صفحة 16 من 146 الأولىالأولى ... 61415 1617182666116 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 151 إلى 160 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 16

الزوار من محركات البحث: 64848 المشاهدات : 322232 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #151
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    مقالات المدونة: 19
    الأنثى

    تشير كلمة الأنثى female إلى كل كائن حي يعطي أعراساً (خلايا تناسلية) كبيرة الحجم لا تتحرك. وتتميز الأنثى منالذكر بصفات وراثية وشكلية وفيزيولوجية ونفسية تمنحها المظهر الخاص بها عند البلوغ، ويختلف وقوعه عادة باختلاف النوع. كما تتميز الأنثى بأعضاء تناسلية خاصة تختلف عن أعضاء الذكر، أما الحيوانات الخناث فهي ذوات أعضاء ذكرية وأنثوية معاً.
    الجنسية الوراثية
    يتحدد جنس [ر] الكائن الحي في المراحل المبكرة من حياته بنمطه النووي، الذي يضم (إضافة إلى الصبغيات أو الكروموزومات الجنسية التي يشار إلى عددها في الخلية بـ 2ن) صبغيين جنسيين، يأتي أحدهما من الأب ويأتي الآخر من الأم. ويكون للأنثى نمطان وراثيان. فقد يتشابه هذان الصبغيان ويرمز لهما عندئذ بـ «س، س»، وقد يختلفان ويرمز لهما بـ «س، ع»، إذ يأتي الصبغي «س» من الأم ويأتي الصبغي «ع» من الأب. وهكذا يُرْمَز إلى النمط النووي عند الإناث في الحالة الأولى بـ«2ن + س س»، وفي الحالة الثانيـة بـ «2ن + س ع». ويُشاهد النمط الأول لدى الحشرات وخصوصاً ذبابة الخل «دروزوفيله Drosophila» والضفادع، كما يشاهد لدى الجنس البشري. وهذا يعني أن الأنثى تُنْتِجُ في هذه الحالة نوعاً واحداً من البيوض التي تحوي (بعد الاختزال الصبغي) الصبغي الجنسي «س» ويكون نمطها النووي «ن + س». لذلك تُعْرَفُ هذه الإناث بـ «متشابهات اللواقح أو الأعراس».
    أما الفراشات والبرمائيات[ر] ذوات الذنب والطيور[ر] فتنتمي إلى النمط الثاني، وتُنْتِجُ إناثُها نوعين من البيوض، النمط النووي لأحدهما هو «ن + س» والنمط النووي للنوع الآخر هو «ن + ع». لذلك تُعْرَفُ هذه الإناث بـ «متخالفات اللواقح أو الأعراس».
    ثنائيةٌ الشكلِ الجنسيةُ
    يتم التفريق بين الجنسين بمجموعة من الصفات، يصنفها العلماء في مجموعتين، هما: صفات جنسية ثانوية أو جسمية، وصفات جنسية أساسية.
    الصفات الجنسية الثانوية: هي الصفات الخارجية التي تُتيح تمييز الجنسين الواحد عن الآخر. فالدجاجة مثلاً تتميز عن الديك بمجموعة من الصفات تتمثل بعرفها الصغير الرخو والوردي الشاحب، وبريشها الذي يختلف عن ريش الديك بالشكل واللون الباهت، وبعدم وجود ظفر في رجلها، وبعدم الصياح. كما تُبْدي المرأة صفاتاً معينة تميزها عن الرجل كالشعر المحدود التوزع، والحوض الواسع، والغدتين الثدييتين الناميتين، والصوت الحاد. في حين يصعب تمييز الجنسين في بعض الفقاريات، كالفأر، لعدم وجود فوارق واضحة بينهما.
    ولا تقتصر ثنائية الشكل الجنسية «الجسمية» على الفقاريات، بل توجد أيضاً في اللافقاريات. فأجنحة أنثى فراشة «المخربة الشاردة Lymantria dispar» تختلف عن أجنحة الذكر في الشكل والألوان والتزيينات. كما أن أنثى «الأمير الهرقليDynastes herculeus» لا تحمل قروناً ضخمة كالتي يحملها الذكر الهرقلي. وتدعم ثنائيةَ الشكل الجنسيةَ هذه، والمعروفة منذ القدم، ثنائيةٌ جنسية خلوية أيضاً. ففي عام 1949 اكتشف بار M.L. Barr وبرترام L.F.Bertram في نواة كل خلية من خلايا القطة وجود كتلة من الكروماتين المغاير تقارب أبعادها 0.8×1.1 مِكرون (المِكرون=10-6متر) تتوضع على النوية أو على الغشاء النووي، وهي غير موجودة في خلايا الذكر. وقد سميت هذه الكتلة «جسيم بار» أو «الحبيبة الكروماتينية». وقد اكتشف أونو S.Ohno في عام 1959 أن جسيم بار لدى الفأر ما هو إلا أحد الصبغيين «س». وقد تأكد ذلك في خلايا المرأة فيما بعد في عام .1961
    الصفات الجنسية الأساسية: وهي تشمل المناسل أو الغدد التناسلية (المبيضان في الأنثى والخصيتان في الذكر) التي تُكَوِّن ما يسمى «الصفات الجنسية الأصلية المنشئة» والأعضاء الملحقة بالمناسل (المجاري التناسلية والغدد الثديية) التي تكوِّن ما يسمى «الصفات الجنسية الأولية».
    وتجدر الإشارة إلى أن الفقاريات لا تكون في بداية التشكل الجنيني غير متمايزة جنسياً فقط بل تكون خناثاً أيضاً. فالجنين الفتى له بداءات للمناسل والمجاري التناسلية لكلا الجنسين، لا تلبث أن تتمايز باتجاه أحدهما. ويتم ذلك في مرحلتين، هما:
    أ - تَشَكُّل المناسل والمجاري التناسلية، ويكون ذلك في المراحل الأولى من التشكل الجنيني، ثم:
    ب - ظهور الصفات الجنسية الثانوية في مرحلة متأخرة قد تكون عند البلوغ أو عند النضج الجنسي.
    وفي الواقع يتألف المنسل، في المرحلة الجنينية غير المتمايزة، من بشرة وقشرة محيطية لها الإمكانية الأنثوية، ومن لب مركزي له الإمكانية الذكرية. وعلى أثر الإلقاح، إذا ما وجهت الآلية الوراثية لتحديد الجنس التطور مثلاً نحو تشكل الأنثى فإنالتمايز الجنسي سيشتمل على نمو القشرة ويظهر المبيض، وستسيطر مورثات الجنسية على تحضير مواد توجه الحالة غير المتمايزة نحو الحالة الأنثوية.

    النمط النووي الأنثوي 2ن+ س س 2 ن = س ع
    \ / \ /
    النمط النووي للأعراس ن + س ن + س ن + س ن + ع
    تنتج الإناث المتشابهات اللواقح نوعاً واحداً من الأعراس تنتج الإناث المختلفة اللواقح نوعين من الأعراس
    حالات خاصة في التمايز الجنسي
    لدى إناث الطيور جهاز تناسلي غير متناظر، إذ ليس لها إلا المبيض والقناة الناقلة للبيوض الأيسران، باستثناء بعضالجوارح النهارية. ويكون في الجانب الأيمن منسل ضامر يبدو على هيئة زائدة صغيرة تَبَيَّنَ أن لها إمكانية الذكورة، إذ يؤدي استئصال المبيض الأيسر إلى تحول الزائدة اليمنى إلى خصية وظيفية تماماً، إلا أن الطائر سيكون عقيماً لعدم وجود مجارٍ تناسلية ذكرية.
    وتحمل بعض الضفادع فوق كل خصية أو مبيض كتلة تسمى «عضو بيدِّر Bidder» وهو يمثل بقايا المنسل الأنثوي، بدليل تَحَوُّلِ هذا العضو إلى مبيض وظيفي عند إزالة المنسل الوظيفي.
    وهناك عروق من الضفادع تتطور مناسلها الفتية غير المتمايزة مباشرة نحو أحد الجنسين. إلا أن هناك عروقاً أخرى لا تكفي «إمكانياتها» الذكرية أو الأنثوية لتوجيه التطور نحو أحد الجنسين، فهي ذات ميول خنثوية، وغالباً ما يمر الجنس المذكر بحالة الأنوثة قبل أن يتحول إلى الذكورة وفقاً لما يمليه النمط المُوَرِّثي.
    آلية التمايز الجنسي
    لقد بَيَّن وِتْشي Witschi أن المنسل الجنيني، بقسميه: القشرة واللب، يُنْتج مادتين هما المادة القشرية (القشرين)cortexine، والمادة اللبية (اللّبّين) medulline، لهما تأثير موضعي ويحرِّضان على تمايز المنسل. فالقشْرين يحرض قشرة المنسل ويُثَبِّط اللب، فتتطور الخلايا المنسلية نحو النمط الأنثوي؛ في حين يقوم اللبين بعكس ذلك فهو يثبط القشرة وينشط لب المنسل، فتتطور الخلايا المنسلية نحو النمط الذكري. فكأن هناك توازناً بين المادتين، وترتبط النتيجة بتفوق إحداهما على الأخرى. غير أن هذا لا يعني نفي الدور الذي تقوم به الصبغيات الجنسية في تعيين الجنس. وفي الواقع يدل وجود البَداءات لكلا الجنسين في الجنين على وجود الإمكانية الوراثية لكلا الجنسين، ويُزيل وجودُ العامل الوراثي تأثيرَ أي عامل خارجي. إلا أن الميول الذكرية والأنثوية لا تكون واضحة تماماً حيث يوجد عامل وراثي ضعيف، وفي هذه الحالة يمكن لأي تأثير خارجي أن يؤدي إلى تمايز يعاكس العامل الوراثي الأساسي. وهذا ما يوضحه تَحَوُّل أجناس الكائنات الحية، وما توضحه نتائج الإلقاحالذي يتم بين أنثيين كانت إحداهما قد تحولت إلى «ذكر فيزيولوجي» أو «ذكر زائف». فالدجاجة التي تحولت إلى ذكر وظيفي نتيجة ضمور مبيضها الأيسر وتطور منسلها الأيمن الضامر أصلاً إلى خصية وظيفية هي دجاجة، إذا أمكن تلقيحها بدجاجة طبيعية فإنها تعطي دجاجات وديوكاً. والحقيقة أن للدجاجة الطبيعية الصبغيين الجنسيين «س» و«ع»، وللذكر الفيزيولوجي الذي كان أنثى الصبغيين «س» و«ع» أيضاً. ويؤدي الإلقاح بين «س ع» و«س ع» إلى تَكَوُّن ديكة «ع ع» ودجاجات «س ع» وسلالة ذات صبغيين «س س» مآلها الموت.
    أما الصفات الجنسية الأولية والثانوية عند البالغين فتسيطر عليها الهرمونات الذكرية والأنثوية التي تفرزها المناسل، كما تؤثر أيضاً في التكوُّن الشكلي للجنين. فهي قادرة على تحويل الجنس تجريبياً بحيث لا يبقى النمط الظاهري مطابقاً للنمط الوراثي. وهكذا يمكن تكوين «ذكور زائفة» ذات نمط ظاهري ذكري ونمط وراثي أنثوي؛ وتكوين «إناث زائفة» ذات نمط ظاهري أنثوي ونمط وراثي ذكري. إذن يمكن تغيير الصفات الجنسية، ومنها المناسل، مع الإبقاء على التركيب الوراثي، أي النمط الوراثي، كما هو؛ ويدل على ذلك تركيب أنسال الذكور الزائفة والإناث الزائفة.

    حسن حلمي خاروف

    مراجع للاستزادة

    - C.HOUILLON, Introduction à la biologie, t.IV (Sescualité hermann 1967).
    - A.V.NALBANDOV, Reproductive Physiology of Mammals and Birds (Freeman and Comp. 1976).

  2. #152
    الانسلاخ

    الانسلاخ moulting هو تغيير الحيوانات جلدها، وما يتبعه من ملحقات، عدة مرات إبان حياتها. ويتم ذلك دورياً عند بعضها، كالثدييات والطيور والزواحف ومفصليات الأرجل والخيطيات. وغالباً ما يرتبط انسلاخ الحيوان بنموه، كما أنه يتأثر ببعض العوامل الهرمونية.
    الانسلاخ في الفقاريات
    تنسلخ البرمائيات دورياً، مرة كل شهر تقريباً، حتى إنه ذُكر أن ضفدع الشجر الرمادي Hyla cinerea، الموجود في أواسط الولايات المتحدة الأمريكية وجنوبها، ينسلخ كل يوم. وهكذا تنفصل الطبقة السطحية من الجلد قِطَعاً، كما في الضفادع العديمة الذنب، أو قطعةً واحدة، كما في الضفادع المذنبة. وتستغرق العملية عادة بضع ساعات، وغالباً ما يقوم الحيوان بعدها بأكل جلده الذي طرحه.
    أما الزواحف فيغطي جسمها بشرة تستقر فوقها حراشف قرنية. لذلك يلاحظ أن جلد العظاياينسلخ قِطَعاً أو قشوراً، في حين تنسلخ الحيّات وترمي جلدها القديم قطعة واحدة، فيبدو الحيوان عندئذ وكأنه يخلع ثوبه (الشكل 1)
    وهناك حالة خاصة بالحيّة الجلجلية التي تحتفظ بجزء من جلدها مستعينة بعضو ينتج من التحام بعض فقراتها الذيلية، مما يؤدي إلى تراكم هذه القطع، فينتج من اصطدام بعضها ببعض الصوت الذي تصدره الحية عند تحركها.
    والقاعدة العامة أن تنسلخ الطيور مرة كل عام، ويتم ذلك بتغيير ريشها وتستبدل به ريشاً جديداً. ومن الحالات الاستثنائية المعروفة أنثى الطائر الطنان humming bird، التي تتميز بمدة تعشيش طويلة، فإنها تحتفظ بريشها سنتين متتاليتين. وينسلخ الطائر عادة بعد فصل التكاثر، وهذا يعني أن تنسلخ الطيور في نصف الكرة الشمالي بين حزيران وتشرين الأول. على أن بعضالطيور تنسلخ أيضاً قبل وقت تكاثرها، ولكن الانسلاخ في هذه الحالة لا يشمل في الغالب إلا بعض الرياش. وكثيراً ما يختلف الريش الجديد في لونه عن الريش القديم، لذلك يلاحظ تناوبٌ في تلون الطائر بين الصيف والربيع. كما يتغير لون ريشالطيور الفتية عند انسلاخاتها المتتالية قبل أن يستقر ويأخذ الحيوان البالغ لونه المميز. وعلاقة انسلاخ الطيور بفصل الاقتران أمر مهم جداً، لأن ذكورها تكتسي عندئذ، في الغالب، حلة قشيبة تؤهلها للاقتران. ويستغرق الطائر في انسلاخه بضعة أسابيع، يقل إبّانها نشاطه وحركته. وهو في أثناء ذلك لا ينسلخ دفعة واحدة وإنما على مراحل متتالية، يبدل الحيوان في كل منها قسماً من رياشه. لذا يبدو الطائر حينها مهلهل المظهر.
    أما الثدييات فكثير منها يجدد فروه مرة أو مرتين في السنة. فالفقمة تنسلخ في الخريف، فيتساقط جلدها قشوراً تجر معها ما تحمله من شعر. كما تنسلخ الأرانب البرية وبعض اللواحم، كثعلب المنطقة القطبية، مرتين في السنة: واحدة في الربيع يكون الحيوان بعدها داكن اللون، وواحدة في الخريف يبدو فَرْوُهُ بعدها أبيض ناصعاً. وقد يكون لذلك علاقة بتكيف الحيوان مع البيئة التي يعيش فيها.
    وقد تبين أن الانسلاخ يتأثر ببعض الهرمونات التي يفرزها الجسم، إذ يمكن إثارة الانسلاخ بحقن الحيوان بخلاصة الغدة الدرقية، لذلك يؤدي تخريب هذه الغدة إلى توقف الانسلاخ. وتجدر الإشارة إلى أن الهرمون الدرقي بحد ذاته يسيطر عليه هرمون آخر يفرزه الفص الأمامي من الغدة النخامية هو الهرمون الموجِّه للدرقية Thyrotropic hormone أو الهرمون الدرقيالانتحاء.
    الانسلاخ في مفصليات الأرجل
    تغطي أجسام هذه الحيوانات قشيرة كيتينية، تتصلب بتشربها مادة كلسية أو بروتينات صلبة. لذلك تَحُدُّ هذه القشيرة من نمو تلك الحيوانات، ويُعَدُّ انسلاخها، من ثم، ضرورة لابد منها لهذا النمو.
    فالقشريات تنسلخ مرات عدة في حياتها. وهكذا ينسلخ القريدس (الجنبري أو الإربيان) ست مرات أو سبعاً في السنة الأولى من حياته، ثم ثلاث مرات أو أربعاً في السنة الثانية، ثم ينسلخ الذكر مرتين كل عام في حين تنسلخ الأنثى مرة واحدة. أما السرطان (عنكبوت البحر) Maia squinado فينسلخ نحو 20 مرة عندما يكون فتياً، إلا أنه يتوقف عن ذلك عند البلوغ، ولا تستغرق عملية الانسلاخ وقتاً طويلاً. وهكذا لا يحتاج الغمّار Gammarus أكثر من بضع دقائق لكي يطرح قشيرته، في حين يحتاج السرطان الغضوب Carinus maenas عدة ساعات. أما انسلاخ متماثلات الأرجل Isopoda فيتم على مرحلتين: يتخلى الحيوان في الأولى عن القشيرة التي تغطي المنطقة الأمامية من جسمه، وفي الثانية ينسلخ باقي الجسم. وعندما يحين موعد الانسلاخ القشري ينزوي الحيوان في ركن هادئ، ويتوقف عن تناول الطعام، ثم يبدأ بالانسلاخ الذي يتم على مراحل: ففي البداية تتشكل قشيرة جديدة لينة تحت القشيرة القديمة بعد أن يكون قد جرى هضم الجزء العميق منها. ثم ينسل الحيوان من قشيرته القديمة من خلال شقوق تظهر وفق خطوط محددة عليها. في أثناء ذلك يقوم الحيوان بشرب كميات كبيرة من الماء، مما يساعد على انتفاخه وتمدد قشيرته الجديدة اللينة، وازدياد حجمه. ويلي ذلك استكمال تكوّن القشيرة الجديدة لتصبح مطابقة في بنيتها للقشيرة القديمة التي طرحها الحيوان سابقاً.
    وتجدر الإشارة إلى أن مكان ظهور شقوق الانسلاخ يختلف من مجموعة إلى أخرى. ففي السرطان يظهر أول شق بين الصدر الرأسي cephalothorax والبطن، يلي ذلك ظهور شقين على جانبي القصعة carapace، وينسحب الحيوان من خلال هذه الشقوق.
    أما تكلس القشيرة الجديدة فيتم بترسب المواد المعدنية التي سبق أن ارتُشِفَتْ من القشيرة القديمة واختُزِنَتْ في دم الحيوان، أو بترسب المدخرات المعدنية التي يجمعها الحيوان قبل انسلاخه. وما الرمال المعدنية gastrolithes الكلسية الموجودة على جانبي معدة القريدس، في الواقع، إلا هذه المدخرات في هذا الحيوان. وأحياناً يستمد الحيوان ما يحتاجه من كلس بالتهامه القشيرة التي كان قد طرحها بانسلاخه السابق.
    وقد درست العوامل التي تسيطر على عملية الانسلاخ بالتفصيل في القشريات الراقية، فوجد أن السرطان يحمل في صدره غدة تسمى العضو Y تفرز هرموناً يحض الحيوان على طرح قشيرته القديمة. وقد تبين أيضاً أن هذا العضو تسيطر عليه غدة أخرى موجودة في سويقة العين تسمى العضو X. وهي تفرز، مع بعض الخلايا العصبية الدماغية، هرموناً يُثَبِّط العضو Y فيثنيه عن نشاطه. لذا فإن استئصال سويقة العين يوقف هذا التثبيط فيسمح للعضو Y بممارسة نشاطه ومن ثم يتسارع انسلاخه.
    أما الحشرات فلا تنسلخ إلا في مراحلها قبل البالغة (الشكل 2). وغالباً ما يكون عدد الانسلاخات كبيراً في الأشكال الابتدائية. فالصراصير مثلاً تنسلخ 13 مرة في حياتها، والرعاشات (اليعاسيب) 15 مرة، ويصل العدد عند اليومياتEphemeroptera إلى 20 انسلاخاً، في حين تنسلخ يرقات الزيز 30 مرة، ولا تنسلخ يرقات نصفيات الأجنحة أكثر من 5 مرات؛ وكذلك الأمر في كاملات التحول الشكلي Holometabola التي تبدي عدداً قليلاً من الانسلاخات اليرقية (تنسلخ يرقة الجُعَلْ 3 مرات وينسلخ كثير من حرشفيات الأجنحة 4 مرات)، يليها انسلاخ واحد في مرحلة العذراء، ثم انسلاخ أخير يحرر الحشرة البالغة.
    وقد تبين وجود تنظيم هرموني لانسلاخ الحشرات أيضاً. فهناك خلايا عصبية تفرز مادة تنبه غدة موجودة في الرأس أو الصدر (بحسب المجموعات الحيوانية) فتحثها على إفراز هرمون الانسلاخ ecdysine الذي يدفع الحيوان إلى الانسلاخ.
    الانسلاخ في الحيوانات الأخرى
    بطيئات المشية Tardigrada، وهي شعبة من اللافقاريات تتألف من حيوانات صغيرة تعيش في المستنقعات وعلى الطحالب، تنسلخ عندما تجد أن الظروف حولها قد أصبحت غير ملائمة. إلا أنها لا ترمي قشيرتها القديمة بل تحتفظ بها حول جسمها، وكأنها تتكيس لتحمي نفسها من الأحوال الخارجية. لذلك يعد انسلاخ هذه الحيوانات مثالاً جيداً على عدم ارتباط انسلاخ الحيوان بنموه.
    أما الخيطيات Nematoda من الديدان فتنسلخ 4 مرات إبان تشكلها بعد الجنيني. ويلاحظ هنا أيضاً أن القشيرة لا تحول دون نمو الحيوان، بدليل استمرار نمو الخيطيات بعد انتهاء انسلاخها الأخير.
    حسن حلمي خاروف

    مراجع للاستزادة

    ـ حسن حلمي خاروف، مفصليات الأرجل (ماعدا الحشرات) (جامعة دمشق 1977-1978).
    -C.L.PROSSER & F.A.BROWN, Comparaitive Physiology (Saunders Comp. Pheladelphia and London 1969).
    - R.T.ORR. Vertebrate Biology (W.B.Saunders 1975).

  3. #153
    انقراض الحيوانات

    انقراض الحيوانات Animal Extinction هو اختفاؤها عن سطح الأرض لسبب أو لآخر. ويشير استعراض تاريخ الحياة على الكرة الأرضية إلى اختفاء عدد كبير من الحيوانات وظهور حيوانات أخرى، في فترات متباينة. وتدل وقائع علم المستحاثات على حدوث أربع فترات انطفاء رئيسية خلال عمر الحياة الحيوانية على الكرة الأرضية الذي يقدر بقرابة 600 مليون سنة. وكان أبرز حادثات الانطفاء ما وقع منذ نحو 65 مليون سنة، أي في أواخر العصر الكريتاسي ومطلع الحقب الثالث الذي قضى على الدَّيْناصور الهائل. مما دعا علماء الحياة إلى الاهتمام بهذا الإنطفاء أكثر من غيره، وأدى ذلك إلى ظهور عدد من التفسيرات. فقد رَدَّ بعض الباحثين انطفاء الديناصور إلى تعرض الأرض إلى إشعاعات خطرة نتجت عن انفجار أحد النجوم المجاورة. وعزا آخرون انطفاءه إلى الاختلاف في شدة الحقل المغنطيسي الأرضي الذي أدى إلى حدوث طَفَرات غَيَّرَت عالم النبات، وانتشار بعض السموم والأمراض في عالم الحيوان الذي يتغذى به الديناصور. ويعتقد لويس ولتر ألفاريز Lois walter Alvarez وفرانك آزارو F.Azaro وهيلين مايكل (1980) H.Mickel أن نيزكاً اصطدم بالأرض في أواخر الكريتاسي وأوائل الحقب الثالث أدى إلى زيادة عنصر الإيريديوم المتوافر عادة بغزارة في النيازك. وقد اعتمد هذا الافتراض على ارتفاع نسبة وجود عنصر الإيريديوم في الغضار المكوِّن لصخور تلك الحقبة من الزمن في بعض مناطق إيطالية والدنمارك ونيوزيلنده، والتي بلغت فيها على التوالي 30 و160 و20 مرة بالمقارنة مع المناطق الأخرى من الكرة الأرضية. ويتصور هؤلاء تَشَكُّل سحابة غبار نتجت عن هذا الاصطدام دامت عدداً من السنين حُجبت فيها الشمس عن الأرض، فتدهور العالمُ النباتي، وتبعه العالمُ الحيواني، ومنه الديناصور. لذلك تعد ظاهرة انقراض الحيوانات حادثة طبيعية، فاختفت بعض الأنواع الحيوانية وظهرت أنواع أخرى أكثر تكيفاً مع الشروط البيئية حلت محلها.
    ولئن كانت الكوارث الطبيعية قد حددت في الماضي طرائق انطفاء العالم الحيواني على اختلاف الآراء في تفسير الحادثات، لقد أجمع الدارسون للعصر الحديث على أن الإنسان العارف Homo sapiens الذي انطلق على هذه الأرض منذ بضع مئات الآلاف من السنين، هو المسؤول الأول عن الإخلال بالتوازن البيئي وعن انقراض عدد من الحيوانات. وهكذا قضى صيادو العصر الحجري في المغرب منذ نحو 12000 سنة على 60% من الثدييات الكثيرة التي عاشت في تلك الرقعة. وكذلك قضى الهنود الحمر في أمريكة الشمالية على قطعان كبيرة من الماموت[ر] والبيزون القديم Bison antiquus عن طريق تخويفها بالنار وقيادتها إلى حفر أو خنادق حُفرت لهذا الغرض.
    ويعد الصيد في أقدم الأسباب التي أدت إلى انقراض الكثير من الحيوانات. فلقد اعتمد الإنسان على الصيد مدة طويلة من الزمن لتوفير حاجاته الغذائية وخاصة البروتينية. كما اعتُمد على الصيد للتخلص من أخطار الحيوانات من ناحية أخرى. وتحول الصيد إلى عامل انقراض واضح بعد أن تسلح الإنسان بأدوات التخريب الفعالة كالبارود وغيره، وبعد أن تزايد عدد الصيادين زيادة كبيرة. وهكذا تحول الصيد إلى هواية تستمتع بتعقب الحيوان وقتله.
    ويرجع دور الإنسان الحديث في انقراض الحيوان إلى تخريبه الكَنَف الحيواني، بقَطْعِهِ الغابات وحرقها وتحويلها إلى أراض زراعية أو سهوب رعوية، وبتجفيف المستنقعات لاستصلاحها، الأمر الذي يحرم الحيوانات من مسكنها الطبيعي.
    وهناك عامل آخر يسهم الإنسان به في تدهور أعداد الحيوانات وانقراضها، هو الثورة الصناعية الحديثة وما نشأ عنها من ملوِّثات، وكان أشدها ضرراً المبيدات الكيمياوية السامة التي استخدمت للتخلص من الآفات الزراعية، والتي تنتقل إلى الحيوانات عن طريق السلسلة الغذائية. فلقد أدت هذه المبيدات إلى انخفاض أعداد الحيوانات انخفاضاً ملحوظاً ولاسيما الطيوروالأسماك وبعض الحشرات النافعة.
    وإذا استُعْرضت الأنواع الحيوانية التي انقرضت أو في طريقها إلى الانقراض، يُواجَه الإنسان بكثرتها نوعاً وكماً. لهذا سيُقْتَصَر على ذكر بعض الأنواع المهمة.
    ففي سورية مثلاً تشير الدراسات إلى انقراض عدد من الأنواع الحيوانية البرية. إذ يُعْتقد أن الفيل السوري Elephas Syriacaاختفى قبل الميلاد. أما الدب السوري البني Ursus Syriaca فقد بقي موجوداً في سورية ولبنان حتى عام 1954، وكذلك اليحمور وأيّل الرافدين Diam mesopotanica. في حين أن الغزال العربي Gazella arabica هو اليوم في طور الانقراض، إذ لم تبق منه إلا أعداد محدودة. ويتعرض هذا الحيوان إلى الإبادة بأحدث وسائل الصيد، إضافة إلى إبادة حمار الوحش السوري.
    أما ما يتعلق بالطيور في سورية فمع عدم وجود إحصائيات عن الأنواع التي انقرضت فيها أو المهددة بالانقراض يلحظ انخفاض أنواعها وأعدادها انخفاضاً واضحاً.
    وفي آسيا يعد الأسد Felis leo في طريقه إلى الانقراض. ففي حين كان يعيش الكثير منه في تركية والبلاد العربية في بداية القرن العشرين، لا يوجد منه اليوم سوى 200 فرد تعيش في جزيرة كاتياوار Kathiawar غرب الهند. وفي هذا المجال لابد من الإشارة إلى البنده Panda العملاقة التي لم يُعْرف وجودها إلا في نهاية القرن التاسع عشر، والتي باشرت السلطات الصينية بحمايتها رسمياً، حتى إنها أصبحت شعاراً للصندوق الدولي من أجل حماية الطبيعة الذي يتخذ سويسرة مقراً له.
    كما يعد نمر الثلج الذي يعيش في المنحدرات السفلى لجبال الألب ضحية من ضحايا الصيادين، وكذلك نمر صنعاء من شمالي شبه الجزيرة العربية ونمر الجنوب العربي من المملكة العربية السعودية.
    ومن أهم الثدييات التي انقرضت في آسيا البقرة البحرية Sea Cow (من رتبة الخلانيات [ر] Sirenia من الثدييات) التي كانت تعيش في الجزء الشمالي من المحيط الهادي في قطعان كبيرة في المياه القليلة العمق وتتغذى بالطحالب البحرية. وقد انقرضت عام 1768 بسبب بطء حركتها وطيب مذاق لحمها.
    وفي إفريقية يمكن عد مختلف أنواع الكركدن[ر] (وحيد القرن) في الطريق إلى الانقراض. وكذلك الفيل الإفريقي الذي لم تبق منه إلا أعداد محدودة. كما يهدد الانقراض أيضاً الدب والحمار الوحشي الجزائري والضبع البربري من المغرب، وكذلك الفهدالبربري.
    وفي فرنسة انقرض الأُرخُص Aurochs (وهو ثور بري ضخم يشبه البيزون) منذ أواخر القرن السادس بعد أن قاوم طويلاً في غابات الفوج، وكان سبب اختفائه الصيد المفرط من قبل الغاليين. وقد طاردته الشعوب الأوربية الأخرى، ويتفق المختصون على أن آخر أُرخُص تم قتله عام 1927 في بولندة. وانقرض الذئب [ر] من فرنسة عام 1930، وكذلك الوَشَق (الأَوْس) Lynx، ولم يبق من الدببة في جبال البيرينيه إلا نحو 30 فرداً.
    وتسعى السلطات المختصة في كل مكان من أوربة إلى حماية الذئب والدب والقُضاعة Otter والبيزون والوَشَق.
    وفي أمريكة الجنوبية تعتبر لامة جزر الهند (الفَيْكونة Vicuna)، وهو حيوان يشبه الخروف، في طريقه إلى الانقراض. أما في أمريكة الشمالية فقد أشرف البيزون على الاختفاء، إذ كان يوجد منه ما يقارب 75 مليون رأس قبيل الغزو لأمريكة، لم يبق منه في عام 1890 إلا ما يقارب 500 رأس، تم إنقاذها بفضل إنشاء الحديقة الوطنية في ييِلُوسْتُون Yellowstone.
    أما في البحار فتعد حيتان البَلينة من بين الأنواع المهددة بالانقراض. ويعد الحوت الأزرق في القطب الجنوبي أكثرها عرضة له.

    محمد النعمة

  4. #154
    الانقسام الخلوي

    الانقسام الخلوي Cellular Division ظاهرة تؤدي إلى تكوين خلايا جديدة متماثلة البنية والوظيفة انطلاقاً من خلية واحدة، فتحقق بذلك زيادة حجم الكائنات الوحيدة الخلية وكثرة عددها، ونمو المتعضيات الكثيرات الخلايا، وترمم ما تخرب من هذه المتعضيات. كما يُعدّ الآلية الوراثية التي من شأنها المحافظة على ثبات الصيغة الصبغية في المتعضية، وتوزيع الصِبْغِيات نواقل المُوَرِّثات ونقلها من الخلية الأم إلى الخلية البنت ومن جيل خلوي إلى آخر.
    ففي طليعيات النوى Prokaryotes (كالجراثيم مثلاً) الفردانية الصيغة الصبغية Haploid يتضاعف الدنا DNA أو صبغي الجرثوم الوحيد في أثناء كامل الدارة الخلوية الجرثومية، وتكبر الخلية وتبدأ بتركيب جدار الانقسام الذي يتوضع في المنطقة المركزية من الخلية. وبذلك يُفصَل الصبغيان الأخوان (الناتجان من التضاعف) إلى حجرتين خلويتين مختلفتين. وباكتمال الجدار الخلوي تنفصل الخلية الجرثومية الأم إلى خليتين بِنتيْن في كل منهما صبغي واحد مماثل لصبغي الخلية الأم. وتتكرر هذه الحادثة مدى الحياة ما دامت الجراثيم مستمرة في التكاثر.
    أما في المتعضيات الحقيقيات النوى Eukaryotes الضعفانية الصيغة الصبغية Diploid فإن الدارة الجنسية تتضمن تناوب نمطين من الانقسام الخلوي، هما الانقسام الخيطي أو المتساوي Mitosis الذي يقود التشكل الجنيني ونمو الخلايا الضعفانية والذي يعمل على توزيع الصبغيات والمورثات (الجينات) بالتساوي على الخليتين البنتيْن مادام النمو مستمراً. والنمط الآخر هو الانقسام المنصف Meiosis الذي يعمل على إرجاع العدد الصبغي إلى النصف وتشكيل الأعراس (الخلايا التناسلية) فتصير الأعراس فردانية، وإذا ما تحقق الإلقاح[ر] عادت الصيغة الصِبغيِة المضاعفة إلى البيضة الملقحة، وهكذا (الشكل ـ1).
    الانقسام الخيطي
    تمر الخلية الجسمية في دارتها الانقسامية في أربعة أطوار متميزة (الشكل ـ2)، هي: الطور G1 وفيه تتهيأ الخلية لتركيب الدنا، ثم الطور S synthesis) = التركيب) وفيه يتم فعلاً تركيب الدنا وتتضاعف الصبغيات (بتضاعف الدنا)، ثم الطور G2 وفيه تتهيأالخلية للانقسام، ثم الطور 88 mitosis) = تفتل) إذ يتم الانقسام الخيطي. وتعرف الأطوار G1 وS وG2 باسم الطور البينيInterphase الذي يعد طور تركيب الدنا DNA synthesis، أي الطور S، من أهم مراحل هذا الطور البيني. وعند اقتراب الخلية من الانقسام تحصل تغيرات أساسية في السيتوبلازمة وفي النواة معاً.
    ففي السيتوبلازمة يبدأ المغزل بالتشكل اعتباراً من كرتي المُريكزين Centriol اللتين تتوضعان في القطبين المتقابلين للخلية، تشع منها ألياف في كل الاتجاهات. والألياف التي تتجه نحو مركز الخلية ليلاقي بعضها بعضاً وتشكل مغزلاً تؤدي دوراً مهماً في انقسام النواة.
    وفي الوقت نفسه تحصل تبدلات عميقة داخل النواة. ففي البداية تصبح النواة حبيبية المظهر. ولكن هذه الحبيبيات لا تلبث أن تنصهر في عدد من الخيوط الطويلة والدقيقة جداً هي الصبغيات. وهنا يبدأ الدور الأول من الانقسام الخيطي (الشكل ـ3).
    الدور الأول Prophase: يبدأ الدور الأول بتقاصر الصبغيات التي يوجد منها عدد مضاعف، يرمز إليه عادة بـ (2ن)، لتصير في نهاية هذا الدور بشكل عصي قصيرة. ثم تتقلص النوية وتذبل وتختفي مع اختفاء الغشاء النووي. ويكشف البحث الدقيق في هذه المرحلة أن كل صبغي يكون مؤلفاً من بنية مضاعفة ومن خيطين مثيلين identical وينطبق كل منهما على الآخر بشدة. ويسمى كل منهما الصُبَيْغي (الكروماتيد) Chromatid. ويحتوي كل منهما على المادة الوراثية نفسها والتناسق نفسه. والحقيقة أن أحد الصُبَيْغيين هو نسخة عن الآخر الذي نسخه. وهذا النسخ أو التضاعف يشكل العملية الأساسية للحياة، إذ إن كل مورثة تمتلك إمكانية نسخ مورثة أخرى مماثلة لها كل التماثل. وينفصل صُبَيْغياً كل صِبغِي أحدهما عن الآخر ولكنهما يبقيان متصلين معاً في نقطة واحدة هي القُسَيْم المركزي centriomere الذي يشغل مكاناً ثابتاً في كل صِبغِي. والقُسَيْم المركزي سيربط أيضاً الصِبغِي إلى المغزل الذي يقود القسيم، في مرحلة تالية، مع الصبغي إلى كل من قطبي الخلية. وهكذا تتوضع الصبغيات في المستوى الاستوائي للخلية، في منتصف المغزل. وهذه هي طليعة الدور التالي Prometaphase.

    الدور التالي metaphase: وتظهر فيه لُييْفات المغزل، التي ترتبط في الخلايا الحيوانية بالمريكزين المتوضعين في قطبي الخلية، على حين لا تكون هذه المريكزات موجودة في الخلايا النباتية.
    وعندما تصل الخلية إلى هذه المرحلة تصطف الصبغيات خطياً في مركز الخلية، وتكون قسيماتها المركزية موزعة على محيط اللوحة الاستوائية التي تسمى لوحة الانقسام. وعندما تصل الصبغيات في انكماشها إلى الحد الأقصى تكون الخلية قد وصلت في انقسامها إلى الدور الثالث الذي يسمى دور الصعود.
    دور الصعودAnaphase : وهو يبدأ حين ينشطر القسيم المركزي طولياً. وينفصل كل صبغي عن قرينه انفصالاً تاماً، ويدعى عندها بالصبغي. وتبدأ هذه الصبغيات بالحركة باتجاه قطبي الخلية بهدف فصل مجموعة كاملة من الصبغيات الأخوية لتتوضع في كل من قطبي الخلية. ويمثل كل من هاتين المجموعتين العدد الصبغي المضاعف (2ن) لكلٍ من النواتين البنتين. وعندها تباشر هذه الصبغيات بالاسترخاء والتطاول استعداداً للدور الانتهائي.
    الدور الانتهائي Telophase: وفيه يتم:
    ـ اكتمال هجرة الصبغيات إلى قطبي الخلية، وبذلك تتشكل مجموعة صبغية مضاعفة كاملة في كل من القطبين، كل منهما تماثل الأخرى وراثياً.
    ـ تشكل غشاء نووي جديد حول كل من المجموعتين الصبغيتين.
    ـ تشكل النوية أو النويات تشكلاً جديداً.
    ـ اختفاء لييفات المغزل.
    ـ استرخاء الصبغيات وتطاولها حتى تصير غير مرئية بالمجهر الضوئي.
    ـ حصول الانقسام السيتوبلازمي وتشكل خليتين بنتين متماثلتين وراثياً ومماثلتين أيضاً للخلية الأم، تحوي كل منهما (2ن) صبغياً، هو 46 عند الإنسان.
    الانقسام المنصِّف
    تحوي النوى المنقسمة الضعفانية عدداً معيناً ومميزاً من الصبغيات. أضف إلى ذلك أن الأساس في الإلقاح في كل من الحيوان والنبات هو انصهار نواتي العروسين الآتيين من أبوين مختلفين. ولهذا لابد من وجود آلية معينة تكون مسؤولة عن إرجاع العدد الصبغي الأصلي المضاعف في الخلية الأم إلى النصف في كل من الأعراس، ويمثل الانقسام المنِّصف هذه الآلية التي تُعَد نمطاً خاصاً من الانقسام الخلوي.
    ويتألف هذا الانقسام عادة من انقسامين متعاقبين.الانقسام الأول يفصل الصبغيات المتقابلة، التي تزاوجت كل منهما مع الأخرى في الدور الأول، إلى نواتين، ويفصل الانقسام الثاني الصبغيات الأخوية (الكروماتيدات) مكوناً أربع نوى في كل منها (ن) من الصبغيات. ويحدث الانقسام المنصف في خلايا المناسل (أمهات الأعراس) للحيوانات، فيؤدي إلى تشكل النطاف والبيوض.
    ويتضمن الانقسام المنصف انقسامين متتاليين للنواة، يكون الأول منهما إرجاعياً، ويكون الثاني انقساماً متساوياً (الشكل ـ4). وهكذا تعطي كل خلية ضعفانية من أمهات الأعراس أربع خلايا فردانية تشكل الأعراس في معظم المتعضيات الحقيقيات النوى.
    الانقسام الأول المنصف: وقد قسم إلى أدوار مختلفة:
    ـ الدور الأول: الذي يكون طويلاً، ويمكن تقسيمه إلى خمس مراحل مختلفة. ففي الانقسام المتساوي تكون الصبغيات منشطرة في البداية، أي بداية الدور الأول. أما في الدور الأول من الانقسام المنصف فإن الصبغيات تبدو في البداية غير مزدوجة، بل تكون مفردة وبشكل خيوط دقيقة وطويلة نسبياً. وهذه هي مرحلة الخيوط الرفيعة leptonema. وعلى طول كل صبغي يمكن رؤية سلسلة من القُسيمات الصبغية chromomeres التي تبدو ثابتة بالحجم والعدد والمكان وخاصة في نهاية المرحلة. وبفضل هذا الثبات يمكن استخدام هذه القُسيمات كعلامات لمعرفة صبغيات معينة.
    وفي المرحلة الثانية من الدور الأول تتزاوج الصبغيات المتقابلة مثنى مثنى لتشكل الثنائيات bivalents في النواة. وهذه هي مرحلة الخيوط المتزاوجة zygonema. وقد بينت الدراسة أن الصبغيين المتقابلين اللذين يقترنان على هذه الصورة يكون لهما الخواص والإمكانات نفسها، ويكون لأحدهما بالنسبة للآخر ميل واجتذاب انتقائيان، وعملياً يأتي أحدهما من الأب ويأتي الآخر من الأم، وذلك لأن كلاً من الأبوين قد أسهم في مجموعة صبغية أحادية ولأن الصبغيات التي تحملها النطفة مشابهة ومقابلة للصبغيات التي تحملها البيضة ما خلا الصبغيات الجنسية (س) و(ع) أو (X) و(Y). ويجري التماس في أول الأمر بين الصبغيين المتقابلين بالقُسَيْمين المركزيين غالباً.
    وفي المرحلة الثالثة تنشطر هذه الصبغيات فتصير ثنائية ذات بنية رباعية الخيوط أو رباعية tetrad، وهذه هي مرحلة الخيوط الثخينة أو مرحلة الثخانة pachynema وذلك لتقاصر الخيوط الصبغية وازدياد قطرها.
    إن الفحص الدقيق للرباعية في المرحلة الرابعة أو في مرحلة التضاعف diplonema، التي تلي مرحلة الثخانة، يُظهر أن كل رباعية مرتبطة في نقاط معينة على طول الصبغي، وأن نقاط الارتباط هذه تكون للعبور وتبادل المادة الوراثية، إذ يحصل العبور والتقاطع في مرحلة الثخانة. تسمى هذه العملية بالتصالبات chiasmata.
    ومن المهم التأكيد على أن العبور، وما يرافقه من تقطع صبغي ومن إعادة توحيد لهذه القطع ليس مع الصبغي نفسه بل مع قرينه، يمثل جزءاً من العمل السوي للانقسام المنصف في هذه المرحلة، حيث تستمر الصبغيات بتقاصرها. ويؤكد التحليل الوراثي أن حادثة العبور هذه مرتبطة بظاهرة الضم الوراثي الجديد التي تؤدي إلى تبادل صفات الأم والأب بين الأبناء.
    وفي الوقت نفسه تبدأ التصالبات بالتحرك باتجاه نهاية الصبغيات، وتسمى هذه العملية باسم سير التصالبات نحو النهاية terminalization، وهذه هي المرحلة النهائية أو مرحلة التباعد diakinesis.
    ـ الدور الثاني للانقسام المنصف: وفي بدايته يختفي الغشاء النووي، وكذلك تختفي النوية، وترتبط القسيمات المركزية (غير المنشطرة) على خيوط المغزل ارتباطاً خطياً. وتتوجه الرباعيات، التي وصلت إلى أعلى درجة من التقاصر على اللوحة الاستوائية للمغزل، توجهاً عشوائياً، بحيث يتوجه الصبغي الأبوي في رباعية ما نحو الأعلى وفي رباعية ثانية نحو الأسفل أو بالعكس لا على التعيين.
    ـ الدور الثالث للانقسام المنصف: ينفصل فيه كل صبغي عن قرينه الذي اقترن معه في مرحلة التزاوج، وتهاجر القسيمات المركزية للصبغيات المتقابلة بحيث توجهها نحو أحد قطبي الخلية بفعل الجهاز المغزلي في عملية شبيهة بنظيرتها في الانقسام المتساوي.
    ـ الدور الرابع للانقسام المنصف: وهنا يحدث الانقسام ليعطي خليتين بنتين في كل منهما مجموعة أحادية من الصبغيات التي ما تزال مؤلفة من صبغيين مرتبطين بالقسيم المركزي. وبذلك تحتوي على نصف العدد الأصلي من الصبغيات، وهنا يوجد الاحتمال نفسه لأن يكون أي من الصبغيات المعنية إما من منشأ أبوي أو أمي.
    الطور البيني للانقسام التالي في التنصيف: وهو قصير جداً تتطاول فيه الصبغيات قليلاً ويتشكل غشاء نووي جديد.
    الانقسام الثاني في التنصيف: وهو يلي الانقسام الأول المنصف مباشرة، أو ينفصل عنه بطور بيني قصير. وهو يماثل الانقسام الخيطي تقريباً، ويتناول كلاً من الخليتين الحاويتين على (ن) من الصبغيات بنتيجة الانقسام الأول المنصف. وتكون الصبغيات هذه ما تزال منشطرة طولياً إلى صبغيات ولكنها ما تزال مرتبطة بالقسيم المركزي.
    ويمر هذا الانقسام بأربعة أدوار:
    في الدور الأول: تتقاصر الصبغيات حلزونياً وتصير أكثر وضوحاً.
    في الدور الثاني: تتوضع الصبغيات في اللوحة الاستوائية للمغزل وتتوجه عشوائياً نحو القطبين.
    وفي الدور الثالث: تنشطر القسيمات المركزية طولياً، وتهاجر هذه القسيمات إلى القطبين المتقابلين من المغزل ساحبة معها الصبغيات التي يمكن تسميتها الآن الصبغيات.
    وفي الدور الرابع: يتشكل الغشاء النووي، وتنقسم كل من خليتيْ الانقسام الأول المنصف إلى خليتين جديدتين، وتصير الصبغيات أقل حلزونية وأقل وضوحاً. وبذلك تتشكل أربع خلايا فردانية في كل منها نصف العدد الصبغي للخلية الضعفانية الأم، وهذا يعني أنها تحتوي على صبغي واحد من كل من الأزواج الصبغية المتقابلة، وإن وجود هذه الصبغيات فيها وجود عشوائي بالنسبة لمنشأ الصبغيات، فيما إذا كانت أبوية المنشأ أو أمية المنشأ.
    وإذا ما أخذ العبور بالحسبان فإن كل نواة من هذه النوى الأربع تحتوي على ذخيرة معينة من مجموع المورثات genomeتتميز بها من النوى الأخرى مع أنها ناتجة من خلية أصلية واحدة (الشكل ـ5).
    الأهمية الوراثية للانقسام المنصف: يعد الانقسام المنصف المسؤول الرئيسي عن توزيع مورثات الذخيرة المختلفة على طيف كبير من التغير داخل الأعراس. ويجعل احتمالات لقاءاتها بعيدة جداً على النحو التالي:
    ـ تتوزع المورثات في أعراس الإنسان على 222 تركيباً وراثياً مختلفاً، أي 4194304.
    ـ إذا ما تزاوجت الأعراس المختلفة فان احتمالات التراكيب الجديدة هي 442، وهذا يجعل احتمال مجيء تركيب وراثي مماثل لتركيب سابق (أو مجيء طفل مماثل لأخيه) هو إحتمال 1 22/2×1 22/2 ، وهذا أمر بعيد التحقيق إذا لم يكن مستحيلاً. وإذا ما أضفنا إلى هذين العاملين من التغير عامل العبور، أدركنا أن هذا المدى من التغير الكبير للمورثات يجعل لكل فرد شخصية معينة وفريدة لا تتكرر إطلاقاً. ولهذا لا نجد إنساناً يماثل انساناً آخر (ما خلا التوائم الحقيقية)، ولا بصمة إبهام تماثل بصمة إبهام شخص آخر.

    محي الدين عيسى

  5. #155
    الأنقليس

    الأنقليس Anguilla هو نوع من الأسماك من رتبة أنقليسات الشكل Anguilliformes، من فوق رتبة مكتملات العظام Teleostei. والجنس أنغيلة أو أنْغْوِيلة Anguilla، هو الجنس الوحيد في فصيلة الأنقليسات Aguillidae، ومن أنواعه التجارية المهمة الأنقليس الأوربي Anguilla anguilla.
    شكل الأنقليس
    الأنقليس سمكة نحيفة طويلة تشبه الثعبان، ولذلك يسميها الناس ثعبان الماء. ليس للأنقليس زعنفتان حوضيتان مع أن دراسة المستحاثات أكدت وجودهما سابقاً، وتلتقي الزعنفة الظهرية مع الشرجية في منطقة الذيل مؤلفة زعنفة واحدة طويلة (الشكل ـ1).
    والزعنفتان الصدريتان بعيدتان عن الرأس، والمنطقة الغلصمية في الرأس متطاولة، وفتحات الغلاصم في هذه المنطقة صغيرة أحياناً، وجسم بعض الأنواع أملس وعار من الحراشف، ولكن تغطي أجسام الأنواع الأخرى حراشف صغيرة غير منتظمة التوزع. والشكل الأنقليسي (كالحية) متلائم مع حياة القاع أو الجحور أو الشقوق. وتَسْتَعمل بعض الأنواع ذيلها القاسي أداة لحفر الجحور التي تقطنها، وفكا الأنقليس وأسنانه متطورة جداً وتتناسب مع نهمه الشديد.
    حياته وتكاثره
    هو في الأصل حيوان مياه دافئة (20م). ولا يتكاثر في درجات من الحرارة تقل عن 17ْم. وفي ملوحة 35%. وتتميز الأنقليسات بمرحلة يرقية تدعى دقيقة الرأس «leptocephalus» (الشكل 2)، وهي تشبه ورقة الشجر، وتتطور إلى حيوان بالغ بعد شهور أو سنوات. وما يميز هذه اليرقة أن قطعها العضلية تبقى ثابتة العدد حتى البلوغ، وهي تساوي عدد الفقرات. ويُستخدم عدد القطع، التي تكون واضحة مهما صغرت اليرقة، في تحديد الأنواع.
    وما يزال الغموض يكتنف الكثير من تفاصيل دورة حياة الأنقليس، مع الوقت الطويل الذي صُرِف في دراستها. حتى إن عالم الأحياء الدنماركي يوهانز شمت J.Schmidt أمضى قرابة العشرين عاماً في جمع المعلومات قبل أن يقدم صورة واضحة عن هجرة «أنغويلّه أنغويلّة» ودورة حياته. وينتشر هذا النوع، الذي يحيا في المياه العذبة والمالحة، في سواحل أوربة، من البحر الأسود في الجنوب حتى البحر الأبيض في الشمال. ويصل طوله إلى 1.5م ووزنه إلى 6كغ. وحين يصبح الحيوان بالغاً (5- 10 سنوات)، يتغير مظهره ليصبح ما يسمى بالأنقليس الفضي، عندها يهاجر من الأنهار الأوربية نحو الغرب. وفي أثناء هذه الرحلة تنضج الحيوانات جنسياً. وفي بحر سرغاس (بحر السراغس) Syrgasso Sea، في القسم الغربي من شمالي الأطلسي تضع الإناث بيوضها على عمق 500م ثم تموت. وتخرج اليرقات وتبدأ هجرتها المعاكسة نحو أوربة مستغرقة 3 سنوات وتُعرف اليرقةبعدها باسم صغير الأنقليس (إلفر) Elver. وتحصل العملية نفسها على الشواطىء الأمريكية، حيث يهاجر الأنقليس الفضي إلى بحر سرغاس، ولكن تقطع اليرقات رحلة العودة في سنة واحدة فقط، تصبح الحيوانات بعدها بحجوم الحيوانات الأوربية نفسها. إن الرحلة الطويلة بين أوربة وبحر سرغاس جعلت بعض العلماء يعتقد أن الأنواع الأوربية هي من منشأ أمريكي، والسبب أن الحيوانات البالغة الأوربية لا تستطيع متابعة الرحلة إلى أماكن التكاثر بل تموت قبل وصولها. وهناك فرضية تعتمد على نظرية انزياح القارات. فلما كانت أوربة وأمريكا الشمالية قارة واحدة، لم يوجد ما يمنع من الاعتقاد أن بحر سرغاس كان أصلاً مجمع أنهار قديماً يتكاثر فيه الأنقليس القادم من مختلف أنهار تلك القارة. أي إن الأنقليس، بحسب هذه الفرضية، احتفظ بمكان تكاثره ولم تؤثّر فيه التبدلات الجغرافية عبر ملايين السنين.
    وللأنقليس قدرة مذهلة على التنقل على الأرض تحت الماء، ولا يمكن للمرتفعات أو السدود أن تكون عائقاً في مسيرة هجرته إلى أعالي الأنهار أو البحيرات الداخلية. ويقوم بهذه العملية في الليالي المظلمة مستفيداً من شكل جسمه المتطاول. فهو تارة يثبت فمه على نتوء ثم ينقل جسمه، وتارة يثبّت ذيله في شق ثم ينقل جسمه.
    ويتميز لحم الأنقليس بنسبة عالية من الدسم تصل إلى 40% من الوزن الرطب، في حين لا تزيد نسبة البروتين على 14%. وتصنع منه وجبات لها راغبوها الكثر، وذلك بعد تدخينه بالطريقة الساخنة أو تغليفه بمادة هلامية.
    أنواعه
    تضم رتبة أنقليسات الشكل 26 فصيلة، أشهرها الأنقليسات، وهي تضم الأنقليس المذكور سابقاً، إلا أن أكبرها ثلاث فصائل.
    الفصيلة الأولى: القُنْجَريات Congridae (أو ما يسمى القُنْجَر Conger) وفيها نوع قنجر قنجر Conger conger البحري الكبير الذي ينتشر في متوسط الأطلسي وشماليه وجنوبيه، وفي المنطقة الواقعة بين المحيط الهندي والهادي. ويقوم هذا النوع بهجرة تكاثر. فمثلاً يهاجر نوع البحر المتوسط إلى الأعماق السحيقة حيث يتكاثر. وتعوم البيوض في تلك الأعماق إلى أن تخرج اليرقات التي تعاود الهجرة إلى السواحل متحولة إلى حيوانات بالغة. وهي تحافظ على لونها الوردي إذ يصير طولها 30 سم، وتتلون بلون بني مائل للرمادي. ويمكن أن يصل طول الأنثى إلى 285سم، وهي تستطيع أن تضع 8 ملايين بيضة. والذكرأقصر من الأنثى بكثير. وتتغذى هذه الحيوانات على الرخويات والسرطانات والأسماك.
    الفصيلة الثانية: «الأسماك الأفعوية Ophichthidae» (أو ما يسمى الأنقليس الأفعى snake eel). وهي ذات ألوان براقة، تستعمل ذيولها للاختباء في الجحور التي تقيمها. وتضم 200 نوع، لا يتجاوز طول معظمها 90سم. وهي تعيش في الأماكن الاستوائية والجزر المرجانية.
    الفصيلة الثالثة: «المورينيات Muraenidae» أو ما يسمى موراي moray. وأفرادها كبيرة الحجم شرسة، وأجسامها عارية مبرقشة يصل طولها إلى 4م. وكان الرومان معجبين بها ويحتفظون بها في بحيرات يرمون فيها المتمردين. وهي حيوانات المناطق الاستوائية والجزر المرجانية وتتوافر في البحر المتوسط.
    وهناك فصائل أخرى يعيش بعض أنواعها في الأعماق السحيقة كالجنينيات Cyemidae، ويراوح طولها بين 15 ـ 150سم، أو بشكل مستعمرات كالقُنْجَرِيات المغايرة Heterocongoridae وتبدو كأنها نباتات مرتصفة.
    يوجد الأنقليس في الساحل السوري، كما ينتشر نوع «أنغويلّة أنغويلّة» في الأنهار التي تصب في البحر المتوسط، خصوصاً نهر العاصي، ويطلق على هذه الحيوانات محلياً اسم «حَنْكليس». ويعرف في مصر باسم «ثعبان» أو «حَنَش».
    تربية الأنقليس
    للأنقليس مكانة غذائية عالية. حتى إن اليابان تخصص سنوياً يوماً يدعى يوم الأنقليس يقتصر فيه الناس على تناوله. وفي إيطالية يشكل الأنقليس الوجبة التقليدية عشية يوم الميلاد. واشتهرت اليابان منذ 150 سنة بتربية نوع «أنغويلّة» اليابانيA.Japonica، وحَذَتْ تايوان حذوها بعد الحرب العالمية الثانية. ويُسَوَّق فيها وهو بطول 45- 60سم. أما ما يُصَدَّرُ منه فلا يقل طول الحيوان فيه عن 100سم. كما نشطت أوربة الغربية بتربية الأنقليس، ونجح الاتحاد السوفييتي (سابقاً) بتربيته تجارياً، علماً أن تربية الأنقليس عملية مُكْلِفة لأنه يحتاج إلى غذاء غني بالبروتين. كما أن تكاثره في المزارع ما زال أمراً مستبعداً، وإن نجح بعض الفرنسيين في تفقيسه اصطناعياً.
    رغيد نحاس

  6. #156
    الأوالي

    الأوالي Protista مجموعة متباينة من الكائنات الحية، الوحيدة الخلية المجهرية الأبعاد تضم أنماطاً مختلفة الشكل والحجم والتعضي والوظيفة، لا تتجاوز أبعادها بضعة مكرونات، تعيش منفردة أو في مستعمرات، في جميع الأوساط الرطبة. وتكون نشيطة حين تكون الشروط مناسبة، وإذا ساءت هذه من حولها تحولت إلى أكياس تضمن حمايتها وانتشارها.
    تضم الأوالي، حسبما حددها البيولوجي الألماني هيكل Haeckel عام 1886، النباتات الأوالي Protophyta والحيوانات الأواليProtozoa. أما اليوم فتميز فيها الطحالب Algae الوحيدة الخلية الذاتية التغذي التي تقوم بالتركيب الضوئي. والتي تحوي صانعاتٍ خضراً وفجوات خلوية كبيرة، وتشبه أسلاف النباتات والحيوانات الأوالي التي ليس لها صانعات خضر، ومن ثم لا تقوم بالتركيب الضوئي فتستمد غذاءها من الوسط المحيط بها، وليس لها جدار خلوي. وقد تخصص الكثير من الأوالي وتميز بعضيات معقدة جداً.
    توجد الأوالي حيث يتوافر الماء، فهي تكثر في البحار والمياه العذبة، وفي التربة الرطبة أو في أجسام الحيوانات. وتطفو الأشكال الذاتية التغذي التي تقوم بالتركيب الضوئي، على سطح البرك أو المحيطات، أو تسبح فيها، أما الأميبات فإنها تزحف على القاع، في حين تنمو أشكال لاطئة متنوعة متثبتةً على بعض الأجسام كالصخور وأعشاب البرك.
    يعكس تصنيف المتعضيات عادة علاقاتها التطورية. لكن تطور الأوالي ما يزال غامضاً غير واضح. ويحتمل أن تكون الأوالي الحديثة قد انحدرت من المتعضيات الحقيقيات النوى Eucaryota الأولى. وقد لا يستطاع تعرف ارتباطات مجموعاتها بعضها ببعض، مع أن بعض الدراسات الكيمياوية الحيوية والوراثية توحي إلى بعض المؤشرات.
    يمكن أن تقسم الأوالي إلى مجموعتين رئيسيتين: ذاتيات التغذي وغيريات التغذي. ولما كان التطور لا يحترم حدود نظم التصنيف التي يضعها الإنسان، كان لابد من وجود أنواع تقع على الحدود ولا يمكن تصنيفها. لذا فإن الحدود بين الأوالي الذاتية التغذي والأوالي الغيرية التغذي هي حدود غير واضحة تشبه التي تفصل بين الأوالي والنباتات والحيوانات. وقبل أن تُفْصَل الأوالي في مجموعة قائمة بذاتها كان علماء النبات يعدون الأوالي الذاتية التغذي نباتاتٍ (الطحالب الوحيدة الخلية). وكان علماء الحيوان يعدون غيريات التغذي حيواناتٍ (الحيوانات الأوالي). ويبقى هذا التقسيم مفيداً لأنه يبدو أن الحيوانات انحدرت من الأوالي الغيرية التغذي، ونشأت النباتات من الأوالي الذاتية التغذي. وهنالك أوالٍ لا تعرف لها امتدادات في كثيرات الخلايا.
    ومع أن معظم حقيقيات النوى الوحيدات الخلية تصنف على أنها حيوانات أوالٍ، فيبدو أن لبعضها علاقة بخط تطوري محدد في الفطور أو في غيرها من النباتات لكن تصنف في الحيوانات أو في النباتات، مع ما يشابهها من كثيرات الخلايا.
    فيزيولوجية الأوالي
    تمثل الأوالي مجموعة غير متجانسة، حتى ليصعب إجراء تعميم حول وظائفها، فبعضها له غلاف خلوي سليلوزي، ويحيط ببعضها الآخر غلاف هلامي أو قوقعة تضمن له الحماية وتمنع تفجر خلاياه بعملية الحلول لدى تشربه الماء من الوسط المنخفض الضغط الحلولي. وللكثير من الأوالي التي ليس لها جدار خلوي فجوات نابضة تجمع الماء الزائد وتطرحه خارج الخلية. وهي تكثر لدى أوالي المياه العذبة، لكنها توجد أيضاً لدى بعض الأشكال البحرية.
    يدخل الأكسجين أجسام الأوالي ويخرج منها ثاني أكسيد الكربون، بالانتشار عبر الغشاء البلاسمي. ومع أن معظم الأوالي تستطيع التنفس هوائياً، فإن الكثير منها يستطيع الحياة بالتخمر طوال حياته عند فقدان الأكسجين.
    ومن أهم أسباب نجاح الأوالي في البقاء أن الكثير منها يحيط نفسه، في الشروط السيئة، بكيس يقاوم التجفاف وتبدلات الحرارة، مما يتيح للمتعضية الحفاظ على حياتها حتى تعود الشروط المواتية. وتغادر بعض الأوالي الصحراوية أكياسها بضع ساعات كل سنة لدى توافر الماء لتتغذى وتتكاثر. وتساعد الأكياس الأوالي في الانتشار، إذ يمكن أن تُحمل الخلية المتكيسة من قارة إلى أخرى في الطين الجاف على رجل بطة مهاجرة أو في فرو جرذ أو في ملابس الإنسان.
    تتحرك بعض الأوالي بوساطة السياط أو الأهداب أو بالأرجل الكاذبة. وليس لبعضها الآخر أعضاء محركة.
    تتحرك بعض الأوالي بضربات سياطها التي تتم بشكل تموجات تجتاز السوط من إحدى نهايتيه إلى الأخرى. وتسحب الضربات الخليةفي الماء إن كان السوط في المقدمة، وتدفعها إن كان في المؤخرة (الشكل 1).
    وللأهداب البنية الوظيفية نفسها التي للسياط، لكنها أقصر وأكثر عدداً. ويمكن تشبيه الحركة الهدبية بمجاديف القوارب، وينثني الهدب لدى عودته إلى حاله الأولى مما يقلل المقاومة إلى أبعد حد (الشكل 1).
    أما الحركة الأميبية بالأرجل الكاذبة فهي أكثر تعقيداً ففي هذا النوع من الحركات تمتد رجل كاذبة من الأميبة [ر.الأميبيات]، ثم ينسحب باقي الجسم في اتجاه الامتداد.
    تتغذى الأوالي بطرائق متعددة. فالأنواع الغيرية التغذي تبتلع الغذاء بالبلعمة (الشكل 2) أو تمتص الجزيئات العضوية الصغيرة من الوسط المحيط بها. كما تستطيع بعض الأوالي التحول من العمل بالتركيب الضوئي إلى البلعمة أو الامتصاص بحسب الشروط المحيطة بها.


    ويستطيع معظم الأوالي الإحساس بالمنبهات كالضوء واللمس والمواد الكيمياوية. فالإحساس بالضوء يتم عندها بوساطة بقع ضوئية تتألف من أصبغة حساسة بالضوء توجد في عَضيات صغيرة. كما تحُس غالبية الأوالي بالأجسام التي حولها بملامستها الأهداب أو السياط. ويمكنها الإحساس بالمواد الكيمياوية، وربما يتم ذلك بتأثير هذه المواد في جزيئات البروتين الموجودة في جدرانها السيتوبلاسمية. وتستجيب الأوالي للمنبهات بسلوكية مناسبة، غالباً ما تكون بتحركها نحو المنبهات أو بابتعادها عنها.
    تتكاثر الأوالي عادة بانقسام السيتوبلاسما بعد انقسام النواة انقساماً عادياً. ويتكاثر معظمها بنوع من التكاثر الجنسي، وهي، مثل معظم المتعضيات، تتكاثر تكاثراً غير جنسي، عندما لا تساعد الأحوال على التغذي والنمو، وتكاثراً جنسياً عندما تكون الأحوال مناسبة.
    تصنيف الأوالي
    تضم الأوالي الطحالب الوحيدة الخلية والحيوانات الأوالي.
    1ـ الطحالب: مجموعة غير متجانسة تضم أشكالاً متنوعة، والطحالب الوحيدة الخلية منها هي التي تصنف في الأوالي. وهي ذاتية التغذي، تشتمل في بنيتها على اليخضور «آ» واليخضور «ب» واليخضور «جـ» إضافة إلى بعض الأصبغة الأخرى مثل الكاروتينيات. تؤلف هذه الطحالب جزءاً مهماً من العوالق plankton في المياه العذبة أو الملحة. يذكر منها:
    أ ـ الطحالب النارية أو النباتات النارية Pyrophyta أو السوطيات المفزعة Dino-flagellata، وهي سوطيات بدائية لاشتمال صبغياتها (كروموزوماتها) على كمية قليلة من البروتينات، إضافة إلى التصاقها بالغشاء النووي. تتكاثر تكاثراً غير جنسي ونادراً ما تلجأ إلى التكاثر الجنسي. وهي تؤلف جزءاً من العوالق النباتية البحرية. وقد أسهمت المجموعات القديمة منها في تكوين الترسبات النفطية. بعضها عديم اللون لكن معظمها يحتوي في بنيته اليخضور «آ» واليخضور «ب» واليخضور «جـ»، ويقوم بالتركيب الضوئي.
    لهذه السوطيات سوطان، يكوِّن أحدهما نطاقاً حول الخلية ويبرز الآخر من خلفها. بعضها عار، وتحيط ببعضها الآخر درعٌ سليلوزية. يتمتع بعض أجناسها، مثل Noctiluca، بالإضاءة الحيوية، أي قدرتها على إصدار الضوء. ويشتمل بعض أجناسها على صباغ أحمر، ويؤدي وجود أعداد كبيرة منها في الماء إلى تلوينه باللون الأحمر وحدوث ظاهرة تعرف باسم «المد الأحمر».
    ب ـ النباتات الأُغلينية Euglenophyta: تسمى بهذا الاسم نسبة للجنس المعروف أُغلينا Euglena (الشكل 3). معظم أفرادها تعيش في المياه العذبة، وتغزر في المياه الملوثة. وهي مزودة بسوط واحد أو أكثر. وليس لها جدار خلوي، لكنها تحتوي على محفظة شفافة تحت غشائها السيتوبلاسمي. تحتوي صانعاتها الخضر على اليخضورين «أ» «ب» والكاروتينيات carotinoid. وتتكاثر تكاثراً غير جنسي بانقسامها طولياً إلى نصفين. أما التكاثر الجنسي فهو غير معروف عندها.
    تُبين النباتات الأُغلينية صعوبة التفريق بين ذاتيات التغذي وغيريات التغذي. فإذا وُضعت الأُغلينة مثلاً في الظلام حيث لا تستطيع التركيب الضوئي فإنها تفقد لونها الأخضر وتصبح غيرية التغذي وتلتهم الغذاء من بلعوم لها.
    وتعد النباتات الأُغلينية أكثر الأوالي شبهاً بأسلاف النباتات والحيوانات معاً. والسبب في ذلك أن أفراد معظم الأوالي الأخرى متخصصة جداً، ومن الواضح أنها تمثل النتيجة النهائية لتكيف تطوري استغرق زمناً طويلاً. وهناك سبب آخر هو أن لأشد الحيوانات والنباتات ابتدائيةً سياطاً، في نطافها على الأقل، مما يجعل التفتيش عن أصولها بين السوطيات غير المتخصصة نسبياً، مثل النباتات الأغلينية، أمراً معقولاً.
    جـ ـ النباتات الذهبية Chrysophyta: وهي تضم المشطورات Diatoms (الشكل 4) والطحالب الذهبية Golden Algae ومعظم هذه المتعضيات ذاتية التغذي تقوم بالتركيب الضوئي. وهي توجد في البحر والمياه العذبة والمواقع الرطبة على الصخور والنباتات والأخشاب. وتؤلف المشطورات والطحالبالنارية المجموعتين الرئيسيتين من العوالق النباتية البحرية. وتؤلف المشطورات مع الطحالب الخضر أهم جزء من العوالق النباتية في المياه العذبة غير الملوثة.

    للمشطورات جدار خلوي متشرب بالبكتين والسيليكا SiO2، ويبدو الجدار مزيناً بحفر أو حواف متعددة الأشكال. وهي تتكاثر بكلا النمطين: الجنسي واللاجنسي، والتكاثر الجنسي هو الأكثر حدوثاً.
    يقاوم الجدار السيليسي التفسخ. ولذلك تتجمع في قاع البحار بأعداد كبيرة. فإذا ارتفعت هذه القيعان، في مرحلة لاحقة، بحركات جيولوجية فإن المشطورات تظهر فوق مستوى سطح البحر. وتستخدم «صخور المشطورات» لتنظيف السطوح الفضية وصقلها وفي صناعة معجونات الأسنان ومرشحات الهواء والماء.
    وتحتوي النباتات الذهبية على اليخضورين «أ» و«ج» وعلى صباغ آخر هو الفيكوكسانتين phycoxantin، وهو من الكاروتينيات وتمنحها اللون البني المصفر المميز لها. وهي تختزن كثيراً من الزيت، وأسهمت، مع كثير من العوالق النباتية، في تشكيل الترسبات النفطية. من أمثلتها نوكتيلوكا Noctilucaوسيراتيوم Ceratium (الشكل 4).
    2ـ الحيوانات الأوالي: هي متعضيات يتألف جسمها من خلية واحدة، غالباً ما تكون مجهرية الأبعاد، ويعدها بعض علماء الحياة حصيلة تطور عن الطحالب. وهي غيرية التغذي. يعيش بعضها حياة حرة، ويتطفل بعضها الآخر على متعضيات أخرى أو يتعايش معها. وهي تضم المجموعات التالية: جذريات الأرجل[ر] Rhizopoda والسوطيات[ر] Flagellata والحيوانات البوغية[ر] Sporozoa والهدبيات Ciliata (الشكل 5(.
    علاقة الأوالي بالحيوانات التوالي
    تنشأ بين الأوالي والحيوانات التوالي Metazoa روابط تتجلى في مظاهر مختلفة منها المؤاكلة والتعايش[ر] والتطفل[ر].
    فالمؤاكلة commensalism مشاركة بين متعضيتين يكون ريعها لمصلحتهما، إلا أنها ليست ضرورية لوجودهما واستمرارهما في الحياة.
    أما التعايش symbiosis فهو مشاركة بين متعضيتين يكون ريعها لمصلحتهما، وهي ضرورية لوجودهما واستمرارهما في الحياة، كالعلاقة بين حشرات الأَرَضَة[ر] آكلة السليلوز ومفرطات السياط Hyperflagellata التي تعيش في أمعائها، إذ تعتمد حشرات الأرضة اعتماداً كلياً على هذه السوطيات لتوفير متطلباتها من السكاكر البسيطة، وتتغذى السوطيات مقابل ذلك ببقايا المواد البروتينية الموجودة في أمعاء الأرضة.
    ويؤلف التطفل[ر] parasitism مشاركة بين متعضيتين يكون ريعها لمصلحة أحدهما فحسب دون الطرف الآخر. ويدعى المستفيد متطفلاً، كتطفل المتحولة الحالة للنسج Entamaeba hystolytica على معي الإنسان والبلاسموديوم Plasmodium على دمه وسوى ذلك.

    عبد الرحمن مراد

  7. #157
    المجترات

    المجترات ruminants، حيوانات رباعية المعدة، تُعيد إلى فمها كميات من العلف الذي سبق أن تناولته ومضغته مضغاً بسيطاً، وذلك لاجتراره في أوقات راحتها. وهي تنتمي إلى رتيبة (تحت رتبة) المجترات Ruminantia، رتبة مزدوجات الأصابعArtiodactyla، وتضم نحو 150 نوعاً منها الأبقار [ر] cattle والضأنيات [ر] sheep والمعز [ر] goats والأيِّلdeer والجاموس [ر]buffalo والبيزون [ر] bison والزرافة giraffe والمُوظ moose والإلكة elk.
    الشكل (1) حجرات المعدة عند المجترات
    الفارق الرئيس بين المجترات والحيوانات ذوات المعدة البسيطة هو امتلاك المجترات معدة كبيرة السعة مؤلفة من أربع حجرات هي الكرش rumen والإِنفحة reticulum وذات التلافيف omasumوالمعدة الرابعة (أو الحقيقية) abomasum (الشكل 1). وقد يقول بعض الدارسين تجاوزاً إن المجترات تمتلك «أربع» معدات. أما اللاما llama والألباكا alpaca فإنها مجترات كاذبة لامتلاكها معدة ذات ثلاثة أقسام بدلاً من أربعة.
    وقد كانت هذه المعدة المركبة ذات فائدة كبيرة للمجترات، منذ ظهور الأعشاب grasses في أثناء العصر الميوسيني قبل نحو 20 مليون سنة، إذ مكَّنتها من الاستفادة من تلك الأعشاب الخشنة الصعبة الهضم وذات القيمة الغذائية المنخفضة.
    الأبقار والأغنام والمعز والجاموس هي أهم المجترات من الناحية الاقتصادية، ولقد أمكن تحسينها، وغيرها، تحسيناً وراثياً كبيراً عبر آلاف السنين من الاصطفاء الطبيعي، ثم بالاصطفاء الصنعي الذي مارسه الإنسان، وما رافق ذلك من تطور طرائق التربية breeding، فنشأت عروق breeds ذات صفات إنتاجية ممتازة، وقدرة جيدة على التأقلم مع العوامل البيئية المتغيرة من بلد لآخر، ومن منطقة لأخرى، وانتشرت في عدد كبير من البلدان انتشاراً واسعاً.
    أدت المجترات، ولا تزال، دوراً بالغ الأهمية في المنظومات الزراعية المستدامة، فهي قادرة على تحويل الموارد المتجددة من المراعي والأعلاف الخشنة وبقايا المحاصيل الزراعية، ومواد غذائية لاتصلح لغذاء البشر، إلى منتجات غذائية ممتازة ومرغوبة. ويمكن أن تُستغل المجترات في أراض فقيرة غير صالحة للإنتاج الزراعي. ومن جهة أخرى، تحتوي مخلفاتها على عناصر غذائية جيدة تعيد إلى التربة قسماً كبيراً مما فقدته منها بدلاً من أن تُصير مخلفات يصعب التخلص منها.
    تعيش المجترات ذات الأهمية الاقتصادية في مناطق بيئية متنوعة، وضمن منظومات إنتاجية متعددة. وتعتمد على عوامل عدة، من أهمها التكامل بين الحيوانات وإنتاج الأعلاف الطبيعية أو المزروعة، والعلاقات المتبادلة بين الحيوانات والتربة، ونوعية المنتجات الحيوانية الزراعية ومقاديرها ونماذجها. وهنالك معايير أخرى تشمل أحجام الاستثمارات الحيوانية ومزارعها، وأنواع الحيوانات المربَّاة وعروقها، والعوامل الاقتصادية المرتبطة بتكاليف الإنتاج وشؤون التسويق والتكامل بين السوق والمنتجات الحيوانية، والعلاقات الاجتماعية السائدة في مناطقها. ومن ناحية أخرى فإن تقنية التربية تتحكم كثيراً في نوعية الاستثمارات الحيوانية، وفيما إذا كان نظام الإنتاج جزءاً من نظام زراعي مختلط يضم النبات والحيوان، أو أنه يعدّ نظاماً مزرعياً متكاملاً. إضافة إلى نظم الترحال الحيواني المتبع في كثير من مشروعات إنتاج الأغنام في عدد كبير من البلدان ذات المناخ الجاف أو شبه الجاف، وما يرافق ذلك من ترحال للقطعان من منطقة لأخرى سعياً وراء الكلأ والماء، إذ يمكن أن يؤدي هذا النظام إلى مشكلات كثيرة إنتاجياً وصحياً واقتصادياً، ولاسيما في السنوات التي تشح فيها الأمطار أو تسوء فيها العوامل البيئية، كما هو واقع نظام تربية أغنام العواس في البادية السورية.
    انتشرت في الوقت الحاضر، على نطاق واسع، مزارع الإنتاج الحيواني للمجترات، وغيرها،وهي تتطلب توظيف رؤوس أموال كبيرة واستخدام تقنيات متطورة، وفي مقابل ذلك فإن المنظومات الإنتاجية التقليدية تنتشر في كثير من الدول النامية، وهي تعتمد أساساً على العمالة «العائلية»، وعلى الاستخدام المكثف للأرض ومواردها الطبيعية. وتحتاج إلى كثير من التغيير والتطوير، يشمل تعليم المربين وتدريبهم أيضاً، ليصير إنتاج المجترات فيها مثمراً واقتصادياً.
    أسامة عارف العوا

  8. #158
    الجوارح

    الجوارح raptores، وتسمى أيضاً الكواسر، طيور تتغذى بفرائس حية أو ميتة تصطادها بفضل تكيفها الجيد للاصطياد ومطاردة الفرائس، لذلك تسمى أيضاً سباع الطير، وتضمها رتبة Falconiformes، التي تضم النسور vultures، والصقور hawksأو البزاة falcons، والعقبان (eagles) harriers، والحِدَاء (مفردها حِدَأة) kites وغيرها، وهي نهارية النشاط، لهذا تسمى أيضاً الجوارح النهارية تمييزاً لها مما يسمى الجوارح الليلية التي تضم أنواع البوم التي تُشَكِّل رتبة بوميات الشكل Strigiformes. من بين الــ 8700 نوع من الطيور المنتشرة في جميع أنحاء العالم، هناك 287 نوعاً من الجوارح النهارية، بينما تحوي الجوارح الليلية 134 نوعاً.
    وهي حيوانات متينة البنية، تتمتع بنظر ثاقب تفوق حدته باقي الحيوانات، لذلك ضرب بها العرب المثل فقالوا أبصر من عقاب. كما أنها تتمتع بقدرة شم شديدة، قد تكون أجنحتها عريضة أو ضيقة، إلا أنها دوماً طويلة تساعدها على الطيران المديد، أرجلها قصيرة وقوية ذات أربع أصابع، ثلاث منها متجهة للأمام والرابعة للخلف، ماعدا العقاب النُساري osprey الذي يستطيع عكس أحدى أصابعه لتصبح له إصبعان متجهتان للأمام واثنتان للخلف. تنتهي كل رجل لها بمخلب منحن قوي.
    وما يميز الجوارح منقارها المنحني القوي الذي يستخدمه الحيوان في اصطياد فرائسه، واللُّحَيمة الموجودة على السطح العلوي من فكها العلوي (منقارها العلوي)، التي تتلون بالأصفر أو الأحمر أو الأخضر، والتي غالباً ما تتكرر على الأصابع. رأسها كبير نسبياً يرتكز على عنق قصيرة قوية، منظرها العام يوحي بالقوة والشدة.
    تفترس عادة الفقاريات ذات الدم الحار وتتغذى بها، مع أن بعضها يصطاد الأسماك والضفادع والزواحف، وأحياناً الحشرات، وبعضها يتغذى بالجيف الميتة، وتُلقَطُ الفريسة عادة بالمخالب وتقتلع رياشها أو فراؤها ثم يُقضى عليها. وتجدر الإشارة إلى أن الوجبة الغذائية للطائر الجارح ليست كبيرة، فهي لا تتجاوز الــ250 غراماً يومياً للنسر الملكي الذي يزن بين 3 و 6كغ.
    يغطي جسم الجوارح ريش قاس يصدر صوتاً مميزاً عند الطيران، وهو يغطي أيضاً رسغ الأرجل، بينما تبقى الأصابع عارية.
    تعيش الجوارح منفردة أو في أزواج، إلا حين هجرتها. كلها أحادية الزيجة monogamous، ويتم التزاوج[ر] في الربيع يسبقه قتال وعروض يبدو أن الأنثى تراقبها باستمتاع. بيوضها قليلة العدد، وبعضها يبيض بيضة واحدة فقط، تحضنها الأنثى وحدها بينما يقوم الذكر بإطعامها في أثناء حضنها. تبني أعشاشها في المناطق العالية حيث يصعب الوصول إليها، وهو احتياط ضروري لأن صغارها تحتاج إلى رعاية أطول من غيرها من الطيور.
    أهم فصائلها
    1- فصيلة Cathartidae (نسور العالم الجديد): تمتاز النسور الأمريكية من نسور العالم القديم بعدة صفات تشريحية. فالإصبع الخلفية أعلى من الأصابع الثلاث الأمامية المتلاصقة قليلاً في قاعدتها، وهي تطير بلا صوت، أكثرها شهرة كوندور الآندين Vultur gryphus الذي يزيد طوله على المتر ويبلغ عرضه مع امتداد جناحيه الثلاثة أمتار، ويمكن تمييزه بظهره ذي الريش اللماع، الذي تزخرفه حزمة بيضاء على كل جناح و«قبة» بيضاء في أسفل العنق. ويتناقض اللون الأحمر لعرفه وغبغبته مع اللون الرمادي لرأسه وعنقه ومنطقة حوصلته. يقال إنه يتسلق الجو لارتفاع قد يصل إلى 16000 أو 20000 قدم، وهو منتشر في أمريكة الجنوبية، يعيش في جماعات تتفرق عند التكاثر، ويبني عشه في المرتفعات الصخرية، وتبيض أنثاه بيضتان فقط في تشرين الثاني وكانون الأول (صيف نصف الكرة الجنوبية)، صفراء فاتحة تحمل بقعاً بنية صغيرة.
    [IMG]file:///E:/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%2 0%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88% D9%86%D9%8A%D8%A9%20%20%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9 %8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9/final07/4282/1.jpg[/IMG]
    الشكل (1) النسر الملكي
    أما النوع المنتشر في أمريكة الشمالية فهو كوندور كاليفورنية Gymnogyps californianus، وهو أكبر طيور أمريكة الشمالية وهو مُعَرَّض اليوم للانقراض بسبب تعرضه للصيد الجائر، ويعتقد بأن ما بقي منه اليوم لا يتجاوز الــ 60 فرداً. وأنثاه تحضن بيضة واحدة فقط.
    أما النسر الملكي Sarcohamphus papa (الشكل -1) فيصل عرضه مع انتشار جناحية إلى نحو مترين. جسمه أبيض وأسود لكن رأسه وجبهته عاريان زاهيا اللون، وله منقار تزينه لحيمة حمراء. وهو بعكس كوندور كاليفورنية طائر غابة ويوجد في أمريكة الجنوبية.
    والنسر الأسود Coragyps atratus أصغر من النسر الملكي ومنتشر في أواسط الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكة الجنوبية، حيث تم تدجينه في بعض المناطق.
    ويعد النسر التركي Cathartes aura الأكثر انتشاراً في هذه الفصيلة، من جنوبي كندا إلى مضيق ماجلان، وخاصة في الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية . ويُذَكِّر رأسه ورقبته العاريان حمراوا اللون بديك الحبش. وهو محمي بحكم القانون من قبل السلطات الأمريكية.
    2- فصيلة البازيات Accipitrid (نسور العالم القديم وصقورها وعقبانها وحِداؤها): وهي ذات مناقير قوية، وإناثها أكبر حجماً من ذكورها، وهي صفة تنطبق على الجوارح كافة.
    [IMG]file:///E:/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%2 0%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88% D9%86%D9%8A%D8%A9%20%20%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9 %8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9/final07/4282/2.jpg[/IMG]
    الشكل (2) النسر المصري الأسود
    تمتاز طيور هذه الفصيلة بتغذيها بالجيف، ولذلك فإن رائحتها منفرة، وهي ليست متكيفة لا للصيد ولا للقتال، منقارها مجهز لتمزيق الفريسة وتمزيق الحيوانات الميتة. معظمها عاري الرأس، والعنق زاهي الألوان، عنقها طويل يُمَكِّنُها من إدخال رأسها بكامله في جسم الفريسة. عصارتها الهاضمة شديدة الفعالية لدرجة تستطيع معها هضم العظام، وتشبه نسور العالم الجديد في قدرتها الكبيرة على التحليق والحومان في الجو ساعات، مستخدمة أجنحتها الواسعة مستفيدة من تيارات الحمل الهوائية، محلقة لارتفاعات قد تصل إلى آلاف الأقدام مختفية عن الأنظار، تراقب الأرض بنظرها الحاد الثاقب.
    من أشهر أنواعها التي شوهدت في سورية النسر المصري الأسود Aegypius monachus (الشكل -2) الذي يبلغ طوله نحو مترٍ إلى مترٍ ونصف ويصل عرضه بعد فتح جناحيه إلى المترين، لون ريشه بني داكن متجانس والأجزاء العارية من رأسه تميل للون الأزرق، ويمتاز بوجود «قبة» أسفل رقبته. يمتد انتشاره من أواسط آسيا إلى البحر المتوسط وشمالي إفريقية.

    وشوهد في سورية أيضاً النسر الأسمر (الرخم) Gyps fulvus (الشكل -3) الأصغر حجماً من النسر السابق. لونه أفتح وبلا «قبة». ينتشر في المناطق السابقة نفسها، لكنه يوجد أيضاً في جنوبي إفريقية، ويعشش في شواطئ البحر المتوسط خاصة، لكنه بدأ يختفي من أكثر هذه المناطق، وأصبح من الأنواع المهددة بالانقراض نظراً لامتداد المدنية وتقلص مناطق توافر الجيف والجثث الميتة التي تمثل غذاءه. وقد بدأ يجد طريقه نحو شمالي أوربة. تضع أنثاه بيضة واحدة بيضاء ملونة بنقاط بنية، يتناوب الذكر والأنثى على حضنها نحو خمسين يوماً.

    [IMG]file:///E:/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%2 0%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88% D9%86%D9%8A%D8%A9%20%20%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9 %8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9/final07/4282/3.jpg[/IMG] [IMG]file:///E:/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%2 0%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88% D9%86%D9%8A%D8%A9%20%20%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9 %8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9/final07/4282/4.jpg[/IMG]
    الشكل (3) النسر الأسمر (الرخم) الشكل (4) العقاب الذهبي

    وهناك النسر الأبيض المصري أو دجاجة فرعون Neophron perenapterus، وهو أصغر حجماً، وكان من الطيور الفرعونية المقدسة ويشاهد منحوتاً على الآثار الفرعونية القديمة.
    وتضم هذه الفصيلة أيضاً العقبان التي تمتاز بشكلها الذي يوحي بالعظمة والاعتزاز، مما حدا بكثير من الدول إلى اتخاذها رمزاً. لكل منقار مستقيم لكن الفك العلوي منه منحن ومدبب، وحين تنشر أجنحتها فإنها تتخذ شكل مربع. أرجلها مغطاة بالرياش حتى رؤوس الأصابع. أشهرها العقاب الذهبي Aquila chrysaetos، الذي يدعى أحياناً ملك الطيور، (الشكل -4)، وهو يعيش في جبال أوربة وآسيا وغاباتهما، وفي شمالي إفريقية ومعظم أمريكة الشمالية، لون ريشه بني غامق وإن كان يُرى أنه أسود عند طيرانه.
    وقد استخدم سكان السهول من الهنود الحمر ريش العقاب في تزيين رؤوسهم، لذلك أطلق عليه اسم عقاب الحرب. وهو يتمتع بقوة عضلية متميزة بحيث يستطيع حمل فريسة بحجم الماعز، يعشش في ذرى الشجر أو في الشقوق الصخرية العالية مستخدماً الأغصان الجافة، ثم يبطن العش بلحاء الشجر والأوراق الجافة، ويكون عمق العش في البداية نحو 25سم، ثم يصبح مع الزمن، بإضافة مواد جديدة إليه، بعمق 1.5 متر. وهو محمي في معظم كندا واسكتلندة منذ عام 1962.
    تبيض الأنثى بيضة أو اثنتين في آذار أو نيسان، قشرتها بيضاء ذات بقع حمراء خشنة الملمس. والأنثى فقط هي التي تحضن البيوض، ويقتصر دور الذكر على التغذية فقط. لون ريش الصغار أبيض في البداية، ثم يتحول اللون بالتدريج إلى الرمادي ثم البني.
    والنوع القريب منه العقاب الامبرطوري A.heliaca الذي يعيش في جنوب شرقي أوربة ووسط آسيا وفي إسبانية وشمال غربي إفريقية، ولكنه يشتي في بعض مناطق إفريقية وجنوبي آسيا وشرقيها. وهو، بعكس العقاب الذهبي، يفضل السهول بدلاً من الجبال، حيث يبني أعشاشه في ذرى الأشجار وأحياناً على الأرض.
    [IMG]file:///E:/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%2 0%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88% D9%86%D9%8A%D8%A9%20%20%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9 %8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9/final07/4282/5.jpg[/IMG]
    الشكل (5) العقاب الأمريكي الأصلع
    والعقاب الأمريكي الأصلع Haliaetus leucocephalus (الشكل - 5)، يعيش في أمريكة، وقد اتخذته أمريكة شعاراً لها، منه في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من خمسين ألف فرد يعيش معظمها في ألاسكة، لكنه معرض للانقراض، لذلك حمته الدولة منذ عام 1920. وهو غير أصلع لكنه يبدو كذلك لأن رأسه مغطى بريش أبيض. تضع أنثاه بيضتان على ذرى الأشجار، ويتغذى بالسمك خاصة.
    والعقاب الذي شوهد في سورية هو العقاب أبيض الذيل Haliaetus albicilla.
    وتضم فصيلة البازيات أيضاً الجنس Accipiter، ويمتاز بأجنحة طويلة وعريضة، ويختلف ريشه بحسب العمر والجنس، فهو أزرق اللون مموج في الأعلى وأبيض مموج وبني مائل للحمرة في الأسفل، من أهم أنواعه البازA.gentilis الذي يصل طوله إلى 60سم من الرأس حتى الذيل، ويمتد جناحاه إلى نحو متر وربع المتر، ويمكن تمييزه في أثناء طيرانه لأن عرض جناحيه أكثر من نصف طوله وبالحزم السوداء الثلاث على ذيله، وهو يستطيع ملاحقة فريسته بسرعة بين الأشجار بإغلاق جناحيه وتدوير نفسه بذيله الممدود، ويعد صياداً من الدرجة الأولى، وهو يبني عشه في أعالي الأشجار، فيستخدمه عدة سنين، ويقوم بإصلاحه كل مرة يقترب وضع البيض بإحضار أغصان جديدة، ويبيض 3 أو 4 بيوض تميل للزرقة مبقعة أحياناً ببقع بنية، ويمتد الحضن نحو 3 أسابيع، تقوم الأنثىفي أثنائها بإطعام الصغار ما يجلبه الذكر ويضعه في مكان محدد بعيداً عن العش تقوم الأنثى بجلبه لصغارها.

    [IMG]file:///E:/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%2 0%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88% D9%86%D9%8A%D8%A9%20%20%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9 %8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9/final07/4282/6.jpg[/IMG]
    الشكل (6) الباشق
    ومن أنواع الباز أيضاً الباشق A.nisus (الشكل -6) الذي يعيش في أوربة وشمالي إفريقية ومعظم أنحاء آسيا، ويمتاز من النوع السابق بأصابع أطول وأدق، ويعد في أصغر الجوارح فهو أكبر من الحمام بقليل، يبني أعشاشه على ارتفاعات متوسطة، بيوضه بيضاء صفراء ببقع حمراء. صغاره بيضاء اللون حين خروجها من البيضة ماعدا المنقار والأرجل.
    كانت تستخدم هذه الأنواع للصيد، لكن بسبب طيرانها المنخفض، مقارنة بالطيران المرتفع للصقور، فقد اقتصر استخدامها على صيد الأرانب والدراج (الحجل).
    3- فصيلة الصقريات Falconidae: تضم الصقور الحقيقية التي لا ترقى إلى مرتبة العقاب الملكي، لكنها ذات هيبة ووقار، وربما كانت أكثر الجوارح تخصصاً للصيد. أجنحتها رفيعــة طويلة وذيلها دقيق وسرعتها كبيرة، تُذَكِّر بالسنونو. منقارها قصير وقوي ومنحن نحو الأسفل، ويمتاز بوجود سنين على الفك العلوي يقابلهما انخفاضان على الفك السفلي.
    الصقر حيوان صياد لا يرحم ولا يخطئ يخرب كثيراً من أعشاش الحيوانات، لكنه لا يصطاد من أجل القتل، ولا يتغذى إلا بما يصطاد . لذلك يدرب من أجل الصيد. مقامه الطبيعي الغابة، حيث يبني عشه الكبير، لكن بعض الصقور تعيش في السهول والمناطق غير المشجرة. ومع أنها طيور مهاجرة إلا أنها تقطن باستمرار المنطقة التي ترتاح فيها. تضم عدداً من الأنواع، لكن أشهرها الذي شوهد في سورية الشاهين Falco peregrinus، الذي يقطن معظم أوربة وآسيا وأمريكة.
    يشاهد في سورية أيضاً الباز المسائي أو اللزيق F.vesperitus ذو الريش الرمادي الأردوازي، الذي يكون مبرقشاً باللون الأبيض لدى الأنثى، في حين يكون المنقار والقدمان ورياش القدمين حمراء برتقالية. يطير عادة جيئة وذهاباً، فيما يعد استكشافاً للمنطقة التي يعيش فيها.
    ومن الصقور التي شوهدت في سورية أيضاً الحر F.biarmicus والصقر المحجر أو المزركش F.concolor. وهناك أيضاً الصقرF.sacer.
    تربية الصقور
    تعود تربية الصقور إلى عدة قرون، قبل المسيحية، وانتشرت رياضة الصيد بالصقور في أواسط أوربة وشمالي إفريقية وأصبحت من الرياضات المفضلة التي يمارسها ملوك إنكلترة ونبلاؤها بدءاً من النورمانديين حتى القرن السابع عشر.
    ولتربية الصقور قواعدها وطقوسها، حيث يحجز الصقر في الأسر ويُجَوَّع ويحافظ عليه بحالة غير مستقرة لإضعافه وجعله سهل الانقياد. ويغطى رأسه في أثناء تدريبه بقلنسوة كي لا يستثار أو يذعر بمنظر الكلاب أو الأحصنة أو الإنسان. بعد مدة لا بأس بها من العناية يعتاد على مدربه ويقبع هادئاً على ذراعه.
    حسن حلمي خاروف

  9. #159
    الببغاوات

    الببغاوات Parrots طيور واسعة الانتشار، تعيش في غابات المناطق المدارية من العالم في كل القارات باستثناء أوربة. تسترعي النظر بألوانها الجميلة الزاهية وتنوعها. وهي تعد في الطيور المحببة لقدرتها على تقليد أصوات البشر وترديد الكلام لأنها على درجة عالية من الذكاء، ولأن لها دماغاً كبير الحجم بالموازنة بينها وبين الطيور الأخرى. كما أن لها لساناً عضلياً قوياً له قدرة حركية واسعة، فقد تعلم أحد الببغاوات الإفريقية نحو 800 كلمة. أما في البرية فإن الببغاوات تصدر أصواتاً حادة عالية وثرثرة صاخبة.
    صفاتها الشكلية
    الببغاء متعددة الألوان، وألوانها تشع بالحيوية (باستثناء الببغاء الرمادي الإفريقي الوحيد اللون). ولها منقار قصير سميك معقوف يمثل فكين مجردين من الأسنان. ويشاهد عند قاعدته فتحتا المنخرين المحاطة كل منهما بقطعة جلدية شمعية الملمس. وقد تُكسى هذه المنطقة بالريش لدى بعض الأنواع. وللببغاء قدمان بكل منهما إصبعان متجهتان إلى الأمام وإصبعان متجهتان إلى الخلف، تنتهي كل إصبع منها بمخلب حاد. يغطي ذيل الببغاء عادة عدة أشفاع من الرياش المحيطية الكبيرة، يختلف عددها من نوع إلى آخر، كما تحمل المنطقة الذيلية غدداً تسمى الغدد الزِمَكِّيَّة urogial glands لا توجد لدى ببغاء الماكاوMacaw.

    حياتها
    تتفاوت عادات الببغاوات في التغذية، ولكن معظمها يتغذى بالحبوب والجوز والتوت البري والفاكهة. ويساعدها منقارها المعقوف القوي في كسر الثمار صلبة القشرة مثل الجوز والبندق والتهام النواة ورمي القشور، كما يستخدم المنقار لدى أغلب الأنواع كقدم ثالثة من أجل التعلق.
    لسان الببغاء يحمل كثيراً من اللوامس وحليمات الذوق. ولبعض الببغاوات، مثل ببغاء اللور Lorie، لسان له شكل الفرشاة تستخدمه في التغذي بحبوب الطلع وارتشاف رحيق الأزهار. وتمكنها أصابعها الأربع من تسلق الأشجار بسهولة وفي إيصال الغذاء إلى المنقار أو لمسك الجوز لتكسيره بالمنقار.
    تكاثرها
    يميز الذكر من الأنثى باختلاف لون كل منهما، باستثناء ببغاء الكيا Kea. معظم الببغاوات أحادي الزواج ولا ينفصل الزوجان أحدهما عن الآخر، وغالباً ما يرى الزوجان متجاورين يُسَوّي أحدهما ريش الآخر بمنقاره لتعميق أواصر الألفة والمودة بينهما. وتتكاثر الببغاوات في فصل خاص، فتتجمع أحياناً على شكل أسراب قد يصل عدد كل منها عند ببغاوات الكوكاتو Cochatoo إلى 70000 فرد، ويشاهد ذلك على الأراضي الأسترالية، مما يسبب خسائر كبيرة بالمزروعات. وتضع الأنثى بين 1 و 10 بيضات لونها أبيض. تحضن الأنثى البيوض من 18 إلى 30 يوماً باستثناء بعض الأنواع التي يتناوب الذكر والأنثى عملية الحضن. وتضع الأنثى البيوض ضمن أعشاش في حفر أشجار الغابات أو ضمن حفر في الصخور. وتمكث الصغار بعد النقف في العش، وتقوم الأم بإطعامها عن طريق الغدد المعدية بغذاء لين طري يحوي الكثير من الفيتامينات.
    أنواعها وتوزعها
    تنتمي هذه الطيور إلى رتبة ببغاوات الشكل Psittaciformes التي تحوي فصيلة واحدة هي الببغاوات Psittacidae، التي تنقسم إلى سبع تحت فُصَيِّلات، هي:
    ببغاوات الكايا: هي ببغاوات ذات أشكال بدائية وحجوم كبيرة وألوان قاتمة، وتميز بصراخها. وهي متعددة الزوجات. تنتشر في المناطق الجبلية. من أشهر أنواعها النستور المتميز Nestor notapilis.

    الببغاوات النسرية: ينتشر أفراد هذه الفُصَيِّلة في الجزر المحيطة بأسترالية. حجمها كبير وذات ريش أسود وقوادم أجنحة حمر مع بقع حمر على الرأس.
    ببغاوات الكوكاتو: كلمة كوكاتو مشتقة من كلمة كاكاتوا Kakatua وتعني الكماشة. لهذه الببغاوات حجم الحمام، وتكثر في المناطق الهندية والأسترالية.
    والكوكاتو البيضاء (من الجنس كاكاتو Kakatoe) ريش الجسم عنده أبيض اللون والرياش العرفية صفراء. وتعيش أنواع هذا الجنس في الغابات الكثيرة الأمطار في أسترالية.

    الببغاوات القزمة: لم يهتم الإنسان بهذه الببغاوات لصغر حجمها وخشونة رياشها. وهي تعيش على الأشجار وتتغذى بالفاكهة ونسغ الأشجار مثل أشجار الأكاسيا، كما تأكل النمل الأبيض. ومن أشهر أنواعها الببغاء القزم الأصفر العرف.
    ببغاوات اللوَّر: ببغاوات غنية بالألوان يسيطر عليها الأحمر الزاهي، لكن بعضها فقد التعدد اللوني وصارت أفرادها سوداً. وتراوح حجومها بين حجم العصفور والحمام. وتتغذى بزهر الأشجار المثمرة وثمر العليق.
    الببغاوات البومية: لهذه الببغاوات شكل البومة، وهي تحمل رياشاً ناعمة حول المنقار. أجنحتها قصيرة وملتفة لا تساعد في الطيران عظامها ليست هوائية، وهي تنشط ليلاً، وتوجد في الغابات الجبلية في جنوبي نيوزيلندة.

    الببغاوات الحقيقية: تحوي هذه المجموعة عدداً كبيراً من الأنواع يضمها 11 جنساً تعرف بنمو الغدد الزمكية. وهي ضعيفة التسلق، تنتشر في سهوب أسترالية. منها الببغاء الليلي والببغاء الكبير والببغاء الأحمر الجبهة والببغاء الحزين (في نيوزيلندة والجزر المحيطة بأسترالية). وأشهر الأنواع الببغاء الأنيق، والببغاء الملك.
    ومن فُصَيِّلة الببغاوات الحقيقية كذلك الببغاوات الهندية والإفريقية، المنتشرة في غربي إفريقية وحتى بورنيو، ويضم 12 نوعاً.
    ومن أشهر الببغاوات الأمريكية الببغاء الضخم المسمى الماكاو Macaws، ولهذا الببغاء ذيل طويل ومنقار كبير شديد الالتفاف، ولونه قرمزي أو أحمر مزرق. ويسيطر اللون القرمزي على الماكاو المكسيكي باستثناء الأجنحة فهي صفراء. وتعيش هذه الببغاوات في المناطق المدارية من أمريكة الجنوبية مثل المكسيك. يضم هذا الجنس 18 نوعاً، منها الآرا العسكري وطول جسمه 65سم.
    ومنها أيضاً الماكاو الأزرق وطول جسمه 65- 98سم وهو يربى في البيوت والحدائق.
    بشير الزالق

  10. #160
    البذرة البذرة seed واحدة البذر. تكوين معقد حافظ لجنين النباتات الزهرية في حياة هادئة مدداً متباينة، يخرج منه النبات البوغي الجديد.تتنوع البذور في النباتات المغلفات البذور تنوعاً كبيراً من ناحية التكوين والشكل والبنية والسلوك وطرائق الانتشار وطبيعة النسج الادخارية وأشكال الأجنة وأوضاع الجذير بالنسبة للفلقتين والانتاش، أبرز نماذجها:1ـ البذور الصرفة: وهي بذور حقيقية ناتجة عن تحولات تطرأ فقط على أجزاء البييضة: كالخروع والبندورة والفاصولياء والشمندر والبطيخ والفجل.2ـ البذور الثمرية: وهي بذور أضيفت إلى مكوناتها البييضية مكونات أخرى ناتجة عن تحولات أجزاء من الأعضاء الزهرية أو الثمرية، وهي تعتبر في آنٍ واحدٍ ثماراً وبذوراً، كعباد الشمس والزينيا والخس والذرة والحنطة. وتسمى بعض الثمار الجافة غير المتفتحة الوحيدة البذرة بالبذور كما في: القمح والخس والسنديان والجوز والجزر.3ـ البذور عديمة النسج الادخارية: وتتصف بصغر حجمها، ورِقَّةِ لحافاتها، وصغر جنينها، وعدم تمايز فلقاتها، كما في بذور الفصيلة السحلبية.4ـ البذور المحيطية البيرسبرمية: وتتصف بإحاطة أجنَّتها بنسج ادخارية من طبيعة نوسيلة (2ن) يقدمها النبات البوغي الأم إلى النبات البوغي الابن، كما في بذور الكَنّة الهندية Canna indica.5ـ البذور الداخلية الاندوسبرمية أو السويدائية: وتتصف بإحاطة أجنتها بنسج ادخارية إلقاحية التكوين (3ن). تلتصق السويداء التصاقاً وثيقاً بالسطح الخارجي لفلقتي الجنين في بذور الخروع، وتتكون من نسيج دهني يشغل المسافة الفاصلة بين الفلقتين واللحافة الخارجية القاسية.6ـ البذور المختلطة الخارجية والداخلية النسج الادخارية: وتتصف بإحاطة أجنتها بنموذجين من النسج الادخارية: أولهما محيط بالجنين هو البيرسبرم (2ن)، وثانيهما خارجي هو الاندوسبرم (3ن)، كما في بذور الفلفل.7ـ البذور فلقية النسج الادخارية: وتسمى بالبذور اللاسويدائية. تتصف بضخامة فلقاتها التي تحولت إلى نسج ادخارية بعد استهلاكها للسويداء، كما في بذور البازلاء والفاصولياء .فزيولوجية البذوريصاحب تكون البذور بفعاليات فزيولوجية مهمة: منها ما يرتبط بتحول البييضة إلى بزرة، ومنها ما يرتبط بالانتقال من مرحلة النشاط الفزيولوجي إلى مرحلة الركود الذي يُمَكِّن البذور من مقاومة الأحوال القاسية التي تتعرض لها.أعمار البذورتقدر أعمار البذور بمتوسط الزمن الذي تحافظ فيه نسبة 50% من البذور على قدرتها الإنتاشية. ويميز، في هذا المجال، بذور قصيرة العمر، قليلة التحمل للجفاف، تفقد حيويتها بعد بضعة أيام أو بضعة أسابيع من اكتمال نموها أو تكونها، مثل بذور الحور والسنديان والكستناء والقيقب. وهناك بذور حولية العمر تحتفظ بحيوية بذورها سنة كاملة، مثل بذور الفول السوداني. كما تميّز بذور ثنائية الحول، تحتفظ بقدرتها الإنتاشية سنتين كاملتين، مثل بذور الصويا الخشنة Soja hispida والكراث Allium porrum.انتشار البذوريحقق انتشار البذور ديمومة حياة الأنواع، إذ يضمن انفصالها عن أمهاتها، كما يفتح أمامها إمكانية احتلال مواقع جديدة. وتنتشر البذور معتمدة وسائط كثيرة: كالرياح والماء، والحيوان، والوسائط الذاتية، والإنسان.تاريخ تكوّن البذور وأهميتها الاقتصاديةانطلقت بداءات تكون البذور من الحقب الجيولوجي الديفوني أو ما قبله، أي منذ أكثر من 400 مليون سنة ممثلة بالسراخس الشجرية التي كانت تتكاثر بوساطة مغلفات بوغية أو مباوغ (سبورانج) مشابهة لبداءات البذور التي وجدت مستحاثاتها في طبقات الدور الفحمي (الكربونيفير). كما وجدت نباتات شبه سرخسية مكونة لبذور شبيهة ببذور السيكاس المعاصرة. تمثل (بذور) السيكاس حلقة الانتقال من النباتات الوعائية اللابزرية (أو اللازهرية أو اللاجنينية، الناثرة لبييضات تتكون أجنتها معزولة من الناحية الوظيفية عن أماتها، مسماة بالنباتات البيوضة)، إلى النباتات الوعائية البذرية أو الزهرية الناثرة لبذور تكونت أجنتها في (بطون) أماتها، مسماة بالنباتات الولودة. تزود (بذور) السيكاس أوبالأصح بييضاته بغرف طلعية معقدة، تنتش فيها حبات الطلع قبل دخولها إلى الأرحام. من هذه اليبيضات ما تمايزت لحافاتها آخذة هيئة أقلام ومياسم مشابهة لأقلام ومياسم كربلات مغلفات البذور.يرجع تكوين البذرة المغلفة التي تضم حاليا قرابة 300000 نوع إلى الجوراسي. أما عاريات البذور فقد كان عددها في الديفوني قرابة 3000 نوع ثم ارتفع هذا العدد في الجوراسي حتى تجاوز 20000 نوع، ثم تناقص العدد في عصرنا الحاضر وتراجع إلى حدود 1000 نوع. ويعتقد أن انطلاقة تكوين البذرة المغلَّفة قد بدأت قبل الديفوني، وانعكس وجودها في نماذج من الكوردائيت Cordaites المنقرضة. وفي نماذج الجِنْكو والسيكاس التي استمرت بعض أنواعها بالحياة حتى عصرنا الحاضر.استعمال البذورتستخدم البذور في عالم النبات أداة لحفظ الذخيرة التكوينية للنوع وتمكينها من تحمل الشروط القاسية التي تعجز أماتها عن تحملها. أما الإنسان فيستخدم البذور لأغراض عديدة: فقد أقام الإنسان الأول في بلاد الرافدين، منذ قرابة 11 ألف سنة، الحضارة الزراعية التي اعتمدت على جمع البذور وحفظها وتحسينها لإنتاج نباتات جديدة. كما أقام الإنسان المعاصر في جميع أنحاء الأرض صناعات زراعية متخصصة في بيوت زجاجية تمكن من تحقيق المناخ اللازم لإنتاج النبات وبذوره. تمد البذور الإنسانَ بالمواد الغذائية، وفي طليعتها المنتجات النشوية المستخلصة من القمح والذرة والأرز، والمنتجات النشوية المصنعة كالدقيق والبرغل والمعجنات والكلاج والسميد. وتمدنا بذور الفصيلة القرنية كالفول والحمص والعدس بالبروتينات النباتية، كما تستحصل الزيوت من عدد من البذور كعباد الشمس والفول السوداني والقرنفل والكولزا والنخيل والكتان والخشخاش، وتستحصل القلوانيات من بذور القهوة بعد التحميص، والأفاويه من بذور الفلفل والشمر والكمون.. وهكذا فقد عمل الإنسان على تحسين عدد من البذور وأعطاها قيماً اقتصادية متفاوتة. أنور الخطيب

صفحة 16 من 146 الأولىالأولى ... 61415 1617182666116 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال