صفحة 17 من 146 الأولىالأولى ... 71516 1718192767117 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 161 إلى 170 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 17

الزوار من محركات البحث: 64848 المشاهدات : 322212 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #161
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    مقالات المدونة: 19
    البرغوث البُرغوث Flea حشرة صغيرة تنتمي إلى رتبة البرغوثيات (الماصات اللامجنحة) siphonabtera جهازها الفموي ثاقب ماص، وتتطفل خارجياً على عددٍ من الفقاريات، ومنها الإنسان، وتنقل عدداً من الأمراض أهمها الطاعون والتيفوس.شكل البرغوثحشرة صغير يراوح طولها بين 1.5- 4مم. لونها بني يتألف جسمها من ثلاثة أقسام: رأس وصدر وبطن.أنواع البراغيت ودورة حياتهاللبراغيث أنواع كثيرة يربو عددها على 1600، منها برغوث الإنسان Pulex irritans وبرغوث الجرذ Xenopsylla cheopis وبرغوث الكلب Chtenocephalides conis وبرغوث الأرنب Cediopsilla simplex وبرغوث الدجاج Echinophaga gallinacea.ومهما يكن نوع البراغيث فإن الأنثى منها تضع بيوضاً بلون أبيض لماع، قطر الواحدة منها 0.5 مم تقريباً. وتختار لوضعها عادة أثاث المضيف أو المناطق المغبرة من زوايا الغرف أو الجحور التي يأوي المضيف إليها. وتفقس البيضة في بضعة أيام عن يرقة دودية الشكل بطول 1.5مم تقريباً، تتألف من 13 قطعة ذات رأس بني اللون وجسم شاحب، واليرقة عديمة الأعين ومجهزة بشويكات تُمَكِّنها من الزحف والتنقل. وهي تتجنب النور، وتتغذى المواد العضوية التي تصادفها كبراز المضيف أوحراشفه أو بشرته المُتَفَلِّسَة وسوى ذلك.وتنسلخ اليرقة ثلاث مرات في تسعة أيام، لتتحول إلى خادرة (عذراء) تنسج حول نفسها شرنقة حريرية يتم في داخلها التحول الشكلي في أسبوع، تتحول الخادرة بعده إلى حشرة كاملة تخرج من شرنقتها ساعية إلى رزقها. وهكذا يتم البرغوث دورة حياته في ثلاثة أسابيع ضمن شروط بيئية مناسبة، علماً أن البرغوث الكامل يعيش مدة تراوح بين 12- 18 شهراً ويتم السفاد بين الذكور والإناث بعد مضي بضعة أيام على خروجها من شرانقها. ولا تضع الأنثى البيض عادة إلا بعد حصولها على جرعة كافية من دم المضيف.طباع البراغيث وأضرارهاالبراغيث طفيليات خارجية تتغذى على الدم المضيف، إلا أنها ليست ملازمة له باستمرار، كالقمل مثلاً. يهاجم البرغوث الجائع أي مضيف يستطيع امتصاص دمه. وعلى هذا فإن براغيث الجرذان قد تتطفل وتنقل أمراضاً شتى كالطاعون الذي يصيب الإنسان والتيفوس والورام المخاطي الفيروسي myxomatosis الذي يصيب الأرانب. كما ينقل أيضاً بعض أنواع الديدان الشريطية كثنائية الفوهات الكَلْبِيَّة Dipylidium caninum التي تصيب القطط والكلاب نتيجة التهامها البراغيث الملوثة بيرقات هذه الديدان. وقد تسبب البراغيث للمضيف أيضاً داء البراغيث المتمثل بحكة شديدة تؤدي إلى خدوش جلدية ومضاعفات إنتانية وبقع حمراء تنتشر على الجلد بسبب لَدَغاتها المتكررة. وتُقاوم البراغيث باستخدام المبيدات الحشرية المناسبة. أما الوقاية منها فباتباع قواعد النظافة والحيلولة دون تراكم الغبار على الأثاث أو في زوايا المنازل وأوكار الحيوانات الاقتصادية التي تربى لأغراض مختلفة. ويستطيع البرغوث تحمل الجوع مدة طويلة قد تصل إلى عدة أسابيع. وتأوي البراغيث إلى أعشاشها في زوايا الحجرات حيث يكثر الغبار، عقب تناولها وجبة غذائية. ومن الجدير بالذكر أن الثدييات التي لا مأوى لها، كالغزلان والقرود، تكاد تكون خالية من البراغيث. عبد الرحمن مراد

  2. #162
    البركودة (الأصفرني) البركودة Barracuda أسماك بحرية[ر] عظمية، من شائكات الزعانف من فرخيات الشكل Perciformes، شرسة مفترسة، توجد في المناطق الاستوائية وأحياناً شبه الاستوائية ونادراً ما تقترب من المناطق المعتدلة. تنتمي كلها إلى فصيلة الاسفيرنية (الأصفرني) Sphyrenidae، ويمثلها جنس واحد فقط هو «الاسفيرنية» Sphyraena الذي يضم نحو خمسة عشر نوعاً تتماثل عاداتها. ويكثر هذا الجنس قرب الجزر المرجانية. ويتنقل أسراباً تخيف بقية الأسماك. النوع الذي يوجد في شرقي البحر المتوسط هو نوع الأسفرنية البليدة S.chrysotaenia.شكل الاسفيرنيةجسمها انسيابي متطاول ذو رأس كبير مستدق، وخطم بارز، الفك السفلي يبرز عن الفك العلوي بوضوح، والفم مزوَّد بأسنان خنجرية بالغة الحدة قادرة على اقتطاع لحم الفريسة بإتقان. له زعنفتان ظهريتان متباعدتان بفاصل كبير، والخلفية منهما على مستوى الزعنفة الشرجية. الخط الجانبي متطور جداً. يراوح طوله بين 45 سم، كما في الاسفيرنية الشمالية S.borealis التي تقطن شواطئ الأطلسي الأمريكية الشمالية، وبين ثلاثة أمتار، كما في الاسفيرنية البركودية S.barracuda في المحيط الهادئ الغربي وفي شرق المنطقة الاستوائية من المحيط الأطلسي وغربيها.سلوكهلا تتوافر المعلومات الكافية حول حياة هذا السمك وسلوكه. وما يُعرف عن سلوكه يعتمد على روايات المواجهة معه. فمن غرائبه أنه يُعد مماثلاً للقرش في وحشيته في جزر الهند الغربية حيث يهاجم الغواصين، ولكن هذا السمك نفسه لا يؤذي مطلقاً في المحيط الهادئ وخاصة قرب جزر هاواي. ويبدو أن الغواص يتعرض للخطر إذا ما واجه سمكة منفردة ولكنه لا يتعرض له إذا مَرَّ فوقه سرب كامل. ويبدو أن البركودة لا توجه هجومها إلى الإنسان رلا بقدر ما تتأثر فيما يحمله الإنسان أو يلبسه من أدوات معدنية براقة.وهناك علاقة حميمة بينه وبين أسماك اللَّبْروس wrasse، فهو يسمح لها بالمكوث بين أسنانه الحادة من دون أن يؤذيها، لتنظف فمه من البكتريا التي تسبب الالتهابات.أنواعهمع أنَّ هذا النوع من الأسماك يعد غذاء جيداً ويجري صيده بعمليات منظمة قرب سواحل كاليفورنية في المحيط الهادئ، فإنه لا يعد ذا قيمة تجارية.والنوع الشائع في البحر المتوسط هو الاسفيرنية الاسفيرنية S.sphyraena التي يصل طولها إلى 1.65 متراً، أما طولها الشائع فيراوح بين 30- 50 سم، وتسمى بالإنكليزية البركودة الأوربية. وهي حيوان شاطئي يتغذى بالعوالق[ر] والأسماك والقشريات ورأسيات الأرجل، وإضافة إلى ذلك هناك الاسفيرنية البليدة على شواطئ المتوسط الشرقية. ولا يزيد طولها على 40 سم، تتغذى بالأسماك وخصوصاً السردين. وقد وصلت إلى المنطقة عن طريق قناة السويس قادمة من المحيط الهندي.وقد سُجِّلَتْ مشاهدات للاسفيرنية الصفراء الفم S.viridensis على الشاطئ الجنوبي للمتوسط. ويصل طولها إلى 65 سم. ويعتقد أنها دخلت المتوسط من الأطلسي.الأشكال القريبة منهالبركودة أقرب ما يكون إلى البوريات الرمادية gray mullets من فصيلة البوريات Mugilidae التي تنتمي إلى فرخيات الشكل نفسها. وهي حيوانات تتغذى بالطحالب. كما أن اسم البركودة يدخل أيضاً في تسمية نوع Rexa solandry المعروف بالبركودة الملك، لكنه ينتمي إلى فصيلة الجَمْبيليات Gempylidae التي ليس لها علاقة بالاسفيرنييات. رغيد النحاس

  3. #163
    البرمائيات البرمائيات (الضفدعيات أو ذوات الحياتين) Amphibia فقاريات متغيرة درجة الحرارة، تتبدل حرارتها مع الوسط الذي تعيش فيه، جلدها مخاطي رطب عارٍ من الحراشف، أطرافها في الأصل خماسية الأصابع، وقد يضمر بعضها فتصبح رباعية الأصابع. تعد مرحلة وسطاً بين الأسماك [ر] والزواحف [ر]. يُمَيِّز فيها ثلاث مجموعات: أكبرها تضم الضفادع المعروفة (عديمات الذنب Anura)، والمجموعة الثانية تضم السمادل Salamandra (الضفادع المذنبة Caudata أو Urodela) التي حافظت على شكلها الدودي السلفي وحافظت على أرجلها، والمجموعة الثالثة تسمى عديمات الأرجل Apoda أو Gymnophiona ذات الشكل الدودي التي اختفت منها الأرجل (الشكل 1).تُمْضي الضفادع المذنبة على العموم معظم حياتها في الماء، في حين تكون عديمات الذنب برية ومائية، أما عديمات الأرجل فقد تكيفت للحياة في التربة الرطبة.جلدهالجلد البرمائيات أهمية كبيرة في التنفس، لذلك يكون عارياً رطباً، بسبب وجود عدد كبير جداً من الغدد المخاطية، كما يفرز بعضها مادة ذات رائحة تميز النوع، قد تحتوي، في بعض الأنواع، مادة سامة تسبب للمعتدي التشنج وأحياناً الشلل.ويحوي الجلد حاملات للصبغة chromatophores تمنح الحيوان لونه الممّيز الذي يتغير تبعاً لتوزع حبيبات الصبغة فيها. وتؤدي الإحساسات اللمسية والبصرية دوراً رئيسياً في تغير هذه الألوان.الهيكلللبرمائيات جمجمة عريضة مسطحة بعكس جمجمة الأسماك. إلا أن البرمائيات الابتدائية احتفظت بكثير من معالم جمجمة أسلافها قوسيات الزعانف (الشكل 2).ولا يوجد لدى البرمائيات حَنَك ثانوي secondary palate، لذلك تنفتح الفتحة الأنفية الداخلية في مقدمة سقف الفم. كما تمتاز عظام الفكين بِقِلَّةِ عددها بالموازنة مع الأسماك. وتوجد الأسنان على عظام الفك العلوي فقط في معظم البرمائيات، وقد تختفي نهائياً عند بعضها الآخر. ويختلف عدد الفقرات بحسب المجموعات، وتُمَيَّزُ فقرات مختلفة بحسب مناطق العمود الفقري، فهناك فقرة رقبية واحدة (الأطلس)؛ وفقرات صدرية يختلف عددها، تحمل أضلاعاً صغيرة؛ وفقرة عجزية واحدة يتمفصل عليها الزنار الحوضي؛ وفقرات ذيلية كثيرة في الضفادع المذنبة (23- 43)، تلتحم في عديمات الذنب لتكون قطعة وحيدة هي القلم الذيلي urostyle الذي يبلغ وحده نصف طول العمود الفقري. والبرمائيات هي أولى الفقاريات التي يظهر فيها عظم القص، إلا أن الأضلاع تكون قصيرة لاتصل إليه، على عكس الزواحف والطيور والثدييات.جهاز الهضمتستمد البرمائيات غذاءها من الماء، لذلك فإنها ليست بحاجة كبيرة إلى غدد فموية. والواقع لا يوجد في فم هذه الحيوانات إلا القليل من الغدد المخاطية متوزعة ضمن جوف الفم. وتكثر هذه الغدد على لسان البرمائيات البرية، التي تستخدم لسانها في التقاط الغذاء.ولسان البرمائيات صغير أو غير موجود أبداً، إلا أن لمعظم الضفادع لساناً قابلاً للانطلاق من الفم، حتى إنه ينثني على نفسه نحو الخلف عند عدم الاستعمال.وللبرمائيات معي غير متمايز قليل التلفف على نفسه لدى عديمات الأرجل، في حين هو يتمايز، عند الضفادع، إلى معي دقيق طويل متلفف وإلى معي غليظ قصير ينتهي عادة بمقذرة.جهاز الدورانيتلقى قلب الأسماك نوعاً واحداً من الدم يَرِدُ إليه من جميع أنحاء الجسم فيضخه نحو الأمام إلى الغلاصم التي تخلصه من ثاني أكسيد الكربون وتمنحه الأكسجين اللازم. أما قلب البرمائيات فيتلقى نوعين من الدم: دماً غير مؤكسج يرد من أنحاء الجسم، ودماً نقياً يرد من الرئتين. ولكي لا يختلط الدمّان كان لابد من وجود دوران مضاعف، لذلك ظهر حجاب في الأذيْنة قسمها إلى أذينتين يمنى ويسرى، وانقسم المخروط الشرياني فظهر الشريانان الرئويان pulmonary arteries والقوسان الأبهريتان aortic arch، إضافة إلى الشريانين السباتيين carotid arteries. فالدم الوارد من الجسم يدخل الأذينة اليمنى من الجيب الوريدي، ثم يمر نحو الجزء الأيمن من البطين، لِيُضَخّ من هناك نحو الرئتين. أما الدم المؤكسج الوارد من الرئتين فيدخل الأذينة اليسرى، ثم يمر إلى الجانب الأيسر من البطين ليُضَخَّ من هناك إلى مختلف أنحاء الجسم بوساطة القوسين الأبهريتين والشريانين السباتيين. وتشذ عن ذلك السمادل التي تتنفس بالغلاصم فقط (الشكل 3). وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات الحديثة بيّنت أن نوعي الدم في الضفادع يختلطان تماماً في البطين إذ لا يلاحظ أي فرق في دماء الشريانين السباتيين والشريانين الرئويين والقوسين الأبهريتين من حيث محتواها الأكسجيني.أما الأقواس الأبهرية الست الموجودة في أجنة الفقاريات، فقد اختفت منها الأقواس الأولى والثانية والخامسة وشكلت القوسُ الثالثة الشريانين السباتيين، وتُكَوِّن القوسُ الرابعة القوسين الجهازيين اللذيْن ينتهيان بالأبهر الظهري. أما القوس الأبهرية السادسة فتشكل الشريانين الرئويين الجلديين اللذيْن ينقلان الدم إلى الرئتين والجلد لتنقيته (الشكل 4).التنفستتنفس شراغيف البرمائيات بوساطة الغلاصم (الخياشيم)، التي تكون خارجية، على عكس غلاصم الأسماك التي يسترها غطاء الغلاصم. وتضمر هذه الغلاصم وتختفي في أثناء التحول الشكلي[ر] الذي يُحَوِّل الشراغيف إلى حيوانات بالغة، فتعتمد حينئذ في تنفسها على الرئتين والجلد. وهذه الغلاصم لاتضمر في الذيليات من البرمائيات، فتبقى وظيفية تعتمد عليها في استخلاص الأكسجين من الماء الذي تعيش فيه.ورئات البرمائيات أكياس بسيطة، يبقى جدارها أملس في كثير من الضفادع المذنبة (السمادل)، لكنها تبدو إسفنجية المظهر في الضفادع العديمة الذنب، بسبب الحجب التي ترسلها جدران رئاتها (الشكل 5). ويقوم الجلد أيضاً بدور كبير في تنفس البرمائيات، خصوصاً عند السمادل التي تفتقر إلى الرئات. وهذا يستدعي بقاء الجلد رطباً، الأمر الذي توفره الغدد المخاطية المنتشرة على جلد البرمائيات البرية.الجملة العصبيةالجملة العصبية لدى البرمائيات تشبه كثيراً مثيلتها لدى الأسماك. إلا أنه، لأول مرة في الفقاريات، تظهر الخلايا العصبية في قشرة المخ. وهو يتألف من نصفي كرة مخيين لا تلاحظ عليهما انثناءات أو تلافيف مخية إلا لدى عديمات الأرجل. ويلاحظ بالمقابل صغر حجم المخيخ، الأمر الذي يفسِّر خمول هذه الحيوانات وبطء حركاتها (الشكل 6).وهناك عشرة أشفاع من الأعصاب القحفية؛ كما أن الجذور الظهرية والبطنية للأعصاب الشوكية يتحد بعضها ببعض في أثناء مرورها في الفضوات بين الفقرات وليس خارجها كما في الأسماك، وليس ضمن القناة السيسائية كما في السَّلَوِيّات Amniota.أعضاء الحسيقتصر وجود البراعم الذوقية على سقف الفم واللسان وعلى المخاطية mucosa التي تغطي الفكين.ولا يقوم الأنف بالشم فقط، بل يشارك في عمليتي الشهيق والزفير أيضاً. كما أن هناك عضواً آخر ينشأ عن تمدد القناة الأنفية يسمى عضو جاكُبْسون Jacobson تبطنه ظِهارةٌ شمية ويُعْتَقَد أنه يساعد في تَذَوُّق الغذاء.أما عين البرمائيات فتشبه عيون الفقاريات، إلا أن عدستها تمكن من رؤية الأجسام القريبة وذلك بتحَرُّكُ العدسة للأمام باتجاه القرنية بوساطة عضلات صغيرة للمطابقة.لا توجد لدى البرمائيات أذن خارجية، فتبدأ أُذُنُ الضفادع بغشاء للطبل يغطي جوف الأذن المتوسطة. ويستند هذا الغشاء على قضيب عظمي يسمى العمود ويليه عظيمة صغيرة تسمى الركاب تتصل بالأذن الداخلية. وتبقى هذه الأذن متصلة بالبلعوم بوساطة قناة أوستاش.أما السمادل فليس لها أذن متوسطة مع أنها تستطيع الإحساس بالاهتزازات الصوتية.الجهاز البولي التناسليالأصل الجنيني لكلية البرمائيات هو الكلية المتوسطة mesonephros، وكذلك الحالبان يمثلان قناتي الكلية المتوسطة أو ما يسمى قناتي فولف Wolf. أما المثانة فتتشكل بتمدد الجدار الأمامي للمقذرة، ولا ترتبط مباشرة بالحالب، وهكذا ينتقل البول من الحالب إلى المقذرة قبل تجمعه في المثانة. ولكي تُعَوِّض البرمائيات البرية عن الماء الذي تخسره عبر الجِلْد بالتبخر تقوم مثانتها بإعادة امتصاص الماء الموجود في البول وتعيده إلى سوائل البدن (الشكل )وتتشكل الخصى من تَحَوُّل القسم الأمامي من الكلية المتوسطة إلى أنابيب منوية تتشكل فيها النطاف (الحيوانات المنوية) التي تنطلق في قنوات دقيقة تتشكل أيضاً من تَحَوُّل القسم الأمامي من الكلية المتوسطة. تصب هذه القنوات في حالب (قناة فولف) التي تقوم أيضاً بدور قناة ناقلة للنطاف.ويتألف كل من المبيضين من كيس يحيط به مِسْراق مبيضي mesovarium (الشكل 8) يضم داخله جُرَيْبات بيضية، تنطلق منها البيوض في الجوف العام للحيوان فيتلقفها صيوان القناة الناقلة للبيوض التي تمثل، من الناحية الجنينية، قناة موللر Muller. وغالباً ما تتحد القناتان الناقلتان للبيوض في نهايتيهما. كما تتوسع نهاية كل قناة فيتكون ما يمكن اعتباره رحماً يخزن البيوض مؤقتاً قبل انطلاقها إلى الخارج، أو تتطور فيه البيوض في بعض الأنواع البَيوض الولود. أما المادة الهلامية التي تحيط ببيوض البرمائيات فتفرزها غدد متوزعة على طول القناة الناقلة للبيوض. وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد في بعض الضفادع الذكور على الحافة الأمامية لكل خصية كتلة تسمى «عضو بيدَّر» Bidder تتألف من نسيج مَنْسَلي أثري يتحول إلى مبيض إذا ما استُؤصلت الخصية.التكاثرالتفريق بين الجنسين: البرمائيات منفصلة الجنسين. ويمكن تمييز ذكر بعض الضفادع من إناثها ببعض الخصائص الشكلية، كوجود أكياس صوتية على جانبي عنق الذكر، أو باختلاف حجم أحد الجنسين عن الآخر، أو باختلاف ألوانها. ويصعب عند بعضها الآخر تمييز الذكر من الأنثى. وفي مجموعة ثالثة من الضفادع تظهر فروق جنسية شكلية في فصل التكاثر فقط، كظهور ثفنات ملونة على أيدي ذكور بعض الأنواع، وظهور انثناءات جلدية مُشْعِرَة على ردفي ذكور بعضها (الضفدع المُشْعِر Astylosternus robustus).أما في السمادل (البرمائيات المذنبة) فمعظم الذكور يظهر لها عرف أو قنزعة في فصل التكاثر إضافة إلى تلونها بألوان زاهية بالمقارنة مع الألوان الكامدة للإناث.الاقتران: تبلغ الضفادع، بحسب الأنواع والمناخ، مرحلة النضج الجنسي بعد سنة إلى أربع سنوات من انتهاء التحول الشكلي، وهي تتكاثر عادة في الربيع ما عدا الأنواع الاستوائية. ومعظم الذكور تُصْدِرُ عند التكاثر نقيقاً يختلف بحسب الأنواع، يبدو أنه يجذب الإناث إليها. أما الأنواع القليلة التي ليس لها صوت، فتقوم بالتفتيش عن الجنس الآخر حتى تجده.وعند الاقتران يمتطي الضفدع الذكر ظهرَ الأنثى، ويمسك بها بطرفيه الأماميين متشبثاً بها بالثفنات التي تظهر عليها. وتلقي الأنثى بيوضها في الماء في الوقت الذي يطلق فيه الذكر سائله المنوي، ليتم الإلقاح في الماء.أما السمادل (المذنبة) فلها سلوك يختلف تماماً. فهي لا تصدر أي صوت، وبدلاً من ذلك يلفت الذكرُ انتباهَ الأنثى باستعراضات بصرية أو شمية، وأحياناً يسبح أمامها مدة من الزمن، ثم لا يلبث أن يلمس خطمها بالغدد ذات الرائحة التي يحملها على ذقنه أو ردفيه، وأحياناً يقف الذكر في الماء أمام الأنثى، وينقل إليها رائحته بتحريك ذيله في الماء. ثم تضغط الأنثى بخطمها قاعدة ذيل الذكر الذي يُطْلِقُ عندها نطافه في حُزَمٍ تجمعها تشكلات هلامية تسمى حوامل النطاف spermatophores تنتقل إلى مقذرة الأنثى.أما الاقتران عند عديمات الأرجل فغير معروف، إذ لا يُعرف عن هذه المجموعة من البرمائيات إلا القليل.وتضع الإناث بيوضها في الماء فرادى أو مجتمعة، فتبقى طافية أو تغوص متعلقة ببعض النباتات بالمادة الهلامية المحيطة بها. إلا أن بعض البرمائيات تضع بيوضها في حفر تحفرها في المناطق الرطبة. وفي أحد أنواع الضفادع يقوم الذكر بحمل البيوض على ردفيه حتى تفقس، وفي نوع آخر تقوم الأنثى بحمل بيوضها على ظهرها في انخماصات تظهر على الجلد. وهناك نوع يحضن فيه الذكر البيوضَ في فمه، وبعضها الآخر تتطور بيوضه في القناة الناقلة للبيوض، ويبدو أن إلقاح البيوض عندها يتم في مقذرة الأنثى مباشرة.التحول الشكلي[ر] metamorphosis (الشكل 9): تفقس البيوض عن شراغيف tadpoles، تختلف كثيراً عن الحيوانات البالغة في عديمات الذيل، ويقل هذا الاختلاف في البرمائيات الذيلية، وينعدم تقريباً في عديمات الأرجل. والشرغوف كتلة تضم بداءات الأحشاء وبقايا كيس المح الذي يتغذى بمحتوياته في مراحله الأولى من حياته. وهو يسبح عادة بوساطة ذيل متطاول مضغوط من الجانبين. وتتنفس الشراغيف بوساطة غلاصم خارجية، تتحول في مرحلة لاحقة في عديمات الذنب إلى غلاصم داخلية بظهور ثنية جلدية تنطلق من أمام الغلاصم نحو الخلف لتغطي الغلاصم. ثم تبدأ الأطراف بالظهور، ويبدأ الذيل بالاضمحلال والضمور، لينتهي الشرغوف إلى حيوان كامل. وتتشكل الرئتان قبل التحول الشكلي، إلا أنها لا تصير وظيفية إلا عند اختفاء الغلاصم.(الأعلى واليسار) مروراً بالشراغيف (الأعلى واليمين) ثم ضمور الأرجل (الأسفل يساراً) ثم ضمور الذيل (الأسفل واليمين)تطور البرمائيات وتصنيفهايمثل الانتقال من المياه إلى اليابسة خطوة مهمة في تطور الفقاريات. وقد استغرق هذا الانتقال منها مدة طويلة، أسهمت فيه البرمائيات بدور مهم. والواقع أنه يقسم تاريخ البرمائيات إلى مرحلتين مهمتين: تمتد الأولى من العصر الديفوني (الحقب الأول) حتى الترياسي (الحقب الثاني) ظهرت فيها تيهيات الأسنان Labyrinthodontia وتركت آثارها على شكل مستحاثات فقط، والمرحلة الثانية تتعلق بالبرمائيات الملساء Lissamphibia التي تضم البرمائيات الحالية لذلك يقسم صف البرمائيات إلى ثلاثة صُفيفات:ـ صُفيف تيهيات الأسنان Labyrinthodontia. وهي تضم أشكالاً مستحاثة فقط، أجسام فقراتها غضروفية الأصل.ـ صُفيف رقيقات الفقار Lepospondylii وهي تضم أيضاً عدة رتب مستحاثة، أجسام فقراتها نتجت من تعظم حول الحبل الظهري.ـ صُفيف البرمائيات الملساء Lissamphibia وهي البرمائيات الحديثة الحية، ذات الجمجمة العريضة الضعيفة التعظم، عَاْنَتُها غير متعظمة ورسغها غضروفي، وأطرافها الأمامية بأربع أصابع. ويميز فيه:ـ فوق رتبة القَفّازات Salientia وتضم الضفادع والأشكال القريبة منها. جذعها قصير، أطرافها الخلفية طويلة وكذلك حرقفتها. وتقسم إلى رتبتين:1 ـ رتبة طلائع عديمات الذيل Proanura أسلاف الضفادع من الترياسي، ذيلها موجود، أطرافها غير قافزة.2 ـ رتبة عديمات الذيل Anura الضفادع الحالية، جذعها قصير، من دون ذيل أو بذيل قصيرة جداً، وأطرافها قافزة.ـ فوق رتبة الذيلياتCaudata برمائيات ذات ذيل، جذعها طويل. وتقسم إلى رتبتين:1 ـ رتبة ذوات الذيل Urodela تضم السمادل ذوات الذيل.2 ـ رتبة عديمات الأرجلApoda وهي دودية الشكل، من دون أرجل، جلدها مغطى بحراشف جلدية أو بقايا حراشف. يقتصر وجودها على المناطق الاستوائية. حسن حلمي خاروف

  4. #164
    البرمائية (الحياة ـ) تمتاز البرمائيات بقدرتها على الحياة في الوسطين المائي والهوائي على السواء، إلا أنها ليست الوحيدة التي تتمتع بهذه القدرة. كما أن هذا النمط من الحياة يمنح الكائنات خصائص فريدة من نوعها تطبعها بطابع معين سواء كان ذلك من الناحية الفيزيولوجية أم السلوكية.فالحيوانات المائية تتنفس بوساطة غلاصمها (خياشيمها) وجلدها، في حين تتنفس الحيوانات البرية برئاتها وقصباتها. أما البرمائيات فقد جمعت الطريقتين. فالضفادع البالغة تعتمد في تنفسها على رئاتها إلا أنها تستخدم أيضاً جلدها لتحقيق بعض التبادل الغازي، إلى درجة يبدو عندها الجلد أكثر كفاية في طرح ثاني أكسيد الكربون من الرئتين، وكذلك تلجأ الضفادع في أثناء السّبات الشتوي إلى الطين لتطمر نفسها فيه، معتمدة في أثناء ذلك على التنفس الجلدي للحصول على الأكسجين اللازم لها بعد توقف التنفس الرئوي.ويسلك مثل هذا السلوك أيضاً بعض الأسماك، كالأسماك ذوات التنفسين (الأسماك الرئوية) التي تطمر نفسها في حفر طينية، وهي منتظرة الفيضان التالي، تستخدم في أثناء ذلك كيسها السباحي (المثانة الهوائية) لتوفير ما تحتاج إليه من أكسجين.وبعض الحشرات المائية، مثل الخنافس مائية التنفس، تحجز كمية من الهواء الجوي بين الشعيرات التي تكسو جسمها، ثم تغطس وقد أحاطت الجسم بطبقة هوائية تستغلها في التنفس تحت الماء. ويحجز بعض الحشرات، مثل بق الماء، طبقة هوائية، على السطح السفلي للحيوان بين أطرافه القصيرة، تساعده في التنفس. أما بعض يرقات الحشرات فتحمل في مؤخرة بطنها فوهات تنفسية مجهزة بأعضاء تثقب جدار النباتات المائية لتحصل من نسجها البرانشيمية parenchyme الهوائية على الأكسجين الذي تحتاج إليه في أثناء غطسها. وتحيط بعض العناكب نفسها بفقاعة هوائية تساعد في التنفس، مثل رتيلاء الماء Argyroneta aquatica.وتنعكس الحياة البرمائية أيضاً على الفضلات النتروجينية التي تطرحها الحيوانات، فمن المعروف أن جميع الحيوانات التي تعيش في الماء تطرح هذه الفضلات بشكل نشادر (أمونيا) شديد السمية، ويساعد توافر الماء على طرح هذه المادة، كما في الأسماك العظمية، في حين تطرح البرمائيات والزواحف والثدييات فضلاتها النتروجينية بولةً ضعيفة السمية. ويمكن تلمس هذه الناحية في يرقات الضفادع (الشراغيف) التي تعيش في الماء فقط، فهي تطرح هذه الفضلات بشكل نشادر، وعندما تتحول هذه اليرقات إلى ضفادع بالغة تُحَوِّل فضلاتها النشادرية إلى البولة.ويلاحظ هذا التحول في تركيب الفضلات النتروجينية أيضاً في الأسماك الرئوية التي تعيش عادة ضمن الماء، فهي تطرح فضلاتها بشكل نشادر (مع بعض البولة)، وما إن يبدأ سباتها الشتوي في الطين حتى تتحول فضلاتها النتروجينية إلى بولة.وتجدر الإشارة إلى أن الفضلات النتروجينية التي تطرحها الحيوانات البرية تحتوي، إضافة إلى النشادر والبولة، على حامض البول العديم الانحلال تقريباً والعديم السمية. وهذا يُعدّ تكيفاً جيداً مع الوسط الفقير إلى الماء. فحمض البول يُكَوِّن الجزء الرئيسي من فضلات الحشرات والحلازين البرية والطيور، حتى إن فضلات الطيور (براز الطيور) تحتوي على بلورات من حمض البول.ويصح ذلك أيضاً على الزواحف، فالعظايا والحيّات تطرح فضلاتها النتروجينية بشكل حامض بول تقريباً، والكثير من السلاحف يطرحها مزيجاً من حامض البول والبولة، أما التماسيح (وتعيش شطراً من حياتها في الماء) فتطرح هذه الفضلات بشكل نشادر، مما يمثل تكيفاً بيئياً واضحاً. حسن حلمي خاروف

  5. #165
    البروميلية (الفصيلة ـ) البروميلية Bromeliaceae فصيلة نباتات ثنائيات الفلقة منتشرة في المناطق المدارية الحارة نموذجها الشائع الأناناس Ananas.تكوِّن الفصيلة البروميلية وحدها رتبة البروميليات Bromeliales، وتضم قرابة 2000 نوع موزعة على 50 جنساً منتشرة في غينية وفي أمريكة المدارية. يتميز جهازها الخضري بأوبار دورقية جامعة للندى وماء المطر، وبسوق شديدة القصر، وبأوراق جلدية شائكة الحواف والنهاية، مجتمعة على هيئة وريدة قمعية الشكل يخرج من وسطها عمود حامل للأزهار يدعى «سقب» scope. الأزهار ثلاثية الأجزاء، ذات كأس مختلفة عن التويج الملوّن بألوان زاهية متدرجة من الأزرق الداكن حتى الأحمر القانئ. والأسدية منتظمة في دوارتين والمبيض ثلاثي الحجيْرات، والتأبير معتمد على العصفوريات الصغيرة.البروميليات الغذائية: أبرز أجناسها الأناناس المستمدة تسميته من لغة برازيلية قديمة. ومن أنواعه:ـ الأناناس الزراعي A.sativa: يُزرع في المناطق المدارية الحارة حيث متوسط درجات الحرارة من رتبة 52ْ س، والأمطار تُراوح بين 1000-1500 مم سنوياً. وهو نبات عشبي معمَّر، ثماره عنبية عديمة البذور مكوّنة من اجتماع سنابل متراصة حول برعم خضري محدود النمو، متحدة مع قواعد قنابات زهرية ماوية تؤلف مخروطاً من ثمرة زائفة تعرف بالأناناسة قد يصل وزنها إلى عدة كيلو غرامات. يُجنى محصول الأناناس على مرحلتين: تتم أولاهما بقطع السقب الحامل للأناناسة بعد ثمانية عشر شهراً من الزراعة، وتتم الثانية بعد سنة من زمن جني المحصول الأصلي، وتعرف بمحصول الفسيلة.البروميليات الفوقية Epiphytes: وهي نباتات تكون حلقة حياتها على سطوح نباتات أخرى كالأشجار، أو على أعمدة الهاتف، مستمدة الرطوبة من الهواء والمطر، والأغذية من الغبار والفضلات المتراكمة حول النبات.للنباتات الفوقية بنية تشريحية متلائمة مع مقاومة الجفاف بسبب وجود أدمة تحتية hypoderm متمايزة خافضة للتعرق أو النتح، إضافة إلى جيوب مخاطية ماسكة للماء، وأوراق قمعية الترتيب قواعدها تسهل جمع الماء. أبرز أنواعها الطِلَنْدِسِيَة الأشنية Tillandsia usneoides: وهو نبات ينمو على أسلاك خطوط الهاتف في أمريكة المدارية، أشني المظهر، يعيش على ما يصله من رطوبة ومطر وغبار وغازات في الهواء.البروميليات التزيينية: تضم الفصيلة البروميلية أيضاً مجموعة من نباتات تزيينية تزرع في البيوت الزجاجية لجمال ألوان أوراقها المتدرجة من الأحمر إلى الأصفر والأبيض، وتدرج أزهارها من الأزرق الداكن إلى الأحمر القانئ والبرتقالي؛ ومن أبرزها: الأَخمية Aechmea، والبلْبِرْجيَة Billbergia والغُزمانِيَة Guzmania والنِيدولاريوم Nidularium والوَرِيزية Vriesia. أنور الخطيب

  6. #166
    البَريَوِّيَّات البَريَوِّيَّات أو النباتات البريَويّة BRYOPHYTAS نباتات عريقة في القدم، وجدت بقاياها في العصر الفحمي، تؤلف شعبة تضم قرابة 220.000 نوع منتشرة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، متكيفة مع الأحوال المناخية، ومرتبطة بالمواقع الوفيرة الماء.صفاتها العامةنباتات صغيرة الحجم، بسيطة البنية، عديمة الأزهار والبذور، مَشَرِيَّةُ الأبدان، تبدي أحياناً تكوينات تعلو المَشَريات thallophytes مقلدة بذلك القرميات cormophytes، ليس لها جذورٌ ولا أوعية ناقلة، مع أنها تبدو نباتات متمايزة إلى سوق وأوراق، تمتص الماء من جميع سطوحها الخارجية أو بوساطة أوبار جذرية مكونة من خلية واحدة أو خلايا عدة.تبدي حلقة التكاثر الجنسي تناوباً منتظماً لجيلين نباتيين هما: النبات العرسي gametophyte والنبات البوغي sporophyte (الشكل 1).أما النبات العرسي فهو فرداني الصيغة الصبغية haploid، يبدأ بالتنصيف المولد للأبواغ المنصفة التي تعطي الخيوط الابتدائية المولدة للمناطق والأرحام المولدة للأعراس gamete وينتهي بالإلقاح المكوّن للبيضة الملقحة (الزيغوت Zygote). ويؤلف النبات العرسي المرحلة المسيطرة على حلقة النمو، يستمد غذاءه مباشرة من التربة بوساطة أوبار جذرية، فهو ذاتي التغذية اليخضورية، وقادر على التكاثر الخضري الإعاشي.أما النبات البوغي فهو ضعفاني الصيغة الصبغية diploid، يبدأ بالإلقاح المكوِّن للزيغوت وينتهي بتكوين أبواغ رباعية tetraspores فردانية. وهو قصير الأجل، غير مورق، طفيلي التغذية، يستمد غذاءه من النبات العرسي.تصنيف البَريَوِّيَّاتتضم البَريَوِّيَّات ثلاثة صفوف، هي الحزازيات Mousses، والكبديات Hepaticae، والأنتوسيروتيات Anthoceroteae.1- الحزازيات: تتصف الحزازيات بتناظرها الشعاعي لوجود أشباه سوق تحمل أشباه أوراق لولبية التوضع. يبدأ تكوّن النبات العرسي بإنتاش البوغة التي ينطلق منها خيط ابتدائي Protonema بسيط البنية، حامل لبراعم قائمة مورقة تدعى حاملات الأعراس Gametophores متكونة من انقسام خلية قمية هرمية ثلاثية اتجاهات الانقسام، هي بداية المرحلة الجنسية. تذوي الخيوط الابتدائية وتبقى البراعم ليتحول كل منها إلى نبات عرسي مستقل يحمل أوباراً جذرية متعددة الخلايا، مائلة الجدران العرضية.الساق محاطة بخلايا سميكة الجدران، تؤلف البشرة، تليها خلايا برنشيمية تؤلف القشرة، تليها خلايا متطاولة رقيقة الجدران، هي الأسطوانة المركزية. وتتكون الورقة من طبقة واحدة من الخلايا المتماثلة، وعصب متوسط قليل التمايز.تحمل قمم السوق المورقة في النباتات الخناثي الأحادية المسكن المناطف Anthéridia والأرحام Archégonia على فروع مختلفة، وتستقل النباتات العرسية الذكرية عن الأنثوية في الحزازيات الثنائية المسكن.تتحرر النطاف من المناطف، سابحة في ماء المطر المحيط بخيوط المشرة، وتصل إلى البويضة الكروية oosphére الموجودة في بطن الرحم لتلقحها وتولد الزيغوت الذي يمثل بداءة النبات البوغي الجديد.يتألف النبات البوغي من سويقة تنتهي بعليبة صغيرة Capsule تحمل في أعلاها شفة Péristomoium سنية تساعد على فتح الغطاء وتبعثر الأبواغ بوساطة الهواء. وتغطي قمة العليبة صفيحة ورقية تدل على بقايا الجزء العلوي من الرحم في النبات العرسي.يتكاثر أغلب الحزازيات بالطريقة الخضرية أو الإعاشية التي تسمح بسرعة انتشار المشرة على سطح التربة في الأماكن الرطبة. وتختلف طرائق التكاثر الخضري أو الإعاشي باختلاف الأنواع، فهو يجري إما بتقطيع المشرة العرسية، أو بتكون أعضاء متخصصة على الوريقات أو قمم السويقات أو الخيوط الابتدائية أو الجذامير، أو بتكون فروع ثانوية مورقة.وتقسم الحزازيات إلى ثلاث رتب هي: البريال Bryales، الأندريال Andreales، الاسفغنال Sphagnales.2 ـ الكبديات: التسمية منسوبة إلى الاستعمال الطبي، في القرن الرابع عشر، لأحد أنواعها Macrochantia polymorpha في معالجة أمراض الكبد (الشكل 2) والكبديات أبسط البَريَوِّيَّات، تناظرها ظهري بطني، أنماطها متنوعة، عليبة نباتها البوغي بسيطة مكونة من خلايا الأبواغ وخلاياها متطاولة تسهم في بعثرة الأبواغ وتدعى المبعثرات elaters.يتكاثر أفراد هذا الصف تكاثراً خضرياً بتقطع المشرة إلى قطع، أو عن طريق البراعم التي تنمو على النبات العرسي.وتقسم الكبديات إلى ثلاث رتب هي: الماركانتيال Marchantiales، والجنغرمانيال Jungermanniales، والسفيروكاربال Sphaerocarpales.3 ـ الأنتوسيروتيات: زمرة صغيرة تضم خمسة أجناس. صنفت طويلاً مع الكبديات، ولكنها تختلف عنها ببعض الصفات الخاصة كاحتواء خلاياها صانعات خضراء ضخمة، وكوجود نسيج متقَسم في قاعدة عليبة نباتاتها البوغية. أشهر أجناسها: أنتوسيروس Anthoceros الذي يتألف من مشرة صغيرة على هيئة وريقة مفصصة في كل خلية من خلاياها صانعة خضراء كبيرة وعدد من حبات النشاء. تتكون المناطف من خلية تحت البشرة، أما الرحم فتتكون بدءاً من خلية سطحية. عليبة النبات البوغي ضيقة، متطاولة، تتفتح بمصراعين يتباعدان أحدهما عن الآخر بدءاً من القمة، فتتحرر الأبواغ بمساعدة المبعثرات المكونة من خيوط من الخلايا العقيمة. تقترب الأنتوسيروس بصفاتها تارة من الكبديات وتارة أخرى من الحزازيات، لاسيما الأندريال (الشكل 3).بيئة البَريَوِّيَّات وفوائدها الاقتصاديةالبَريَوِّيَّات نباتات عالمية الانتشار، تحتاج إلى فترة رطوبة فصلية. وهي تتحمل الجفاف مدة طويلة لأنها تستطيع أن تعيش حياة بطيئة.يؤلف بعض الأجناس، مثل بوليتريكوم Polytricum والاسفغنوم، مستعمرات ضخمة، تختزن الماء مدة طويلة. وتعطي بتفكك أجزائها السفلى فحم التورب المستخدم مادة للاشتعال.يستخدم بعض البَريَوِّيَّات لتحسين ترب الحدائق وتزيين الزهور الجافة. كما تستعمل في البيوت الزجاجية دعامات لأنواع من نباتات الزينة. شفيقة بوبس

  7. #167
    البط

    البط Duck طيور برية، تربى في العادة من أجل لحمها أو بيضها، تعيش قرب الماء، وهي تنتشر في القارات الخمس. وينتسب البط إلى رتبة وزّيات الشكل Anseriformes، فصيلة البطيات Anatidae التي تضم، إضافة إلى البط، التم العراقي (الوز)[ر].
    وطيور البط متكيفة مع الحياة المائية، فهي مجهزة بأرجل مجدافية تساعدها على السباحة، ولها ريش كتيم مطلي بمادة دهنية تفرزها الغدة الزِمَكِّيِّة uropygian gland. منقارها مسطح ملعقي الشكل مسنن الحواف، ولسانها كذلك مسنن الحواف بسُنينات قرنية.
    يبدي البط شكلية جنسية ثنائية واضحة، فالذكر أكبر من الأنثى، شديد تلون الريش، باستثناء مرحلة الانسلاخ الذي يجري في مطلع الصيف، حين يفقد الذكر ريش الأجنحة الكبيرة فيصبح عاجزاً عن الطيران، ويكتسي حينذاك بريش يدعى ريش الاختفاء الذي يشبه ريش الأنثى (الشكل1). ويستعيد الذكر ريشه المميز له في فصل الخريف ويسمى الريش الزفافي. ولذَكَر الأنواع الأهلية، باستثناء البط البربري barbarie، ذيل مزود بثلاث ريشات مجعدة أو أربعة تميزه من الأنثى، كما أن صوته أجش، وتُصْدِرُ الإناث صيحات بَطْبَطَة.
    والبط طيار ممتاز، وتراوح سرعته بين 30 و130كم/ساعة. وأغلب أنواعه مهاجرة. جسمه ممشوق، وأجنحته مزودة ببقعة لماعة معدنية الانعكاس تدعى «المرآة»، توجد في الذكر والأنثى، لكنها تختلف من نوع إلى آخر، وتمثل إشارة تعارف تسمح للبط بأن يميز أفراده وتمكنه من البقاء مجتمعاً.
    أشكاله وأنواعه
    قسم دلاكور Delacour وماير Mayr فصيلة البطيات إلى عشر قبائل Tribes، إلا أن طريقة تغذيها وتشريحها تسمح بتمييز ثلاث مجموعات من البط:
    أ ـ بط الغوص mergine: مثل البط القطبي scoterوالعَيْدَر eider والعَفّاس fuligule، وهي طيور متكيفة للغطس بتحريك أرجلها معاً وضرب أجنحتها. ويمكنها أن تغطس إلى عمق 50 متراً، ولكنها لا تتجاوز عادة عمق 10 أمتار. وتستطيع الغوص مدة تراوح بين دقيقة ودقيقتين.
    ب ـ بط السطح canards de surface: تنتسب إلى هذه المجموعة كل أنواع البط الأهلي (عدا البربري) وأغلبُ أنواع بط المياه العذبة والمستنقعات. وهي تسبح على سطح الماء فقط بتناوب حركات الأرجل، لكنها تستطيع الغوص أيضاً. وتحصل على غذائها بالتنقير في المياه الضحلة مغطسة رأسها والجزء الأمامي من جسمها. كما يحب هذا النوع من البط الاستراحة على اليابسة ويقضي النهار باسترخاء لأنه ليلي النشاط.
    جـ ـ البط الجاثم canard percheurs: وتضم هذه المجموعة أزهى أنواع البط لوناً، تسكن الغابات وتعشش على الأشجار. أرجلها مزودة بمخالب، وأغشية سباحية، وبأصبع خلفية تمكنها من التعلق بأغصان الشجر. وينتمي إلى هذه المجموعة بط المَنْدَرين mandarin والبط البربري (الذي يسمى أيضاً الموسكوفي muscovy) الذي تعود أصوله إلى المكسيك وأمريكة الجنوبية، ونَقَلَهُ إلى إفريقية الأفراد الذين تحرروا من أمريكة، ومن هناك انتشر في أوربة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى التجمعات المائية.
    تغذي البط
    تتغذى معظم أنواع البط تحت الماء، أو على سطحه أو في قعور المستنقعات أو بالغطس، بحسب الأنواع، ومنها ما يتغذى، كالوز، بالرعي في المروج التي انحسر عنها الفيضان.
    أما نوعية الغذاء فهي حيوانية في أثناء التكاثر، ونباتية بعد هذه المرحلة، وتتألف من الحبوب والأجزاء النباتية، ويعتمد بط الغطس علىالرخويات والقشريات والأسماك، وقد يستخدم نظاماً مختلطاً، حيوانياً ونباتياً.
    ويلتقط البط مع غذائه جزيئات قاسية كالحصى والرمال تسهل تفتيت الغذاء آلياً. وقد يبتلع البط، مصادفة، رصاص الصيد، فيسبب له ذلك تسمماً يدعى التسمم الرصاصي.
    تكاثر البط
    يتم تشكيل الأزواج في فصل الخريف، وتقوم الأنثى عادة بالخطوة الأولى، مختارة شريكها من الذكور المستنفِرَة، ويسبق ذلك تحريك سريع للرأس، ويحدث التزاوج في الماء، وبدءاً من تلك اللحظة لا يفترق الزوجان. ويتبع الذكرُ عادة الأنثى في أثناء هجرة الربيع. وتعود الأنثى دائماً إلى موطنها الأصلي، ولكن في بعض الأحيان لايتردد الذكر في الابتعاد عن موطنه الأصلي بضعة آلاف الكيلومترات.
    وعندما يصل البط إلى مكان التعشيش فإنه يتجمع، ويدافع الذكر بحماسة عن كنفه وعن قرينته إزاء الدخلاء. وإذا كان الدخلاء زوجين فإن صاحب الكنف يبدأ بطرد الأنثى لأنه يعلم أنه إذا خرجت فإن قرينها سوف يتبعها، كما يتعاون الجيران أحياناً في مطاردة الدخلاء. أما الذكور الزائدة المحرومة من القرينة فإنها تحاول بعنف إغواء الإناث التي تمر في منطقتها، وكذلك الذكور التي حُرِمَتْ من قريناتها الحاضنة فإنها تتبع الإناث الحرة غير المقترنة. وتكون هذه المرحلة مضطربة جداً عند البط البري ومليئة بالصراعات ومبهمة للملاحِظ الدارس.
    ويختار الشريكان موضع العش، الذي يختلف باختلاف الأنواع. فبعض الأنواع يبني أعشاشه على الأرض بعيداً عن الماء، وبعضها الآخر يبنيها على النباتات المائية. كما يتم بناء العش أحياناً في مكان خفي في الأدغال، أو في حفرة في جذع شجرة مقطوعة، أو على طبقة من الحشيش. وتقوم الأنثى عادة ببناء العش حيث تراكم النباتات عشوائياً، وتصنع فيها مركناً عن طريق دورانها حول نفسها ثم تغطيه بمواد أكثر ليونة. وفي نهاية وضع البيض تنزع الأنثى زغب بطنها وترتبه في العش.
    وتبدأ الأنثى بوضع البيض في شهر نيسان، وتضع ما بين 8 و12 بيضة، بمعدل بيضة واحدة في اليوم. وتكون البيوض متطاولة خضراء شاحبة. ويبدأ الحضن بعد وضع آخر بيضة، ويدوم ما بين 24 و28 يوماً. وتقوم الأنثى وحدها بحضن البيض. وعندما تبتعد عن العش فإنها تغطي البيوض بزغب تنتزعه من جسمها، وتبدي حينذاك حذراً شديداً، ولكن هذا الحذر لا يخدع الغربان المتربصة بالبيوض.
    وبعد الفقس تبقى الصغار في العش بضع ساعات، وبعد ذلك تقودها أمهاتها إلى أقرب مسطح مائي وتراقبها بحذر. ويتربص بهذه الصغار أعداء كثيرون أهمها سمك الزنجور brochet، كما تراقب الأم بحذر خاص وجود الإنسان حولها.
    وتنمو الفراخ ببطء نسبياً، ولا تبدأ بالطيران إلا في نهاية الأسبوع الثامن، وتتركها أمها حينئذ لتتهيأ للانسلاخ (تبديل الريش).
    توازن الجماعة
    لا تعرف تماماً العوامل المحددة لجماعات البط، وربما كانت هناك عوامل كثيرة، منها: أماكن التكاثر (مستوى الماء، افتراس الفراخ، مواضع الأعشاش) وأماكن الإشتاء[ر] (شدة الصيد، مناطق رطبة ضرورية للتجمع الشتوي، الغذاء المتوافر). ولا يتناقض الصيد مع الحفاظ على الجماعات لأنه يمكن أن يعد بديلاً من العوامل الطبيعية للوفيات، ومع ذلك يجب تنظيم الصيد علمياً، مثل تحديد تاريخ بدء الصيد والتوقف عنه، وطريقة الصيد وكميته، وذلك لتجنب المساس بأعداد هذه الجماعات التي قَلَّتْ نسبياً بسبب نشاطات الإنسان المختلفة.
    تربية البط
    ينحدر البط الأهلي من البط البري canard colvert، باستثناء البط البربري، حتى إن ريش بعض السلالات، كالعَدّاء الهندي Coureur indienوالروان Rouen، يشبه ريش البط البري، إذ إنه لسهولة تكيف البط البري مع حياة الأَسْرِ وتكاثره فيها من دون أدنى صعوبة، فقد تم تهجينه منذ القديم مع أنواع أخرى من فصيلته معطياً الكثير من العروق المنتشرة في أنحاء العالم كافة. وتربى هذه العروق من أجل لحمها أو من أجل بيضها. وأكثر العروق انتشاراً:
    1 ـ عروق البيض: منها العَدّاء الهندي الذي يعد أكثر عروق البط إنتاجاً للبيض، إذ تعطي الأنثى أكثر من 300 بيضة في العام، وكاكي كامبل Kaki Campbell الذي يدين باسمه إلى لونه الأصفر الكاكي، وتعد أنثاه بَيّاضة جيدة (الشكل 2). وأوربنغتون Orpington ذو اللون الأصهب الذي يصل وزنه إلى 3كغ، وتبيض أنثاه نحو 200 بيضة في العام.
    2 ـ عروق اللحم: منها بط رُوان المشهور بإنتاجه من اللحم، وكذلك بجودة هذا اللحم، ويصل وزنه بسهولة إلى 4كغ، والبكيني Pékin وهو بط ضخم لديه قابلية جيدة ويزن الذكر منه 4كغ، والبربري الذي يُسمن من أجل كبده السمين، ويزن البالغ منه 4.5كغ ولحمه جيد، ويستخدم للتهجين (الشكل 3).
    والبط الأهلي البالغ لا يخشى انخفاض الحرارة ولا تقلبات الجو، أما الفراخ فتحتاج، في الأسابيع الأولى من حياتها، إلى ملجأ ملائم ومَدْفَأ.
    وتتطلب تربية البط تهيئة مرج واسع للرعي ووجود مجرى مائي أو مستنقع أو بركة لتتخبط بها ولتقوم بتنويع غذائها عن طريق تناولها للحشرات والقشريات والرخويات والنباتات المائية. وتعد حقول الأرز، خاصة، وسطاً ملائماً، لأن البط لا يضر إطلاقاً بالنباتات، بل إنه على العكس يخلصها من الحشرات الطفيلية والنباتات الضارة.
    أمراض البط
    الأمراض التي تصيب البط هي نفسها التي تصيب الطيور الأخرى، ولها الأعراض وطرائق الوقاية والعلاج ذاتها. وأكثر هذه الأمراض انتشاراً الأمراض الفيروسية، كالتهاب الكبد الفيروسي وطاعون الطيور والجدري، والأمراض الجرثومية كالإسهال الأبيض والكوليرا، والأمراض الطفيلية كمرض الخريزات Coccidiose ومرض الشعريات Capillariose.
    أما ما يتصل بالوقاية والمعالجة فيوصى بتلقيح البط للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي، وإعطائه دواء طارداً للديدان.

    محمد النعمة

  8. #168
    البطباطيات

    البطباطيات أو رتبة كثيرات العقد Polygonales، رتبة نباتاتٍ من ذوات الفلقتين العديمات التويجيات (البتلات)، وهي تصنَّف مجاورة لرتبة القرنفلياتCaryophylales. وتقتصر على فصيلة واحدة هي الفصيلة البطباطية التي تضم قرابة 1000 نوع موزعة على نحو40 جنساً من نباتات عشبية أو متسلقة، وقد تكون شجرية في حالات نادرة. وكلمة «بطباط» وردت في الجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار، وأحيل شرحها على «عصا الراعي».
    الأوراق في رتبة النباتات هذه تامة ومتعاقبة، اتَّحدت أذَناتها لتُؤلف غشاءً شفافاً معانقاً للساق يدعى «أُكْره» ochrea. والنَّوْرات عنقوديّة أو سنبلية والأزهار ثلاثية الأجزاء أو خماسيتها، والأكمام مقتصرة على القطع الكأسية، وهي مكونة إما من دوارتين ثلاثيتي الأجزاء أو من دوارة واحدة خماسية الأجزاء، والكأس لها حالات ثلاث فهي ضامرة في الأجناس الصغيرة الأزهار، الخنثوية أو الوحيدة الجنس، الهوائية الإلقاح، أو هي في العادة بَتَلية في الأنواع الحشرية الإلقاح المنتسبة إلى الجنس الكثير العقد (بوليغونوم) Polygonum. أو هي أخيراً نامية القطعتين الداخليتين المتحولتين إلى أعضاء ناشرة للبذور بوساطة الهواء أو الماء أو الحيوان، كما في أنواع جنس الحماض Rumex، والأسدية متوضعة عادة في دوارتين، وقد تكون متوضعة في دوارة واحدة أو في ثلاث دوارات، المبيض عادة ثلاثي الكَرْبِلات وقد يكون ثنائيها أو رباعيها، وهو دوماً وحيد الحجيرة ووحيد البُييضة المستقيمة الانتحاءorthotropous. والثمرة فقيرة غير متفتحة achene من نمط البندقة nutlet، والإندوسَبيرم endosperm غزير من مادة نشوية تُكَوِّن في بعض الأنواع ما يُعرف بالحنطة السوداء.

    الأجناس المهمة
    بوليغونوم: من أسماء أنواعه المتناقلة البطباط وعصا الراعي والقَرْدب وفلفل الماء. يضم قرابة 200 نوع منتشرة في جميع أصقاع العالم في أوساط متباينة، منها أنواع مؤالفة للرمل كالبوليغونوم الرملي P.arenarium، ومنها أنواع مؤالفة للرطوبة كالبوليغونوم البرمائي P.amphibium، وبعضها أنواع مؤالفة للاعتدال تستعمل نباتات للتزيين كالبوليغونوم البَلْدَشْواني P.baldschuanicum، الأناضولي المهد المسمى قَردب تركستان، وهو نبات معمر يتميز بأزهاره الوردية البيضاء المجتمعة في نورات خريفية، ومنها كذلك بوليغونوم أُوبِرْت P.aubertii المعمر الصيني المهد المتسلق على الجدران والعرائش، ومنها أنواع مؤالفة للحياة على ضفاف الأنهار كالبوليغونوم السخاليني P.sachalinense المنسوب إلى شبه جزيرة سخالين، والبوليغونوم الكثير السنابلP.polystichum ومهده الهيمالايا، والبوليغونوم السيبولدي P.sieboldi ومهده اليابان، والبوليغونوم المعانق الساق P.amplexicaulis ومهده أوربة وآسيا، وهو يألف المياه الراكدة. ومنها المستعمل في الطب، لاحتواء جذاميره موادَّ قابضة مضادة للزحار كالبوليغونوم الأعوج P.bistortum (الشكل 1) المعروف لدى العطارين. ومنها المستعمل في التغذية، لاحتواء بزوره مادة نشوية، كالنوع بوليغونوم فاغوبيروم (الحنطة السوداء) P.Fagopyrum الذي يُزرع في الأراضي الحامضية التربة الباردة الفقيرة إلى المواد الغذائية في أوربة، وتعرف بزوره بالقمح الأسود أوالحنطة السوداء، وهي بذور نشوية تطحن لتكون دقيقاً أو جريشاً يستخدم طعاماً أو علفاً للدواجن. يستخدم إنتاج الحنطة السوداء في الولايات المتحدة وكندا في صناعة أنواع من الخبز والحلوى والفطائر. ويستخدم جريشها بعد قشره في تحضير الحساء وبعض الأطعمة المكونة من الحبوب. كما تخلط بدقيق القمح لتصنع منها المعكرونة المسطحة.
    والحنطة السوداء من المركبات الغنية بالسكريات والنشويات، مع قليل من البروتين والدهن. وأحد مصادر الحديد ومركب الفيتامين ب خاصة الحمض النيكوتيني والثيامين والريبوفلافين. يصل طول نبتة الحنطة السوداء إلى نحو 90 سم، ساقها منتصبة، وأوراقها مثلثية الشكل أو قلبية، أزهارها جميلة بيضاء أو حمراء أو ضاربة إلى الخضرة. يجرس النحل رحيق أزهارها ويعطي عسلاً أسود قوي النكهة. تزرع الحنطة السوداء في أراضي المناخات الباردة والرطبة، وتنجز حلقة نموها في 10-12 أسبوعاً. وتتصدر روسية الإنتاج العالمي للحنطة السوداء، وكانت تزرع في الصين منذ أكثر من 1000 عام.
    في سورية من نبات البوليغونوم نحو 18 نوعاً، أكثرها شيوعاً البوليغونوم الطيري P.aviculareأوالبطباط الطيري الذي تأكل بزوره العصافير.

    رومكس أو الحُمّاض: (أوالحُميّض أو الحمضية لطعم أوراقه الحامض) (الشكل 2). يضم قرابة 100 نوع عالمية الانتشار منها في سورية نحو 15نوعاً، منها ما يستعمل في الطعام خضاراً كالرومكس الحامضيR.acetosa، ومنها ما يستعمل نباتاً للتزيين كالرُومكس الحَلَيمي R.papillo المنتشر في جبال الأطلس والذي يعطي ثماراً ملونة المصاريع، ومنها المستعمل في الطب لغناه بالمركبات العفصية كالرُومكس الغشائي السبلات R.hymenosepalum المنتشر في المكسيك الذي يحوي مركبات عفصية تراوح نسبتها بين 24% -30% من وزن النبات.

    أترافَكسيس Atraphaxis بمعنى المغزل والمعروف عامياً باسم القُرْزُح. من أنواعه في سورية بأترافكسيس بيلارديرA.bilardieri والأترافكسيس الشوكيA.spinoisa (الشكل 3) المنتشر في سلسلة جبال لبنان الشرقية.
    أوكسيرية:Oxyri بمعنى حَمْض لطعم أوراقه، أبرز أنواعه الأكسيرية الثنائية المأنث O.digyna التي تكثر في جبال لبنان في «القرنة السوداء» وفي جبال أوربة وجبال تركية وإيران وفي سيبرية.
    رِيُوم: Rheum (الراوند) يضم قرابة 30 نوعاً هي آسيوية المهد وأوربيته، أبرزها: الراوند الرابونتيR.rhaponticum المنتشر من جنوبي سيبرية إلى غرْبي الصين والتيبت، وقد استعمل في الطب منذ أكثر منألفي سنة. وصل إلى أوربة مروراً بآسيا الصغرى ومن هنا شاع اسمه الراوند التركي، وهو من الأعشاب الطبية العربية المهمة، جذاميره ضخمة حاملة لأوراق تتجاوز أبعادها المتر، ونَوْراته طويلة تتجاوز ثلاثة أمتار، وقواعد أوراقه تستعمل في صنع نوع من المربى، في حين يحظر استعمال صفائح الأوراق لاحتوائها موادَّ سامة، وقد اشتق منه عدد من الأزروعات cultivar بعد تهجينه بالراوند الموجي R.undulatum والراوند المخزنيR.officinale والراوند الكفي R.palmatum (الشكل 4 ـ 5). يعرف جذر الراوند في الصين باسم «داهوانغ»ومعناه «الأصفر الكبير» بسبب لون مغليّه. يستعمل الراوند مسهلاً ومنشطاً للكبد وتجمع جذوره في فصل الخريف. ويمنع استعماله للحوامل كما يستحسن تفاديه في حالات التهاب المفاصل والنقرس، لاحتوائه على بلّورات الأكزلات. وهناك الراوند الريباصى R.ribes وهو منتشر في المرتفعات الجبلية السورية ويعرف محلياً ريباس معروف في الشام، ومذكور في المفردات من أصل فارسي، تؤكل ضلوعه وتربب ويصنع من عصيره شراب الريباس والراوند الفلسطيني R.palaestinun المعروف باسم عطرفاس (الشكل 6).
    كاليغونوم: Calligonum بمعنى بهي العقد. يضم قرابة 20 نوعاً من جنبات معمرة منتشرة في المناطق الصحراوية في الوطن العربي من أبرزها، الكاليغونوم الوَبِرC.comosum الذي ورد ذكره في المعجمات العربية تحت اسم الأرطي، واحدة أرطاة، وهي شجيرة لاشوك لها منبتها الرمل وتستعمل في الدباغة (الشكل 7).

    أنور الخطيب

  9. #169
    بطنيات الأرجل

    بطنيات الأرجل Gastropoda حيوانات لافقارية، ذات أجسام رخوة غير متقطعة. وهي أكبر الصفوف الستة التي تؤلف شعبة الرخويات [ر]، إذ تضم ما يقارب 35 ألف نوع، و15 ألف نوع منقرض. وتتمتع بكفاية بيئية عالية، لأنها تستوطن أوساطاً بيئية متنوعة، مائية أو ترابية. وتعد بطنيات الأرجل في ذروة تطورها، فقد وجدت منذ بداية العصر الجوراسي (منذ 550 مليون سنة تقريباً) وتركت سجلاً مستحاثياً مهماً. وتعيش أصلاً في المحيطات، كما يدل سجلها المستحاثي. وتُعَدُّ في الحيوانات التي تقيم في أماكنها لاتغادرها إلا قليلاً. وهي بطيئة الحركة على العموم، نتيجة ضعف أعضاء الحركة ووجود قوقعة ثقيلة لدى أغلبها.
    صفاتها العامة
    تراوح أبعاد معظم أفراد بطنيات الأرجل بين 1 و8 سم، ويصل بعضها إلى 60 سم. وقد بلغت أطوال بعض الأفراد المنقرضة نحو مترين. وهي تبدي صفاتٍ خارجية متشابهة تقريباً، لكنها يتميز بعضها من بعض بتعضّيها الداخلي الذي يبدي عدم تناظر واضحاً جداً، نتيجة الالتفاف الحلزوني للقوقعة ودوران أحشاء الجسم 180ْ، مما أدى إلى انحناء الجزء الخلفي من جهاز الهضم إلى الأسفل والأمام وصار الشرج قرب الفم، ثم دارت الأحشاء وتوضّع جزؤها البطني ظهرياً.
    لبطنيات الأرجل صفاتٍ تميزها من غيرها من اللافقاريات، أهمها الرداء Mantle، وهو طَيَّة من اللحافات الظهرية تغطي كتلة الأحشاء، وتحدد جوفاً يدعى الجوف الردائي الذي يفتح للخارج بفتحة واسعة أو ضيقة.
    وتتصف هذه الرخوياتأيضاً بوجود عضو خاص في الجوف الفموي يشبه اللسان، ترصع سطحه أسنان متعددة، يدعى المِبْشَر radula، يستخدم في أخذ الغذاء.
    وتمتاز بطنيات الأرجل بقدمها العضلية التي تستخدم عادة للانتقال. ولها قواقع خارجية أو داخلية، قد تغيب أحياناً.
    شكلها الخارجي
    تنطبق الصفات الشكلية لحلزون الحدائق Helixsp. على معظم أفراد بطنيات الأرجل، إذ يتألف الجسم من رأس وقدم وكتلة حشوية تنحشر في قوقعة (الشكلان 1و2).
    الرأس: يحمل شفعين من المجسّات الظهرية القابلة للانكماش والمنتفخة في نهاياتها. وللشفع الأمامي وظيفة لمسية، ويحمل الشفع الخلفي الطويل شفعاً من الأعين في نهايته.
    القدم: تؤلف الجزء الأكبر من الكتلة اللحمية التي تُرى خارج القوقعة. تحتوي غدداً مخاطية تسهل انزلاق الحيوان على الأرض.
    الكتلة الحشوية: تضم أجهزة الهضم والدوران والإطراح والتنفس والتناسل، وتؤلف كيساً ظهرياً لايرى من الخارج لأنه يشغل جوف القوقعة. ويتصل بالخارج بفتحة رئوية في حافة القوقعة تسمح بدخول الهواء إلى الجوف الردائي وخروجه منه. وتنفتح إلى يمين الفتحة الرئوية الفتحتان الشرجية والبولية.
    القوقعة: تأخذ شكل مخروط كلسي فارغ متطاول. تلتف حلزونياً حول محور يدعى العمود Columella الذي يكون مصمتاً أو مجوفاً مفتوحاً إلى الخارج بفتحة تدعى السِّرّة Ombilicus. وتتألف القوقعة، التي يفرزها الرداء، من عدة لفَّات تكبر بدءاً من قمة القوقعة باتجاه قاعدتها، وتلتف باتجاه حركة عقارب الساعة، وتدعى القوقعة في هذه الحالة باليمينية Dextral، إذ تقع فوهتها إلى يمين المُشاهد. والتفاف القوقعة لدى حيوانات أخرى يكون بعكس اتجاه عقارب الساعة، لذا تدعى القوقعة في هذه الحالة القوقعة اليسارية Sinistral.
    ويمكن أن تأخذ قوقعة بطنيات الأرجل أشكالاً مختلفة. فقد تكون متطاولة أو بيضوية أو قرصية. ويمكن أن تحيد القوقعة عن الشكل الحلزوني أحياناً لتصبح كالقبعة لدى الصَّحْني (البطلينوس) Patella الذي يلتصق بشدة على صخور الشواطئ.
    توزعها وحياتها
    تعيش بطنيات الأرجل أساساً في البحار، وتتنفس بالغلاصم (الخياشيم) المتوضعة داخل الجوف الردائي، زاحفة على القاع أو منطمرة في الرمل، متغذية بالنباتات والمواد العضوية، وتعيش حياة حرة. إلا أن بعض بطنيات الأرجل تفترس رخويات أخرى وبعض شوكيات الجلد. ويمكن أن تسبب لدغةُ بعض أنواع هذا الجنس قتل الإنسان فهي ذات ألوان تغري بالاقتراب منها في بعض مناطق المحيط الهادئ. كما تثقب بعض أفراد المُرّيق (موركس) Murex قواقع رخويات ذوات مصراعين بوساطة الغدد القدمية التي تزيل مفرزاتها المواد المعدنية في القوقعة، ويستغرق ذلك عدة ساعات. وتكيفت بعض بطنيات الأرجل البحرية للسباحة، فتغير شكلها باختفاء القوقعة أو ضمورها وتسطح جسمها وضمرت كتلتها الحشوية. وتكيف بعضها الآخر للحياة على اليابسة، فاختفت غلاصمها وصار التنفس منوطاً بالجوف الردائي. وتنتقل هذه المتعضيات زاحفة على التربة وتنشط في الأوقات الرطبة وتتغذى بالنباتات.
    وقد انتقلت بعض بطنيات الأرجل الأخيرة، فسكنت الأفراد المياه العذبة الجارية والراكدة والموقتة، واحتفظت بطريقة التنفس الهوائي، لذلك فإنها تطفو بين الفينة والأخرى على السطح، لتملأ جوفها الردائي بالهواء الجوي، ثم تعود لتغطس من جديد. ويقاوم بعض هذه المتعضيات جفاف الوسط مدداً طويلة، وكذلك التلوث العضوي لهذه الأوساط، مثل الإبْلِقَسة الناعمةAplexa hypnarum وغيرها.
    تكاثرها
    بطنيات الأرجل حيوانات خنثوية أو وحيدة الجنس، ونادراً ما تكون بكرية التكاثر parthenogenic. وتحتوي الأشكالُ الخناثى على الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية معاً. وتقترن غالباً بين فردين مختلفين، على الرغم من حالة الخنث، ويكون الإلقاحداخلياً.
    أهميتها للإنسان
    لبطنيات الأرجل أهمية اقتصادية، إذ يعد بعض أنواعها مصدراً غذائياً جيداً في أنحاء مختلفة من العالم، كحلزون الحدائق المرغوب فيه في جنوبي أوربة، والبطلينوس الذي يتناوله سكان السواحل مشوياً.
    وتستخدم قواقع بعضها، وخاصة البحرية، للزينة لأشكالها الجميلة وألوانها الزاهية (الدُّلاع أو المتثنية strompus والطُنَّةTonna). ويستفاد من قواقع بعضها، بعد طحنها وإضافتها إلى علف المواشي لتزويد هذه الأخيرة بعنصر الكلسيوم، ويسبب بعض بطنيات الأرجل الأرضية خسائر كبيرة في المشاتل والحقول، إذ تلتهم النباتات الغضة؛ كما تُحْدِثُ بعض الأشكال البحرية كالمريق أضراراً نتيجة افتراسها لبعض ذوات المصراعين التي يتغذى بها الإنسان، أو التي يستخدمها لاستخراج اللؤلؤ الطبيعي.
    ولبطنيات الأرجل أضرارصحية كبيرة، إذ يعد بعضها مضيفات وسيطة لبعض الطفيليات التي تسبب أمراضاً للإنسان والحيوان على حد سواء. فبعض أنواع البُولينوس Bulinus تعد مضيفة وسيطة لدودة بلهارسية المثانة، وبعض أنواع المنقعيةPlanorbis مضيفة وسيطة لدودة بلهارسية المستقيم. ويعد الحلزون المبتور (المستنقعية المبتورة)Lymnaea truncatula مضيفاً وسيطاً للوريقة الكبدية Fasciola hepatica التي تعيش في الحالة البالغة في القنوات الصفراوية للأغنام وتسبب لها هزالآً وتليفاً في قنواتها الصفراوية. ويؤلف بعض بطنيات الأرجل مضيفات وسيطة لبعض الديدان التي تصيب الأسماك والطيور البحرية.
    وقد اقتُرح استخدام بعض بطنيات الأرجل في المكافحة الحيوية، كاستخدام النهرية الجِنْكِيَّة P.enkinsi في إبعاد الحلزونالمبتور من الأوساط التي تجمعهما معاً للتكاثر السريع للأول ودخوله في تنافس غذائي شديد مع الثاني.
    وتؤلف بطنيات الأرجل جزءاً كبيراً من الكتلة الحيوية biomass في البحار وفي المياه العذبة. وتسهم يرقات كثير منها في تكوين العوالق الحيوانية التي تؤلف جزءاً من السلسلة الغذائية. لذا فإن لدراسة هذه الرخويات أهمية علمية فائقة في موضوعات انتقال المادة والطاقة ضمن الأنظمة البيئية، وخاصة البحرية منها.

    محمد ياسين قصاب

  10. #170
    بطيئات المشية

    بطيئات المشية Tardigrada حيوانات صغيرة، بطيئة الحركة، تعيش في البحر بين ذرات الرمال، أو في المياه العذبة بين البقايا المترسبة، أو في طبقة الماء الرقيقة التي تغطي سطح الطحالب. وهي منتشرة في كل أنحاء العالم حتى القطب الجنوبي.
    يوجد منها نحو 300 نوعٍ، يضمها عدد قليل من الأجناس، أهمها ماكروبيوتُس Macrobiotus و الشوكي إكينيسكوسEchiniscus. إلا أن أهميتها تنبع من علاقاتها التطورية ومن مقاومتها للجفاف. يجمعها بعضهم مع حاملات المخالب Onychophoraوخماسيات الفم Pentastomida في مجموعة غير طبيعية تسمى أشباه مفصليات الأرجل Pararthropoda أو طلائع مفصليات الأرجلProtoarthropoda لكونها تحمل صفات الحلقيات[ر] ومفصليات الأرجل[ر] في آن واحد.
    شكلها وحياتها
    لايتجاوز طول أكبرها 0.5مم. ظهرها محدب، وبطنها منبسط. جسمها غير متقطع، وهو مغطى بقشيرة رقيقة شبيهة بالكيتين. لها أربعة أشفاع من الأرجل، ينتهي كل منها بمجموعة من المخالب. ويتجه الشفع الأخير منها إلى الخلف، مما يعيق حركة الحيوان، وهذا هو سبب بطء حركتها.
    بعض بطيئات المشية نباتية التغذي، وبعضها الآخر يهاجم الحيوانات الصغيرة كالدَّوَّارات[ر] Rotifera والديدان. وبعضها يعيش متطفلاً، مثل تِتْراكِنْتون Tetrakenton الذي يتطفل على لوامس قثائي البحر[ر] السينابْته Synapta من شوكيات الجلد[ر].
    والجنسان منفصلان، وجهاز التكاثر بسيط، ويتألف من منسل ظهري وحيد. والإلقاح داخلي، وتطرح البيوض في الوسط الخارجي، ما عدا بعض الأجناس التي تترك بيوضها في قشيرتها التي انسلخت عنها.
    وتتصف هذه الحيوانات بتحملها للجفاف والبرودة الشديدين. ففي الطقس الجاف يتقلص الحيوان منكمشاً ومتجمعاً في أرجله ويفقد ماءَه ويدخل في سُبات تستمر في أثنائه فعاليات الاستقلاب على نطاق ضيق جداً. فإذا عادت الشروط طبيعية عادت الحياة إلى الحيوان مرة ثانية. وقد عرف أن مرحلة السبات قد تستمر 5 سنوات، ويمكن أن تتكرر 14 مرة إبان حياة الحيوان. وهذا يعني أن الفرد الواحد من هذه الحيوانات يمكن أن يعيش، نظرياً، نحو 70 عاماً.
    أما عن البرودة فقد استعادت حيواناتٌ منها نشاطَها بعد وضع «أكياسها» في هليوم سائل (272ْم) عدة ساعات، إضافة إلى أنها تحملت أيضاً الماء الشديد الملوحة والإتير والكحول المطلق.
    تصنيفها وعلاقاتها التطورية
    يُميز في بطيئات المشية مجموعتان: بطيئات المشية الحقيقية Eutardigrada، وتتصف بقشيرتها الرقيقة جداً، وبعدم وجود لواحق على رأسها؛ وبطيئات المشية المغايرة Hetero-tardigrada، وتتصف بصفائح جسمية مزخرفة مائلة للون الأحمر، وبوجود عدد كبير من الشويكات على الجسم.
    إن بنية الجلد، وكذلك طريقة النمو والانسلاخات وبنية الجملة العصبية، تقرب بطيئات المشية كثيراً من مفصليات الأرجل. إلا أن عدم التقطع الخارجي لجسمها وأرجلها غير المتمفصلة تبعدها عن هذه المجموعة؛ في حين أن عضلاتها الملساء والأرجل الشبيهة بأرجل حاملات المخالب التي تُذَكِّر بالأرجل الجانبية لكثيرات الأشعار، إضافة إلى البقع العينية التي على الدماغ تقرِّبها من الحلقيات.
    ولا يستطيع العلماء أن يعدوا بطيئات المشية (وكذلك أشباه المفصليات الأخرى) أسلافاً لمفصليات الأرجل. إلا أن التجميع الصنعي لأشباه المفصليات يدعم فكرة اشتقاقها من الأصل نفسه الذي أتت منه مفصليات الأرجل. والواقع أن بطيئات المشية تبدي شبهاً كبيراً بالديدان الزِّقِّية Aschelminthes وخصوصاً بطنيات الأهداب Gastrotricha، إلا أن هذا التشابه سطحي، وأن كثيراً من العناصر البنيوية لهذه الحيوانات تمثل تكيفاً واضحاً مع البيئة وليس تطوراً بالمعنى الصحيح.

    حسن حلمي خاروف

صفحة 17 من 146 الأولىالأولى ... 71516 1718192767117 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال