شكرااااا ع الطرح
شكرااااا ع الطرح
يسلمووووووو ع الطرح
اكثر من رائع
حساسية القمح، حساسية الأمعاء من الجلوتين
قد ينشأ المرض عن إصابة فيروسية أو أثناء الحمل أو في حالة من التوتر الشديد. فيعاني المصاب من إسهال متقطع وانتفاخ ونقصان مستمر في الوزن. وتتواصل العوارض بعد شفاء الإصابة أو انتهاء فترة الحمل أو زوال مصدر التوتر. وما يكون قد حدث في هذه الحالة، هو أنّ مشكلة أساسية حفزت ظهور مشكلة أخرى تدعى الاعتلال الجوفي. وهذه الحالة هي عبارة عن اضطراب معوي يدوم مدى الحياة.
ويؤدي الاعتلال الجوفي إلى إتلاف الأمعاء الدقيقة كما يعيق قدرته على امتصاص بعض المغذيات من الأطعمة. ويعجز المصاب به عن تحمّل الغلوتين، وهو بروتين يتواجد في القمح والشعير والجاودار وربما الشوفان.
فعند دخول الجلوتين إلى جوف المريض، يسبب استجابة مناعية في الأمعاء الدقيقة، الذي تبدأ بطانته بالالتهاب والتورم. ويؤدي الالتهاب بالنتوءات الدقيقة الشبيهة بالشعيرات (الزُغابات) في الأمعاء الدقيقة إلى التقلص وحتى الزوال. والزغابات هي المسؤولة عن امتصاص الفيتامينات والمعادن وغيرها من المغذيات. ومن دونها، لا يحصل الجسد على العناصر الغذائية الضرورية للصحة والنمو السليم. ومع الوقت، يؤدي سوء الامتصاص إلى حرمان الدماغ والجهاز العصبي إضافةً إلى العظام والكبد وغيرها من الأعضاء من التغذية السليمة، وينجم عن ذلك فقر في الفيتامينات وبالتالي أمراض أخرى.
تسميات المرض بالانجليزية
• Celiac disease
• Celiac sprue
• Nontropical sprue
• Gluten-sensitive enteropathy
• Gluten sensitivity
علاماته وعوارضه
● إسهال
● غازات وانتفاخ.
● تعب
● نقصان الوزن.
● إعاقة النمو لدى الأطفال.
حالة وراثية
يدعى أيضاً بالإسهال الشحمي والإسهال غير الاستوائي واعتلال الأمعاء التحسسي تجاه الجلوتين. وهو يطرأ لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف يجعلهم عاجزين عن تحمل الغلوتين. فإن كنت مصاباً بهذا المرض، عشرة بالمئة على الأرجح من أقاربك المباشرين يعانون منه أيضاً.
والواقع أنه ما من سن محددة لظهور المرض، غير أنه يبدو أكثر شيوعاً بين الأشخاص المتحدرين من أصل أوروبي وأولئك الذي يعانون من اضطرابات ذاتية المناعة مثل الذأب الحُمامي والداء السكري نوع 1 والتهاب المفاصل الروماتزمي واعتلال الغدة الدرقية الذاتي المناعة. ويبدأ ظهور العوارض لدى البعض في مرحلة الطفولة، بينما يتأخر إلى سن الرشد لدى آخرين. وفي كثير من الأحيان، يعقب المرض بعض أشكال الصدمات كالإنتان أو الحمل أو التوتر الشديد أو الإصابة الجسدية أو الجراحة. أما كيفية نشوء المرض عن هذه الحالات، فلا تزال غامضة.
عوارض متنوعة
قد يعود تاريخ الاعتلال الجوفي إلى آلاف السنين، غير أنّ الباحثين لم يتمكنوا من تكوين فكرة أوضح عن المرض وعن كيفية علاجه إلا في الخمسين سنة الماضية.
والحقيقة أنه ما من حالة نموذجية. فبعض الأشخاص لا يعانون من أية عوارض، حتى أنهم قد يعيشون مع المرض لسنوات قبل أن يتم تشخيصه. أما عند وجود العوارض، فهي تتنوع بين التعب وألم البطن والإسهال المتقطع والانتفاخ وفرط خروج الريح. وينشأ التعب عن انخفاض في كريات الدم الحمراء (أنيميا). بينما يشير نقصان الوزن والبراز الكريه الرائحة والغريب اللون إلى عبور المغذيات للقناة الهضمية من دون أن يتم امتصاصها.
وقد يكشف الاعتلال الجوفي عن نفسه بعوارض أقل وضوحاً، بما في ذلك التغيرات السلوكية كالهيجان والاكتئاب وانزعاج المعدة وألم المفاصل علاوة على التقلصات العضلية والطفح الجلدي وقروح الفم ومشاكل الأسنان والعظم والوخز في الساقين. ويتيح التقدم الذي أنجز مؤخراً في اختبارات الدم بالكشف عن الاعتلال الجوفي في مراحله الأولى. ففي حال وجود المرض، يرتفع معدل الأجسام المضادة للغلوتين لديه. وفي حال الاشتباه بوجود المرض، قد يعمد الطبيب إلى اختزاع عينة صغيرة من النسيج المعوي وفحصها للتأكد من تلف الزغابات. ويتم الحصول على الخزعة عادةً بإدخال أنبوب مرن ورقيق (تنظير داخلي) في الأمعاء الدقيقة عبر الفم والمريء والمعدة.
وتحسن الأعراض بعد استبعاد الغلوتين من النظام الغذائي يعتبر دليلاً قاطعاً على الإصابة بالاعتلال الجوفي. مع ذلك لا يجب اعتماد غذاء خالٍ تماماً من هذا العنصر قبل استشارة الطبيب. فمن شأن ذلك أن يغير نتائج اختبارات الدم والخزع ليجعلها تبدو طبيعية.
أمراض متشابهة ولكنها مختلفة
ثمة حالات عدة تشبه الاعتلال الجوفي وتؤدي إلى سوء امتصاص المغذيات. ومن هذه الحالات الإسهال الاستوائي ومرض ويبّل والإصابة بداء الجيارديات هذا بالإضافة إلى فرط النمو البكتيري ونقص الغلوبين المناعي. ويمكن عادةً تمييز هذه الحالات عن الاعتلال الجوفي بالنظر في خصائصها. كما أنها لا تستجيب لاستبعاد الغلوتين من النظام الغذائي.
التهاب الجلد العقبولي هو داء جلدي يسبب الحكاك والتقرح، وهو ينشأ أيضاً عن عدم تحمل الغلوتين. ويظهر الطفح عادة على المرفقين والركبتين والردفين، وقد يؤدي هذا الالتهاب الجلدي تلفاً معوياً هاماً شبيهاً بالتلف الناجم عن الاعتلال الجوفي. غير أنه قد لا يؤدي إلى عوارض هضمية ملحوظة. أما العلاج، فيتم عبر استبعاد الغلوتين عن الغذاء إضافةً إلى أدوية لمداواة الطفح الجلدي.
طريقة جديدة للأكل
ما من عقاقير أو عمليات جراحية تشفي الاعتلال الجوفي، بل يقوم العلاج الرئيسي على الحمية. فمداواة المرض وتجنب المضاعفات يستلزمان الابتعاد عن جميع الأطعمة المحتوية على الغلوتين. ويعني ذلك جميع الأطعمة أو المكونات المصنوعة من معظم الحبوب بما فيها القمح والشعير والجودار والشوفان. والواقع أنه ثمة خلاف حول الضرر المحتمل للشوفان نظراً للاختلافات الكيميائية في تكوين هذا النوع من الحبوب مقارنة مع غيره. ولا يزال القرار بحاجة إلى مزيد من الدراسات.
يحتاج المريض في البداية إلى أخذ فيتامينات وملحقات معدنية يصفها الطبيب أو خبير التغذية للمساعدة على التعويض عن النقص في المغذيات. ومع تحس الحالة، تقل الحاجة إلى الملحقات. فخلال بضعة أيام فقط من التوقف عن استهلاك الغلوتين، يبدأ التهاب الأمعاء الدقيقة بالزوال. غير أنّ الشفاء التام يستغرق فترة تتراوح من عدة أشهر إلى سنتين أو ثلاث.
وقد يجد المريض صعوبة في الاعتياد على نظامه الغذائي الجديد، ويصاب بالإحباط والخيبة. فمعرفة أنواع الأطعمة التي يمكن تناولها قد تستغرق عدة شهور قد يرتكب فيها المصاب بعض الأخطاء. كما أنه قد يشتهي مأكولات صارت محظورة عليه. ولكن لا يجدر الاستسلام في هذه المرحلة. فمعظم الأشخاص يتمكنون من التكيف مع الغذاء الخالي من الغلوتين، ليتحول إلى جزء من حياتهم اليومية.
وفي حال تناول طعام يحتوي على الغلوتين عرَضياً، قد يؤدي ذلك إلى ألم بطن وإسهال. والواقع أنّ المقادير القليلة من الغلوتين قد لا تسبب أية عوارض ولكن من شأنها أن تكون مؤذية. فهي تؤدي مع الوقت إلى مضاعفات طويلة الأمد، بما في ذلك الأنيميا وترقق العظم ونوبات الصرع والسرطان وإعاقة النمو لدى الأطفال. كما أنّ استبعاد الغلوتين بشكل غير منتظم يضاعف خطر سوء التغذية وغيره من المضاعفات.
الأطعمة المحتوية على الجلوتين
معظم الأطعمة المصنوعة من الحبوب تحتوي على الغلوتين. لا تتناول هذه الأطعمة إلا إن كانت مؤلفة من الذرة أو الأرز أو إن كتب عليها بأنها خالية من الغلوتين:
● الخبز
● الحبوب
● البسكويت الهش
● المعكرونة
● الكعك المحلى
● الكيك والفطائر
● مرق اللحم
● الصلصات
مكونات الأطعمة المحتوية على الجلوتين
تجنب جميع المأكولات المحتوية على إحدى المكونات التالية:
● قمح (دقيق القمح، الدقيق الأبيض، نخالة القمح، جرثومة القمح، الطحين، نشاء القمح، دقيق غراهام، السيمولينا).
● شعير
● شيلم أو شولم أو جاودار أو جويدار Secale (تستخدم حبوبه لإنتاج الطحين، ويصنع منه الخبز الأسمر في أوروبا)
● شوفان (طحين الشوفان، نخالة الشوفان، دقيق الشوفان).
● نبتة القطيفة Amaranth
● حنطة سوداء
● برغل
● حبوب الكاموت kamut (القمح الطوراني أو خراسان نوع نباتي يتبع جنس القمح من الفصيلة النجيلية. حبوبه أكبر من حبوب القمح الشائع. يستخدم القمح الطوراني لإنتاج الطحين)
● الكشكاة أو القاشة kasha (نوع من حبوب الحنطة السوداء التي تؤكل في شمال العراق وفي شرق أوروبا)
● مصة matzo meal (خبز مصنوع بدون خميره ورقيق جدا)
● الكينوا Quinoa (نوع من الحبوب)
● الحنطة Spelt (وتُعرف أيضا باسم قمح دنكل، أو القمح المقشور)
● الأثب التيفي Teff (نوع نباتي عشبي وتستعمل حبوبه لإنتاج الطحين في إثيوبيا)
● القمحيلم Triticale (جنس مصطنع أنتجه الإنسان من تصالب القمح والشيلم في محاولة للحصول على محصول حبوب يمتاز بخصائص مركبة جديدة.
والواقع أنّ “نبتة القطيفة” و”الحنطة السوداء” و”الكينوا” خالية من الغلوتين أصلاً، ولكن غالباً ما يتم مزجها بحبوب أخرى أثناء الحصاد والمعالجة. لذا من الأفضل تجنبها إن لم تكن أكيداً من مصدرها.
أما بالنسبة إلى الحبوب الجديدة التي تظهر في السوق بانتظام، فيجب ألا تتناولها قبل أن تتأكد من سلامتها من مصدر موثوق، كخبير التغذية.
مصادر للمساعدة
هناك الكثير من الأشخاص بإمكانهم مساعدة المريض على الاعتياد على نظام غذائي خالٍ من الغلوتين. ويأتي الطبيب وخبير التغذية في المقدمة. كما يمكن للمريض طلب المساعدة من مجموعة لدعم الأشخاص المصابين بالاعتلال الجوفي إن وجدت. هذا بالإضافة إلى عدد من المنظمات الوطنية التي تؤمن هي أيضاً خدمات للمرضى، بما في ذلك المشورة الغذائية.
مكونات أخرى قد تحتوي على الغلوتين
غالباً ما يتم استعمال حبوب تحتوي على الغلوتين في معالجة الأطعمة. ومن غير الممكن دوماً الاعتماد على الملصق لتحديد وجود هذه المادة. فعلى سبيل المثال، قد يشير الملصق إلى وجود بروتين نباتي محلّل بالماء (HVP) من غير أن يحدد ما إذا كان مصدر البروتين هو الذرة أم الصويا أم القمح. بالتالي، لا يمكن اعتباره آمناً إلا عند التأكد من أنه مصنوع من الذرة أو الصويا وليس من القمح.
فيما يلي لائحة بمكونات قد يكون مصدرها حبوب محتوية على الغلوتين. لا تتناول الأطعمة المكوّنة منها إلا بعد التأكد لدى المصنّع بأنها خالية من الغلوتين:
● البروتين النباتي المحلل بالماء.
● منتجات الطحين أو الحبوب.
● البروتين النباتي.
● الشعير النابت أو نكهة الشعير النابت.
● نشاء الطعام المعدّل أو النشاء المعدّل (عندما يذكر على المنتجات الأميركية “نشاء” فقط، فيكون نشاء الذرة ويمكن بالتالي تناوله.)
● العلكة النباتية.
● علكة الشوفان.
● الخل أو الخل المقطّر المصنوع من حبوب محتوية على الغلوتين أو من مصدر غير مذكور.
● التوابل المحتوية على الخل المقطر أو الخل المصنوع من مصدر غير مذكور.
● صلصة الصويا أو صلصة فول الصويا.
● وحيدات الغليسيريد أو ثنائيات الغليسيريد
● دكسترينات الشعير النابت.
● النكهات الطبيعية.
● تلوين الكاراميل.
● عصير الأرز الأسمر.
● قد لا تحتوي هذه المنتجات سوى على آثار من الغلوتين.
مصادر خفية للغلوتين
قد يدخل الغلوتين إلى الجوف بطرق لا تخطر على بال المريض. ومن الأمثلة على ذلك انتقال المادة بالتلوث، عند احتكاك الأطعمة الخالية من الغلوتين بأخرى تحتوي على هذه المادة. وقد يحدث ذلك عند مشاركة سكين ملوثة بالزبدة أو محمصة التوست أو تناول أطعمة مقلية بنفس الزيت المستعمل لقلي أطعمة محتوية على الخبز.
وثمة منتجات غير الأطعمة قد تحتوي على الغلوتين وهي تشتمل على:
● أدوية تستعمل الغلوتين كعامل تغليف للحبوب أو الأقراص.
● أحمر الشفاه.
● طوابع البريد.
ويتمثل التدبير الأضمن بالاتصال بالمصنّع لمعرفة ما إذا كان المستحضر يحتوي على الغلوتين. أما بالنسبة إلى الطوابع البريدية، فاستعمل الأنواع الذاتية الإلصاق.
إذاً ماذا يمكنك أن تأكل؟
لا تحتوي جميع الأطعمة على الغلوتين ولو بدا الأمر كذلك. ومع بعض الوقت والصبر، سيكتشف المريض أنّه ما زال بوسعه تناول كثير من المأكولات والتمتع بها. وتشتمل هذه الأطعمة على:
● اللحم الخالص (غير المرفق بالخبز أو المنقوع).
● الفاكهة
● الخضروات
● الأرز
● البطاطا
● معظم مشتقات الألبان.
ثمة كثير من أنواع الطحين الخالية من الغلوتين التي يمكن استعمالها لصنع الخبز والكعك وغيره من المأكولات. كما يمكن ابتياع كثير من المنتجات الجاهزة الخالية من الغلوتين. ومن شأن خبير التغذية أن يساعدك على معرفتها.
قراءة ملصقات الأطعمة
تشكل ملصقات الأطعمة دليلاً للحفاظ على الصحة. لذا، احرص دوماً على قراءة الملصق قبل ابتياع أي مستحضر. فبعض الأطعمة التي تبدو مقبولة للوهلة الأولى، كالأرز أو السيريال (الحبوب)، قد تحتوي على الغلوتين. أضف إلى أنّ المصنّع قد يعمد إلى تغيير مكونات المستحضر في أي وقت. فيضاف الغلوتين إلى طعام كان فيما مضى خالياً منه. ولن تكون أكيداً من ذلك ما لم تقرأ الملصق باستمرار.
أما إن لم تضمن لك هذه الطريقة خلو الطعام من الغلوتين، فلا تأكله حتى تتبين الأمر من دليل الأطعمة الخالية من الغلوتين أو من المصنّع. ومن المستحسن البقاء على اتصال بهذا الأخير دورياً لتتأكد من أنّ معلوماتك لا تزال سارية.
الاعتلال الجوفي وعدم تحمل اللاكتوز
نتيجة للضرر الذي يحدثه الغلوتين في الأمعاء الدقيقة، قد يصاب المريض بألم البطن والإسهال حتى عند تناول أطعمة خالية من الغلوتين. فبعض المصابين بالاعتلال الجوفي يعجزون عن تحمّل سكر اللبن (اللاكتوز) الموجود في مشتقات الألبان، وهي حالة تدعى عدم تحمل اللاكتوز. بالإضافة إلى تجنب الغلوتين، على هؤلاء أن يقللوا من الأطعمة والمشروبات المحتوية على اللاكتوز.
فور شفاء الأمعاء الدقيقة، يصبح المريض قادراً على تحمل مشتقات الألبان من جديد. غير أنّ الحالة تتواصل لدى البعض بالرغم من نجاح علاج الاعتلال الجوفي. فإن كنت من هذه الفئة من الناس، عليك الإقلال أو تجنب المأكولات المحتوية على اللاكتوز لباقي حياتك.
ومن شأن خبير التغذية أن يصف لك حمية يقل فيها معدل اللاكتوز والغلوتين على السواء. فإن كنت لا تحتمل مشتقات الألبان، من الضروري الاعتماد على مصادر أخرى للكالسيوم في غذائك.
تناول الطعام في الخارج
لا شك بأن تحضير الطعام في المنزل هو الطريقة الأضمن للحصول على غذاء خالٍ من الغلوتين. لكن هذا لا يعني الامتناع عن تناول الطعام في الخارج أحياناً. وتساعد الإرشادات التالية على الاستمتاع بعشاء خارج المنزل:
● اختر مطعماً مختصاً بتحضير أنواع الطعام التي يمكنك تناولها. وقد تفضل الاتصال بالمطعم مسبقاً لمناقشة الأطباق التي تلائم حاجاتك الغذائية.
● اقصد دوماً المطاعم نفسها لكي تتمكن من التأقلم مع قوائم الطعام ويتعرف الموظفون فيها على حاجاتك.
● اطلب من خبير التغذية اقتراحات حول المطاعم التي تقدم أطباقاً خالية من الغلوتين.
● اتبع نفس العادات التي تعتمدها في المنزل. اختر الأطعمة البسيطة التحضير أو الطازجة وتجنب جميع الأطعمة المحتوية على الخبز أو المغلّفة بمخيض اللبن والبيض.
نصائح للطلب والأكل
اتبع الاقتراحات التالية في أي وقت تتناول فيه الطعام خارج المنزل:
• فتّش السلطة: تأكد من خلو السلطة من فتات الخبز المحمص أو غيره من أنواع الخبز التي تم نزعها من الطبق.
• أحضر معك تتبيلة السلطة الخاصة بك: وإلا فاستعمل للسلطة الليمون الطازج أو الخل المصنوع من عصير التفاح أو الأرز.
• لا تطلب الحساء: إذ تحتوي معظم أنواع الحساء على الطحين أو على أساس حساء يحتوي على الغلوتين.
• تجنب المقالي: إذ يمكن أن تقلى في نفس الزيت مع الأطعمة المحتوية على الغلوتين.
• اطلب تنظيف سطح المشواة قبل تحضير وجبتك: وإلا فستواجه خطر تلوث طعامك بالغلوتين الآتي من طعام آخر.
• اختر البطاطا المشوية أو المسلوقة: فالبطاطا المهروسة المحمّرة قد تحتوي على الطحين. كما أنّ البطاطا المقلية والمغلفة تحتوي عادةً على الغلوتين.
• تجنب الصلصات بما فيها صلصات مرق اللحم: ففي بعض الأحيان يتم تسميكها بالطحين. كما أنّ صلصة الصويا غالباً ما تصنع من القمح، بالرغم من اسمها.
• تجنب الأطعمة المحتوية على صلصات: فهي قد تحتوي على بروتين نباتي محلل بالماء.
• احمل معك البسكويت الهش المصنوع من الأرز أو الخبز الخالي من الغلوتين: فهذا يتيح لك التمتع بالبسكويت أو الخبز مع الوجبة.
التكيف مع الوجبات المفضلة
إن كانت وجباتك المفضلة تحتوي على الغلوتين، فما زال بوسعك التمتع بها بإدخال بعض التعديلات على الوصفة. وإليك بعض الإرشادات المفيدة:
استبدل ملعقة طعام من دقيق القمح بإحدى المواد التالية:
● ملعقة صغيرة ونصف من نشاء الذرة.
● ملعقة صغيرة ونصف من نشاء البطاطا.
● ملعقة صغيرة ونصف من نشا الأروروت Arrowroot (نبات في مواطن الغابات المطيرة، تتم زراعته من أجل النشا المكتسبة من أصل الجذر).
● ملعقتان صغيرتان من نشا التابيوكة tapioca السريعة التحضير (نشا طعام يستخدم في صناعة الحلوى. ويستخرج من جذور المنيهوت (الكسافا)، وهو نبات استوائي من نفس فصيلة بذرة نبات الخروع).
استبدل فنجاناً من دقيق القمح بإحدى المواد التالية:
● فنجان من دقيق الذرة.
● ثلاثة أرباع الفنجان من الشوفان الخالص الخشن.
● فنجان من دقيق الذرة الخالص الناعم.
● 8/5 فنجان من دقيق البطاطا.
● 4/3 فنجان من دقيق الأرز.
وعند استبدال الطحين بالذرة ستجد بأن الوصفة تتم بنجاح أكبر إن طبخ الطعام لفترة أطول على نار خفيفة. وقد تحتاج لبعض الخبرة كي تصبح قادراً على تحديد الفترة والحرارة اللازمتين. وللحصول على نتائج أفضل يمكن الجمع بين عدة مواد بديلة. مثلاً، إن كانت الوصفة تستلزم فنجانين من دقيق القمح، بوسعك استبدالهما بخمسة أثمان فنجان من دقيق البطاطا مع ثلاثة أرباع فنجان من دقيق الأرز.
حين تكون الحمية غير كافية
حوالي 95 بالمئة من المصابين بالاعتلال الجوفي ويعتمدون غذاءً خالٍ من الغلوتين يشفون تماماً. إلا أنّ نسبة قليلة ممن أصيبت أمعاؤهم الدقيقة بضرر بالغ لا تؤدي الحمية معهم إلى تحسن. وحين لا تنفع الحمية، غالباً ما يشتمل العلاج على أدوية للمساعدة على شفاء الالتهاب المعوي وغيره من الحالات الناجمة عن سوء الامتصاص.
ونظراً للمضاعفات التي يمكن أن يؤدي إليها الاعتلال الجوفي، يجب أن يخضع الأشخاص الذين لا يستجيبون للتغييرات الغذائية لمراقبة دقيقة ومنتظمة من قبل الأطباء لعلاج حالات مرضية أخرى.
تهيج الأمعاء أو تشنج القولون irritable bowelقد تكون في عشاء مع بعض الأصدقاء، وبعد الانتهاء من وجبة شهية، تبدأ القرقرة المألوفة في معدتك. فتستأذن وتهرع إلى المنزل، حيث تمضي الساعة التالية وأنت تعاني من التشنجات والإسهال. وأحياناً أخرى، تجد نفسك مصاباً بإمساك مزعج. وفي الحالتين، يكون التأثير سلبياً على حياتك في المنزل وفي العمل.
إنّ مرض تهيج الأمعاء هو حالة شائعة، وهو من الأسباب المسؤولة عن إضاعة وقت العمل والدراسة.
وغالباً ما يدعى مرض تهيج الأمعاء بالقولون التشنجي، لأن تشنج الجدران المعوية هو المسؤول الأول عن العوارض. فجدران الأمعاء مبطنة بطبقات عضلية تتقلص وتسترخي، للمساعدة على تحريك الطعام من المعدة إلى الأمعاء قبل أن يبلغ المستقيم. وفي الحالات الطبيعية، تتقلص العضلات وتسترخي بوتيرة طبيعية. أما عند الإصابة بمرض تهيج الأمعاء، فيطرأ خلل على عملها. فتتقلص لوقت أطول، وبقوة أكبر من العادة، مسببة الألم. وهكذا يُدفع الطعام عبر الأمعاء بصورة أسرع، مسبباً الغازات والانتفاخ والإسهال. وفي بعض الأحيان يحدث العكس. إذ يتباطأ مرور بقية الطعام، مؤدياً إلى براز صلب وجاف. إضافة إلى ذلك، فإن تشنجات الأمعاء تدفع هذه الأخيرة إلى زيادة إفراز المخاط مع البراز.
وبالرغم من أنّ مرض تهيج الأمعاء لا يهدد حياة المصاب، إلا أنه قد يتداخل مع نوعية الحياة. ففي الحالات الطفيفة، لا يسبب المرض سوى إزعاجٍ محدودٍ. أما عندما تبلغ الحالة أقصى حدتها، فمن شأن الألم والعوارض المصاحبة له أن تفوق احتمال المريض. والملاحظ أنّ معظم الأشخاص يعانون من عوارض طفيفة. بينما يواجه البعض عوارض معتدلة الحدة، متقطعة ولكنها قد تعوّق المريض. وثمة قلة من المصابين بهذا المرض يعانون من عوارض حادة.
علامات وأعراض تهيج الأمعاء أو تشنج القولون
● ألم أو انزعاج في البطن.
● انتفاخ أو غازات.
● إسهال
● إمساك
● مخاط في البراز.
أسباب تهيج الأمعاء أو تشنج القولون
خلل وظيفي
غالباً ما يشار إلى مرض تهيج الأمعاء على أنه خلل وظيفي، مما يعني بأن الأمعاء تبدو طبيعية ولكنها تعمل بشكل غير طبيعي. والواقع أنه ما من أحد يملك معلومات مؤكدة عن سبب هذا المرض. ويعتقد بعض الباحثين بأن الحالة مرتبطة بأعصاب موجودة في الأمعاء مسؤولة عن التحكم بالإحساس. ولدى البعض، تكون هذه الأعصاب أكثر حساسية من المعتاد، مسببة استجابة جسدية قوية تجاه بعض الأطعمة أو النشاط الجسدي أو وجود الهواء أو الغازات في الأمعاء. فما لا يسبب أي إزعاج لمعظم الناس، كبعض الغازات مثلاً، قد يؤدي إلى الألم والانتفاخ لدى المصاب.
ويشعر الباحثون أيضاً بأن التوتر وغيره من العوامل النفسية تساهم في تفاقم مرض تهيج الأمعاء. كما يلاحظ كثير من الأشخاص بأن عوارضهم تزداد حدة أثناء الحوادث المسببة للتوتر والإجهاد، كتغيير روتينهم اليومي أو مواجهة مشاكل عائلية أو التواجد مع حشود اجتماعية. والواقع أنه لسنوات عديدة، عزى الأطباء مرض تهيج الأمعاء إلى التوتر وحده. ولكن الأطباء يظنون بأنّ للمرض أساساً وظيفياً (طبيعياً) وانفعالياً (نفسانياً).
وبما أنّ النساء هم أكثر عرضة من الرجال مرتين أو ثلاث للإصابة بالمرض، يعتقد الباحثون بأن التغيرات الهرمونية قد تؤدي دوراً في ذلك. وقد ينجم مرض تهيج الأمعاء عن مرض آخر. فأول ما يعاني البعض من هذا المرض بعد نوبة حادة من الإسهال. غير أنّ مرض تهيج الأمعاء غير مرتبط بأمراض الأمعاء الالتهابية كمرض كرون أو التهاب القولون التقرحي. كما أنّ المرض لا يسبب السرطان ولا يجعل المصاب أكثر عرضة للإصابة به.
أهو مرض تهيج الأمعاء أم اللاكتوز أم السوربيتول؟
إن كانت حالات التقلص والانتفاخ تطرأ في الأساس بعد تناول مشتقات ألبان أو علكة أو سكاكر خالية من السكر، فقد تكون المشكلة غير ناجمة عن مرض تهيج الأمعاء بل عن حالة أخرى.
فالأشخاص العاجزين عن تحمل اللاكتوز يعانون من صعوبة هضم السكر (اللاكتوز) الموجود في مشتقات الألبان لأن أجسادهم لا تنتج ما يكفي من أنزيم اللاكتاز. واللاكتاز هو الذي يحلل اللاكتوز بحيث يتمكن المعى الدقيق من امتصاصه. أما في حال عدم امتصاص اللاكتوز فهو يسبب تشنجاً وإسهالاً.
ومن شأن السوربيتول، المُحلّي الاصطناعي الموجود في بعض أنواع العلكة والسكاكر أن يسبب عوارض مشابهة لتلك التي يسببها مرض تهيج الأمعاء. بالتالي إن كان الألم يظهر بعد تناول علكة أو سكاكر خالية من السكر، قد تكون المشكلة ناجمة ببساطة عن عدم تحمل السوربيتول.
تشخيص تهيج الأمعاء أو تشنج القولون
استبعاد الحالات الأخرى
ما من اختبار يمكنه أن يخبرك إن كنت تعاني من مرض تهيج الأمعاء. وعادة، يتم تشخيص هذا الاضطراب بعد استبعاد حالات أخرى يمكنها أن تسبب عوارض مشابهة. وتشتمل الاختبارات المطلوبة لاستثناء هذه الحالات على فحوص دم وبراز وبول بالإضافة إلى صور أشعة وتنظير داخلي ودراسات انتقالية.
ومن شأن الطبيب أن يستعلم أيضاً عن الصحة النفسية للمريض، هل يعاني من التوتر، وكيف يتعامل معه، وهل يشعر غالباً بالاكتئاب أو الانفعال؟
وقبل تشخيص مرض تهيج الأمعاء، يتوجب وجود علامات وعوارض معينة. وأهمها هي ألم بطن أو إسهال أو إمساك متواصل لمدة ثلاثة أشهر. وثمة معايير إضافية لتشخيص المرض تشتمل على اثنين على الأقل من العوارض التالية، وذلك في 25 بالمئة من الحالات على الأقل:
● التبرز لمرات أكثر أو أقل من المعتاد.
● تعاقب البراز الصلب واللين.
● الضغط لإخراج البراز.
● خروج مادة مخاطية مع البراز.
● شعور بالانتفاخ.
علاج تهيج الأمعاء أو تشنج القولون في المنزل
تخفيف العوارض بالحمية والرياضة
نظراً لعدم وجود علاج لمرض تهيج الأمعاء، يتم التركيز أثناء العلاج على إيقاف العوارض التي تعيق تأدية الأعمال اليومية والتمتع بحياة طبيعية. وغالباً ما ينقسم العلاج إلى جزأين:
● التعرف على العوامل التي تحفز ظهور العوارض.
● وضع خطط لتخفيف حدة هذه العوارض.
والواقع أنّ اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام يمثلان نقطة انطلاق جيدة. فهما يسهلان على الجهاز الهضمي تأدية وظائفه ويخففان بالتالي من حدة العوارض. ولكن على المريض أن يتذكر بأن الجسم قد لا يستجيب فوراً للتغييرات التي تطرأ على العادات اليومية. وعوضاً عن ذلك، عليه البحث عن علامات تحسن تدريجي. فالهدف هو التوصل إلى الحل الطويل الأمد لا المؤقت.
تناول أطعمة خفيفة الدهون
تحفز الدهون تقلصات الأمعاء الغليظة (القولون)، مضاعِفةً عوارض مرض تهيج الأمعاء. وليس من الضروري التوقف نهائياً عن تناول الدهون، بل تحديد كمية استهلاكها إن كانت تؤدي إلى تفاقم الألم والإسهال. وأفضل طريقة لتقليص معدل الدهون في الغذاء هي في زيادة استهلاك الأطعمة النباتية. فالأطعمة النباتية، من فاكهة وخضروات ومأكولات محضرة من الحبوب الكاملة، تحتوي على فيتامينات ومعادن ومركبات تمنع الإصابة بالسرطان (كيميائيات نباتية) وألياف.
جرّب الألياف
بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بمرض تهيج الأمعاء، يمكن للألياف الغذائية أن تكون مفيدة أو مضرة. فالأطعمة الغنية بالألياف تلين البراز وتسرع مروره عبر القناة الهضمية مما يخفف الإمساك. ولكن لدى البعض، تؤدي الألياف إلى تفاقم الإسهال والغازات والألم. وقد يعود ذلك إلى كون بعض المصابين هم أكثر تحسساً للغازات التي تتكون في القولون نتيجة لتخمر الألياف.
ويتمثل الحل الامثل بزيادة كمية الألياف في النظام الغذائي تدريجياً على فترة أسابيع. وإن تواصل الألم والإسهال، تحدث مع خبير التغذية حول وضع نظام غذائي منخفض الدهون ويحتوي أيضاً على كميات منخفضة من الألياف الغذائية.
أكثر من السوائل
من شأن الألياف أن تساعد على التخلص من الإمساك وعلى التعويض عن سوائل الجسم التي تمتصها الألياف. اشرب يومياً 8 أكواب على الأقل من السوائل. ويستحسن اختيار الماء. فالمشروبات المحتوية على الكافيين والكحول تساهم في إدرار البول. أضف إلى أنها تسبب تفاقم الإسهال عبر تنبيه الأمعاء أو تهييجها. وتجنب أيضاً المشروبات المحتوية على الكربونات لأنها تسبب الغازات.
تجنّب الأطعمة الضارة
إن وجدت بأن بعض الأطعمة تزيد عوارضك سوءاً، ابتعد عنها. فكثير من المصابين بمرض تهيج الأمعاء يلاحظون تحسناً في العوارض بعد استبعاد مأكولات أو مشروبات معينة عن غذائهم. ومن أبرز هذه الأطعمة، المأكولات الدهنية والفاصوليا وغيرها من الأطعمة المسببة للغازات، والكحول والكافيين.
تناول وجباتك بانتظام
تجنب تفويت إحدى الوجبات وحاول أن تأكل في نفس الوقت تقريباً من كلّ يوم. فتناول الطعام وفقاً لمواعيد منتظمة يساعد على تنظيم وظيفة الأمعاء ويخفف عوارض الإمساك والإسهال. ذلك أنّ الهضم ينبّه عضلات القولون لتتقلص وتحرك البراز.
ويجد البعض بأن تناول وجبات أصغر حجماً وأكثر عدداً يناسبهم أكثر من اعتماد ثلاث وجبات كبيرة يومياً. أما البعض الآخر وخاصةً الذين يعانون من الإمساك فالعكس هو الصحيح. إذ يحتاجون لتناول وجبات معتدلة إلى كبيرة الحجم لتحفيز الأمعاء على التقلص وتمرير البراز.
مارس الرياضة يومياً
تساعد التمارين الرياضية على خفض الشعور بالتوتر. كما أنها تحفز الأمعاء على التقلص بانتظام وتساعدها على العمل بصورة طبيعية. ويمكن للرياضة أن تزيل الإمساك وتخفف عوارض الإسهال. أضف إلى أنها تساعد على التخلص من الاكتئاب وتشعرك بأنك أفضل حالاً.
إسعَ بالتالي إلى ممارسة تمارين معتدلة لمدة ثلاثين دقيقة معظم أيام الأسبوع. وفي حال كنت غير معتاد على الحركة، ابدأ ببطء وضاعف تدريجياً مدة التمارين. ولمزيد من المعلومات عن أنواع التمارين الأنسب.
ملاحظات هامة أخرى
من شأن الخطوات التالية أن تساعد أيضاً على تخفيف بعض العوارض:
● تمدد في الماء الدافئ أو استلقِ وضَع قنينة من الماء الساخن أو حشية تسخين على بطنك لتخفيف ألم البطن. ولكن احذر من إحراق بشرتك.
● ارتدِ ملابس مريحة وفضفاضة لا تضغط على البطن.
● ادخل الحمام فور الشعور بالحاجة إلى التبرز، ولكن لا تستعجل نفسك. بل أعطِ نفسك الوقت الكافي لإخراج البراز من دون ضغط.
كيف تتخلص من التوتر
يمكن لأيٍّ كان أن يصاب بانزعاج هضمي نتيجة للقلق أو التوتر أو الإجهاد النفسي. ولكن العوارض الناجمة عن التوتر، كألم البطن والإسهال، تصبح أكثر تواتراً وحدّةً لدى المصابين بمرض تهيج الأمعاء. فيدور المريض في حلقة مفرغة. ذلك أنّ العوارض تزيد التوتر الذي يسبب تفاقم العوارض، مما يضاعف من الشعور بالتوتر، وهكذا دواليك.
والخطوة الهامة الأخرى في السيطرة على مرض تهيج الأمعاء تقوم على تعلم كيفية الاسترخاء. وثمة طرق عديدة لذلك. فبعض الناس يشعرون بالاسترخاء عند إحاطة أنفسهم بعطور مهدئة (العلاج بالعطور). بينما يستفيد البعض الآخر من التدليك أو اليوغا أو التأمل. وتفيد بعض الدراسات بأنه من شأن التنويم أن يخفف ألم البطن والانتفاخ. فيعمد خبير مدرّب إلى تعليم المريض كيفية الدخول في حالة من الاسترخاء (حالة تنويمية) ثم يقوده إلى جلسة تخيّلات، يتخيّل فيها المريض بأن عضلات أمعائه لينة، هادئة وساكنة.
لمساعدتك على البدء، إليك تقنيتي استرخاء بسيطتين بوسعك اللجوء إليهما عند الشعور بالتوتر:
التنفس العميق: يتنفس معظم البالغين من صدورهم. فيتمدد الصدر مع الشهيق ويتقلص مع الزفير. ولكن، كي تسترخي، تنفس بعمق من الحجاب الحاجز الذي يفصل الصدر عن البطن. ويمكنك استعمال التنفس العميق وحده للاسترخاء أو كوسيلة تسخين وتبريد لتقنيات أخرى.
استرخاء العضلات التدريجي: تتضمن هذه التقنية إرخاء سلسلة من العضلات، مجموعة بعد الأخرى. اعمد أولاً إلى رفع مستوى الضغط في مجموعة من العضلات، كالساق أو الذراع، وذلك بشدّ العضلات ومن ثمّ إرخائها. وركز على ترك الضغط يزول ببطء من كل عضلة، قبل الانتقال إلى المجموعة التالية.
أخذ استراحة
إليك تمرين يساعدك على ممارسة التنفس العميق الاسترخائي. حاول التمرن عليه أثناء النهار حتى تتمكن من اللجوء إليه تلقائياً عندما تشعر بالتوتر:
1. اجلس بارتياح وضَع قدميك بشكل مسطّح على الأرض.
2. أرخِ الملابس الضيقة حول البطن والخصر.
3. ضع يديك على حضنك أو على جنبيك.
4. أغمض عينيك إن كان هذا يساعدك على الاسترخاء.
5. تنفس ببطء من الأنف وأنت تعدّ إلى الأربعة. ودَع بطنك يتمدد أثناء الشهيق.
6. توقف لثانية ثمّ ازفر بوتيرة طبيعية عبر الفم.
7. كرر التمرين حتى تشعر بالاسترخاء.
استعمال الأدوية غير الموصوفة
من شأن الأدوية غير الموصوفة أنّ تساعد على تخفيف الانزعاج أثناء سعي المريض إلى تغيير نمط حياته، وذلك وفقاً لحدة العوارض.
مضادات الإسهال
يبطئ لوبيراميد (Imodium) سرعة خروج الأطعمة من الأمعاء كما أنه يزيد كمية الماء المعوي وامتصاص أيون (الصوديوم) للمساعدة على تجميد البراز. وثمة مضادات إسهال أخرى، كالبزموث (Pepto-Bismol)، قد توقف الإسهال والحاجة الملحة للتبرز. ولكن يجب الحرص على عدم أخذ هذه الأدوية غالباً أو لفترة طويلة، لأن فرط الاستعمال يسبب الإمساك أو يؤدي إلى تفاقمه.
ويمكن أيضاً استعمال شاي النعناع الفلفلي (وهو شاي يحتوي على زيت النعناع الفلفلي). وثمة ما يؤكد بأنه يساعد على تخفيف الإسهال أو الغازات المصاحبة للانتفاخ. غير أنه من شأن النعناع الفلفلي أن يسبب تفاقم الحرقة.
الملحقات الليفية والمسهلات
للتخلص من الإمساك، ابدأ العلاج بملحق ليفي طبيعي مثل Metamucil أو Citrucel. ويظهر مفعوله عادة خلال يوم إلى ثلاثة أيام. والواقع أنّ الملحقات الليفية آمنة وفعالة عموماً إن هي أخذت بانتظام حسب التعليمات. ولكن، نظراً لقوة امتصاصها يجب أن تؤخذ مع كثير من الماء، وإلا سببت الإمساك، أي عكس المطلوب. وفي حال لم تنفع هذه التدابير، اطلب من الطبيب أن يصف لك مسهّلاً. والمسهّلات على أنواع:
المليّنات. وهي المستحضرات الأضعف مفعولاً. وهي تباع من دون وصفة تحت أسماء عدة، بما فيها Colace و Surfak.
ولا تأخذ الزيت المعدني لتليين البراز وإيقاف الإمساك، لأنه قد يوقف امتصاص الفيتامينات الأساسية.
المسهلات المالحة. وهي تعتبر آمنة نسبياً للاستعمال الطويل الأمد وتتضمن مستحضر Phillips Milk of Magnesia. وتعمل هذه المستحضرات عبر زيادة كمية الماء في البراز.
المسهلات المنبّهة
وهي أقوى أنواع المسهلات، ولا تؤخذ إلا بعد إخفاق باقي التدابير وأخذ مشورة الطبيب. وتتضمن الأنواع غير الموصوفة منها Dulcolax و Ex.Lax و Senokot.
بيد أنّ الاستعمال المنتظم للمسهلات قد يسبب تفاقم الإمساك. وقد يأخذ المريض بالاعتماد على المسهّل للتبرّز إن استعمله لفترة أطول مما تسمح به التعليمات. ومن شأن الاستعمال الطويل الأمد للمسهلات المنبّهة أن يؤدي إلى إسهال حاد ومزمن. ناقش بالتالي الطبيب حول الطريقة الفضلى لاستعمال هذه المستحضرات.
العلاج الطبي للعوارض الحادة
إن كنت تعاني من عوارض معتدلة إلى حادة، قد تكون بحاجة إلى وسائل أكثر فاعلية من تغيير نمط الحياة أو استعمال الأدوية غير الموصوفة.
الأدوية الموصوفة
يصف الطبيب أحد العقاقير التالية، وفقاً للعوارض:
ألوسيترون
هو أول الأدوية الموافق عليها من قبل إدارة الأغذية والعقاقير خصيصاً لعلاج مرض تهيج الأمعاء لدى النساء.
والألوسيترون (Lotronex) هو مضادّ للمستقبلات العصبية، يرخي القولون ويبطّئ حركة بقية الطعام فيه. وتبرز فعاليته في حالات الإسهال والإسهال والإمساك المتعاقبين. يساعد هذا الدواء أيضاً على تخفيف ألم البطن والتشنجات. ويعتبر الألوستيرون من العقاقير الآمنة والتي يمكن احتمالها أثناء الاستعمال القصير الأمد. ويشكل الإمساك أثره الجانبي الوحيد. أما آثاره الجانبية على المدى البعيد فهي غير معروفة.
مرخيات العضلة الملساء
من شأن مضادات إفراز الكولين (مضادات التشنج) كسولفات الإيوسيامين (Levsin) والديسيكلومين (Bentyl) أن تساعد على إرخاء العضلات المعوية وتخفيف التشنجات العضلية. غير أنّ المعلومات التي تؤيد استعمالها لمرض تهيج الأمعاء محدودة، كما أنّ إدارة الأغذية والعقاقير لم تصادق حتى الآن على استعمالها في علاج هذا المرض. أضف إلى أنّ لهذه العقاقير آثاراً جانبيةً مزعجةً، بما في ذلك احتباس البول وتسريع خفقان القلب ورؤية ضبابية وجفاف في الفم. بالتالي، يُنصح باستعمال مضادات التشنج باقتصاد، أي أثناء اشتداد العوارض مثلاً.
مضادات الاكتئاب
تعتبر هذه الأدوية فعالة مهما بلغت حدة العوارض درجة تعيق المصاب عن تأدية وظائفه اليومية وسببت له الاكتئاب أو نوبات الذعر. وبالإضافة إلى علاج الإحباط، تساعد هذه الأدوية على إزالة ألم البطن والإسهال أو الإمساك. وقد يصف الطبيب مضاداً للاكتئاب ثلاثي الدورات أو مثبط إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائي.
وأكثر ما توصف العوامل الثلاثية الدورات، أميتريبتين (Elavil) وإميبرامين (Tofranil) ودوبيكسين (sinequan) لحالات الاكتئاب والألم المصحوبة بالإسهال. غير أنه من شأن مضادات الاكتئاب الثلاثية الدورات أن تسبب النعاس وجفاف الفم والإمساك.
أما مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين، فليوكسيتين (Prozac) وباروكسيتين (Paxil)، فهي غالباً ما تعطى لحالات الاكتئاب والألم المصحوبة بالإمساك. وقد تسبب هذه المثبطات لدى البعض غثياناً وتشنجاً وإسهالاً.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة أخذ مضادات الاكتئاب بانتظام لتكون فعالة. لذا، لا توصف هذه الأدوية إجمالاً إلا للعوارض المزمنة أو المتكررة.
الاستشارة الطبية
تشكل الاستشارة الطبية جزءاً هاماً من العلاج خاصةً إن كانت الحالة ناجمة عن التوتر أو القلق. وبمقدور المتخصصين في الطب السلوكي، كالعالم أو الطبيب النفسي، أن يساعدوا المريض على التخلص من التوتر والقلق بمراقبة استجابته للأحداث، ومن ثمّ تعديل هذه الاستجابة. فيتعلّم المصاب كيفية التعرف على الحالات المسببة للتوتر والتي تحفز استجابة الأمعاء، واعتماد استراتيجيات للتعامل معها. والواقع أنه بالنسبة إلى معظم الأشخاص، فإن الاستشارة الطبية المصحوبة بالأدوية هي أكثر فاعلية من الدواء وحده.
القرحة الهضمية Peptic ulcerإنّ فرط التوتر والإكثار من الأطعمة المحتوية على البهارات، قد تكون أسباباً للإصابة بالقرحة. ففي الماضي القريب كان الاعتقاد سائداً بأن القروح تنجم عن نمط الحياة. ولكن، مع التطور الكبير الذي حققه الطب، صار الأطباء يعلمون بأن الإنتان البكتيري أو الأدوية هي المسؤولة عن معظم القروح، وليس التوتر أو النظام الغذائي. وعوضاً عن الحاجة إلى شهور أو حتى سنوات لعلاج القرحة، صار بمقدورهم شفاء أغلب الحالات في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأشخاص الذين يعتقدون بأنهم مصابون بالقرحة، لا يعانون منها في الواقع. والحقيقة أنهم يعانون من حالة تدعى عسر الهضم غير التقرحي الذي قد يحاكي في عوارضه عوارض القرحة. وخلافاً للقروح التي يتناقص عددها، يبدو بأنّ حالات عسر الهضم غير التقرحي في ازدياد مستمر.
تعريف وأنواع القرحة
القرحة مصطلح طبي للجرح المفتوح. القرحة على أنواع عدة. منها قرحة الضغط (الناقبة أو قرحة الاضطجاع) التي تصيب أسفل الظهر أو الردفين من جراء التمدد لوقت طويل بالوضع نفسه. وثمة أيضاً قرحة الركود الوريدي التي تصيب الساق أو القدم نتيجة لتباطؤ تدفق الدم. أما أكثر أنواع القرحة شيوعاً، وهو النوع الذي يقرنه الناس عموماً بتعبير “قرحة”، فيتمثل بالقرحة الهضمية. وتتكون القروح الهضمية في البطانة الداخلية للمعدة أو الأمعاء الدقيقة.
وثمة نوعان من القروح الهضمية. فالقرحة الهضمية التي تحدث في المعدة تسمى قرحة معدية. أما إن تكونت القرحة في الأمعاء الدقيقة فتأخذ اسم الجزء المعوي الذي تكونت فيه. وأبرز قروح الأمعاء الدقيقة هي القرحة الاثني عشرية التي تتكون في الاثني عشري، وهو أول أجزاء الأمعاء الدقيقة.
وفي حال عدم تلقي العلاج، من شأن القروح الهضمية أن تسبب نزفاً داخلياً وقد تكون فجوة في بطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة، مما يعرّض المصاب لإنتان خطير في التجويف البطني (التهاب الصِّفاق). كما تسبب القروح أحياناً نسيجاً ندبياً بمقدوره أن يمنع مرور الطعام عبر القناة الهضمية مما يسبب نقصان الوزن.
علامات وأعراض القرحة
● ألم ناخر في المعدة أو أعلى البطن.
● دم في القيء.
● دم في البراز.
● نقصان غير مبرر في الوزن.
● ألم في أعلى الظهر.
تسبب القروح الهضمية عوارض عدة أبرزها ألم ناخر في أعلى البطن بين السرة وعظم الصدر. وقد يدوم هذا الألم الناجم عن مرور حمض المعدة على القرحة لدقائق معدودة أو يتواصل لساعات. وغالباً ما يسوء الألم حين تكون المعدة فارغة، بالتالي فهو يتفاقم ليلاً. وبما أنّ الطعام يعدّل الحمض، فإن الأكل بانتظام غالباً ما يزيل الألم مؤقتاً. ونظراً لإكثار بعض الناس من الأكل فإن وزنهم يزداد نتيجة لذلك.
وتشتمل علامات الحالة وعوارضها الأخرى على تقيؤ الدم الذي يخرج أحمر فاتحاً أو أسود، وخروج دم ممزوج بالبراز الذي يبدو داكن اللون وشبيهاً بالقطران. ومن شأن القروح أيضاً أن تسبب ألماً في وسط الظهر ونقصاناً في الوزن.
أسباب القرحة الهضمية
البكتيريا، المسؤول الأبرز
في عام 1983، تم إحراز تقدم جديد في فهم القروح الهضمية وعلاجها. إذ وجد باحثان أستراليان أحياء بكتيرية شبيهة باللولب في عينات مختزعة من أشخاص يعانون من القرحة ومن التهاب متواصل في المعدة.
وتعيش هذه البكتيريا المسماة هليوباكتر بايلوراي helicobacter pylori وتتكاثر داخل الطبقة المخاطية التي تغطي وتحمي أنسجة بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة. وفي أغلب الأحيان، لا تسبب هذه الأحياء مشاكل تذكر.
إلا أنها في بعض الحالات تأكل الأنسجة الهضمية مسببة قرحة. وتشير الإحصاءات إلى أنّ حوالي شخص واحد من بين كل ستة مصابين بهذه البكتيريا يصابون لاحقاً بالقرحة. ويتمثل أحد الأسباب في كون هؤلاء الأشخاص قد أتلفوا مسبقاً بطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة، مما سهّل للبكتيريا اكتساح الأنسجة التالفة.
ويرتفع احتمال إيواء الجسد لهذه البكتيريا مع التقدم في السن. وتقدر نسبة الإصابة بها في الولايات المتحدة بواحد بالمئة مع كل سنة من العمر. مما يعني بأن 20 بالمئة من الأشخاص يلتقطون العدوى في العشرينيات من عمرهم وأنّ 60 بالمئة يصابون بها في الستينيات. وبالرغم من عدم وضوح كيفية انتشارها، لكن يبدو بأن انتقالها من شخص إلى آخر يتم بالاحتكاك المباشر. كما يعتقد بأنّ سوء الممارسات الغذائية والصحية تشكل ظروفاً ملائمة لانتقال البكتيريا. وبما أنّ العلماء قد وجدوا بكتيريا H. pylori في الماء، فقد رجحوا أن يتم الانتقال أيضاً عبر مياه الشرب الملوثة.
وتشتمل عوامل الخطر على:
● الولادة في بلد نامٍ.
● انخفاض مستوى الحياة الاجتماعي والاقتصادي.
● العيش ضمن عائلة كبيرة أو في ظروف مزدحمة.
● وجود طفل في المنزل.
● التعرض لقيء شخص مصاب.
ولحسن الحظ يبدو بأنّ معدل الإصابات الجديدة ببكتيريا H. pylori. بيلوري آخذ في الانخفاض. فالمتقدمون في السن الذين كان نموهم في فترة العشرينيات إلى الأربعينيات من القرن العشرين كانوا أكثر عرضة لالتقاط البكتيريا من أطفال اليوم. وتتمثل العوامل الأساسية التي أدت إلى انخفاض إصابات بكتيريا H. pylori في تحسن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية وفي الانتشار الواسع لاستعمال المضادات الحيوية لدى الأطفال. فعلاج بعض الحالات، كإنتان الأذن وغيرها من أمراض الأطفال الشائعة بالمضادات الحيوية قد أدى دوراً مزدوجاً عبر منع الإصابة ببكتيريا H. pylori أو علاجها باكراً في مرحلة الطفولة.
الأسباب الأخرى للقرحة الهضمية
تشكل بكتيريا H. pylori السبب الأبرز وليس الأوحد للقروح الهضمية. وتعتبر مسؤولة عن 50 بالمئة أو أكثر من القروح الهضمية. ففي بعض المجتمعات، كالمدن الداخلية المزدحمة التي تتميز بظروف اجتماعية واقتصادية سيئة، يفوق معدل الإصابة بهذه البكتيريا ما هو عليه في أجزاء أخرى من الدولة.
وإضافةً إلى بكتيريا H. pylori وثمة أسباب أخرى للقروح الهضمية منها:
الاستعمال المنتظم لمسكنات الألم
من شان العقاقير المضادة للالتهاب والخالية من الستيروييد أن تؤدي إلى التهاب بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة. وتتوافر هذه الأدوية بالنوعين الموصوف وغير الموصوف. وتشتمل الأنواع غير الموصوفة على الأسبيرين (Bayer, Bufferin)، إبوبروفين (Advil, Motrin, Nuprin)، نابروكسين (Aleve) وكيتوبروفين (Orudis). وتجنباً لأي انزعاج هضمي، يستحسن تناول العقاقير المضادة للالتهاب والخالية من الستيروييد أثناء الوجبات.
وتشير الإحصاءات إلى أنّ حوالي 20 بالمئة ممن يتعاطون العقاقير المضادة للالتهاب والخالية من الستيروييد بانتظام يصابون لاحقاً بالقروح. ذلك أنّ هذه العقاقير تحفز إفراز أنزيم (cyclooxygenase) الذي ينتج حمضاً دهنياً هو البروستاغلندين. وتساعد هذه المواد الشبيهة بالهرمونات على حماية بطانة المعدة من الجروح الكيميائية والفيزيائية. ومن دون هذه الحماية تتآكل بطانة المعدة بفعل الحمض مما يؤدي إلى حدوث نزف وظهور القروح.
ومن غير المؤكد، مع أنه يبدو ممكناً بأن الاستعمال المنتظم للعقاقير المضادة للالتهاب والخالية من الستيروييد قد يزيد خطر القروح لدى الأشخاص الذين يحملون بكتيريا H. pylori.
التدخين
يزيد النيكوتين الموجود في التبغ حجم حمض المعدة ونسبة تركزه، مما يضاعف خطر القروح. وقد يبطئ التدخين شفاء القرحة أثناء العلاج.
الكحول
قد تعرّض الكحول بطانة المعدة والامعاء للتهيج والتآكل مما يؤدي إلى التهابها ونزفها
تشخيص القرحة
يتم اكتشاف القرحة عادةً بإحدى هاتين الطريقتين. فقد يبدأ الطبيب بإجراء صورة أشعة لأعلى المعدة والأمعاء لإظهار المعدة والاثني عشري. وقبل البدء بالصورة، يبتلع المريض سائلاً معدنياً أبيض اللون يدعى الباريوم، يعمل على تغليف القناة الهضمية ويسهّل رؤية القرحة. غير أنه بإمكان هذا الاختبار أن يكشف عن بعض القروح وليس جميعها.
وهنا يأتي التنظير الداخلي الذي قد يتبع صورة الأشعة إن بينت هذه الأخيرة احتمال وجود قرحة، أو يحل محلها. وفي هذه العملية الأكثر دقة، يتم إدخال أنبوب ضيق وطويل مجهز بكاميرا في الحلق ويمرر إلى المعدة والاثني عشري. ومع هذا الجهاز، يصبح بمقدور الطبيب رؤية الجزء الأعلى من القناة الهضمية واكتشاف القروح. وفي حال وجود قرحة، قد يعمد الطبيب إلى اختزاع عينات دقيقة من الأنسجة القريبة من القرحة، يتم فحصها مجهرياً لاستبعاد سرطان المعدة. وتكشف الخزعة أيضاً وجود بكتيريا H. pylori. بيلوري في بطانة المعدة. ونظراً لندرة الإصابة بسرطان الاثني عشري، نادراً ما يضطر الطبيب إلى اختزاع عينات من القرحة الاثني عشرية.
إضافة إلى الاختزاع، ثمة ثلاثة اختبارات أخرى من شأنها أن تحدد ما إذا كانت بكتيريا H. pylori هي المسؤولة عن القرحة:
تحليل الدم: يتحقق هذا الاختبار من وجود الأجسام المضادة لبكتيريا H. pylori ولكن يؤخذ عليه أنه لا يفرق بين الإصابة السابقة والحالية بالبكتيريا. فحتى بعد زوال البكتيريا من الجسم، قد يستمر الاختبار بإعطاء نتيجة إيجابية.
اختبار النفَس: يستعمل هذا الاختبار ذرة الكربون المشعّ لكشف بكتيريا H. pylori فيقوم المريض أولاً بالنفخ في كيس بلاستيكي صغير، يُختم لاحقاً. ثم يشرب بعد ذلك كوباً صغيراً يحتوي على سائل بلا طعم أو لون، يحتوي على كربون مشع يشكل جزءاً من مادة (يوديا) ستحللها البكتيريا في حال وجودها. وبعد ثلاثين دقيقة، ينفخ المريض من جديد في كيس آخر يُختم هو أيضاً. فإن كان مصاباً ببكتيريا H. pylori وستحتوي عينة النفَس الثانية على كربون على شكل ثاني أكسيد الكربون. ويستغرق ظهور نتائج الاختبار يوماً كاملاً تقريباً.
وفي حال كنت تتعاطى عقاراً يدعى مثبط ضخ البروتون، من الضروري أن توقف الدواء لثلاثة أيام على الأقل قبل إجراء اختبار النفس لأنّه قد يتداخل مع نتائج الاختبار.
والواقع أنّ اختبار النفس يكشف وجود بكتيريا H. pylori في 90 بالمئة من الحالات تقريباً. وينجح تحليل الدم بنفس النسبة أيضاً. ولكن اختبار النفَس يتميّز بقدرته على إظهار فعالية العلاج الموصوف للقضاء على البكتيريا، لأنه يكشف على الفور تقريباً وقت موتها. ولكن في تحليل الدم، تبقى الأجسام المضادة للبكتيريا موجودة لسنة أو أكثر بعد زوال الإصابة.
اختبار مستضدّ البراز: يتحقق هذا الاختبار الأحدث من وجود بكتيريا H. pylori في عينات من البراز. وهو فعال في تشخيص الإصابة بالبكتيريا وأحياناً في إظهار فعالية العلاج.
العلاج الطبي ومزيج من الأدوية
لا يمكن للمريض علاج الحرقة بنفسه من دون مساعدة الطبيب. فمضادات الحمض وأدوية حصر الحمض غير الموصوفة بإمكانها تخفيف الألم الناخر ولكن لمدة محدودة.
أما بمشورة الطبيب، فيمكن الحصول على مسكّن فوري للألم إضافةً إلى الشفاء من القرحة مدى الحياة. وبما أنّ معظم حالات القرحة تنشأ عن بكتيريا H. pylori ويعتمد الأطباء مقاربتين:
● قتل البكتيريا.
● خفض معدل الحمض في الجهاز الهضمي لتخفيف الألم والمساعدة على الشفاء.
ولإتمام هاتين الخطوتين، يتوجب استعمال اثنين، وأحياناً ثلاثة أو أربعة، من الأدوية التالية:
المضادات الحيوية
ثمة عدة تركيبات من المضادات الحيوية التي تقضي على بكتيريا H. pylori وغالبية هذه الأدوية متساوية الفعالية وتقتل البكتيريا في 90 بالمئة من الحالات تقريباً. ولكن لنجاح العلاج، من الأهمية بمكان اتباع تعليمات الطبيب بدقة. وتشتمل المضادات الحيوية التي يشيع استعمالها لعلاج بكتيريا هليوباكتر بايلوراي H. بيلوري على أموكسيسيلين (Amoxil, Wymox)، كلاريثرومايسين (Biaxin)، ميترونيدازول (Flagyl) أو تيتراسيكلين (Achromycin). وتعمد بعض شركات الأدوية إلى تعليب مزيج مضادين حيويين معاً، مع كابح لإفراز الحمض أو عامل حامٍ للخلايا خصيصاً لعلاج الإصابة بالبكتيريا. وتباع هذه التركيبات تحت اسمي Prevpac و Helidac.
ويحتاج المريض لأخذ مضادات حيوية لأسبوع أو اثنين فقط، اعتماداً على نوع المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب وعددها. أما باقي الأدوية التي توصف مع المضادات الحيوية فتؤخذ إجمالاً لمدة أطول.
أدوية حصر الحمض
وتدعى أيضاً أدوية حصر الهيستامين (H-2)، وهي تعمل على خفض إفراز حمض الهيدروكلوريك في القناة الهضمية لتخفيف ألم القرحة وتسريع الشفاء. ففي الحالات الطبيعية، لا يؤذي هذا الحمض المعدة والاثني عشر. أما عند وجود خلل في الطبقة المخاطية التي تغلف القناة الهضمية، يتسلل الحمض في الخلل منتجاً قرحة. ومن العوامل الأخرى المساعدة على نشوء القرحة، تعاطي النيكوتين والعقاقير المضادة للالتهاب الخالية من الستيروييد والكحول التي تزيد خطر تحول الخلل إلى قرحة.
وتعمل أدوية حصر الحمض على الحؤول دون وصول الهيستامين إلى مستقبلات الهيستامين. فالهيستامين هو عبارة عن مادة موجودة عادة في الجسم. وعند تفاعلها مع مستقبلات الهيستامين، ترسل المستقبلات إشارة إلى خلايا إفراز الحمض في المعدة لكي تفرز حمض الهيدروكليريك.
وتشتمل أدوية حصر الحمض، المتوفرة بأنواع موصوفة وغير موصوفة، على عقاقير رانيتيدين (Zantac)، فاموتيدين (Pepcid)، نيزاتيدين (Axid) وسيميتيدين (Tagamet). ولعلاج القروح، تعتبر أدوية حصر الحمض الموصوفة أكثر فاعلية لأنها تفوق الأدوية غير الموصوفة قوة.
مضادات الحمض
قد يعمد الطبيب إلى تضمين برنامج الأدوية الخاص بالمريض مضادّ حموضة يؤخذ بالإضافة إلى دواء حصر الحمض أو عوضاً عنه. وتعمل مضادات الحموضة، بدلاً من خفض إفراز الحمض، على إبطال مفعول الحمض الموجود في المعدة كما يشكل مسكّناً سريعاً للألم.
مثبطات ضخ البروتون
ومن الوسائل الأكثر فاعلية لخفض معدل حمض المعدة هي بإيقاف “المضخات” الموجودة داخل الخلايا المفرزة للحمض. وتعمل مثبطات ضخ البروتون على تخفيض مستوى الحمض بحصر عمل هذه المضخات الدقيقة. وهي تتضمن الأدوية الموصوفة التالي: أوميبرازول (Prilosec)، لانسوبرازول (Prevacid)، ورابيبرازول (Aciphex). وثمة عقار آخر هو بانتوبروزول (Protonix)، يمكن تناوله بالفم أو يؤخذ عبر الأوردة ويوصف في المستشفيات. وعلى ما يبدو فإنّ هذه المثبطات تثبط أيضاً بكتيريا H. pylori إلا أنّ كلفة هذه العقاقير تعادل ضعف كلفة أدوية حصر الحمض. ومن آثارها الجانبية غير المألوفة، ألم في المعدة وإسهال وصداع.
عوامل حماية الخلايا
هي أدوية مخصصة للمساعدة على حماية الأنسجة التي تبطن المعدة والأمعاء الدقيقة. وهي تتضمن الأدوية الموصوفة التالية، سوكرالفات (Carafate) وميزوبروستول (Cytotec). غير أنّ لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية. فمن شأن السوكرالفات أن يسبب الإمساك، أما الميزوبروستول فقد يسبب إسهالاً ونزفاً في الرحم. ويجب ألا يوصف الميزوبروستول للحوامل لأنه قد يؤدي إلى الإجهاض.
وثمة عامل حماية آخر هو بزموث سابساليسيلايت (Pepto – Bismol). فبالإضافة إلى حماية بطانة المعدة والأمعاء، يبدو بأنّ مركبات البزموث تثبط نشاط بكتيريا H. pylori.
القروح التي يتعذّر شفاؤها
يشفى 90 بالمئة تقريباً من حالات القرحة الهضمية في غضون شهر إلى ثلاثة أشهر. وتدعى القروح التي لا تشفى قروحاً عاصية. وثمة أسباب عديدة للإخفاق في شفاء القرحة. فعدم الالتزام بتعليمات الطبيب في العلاج هو أحد الأسباب. ومن الأسباب الأخرى أنّ بعض أنواع بكتيريا H. pylori مقاومة للمضادات الحيوية. هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى قد تتداخل مع عملية الشفاء بما في ذلك التعاطي المنتظم للتبغ أو الكحول أو العقاقير المضادة للالتهاب الخالية من الستيروييد. وفي بعض الأحيان تكون المشكلة عرضية، إذ يجهل بعض المرضى أنّ الدواء الذي يتناولونه يحتوي على عقار مضاد للالتهاب خالي من الستيروييد.
وفي حالات نادرة، تنجم القروح العاصية عن فرط إفراز حمض المعدة أو عن إصابة بغير بكتيريا H. pylori أو عن أمراض هضمية أخرى، بما فيها مرض كرون أو السرطان.
ويشتمل علاج القروح العاصية عموماً على القضاء على العوامل التي قد تعيق عملية الشفاء، بالإضافة إلى جرعات أقوى من أدوية القرحة. ويمكن أحياناً وصف أدوية إضافية. ولا يتم اللجوء إلى الجراحة إلا عندما تمتنع القرحة عن الاستجابة للعلاج الطبي القوي.
دور المريض
قبل اكتشاف بكتيريا H. pylori وكان مرضى القرحة يخضعون لنظام غذائي قاسٍ ويؤمرون بتجنب التوتر في حياتهم. واليوم مع استبعاد الطعام والتوتر كأسباب للقروح الهضمية، لم تعد هذه القوانين سارية. مع ذلك، ما زال يُنصح أثناء علاج القرحة بالحمية عن بعض الأطعمة وبتجنب التوتر. فمن شأن الأطعمة الحمضية أو الحارّة أن تضاعف ألم الحرقة. وهو أمر ينطبق أيضاً على التوتر الذي يبطئ العملية الهضمية، متيحاً للطعام ولحمض المعدة بالبقاء في المعدة والأمعاء لفترة أطول.
وقد ينصح الطبيب أيضاً باتخاذ الخطوات التالية:
● الامتناع عن التدخين.
● تجنب الكحول.
● لتخفيف الألم، تناول أسيتامينوفين (Tylenol) عوضاً عن العقاقير المضادة للالتهاب الخالية من الستيروييد.
وفي حال عدم فعالية الأسيتامينوفين، تناقش مع الطبيب حول أنواع أحدث من مسكّنات الألم الموصفة، وتدعى مثبطات COX-2. فهذه الأدوية مصممة لتسكين ألم المفاصل والعضلات من دون أن تسبب كغيرها مشاكل في المعدة والأمعاء.
عسر الهضم غير التقرحي
في بعض الأحيان، يقصد الناس الطبيب اعتقاداً منهم بأنهم مصابون بالقرحة، ولكنهم لا يعانون منها في الواقع. فبالرغم من الألم الناخر في أعلى البطن، لا تظهر اختبارات التشخيص وجود قرحة أو مشكلة هضمية أخرى، وتأتي نتائج جميع الاختبارات طبيعية. والحقيقة أنّ كثيراً من هؤلاء يعانون من عسر الهضم غير التقرحي.
وتطرأ هذه الحالة من دون سبب واضح. ومن أبرز عوارضها الألم أو الانزعاج في أعلى البطن. وعلى غرار القرحة، غالباً ما يزول الألم بعد تناول الطعام أو مضادات الحموضة. أما العوارض الأخرى للحالة فتشتمل على غازات أو انتفاخ أو غثيان أو شعور بالامتلاء بعد تناول كمية معتدلة من الطعام.
نظريات عديدة في أسباب عسر الهضم غير التقرحي
لا يزال سبب عسر الهضم غير التقرحي مجهولاً على نطاق واسع. فمن الممكن أن ينشأ الألم عن “تهيج” في بطانة المعدة. وللباحثين نظريات أخرى أيضاً.
وجود بكتيريا H. pylori: قد تمثل العوارض حالة مبكرة من الإصابة بهذه البكتيريا بالرغم من عدم وجود قرحة.
استجابة للعقاقير والملحقات: من المعروف أنّ بعض مسكنات الألم مثل الأسبيرين وغيرها من العقاقير المضادة للالتهاب الخالية من الستيروييد تسبب قروحاً والتهاباً في المعدة. ومن المحتمل أيضاً أن تؤدي هذه الأدوية إلى تهيّج الجهاز الهضمي من دون إيذاء المعدة أو الأمعاء. وهذا ما ينطبق أيضاً على عقاقير وملحقات أخرى، بما فيها المضادات الحيوية والستيروييدات والمعادن والأعشاب.
فرط إفراز حمض المعدة: من شأن الخلايا المفرزة للحمض في المعدة أن تفرز منه كميات تفوق المعدل الطبيعي. وهذا ما قد يؤدي إلى تهييج الأنسجة الهضمية.
اضطراب في المعدة: قد يحدث خلل في عمل المعدة أو تفريغها الطبيعيين لأسباب غير معروفة. وهي حالة غالباً ما تعقب الإصابات الفيروسية.
الحساسية تجاه الحمض: قد تكون الأنسجة الهضمية في المعدة والاثني عشري مفرطة الحساسية تجاه مستويات الحمض الطبيعية، فتتهيج بسهولة.
الحساسية تجاه الأطعمة: في بعض الحالات، تكون المعدة والأمعاء مفرطة الحساسية تجاه بعض الأطعمة أو مكوناتها. وتشتمل هذه الأطعمة غالباً وليس دوماً، على بعض البهارات والفاكهة الحمضية والخضروات التي تحتوي على مستوى معتدل إلى مرتفع من الحمض. كما يلاحظ البعض بأن القهوة تزيد العوارض سوءاً.
الاستجابة المفرطة للحوافز الطبيعية: قد تعاني الإشارات العصبية بين المعدة والدماغ من خلل يجعلها تبدي استجابة مبالغة للتغيرات الطبيعية التي تحدث أثناء الهضم، كتمدد المعدة مع امتلائها بالطعام.
التوتر: يشكل الألم أحياناً طريقة الجسد في الاستجابة للتوتر.
الاضطراب النفسي: من شأن الاكتئاب أو القلق أو بعض العوامل الأخرى التي تؤثر على الصحة النفسية أن تؤدي دوراً في عسر الهضم غير التقرحي.
علاج عسر الهضم غير التقرحي
تعتبر عوارض عسر الهضم غير التقرحي خفيفة عادة، وغالباً ما يتم علاج الحالة بتفحص العادات اليومية وتغييرها. ويستوجب ذلك تجنب الأطعمة التي يبدو بأنها تسبب تفاقم العوارض والتحكم بالتوتر وتغير الأدوية والملحقات اليومية أو الحد منها. ويرى البعض بأن تناول وجبات صغيرة ولكن أكثر عدداً والتخفيف من استهلاك الدهون يساهم في تحسن الحالة.
أما في حال عدم نجاح هذه التدابير، قد يصف الطبيب علاجاً بالأدوية. وهو يصف هنا كثيراً من الأدوية المستعملة لعلاج القرحة، وحتى المضادات الحيوية أحياناً. والجدير بالذكر أنّ حوالي نصف المصابين بعسر الهضم غير التقرحي يحملون بكتيريا H. pylori وهم غير مصابين بالقرحة، بالرغم من وجود البكتيريا التي تسببها أحياناً. بيد أنّ القضاء على البكتيريا قد لا يزيل العوارض.
وتشتمل وسائل العلاج الأخرى على:
مسكنات الألم: من شأن الأدوية التي توقف الألم أو الشعور به، بما فيها مضادات الاكتئاب، أن تساعد على إبطال تحسس الأعصاب الهضمية. وغالباً ما تنجح مضادات الاكتئاب مع مرض تهيج الأمعاء، وهي حالة يظن الباحثون بأنها قد تقترن بعسر الهضم غير التقرحي. مع ذلك، لا تزال الدراسات ضرورية لإثبات فاعلية العلاج بمضادات الاكتئاب.
مضادات التشنج: وتتضمن الدواءين الموصوفين ديسيكلومين (Bentyl) وإيوسيامين Levsin. وهما فعالين غالباً في إيقاف التشنجات العضلية في القناة الهضمية، ولكنهما غير واعدين كثيراً في علاج عسر الهضم غير التقرّحي.
العلاج السلوكي: إن ظنّ الطبيب بأنّ الحالة ناجمة عن التوتر أو عن اضطراب نفسي، قد يوصي المريض برؤية طبيب أو عالم نفسي أو مستشار تمريض. إذ بمقدور هؤلاء المختصين أن يساعدونه على إيجاد طرق للسيطرة على التوتر أو التعامل مع قضايا حياتية أخرى قد يكون لها دور في إحداث العوارض.
المصدر: مايو كلينيك
مرض الارتداد المعدي المريئي GERDلا شك بأن كثيراً منا قد سبق له أن أصيب بالحرقة، أي ذلك الإحساس المحرق في الصدر وأحياناً في الحلق، والناجم عن ارتداد حمض المعدة إلى المريء. وقد يكون السبب في ذلك هو الإفراط في الأكل أثناء العشاء، أو الخلود للنوم قبل أن يتم هضم وجبة المساء الخفيفة.
والواقع أنّ الحرقة هي عارض شائع، والإصابة بها عرضياً لا يشكل مدعاةً للقلق عموماً. غير أنّ عدداً كبيراً من الناس يعاني من الحرقة بانتظام، لا بل يومياً. علماً أنّ حالات الحرقة المتكررة تمثل مشكلة خطيرة، وتستحق عناية طبية. وفي أغلب الأحيان، تشكل الحرقة المتواصلة أو المتكررة عارضاً لمرض الارتداد المعدي المريئي.
ما هو مرض الارتداد المعدي المريئي Gastroesophageal Reflux Disease ؟
ينتقل الطعام عندما تأكل عبر المريء إلى صمام عضلي يفصل بين أسفل المريء والمعدة. فينفتح هذا الصمام، الذي يدعى مِصرَّة المريء السفلى، للسماح للطعام بالمرور إلى المعدة ثم ينغلق من جديد.
ويحدث ارتداد حمض المعدة عندما يضعف الصمام ولا ينغلق بإحكام كما ينبغي. فيتدفق الحمض رجوعاً إلى أسفل المريء مسبباً حرقة متكررة وإزعاجاً يومياً. ومن شأن الحمض أيضاً أنّ يرتد إلى أعلى المريء مخلّفاً طعم حموضة في الفم أو مسبباً السعال. ويؤدي هذا الارتداد المتواصل للحمض إلى تهيّج بطانة المريء والتهابها (التهاب المريء). ومع الوقت، قد يصاب المريء بالتضيّق أو التآكل مما يسبب نزفاً أو صعوبة في البلع.
ومرض الارتداد المعدي المريئي هو الاسم الذي يطلق على حالات الارتداد المزمنة التي ينجم عنها التهاب المريء. ويصيب هذا المرض أياً كان، حتى الأطفال والرضّع، غير أنه أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين. واستناداً إلى الإحصاءات فإنّ نصف المصابين بهذا المرض يتراوح سنهم بين الخامسة والأربعين والرابعة والستين.
تنوع العوارض
يعتبر ارتداد الحمض والحرقة عارضين مشتركين لدى معظم المصابين بمرض الارتداد المعدي المريئي. أما بالنسبة إلى بقية العوارض فهي تختلف عادةً، وتشتمل على:
• حرقة
• ألم الصدر: غالباً ما يتفاقم الألم بعد وجبة دسمة أو أثناء الليل. وبما أنّ الإصابة بمرض الارتداد المعدي المريئي واعتلال القلب في وقت واحد هو أمر ممكن، فمن الضروري تقييم ألم الصدر للتأكد من أنه غير مقترن بحالة قلبية.
• السعال المتواصل: يصاب البعض بسعال مزمن قد يكون ناجماً عن ارتداد كميات صغيرة من حمض المعدة إلى المجاري الهوائية للرئة (الشعب الهوائية).
• أزيز النفَس: يبدو أن ارتداد الحمض يؤدي إلى تفاقم أزيز النفس الشبيه أحياناً بالربو أو يتسبب في نشوئه.
• مشاكل الحلق (بحة): من شأن ارتداد الحمض والالتهاب أن يسببا بحة في الصوت أو حاجة دائمة إلى تنظيف الحلق كما يولدان في حالات أخرى شعوراً بوجود كتلة فيه أو يؤديا إلى التهاب مزمن أو فُواق.
• صعوبة البلع: قد تشير مشاكل البلع إلى تضيّق المريء أو إصابته بتشنج مؤقت. وفي الحالات الحادة، قد يصاب المريض بالاختناق أو يشعر وكأن الطعام محجوز خلف عظم الصدر.
• النزف: من شأن التهاب بطانة المريء وتآكلها أو الإصابة بقرحة مريئية أن تسبب نزفاً. وقد يبدو الدم أحمر فاتحاً أو داكناً (أو حتى أسود) ويظهر في القيء أو ممتزجاً بالبراز.
من هم المعرَّضون للمرض؟
ليس من السهل دوماً تحديد سبب الارتداد المعدي المريئي. فبعض المصابين بالمرض ليست لديهم عوامل خطر تشير إلى سبب محتمل. غير أنّ كثيراً من الناس لديهم عامل واحد على الأقل. والواقع أنه ثمة خمسة عوامل من شأنها أن تزيد بشكل ملحوظ خطر الإصابة بمرض الارتداد المعدي المريئي. وهي تتضمن:
• الوزن الزائد: إنّ كثيراً من المصابين بمرض الارتداد المعدي المريئي، وليس جميعهم، هم من ذوي الوزن الزائد. فزيادة الوزن تضع ضغطاً إضافياً على المعدة والحجاب الحاجز، وهو العضل الكبير الذي يفصل بين الصدر والبطن، وتجبر مصرة المريء السفلى على الانفتاح. كما أنّ تناول وجبات كبيرة أو غنية بالدهون قد يؤدي إلى النتائج نفسها.
• التاريخ العائلي: استناداً إلى الباحثين في مايو كلينك، يملك بعض الأشخاص تأهباً وراثياً للمرض. فإن كان والداك أو أشقاؤك مصابين بمرض الارتداد المعدي المريئي، تتضاعف فرص إصابتك به أنت أيضاً.
• الفتق الفوهي أو الفتق الحجابي (Hiatal hernia): في هذه الحالة، يبرز جزء من المعدة إلى أيمن الصدر، ويعجز الحجاب الحاجز عن مصرة المريء السفلى. وحين يكون الفتق كبيراً، من شأنه أن يجعل ارتداد الحمض أكثر سوءاً.
• التدخين: من شأن التدخين أن يزيد من إفراز الحمض ويؤدي بالتالي إلى تفاقم مرض الارتداد.
• الحمل: يعتبر مرض الارتداد المعدي المريئي أكثر شيوعاً أثناء الحمل وذلك بسبب تزايد الضغط على المعدة وزيادة إفراز البروجسترون. والمعروف أنه من شأن هذا الهرمون أن يسبب استرخاء كثير من العضلات، بما فيها مصرة المريء السفلى.
• الربو: يشيع مرض الارتداد المعدي المريئي أيضاً لدى المصابين بالربو. بيد أنه من غير الواضح ما إذا كان الربو يشكل سبباً أو نتيجة لهذا المرض. ويمكن القول نظرياً بأنه من شأن السعال والأزيز اللذين يرافقان الربو أن يؤديا إلى تغير في الضغط داخل الصدر والبطن، ينجم عنه ارتداد حمض المعدة إلى المريء. علاوة على ذلك، بإمكان بعض الأدوية المستعملة لتوسيع المجاري الهوائية أن ترخي مصرة المريء السفلى متيحة للحمض بالارتداد.
وبمقدور مرض الارتداد المعدي المريئي أيضاً أن يفاقم عوارض الربو. فمثلاً، قد يستنشق المريض كميات صغيرة من العصارات الهضمية المرتدة إلى المريء، مما يسبب تلف المجاري الهوائية.
• الداء السكري: من بين مضاعفات السكري العديدة ثمة اضطراب هضمي يتمثل في استغراق المعدة وقتاً طويلاً لهضم الطعام (شلل المعدة). وحين تبقى محتويات المعدة فيها لفترة طويلة، من شأنها أن ترتد إلى المريء وتتلف البطانة.
• القرحة الهضمية: إنّ وجود جرح مفتوح (قرحة) قرب الصمام الذي يتحكم بتدفق الطعام من المعدة إلى المعي الدقيق (صمام البواب) بإمكانه أن يسدّ الصمام أو يعيق عمله. بالتالي، لا تخرج الأطعمة والسوائل من المعدة بالسرعة المطلوبة، فيبقى الحمض في المعدة لوقت أطول من العادة ويرتد إلى المريء.
• تأخر تفريغ المعدة: إضافة إلى السكري أو القرحة، من شأن الخلل الوظيفي لأحد الأعصاب أو العضلات أن يؤخر تفريغ المعدة، ويسبب ارتداد الحمض.
• اضطرابات في النسيج الضامّ: من شأن الأمراض التي تؤدي إلى زيادة سماكة النسيج العضلي وتورمه أن تمنع العضلات من الاسترخا ء والتقلص بشكل طبيعي، متيحة ارتداد الحمض.
• مرض زولينغر إليسون Zolinger Ellison Syndrom: من مضاعفات هذا الاضطراب النادر إفراز المعدة كميات مرتفعة جداً من الحمض، مما يضاعف خطر ارتداد الحمض والإصابة بمرض الارتداد المعدي المريئي.
العقاقير والملحقات التي قد تفاقم مرض الارتداد المعدي المريئي
من شأن بعض الأدوية والملحقات أن تؤدي إلى تفاقم عوارض مرض الارتداد المعدي المريئي وذلك بتخفيف ضغط مصرة المريء السفلى أو تهييج المريء. بالتالي، حاول تجنب الأدوية والملحقات التالية إن أمكن. وفي حال كنت تتعاطى أحدها، استشر الطبيب قبل التوقف عن أخذها. فإيقاف هذه الأدوية بشكل مفاجئ قد يشكل خطراً على صحتك.
● مضادات إفراز الكولين، وهي أدوية ترخي العضلة الملساء.
● أدوية حصر قناة الكالسيوم، وتوصف لارتفاع ضغط الدم.
● أقراص البوتاسيوم.
● أقراص الفيتامين ج.
● تيتراسيكلين، وهو مضاد حيوي، على شكل كبسولات.
● العقاقير المضادة للالتهاب الخالية من الستيروييد، كالأسبيرين (Bayer, Bufferin)، إبوبروفين (Advil, Motrin, Nuprin)، نابروكسين (Aleve) وكيتوبروفين (Orudis).
● كينيدين (Quinidex)، وهو دواء لعدم انتظام القلب.
● ثيوفيلين (Theo-Dur)، ويوصف للربو.
● المسكنات والمهدئات.
● ألندرونات (Fosamax)، ويوصف لترقق العظم.
الأسباب الأخرى لالتهاب المريء
يعتبر مرض الارتداد المعدي المريئي من أكثر أسباب التهاب المريء شيوعاً. غير أنّ الالتهاب قد يتأتّى عن أسباب أخرى. فمن شأن الفطريات أو أحد الفيروسات أن تحدث التهاباً في نسيج المريء، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
كما أنه ثمة أقراص قد تهيّج الأنسجة أثناء ابتلاعها، خاصة إنّ تم تناولها من دون سائل ملائم أو أثناء الاستلقاء. وتشتمل هذه الأقراص على المضادات الحيوية، والألندرونات (Fosamax) التي توصف لترقق العظم، وأقراص الفيتامين C.
ما هو الفتق الحجابي؟
الفتق الفوهي هو عبارة عن نتوء الجزء الأعلى من المعدة في تجويف الصدر الأيمن. وقد كانت هذه الحالة تعتبر في الماضي السبب الأبرز لمرض الارتداد المعدي المريئي، بيد أنّ رأي الأطباء في هذا الموضوع اتخذ اليوم منحىً آخر. وصاروا يعتبرون حالات الفتق الفوهي المتوسط إلى الكبير فقط هي التي تؤدي دوراً في مرض الارتداد المعدي المريئي، إما عبر المساهمة في زيادة حدة الارتداد أو في تفاقم عوارض المرض.
ويفصل بين تجويف الصدر والبطن عضلة كبيرة على شكل قبة تدعى الحجاب الحاجز. ويظهر الفتق الفوهي حين يندفع الجزء الأعلى من المعدة إلى الأعلى عبر الفتحة (الفوهة) الموجودة في الحجاب الحاجز والتي يمر المريء من خلالها.
ولا يشكل الفتق الفوهي الصغير مشاكل تذكر. والواقع أنّ معظم الفتوق الفوهية لا تسبب عوارض على الإطلاق. إلا أنه من شأن الفتوق المتوسطة إلى الكبيرة الحجم أن تساهم في تفاقم الحرقة بإحدى هاتين الطريقتين. في الحالات الطبيعية، يكون الحجاب الحاجز موازياً لمصرة المريء السفلى، بحيث يدعمها ويضغط عليها لإبقائها مقفلة. ويأتي الفتق الفوهي ليزيح المصرة ويخفف الضغط على الصمام. وبإمكان الفتق الفوهي أيضاً أنّ يسبب الحرقة إن تحول الجزء المفتوق من المعدة إلى وعاء لحمض المعدة، الذي يتجه فوراً إلى المريء.
في حالة الفتق الفوهي، يبرز الجزء الأعلى من المعدة فوق الحجاب الحاجز.
وفي التواء الجزء الناتئ من المعدة في تجويف الصدر، يصبح المصاب عرضة للألم والانتفاخ وصعوبة البلع وانسداد المريء. وفي حالات نادرة، قد يبرز جزء كبير من المعدة في تجويف الصدر مقلصاً تدفق الدم إلى المعدة. وتسبب هذه الحالة ألماً حاداً في الصدر وصعوبة في البلع.
وبالنسبة إلى الفتوق الفوهية الكبيرة التي تسبب مشاكل للمصابين بها، فيتم علاجها عموماً بالجراحة لإعادة المعدة إلى وضعها الطبيعي وإغلاق فتحة الحجاب الحاجز.
مخاطر تجاهل العوارض
إنّ مضاعفات مرض الارتداد المعدي المريئي شائعة جداً. وفي حال عدم علاج الحالة، من شأن ارتداد الحمض أن يؤدي إلى واحدة أو أكثر من المشاكل التالية:
1. التضيّق المريئي
يطرأ التضيق لدى حوالى 10 بالمئة من المصابين بالمرض. إذ يؤدي تلف خلايا أسفل المريء الناجم عن التعرض للحمض إلى تشكل نسيج ندبي. فيضيق هذا النسيج ممر الطعام وقد يعيق البلع ويؤدي إلى احتباس اللقم الكبيرة في المنطقة المتضيقة. وينص علاج التضيق عامةً على إجراء عملية لشدّ وتوسيع أنسجة المريء، بالإضافة إلى دواء كابح للحمض يساعد على منع إعادة التضيق.
2. القرحة
من شأن حمض المعدة أن يؤدي إلى تآكل بعض الأنسجة في المريء يتكون بنتيجته جرح مفتوح. وقد تنزف القرحة مسببة الألم وصعوبة في بلع الطعام. غير أنّ العقاقير المصحوبة بتغييرات في نمط الحياة للتحكم بارتداد الحمض المعدة قد تنجح في شفاء القرحة، وذلك بإعطائها الوقت الكافي لتلتئم. لمزيد من المعلومات عن القروح.
3. مريء باريت Barrett’s esophagus
هو من إحدى المضاعفات الخطيرة لمرض الارتداد المعدي المريئي. وبالرغم من ندرة هذه الحالة، إلا أنها في تزايد مستمر. وفي مريء باريت يتغير لون وبنية الأنسجة التي تبطن أسفل المريء، فتتحول من اللون الوردي إلى لون السلمون (أي البرتقالي الوردي). وتبدو الأنسجة تحت الميكروسكوب شبيهة بأنسجة المعي الدقيق. ويدعى هذا التغير الخلوي بالتبدّل الكامل.
ويتأتى التبدل الكامل عن التعرض المتكرر والطويل لحمض المعدة، ويقترن بزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء. واستناداً إلى الإحصاءات، فإنّ 5 بالمئة من المصابين بمرض الارتداد المعدي المريئي لديهم مريء باريت. وفور الإصابة بهذه الحالة، يرتفع احتمال تكون سرطان المريء بين 30 و 125 مرة اكثر من الأشخاص الاصحاء. ولكن نظراً لندرة سرطان المريء، يبقى احتمال إصابة مريض الارتداد المعدي المريئي بسرطان المريء منخفضاً جداً.
ويعتبر التنظير الداخلي الوسيلة الأكثر استعمالاً للكشف عن مريء باريت. إذ يتم إدخال أنبوب دقيق ومرن يحتوي على كاميرا بالغة الصغر في المريء، مما يسمح للطبيب بفحص هذا العضو والبحث عن الأنسجة التالفة. وفي حال اكتشاف تغيرات نسيجية، قد يعمد الطبيب إلى أخذ عيّنات صغيرة (خزع) من النسيج من أسفل المريء لفحصها والتأكد من وجود دليل لتغيّرات خلوية ما قبل سرطانية. وتتراوح درجة التغيرات ما قبل السرطانية في مريء باريت من التغيرات المنعدمة إلى القليلة ولكن الملحوظة (خلل نسيجي خفيف الدرجة) إلى التغيرات الخطيرة (خلل نسيجي عالي الدرجة)، وأخيراً إلى السرطان التوسعي. وكلما ازدادت خطورة التغيرات، تعاظم احتمال وجود سرطان أو تكونه.
وثمة علاج لمريء باريت. غير أنّ المشكلة تتمثل في كون المصابين غالباً ما يلجأون إلى الطبيب بعد فوات الأوان، حين يكون السرطان قد سبق وظهر. ويبدأ العلاج بالسيطرة على مرض الارتداد المعدي المريئي بواسطة الغذاء والتغييرات الحياتية وغالباً بالأدوية لإيقاف ارتداد حمض المعدة. وقد يوصي الطبيب بإجراء تنظير داخلي كل سنتين إلى 3 سنوات للاطلاع على التغيرات الطارئة على الأنسجة المريئية. وفي حالات الخلل النسيجي العالي الدرجة، قد يشتمل العلاج على إحراق الأنسجة التالفة أو على جراحة لإزالة جزء من المريء.
زيارة الطبيب
إنّ كنت تصاب بالحرقة مرتين في الأسبوع على الأقل وذلك لعدة أسابيع أو لاحظت تفاقم العوارض، اقصد الطبيب. وسيطرح عليك هذا الأخير أسئلة عن صحتك وعن العوارض التي تشعر بها. كم مرة تطرأ العوارض؟ متى تطرأ عادةً؟ هل تزداد حدتها؟ هل ثمة ما يشعرك بالتحسن؟ وقد يستعلم الطبيب أيضاً عن نمط حياتك: هل تدخن؟ ما هي عاداتك الغذائية؟ هل ازداد وزنك مؤخراً؟
فإن كنت تعاني من العوارض النموذجية لمرض الارتداد المعدي المريئي، أي الحرقة وارتداد الحمض، من دون وجود أية عوارض أو مضاعفات أخرى، قد لا تحتاج لإجراء أيّة اختبارات. ولكن، إن كانت الحرقة حادة أو مصحوبة بعوارض إضافية، فقد يشير ذلك إلى وجود مضاعفات للمرض. وسيحتاج الطبيب على الأرجح للقيام ببعض الاختبارات قبل إعطاء التشخيص.
لتشخيص مرض الارتداد المعدي المريئي وتحديد المضاعفات التي تصاحبه، يصف الطبيب واحداً أو أكثر من الاختبارات التالية.
• التنظير الداخلي العلوي: وهو يعتبر الاختبار الأكثر دقة لأنه يسمح للطبيب برؤية المريء والمعدة. كما يمكنه أخذ عيّنات عند الضرورة.
• صورة أشعة إكس لأعلى المعدة والأمعاء: من شأن هذا الاختبار أن يكشف عن الظواهر الشاذة أو الانسداد في أعلى قناة المعدة والأمعاء. ويشرب المريض قبل الخضوع للاختبار محلولاً معدنياً أبيض اللون (باريوم) يغلّف القناة الهضمية، ويسمح برؤية المعدة والأمعاء بشكل أوضح على أفلام أشعة إكس.
• اختبار سبر الحمض المتنقّل (PH): يقيس هذا الاختبار مستويات الحمض في أعلى المريء وأسفله، ومن شأنه أن يساعد على تحديد مدى تواتر ارتداد الحمض ومدته.
العناية الذاتية، خطوة أولى نحو العلاج
بغض النظر عن حدة المرض، فإنّ الخطوة الأولى لعلاج مرض الارتداد المعدي المريئي هي فحص العادات المعيشية. فبالنسبة إلى من يعانون من عوارض خفيفة، قد تكون التغييرات الحياتية كافية لعلاج المرض. أما في الحالات الحادة، فمن شأن التغييرات المعيشية أن تساعد على السيطرة على المرض بالأدوية.
• أقلع عن التدخين: فالتدخين يضاعف ارتداد الحمض ويجفف اللعاب الذي يساعد على حماية المريء من الحمض.
• تناول وجبات أصغر حجماً: فهذا يخفف الضغط على مصرة المريء السفلى ويمنع الصمام من الانفتاح ليرتد الحمض إلى المريء.
• اجلس معتدلاً بعد الأكل: انتظر ثلاث ساعات على الأقل قبل الذهاب إلى الفراش أو أخذ قيلولة. وخلال هذه المدة يكون معظم الطعام الموجود في المعدة قد انتقل إلى المعى الدقيق، ولا يمكنه الارتداد إلى المريء.
• لا تمارس الرياضة مباشرة بعد الأكل: انتظر لساعتين أو ثلاث ساعات قبل القيام بنشاط جسدي مضنٍ.
• قلّل من الأطعمة الدهنية: أسفرت الدراسات عن احتمال وجود علاقة وثيقة بين استهلاك الدهون ومرض الارتداد المعدي المريئي. فالأطعمة الدهنية ترخي مصرة المريء السفلى وتسمح لحمض المعدة بالارتداد إلى المريء. كما تبطّئ الدهون عملية تفريغ المعدة وتزيد المدة التي يمكن أن يرتد خلالها الحمض إلى المريء.
• تجنب الأطعمة والمشروبات الضارة: وهي تشتمل على المشروبات المحتوية على الكافيين والشوكولا والبصل والمأكولات المحتوية على التوابل والنعناع. إذ تميل هذه الأطعمة إلى زيادة إفراز حمض المعدة، ومن شأنها أيضاً أن ترخي مصرة المريء السفلى. إضافة إلى ذلك، قلل من الفاكهة الحمضية والمأكولات المرتكزة على الطماطم. فهذه الأطعمة حمضية وقد تهيّج المريء المصاب بالالتهاب مؤدية إلى تفاقم عوارض مرض الارتداد المعدي المريئي لدى البعض.
فإن كانت مصرة المريء السفلى لديك مصابة بضعف معتدل إلى حاد، فإن ما تتناوله من طعام أو شراب لا يهم فعلاً. ذلك أنّ حمض المعدة يرتد إلى المريء بغض النظر عما تأكل.
• تجنب الكحول: فالكحول يرخي مصرة المريء السفلى وقد يهيج المريء ويزيد العوارض سوءاً.
• خفف الوزن الزائد: فزيادة الضغط على المعدة بسبب الوزن الزائد يجعل المرء أكثر عرضة للإصابة بالحرقة وارتداد الحمض.
• ارفع رأس السرير من 6 إلى 9 إنش: فهذه الطريقة توفر انحناءً تدريجياً من القدمين إلى الرأس وتساعد على منع الحمض من التدفق إلى المريء أثناء النوم. ضع إسفنجة تحت المرتبة لرفعها، والأفضل وضع قطع خشبية تحت قدمي السرير من جهة الرأس.
• تجنب الملابس الضيقة: فهي تضغط على المعدة.
• خذ وقتاً للاسترخاء: حين تشعر بالتوتر تتباطأ عملية الهضم وتتفاقم عوارض مرض الارتداد المعدي المريئي. إلا أنّ تقنيات الاسترخاء، كالتنفس العميق أو التأمل أو اليوغا، من شأنها تحسين حالة المريض عبر تخفيف التوتر، بالرغم من عدم إثبات فعاليتها علمياً.
الأدوية المستعملة
ربما جربت جميع وسائل العناية الذاتية، فانقطعت عن تناول الأطعمة الدهنية وصارت وجباتك أصغر حجماً وخففت من وزنك وأقلعت حتى عن التدخين. غير أنّ العوارض بقيت على حالها أو تحسنت بشكل طفيف فقط. حين لا تنفع التغييرات المعيشية، تتمثل الخطوة التالية بالعلاج بالأدوية.
1. مضادات الحموضة
تعتبر هذه الأدوية غير الموصوفة ملائمة جداً لحالات الحرقة العارضة أو الطفيفة. فمضادات الحموضة تبطل حمض المعدة وتزيل العوارض بصورة سريعة ومؤقتة. وتتوفر هذه الأدوية بأشكال مختلفة من العوامل المبطلة. فمثلاً، Tums ﻭRolaids هي أقراص تؤخذ مضغاً وتحتوي على كاربونات الكالسيوم. أما Mylanta ﻭMaalox فيحتويان على الماغنيزيوم أو الكالسيوم ويتوافران على شكل سائل أو أقراص. وبشكل عام، تؤدي الأشكال السائلة مفعولاً أسرع من الأقراص، مع أنّ البعض لا يفضلونها.
وبإمكان مضادات الحموضة أن تخفف العوارض إلا أنها لا تعالج سبب الارتداد. وهي آمنة إجمالاً، ولكن في حال استعمالها بشكل متواصل من شأنها أن تسبب آثاراً جانبية كالإسهال أو الإمساك. وقد تتفاعل بعض مضادات الحموضة مع عقاقير أخرى بما فيها أدوية اعتلال الكلى أو القلب. إضافة إلى ذلك، فإن الاستعمال المتواصل للمستحضرات المحتوية على الماغنيزيوم يمكن أن يؤدي إلى توضّع الماغنيزيوم الذي قد يفاقم اعتلال الكلى أو يسببه، خاصةً إن كان المريض مصاباً بالسكري. ومن شأن كثرة الكالسيوم أيضاً أن تؤدي إلى حصى في الكلى. فإن كنت تتعاطى مضادات الحموضة بانتظام، اذكر الأمر لطبيبك.
2. أدوية حصر الحمض
تتوافر هذه الأدوية المعروفة أيضاً بأدوية حصر الهيستامين (H-2) بأنواع موصوفة وغير موصوفة. وعوضاً عن إبطال الحمض، فهي تقلص إفرازه. وتتميّز أدوية حصر الحمض عن مضادات الحموضة بقدرتها على منع ارتداد الحمض والحرقة، وليس تخفيفها فحسب. علاوة على ذلك فإن مفعولها يدوم أطول نظراً لكونها توقف الحرقة لمدة 8 ساعات، مقابل 4 ساعات أو أقل بالنسبة إلى مضادات الحموضة.
وتشتمل أدوية حصر الحمض على: سيميتيدين (Tagamet)، فاموتيدين (Pepcid)، نيزاتيدين (Axid)، ورانيتيدين (Zantac). وتتمتع الأنواع غير الموصوفة بنصف قوة مثيلاتها الأدوية الموصوفة. ويستحسن أخذ أدوية حصر الحمض قبل الوجبة التي تسبب الحرقة أو بعد ظهور العوارض، علماً أنّ مفعولها لا يظهر قبل 30 دقيقة على الأقل.
وتساعد أدوية حصر الحمض على شفاء التهاب المريء والقروح وذلك بتخفيف تعرض أنسجة المريء للحمض. وقد يوصي الطبيب باستعمال الدواء لعدة شهور أو أكثر إن كان يحول دون عودة العوارض. والجدير بالذكر أنّ هذه العقاقير نادراً ما تسبب بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك تغيرات معوية وجفاف في الفم ودوار ونعاس، ولكنها آمنة عموماً. بيد أنّه يحظر أخذ بعض أدوية حصر الحمض مع عقاقير أخرى تجنباً لاحتمال حدوث تفاعلات خطيرة. بالتالي، إن كنت تتناول دواءً لحصر الحمض وتستعمل في الوقت نفسه أدوية أخرى، استشر الطبيب أو الصيدلي حول التفاعلات المحتملة للعقار.
3. مثبطات ضخ البروتون
تعتبر هذه الأدوية الموصوفة، لانسوبرازول (Prevacid)، أوميبرازول (Prilosec)، ورابيبرازول (Aciphex)، هي الأكثر فعالية في علاج مرض الارتداد المعدي المريئي. وثمة مثبط أحدث هو بانتوبروزول (Protonix)، ويمكن تناوله عن طريق الفم أو بالوريد في المستشفيات. ويقوم هذا العقار بحصر إفراز الحمض متيحاً للنسيج المريئي المتضرر بالشفاء. وهو سهل الاستعمال لأنه يؤخذ مرة في اليوم. بيد أنه أكثر كلفة من
4. الأدوية الأخرى لمرض الارتداد المعدي المريئي.
وتعتبر مثبطات ضخ البروتون آمنة إجمالاً ويمكن تحمّلها في العلاج الطويل المدى لمرض الارتداد المعدي المريئي. وقد أثبتت التجارب بأنّ هذه العقاقير آمنة بالنسبة إلى الأطفال دون سن العاشرة. أما المخاوف الأولية من احتمال أن تسبب الأدوية أوراماً في المعدة، فلم يتم تأكيدها. فإن كنت تعاني من عوارض حادة لمرض الارتداد المعدي المريئي، قد يوصي الطبيب باستعمال العقار لمدة غير محددة وذلك لإبقاء العوارض تحت السيطرة. وتجنباً للآثار الجانبية المحتملة، كألم المعدة أو البطن أو الإسهال أو ليونة البراز أو الصداع، يصف الطبيب أصغر جرعة فعالة.
متى يتم اللجوء إلى الجراحة؟
نظراً لفعالية الأدوية، نادراً ما يتم اللجوء إلى الجراحة لعلاج مرض الارتداد المعدي المريئي. بيد أنّ الجراحة قد تشكل خياراً في حال عدم احتمال المريض للأدوية، أو عدم فعالية هذه الأخيرة أو عدم تمكن المريض من استعمالها على المدى الطويل. علاوة على ذلك، يوصي الطبيب بإجراء الجراحة إن عانى المريض من إحدى المضاعفات التالية:
● فتق فوهي كبير
● التهاب مريئي حاد، خاصة إن ترافق بنزف.
● تضيّق متكرر في المريء.
● مريء باريت، خاصةً إن ترافق مع تغيرات سابقة للسرطان أو سرطانية.
● مشاكل رئوية حادة، كالتهاب القصبات أو الإلتهاب الرئوي، ناجمة عن ارتداد الحمض.
أبرز الاختبارات المعتمدة لتشخيص المشاكل الهضميةبالنسبة إلى معظم الأشخاص، لا تشكل حالات الحرقة أو الإسهال العارض مدعاةً للقلق. ولا يلجأ الناس عادةً إلى الأطباء إلا حين تستمر العوارض الهضمية أو تسوء. وبمقدور الطبيب أن يشخص مصدر المشكلة بوقت قصير. إذ يكفيه عادةً إجراء فحص جسماني بالإضافة إلى طرح أسئلة حول العوارض وعادات الأكل والتمارين الجسدية والروتين اليومي.
غير أنه في كثير من الأحيان، يحتاج الطبيب قبل إعطاء التشخيص إلى إجراء بعض الاختبارات. والواقع أنّ اختبارات التشخيص مفيدة جداً خاصةً حين تشير العوارض إلى أكثر من سبب محتمل. ومن شأن الاختبارات أيضاً أن تؤكد التشخيص الأولي للطبيب.
ويعتمد نوع الاختبار الذي يخضع له المريض على العوارض بالإضافة إلى موضعها وحدتها وتواترها. وفيما يلي بعض من أبرز الاختبارات المعتمدة لتشخيص المشاكل الهضمية.
تحاليل الدم
غالباً ما تشكل تحاليل الدم الخطوة الأولى في سبيل التشخيص. ويعود ذلك إلى سهولة إجرائها من جهة، ولأنها تعطي الطبيب فكرة عامة عما يدور في جسد المريض من جهة ثانية. وقد يطلب الطبيب عدة تحاليل، بما في ذلك أحد التحاليل التالية أو بعضها:
• التعداد الكامل لكريات الدم (CBC): يقيس هذا التحليل عدداً من خصائص الدم بما في ذلك عدد الكريات الحمراء والبيضاء. فانخفاض عدد الكرات الحمراء (فقر الدم) قد يقترن بنزف معدي معوي. أما ارتفاع عدد الكريات البيضاء فقد يشير إلى وجود إنتان أو التهاب.
• تحاليل الكبد: تقيس هذه التحاليل بعض الأنزيمات والبروتينات في الدم. وفي حال وجود خلل في وظيفة الكبد، غالباً ما تكون معدلاتها غير طبيعية.
• قياس مستوى الكاروتين والفيتامين ب -12 وأملاح حامض الفوليك (folate): فإن كان مستوى هذه المغذيات في الدم غير طبيعي، قد يشير ذلك إلى أنّ الأمعاء لا تمتص المغذيات من الطعام (مشكلة سوء امتصاص).
• قياس مستوى الالكتروليت: من شأن حالات التقيؤ أو الإسهال الحادة أن تسبب انخفاضاً في مستوى الكتروليت الصوديوم والبوتاسيوم في الدم. والانخفاض الحاد لمستوى البوتاسيوم قد يعرض المصاب إلى مشاكل في القلب.
تحاليل البول والبراز
من شأن تحليل البول أن يساعد أحياناً على التعرف على أسباب نادرة لألم البطن أو الإسهال، وذلك عبر الكشف عن مستويات غير طبيعية لمواد معينة يتم التخلص منها في البول.
وقد يطلب الطبيب عينة عن البراز في حالات الإسهال الحاد للتحقق من وجود طفيليات أو بكتيريا (أو سموم مقترنة بها) من شأنها أن تكون مسؤولة عن الإسهال. وبإمكان تحاليل البراز أن تكشف أيضاً ارتفاعاً في مستوى الدهن في البراز، مما يشير إلى مشكلة سوء امتصاص.
ومن تحاليل البراز الشائعة أيضاً تحليل الدم البرازي المستتر. ويسمح بالتحقق من وجود دم خفي ناجم عن السرطان أو عن أمراض أخرى قد تسبب نزفاً معوياً، كالقروح أو مرض الأمعاء الالتهابية.
وقد يشكل تحليل الدم البرازي المستتر جزءاً روتينياً من اختبار الكشف عن سرطان القولون والمستقيم لدى من هم بسن الخمسين وما فوق. غير أنّ النزف ليس عارضاً مشتركاً بين جميع الأمراض السرطانية، وفي حال سبب السرطان نزفاً، يكون النزف متقطعاً. بالتالي، قد يُظهر التحليل نتيجة سلبية بالرغم من وجود سرطان. كما أنه ثمة أطعمة تحتوي على مواد كيماوية بمقدورها أن تؤدي إلى نتيجة خاطئة. ومن هذه الأطعمة البروكلي والملفوف واللحم الأحمر نصف المطهو، التي تشير إلى وجود دم في البراز بالرغم من عدم صحة ذلك. بالمقابل، تخفي ملحقات الفيتامين C النتيجة الإيجابية وتمنع تغير لون الشريط بالرغم من وجود الدم.
وثمة تحليل آخر للدم في البراز يدعى (Hemoquant test)، تم تطويره في مايو كلينك، يقل فيه احتمال النتائج الخاطئة. غير أنّه أكثر كلفة كما أنّ إجراؤه أكثر تعقيداً من التحليل السابق.
بالتالي، فإن كثيراً من الأطباء، بما في ذلك الأطباء العاملون في مايو كلينك، ينصحون باعتماد وسائل أخرى للكشف عن سرطان القولون والمستقيم، عوضاً عن تحليل الدم البرازي المستتر أو بالإضافة إليه. وتشتمل هذه الاختبارات على التنظير السيني مع إجراء أشعة إكس للقولون أو تنظير للقولون.
صور الأشعة السينية
تمثل هذه الاختبارات خطوة أولى أخرى لتشخيص المشاكل الهضمية وذلك لبساطة إجرائها نسبياً أيضاً. ويعتمد نوع أشعة إكس الذي يخضع له المريض على موضع العوارض.
أشعة إكس لأعلى المعدة والأمعاء
يستخدم هذا الاختبار سلسلة من صور أشعة إكس للبحث عن مشاكل في المريء والمعدة والجزء الأعلى من المعى الدقيق (الاثنا عشري). ويساعد الصيام قبل التصوير على إخلاء المعدة من الطعام والسوائل، مما يسهل رؤية الظواهر غير الطبيعية.
ويقوم طبيب الأشعة بتثبيت جهاز أشعة إكس فوق المريض إن كان متمدداً، أو أمامه إن كان واقفاً. ويطلب منه في بداية العملية ابتلاع سائل أبيض مكثف يحتوي على الباريوم. والباريوم مادة كيميائية معدنية من الفئة القلوية تغلف بطانة القناة الهضمية مؤقتاً وتُظهر البطانة بشكل أوضح على أفلام أشعة إكس. وقد يُطلب أيضاً من المريض ابتلاع سائل أو أقراص مسببة للغازات، مثل بيكاربونات الصوديوم، وذلك لشدّ المعدة وفصل ثناياها مما يتيح رؤية أفضل للبطانة الداخلية.
ويتبع طبيب الأشعة مرور الباريوم في المعدة على شاشة فيديو. إذ تسمح مراقبة الباريوم بالكشف عن المشاكل من خلال كيفية عمل الجهاز الهضمي. فعلى سبيل المثال، بمقدور أشعة إكس أن تُظهر إن كانت العضلات التي تتحكم بالبلع تعمل بشكل سليم أثناء تقلصها واسترخائها. كما تكشف هذه الأشعة وجود ورم أو قرحة أو تضيّق في المريء.
وقد تستغرق العملية بكاملها ساعتين. فيمر الباريوم في الجهاز الهضمي بأكمله مسبباً برازاً أبيض لعدة أيام. ويعتبر الإمساك من الآثار الجانبية الشائعة، ولكن يمكن تفاديه بشرب كمية وافرة من السوائل بعد إجراء الاختبار. وقد يصف الطبيب أيضاً استعمال مسهلات أو حقن شرجية أو مزيجاً من الاثنين للمساعدة على إزالة الباريوم.
أشعة إكس للأمعاء الدقيقة
إن اشتبه الطبيب بوجود مشكلة في المعي الدقيق، كالانسداد مثلاً، يتم تمديد أشعة إكس لأعلى المعدة والأمعاء كي تشمل المعي الدقيق بأكمله. وتلتقط صور الأشعة عادةً على فترات متباعدة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة أثناء انتقال الباريوم في المعي. وتستغرق العملية مدة قد تصل إلى أربع ساعات، من لحظة ابتلاع الباريوم وحتى بلوغ السائل الجزء الأخير من المعي الدقيق (المعي اللفيفي النهائي). وفور بلوغ الباريوم القولون، ينتهي الاختبار. وهنا أيضاً قد يصف الطبيب استعمال المسهلات أو الحقن الشرجية أو كليهما.
أشعة إكس للقولون
يتيح هذا الاختبار للطبيب فحص القولون بكامله بأشعة إكس بحثاً عن قروح أو تضيّق أو أورام في البطانة (سليلات) أو جيوب صغيرة فيها (رتوج) أو سرطان أو غير ذلك من الظواهر الشاذة.
والواقع أنّ حقنة الباريوم الشرجية ليست سوى تسمية أخرى لأشعة إكس للقولون. إذ يتم تحرير الباريوم في القولون بواسطة أنبوب يُدخل في المستقيم. وتستلزم هذه العملية إخلاء القولون من بقية الطعام. لذا يضطر المريض إلى أن يحصر غذاءه، لمدة يوم واحد أو يومين، بالسوائل الصافية فقط كالمرق والجيلاتين والقهوة والشاي والمشروبات الخالية من الكحول. وقد يُعطى قبل الاختبار مسهلاتٍ أو حُقناً شرجية للمساعدة على تفريغ القولون.
وأثناء تصوير القولون بالأشعة، يستلقي المريض على جنبه تحت آلة التصوير. ثم يعمد طبيب الأشعة إلى إدخال أنبوب رقيق مشحّم في المستقيم. ويرتبط هذا الأنبوب بكيس من الباريوم الذي يغلف جدران القولون بحيث تظهر بطانته بوضوح أكبر في صورة الأشعة. ومع تصريف الباريوم ببطء في القولون، يشعر المريض بحاجة إلى التبرز. غير أنّه ثمة بالون صغير مرتبط بالأنبوب ومثبت في أسفل القولون أو المستقيم، يساهم في منع الباريوم من الخروج.
يشاهد طبيب الأشعة شكل القولون وحالته على شاشة تلفاز مثبتة على آلة الأشعة. وأثناء امتلاء القولون بالباريوم، يُطلب من المريض الاستدارة والاستلقاء بأوضاع مختلفة لإعطاء مشاهد مختلفة لهذا الجزء من الأمعاء. وفي بعض الأحيان يقوم الطبيب بتحريك القولون وذلك بالضغط بقوة على البطن وأسفل الحوض. كما أنه قد يحقن هواءً في الأنبوب لتمديد القولون وتحسين الرؤية.
بعد انتهاء الفحص الذي يستغرق عموماً حوالي 20 دقيقة، يخفض الطبيب كيس الباريوم، مما يسمح للجزء الأكبر منه بالخروج من القولون، فيشعر المريض بارتياح أكبر. في الأيام التالية، يخرج المريض برازاً أبيض أو رمادي مع زوال بقية الباريوم من الجهاز الهضمي. ويجب الإكثار من شرب الماء في هذه الفترة منعاً للإمساك. وقد ينصح الطبيب أيضاً باستعمال الحُقن الشرجية أو أخذ مسهّل للمساعدة على إخراج الباريوم.
التصوير بالأشعة المقطعية
وهو من الوسائل الفعالة لتشخيص الأورام، أو مجموعات الدم أو السائل، أو إنتان (خُراج) موجود عميقاً في الجسم. وتجمع هذه الطريقة بين أشعة إكس وتقنية الحاسوب للحصول على صور واضحة ثلاثية الأبعاد للأعضاء الداخلية والعظام وغيرها من الأنسجة.
تدور ماسحة ضوئية (Scanner) حول المريض، أثناء التصوير بالأشعة المقطعية، وتلتقط صوراً لمناطق معينة من الجسد وذلك من زوايا مختلفة.
يُطلب من المريض أثناء الاختبار الاستلقاء على طاولة فحص تنزلق داخل ماسحة ضوئية (Scanner) مجوفة تعمل بالأشعة إكس. وتبدأ الماسحة الضوئية بالدوران حول المريض لالتقاط سلسلة من الصور الرقيقة جداً بأشعة إكس وذلك من عدة زوايا. ثم يصيغ الحاسوب هذه الصور مع بعضها في صورة واحدة يمكن لطبيب الأشعة أن يتفحصها من الزاوية التي يريد، أو أن يشرحها إلى طبقات. فالتصوير المقطعي للبطن والحوض يساعد على اكتشاف الظواهر الشاذة في البنكرياس والكبد والكليتين وأحياناً في الأمعاء والمرارة ومجاري الصفراء.
وتجدر الإشارة إلى أنّ التصوير المقطعي للبطن لا يسبب الألم. فالجزء الأكثر إزعاجاً يتمثل بشرب سائل يحتوي على اليود أو أخذه بواسطة حقنة. ويعمل اليود إلى إظهار الأعضاء والأنسجة بوضوح أكبر. ونظراً لتحسس البعض تجاه اليود، يُسأل المريض عادةً قبل إجراء الصورة إن أصيب يوماً باستجابة تحسسية تجاه هذه المادة. كما يُطلب منه أن يصوم قبل إجراء الصورة لتسهيل رؤية الأعضاء الداخلية والظاهرة الشاذة.
التصوير ما فوق الصوتي
يجمع التصوير ما فوق الصوتي بين الموجات الصوتية العالية التواتر وتقنية الحاسوب لالتقاط صور للأعضاء الداخلية. فأثناء تمدد المريض على طاولة الفحص، يوضع على بطنه جهاز شبيه بالصولجان يدعى محوِّل الطاقة. يرسل هذا المحوّل موجات
يضع تقني التصوير الصوتي جهازاً يدوياً يدعى محول الطاقة على الجلد ويمرره ببطء فوق المنطقة التي يرغب بفحصها.
صوتية غير مسموعة يتم عكسها، بينما يقوم الحاسوب بترجمة هذه الموجات المعكوسة إلى صورة متحركة ثنائية الأبعاد. ولا يسبب هذا الفحص أي ألم ويستغرق عادةً أقل من 30 دقيقة.
وغالباً ما يستعمل التصوير ما فوق الصوتي لفحص أعضاء البطن كالكبد والبنكرياس والمرارة والكليتين. كما يعتبر فعالاً جداً في كشف حصى المرارة وإظهار شكل الأورام والأكياس وأديمها وبنيتها. بمقدور التصوير ما فوق الصوتي، باستعمال تقنيات خاصة، أن يحدد مدى تدفق الدم في الشرايين والأوردة لكشف الانسداد.
التنظير الداخلي
إنّ النظر في داخل القناة الهضمية يعتبر من الطرق الأكثر فعالية لتشخيص المشاكل في هذه المنطقة من الجسم. للقيام بذلك، يتم إدخال أنبوب رقيق ولين مجهز بضوء ألياف بصرية وكاميرا إلكترونية دقيقة بإحدى هاتين الطريقتين: إما عبر الفم ثم يمرَّر الأنبوب في المريء والمعدة وأعلى المعى الدقيق، أو عبر الشرج ليمرر بعد ذلك في المستقيم والقولون بأكمله أو في جزء منه. والمنظار الداخلي هو عبارة عن جهاز يفحص القناة المعدية المعوية. وعند استعماله لفحص أسفل هذه القناة، يطلق عليه اسم منظار القولون أو المنظار السيني.
التنظير الداخلي العلوي
تتيح هذه العملية للطبيب النظر مباشرة في المريء والمعدة والاثني عشري. ومن شأنها أن تساعد في تحديد سبب بعض العوارض كصعوبة البلع والحرقة والغثيان والتقيؤ وألم الصدر والنزف وألم أعلى البطن. وقد يتم أيضاً إدخال أجهزة دقيقة عبر الأنبوب لإجراء عمليات بسيطة.
وأثناء التنظير الداخلي العلوي، قد يقوم الطبيب بواحد أو أكثر من الأمور التالية:
● البحث عن أنسجة ملتهبة وقروح وأورام شاذة.
● أخذ عينات نسيجية (اختزاع).
● إزالة أجسام غريبة أو أورام غير سرطانية (سليلات).
● تمديد المريء إن كان متضيّقاً بنسيج ندبي.
● كشف قروح نازفة وعلاجها.
وبجب أن تكون المعدة فارغة لإجراء الاختبار. بالتالي، على المريض أن يمتنع عن تناول الطعام والشراب من 4 إلى 6 ساعات قبل إجراء الفحص. وقد يعطى المريض أولاً رذاذاً مخدراً لتخدير حلقه ومنعه من التقيؤ. كما يعطى معظم الناس دواءً عبر أحد الأوردة لتسكينهم.
يوفر المنظار الداخلي رؤية مباشرة لأعلى القناة المعدية المعوية، بما في ذلك المريء والمعدة والاثني عشري. وتظهر صور باطن القناة على شاشة تلفاز.
بعد وضع المنظار في الفم، يطلب الطبيب من المريض أن يبلع للمساعدة على تمرير الأنبوب من الحلق إلى المريء. وتجدر الإشارة إلى أنّ الأنبوب لا يعيق التنفس، غير أنّ المريض قد يشعر بضغط طفيف أو امتلاء مع تقدم الأنبوب في القناة. وتنقل الكاميرا الصغيرة صورة تتيح للطبيب فحص بطانة الجزء الأعلى من الجهاز الهضمي. وغالباً ما يتمكن الطبيب من رؤية الظواهر الشاذة التي لا تظهر بهذا الوضوح في صور الأشعة، كالتهاب نسيج مريئي أو تضرره من جراء ارتداد حمض المعدة، أو وجود قروح أو أورام صغيرة في المعدة أو الاثني عشري. وقد يستعمل الجهاز لنفخ الهواء في المعدة من أجل تمديد ثناياها الطبيعية وتوفير رؤية أفضل لبطانتها. وقد يدفع هذا الهواء المريض إلى التجشؤ أو إخراج الغازات فيما بعد.
ويستغرق التنظير الداخلي العلوي عادةً 30 دقيقة تقريباً، علماً أنّ المريض يحتاج إلى ساعة أو أكثر ليستفيق من التسكين. ويحتاج لمن يعيده إلى المنزل نظراً لاحتمال استمرار أثر المسكّن لعدة ساعات. إضافة إلى ذلك، من شأن المنظار الداخلي أن يسبب التهاباً طفيفاً أو تهيجاً في الحلق ليوم أو يومين.
تنظير القولون
على غرار التنظير الداخلي العلوي، يتيح تنظير القولون للطبيب رؤية داخل القولون. وقد يعمد الطبيب أثناء الفحص إلى:
● الكشف على القولون بحثاً عن ظواهر شاذة، كالنزف أو الالتهاب أو الأورام أو الجيوب (الرتوج) أو التضيق.
● أخذ عيّنات نسيجية.
● إزالة سليلات.
● علاج مواضع نازفة.
● تمديد أماكن متضيّقة.
ويجب تفريغ القولون قبل هذا الفحص. لذا، يتم إخضاع المريض، كما هو الحال مع صورة الأشعة إكس، لتقنين غذائي ليوم أو يومين قبل التنظير. كما يعطى معظم الناس مسهّلات وحقنة أحياناً.
قبل بدء التنظير، يخضع المريض للتسكين على الأرجح وذلك لمساعدته على الاسترخاء. كما قد يُعطى مزيلاً للألم. ويستلقي المريض أثناء الفحص على جنبه الأيسر. والجدير بالذكر أنّ منظار القولون مجهز بقناة تمكن الطبيب من ضخ الهواء في القولون لنفخه وتوفير رؤية أوضح لجدرانه الداخلية.
يتم إدخال أنبوب دقيق لين في المستقيم أثناء عملية تنظير القولون ويمرّر عبر القولون (المعى الغليظ). وتظهر صور باطن أسفل القناة المعدية المعوية على شاشة تلفاز.
يستغرق تنظير القولون عادةً ما يتراوح بين 15 و60 دقيقة. وقد يشعر الخاضع للاختبار بتشنجات في البطن أو ضغط أثناء التنظير، وهي عوارض تزول بعد نزع المنظار. وبعد انتهاء الاختبار يحتاج المريض لساعة تقريباً حتى يستفيق من المسكّن. غير أنه سيحتاج إلى من يعيده إلى المنزل نظراً لاحتمال استمرار أثر المسكّن ليوم كامل قبل أن يزول تماماً. كما أنه قد يعاني من بعض الانتفاخ والغازات لساعات عدة حتى يتم طرد الهواء المحقون.
التنظير السيني
يقتصر التنظير في هذا الاختبار على المستقيم والقولون السيني، وقد يطال جزءاً من القولون النازل، عوضاً عن أن يشمل القولون بأكمله. ويتم التنظير السيني بنفس طريقة تنظير القولون، باستثناء أنّ المريض لا يحتاج عموماً إلى التسكين.
ويطلب الطبيب فحصاً سينياً لتحليل سبب الإسهال أو ألم البطن أو الإمساك أو النزف، أو بحثاً عن إشارات سرطانية. وغالباً ما يشكل التنظير السيني جزءاً روتينياً من فحص الكشف عن السرطان لدى الأشخاص الذين يبلغون الخمسين وما فوق. وبما أنّ الأورام التي تصيب الجزء الأعلى من القولون لا تظهر في التنظير السيني، فقد يطلب الطبيب، بالإضافة إلى هذا الاختبار، صورة أشعة للقولون تُظهر القولون بأكمله.
ويستغرق التنظير السيني مدة تتراوح بين 5 و10 دقائق فقط، غير أنه قد يمتد لعدة دقائق إضافية إن احتاج الطبيب لأخذ عيّنات نسيجية أو علاج أنسجة ملتهبة أو نازفة. وقد يشعر المريض ببعض الانتفاخ لبضعة ساعات بعد ذلك حتى يتم طرد الهواء المحقون. وفي حال العثور على سليلات، تقوم الخطوة الثانية عامةً على إجراء تنظير للقولون لإزالتها ولفحص القولون بأكمله بحثاً عن سليلات أخرى.
تنظير للقولون أقل إزعاجاً
إنّ التصوير بالأشعة المقطعية للقولون بالحاسوب يمثل تقنية متقدمة وواعدة في مجال فحص القولون. وهذا التنظير الذي يطلق عليه اسم شائع هو “تنظير القولون الافتراضي”، يعطي صوراً ثنائية وثلاثية الأبعاد للقولون والمستقيم من دون الحاجة إلى استعمال منظار القولون أو التسكين.
ويعطى المريض مسهلات وربما حقنة شرجية قبل إجراء التنظير، وذلك لتفريغ القولون من البراز. ثم يتم ملء القولون بالهواء عبر إدخال رأس قسطرة صغير في المستقيم. بعد ذلك، تؤخذ صور لكامل القولون والمستقيم بواسطة جهاز التصوير بالأشعة المقطعية. ويعتبر تنظير القولون الافتراضي أقل إزعاجاً وأكثر سرعة من تنظير القولون التقليدي. إذ يستغرق تصوير القولون بكامله 10 دقائق عموماً. وفي بعض الأحيان، يُطلب من المريض إمساك نَفَسه للحد من تحركات البطن وتجنّب تشويه الصور.
والواقع أنه يتم إجراء دراسات للمقارنة بين فعالية التنظير الافتراضي والتنظير التقليدي للقولون. إذ تسمح الطريقة الجديدة بالكشف عن معظم السليلات التي يفوق طولها الإنش الواحد. غير أنه في حال الاشتباه بأماكن أخرى يحتاج المصاب لإجراء عملية التنظير التقليدية التي تتيح الحصول على رؤية أفضل للمنطقة المشبوهة، كما أنها تسمح بأخذ خزعات أو إزالة السليلات. ويدرس الباحثون حالياً إمكانية إجراء تنظير افتراضي للقولون بنجاح من دون إعداد مسبق للأمعاء.
اختبار سبر الحمض المتنقّل (pH)
يساعد هذا الاختبار على كشف الإصابة بارتداد الحمض، وهي حالة يرتد فيها حمض المعدة إلى المريء. ويستعمل الاختبار مسباراً لقياس الحمض لتحديد لحظة ارتداد الحمض إلى المريء ومدة بقائه فيه.
ويستغرق إدخال المسبار حوالي 15 دقيقة. يعمد خلالها المريض إلى الجلوس بينما تقوم ممرضة أو تقني برش دواء مخدر في حلقه قبل إدخال قسطرة من الأنف (ونادراً من الفم) إلى المريء. ويتم تثبيت المسبار فوق الصمام العضلي تماماً (مصرة المريء السفلى) بين المريء والمعدة. وقد يوضع مسبار آخر في أعلى المريء. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ القسطرة لا تعيق التنفس كما أنّ الانزعاج، في حال وجوده، يكون بسيطاً لدى معظم الأشخاص.
ويرتبط الطرف الثاني للقسطرة بحاسوب صغير يثبّت حول وسط المريض أو على كتفه أثناء الاختبار. إن مهمة هذا الحاسوب هي تسجيل مستويات الحمض. يمكن للمريض، بعد تثبيت الجهاز في مكانه، أن يعود إلى منزله أو لمقر إقامته ثم يرجع في اليوم التالي لنزع الجهاز.
والواقع أنّ معرفة تواتر ارتداد الحمض ومدته من شأنها أن تساعد الطبيب في تحديد أفضل طريقة لعلاج الحالة. علاوة على ذلك، يساعد هذا الاختبار على معرفة ما إذا كان الارتداد مسؤولاً عن عوارض أخرى كألم الصدر أو السعال أو أزيز النفَس، وذلك بربط فترات الارتداد بلحظة بدء هذه العوارض. فيُطلب من المريض أثناء ارتدائه للجهاز تسجيل الوقت الذي عانى فيه منها بالإضافة إلى مدة دوامها.
كما يستعمل اختبار سبر الحمض المتنقل أحياناً لمعرفة مدى فعالية العلاج الموصوف للتحكم بارتداد الحمض. فيوضع مسبار ثالث في المعدة، إضافةً إلى المسبارين المثبتين في أعلى المريء وأسفله، لقياس مستوى الحمض فيها.
اختبار العضل المريئي (قياس الضغط بالمانومتر)
يوصف هذا الاختبار، الذي يقيس الضغط المريئي، إن اشتبه الطبيب بوجود مشكلة في البلع ناجمة عن خلل في وظيفة عضلات المريء. وأثناء الاختبار، يتم إدخال أنبوب دقيق حساس للضغط في الأنف (ونادراً في الفم) ومنه إلى المريء. وهناك يقيس الأنبوب التقلصات العضلية أثناء البلع.
فعند البلع، تتقلص عضلات المريء وتسترخي بشكل طبيعي مطلقةً تموجات (تعرف بالتحوِّي) تدفع الطعام والسوائل باتجاه المعدة. إضافةً إلى ذلك، يقوم الصمامان العضليان (مصرتي المريء العليا والسفلى) بالاسترخاء والانفتاح للسماح للأطعمة والسوائل بالمرور. ثمّ تنغلق بعد ذلك لمنع حمض المعدة الضارّ من إتلاف المريء والحلق. ينجم عن الخلل الوظيفي لهذه العضلات مشاكل منها صعوبة في البلع وحرقة حادة وتشنجات مريئية وحتى الالتهاب الرئوي الناتج عن استنشاق محتويات المعدة.
عادةً يتم اللجوء إلى قياس الضغط بالمانومتر بعد فشل الاختبارات أو العلاجات الأخرى في تحديد سبب المشكلة. ويستغرق هذا الاختبار أقل من ساعة واحدة، ويستعمل في بعض الأحيان، لقياس الضغط في المعدة أو المعى الدقيق أو المستقيم.
الدراسات الانتقالية
عند الإصابة بحالات متواصلة من ألم البطن أو الغثيان أو التقيؤ أو الإمساك أو الإسهال، ولم تنجح وسائل الاختبار الأخرى في تحديد السبب، قد يطلب الطبيب إجراء واحدة من عدة دراسات انتقالية. وهذه الدراسات هي عبارة عن اختبارات لقياس سرعة مرور الطعام في بعض أو جميع أجزاء الجهاز الهضمي. فإن كانت العضلات أو الأعصاب الهضمية لا تعمل بشكل سليم، قد ينتقل الطعام بوتيرة أسرع أو أبطأ من العادة.
تفريغ المعدة
يقيّم هذا الاختبار سرعة تفريغ المعدة للطعام في المعى الدقيق. ويأمر الطبيب بإجراء هذا الاختبار في حالات التقيؤ غير المبررة أو عند الشعور بالامتلاء بعد تناول كمية صغيرة من الطعام. فعلى سبيل المثال، يكون الأشخاص المصابون بالداء السكري عرضة للشلل المعِدي، وهي حالة تفرّغ فيها المعدة الطعام ببطء شديد.
يقصد المريض الطبيب بعد الامتناع عن الطعام في الليلة السابقة، ويتناول لديه بعض الخبز والبيض مع كوب من الحليب. يحتوي البيض على بضع قطرات من مادة متتبّعة مشعّة بعض الشيء، لا لون أو طعم لها. وأثناء وقوف المريض أو استلقائه على ظهره، تقوم كاميرات تعمل بأشعة غاما بالتقاط صور للبيض خلال مروره عبر المعدة. ولا تظهر الصور الأعضاء الداخلية بل البيض المشعّ فقط. وتؤخذ الصور الأولى فور تناول الطعام، تتبعها صور بعد ساعة وأخرى بعد ساعتين وأخيراً بعد أربع ساعات. ويستغرق التقاط كل مجموعة من الصور حوالي 5 دقائق فقط، وبمقدور المريض أن يجلس أو يتمشّى في الوقت الفاصل بينها.
فإن كانت المعدة تفرّغ الطعام بشكل طبيعي، يتم طرد 39 بالمئة من البيض خارج المعدة بعد ساعة، و40 إلى 76 بالمئة منه بعد ساعتين و84 إلى 98 بالمئة بعد أربع ساعات.
تفريغ المعدة وانتقال الطعام في المعى الدقيق
هذا الاختبار هو نفس اختبار تفريغ المعدة، باستثناء أنّ صوراً إضافية يتم التقاطها بعد مرور ست ساعات على تناول الطعام. فإن كان المعي الدقيق ينقل الطعام بشكل طبيعي، فإنّ 46 إلى 98 بالمئة من البيض يكون قد اجتاز المعى الدقيق في هذا الوقت ووصل إلى القولون.
الانتقال المعوي الكامل
يتم إجراء هذا الاختبار إن اشتبه الطبيب بأن القناة الهضمية لا تنقل الطعام بشكل طبيعي، وكان غير متيقِّن من مصدر المشكلة. فيقوم المريض في البداية بابتلاع قرص يحتوي على عنصر مشعّ متتبّع. ويكون هذا القرص مصمم بحيث يبقى على حاله حتى بلوغه أعلى القولون. وهناك يذوب ويحرر المادة المشبعة التي تعبر فيما بعد أسفل القناة الهضمية.
بعد ساعة من أخذ القرص، يتناول المريض إفطار البيض نفسه المخصص لباقي الدراسات الانتقالية، ويتبع ذلك نفس برنامج التقاط الصور المعتمد في الدراسة الانتقالية للمعدة والمعى الدقيق. غير أنه ثمة اختلاف هام، إذ يعود المريض في اليوم التالي لأخذ صورة بعد مرور 24 ساعة على ابتلاع القرص. ففي الصباح التالي يكون القرص قد حرر العنصر المتتبّع الذي سيظهر ممزوجاً ببقية الطعام في وسط أو أسفل القولون. أما إن بقي العنصر المتتبع في أول القولون، فهذا يعني أنّ القولون لا يطرد بقية الطعام بصورة طبيعية.
الانتقال في القولون
يأمر الطبيب بإجراء هذا الفحص للقولون فقط في حال الإصابة بإمساك حاد ومتواصل. فيأخذ المريض نفس القرص المُعطى في الاختبار السابق، غير أنه ليس مضطراً إلى تناول الإفطار المعد خصيصاً. عوضاً عن ذلك، تقوم الممرضة أو التقني الطبي بتحديد مواعيد تناول الطعام أثناء النهار. وتؤخذ صورة أولى فور ابتلاع المريض للقرص، تتبعها أخرى بعد أربع ساعات. وفي هذا الوقت، يكون القرص قد بلغ أول القولون. من ثمّ، يعود المريض بعد 24 ساعة لالتقاط صورة تظهر مدى تقدم العنصر المتتبّع. وكما هو الحال في الاختبار السابق، إن لم يبلغ العنصر منتصف القولون أو أسفله، فهذا يعني أنّ القولون لا يطرد الطعام بالسرعة الطبيعية. وهذا ما يفسر سبب الإمساك.
فقدان الوزن : لمحة
يميل الوزن عموماً لدى جميع الناس إلى التقلب بين يوم وآخر. بيد أنّ فقدان الوزن المفاجئ وغير المقصود بنسبة تفوق 5 بالمئة في غضون بضعة أسابيع، أو 10 بالمئة في غضون 6 أشهر، هو أمر غير طبيعي. فإن كان وزنك ينقص من دون سبب واضح، استشر الطبيب.
والواقع أنّ أسباب فقدان الوزن غير المبرر كثيرة. وبعض الحالات الهضمية التي قد تؤدي إلى ذلك تتضمن:
● صعوبة في البلع.
● اضطرابات ناجمة عن سوء الامتصاص.
● اعتلال البنكرياس أو الكبد.
● السرطان.
للسيطرة على فقدان الوزن غير المقصود يتم عموماً اتباع نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية منعاً لحدوث نقصان إضافي، وذلك مع تحديد سبب هذا النقصان. ومتى عرف السبب، يصبح الطبيب أقدر على علاج المشكلة.
الغثيان والتقيؤ وعسر الهضم
غالباً ما يلجأ الناس إلى الطبيب بسبب ما يسمونه عسر الهضم. ويستعمل هذا التعبير لوصف عدد من العوارض تتمثل بانزعاج في البطن وغثيان إضافة إلى انتفاخ وحرقة مصحوبة بتجشؤ. غير أنّ الناس في أغلب الأحيان يقرنون عسر الهضم بألم أو انزعاج بطني (تخمة).
ومن أبرز أسباب التخمة:
● القروح الهضمية.
● التهاب المعدة الناجم عن العقاقير أو الكحول أو عن إنتان.
● التخمة اللاقرحية.
والتخمة اللاقرحية هي حالة تسبب عوارض شبيهة بعوارض القرحة من دون وجود قرحة فعلياً.
وفي حالات أقل شيوعاً، يشكل الألم أو الانزعاج في البطن عارضاً لاضطرابات هضمية أخرى، كالتهاب المرارة أو اعتلال البنكرياس.
والواقع أنّ حالات التخمة العرضية ليست مقلقة عموماً، حتى أنها قد تكون ناجمة عن وخزات الجوع. ولكن إن عانيت من ألم أو انزعاج متواصلين أو متكررين أو شديدين، اقصد الطبيب.
الغثيان والتقيؤ
يصاب معظم الناس بحالات مفاجئة من الغثيان والتقيؤ. وغالباً ما يكون الالتهاب المعدي المعوي هو المسؤول عنها، حيث تلتهب بطانة المعدة والأمعاء. ومن أبرز أسباب هذا الالتهاب إنتان فيروسي وبكتيريا يتواجدان في الأطعمة الفاسدة. وقد ينشأ الغثيان والإسهال أيضاً عن ارتفاع مستوى التكسين في الدم، بما في ذلك الكحول أو العقاقير، أو عن ارتفاع مستوى الهرمونات التي ينتجها الجسم أثناء الحمل أو التوتر الشديد.
ويصاب بعض الأشخاص بالغثيان والتقيؤ نتيجة لارتفاع الضغط في جماجمهم بسبب تراكم السائل أو وجود ورم. كما أنه من شأن الصداع الحاد أو حدوث خلل في الأذن الداخلية، بما في ذلك مرض الحركة، أن يسبب الغثيان والتقيؤ.
وبشكل عام، فإن الغثيان والتقيؤ ليسا من العوارض التي تنبئ بمرض خطير إلا إن كانت مستمرة أو مصحوبة بالألم. ولكن في حال بدا القيء شبيهاً بتفل القهوة أو احتوى على مقدار ملحوظ من الدم، اقصد الطبيب على الفور. فاعتماداً على علامات وعوارض أخرى، قد يشير ذلك إلى حالة هضمية معينة كالقرحة أو حصى المرارة أو التهاب البنكرياس أو اعتلال الكبد أو انسداد في الأمعاء.
العناية الذاتية
بالنسبة إلى حالات الغثيان والتقيؤ المتكررة والناجمة عن فيروس أو بكتيريا، من شأن الاقتراحات التالية أن تساعد على الحد من الأعراض ومنع التجفاف:
● امتنع عن تناول الطعام والشراب لبضع ساعات حتى تهدأ معدتك.
● تجنب روائح الأطعمة واكتف بالمأكولات الباردة أو غير المطبوخة.
● عندما تبدأ بالشعور بالتحسن، قم بمص رقائق من الثلج أو تناول بعضاً من الشاي الخفيف أو المشروبات الخالية من الكحول وغير الملونة أو تلك الخالية من الكافيين أو المرق. واحرص على شرب السوائل غالباً منعاً للتجفاف.
● أضف تدريجياً الأطعمة السهلة الهضم كالجيلاتين والبسكويت الهش والتوست الجاف. وعندما تصبح قادراً على احتمال هذه الأطعمة جرّب المأكولات غير الدهنية والخفيفة التوابل كالحبوب والأرز والفاكهة.
● تجنب لعدة أيام مشتقات الألبان والأطباق الدهنية والمطيّبة والكافيين والأسبيرين أو غيره من العقاقير المضادة للالتهاب والخالية من الستيروييد.