صفحة 25 من 146 الأولىالأولى ... 152324 2526273575125 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 241 إلى 250 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 25

الزوار من محركات البحث: 64848 المشاهدات : 322212 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #241
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    مقالات المدونة: 19
    الحوذانيات (رتبة -)

    الحوذانيات Ranales رتبة نباتات عشبية من صفيف منفصلات البتلات وصف ثنائيات الفلقة وشعبة مغلفات البذور، تتمثل فيها الصفات لصفي ثنائيات الفلقة[ر] وأحاديتها المنعكسة بوجود عدد من الصفات المرنة التي يمكن استعراض أبرزها فيما يأتي: التعدد الكربلي وتفرقه، التوضع اللولبي للقطع الزهرية، عدم تمايز القطع الزهرية إلى كأس وتويج، سيادة البنية الزهرية الخنثوية، تطاول كرسي الزهرة، تعددية بذور الثمار، غزارة التأبير الحشري وندرة التأبير بالرياح، ثلاثية شقوق حبات الطلع، وجود قلوانيات من زمرة الفينيل ألانين والبنزيل إيزوكينولين.
    تعد رتبة الحوذانيات ممثلة للنباتات الثنائيات الفلقة البدائية، وتضم الفصائل الآتية:
    1- الفصيلة الحوذانية (60 جنساً، 1800 نوع).
    2- الفصيلة البيونية (جنس واحد، 35 نوعاً).
    3- الفصيلة النمفية (5 أجناس، 60 نوعاً).
    4- الفصيلة السيراتوفيلية (جنس واحد، نوعان).
    5- الفصيلة البربريسية (15 جنساً، 580 نوعاً).
    6- الخشخاشية (26 جنساً، 200 نوع).
    7- الفصيلة الفومارية (20 جنساً، 450 نوعاً).
    1- الفصيلة الحوذانية anunculaceae: الأسماء المتناقلة: الشقارية، الشقيقية، الضفدعية وهي مجتزأة من تسميتها اللاتينية التي تعني مأوى الضفادع بسبب انتشار الضفادع في أمكنة نمو نبتاتها. وهي تضم نباتات عشبية أو شبه جنبية واسعة الانتشار، تمتاز بعصارتها الحريفة عديمة اللون. وأوراقها المتعاقبة عادة، وأزهارها المتناظرة شعاعياً أو جانبياً، وتويجها كثير البتلات أو عديمها، ومَذْكرها تحت المأنثي. تتمثل في النبات السوري اللبناني بـ 12 جنساً و 81 نوعاً. وهي من الفصائل المتسلسلة الأنماط، أي أن أجناسها متدرجة في الاختلاف عن بعضها، ففي كل جنس بعض الصفات البدائية التي تصله بما قبله وبعض الصفات المتطورة التي تصله بما بعده. أبرز أجناسها:
    ـ الحوذان Ranunculus: منتشر في معظم المناطق المعتدلة من العالم، الأزهار غالباً صفراء، الأوراق عادة مقسمة بعمق إلى ثلاثة أجزاء مشابهة بذلك أقدام الطيور إلى حد ما. مهده الحقول والأحراج والأراضي الزراعية الرطبة، تعد أنواعه من أبرز الأعشاب الضارة، يتمثل في سورية ولبنان بـ 29 نوعاً أبرزها: الحوذان الدمشقي، الحوذان الآسيوي، الحوذان القاسي، الحوذان المرقط.
    ـ الكونسوليدة Consolida: يضم نباتات حولية مقسمة الأوراق، النورة عنقودية والأزهار جانبية التناظر، البتلات متحدة القاعدة قصيرة المهماز الرحيقي، الأسدية خمس لولبية التوضع. الثمرة جرابية وحيدة، تتمثل في النبات السوري اللبناني بـ 15 نوعاً أشهرها: الكونسوليدة المبهمة C.ambigua المعروف محلياً بالعايق.
    ـ الدلفينDelphinium: يشبه جنس الكونسوليدة ويختلف عنه بالتويج المنفصل البتلات، والثمرة ثلاثية الأجربة. يتمثل في النبات السوري اللبناني بـ 8 أنواع أشهرها دلفين الراتنج البري D.staphisagria الذي يحوي قلوائيد الدلفينين المقيء والسام والمستعمل في صيد الأسماك، كما يمكن استعماله مبيداً للحشرات.
    ـ الشونيز Nigella: عدد أنواعه 30 ممثلة في النبات السوري اللبناني بـ 9 أنواع، من أنواعه الشونيز الدمشقي: وهو نبات حولي تزييني، يحوي الكثير من الضروب والأشكال، الأزهار زرقاء اللون أو بيضاء. الشونيز الزراعي N.sativa: عشب حولي زراعي، طوله 40-60سم، الساق فرعاء، الأوراق مقسمة، الأزهار كبيرة القد، زرقاء اللون، الثمار جرابية مستطيلة عدة البذور، بذوره تدعى حبة البركة أوالحبة السوداء، وهي مستطيلة الشكل، سوداء اللون، يستخرج منها زيت طبي يفيد في النّزلة الصدرية، يسكّن السعال العصبي. ويستعمل حب البركة كالتوابل والأفاويه والبهارات، وهو مقوّ معروف ينشط الهضم ويدّر اللعاب والبول.
    ـ الأدونيس Adonis: التسمية منسوبة إلى شاب جميل، تزعم الأساطير اليونانية أن أفروديت في الأساطير اليونانية، أو عشتروت في الأساطير الفنيقية أحبته، وعندما قتله خنزير بري، توسلت أفروديت إلى الآلهة أن تعيده إليها فسمح له «زيوس» بالعيش معها ستة أشهر كل عام على أن تبقى مع الموتى طوال الأشهر الستة الأخرى. وتُروى قصة أخرى أن نبات الأدونيس ينوح على أدونيس فيقطر دمعه دماً يشكل من تحته بقعاً على الرمل. يتمثل في النبات السوري اللبناني بـ 8 أنواع حولية، الأوراق متعاقبة ومجزأة إلى أجزاء دقيقة. الأزهار منفردة حمراء أو برتقالية أو صفراء، من أسمائه المتناقلة: ناب الجمل، عين الجمل، نقطة الدم، الزغليل. أبرزها: الأدونيس المسنن A.dentata وهو نوع سام، لاترعاه الماشية، يستخدم بمقادير طبية منشطاً لضربات القلب، يماثل في عمله الديجيتال، واسع الانتشار في المناطق الجافة في الوطن العربي. وهناك الأدونيس الحلبي A.alepica، والأدونيس الفلسطيني A.palaestina.
    ـ الأدونيس الربيعي A.vernalis واستعمالاته الطبية:
    المركبات: أدينودين، غلوسيد أدينيفرنوسيد، غلوسيد أدونيدوسيد.
    الخصائص: ينشط أو يبطئ ضربات القلب، منشط المفرزات البولية، يزيل الأوريا وخاصة أملاح الكلور، عمله مماثل لعمل الديجيتال والستروفنتوس ولكنه أبطأ تأثيراً لعدم تراكمه في الجسم.
    الاستعمال: يستعمل في حالات عدم انتظام ضربات القلب، وفي حالات الالتهابات الكلوية المزمنة وبعض حالات الاستسقاء الناتجة عن الضعف الكلوي، وفي حالات علاج السمنة وتصلب الشرايين.
    طريقة الاستعمال: نقاعة غرامين في ربع ليتر ماء أو في صبغة كحولية: تؤخذ عشر نقاط مع شراب الزعرور من 5-6مرات كل 24 ساعة.
    الأكيليجية المبتزلة Aquilegia vulgaris: تسميتها المترجمة: الحوضية، وفي عامية دمشق: حلق المحبوب. النبات معمّر، الطول 60 -80سم. الساق منتصبة ضمية النمو، الأوراق بحرية اللون، الأزهار زرقاء بنفسجية، وردية أوبيضاء، البتلات خماسية بوقية الشكل معكوفة المهماز الذي دعا إلى تسميتها في عامية دمشق: حلق المحبوب.
    المركبات: غلوسيد سيانوجيني، أنزيمات، فيتامينات.
    الخصائص: مطهر، قابض، مهدئ، منظف.
    الاستعمال الداخلي: وقف على وصفة طبية.
    الأجزاء المستعملة: الأزهار، البذور، الأوراق، الجذور.
    الاستعمال الخارجي: تقوية اللثة: نقيع 50 غراماً في ليتر ماء، يغلى عشر دقائق ويصفى، يستعمل فاتراً غرغرة 4 مرات يومياً من دون ابتلاع السائل. ولمعالجة الجرب يفرك الجلد المصاب بنقيع 20 غرام من الجذور في ليتر ماء. ولمعالجة القرع الفطري وتقرحات البشرة يستعمل لصوق الأوراق المفروكة.
    ـ الخربق Helleborus: التسمية اليونانية مأخوذة من اللغة السامية التي تعني علاج الجنون. ذكرت المعاجم أن إفراطه مهلك، وهو سم للكلاب والخنازير. وقيل إذا أكل قتل. يتمثل في النبات السوري بنوع واحد هو الخربق الحويصلي H.vesicariusالذي يألف الأراضي الكلسية في الجبال الساحلية، مهدد بالانقراض في منطقة الصلنفة، وهو نبات عشبي معمّر سام، أزهاره كبيرة، يستخرج من جذوره غلوسيدات مخدرة، مسهلة، مدرة للطمث، استعمل في الطب القديم، وقد اقتصر استعماله اليوم على الطب البيطري، بذوره تقتل الدجاج.
    2- الفصيلة البيونية Paeoniaceae: فصيلة عزلت حديثاً عن الفصيلة الحوذانية ووضعت نسبة إلى صفاتها الكيميائية في رتبة الديلينات Dilleniales، تنبت في نصف الكرة الشمالي، تضم جنساً وحيداً ممثلا بـ 33 نوعاً يضم منها النبات السوري اللبناني نوعين هما البيونية الذكرية Paeonia mascula والبيونية الكسروانية P.kesrouansis . من أسمائها المتداولة، عود الصليب.
    3- الفصيلة النمفية Nympheaceae : تضم جنسين اثنين و75 نوعاً. وفيها نباتات مائية تمتاز بالأوراق طويلة الذيل قرصية النصل الطافي على سطح الماء. أزهارها كبيرة ثلاثية إلى خماسية السبلات، عديدة البتلات والأسدية والكرابل غير المتفتحة. الأسماء المتناقلة: نيلوفرية، أبرز أجناسها السورية واللبنانية:
    ـ النمفيةNymphaea : وهي نباتات مائية معمّرة. أوراقها مغمورة وعائمة وهوائية. أزهارها بيض أو صفر أو حمر. تتمثل في النبات السوري بالنمفية البيضاء alba. التي تزين المياه الراكدة في نهر العاصي.
    ـ النيلوفر Nuphar: نباتات عشبية جذمورية مائية، أنواعها 25، مهدها المياه الحارة، جذاميرها مدّادة، أزهارها تزيينية. تتمثل في النبات السوري في نبع بردى والمياه الراكدة في نهر العاصي.
    4- الفصيلة السيراتوفيلية Ceratophyllacea: أعشاب معمّرة مائية مغمورة أو عائمة من الأسماء المتناقلة فصيلة قرنية الورق. الأزهار صغيرة خضراء. الثمرة كروية جلدية محببّة تحمل من جهة استطالتها شوكة حادة. تتمثل في النبات السوري اللبناني بنوع وحيد وهو قرني الورق الغاطس Ceratophyllum demersum الذي يتكاثر بالطريقة الإعاشية الخضرية، الأمر الذي يتعذر فيه مشاهدة الأزهار والثمار.
    5- الفصيلة البربريسية Berberidaceae : تضم 4 أجناس و 575 نوعاً. نباتات معمّرة عشبية أو ليفية، تمتاز بسبلاتها وبتلاتها المتراكبة في سلاسل أو دوائر متمايزة. ثمارها عنبية أو علبية وحيدة البذور أو عديداتها، منها ما هو مأكول، وتعد من المرطبات. تتمثل في النبات السوري اللبناني بالأنواع التالية:
    ـ البربريس اللبناني Berberis libanotica: جنبة جبلية متخشبة تنبت في المناطق المرتفعة من الجبال السورية اللبنانية ما بين 1400-2000 م فوق مستوى سطح البحر، الساق منتصبة من 15-50 سم، الأغصان حمر مائلة للسواد تحمل أشواكا صفراء ثلاثية الشعب في أغلب الأحيان أطول من التجمعات الورقية، الثمرة عنبية بيضوية سوداء أو حمراء، يستخرج منها صباغ وردي اللون يستعمل في صباغة الحرير والصوف والقطن، ويستخرج من قشورها وجذورها وأخشابها صباغ أصفر ثابت اللون يعدّ من أجود الصباغات. يستعمل في الطب الشعبي في معالجة الإصابة بالملاريا والسرطان. من أسمائه: برباريس، زرشك، عود الريح.
    البربرين الشائع B. vulgaris: نبات تزييني من أصل أوربي.
    المركبات: قلوئيدات البربين والأوكسياكنتين والفيتامين «ث».
    الخصائص: مقو، مشهٍ، نافع للمعدة، مدر، مسهل، واق من السرطان بحسب رأي بعض العلماء.
    الاستعمال: يستعمل في حالات عسر الهضم ، ضعف الشهية، اضطرابات الطمث، البواسير، الروماتيزم، رمال الصفراء والكلى، تضخم الطحال، الإمساك.
    طريقة الاستعمال: كمقو ومنشط: ينقع 40 غراماً من القشرة أو الجذر أو الأوراق أو الثمار في ليتر ماء، ويؤخذ 3 فناجين يومياً أو يمزج مع أي مشروب عادي.
    ـ البونغاردية تبرية العقدBongardia chrysogonum : نبات معمّر عشبي جذموري درني بري تزييني، منتشر في المزارع والأراضي المتردية في شرق حوض البحر المتوسط، من بلاد الشام إلى الباكستان.
    ـ أذن الأسد بتلية الأسد Leontice leontopetalum: نبات معمّر عشبي جذموري درني بري تزييني، منتشر في المزارع والأراضي المتردية البازلتية في شرق حوض البحر المتوسط، من بلاد الشام إلى إيران وتركيا واليونان وجنوب إيطالية وقبرص، تستعمل جذوره في تنظيف الألبسة الحريرية والصوفية، ومعالجة الجَرَب.
    6- الفصيلة الخشخاشيةPapaveraceae : فصيلة أعشاب أو جنبات تمتاز بعصارة لبنية ملونة في أغلب الحالات، وأزهار شعاعية التناظر، وكأس سريعة السقوط، ومبيض علوي يتحول إلى ثمرة علبية. أبرز أنواعها:
    ـ الخشخاش المنوِّم Papaver somniferum: نبات حولي زراعي تزييني طبي. تستعمل العصارة اللبنية المستحصلة من الثمار العلبية بعد حزها للحصول على الأفيون[ر] الذي يحوي على 12 بالمئة من المورفين، وتهبط هذه النسبة في الثمار الجافة ما بين 2-3 بالمئة. تراقب زراعة الخشخاش محلياً ودولياً مراقبة صارمة.
    ـ الخشخاش الجداري P.rhoeas: ينبت في الحقول الزراعية، يعرف في عامية دمشق بالشقشقيق، وهو منتشر في جميع أنحاء أوربا وشمال إفريقيا وآسيا الغربية. يستعمل مغلي البتلات لمعالجة البحّة والسعال والأرق، ويدخل في الزهورات المفيدة للصدر، كما يستعمل غرغرة لآلام الأسنان.
    7- الفصيلة الفوماريةFumariaceae : من الأسماء المتناقلة لها: الفصيلة الشاهترجية. وهي فصيلة أعشاب منتصبة أو متسلقة، منتشرة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وجنوب إفريقيا، تمتاز نباتاتها بأوراق قاعدية متعاقبة أومتقابلة وأزهار جانبية التناظر مهمازية، وثمار علبية. تتمثل في النبات السوري اللبناني بـ 11 نوعاً أبرزها:
    ـ الشاهترج المخزني Fumaria officinalis: من أسمائه بقلة الملوك، وهو نبات عشبي بري طبي، أوراقه مرّة الطعم، غزيرة المادة القلوية الفعالة وبعض الحوامض العضوية النافعة، يستعمل منشطاً للجهاز الهضمي وحركة الأمعاء، ومدراً للبول، ومنظماً لإفراغ الصفراء في المرارة، كما يستعمل خارجياً لتطهير البشرة والقضاء على البثور. فرك الأوراق يحرر ما تحويه من مواد طيارة تهيج الأنف وتدمع العين.
    المركبات: قلوئيدات الفومارين ومشتقاتها. هيتروزيدات فلافونية. حوامض دهنية ألفاتية.
    أنور الخطيب

  2. #242
    حويصل التوازن

    حويصل التوازن statocyst جهاز يؤمن توازن الحيوان في الوسط الذي يعيش فيه، سواء كان هذا الوسط مائياً أو برياً أو هوائياً. وهو يتألف، في الأساس، من جوف، أو أجواف، تحتوي على عناصر رملية أو حجرية تسمى أحجار التوازن statolithes، ترتكز على مجموعة من الأهداب التي تنقل تغيرات ثقالة الحجر إلى خلايا حسية توفر التنسيق مع الجملة العصبية المركزية، فإذا غَيّر الحيوان وضعه ضَغَطَ حجر التوازن على خلايا حسية أخرى، مما يدعو الحيوان لأن يعيد توجيه نفسه بما يتناسب مع الجاذبية الأرضية. والواقع أنه يمكن تسجيل بثٍ متواصلٍ من السيالة العصبية ذات تواتر منخفض نسبياً صادر عن هذه الخلايا، حتى إذا ما تغير وزن الحجر أو تبدل وضعه على الأشعار، يحدث ازدياد أو نقص في تواتر هذه السيالة، الأمر الذي يبعث في مراكز الحس والتنسيق التابعة للجملة العصبية المركزية نشاطاً تكون نتيجته تبديل الحيوان وضعه من جديد ليتلاءم مع الظروف التي أدت إلى تغير وضع الحجر أو وزنه.
    ويوجد حجر التوازن لدى معظم الزمر الحيوانية، في الفقاريات واللافقاريات، إلا أن بنيته ومكانه يتغيران في الحيوانات بحسب الوضع التطوري لها.
    حويصل التوازن لدى اللافقاريات
    يوجد حويصل التوازن لدى معظم اللافقاريات، وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك.
    ففي قناديل البحر (الأسماك الهلامية jelly fish) من القراصيات Cnidaria، مثلاً، توجد حويصلات التوازن في قاعدة لوامس المدوسة (الشكل-1). والواقع أن قنديل البحر يشبه المظلة في شكله، ويقوم الحيوان في الأساس بحركاته السباحية عمودياً، فإذا مالت المظلة تدفع أحجار التوازن المظلة لأن تقوم بتقلصات غير متناظرة ليُقَوِّم الحيوانُ نفسَه، وذلك من خلال اختلاف ضغط أحجار التوازن على خلايا حسية مختلفة في حويصل التوازن.
    أ - منظر جانبي للمدوسة (قنديل البحر) ب - منظر جانبي لقنديل البحر

    جـ - كيس التوازن في المدوسة
    الشكل (1)

    أما القشريات فيختلف مكان حجر التوازن لديها بحسب الأنواع، ففي عشاريات الأرجل، مثل سرطان الماء والقريدس «الأربيان أو الجمبري»، يوجد حجر التوازن في القطعة القاعدية من القرن الأول للحيوان، في حفرة صغيرة تتوضّع على الوجه الظهري لهذه القطعة، تحتوي على عدد كبير من الأشعار، يرتكز عليها عدد من الحبيبات تشكل بمجموعها الحجر التوازني (الشكل-2) الذي يبدي ضغطاً على الأشعار، مما يؤدي إلى تنبيه الخلايا الحسية التي ترتبط بها. أما لدى المايسيس Mysis فيوجد الحجر على الرجيلة الداخلية من الرجل السباحية البطنية (الشكل-3). والجدير بالذكر أن الحيوان يطرح حجر التوازن لديه في كل مرة ينسلخ بها، فيُدخِلُ حبةَ رملٍ إلى الحويصل الذي أصبح فارغاً نتيجة الانسلاخ، تتشكل عليها ترسبات كلسية تشكل بمجموعها حجر التوازن الجديد. فإذا أُدخِلَ إلى الحويصل، تجريبياً، برادة من الحديد بدلاً من حبة الرمل، يصبح الحيوان خاضعاً لفعالية الجاذبية المغنطيسية بدلاً من الجاذبية الأرضية.
    الشكل (2) موقع حجر التوازن في قرن القريدس الشكل (3) موقع حويصل التوازن لدى المايسيس الشكل (4) حويصل التوازن لدى المحار
    وفي الرخويات يوجد دوماً زوج من حويصلات التوازن قرب العقدة العصبية القدمية. وهي في بعض الرخويات بسيطة التركيب جداً، كما في المحار ( الشكل-4)، ويكون في أقصى تعقيد له لدى رأسيات الأرجل[ر].
    حويصل التوازن لدى الفقاريات
    تتمتع جميع الفقاريات بقدرتها على التحسس، على اختلاف وضعيات أجسامها في الوسط الذي تعيش فيه وحفظ توازنها فيه. ورغم أن الرؤية والسيالة العصبية القادمة من العضلات والمفاصل تقوم بدور مهم في توازن الفقاري، إلا أن هذا الأمر منوط بالدرجة الأولى بالأذن الداخلية، فالأذن الداخلية تحتوي على جهاز معقد يدعى التيه الغشائي membranous labyrinth الذي يتألف من كيسين صغيرين، هما القريبةutricle والكييس sacule وثلاث قنوات نصف دائرية semicircular canals. تمتلئ جميعاً بسائل يسمى اللمف الداخلي endolymph، وتسبح في بركةمن السائل تسمى اللمف الخارجي perilymph (الشكل-5). وقد تبين أن تخريب هذه العناصر في حيوان ما يُفْقِدُه حسن التوازن. فالحمامة التي يُخَرَّبُ فيها هذا الجهاز لا تستطيع الطيران، لكنها تتعلم بمرور الزمن كيف تحافظ على توازنها مستخدمة المنبهات البصرية.
    الشكل (5) التيه الغشائي ودهليز الأذن اليمنى عند الإنسان البالغ
    والقريبة والكييس جوفان صغيران يحتويان على لطخات maculae تحوي خلايا مُشْعِرة hair cells وحصَـيات أذنية otolithes صغيرة من كربونات الكالسيوم، تسبب جاذبية الأرض لها ضغطها على بعض الخلايا المُشْعِرة فتحرضها على إحداث دفعات عصبية تذهب إلى الدماغ بألياف عصبية حسية موجودة في قاعدتها. وعندما يميل الرأس تضغط الحصيات الأذنية على خلايا حسية أخرى، فتثير فيها سيالة عصبية تدفع الحيوان لتعديل وضعه.
    وتتألف كل من القنوات نصف الدائرية الثلاث من أنبوب نصف دائري، تتصل نهاياتها بالقريبة. وهي مرتبة، بحيث تشكل كلُّ منها زاوية قائمة مع القنوات الأخرى، وفي منطقة اتصال كل قناة مع القريبة يوجد انتفاخ صغير يسمى الحبابة ampulla، يحتوي على مجموعة من الخلايا المُشْعِرة، شبيهة بالخلايا ضمن القريبة والكييس، إلا أنها بدون حصيات أذنية. وتتنبه هذه الخلايا بتحركات السائل الموجود ضمن القنوات (اللمف الداخلي). فعندما يدور الرأس يبقى السائل، بفعل عطالته الحركية، «ثابتاً» مدة وجيزة ضمن القناة، بينما تتحرك الخلايا المُشْعِرة بالنسبة للسائل «الثابت»، فتتحسس الخلايا المشعرة «المتحركة» بالسائل «الثابت». وهذا التنبيه لا يؤدي إلى الشعور بالدوران فقط بل يؤدي أيضاً إلى بعض الحركات الانعكاسية، تتمثل بحركة العينين (الرَأرَأة) والرأس باتجاه معاكس لاتجاه الدوران، وبما أن هذه القنوات الثلاث توجد في مستويات ثلاثة مختلفة، فإن التحرك في أي اتجاه سيؤدي إلى حركة السائل على الأقل في واحد من القنوات الثلاث.
    إن الإنسان معتاد على التحرك في المستوى الأفقي، الأمر الذي ينبه بعض القنوات نصف الدائرية، ونحن لسنا معتادين على التحرك بالاتجاه الشاقولي، لذلك فإن التحرك بهذا الاتجاه بسرعة، كما يحدث في أثناء الصعود بالمصاعد السريعة أو ارتفاع السفن وانخفاضها في الأمواج العاتية، ينبه القنوات نصف الدائرية بشكل غير عادي، الأمر الذي يؤدي لدى بعضهم إلى الإحساس بالدوار (دوار البحر)، وأحياناً إلى الإقياء. وكذلك عندما يستلقي الإنسان فإن الحركة تنبه القنوات نصف الدائرية بطريقة مختلفة، مما يؤدي إلى الدُّوار أيضاً ولكن بشكل أخف.
    ويؤكد هنا أن التوازن عند الإنسان يعتمد على حس الرؤية وعلى تنبيهات واردة من المستقبلات الداخلية propreoceptors المنتشرة في العضلات ومفاصل العظام، وعلى تنبيهات ترد من خلايا حسية، تتحسس بالضغط، منتشرة في باطن القدم، إضافة إلى التنبيهات الواردة من الأذن الداخلية. ففي بعض حالات الصمم تكون أعضاء التوازن في الأذن الداخلية، وكذلك القوقعة cochlea، غير وظيفية،ومع ذلك يبقى حس التوازن موجوداً.
    حسن حلمي خاروف

  3. #243
    الحيات

    الحيات Ophidia رتيبة (تحت رتبة) من الحيوانات تنتمي لصف الزواحف Reptilia صفيف ثنائيات الحفر الصدغية Diapsidaرتبة الحرشفيات Squamata التي تضم رتيبتين هما العظايا Lacertilia والحيات (أو الثعابين snakes، فهما اسمان مترادفان وردا في القرآن الكريم في المعنى نفسه).
    والحيات زواحف لا أطراف لها، إلا بعض أفراد فصيلة الأصليات Boidae التي يمكن أن يُعْثَر فيها على طرفين خلفيين ضامرين. ورأس الحية بيضوي عادة، إلا الأفاعي[ر] Viperidae التي يكون رأسها مثلثي الشكل. وجسم الحية طويل يستره عدد كبير من الحراشف القرنية، تغطيها طبقة بشرية قرنية رقيقة وشفافة، تستبدل كلها عدة مرات في العام. عينا الحية ثابتتان ومجردتان من الأجفان، وحس السمع لديها معدوم تقريباً، بينما حس الشم شديد النمو، وكذلك الأمر بالنسبة للتحسس بالاهتزازات الأرضية.
    لسان الحية سريع الحركة، وشديد الحساسية اللمسية والاهتزازاية، كما يبدو أنه يتحسس المنبهات الذوقية أيضاً. وتبقى الحيات ساكنة معظم الوقت، فهي لا تنشط إلا مدفوعة بالجوع أو بالحوافز الجنسية.
    الشكل (1)
    يتألف العمود الفقري في الحية من عدد كبير من الفقرات (حتى 500 فقرة)، لذا فهو متحرك جداً. والحيات مجردة من الزنار الكتفي ومن عظم القص، لهذا فإنها تستفيد من قابلية التمدد لجسمها من أجل الحركة، ومن أجل ابتلاع فريستها برمّتها. كما أن الفكين واسعا الحركة بحيث تستطيع الحية أن تفغر فاها وتوسعه إلى حد كبير. والأسنان متوضعة على امتداد الفك والعظام الحنكية، وهي جميعها معقوفة ومتجهة إلى الخلف، ونادراً ما تكون مستقيمة. وهي مؤنفة دقيقة تفيد في العض والقبض على الفريسة ولا تستعمل في المضغ. ومن الحيات ما تكون أسنانها محفورة مجوفة، بداخلها قناة تصب من خلالها مفرزات سمها الزعاف عندما تلدغ، ومنها ما تكون أسنانها مصمتة لا قناة فيها وليس فيها غدد مفرزة للسم.
    تقتل الحية فريستها إما بخنقها (الشكل-1) أو تلدغها بالسم، ثم تبتلعها بكاملها ببطء. يستغرق الهضم وقتاً طويلاً، فقد يتطلب عدة أسابيع، تبقى الحية في أثنائها ساكنة دون حراك.
    تتكاثر الحيات عادة بالبيض، وقد يلد بعضها صغاراً تامة النمو. وهي تضع البيوض عادة في التربـة وتترك لحرارة الشمس مهمة حضنها.
    وتختلف ألوان الحيات باختلاف ألوان حراشفها. وهي لا تعيش حياة اجتماعية، إذ تبقى منعزلة لا تبالي الواحدة بالأخرى إلا في دور التكاثر، اللهم إلا الأنواع التي تعيش في المناطق المعتدلة، التي تمضي فصل الشتاء في سبات عميق، حيث تتجمع في ملجأ واحد. وتعزو التقاليد الشعبية للحيات قدرتها على التنويم، إلا أن ذلك ليس صحيحاً. وربما كان مرد هذا الاعتقاد إلى أن الحيوان المعرض لأن يكون فريسة يتسمر في مكانه بلا حراك آملاً ألا تراه الحية.
    تصنيف الحيات
    تضم رتيبة الحيات 13 فصيلة، عرف فيها نحو 3000 نوع، يقتصر وجود معظمها على المناطق الاستوائية، لكن توجد أيضاً في المناطق المعتدلة، ووجد بعضها في الدائرة القطبية.
    من أكثر الفصائل ابتدائية فصيلتا: البوائيات Boidae والأصليات Pythonidae التي تمتاز أفرادهما بأنها غير سامة وإنما تقتل فرائسها بالالتفاف عليها وعصرها. ثم إنها من الحيات الطويلة، إذ يصل طول بعضها إلى 10 أمتار. وتتشابه أفراد هاتين الفصيلتين من حيث الشكل، وعلى الرغم من ذلك توجد بينها فوارق هامة أبرزها أن البوائيات تلد ولادة بينما الأصليات تبيض بيضاً. كما تعيش معظم البوائيات في العالم الجديد بينما تكثر الأصليات في العالم القديم.
    من أشهر البوائيات البواء العاصرة (الأصلة العاصرة) Constrictor constrictor التي تعيش في أمريكا الاستوائية، وقد يصل طول بعضها إلى 4 أمتار، وليست خطراً على الإنسان بل تهرب لدى إزعاجها، كما يسهل تربيتها في الأقفاص فهي سهلة الانقياد. وهناك البواء الرملية sand boa (النوع Eryx jaculus) التي تعيش في المناطق الجافة في جنوب أوربا وآسيا الصغرى ومصر والجزائر.
    وبعكس البواء فإن الأنقيد العملاق (Eunectes murinus) giant anaconda يعيش على ضفاف الأنهار والبرك في أمريكا الجنوبية والوسطى ويتغذى بالطيور والثدييات حيث يجرها إلى الماء ليخنقها قبل أن يبتلعها.
    ومن الأصليات تعيش الأصلة الهندية Python muloros في جنوب شـرقي آسـيا، وتمتاز برسوم شبيهة برأس الحربة توجد على رأسها وعنقها.
    فصيلة الثعبانيات Colubridae: ويميز فيها تحت فصيلتين: Colubrinae ذات أسنان عديمات الأخدود aglyphous وهي غير سامة، وتضم القسم الأكبر من الحيات، وتحت فصيلة Boiginae أو الثعبانيات السامة، ذات أسنان خلفية الأخاديدopisthoglyphous لأن عقائفها السامة توجد في الناحية الخلفية من فمها. وهي على الرغم من سميتها غير خطرة على الإنسان، وهي تشل فرائسها قبل ابتلاعها.
    ينتمي للمجموعة الأولى ثعبان الأعشاب الأوربي Natrix natrix المنتشر من شمالي إفريقية إلى أواسط أسيا، ظهره غالباً بني مخضر بينما بطنه أسود مبرقع بالأبيض. وينتمي للمجموعة الثانية ثعبان مونبلييه Malpodon monspessalanus الذي يعيش في المناطق الجافة والصخرية من منطقة البحر المتوسط.
    وتجدر الإشارة هنا إلى ما يسمى الحيات الطائرة التي تعيش على الأشجار، ومنها حية الشجر الذهبية Chrysopelea ornata التي تكثر في مناطق جنوب شرقي آسيا، تتنقل من شجرة لأخرى منطلقة بسرعة ناشرة جسمها ليشكل سطحاً يشبه الأجنحة.
    الشكل (2)
    أما الحيات السامة الخطرة التي تكون لدغتها خطرة على الإنسان فتنتشر في جميع أنحاء العالم، وعلى الأكثر في المناطق الحارة. من أهم فصائلها: الصليات والحيات المائية والجُلجُليات.
    فصيلة الصليات Elapsidae التي توجد عقائفها السامة في مقدمة الفك. وهي شديدة السمية يجري السم في أخاديد توجد على السطح الخلفي من العقفة. ينتسب إليها الصل الناشر cobra (الشكل-2) وكذلك المامبا mamba والحيات المرجانية.
    الصل الناشر معروف جيداً بسبب قدرته على تمديد عنقه بحيث تتشكل «قبعة» بشكل الكمثرى المقلوبة. ويوجد منه أنواع تحمل في قبعتها رسومات مختلفة. يوجد منها في الهند نوعان، الأول هو الصل الناشر الهندي Naja naja الذي يحمل رسم النظارات، ويقدِّر سحرة الحيات الهنود هذا النوع تقديراً كبيراً. أما الموسيقى التي يعزفونها فليس لها أي تأثير على الحية لكنها تتأثر بالحركة البطيئة والإيقاعية للعازف أو الآلة. وبسبب ذلك يخرج الصل من السلة ماداً عنقه المرن إلى أقصى حد مترنحاً ملاحقاً لحركات المزمار في نوع من الرقص المرن. ولهذه الحية بصر متكيف على نحو خاص مع النور الضعيف، لهذا فإنها تكون أكثر نشاطاً في المساء. والنوعالثاني الصل الملكي Naja hannah وهو من أخطر الحيات وأشرسها ولا يتردد في مهاجمة الإنسان، ويصل طوله إلى نحو 5 أمتار. وفي إفريقيا يوجد من الصل 7 أنواع، وهي أصغر حجماً من الأنواع الهندية وأقل خطراً. ويعتقد بأن الصل المصري Naja haje هو الذي انتحرت به كليوباترا. أما الصل ذو العنق الأسود Naja nigricollis فإنه واسع الانتشار في شرقي إفريقيا وشماليها. ويتميز بالعصابة السوداء الواحدة أو العصابتين على عنقه. وهو يتصف، إضافة لذلك بسميته الشديدة، وبنفثه السم في عيون ضحيته.
    أما المامبا mamba (جنس Dendroaspis) فتعيش على الشجر ويقتصر وجودها على المناطق الاستوائية وجنوبي إفريقيا. وهي من الحيات الشرسة للغاية وسمها قد يقتل الإنسان في 10 دقائق، وهي الوحيدة بين الحيات بأربع عقائف سامة.
    وفي أمريكا تتمثل الحيات المرجانية Micrurus fulvinus، وسميت بذلك نظراً لبريق ألوانها، وهي ذات الحلقات الصفراء والسوداء والحمراء. وهي مميزة لأمريكا الوسطى والشمالية ، كما أنها أكثر الحيات الأمريكية سمية لكنها ليست أخطرها.ولا يزيد طولها على المتر الواحد.
    فصيلة الحيات المائية Hydrophiidae: وهي أصغر قداً، تعيش على امتداد الشواطئ الآسيوية والأسترالية وذات سم قوي جداً، لكنها لا تهاجم الإنسان عادة، فهي تستعمل سمها في شَلِّ الأسماك الصغيرة ومن ثم التهامها. أما إذا أزعجت أو هوجمت فإنها تدافع عن نفسها بضراوة.
    فصيلة الجلجليات rattle snakes (Crotallidae): فقد سميت بذلك لأن بعضها يحمل في نهاية ذنبه الحراشف التي انسلخ الحيوان منها ولم تنفصل وبقيت ملتصقة بالذيل، مصدرة، عندما يتحرك الحيوان، صوتاً يشبه الجرس. وهي تشبه الحيات ولكن يمكن تمييزها منها بتفاصيل تشريحية شتى، أكثرها وضوحاً وجود نقرات في الرأس بين المنخرين والعينين يبرز منها نهايات عصبية متعددة. تقوم هذه الأعضاء بوظيفة تسجيل جميع تغيرات الحرارة، وبذلك تستطيع أن تستشعر وجود الحيوانات ذات الدم الحار حولها ، حتى في أثناء الصيد الليلي. ويعيش معظم الجلجليات في الأماكن الجافة والحارة في العالم الجديد.
    دور الحيات في النظام البيئي
    للحيات دور هام في تنظيم النظم البيئية والتوازن البيئي. فهي تعمل على تنظيم عدد القوارض والبرمائيات والحشرات، وتتغذى بها العديد من الثدييات والطيور الجارحة. ومن لدغة الأفعى يتضرر الإنسان والحيوانات الأليفة، وقد يموتون منها.
    ومن أبسط القواعد التي يجب اتباعها لتجنب خطر السم الزعاف، إيقاف الانتشار السريع للسم في الدم بعد اللدغ مباشرة. ويمكن تحقيق ذلك بربط العضو فوق موقع اللدغ، ومن ثم عمل جرحين طولانيين في الجلد يوافقان أثري العقفتين. كما يجب إجبار الدم على الخروج ، ويمكن أن يتم ذلك بمص الدم من الجرح ثم بصقه طالما أنه ليست هناك جروح في الفم. وهناك مصل خاص يمكن حقنه تحت الجلد أو في الوريد، يستخدم لتخفيف أثر اللدغ.
    الحيات والإنسان
    شغلت الحيات أذهان البشر منذ أقدم العصور، فكانت مجالاً للمعتقدات الدينية والاجتماعية لعدد من الجماعات البشرية، فقد عبدها الآشوريون والبابليون، واتخذها الفراعنة رمزاً لهم، وقدسها الهنود، وعدّها الإغريق رمزاً للشيطان.
    استعمل الإنسان جلدها في صناعة الألبسة والأحذية والمحافظ، ومن الناحية الغذائية تعد طبقاً شهياً في المناسبات الخاصة في اليابان والصين وأستراليا، وتدخل في كثير من الوصفات الطبية الشعبية، إذ تستخدم عصارة المرارة في علاج آلام المفاصل وفي زيادة القوة وإطالة العمر. كما يستعمل سم الأفعى في تحضير الأمصال لمعالجة لدغات الأفاعي، وتستخدم في الدراسات العلمية المختلفة في مجالات الصيدلة والبيولوجية الجزيئية.
    هدى الظواهرة

  4. #244
    الحياة (علم ـ)

    البيولوجية
    استحدثت لفظة «علم الحياة» البيولوجية biologie عام 1800 في مؤلفات «لامارك» و«تريفيرانُس Treviranus»، و«بورداخBurdach». بيد أنه لم يكن هناك في بداية الأمر حقل أبحاث حقيقي جدير بهذا الاسم، ومع ذلك فإن هذا المصطلح كان مؤشراً لبداية نقلة نحو اهتمام بالكائنات الحية أكبر من ذلك الذي كان محصوراً في دائرة الدراسات التصنيفية والوصفية التي كانت مجال الاهتمام حتى ذلك الوقت. ولقد قدم «تريفيرانوس» تعريفاً بالمجالات التي سوف تكون موضع اهتمام من وضعوا مصطلح «بيولوجية» سنة 1804 تحديداً لمنهج دراساتهم في الحياة والأحياء.
    أسس علم الأحياء
    وضعت أسس هذا العلم في الفترة ما بين 1828-1866 متمثلة في أعمال «فون بير» في علم الجنين[ر] embryologie، و«شوان» مع «شليدن» في علم الخلية cytologie، و«مولر» و«ليبيج وهلمهولتز ودوبوا، وريموند، وبرنارد» في مجال علم الوظيفة physiologie، و«والاس ودارون» في علم التطور الحيوي والجغرافيا الحيوية، و«ماندل» في علم الوراثة. لكن «دارون» الذي نشر كتابه أصل الأنواع L’origine des espèces، كان بمثابة إعلان لإنجازات بضعة وثلاثين عاماً مهدت الطريق أمام ميلاد معظم الفروع البيولوجية المستحدثة التي نعرفها اليوم، وكانت بمثابة طفرة في هذا العالم جعلته يتجه اتجاهات لا حصر لها والتي نعرفها حالياً، إذ إن عالم البيولوجية اليوم شهد مولد أفكار جريئة، وغير مسبوقة في مجالات علم الوراثة، وبيولوجية الخلية، وعلم الأعصاب، بالإضافة إلى تقدم مذهل في بيولوجية التطور وعلم التبيؤ[ر] ecologie، وعلم البيولوجية الجزيئية، حيث أدت كل هذه التفرعات إلى قيام صناعة كاملة متنامية ظهرت آثارها جلية في مجالات الطب المتباينة، وعلم الزراعة، وتربية الحيوان، والاغتذاء البشري حتى وصلت إلى مجالات تحديد النسل وتحسينه، والاستنساخ الحيواني والبشري والحصول على خلايا عصبية من خلايا البشرة في شهر نيسان عام2002، وهذا أمر أحدث انقلاباً جديداً في علم الحياة المعاصر قلب موازين العالم كله في مجالات التمايز الخلوي والنسج، ومن هنا فإننا نتفق مع القائلين في مؤتمر البيولوجية ومصير الإنسان الذين أطلقوا على القرن العشرين قرن (البيولوجية).
    أصل هذا العلم
    ومع أن شمس البيولوجية، بوصفها علماً حديثاً، لم تبزغ إلا في أواسط القرن التاسع عشر، إلا أن جذوره تمتد إلى عصر الإغريق حيث نشأ منذ أكثر من ألفي عام على شكل «مدارس» تميزت منها مدرستان مازالتا معروفتين إلى اليوم هما: المدرسة الطبية، ومدرسة التاريخ الطبيعي. فأما المدرسة الطبية فمثلها «أبقراط Hippocrate» وسابقوه وتابعوه، وقد بلغت ذروة ازدهارها في العالم القديم (ما بين عامي 130 و200م) بأعمال «جالينوس Galenus» التي أدت إلى نشأة التشريح وعلم وظائف الأعضاء. وأما مدرسة التاريخ الطبيعي، فقد بلغت ذروة ازدهارها على يدي «أرسطو Aristotle» كما تشهد بذلك أعماله ممثلة في كتابه: «تاريخ الحيوانات History of Animals»، وعن هذه المدرسة نشأت علوم التبيؤ والتصنيف والبيولوجية المقارنة، والتشريح المقارن anatomie compare.
    ولقد استمر الفصل بين التاريخ الطبيعي وعلم الحياة والطب طوال العصور الوسطى وعصر النهضة، مع ارتباطها بعلم النبات (لأنه - على الرغم من كونها فروعاً من التاريخ الطبيعي - كانت منصبة على الأعشاب ذات الخصائص الطبية). وفي الحقيقة، إن قادة علم النبات من «سيزالبينو Cesalpino» (في بداية القرن السادس عشر) حتى «لينبوس» (في نهاية القرن الثامن عشر) كانوا أطباء باستثناء وحيد هو «جون راي John Ray» وبمرور الوقت استقل علم النبات وانضم إلى علم الحيوان ليتكون منهما علم التاريخ الطبيعي الذي انسلخ منه علم الحفريات، وانضم إلى علم طبقات الأرض «الجيولوجيا» وبقي التشريح ووظائف الأعضاء «علم الغريزة» حيث شكلا المكونات البيولوجية للمدرسة الطبية.
    ولم يكن للثورة العلمية إلا أثر ضئيل في علم الحياة «البيولوجية»، الذي لم تتأثر مسيرته بصورة فعالة إلا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، عندما اكتشف التباين الذي فاق التصور في أنواع النبات والحيوان. ولقد كانت الثروة الأحيائية التي جلبها المستكشفون الأفراد (ومنهم جامعو النباتات من تلاميذ «لينيه») نواة لمتاحف التاريخ الطبيعي، كما حفزت الدارسين إلى التركيز على علم التصنيف ذلك الفرع، الذي كان يشكل الجانب الأكبر من علم البيولوجية في عهد «لينيه»، إلى جانب علميِّ التشريح ووظائف الأعضاء كعماد للمدرسة الطبية.
    وفي أثناء تلك المرحلة كانت معظم أنشطة المشتغلين بعلوم الحياة تتسم بأنها وصفية، ولكن هذا لا يعني وصفنا تلك الفترة من تاريخ البيولوجية بالعقم الفكري، فلقد تمت فيها إنجازات في مجال التاريخ الطبيعي (على يدي بَفنِّ) ووظائف الأعضاء (بيشاBichat وماغندي Magendie) والمورفولوجيا النموذجية (على يد غوته Goethe) والفلسفة الطبيعية (بلومتباخ وتابعيه).
    طبيعة علم الحياة وبنيته
    حاول العلماء عام 1955، وضع أفضل هيكل يعبر عن طبيعة علم الحياة وبنيته، وفق معايير وضعت مسبقاً من قبل العلماء وطبقاً لمقترحات البيولوجي «مينكس Mainx»، من شأنها تقسيم هذا العلم إلى مجالات رئيسية ثلاثة هي:
    علم الشكل morphologie
    علم الجنين embryologie
    علم وظائف الأعضاء physiologie
    إضافة إلى قليل من الموضوعات التي كثيراً ما تكون الاعتبارات المورفولوجية أساساً لها مثل: علم الخلية cytologie، وعلم النُّسج histologie، كما حاز قبولاً واسعاً اقتراح فايس Weiss» بتقسيم العلم (من منظور آخر) إلى: بيولوجية جزيئية biologie moleculaire، وبيولوجية خلوية biologie cellulaire، وبيولوجية وراثية biologie genetique، وبيولوجية تطورية biologie developpée، وبيولوجية الجماعات biologie des groupes والبيئة 'L’environnement، وهذا هو التقسيم الذي اتخذته مؤسسة العلوم القومية الفرنسية أساساً لعنونة مصادرها المعلوماتية. ومن الطريف أن واضع هذا التصنيف قد جمع فروعاً شتى مثل: التصنيف والسلوك والتطور والبيئة في كومة واحدة تحت الفئة الأخيرة من الهيكل المقدم منه (وهي التي تضم كل ما يخص الأحياء كمجموعات)، بينما احتجز خمس فئات متساوية الأهمية فيما يخص الكائن الحي كفرد، وليس في ذلك غرابة لأن «فايس» الذي وضع هذا الهيكل من المتحمسين للمنهج التجريبي.
    وفي عام 1970 شكلت الأكاديمية القومية في فرنسا لجنة لدراسة علوم الحياة، قسمت هذه العلوم إلى اثنتي عشر فئة هي البيولوجية الجزيئية (مع الكيمياء الحيوية)، علم الوراثة، بيولوجية الخلية، الفيزيولوجيا، بيولوجية التطور، المورفولوجيا، والتصنيف، علم التبيؤ (إيكولوجية)، بيولوجية السلوك، علم التغذية، علم آليات المرض disease mechanisms، وأخيراً علم العقاقير pharmacologie (والفروع الثلاثة الأخيرة منها ذات أهمية تطبيقية واضحة). وعلى الرغم مما أدخله هذا التقسيم على ما سبقه من تحسينات، إلا أنه لم يخل من المشكلات ومنها على سبيل المثال: اعتبار التصنيف وبيولوجية التطور فرعاً واحداً.
    مفهوم الحياة
    عندما يتكلم علماء الحياة والفلاسفة عن «الحياة La vie» إنما هم في العادة لا يعنون بذلك ظاهرة المعيشة، التي هي نقيض الموت، وإنما يعنون على الأرجح خاصية الحياة التي هي نقيض انعدام الحياة في أي جماد. ولقد كان من الأهداف الرئيسية لعلم البيولوجية إلقاء الضوء على هذه الحقيقة المسماة «بالحياة». ولكن المشكلة هنا هي أن كلمة «حياة» يفهم منها شيء، قد يكون قوة أو مادة، ظل الفلاسفة والبيولوجيون قروناً يحاولون تعريفه من دون طائل. وفي الحقيقة، إن لفظ «حياة» هو مجرد تعبير عن عملية «المعيشة» ولا وجود له ككيان مستقل، وبمقدور المرء أن يصف ظاهرة المعيشة، بل ويحاول أن يحدد ماهيتها، وأن يعرف ماهية الكائن المتعضي الحي organisme، وأن يحاول وضع حد فاصل بينه وبين ما هو غير حي. حقاً إن المرء يستطيع أن يحاول شرح كيف أن المعيشة، كعملية، يمكن أن تكون نتاج تجمّعات من الجزيئات التي هي، في حد ذاتها، محرومة من الحياة.
    ومنذ القرن السادس عشر ومحاولات الإجابة عن السؤال: «ما هي الحياة»؟ وكيف يمكن تفسير العمليات الحياتية؟ لاتزال موضوع صراع ساخن بين أصحاب مختلف الآراء. وباختصار، كان الوضع هو انقسام المفكرين دائماً إلى فئتين: إحداها يعلن أن الكائنات الحية ليست في الحقيقة مختلفة إطلاقاً عن المادة غير الحية، وكان أصحاب هذا التوجه يدعون أحياناً «بالآليين Mecanistes»، وعلى الجانب الآخر توجهٌ آخر يدعى أصحابه بالحياتيين Vitalistes، كانوا ينادون برأي آخر خلاصته أن للكائنات الحية خصائص لا يمكن وجودها في المادة الخاملة. وتأسيساً على ذلك فهم يرون أن النظريات والمفاهيم البيولوجية، لا يمكن أن تكون خاضعة لقوانين الفيزياء والكيمياء.... وفي بعض الدوائر الثقافية كان رأي الآليين هو الغالب والمسيطر في حين أنه في أماكن وأزمنة أخرى كان يبدو أن الحياتيين كانوا هم أصحاب اليد العليا. ومع ذلك فإن الاتجاه في القرن الحادي والعشرين أصبح واضحاً بأن كلاً من الفئتين قد أصاب أحياناً وأخطأ أحياناً أخرى.
    فالآليون كانوا على حق في إصرارهم على الاعتقاد بعدم وجود مكونات للحياة فيما وراء الطبيعة، وأن الحياة على مستوى الجزيئات ممكنة التفسير وفقاً لقوانين الفيزياء والكيمياء، وفي الوقت نفسه كان الحياتيون على حق في احتجاجهم على أن الكائنات الحية غير مماثلة إطلاقاً للمادة غير الحية، بل إن لها الكثير من الصفات المميزة غير العادية، وبالأخص برنامجها الجيني الذي اكتسبته عبر تاريخها، وهو أمر غير معروف في عالم الجمادات: فالكائنات المتعضية organismes تمثل نظماً متعددة مستويات الترتيب، وهي مختلفة تماماً عن أي شيء يمكن أن يوجد في عالم الجمادات. أما الفلسفة التي أتت بعد ذلك واستوعبت أحسن ما في الحياتية وأحسن ما في الآلية من مبادئ (بعد استبعاد التزايدات) فقد أصبحت تعرف باسم «العضوانية organicisme»، وهذا هو الأنموذج السائد اليوم.
    مفهوم الحياتية ووجود قوة حيوية
    ومما لاشك فيه أن الحياتية كانت حركة مضادة منذ أن ولدت في القرن السابع عشر، بل إنها كانت تمرداً على الفلسفة الآلية للثورة العلمية، كما كانت انقلاباً ضد الآليين من عصر «غاليليو» إلى عصر «نيوتن»، إذ إنها كانت تقاوم بإصرار مقولة إن الحيوان ما هو إلا آلة، وإن كل مظاهر الحياة يمكن تفسيرها بالكامل بأنها «مادة في حالة حركة». ولكن الحياتيين بقدر ما كانوا مقنعين في رفضهم الحاسم لمزاعم الآليين، كانوا أيضاً، وبالقدر نفسه، غير منطقيين، فيما قدموه من محاولات لتفسير ما ذهبوا إليه، إذ إن كل تفسيراتهم، على كثرتها وتنوعها، لا تقدم نظرية متماسكة.
    ووفقاً لما رآه فريق من الحياتيين، فإن قيام «الحياة» مرتبط بوجود مادة خاصة غير موجودة في الجمادات (هي التي أطلقوا عليها اسم البروتوبلازم) أو توافر حالة ETAT كالحالة الغراونية أو الغروية. وفي رأي فريق آخر منهم: أن الحياة تكمن في «قوة خاصة» تتميز عن تلك القوى التي يتحدث عنها الآليون. وجدير بالذكر أن أسماء تلك القوة الخاصة في لغات من نادوا بوجودها: ليبنز كرافت Lebens Kraft، وإنتيليتشي Entelechie وإيلان فيتال Elan Vitale.
    وفي نهاية الأمر تزحزحت فكرة «المائع الحيوي» لتحل محلها فكرة «القوة الحيوية» كتفسير لابديل له لمظاهر الحياة التي استعصت على التفسير بغير هذه الفكرة، التي لاقت القبول حتى من عالم له مثل شهرة «مولر Muller».
    وعلى امتداد قرون ثلاثة من بداية القرن السادس عشر حتى نهاية القرن الثامن عشر كان علماء وظائف الأعضاء في إنكلترا أصحاب أفكار متماشية مع الحياتية، ذلك المذهب الذي ظل محتفظاً بقوته خلال الأربعين سنة الأولى من القرن التاسع عشر (1800-1840)، كما تدل على ذلك كتابات «هنتر J.Hunter» و«بريكارد J.C.Prichard» وغيرهما. وفي فرنسا حيث كان تيار الديكارتية Cartesianisme بوجه خاص قوياً، لم تكن مفاجأة أن تتسم الحركة المضادة التي قام بها الحياتيون على الدرجة نفسها من العنف. وكان أبرز من يمثلونها هم جماعة مدرسة مونبلييه Montpellier .في الوقت الذي كانت ألمانيا هي الموطن الذي بلغ فيه مذهب الحياتية أعلى درجات ازدهاره وأوسع مجالات انتشاره.
    ازدواجية علم الحياة المعاصر وخصائص الحياة: سواء أخذنا برأي البيولوجيين المتخصصين أو برأي فلاسفة العلوم، فإن المفهوم المتفق عليه اليوم لطبيعة الكائنات الحية هو سيادة قوانين الفيزياء والكيمياء على جميع وظائفها التي تتم على المستوى الجيني، وعلى معظم وظائفها التي تتم على مستوى الخلايا. ومع ذلك فالكائنات المتعضية تتميز عن المادة الخاملة في كونها أنظمة رئاسية ذات كيان، له كثير من الصفات الانبثاقية، والأهم من ذلك هو أن كل أنشطتها تتم تنفيذاً لبرامج جينية، في طياتها معلومات مكتسبة تراكمت عبر التاريخ، وكلا الأمرين لا وجود له في عالم الجمادات.
    ونتيجة لذلك، فالكائنات الحية المتعضية تمثل شكلاً لافتاً للنظر من أشكال الازدواجية، وهي هنا ليست ازدواجية البدن والروح ولا المحسوسات والغيبيات، فازدواجيات علم البيولوجية الحديث نابعة من حقيقة أن للكائن الحي صورتين متلازمتين في كيان واحد؛ النمط الوراثي أو الجيني génotype والنمط الظاهري phénotype.
    فأما النمط الوراثي، فبحكم أنه مكوّن من حموض نووية، فإن فهمه يحتاج إلى إيضاحات تطورية.
    وأما النمط الظاهري، فهو حصيلة تجمعات من المادة الكبيرة الجزيئات كالبروتينات والدهون التي بُنيت على أساس معلومات يمدها بها النمط الوراثي، ومثل هذه الازدواجية غير معروفة في عالم الجمادات.
    وبوسعنا جدولة الظواهر المميزة للكائنات الحية كما يأتي:
    ـ تعد الكائنات المتعضية حصيلة 3.8 بليون سنة من النشوء والارتقاء، يعكس هذا التاريخ خصائصها؛ فتكوينها وسلوكها وكل أنشطتها الأخرى تسير طبقاً لبرامج جينية هي حصيلة المعلومات الوراثية المتراكمة عبر مسيرة تاريخ الحياة، أما استقراء هذا التاريخ فإنه يدل على تيار متصل بدأ منذ نشأة الحياة وسريانها في أبسط الكائنات (بدائيات النوى procaryotes)، وارتقائها لتسري في الأشجار العملاقة والفِيَلة والحيتان والآدميين.
    ـ الخواص الكيميائية: على الرغم من أن ذرات المواد غير الحية هي بعينها قوام تركيب جميع الكائنات الحية المتعضية، إلا أن نمو هذه الكائنات وأداءها الوظيفي يتمّان بفعل مركبات خاصة هي الحموض النووية، والهرمونات، والإنزيمات (الخمائر)، وغيرها من الجزيئات العملاقة التي لا وجود لها في عالم الجمادات. وقد كشفت الكيمياء العضوية والحيوية أن كل المواد الموجودة في الكائنات الحية يمكن تحليلها إلى جزيئات أبسط تركيباً، كما يمكن أيضاً تخليقها (أي تركيبها مخبرياً).
    ـ الآليات التنظيمية: وهي ضوابط تؤمن حفظ نظام العمل واستقراره في الكيان الحي بكل الطرق، وهذا أمر لا وجود له بتاتاً في عالم الجمادات.
    ـ التعضي organisation: الكائنات الحية أنظمة معقدة ومنضبطة، وهذا هو سر قدرتها على استيعاب التعليمات الوراثية الصادرة من الجينات، والتزامها بمساراتها التكوينية والتطورية.
    التكيف: الكائنات الحية متوائمة مع الظروف المحيطة نتيجة تعرضها للانتخاب الطبيعي عبر أجيال سابقة لا حصر لها.
    ـ محدودة القـدّ: أي أن حجوم الكائنات الحية - من أصغر الفيروسات حتى أضخم الأشجار والحيتان - تشغل نطاقاً محدوداً يتوسط عالم الموجودات. كما أن الوحدات الأساسية للتعضي الحيوي - وهي الخلايا ومكوناتها - صغيرة جداً، وهذا يتيح للكائنات المتعضية مرونة عظيمة في النمو والتطور.
    ـ دورة الحياة: تتسم الكائنات الحياة كلها على الأغلب، وخاصة تلك التي تتكاثر جنسياً ، بأن لها دورة حياة محددة تبدأ بالبيضة الملقحة (الزيجوت)، وتمر بأطوار جنينية أو يرقية مختلفة حتى تصل إلى مرحلة البلوغ، وتختلف درجة التعقيد في دورة الحياة من نوع إلى آخر بما في ذلك التعاقب بين الأجيال الجنسية واللاجنسية في بعض الأنواع.
    ـ الأنظمة المفتوحة: تحصل الكائنات الحية على الطاقة والمواد من الوسط الخارجي وتنفث فيه النواتج النهائية لعملياتالاستقلاب (الأيض)، وهي في ذلك لا تتقيد بالقانون الثاني لعلم التحريك الحراري.
    وقصارى القول: إن هذه الخصائص المميزة للكائنات الحية المتعضية تحقق لها عدداً من القدرات التي لاوجود لها في الأنظمة غير الحية، منها:
    القدرة على التطور، القدرة على الاستنساخ الذاتي، القدرة على النمو والتمايز على أساس برنامج جيني، القدرة على النشاط الاستقلابي (تقييد الطاقة وإطلاقها)، القدرة على التنظيم الذاتي للمحافظة على نظام العمل في كيانها المعقد في حالة اتزان، القدرة على التجاوب مع المؤثرات الصادرة من الوسط المحيط بها (باستقبالها بوساطة أعضاء الحس ثم إدراكها)، القابلية للتغير الازدواجي (النمط الظاهري والنمط الوراثي أو الجيني).
    كل هذه الخصائص المميزة للكائنات الحية المتعضية تؤهلها لأن تحتل مرتبة متميزة عن الأنظمة غير الحية، ولقد كان التعرف التدريجي على تفرد عالم الأحياء واستقلاله سبباً في ظهور ذلك الفرع من العلوم المسمى «بالبيولوجية» ثم أدى إلى الاعتراف به كعلم قائم بذاته.
    هل أضحت البيولوجية علماً بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟!
    أمكن، بعد منتصف القرن العشرين، تمييز ثلاث وجهات نظر شديدة الاختلاف حول وضع البيولوجية بين العلوم. ففي أقصى اليمين، كان هناك رأي بوجوب استبعادها تماماً عن دائرة العلم، لأنه يفتقر إلى القابلية للتقنين والقياس الكمي الدقيق التي هي سمات العلم الحقيقي (والمقصود علم الفيزياء)، وفي أقصى اليسار رأيٌ بأن للبيولوجية كل مقومات العلم الحقيقي التي تجعله مكافئاً للفيزياء، وإن كان يختلف عنه في جوانب مهمة، مما يستدعي منحه مرتبة العلم القائم بذاته. وفيما بين هذين وجهة نظر تعدُّ البيولوجية علماً فرعياً لأن جميع معطياته يمكن - في نهاية الأمر - إحالتها إلى قوانين الفيزياء والكيمياء.
    ويمكن إعادة صياغة السؤال: «هل البيولوجية علم قائم بذاته» في جملتين: الأولى هي «هل البيولوجية - كالفيزياء والكيمياء - علم؟» والجملة الثانية هي: «هل علم البيولوجية مناظر تماماً لهذين العلمين؟». للإجابة عن السـؤال الأول يمكننا الرجـوع إلى المعايير الثمـانيـة التي وضعها «جون مور John Moorr» عام(1993) كمسوغات للاعتراف بأي نشاط فكري كعلم، نوجزها بإشارة دون إبانة:
    1 ـ أن يكون أساسه بيانات ميدانية أو مخبرية هي حصيلة مشاهدة أو تجربة.
    2 ـ أن يستهدف جمع البيانات الإجابة عن أسئلة، وأن تستهدف المشاهدات إزالة الشك.
    3 ـ الالتزام بالموضوعية في المنهج والوسائل.
    4 ـ تمشي الفرضيات مع المشاهدات، وانسجامها مع فكرة البحث.
    5 ـ صلاحية جميع الفروض والاحتمالات وتمحيص المتداخل منها بالمقارنة والمفاضلة.
    6 ـ صلاحية التعميمات للتطبيق على كل الموضوعات المتداخلة في نطاق العلم محـل الدراسة، وأن تكون الظواهر الشاذة قابلة للتفسير من دون تبريرات غيبية.
    7 ـ عدم التسليم بأي اكتشاف كحقيقة إلا بعد تأكيده من عدة مصادر خارجية.
    8 ـ القدرة على تقديم حلول للمشاكل المحيرة، وإحلال نظريات صحيحة محل نظريات معيبة أو ناقصة، مما يؤدي إلى التحسين المتنامي للمعرفة.
    بناء على هذه المعايير يغلب الرأي القائل بوجوب الاعتراف بالبيولوجية كعلم أصيل مستقل مثل الفيزياء والكيمياء.
    فكرة عن مجالات تقدم الحياة في بيولوجية الخلية
    نشر أول بحث في علم الخلية cytologie من قبل «روبرت هوك R.Hooke» عام 1667 حيث استعملت كلمة خلية celluleبمعناها البيولوجي أول مرة، ثم توالت الاكتشافات البيولوجية بعد استخدام المجهر لرؤية ما تعجز العين المجردة عن مشاهدته، وذلك على مدى مئة وخمسين عاماً حتى عام 1820. بيد أن اكتشاف التكبير الفائق باستعمال الغمر بالزيت أو ما يسمى بالعدسة الغاطسة، قد أدى، نحو عام 1890، إلى تحسين إضاءة الأجسام وخاصة بعد استخدام المثبتات والملونات إذ اتضح التباين في مختلف أجزاء الخلية وخاصة الخلايا النباتية باعتبار تباين جُدُرها ووضوحها على عكس الصعوبة التي اتضحت في الخلايا الحيوانية حيث الجدران عبارة عن أغشية شفافة وغاية في الرقة، وهذا ما قاد العالم «مايين Meyen» من (1804-1840) إلى اكتشاف ظاهرة التكاثر في الخلايا النباتية، واكتشف العضيات أمثال الصانعات الخضر chloroplastes.
    لكن باحثين آخرين من أمثال «روبرت براون R.Brown» الذي اكتشف أول مرة جسماً وسط الخلية أسماه النواة noyau، تلاه «شلايدن Shleiden» بعد سبع سنوات الذي أعلن أن الخلايا الجديدة تنشأ عن نمو النواة، فأطلق على النواة اسم «صانعة الخلاياcytoplaste»، ولكن البيولوجيين أعلنوا بعد سنوات أن الخلايا الجديدة تتكون بانقسام الخلايا القديمة، والمهم هنا أنه بعد اكتشاف أن النبات يتكون من خلايا متباينة في الشكل والوظيفة، فقد أعلن أن النتيجة ذاتها تنطبق على الحيوان، وأن النوى الجديدة يمكن أن تنشأ من مادة خلوية تسمى «السيتوبلاسم» وهذا ما انسجم مع نظرية التكوُّن الذاتي التي تعني أن كل خلية تنشأ عن خلية نظيرة، بدءاً من خلية أصلية، وصدر بعد ذلك إعلان يقول: «كل الخلايا تنشأ من خلايا» إذ ظهرت النظرية الخلوية الجديدة.
    لكن الباحثين أبدوا اهتماماً خاصاً بالنواة إذ أعلنوا حقيقة مهمة مفادها أن النواة يسبق انقسامها انقسام السيتوبلازم، وتتالت البحوث لتوضح أن «كل النوى تنشأ عن نوى» وهو إعلان العالم «فلمنغ»، حيث اتجه مع غيره لدراسة عملية الإخصاب (الإلقاح) التي قدمت لعلم البيولوجية مفاتيح المشكلة كلها عندما تم التعرف على الخلية البيضية والعروس الذكر وعملية الإخصاب وعملية الانقسام وتكوين الكائن الجديد من خلايا تكون بادئ الأمر غير متمايزة، تتمايز بعد ذلك بالشكل والوظيفة لتشكيل منظومة الكائن الحي المتكاملة لتؤمن كائناً حياً جديداً إنْ في النبات أو في الحيوان.
    لكن تسجيل اندماج العروس الذكر بالعروس الأنثى لم تتضح إلا في غضون الربع الثالث من القرن التاسع عشر، حيث اتضح اندماج النواتين الذكرية والأنثوية بعملية تسمى «انصهار نواتي العروسين» amphimixie لتنشأ عن ذلك لاقحة تسمى البيضة الملقحة تؤدي إلى تكوين طليعة جنين، الجنين.
    وكان في الخاتمة أن تبلورت عمليات نقل الصفات الوراثية عن طريق مواد توجد في النواة مما أدى إلى ظهور فكرة الصبغيات chromosomes وموضوع المورِّثات، وهكذا تطور هذا العلم سريعاً حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم، واحتل علم الحياة مكان الطليعة بين العلوم لخطورة مكتشفاته وأهميتها، وبدت للعالم أهمية فكرة ربطه بأخلاقيات تسمى «الأخلاق البيولوجية».
    سعيد محمد الحفار

  5. #245
    الحياة الهوائية واللاهوائية

    لمحة تاريخية
    الحياة الهوائية aerobiosis والحياة اللاهوائية anaerobiosis تسميات أطلقت قديماً للتمييز بين الكائنات القادرة على الحياة بوجود الهواء (أو الأكسجين قبل اكتشافه) أو غيابه، وذلك للربط بين مفاهيم الروح والتنفس لأن حياة البشر والحيوان كانت ، بالنسبة لها، مرتبطة بحركة القفص الصدري. وقد بقي الأمر كذلك حتى عام 1663 عندما أثبت روبرت هوك Robert Hookeإمكانية استمرار حياة كلب نزعت أضلاعه وحجابه الحاجز شريطة تزويده بالهواء بوساطة منفاخ. وفي القرن الثامن عشر بين بريستلي Priestley أن وضع حيوان في حيّز مغلق يؤدي إلى إفساد الهواء وجعله غير صالح للحياة بسبب استهلاك الحيوان لهواء النار (أي الأكسجين) وطرحه للهواء الحمضي أي غاز ثاني أكسيد الكربون. وفي عام 1780 بيّن لافوازييه Lavoisier أن الأكسجين إنما يستخدم لحرق الهدروجين والكربون في الكائنات الحية لإعطاء ثاني أكسيد الكربون والماء وهو ما يمثل عملية التنفس respiration. كما أظهر أنجنهوز Ingenhusz ، في الفترة نفسها، قيام النبات بمبادلات غازية مماثلة، فيما لاحظ عدد من الباحثين حدوث التخمر fermentation بصفة عامة (وتخمر عصير العنب بصفة خاصة) في غياب الهواء. وفي عام 1860 قام باستور بدراسة التخمر الذي يجري في غياب الهواء و توصل إلى النتائج الآتية:
    1ـ يجري التخمر، الذي يحول السكر إلى كحول إيتيلي وغاز ثاني أكسيد الكربون في غياب الأكسجين وبمساعدة خميرة الجعة التي تبقى حيّة وتستمر في تكاثرها في أثناء عملية التخمر.
    2ـ يمكن لكمية الخميرة نفسها، وفي زمن أقل، أن تتكاثر بوجود الهواء وتحول كمية أقلّ من السكر إلى غاز ثاني أكسيد الكربون وماء، من دون تجميع للكحول.
    3ـ تتمكن بعض الأحياء الدقيقة بمعزل عن الهواء، أي في غياب الأكسجين القاتل لها، من إحداث الاختمار مكونة حمض الزبدة أو حمض اللبن.
    4ـ تتمكن بعض الأحياء الدقيقة بوجود الهواء، أي بحضور الأكسجين، أن تحول الكحول الإيتيلي إلى حمض الخل -كما في صناعة الخل - وأن إيقاف التهوية يؤدي إلى موت الكائنات الدقيقة المسؤولة عن هذا التحول.
    يستنتج مما تقدم تباين سلوك الكائنات الحية من حيث متطلباتها الأكسجينية وفق مسارَيْ الحياة الهوائية والحياة اللاهوائية.
    تصنيف الكائنات الحية وفق متطلباتها الأكسجينية
    تم تصنيف الكائنات الحية وفق متطلباتها الأكسجينية في ثلاث مجموعات، هي:
    1ـ الكائنات التي تتطلب حياتها وجود الأكسجين، وتسمى بالكائنات الحية الملتزمة بالحياة الهوائية، أو الكائنات الحية حتمية الحياة الهوائية strict aerobiosis التي تستمد طاقتها الحيوية من أكسدة الكربون العضوي والهدروجين مستخدمة أكسجين الهواء بوساطة أنزيم الأكسيداز ومثالها: الجرثوم الخلي Acetobacter، والبسودو موناس Pseudomonas، وبعض العُصَيّات الكبريتية Thiobacellus، والجراثيم الزراعية Agrobacterium والعالم الحيواني عموماً باستثناء بعض النسج كالنسيج العضلي الذي يتحمل غياب الأكسجين بعض الوقت، بينما تموت الخلايا العصبية إذا ما حرمت من الأكسجين ولو لمدة قليلة.
    2ـ الكائنات التي لا تتطلب حياتها وجود الأكسجين، وتسمى بالكائنات الحية حتمية الحياة اللاهوائية strict anaerobiosisالتي تستمد طاقتها الحيوية من أكسدة الكربون العضوي والهيدروجين معتمدة إما على طرائق غير ذاتية التغذية المؤكسدة للمركبات العضوية بمعزل عن الهواء كما في أنواع جراثيم الكلوستريديوم Clostridium وجراثيم الغنغرينا Gangrene وجراثيم البروبيون Propionibacter، أو على طرائق ذاتية التغذية كالتركيب الكيمياوي chimiosynthesis المستخدمة للكبريت العضوي كما في الجراثيم الكبريتية، أو التركيب الضوئي المستخدم للكبريت بدل الأكسجين كما في الجراثيم الكبريتية الخضراء Chlorobacterialesوالجراثيم الكبريتية الحمراء Thiorhodobacteriales.
    3ـ الكائنات المنظمة لحياتها بوجود الأكسجين أو عدمه: وتسمى بالكائنات طوعية أو اختيارية الحياة الهوائية facultative aerobiosis في طليعتها الفطريات والخمائر المستعملة للأكسجين في حال وجوده والمستغنية عنه في حال غيابه، وذلك لامتلاكها طواقم الأنزيمات الهوائية واللاهوائية، إذ تتحمل التفاحة غياب الأكسجين ثمانية أيام، وكذلك الديدان الخيطية المعوية قادرة جزئياً على الحياة الطوعية اللاهوائية.
    الأكسجين وتوليد الطاقة الحياتية
    الشروط الحياتية لتوليد الطاقة بوساطة الأكسجين: يعدُّ الأكسجين المصدر الأول للطاقة في أغلب الكائنات الحية عن طريق استخدام تفاعلات الأكسدة والإرجاع oxydoreduction. ويمثل الأكسجين الجوي المصدر الرئيس لتوليد الطاقة في الكائنات الحية الملتزمة بالحياة الهوائية الكامنة في جزيئات الأدينوزين ثلاثي الفوسفات أو الأتب (ATP) كما يعد الأكسجين الناتج النهائي مكوناً الماء الأكسجيني المؤكسد والمخرب للبنى الحيوية في بعض الأحيان والذي تفككه أنزيمة الكاتالاز catalase مطلقة الأكسجين في الهواء.
    1ـ آلية توليد الطاقة في الأحياء حتمية الحياة الهوائية: يعطل غياب الأكسجين عمل مجموعات الأنزيم التي تمد بالطاقة الكائنات الحية حتمية الحياة الهوائية، وتتوقف تفاعلات الأكسدة والإرجاع وتكوين الأتب، ويحرم الكائن من الإمداد بالطاقة، فيموت.
    2ـ آلية توليد الطاقة في الكائنات الحية ذاتية التغذية حتمية الحياة اللاهوائية: تستمد هذه الكائنات موادها الأولية من الأغذية العضوية مستعملة في سلسلة النقل الإلكتروني من نمط نوكليوتيد النيكوتين أميد، والفلافوبروتين والسيتوكرومات. كما تكون مستقبلاتها النهائية مثل حمض الحصرم الناتج من عمليات تفكيك الأغذية العضوية والتي تعطي حمض الزبدة أو حمض اللبن وغيره.
    3ـ آلية توليد الطاقة في الكائنات الحية غير ذاتية التغذية حتمية الحياة الهوائية: تستمد هذه الكائنات موادها الأولية إما من شوارد موجبة NH4+ بالنسبة لجراثيم النترزة Nitrosomonas وشوارد النترات السالبة NO3- بالنسبة لجراثيم النترجة Nitrobacter، وكبريت الهدروجين بالنسبة لبعض العُصَيّات الكبريتية والحديد والحديدي بالنسبة للعُصَيّات المؤكسدة للحديد.
    4ـ آلية توليد الطاقة في الكائنات الحية المنظمة لحياتها بوجود الأكسجين أو عدمه: تملك هذه الكائنات جملاً أنزبمية متنوعة تسمح لها باستخدام الأكسجين الهوائي كما تستعمل مركبات أخرى مرجعة. فهي تستعمل سلسلة السيتوكرومات والسيتوكروم إكسيداز لإرجاع الأكسجين. وتستخدم ألدهيد الخل الناتج من تفكيك الغلوكوز ناتجاً نهائياً.
    تحوي جرثومة الإيشيريشيا المعوية Escherichia coli مجموعة متنوعة من الأنزيمات التي تمكّنها من التكيف مع الشروط السائدة: إذ إنها تستطيع أن تحيا بوجود الهواء، أما في غيابه فلديها المقدرة على تحقيق تخمرات مختلفة لبنية وكحولية، كما أنها تقوم باستخدام شاردة الـ NO3- كقابل نهائي في عمليات تضاد النترجة denitrificatin، وبجمع النسيج العضلي في الحيوانات في غياب الأكسجين (حياة لا هوائية) حمض اللبن، فيما تجمع النسج النباتية - في الشروط نفسها - الكحول الإيتيلي، غير أن هذه المواد المتجمعة تؤدي إلى تغيير طبيعة البروتينات مسببة موت الخلايا لدى زيادة تركيزها عن حد معين.
    تنظيم استقلاب الأكسجين
    بيَّن باستور استهلاك الخمائر في حياتها الهوائية، أي في تنفسها النظامي، كمية قليلة جدا ًمن المداد السكري التنفسي بالمقارنة مع كثرة المداد السكري المستهلك في حالة الحياة اللاهوائية، الممثلة بالتخمر وهو ما يعرف بأثر باستور effect Pasteurالذي يتكرر في جميع الكائنات طوعية الحياة اللاهوائية.
    إن الطاقة اللازمة لتأمين الحاجات الحيوية الضرورية تبقى واحدة بغض النظر عن شروط التهوية. إذ إن تفكك جزيئة غلوكوز بحسب التفاعل:
    C6H12O6 + 6O2 → 6CO2 + 6H2O
    يحرر 680 كيلو كالوري بينما لا يحرر تفكك الغلوكوز في حالة التخمر الكحولي سوى 30 كيلو كالوري حسب التفاعل:
    C6H12O6 → 2CO2 + 2C2H5OH
    هذا ما يفسر استهلاك الكائن الحي لكميات أكبر من السكر في الشروط اللاهوائية. ففي شروط الحياة الهوائية هناك آليات تنظيم تقوم بإبطاء استهلاك الغلوكوز على مستوى تركيب الأنزيمات ومستوى نشاطها، ويتحقق هذا التنظيم في أثناء المرور من الحياة الهوائية إلى الحياة اللاهوائية. ولقد تبين - في مزارع الخميرة - أن خلايا الخميرة الموجودة في قاع المزرعة تعيش حياة لا هوائية بسبب نقص الأكسجين مقارنة مع الخلايا الموجودة على السطح، كما لوحظ أن الميتوكوندرياmitochondries في الخلايا التي تنمو في غياب الهواء تكون قليلة الانتشار وتعاني تراجعاً في نشاط أنزيمات الأكسدة والإرجاع التنفسية، وخاصة أنزيم السيتوكروم أكسيداز. أما الخلايا التي تنمو بوجود الأكسجين فإن الميتوكوندريا تكون أكثر انتشاراً وتحتوي على جميع الأنزيمات اللازمة لحياة الخميرة، أي إن الأكسجين يتحكم إيجابياً بطريقة عمل المورثات المسؤولة عن تمايز القصبات التنفسية.
    تتعلق آليات تنظيم عمل الأنزيمات التي تفكك الغلوكوز بتراكيز الأدب ADP والأتب ATP. وهكذا فإن شدة الفسفرة التأكسدية phosphorylation oxydatires في الخلايا التي تحيا بوجود الهواء تتميز بوجود كمية مرتفعة نسبياً من الأتب ATP وكمية ضعيفة من الأدب ADP، بينما في الحياة اللاهوائية وغياب الفسفرة التأكسدية فإن تشكل الـATP لايتم إلا في مرحلة التحلل السكري glycolyse ولا يكفي لحاجة الخلايا، بينما يرتفع تركيز الأدب ADP، أي إن تركيز الأدب ADP هو عامل التنظيم الدقيق لسرعة تفاعلات الأكسدة الخلوية المتحققة بمساعدة الأنزيمات المتوافرة في الميتوكوندريا. فالتراكيز الضعيفة من الأدب ADPتؤدي إلى أكسدة محدودة النشاط مما يسمح بالاقتصاد بعناصر التنفس، أما في حالة زيادة تركيز الأتب ATP (وهي الحالة السائدة في الحياة اللاهوائية) فيتم تثبيط inhibition نشاط الأنزيمات المحللة للسكر، وخاصة أنزيمة الفسفو فريكتوكينازphospho-fructokinase، أي إن زيادة الأتب ATP تحدّ من استهلاك السكاكر
    عبد الجبار الضحاك

  6. #246
    الحيوان (علم -)

    علم الحيوان zoology أحد فروع علم الحياة[ر]، وهو يعالج كل ما يتعلق بالحيوانات وحياتها، منذ ظهورها على سطح الكرة الأرضية حتى اليوم.
    ولا يقتصر اهتمام علم الحيوان الحديث على مجرد توصيف الحيوانات وتصنيفها، فعلماء الحيوان اليوم يقومون بدراسة بنيتها ووظيفة أعضائها، ودراسة تغذيها وسلوكياتها، إضافة إلى صفاتها الوراثية وتطورها، وعلاقاتها مع الوسط الذي تعيش فيه من النواحي الفيزيائية والكيميائية، ومع الحيوانات والنباتات الأخرى التي توجد في المنطقة.
    تاريخ علم الحيوان
    يعود الاهتمام بعلم الحيوان إلى عصور ساحقة، فقد أدرك الإنسان منذ القدم أي الحيوانات خطرة وأيها المفيد له ليأكلها أو يحمي جسمه بجلدها ليصطادها. ولقد احتفظ الإنسان القديم بصور الحيوانات التي عاصرته في الكهوف المنتشرة في مناطق مختلفة من العالم. ثم قام الإنسان بعد ذلك بزخرفة أدواته المنزلية من قوارير فخارية أو ملابس وأشياء أخرى بصور الحيوانات.
    وقد عرف الإنسان المصري القديم الكثير عن الحيوانات، وقام بتدجين قطعان الغنم والجواميس والخنازير والقطط والماعز والبط. وتكهن الفلاسفة اليونان في القرن الخامس والسادس قبل الميلاد بأصل الحيوانات على الأرض. وظهر أول تصنيف للحيوانات في كتاب طبي ظهر في ذلك العصر يصنف الحيوانات في مجموعة منها تؤكل أو غير قابلة للأكل. وكان أرسطو (384-322ق.م) أول من وضع في كتابه «تاريخ الحيوان»Historia Animalium معلومات عن حيوانات اليونان وآسيا الصغرى القريبة. وكان وصف أرسطو جيداً ومطابقاً لما يعرف الآن عن حيوانات المنطقة. لقد وصف بعناية تطور الدجاج، وتكلم عن تربية القرش والنحل. كما كانت له بعض التلميحات لفعاليات بعض أعضاء جسم الإنسان التي تبين عدم صحتها اليوم. كما قسم الحيوانات إلى قسمين: ذوات الدم الأحمر (الفقاريات) وذوات الدم غير الأحمر (اللافقاريات). كما قسمها بحسب أقسام جسمها وطريقة معاشها وتوالدها وعاداتها، وجعل الدلفين والحوت (من الثدييات) في الأسماك.
    قام بليني Plinyعام (23-79م) بوضع موسوعة بعنوان التاريخ الطبيعي[ر]Natural History من 37 مجلداً حول أنواع الحيوانات وحيث تعيش، وكانت مزيجاً من الحقائق والخرافات. وكان معظم الكتب التي كتبت عن علم الحيوان في العصور الوسطى منقولة عن أرسطو وبليني، فلم تكن هناك أي إضافات أصيلة للتحقق من صحة ما ذكره هؤلاء أو خطئهم. لكن الطبيب اليوناني جالينوس Galen عام (131-201م) بعد ذلك، كان أول من أجرى التجارب وشَرَّح الحيوانات ليحدد بنيتها ووظيفة أجزائها، فكان أول الفيزيولوجيين التجريبيين، فتكلم عن وظيفة الدماغ والأعصاب، وبيّن أن الشرايين تحمل الدم وليس الهواء. وبقي وصفه للجسم البشري، الذي اعتمد في ذلك على تشريحه للخنزير والقرد وليس للإنسان، المرجع الأساسي لـ 1300 سنة على الرغم من احتوائه بعض الأخطاء الواضحة.
    لقد بدأ عصر النهضة في العلوم بـ روجر بيكونR.Bacon عام (1214-1294) وألبيرتوس ماغنوس A.Magnus عام (1206-1280)، اللذين كانا يهتمان بكل فروع العلوم الطبيعية والفيزيولوجيا. وكان ليوناردو دافنشي L.da Vinci عام (1452-1519) متخصصاً بالتشريح والفيزيولوجيا إضافة لكونه رساماً ومهندساً ومخترعاً. وقد أجرى الكثير من الملاحظات الأصيلة في علم الحيوان. وفي عام 1651 درس ويليام هارفي W.Harvey التشكل الجنيني للصيصان، وتصور أن الثديياتتتشكل أيضاً كالصيصان من بيضة.
    وعند اكتشاف المجهر درست البنية الدقيقة للنبات والنسج الحيوانية، فكان روبرت هوك R.Hooke أول من ذكر وجود الخليةفي النبات، وأنطوني فان لوفنهوك A.van Leeuvenhoek أول من وصف البكتريا ووحيدات الخلية والنطاف، ومارسيلو مالبيكيM.Malpighi أول من وصف الشعيرات الدموية التي تصل الشرايين بالأوردة.
    وكان جون ريي J.Ray عام (1627-1705) وكارل لينيه Karl von Linneعام (1707-1778) أول من صنف الحيوانات والنباتات ووضعا لها أسس التسمية الثنائية (الجنس والنوع).
    وكان أول إسهام في التعريف بالتكون الجنيني لدى الحيوان من قبل فابريشيوس Fabricius وهارفي ومالبيكي وكاسبر وولفK.Wolff، الذي اقترح مفهوم التمايز المتدرج للبنية أثناء التكون الجنيني ابتداء من البيضة التي لا بنية لها تقريباً. ووضع كارل إرنست فون بير K.Ernst Von Baer عام (1792-1876) نظرية الطبقات الأصل germ Layers وأكد على الحاجة للدراسة المقارنة للتطور الجنيني لدى الحيوانات المختلفة.
    وكان جورج كوفييه G.Cuvier عام (1769-1832) أول من درس المستحاثات (الحفريات) ويعود إليه الفضل في تأسيس علم المستحاثات. كما كان كوفييه، ومن خلال مناقشاته مع لامارك، أول من اقترح فرضية التطور عام 1809 استناداً إلى فكرة توريث الصفات المكتسبة.
    وفي القرن العشرين، وبسبب التطور الكبير في الطرائق والتقانات، تطور علم الحيوان كثيراً، كما في العلوم الأخرى، وأُسست علوم الخلية، علم الجنين، وعلم الوراثة، وعلم التطور، والكيمياء الحيوية، والفيزياء الحيوية، والغدد الصم، وعلم البيئة، وغيرها الكثير، واليوم التقانة الحيوية والبيولوجيا الجزيئية.
    علم الحيوان عند العرب المسلمين
    لم يتخلف العرب المسلمون عن الركب في مجال علم الحيوان، فقد اهتم علماء اللغة منذ صدر الإسلام برواية أسماء النبات والحيوان وأقسامها ورواية أسماء أعضاء جسم الإنسان. إلا أن هذه كانت من وجهة النظر اللغوية وليس العلمية. كما أنهم اشتهروا في علم الحيوان بدراستهم الميدانية وتجاربهم العلمية المعتمدة على تشريح الحيوان والتي قادتهم في كثير من الأحيان إلى معرفة أجزاء جسم الإنسان الداخلية. من هؤلاء نذكر الجاحظ والدميري والقزويني وابن مسكويه والأصمعي وابن البيطار (الذي تكلم عن الحيوانات المائية والبرية) والمجريطي وابن سينا (وكان أول من تكلم عن الأنكلوستوما قبل أن يعرفها دوبيني في أوربا بـ 900 سنة) والخزرجي والسجستاني والدينوري وابن عبيدة التميمي وأبو الحسن الأندلسي وموفق الدين البغدادي والكِرماني العمري وآخرون، نخص منهم الأصمعي الذي وصف الجراد بالتفصيل، وكتب كتباً مختلفة منها: كتاب خلق الإنسان، كتاب خلق الفَرَس، كتاب الإبل، كتاب الشاء (مفردها شاة)، كتاب الوحوش، كتاب النبات والشجر.
    ولعل كتاب «الحيوان» للجاحظ (869م) وكتاب أبي حنيفة الدينوري (895م) أول الكتب التي كتبها العرب منسقة البحث في طبيعة الحيوان والنبات. فقد درس الجاحظ أقسام الحيوان وأحواله وعاداته وخصائصه، وجمع مواده من القرآن الكريم والحديث وأشعار العرب ومن أفواه الرواة وكتب علماء اللغة ومن الكتب التي نقلت إلى العربية ومنها كتاب الحيوان لأرسطو.
    كما أسهم القزويني في علوم الحياة فتكلم عن سبب تكون الإنسان وعن حال الجنين في الرحم وسبب تخلّق الجنين ذكراً كان أم أنثى، وعن خروجه من الرحم، ثم تكلم عن تشريح جسم الإنسان: عن العظام والغضروف والعصب والرباط (الذي يشد العضلات إلى اللحم) كما تتكلم عن اللحم (العضلات) والشحم والأوردة والشرايين وعن العين والأذن والأنف والفم والشعر، وكانت الغاية من كلامه بيان حكمة الله في خواص هذه الأعضاء وترتيبها مما هو في الواقع أمر طبيعي ولكنه عند التأمل يدعو إلى التعجب والاعتبار.
    ومن كتب الحيوان في الأدب العربي نذكر «حياة الحيوان الكبرى» لكمال الدين الدميري (1405م) المرتب بحسب الحروف الأبجدية للحيوانات. فقد بدأ بالأسد ثم الإبل والأتان والأرنب ...الخ. لقد جمع الدميري في هذا الكتاب أسماء الحيوانات في البر والبحر والجو وأسماء الحشرات وأسماء أجناس من البشر، فذكر الناس (الإنسان) ويأجوج ومأجوج، وذكر الجن والحيوانات الخرافية كإنسان الماء وبنات الماء والرخ والعنقاء. وهو في كتابه يستطرد كثيراً، ففي باب الإوز مثلاً يستطرد إلى قتل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ثم يأتي بتواريخ الخلفاء من أبي بكر إلى أيامه هو. كما أنه يذكر كثيراً من الأحاديث والأمثال والأشعار، وربما قصائد كاملة، ويذكر الحُكم الفقهي فيما يجوز أكله من الحيوان وما لا يجوز. كما يذكر الأدوية التي تستخرج من الحيوانات، ويورد تعبير رؤيا الحيوانات (في المنام). ومما لاشك فيه أنه لا يمكن الموازنة بين هذا الكتاب وكتاب الجاحظ الذي يولي طباع الحيوان وأحواله اهتماماً كبيراً. وكتب ابن العوام الإشبيلي (توفي نحو 580هـ/1185م) كتابه «علم الفلاحة» وأورد في مجلده الثاني أبواباً عن تربية البقر والضأن والماعز وبعض أمراضها وكيفية مداواتها، وعن البغال والحمير والإبل والخيل والطيور.
    أقسام علم الحيوان
    إن الحقائق المعروفة عن الحيوانات في الوقت الحاضر، تملأ مجلدات، وهناك الكثير من المعطيات لا تزال تتوارد نتيجة دراسات يقوم بها العلماء، لذلك لا يمكن لعالم الحيوان في الوقت الحاضر أن يلم بكل ما له علاقة بالحيوانات، كما لا يمكن لكتاب واحد أن يتطرق إلى كل ما له علاقة بعلم الحيوان.لذلك تخصص معظم علماء الحيوان بواحد من فروع علم الحيوان. فعلم التشريح anatomy والفيزيولوجية physiology وعلم الجنين[ر] embryology تعالج بنية ووظيفة وتنامي الحيوانات بالتتالي. ويمكن تقسيم كل من هذه الفروع إلى تخصصات أضيق، بحسب طبيعة الحيوان المدروس، فهناك فيزيولوجية اللافقاريات، وفيزيولوجية مفصليات الأرجل، وفيزيولوجية الحشرات، والفزيولوجية المقارنة. ويتعامل علم الطفيليات parasytologyبالحيوانات التي تعيش على حساب المتعضيات الأخرى. ويختص علم الخلية cytology ببنية الخلية وتركيبها ووظيفة أقسامها المختلفة. كما يدرس علم النسج histology بنية النسج المختلفة ووظيفتها. أما علم الوراثة genetics فيعالج آلية انتقال الصفات الوراثية من جيل لآخر، وهو ذو علاقة كبيرة بالتطور[ر] evolution الذي يتطرق إلى آلية نشوء الأنواع وعلاقة الأنواع الحالية بالأنواع التي كانت تعيش في الأزمان الغابرة على الكرة الأرضية. وتسمى دراسة تصنيف الكائنات الحية، حيوانية كانت أم نباتية، علم التصنيف taxonomy، أما علم البيئة ecology فيهتم بعلاقة المتعضيات، أفراداً أو جماعات، بعضها ببعض، ومع الوسط الذي تعيش فيه.
    وبسبب التوسع الكبير في مجالات علم الحيوان بدأ بعض العلماء يتخصصون في مجموعة محددة من الحيوانات. فهناك المتخصص بالثدييات mammalogist، والطيور ornithologist، والبرمائيات herpetologist، والأسماك ichthiologist، والحشرات entemologist، ووحيدات الخلية protozoologist وغير ذلك.
    ومهد التقدم في الكيمياء السبيل لدراسة معمقة على مستوى البنية الجزيئية والحوادث المرتبطة بها. وهكذا ظهر علم البيولوجيا الجزيئية molecular biology الذي يتخصص في تحليل بنية المورثات وعملها ودورها في تركيب البروتينات وتنظيم عمل الأنظيمات والهرمونات والسيتوكرومات والهيموغلوبين والتمايز الخلوي في الأنواع الحيوانية المختلفة.
    حسن حلمي خاروف

  7. #247
    الخبازيات (رتبة -)

    الخبازيات رتبة Malvales نباتات زهرية من ثنائيات الفلقة المتخشبة منسوبة إلى نمطها الرئيس الخبيزة Malva الشائعة الاستعمال الغذائي والطبي. تضم الخبازيات ثماني فصائل أبرزها الفصيلة الخبازية Malvaceae والبرازية Sterculiaceae والتيليةTiliaceae والبومباكاسية Bombacaceae.
    صفاتها العامة
    النباتات أغلبها خشبية القوام، الأوراق أذنية متعاقبة، الأزهار شعاعية التناظر، خنثوية، خماسية الأجزاء، براعمها مخروطية أو هرمية. الكأس دوماً مصراعي التصفيف، أما التويج فملوي التصفيف، المذكّر عادة ثنائي الدوارات السدوية ولكن إجهاض إحدى الدوارتين يميز أنواع بعضها. المأنث علوي مدغم الكرابل، في كل كربلة بويضة أو عدد غير محدود من البويضات ثنائية اللحافات،علوية الانحناء، حبات الطلع ثنائية النوى، اللحاء الثانوي طبقي، الخلايا المخاطية متفرقة أو مجتمعة في جيوب، الأشعة المخية تضم خلايا حباكية ضيقة، الأوبار الغدية غزيرة.
    الفصيلة الخبازية: واسعة الانتشار ما عدا المناطق القطبية. تضم 80 جنساً موزعة على 1500 نوع يوجد منها في سورية ولبنان 7 أجناس موزعة على 27 نوعاً. تتميز أزهار الفصيلة الخبازية بوجود كؤيس calicule مكوّن من 1-10 قطع أو أكثر، وعُميد مكون من التحام خيوط الأسدية المقابلة للبتلات، ذات المآبر وحيدة الأكياس الطلعية. الطلع شائك ثنائي النوى. المأنث علوي أحادي الكرابل أو ثلاثيها أو خماسيها أو عديدها. الإلقاح أليف الحشرات أو الطيور. الثمار علبية أو متفككة إلى قطع مساوية لعدد الكرابل. لحافات بذور بعض الأجناس مغطاة بوبر طويل كما في القطن.
    العدد الصبغي متنوع، فهو ن = 21 صبغياً في الختمية والخبيزة، ويصل في البامية إلى 90 صبغياً. وفي الأقطان البرية في العالمين القديم والجديد 2ن = 26 صبغياً و52 صبغياً في الأقطان المزروعة في العالم الجديد.
    صفاتها البيولوجية: تتمثل الصفات البيولوجية بالتلقيح المغلق لبعض الأنواع، وبوجود الرحيق خارج الأزهار على الأوراق أو السبلات أو المعلاق الزهري.
    صفاتها الكيميائية الحيوية: تتمثل بوجود الإيفدرين Ephedrine في بعض المجموعات.
    أبرز أجناسها القطن Gossipium[ر. القطن والنسيج] الذي يضم نحو 20 نوعاً. وبجانب هذا الجنس الاقتصادي البالغ الأهمية لابد من ذكر جنس الأبوطيلون Abutilon الذي ورد ذكره في كتاب القانون لابن سينا. ومن أنوعها الخبيزة الحرجية Malva sylvestris المستعملة أوراقها مطبوخة، والختمية الوردية Althea roses والختمية الطبية A.officinalis المستعملة كالشاي في معالجة النزلات الصدرية. والكركدة Althea sabdarifa المستعملة بتلات أزهارها في صنع المشروبات المنعشة. البامية Hibuscus المستمدة تسميتها من العربية: حب المسك، تضم قرابة 150 نوعاً تزينياً وغذائياً أبرزها البامية الغذائية Hibuscus esculentus التي تؤكل مطبوخة وتعلّب وتجفف ثمارها العلبية المكونة من قرون مستطيلة مغطاة بزغب ناعم. عرفت زراعة البامية منذ القدم حيث وجدت لها صور منقوشة على جدران معابد فرعونية. وهي غنية بالألياف والمادة الغروية والبروتين وبعض المواد المعدنية.
    الفصيلة التيلية: تضم 40 جنساً موزعة على 400 نوع منابتها المناطق بين المدارية. الأسدية مجتمعة في خمس حزم متفاوتة التحام القاعدة أبرز أنواعها: التيليا الفضية Tilia argentea المزروع في بعض الحدائق الدمشقية، وهو ينبت بصورة برية طبيعية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وتقع آخر حدوده الجنوبية في جبال الأمانوس. تجتمع أزهار التيليا في سنمة يلتحم معلاقها بالقنابة، تباع عند العطارين وتسمى «زهر التيلو» المستعمل كالشاي في معالجة النزلات الصدرية. والملوخيةCorchorus olitarius تؤكل أوراقها مطبوخة، وتنتج سوقها بعد التعطين ألياف الجوت[ر] المستعملة في صناعة الحبال والأكياس المعروفة عامياً بالجُنْفيص.
    الفصيلة البرازية: تضم قرابة 50 جنساً موزعة على 1000 نوع، مهدها المناطق المدارية.صفاتها الشكلية وسط بين الفصيلة التيلية والفصيلة الخبازية، قوامها أشجار وجنبات وأعشاب، أزهارها ثنائية الجنس منتظمة متوضِّعة على الأغصان الثخينة، الأسدية مجتمعة في حزمة وحيدة، المآبر ثنائية الحجيرات.أبرز أجناسها: التيوبروما Theobroma وتعني خبز الآلهة. مهدها أمريكة المدارية تضم قرابة 20 نوعاً أشهرها الكاكاو Theobroma cacoa الأمريكي المنشأ، تستعمل الثمار في صناعة الشكولاه. ثمار الكاكاو عنبية كبيرة مثبتة على الجذع والأغصان بحادثة الإزهرار الساقي، طولها 15-20سم، وعرضها 10سم، مكوّنة من لب في داخله نحو من 30 بذرة تقريباً بحجم الجوزة غنية بالمواد الدهنية التي تصل نسبتها إلى 50% والمعروفة بزبدة الكاكاو، كما تضم البذرة بروتينات الكاكاونين cacaonine، ومركّبات عفصية وبورية مكونة من التيوبرومين والكافيئين وصبغ أحمر الكاكاو الفولوبوافين pholopoaphene. تزرع شجرة الكاكاو في جميع المناطق الرطبة والحارة في المكسيك باحتكار إسباني لصناعة الشكولاه التي دخلت إلى أوربا بعد زواج لويس الرابع عشر وتوسعت صناعة الشكولاه في أوربا في نهاية القرن الثامن عشر.
    الكولا Cola: جنس يضم نوعين اقتصاديين استوائيين هما الكولا الناصعة C.nitida والكولا المؤكمة C.acuminata، تحتوي بذور الكولا المعروفة (جوز الكولا) على مركبات بورية مقوية من زمرة الكافئين. تبلغ نسبة الكافئين 2.5%، والتيوبرومين 5% ويتكون أحمر الكولا لدى أكسدة المركبات العفصية. استعملت الكولا منذ آلاف السنين من قبل السكان المحليين، ولم يصل استعمالها إلى أوربا حتى القرن السابع عشر، ولم ينتشر استعمالها حتى مطلع القرن العشرين. تستعمل بذور الكولا في الاحتفالات الشعبية لسكان إفريقيا مخففة الإحساس بالجوع والعطش، ومنشطة الجملة العصبية عند القيام بأعمال فيزيائية. يزرع في شوارع دمشق نوع البراكيكيتون بوبوانيوم Brachichyton populneum قصير الهريرات الحَوري.
    الفصيلة البومباكاسية: فصيلة صغيرة تضم قرابة 20 جنساً موزعة على 150 نوعاً أشهرها: الأدنسونيا Adansonia التي تؤبر أزهارها بالخفافيش التي تزورها ليلاً. تعرف أشجارها بالباوباب baobab التي تعدُّ من أضخم الأشجار في العالم إذ يصل محيطها إلى 25 متراً، وارتفاعها لايتجاوز 30 متراً.
    أنور الخطيب

  8. #248
    الخَبَث

    الخبث slag مادة لا فلزية، تتشكل كمنتَج ثانوي على شكل سائل مصهور خلال عملية معالجة الفلزات و الكتل التي يشحن بها في الفرن العالي blast furnace أي أفران الصلب أو أفران حديد الزهر. يطفو الخبث خلال عملية التعدين، ثم يُفصَل على هيئة جسم مسامّي لونه سنجابي.
    يتم في عملية التعدين تنقية المعادن كالحديد و النحاس و الرصاص و ذلك في فرن صناعي كبير يسمى أتون صهر المعادن smeltery أو المَصْهَر. وتتم التنقية بإزالة المواد الكيميائية المصاحبة للفلز غير المرغوب فيها لأسباب بنيوية.
    للخبث تركيب كيميائي متنوع، لكنه يتألف عموماً بشكل رئيس من الأكاسيد مثل أكسيد الكالسيوم، أكسيد السيليكون (السيليكا)، وأكسيد الألمنيوم؛ أما الخبث الناتج من صهر النحاس و الرصاص فيحتوي غالباً على أكسيد الكالسيوم وأكسيد الحديد و السيليكا. كما يحتوي الخبث الطافي أيضاً على الكبريت و سيليكات الكالسيوم و المغنزيوم والألمنيوم.
    يدخل الخبث في صناعة الإسمنت وفي إنشاء الطرق وتدعيمها، كما يستعمل كسماد فوسفاتي قلوي للتربة الحامضية والمعتدلة ولا يفيد في الأنواع الأخرى من التربة. تراوح نسبة خامس أكسيد الفسفور P2O5 في هذا السماد بين 10و25% على شكل فوسفات الكالسيوم الرباعية. تشترط المواصفة القياسية لجمهورية مصر العربية ألا يقل محتوى السماد من خامس أكسيد الفسفور القابل للذوبان في ليمونات النشادر عن 10%.
    يطحَن عادة السماد بنعومة كافية بحيث يمر 80% منه عبر ثقوب منخل يحوي 10000 ثقب في البوصة المربَّعة الواحدة، وذلك لتأمين أكبر تلامس ممكن بين حبيبات السماد والتربة.
    محمد مهاب مراد

  9. #249
    الخشخاشية (الفصيلة -)

    الفصيلة الخشخاشية Papaveraceae أعشاب، أو جنبات في حالات نادرة، واسعة الانتشار في المناطق المعتدلة من نصف الكرة الشمالي. تحوي نسجاً أو خلايا أو أوعية مفرزة للبن نباتي أبيض أو ملون يخرج عند جرح النبات متضمناً الكثير من القلويدات. الأوراق بسيطة، متعاقبة، عميقة الفصوص. الأزهار خنثوية، منتظمة أو جانبية التناظر. الغلاف الزهري متمايز إلى كأس، مؤلف من 2 أو 3 سبلات حرة ومتراكبة تسقط سريعاً عند تفتح الزهرة، وتويج مؤلف من 4 أو 6 بتلات حرة جعدة في البراعم متوضع في دوارتين؛ تتحول في بعض الحالات قاعدة إحدى البتلتين الخارجيتين أو كلتيهما إلى مهماز أو جيب رحيقي. الأسدية عديدة أو ست ملتحمة في مجموعتين وقد تختزل إلى أربع. الطلع ثلاثي ثقوب الإنتاش إلى عديدها. المأنث ثنائي الكربلات إلى عديدها، وحيد المبيض وحيد الحجيرة يعلوه ميسم قرصي يدل عدد فصوصه على عدد الكربلات. الثمرة إما علبة أو جويزة ثقوبية التفتح كثيرة البذور الصغيرة .
    براعم الخشخاش وأزهاره وثماره
    تضم الفصيلة الخشخاشية نباتات عالية القيمة الاقتصادية الطبية أو التزيينية. تؤكد المعطيات التصنيفية الحديثة إلحاق الفصيلة الدخانيةFumariaceae أو الشاهترجية بهذه الفصيلة إذ أصبحت تضم 40 جنساً و770 نوعاً موزعة في فُصيّلتين هما الخشخاشية والدخانية. من أهم أجناسها وأنواعها:
    الخشخاش Papaver يضم نحو 100 نوع لمعظمها قيمة طبية أو تزيينية. أبرزها الخشخاش المنوم P.somniferum المستعمل منذ 4000 عام على الأقل لخصائصه الطبية المخدرة الكامنة في الأفيون، ناتج اللبن النباتي المجفف المستخرج من الثمار الفجة، والذي يضم نحو 40 قلويداً أبرزها المورفين (20%) أحد أقوى المسكنات قاطبة واسع الاستعمال في تفريج الآلام المبرحة الناتجة من الأطوار النهائية للأمراض المعضلة، والكودائين (2%) مسكن لطيف مستعمل في حالات الصداع والسعال، والبابافيرين (2%) مضاد التشنج، والناركوتين (5%). وتستعمل بذور هذا الخشخاش المنوم كتابل لخلوها من الأفيون.
    ومن أنواع الخشخاش الشائعة الخشخاش الجداري (الشقشقيق) P.rhoeas وهو عشب حولي ينتشر في الحقول والأراضي البور وعلى أطراف الطرقات. استخدمت بتلات أزهاره الحمراء في طب الأعشاب منذ وقت طويل، وذلك في علاج الأمراض التنفسية واضطرابات النوم ومهدئاً، وخاصة عند الأطفال والمسنين. قلويدات هذا النوع أقل من تلك الموجودة في الخشخاش المنوم سواء من حيث الكمية أو التنوع إذ تبلغ نسبتها نحو 0.12% وأهمها الرويادين Rhoeadine.
    تمتاز معظم أنواع الخشخاش بجمال أزهارها ونضارتها وتستخدم نباتات تزيينية في الحدائق وتشكيل طاقات الأزهار، أهمها الخشخاش الشرقي P.orientale والخشخاش P.dubium والخشخاش الجداري.
    الأرغمون المكسيكي Argemone mexicana: عشب حولي يعلو متراً واحداً، أوراقه شوكية وأزهاره صفراء كبيرة ويحتوي على قلويدات شبيهة بتلك الموجودة في الخشخاش المنوم. يحتوي النسغ الطازج للنبات على مكونات مذيبة للبروتين، ويستخدم في الطب الشعبي علاجاً للثآليل، كما تستعمل النبتة كاملة مسكناً لطيفاً ومقشعاً.
    اشلوزية كاليفورنيا Eschscholtzia californica: نبات موطنه أمريكا الشمالية تزييني يحتوي على قلويدات وغليكوزيدات فلافونية، غير مخدر، بل إنه يعيد الوظائف النفسية إلى سويتها بدلاً من تشويش ذهن متعاطيه، لعصارته خصائص مسكنة ومضادة للتشنج، وهذا ما يجعله دواء قيماً للمشكلات البدنية والنفسية عند الأطفال ومفيداً في محاولات التغلب على سلس البول الليلي والتوتر العصبي.
    الشاهترج المخزني Fumaria officinalis: عشب حولي تستخدم أجزاؤه الهوائية المزهرة ملينة، مدرة للصفراء والبول، كما تستعمل خارجياً لعلاج الإصابات الجلدية مثل الإكزيما. أهم العناصر الفعالة فيه قلويد الفومارين وحمض الفوماريك مع عفصات وسكريات وأملاح البوتاسيوم.
    بقلة الخطاطيف Chelidonium majus المسكنة ومضادة للتشنج. والقبرية Corydalis yanhusuo وهو ذو خصائص مفرجة للآلام وخاصة ألم الحيض. ومن الأنواع التي تتميز بقيمتها التزيينية يذكر الغلوسيوم Glaucium في شرقي المتوسط بخمسة أنواع.
    عماد القاضي

  10. #250
    الخفافيش

    الخفافيش ثدييات صغيرة، اسمها العلمي chiroptera يوناني الأصل ويعني مجنحات الأيدي. لهذه الحيوانات القدرة على الطيران، فقد تحولت أطرافها الأمامية إلى أجنحة، ويغطى جسمها الشعر عدا الأجنحة، لذلك سميت بالثدييات الطائرة. وهيالثدييات الوحيدة التي مارست الطيران من بين مجموعات الثدييات الأخرى. وهي تتكاثر مثل الثدييات الأخرى بالولادة وترضع صغارها من الأثداء الصدرية النامية عند الأنثى.
    وهي حيوانات ذات نشاط ليلي، تحورت أطرافها الأمامية إلى أجنحة بتطاول سلاميات الأصابع الثانية حتى الخامسة وامتداد غشاء جلدي مرن بينها يشـكل جناح الحيوان الذي يكون عار تقريباً من الأشــعار، بينما بقيت الإصبع الأولى (الإبهام) مؤلفة من سلامة واحدة تكون حرة لا يربطها غشاء مع باقي الجناح (الشكل-1).
    يستخدم الخفاش إصبعه الحرة في الطرف الأمامي، وكذلك أصابع الطرف الخلفي، في تعليق جسمه بأغصان الأشجار أو في الكهوف المظلمة (الشكل-2) في أثناء الراحة، بحيث يتدلى جسمه ورأسه للأسفل الذي يحمل خطماً طويلاً أو قصيراً وعيونه عادية الحجم، لكنها تصبح صغيرة جداً عند الخفافيش الصغيرة.
    الشكل(1) الخفاش نعل الحصان الشكل (2) تجمّع الخفافيش نعل الحصان على سقف الكهف
    للخفافيش آذان كبيرة وهي تشكل جهاز استقبال راداري للأصوات ذات التردد العالي، كما يلاحظ على الوجه وجود زوائد أنفية تسمى بالوريقات الأنفية لها شكل حدوة الحصان، تعطي الخفاش مظهراً غريباً ومرعباً.
    يختلف عدد أسنان الخفافيش، فهو يتراوح بين 24 و38 سناً، حيث تكون القواطع صغيرة وتتوضع على جانبي الفك العلوي، وتكون الأنياب حادة وقاطعة. عظم القص عندها نام، وهو يشبه عظم القص عند الطيور.
    تحمل الأنثى زوجاً من الأثداء الصدرية، ويتشكل عندها مشيمة حقيقية أثناء الحمل.
    حياتها
    تقطن الخفافيش الكهوف والمغاور المظلمة المنتشرة في المناطق الحارة، بعضها يعيش في الغابات وأراضي المستنقعات أو قرب المناطق الشاطئية في إفريقيـا وآسـيا وأمريكـا وأستراليا. تطير هذه الحيوانات بسرعة، قد تصل إلى 40كم/ ساعة عندما يقوم الخفاش بعمل 10 ضربات في الثانية. ومع أن الخفاش يطير ليلاً فهو لا يصطدم بالحواجز، حيث يستطيع الخفاش التعرف على الحواجز وتقدير مكانها بدقة فائقة باستخدام جهاز السمع لديه،فبعد أن يصدر الأمواج فوق الصوتية ultrasonicبذبذبات قد تراوح بين 50000 و100000 ذبذبة/ثا، تصطدم بالحاجز ثم ترتد عنه (تنعكس) فيتلقى الخفاش هذا الصدى بصيوان أذنيه، وتصل الذبذبات إلى الدماغ حيث تحلل وتفسر، وبذلك يستطيع الخفاش تحديد مكان الحاجز فيتجنب الاصطدام به.
    الخفافيش ليست عمياء كما يظن بعضهم بل تملك حاسة إبصار جيدة. وهي تمشي على أطرافها الخلفية وأجنحتها متدلية نحو الأسفل، وفي أثناء الراحة تتعلق بأرجلها وأجنحتها ويتدلى رأسها للأسفل. تعمر الخفافيش من 20 إلى 32 سنة.
    غذاؤها
    يأكل بعض الخفافيش الحشرات وبعضها الآخر يأكل الفواكه والثمار، ومنها ما يمتص سوائل بدن الثدييات الأخرى، ومنها ما يأكل لحوم الحيوانات القارضة الصغيرة والزواحف والأسماك والطيور والخفافيش الأخرى. ينقل الخفاش فريسته إلى مكان إقامته ويلتهمها كاملة ولا يترك منها سوى هيكلها العظمي.
    هجرتها
    تستطيع الخفافيش الطيران والهجرة إلى أماكن أخرى، قاطعة مسافات قصيرة تقدر بعدة مئات من الأمتار (عند الأنواع الصغيرة) لكنها تصل إلى عدة كيلومترات (100-500كم) عند الأنواع الكبيرة، وهي تلجأ للهجرة بحثاً عن مكان مناسب للتكاثر والغذاء. وتستخدم الخفافيش في توجهها العلامات أو الشارات المألوفة لها، وتكون الهجرة عادة في فصل التكاثر الذي يطابق عندها فصل الربيع. وما تزال المعلومات عن هجرتها غير دقيقة.
    تكاثرها
    تتكاثر الخفافيش بالولادة، ويتم الاقتران قبل السُّبات الشتوي مباشرة، وتختزن النطاف في الرحم، حيث تُغَذى بمادة تفرزها جدرانه، وتقوم بعد الاستيقاظ من السبات، بإغلاق المهبل بسدادة مهبلية. فترة الحمل لديها نحو شهرين، وتضع الأنثى صغيراً واحداً ونادراً اثنين، وتكون الصغار نشطة رغم عدم اكتمال نمو أطرافها، عمياء عادة، ولها أسنان لبنية تستبدل بعد 6 أسابيع بأسنان دائمة. كما أن الصغير ينمو بسرعة فيصل إلى الحجم الطبيعي في مدة زمنية قصيرة. والملاحظة التي تلفت الانتباه هي أن جميع الإناث المعلّقة في رزمة واحدة تلد معاً تقريباً.
    تصنيفها
    تجمع الخفافيش في رتبة الخفاشيات Chiroptera التي تقسم إلى رتيبتين:
    1 ـ الخفاشيات الضخمة Megachiroptera التي تضم خفافيش كبيرة الحجم. وهي آكلة للفواكه، ذات طواحن مسطحة، وإصبعها الثانية ذات 3 سلاميات وتنتهي عادة بمخلب. وهي شجرية الطباع، تتدلى من الأشجار في النهار وتنطلق ليلاً للتفتيش عن غذائها من ثمار المانغا والغوافة والأفوكاتو والتين. ويعتقد أنها تستطيع الطيران مسافة 30 ميلاً (48كم) لتصل إلى غذائها وتعود إلى موطنها الذي انطلقت منه في الليلة نفسها.
    أشهر أنواعها الثعلب الطائر Pteropus giganteus الذي يوجد في الهند وبورما وسيلان، ويصل طوله إلى نحو 25 سم وعرضه عند نشر جناحيه إلى المتر ونصف المتر، والخفاش مطرقي الرأس Hypsignathus monstrosus في إفريقيا الوسطى والغربية، والخفاش طويل اللسان Macroglossus في الهند وغينيا الجديدة وأستراليا وإفريقيا.
    2 ـ الخفاشيات الصغيرة Microchioptera التي تضم خفافيش متوسطة الحجم أو صغيرة، وأكثرها آكل للحشرات وبعضها لاحم ومصاص دماء. طواحنها ذات تيجان حادة قاطعة، وإصبعها الثانية ذات سلامة واحدة أو سلامتان ومن دون مخلب. وهي متنوعة الأشكال، وأكثر عدداً من الخفافيش الضخمة، وهي الوحيدة التي توجد في أوربا. تصطاد فرائسها وهي طائرة في الهواء، فتدخل الفريسة مباشرة الفم أو تلتقطها بوساطة أرجلها، وبعضها يتغذى بالعناكب، والأنواع الكبيرة تتغذى بالطيوروالخفافيش الأصغر حجماً أو الضفادع والأسماك. توزع أفرادها في سبع فصائل.
    تنتمي إليها الخفافيش المصاصة vampires (النوع Megaderma gigas، فصيلة Megadermatidae) التي توجد في أستراليا، وهي شرسة وعضتها مؤلمة، والخفاش طويل الأذن (النوع Plecotus auritus، فصيلة الخفافيش طويلة الأذن Vesperilionidae) (الشكل-3) الذي يوجد في المناطق المعتدلة والحارة من نصفي الكرة الأرضية، وهو خفاش صغير يسهل تمييزه بأذنيه اللتين يساوي طول الواحدة منهما طول الجسم كله، ويتصل بعضهما ببعض في قاعدتهما. وفي أوربا نوعان آخران شائعان ينتميان للفصيلة نفسها هما الخفاش فأري الأنف Myotis myotis (الشكل-4) وNyctalus noctula، إضافة للخفاش نعل الفرس horse-shoe bat (النوعRhinolophus ferrum-equinum) (الشكلان 1 و2) الذي يوجد في جنوبي أوربا ووسطها وفي شمالي إفريقيا. وقد عرف بهذا الاسم بسبب شكل وريقاته الأنفية.
    الشكل (3) الخفاش طويل الأذن الشكل (4) رأس الخفاش فأري الأنف
    وهناك خفافيش نَزّافة للدماء لا تمتص الدم، وإنما تثقب جلد الفريسة فيسيل الدم الذي تلعقه بلسانها، إذ يسهم لعابها الذي يحتوي على مادة مانعة للتخثر في استمرار سيلان الدم. ومن أنواعها Desmodus rotundus المنتشر في المكسيك حتى الباراغواي، وهو خفاش صغير لا يتجاوز طوله 8سم، وينتمي لفصيلة النزّافات Desmodontidae.
    بشير الزالق

صفحة 25 من 146 الأولىالأولى ... 152324 2526273575125 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال