صفحة 132 من 146 الأولىالأولى ... 3282122130131 132133134142 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1,311 إلى 1,320 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 132

الزوار من محركات البحث: 64845 المشاهدات : 322027 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1311
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,243 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44359
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 12 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    التحسس تجاه الأطعمة


    يعتبر التحسس تجاه الأطعمة من أكثر أنواع التحسس التباسا. إذ يظن واحد من كل ثلاثة أميركيين بأنه يعاني من التحسس تجاه نوع معين من الأطعمة. إلا أن 2 بالمئة فقط من الراشدين مصابون به فعلا. و8% من الأطفال يعانون فعلا منه. ومعظم الأطفال يتعافون من التحسس لاحقا.
    تسعون بالمئة من حالات التحسس تجاه الأطعمة ناتجة عن بعض البروتينات الموجودة في حليب البقر، البيض، الفول السوداني، القمح، الصويا، السمك، المحار والبندق. وثمة أطعمة أخرى مسببة للتحسس بما في ذلك التوت البري، الذرة، البقول والصمغ العربي (وهو عبارة عن مكثّف يستعمل في الأطعمة المعالجة). أما بالنسبة إلى الشوكولا التي طالما اعتقد بأنها مادة تسبّب التحسس (وخاصة لدى الأطفال)، فهي نادرا ما تسبب ذلك.
    وتشتمل علامات وأعراض التحسس على ما يلي:

    = ألم في البطن، إسهال، غثيان أو تقيؤ.
    = إغماء.
    = شرى أو تورم الشفتين، العينين، الوجه، اللسان أو الحلق.
    = احتقان أنفي وربو.
    العلاج الطارئ

    = يعتبر التجنّب أفضل طريقة لمنع الإصابة بالتحسس.
    = اقرأ الملصقات بعناية وابحث عن المواد المشتقة من أطعمة تسبب لك التحسس. مثلا: مصل اللبن والكازيين (جبنين) هما من مشتقات الحليب ويستعملان كإضافات.
    = عند تناول أطعمة بديلة، تأكد من اختيارك لأنواع تؤمن لك المغذيات البديلة الضرورية.
    = إن كنت قد أصبت مسبقا بتحسس حاد، ضع سوارا أو عقدا يقظا، وهما متوفران في معظم الصيدليات. واستشر الطبيب حول ضرورة حمل أدوية للحالات الطارئة، كدواء الإبينيفرين (EpiPen) الذي يحقن ذاتيا، وتعلم متى وكيف تستعمله.
    = تعلم تقنيات الإسعاف في حالات مماثلة وعلمها لأفراد أسرتك ولأصدقائك.
    المساعدة الطبية

    من الممكن تشخيص حالات التحسس تجاه الأطعمة عبر عملية دقيقة تشتمل على الخطوات الخمس التالية:
    1. تحديد تاريخ الأعراض بما في ذلك تاريخ ابتدائها ونوع الأطعمة التي تسببها والكمية التي تحفز ظهورها.
    2. وضع يوميات غذائية لمتابعة عادات الأكل والأعراض والأدوية المستعملة.
    3. الخضوع لفحص جسدي.
    4. القيام باختبار. من شأن اختبارات وخز الجلد التي تستعمل فيها خلاصات الأطعمة، إضافة إلى اختبار دم لقياس نسبة الغلوبولين المناعي E، (IgE) (أحد بروتينات الجسم الدفاعية التي لها فعالية ضدية) أن تساعد على كشف نوع الطعام المسؤول. وبالرغم من أن كلا الاختبارين ليس دقيقا مئة بالمئة، إلا أنه قد يساعد على كشف أنواع الأطعمة التي لا تسبب لديك تحسسا.
    5. قد يكون نظام الحمية المعتمد على حذف أنواع من الأطعمة اختبار التحسس الأفضل. غير أن استعماله غير ممكن في حالات التحسس الحادة تجاه نوع معين من الأطعمة.
    أما بالنسبة إلى حالات التحسس الطفيفة تجاه الأطعمة، قد يصف الطبيب مضادات الهيستامين أو المراهم الجلدية.
    تحذير

    تعتبر حالات التحسس الحادة كفرط التحسس أو الربو الحاد شديدة الخطورة إذ من شأنها أن تهدد الحياة. غير أن هذه الحالات نادرة إذ تتوقف معظم الأعراض على الطفح الجلدي والشرى. غير أن ذلك لا يبرر تجاهل هذه الحالات.
    التحسس لدى الأطفال

    يعتبر التحسس تجاه الأطعمة أكثر شيوعا لدى الأطفال منه لدى الكبار. فمع نضج الجهاز الهضمي، يصبح أقل تأهبا لامتصاص الأطعمة التي تحفز ظهور التحسس. فيتخطى الأطفال خطر التحسس تجاه الحليب والقمح والبيض والصويا عادة. أما بالنسبة إلى التحسس الحاد تجاه الفول السوداني والبندق والمحار والسمك فهو ميال لأن يدوم مدى الحياة.

  2. #1312
    سرطانات الجهاز الهضمي:المريء المعدة الأمعاء الدقيقة المرارة الكبد البنكرياس القولون والمستقيم


    إنّ أول ما يخشاه الناس عند ظهور المشاكل الهضمية هو السرطان. فبالرغم من عدم كون هذا الداء سبب الاضطرابات في معظم الحالات، إلا أنه يعتبر المسؤول عنها أحياناً. ومن شأن بعض العوارض كالنزف وصعوبة البلع ونقصان الوزن غير المبرر وتغير عادات الأمعاء، أن تكون علامات تحذيرية للسرطان المعدي المعوي. ويعتبر سرطان القولون والمستقيم أكثر حالات السرطان الهضمي انتشاراً، والمسؤول الثاني عن الوفيات السرطانية لدى الرجال والنساء على السواء.
    واحتمال شفاء السرطانات الهضمية مرتفع إن تم كشف الحالة وعلاجها باكراً. ولكن المشكلة هي أنّ عوارض الحالة تكون خفيفة جداً في البداية ولا يتم تشخيصها إلا بعد تطور المرض. أضف إلى أنّ كثيراً من الناس لا يستفيدون من اختبارات الكشف التي تساعد على منع الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو اكتشافه باكراً.
    كيف يتكون السرطان

    السرطان هو عبارة عن تجمع من الخلايا الشاذة. ومع نمو الخلايا، فهي تتجمع في عقد صغيرة (أورام) من شأنها أن تضغط على الأعصاب أو أن تسد الشرايين أو أن تنزف أو تسد الأمعاء أو تعيق عمل الأعضاء الأساسية. وتنمو بعض السرطانات ببطء، وتستغرق سنوات قبل أن تبدأ بتهديد حياة المريض. أما البعض الآخر فهو سريع النمو.
    ما من معلومات مؤكدة حول كيفية تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية. وقد يكون المسؤول عن ذلك هو مجموعة من العوامل المركبة، بما في ذلك نمط الحياة والبيئة والاستعداد الوراثي. وتفترض النظريات بأن معظم الناس لديهم جينات في حالة سبات من شأنها أن تنتج خلايا سرطانية. وهذه الجينات تظل ساكنة حتى ينشطها عامل خارجي، كالإنتان أو أشعة الشمس أو التبغ أو الملوثات الموجودة في الطعام أو الشراب أو الهواء.
    ويمكن الإصابة بالسرطان في أي منطقة من القناة الهضمية. إلا أنّ معظم السرطانات المعدية المعوية تطرأ في القولون والمستقيم حيث تتحرك بقية الطعام ببطء أكثر مع ما تحتويه من سموم. وثمة عدة أنواع من السرطان، وأكثر ما يصيب منها الجهاز الهضمي يشتمل على:
    السرطانات الغُدّية. هذا هو اسم السرطانات التي تبدأ في الأنسجة التي تبطن الأعضاء الداخلية. ومعظم سرطانات الجهاز الهضمي تندرج في هذه الفئة.
    الأورام اللمفاوية. تتكون هذه السرطانات في الجهاز المناعي، وتحديداً في العقد اللمفاوية. إذ يحتوي الجسد على عناقيد من العقد اللمفاوية في العنق والصدر والإبطين والبطن والأربية. ويتواجد النسيج اللمفاوي أيضاً في الأمعاء وفي قلب الأعضاء الداخلية أو قربها.
    الأورام اللحمية. تبدأ هذه السرطانات في الأنسجة الرابطة، أي في أحد العضلات أو العظام. وثمة عضلات ملساء عبر القناة الهضمية بكاملها.
    سرطان المريء

    علاماته وعوارضه
    ● صعوبة في البلع.
    ● دم في القيء أو البراز.
    ● نقصان الوزن.
    ● ألم في الصدر.

    من شأن السرطان أن ينمو في أي موضع من المريء. والباحثون غير متأكدين من السبب، إلا أنّ خطر الإصابة يتضاعف بفعل التدخين أو فرط استهلاك الكحول. كما يعتبر مريء باريت، وهو من مضاعفات مرض الارتداد المعدي المريئي، عامل خطر إضافي. كما يبدو بأنّ الغذاء الذي يفتقر إلى الفاكهة والخضروات يزيد احتمال الإصابة أيضاً.
    ويعتبر الرجال مرتين أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء من النساء. كما يتضاعف خطر الإصابة ثلاث مرات لدى السود عما هو لدى البيض.
    لسوء الحظ، فإن الأورام البالغة الصغر التي تتكون في المريء لا تسبب عادة أية عوارض. وغالباً ما تتمثل الإشارة الأولى لورم المريء في صعوبة البلع التدريجية. ولكن حتى يبدأ المريض بالشعور بذلك، يكون الورم السرطاني قد نما وملأ نصف فتحة المريء تقريباً. ومع تطور الحالة، يأخذ الوزن بالنقصان ويشعر المصاب بألم في الصدر كما يعاني من دم في القيء أو البراز.
    ومن أكثر سرطانات المريء شيوعاً:
    السرطان الغدّي الصدفي الخلايا. يتكون هذا السرطان في الخلايا القشرية (الصدفية) المسطحة التي تبطن المريء بكامله.
    الورم الغدّي السرطاني. هو سرطان في النسيج الغدّي من شأنه أن يتكون في أسفل المريء (مريء باريت).
    التشخيص
    ما من اختبارات لكشف سرطان المريء. في حال ظهور العوارض، يمكن إجراء صورة أشعة بالباريوم. إذ يبتلع المريض قبل التصوير سائلاً يحتوي على الباريوم، وهي مادة معدنية تحدد المريء بالأبيض. وتسمح هذه العملية برؤية الأورام والظواهر الشاذة الأخرى بشكل أفضل في صور الأشعة.
    ويمكن الاستعاضة عن صورة الأشعة أو إتباعها بالتنظير الداخلي الذي يعتبر أكثر دقة. فيتم إدخال أنبوب دقيق ومرن مجهز بكاميرا بالغة الصغر (منظار) في الحلق بحثاً عن أورام سرطانية أو عن أنسجة مثيرة للشك.
    وفي حال الإصابة بالسرطان، من شأن تحاليل الدم والتصوير المقطعي أو التنظير الداخلي بالموجات ما فوق الصوتية أن تساعد على تحديد امتداد المرض. وفي الاختبار الأخير يوضع في المريء منظار يحتوي على مسبار صغير يعمل بالموجات ما فوق الصوتية. ويطلق المسبار موجات صوتية تتردد على جدران المريء مكونة صورة على الحاسوب تظهر امتداد المرض على الشاشة.
    العلاج
    يتمثل العلاج الأكثر استعمالاً لسرطان المريء في استئصال الجزء المصاب من المريء وإعادة وصل الأجزاء السليمة. وفي حال استئصال جزء كبير، يعمد الجراح إلى إحداث ممر جديد بين الحلق والمعدة بواسطة جزء من نسيج المعى الدقيق. ومن شأن الجراحة أنّ تشفي السرطان. غير أنه في أغلب الحالات، لا تساهم سوى في تخفيف العوارض وإطالة حياة المريض. إذ يعود المرض إلى الظهور لاحقاً.
    أما العلاج الكيميائي والشعاعي فيستعمل أحدهما أو كلاهما أحياناً لتخفيف العوارض أو تقليص الورم أو قتل الخلايا السرطانية التي امتدت من الورم.
    وثمة علاج آخر يدعى العلاج الدينامي الضوئي، يستعمل الأدوية التي تجعل خلايا السرطان حساسة لضوء الليزر ليتمكن الليزر من القضاء عليها.
    وفور تشخيص سرطان المريء، يعتمد العلاج في كثير من الأحيان على مدى انتشار الورم ومن الأفضل مناقشة ذلك مع الطبيب.
    سرطان المعدة

    علاماته وعوارضه
    ● ألم في أعلى البطن.
    ● غثيان وتقيؤ.
    ● فقدان الشهية.
    ● الشعور بالشبع بعد أكل كمية معتدلة من الطعام.
    ● دم في القيء أو البراز.

    منذ أوائل القرن العشرين، انخفض معدل الإصابة بسرطان المعدة في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 75 بالمئة. ويعتقد الباحثون بأن تقدم وسائل حفظ الطعام قد يكون له الفضل الأول في هذا الانخفاض. ففي أيامنا هذه يتم تجليد أو تبريد معظم الأطعمة القابلة للفساد. بينما اعتمد الناس في الماضي التمليح والتدخين لحفظ الأطعمة، وربما سببت هاتان العمليتان تكوّن مواد مسرطِنة في الطعام.
    من جهة ثانية فإن تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والممارسات الصحية ساعد على خفض حوادث الإصابة ببكتيريا هليوباكتر بايلوراي H.pylori المقترنة بالقروح الهضمية وسرطان المعدة.
    ومن عوامل الخطر الأخرى:
    ● التدخين.
    ● الافراط في تعاطي الكحول.
    ● تاريخ عائلي بسرطان المعدة.
    ● أورام صغيرة في بطانة المعدة (سليلات الورم الغدّي).
    ● جراحة سابقة لاستئصال جزء من المعدة (استئصال المعدة الجزئي).
    ● قصور في فيتامين B-12 (فقر الدم الوبيل) وما يرافقه من ضمور في بطانة المعدة.

    وتشير التقديرات إلى أنّ 90 إلى 95 بالمئة من سرطانات المعدة تتكون في الأنسجة الغدية التي تبطن المعدة (الأورام الغدّية السرطانية). ومقارنة مع أنواع أخرى من السرطان، يعتبر سرطان المعدة غير شائع اليوم في الولايات المتحدة. أما في الدول الفقيرة التي لا يزال التدخين والتمليح هما الوسيلتان المعتمدتان لحفظ الأطعمة فيها والتي تنتشر فيها بكتيريا H.pylori، يعتبر سرطان المعدة السبب المسؤول عن الوفيات السرطانية.
    التشخيص والعلاج
    تعتبر صورة الأشعة بالباريوم والتنظير هما الاختبارين الأكثر استعمالاً لتشخيص سرطان المعدة. فالتنظير بالموجات ما فوق الصوتية يمكن أنّ يحدد مدى انتشار السرطان في جدار المعدة والأنسجة المحاذية له.
    أما أنواع العلاج المعتمدة للمرض فهي ثلاثة، الجراحة والعلاج الكيميائي والأشعة. ويعتمد اختيار العلاج على عدة عوامل بما فيها موضع السرطان والمرحلة التي بلغها وصحة المريض العامة.
    وتعتبر الجراحة الطريقة الوحيدة لعلاج بعض سرطانات المعدة. ففي حال كان المرض منحصراً في المعدة والعقد اللمفاوية المجاورة، يتم استئصال العقد اللمفاوية والمعدة بأكملها أو جزء منها. أما إن كان المرض متقدماً فإن استئصال جزء من المعدة من شأنه أن يخفف العوارض كالتقيؤ أو النزف.
    وبمقدور العلاج الكيميائي والأشعة أن يقلصا الأورام، مما يخفف حدة العوارض ويطيل حياة المريض. كما تفيد بعض الدراسات بأنهما قد يؤخران أو يمنعان عودة السرطان إلى الظهور بعد الجراحة.
    والواقع أنه من الممكن غالباً شفاء سرطان المعدة في حال اكتشافه باكراً. يعتمد الاتجاه المحتمل أن يتخذه النوع الأكثر تقدماً من السرطان على مدى انتشار الأورام. ومن الأفضل بحث ذلك مع الطبيب.
    سرطان الأمعاء الدقيقة

    علاماته وعوارضه
    ● تقلصات
    ● انتفاخ
    ● غثيان وتقيؤ.
    ● دم في البراز.
    ● نقصان في الوزن.

    تندر حالات الإصابة بهذا النوع من السرطان. إذ تشير الإحصاءات إلى أنّ 2 بالمئة فقط من السرطانات الهضمية تحدث في المعى الدقيق، حيث تبلغ الحالات المسجلة في الولايات المتحدة سنوياً أقل من 2.500 حالة، معظمها من الأورام الغدّية السرطانية.
    والواقع أنّ سبب سرطان المعى الدقيق غير معروف. إلا أنّ احتمال ظهور المرض يتضاعف في حال الإصابة بمرض كرون أو إن كان للمرء تاريخ بالتهاب المعى الدقيق. وغالباً ما يتم تشخيص السرطان بين الخمسين والستين من العمر.
    التشخيص والعلاج
    عادةً لا يسبب سرطان المعى الدقيق أية عوارض في مراحله الأولى. وفي أغلب الحالات يتم اكتشاف المرض في مراحله المتقدمة بعد سلسلة من صور الأشعة بالباريوم أو بعد صورة مقطعية للمعى الدقيق. واعتماداً على موقع الورم، يتمكن الطبيب من رؤية الأنسجة السرطانية واختزاع عينة منها بواسطة المنظار.
    ويتمثل العلاج المعتمد في استئصال النسيج السرطاني جراحياً. أما إن تعذر القيام بالجراحة أو فشلت في إيقاف انتشار المرض، يلجأ الطبيب إلى العلاج الكيميائي أو الأشعة أو كليهما لإبطاء نمو الورم وتخفيف العوارض. يعتمد الإتجاه المحتمل أن يتخذه هذا النوع من السرطان على مدى انتشار الورم.
    سرطان المرارة ومجرى الصفراء

    علاماته وعوارضه
    ● اصفرار البشرة والعينين (يرقان).
    ● ألم في البطن.
    ● غثيان
    ● تعب
    ● نقصان الوزن.

    هما من الحالات النادرة أيضاً. إذ يصيب سرطان المرارة حوالى واحد من بين كل 000,50 أميركي، هم عادة نساء في الستينيات والسبعينيات من العمر لديهن تاريخ بحصى المرارة. إذ يتضاعف احتمال الإصابة بسرطان المرارة أربع إلى خمس مرات عند وجود حصى في المرارة. ولأسباب غير مؤكدة، يبدو بأن خطر الإصابة يرتفع أيضاً في حال وجود حصاة واحدة كبيرة في المرارة عوضاً عن عدة حصىً صغيرة.
    ووفقاً للتقديرات فإن أكثر من 80 بالمئة من سرطانات المرارة هي من الأورام الغدّية السرطانية. ونظراً لقلة العوارض التي يسببها سرطان المرارة في مراحله الأولى، نادراً ما يتم تشخيص المرض في الوقت المناسب لشفائه. وعندما تبدأ العوارض بالظهور، تكون ناجمة عن امتداد السرطان وسدّه للبنى المجاورة، كمجاري الصفراء، مؤدياً إلى اليرقان.
    ومن شأن سرطان مجاري الصفراء أن يشمل أقنية الصفراء داخل الكبد أو أن يظهر في المجاري الممتدة خارج الكبد. ويعتبر التهاب مجرى الصفراء التصلبي الأولي وهو حالة التهابية تصيب مجاري الصفراء وغالباً ما تقترن بالتهاب القولون التقرحي، عامل خطر معروف.
    التشخيص والعلاج
    غالباً ما يتم اكتشاف السرطانات المبكرة عرضياً أثناء جراحة المرارة لإزالة الحصى. ويمكن للتصوير ما فوق الصوتي غالباً أن يكشف سرطان المرارة في نصف الحالات فقط، حين يكون المرض في مراحله الأخيرة. وقليلاً ما تساعد تقنيات التصوير المتقدمة، كالتصوير المقطعي، في كشف السرطانات المبكرة، بالرغم من أنّه بمقدور هذه الاختبارات أن تحدد مدى امتداد المرض.
    ومن شأن استئصال المرارة أن يشفي السرطان المبكر. ولكن فور امتداد المرض، يبدأ الطبيب بالتركيز على تخفيف الألم وتحسين حياة المريض بواسطة الدواء أو الأشعة.
    أما سرطان مجاري الصفراء فيتم علاجه عموماً بالجراحة. وقد يتضمن العلاج أيضاً استعمال الأشعة أو العلاج الكيميائي. وفي حال تعذر إجراء الجراحة، يضع الطبيب جهازاً دقيقاً (قالباً) في المجرى لإبقائه مفتوحاً وتخفيف اليرقان. أما معدل إطالة حياة المريض بسرطان مجرى الصفراء لخمس سنوات فهو شبيه بحالة سرطان المرارة.
    سرطان الكبد

    إنّ معظم سرطانات الكبد لا تبدأ في الكبد بل تمتد إليه من مواضع أخرى، وهذا ما يسمى السرطان الثانوي أو الانتقالي. أما السرطان الأولي الذي يبدأ في الكبد فهو أقل انتشاراً.
    علاماته وعوارضه
    ● ألم في البطن.
    ● نقصان في الوزن.
    ● ورم في البطن.
    ● اصفرار في البشرة والعينين (يرقان).

    وسرطان الكبد الأولي على عدة أنواع، إلا أنّ 8 من كل 10 حالات هي من سرطان خلايا الكبد أو ورم الكبد. وتتكون هذه السرطانات من خلايا الكبد، وهي الخلايا الأكثر انتشاراً في هذا العضو. ويعتقد الباحثون بأنه ثمة ما يتلف حمض DNA في خلايا الكبد ويؤدي إلى تسرطنها.
    ويعتبر سرطان الكبد أكثر شيوعاً لدى الرجال منه لدى النساء، ويظهر عادةً بعد سن الأربعين.
    تزيد العوامل التالية خطر الإصابة:
    ● تشمع الكبد.
    ● التهاب الكبد ب أو ج المزمنين.
    ● التعرض الطويل الأمد لأفلاتوكسين، وهو عامل سام ينتجه فطر الرشاشيات.
    ● التعرض لكلوريد الفينيل الكيميائي المستعمل في بعض أنواع البلاستيك.
    ● الاستعمال الطويل الأمد للهرمونات الذكرية التي تضاعف كتلة العضلات وقوتها (الستيروييدات البنائية).

    التشخيص
    تشير التقديرات إلى أنّه سيتم في هذه السنة تشخيص 15,000 حالة لسرطان الكبد في الولايات المتحدة. وكما هو الأمر مع معظم السرطانات الهضمية، لا يسبب سرطان الكبد سوى بعض العوارض في مراحله الأولى. وفي الوقت الذي تبدأ فيه العوارض بالظهور، غالباً ما يكون المرض قد بلغ مرحلة يعجز الطب عن شفائه، علماً أنّ العناية بالمريض تظلّ ممكنة.
    وتقوم الخطوة الأولى على تصوير الكبد بالموجات ما فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي (MRI). وفي حال أظهر أي من هذه الاختبارات إصابة بالسرطان، يتم اختزاع عينة لإخضاعها للفحص.
    العلاج
    تعتبر الجراحة العلاج الأكثر فاعلية لسرطان الكبد. وفي حال كان الورم صغيراً، بمقدور الطبيب استئصاله وشفاؤه. وبالنسبة إلى مجموعة محدودة من الناس الذين تتوفر لديهم معايير معينة، يمكن إجراء زراعة للكبد. أما العلاجات الباقية، فهي غير شافية في معظم الحالات، ولكن من شأنها تخفيف العوارض وإطالة حياة المريض. وهي تشتمل على:
    ● إيقاف وصول الدم إلى الورم عبر ربط الشريان الذي يغذيه جراحياً، أو حقن مواد تسد الشريان.
    ● إيقاف وصول الدم إلى الورم ووضع عقار كيميائي في الشريان المختوم (السد الكيميائي).
    ● حقن كحول مركز في الورم لتدمير الخلايا السرطانية (الاستئصال بالإيثانول)
    ● تدمير الورم بتجليده (الجراحة التبريدية).
    ● تدمير الخلايا السرطانية بالموجات الإشعاعية العالية التواتر (الاستئصال بتواتر الإشعاعي).

    ومن شأن العلاج التقليدي الكيميائي والشعاعي أن يساعد على تقليص الورم ولكنه لا يساهم في إطالة حياة المريض. يعتمد الاتجاه الذي سيتخذه المرض على مدى انتشار الورم. ومن الأفضل مناقشة هذا الأمر مع الطبيب.
    سرطان البنكرياس

    علاماته وعوارضه
    ● ألم في البطن.
    ● نقصان في الوزن.
    ● اصفرار البشرة والعينين (يرقان).

    بالرغم من أنّ سرطان البنكرياس لا يشكل سوى 1 إلى 2 بالمئة من جميع حالات السرطان في أميركا، إلا أنه يعتبر رابع الأسباب المؤدية إلى الوفاة بالسرطان. ولا يسبب المرض عادة أية عوارض حتى يتقدم ويصبح غير قابل للشفاء. أضف إلى البنكرياس يقع عميقاً في البطن خلف أعضاء أخرى مما يجعل من الصعوبة على الطبيب كشف الورم بمجرد تحسس المنطقة. وحوالى 95 بالمئة من سرطانات البنكرياس هي من السرطانات الغدّية التي تنمو في بطانة مجاري البنكرياس وتظل لسنوات قبل أن يتم اكتشافها.
    والواقع أنّ الباحثين قد أحرزوا تقدماً في فهم التغيرات التي تطرأ على حمض DNA وتؤدي إلى سرطان البنكرياس. غير أنّ كيفية تكون السرطان وسببه لا يزالان محاطين بكثير من الغموض.
    وثمة عوامل عدة من شأنها أن تضاعف خطر الإصابة:
    التدخين. يمكن لاستعمال التبغ أن يؤدي دوراً في تكون السرطان لدى واحد من كل ثلاثة أشخاص يصابون بسرطان البنكرياس.
    التقدم في السن. معظم المصابين يكونون بين الستين والثمانين من العمر حين يتم تشخيص المرض لديهم.
    الجنس. يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بالمرض من النساء بنسبة 30 بالمئة.
    العرق. يعتبر السود أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس من باقي الأعراق.
    التهاب البنكرياس المزمن. قلة من الأشخاص الذين يعانون من التهاب البنكرياس المزمن يصابون بسرطان البنكرياس، وهذا ما يجعل الالتهاب المزمن سبباً غير مؤكد.
    التشخيص والعلاج
    يعتبر التصوير بالموجات ما فوق الصوتية والتصوير المقطعي والرنين المغناطيسي اكثر اختبارات التشخيص استعمالاً لكشف سرطان البنكرياس. وفي حال كانت نتيجة الاختبار إيجابية، يتم إتباعه بعملية اختزاع بالإبرة الموجهة بالموجات ما فوق الصوتية لأخذ عينة من النسيج المريض. كما يمكن الحصول على العينة بالتنظير بواسطة أنبوب طويل ومرن مجهز بأدوات قطع. إذ يتم إدخال المنظار عبر الفم والمريء والمعدة إلى أعلى المعى الدقيق، الاثني عشري، الذي يفرز فيه البنكرياس كيميائياته.
    وفي حال كان السرطان محصوراً في البنكرياس، فإن استئصال البنكرياس كلياً أو جزئياً قد يشفي المرض. وتعتبر عملية ويبل هي الجراحة الأبرز في هذا المجال، وهي تقوم على استئصال جزء من البنكرياس وجزء من المعدة والجزء الأول من المعى الدقيق، بالإضافة إلى كامل المرارة وجزء من مجرى الصفراء العام. ونظراً لصعوبة هذه العملية، فإنّ 2 بالمئة من المرضى يموتون نتيجة لمضاعفات الجراحة في المستشفيات الكبيرة بالرغم من خبرة الجراحين في هذا المضمار. بينما ترتفع هذه النسبة في المستشفيات الصغيرة. ومن شأن الأشعة والعلاج الكيميائي أن يساهما في إطالة حياة المريض ولكنهما لا يشفيان سرطان البنكرياس. يعتمد الاتجاه الذي يحتمل أن تتخذه المراحل الأكثر تقدماً من السرطان على مدى انتشار الورم.
    سرطان القولون والمستقيم

    علاماته وعوارضه
    ● دم في البراز.
    ● تغير في عادات الأمعاء.
    ● ألم في البطن.
    ● نقصان في الوزن.

    يعتبر سرطان القولون والمستقيم أكثر السرطانات الهضمية شيوعاً. إذ يتم سنوياً تشخيص حوالى 130,000 حالة في الولايات المتحدة. وخلافاً لمعظم السرطانات الهضمية، فإن معدل عيش المريض لمدة طويلة جيد، شرط أن يتم اكتشاف المرض باكراً. إذ تفوق نسبة عيش المصابين في المراحل المبكرة لمدة خمس سنوات 90 بالمئة.
    ومن شأن اختبارات الكشف أن تسمح بتشخيص سرطان القولون والمستقيم في مراحله المبكرة. ولكن تكمن المشكلة في أنّ كثيراً من الناس لا يستفيدون من الاختبارات المتوفرة. وهي تعتبر مسؤولة جزئياً عن وفاة أكثر من 50,000 أميركي سنوياً بسرطان القولون والمستقيم، الذي يأتي بذلك في المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة كسبب مسؤول عن الوفيات في الولايات المتحدة. وفور امتداد هذا السرطان إلى الأعضاء أو العقد اللمفاوية المحاذية، تنخفض نسبة عيش المريض لمدة خمس سنوات.
    هل أنت عرضة للمرض؟
    كما هو الأمر مع كثير من السرطانات الهضمية، يبدو بأن الوراثة ونمط الحياة يؤديان دوراً هاماً في تكون سرطان القولون والمستقيم. وتشتمل عوامل الخطر المعروفة على:
    التاريخ العائلي: يرتفع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إن أصيب به أحد أفراد العائلة الآخرون. فجميع أشكال هذا السرطان تمتلك أساساً جينياً. غير أنّ في بعض أنواعه، وهي تشكل 5 إلى 10 بالمئة من الحالات، يعتبر خطر وراثة المرض مرتفعاً جداً.
    ويدعى أحد أنواع سرطان القولون والمستقيم الموروثة مرض سرطان القولون الوراثي غير السليلي (HNPCC). وفي حال وجود هذا الخلل، يرتفع احتمال نقل الجينة إلى جميع الأطفال إلى نسبة 50 بالمئة. كما يصل احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن أكثر شباباً إلى نسبة 80 بالمئة. إذ يبلغ متوسط سن تشخيص المرض لدى الذين يحملون هذا الخلل 45 سنة، مقابل 65 سنة للذين يصابون بسرطان القولون والمستقيم غير الوراثي.
    وثمة حالة وراثية أخرى هي الورم الغدّي السليلي العائلي (FAP)، الذي يسبب مئات لا بل آلاف من الأورام الدقيقة غير السرطانية (سليلات) في القولون والمستقيم. وأول ما تبدأ السليلات بالظهور في سن المراهقة. وفي جميع الحالات تقريباً، يتكون السرطان في واحدة أو أكثر من هذه السليلات، بين سن الثلاثين والخمسين عموماً.
    سليلات القولون والمستقيم: يبدأ أكثر من 95 بالمئة من سرطانات القولون والمستقيم كتغيرات في البطانة المعوية، وتدعى أوراماً غدّية. ولا تصبح جميع السليلات سرطانية، إلا أنّ معظم سرطانات القولون تبدأ كسليلات.
    سليلات القولون والمستقيم: إنذارات مبكرة
    إنّ النسيج الذي يبطن القولون والمستقيم يكون أملس عادة. غير أنّه يحتوي لدى بعض الناس على سليلات، وهي عبارة عن أورام شبيهة بالفطر تنشأ من البطانة وتبرز في القناة التي تمر عبرها بقية الطعام. ويملك معظم المصابين بالسليلات واحدة أو عدة في أي وقت من الأوقات، بينما تتكون لدى البعض مئات لا بل آلاف منها.
    ويرتفع خطر تكون السليلات مع التقدم في السن. فأربع من كل 10 أشخاص يفوقون سن الستين لديهم سليلات. وهي لا تصبح سرطانية إلا في بعض الحالات. فكلما صغر حجم السليلة ازداد احتمال تسرطنها. وتعتبر المرحلة السابقة للسرطان الفرصة الذهبية لكشف الورم واستئصاله. وبمقدور الطبيب إنجاز هذه المهمة أثناء تنظير القولون، إذ يتم إدخال سلك عبر تجويف في المنظار لاستئصال السليلة.
    السليلات هي عبارة عن أورام دقيقة غير سرطانية بأشكال متنوعة من شأنها أن تتكون في القولون والمستقيم. وتدعى السليلات التي تنمو على عنق لحمي سليلات معنّقة، أما السليلات التي تنمو من دون قاعدة دقيقة فتسمى سليلات غير معنّقة.
    ويجب إجراء تنظير للقولون أو تنظير للقولون السيني مع صورة أشعة للقولون بدءاً من سن الخمسين. ويكرر الاختبار كل خمس سنوات. أما بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر عرضة لسرطان القولون والمستقيم، فقد يوصي الطبيب بالبدء بإجراء الاختبارات في سن أبكر ولمرات أكثر.
    وفي محاولة للكشف في مرحلة أبكر عن الأشخاص المعرضون للإصابة بالسليلات وبالسرطان لاحقاً، يجري أطباء مايو كلينك تجارب بواسطة عدسات مكبّرة مثبتة على منظار القولون. وبهذه العدسات التي تكبّر الحجم الطبيعي مئة مرة، يبحث الأطباء عن تغيرات في شكل الخلايا تدعى البؤرات الخفية الشاذة في النسيج الذي يبطن القولون. ويقوم الباحثون بعدّ البؤرات التي يعثرون عليها لدى المشاركين في الدراسة لمعرفة ما إذا كان ثمة عدد يشير إلى ارتفاع خطر تكون السليلات.
    سرطان سابق في القولون والمستقيم: قد تتكون سرطانات أو سليلات جديدة في مواضع أخرى من القولون أو المستقيم.
    العرق: يعتبر الرجال والنساء السود أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. فبين عامي 1973 و1992، ازداد معدل الإصابة بهذا السرطان بنسبة 40 بالمئة لدى الرجال السود و16 بالمئة لدى النساء السود.
    التقدم في السن: فتسعة من كل 10 أشخاص مصابين بسرطان القولون والمستقيم يفوقون سن الخمسين.
    تاريخ بمرض الأمعاء الالتهابية: إن كان للمريض تاريخ طويل مع التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون، يرتفع احتمال إصابته بسرطان القولون والمستقيم.
    التدخين: تظهر الدراسات ارتفاع معدل السرطان بين مدخني التبغ. وكلما طالت فترة التدخين ازدادت كمية التبغ المستعملة وارتفع خطر الإصابة.
    الغذاء: الأشخاص الذين يعتمدون غذاء غنياً بالدهون، يحتوي خاصة على كثير من اللحم الأحمر كلحم البقر والغنم، هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض. أما الغذاء الغني بالألياف فلطالما اعتبر بأنه يقلص خطر تكوّن سرطان القولون والمستقيم. إلا أنّ دور الألياف لا يزال موضع خلاف. فاستناداً للدراسات التي أجريت مؤخراً ليس بمقدور هذه المغذيات أن تحمي الجسد من خطر سرطان القولون والمستقيم.
    الرياضة: إذ يبدو بأن الأشخاص الخاملون هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
    عوارض المرض
    تختلف العوارض اعتماداً على موضع السرطان وامتداده. فإن تكوّن المرض في أسفل القولون أو المستقيم، من شأنه أن يسدّ ممرّ البراز مؤدياً إلى حدوث تقلصات وإلى جعل عملية التبرز أكثر صعوبة. فيشعر المريض بالحاجة إلى التبرز تكراراً حتى بعد خروج البراز. ويشكل ظهور الدم في البراز أو على فوط الحمام إنذاراً إضافياً.
    أما تكوّن السرطان في منطقة أعلى من القولون فيسبب فقر الدم والتعب نتيجة للدم المفقود الذي قد يعجز المريض عن رؤيته، إذ يكون عادة ممزوجاً بالبراز وداكن اللون. وتشتمل العوارض الأخرى على إسهال أو إمساك متواصلين، وعلى تراجع الشهية إضافةً إلى نقصان الوزن من دون سبب واضح وألم البطن.
    التشخيص
    ثمة اختبارات عدة لمراقبة سلامة القولون والمستقيم لكشف السرطان. وهي تشمل:
    ● تنظير القولون.
    ● تنظير القولون السيني.
    ● صورة أشعة إكس للقولون (مع حقنة شرجية تحتوي باريوم).
    ● الفحص المستقيمي الرقمي.
    ● تحليل الدم الخفي في البراز.


    ويعتبر تنظير القولون هو الاختبار الأدق لكشف سرطان القولون. ويتم خلاله إدخال أنبوب مرن ودقيق مجهّز بكاميرا في المستقيم وصولاً إلى القولون. ويسمح هذا الاختبار للطبيب بالبحث عن الأورام السرطانية أو السليلات السابقة للسرطان. والواقع أنّ كشف السليلات واستئصالها يقلص احتمال تكون سرطان في القولون بنسبة تفوق 90 بالمئة. أما الاختبار البديل لتنظير القولون فيقوم على تنظير القولون السيني المقترن بحقنة شرجية تحتوي باريوم.
    العلاج
    تعتبر الجراحة والعلاج الكيميائي الوسيلتين الأساسيتين لعلاج سرطان القولون. ويتم اعتماد هذين العلاجين بالنسبة إلى سرطان المستقيم بالإضافة إلى العلاج بالأشعة. ويخضع المريض لأنواع العلاج الثلاثة أو لواحد منها وفقاً لنوع السرطان، أي قولوني أو مستقيمي، ولصحته العامة إضافةً إلى حجم الورم وموضعه وامتداده.
    وتعتبر الجراحة أحد خيارات العلاج، نظراً لتوفر عدة عمليات أخرى ناجحة. ففي حال كانت السليلة صغيرة الحجم، يمكن استئصالها أثناء تنظير القولون. وإلا فيعمد الطبيب إلى شق البطن واستئصال الجزء المريض من القولون مع جزء سليم من كلتا جهتيه. وقد يحاول الطبيب أيضاً أخذ خلايا مجهرية انتقلت من الورم الأساسي إلى أنسجة أخرى، كالعقد اللمفاوية.
    وثمة خيار آخر يتمثل بالجراحة التنظيرية للبطن، بحيث يستأصل الجراح جزءاً من القولون عبر ثلاثة أو أربعة شقوق صغيرة عوضاً عن شق واحد كبير. وقد أحرزت الجراحة التنظيرية من قبل جراحين ذوي خبرة نتائج جيدة. إذ يلازم المريض المستشفى لوقت اقصر كما يقل خطر حدوث مضاعفات بعد الجراحة.
    ويمكن إتباع الجراحة بالعلاج بالأشعة أو بالعلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية التي تبقى بعد الجراحة. أما بالنسبة إلى حالات السرطان المتقدمة التي لا يمكن علاجها جراحياً، فيمكن للعلاج الكيميائي والأشعة أن يساهما في تقليص الأورام وتخفيف العوارض وإطالة حياة المريض.
    ويعتمد نجاح العلاج على مدى تقدم المرض. فإن تم اكتشاف الورم باكراً، تتضاعف فرص الشفاء. ولكن بعد امتداد السرطان إلى الأعضاء والعقد اللمفاوية المجاورة، تنخفض نسبة العيش لخمس سنوات إلى 65 بالمئة وما دون. وفور انتشاره إلى أعضاء حيوية أبعد، كالكبد مثلاً، تنخفض نسبة العيش لخمس سنوات إلى نسب أدنى. إن طبيبك هو أفضل من يبحث هذا الأمر معك.

  3. #1313
    الجراحة في سلس البراز ج4


    لا يحتاج أغلب الأشخاص المصابين بسلس البراز – ولله الحمد – إلى الجراحة، إلا أننا قد نلجأ إلى هذا الخيار عندما تخفق أساليب المعالجة الأخرى ويبقى السلس شديدا ومعيقا. وقد تكون الجراحة مفيدة في الحالات التي يكون فيها السلس ناجما عن إصابة في قاع الحوض أو القناة الشرجية أو المصرتين الشرجيتين (قد يكون ذلك بسبب تمزق في أثناء الولادة أو كسر ما أو عملية سابقة).
    وهناك العديد من الإجراءات الجراحية التي يمكن القيام بها بدءا من إصلاح المنطقة المتضررة إلى تلك الجراحات الأكثر تعقيدا والتي تستبدل فيها المصرتان الشرجيتان بمصرتين اصطناعيتين أو بعضلات من جزء آخر من الجسم؛ ولا بد من الإشارة إلى أن جراحة سلس البراز غير خالية من المضاعفات، إلا أنها مع ذلك كثيرا ما تكون فعالة في أنواع معينة من سلس البراز.
    رأب المصرة Sphincteroplasty

    هو إجراء جراحي يهدف إلى إصلاح المصرة الشرجية المتأذية أو الضعيفة، وهو أكثر الإجراءات الجراحية شيوعا في معالجة سلس البراز، ويكون إجراء فعالا في الحالات التي تكون فيها إصابة المصرة الشرجية في مكان واحد، كالتمزق الذي يحدث في أثناء الولادة المهبلية، حيث يؤدي ذلك التمزق أو الانقطاع في حلقة العضلات التي تكون المصرة الشرجية الظاهرة إلى منع هذه العضلة من الإغلاق بشكل محكم وكاف لإبقاء البراز في مكانه.
    ولذلك، يقوم الجراح في أثناء رأب المصرة بالتعرف إلى منطقة الإصابة في العضلة، ويحرر حوافها من الأنسجة المجاورة، ثم تضم حواف هذه العضلة مرة أخرى وتخاط مع بعضها البعض بشكل متداخل مما يحدث حلقة عضلية كاملة، ويعيد للشرج شكله الطبيعي، ويؤدي ذلك في المحصلة إلى تقوية العضلات وشد المصرة.
    ويقوم بهذه الجراحة عادة جراح القولون أو المستقيم أو طبيب الأمراض النسائية البولية أو جراح الأمراض النسائية؛ وقد يضطر المريض للبقاء في المستشفى عدة أيام وربما لشهر أو أكثر قبل أن يعود إلى ممارسة أنشطته الاعتيادية؛ كما يحتاج المريض في العادة إلى الاستعانة بقثطار Catheter من أجل التبول في الأيام القليلة الأولى.
    وقد يعاني المريض خلال فترة الإفاقة من بعض الانزعاج والتكدم والتورم في مكان الجرح؛ ومن الضروري اتباع تعليمات الطبيب بدقة حول كيفية تنظيف الجرح والاعتناء به، وذلك تجنبا لحدوث العدوى.
    وقد تصل معدلات نجاح هذه العملية إلى 80%، كما أن حوالي ثلثي الأشخاص الذين خضعوا لهذه العملية استفادوا بشكل حقيقي منها؛ إلا أن معدلات استمرار النجاح لفترة طويلة تقل لتتراوح ما بين 50-60%، لاسيما في الحالات المترافقة مع إصابة عصبية؛ كما أن حوالي نصف الأشخاص الذين خضعوا لهذه الجراحة سيعانون من السلس مرة أخرى، مما يعني الحاجة إلى إجراء جراحة أخرى أو ظهور مشاكل أخرى في عملية التغوط.
    وقد لا يستطيع الشخص التحكم بشكل كامل بعملية التغوط حتى عند نجاح العملية، لذلك يمكن أن يقترح الطبيب المعالجة باستخدام الارتجاع البيولوجي بعد الجراحة، وذلك بهدف الوصول إلى تحكم أفضل بالمصرتين الشرجيتين.
    المصرات الاصطناعية Artificial Sphincters

    قد يقوم الجراح بتصنيع مصرة جديدة في الحالات التي لا يخفف رأب المصرة فيها من سلس البراز، أو عندما يكون ضرر عضلات المصرة الشرجية أو الأعصاب شديدا بحيث تفقد المصرة وظيفتها بشكل كبير أو كلي، ويكون ذلك من خلال وضع مصرة اصطناعية أو لف عضلة مأخوذة من الفخذ حول المصرة الطبيعية.
    وتتكون المصرة الاصطناعية من ثلاثة أجزاء، وهي: كفة (كم) قابلة للنفخ تلف حول الشرج وبالون لتنظيم الضغط ومضخة تحكم يجري بواسطتها نفخ الكفة، حيث تبقي هذه الكفة – بعد نفخها – المصرة الشرجية مغلقة بإحكام إلى حين الحاجة إلى التغوط، كما يوجد أنبوب صغير يزرع تحت عضلات البطن ويصل بين الكفة والبالون، ويحتوي ذلك البالون على سائل يحافظ على بقاء الكفّة منتفخة.
    ويحتاج الشخص عند الذهاب إلى المرحاض إلى استعمال مضخة خارجية صغيرة ليفرغ الكفة، مما يسمح بطرح البراز؛ وتوضع هذه المضخة الموصولة ببالون تنظيم الضغط بواسطة أنبوب آخر صغير في الشفرين Labia عند النساء وفي الصفن عند الرجال. ولدى الضغط على المضخة، ينتقل السائل من الكفة إلى البالون، ثم يعود السائل بعد عدة دقائق ليملأ الكفة ببطء مما يغلق المصرة.
    ولتجنب حدوث أية مشاكل من ناحية التئام الجرح، يجب ألا تنفخ الكفة إلا بعد عدة أسابيع من الجراحة. ومع أن أغلب الأشخاص ينعمون بتحسن في عملية التحكم بالتغوط بعد وضع المصرة الاصطناعية، إلا أنه لا يعلم مدى نجاح ذلك لفترة طويلة، كما قد تحدث الكثير من المضاعفات عقب الجراحة. وتعد العدوى أكثر المشاكل شيوعا وخطورة، وقد نضطر إلى إزالة هذه الأداة عند حدوث العدوى.
    رأب الناحلة الديناميكي Dynamic Graciloplasty

    كما هي الحال في جراحة المصرة الاصطناعية، فإننا نقوم في رأب الناحلة الديناميكي باستبدال عضلات المصرة الشرجية؛ وبدلا من وضع مصرة اصطناعية، يستخدم الجراح عضلة من جزء آخر من الجسم ليستعيض بها عن المصرة المتأذية؛ وقد يوصى بهذا الإجراء في الحالات التي لا تعمل فيها المصرة بسبب إصابة عصبية أو عضلية ما.
    ويرجع اسم هذه الجراحة إلى العضلة التي يجري نقلها، وهي العضلة الناحلة Gracilis muscle التي توجد في الجزء الداخلي من الفخذ؛ وقد نستخدم في بعض الأحيان عضلة من الألية أو الساعد، ونقوم خلال هذا الإجراء بأخذ جزء من العضلة الناحلة ولفه حول الشرج على شكل معلاق Sling. وبما أن هذه العضلة المنقولة لا يمكنها التقلص أو الارتخاء، فإننا نقوم بغرس بطارية موصولة بالعضلة بواسطة أقطاب، وذلك للتحكم بالعضلة، ويؤدي ذلك إلى منع خروج البراز؛ أما عند الرغبة بإفراغ البراز، فيمكن إيقاف التنبيه الكهربائي باستخدام جهاز مغناطيسي خارجي.
    ويشير 50-70% من الأشخاص الذين خضعوا لهذه العملية إلى حدوث تحسن في آلية التحكم بعملية التغوط؛ وكما هي جراحة المصرة الاصطناعية، فإن الرأب الديناميكي للناحلة جراحة كبرى تحمل مخاطر كبيرة. ومن المضاعفات التي قد تحدث العدوى حول الأقطاب أو في منطقة الشرج أو الفخذ، ومنها أيضا انفصال العضلة أو تآكلها، وحدوث خلل في آلية تفريغ المستقيم، وخلل وظيفة البطارية.
    وقد يقوم الجراح بشكل مؤقت بفغر القولون Colostomy أو بفغر عروة من اللفائفي Loop ileostomy لتجنب تعريض الشرج للبراز في أثناء فترة الالتئام، حيث يجري التغوط بعد فغر القولون أو اللفائفي من خلال فتحة في البطن بدلا من المستقيم، وتغطى هذه الفتحة بكيس خاص يجمع فيه البراز، ثم تغلق الفتحة بعد الإفاقة من الجراحة ليعود بعد ذلك البراز إلى مجراه الطبيعي.
    تنبيه العصب العجزي Sacral Nerve Stimulation

    يعد التنبيه الكهربائي للعصبين العجزيين من التدابير الجديدة الواعدة في معالجة سلس البراز، حيث يمتد هذان العصبان من الحبل النخاعي إلى العضلات الموجودة في منطقة الحوض، ويقومان بتنظيم إحساس عضلات المستقيم والمصرتين الشرجيتين وقوتهما. ولقد اتضح في بادئ الأمر أن التنبيه الكهربائي المباشر للعصبين العجزيين يفيد في معالجة سلس البول، إلا أن الدراسات شجعت على استعمال ذلك في معالجة سلس البراز.
    وقد يوصى بهذا النوع من المعالجة عندما تخفق المعالجات السلوكية والأدوية في التخفيف من سلس البراز، أو عند الأشخاص الذين ما زالوا يعانون من السلس بعد خضوعهم لجراحة لإصلاح المصرتين الشرجيتين. وتجدر الإشارة إلى أن تنبيه العصب العجزي يكون أكثر فعالية في الحالات التي تكون فيها المصرتان الشرجيتان سليمتين.
    ويجري هذا الإجراء عادة في غرفة العمليات في المستشفى أو في العيادات الخارجية، حيث يعطى الشخص دواء مهدئا بالإضافة إلى مخدر موضعي في المنطقة المعنية، وذلك في الجانب الخلفي من الجسم تحت الخصر وفوق المنطقة التي يجلس عليها.
    ويجري تنبيه العصب العجزي على مراحل؛ ففي البداية، يستعين الطبيب بجهاز الأشعة السينية للتعرف إلى مكان العصبين العجزيين في عظم العجز Sacrum (العظم المثلث الشكل الذي يقع في منتصف الحوض)، ثم تغرز إبرة في العصبين العجزيين اللذين يتحكمان بالأمعاء والمثانة وقاع الحوض؛ وتوصل هذه الأداة بجهاز خارجي يولد نبضات كهربائية تنبه الأعصاب؛ ويقوم الطبيب أثناء ذلك بمراقبة الاستجابات الحسية والعضلية لذلك التنبيه الكهربائي.
    عندما تحدث الاستجابة المناسبة، يوصل الاتجاه Lead الدائم (المزمن) أو السلك بالعصبين العجزيين، ويوضع هذا الاتجاه في نفق تحت الجلد ليوصل بآخر خارجه؛ ويجري التحكم بالتنبيه الكهربائي خلال هذه المرحلة الأولية بواسطة وحدة صغيرة تشغل ببطارية يحملها الشخص، ويطلب من الشخص في هذا الوقت وضع مفكرة بمرات التغوط لمدة أسبوعين بهدف تسجيل نتائج التنبيه؛ فإذا تحسن السلس وطبيعة الحياة، يتوجب على الشخص حينئذ العودة إلى إزالة السلك الخارجي وغرس بطارية مبرمجة تحت الجلد.
    وتوضع وحدة البطارية أو المولد في أعلى الألية، وتوصل بعد ذلك بالسلك الدائم؛ وتقوم هذه الوحدة بإنتاج نبضات كهربائية تنبه العصبين العجزيين، مما يساعد على استعادة السيطرة؛ ويزود المولد بوحدة تحكم خارجية، مما يمكن الشخص من تعديل برمجته؛ كما يطلب من الشخص مراجعة الطبيب كل 4-6 شهور، وذلك للتأكد من أن الجهاز مبرمج بشكل صحيح؛ ويمكن للبطارية أن تستمر في العمل 5-10 سنوات.
    لا يزال تنبيه العصب العجزي يعد من المعالجات التجريبية في سلس البراز، لكن يبدو أنه أمر واعد؛ كما أن هذا الإجراء أقل بضعا من المداخلات الجراحية الأخرى، فضلا عن مزاياه الأخرى، مثل قلة إمكانية حدوث مضاعفات خطيرة وعدم تفاقم الأعراض أو تضرر الأعصاب.
    إجراءات أخرى

    يمكن اللجوء إلى إجراءات جراحية أخرى، وذلك بالاعتماد على سبب سلس البراز وشدة الأعراض التي يعاني منها الشخص، ومن ذلك:
    العمليات المستخدمة لمعالجة تدلي المستقيم Rectal Prolapse، والبواسير Hemorrhoids، والقيلة المستقيمية Rectocele

    تدلي المستقيم حالة ينتأ فيها جزء من المستقيم من خلال الشرج، مما يضعف المصرتين الشرجيتين؛ ففي بعض الحالات، كالإمساك المزمن والعصر (الإجهاد) Straining، تتمدد أربطة المستقيم وتفقد قدرتها على حفظ البراز؛ ولذلك، قد نحتاج إلى إصلاح تدلي المستقيم جراحيا بالإضافة إلى إصلاح المصرتين. كما قد نحتاج – عند النساء – إلى معالجة تبارز المستقيم من خلال المهبل (القيلة المستقيمية Rectocele) جراحيا لمعالجة سلس البراز.
    قد تمنع البواسير الداخلية المتدلية Prolapsed internal hemorrhoids الإغلاق التام للمصرتين الشرجيتين، مما يؤدي إلى سلس البراز؛ وقد تقع البواسير قرب الجزء العلوي أو عند بداية القناة الشرجية (البواسير الداخلية Internal hemorrhoids) أو عند الجزء السفلي من فتحة الشرج (البواسير الخارجية External hemorrhoids)، ويمكن معالجتها عن طريق استئصال الباسور التقليدي Conventional hemorrhoidectomy (إجراء جراحي يهدف إلى استئصال أنسجة الباسور).
    فغر القولون Colostomy

    وهو الملاذ الأخير، إذ يعد هذا الإجراء الوسيلة الأكثر حسما في معالجة سلس البراز، لاسيما عند كبار السن؛ ويقوم الجراح في هذا الإجراء بوصل نهاية الأمعاء بفتحة في البطن، ليتجمع البراز في كيس موصول بهذه الفتحة.
    يجري فغر القولون غالبا من خلال تنظير البطن القليل البضع Minimally invasive laparoscopy، حيث نستخدم لذلك أنبوبا مضيئا (منظار البطن Laparoscope) يدخل من خلال شق صغير؛ ولا تشاهد الأكياس الحديثة المستخدمة في فغر القولون – ولله الحمد – في أثناء ارتدائها، كما أنها تضبط الرائحة بشكل جيد. ومهما كانت النتائج، فإن فغر القولون يقدم للكثير من الأشخاص بديلا اجتماعيا أكثر قبولا من سلس البراز الشديد غير المضبوط.

  4. #1314
    علاج سلس البراز ج3


    يعد طلب المساعدة الخطوة الأولى في تدبير سلس البراز، كما أن التسليم بالمشكلة والعمل مع طبيب ودود ومشجع يساعد على التخفيف من مشاعر الانعزال، والخجل، والاكتئاب التي تعتري الكثير ممن يعانون من سلس البراز.
    تعتمد المعالجة على سبب السلس لديك ودرجة شدته؛ وتبدأ المعالجة عادة بوسائل غير جراحية، كتغيير نوعية الطعام، وتنظيم عادات التغوط، واستعمال الارتجاع البيولوجي والأدوية؛ وتعطي أبسط أساليب المعالجة – ولله الحمد – الكثير من التحسن عند غالبية الأشخاص، ولكن قد يلجأ إلى الجراحة عند إخفاق الأساليب المحافظة.
    وبما أن سلس البراز يحدث نتيجة لعدة أسباب غالبا، فقد نحتاج إلى أكثر من شكل للتحكم الناجح بعملية التغوط؛ كما أن الطبيب سيتعامل مع أية حالة طبية من شأنها أن تساهم في حدوث السلس، مثل انحشار البراز، والخرف Dementia، والمشاكل العصبية، وداء الأمعاء الالتهابي Inflammatory bowel disease، وعدم تحمل اللاكتوز Lactose intolerance.
    المعالجات السلوكية Behavioral Treatments

    نبدأ معالجة سلس البراز عادة بخطوات تهدف إلى تغيير سلوك وعادات المريض، وقد يكون ذلك هو كل ما يحتاجه المريض للتحكم بالسلس، أو قد تضاف إلى ذلك بعض أساليب المعالجة الأخرى؛ ويمكن القول إن كل الأشخاص تقريبا يجنون بعض الفائدة من المعالجات السلوكية. ولقد خلصت الدراسات إلى أن المعالجة المحافظة لا تخفف من سلس البراز وحسب، بل تحسن أيضا من نوعية الحياة ومن الصحة النفسية ومن وظيفة المصرتين الشرجيتين؛ كما يمكن للشخص أن يشعر بسيطرة أكبر من خلال تطوير إستراتيجيات أفضل للتعامل مع عوارض السلس التي قد تحدث.
    القوت Diet

    يؤثر القوت بشكل كبير في وظيفة الأمعاء؛ فالطعام الذي يتناوله الشخص والأشربة التي يستهلكها يؤثران في قوامِ البراز وسرعة إفراغه عن طريق الجهاز الهضمي؛ ولذلك، يحسن إجراء بعض التغييرات في نوعية الغذاء من حركة الأمعاء (التغوط)، ويجعل التوقع بها أكثر سهولة.
    ويساعد الطبيب مريضه عادة على معرفة الغذاء الذي يمنح البراز قواما جيدا؛ كما يجب على الشخص تجنب الأطعمة التي تهيج الجهاز الهضمي. وفيما يلي بعض العوامل القوتية التي تؤثر في التحكم بعملية التغوط.
    الألياف Fibers
    تساعد الأطعمة الغنية بالألياف على تحسين قوام البراز، حيث تجعله أكثر ليونة، وأكبر حجما، وأحسن تشكلا (تماسكا). ومن المعلوم أن إفراغ البراز اللين ذي الحجم الكبير أسهل من إفراغ البراز الصلب ذي الحجم الصغير. كما أن احتمال تسرب البراز المتماسك أقل من احتمال تسرب البراز المائي. وخلاصة القول إن الأطعمة الغنية بالألياف تزيد من تكرار عملية التغوط وانتظامها، ويمكن أن تساعد على التحكم بكل من الإمساك Constipation والإسهال Diarrhea.
    وتضم الألياف – التي تسمى أيضا الخشائن Roughage أو الأغذية المالئة Bulking – كل الأطعمة النباتية التي لا يستطيع الجسم هضمها أو امتصاصها، وتوجد بشكل أساسي في الفاكهة والخضار وجميع أنواع الحبوب والبقوليات.
    وتجدر الإشارة إلى أن الألياف غير الذوابة لا تنحل بالماء، وتتحرك بسرعة ضمن الجهاز الهضمي، مما يجعل البراز أكبر حجما؛ ويوجد هذا النوع من الألياف في الموز، والأرز الأسمر، والتبيوكة Tapioca، والخبز المصنوع من كل أجزاء الحبوب (الحبوب الكاملة)، والبطاطا، وصلصة التفاح، والجبن والزبادي والعجين، ودقيق الشوفان أما الألياف الذوابة فهي تنحل في الماء لتكون مادة طرية تشبه الهلام في الأمعاء، وتوجد هذه الألياف في نخالة الشوفان، والفول، والشعير، والمكسرات، والبزور، والعدس، والبازيلاء، والتفاح، والحمضيات والجزر.
    وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: ما هي كمية الألياف التي يجب تناولها؟
    يوصي الخبراء بتناول حوالي 20-30 غراما يوميا، مع التذكير بأن تناول الكثير من الألياف دفعة واحدة قد يؤدي إلى التطبل Bloating، وتراكم الغازات، والإسهال. ويمكن تقسيم كمية الخضار والفاكهة اليومية إلى قسمين في الحالات التي يفاقم فيها تناول الألياف بكثرة من الإسهال؛ كما يمكن أن يفيد تقشير الفاكهة والخضار ونزع بزورها.

    ويجب التنبيه إلى ضرورة شرب كمية كبيرة من السوائل عند تناول الألياف بكمية أكبر، حيث أن الألياف تعمل بشكل أفضل عندما تمتص الماء؛ ومن دون تلك الكمية الكافية من السوائل، يصبح البراز قاسيا، وربما يؤدي ذلك إلى حدوث الإمساك.
    ومن المصادر الجيدة للألياف الفاكهة والخضار الطازجة أو المطبوخة والخبز المصنوع من كافة أجزاء الحبوب والحبوب الأخرى والأرز الأسمر والبقول المجففة والبازيلاء.
    كما يمكن زيادة كمية الألياف المتناولة من خلال استعمال بعض المكملات، مثل الميتاموسيل Metamucil والسيتروسيل Citrucel والفايبركون FiberCon، التي تساعد على تحريك الماء إلى الأمعاء، مما يدفع البراز نحو المستقيم؛ كما يمكن أن تزيد هذه المكملات حجم البراز، بالإضافة إلى التقليل من البراز المائي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المكملات قد تكون مفيدة عند بعض الأشخاص، في حين قد تفاقم الإسهال أو السلس عند البعض الآخر؛ ولا تؤمن هذه المكملات الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى الموجودة في الأطعمة الغنية بالألياف، لذا يجب على المريض استشارة الطبيب حول مدى ملاءمة هذه المكملات.
    الأطعمة الغنية بالألياف
    نعرض هنا لمحة عن محتوى بعض الأطعمة الشائعة من الألياف؛ ولا بد من قراءة اللصاقات الموجودة على كل منتج غذائي لمعرفة كمية الألياف في أطعمتك المفضلة.
    الفاكهة مقدار الحصة المحتوى الكلي من الألياف (بالغرام)
    الكمثرى (الاجاص) واحدة متوسطة 5.1
    توت العليق نصف كوب 4
    التين المجفف اثنتان متوسطتان 3.7
    العناب كوب متوسط الحجم 3.5
    التفاح مع القشرة واحدة متوسطة 3.3
    الخوخ المجفف 3 أنصاف 3.3
    البرتقال واحدة متوسطة 3.1
    الفرولة كوب متوسط الحجم 3
    المشمش المجفف 10 أنصاف 2.6
    الزبيب أونصة ونصف (نحو 45 غ) 1.6
    الحبوب والباست مقدار الحصة المحتوى الكلي من الألياف (بالغرام)
    السباغيتي، الحبوب كامل كوب واحد 6.3
    قشور النخالة ثلاث أرباع الكوب 5.3
    الشوفان المجروش كوب واحد 4
    خبز الجاودر شريحة واحدة 1.9
    خبز الحنطة الكاملة شريحة واحدة 1.9
    خبز الحبوب الكاملة شريحة واحدة 1.7
    خبز الحنطة المكسرة شريحة واحدة 1.4
    البقول والمكسرات والبزور مقدار الحصة المحتوى الكلي من الألياف (بالغرام)
    العدس كوب واحد 15.6
    الفاصولياء السوداء كوب واحد 15
    الفاصولياء المعلبة المحمصة كوب واحد 13.9
    الفاصولياء الليمية كوب واحد 13.2
    اللوز 24 لوزة 3.3
    الفستق 47 حبة 2.9
    الفول السوداني 28 حبة 2.3
    الكاجو 18 حبة 0.9
    الحضار مقدار الحصة المحتوى الكلي من الألياف (بالغرام)
    البازيلاء كوب واحد 8.8
    الأرضي شوكي المطبوخة حبة متوسطة الحجم 6.5
    الكرنب الصغير كوب واحد 6.4
    اللفت الأخضر المسلوق كوب واحد 5
    البطاطا المحمصة مع القشرة حبة متوسطة الحجم 4.4
    الذرة كوب واحد 4.2
    القنبيط الطازج زهرة متوسطة الحجم 4
    الذرة الصفراء الطازجة 3 أكواب 3.6
    معجون الطماطم ربع كوب 3
    السبانخ المطبوخ كوب واحد 2
    الجزر جزرة متوسطة الحجم 1.8
    ولكن زيادة تناول الألياف لا تفيد كل الأشخاص؛ فمثلا، قد يعاني الطاعنون في السن والقليلو الحركة من مشاكل أكبر بسبب السلس عند تناول كميات أكبر من الألياف؛ كما يمكن أن يشكو الأشخاص الذين يعانون من الإمساك بسبب بطء حركة الجهاز الهضمي من التطبل (تولد الغازات) وألم البطن لدى تناول كميات كبيرة من الألياف.
    الأشربة والأطعمة التي تحتوي على الكافيين
    يمكن أن تعمل القهوة والأشربة والأطعمة الأخرى التي تحتوي على الكافيين Caffeine كملينات Laxatives تؤدي إلى حدوث الإسهال والحاجة الملحة للذهاب إلى المرحاض؛ لذلك، فإن التقليل من استهلاك الكافيين – لاسيما بعد الطعام – قد يقلل من الإلحاح ومن الإسهال.
    مقدار الوجبات وعددها
    قد تتسبب الوجبات الكبيرة عند بعض الأشخاص في حدوث تقلصات في الأمعاء تسبب الإسهال؛ ويمكن تجنب ذلك من خلال تناول عدة وجبات صغيرة خلال اليوم بدلا من تناول ثلاث وجبات كبيرة. ويمكن القول بشكل عام إن تناول وجبات متوازنة بشكل جيد في أوقات منتظمة يساعد على انتظام حركة الأمعاء (التغوط).
    السوائل
    لا بد من شرب كمية كافية من الماء والسوائل الأخرى لتجنب التجفاف Dehydration والمحافظة على ليونة البراز وتماسكه، حيث تساعد السوائل على تحرك الأطعمة داخل الجهاز الهضمي، مما يمنع حدوث الإمساك.
    ويوصى بأن يسعى الشخص إلى شرب ثمانية أكواب من الماء بسعة ثمان أونصات (نحو 240 مل) (باستثناء الحالات الطبية التي تستدعي الحد من شرب السوائل)؛ كما يجب تجنب الأشربة الغازية التي تحتوي على الكافيين، والكحول، والحليب، والأشربة التي تحتوي على الكربونات إذا كان تناولها يساهم في حدوث الإسهال.
    ويمكن للأشخاص المعرضين للإسهال، أو الذين يشعرون برغبة ملحة للذهاب إلى المرحاض، التقليل من سرعة حركة الجهاز الهضمي عن طريق الشرب في أوقات غير أوقات الطعام، كشرب كوب من الماء أو من شراب آخر قبل أو بعد الطعام ولكن ليس معه.
    الأدوية التي قد تتسبب بحدوث سلس البراز

    قد تساهم بعض الأدوية المستعملة في حالات أخرى في حدوث سلس البراز؛ لذلك، يمكن أن يقترح الطبيب على مريضه تغيير بعض الأدوية التي تسبب الإسهال أو الإمساك أو السلس. وتجدر الإشارة إلى ضرورة أن يخبر المريض طبيبه عن أي دواء أو فيتامين أو مكملات معدنية إضافية يتناولها، وذلك لتقييم تأثيراتها المحتملة في الحصر (الاستمساك) Continence.
    التحكم بالغازات

    إنه لمن الطبيعي أن يستمر خروج الغازات حتى بعد تحسن التحكم بعملية التغوط، وذلك لأن الغازات توجد في السبيل الهضمي عند جميع الأشخاص. وكما هي الحال في السلس، فإن إجراء بعض التغييرات في الغذاء قد يساعد على التحكم بالغازات الزائدة.
    وتأتي غازات السبيل الهضمي من مصدرين أساسيين هما – الهواء المبتلع والنواتج الطبيعية لتحطيم الأطعمة غير المهضومة في الأمعاء الغليظة. ومما يذكر أن أغلب الأطعمة التي تحتوي على السكريات قد تتسبب في حدوث الغازات. وتشتمل الأطعمة التي تسبب الغازات على ما يلي:
    ● البقول Beans.
    ● بعض الخضار، مثل الهليون، والقنبيط، والملفوف، وبراعم البروكسيل Brussels، والخيار، والفليفلة الخضراء، والبصل، والفجل.
    ● بعض الفاكهة، مثل التفاح، والدراق، والأجاص.
    ● جميع الحبوب والنخالة.
    ● الحليب ومشتقاته.
    ● الأطعمة المعلبة المصنوعة باستعمال اللاكتوز، مثل الخبز، والحبوب، وتتبيلة السلطة.
    ● الأطعمة التي تحتوي على السوربيتول Sorbitol، مثل الحلوى الخالية من السكر واللبان.

    كما تشتمل الأطعمة التي كثيرا ما تؤدي إلى حدوث غازات ذات رائحة على الكحول، والهليون، والبقول، والملفوف، ولحم الدجاج، والقهوة، والخيار، ومنتجات الألبان، والبيض، والسمك، والثوم، والمكسرات، والبصل، والبرقوق، والفجل.
    وينصح، في الحالات التي تشكل فيها الغازات مشكلة، بوضع مفكرة بالأطعمة المستهلكة خلال أسبوع أو أكثر، وذلك لتحديد الأطعمة التي تؤدي إلى حدوث غازات أو تؤثر في رائحتها. ومن البديهي أن الكثير من الأطعمة التي تسبب الغازات، مثل الفاكهة والخضار وكافة الحبوب تعد جزءا أساسيا من الغذاء السليم؛ لذلك، لا يتمثل الحل بترك تلك الأطعمة كليا، بل في محاولة اكتشاف المقدار الذي يتحمله الشخص من تلك الأطعمة المولدة للغازات.
    وبالإضافة إلى ذلك، تساعد العديد من الأدوية التي تباع من غير وصفة في التخفيف من الأعراض، ومن هذه الأدوية مضادات الحموضة Antacids مع السيميثيكون Simethicone (غاز إكس Gas-X، غاز ميلانتا Mylanta gas، الفازيم Phazyme)، وحبوب الفحم النباتي المنشط Activated charcoal (الشاركوكابس Charcocaps، الشاركول بلكس Charcoal plux) والبينو Beano. وقد يساعد إنزيم اللاكتاز Lactase الذين يعانون من مشاكل، بسبب الحليب أو مشتقاته، على هضم اللاكتوز (السكر الموجود في الحليب)، ويتوفر إنزيم اللاكتاز على شكل سائل أو حبوب؛ كما يمكن شراء الحليب المخفف اللاكتوز وغيره من المنتجات.
    التحكم بعملية التغوط وتنظيمها

    يعد تأسيس عادات تغوط منتظمة أحد الطرق السهلة التي من شأنها أن تحدث فارقا كبيرا في تدبير السلس، ويمكن لإعادة تدريب الأمعاء Bowel retraining أن تساعد بعض الأشخاص في تعلم كيفية التحكم بعملية التغوط، كما يمكن أن يساعد ذلك على استعادة قوة العضلات عندما يكون سلس البراز ناجما عن نقص التحكم بالمصرتين الشرجيتين، أو عن نقص الإحساس بإلحاح التغوط.
    ويتضمن برنامج إعادة تدريب الأمعاء العديد من الخطوات والإستراتيجيات التي تهدف إلى الحصول على تغوط منتظم؛ وقد نعني بإعادة تدريب الأمعاء في بعض الأحيان الذهاب إلى المرحاض في أوقات محددة من اليوم، بينما يشمل التدريب في حالات أخرى المعالجة من خلال القيام ببعض التمارين.
    وقد يتمكن بعض الأشخاص من التحكم بحركة الأمعاء (التغوط) من خلال السعي إلى أن يكون هذا التغوط في أوقات محددة من اليوم، كأن يكون بعد كل وجبة، حيث يساعد ذلك على الحصول على تحكم أكبر عن طريق التكهن بوقت استعمال المرحاض؛ ويمكن أن يكون ذلك مفيدا بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعانون من سلس براز ناجم عن الإمساك.
    ولا بد لطبيبك أن يتأكد من عدم انحشار البراز Fecal impaction قبل البدء ببرنامج إعادة تدريب الأمعاء، كما يجب إزالة أي براز منحشر قبل أن يبدأ بتدريب المثانة.
    ويمكن اتباع الخطوات التالية للمساعدة على وضع طراز منتظم لحركة الأمعاء (التغوط):
    ● تحديد أوقات معينة من اليوم لعملية التغوط؛ وينصح باختيار الأوقات الملائمة، مع الأخذ بالحسبان البرنامج اليومي وأنظمة التغوط السابقة؛ ويكون أفضل وقت للتغوط بعد تناول الوجبة بعشرين إلى ثلاثين دقيقة، وذلك لأن الأكل ينبه نشاط الأمعاء، كما أن المستقيم غالبا ما يكون ممتلئا حتى عند عدم الشعور بالرغبة بالتغوط. ويكون الهدف من ذلك هو تأسيس وقت اعتيادي ومتوقع للتغوط في كل يوم.
    ● إذا كان الشخص يعاني من الإمساك أو من متلازمة القولون المتهيج Irritable bowel syndrome، فقد يحتاج إلى بعض الوقت ليصبح قادرا على التغوط عند الحاجة. ولتأسيس روتين ما، ينصح المريض بالجلوس على المرحاض عدة دقائق حتى عند عدم الشعور بالرغبة بالتغوط أو عند عدم وجود حركة أمعاء حقيقية؛ ومع الممارسة، قد تنبه الأمعاء، مما يجعلها تعمل بشكل أفضل؛ ولكن لا بد من التنبيه إلى أن الجلوس الطويل قد يؤدي إلى حدوث البواسير Hemorrhoids، لذلك يستحسن النهوض والمشي لبعض الوقت عند عدم نجاح المحاولة في غضون عدة دقائق، ثم إعادة المحاولة.
    ● قد يكون من المفيد عند بعض الأشخاص شرب شراب ساخن أو عصير البرقوق الدافئ لتنبيه حركة الأمعاء (التغوط).
    ● قد يوصي الطبيب في بعض الحالات بمحاولة تنبيه حركة الأمعاء من خلال وضع إصبع مزلقة في فتحة الشرج، وتحريكها بحركة دائرية حتى ترتخي عضلات المصرة، وقد يستغرق ذلك عدة دقائق.
    ● يمكن أن يحتاج بعض الأشخاص إلى استعمال التحاميل Suppositories أو الحقن الشرجية (المفرغة) Enemas أو الملينات Laxatives أو مزيج من تلك الخيارات لتنبيه حركة الأمعاء؛ ويجب ألا تستعمل تلك الخيارات إلا بعد استشارة الطبيب، كما يفضل استعمال أقل تنبيه يكون فعالا.
    ● ينصح بمحاولة الاسترخاء عند الجلوس في المرحاض واتخاذ وضعية تساعد على التغوط مع تجنب العصر.
    إن المثابرة والثبات هما السبيل لنجاح الطريقة السابقة؛ وقد يستغرق الوصول إلى طراز منتظم بعض الوقت. لذلك، ينصح بعدم الإحباط والاستسلام مباشرة. ويمكن القول بشكل عام إن أغلب الأشخاص يصلون إلى طراز منتظم لحركة الأمعاء في غضون أسابيع قليلة من بدء برنامج تدريب الأمعاء.
    ويجب أن يوضع برنامج التدريب تبعا لحالة الشخص؛ فمثلا، ينبغي أن نركز في حالة الأشخاص الذين يعانون من تدلي المستقيم Rectal prolapse أو القيلة المستقيمية Rectocele على إنقاص عدد محاولات التغوط وعلى إيقاف العصر المفرط؛ وينصح في مثل هذه الحالة بمحاولة عدم التغوط لأكثر من ثلاث مرات يوميا.
    تمارين قاع الحوض Pelvic Floor Exercises. أيا كان سبب سلس البراز، قد يوصي الطبيب بإجراء بعض التمارين لتقوية قاع الحوض والمصرات وعضلات المستقيم (تمارين كيجل Kegel exercises)؛ وقد نجمع بين هذه التمارين وبين أساليب المعالجة الأخرى؛ كما قد تكون هذه التمارين جزءا من المعالجة بالارتجاع البيولوجي.
    معالجة انحشار البراز Stool Impaction

    يقوم الخط الأول في معالجة الأشخاص الذين يعانون من وجود كتلة صلبة في المستقيم (براز منحشر) على إزالة تلك الكتلة، وقد يحتاج مثل هؤلاء إلى مساعدة الطبيب إذا لم يجد استعمال الملينات Laxatives والحقن الشرجية المفرغة Enemas؛ ويقوم الطبيب بذلك من خلال إدخال إصبع أو إصبعين في المستقيم، ومن ثم تحطيم البراز المنحشر وتحويله إلى قطع يمكن للشخص إخراجها.
    وقد يقدم طبيبك بعض المقترحات بعد إخراج البراز المنحشر لمنع حدوث الإمساك، مثل زيادة استهلاك الألياف والسوائل وزيادة الأنشطة البدنية؛ ومن أساليب المعالجة أيضا استعمال الملينات الخفيفة ومطريات البراز والحقن الشرجية والتحاميل.
    الارتجاع البيولوجي Biofeedback

    يعد الارتجاع البيولوجي وسيلة تعطي الشخص ارتجاعا بصريا أو سمعيا أو لفظيا (لا يستقبله الجسم بشكل طبيعي) حول وظائف الجسم، مثل نشاط العضلات. ويستخدم الارتجاع البيولوجي كمعالجة لسلس البراز للمساعدة على تقوية عمل العضلات التي تتحكم بالبراز وتناسقها؛ كما أن ذلك يساعد على تحسين قدرة الشخص على الشعور بوجود البراز في المستقيم.
    ومن المناسب القول بأن غالبية الأشخاص الذين يعانون من سلس البراز يجنون بعض الفائدة من الارتجاع البيولوجي؛ وقد تكون هذه الطريقة مفيدة في الحالات التي يكون فيها السلس ناجما عن ضعف عضلات المصرتين أو اضطراب الحس في المستقيم أو الإمساك المزمن أو الضرر العصبي الناجم عن داء السكر Diabetes أو الولادة أو الجراحة. وفي المقابل، من غير المحتمل أن يستفيد من هذه الطريقة الأشخاص الذين يعانون من سلس براز شديد أو من مرض عصبي؛ وبالإضافة إلى ذلك، قد لا تفيد هذه الطريقة الأشخاص الذين لديهم إحساس خفيف في المستقيم أو ليس لديهم إحساس.
    وبما أن الارتجاع البيولوجي طريقة آمنة وفعالة، فإنه غالبا ما يوصى باللجوء إليها قبل التفكير بالجراحة؛ وتعتمد فعالية هذه الطريقة على سبب السلس وشدة ضرر العضلات أو الأعصاب، كما يعتمد نجاحها أيضا على الدافع الشخصي وعلى خبرة الشخص المعالج.
    الطريقة
    تعتمد إحدى طرائق الارتجاع البيولوجي على وضع مسبار حساس للضغط في القناة الشرجية ليقوم ذلك المسبار بتسجيل قوة عضلات المصرتين الشرجيتين ونشاطهما عند تقلصها حوله؛ ويقوم الطبيب بتعليم المريض كيفية ضغط عضلات الشرج حول المسبار؛ كما يمكن للمريض ممارسة تقليص المصرتين وتعلم كيفية تقوية العضلات من خلال مشاهدة قراءة المقياس أو المؤشر، وذلك كمعينة بصرية مساعدة أو من خلال الاستماع لاستجابة صوتية لتقلص العضلات. ويساعد الارتجاع المتعلق بكيفية عمل العضلات على التأكد من مدى القيام بالتمارين بشكل صحيح، وعلى رؤية ما إذا كانت العضلات تزداد قوة.
    ومن طرائق الارتجاع البيولوجي طريقة نستخدم فيها جهازا لقياس الضغط، وذلك من أجل تغيير الضغط في المستقيم. ونقوم في هذا الإجراء بوضع مسبار مزود ببالون فارغ، ثم يقوم الطبيب بنفخ البالون إلى مستويات مختلفة مدربا بذلك المريض على الإحساس بكميات صغيرة من البراز في المستقيم من خلال الارتجاع. وهناك طريقة تستخدم ثلاثة بالونات، ويدرب المريض على الاستجابة للإحساس في المستقيم من خلال تقليص عضلات المصرتين الشرجيتين بشكل آني وقوي.
    النتائج
    يحتاج برنامج الارتجاع البيولوجي النموذجي 4-6 جلسات، وقد نحتاج في بعض الأحيان إلى جلسة واحدة فقط؛ ويلاحظ أغلب الأشخاص تحسنا في الأعراض بعد ثلاث جلسات.
    ومن الضروري أن يشعر المريض بالراحة في التعامل مع المعالج المسؤول عن الارتجاع البيولوجي، وذلك للحصول على أفضل النتائج. وقد تجري المعالجة في إحدى عيادات الارتجاع البيولوجي أو في عيادة الطبيب أو في عيادة المعالج المدرب في مجال الارتجاع البيولوجي. ويبدأ المعالج عمله عادة بمجموعة من الأسئلة حول عادات التغوط والقصة المرضية؛ ويستحسن الإشارة إلى أن المعالج قد يقدم الدعم والنصيحة والإرشاد حول عادات التغوط.
    وبالإضافة إلى تدريب الشخص حول كيفية استعمال عضلات المصرتين، فإن المعالج قد يعلم الشخص الطرائق الصحيحة للتغوط، فضلا عن تعليمه طرائق الارتخاء، وذلك لأن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من سلس البراز يصيبهم القلق عندما يشعرون بإلحاح الحاجة إلى التغوط.
    النشاط البدني وصحة الأمعاء

    يعد الاستمرار في تحريك الجسم أحد وسائل المحافظة على حركة الأمعاء (التغوط)، حيث إن التمارين الجسمية المنتظمة تحرض نشاط عضلات الأمعاء، مما يساعد على تحريك فضلات الأطعمة عبر الأمعاء؛ ويمثل نقص النشاط البدني أحد الأسباب الشائعة للإمساك عند كبار السن وعند الأشخاص المقيدة حركتهم بسبب السكتة Stroke، أو إصابة النخاع، أو أية حالة طبية أخرى.
    كما يساعد البقاء بحالة بدنية فعالة على انتظام حركة الأمعاء وعلى منع حدوث الإمساك، إلا أن قيام الأشخاص المعرضين للإسهال، أو الذين يعانون من مشاكل في التحكم بعملية التغوط، بأنشطة بدنية قوية – لاسيما بعد وجبات الطعام أو بعد الاستيقاظ صباحا بوقت قصير – قد يؤدي إلى السلس.
    ويمكن استعمال مفكرة لتسجيل أعراض الأمعاء لتحديد ما إذا كانت التمارين تحرض عوارض السلس لديك، وفي أي وقت يكون ذلك؛ وقد تضطر للقيام بالتمارين في أوقات مختلفة من اليوم أو لاختيار أنشطة أكثر اعتدالا.
    إستراتيجيات التكيف

    قد يحتاج تحسن سلس البراز إلى بعض الوقت أحيانا، وقد يكون سبب ذلك وجود مشكلة غير قابلة للإصلاح بشكل كامل؛ لهذا، قد لا يستطيع الشخص تجنب حدوث عوارض السلس في بعض المرات. ويساعد وضع خطة لمواجهة مثل هذه العوارض على التخفيف من الخوف، والخجل، والغضب، والعزلة، والمهانة، والوحدة التي قد يشعر بها الشخص.
    وقد يمنع الخوف من مثل تلك العوارض الشخص من الخروج إلى الناس أو من العمل أو من حضور المناسبات الاجتماعية؛ ويمكن التغلب على هذا الخوف من خلال اتباع الخطوات التالية:
    ● استعمال المرحاض قبل الخروج.
    ● يمكن استعمال رفائد أو ملابس داخلية تستخدم لمرة واحدة عند الشك باحتمال حدوث أمر ما في أثناء الخروج.
    ● حمل أدوات للتنظيف وملابس للتغيير.
    ● معرفة مواقع المراحيض قبل الحاجة إليها، والتأكد من إمكانية الوصول إليها بسهولة.
    ● المرونة بشأن الخطة الموضوعة؛ فمثلا، عند عدم الشعور بالارتياح بشأن مغادرة المنزل في أحد الأيام، يمكن تأجيل ذلك إلى يوم آخر.

    منتجات العناية الشخصية

    قد تساعد بعض المنتجات، مثل الرفادات الماصة والملابس الداخلية التي تستخدم لمرة واحدة، على التعامل مع السلس بشكل أفضل، مع أنه من الصعب على الشخص أن يسلم بحاجته إلى مثل تلك الأشياء. ولكن على العموم، يمكن شراء هذه الأشياء من محلات بيع الأدوية والأسواق التجارية ومحلات بيع الأجهزة الطبية أو عن طريق الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).
    لا بد من التأكد عند استعمال الرفادات أو الحفائظ المخصصة للبالغين من أن لها طبقة شعرية ماصة في الأعلى، حيث إن المنتجات المزودة بهذه الطبقة تحمي الجلد من خلال سحب البراز والرطوبة باتجاه الرفادة بعيدا عن الجلد.
    تخفيف الانزعاج الشرجي

    يتصف الجلد المحيط بالشرج بأنه رقيق وحساس؛ لذلك، قد يتسبب الإسهال أو الإمساك أو التماس بين البراز والجلد في حدوث الألم أو الحكة. ويمكن اتباع الممارسات التالية لتخفيف الانزعاج الشرجي ومنع الرائحة المحتملة المصاحبة لسلس البراز:
    ● الغسل بالماء. تغسل المنطقة المحيطة بالشرج بالماء بعد كل تغوط، وقد يكون ذلك باستخدام أوراق المرحاض الرطبة أو الاغتسال أو الجلوس في حوض؛ أما الصابون فإن من شأنه أن يجفف الجلد مما يزيد من التهيج؛ كما يجب تجنب الفرك باستعمال ورق المرحاض الجاف؛ ويمكن القول بأن الفوط المرطبة مسبقا والخالية من الكحول خيار جيد لتنظيف هذه المنطقة.
    ● التجفيف بشكل جيد. لا بد من ترك المنطقة حتى تجف في الهواء بعد الغسل، ويمكن تجفيف المنطقة – عندما يكون الوقت ضيقا – بالتربيت عليها بلطف بواسطة ورق مرحاض نظيف أو منشفة نظيفة؛ كما قد يفيد استعمال مجفف الشعر بعد التأكد من أنه موضوع على المفتاح البارد.
    ● وضع كريم ما أو مسحوق (بودرة). يمكن استعمال كريم حاجز للرطوبة لمنع تماس الجلد المتهيج مع البراز، كما يمكن استشارة الطبيب حول المنتج الأفضل. ولا بد من التأكد من نظافة المنطقة قبل وضع الكريم. ويمكن استعمال بودرة الطلق Talcum powder غير الطبية أو مسحوق النشا لتخفيف الانزعاج الشرجي.
    ● ارتداء الملابس الداخلية القطنية والملابس الفضفاضة. قد تؤدي الملابس الضيقة إلى تقييد حركة الهواء، مما يفاقم من المشكلة؛ لذلك، يجب تغيير الملابس الداخلية الرطبة بأسرع وقت.
    ● يمكن استعمال مزيلات الروائح، مثل البيريواش Periwash أو الديريفيل Derifil، إذا كان ذلك يجعلك تشعر براحة أكبر.
    العناية بشخص يعاني من سلس البراز

    لا بد لمن يعتني بشخص يعاني من سلس البراز أن يحاول دعمه لا نقده، وقد يساعده على ذلك الخطوات التالية:
    ● أخذ الشخص المعتنى به إلى المرحاض بشكل منتظم تجنبا لحدوث طارئ ما.
    ● التأكد من سهولة حل الملابس أو نزعها.
    ● وضع خزانة بالقرب من السرير.
    ● استعمال وسادات يمكن غسلها أو مفارش قماشية للسرير.
    ● استعمال ملابس داخلية ماصة ومفارش سرير يمكن غسلها.
    ● تنظيف الجلد المحيط بمنطقة الشرج بعد عارضة السلس مباشرة.

    الأدوية Medications

    قد تكون الأدوية جزءا من خطة معالجة سلس البراز، وذلك عندما يعاني الشخص من البراز المائي أو الرخو أو من الإسهال، أو عندما يكون سلس البراز ناجما عن الإمساك المزمن، وهذا ما يدفع الطبيب إلى محاولة اكتشاف السبب الكامن وراء الإسهال أو الإمساك ومعالجته. وفي حال عدم اكتشاف أو معالجة ذلك السبب، قد يعطى الشخص أدوية تساعد على التخفيف من الأعراض والعلامات، وتعيد التحكم بعملية التغوط.
    الأدوية التي تمنع الإسهال
    قد يوصي الطبيب، كخطوة أولى لمعالجة الإسهال أو البراز الرخو، بتناول كمية أكبر من الأطعمة الغنية بالألياف أو باستعمال بعض مضادات الإسهال التي تباع من غير وصفة طبية، مثل الأتابولغيت المفعل Activated attapulgite (الكاوبكتات Kaopectate، الدياريست Diarrest، الدياترول Diatrol)؛ كما قد تفيد ملينات البراز Stool softeners، مثل الميتاموسيل Metamucil والميرلاكس Miralax والسيتروسيل Citrucel، لأنها تجعل البراز أكبر حجما وأقل ليونة.
    ويعد اللوبيراميد Loperamide (الإيموديوم Imodium) أكثر مضادات الإسهال Anti-diarrheal استعمالا في معالجة سلس البراز (يمكن الحصول عليه أيضا من دون وصفة طبية)؛ ويقوم اللوبيراميد Loperamide بالتقليل من نشاط الأمعاء ومن عدد مرات التغوط، كما يجعل البراز أكثر تشكلا (تماسكا)؛ وتوجد بعض الفوائد الإضافية لهذا الدواء أيضا، مثل زيادة حساسية المستقيم والشرج، مما يحسن بدوره من التحكم بعملية التغوط، لذلك يمكن القول بأن تناول اللوبيراميد Loperamide قبل الذهاب إلى وجبة ما أو إلى مناسبة اجتماعية قد يساعد على تجنب حدوث عارضة سلس في الخارج.
    ويمكن لطبيبك أن يقدم النصيحة حول الجرعة المناسبة من اللوبيراميد Loperamide؛ ويمكن القول بشكل عام بأن التأثيرات الجانبية لهذا الدواء خفيفة، وقد تشمل الإمساك، والمعص البطني Abdominal cramping، وجفاف الفم، والغثيان.
    ومن مضادات الإسهال التي تستخدم أحيانا في معالجة سلس البراز الديفينوكسيلات Diphenoxylate (اللوفين Lofene، اللوجين Logen، اللوموكوت Lomocot، اللونوكس Lonox، في-أترول Vi-Atrol)، والديفنوكسين Difenoxin (الموتوفين Motofen) والألوسيترون Alosetron (اللوترونيكس Lotronex).
    أدوية الإمساك
    قد يوصي الطبيب في الحالات التي يكون فيها السلس ناجما عن الإمساك المزمن بالاستعمال المؤقت للملينات الخفيفة، مثل لبن المغنيزيا Milk of magnesia، مما يساعد على استعادة الحركة الطبيعية للأمعاء؛ كما قد يوصي الطبيب أيضا باستعمال ملينات إضافية للبراز، مثل الميتاموسيل Metamucil والميرلاكس MiraLax والسيتروسيل Citrucel، وذلك لمنع انحشار البراز.
    ويمكن وصف دواء التيغاسيرود Tegaserod (الزيلنورم Zelnorm) كمعالجة قصيرة الأجل عند النساء اللواتي يعانين من متلازمة القولون المتهيج Irritable bowel syndrome التي يكون فيها الإمساك هو الشكوى الرئيسية، أو عند النساء اللواتي يقل عمرهن عن 65 سنة ويعانين من الإمساك المزمن.
    أدوية أخرى
    قد تستعمل الأدوية المستخدمة في معالجة داء الأمعاء الالتهابي Inflammatory bowel disease في بعض الأحيان لمعالجة سلس البراز؛ ومن الأدوية الأخرى التي درست تأثيراتها في سلس البراز هلام الفينيليفرين Phenylephrine gel (أحد مضادات الاحتقان الأنفي Nasal decongestants) والأميتربتيلين Amitriptyline (مضاد اكتئاب Antidepressant)؛ ولكن، يمكن سؤال الطبيب عن أي تساؤل يخطر في البال حول هذه الأدوية.
    معالجة السلس المزدوج أو المضاعف Treating Double Incontinence

    هناك الكثير من الأشخاص ممن يعانون من سلس البول والغائط، أو ما يعرف بالسلس المزدوج Double incontinence؛ وتنجم هاتان الحالتان عن عدد من الأسباب المتشابهة، مثل الضرر العصبي والعضلي الحادث بسبب الولادة، أو اعتياد العصر لسنوات في أثناء التغوط، أو ضعف العضلات بسبب الشيخوخة، أو أي مرض يؤدي إلى حدوث ضرر عصبي.
    وقد يضطر الشخص الذي يعاني من كل من سلس البول والبراز إلى مراجعة أكثر من طبيب، أو إلى البحث عن آخر ذي خبرة في كلا المجالين؛ كما قد يضطر إلى مراجعة طبيب الأمراض النسائية أو الأمراض البولية النسائية أو الأمراض البولية أو جراح القولون والمستقيم أو طبيب الجهاز الهضمي.
    تبدأ معالجة السلس المزدوج بشكل نموذجي باستخدام المعالجات السلوكية، بما في ذلك تمارين عضلات قاع الحوض وتدريب الأمعاء والمثانة والارتجاع البيولوجي؛ وقد يلجأ إلى الجراحة لإصلاح كل من عيوب المصرتين الشرجيتين ومشاكل قاع الحوض. وقد دلت الدراسات المبكرة التي أجريت على المعالجات الجديدة، مثـل تنبيه العصب العجزي Sacral nerve stimulation، على وجود بشائر جيدة للأشخاص الذين يعانون من سلس البراز وسلس البول الإلحاحي Urinary urge incontinence.

  5. #1315
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الدولة: سلطنة عمان
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 807 المواضيع: 19
    التقييم: 279
    مزاجي: الحمدلله
    المهنة: "جامعيه"..علوم إجتماعيه"
    مقالات المدونة: 2
    تسلم يمينك

  6. #1316
    علاج سلس البراز ج3


    يعد طلب المساعدة الخطوة الأولى في تدبير سلس البراز، كما أن التسليم بالمشكلة والعمل مع طبيب ودود ومشجع يساعد على التخفيف من مشاعر الانعزال، والخجل، والاكتئاب التي تعتري الكثير ممن يعانون من سلس البراز.
    تعتمد المعالجة على سبب السلس لديك ودرجة شدته؛ وتبدأ المعالجة عادة بوسائل غير جراحية، كتغيير نوعية الطعام، وتنظيم عادات التغوط، واستعمال الارتجاع البيولوجي والأدوية؛ وتعطي أبسط أساليب المعالجة – ولله الحمد – الكثير من التحسن عند غالبية الأشخاص، ولكن قد يلجأ إلى الجراحة عند إخفاق الأساليب المحافظة.
    وبما أن سلس البراز يحدث نتيجة لعدة أسباب غالبا، فقد نحتاج إلى أكثر من شكل للتحكم الناجح بعملية التغوط؛ كما أن الطبيب سيتعامل مع أية حالة طبية من شأنها أن تساهم في حدوث السلس، مثل انحشار البراز، والخرف Dementia، والمشاكل العصبية، وداء الأمعاء الالتهابي Inflammatory bowel disease، وعدم تحمل اللاكتوز Lactose intolerance.
    المعالجات السلوكية Behavioral Treatments

    نبدأ معالجة سلس البراز عادة بخطوات تهدف إلى تغيير سلوك وعادات المريض، وقد يكون ذلك هو كل ما يحتاجه المريض للتحكم بالسلس، أو قد تضاف إلى ذلك بعض أساليب المعالجة الأخرى؛ ويمكن القول إن كل الأشخاص تقريبا يجنون بعض الفائدة من المعالجات السلوكية. ولقد خلصت الدراسات إلى أن المعالجة المحافظة لا تخفف من سلس البراز وحسب، بل تحسن أيضا من نوعية الحياة ومن الصحة النفسية ومن وظيفة المصرتين الشرجيتين؛ كما يمكن للشخص أن يشعر بسيطرة أكبر من خلال تطوير إستراتيجيات أفضل للتعامل مع عوارض السلس التي قد تحدث.
    القوت Diet

    يؤثر القوت بشكل كبير في وظيفة الأمعاء؛ فالطعام الذي يتناوله الشخص والأشربة التي يستهلكها يؤثران في قوامِ البراز وسرعة إفراغه عن طريق الجهاز الهضمي؛ ولذلك، يحسن إجراء بعض التغييرات في نوعية الغذاء من حركة الأمعاء (التغوط)، ويجعل التوقع بها أكثر سهولة.
    ويساعد الطبيب مريضه عادة على معرفة الغذاء الذي يمنح البراز قواما جيدا؛ كما يجب على الشخص تجنب الأطعمة التي تهيج الجهاز الهضمي. وفيما يلي بعض العوامل القوتية التي تؤثر في التحكم بعملية التغوط.
    الألياف Fibers
    تساعد الأطعمة الغنية بالألياف على تحسين قوام البراز، حيث تجعله أكثر ليونة، وأكبر حجما، وأحسن تشكلا (تماسكا). ومن المعلوم أن إفراغ البراز اللين ذي الحجم الكبير أسهل من إفراغ البراز الصلب ذي الحجم الصغير. كما أن احتمال تسرب البراز المتماسك أقل من احتمال تسرب البراز المائي. وخلاصة القول إن الأطعمة الغنية بالألياف تزيد من تكرار عملية التغوط وانتظامها، ويمكن أن تساعد على التحكم بكل من الإمساك Constipation والإسهال Diarrhea.
    وتضم الألياف – التي تسمى أيضا الخشائن Roughage أو الأغذية المالئة Bulking – كل الأطعمة النباتية التي لا يستطيع الجسم هضمها أو امتصاصها، وتوجد بشكل أساسي في الفاكهة والخضار وجميع أنواع الحبوب والبقوليات.
    وتجدر الإشارة إلى أن الألياف غير الذوابة لا تنحل بالماء، وتتحرك بسرعة ضمن الجهاز الهضمي، مما يجعل البراز أكبر حجما؛ ويوجد هذا النوع من الألياف في الموز، والأرز الأسمر، والتبيوكة Tapioca، والخبز المصنوع من كل أجزاء الحبوب (الحبوب الكاملة)، والبطاطا، وصلصة التفاح، والجبن والزبادي والعجين، ودقيق الشوفان أما الألياف الذوابة فهي تنحل في الماء لتكون مادة طرية تشبه الهلام في الأمعاء، وتوجد هذه الألياف في نخالة الشوفان، والفول، والشعير، والمكسرات، والبزور، والعدس، والبازيلاء، والتفاح، والحمضيات والجزر.
    وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: ما هي كمية الألياف التي يجب تناولها؟
    يوصي الخبراء بتناول حوالي 20-30 غراما يوميا، مع التذكير بأن تناول الكثير من الألياف دفعة واحدة قد يؤدي إلى التطبل Bloating، وتراكم الغازات، والإسهال. ويمكن تقسيم كمية الخضار والفاكهة اليومية إلى قسمين في الحالات التي يفاقم فيها تناول الألياف بكثرة من الإسهال؛ كما يمكن أن يفيد تقشير الفاكهة والخضار ونزع بزورها.

    ويجب التنبيه إلى ضرورة شرب كمية كبيرة من السوائل عند تناول الألياف بكمية أكبر، حيث أن الألياف تعمل بشكل أفضل عندما تمتص الماء؛ ومن دون تلك الكمية الكافية من السوائل، يصبح البراز قاسيا، وربما يؤدي ذلك إلى حدوث الإمساك.
    ومن المصادر الجيدة للألياف الفاكهة والخضار الطازجة أو المطبوخة والخبز المصنوع من كافة أجزاء الحبوب والحبوب الأخرى والأرز الأسمر والبقول المجففة والبازيلاء.
    كما يمكن زيادة كمية الألياف المتناولة من خلال استعمال بعض المكملات، مثل الميتاموسيل Metamucil والسيتروسيل Citrucel والفايبركون FiberCon، التي تساعد على تحريك الماء إلى الأمعاء، مما يدفع البراز نحو المستقيم؛ كما يمكن أن تزيد هذه المكملات حجم البراز، بالإضافة إلى التقليل من البراز المائي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المكملات قد تكون مفيدة عند بعض الأشخاص، في حين قد تفاقم الإسهال أو السلس عند البعض الآخر؛ ولا تؤمن هذه المكملات الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى الموجودة في الأطعمة الغنية بالألياف، لذا يجب على المريض استشارة الطبيب حول مدى ملاءمة هذه المكملات.
    الأطعمة الغنية بالألياف
    نعرض هنا لمحة عن محتوى بعض الأطعمة الشائعة من الألياف؛ ولا بد من قراءة اللصاقات الموجودة على كل منتج غذائي لمعرفة كمية الألياف في أطعمتك المفضلة.
    الفاكهة مقدار الحصة المحتوى الكلي من الألياف (بالغرام)
    الكمثرى (الاجاص) واحدة متوسطة 5.1
    توت العليق نصف كوب 4
    التين المجفف اثنتان متوسطتان 3.7
    العناب كوب متوسط الحجم 3.5
    التفاح مع القشرة واحدة متوسطة 3.3
    الخوخ المجفف 3 أنصاف 3.3
    البرتقال واحدة متوسطة 3.1
    الفرولة كوب متوسط الحجم 3
    المشمش المجفف 10 أنصاف 2.6
    الزبيب أونصة ونصف (نحو 45 غ) 1.6
    الحبوب والباست مقدار الحصة المحتوى الكلي من الألياف (بالغرام)
    السباغيتي، الحبوب كامل كوب واحد 6.3
    قشور النخالة ثلاث أرباع الكوب 5.3
    الشوفان المجروش كوب واحد 4
    خبز الجاودر شريحة واحدة 1.9
    خبز الحنطة الكاملة شريحة واحدة 1.9
    خبز الحبوب الكاملة شريحة واحدة 1.7
    خبز الحنطة المكسرة شريحة واحدة 1.4
    البقول والمكسرات والبزور مقدار الحصة المحتوى الكلي من الألياف (بالغرام)
    العدس كوب واحد 15.6
    الفاصولياء السوداء كوب واحد 15
    الفاصولياء المعلبة المحمصة كوب واحد 13.9
    الفاصولياء الليمية كوب واحد 13.2
    اللوز 24 لوزة 3.3
    الفستق 47 حبة 2.9
    الفول السوداني 28 حبة 2.3
    الكاجو 18 حبة 0.9
    الحضار مقدار الحصة المحتوى الكلي من الألياف (بالغرام)
    البازيلاء كوب واحد 8.8
    الأرضي شوكي المطبوخة حبة متوسطة الحجم 6.5
    الكرنب الصغير كوب واحد 6.4
    اللفت الأخضر المسلوق كوب واحد 5
    البطاطا المحمصة مع القشرة حبة متوسطة الحجم 4.4
    الذرة كوب واحد 4.2
    القنبيط الطازج زهرة متوسطة الحجم 4
    الذرة الصفراء الطازجة 3 أكواب 3.6
    معجون الطماطم ربع كوب 3
    السبانخ المطبوخ كوب واحد 2
    الجزر جزرة متوسطة الحجم 1.8
    ولكن زيادة تناول الألياف لا تفيد كل الأشخاص؛ فمثلا، قد يعاني الطاعنون في السن والقليلو الحركة من مشاكل أكبر بسبب السلس عند تناول كميات أكبر من الألياف؛ كما يمكن أن يشكو الأشخاص الذين يعانون من الإمساك بسبب بطء حركة الجهاز الهضمي من التطبل (تولد الغازات) وألم البطن لدى تناول كميات كبيرة من الألياف.
    الأشربة والأطعمة التي تحتوي على الكافيين
    يمكن أن تعمل القهوة والأشربة والأطعمة الأخرى التي تحتوي على الكافيين Caffeine كملينات Laxatives تؤدي إلى حدوث الإسهال والحاجة الملحة للذهاب إلى المرحاض؛ لذلك، فإن التقليل من استهلاك الكافيين – لاسيما بعد الطعام – قد يقلل من الإلحاح ومن الإسهال.
    مقدار الوجبات وعددها
    قد تتسبب الوجبات الكبيرة عند بعض الأشخاص في حدوث تقلصات في الأمعاء تسبب الإسهال؛ ويمكن تجنب ذلك من خلال تناول عدة وجبات صغيرة خلال اليوم بدلا من تناول ثلاث وجبات كبيرة. ويمكن القول بشكل عام إن تناول وجبات متوازنة بشكل جيد في أوقات منتظمة يساعد على انتظام حركة الأمعاء (التغوط).
    السوائل
    لا بد من شرب كمية كافية من الماء والسوائل الأخرى لتجنب التجفاف Dehydration والمحافظة على ليونة البراز وتماسكه، حيث تساعد السوائل على تحرك الأطعمة داخل الجهاز الهضمي، مما يمنع حدوث الإمساك.
    ويوصى بأن يسعى الشخص إلى شرب ثمانية أكواب من الماء بسعة ثمان أونصات (نحو 240 مل) (باستثناء الحالات الطبية التي تستدعي الحد من شرب السوائل)؛ كما يجب تجنب الأشربة الغازية التي تحتوي على الكافيين، والكحول، والحليب، والأشربة التي تحتوي على الكربونات إذا كان تناولها يساهم في حدوث الإسهال.
    ويمكن للأشخاص المعرضين للإسهال، أو الذين يشعرون برغبة ملحة للذهاب إلى المرحاض، التقليل من سرعة حركة الجهاز الهضمي عن طريق الشرب في أوقات غير أوقات الطعام، كشرب كوب من الماء أو من شراب آخر قبل أو بعد الطعام ولكن ليس معه.
    الأدوية التي قد تتسبب بحدوث سلس البراز

    قد تساهم بعض الأدوية المستعملة في حالات أخرى في حدوث سلس البراز؛ لذلك، يمكن أن يقترح الطبيب على مريضه تغيير بعض الأدوية التي تسبب الإسهال أو الإمساك أو السلس. وتجدر الإشارة إلى ضرورة أن يخبر المريض طبيبه عن أي دواء أو فيتامين أو مكملات معدنية إضافية يتناولها، وذلك لتقييم تأثيراتها المحتملة في الحصر (الاستمساك) Continence.
    التحكم بالغازات

    إنه لمن الطبيعي أن يستمر خروج الغازات حتى بعد تحسن التحكم بعملية التغوط، وذلك لأن الغازات توجد في السبيل الهضمي عند جميع الأشخاص. وكما هي الحال في السلس، فإن إجراء بعض التغييرات في الغذاء قد يساعد على التحكم بالغازات الزائدة.
    وتأتي غازات السبيل الهضمي من مصدرين أساسيين هما – الهواء المبتلع والنواتج الطبيعية لتحطيم الأطعمة غير المهضومة في الأمعاء الغليظة. ومما يذكر أن أغلب الأطعمة التي تحتوي على السكريات قد تتسبب في حدوث الغازات. وتشتمل الأطعمة التي تسبب الغازات على ما يلي:
    ● البقول Beans.
    ● بعض الخضار، مثل الهليون، والقنبيط، والملفوف، وبراعم البروكسيل Brussels، والخيار، والفليفلة الخضراء، والبصل، والفجل.
    ● بعض الفاكهة، مثل التفاح، والدراق، والأجاص.
    ● جميع الحبوب والنخالة.
    ● الحليب ومشتقاته.
    ● الأطعمة المعلبة المصنوعة باستعمال اللاكتوز، مثل الخبز، والحبوب، وتتبيلة السلطة.
    ● الأطعمة التي تحتوي على السوربيتول Sorbitol، مثل الحلوى الخالية من السكر واللبان.

    كما تشتمل الأطعمة التي كثيرا ما تؤدي إلى حدوث غازات ذات رائحة على الكحول، والهليون، والبقول، والملفوف، ولحم الدجاج، والقهوة، والخيار، ومنتجات الألبان، والبيض، والسمك، والثوم، والمكسرات، والبصل، والبرقوق، والفجل.
    وينصح، في الحالات التي تشكل فيها الغازات مشكلة، بوضع مفكرة بالأطعمة المستهلكة خلال أسبوع أو أكثر، وذلك لتحديد الأطعمة التي تؤدي إلى حدوث غازات أو تؤثر في رائحتها. ومن البديهي أن الكثير من الأطعمة التي تسبب الغازات، مثل الفاكهة والخضار وكافة الحبوب تعد جزءا أساسيا من الغذاء السليم؛ لذلك، لا يتمثل الحل بترك تلك الأطعمة كليا، بل في محاولة اكتشاف المقدار الذي يتحمله الشخص من تلك الأطعمة المولدة للغازات.
    وبالإضافة إلى ذلك، تساعد العديد من الأدوية التي تباع من غير وصفة في التخفيف من الأعراض، ومن هذه الأدوية مضادات الحموضة Antacids مع السيميثيكون Simethicone (غاز إكس Gas-X، غاز ميلانتا Mylanta gas، الفازيم Phazyme)، وحبوب الفحم النباتي المنشط Activated charcoal (الشاركوكابس Charcocaps، الشاركول بلكس Charcoal plux) والبينو Beano. وقد يساعد إنزيم اللاكتاز Lactase الذين يعانون من مشاكل، بسبب الحليب أو مشتقاته، على هضم اللاكتوز (السكر الموجود في الحليب)، ويتوفر إنزيم اللاكتاز على شكل سائل أو حبوب؛ كما يمكن شراء الحليب المخفف اللاكتوز وغيره من المنتجات.
    التحكم بعملية التغوط وتنظيمها

    يعد تأسيس عادات تغوط منتظمة أحد الطرق السهلة التي من شأنها أن تحدث فارقا كبيرا في تدبير السلس، ويمكن لإعادة تدريب الأمعاء Bowel retraining أن تساعد بعض الأشخاص في تعلم كيفية التحكم بعملية التغوط، كما يمكن أن يساعد ذلك على استعادة قوة العضلات عندما يكون سلس البراز ناجما عن نقص التحكم بالمصرتين الشرجيتين، أو عن نقص الإحساس بإلحاح التغوط.
    ويتضمن برنامج إعادة تدريب الأمعاء العديد من الخطوات والإستراتيجيات التي تهدف إلى الحصول على تغوط منتظم؛ وقد نعني بإعادة تدريب الأمعاء في بعض الأحيان الذهاب إلى المرحاض في أوقات محددة من اليوم، بينما يشمل التدريب في حالات أخرى المعالجة من خلال القيام ببعض التمارين.
    وقد يتمكن بعض الأشخاص من التحكم بحركة الأمعاء (التغوط) من خلال السعي إلى أن يكون هذا التغوط في أوقات محددة من اليوم، كأن يكون بعد كل وجبة، حيث يساعد ذلك على الحصول على تحكم أكبر عن طريق التكهن بوقت استعمال المرحاض؛ ويمكن أن يكون ذلك مفيدا بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعانون من سلس براز ناجم عن الإمساك.
    ولا بد لطبيبك أن يتأكد من عدم انحشار البراز Fecal impaction قبل البدء ببرنامج إعادة تدريب الأمعاء، كما يجب إزالة أي براز منحشر قبل أن يبدأ بتدريب المثانة.
    ويمكن اتباع الخطوات التالية للمساعدة على وضع طراز منتظم لحركة الأمعاء (التغوط):
    ● تحديد أوقات معينة من اليوم لعملية التغوط؛ وينصح باختيار الأوقات الملائمة، مع الأخذ بالحسبان البرنامج اليومي وأنظمة التغوط السابقة؛ ويكون أفضل وقت للتغوط بعد تناول الوجبة بعشرين إلى ثلاثين دقيقة، وذلك لأن الأكل ينبه نشاط الأمعاء، كما أن المستقيم غالبا ما يكون ممتلئا حتى عند عدم الشعور بالرغبة بالتغوط. ويكون الهدف من ذلك هو تأسيس وقت اعتيادي ومتوقع للتغوط في كل يوم.
    ● إذا كان الشخص يعاني من الإمساك أو من متلازمة القولون المتهيج Irritable bowel syndrome، فقد يحتاج إلى بعض الوقت ليصبح قادرا على التغوط عند الحاجة. ولتأسيس روتين ما، ينصح المريض بالجلوس على المرحاض عدة دقائق حتى عند عدم الشعور بالرغبة بالتغوط أو عند عدم وجود حركة أمعاء حقيقية؛ ومع الممارسة، قد تنبه الأمعاء، مما يجعلها تعمل بشكل أفضل؛ ولكن لا بد من التنبيه إلى أن الجلوس الطويل قد يؤدي إلى حدوث البواسير Hemorrhoids، لذلك يستحسن النهوض والمشي لبعض الوقت عند عدم نجاح المحاولة في غضون عدة دقائق، ثم إعادة المحاولة.
    ● قد يكون من المفيد عند بعض الأشخاص شرب شراب ساخن أو عصير البرقوق الدافئ لتنبيه حركة الأمعاء (التغوط).
    ● قد يوصي الطبيب في بعض الحالات بمحاولة تنبيه حركة الأمعاء من خلال وضع إصبع مزلقة في فتحة الشرج، وتحريكها بحركة دائرية حتى ترتخي عضلات المصرة، وقد يستغرق ذلك عدة دقائق.
    ● يمكن أن يحتاج بعض الأشخاص إلى استعمال التحاميل Suppositories أو الحقن الشرجية (المفرغة) Enemas أو الملينات Laxatives أو مزيج من تلك الخيارات لتنبيه حركة الأمعاء؛ ويجب ألا تستعمل تلك الخيارات إلا بعد استشارة الطبيب، كما يفضل استعمال أقل تنبيه يكون فعالا.
    ● ينصح بمحاولة الاسترخاء عند الجلوس في المرحاض واتخاذ وضعية تساعد على التغوط مع تجنب العصر.
    إن المثابرة والثبات هما السبيل لنجاح الطريقة السابقة؛ وقد يستغرق الوصول إلى طراز منتظم بعض الوقت. لذلك، ينصح بعدم الإحباط والاستسلام مباشرة. ويمكن القول بشكل عام إن أغلب الأشخاص يصلون إلى طراز منتظم لحركة الأمعاء في غضون أسابيع قليلة من بدء برنامج تدريب الأمعاء.
    ويجب أن يوضع برنامج التدريب تبعا لحالة الشخص؛ فمثلا، ينبغي أن نركز في حالة الأشخاص الذين يعانون من تدلي المستقيم Rectal prolapse أو القيلة المستقيمية Rectocele على إنقاص عدد محاولات التغوط وعلى إيقاف العصر المفرط؛ وينصح في مثل هذه الحالة بمحاولة عدم التغوط لأكثر من ثلاث مرات يوميا.
    تمارين قاع الحوض Pelvic Floor Exercises. أيا كان سبب سلس البراز، قد يوصي الطبيب بإجراء بعض التمارين لتقوية قاع الحوض والمصرات وعضلات المستقيم (تمارين كيجل Kegel exercises)؛ وقد نجمع بين هذه التمارين وبين أساليب المعالجة الأخرى؛ كما قد تكون هذه التمارين جزءا من المعالجة بالارتجاع البيولوجي.
    معالجة انحشار البراز Stool Impaction

    يقوم الخط الأول في معالجة الأشخاص الذين يعانون من وجود كتلة صلبة في المستقيم (براز منحشر) على إزالة تلك الكتلة، وقد يحتاج مثل هؤلاء إلى مساعدة الطبيب إذا لم يجد استعمال الملينات Laxatives والحقن الشرجية المفرغة Enemas؛ ويقوم الطبيب بذلك من خلال إدخال إصبع أو إصبعين في المستقيم، ومن ثم تحطيم البراز المنحشر وتحويله إلى قطع يمكن للشخص إخراجها.
    وقد يقدم طبيبك بعض المقترحات بعد إخراج البراز المنحشر لمنع حدوث الإمساك، مثل زيادة استهلاك الألياف والسوائل وزيادة الأنشطة البدنية؛ ومن أساليب المعالجة أيضا استعمال الملينات الخفيفة ومطريات البراز والحقن الشرجية والتحاميل.
    الارتجاع البيولوجي Biofeedback

    يعد الارتجاع البيولوجي وسيلة تعطي الشخص ارتجاعا بصريا أو سمعيا أو لفظيا (لا يستقبله الجسم بشكل طبيعي) حول وظائف الجسم، مثل نشاط العضلات. ويستخدم الارتجاع البيولوجي كمعالجة لسلس البراز للمساعدة على تقوية عمل العضلات التي تتحكم بالبراز وتناسقها؛ كما أن ذلك يساعد على تحسين قدرة الشخص على الشعور بوجود البراز في المستقيم.
    ومن المناسب القول بأن غالبية الأشخاص الذين يعانون من سلس البراز يجنون بعض الفائدة من الارتجاع البيولوجي؛ وقد تكون هذه الطريقة مفيدة في الحالات التي يكون فيها السلس ناجما عن ضعف عضلات المصرتين أو اضطراب الحس في المستقيم أو الإمساك المزمن أو الضرر العصبي الناجم عن داء السكر Diabetes أو الولادة أو الجراحة. وفي المقابل، من غير المحتمل أن يستفيد من هذه الطريقة الأشخاص الذين يعانون من سلس براز شديد أو من مرض عصبي؛ وبالإضافة إلى ذلك، قد لا تفيد هذه الطريقة الأشخاص الذين لديهم إحساس خفيف في المستقيم أو ليس لديهم إحساس.
    وبما أن الارتجاع البيولوجي طريقة آمنة وفعالة، فإنه غالبا ما يوصى باللجوء إليها قبل التفكير بالجراحة؛ وتعتمد فعالية هذه الطريقة على سبب السلس وشدة ضرر العضلات أو الأعصاب، كما يعتمد نجاحها أيضا على الدافع الشخصي وعلى خبرة الشخص المعالج.
    الطريقة
    تعتمد إحدى طرائق الارتجاع البيولوجي على وضع مسبار حساس للضغط في القناة الشرجية ليقوم ذلك المسبار بتسجيل قوة عضلات المصرتين الشرجيتين ونشاطهما عند تقلصها حوله؛ ويقوم الطبيب بتعليم المريض كيفية ضغط عضلات الشرج حول المسبار؛ كما يمكن للمريض ممارسة تقليص المصرتين وتعلم كيفية تقوية العضلات من خلال مشاهدة قراءة المقياس أو المؤشر، وذلك كمعينة بصرية مساعدة أو من خلال الاستماع لاستجابة صوتية لتقلص العضلات. ويساعد الارتجاع المتعلق بكيفية عمل العضلات على التأكد من مدى القيام بالتمارين بشكل صحيح، وعلى رؤية ما إذا كانت العضلات تزداد قوة.
    ومن طرائق الارتجاع البيولوجي طريقة نستخدم فيها جهازا لقياس الضغط، وذلك من أجل تغيير الضغط في المستقيم. ونقوم في هذا الإجراء بوضع مسبار مزود ببالون فارغ، ثم يقوم الطبيب بنفخ البالون إلى مستويات مختلفة مدربا بذلك المريض على الإحساس بكميات صغيرة من البراز في المستقيم من خلال الارتجاع. وهناك طريقة تستخدم ثلاثة بالونات، ويدرب المريض على الاستجابة للإحساس في المستقيم من خلال تقليص عضلات المصرتين الشرجيتين بشكل آني وقوي.
    النتائج
    يحتاج برنامج الارتجاع البيولوجي النموذجي 4-6 جلسات، وقد نحتاج في بعض الأحيان إلى جلسة واحدة فقط؛ ويلاحظ أغلب الأشخاص تحسنا في الأعراض بعد ثلاث جلسات.
    ومن الضروري أن يشعر المريض بالراحة في التعامل مع المعالج المسؤول عن الارتجاع البيولوجي، وذلك للحصول على أفضل النتائج. وقد تجري المعالجة في إحدى عيادات الارتجاع البيولوجي أو في عيادة الطبيب أو في عيادة المعالج المدرب في مجال الارتجاع البيولوجي. ويبدأ المعالج عمله عادة بمجموعة من الأسئلة حول عادات التغوط والقصة المرضية؛ ويستحسن الإشارة إلى أن المعالج قد يقدم الدعم والنصيحة والإرشاد حول عادات التغوط.
    وبالإضافة إلى تدريب الشخص حول كيفية استعمال عضلات المصرتين، فإن المعالج قد يعلم الشخص الطرائق الصحيحة للتغوط، فضلا عن تعليمه طرائق الارتخاء، وذلك لأن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من سلس البراز يصيبهم القلق عندما يشعرون بإلحاح الحاجة إلى التغوط.
    النشاط البدني وصحة الأمعاء

    يعد الاستمرار في تحريك الجسم أحد وسائل المحافظة على حركة الأمعاء (التغوط)، حيث إن التمارين الجسمية المنتظمة تحرض نشاط عضلات الأمعاء، مما يساعد على تحريك فضلات الأطعمة عبر الأمعاء؛ ويمثل نقص النشاط البدني أحد الأسباب الشائعة للإمساك عند كبار السن وعند الأشخاص المقيدة حركتهم بسبب السكتة Stroke، أو إصابة النخاع، أو أية حالة طبية أخرى.
    كما يساعد البقاء بحالة بدنية فعالة على انتظام حركة الأمعاء وعلى منع حدوث الإمساك، إلا أن قيام الأشخاص المعرضين للإسهال، أو الذين يعانون من مشاكل في التحكم بعملية التغوط، بأنشطة بدنية قوية – لاسيما بعد وجبات الطعام أو بعد الاستيقاظ صباحا بوقت قصير – قد يؤدي إلى السلس.
    ويمكن استعمال مفكرة لتسجيل أعراض الأمعاء لتحديد ما إذا كانت التمارين تحرض عوارض السلس لديك، وفي أي وقت يكون ذلك؛ وقد تضطر للقيام بالتمارين في أوقات مختلفة من اليوم أو لاختيار أنشطة أكثر اعتدالا.
    إستراتيجيات التكيف

    قد يحتاج تحسن سلس البراز إلى بعض الوقت أحيانا، وقد يكون سبب ذلك وجود مشكلة غير قابلة للإصلاح بشكل كامل؛ لهذا، قد لا يستطيع الشخص تجنب حدوث عوارض السلس في بعض المرات. ويساعد وضع خطة لمواجهة مثل هذه العوارض على التخفيف من الخوف، والخجل، والغضب، والعزلة، والمهانة، والوحدة التي قد يشعر بها الشخص.
    وقد يمنع الخوف من مثل تلك العوارض الشخص من الخروج إلى الناس أو من العمل أو من حضور المناسبات الاجتماعية؛ ويمكن التغلب على هذا الخوف من خلال اتباع الخطوات التالية:
    ● استعمال المرحاض قبل الخروج.
    ● يمكن استعمال رفائد أو ملابس داخلية تستخدم لمرة واحدة عند الشك باحتمال حدوث أمر ما في أثناء الخروج.
    ● حمل أدوات للتنظيف وملابس للتغيير.
    ● معرفة مواقع المراحيض قبل الحاجة إليها، والتأكد من إمكانية الوصول إليها بسهولة.
    ● المرونة بشأن الخطة الموضوعة؛ فمثلا، عند عدم الشعور بالارتياح بشأن مغادرة المنزل في أحد الأيام، يمكن تأجيل ذلك إلى يوم آخر.

    منتجات العناية الشخصية

    قد تساعد بعض المنتجات، مثل الرفادات الماصة والملابس الداخلية التي تستخدم لمرة واحدة، على التعامل مع السلس بشكل أفضل، مع أنه من الصعب على الشخص أن يسلم بحاجته إلى مثل تلك الأشياء. ولكن على العموم، يمكن شراء هذه الأشياء من محلات بيع الأدوية والأسواق التجارية ومحلات بيع الأجهزة الطبية أو عن طريق الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).
    لا بد من التأكد عند استعمال الرفادات أو الحفائظ المخصصة للبالغين من أن لها طبقة شعرية ماصة في الأعلى، حيث إن المنتجات المزودة بهذه الطبقة تحمي الجلد من خلال سحب البراز والرطوبة باتجاه الرفادة بعيدا عن الجلد.
    تخفيف الانزعاج الشرجي

    يتصف الجلد المحيط بالشرج بأنه رقيق وحساس؛ لذلك، قد يتسبب الإسهال أو الإمساك أو التماس بين البراز والجلد في حدوث الألم أو الحكة. ويمكن اتباع الممارسات التالية لتخفيف الانزعاج الشرجي ومنع الرائحة المحتملة المصاحبة لسلس البراز:
    ● الغسل بالماء. تغسل المنطقة المحيطة بالشرج بالماء بعد كل تغوط، وقد يكون ذلك باستخدام أوراق المرحاض الرطبة أو الاغتسال أو الجلوس في حوض؛ أما الصابون فإن من شأنه أن يجفف الجلد مما يزيد من التهيج؛ كما يجب تجنب الفرك باستعمال ورق المرحاض الجاف؛ ويمكن القول بأن الفوط المرطبة مسبقا والخالية من الكحول خيار جيد لتنظيف هذه المنطقة.
    ● التجفيف بشكل جيد. لا بد من ترك المنطقة حتى تجف في الهواء بعد الغسل، ويمكن تجفيف المنطقة – عندما يكون الوقت ضيقا – بالتربيت عليها بلطف بواسطة ورق مرحاض نظيف أو منشفة نظيفة؛ كما قد يفيد استعمال مجفف الشعر بعد التأكد من أنه موضوع على المفتاح البارد.
    ● وضع كريم ما أو مسحوق (بودرة). يمكن استعمال كريم حاجز للرطوبة لمنع تماس الجلد المتهيج مع البراز، كما يمكن استشارة الطبيب حول المنتج الأفضل. ولا بد من التأكد من نظافة المنطقة قبل وضع الكريم. ويمكن استعمال بودرة الطلق Talcum powder غير الطبية أو مسحوق النشا لتخفيف الانزعاج الشرجي.
    ● ارتداء الملابس الداخلية القطنية والملابس الفضفاضة. قد تؤدي الملابس الضيقة إلى تقييد حركة الهواء، مما يفاقم من المشكلة؛ لذلك، يجب تغيير الملابس الداخلية الرطبة بأسرع وقت.
    ● يمكن استعمال مزيلات الروائح، مثل البيريواش Periwash أو الديريفيل Derifil، إذا كان ذلك يجعلك تشعر براحة أكبر.
    العناية بشخص يعاني من سلس البراز

    لا بد لمن يعتني بشخص يعاني من سلس البراز أن يحاول دعمه لا نقده، وقد يساعده على ذلك الخطوات التالية:
    ● أخذ الشخص المعتنى به إلى المرحاض بشكل منتظم تجنبا لحدوث طارئ ما.
    ● التأكد من سهولة حل الملابس أو نزعها.
    ● وضع خزانة بالقرب من السرير.
    ● استعمال وسادات يمكن غسلها أو مفارش قماشية للسرير.
    ● استعمال ملابس داخلية ماصة ومفارش سرير يمكن غسلها.
    ● تنظيف الجلد المحيط بمنطقة الشرج بعد عارضة السلس مباشرة.

    الأدوية Medications

    قد تكون الأدوية جزءا من خطة معالجة سلس البراز، وذلك عندما يعاني الشخص من البراز المائي أو الرخو أو من الإسهال، أو عندما يكون سلس البراز ناجما عن الإمساك المزمن، وهذا ما يدفع الطبيب إلى محاولة اكتشاف السبب الكامن وراء الإسهال أو الإمساك ومعالجته. وفي حال عدم اكتشاف أو معالجة ذلك السبب، قد يعطى الشخص أدوية تساعد على التخفيف من الأعراض والعلامات، وتعيد التحكم بعملية التغوط.
    الأدوية التي تمنع الإسهال
    قد يوصي الطبيب، كخطوة أولى لمعالجة الإسهال أو البراز الرخو، بتناول كمية أكبر من الأطعمة الغنية بالألياف أو باستعمال بعض مضادات الإسهال التي تباع من غير وصفة طبية، مثل الأتابولغيت المفعل Activated attapulgite (الكاوبكتات Kaopectate، الدياريست Diarrest، الدياترول Diatrol)؛ كما قد تفيد ملينات البراز Stool softeners، مثل الميتاموسيل Metamucil والميرلاكس Miralax والسيتروسيل Citrucel، لأنها تجعل البراز أكبر حجما وأقل ليونة.
    ويعد اللوبيراميد Loperamide (الإيموديوم Imodium) أكثر مضادات الإسهال Anti-diarrheal استعمالا في معالجة سلس البراز (يمكن الحصول عليه أيضا من دون وصفة طبية)؛ ويقوم اللوبيراميد Loperamide بالتقليل من نشاط الأمعاء ومن عدد مرات التغوط، كما يجعل البراز أكثر تشكلا (تماسكا)؛ وتوجد بعض الفوائد الإضافية لهذا الدواء أيضا، مثل زيادة حساسية المستقيم والشرج، مما يحسن بدوره من التحكم بعملية التغوط، لذلك يمكن القول بأن تناول اللوبيراميد Loperamide قبل الذهاب إلى وجبة ما أو إلى مناسبة اجتماعية قد يساعد على تجنب حدوث عارضة سلس في الخارج.
    ويمكن لطبيبك أن يقدم النصيحة حول الجرعة المناسبة من اللوبيراميد Loperamide؛ ويمكن القول بشكل عام بأن التأثيرات الجانبية لهذا الدواء خفيفة، وقد تشمل الإمساك، والمعص البطني Abdominal cramping، وجفاف الفم، والغثيان.
    ومن مضادات الإسهال التي تستخدم أحيانا في معالجة سلس البراز الديفينوكسيلات Diphenoxylate (اللوفين Lofene، اللوجين Logen، اللوموكوت Lomocot، اللونوكس Lonox، في-أترول Vi-Atrol)، والديفنوكسين Difenoxin (الموتوفين Motofen) والألوسيترون Alosetron (اللوترونيكس Lotronex).
    أدوية الإمساك
    قد يوصي الطبيب في الحالات التي يكون فيها السلس ناجما عن الإمساك المزمن بالاستعمال المؤقت للملينات الخفيفة، مثل لبن المغنيزيا Milk of magnesia، مما يساعد على استعادة الحركة الطبيعية للأمعاء؛ كما قد يوصي الطبيب أيضا باستعمال ملينات إضافية للبراز، مثل الميتاموسيل Metamucil والميرلاكس MiraLax والسيتروسيل Citrucel، وذلك لمنع انحشار البراز.
    ويمكن وصف دواء التيغاسيرود Tegaserod (الزيلنورم Zelnorm) كمعالجة قصيرة الأجل عند النساء اللواتي يعانين من متلازمة القولون المتهيج Irritable bowel syndrome التي يكون فيها الإمساك هو الشكوى الرئيسية، أو عند النساء اللواتي يقل عمرهن عن 65 سنة ويعانين من الإمساك المزمن.
    أدوية أخرى
    قد تستعمل الأدوية المستخدمة في معالجة داء الأمعاء الالتهابي Inflammatory bowel disease في بعض الأحيان لمعالجة سلس البراز؛ ومن الأدوية الأخرى التي درست تأثيراتها في سلس البراز هلام الفينيليفرين Phenylephrine gel (أحد مضادات الاحتقان الأنفي Nasal decongestants) والأميتربتيلين Amitriptyline (مضاد اكتئاب Antidepressant)؛ ولكن، يمكن سؤال الطبيب عن أي تساؤل يخطر في البال حول هذه الأدوية.
    معالجة السلس المزدوج أو المضاعف Treating Double Incontinence

    هناك الكثير من الأشخاص ممن يعانون من سلس البول والغائط، أو ما يعرف بالسلس المزدوج Double incontinence؛ وتنجم هاتان الحالتان عن عدد من الأسباب المتشابهة، مثل الضرر العصبي والعضلي الحادث بسبب الولادة، أو اعتياد العصر لسنوات في أثناء التغوط، أو ضعف العضلات بسبب الشيخوخة، أو أي مرض يؤدي إلى حدوث ضرر عصبي.
    وقد يضطر الشخص الذي يعاني من كل من سلس البول والبراز إلى مراجعة أكثر من طبيب، أو إلى البحث عن آخر ذي خبرة في كلا المجالين؛ كما قد يضطر إلى مراجعة طبيب الأمراض النسائية أو الأمراض البولية النسائية أو الأمراض البولية أو جراح القولون والمستقيم أو طبيب الجهاز الهضمي.
    تبدأ معالجة السلس المزدوج بشكل نموذجي باستخدام المعالجات السلوكية، بما في ذلك تمارين عضلات قاع الحوض وتدريب الأمعاء والمثانة والارتجاع البيولوجي؛ وقد يلجأ إلى الجراحة لإصلاح كل من عيوب المصرتين الشرجيتين ومشاكل قاع الحوض. وقد دلت الدراسات المبكرة التي أجريت على المعالجات الجديدة، مثـل تنبيه العصب العجزي Sacral nerve stimulation، على وجود بشائر جيدة للأشخاص الذين يعانون من سلس البراز وسلس البول الإلحاحي Urinary urge incontinence.

  7. #1317

    التهاب البنكرياس

    التهاب البنكرياس Pancreatitis



    البنكرياس هو عبارة عن غدة طويلة ومسطحة تمتد أفقياً خلف المعدة. ويستريح رأس البنكرياس على الجزء الأعلى من المعى الدقيق (الاثني عشري)، بينما يلامس ذنبه الطحال.
    وظائف غدة البنكرياس

    ● تفرز العصارات الهضمية والأنزيمات التي تساعد على تحليل الدهون والكربوهيدرات والبروتينات (وظيفة بنكرياسية خارجية الإفراز). ثم يتم نقل العصارات والأنزيمات عبر مجرى صغير ينفتح على الاثني عشري.
    ● تفرز هرمونات الإنسولين والغلوكاغون في مجرى الدم، بالإضافة إلى السوماتوستاتين، وهو هرمون آخر ينظم عمل الهرمونين السابقين اللذين تقوم وظيفتهما الأساسية على تنظيم أيض الكربوهيدرات.
    وعند التهاب البنكرياس تختل هذه الوظائف. ومن شأن الالتهاب أن يكون قصير الأمد أو مزمناً. وتشير الإحصاءات إلى أنّ معظم الحالات تكون طفيفة إلى معتدلة، ولا تزداد حدة العوارض إلا لدى 20 بالمئة من الأشخاص.
    أعراض التهاب البنكرياس

    يشعر المصاب بألم شديد في أعلى البطن، يخترقه إلى الظهر. ويؤدي الاستلقاء إلى تضاعف الألم الذي لا يخففه سوى الانحناء. وينجم هذا الألم الذي يدوم لساعات أو أيام عن التهاب البنكرياس.
    ● ألم بطن.
    ● غثيان وتقيؤ.
    ● ارتفاع في الحرارة.
    ● انتفاخ وغازات.
    ● براز كريه الرائحة، مرتخي، مدهن، أو متماسك.
    ● نقصان في الوزن.

    الالتهاب الحاد والالتهاب المزمن

    يطرأ التهاب البنكرياس الحاد بشكل فجائي، عندما يحتفظ البنكرياس بالأنزيمات التي يفرزها وتنشط فيه، مؤدية إلى تهيج أنسجته الحساسة والتهابها. ففي الحالات الطبيعية، تنتقل الأنزيمات إلى الاثني عشري وتنشط هناك.
    ويتمثل العارض الرئيسي للالتهاب الحاد بألم طفيف إلى حاد في أعلى البطن، غالباً ما يمتد إلى الظهر والصدر. ومن شأن الأوجاع أن تدوم لساعات أو أيام متواصلة. ويساهم شرب الكحول وتناول الطعام في تفاقمها. والكثير من المصابين بالتهاب حاد يجلسون أو ينحنون إلى الأمام أو يلتفون على أنفسهم في وضع جنيني، إذ يشعرون بأن هذه الوضعيات تخفف الألم.
    وغالباً ما يشعر المصابون بالتهاب حاد في البنكرياس بأنهم مرضى، وهذا ما يبدو عليهم في الواقع، خاصة وأنهم يعانون كثيراً من الغثيان والتقيؤ. ومن العوارض الأخرى، ارتفاع الحرارة وصعوبة في التنفس ورضّات في البطن نتيجةً للنزف الداخلي.
    أما التهاب البنكرياس المزمن فيختلف بكون الالتهاب يحدث على فترة زمنية تمتد غالباً على عدة سنوات. وهذه الحالة هي أقل وضوحاً عادةً، ويصعب كشفها في مراحلها الأولى. والواقع أنّ قلّة من المصابين بالالتهاب المزمن لا يعانون من الألم على الإطلاق. بينما يصاب آخرون بفترات متقطعة من ألم البطن الطفيف إلى المعتدل. ومن شأن الألم أن يكون حاداً ويدوم لعدة ساعات، أو خفيفاً ومتواصلاً يستمر لأسابيع. ويعاني المريض أحياناً بالإضافة إلى الألم غثياناً وتقيؤاً وارتفاعاً في الحرارة وانتفاخاً وغازات. ويساعد الكحول والطعام على تفاقم العوارض.
    وخلافاً لالتهاب البنكرياس الحاد الذي غالباً ما يزول تلقائياً من دون أن يخلّف مضاعفات على المدى الطويل، يسبب الاعتلال المزمن عادةً تلفاً دائماً. ومع تواصل الالتهاب، تتدمر أنسجة البنكرياس ببطء. ومع تراجع قدرة هذا العضو على إفراز الأنزيمات والهرمونات الضرورية للهضم السليم، يسوء امتصاص المغذيات، وخصوصاً الدهون، مما يؤدي إلى نقصان الوزن وخروج براز رخو، كريه الرائحة، وزيتي نظراً لما يحتويه من دهون. بالنتيجة، تختل الخلايا المفرزة للإنسولين مسببةً الداء السكري.
    ولسوء الحظ، لا تظهر علامات سوء الامتصاص والسكري إلا بعد تقدم الالتهاب.
    أسباب التهاب البنكرياس

    يطرأ التهاب البنكرياس لأسباب متنوعة، وفي بعض الحالات يبقى السبب مجهولاً. غير أنه ثمة سببان شائعان للمرض هما:
    الكحول
    إنّ الإكثار من الكحول عل مدى سنوات عديدة يعتبر من الأسباب المسؤولة عن التهاب البنكرياس المزمن. كما أنّ فرط تعاطي الكحول قد يؤدي إلى نوبة حادة الأمد. وتشير الإحصاءات إلى أنّ 5 إلى 15 بالمئة ممن يعاقرون كميات مفرطة من الكحول يصابون بالتهاب البنكرياس. أما سبب ظهور المرض لدى بعض الناس دون غيرهم فهو غير مؤكد، وكذلك هو الأمر بالنسبة إلى كيفية إتلاف الكحول لهذا العضو. فاستناداً إلى إحدى النظريات، يؤدي فرط استهلاك الكحول إلى “سدود بروتينية”، تمهّد لحصى صغير، تتشكل في البنكرياس وتسد أجزاءً من مجرى البنكرياس. وثمة نظرية أخرى تقول بأنّ الكحول يؤذي مباشرة أنسجة البنكرياس.

    حصى المرارة
    حوالى نصف الأشخاص المصابين بالتهاب البنكرياس الحاد لديهم حصى في المرارة. والواقع أنه في بعض الأحيان تنتقل الحصى إلى خارج المرارة عبر مجرى الصفراء العام، الذي يندمج مع مجرى البنكرياس قرب مدخل الاثني عشري. وعند هذه النقطة، من شأن الحصى أن يعلق في مجرى البنكرياس أو قربه ويقطع جريان عصارات البنكرياس إلى الاثني عشري. فتنشط الأنزيمات الهضمية في البنكرياس عوضاً عن القناة الهضمية مسببة التهاباً قصير الأمد فيه.

    أسباب أقلّ شيوعاً

    ● ترسبات أو حصى الكالسيوم التي تسد مجرى البنكرياس أو مجرى الصفراء العام.
    ● ارتفاع معدلات ثلاثي الغليسيريد (دهن الدم) أو الكالسيوم في الدم.
    ● حالات شذوذ بنيوية في البنكرياس، جرح في البطن أو جراحة كبيرة.
    ● إنتان بكتيري أو فيروسي.

    وفي بعض الحالات العرضية، يؤدي التهاب البنكرياس الحاد الناجم عن مضاعفات معينة إلى التهاب مزمن. كما أنّ الراشدين الشباب الذين يعانون من تليف البنكرياس الكيسي ومن حالات شذوذ جينية ناجمة عن ذلك يصابون بفترات من التهاب البنكرياس المزمن. أضف إلى أنّ بعض الأشخاص يولدون مع شكل وراثي للمرض قد يسبب لهم نوبات في الطفولة أو المراهقة.
    والواقع أنه في 20 بالمئة من حالات التهاب البنكرياس المزمن و 10 بالمئة من حالات الالتهاب الحاد، ما من سبب واضح للمرض. غير أنّ الباحثين يشتبهون بأن بعض النوبات قد تكون مرتبطة بحصى في المرارة بالغة الصغر بحيث تصعب رؤيتها.
    تشخيص وعلاج التهاب البنكرياس الحاد

    إن اشتبه الطبيب بحالة التهاب قصير الأمد في البنكرياس، يقوم بفحص البطن للكشف عن مواضع الألم. كما يتم تحليل عينة من الدم بحثاً عن ظواهر غير طبيعية تشير إلى وجود التهاب حاد:
    ● ارتفاع في معدل أنزيمات البنكرياس، أميلاز وليباز.
    ● ارتفاع في عدد كريات الدم البيضاء.
    ● ارتفاع في معدل أنزيمات الكبد والبيليروبين، وهي مادة تنتج عن تحلل كريات الدم الحمراء.
    ● ارتفاع معدل السكر في الدم.
    ● انخفاض معدل الكالسيوم (فارتفاع معدل الكالسيوم قد يسبب التهاب البنكرياس، أما انخفاض معدله في الدم فيؤدي إلى النتيجة نفسها).

    وقد يطلب الطبيب صورة بالموجات ما فوق الصوتية أو صورة مقطعية على الحاسوب للبطن لفحص البنكرياس والبحث عن حصى في المرارة أو عن مشاكل في المجاري والتحقق من عدم تلف الغدة. كما يخضع المريض لصورة بأشعة إكس للبطن والصدر لاستبعاد أسباب أخرى للألم.
    ويستوجب التهاب البنكرياس الحاد ملازمة المستشفى عادةً. وفي حال حدوث مضاعفات، يُنقل المريض إلى وحدة العناية المركّزة. ويتركز العلاج على تخفيف الألم وإراحة البنكرياس وإعادة التوازن الطبيعي للعصارات التي يفرزها. وبما أنّ البنكرياس ينشط كلما دخل الطعام إلى الجسد، يُحظر على المريض تناول الطعام والشراب لبضعة أيام، ويستعاض عنهما بالسوائل والغذاء التي تُعطى عبر الوريد.
    أما إن كانت النوبة ناجمة عن حصى المرارة التي تسد مجرى البنكرياس، فقد يلجأ الطبيب إلى وسيلة لإزالة الحصى. وقد يتبع ذلك جراحة لاستئصال المرارة إن استمر الحصى بتسبيب المشاكل. وفي حال كان الكحول هو المسؤول، يرافق ذلك علاج لإيقاف تعاطيه.
    وبشكل عام، تتحسن حالات التهاب البنكرياس الطفيفة في غضون 3 إلى 7 أيام، بمقدور المريض بعدها أن يعاود الأكل والشرب. أما الحالات المعتدلة إلى الحادة فتستغرق وقتاً أطول.

    مضاعفات التهاب البنكرياس الحاد

    حوالى ربع حالات التهاب البنكرياس الحاد تكون شديدة وقد تؤدي إلى مضاعفات:
    إنتان
    قد يصاب البنكرياس المريض بإنتان بكتيري ينتشر من المعى الدقيق إليه. وتشتمل علامات الإنتان على ارتفاع في الحرارة وازدياد عدد الكريات البيضاء وفشل عضوي. ويمكن أخذ عينة من البنكرياس لفحصها وكشف الإنتان البكتيري. وفي حال أتت النتائج إيجابية، يُعطى المريض مضادات حيوية. ويضطر البعض للخضوع لجراحة لتجفيف الجزء المصاب أو استئصاله. وفي بعض الأحيان يستلزم الأمر عدة عمليات.

    أكياس كاذبة
    قد تتشكل نفطات شبيهة بالأكياس تسمى أكياس كاذبة على البنكرياس وتمتد إلى أعضاء أخرى بعد نوبة التهاب قصير الأمد. وعندما يكون الكيس صغيراً، لا يتم اللجوء إلى أي علاج. أما إن كان كبيراً وأصيب بالإنتان أو سبب نزفاً، فيصبح التدخل الطبي ضرورياً. وقد يعمد الطبيب إلى تصريف محتويات الكيس عبر قسطرة أو بالجراحة لاسئصال الكيس.

    خراج
    هو عبارة عن تجمع القيح قرب البنكرياس وذلك بعد 4 إلى 6 أسابيع من نوبة التهاب حاد. ويقوم العلاج على تصريف الخراج عبر قسطرة أو بالجراحة.

    تشخيص وعلاج التهاب البنكرياس المزمن

    لتأكيد تشخيص الالتهاب المزمن، يعمد الطبيب على الأرجح إلى أخذ عينات من الدم والبراز. فمن شأن اختبارات الدم أن تكشف عن الظواهر الشاذة المقترنة بالتهاب البنكرياس المزمن كما تساعد على استبعاد الالتهاب الحاد. أما تحليل البراز فيهدف إلى قياس معدل الدهن فيه. ذلك أنّ التهاب البنكرياس المزمن غالباً ما يسبب فائضاً من الدهن في البراز نظراً لعدم هضم الدهن وامتصاصه في المعى الدقيق.
    وقد يطلب الطبيب إجراء صورة أشعة أو صورة بالموجات ما فوق الصوتية أو تنظير للبحث عن انسداد في مجرى البنكرياس أو مجرى الصفراء العام. وفي حال تعرض المريض لنقصان في الوزن أو اشتبه الطبيب بوجود سوء امتصاص للمغذيات، يتم إجراء اختبار تنبيه. فيحقن الطبيب محلولاً في مجرى الدم لتنبيه البنكرياس. وعند ذلك يتم قياس قدرة الغدة على تفريغ الإفرازات في الاثني عشري. كما يخضع المريض لاختبارات إضافية عند الاشتباه بوجود أمراض أخرى كسرطان البنكرياس، الذي يرتفع خطر الإصابة به عند وجود التهاب مزمن في البنكرياس.
    ويقوم العلاج الأساسي للالتهاب المزمن على إيقاف الألم وعلاج سوء الامتصاص.

    إيقاف الألم
    خلافاً لالتهاب البنكرياس الحاد الذي يزول فيه الألم في غضون عدة أيام أو أسابيع، يطول ألم الالتهاب المزمن. والواقع أنّ الألم المتواصل هو من أهم التحديات التي يواجهها الطبيب. فإضافةً إلى مسكنات الألم المتعارف عليها، يُعطى المريض أحياناً أنزيمات بنكرياسية. ويهدف العلاج بالأنزيمات إلى زيادة مستواها في الاثني عشري لتخفيف إفرازها بالتالي من قبل البنكرياس. ويعتقد بأن هذه العملية تخفف ضغط الإفراز وبالتالي الألم داخل البنكرياس.
    أما بالنسبة إلى الألم الحاد الذي تتعذّر السيطرة عليه، تشتمل خيارات العلاج على إجراء جراحة لاستئصال الأنسجة التالفة، أو اتباع وسائل لإيقاف إشارات الألم أو إماتة الأعصاب الناقلة للألم.

    أنزيمات لعلاج سوء الامتصاص
    من شأن ملحقات الأنزيم التي تؤخذ مع كل وجبة، مثل بانكريليباز (Cotazym، Pancrease، Viokase)، أن تداوي مشاكل سوء الامتصاص التي يسببها البنكرياس. إذ تحل الأقراص محل الأنزيمات الهضمية التي لا يفرزها البنكرياس وتساعد على إعادة عملية الهضم إلى طبيعتها. واعتماداً على التركيبات، يصل عدد الاقراص إلى 8 مع الوجبة قرصين بعد بدء الوجبة بقليل، وأربعة خلال الوجبة، واثنان بعدها. كما يجب أخذ الأقراص مع الوجبات الخفيفة.

    علاج الداء السكري
    من شأن التهاب البنكرياس المزمن أن يسبب السكري لدى البعض. ويشتمل العلاج عادة على الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام. ويحتاج البعض أيضاً لحقن الإنسولين. وعادة يتناقش الطبيب مع مريضه حول كيفية علاج السكري والتعرف على عوارض ارتفاع وانخفاض السكر في الدم ومنع حدوث مضاعفات.

    مداواة التهاب البنكرياس

    غالباً ما تدوم عوارض التهاب البنكرياس المزمن، كالألم وسوء امتصاص المغذيات، مدى الحياة. بالمقابل، تشفى معظم حالات الالتهاب الحاد تماماً. ولكن حتى لو لم تكن تعاني من ألم متواصل، من الضروري الحفاظ على سلامة البنكرياس قدر الإمكان:
    تجنب الكحول: أظهرت دراسة أن نصف عدد المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن والذين يتناولون الكحول يموتون خلال خمس سنوات.
    تناول وجبات أصغر: كلما كبرت الوجبة، اضطر البنكرياس لإفراز كمية أكبر من العصارات الهضمية. بالتالي، استعض عن الوجبات الكبيرة بوجبات أصغر حجماً وأكثر عدداً.
    قلل كمية الدهون في الوجبة: وذلك لتخفيف البراز المرتخي والزيتي الذي ينجم عن عدم امتصاص المعى الدقيق للدهون. ولكن ناقش مع الطبيب أو خبير التغذية كمية الدهون المسموح بها يومياً لتجنب المضاعفات الناتجة عن قلة الدهن في الغذاء.
    اعتمد نظاماً غذائياً غنياً بالكربوهيدرات: فالكربوهيدرات تزودك بالطاقة لمواجهة التعب. وهي تتواجد في الأطعمة المصنوعة من النشاء (الكربوهيدرات المركبة) أو من السكر (الكربوهيدرات البسيطة). والواقع أنّ 55 إلى 65 بالمئة على الأقل من السعرات الحرارية اليومية يجب أن تكون آتية من الكربوهيدرات. حاول بالتالي الحصول على معظم هذه السعرات من الكربوهيدرات المركبة الموجودة في الحبوب والخضروات والبقول.
    اتبع طرقاً مأمونة لإيقاف الألم: ناقش مع الطبيب الخيارات المتوفرة لتخفيف الألم، بما في ذلك فوائد ومخاطر المسكّنات الموصوفة وغير الموصوفة. فبالرغم من فاعلية هذه الأدوية في أغلب الحالات، إلا أنها تشتمل على آثار جانبية خطرة، بما في ذلك الإدمان ومشاكل المعدة.
    ليكن تفكيرك إيجابياً: قد تلازمك آثار الالتهاب لسنوات. ولكن بالتعاون الوثيق مع الطبيب بالإضافة إلى تقييم العادات اليومية وتغييرها، قد تتضاعف حظوظك في مداواة المرض بنجاح.

  8. #1318
    حصوات المراره، حصى المرارة Gallstones


    حان وقت النوم، ولكنك عاجز عن ذلك. إذ تشعر بألم متواصل في أعلى البطن لا تنجح في إزالته لا مضادات الحموضة ولا المسكنات. وتحاول تغيير وضعيتك، فتقف أو تنحني أو تتمدد، ولكن عبثاً. فلا شيء ينفع لتخفيف الألم. وبعد برهة، تبدأ بالشعور بالغثيان وبأن الألم يمتد إلى أسفل الصدر والظهر. وفي النهاية، تقرر اللجوء إلى الطوارئ ظناً منك بأنك مصاب بنوبة قلبية.
    وبعد الفحص الطبي والاختبارات، تكتشف بأن سبب الأوجاع ليس القلب بل المرارة. ويطرأ ألم المرارة، أو ما يدعى عادة نوبة المرارة، عندما يعلق الحصى الموجود فيها في عنق المرارة أو في المجرى المراري وتسد فتحتها. وهذا ما يؤدي إلى تزايد الضغط في المرارة مع تقلصها ببطء مسببة الألم المتواصل وغالباً الغثيان.
    والواقع أنّ حصى المرارة هي حالة شائعة يعاني منها واحد من بين كل 10 أميركيين. وهي لا تسبب أية عوارض لدى معظم الناس ولا تستدعي علاجاً. ولكن لدى 20 بالمئة من المصابين، تسبب الحصى نوبة مرارة. في الواقع يشكل استئصال المرارة أحد أكثر العمليات الجراحية شيوعاً في الولايات المتحدة. إذ تشير الإحصاءات إلى أنّ 500 ألف أميركي يخضعون لهذه العملية سنوياً.
    كيف تتكوّن الحصى

    المرارة أو الحويصلة الصفراوية هي عبارة عن كيس على شكل إجاصة بطول 3 إلى 6 إنش وتتراوح أعرض نقطة فيها بين 1 و 2 إنش. وتمتد المرارة تحت الكبد في الجهة اليمنى لأعلى البطن وتؤدي دور خزان للعصارة الهضمية (الصفراء) التي ينتجها الكبد. وتتألف الصفراء جزئياً من الماء والالكتروليت والكولسترول والبيليروبين.
    البيليروبين هو عبارة عن مادة صفراء مخضرّة يفرزها الكبد وتعطي للصفراء لونها. وفي حال ارتداد هذه المادة إلى الدم، فهي تؤدي إلى تحول لون البشرة والعينين إلى الأصفر (اليرقان). وتحتوي الصفراء أيضاً على أملاح الصفراء وعلى الليسيتين الكيميائي، وهي تعمل معاً على إذابة الكولسترول كما تتيح للكبد إفرازه.

    عند تناول وجبة تحتوي على الدهن أو البروتين، تتقلص المرارة وتفرغ الصفراء عبر أنابيب صغيرة تدعى مجاري صفراوية تؤدي إلى الجزء الأعلى من المعى الدقيق (الاثني عشري). وتساعد الصفراء المعى الدقيق على هضم الدهن وبعض الفيتامينات وامتصاصها. ولكن عندما يختل التوازن الكيميائي لهذه العصارة الهضمية، تتحول إلى جزيئات صلبة، قد تكبر لتصبح حصىً بحجم حبة من الرمل أو أكبر من طابة غولف. والواقع أنّ في 20 بالمئة من الحالات، ثمة حصاة واحدة في المرارة. أما في النسبة المتبقية فتتعدد الحصى وقد يبلغ عددها مئات أو حتى آلاف، وتدعى أحياناً “رمل”.
    أعراض حصوة المرارة

    ● ألم في أعلى البطن.
    ● ألم في الظهر أو الصدر أو عظم الكتف الأيمن.
    ● غثيان وتقيؤ.

    العوامل تساهم في تكون حصوات المرارة

    والواقع أنّ العوامل كثيرة، ولكن كثير منها لم يفهم بوضوح حتى الآن. ومن العوامل المعروفة:
    كثرة الكولسترول

    في الحالات الطبيعية، تحتوي الصفراء على كمية من الأملاح المرارية والليسيتين تكفي لإذابة الكولسترول الذي يتم إفرازه. غير أنّ الكولسترول لا يذوب بسهولة. وفي حال ارتفع مستواه في الصفراء عما يمكن إذابته، يتحول الفائض إلى بلورات تنصهر في حصاة واحدة أو أكثر، بأشكال وأحجام مختلفة. وتساهم البدانة والتأهب الوراثي في ​​حدوث هذه العملية.
    تفريغ غير تام أو غير منتظم للمرارة

    قد تفشل المرارة في التقلص والتفريغ كما يجب. ويحدث ذلك أثناء الحمل والصيام الطويل. وكلما طال بقاء الصفراء في المرارة، تزايد امتصاص المرارة للماء وصارت الصفراء أكثر تركّزاً. والصفراء الشديدة التركز قد تصبح “موحلة” وتتحول إلى أرض خصبة لتكوّن الحصى.
    أنواع الحصى

    ليس لجميع الحصى التركيبة نفسها. بل ثمة ثلاثة أنواع:
    حصى الكولسترول

    تتألف من الكولسترول الذي عجزت الصفراء عن إذابته. واستناداً إلى الإحصاءات، فإن 80 إلى 85 بالمئة من حصى المرارة في الولايات المتحدة وأوروبا مكون من الكولسترول بشكل أساسي. ويتكون البعض منها من الكولسترول الخالص، ولكن غالباً ما تحتوي الحصى أيضاً على كميات ملحوظة من مكونات أخرى كالبيليروبين والكالسيوم. وهي تدعى أحياناً حصى مختلطة.
    الحصوات الخضابية

    يتكون هذا النوع من الحصى عندما يرتفع معدل البيليروبين في الصفراء. وتكون الحصى الخضابية ذات لون بني داكن أو أسود صغيرة الحجم عموماً. أما سبب تكونها فغير واضح دوماً. إذ تُعزى بعض الحالات إلى فرط إفراز البيليروبين الناجم عن التندب الحاد للكبد (تشمّع أو تليف الكبد)، أو عن فرط تدمير وإزالة الكريات الحمراء أو ما يدعى طبياً بفقر الدم الانحلالي.
    الحصى الأولي للمجرى الصفراوي

    تعرف حصى الكولسترول والحصى الخضابية التي تخرج وتنحبس في المجاري الصفراوية بحصى المجاري الثانوي أو المنحبس. أما حصى المجاري الأولي فهو يتكوّن داخل المجاري الصفراوية. تكون هذه الحصى عادةً لينة وبنية اللون، ومؤلفة من الصفراء المتحللة.
    كيف تحدث النوبة؟

    تستقرّ الحصى عادةً في أسفل المرارة ولا تسبب في معظم الأحيان مشاكل تذكر. ومع أنّ بعض الأشخاص يعزون عوارض الحرقة أو عسر الهضم أو الانتفاخ إلى حصى المرارة، ما من إثبات على أنّ اعتلال المرارة يسبب هذه العوارض.
    والواقع أنّ المشاكل الفعلية لا يمكن أن تبدأ إلا حين تنتقل الحصى إلى عنق المرارة أو المَخرج. فحين تتقلص المرارة لطرد الصفراء إلى المعى الدقيق، تهرب الحصى أو تحاول الهروب. ويمكن للحصى الدقيق أن يمر عبر المجاري الصفراوية عادةً، ليدخل المعى الدقيق ويغادر الجسد من دون مشاكل. أما الحصى الكبيرة فقد تظل عالقة في مدخل المجرى المراري، داخل مجرى صفراوي أو عند مدخل المعى الدقيق .

    وحين تسدّ حصاة جريان الصفراء، تؤدي إلى ألم معتدل إلى حاد مصحوب بغثيان، وهذا ما يعرف بنوبة المرارة. وتدوم النوبة من 15 دقيقة إلى عدة ساعات. وعادةً، تسقط الحصاة العالقة في مدخل المجرى المراري عائدة إلى قعر المرارة بعد انتهاء النوبة. أما إذا لم تُخلي الممر، فقد تصاب المرارة بالالتهاب والإنتان. وتشتمل العوارض الأخرى على ارتفاع في الحرارة وقشعريرة وتحول لون البول إلى الداكن ويرقان وشحوب لون البراز، وهي تطرأ اعتماداً على مكان انحباس الحصاة.
    هذا بالإضافة إلى الحالات التالية:
    ● إن بقي المجرى المراري مسدوداً، قد تصاب المرارة بالإنتان حتى أنها تنفجر أحياناً. غير أنّ انفجار المرارة هو حالة نادرة لا تطرأ سوى لدى حوالى 1 بالمئة من المصابين بالتهاب حاد.
    ● إن علقت حصاة في مجرى الصفراء العام، فهي تسد تدفق الصفراء من الكبد، وقد تؤدي إلى الإصابة باليرقان المصحوب بارتفاع في الحرارة وقشعريرة وإنتان الدم.
    ● من شأن الحصى التي تتجمع عند مدخل المعى الدقيق أن تسدّ المجرى البنكرياسي مسببة التهاب البنكرياس.

    هل أنت معرض لنوبة مرارة؟

    إنّ سبب تكوّن حصى المرارة لدى أشخاص دون آخرين لا يزال غير واضح. ولكن يبدو بأنه ثمة عوامل تضاعف خطر الإصابة:
    الجنس

    فالإصابات بحصى المرارة لدى الإناث تعادل ضعف الإصابات لدى الذكور. وربما يُعزى ذلك إلى هرمون الإستروجين الذي يدفع الكبد إلى إفراز كمية أكبر من الكولسترول في الصفراء.
    أضف إلى أنّ الحمل وأقراص منع الحمل والعلاج ببديل هرموني تضاعف هي أيضاً مستوى الكولسترول في الصفراء، وتقلص قدرة المرارة على تفريغ الصفراء تماماً. مع ذلك، لا يجب إيقاف تعاطي أقراص منع الحمل أو العلاج ببديل الهرمون خشية من تكون حصىً في المرارة من دون استشارة الطبيب. ذلك أنّ فوائد الدواءين قد تفوق في أهميتها خطر تكوّن الحصى.

    الوزن الزائد

    برهنت عدة دراسات على أنه كلما ازداد الوزن، تعاظم خطر الإصابة بحصى المرارة. إذ يتضاعف خطر تكون الحصى لدى البدينين من الناس من ثلاث إلى سبع مرات أكثر من أصحاب الوزن الطبيعي. فذوي الوزن الزائد يميلون إلى تكديس كمية أكبر من الكولسترول في الصفراء. كما أنّ فائض الوزن يخفف من تكون ملح الصفراء ومن قدرة المرارة على التقلص والتفريغ.
    الغذاء والحمية الغذائية

    إنّ الغذاء الذي ترتفع فيه معدلات الدهن والسكر، والمقترن بقلة الحركة، يضاعف خطر الإصابة بحصى المرارة. كما يزداد الخطر بسبب الصيام أو فقدان الوزن السريع وذلك نتيجةً لتغيّر مستويات أملاح الصفراء والكولسترول واختلال التوازن الكيميائي للصفراء.
    لذا يصف بعض الأطباء عقاراً من ملح الصفراء (يورسوديول) مع برامج تخفيف الوزن منعاً لاحتمال تكدّس الكولسترول المكوّن للحصى. ويساعد هذا الملح على إذابة الكولسترول عبر إعادة التوازن الكيميائي إلى الصفراء.

    السن

    يتزايد خطر تكوّن الحصى مع التقدم في السن. إذ تشير الإحصاءات أنه بعد بلوغ سن السبعين، 10 إلى 15 بالمئة من الرجال و 25 إلى 30 بالمئة من النساء لديهم حصى في حويصلاتهم الصفراوية. ويُعزى أحد الأسباب إلى أنّ الجسد يميل مع التقدم في السن لإفراز كمية أكبر من الكولسترول في الصفراء.
    التاريخ العائلي

    غالباً ما تتواجد حالات حصى المرارة في العائلة الواحدة، مما يشير إلى رابطة وراثية محتملة. وقد تم التعرف على جينتين تسببان تكون حصى المرارة لدى الفئران ويتم البحث عنهما في الجسم البشري.
    العرق

    تعتبر حصى المرارة أكثر انتشاراً بين هنود أميركا في الولايات المتحدة، يتبعهم ذوي الأصول الإسبانية. وبين هنود بيما في أريزونا، فإن 70 بالمئة من النساء يصابون بالحصى في سن الثلاثين. كما أنّ معظم الهنود الأميركيين تتكون لديهم الحصى لاحقاً. أما الشعوب المتحدرة من أصل آسيوي أو أفريقي فهي الأقل عرضة للإصابة بحصى المرارة.
    تشخيص وكشف الحصى

    إن اشتبه الطبيب بوجود حصى في المرارة، يخضع المريض على الأرجح لواحد أو أكثر من الاختبارات التالية لتحديد موقع الحصى:
    الموجات ما فوق الصوتية

    هي عملية غير مؤلمة تدوم لحوالى 15 دقيقة. ويمكن لهذه الموجات أن تكتشف حصى المرارة بدقة 95 بالمئة، غير أنّ نسبة الدقة تتراجع إن كانت الحصى قد انتقلت إلى مجاري الصفراء.
    التصوير المقطعي بالحاسوب

    من شأن الصورة المقطعية للبطن أن تكشف حصى تحتوي على معدلات مرتفعة من الكالسيوم. أضف إلى أنه أثناء النوبة، قد تبدو المرارة أكثر سماكة في الصورة المقطعية أو الموجات ما فوق الصوتية.
    تصوير النويدة الشعاعي

    يتم إعطاء كمية صغيرة من مادة شعاعية متتبّعة عبر الوريد، يعقب ذلك صورة للمرارة لمعرفة ما إذا كانت المادة المتتبعة قد بلغتها. ويشير عدم وصول المادة إلى وجود حصاة تسد فتحة المرارة أو المجرى المراري.
    اختبارات الدم. إن ارتفاع مستوى بعض المواد في الدم، بما في ذلك البيليروبين وفوسفات الألكالين وأنزيمات حفز الانتقال الأميني، قد يشير إلى انسداد مجرى الصفراء.

    التصوير الرجوعي التنظيري لمجاري الصفراء والبنكرياس

    هي عملية أكثر صعوبة ولكنها تسمح للطبيب بأخذ صور لمجاري الصفراء. فيتم تمرير أنبوب مرن مجهز بكاميرا (منظار) عبر أعلى القناة الهضمية إلى فتحة مجرى الصفراء العام. ثم تحقَن صبغة عبر قسطرة موجودة داخل الأنبوب في مجرى الصفراء العام لإظهار مجاري الصفراء على أفلام أشعة إكس. وفي حال اكتشاف حصاة في أحد المجاري، يمكن عادة نزعها فوراً بواسطة أدوات معلقة في المنظار.
    خيارات العلاج

    يتمثل العلاج الأفضل عادة للحصى بالانتظار والمراقبة. وهذا ما ينصح به دوماً في حالات “الحصى الصامتة” التي لا تسبب عوارض أو مشاكل أخرى. وغالباً ما يتم اكتشاف الحصى الصامتة صدفة، أثناء اختبارات لحالات صحية أخرى.
    ولكن عند الإصابة بنوبة واحدة أو أكثر، سينصح الطبيب على الأرجح بإجراء جراحة، ما لم يكن ثمة مشاكل صحية تجعل الجراحة شديدة الخطورة.

    الجراحة

    تعتبر جراحة استئصال المرارة مأمونة وفعالة عموماً. وهي تشكل العلاج الأكثر شيوعاً لحصى المرارة التي لا تعتبر عضواً حيوياً تماماً. كما أنّ الحصى تعود إلى التكون فيها من جديد في حال إبقائها.
    ويتم استئصال المرارة بواحدة من هاتين الطريقتين:
    الجراحة المفتوحة
    يندر اليوم اللجوء إلى هذه الجراحة التي يتم فيها استئصال المرارة عبر شق كبير في البطن. وينصح الطبيب بالجراحة المفتوحة إن كانت جدران المرارة سميكة وقاسية، أو في حال وجود نسيج ندبي نتيجة لجراحة سابقة في البطن. ويستلزم الشفاء ملازمة المستشفى لأسبوع يتبعه ثلاثة أسابيع في البيت.

    الجراحة التنظيرية للبطن
    تتم الغالبية العظمى من جراحات استئصال المرارة بصنع أربعة شقوق صغيرة في البطن عوضاً عن شق واحد كبير. ويصنع الجراح مجالاً لفحص البطن عبر ملئه بثاني أكسيد الكربون، الذي يُحقن بواسطة أنبوب يدخله الجراح في شق بطول نصف إنش إلى إنش واحد قرب السرّة. ثم يصنع بعد ذلك ثلاثة شقوق أخرى صغيرة لإدخال الأدوات الجراحية. وتحتوي إحدى الأدوات على منظار لرؤية المرارة، بينما تكون الأخرى مجهّزة بأداة قطع تعمل على الليزر أو الكهرباء لاستئصال المرارة.
    وتستدعي هذه الجراحة عادة ملازمة المستشفى لليلة واحدة فقط. كما أنّ فترة الشفاء قصيرة أيضاً لأنّ الجراحة لم تشمل عضلات البطن، وهو ما يستلزم فترة شفاء طويلة. ومن حسناتها أيضاً أنها تسبب ألماً وندباً أقل بعد الجراحة.

    الخيارات غير الجراحية

    يعتمد الطبيب إحدى وسائل العلاج التالية إن كان المريض يعاني من مضاعفات أو من مشاكل صحية أخرى تجعل الجراحة غير مأمونة. ولكن من أبرز مساوئ هذه البدائل غير الجراحية هي عودة الحصى إلى التكوّن عادةً:
    أقراص ملح الصفراء
    تعمل أقراص ملح الصفراء على إذابة حصى الكولسترول في غضون عدة شهور أو سنوات. غير أنها لا تنجح مع الحصى الخضابية. ويفضل معظم الأطباء استعمال عقار يورسوديول (Actigall) لأنه أكثر الأدوية أماناً ويسبب عدداً أقل من الآثار الجانبية، أبرزها إسهال طفيف عرضي. ولا يعمل هذا الدواء إلا مع الحصى المحتوية على كميات كبيرة من الكولسترول من دون كميات ملحوظة من الكالسيوم، وحين يكون المجرى المراري المؤدي إلى المرارة مفتوحاً بما يتيح للصفراء بالدخول والخروج بشكل طبيعي.

    غير أنّ مفعول اليورسوديول غير دائم، فالحصى تميل إلى التكون من جديد لدى نصف الذين يتعاطون الدواء وذلك في غضون عشر سنوات بعد العلاج ما لم يستمر المريض باستعمال الدواء على الدوام. أضف إلى أنّ يورسوديول مرتفع الثمن.
    حقن عقار MTBE.
    يتم في هذه العملية المخبرية حقن عقار methyl tertiary butyl ether في المرارة عن طريق قسطرة لإذابة حصى الكولسترول. ولا يتم اللجوء إلى هذه العملية التي تستلزم مهارة وخبرة إلا عندما تستوجب الحالة إذابة الحصى بسرعة، أو عندما يكون المريض شديد العرضة لمضاعفات الجراحة أو التخدير العام. والواقع أنّ MTBE هو مخدِّر ومُذيب سائل يجب استعماله بحذر. وبالرغم من أنّه يذيب حصى الكولسترول، غالباً ما تتكون الحصى ثانية، ما لم يستمر المريض بأخذ أقراص يورسوديول بعد الجراحة.

    العلاج بالموجات الصوتية
    ويعرف بتفتيت الحصى بصدمات الموجات من خارج الجسد. يعتبر هذا العلاج أكثر استعمالاً وفاعلية في تفتيت حصى الكلى من استخدامه في حالات المرارة. إذ أنه يرسل موجات صوتية عالية التواتر عبر جدار البطن لتفتيت حصى المرارة. بعد ذلك يأخذ المريض أقراص يورسوديول لإذابة شظايا الحصى. وأفضل ما ينجح العلاج بالموجات مع الحصى المنفرد الذي يقلّ قطره عن نصف إنش. بالنتيجة، تنحصر نسبة الأشخاص المرشحين لهذا العلاج بين 5 و 10 بالمئة من المصابين بحصى المرارة، ويبقى استعمالها مخبرياً. وعلى غرار باقي وسائل العلاج التي لا يتم فيها استئصال المرارة، يظلّ معدل عودة الحصى إلى التكون مرتفعاً ما لم يتواصل استعمال يورسوديول.

    العيش من دون مرارة

    إنّ معظم الأشخاص الذين يخضعون لاستئصال المرارة يواصلون حياتهم بعد ذلك بشكل طبيعي. إذ يستمرّ الكبد بإفراز ما يكفي من الصفراء لهضم الدهون كما يجب. ولكن عوضاً عن تخزين الصفراء في المرارة، تتدفق العصارة من الكبد ويتم تفريغها مباشرة في المعى الدقيق.
    وليس من الضروري تغيير عادات الأكل بعد الجراحة. ولكن، مع تدفق الصفراء لمرات أكثر في المعى الدقيق، يزداد التبرز ويكون البراز أكثر ليونة. إلا أنّ هذه التغييرات تطرأ مؤقتاً في أغلب الحالات، ومع الوقت تتكيف الأمعاء عادةً مع آثار الجراحة.

    هل يمكن منع حصى المرارة من التكون؟

    توصي بعض الوصفات المنزلية بشرب زيت الزيتون أو عصير التفاح أو الليمون لحفز المرارة على تفريغ الحصى الصغير. غير أنّه ليس لهذه الممارسات أصل من الصحة.
    والواقع أنه ما من غذاء أثبت قدرته على منع تكوّن حصى المرارة. ولكن ثمة تدبيرين يمكن أخذهما لتقليص خطر الإصابة: حافظ على وزن صحي وتجنب الغذاء السيئ الذي ينخفض ​​فيه مدخول السعرات الحرارية وينخفض ​​فيه الوزن بسرعة.

    وثمة ما يشير إلى أنّ الرياضة تساعد على منع الحصى من التكوّن، بالرغم من عدم إثبات هذا الافتراض علمياً. فقد وجدت إحدى الدراسات بأنّ الرجال الذين يمارسون الرياضة بانتظام وبقوة لثلاثين دقيقة يومياً ينخفض ​​لديهم خطر الإصابة بنوبات المرارة بنسبة 34 بالمئة عن الرجال الذين لا يتمرنون. ويفترض الباحثون بأنه من شأن التمارين أن تساعد على تثبيت توازن الصفراء الكيميائي، مانعةً تكوّن الحصى.



  9. #1319
    الداء الرتجي Diverticulosis



    الداء الرتجي هو تعبير عام يطلق على جيوب صغيرة منتفخة تتكون في الجهاز الهضمي. ويسمى كل جيب رتجاً، وتعني الكلمة في أصلها اللاتيني الانحراف عن الطريق الطبيعي.
    ومن شأن الرتوج أن تتكون في أي مكان من القناة الهضمية بما في ذلك الحلق والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة. أما أبرز هذه الأماكن فهو الأمعاء الغليظة أو القولون، وخاصة الجزء الأسفل منه ويدعى القولون السيني.

    الأعراض

    ● ألم في أسفل الجهة اليسرى للبطن.
    ● ألم في البطن عند الضغط.
    ● ارتفاع في الحرارة.
    ● غثيان
    ● إمساك أو إسهال.

    أنواع داء الرتج

    يقسم الداء الرتجي إلى نوعين:
    الرتج diverticula

    تعني هذه الحالة تكون رتوج في القناة الهضمية. ويعتبر الرتاج داء شائعاً، يتضاعف إحتمال ظهوره مع التقدم في السن. وتشير الإحصاءات إلى أنّ نصف الأميركيين الذين يفوقون الستين من العمر لديهم رتوج في موضع ما من جهازهم الهضمي. وبما أنّ هذه الجيوب لا تسبب عادة أية مشاكل فإن كثيرين منهم يجهلون بأنهم مصابون بها.
    وقد يعاني المصاب بالرتاج من تشنجات طفيفة في البطن، انتفاخ، غازات، إسهال أو إمساك. غير أنّ هذه العوارض تنجم أكثر عن حالة أخرى، كمرض تهيج الأمعاء، لا عن الرتاج. أما النزف، فليس من عوارض الرتاج عادة، ولكنه قد يطرأ لدى البعض.
    يعتبر المعى الغليظ أو القولون من أبرز مواضع ظهور الجيوب الصغيرة (الرتوج). وعند التهاب الجيب أو إنتانه تدعى الحالة التهاب الرتج.
    التهاب الرتج diverticulitis

    ثمة نسبة قليلة من المصابين بالرتاج يحدث لديهم التهب أو إنتان في الرتج. ويكون الالتهاب بسيطاً لدى البعض، بينما يعاني البعض الآخر من إنتان بليغ ومؤلم. ومن أسباب هذه الحالة دخول جزء صغير من البراز في أحد الجيوب، مما يعيق جريان الدم فيه ويجعله عرضة لغزو بكتيري. وقد يحدث تمزق بسيط في الرتج، يؤدي إلى إنتانه وإلى تجمع القيح فيه أحياناً (خُراج).
    ينحصر الالتهاب أو الإنتان بشكل عام في المنطقة المحيطة بالرتج مباشرة. غير أنه في حالات نادرة، ينشق الجيب ويصبّ محتوى الأمعاء في التجويف البطني. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى التهاب الصِّفاق، أي التهاب بطانة التجويف البطني. وهي حالة طارئة تستدعي عناية طبية فورية.
    خلافاً للرتاج الذي لا ترافقه عموماً أية عوارض، يسبب إلتهاب الرتج عادةً ألماً وارتفاعاً في الحرارة وغثياناً. وغالباً ما يكون الألم مقتضباً وحاداً، إلا أنّ البعض يصاب بألم طفيف يسوء تدريجياً على عدة أيام. وتعتبر عوارض التهاب الرتج شبيهة كثيراً بعوارض التهاب الزائدة الدودية، باستثناء تركّز الألم عادةً في الجهة اليسرى لأسفل البطن عوضاً عن الجهة اليمنى.
    ومن عوارضه الأقل شيوعاً، التقيؤ والانتفاخ والنزف، إضافةً إلى التبول المتكرر ومعاناة صعوبة أو ألم عند التبول.
    حين ينزف الجيب
    تعاني نسبة قليلة من المصابين بالرتج من نزف مستقيمي غير مؤلم. ويكون الدم داكن اللون وممتزجاً بالبراز أو أحمر يظهر على فوط المرحاض. وينجم النزف عن ضعف وعاء دموي في الجيب المنفجر.
    وعادة لا يدوم النزف الناجم عن انفجار وعاء دموي لفترة طويلة، بل يتوقف من تلقاء نفسه من دون الحاجة إلى علاج. ولكن حين يكون النزف حاداً أو متواصلاً، يتم إجراء اختبارات للتأكد من موضع النزف. وفي بعض الأحيان، تتمثل الطريقة الوحيدة لإيقافه باستئصال الجزء المعوي الذي يحتوي على الجيب النازف.

    سبب ظهور الرتوج مشكلة ناجمة عن الضغط

    والواقع أنّ سبب ظهور الرتوج لدى أناس دون آخرين لا يزال غير واضح. ولكن ثمة ثلاثة عوامل يبدو بأنها تؤدي دوراً في ذلك:
    نقاط ضعف في جدار القولون

    تحيط بالقولون طبقة من العضلات التي تتقلص تكراراً لدفع بقية الطعام إلى المستقيم. وتمر الأوعية الدموية بالحلقة العضلية لإيصال المغذيات إلى الطبقة الداخلية من جدار القولون. وتعتبر مواضع الأوعية الدموية ضعيفة البنية مقارنةً ببقية هذا الجدار المعوي. وعند الضغط أثناء التبرز، يتزايد الضغط داخل القولون مما يؤدي إلى بروز هذه النقاط الضعيفة.
    التقدم في السن

    استناداً إلى الدراسات، تزداد سماكة الجدار العضلي الخارجي للقولون مع التقدم في السن، مما يؤدي إلى تضيّق مجراه الداخلي. ويسبب هذا التضيق زيادة الضغط داخل القولون ومضاعفة خطر تكون الجيوب. أضف إلى أنّ ازدياد سماكة الجدار الخارجي تقلص قدرة القولون على دفع الطعام الذي يبقى فيه لمدة أطول، ليمارس ضغطاً على الأنسجة الداخلية.
    قلة استهلاك الألياف

    ظهر الداء الرتجي بعد البدء باستعمال مطاحن الفولاذ التي تقلص كثيراً محتوى الطحين وغيره من الحبوب من الألياف. وتم تشخيص المرض للمرة الأولى في الولايات المتحدة في بدايات القرن العشرين. وهو يعتبر اليوم أكثر شيوعاً في البلدان الصناعية، كالولايات المتحدة، التي يتميز الغذاء فيها بمعدل مرتفع من الكربوهيدرات المكررة مقابل انخفاض في معدل الألياف. أما البلدان التي تعتمد غذاءً غنياً بالألياف، فيندر فيها الداء الرتجي.
    والواقع أنّ قلة الألياف تساهم في تجميد البراز وخروجه بصعوبة على أجزاء صغيرة، مما يضاعف الضغط داخل القولون. وأكثر ما يرتفع الضغط في القولون السيني الذي تتواجد فيه معظم الرتوج.

    كشف المرض

    بما أنّ الرتوج لا تسبب مشاكل في أغلب الحالات، فإن معظم المصابين بالرتاج يكتشفون الحالة أثناء اختبارات الكشف الروتينية لسرطان القولون والمستقيم أو لحالة معوية أخرى. فيظهر تنظير القولون أو تنظير القولون السيني أو صور الأشعة للقولون وجود جيب أو أكثر.
    أما التهاب الرتج، فيتم تشخيصه أثناء النوبة. فيفحص الطبيب بطن المريض لمعرفة ما إذا كان يشعر بألم عند الضغط أو اللمس. وقد يخضعه أيضاً لتحليل دم للتحقق من عدد كريات الدم البيضاء. فارتفاع عدد هذه الكريات والشعور بالألم عند الضغط على الجهة اليسرى لأسفل البطن قد يكونان علامة لالتهاب الرتج. ومن شأن اختبارات التصوير، كالتصوير المقطعي بالحاسوب، أن تسمح برؤية جيب أو أكثر مصاب بالالتهاب أو الإنتان.
    العلاج يبدأ بالعناية الذاتية

    إنّ كيفية علاج الحالة يعتمد على العوارض وعلى ما إذا كانت الجيوب مصابة بالالتهاب أو الإنتان. ففي حال غياب العوارض أو قلتها، يمكن علاج المريض بإدخال بعض التغييرات على عاداته اليومية. ومن شأن التغييرات نفسها أن تمنع أيضاً وقوع نوبة أخرى لالتهاب الرتج.
    ويتمثل مفتاح العلاج في تقليص الضغط داخل القولون. وللقيام بذلك، اتبع الإرشادات التالية:
    أكثر من الألياف

    فالأطعمة الغنية بالألياف، كالفاكهة الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة، تليّن البراز وتساعد على مروره بسرعة أكبر عبر القولون. وهذا ما يخفف من الضغط داخل القناة الهضمية.
    حاول التوصل إلى استهلاك 25 إلى 30 غراماً من الألياف يومياً. فاعمد إلى استبدال المأكولات الدهنية بالفاكهة والخضروات والحبوب.

    والحقيقة أنّ الذين يعانون من عوارض طفيفة لالتهاب الرتج، غالباً يبدأون بالشعور بالتحسن بعد أسبوع أو اثنين. ولكن يجب الحرص على عدم مضاعفة معدل الألياف مرة واحدة. فمن شأن ذلك أن يسبب غازات وتشنجات مصحوبة بانتفاخ وإسهال. حاول بالتالي زيادة الكمية تدريجياً على مدة أسبوعين.
    وفي حال وجدت صعوبة في استهلاك 25 إلى 30 غراماً من الألياف في اليوم، ناقش مع الطبيب إمكانية استعمال ملحق ألياف طبيعية بانتظام. وتتضمن هذه الملحقات أنواعاً غير موصوفة مثل Metamucil و Citrucel. وهي غالباً ما تزيل الإمساك في غضون يوم إلى ثلاثة أيام كما أنها تساعد على منع الإصابة به. وتعتبر ملحقات الألياف مأمونة إجمالاً. ولكن نظراً لشدة امتصاصها، يجب تناول الكثير من الماء معها، وإلا سببت الإمساك.
    لا تخشى البذور

    لربما سمعت أو قرأت بأنه من الخطر تناول أطعمة تحتوي على بذور كتلك الموجودة في التوت أو الفراولة، لأن البذور قد تعلق في الرتج مسببة الالتهاب أو الإنتان.
    والواقع أنّ هذا الادعاء لم تثبت صحته أبداً. ولا يجب الانقطاع عن الفاكهة الصحية المحتوية على بذور خوفاً من الإصابة بإنتان. فما تحتويه هذه الفاكهة من ألياف يشتمل على فوائد تفوق خطر الإصابة بالتهاب رتجي.

    أكثر من السوائل

    تؤدي الألياف دور اسفنجة في القولون تمتص الماء من البراز. ولكن مع زيادة كمية الألياف التي تتناولها، احرص على الإكثار من السوائل، لتجنب الإصابة بالإمساك. لذا، اشرب يومياً 8 أكواب (سعة الكوب 8 أونصات) من الماء أو غيره من المشروبات الخالية من الكافيين أو الكحول.
    لا تتجاهل حاجتك إلى التبرز

    عندما تشعر بالحاجة إلى التبرز لا تؤجل دخول الحمام. فتأخير التبرز يؤدي إلى زيادة صلابة البراز مما يستلزم قوة أكبر لإخراجه، وبالتالي مزيداً من الضغط داخل القولون.
    مارس الرياضة بانتظام

    فالتمارين الرياضية تساعد الأمعاء على أداء وظيفتها بشكل طبيعي كما تخفف من الضغط داخل القولون. حاول بالتالي التمرن لثلاثين دقيقة معظم أيام الأسبوع.
    العلاج غير الجراحي لالتهاب الرتج

    الراحة والحمية

    فبضعة أيام من الراحة تعطي الإصابة وقتاً للشفاء. كما أنّ الغذاء المنحصر بالسوائل أو بالأطعمة التي ينخفض فيها معدل الألياف يخفف تقلصات القولون ويسمح له بالراحة والشفاء. أما في حالات الغثيان والتقيؤ الحادة، فيجب على المريض تجنب جميع الأطعمة والاكتفاء بالسوائل عبر الوريد.
    فور زوال العوارض، وغالباً ما يتم ذلك في غضون يومين إلى أربعة أيام، يمكن البدء بتناول أطعمة إضافية ومضاعفة معدل الألياف تدريجياً.

    المضادات الحيوية

    تقتل المضادات الحيوية البكتيريا المسببة للإنتان. وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة متابعة العلاج بالمضاد الحيوي حتى نهايته، حتى بعد الشعور بالتحسن بعد بضعة أيام.
    مسكنات الألم

    إن ترافقت العوارض بألم معتدل إلى حاد، قد يصف الطبيب مسكناً موصوفاً أو غير موصوف لعدة أيام إلى أن يزول الألم.
    وغالباً ما تنجح هذه الممارسات، أي الراحة والغذاء القليل الألياف والمضادات الحيوية وأحياناً المسكنات، في علاج النوبة الأولى لالتهاب الرتج. ولكن لسوء الحظ، تتراجع استجابة النوبات المتكررة لهذه التدابير البسيطة، وقد يستدعي الأمر عناية أكثر تعقيداً.
    ويختلف احتمال حدوث أكثر من نوبة واحدة من التهاب الرتج من شخص إلى آخر. وبالنسبة إلى معظم المصابين، يصل احتمال تكرر النوبة إلى 30 بالمئة. غير أنه من الممكن المساعدة على منع حدوث نوبة أخرى بزيادة استهلاك الألياف وممارسة الرياضة قدر الإمكان.
    العلاج الجراحي

    متى يتم اللجوء إلى الدواء أو الجراحة؟

    عندما تلتهب إحدى الجيوب الهضمية أو تصاب بالإنتان، تصبح الحالة بحاجة إلى أكثر من العناية الذاتية. فيخضع المريض للاستشفاء أو للعلاج في المنزل وذلك بالاعتماد على حدة الحالة. وتشير الإحصاءات إلى أنّ حوالي نصف المصابين بالتهاب الرتج يحتاجون للاستشفاء، بمن فيهم من يعاني من التقيؤ أو ارتفاع الحرارة أو ارتفاع عدد الكريات البيضاء أو احتمال انسداد الأمعاء أو الأشخاص الذين يواجهون خطر التهاب الصفاق. كما يزداد احتمال الخضوع للاستشفاء إن كان المريض متقدماً في السن أو مصاباً بمرض آخر أو يعاني من ضعف في الجهاز المناعي.
    جراحة التهاب الرتج

    قد يشير استمرار الألم أو ارتفاع الحرارة لأكثر من عدة أيام إلى حدوث مضاعفات تستدعي علاجاً فورياً يقوم غالباً على الجراحة. وتشتمل المضاعفات على التهاب الصفاق أو انسداد القولون أو خراج أو ناسور. والناسور هو عبارة عن مجرى غير طبيعي يتكون بين عضوين، كالقولون والمرارة، وينجم عن اعتلال أحد الأعضاء.
    وتجنباً لحدوث إنتانات في المستقبل، غالباً ما ينصح الأطباء من يصابون بالتهاب رتجي متكرر بإجراء جراحة لاستئصال الجزء المصاب من القولون. وثمة نوعان من الجراحة:

    الاستئصال الجزئي الأولي للمعى

    وهي الجراحة المعتمدة للمصابين بالالتهاب الرتجي ولا يحتاجون لجراحة طارئة. فبعد استئصال الجزء المريض من المعى، يتم وصل القولون من جديد (مُفاغَرة). وهذا ما يحفظ مجرى البراز ليتمكن القولون من العمل بصورة طبيعية.
    ويساعد امتداد الالتهاب وغيره من المضاعفات على تحديد نوع الجراحة التي سيتم إجراؤها، تقليدية أم تنظيرية.
    ففي الجراحة المفتوحة التقليدية، يصنع الجراح شقاً واحداً طويلاً في البطن. أما في جراحة البطن التنظيرية، فيتم صنع ثلاثة أو أربعة شقوق صغيرة في بطن المريض. وتعتبر الجراحة التنظيرية مأمونة ووقت شفائها قصير. غير انه لا يُنصح بها عموماً بالنسبة إلى المرضى البدينين أو المصابين بالتهاب بالغ.

    الاستئصال الجزئي للمعى مع مفاغرة القولون

    يتم اللجوء إلى هذه الجراحة في حال إصابة القولون بالتهاب البالغ يجعل إعادة وصل القولون والمستقيم عملية غير مأمونة. لذا يقوم الجراح أثناء العملية التي تسمى مفاغرة القولون باستئصال الجزء المريض من القولون، ثم يغلق المستقيم ويصنع فوهة في جدار البطن. ويتم بعد ذلك وصل القولون بالفوهة، ليمر البراز عبرها إلى كيس.
    وتكون مفاغرة القولون عملية مؤقتة أو دائمة. فبعد عدة أشهر، حين يشفى الالتهاب، قد يقوم الطبيب بجراحة أخرى لإعادة وصل القولون والمستقيم. ومن الأهمية بمكان مناقشة فوائد ومخاطر عملية كهذه مع الطبيب قبل إجرائها.

    الداء الرتجي والسرطان

    ما من دليل على أنّ الرتاج أو الالتهاب الرتجي يضاعفان خطر الإصابة بسرطان القولون أو المستقيم، أو احتمال تكوّن أورام سابقة للسرطان (سليلات) في بطانتيهما. ولكن، من شأن الداء الرتجي أن يعيق تشخيص السرطان. وليس من الواضح غالباً ما إذا كان النزف المستقيمي عائد إلى انفجار وعاء دموي في أحد الجيوب أم إلى سرطان صغير. كما أنّ تكون نسيج ندبي في المستقيم والقولون بسبب الالتهاب الرتجي قد يخبئ السرطان الأولي، ويجعل من الصعوبة كشفه.
    والواقع أنه بعد الشفاء من نوبة التهاب رتجي، قد يرغب الطبيب بإجراء تنظير للقولون لاستبعاد سرطان في القولون أو المستقيم. وقد يوصي أيضاً بالتقريب بين اختبارات الكشف عن السرطان.

    المصدر: مايو كلينيك



  10. #1320
    مرض كرون و التهاب القولون التقرحي



    مرض كرون Crohn’s disease والتهاب القولون التقرحي Ulcerative colitis هما مرضان غامضان من شأنهما أن يسببا الألم والوهن، وينشآن عن الإسهال المزمن. ويتراوح عدد حالات الإسهال بين مرتين في اليوم لدى البعض وست مرات لدى البعض الآخر. أما في الحالات الحادة، فتصبح الحياة اليومية عبارة عن حاجة دائمة للإسراع إلى الحمام مع خوف متواصل من وقوع حادث محرج.
    ويعتبر مرضا كرون والتهاب القولون التقرحي أبرز أشكال مرض الأمعاء الالتهابية، وهو تعبير يشمل جميع الحالات الالتهابية التي تتلف القناة الهضمية. وما من علاج ناجع لمرض كرون الذي أخذ اسمه عن بيريل كرون، وهو طبيب اكتشف المرض مع زملائه عام 1932. أما العلاج الوحيد لالتهاب القولون التقرحي فيقوم على إزالة القولون والمستقيم جراحياً.
    ولكن، بالرغم من عدم إمكانية شفاء هذين المرضين في أغلب الحالات، إلا أنه من الممكن تخفيف العوارض جذرياً، حتى أنها قد تنجح بتوفير تحسّن طويل الأمد.
    مرضان متشابهان ولكنهما مختلفان

    قد تتشابه آثار مرض كرون والتهاب القولون التقرحي بحيث يخطئ المرء بينهما أحياناً. فللحالتين كثير من العوارض المشتركة. والحقيقة أنّ كليهما يؤديان إلى التهاب البطانة الداخلية للقناة الهضمية. وقد تستغرق الحالتان في عوارضهما مدة غير محددة، كفترات التهيج الطويلة تتبعها فترات من التحسن. أضف إلى أنّ كلا المرضين قد يستلزم برنامجاً معقداً من العلاج بالعقاقير. والواقع أنّ العقاقير المستعملة في علاجهما غالباً ما تكون متشابهة تقريباً.
    ولكن، بالرغم من هذا التشابه، ثمة اختلافات أساسية بين الحالتين. فمرض كرون قد يصيب أي موضع من الجهاز الهضمي، بدءاً من الفم وحتى الشرج. ويمكن للالتهاب أن يطرأ في الوقت نفسه في أماكن مختلفة، وهو يمتد عموماً إلى جميع الطبقات النسيجية في المنطقة المصابة.
    أما التهاب القولون التقرحي فينحصر عادةً في القولون والمستقيم. وغالباً ما يبدأ الالتهاب في المستقيم ويمتد ليشمل القولون. كما تختلف هذه الحالة عن مرض كرون بكون الالتهاب يتوقف على البطانة المخاطية الداخلية ولا يشمل عموماً الأنسجة العميقة.
    ومع أنّ مرض كرون والتهاب القولون التقرحي قد يطرآن في أي سن، إلا أنّ ظهورهما يغلب بين سن الخامسة عشرة والخامسة والثلاثين. ويتساوى احتمال إصابة الجنسين بهما، بينما يعتبر البِيض أكثر عرضة لمرض الأمعاء الالتهابية، بالرغم من كون المرض يصيب كثيراً من المجموعات العرقية. وتجدر الإشارة إلى أنّ المتحدّرين من أصل أوروبي معرضون خمس مرات أكثر من غيرهم من البِيض لمرض الأمعاء الالتهابية.
    البحث عن الأسباب

    بالرغم من عدم توصل الباحثين إلى الكشف عن الغموض المحيط بأسباب هاتين الحالتين، ثمة اجماع في الرأي على الأمور غير المسببة لهما. فخلافاً للاعتقاد الذي كان سائداً، لم يعد الباحثون يظنون بأنّ التوتر هو المسؤول الأول، علماً أنّه قد يسبب تفاقم العوارض. وما عادوا يعتقدون أيضاً بأن المرضين ينتقلان من شخص إلى آخر بالعدوى. أما فيما يختص بالأسباب، فلم يتوصلوا سوى إلى نظريات:
    الجهاز المناعي

    ثمة نظرية تقول بأن المرضين ينجمان عن فيروس أو بكتيريا غير معروفين. وينتج الالتهاب عن الجهاز المناعي في محاولته للتصدي للجسم الدخيل. وفي الواقع برهنت العقاقير التي تثبط الجهاز المناعي عن فاعليتها في السيطرة على العوارض لدى كثير من المصابين. ويحتمل أيضاً أن يكون الالتهاب ناشئاً عن الفيروس أو البكتيريا نفسها.
    الوراثة

    تفيد الإحصاءات بأن 15 إلى 20 بالمئة من المصابين بمرض كرون أو بالتهاب القولون التقرحي لديهم قريب مباشر يعاني من مرض الأمعاء الالتهابية، أي أحد الوالدين أو شقيق أو شقيقة أو طفل. فكثيرة هي العوامل الجينية التي تجعل المرء عرضة لمرض الأمعاء الالتهابية. أما تفاصيل هذه العوامل فلا تزال موضوع بحث دقيق.
    البيئة

    تغلب الإصابة بالمرضين في البلدان والمدن المتطورة. وهذا ما قاد بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأن العوامل البيئية، كالغذاء، قد يكون لها دور في ذلك. فالأشخاص الذين يقطنون المدن، يميلون إلى تناول كمية من الأطعمة الدهنية تفوق ما يحصل عليه سكان المناطق الريفية. وثمة نظرية أخرى تقول بأنّ سكان البلدان التي تتمتع ببيئة أنظف، قد يقعون “ضحية” النظافة وتدبير الوقاية الصحية. وبالنتيجة، يصبحون أكثر عرضة للإصابات لاحقاً في حياتهم، وهذا ما يدفع أجهزتهم المناعية إلى الاستجابة بشكل مفرط.
    عوارض مزعجة

    لكلٍّ من المرضين عوارضه المتعددة، التي قد تتطور تدريجياً أو تظهر بصورة مفاجئة.
    أعراض مرض كرون

    يظهر واحد أو أكثر من العلامات والعوارض التالية ويكون خفيف إلى حادّ:
    إسهال
    تستجيب الأمعاء الدقيقة والغليظة للالتهاب كما تفعل مع الإنتان. إذ تفرز الخلايا المعوية كمية إضافية من الملح والماء. وتغلب هذه العملية على ضعف قدرة الأمعاء الدقيقة والقولون على امتصاص السائل. وقد تتقلص الأمعاء أكثر من العادة مما يؤدي بالنتيجة إلى الإسهال.

    تشنج وتقيؤ
    من شأن الالتهاب المتواصل أن يؤدي إلى تورّم الجدران المعوية وازدياد سماكتها نتيجة لتكون نسيج ندبي. وقد تضيق الأقنية المعوية وتمنع مرور الطعام. فينتج عن ذلك تشنج وتقيؤ.

    نزف
    مع مرور بقية الطعام في الجهاز الهضمي، يحتكّ بالنسيج الملتهب ويؤدي به إلى النزف. وفي بعض الأحيان ينزف النسيج من تلقاء نفسه من دون أن يحتك بالطعام. أما الدم، فيطرد مع البراز، ويكون أحمر فاتحاً ويظهر على فوط الحمام، أو يكون داكن اللون وممزوجاً بالبراز.

    نقصان الوزن والتعب
    إن أصاب الالتهاب الأمعاء الدقيقة الذي يتم فيه امتصاص المغذيات، قد يعجز الجسم عن امتصاص ما يكفي من العناصر الغذائية للحفاظ على الوزن ومستوى الطاقة. فيبدأ الوزن بالنقصان ويشعر المصاب بالتعب بسهولة. ومن شأن فرط فقدان الدم أيضاً أن يسبب التعب.
    وقد يكون سوء امتصاص المغذيات هو الذي يعيق نمو الأطفال المصابين بمرض كرون. فاستناداً إلى الإحصاءات، فإن 30 بالمئة من المصابين بمرض الأمعاء الالتهابية هم بين العاشرة والتاسعة عشرة من العمر. واثنان بالمئة من الحالات تشمل أطفالاً دون العاشرة.

    قروح
    قد تنشأ القروح نتيجة للالتهاب المزمن في أي موضع من الجهاز الهضمي، وحتى في الفم أو المريء أو الشرج. وتظهر لدى البعض سلسلة غير مترابطة من القروح المبعثرة في الجهاز الهضمي بأكمله. وعادةً تتكون القروح الناجمة عن مرض كرون في أسفل الأمعاء الدقيقة (المعى اللفيفي النهائي) أو القولون أو المستقيم أو في جميعها معاً.

    نواسير
    قد تتوغل القروح العميقة تماماً في الجدار المعوي لتكون ناسوراً. والناسور هو عبارة عن رباط أنبوبي غير طبيعي يصل بين الأعضاء الداخلية أو بين أحد الأعضاء وسطح البشرة. وفي أغلب الحالات تربط النواسير حلقات الأمعاء الدقيقة ببعضها. والملاحظ أنه حين تتكون النواسير بين الأمعاء الدقيقة والقولون، تختصر جزيئات الطعام الطريق وتتجه إلى الفتحة لتدخل القولون قبل أن يتم امتصاص المغذيات في الأمعاء الدقيقة.
    وتتكون النواسير أحياناً في جيوب من الإنتانات (خُراجات) مما قد يهدد حياة المريض إن أهمل علاجها. ويتم العلاج بالأدوية أو الجراحة، وفقاً لخطورة الناسور وموضعه.

    مضاعفات أخرى
    قد يسبب مرض كرون العوارض أو الأمراض التالية:

    ● التهاب، تورم، تصلب وألم في المفاصل.
    ● طفح أو قروح جلدية.
    ● زيادات جلدية شرجية تشبه البواسير.
    ● التهاب العينين.
    ● حصى في الكلى.
    ● حصى في المرارة.

    ومن غير الواضح ما الذي يسبب هذه المشاكل. ولكن بعض الباحثين يعتقدون بأنها مرتبطة باستجابة الجهاز المناعي الذي يحدث التهاباً في أجزاء من الجسم تتخطى القناة الهضمية. وعند علاج المرض، يختفي بعض من هذه العوارض.
    درجات مرض كرون
    حالة طفيفة:
    ● إسهال يسبب التبرز لأربع مرات أو أقل يومياً.
    ● ألم بطن طفيف إن وُجد.
    ● وزن صحي.
    ● مضاعفات قليلة، إن وجدت.
    ● نتائج طبيعية في فحص الحرارة والنبض وعدد الكريات الحمراء.

    حالة معتدلة:
    ● إسهال يسبب التبرز من أربع إلى ست مرات يومياً.
    ● ألم بطن معتدل.
    ● مضاعفات أخرى.

    حالة حادة:
    ● إسهال أكثر من ست مرات في اليوم.
    ● ألم بطن حاد.
    ● نقصان في الوزن.
    ● مضاعفات إضافية.
    ● حرارة مرتفعة، نبض سريع، أو انخفاض في عدد الكريات الحمراء.

    أعراض التهاب القولون التقرحي

    على غرار مرض كرون، يسبب التهاب القولون التقرحي إسهالاً ونزفاً هذا بالإضافة إلى التشنج وألم البطن ومضاعفات أخرى مشابهة. ولكن غالباً ما يقترن التهاب القولون التقرحي باعتلال الكبد عوضاً عن حصى الكلى أو المرارة أو الزوائد الجلدية. وفي أكثر الأحيان، يكون البراز ممزوجاً بالدم إضافةً إلى المادة المخاطية الآتية من بطانة القولون أو القيح الناجم عن القروح.
    وتضخم القولون السام هو من المضاعفات الخطيرة لالتهاب القولون التقرحي، ويطرأ لدى 2 إلى 6 بالمئة من الحالات. فتنشلّ حركة القولون الملتهب الذي يعجز عن طرد البراز والغازات، فينتفخ ويتضخّم. ومن عوارض هذه الحالة ألم بطن وتورم مصحوبين بارتفاع في الحرارة وضعف عام. وقد يشعر المصاب أيضاً بالارتباك أو عدم القدرة على التركيز. وفي حال تأخر العلاج، من شأن، القولون أن ينفجر مؤدياً إلى انتقال البكتيريا من القولون إلى التجويف البطني. وتستلزم هذه الحالة جراحة طارئة.
    درجات مرض التهاب القولون التقرحي
    التهاب تقرحي طفيف:
    ● إسهال يسبب التبرز لأربع مرات أو أقل يومياً.
    ● ظهور عرضي للدم في البراز.
    ● نتائج طبيعية لفحوص الحرارة والنبض وعدد الكريات الحمراء.
    ● مضاعفات أخرى قليلة، إن وجدت.

    التهاب تقرحي معتدل:
    ● إسهال يسبب التبرز من أربع إلى ست مرات يومياً.
    ● ظهور دم في البراز بانتظام.
    ● مضاعفات أخرى.

    التهاب تقرحي حاد:
    ● حالات إسهال لست مرات وما فوق في اليوم.
    ● تكرر ظهور الدم في البراز.
    ● ألم في البطن.
    ● مضاعفات أخرى.
    ● حرارة مرتفعة، نبض سريع أو بطيء.

    تشخيص مرض الأمعاء الالتهابية (مرض كرون والتهاب القولون التقرحي)

    ما من اختبار بسيط لتشخيص مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي. بل غالباً ما يتم تشخيص المرضين بعد استبعاد جميع الأسباب الأخرى المحتملة، شأنهما في ذلك شأن كثير من الحالات الهضمية.
    ومن الاختبارات التي تساعد على تأكيد الإصابة بمرض كرون أو بالتهاب القولون التقرحي:
    اختبارات الدم
    قد يشير الخلل في سرعة الترسب أو في مستوى البروتين التفاعلي C-reactive protein إلى وجود التهاب. وثمة اختبارين حديثين هما الجسم الهيولي المضاد لكثرة الكريات أليفة الأصباغ المتعددة لما حول النواة (pANCA)، والجسم المضاد للفطريات السكرية (ASCA) يمكنهما تشخيص مرض الأمعاء الالتهابية. إلا أنّ نسبة دقتهما تتراوح بين 80 و 90 بالمئة.

    صور أشعة إكس
    قد تكشف صور الأمعاء الدقيقة والغليظ وجود تقرح أو تورم أو مضاعفات أخرى كتضيّق أو ناسور.

    تنظير القولون
    هو الاختبار الحاسم لتشخيص مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي. إذ يدخل الطبيب أنبوباً دقيقاً مرناً مجهزاً بكاميرا في القولون. وفي حال وجود التهاب، تنزف الجدران المعوية بسهولة بمجرد احتكاكها بالجهاز. ويشير وجود التهاب واحد متواصل إلى احتمال الإصابة بالتهاب القولون التقرحي. أما الأنسجة التي تشتمل على أقسام طبيعية بين مناطق الالتهاب فتشير إلى مرض كرون.

    وقد يعمد الطبيب أثناء الاختبار إلى اختزاع عينات نسيجية يتم فحصها لاحقاً تحت المجهر. وقد يؤكد وجود ورم حُبيبي في العينات الإصابة بمرض كرون، غير أنّ هذه الأورام نادراً ما تتواجد. والأورام الحبيبية هي عبارة عن مجموعات صغيرة من الخلايا الالتهابية التي تحيط عادة بالبكتيريا وغيرها من الأجسام الغريبة وتحاول تدميرها. ولا تصاحب هذه الأورام التهاب القولون التقرحي.
    العلاج الطبي

    العقاقير، تساعد ولكنها لا تشفي
    من غير الممكن شفاء مرض الأمعاء الالتهابية بالعقاقير، غير أنها تنجح في تخفيف العوارض لدى معظم المصابين. ويتمثل الهدف الأول للعلاج في تخفيف التهاب الأمعاء بطرق مختلفة. فبعض العقاقير تعمل بصورة فعالة لدى البعض بينما تخفق لدى آخرين. لذا، فإن اكتشاف الدواء أو مجموعة الأدوية الأنسب للحالة قد يستغرق وقتاً.
    أولاً: العقاقير المضادة للالتهاب

    غالباً ما تشكل هذه العقاقير خطوة أولى في العلاج الطبي لمرض الأمعاء الالتهابية:
    سُلفاسالازين Sulfasalazine
    شاع وصف هذا العقار للحالات الخفيفة إلى المعتدلة من مرض كرون والتهاب القولون التقرحي منذ الأربعينيات. وغالباً ما يكون السلفاسالازين (Azulfidine) فعالاً في تخفيف عوارض كلا المرضين، كما أنه يساعد في منع عودة التهاب القولون التقرحي. غير أنّ للدواء آثاراً جانبية منها فقدان للشهية وغثيان وتقيؤ إضافة إلى الطفح الجلدي والصداع.

    ميسالامين Mesalamine وأولسالازين
    يتحوّل الأطباء مؤخراً إلى وصف هذه الأدوية. فالميسالامين (Asacol، Pentasa، Rowasa) والأولسالازين (Dipentum) يعملان بشكل مشابه للسلفاسالازين، ولكن مع آثار جانبية أقل. وعلى غرار السلفاسالازين، يمكن أخذ الدواءين عبر الفم على شكل أقراص، أو عبر الشرج على شكل حقن طبية أو تحاميل.
    وتنجح حقن الميسالامين في تخفيف العوارض لدى أكثر من 80 بالمئة من المصابين بالتهاب القولون التقرحي في أسفل القولون (القولون السيني) والمستقيم. وتوضع الحقنة ليلاً أثناء التمدد على الجانب الأيسر، بحيث يغسل الدواء جدران القولون السيني والمستقيم. ويتواصل العلاج كل ليلة من 4 إلى 8 أسابيع، أو حتى يتم شفاء البطانة المعوية. ولكن ما يعيق هذا العلاج هو صعوبة الاحتفاظ بالدواء إن كان القولون نشِطاً جداً ويتقلص بسرعة.

    الستيروييدات القشرية Corticosteroids
    تعتبر الستيروييدات فعالة في تخفيف الالتهاب بغض النظر عن موضع المرض، غير أنها قد تسبب كثيراً من الآثار الجانبية، بما في ذلك انتفاخ الوجه وحب الشباب وفرط نمو الشعر في الوجه إضافة إلى التعرق الليلي والأرق والتهيج وفرط الحركة. ومن آثارها الجانبية الأكثر خطورة ارتفاع ضغط الدم والسكري وترقق العظم، هذا بالإضافة إلى الماء الأزرق والماء الأسود وازدياد خطر الإنتانات. أما لدى الأطفال، فمن شأن الاستعمال الطويل للستيروييدات أن يعيق النمو.
    وتوصف الستيروييدات أساساً للحالات المعتدلة إلى الحادة من مرض الأمعاء الالتهابية التي لا تتجاوب مع العلاجات الأخرى. ومن أكثر هذه الأدوية استعمالاً، بريدنيزون، ميثيلبريدنيزولون، وهايدروكورتيزون. وثمة ستيروييدات أحدث ذات مفعول أبطأ، مثل باديسونيد، تبيّن بأنها أكثر أمناً وفعاليةً للحالات المعتدلة من مرض كرون في الأمعاء.
    ويمكن أخذ الستيروييدات القشرية عبر الفم أو المستقيم على شكل تحاميل أو حقن شرجية أو رغوة. وأكثر أشكالها استعمالاً هي الأقراص. بينما توصف التركيبات المستقيمية عموماً للحالات الطفيفة إلى المعتدلة من التهاب القولون التقرحي في القولون السيني أو المستقيم. ويمكن إعطاء الستيروييدات عبر الأوردة في الحالات الخطيرة التي تستدعي الترقيد بالمستشفى.

    ثانياً: مثبطات الجهاز المناعي Immune system suppressors

    تعمل هذه الأدوية أيضاً على تخفيف الالتهاب، ولكن بطريقة مختلفة. ذلك أنها تستهدف الجهاز المناعي، الذي قد يكون السبب وراء الالتهاب أو واحداً من العوامل المساعدة. إذ تفيد إحدى النظريات بأن سبب مرض الأمعاء الالتهابية قد يتمثل في فرط استجابة الجهاز المناعي تجاه فيروس أو بكتيريا غير معروفة. فبهدف تدمير هذا الجسم الغريب أو طرده، يحرر الجهاز المناعي كيميائيات مزعجة من شأنها إتلاف الأنسجة الهضمية مع الوقت مسببة الالتهاب.
    وتعمل العقاقير المثبطة للجهاز المناعي على إزالة مرض الأمعاء الالتهابية عبر كبح قدرة الجهاز المناعي على تحرير الكيميائيات المقاومة للأجسام الغريبة:

    أزاثيوبرين Azathioprine وميركابتوبورين -6
    هي من المثبطات الأكثر استعمالاً لعلاج مرض الأمعاء الالتهابية. غير أنّ مفعولها قد يستغرق ثلاثة أشهر قبل أن يبدأ بالظهور. ولا تزال كيفية عملها غير واضحة تماماً، إلا أنّ الدراسات برهنت فاعلية الأزاثيوبرين (Imuran) وميركابتوبورين -6 (6-MP) في تخفيف عوارض مرض الأمعاء الالتهابية وشفاء نواسير مرض كرون.

    إنفليكسيماب Infliximab
    صادقت إدارة الأغذية والعقاقير مؤخراً على هذا العقار المثبط للجهاز المناعي خصيصاً للمصابين بدرجة معتدلة إلى حادة من مرض كرون. وإنفليكسيماب (REMICADE) هو دواء تمت هندسته حيوياً لإبطال بروتين طبيعي يدعى عامل النخر الورمي يسبب الالتهاب.
    وقد أثبتت التجارب السريرية بأنّ أكثر من 60 بالمئة من الأشخاص الذين عولجوا بجرعة واحدة عبر الأوردة من إنفليكسيماب خفّت عوارضهم بعد 4 أسابيع. كما قلل العقار عدد النواسير. ولكن لوحظ بأنّ مفعول الدواء تراجع مع الوقت، أضف إلى أنّ سلامة استعماله غير مضمونة نظراً لحداثته.

    ميثوتريكسايت Methotrexate
    طالما استعمل هذا الدواء لعلاج الصداف والتهاب المفاصل الروماتزمي، بالإضافة إلى السرطان. وهو يوصف أحياناً للمصابين بمرض كرون وبالتهاب القولون التقرحي وللذين يحتملون الأدوية الأخرى أو لا يستجيبون لها كما يجب. وتشتمل آثاره الجانبية القصيرة الأمد أحياناً على الغثيان. أما استعمال الدواء على الأمد البعيد فقد يؤدي إلى تندّب الكبد.

    سيكلوسبورين Cyclosporine
    أغلب ما يوصف هذا الدواء القوي المفعول للأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية الأخرى. وهو مفيد للمصابين بمرض كرون المصحوب بنواسير. كما من شأنه تخفيف عوارض التهاب القولون التقرحي الحادة.
    ولكن من مساوئ السيكلوسبورين هو أنه يسبب آثاراً جانبية ملحوظة، خاصةً عند أخذه لفترات طويلة. ومنها فرط نمو الشعر وخدر في اليدين والقدمين ونوبات صرع وارتفاع ضغط الدم وتلف الكبد والكلى.
    والجدير بالذكر أنّ العلاج المثبط للجهاز المناعي يستلزم مراقبة دقيقة من الطبيب تفادياً للتسمم. فيجري هذا الأخير تحاليل دم وقد يعمد إلى تعديل جرعات الدواء اعتماداً على نتيجة الاختبارات.

    ثالثاً: المضادات الحيوية

    لا تعتبر المضادات الحيوية فعالة عموماً لالتهاب القولون التقرحي، ولكن بمقدورها شفاء النواسير والخراجات وتسكين عوارض مرض كرون لدى البعض.
    ميترونيدازول Metronidazole
    هو واحد من المضادات الحيوية الأكثر استعمالاً لمرض كرون. ونظراً لآثاره الجانبية الخطيرة، يحدد الطبيب الجرعة ومدة استعمال الدواء بعناية.
    وتشتمل عوارض الميترونيدازول (Flagyl) على درجة خفيفة من الخدر ووخز في اليدين والقدمين، هذا بالإضافة إلى الألم وضعف العضلات أحياناً. والواقع أنّ حوالى شخص من بين كل ثلاثة أشخاص يتناولون هذا المضاد الحيوي، يصابون بالعوارض التي تزول بشكل بطيء، وقد لا تزول أبداً. ومن عوارضه الجانبية الأخرى الأقل خطورة، الغثيان والصداع والإصابات الفطرية وفقدان الشهية. كما أنّ للدواء طعماً معدنياً، يمكن للسكاكر أو العلكة أن تغطي عليه.

    سيبروفلوكساسين Ciprofloxacin
    يشكل السيبروفلوكساسين (Cipro) بديلاً للميترونيدازول ويفضله الأطباء. إذ ينجح الدواء في تخفيف العوارض لدى 50 إلى 60 بالمئة من المصابين بمرض كرون. وتتضمن آثاره الجانبية فرط التحسس تجاه الضوء واحتمال إعاقة النمو لدى الأطفال.

    رابعاً: عقاقير أخرى

    يمكن استعمال التيتراسيكلين أو مزيجاً من التريميثوبريم (Proloprim، Trimpex) وسلفاميثوكسازول (Bactrim، Cotrim، Septra) لمرض كرون. وقد تشتمل آثاره الجانبية على خدر ووخز في اليدين والقدمين. غير أنّ إيقاف هذه الأدوية باكراً جداً قد يسبب عودة المرض، لذا يعتبر العلاج الطويل الأمد ضرورياً عموماً.
    خامساً: لصقات النيكوتين

    ظهر في التجارب السريرية بأن لصقات النيكوتين الجلدية (وهي نفسها التي يستعملها المدخنون) توقف مؤقتاً تهيج التهاب القولون التقرحي. وقد تم هذا الاكتشاف حين أفاد بعض المصابون بهذا المرض بأنهم لاحظوا بدء العوارض للمرة الأول بعدما أقلعوا عن التدخين.
    واستناداً إلى الدراسات، فإن النيكوتين يزيل العوارض لدى 4 من كل 10 مصابين بالتهاب القولون التقرحي يستعملون لصقات النيكوتين لأربعة أسابيع. غير أن فعاليتها تقتصر على المدى القصير، إذ تعود العوارض بعد فترة لدى معظم المرضى.
    أما كيفية عمل النيكوتين فليست واضحة. ويظن الباحثون بأنه يحمي القولون عبر زيادة سماكة وكمية إفراز المادة المخاطية التي تغطي البطانة المعرضة عادة للالتهاب. ومن شأن النيكوتين أيضاً أن يخفف الالتهاب نفسه.

    سادساً: أدوية تخفيف الأعراض

    إضافة إلى مداواة الالتهاب، تساعد الأدوية على تخفيف العوارض. ووفقاً لهذه العوارض وحدتها، يصف الطبيب واحداً أو أكثر من العقاقير التالية:
    مضادات الإسهال Anti-diarrheals
    بالنسبة إلى حالات الإسهال الطفيفة إلى المعتدلة، يمكن استعمال ملعقة صغيرة من ملحق ليفي (Metamucil، Citrucel) ممزوجة بالماء مرتين يومياً لتخفيف الإسهال. فالألياف تجمد البراز لأنها تمتص ما يحتويه من الماء. أما في الحالات الأكثر حدة، فمن شأن اللوبيراميد (Imodium) أو المخدرات الموصوفة أن تساعد على استرخاء العضلات المعوية وإبطاء حركتها. ولكن يتوجب استعمال المخدرات بحذر نظراً لآثارها الجانبية المحتملة، بما في ذلك خطر تضخم القولون السام.

    المسهّلات Laxatives
    قد يؤدي تضيّق المجاري المعوية الناجم عن التورم إلى الإمساك. وتساعد المسهلات على منع الإصابة به. ولكن يجدر استشارة الطبيب قبل أخذها، فحتى الأنواع الشائعة غير الموصوفة من شأنها أن تكون خشنة على الجهاز الهضمي.

    مسكنات الألم Pain relievers
    قد يصف الطبيب أسيتامينوفين (Tylenol) لآلام البطن الطفيفة. أما مضادات الالتهاب الخالية من الستيروييد فيجدر تجنبها، وهي تشتمل على الأسبيرين (Bayer، Bufferin) والإبوبروفين (Advil, Motrin, Nuprin) والنابروكسين (Aleve) والكيتوبروفين (Orudis). فعوضاً عن تخفيف عوارض مرض الأمعاء الالتهابية، قد تؤدي هذه الأدوية مفعولاً عكسياً. فاستناداً إلى إحدى الدراسات، تضاعف خطر العلاج الطارئ للمشاكل الهضمية لدى المصابين بالتهاب القولون التقرحي الذين يتعاطون هذه العقاقير.
    وتعتبر الأدوية الموصوفة أكثر فاعلية بالنسبة إلى الآلام المعتدلة إلى الحادة.

    ملحقات الحديد Iron supplements
    يؤدي فقدان الدم الناجم عن النزف المعوي إلى فقر الدم الناتج عن النقص في الحديد أحياناً. وتعمل ملحقات الحديد على إعادة الدم إلى المستوى الطبيعي وعلاج هذا النوع من الأنيميا. ويتم فحص الهرمون (erythropoietin) لحالات فقر الدم القصوى التي لا تتجاوب مع الحديد فقط. ويعمل هذا الهرمون في نقي العظم لزيادة إنتاج الكريات الحمراء.

    حقن فيتامين B-12 shots
    يتم إمتصاص فيتامين B-12 في الجزء اللفائفي الأخير من الامعاء الدقيقة الذي يصاب عادة بمرض كرون. وإذا كان مرض كرون يمنع امتصاص هذا الفيتامين الضروري، عليك تناوله شهرياً عبر الحقن طوال حياتك. وعلى الأشخاص الذين أُزيل الجزء اللفائفي الأخير من امعائهم الدقيقة جراحياً أن يتناولوا حقن فيتامين B-12 طوال حياتهم.

    التعايش مع المرض

    من الممكن التوصل إلى فترات شفاء طويلة مع كلّ من مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، ولكن غالباً ما تعود العوارض إلى الظهور. إضافة إلى الأدوية، تساعد التدابير التالية على مداواة العوارض وإطالة الوقت الفاصل بين فترات التهيج:
    أولاً: نظّم غذاءك

    ما من دليل مؤكد على أنّ الطعام يسبب المرض أو يساهم في ظهوره. بيد أنّ بعض الأطعمة والمشروبات قد تؤدي إلى تفاقم العوارض، خاصة أثناء تهيج الحالة.
    ولكن من الأهمية بمكان أن نعرف أنّ ما يناسب مريضاً قد لا يناسب الآخر. فبعض المصابين بمرض كرون أو بالتهاب القولون التقرحي يحتاجون إلى تقييد غذائهم طيلة الوقت، بينما يستبعد آخرون بعض الأطعمة أحياناً، ويبقى ثمة من لا يضطر لذلك على الإطلاق.

    بالتالي، إن لاحظت بأنّ نظامك الغذائي يسبب تفاقم المرض، جرّب مختلف الأطعمة والمشروبات لمعرفة ما إذا كان استبعاد بعضها وإضافة البعض الآخر يساعد على تخفيف العوارض. إليك بعض الخطوات المفيدة:
    حدّ من مشتقات الألبان. يخفّ الإسهال والألم والغازات لدى بعض المصابين بمرض كرون وبالتهاب القولون التقرحي إن قللوا من استهلاك مشتقات الألبان. وربما كان هؤلاء لا يحتملون اللاكتوز. فيعجزون عن هضم سكر اللبن (اللاكتوز) الموجود في مشتقات الألبان لأنهم يفتقرون إلى أنزيم اللاكتاز الذي يحلل اللاكتوز إلى سكر بسيط يمكن للجسد أن يمتصه. فإن شعرت بأن مشتقات الألبان تؤدي إلى تفاقم العوارض، استشر خبير تغذية ليصف لك نظاماً غذائياً صحياً ينخفض فيه معدل اللاكتوز. لمزيد من المعلومات حول عدم تحمل اللاكتوز.

    خفف استهلاك الألياف
    تعتبر المأكولات الغنية بالألياف، كالفاكهة والخضروات والحبوب، ركيزة الغذاء الصحي. ولكن لدى بعض المصابين بمرض الأمعاء الالتهابية، قد تؤدي الألياف مفعول المسهّل وتزيد الإسهال سوءاً. كما أنها قد تضاعف الغازات. لذا، جرب تناول الأطعمة الغنية بالألياف لتعرف ما إذا كنت تحتمل أنواعاً أكثر من الأخرى. فإن استمرت المشاكل بالظهور، قد تضطر إلى الحدّ من الفاكهة والخضروات والحبوب في غذائك. ومن شأن خبير التغذية أن يساعدك على تعويض المغذيات التي توفرها هذه الأطعمة.

    خفف من الدهون
    في الحالات الحادة من مرض كرون في الأمعاء الدقيقة، يحتاج المريض إلى التخفيف من استهلاك الدهون نظراً لعجز الأمعاء الدقيقة عن امتصاص هذه المادة. فتمر الدهون عوضاً عن ذلك عبر المعى مسببة الإسهال أو تفاقمه.
    والواقع أنّ تقليص معدل استهلاك الدهون ليس بمشكلة، إلا إن كنت عاجزاً عن الحفاظ على وزن صحي. وفي حال احتجت لزيادة وزنك، استشر الطبيب أو خبير التغذية حول الطريقة الفضلى لزيادة عدد السعرات الحرارية من دون استهلاك مزيد من الدهون.

    اسأل عن متعدد الفيتامينات
    بما أنّ مرض الأمعاء الالتهابية قد يعيق امتصاص الفيتامينات بشكل طبيعي، قد يقترح الطبيب استعمال متعدد فيتامينات يؤمن 100 بالمئة من الفيتامينات والمعادن الأساسية. أما الفيتامينات أو المعادن أو ملحقات الأعشاب الإفرادية، فيجب ألا تؤخذ إلا بإشراف الطبيب. فمن الممكن أن تتداخل مع الدواء أو مع قدرة الجسد على امتصاص المغذيات.

    أكثِر من السوائل
    تعوّض السوائل عن الماء المفقود نتيجةً للإسهال. لذا تناول 8 أكواب سعة 8 أونصات يومياً على الأقل من السوائل، ويستحسن الماء. ولكن تجنب السوائل المحتوية على الكافيين أو الكحول لأنها تدر البول وتساهم في فقدان السوائل.

    ثانياً: خفف من التوتر

    لا يسبب التوتر مرض الأمعاء الالتهابية ولكنه قد يؤدي إلى تفاقم العوارض وقد يهيج الحالة. ويفيد كثير من المصابين بمرض كرون أو بالتهاب القولون التقرحي بأنّ مشاكلهم الهضمية تضاعفت تحت الضغط النفسي المعتدل إلى الحاد، أي عند مواجهة مشاكل في العمل مثلاً أو البيت أو عند وفاة شخص عزيز.
    ففي حالات التوتر، يطرأ تغيير على الوظيفة الطبيعية للجهاز الهضمي. فتتباطأ المعدة في تفريغ الطعام ويتزايد إفراز العصارات الهضمية. وقد يؤدي التوتر أيضاً إلى تسريع مرور بقية الطعام عبر الأمعاء أو إبطائها، علماً أنّ كيفية تأثير التوتر على الأمعاء الدقيقة والغليظ لا تزال محاطة بكثير من الغموض.
    والواقع أنه من الصعب تجنب بعض حالات التوتر. غير أنه من الممكن تعلّم كيفية التخلص من التوتر اليومي بالرياضة والراحة الكافية وتقنيات الاسترخاء، كالتنفس العميق أو الاستماع للموسيقى الهادئة أو التأمل.

    ثالثاً: اطلب المشورة والمساعدة

    إضافةً إلى العوارض الجسدية لمرض كرون ولالتهاب القولون التقرحي، ثمة مشاكل نفسية قد تنجم عن هذين المرضين. فمن شأن الإسهال المزمن أن يسبب حوادث محرجة. حتى أنّ الحرج يدفع البعض لأن يعتزلوا المجتمع ويمتنعوا عن مغادرة المنزل إلا نادراً. وعند خروجهم من عزلتهم، غالباً ما يؤدي القلق إلى زيادة عوارضهم سوءاً. وفي حال إهمال هذه العوامل، أي العزلة والحرج والقلق، قد تخلف آثاراً سلبية خطيرة في حياة المريض وتؤدي به إلى الشعور بالاكتئاب.
    والحقيقة أنّ كثيراً من المصابين بمرض الأمعاء الالتهابية يجدون دعماً نفسياً بمجرد التعلم أكثر عن مرضهم والتحدث إلى أطبائهم أو ممرضيهم. لذا، على المريض أن يحدد وقتاً يسمح فيه لنفسه بالتحدث عن مخاوفه ومكبوتاته، ويطرح أسئلة متعلقة بحالته. ويمكنه أيضاً أن يلتحق بمجموعة دعم نفسي. فثمة منظمات تقوم بدورات في سائر أنحاء البلاد، كالمؤسسة الأميركية لمرض كرون ولالتهاب القولون. وباستطاعة الطبيب أو الممرض أن يُطلع المريض على المركز الأقرب كما يمكن الاتصال بالمنظمة نفسها لمزيد من المعلومات.
    ويَستحسن البعض استشارة عالم أو طبيب نفسي للحديث عن قلقهم. ويوصى هنا بإيجاد اختصاصي مطّلع على مشاكل مرض الأمعاء الالتهابية، يتفهم بعض المصاعب الناجمة عنه.

    الجراحة هي الخيار الأفضل أحياناً

    استناداً إلى الإحصاءات، فإنّ 25 إلى 40 بالمئة من المصابين بمرض كرون أو التهاب القولون التقرحي تخفق معهم الأدوية أو التغييرات الحياتية أو يسجلون تحسناً محدوداً. فتتمثل الخطوة التالية غالباً بالجراحة.
    في حالة مرض كرون، من شأن إزالة جزء من الأمعاء الدقيقة أو الغليظ أن تؤمن سنوات من الشفاء أو تحسناً في العوارض. ويتم أثناء الجراحة إعادة ربط أجزاء من الأمعاء بعد إزالة الأجزاء التالفة. وقد يعمد الجراح أيضاً إلى إغلاق النواسير وإزالة النسيج الندبي الذي يسد المجاري المعوية أو يضيّقها. غير أنّ الجراحة ليست العلاج الشافي في أغلب الحالات. ذلك أنّ المرض قد يعود إلى الظهور في أماكن أخرى من القناة الهضمية.

    أما التهاب القولون التقرحي فيشكل حالة مختلفة. فالجراحة غالباً ما تشفي المرض. غير أنها تستلزم في أكثر الأحيان إزالة كامل القولون والمستقيم. والواقع أنّ حوالي 25 إلى 40 بالمئة من المصابين يخضعون لاحقاً للجراحة نتيجةً لتواصل النزف أو المرض الشديد أو خطر الإصابة بالسرطان.
    جراحتان

    تدعى الجراحة المعتمدة لإزالة القولون والمستقيم، استئصال القولون والمستقيم. وفي الجراحة التقليدية، تُصنع فتحة صغيرة (فوهة) في الزاوية السفلى اليمنى للبطن، قرب مستوى الخصر. وبعد استئصال القولون والمستقيم، يتم ربط الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة (المعى اللفيفي) بالفوهة. ويستعمل المريض كيساً صغيراً يثبته فوق الفوهة لاحتواء البراز ويفرغه عند الحاجة.
    غير أنه ثمة جراحة بديلة تزيل الحاجة إلى استعمال الكيس. تدعى هذه الجراحة المفاغرة الحرقفية الشرجية، وهي تستغلّ واقع أنّ الالتهاب المقترن بالتهاب القولون التقرحي لا يمتد عموماً إلى الأنسجة العميقة. فيعمد الجراح إلى استئصال القولون والبطانة الداخلية للمستقيم، ثمّ يصنع جيباً صغيراً على شكل J من نهاية الأمعاء الدقيقة (اللفيفي) ويربطه مباشرة بالشرج ويدعّمه بالطبقات المتبقية من أنسجة المستقيم. وهكذا يتم تخزين بقية الطعام في الجيب، وتطرد بشكل طبيعي، مع أنّ التبرز يصبح أكثر تكراراً وليونة. فيتبرز المريض من 5 إلى 7 مرات في اليوم.
    مرض كرون والتهاب وسرطان القولون

    من شأن مرض كرون والتهاب القولون التقرحي على السواء أن يضاعفا خطر الإصابة بسرطان القولون. فبالنسبة إلى التهاب القولون التقرحي يعتمد خطر تكون سرطان القولون على مدة المرض ومدى تضرر القولون. فيصبح المريض عرضة لسرطان القولون إن طال التهاب القولون التقرحي من 8 إلى 10 سنوات وشمل القولون بأكمله. وكلما ضاقت مساحة المرض انخفض عموماً خطر الإصابة بالسرطان.
    وعند إصابة القولون بمرض كرون، تعتبر مدة المرض وامتداد التلف عاملين أساسيين أيضاً. فكلما طالت مدة المرض، ازداد امتداده في القولون، وتعاظم خطر الإصابة بسرطان القولون. غير أنّ هذه الحالة تعتبر أقل شيوعاً لدى المصابين بمرض كرون، الذي لا يمتد إلى كامل القولون، خلافاً لالتهاب القولون التقرحي. أضف إلى أنّ مرض كرون يتيح إجراء جراحة لإزالة الجزء التالف من القولون وتجنب تسرطنه.
    بالتالي، عندما تتعدى مدة الإصابة بمرض الأمعاء الالتهابية 8 سنوات وما فوق، يتوجب الخضوع لاختبار سرطان القولون كل سنة إلى سنتين. ويعتبر تنظير القولون الاختبار الأكثر فاعلية.

صفحة 132 من 146 الأولىالأولى ... 3282122130131 132133134142 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال