالديدان المثقوبة Trematoda. تشتمل الديدان الشريطية على عشر رتب، من أجناسها:
    الدودة الوحيدة Taenia التي تعيش متطفلة على الأمعاء الدقيقة في الإنسان وغيره. ويوجد منها في أمعاء الإنسان نوعان هما الدودة الوحيدة المسلحة T.solium والدودة الوحيدة العزلاءT.saginata (الشكل -1).
    الدودة الوحيدة المسلحة هي شريط منبسط طوله يزيد على ستة أمتار, ويتألــف من رأسscolex للتثبيت, ومن عدد كبير من القطع المتشابهة. تتثبت الدودة على جدار أنبوب الهضم بوساطة محاجم وعقائف أو كلاليب توجد علىالرأس. وتولد العنق قطع الجسم بالتقطع المستمر وإضافتها إلى قطع الجسم السابقة، مما يفسر التشكل المستمر للحلقات.
    أما الشريطية العزلاء فيكون رأسها مجرداً من الكلاليب، ويشتمل على أربعة محاجم منتفــخة تتثبت بوساطتها الدودة على جدار المعي.
    والديدان الشريطية خنثوية، تحتوي كل حلقة من جسمها على الأعضاء الذكرية والأنثوية، بحيث تمتلئ القطعة الناضجة بأعضاء التكاثر. في الذكر عدد كبير من الخصي أما الجهاز التناسلي الأنثوي فانه يتألف من مبيضين.
    وعلى الرغم من أن الديدان الشريطية خنثوية غير أن الإلقاح فيها غير ذاتي بل متبادل. ويتشكل في البيضة، وهي ما تزال في الرحم، جنيــن يسمى الجنين مسدس الأشواك. فإذا ما ابتلـع الخنزير (في حالة الشريطية المسلحة) أو البقر (في حالة الشريطية العزلاء) مع غذائــه حلقات فيها هذه البيوض، فإن هذه الأجنة تنفذ عبر جدار المعي وتسير مع تيار الدم، وتتوقف في النسيج العضلي، حيث تتكيس ويتحول كل منها إلى حويصل، فإذا التهم الإنسان لحم الخنزير أو البقر غيــر المطبوخ جيداً، فإن حويصلي الذنب ينمو ويعطي دودة كاملة مسببة للإنسان اضطرابات هضمية وفقر الدم.
    أما الشريطية المعروفة باسم المكورة الشوكية الحبيبية Echinococcus granulosus (الشكل-2) فهي شريطية صغيرة لا يجاوز طولها السنتيمتر الواحد، تتطفل على المعي الدقيق للكلاب والقطط، تتألف كل منها من أربع حلقات، الأولى منها هي الرأس، وتحمل الأخيرة البيوض. ويحدث تلوث الإنسـان بهذه الديدان عن طريق الكلاب المصابة، لأن الكلاب تنظف شرجها بلسانها، فتعلق عليه البيوض التي تنتقل بدورها إلى الإنسان بالملامسة، وتعطي أكياساً مائية، خاصة في منطقة الكبد، وتسبب للإنسان مرض الأكياس المائية Echinococcosis، وهـــو مرض خطــير لا يمكن معالجته إلا بالعمل الجراحي.
    ويشتمل صف الديدان المثقوبـة على طفيليات داخلية تعيش في التجاويف الطبيعية للجسم. حلقة حياتها معقدة إذ تمر أطوارها اليرقية بعائل وسطي أو أكثر.
    تنتمي إليها الوريقة الكبدية Fasciola ومنشقات الجسم (أو البلهارسيا) Schistosoma.
    يعيش النوع F.hepatica (الشكل -3) من الوريقات الكبدية متطفلاً على القنــوات الصفراوية في المجترّات. طولها يراوح بين 1.5-3سم وعرضها بين 1-1.5سم. ذات جسم مسطّح يشبه ورقة الشجر. وهي خنثوية، تحمل الجهاز الذكري والأنثوي معاً. ويتألف جهازها الذكري مــن خصيتين كبيرتين متفرعتين بشدة، أما الجهاز الأنثوي فيتألف من مبيض صغير يقع بين الخصيتين. ويحدث الإلقاح ذاتياً أو بالتبادل، وتضع الدودة بعد ذلك بيوضها في القنوات الصفراوية، وتسـير مع الصفراء إلى العفج، ومنه إلى الخارج مع البراز. ولهذه البيوض شكل إهليلجي، ولهـا غطاء قطبي، تحتوي في داخلها على جنين في مرحلة الجسم التوتيmorula يتحول بعـد ذلك إلى جنين مهدب يسمى miracidium يخرج من البيضة إثر تماسها مع الماء.
    يسبح هذا الجنين حراً في الماء نحو ثماني ساعات قبل أن يجد عائله الوسطي وهو الحــلزون المعروف باسـم Limnea trauncatula، وإذا لم يعثر عليه في هذه المدة فإنه يموت، أما إذا وجده فانـه يدخله بوساطة منقاره ويتمركز في رئة الحلزونمتحولاً إلى كيس بوغي sporocyst تتحول الكتل المنشئة فيه إلى طور جنيني يسمى الريدية Redia نسبة إلى الباحث الذي اكتشفها. ولـدى خروج هذه الريديات من الكيس البوغي فإنها تهاجر إلى كبد الحلزون وتنمو متحولة إمـا إلى ريديات أخرى إذا كانت الحرارة منخفضة، أو إلى أجنة يعرف كل منها باسم الجنين المذنب cercaria إذا كانت الحرارة مرتفعة.
    تخرج هذه الأجنة المذنّبة من الحلزون وتسبح في الماء مدة قصيرة، وتتثبت على النباتـات، وتفقد ذيلها وتتكيس متحولة إلى جنين متكيس metacercaria، يبتلعه الخروف مع الأعشاب. وفي الأمعاء تخرج منه دودة كبدية فتية تهاجر إلى الأقنية الصفراوية بعـــد أن تجتاز جدار المعي، ثم تصبح كاملة النمو في غضون ثلاثة أشهر.
    تسبب هذه الديدان للمواشي التي تصيبها إسهالاً ويرقاناً وهزالاً تدريجياً وتضخماً في الكبد، ونادراً ما تنتقل للإنسان مسببة أعراضاً تشبه أعراض المواشي.
    أما منشقات الجسم، فينتمي إليها ثلاثة أنواع مهمة تسبب ما يعرف باسمSchistosomiasis (الشكل -4) ينتشر في بقاع كثيرة من العالم، هي منشقة الجسم الدموية Sch. hematobium ومنشقة الجسم المعوية Sch. mansoni ومنشقة الجسم اليابانية Sch. japonica. وتختلف هذه الديدان عما سبقها من المثقوبات بكونها ثنائية المسكن أي منفصلة الجنس، ويتميز الذكر فيها بأنه أعرض من الأنثى التي تكون رفيعة وطويلة، ويحتضنها في ميزابة تتشكل نتيجة التـواء الذكر على وجهه البطني.
    تتطفـل أفرادها الكهلة على الأوعية الدموية للإنسان وخاصة في المثانة، أما أشكالها اليرقية فتعيـش في الرخويات. وتختلف دورة حياتها عن الوريقة الكبدية بأنها لا تمر بمرحلة الريدية، وأن الجنين المذنّب فيها ذو ذنب متشعب إلى فرعين، لذلك يسمى furcocercaria، وأنه لا يمر بمرحلة الجنين المتكيّس.
    وتتشابه دورة حياة الأنواع الثلاثة لهذا الجنس:
    فبلهارسيا المجاري البولية أو منشقات الجسم الدموية تشتمل بيوضها على برزة في أحد القطبين تساعدها في النفاذ عبر شـعريات المثانة، حيث تقع ضمن جوف المثانة، تخرج بعدها مع البول مسببة إدماءه وفقر الدم. وتفقـــس البيضة في الماء ويخرج منها الجنين المهدب ليسبح حراً والذي لابد له، لكيلا يمـوت، أن يصادف بسرعة عائلاً وسطياً من الرخويات من نوع Bulinus contortus حيـث يعيش في لحافات هذا الرخوي ويتحول إلى كيس بوغ sporocyst يخرج منه الجنيـن المذنبcercaria الـذي يسبح ويخترق جلد الإنسان بعد أن يخسر ذنبه ليعيد دورة الحياة.
    أما بلهارسيا المستقيم فهي دودة تشبه سابقتها في أن الكهلـة تعيش في الجملة البوابية، غير أنها بدلاً من أن تهاجر بعد عملية التزاوج إلى أوعية المثانة تهاجر إلى الأمعاء الغليظة وتضــع بيوضها في الأوردة البابية القريبة من المســتقيم. وتحمل هذه البيوض بروزاً جانبياً دقيقاً على هيئة الشوكة، ثم تخترق جدار الأمعاء وتخرج مع البراز إلى الوسط الخارجي. ويكون العائـــل الوسطي هنا الرخـوي من جنس Planorbis. ومن مظاهر المرض الذي تسببه هذه الدودة الإسهالات المزمنة والتبرّز المدمى الذي يؤدي إلى فقر الدم. أما منشقة الجسم اليابانية، التي تنتشر في اليابان، فليس لبيوضها أي شوكة.
    محمد عادل الحكيم

  8. #268
    الديناصورات

    الديناصورات Dinasauraes، ومعناها العظائيات المخيفة، زواحف[ر] ضخمة، عمرت الأرض خلال 95 مليون سنة، فقد ظهرت في الزمن الترياسي من الحقب الثاني[ر]، منذ 230 مليون سنة، وانتشرت على سطح الكرة الأرضية وسيطرت عليها طيلة الحقب الثاني، لكنها انقرضت في الزمن الترياسي من الحقب نفسه منذ 135 مليون سنة.
    مساراتها التطورية
    تطورت الديناصورات وفق خطين: الأول عظائية الحوض Saurischia، والثاني طيرية الحوض Ornithosauria.
    الشكل (1) تيرانوسوراس
    الشكل (2) برونتوسوارس
    الشكل (3) أنكيلوسوراس
    ظهرت الديناصورات عظائية الحوض في الترياسي وانقرضت في الكريتاسي. وكانت أشكالها الأولى سريعة الحركة لاحمة تمشي على طرفين بما يشبه حركة الدّيَكة. وربما كانت تتغذى بالزواحف والثديياتالبدائية. أبدت هذه المجموعة ميلاً نحو الضخامة، التي بلغت ذروتها في الجوراسي حتى الكريتاسي، بالجنس تيرانوسوراس Tyranosaurusاللاحم الذي كان من أكبر الحيوانات التي شهدتها الكرة الأرضية (الشكل-1)، فقد بلغ طوله نحو 15 متراً وارتفاعه نحو 6 أمتار، وله فك مجهز بأسنان حادة كالسكاكين وصل طول الواحد منها إلى نحو 15 سنتيمتراً. وهو يسير بطرفيه الخلفيين الضخمين، يوازن حركة جسمه ذيل طويل. أما طرفاه الأماميان فكانا صغيرين وعديمي الفائدة بالنسبة للحركة.
    الشكل (4) تريسيراتوس
    الشكل (5) ستيغوسوراس
    ظهرت في أواخر الترياسي ديناصورات عظائية الحوض عشبية التغذية، تسير على أربع، من أسلاف ثنائية المشية وضخمة الذيل والأطرافالخلفية.
    مالت هذه الحيوانات نحو الحياة البرمائية المستنقعية الداعمة للحجوم الضخمة في الجوراسي والكريتاسي، يذكر منها الجنس برونتوسوراسBrontosaurus (الشكل -2) العاشب الذي كان ضخماً، قُدِّرَ طوله بنحو 25 متراً ووزنه 45 طناً، ويعتقد بأنه كان يتغذى بصورة تُذَكِّرُ بالزرافة, لكن ذيله لم يكن مسطحاً كالفقاريات المائية.
    أما الديناصورات طيرية الحوض، فقد بدأت عاشبة، في المستنقعات وعلى اليابسة، وكان معظمها يمشي على أربع، منتصب القامة كبير الحجم، إلا أنها لم تصل إلى حجم عظائيات الحوض ولا شك أنها كانت طعاماً للديناصورات اللاحمة مثل التيرانوسوراس، لذلك طَوَّر الكثير منها وسائل لحماية نفسها مثل الجنس أنكيلوسوراس Ankylosaurus ويسمى الدبابة الزاحفة، الذي كان له جسم عريض مغطى بصـفائح واقية وأشواك بارزة على جانبي جسمه (الشكل -3)، في حين أن رأس الجنس تريسيراتوس Triceratops (الشكل -4) ورقبته كانا مجهزين بصفائح عظمية ضخمة وقرنين يصل طول الواحد منهما إلى المتر، تحمي الحيوان من الديناصورات اللاحمة، وكذلك الجنس ستيغوسوراس Stegosaurus ذو الصفائح العظمية على ظهره (الشكل-5). وقد فقدت هذه الديناصورات أسنانها الأمامية، وظهر لها بدلاً من ذلك ما يشبه منقار الطيور.

    انقراض الديناصورات
    انقرضت الديناصورات في نهاية الحقب الثاني، لأسباب غير معروفة، وقد يكون ذلك بسبب تغير المناخ. ففي نهاية الكريتاسي انخفضت درجة الحرارة على الكرة الأرضية، واختفى كثير من البحار الداخلية التي كانت تمنع تبدلات حرارة الجو بفعل الحرارة النوعية العالية للماء. وربما كانت التبدلات الحرارية الفصلية، وحتى اليومية، في نهاية الحقب الثاني أكثر وضوحاً مما كانت عليه في بداية الحقب، فلم تستطع الديناصورات التراجع لملاجئ تحميها أو حتى الإشتاء[ر]، كما أن تراجع المساحات العشبية التي رافقت التغير المناخي أسهم في موت الحيوانات العاشبة وانقراضها، فنتج من ذلك افتقاد اللواحم الضخمة لغذائها، الأمر الذي أدى إلى تناقص هذه الجماعات لدرجة جعلت من المستحيل عليها الاستمرار والبقاء.
    والسبب الذي أدى إلى هذه التغيرات المناخية غير معروف تماماً. وهناك نظريات كثيرة لتفسير ذلك، إلا أن النظرية الأكثر احتمالاً والأكثر شيوعاً هي أن نيزكاً ضخماً ربما كان قد سقط على الكرة الأرضية، فأثار سحابة كبيرة من الغبار، حجبت الشمس لسنوات عدة، فحَلَّ الظلام وانخفضت درجة حرارة الجو، فتبرَّدت الكرة الأرضية وتوقفت النباتات عن التركيب الضوئي، ففقدت الحيوانات العاشبة مصدر غذائها ومن ثم الحيوانات اللاحمة.
    ويجدر التنويه إلى أن أول إشارة لوجود الديناصورات في منطقة الشرق الأوسط كانت عام 1968 في سورية من قِبَل مارتيل D.M.Martill. كما وجد في عام 2001 في رسوبيات الكريتاسي الأعلى في جبال اللاذقية بقايا تدرس لمعرفة ما إذا كانت تنتمي للديناصورات.
    حسن حلمي خاروف

  9. #269
    الذبابة

    الذبابة fly مفهوم عام يضم آلاف الأنواع مما ينتمي إلى رتبة ثنائيات الأجنحة Diptera. تنتشر في جميع أنحاء العالم، وتراوح أطوالها بين 1 و70مم. الرأس حرة متحركة، لها زوج من العيون المركبة الجانبية الكبيرة، و3 عوينات جبهية، وقرنا استشعار وأجزاء فم على شكل الخرطوم مختلفة التحور: راشفة للسوائل أو ثاقبة ماصة. يتألف الصدر من ثلاثة أجزاء ملتحمة بعضها مع بعض، أوسطها أكبرها. ويرتكز على الصدر زوج من الأجنحة المعرقة، أما الزوج الآخر من الأجنحة فقد ضمر وتحول إلى حرشفتين أو دبوسي توازن. والصدر مجهز أيضاً بثلاثة أزواج من الأرجل المفصلية ذات وسائد انتهائية ومخالب.
    تمر الحشرة خلال دورة حياتها بالمراحل التالية: بيضة - يرقة - عذراء - حشرة كاملة. والبيضة بيضاء اللون غالباً، واليرقة دودية الشكل عديمة الأرجل ما خلا بعض الاستثناءات، والعذراء مكبلة أو حرة توجد داخل الشرنقة.
    وفيما يأتي بعض أهم أنواع الذباب:
    الذبابة المنزلية
    ذبابة السروء
    1- الذبابة المنزلية domestic fly (Musca domestica): تعيش هذه الذبابة في المنازل والبيوت وفي المناطق التي تكثر فيها النفايات والفضلات العضوية. وهي رمادية اللون، ذات بطن يميل إلى الاصفرار. يبلغ طولها نحو 8 -10مم. ويغطي جسمها أشعار كثيرة.
    دورة حياتها: تنشط الذبابة في الصيف أو الفصول الدافئة. وتضع الأنثى بيوضها على المواد العضوية المتفسخة على دفعات، وبمعدل وسطي يقدر بـ 100 بيضة تقريباً في كل مرة. وتبلغ مدة دورة حياتها، من البيضة حتى الحشرة، نحو 7 - 10 أيام إذا كانت الظروف ملائمة. أما عمر الذبابة فيبلغ نحو الشهر تقريباً.
    أمراض الذبابة المنزلية: تسهم الذبابة في نقل كثير من الأمراض للثوي (المضيف) بأشعارها المختلفة. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد الجراثيم على جسم الذبابة الواحدة قد يصل إلى المليون. ومن أهم الأمراض التي تنقلها: الزحار المتحولي والهيضة ( الكوليرا ) والتيفوئيد والرمد والتراخوما وشلل الأطفال والسل.
    2- الذبابة السروء blow fly (Chrysamia sp.): تشبه الذبابة المنزلية شكلاً وحجماً، إلا أن بعض أنواعها يبدو أكبر بقليل. لونها أخضر مشوب بزرقة لامعة. أجزاء فمها راشفة (لها خرطوم راشف ). الصدر مزود بشعيرات قصيرة، والبطن تبدو عليه بعض الخطوط السود.
    تهاجم هذه الذبابة الجروح والتقرحات عند كل من الإنسان والحيوان لترتشف محتوياتها السائلة وتضع عليها بيوضها. كما تضع البيوض أيضاً على اللحوم المتفسخة، مما استدعى تسميتها بالذبابة السروء.
    ذبابة الحصان المخطط
    ذبابة الفواكه
    3- ذبابة اللحم flesh fly (Sargophaga): كثيرة الانتشار في بلادنا.تشبه الذبابة المنزلية إلا أنها أكبر حجماً منها. لها خرطوم رخو قابل للانسحاب وراشف. لونها رمادي، ويزين الصدر ثلاثة خطوط متطاولة سود، ويبدو البطن كقطعة شطرنج.
    وهي ذبابة ولود، تضع اليرقات على الجيف، كما تضعها على الجروح والتقرحات عند الإنسان والحيوان، وتسبب داء النغف المعروف.
    4- ذبابة الخيل (الحصان) horse fly: تشبه النحلة، وتتطفل على الحصان حيث تضع بيوضها على شفاهه أو فكوكه، لتنغرس في جلد الفم. وتتنامى يرقاتها في معدة الحصان أو أمعائه، ثم تخرج مع البراز لتتحول إلى عذراء في التراب.
    وهي حشرات خطرة بالنسبة لحيوانات المزرعة، وتشاهد كثيراً في المناطق القريبة من مرابع الأحصنة وسباقات الخيل.
    5- ذبابة الثمار أو الفواكه fruit fly: وهي صغيرة إلى متوسطة الحجم، فاقعة اللون، لمعظمها أجنحة جذابة مخططة أو منقطة. تضم أنواعاً عديدة تعيش حول الأزهار والخضروات. وذبابة فواكه البحر المتوسط Ceratitis capitata تتطفل على الحمضيات. وكثير منها يتكاثر على أزهار الفصيلة المركبة.
    6- ذبابة تسي تسي tsetse fly (Glossina sp): تنتشر هذه الذبابة في إفريقيا الاستوائية حيث الحرارة والرطوبة المفرطتين. وهي ذات لون بني داكن وخرطوم ثاقب ماص. تتغذى بدم الإنسان والثدييات الأخرى. وهي ذبابة ولودة تضع يرقات (يرقة واحدة في كل مرة) تشق طريقها إلى داخل التربة على عمق 2-3سم حيث تتحول إلى عذراء بعد بضع ساعات. وتتطور العذراء إلى حشرة كاملة خلال بضعة أسابيع.
    تنقل هذه الذبابة إلى الإنسان، باللدغ، أنواعاً مختلفة من المثقبيات Trypanosoma sp. تؤدي إلى مرض النوم الإفريقي المعروف.
    وهناك ذبابات مهمة أخرى تنتمي إلى رتبة ثنائيات الأجنحة هي: ذبابة الإسطبلات وذبابة الرمل والذبابة الزجاجية الخضراء. إلا أنه توجد حشرات تسمى الذبابات لكنها تنتمي إلى رتب أخرى غير ثنائيات الأجنحة، منها الذبابة العقرب scorpionfly تنتمي إلى رتبة مطبقة الأجنحة Mecoptera ليس لها أهمية اقتصادية. وهي لا تلدغ رغم أن نهاية بطنها يشبه نهاية العقرب.
    وهناك أيضاً ذبابة قادش cadis fly تنتمي إلى رتبة شعريات الأجنحة Trichoptera تتغذى بها الأسماك، وخصوصاً يرقاتها.
    عبد الرحمن مراد

  10. #270
    الذَكـَر

    الذَكـَـر هو كل كائن حي يعطي أعراساً (خلايا تناسلية) صغيرة الحجم، تعطي لدى اندماجها مع أعراس أنثوية، كائنات جديدة تشبه الأبوين.
    ويتميز الذكر عن الأنثى بصفات وراثية وشكلية وفيزيولوجية ونفسية تميزه عن الأنثى عند البلوغ. ويكون الذكر منفصلاً عن الأنثى في الحيوانات وبعض النباتات (أحادية المسكن monoeceous)، لكن في بعض النباتات يكون الذكر والأنثى محمولين على كائنين مختلفين (ثنائية المسكن dioeceous).
    الجنسية الوراثية
    يتحدد الجنس وراثياً بزوج من الصبغيات (الكروموزومات) الجنسية gonosomes توجد في المجموعة الصبغية لكل فرد، ففي المجموعات التي يكون فيها الذكر متخالف اللواقح (متخالف الأعراس) heterogames يتألف هذا الزوج من صبغيين مختلفين هما الصبغي X والصبغيY، لذلك يمَثَّل هذان الصبغيان في هذه الحالة بالرمزXY. ويختلف حجماهما بحسب المجموعات. فقد يساوي الصبغي X الصبغي Y، كما في البرمائيات[ر]، أو قد يكون أطول منه، كما في الثدييات، أو أصغر، كما في ذبابة الخلDrosophila. أما في معظم الديدان الخيطية[ر] وبعض الحشرات[ر] فيختزل الصبغيان الجنسيان لديها إلى صبغي X واحد، لذلك يمثل الصبغيان الجنسيان عندها بالرمز XO، علماً أن الذكر، وليس الأنثى،عند الطيور وبعض المجموعات الحيوانية الأخرى يكون متخالف اللواقح.
    الشكلية الجنسية الثنائية
    يتم التفريق بين الذكر والأنثى عادة بمجموعة من الصفات تسمى الصفات الجنسية. فالديك يتميز عن الدجاجة بعُرفه البارز وألوانه الزاهية ورياشه الملونة والإصبع الزائدة على رجله وصياحه المميز. وعند الإنسان يمتاز الرجل عن المرأة بالتوزع الغزير لشعره على الجسم وبحوضه الضيق وغدده الثديية الضامرة وصوته الأجش.
    وتظهر الشكلية الجنسية الثنائية عند طفيليات بعض الحيوانات بشكل آخر يتمثل بقزامة الذكر نسبة للأنثى وتعلّقه بها، كما في القشريات والديدان.
    وتدعم الشكلية الجنسية الثنائية هذه ثنائية جنسية خلوية. إذ أن خلايا الذكور تحمل كتلة من الكروماتين المغايرheterochromatin تظهر في الخلية بشكل جسيم صغير يسمى جسيم بار Barr يتوضع على النوية أو على الغشاء النووي.
    ويميز في الحيوانات عادة نوعان من الصفات: (1) صفات جنسية تتعلق بالجسم، وتسمى الصفات الجنسية الثانوية الجسمية، و(2) صفات جنسية أساسية تتعلق بالأعضاء التناسلية، وتسمى الصفات الجنسية الأساسية المُنْشِئَة.
    الصفات الجنسية الثانوية الجسمية: وتتمثل بالصفات التي تميز الذكر عن الأنثى، مثل الصفات التي ذُكِرَت سابقاً. والموجودة أيضاً لدى الكثير من اللافقاريات. فالذكر عند رأسيات الأرجل[ر] له ذراع متميزة عما هو لدى الأنثى، وبطن ذكرالسرطان ضيق بينما هو عريض لدى الأنثى، ولبعض ذكور الحشرات قرون ريشية، ولذكور الطيور رياش زاهية اللون.
    الصفات الجنسية الأساسية المُنْشِئَة: وتتمثل بالمناسل أو الغدد التناسلية (الخصيتين عند الذكر والمبيضين عند الأنثى)، وبالأعضاء الملحقة بها التي تسهم في عملية التكاثر (المجاري التناسلية وأعضاء الاقتران).
    وتكون هذه الصفات في البداية غير متمايزة، إذ يتحدد الجنس لحظة الإلقاح بالصبغيين الجنسيين X وY، ففي المراحل الأولى من التكون الجنيني يكون الجنين ذا إمكانات غير متمايزة، وتكون بداءات كل من الجهازين الذكري والأنثوي موجودة. فالمنسل يتشكل من العرف التناسلي في البريطوان من قشرة cortex محيطية لها إمكانات أنثوية، ومن لب medulla مركزي له إمكانات ذكرية. ويبدأ التمايز الجنسي لدى الرجل في الأسبوع الثامن من حياة الجنين، فيتنامى اللب ويتحول إلى خصية تتألف من قنوات منوية تتألف من أنابيب منوية تتشكل فيها النطاف، بينها مجموعة من الخلايا تسمى خلايا ليديغ Leydig تفرزهرمونات ذكرية، وتضمر القشرة. أما قناتا فولف Wolff اللتان ستتحولان عند الذكر إلى قناتين ناقلتين للنطاف، فتتوضعان إلى الأنسي من الكليتين المتوسطتين mesonephros (أو قناتي موللر Muller)، اللتين ستتحولان عند الأنثى إلى قناتي فاللوب Fallopوالرحم وجزء من المهبل.
    دور الهرمونات الذكرية
    يفرز الفص الأمامي من الغدة النخامية هرمونين، هما، (1) الهرمون المنشط للجريب follicle-stimulating hormone (FSH)الذي ينشط جريبات المبيض عند الأنثى، وينشط تكون النطاف والأنابيب الناقلة للنطاف عند الذكر. و(2) هرمون التلوتنluteinizing hormone (LH) الذي ينشط، عند الأنثى، الجريبات المبيضية وينظم تحرر البيوض الناضجة من الجريب المبيضي وتشكل الجسم الأصفر وتحرر الهرمونات الأنثوية، كما ينشط عند الذكر الخلايا الخلالية (خلايا ليديغ) في الخصية الهرمونَ الذكري التستوستيرون testosterone.
    وهكذا تظهر الوظيفة الجنسية عند الذكور نتيجة للتأثير المشترك لهرموني الغدة النخامية اللذين ينظمان إفراز الهرمون الذكري، الذي ينظم بدوره تشكل الأعضاء التناسلية الناقلة والصفات الجنسية الثانوية.
    تجدر الإشارة إلى أن تأثير الهرمونات الذكرية تسيطر عليها أيضاً إفرازات المهاد hypothalamus الموجودة في الدماغ، من خلال تأثير هذه الأخيرة أولاً على إفراز الغدة النخامية ومن ثم على الخصية.
    حسن حلمي خاروف

صفحة 27 من 146 الأولىالأولى ... 172526 2728293777127 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال