صفحة 131 من 146 الأولىالأولى ... 3181121129130 131132133141 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1,301 إلى 1,310 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 131

الزوار من محركات البحث: 64845 المشاهدات : 322077 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1301
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,243 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44359
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 44 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    موسوعه جميله

  2. #1302
    تسمم القولون أو الأمعاء الغليظة: تنظيف القولون ج1


    دعنا نتخيل اللحظة التي يكون فيها جسمك في سيارة؛ فكل 3000 ميل أو مثل ذلك، تحتاج إلى تبديل الزيت والمرشحات، لأنها تمتلئ بسخام أسود لزج من المحرك؛ وهذا التراكم للسخام sludge الملوث يجبر المحرك على العمل أكثر وأكثر للمحافظة على حركة السيارة. ويؤدي هذا العمل الإضافي إلى زيادة استهلاك المحرك؛ وإذا لم يفعل شيء تجاه ذلك، فإنه سيتعطل آجلا أم عاجلا.
    لكن معظمنا يقود السيارة لبضع ساعات فقط في اليوم، ويغير الزيت مرة كل شهرين أو ثلاثة. وبالمقابل، يعمل جسمك 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع و365 يوما في السنة؛ وتمر السنوات وراء السنوات على معظمنا من دون تنظيف باطن أجسامنا.
    إن القولون لدينا يشبه بطرق كثيرة أنبوب العادم التي يقع تحت سيارتك؛ فالغاز في خزان الوقود يشفط نحو المحرك، حيث يمتزج بالهواء والزيت لتوليد الاحتراق الذي يحرك المكابس المولدة للطاقة التي تجعل عجلات السيارة تسير في نهاية المطاف، ثم تطرح أبخرة العادم في نهاية المطاف. وهذه عملية معقدة تتطلب توازنا شبه تام للتفاعلات الميكانيكية والكهربائية والكيميائية المختلفة. وكما هي الحال في أي تفاعل، تولد هذه العمليات منتجات ثانوية أو سموما معينة. وتطرح هذه السموم في حالة السيارة عن طريق العادم.
    يعمل جسمك بطريقة مشابهة كثيرا؛ فالأطعمة التي تأكلها تضخ من معدتك نحو أمعائك، حيث تختلط وتتحطم لتوليد الطاقة التي تحافظ في نهاية المطاف على حركتك. كما أن الأطعمة التي تزود بها جسمك تحدث بعض المنتجات الثانوية أيضا. وإذا ما كانت الأمعاء تعمل بشكل صحيح، فإن هذه المنتجات الثانوية تطرح 2-4 مرات في اليوم من خلال التغوط الدوري.
    هل تعلم ماذا يحصل عندما لا يعمل محرك السيارة بشكل انسيابي، ويمتلئ أنبوب العادم بالسخام الملوث؟ إنه يتوقف. وهذا ما يعتقد بأنه يحصل لجسمك عندما يحتقن القولون (الأمعاء الغليظة) ويمتلئ بنوع خاص من السخام gunk الخاص به.
    هل سبق لك أن رأيت أنبوب عادم صدئا ومثقبا؟ بالإضافة إلى أن هذه الثقوب تجعل اختبار التفريغ عبر العادم صعبا، يمكن لها أن تسمح لأبخرة العادم السامة بالتسرب نحو سيارتك.
    وبمرور الوقت، يمكن أن تظهر ثقوب مماثلة في القولون لديك، وهذا ما يسمح بتسرب السموم إلى مجرى الدم. وتجد هذه السموم في نهاية المطاف طريقا لها نحو أعضاء الجسم ونسجه الأخرى، حيث تتجمع وتؤدي إلى المرض.
    لقد لوث الإنسان، على مدى آخر مائة سنة تقريبا، الهواء والطعام والماء، وكل شيء آخر يمكن أن تصل إليه أيدينا تقريبا. ويقف العديد منا ليراقب هذه التطورات التي تحصل من حولنا، ويفكر “حسنا، لا يوجد شيء يؤثر في حقا”؛ أو يذهب نحو فيلم وثائقي عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، أو يصغي إلى قصة عن الأخبار حول مصدر جديد ومخيف للتلوث، ويعتقد أننا غير متورطين في ذلك.
    فكر من جديد، فأجسامنا تمتص هذا التلوث السام؛ والحقيقة المخيفة هي أن واحدا من كل اثنين يصاب بشكل ما من السرطان. ونحن اليوم نواجه أمراضا أكثر من ذي قبل.
    يبدو من الصعب أن نصدق ذلك، لكن السموم (وهي كثيرة) تدخل الجسم من خلال فمنا أو أنفنا أو جلدنا، وتمتص مباشرة عبر أمعائنا.
    يعتقد معظم الناس أن السموم التي نستهلكها تؤثر في الكبد والكلى فقط، لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما؛ فرغم أن هذه الأعضاء تعالج ما أمكن من السموم، لكن في نحو 8 من كل عشر أشخاص بعد عمر الثلاثين، يصبح الكبد مثقلا، ويزداد الحمل الكلي للسموم في الجسم إلى أكثر من الطبيعي؛ ولذلك، لا تجد لها في نهاية المطاف خيارا إلا أن تتراكم في أجسامنا.
    يحاول الكبد في الحالة الطبيعية تحويل المواد التي يتلقاها من جهاز الهضم إلى عوامل مغذية يمكن أن نستفيد منها؛ غير أن المشكلة هي في أن الكبد والأمعاء يواجهان بسموم أكثر من قدرتهما على التعامل معها؛ ولذلك، سرعان ما يدخلان في حلقة مفرغة من مرور السموم جيئة وذهابا. وتصبح جميع الأعضاء مثقلة بالعمل بشكل خطير، لا سيما الأمعاء.
    وقبل المضي أكثر، أود أن أوضح شيئا؛ فلتيسير القراءة، سأعود إلى “القولون” و”الأمعاء” وأشير إليهما ككيان واحد؛ ففي حين نركز على تنظيف القولون، لكن التركيز ببساطة على القولون من دون التركيز على كامل السبيل المعوي يمكن أن يتعامل مع نصف المشكلة فقط؛ حيث يجب تنظيف الأمعاء الدقيقة والقولون (أو الأمعاء الغليظة) كليهما بشكل دوري للحصول على أفضل قدر من الصحة.
    وهناك كلمة أخرى سترى أنني أستعملها كثيرا، وهي “السم أو الذيفان toxin”؛ فالسم بالتعريف الدقيق هو مادة من منشأ عضوي تسبب الضرر للنسيج الحي، ولكنني أكرر أنه – بهدف التبسيط – سوف أستعمل “السم” بشكل عام لأقصد أية مادة غريبة يمكن أن تضر بصحتك عندما تدخل جسمك؛ لأن النتائج تكون هي نفسها في نهاية المطاف، أي المرض والقولون السمي (تسمم القولون) toxic colon، سواء تكلمنا عن الملوثات المحمولة بالهواء من مصفاة أو المنتوج الثانوي byproduct السام لنمو الخمائر المفرط في أمعائك.
    ما الذي يقوم به القولون بالضبط؟

    القولون أو الأمعاء الغليظة هو أحد المكونات الرئيسية لجهازك الهضمي، ويتكون بشكل رئيسي من الأنماط النسيجية نفسها الموجودة في حلقك ومعدتك وأمعائك الدقيقة، مع أن القولون يتصف ببضع خصائص فريدة تميزه عن بقية السبيل الهضمي. ومن هذه الخصائص أنه لا يوجد جزء في الأمعاء الغليظة ينتج إنزيمات هاضمة، لأن ذلك يقتصر بشكل كامل على الأمعاء الدقيقة. ويقسم القولون بحد ذاته إلى أربعة أجزاء – القولون الصاعد ascending colon والقولون المستعرض transverse colon والقولون النازل descending colon والقولون السيني sigmoid colon.
    بعد أن تغادر الفضلات الأمعاء الدقيقة، تدخل القولون الصاعد في الجهة اليمنى من البطن؛ ويقوم القولون الصاعد هذا – مثلما قد تتوقع – بتحريك الفضلات إلى الأعلى نحو القولون المستعرض الذي يتصل بدوره بالقولون النازل؛ ثم يحمل القولون النازل بدوره الفضلات إلى الأسفل والخارج عبر المستقيم.
    إن معظم الفيتامينات والمغذيات التي تسحبها أجسامنا من الأطعمة التي نأكلها تكون قد امتصت من الأمعاء الدقيقة قبل بلوغ القولون. وتتمثل الوظيفة الرئيسي للقولون في امتصاص الماء المتبقي، بحيث يستطيع تكثيف الفضلات اللينة إلى فضلات صلبة. كما أنه يختار المغذيات المرتبطة بالماء مثل الإلكتروليت. كما يستطيع القولون، مثلما سترى، والأمعاء الدقيقة أن يمتصا السموم الخطيرة، وتعد هذه السموم وللأسف السبب الرئيسي لجميع الأمراض التنكسية تقريبا.
    يعد القولون السليم ضروريا للعافية العامة؛ فهو أكثر من مجرد أنبوب للطعام الذي تأكله ويمر من خلاله في طريقه إلى الخارج. وفي الواقع، يمثل القولون جزءا رئيسيا من العملية الهضمية. وعندما يتوقف القولون عن العمل بشكل مناسب، يضطرب الهضم، وقد لا تمتص الفيتامينات الأساسية والمعادن والمغذيات الأخرى التي يعتمد عليها جسمك في نموه وعيشه. وليس ذلك فحسب، ولكن القولون غير السليم يكون أقل قدرة أيضا على التخلص من السموم التي يصادفها.
    ما الذي يؤدي إلى خلل وظيفة القولون في المقام الأول؟

    تتصف الأطعمة التي نأكلها بأنها تفعل الكثير وبشكل واضح من حيث الحفاظ على القولون سليما لدينا. ولكن، إذا كان الحفاظ على القولون بالسهولة نفسها من حيث القيام بتغيرات بسيطة في عاداتنا الغذائية، لماذا يستمر وقوع الأمراض في الزيادة، حتى بين الذين يبدو أنهم يعتمدون على أنظمة غذائية صحية؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تقف خارج موضوع النظام الغذائي، وتنشأ من التعرض المستمر للسموم اليومية.
    فنحن نسبح يوما بعد يوم في بحر من المواد السامة التي لم تصمم أجسامنا ببساطة للتعامل معها؛ حيث نأكل أطعمة ملوثة بالمواد الكيميائية، ونشرب ماء وأشربة ملوثة. كما نتنفس ضبابا دخانيا smog ملوثا بدلا من الهواء النقي الغني بالأكسجين. وعندما نلاحظ في نهاية المطاف أن أجسامنا بدأت بالتراجع، يذهب معظمنا إلى الطبيب بقصد المساعدة.
    نحن نعلم جميعا ما يحصل بعد ذلك؛ فهؤلاء الأطباء يصفون أدوية تركيبية مصنعة لم تعتد أجسامنا أو تتحضر للتعامل معها. ومع أنها في الواقع قد تساعد على تحسين الأعراض لفترة من الزمن، لكنها لا تفعل شيئا حقيقيا حيال معالجة السبب الرئيسي للمرض.
    صدق أو لا تصدق أن كل مرض تقريبا معروف في الحقل الطبي ينجم أو يتحرض أو يشتد بسبب القولون السمي toxic colon. وكما شرحت في المقدمة، إن كل سم تقريبا يدخل إلى الجسم، يفعل ذلك عبر السبيل المعوي. والمشكلة في هذه الحالة هي أن السموم لا تجد دائما طريقا للخروج في الوقت المناسب، وإنما تستبقى في النسج المخاطية المعوية وتؤدي إلى عجز في الجهاز الهضمي بأكمله؛ وهذا ما يمنح هذه السموم الوقت للتسرب نحو أجسامنا، مما يؤدي إلى إضعافها وزيادة إبطاء سير العمليات المعوية.
    ومما يدعو للأسف أن الكثرة الكاثرة من أعضاء المؤسسة الطبية أخفقت حتى الآن في تقبل الدور الكبير للمحافظة على نظافة السبيل المعوي في صحة الأشخاص، ليس على مستوى الصحة الهضمية فقط، وإنما على مستوى الصحة العامة أيضا.
    أعتقد أنني أرى نموذجا ناشئا

    إذا لم نتمكن من التخلص من السموم بشكل منتظم من القولون، فإنها “تتسرب” نحو مجرى الدم عبر ما أسميه متلازمة التسرب المعوي leaky gut syndrome، وتؤدي إلى أمراض تنكسية degenerative diseases في كامل الجسم، مما يقود إلى تدهور النسج المصابة بمرور الوقت.
    لا بأس، من أين تأتي بالضبط جميع هذه السموم؟ والأهم من ذلك، ماذا يمكن أن تصنع وأصنع أنا للوقاية منها والمحافظة على صحتنا؟ سبق أن عرفت أن بيئتنا في حالة سيئة جدا. ولكن هل تعلم الأسباب النوعية التي تجعل هذه الأشياء مؤذية لنا؟ أو ماذا تصنع بالضبط؟
    إن الوسط الذي يتعرض فيه جسمك هو الذي يسبب المرض؛ فالقليل جدا منا يتخذ خطوات استباقية proactive لحماية أجسامنا من السموم، والقليل جدا يكافح ضد الأعمال والصناعات الكبيرة المسؤولة عن توليد هذه السموم في المقام الأول. وحتى تحيط بشكل كامل بتأثيرات السموم في جسمك، يجب أولا أن تفهم العوامل الشخصية التي ينفرد بها جسمك؛ وما مدى سلامة الأغذية التي تقدمها لجسمك؟ وهل تقوم بما يكفي من التمارين يوميا؟ وما مدى ارتفاع العتبة السمية الشخصية personal toxic threshold لديك، وهذه الحالة الأخيرة يجري تجاوزها غالبا.
    كيف تصاب أمعاؤنا الغليظة بالانسداد أو العائق؟

    إن أكثر من 40 مليون شخص في الولايات المتحدة مصابون بزيادة الوزن؛ أي إن لديهم انسدادا أو عائقا ما. وقد أشار تقرير صادر عن مركز الصحة والرعاية الصحية في المدارس في جامعة جورج واشنطن إلى أن “النسبة المئوية لأطفال المدارس بعمر 6-11 سنة والذين لديهم زيادة في الوزن قد تضاعفت مرتين ما بين أواخر سبعينات القرن الماضي والعام ألفين، أي بارتفاع قدره 6.5-15.3٪؛ كما تضاعفت النسبة المئوية للمراهقين المصابين بزيادة الوزن في الفئة العمرية من 12-19 سنة ثلاث مرات من 5٪ إلى 15.5٪ خلال الفترة الزمنية نفسها”. ويمكن تعقب الصحة السيئة للبالغين في هذه الأيام نتيجة العادات السيئة المتنامية خلال الطفولة غالبا.
    ماذا تظهر هذه الموجودات؟ تخبرنا بالتأكيد أننا ننشئ أطفالا سمانا حتى يكونوا بالغين سمانا، ولكن عندما نقرأ بدقة ما بين السطور، تخبرنا أيضا بأن أجيال الأميركيين ينفقون حياتهم بكاملها وهم مصابون بالإمساك. نعم، يمكن أن ينمو الأطفال المصابون بزيادة الوزن في هذه الأيام ويصبحوا بالغين سمانا غدا، وذلك استنادا إلى التوقعات الراهنة؛ غير أننا نستطيع أن نضع نهاية لهذه الإحصائيات، وأن نمنع حدوث السمنة عند هؤلاء الأطفال.
    ولكن علينا أولا أن نفهم ماذا سنفعل مع تسمم القولون (القولون السمي).
    قد لا تبدو هذه النزعة الوبائية نحو زيادة الدهن في الجسم مرتبطة ارتباطا وثيقا بسمية القولون، لكنها تساعد على إيضاح أمرين كليهما من الأسباب الشائعة لسمية القولون: النظام الغذائي السيئ ونقص التمارين.
    إن النظام الغذائي المتوازن جيدا ضروري للمحافظة على جسم نحيل ورياضي وخال من السموم؛ ولكن الذروة المفاجئة على مقياس الحمام يمكن في الحقيقة أن تكون مرتبطة بما يدخل إلى الجسم أكثر مما يخرج منه، وينطبق الأمر نفسه غالبا على الأطعمة الدهنية التي ترادف الزيادة في الوزن، مما يؤدي إلى إعاقة في القولون.
    صدق أو لا تصدق أن الفضلات المتصلبة التي تعيق النشاط المعوي يمكن أن تساهم في وزنك؛ فقد لوحظ بعد موت جون واين John Wayne – كما قد تكون سمعت – أكثر من أربعين باوندا (نحو 25 كغ) من الفضلات المحشورة في القولون لديه. ومع أن تلك في الواقع هي قصة مكررة كاذبة، لكن يقدر أن لدى الأميركي العادي عندما يكون بعمر ثلاثين سنة 10-15 باوندا (نحو 8 كغ) من المادة البرازية القاسية المحتشرة على جوانب أمعائه أو في المنطقة المتوسعة من السبيل المعوي.
    وهذا نتيجة السموم التي تدخل إلى الجسم خلال الحياة؛ فإذا أدت الحركات المعوية (عادات التغوط) المتناغمة والصحية والتنظيف المنتظم للقولون إلى إزالة كتلة هذه السموم، فإن هذه الحالة يمكن الوقاية منها؛ فالبقايا السمية تتراكم مع الوقت، ويمكن أن تؤدي إلى تورم في جدر الأمعاء؛ ويعد ذلك أحد الأعراض الأكثر وضوحا لتسمم الدم المعوي المنشأ أو ما نسميه القولون السمي.
    من السهل أن نرى الفارق بين القولون الصحي (السليم) والقولون غير الصحي؛ فالقولون الصحي مليء بالحياة. ولكن يبدو القولون المعتاد – وللأسف – غير صحي ممتلئ بالسموم، مع ضروب مختلفة من الحالات المرضية التي جرى إظهارها بهدف التوضيح.
    مع أن هناك من يرى أن الإصغاء إلى الطبيعة أمر سخيف، لكن هذا الإصغاء عند ظهور ما يشير إليه هو من أكثر الأشياء أهمية، والتي يمكنك القيام بها للمساعدة على حفظ صحتك؛ فالكثير من الناس مشغولون جدا بحيث لا يرغبون بإنفاق الوقت في التغوط عندما يشعرون بالحاجة الملحة إليه. كما يفضل بعض الناس التغوط في المنزل فقط، ويسيرون مسافات طويلة لتجنب استعمال المراحيض العامة عندما يكونون في أعمالهم أو في مهمات خارجية؛ ولكن إذا كان التأخير طويلا جدا أو متكررا كثيرا، يمكن أن يؤدي تجاهل الرغبة بالتغوط إلى الإمساك وانحشار البراز، ويساهم كلا الأمرين في تراكم السموم في القولون.
    قد يؤدي الإمساك وانحشار البراز أيضا إلى إبطاء زمن مرور البراز؛ ويعد زمن المرور طريقة بسيطة للقول بأن “زمن معالجة الطعام قد انقضى ولا بد من إخراج الفضلات”.
    فإذا لم يخرج الطعام غير المهضوم من الجسم لفترة طويلة، تتخمر البروتينات والكربوهيدرات، ويحدث الزنخ في الدهون. وهذا ما يحول المركبات في الطعام من جيدة إلى سيئة. ويتجمع هذا الطعام… داخل القولون، مما يؤدي إلى صعوبة متزايدة في تحركات التغوط المنتظم.
    كيف تؤدي جميع هذه السموم إلى المرض؟

    هل سبق أن لاحظت أن بعض المدخنين أو الذين يشربون المشروب المفضل ولا يمارسون التمارين طوال حياتهم، يعيشون حياة خالية من المرض رغم كل ذلك؟ وأن الناس الذين يلجأون إلى خيارات صحية ويعتمدون على أنظمة غذائية نباتية متوازنة يصابون بالأمراض أحيانا؟ ألا يستحق ذلك أن يكون كلاما منطقيا؟
    لكل شخص منا تحمله الخاص للمواد الكيميائية والمواد الأخرى التي تدخل الجسم، وذلك حسب بعض العوامل مثل نمط الحياة والتعرض البيئي ومستويات الكرب، وحتى العوامل الوراثية. وهذا ما يعرف “بالعتبة السمية toxic threshold” للجسم، أو مقدار معاقرة السموم التي يمكن أن يتعامل معها الجسم يوميا قبل أن يبدأ بالتعطل.
    ولإعطاء مثال على كيفية مساهمة كل شيء نناقشه في القولون السمي، وللإشارة إلى أهمية التنظيف الدوري للأمعاء، وضعت مخططا لذلك. والآن، ضع في اعتبارك أنه لا توجد طريقة لمعرفة دقيقة لمقدار السموم التي تتعرض لها من كل صنف، ولكنني فعلت أفضل ما لدي لحساب عوامل الخطر ووسطي السموم في كل صنف.
    وهذه الحسابات هي عند النهاية الدنيا للمقياس؛ فمعظم الناس يتعرضون إلى ضعفي إلى ثلاث أضعاف المقدار الذي ذكرته لاحقا، كل 24 ساعة. واستنادا إلى التعرض البيئي اليومي لديك والخيارات الشخصية التي تقوم بها حيال صحتك، يمكن أن تكون هذه الأرقام أكثر من الأمثلة اللاحقة أو أقل منها (إذا كنت موفقا).
    قد يبدو ذلك كرقم هائل للسموم لا يمكن تخيله؛ وهو بالفعل كذلك. ولكن يمكن أن تحتوي حقيبة مفردة من بديل تركيبي للسكر على أكثر من عشرة آلاف جزيء سام.
    إذا كان جسمك لا يستطيع التعامل إلا مع مليون سم يوميا، لكنك تتعرض لأكثر من 1.8 مليون سم في اليوم، عندئذ ينبغي أن يعمل أكثر من المطلوب منفقا من الطاقة أكثر من اللازم لمعالجة هذه المركبات أو تخزينها. والخلاصة، إن جسمك يكون مثقلا على مدى اليوم، وبمرور الأيام.
    والآن، يمكن أن ترى ما يحدث في جسمك على مدار السنة؟

    أريد أن أقدم مثالا على “المليون” سم، لأنه عدد دقيق ومدور ومخيف، لكنه في الواقع رقم منخفض حقا؛ حيث تتعرض المخاطية المعوية لديك بشكل مباشر يوميا إلى جميع هذه السموم المذكورة معا؛ وإذا لم تزل هذه السموم، فإنها تتسرب إلى الدم، وتطلق العملية المرضية.
    قد يكون لدينا خيارات أخرى، بدلا من الاعتماد الكامل على نظامنا الطبي؛ فنحن نستطيع رفض تناول الأدوية الموصوفة أو التقليل الخضوع للجراحة، بالنسبة إلى كل شيء نعاني منه؛ فالأدوية أو الجراحة لا تتعامل أبدا مع السبب الرئيسي للحالة في المقام الأول.
    أرغب بأن تفهم لماذا لدينا استعداد للأمراض التنكسية والقولون السمي في هذه الأيام. إن السبب هو في تراكم العوامل التي تتعلق مباشرة بالبيئة التي نتعرض لها. وليس هناك سم معين يؤدي إلى المرض، مثل التدخين فقط أو تناول المشروب المفضل أو الأكل السيئ؛ وإنما يعود الأمر إلى مجموعة من العوامل المختلفة العديدة الناجمة عن قدر كبير جدا من السموم التي نتعرض لها، فتدخل أجسامنا ولا تخرج بالقدر نفسه.
    أعتقد أن القولون هو العضو الأكثر إهمالا في الجسم، ربما بسبب اضطراب أو نقص المعرفة بأهميته في هرم المشاغل الصحية الخاصة بنا. ومع ذلك، لا يتلقى القولون عادة ما يكفي من الانتباه مثل بقية أعضائنا الأخرى. وهذا في الواقع قد يكون العامل الحاسم بين شعورنا بالنشوة أو عيشنا حياة مليئة بالمرض والتعب، مع أن الحقيقة هي أن القولون هو جزء هام للحياة مثل أعضائنا الأخرى.
    والآن، يمكنك أن تعرف أن جسمك يستطيع التعامل مع نحو مليون من السموم يوميا، وإن هذه السموم تدخل جسمك عبر الأمعاء، فلذلك دعنا نلقي نظرة عميقة على بعض أكثر الحالات المعوية شيوعا.
    أمثلة على السموم اليومية التي يمكن أن نتعرض لها

    لنقل إن جسمك يستطيع التعامل مع مليون سم فقط كل 24 ساعة قبل أن يصاب بالاضطراب؛ فكل 24 ساعة، سوف تتعرض للعدد التالي من السموم تقريبا.
    السموم من الطعام: 325000
    الأمثلة: الدقيق الأبيض؛ السكر في الحلويات؛ الهرمونات والمضادات الحيوية؛ الصويا؛ مبيدات الحشرات؛ الأطعمة المعدلة وراثيا؛ الأطعمة المطبوخ والمعلب والمعالج؛ الغلوتامات الأحادية الصوديوم؛ الزيوت المهدرجة؛ الأطعمة الجاهزة السريعة التناول؛ وغير ذلك.
    السموم من الأشربة: 160000
    الأمثلة: الحليب المبستر؛ مشروبات غير كحولية وأشربة الحمية ومشروبات الطاقة والرياضيين؛ مركزات العصائر؛ القهوة؛ المشروب المفضل؛ السكاكر المكررة؛ المحليات الصناعية؛ الملونات الصناعية؛ وغير ذلك.
    السموم من الهواء: 200000
    الأمثلة: الوقود المستخرج، البنزين، الدخان، البقايا الكيميائية، الروائح المنتشرة من الدهان، الروائح المنبعثة من السجاد، الوسوف (الوبغ) المنبعثة من الحيوانات، العفن والعفونة، سوس الغبار، ملطفات الجو، لوازم التنظيف، وغير ذلك كثير.
    السموم من الماء: 150000
    الأمثلة: الزرنيخ، الفلوريد، الكلور، بقايا الأدوية الموصوفة، مبيدات الحشرات، وقود الصواريخ (البيركلورات perchlorate)، ثنائي الفينول أ bisphenol-A (سم من قوارير الماء البلاستيكية)، مادة كيميائية تستعمل في صناعة التفلون هي C8، الجراثيم، الطفيليات، وغير ذلك كثير.
    السموم من الأدوية الموصوفة: 180000
    الأمثلة: الألمنيوم، الزئبق، المعالجة الكيميائية، أجزاء الحيوانات المذبوحة، المواد الكيميائية التركيبية، الأصماغ السامة للكبد، الحشوات، الحوازم والأربطة، الملونات الصناعية، مبيدات النطاف، الهرمونات التركيبية، اللقاحات، وغير ذلك.
    السموم من المكروبات (الطفيليات): 525000
    الأمثلة: الجراثيم، الخمائر، الفطور، الديدان، الأميبات، الفيروسات (جميع هذه الأحياء تعيش على حساب مضيف حي، وهو أنت في هذه الحالة)؛ وتستهلك هذه الأحياء المغذيات الضرورية لك، ثم “تمضي إلى المرحاض” في جهازك، فتفرز مقادير هائلة من الحموض الضارة والفضلات السامة.
    السموم من الضغوط الجسدية والنفسية: 200000
    الأمثلة: الاكتئاب والقلق والخوف والمشاعر السلبية، وجميعها تؤدي بالجسم إلى فرط إفراز هرمونات الشدة أو الكرب stress hormones، فضلا عن مركبات أخرى، في محاولة لموازنة هذه الحالات؛ وهذا أمر خطير، لأن الجسم يؤذي نفسه فعلا.
    السموم من المعادن الثقيلة: 130000
    الأمثلة: آنية الطبخ، مزيل الروائح، السمك، الحشوات السنية الزئبقية، مواد التجميل، علب الألمنيوم، الطعام، الماء، المصابيح، الكثير من المستحضرات العشبية، معجون الأسنان، اللقاحات، الدهانات، وغير ذلك كثير.
    السموم من الأشعة (تسبب تضرر الخلايا وموتها)
    الأمثلة: الطبخ بالمكروويف، الأشعة السينية، الخطوط الخاطئة (كرب المرضيات الجغرافية geopathic stress)، خطوط القدرة (الكهرباء) power lines، الهواتف الخلوية، الحواسيب، الأدوات المنزلية، الإضاءة المتألقة، مجففات الشعر، الأطعمة المشععة (المعرضة للأشعة)، وغير ذلك.

  3. #1303
    مشاكل الجهاز الهضمي الشائعة


    تمثل القناة الهضمية جهازا شديد التعقيد. ومن شأن المشاكل أن تطرأ على أي جزء منها، مخلة بتوازنها الدقيق. وبسبب تعقد بنية هذا الجهاز، لا يجدر بك تشخيص المشاكل الجديدة التي تطرأ عليك، كالألم أو النزف غير المعللين، بمفردك.
    تبدأ عملية الهضم في الفم، أثناء مضغ الأطعمة. إذ يتجزأ الطعام إلى قطع أصغر بواسطة الأسنان ويمتزج في الوقت نفسه باللعاب الذي تفرزه الغدد اللعابية. ويحتوي اللعاب على أنزيم (خميرة) تبدأ بتحويل النشويات (الكربوهيدرات) إلى سكر.
    يدفع الطعام بعد ذلك عبر المريء إلى المعدة ويتابع طريقه، مرورا بالأمعاء بواسطة التقلصات الهضمية. وتساهم في هذه العملية، المسماة بالعملية الهضمية، عصارات هضمية (حمض وعصارة الصفراء والخمائر) التي تفرزها المعدة والبنكرياس والمرارة. وهي مسؤولة عن تجزيء الأطعمة للسماح للجسد بامتصاص المغذيات. أما الطعام غير القابل للهضم والبكتيريا، فيطرد على شكل براز من المستقيم.
    آلام البطن

    تطرأ آلام البطن في أي منطقة من القناة الهضمية، من الفم أو الحلق إلى الحوض والمستقيم. ويشير الألم في بعض الأحيان إلى مشكلة عارضة، كالتخمة. وفي أحيان أخرى، قد ينذر الألم باضطراب أكثر خطورة يحتاج إلى علاج طبيب مختص.
    ولحسن الحظ، فإن عديدا من حالات الانزعاج البطني تتجاوب جيدا مع وسائل العناية الذاتية والعلاجات التي يشرف عليها الطبيب.
    تحذير

    بالرغم من أن معظم أوجاع البطن غير خطيرة، لا يجدر بك تشخيص مصدر الألم الجديد أو غير المعلل بنفسك. الجأ إلى العناية الطبية إن واجهت أيا من الأعراض التالية: أوجاع حادة تدوم لأكثر من دقيقة واحدة أو تبدو بأنها تزداد تفاقما، ألم مصحوب بقصر في النفس أو دوخة، ألم مصحوب بارتفاع في الحرارة، 37.95 درجة مئوية وما فوق.
    ما هو التهاب الزائدة الدودية؟

    للزائدة بنية أشبه بالدودة تمتد من المعى الغليظ. ومن شأن هذه البنية الدقيقة أن تلتهب وتتورم وتمتلئ بالقيح. وتدعى هذه الحالة بالتهاب الزائدة الدودية.
    تتمثل الأعراض النموذجية لالتهاب الزائدة بألم حاد يحيط بالسرة ويمتد إلى يمين الجزء الأسفل للبطن. وتتفاقم الأعراض خلال 12 إلى 24 ساعة. وقد يرافقها أحيانا فقدان
    للشهية وغثيان وتقيؤ وحاجة للتغوط أو لإخراج ريح.
    وبالرغم من أن التهاب الزائدة يطرأ في أي سن، إلا أنه يحدث عادة بين العاشرة والثلاثين من العمر.
    ومن شأن الزائدة الملتهبة أن تنفجر مسببة إنتانا خطيرا. بالتالي، الجأ إلى الطبيب فور اشتباهك بأعراض التهاب
    الزائدة.

    المغص

    قد تعاملت أجيال العائلات مع المغص. تصيب هذه الحالة المحبطة والمجهولة السبب في كثير من الأحيان الأطفال مع أنهم يبدون بصحة جيدة. ويبلغ المغص ذروته في الأسبوع السادس من عمر الطفل ويختفي بين الشهرين الثالث والخامس.
    يمثل المغص تجربة مزعجة للجميع. ويعرفه الطبيب على أنه “الحالة التي يأخذ فيها الطفل بالبكاء، هو والأم”.
    وبالرغم من أن تعبير “المغص” يستعمل لأي طفل مهتاج، فإن المغص الفعلي يشتمل على ما يلي:
    = بكاء في فترات معينة: يبكي الطفل الممغوص في الوقت نفسه تقريبا كل يوم، ويكون ذلك عادة في المساء. وقد تدوم فترات المغص لدقائق أو لساعتين أو أكثر.
    = حركة: يقوم كثير من الأطفال الممغوصين بسحب ساقيهم إلى صدورهم أو بالتخبط أثناء البكاء ليعبروا عن ألمهم.
    = بكاء حاد يصعب إيقافه: يبكي الطفل الممغوص أكثر من العادة ويصعب، لا بل يستحيل تهدئته.

    ويعتبر الأطباء المغص “عارض إقصاء”، أي أنه يجب البحث عن مشاكل أخرى قبل بت الحالة على أنها مغص. مع ذلك، يمكن أن يطمئن الأبوان على أن البكاء لا يشير على الأرجح إلى مشكلة طبية خطيرة.
    والواقع أن الدراسات التي أجريت على المغص قد ركزت على عدة أسباب ممكنة: حالات تحسس، عدم نضج الجهاز الهضمي، غازات، هرمونات، قلق الأم وطريقة تعاملها مع الطفل. ويظل سبب معاناة بعض الأطفال دون غيرهم من المغص غير معروف.
    العناية الذاتية

    إن أكد لك الطبيب بأن طفلك يعاني من المغص، استعن بهذه التدابير التي من شأنها أن تريحك وتريح طفلك على السواء:
    = مدد الطفل على بطنه على ركبتيك أو ذراعيك وهدهده بلطف وببطء. فهذه الوضعية تساعده على إخراج الغازات أو البراز.
    = أرجع الطفل أو احضنه أو تمشى وأنت تحمله ولكن تجنب حركات الهز السريعة.
    = شغل صوتا ثابتا بلا نغم قرب الطفل. فمن شأن المحركات الناعمة الصوت كنشافة الملابس مثلا أن تساعد على تهدئته.
    = ضع الطفل في أرجوحته.
    = أعطه حماما دافئا أو مدده على بطنه فوق كيس ماء دافئ.
    = غن أو دندن وأنت تمشي أو تهدهد الطفل. فمن شأن الأغنية الهادئة أن تريح أعصاب الطفل والأهل على السواء.
    = أعطه مصاصة فلا بأس من تجربتها حتى وإن كان يرضع من الثدي.
    = جرب تغيير طعامه. فالتغييرات الغذائية تساعد أحيانا. ولكن من الأفضل استشارة الطبيب في ذلك.
    = اصطحب الطفل في نزهة بالسيارة.
    = اترك الطفل مع شخص آخر لعشر دقائق وامش وحدك.

    العون الطبي

    حتى اليوم، ما من عقار يمكنه إيقاف المغص بأمان وفاعلية. وبشكل عام، استشر الطبيب قبل إعطاء الطفل أي دواء.
    وفي حال خشيت من أن يكون الطفل مريضا أو شعرت أنت أو من في المنزل بالتوتر والغضب إزاء بكاء الطفل المتواصل، اطلب الطبيب أو احمل الطفل إلى العيادة أو إلى مركز العناية الطارئة.
    الإمساك

    غالبا ما يساء فهم هذه المشكلة ويكون علاجها غير ملائم. إذ يعرف الإمساك تقنيا على أنه خروج براز قاس لأقل من ثلاث مرات في الأسبوع. ويعاني المصاب أحيانا من شعور بالانتفاخ ومن تقلص عارض. والواقع أن التواتر الطبيعي للتبرز يختلف بشكل واسع بين الناس، من ثلاث مرات في اليوم إلى ثلاث في الأسبوع.
    ويعد الإمساك عرضا لا مرضا. يطرأ حين يتسبب عامل من بين عدة عوامل بإبطاء مرور الطعام عبر المعى الغليظ. وتشتمل هذه العوامل على نقص في استهلاك السوائل، نظام غذائي غير سليم، عدم انتظام عادات الأمعاء، التقدم في السن، قلة النشاط الجسدي، الحمل والمرض. كما أن من شأن عدة أدوية أن تسبب إمساكا لدى المريض.
    وبالرغم من أن بعض حالات الإمساك تسبب إزعاجا شديدا، إلا أن الحالة بحد ذاتها غير خطيرة. ولكن إن استمر الإمساك فقد يؤدي إلى مضاعفات أخرى كالبواسير أو شق الشرج أو تمزقه وهو ما يدعى بالشقاق الشرجي.
    العناية الذاتية

    لتقليص مخاطر الإصابة بالإمساك:
    = حاول تناول وجباتك في مواعيد منتظمة، واحصل على كثير من الأطعمة المحتوية على نسب عالية من الألياف، بما في ذلك الفاكهة الطازجة والخضار والحبوب الكاملة والخبز الكامل.
    = أكثر من شرب الماء أو غيره من السوائل يوميا.
    = ضاعف نشاطك الجسدي.
    = لا تتجاهل حاجتك إلى التغوط.
    = استعن بالمكملات الليفية مثل: Metamucil أو Konsyl أو Citrucel.
    = لا تعتمد على المسهلات (انظر أدناه).

    العون الطبي

    اتصل بالطبيب إن عانيت من إمساك حاد أو إذا استمر الإمساك لأكثر من ثلاثة أسابيع. وفي حالات نادرة، قد يشير الإمساك إلى حالة مرضية أكثر خطورة كالسرطان أو الاضطرابات الهرمونية أو المرض القلبي أو الفشل الكلوي.
    العناية بالأطفال

    لا يعتبر الإمساك مشكلة لدى الرضع، خاصة إن كانوا يرضعون من الثدي. فالطفل الذي يرضع من الثدي قد لا يتغوط لأكثر من مرة واحدة في الأسبوع.
    ويعاني الأطفال الكبر سنا من الإمساك أحيانا لأنهم لا يكترثون بأخذ وقت كاف لدخول الحمام. ويصاب الأطفال الصغار بالإمساك أحيانا أثناء تدربهم على استعمال المرحاض لأنهم يخافون أو يرفضون استعماله. غير أن تغوط الطفل لمرة واحدة في الأسبوع قد يكون أمرا طبيعيا.
    أما إذا تحول الإمساك إلى مشكلة، ادفعي الطفل إلى شرب كثير من السوائل لتليين برازه. ومن شأن الحمام الدافئ أن يساهم في استرخاء الطفل ودفع أمعائه على التحرك.
    تجنبي استعمال المسهلات لدى الأطفال من دون وصفة طبية.
    من شأن فرط استعمال المسهلات أن يضر بصحتك

    إن فرط استعمال المسهلات قد يضر بصحتك ويؤدي إلى تفاقم الإمساك. فمن شأن هذه الأدوية أن:
    = تدفع الجسد إلى طرد الفيتامينات وغيرها من المغذيات الضرورية قبل امتصاصها. وهذه العملية تخل بالتوازن الطبيعي للأملاح والمغذيات في الجسد.
    = تتداخل مع أدوية أخرى يتناولها المصاب.
    = تسبب مرض كسل الأمعاء، بحيث تفشل الأمعاء في أداء وظيفتها بصورة طبيعية لأنها صارت معتمدة على المسهل ليحفز إخراج البراز. بنتيجة ذلك، يتفاقم الإمساك بعد التوقف عن تعاطي المسهل.

    الإسهال

    يصيب الإسهال البالغين بمعدل أربع مرات في السنة. وتشتمل الأعراض على خروج براز رخو وسائل مصحوب غالبا بتقلصات بطنية.
    وللإسهال أسباب عديدة، معظمها غير خطير. أما أكثرها شيوعا فيتمثل بعدوى فيروسية في القناة الهضمية. ومن شأن البكتيريا والطفيليات أن تسبب الإسهال أيضا. إذ تدفع هذه الأحياء بالأمعاء إلى فقدان الماء الزائد والأملاح على شكل إسهال.
    وفي بعض الأحيان يسبق الغثيان والتقيؤ الإسهال الناجم عن العدوى. وقد يشعر المصاب إضافة إلى ذلك بتقلصات وبألم في البطن وغيرها من الأعراض الشبيهة بأعراض الأنفلونزا كارتفاع الحرارة وألم أو تقلص العضلات والصداع. كما تسبب الإصابات البكتيرية أو الطفيلية أحيانا دما في البراز أو ارتفاعا في الحرارة.
    ومن شأن عدوى الإسهال الناشئ عن الفيروس أن تسري بسهولة كبيرة. إذ يمكن أن تنتقل العدوى الفيروسية عبر الاحتكاك المباشر بشخص مصاب. كما أن الماء والأطعمة الملوثة بالبكتيريا أو الطفيليات تساهم في انتشار إصابات الإسهال.
    ومن شأن الإسهال أن يكون عارضا جانبيا لكثير من الأدوية وخاصة المضادات الحيوية. كما أنه ينجم أحيانا عن نوعين من المحليات الاصطناعية هما السوربيتول والمانيتول اللذين يدخلان في صناعة العلكة وغيرها من المنتجات الخالية من السكر. فحوالى 40 إلى 50 بالمئة من الناس قد يعانون من صعوبة في هضم هاتين المادتين. أما الإسهال المزمن فهو قد يشير إلى حالة مرضية أكثر خطورة كالعدوى المزمنة أو التهاب الأمعاء.
    العناية الذاتية

    بالرغم من أن الإسهال الناتج عن الإصابات يسبب إزعاجا للمريض، إلا أنه يزول بمفرده من دون استعمال المضادات الحيوية. ويمكن للأدوية غير الموصوفة ال Imodium وPepto-Bismol وKaopectate أن تبطئ الإسهال ولكنها لا تسرع في عملية الشفاء. اتخذ هذه التدابير لتجنب التجفاف وللتخفيف من حدة الأعراض حتى يتم الشفاء:
    = تناول من 8 إلى 16 كوب ماء على الأقل من السوائل الخفيفة، بما في ذلك الماء والحساء والصودا والشاي الخفيف.
    = أضف الأطعمة نصف الصلبة والمحتوية على نسب منخفضة من الألياف تدريجيا مع عودة تقلصات الأمعاء إلى طبيعتها. جرب بسكويت الصودا الهش أو التوست أو البيض أو الأرز أو الدجاج.
    = تجنب مشتقات الألبان والأطعمة الدسمة أو المحتوية على كثير من التوابل لبضعة أيام.
    = تجنب الكافيين والنيكوتين.

    العون الطبي

    اتصل بالطبيب إن دام الإسهال لأكثر من أسبوع واحد أو أصبت بالتجفاف (ومن أعراضه فرط العطش وجفاف الفم وقلة التبول أو انعدامه والوهن الشديد والدوار أو الدوخة). كما يجب استشارة الطبيب عند الشعور بألم حاد في البطن أو المستقيم أو خروج براز مصحوب بالدم أو ارتفاع الحرارة لأكثر من 37.95 درجة مئوية أو ظهور علامات تجفاف بالرغم من تناول السوائل.
    ومن شأن الطبيب أن يصف لك مضادات حيوية لتقليص مدة الإسهال الناتج عن البكتيريا أو الطفيليات. غير أن المضادات الحيوية لا تصلح لجميع أنواع الإسهال البكتيري وهي ليست فعالة في حال الإسهال الفيروسي الذي يعتبر أكثر أنواع الإسهال المعدي شيوعا.
    العناية بالأطفال

    قد يسبب الإسهال تجفافا لدى الأطفال. اتصل بالطبيب إن دام الإسهال لأكثر من 12 ساعة أو إن:
    = لم يبلل الطفل حفاضه خلال 8 ساعات.
    = ارتفعت حرارته لأكثر من 38.5 درجة مئوية.
    = أخرج برازا مصحوبا بالدم.
    = كان فمه جافا أو لم يذرف دموعا أثناء البكاء.
    = بدا عليه النعاس أو الخمول أو عدم التجاوب على غير عادته.

    الغازات المفرطة وآلامها

    التجشؤ

    هو طريقة الجسد الطبيعية للتخلص من الهواء الذي نبتلعه حين نأكل أو نشرب. وتقوم هذه العملية على إزالة الغاز من المعدة عبر دفعه إلى المريء ومن ثم إلى خارج الفم. وقد يسبب ابتلاع كثير من الهواء انتفاخا أو تجشؤا متكررا. فإن كنت تتجشأ كثيرا من دون أن تأكل، قد يكون ذلك عائدا إلى ابتلاع الهواء كعادة عصبية.
    طرد الغازات

    إن معظم غازات الأمعاء (الريح) تتكون في القولون، وهي تطرد عادة خلال التغوط. والواقع أن جميع الناس يخرجون الريح (وهو ما يسمى تطبل البطن)، إلا أن بعض الأشخاص ينتجون كمية فائضة تزعجهم أثناء النهار. ويتكون الغاز المعوي أساسا من خمسة عناصر هي الأكسجين والنتروجين والهيدروجين وثاني أكسيد الكربون والميثان. أما الرائحة الكريهة فهي تصدر عادة عن آثار ضئيلة لغازات أخرى ككبريتيد الهيدروجين والأمونيا ومواد أخرى. ويشكل الهواء المبتلع نسبة صغيرة من الغازات المعوية. كما من شأن المشروبات المحتوية على الكربون أن تحرر غاز ثاني أكسيد الكربون في المعدة وأن تشكل مصدرا للغازات.
    آلام الغازات

    إن الآلام الحادة في البطن التي تكون على شكل وخز أو تقلص قد تنتج عن تراكم الغازات. وغالبا ما تكون قوية ولكن لفترة وجيزة لا تتعدى الدقيقة الواحدة. وهي تطرأ في أكثر الأحيان في يمين أسفل البطن ويسار أعلى البطن وتغير مواقعها بسرعة. وقد تشعر أيضا بانعقاد في البطن، إلا أن خروج الريح يزيل جميع هذه الأوجاع.
    والواقع أن أيا من مصادر الغاز المعوي والإسهال قد يؤدي إلى آلام الغازات. إضافة إلى ذلك تطرأ هذه الآلام حينما يصعب على الأمعاء تفتيت بعض الأطعمة أو عند الإصابة بعدوى معدية معوية أو إسهال.
    العناية الذاتية

    لتخفيف التجشؤ والانتفاخ، استعن بالإرشادات التالية:
    = كل ببطء وتجنب أن تغص وأنت تبتلع الطعام. قلل من الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون.
    = تجنب العلكة أو مص السكاكر الصلبة.
    = قلل من تناول المشروبات بالشفاطة أو من قنينة ذات فتحة ضيقة.
    = توقف عن تناول المشروبات المشبعة بثاني أكسيد الكربون.
    = لا تدخن السجائر أو الغليون أو السيجار.
    = حاول السيطرة على حالات التوتر التي قد تؤدي إلى تفاقم العادة العصبية في ابتلاع الهواء.
    = لا تجبر نفسك على التجشؤ.
    = تجنب التمدد فورا بعد الأكل.

    لتخفيف تطبل البطن، استعن بهذه الإرشادات:

    = تعرف على الأطعمة التي تسبب لك إزعاجا أكبر. حاول بعد ذلك إبعاد أحدها عن وجباتك لعدة أسابيع لترى إن كان التطبل سيستمر. ومن هذه الأطعمة، الفاصولياء والحمص والعدس والملفوف والفجل والبصل والملفوف المسوق والمشمش والموز والخوخ وعصير الخوخ والعنب والخبز الكامل الحنطة وحبوب أو فطائر النخالة وبسكويت البرتسل المالح وبذور القمح والحليب والكريما والبوظة والحليب المثلج.
    = توقف مؤقتا عن تناول الأطعمة الغنية بالألياف، ثم أرجعها إلى وجباتك تدريجيا خلال أسابيع.
    = قلص حصتك من مشتقات الألبان. استعن بدواء Lactaid أو Dairy Ease في حالات عدم تحمل اللاكتوز (سكر اللبن).
    = جرب إضافة Beano إلى الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الألياف لتخفيف كمية الغازات التي تنتجها.
    = من شأن الاستعمال العرضي للأدوية غير الموصوفة المزيلة للغازات والمحتوية على السيميثيكون (Mylanta, Riopan Plus, Mylicon) أن تخفف التطبل. وقد تساعد أقراص الفحم المنشط أيضا.

    حصى المرارة

    يعاني حوالى 10 إلى 15 بالمئة من الأميركيين من حصى المرارة وهي في معظم الحالات لا تسبب أية أعراض. غير أنه من شأن الحصى التي تسد المجاري الرابطة بين المرارة والكبد والمعى الدقيق أن تسبب ألما شديدا كما تشتمل على خطورة محتملة.
    تتكون الحصى في المرارة. وعندما تسد الحصاة القناة المرارية (المسال المراري)، تحدث نوبة المرارة.
    تخزن المرارة عصارة الصفراء، وهي سائل هضمي يفرزه الكبد. وتمر العصارة عبر أقنية من المرارة إلى المعى الدقيق لتساعد على هضم الدهون. وتحتوي المرارة الصحيحة على كميات متوازنة من الأحماض الصفراوية والكولسترول. ولكن، عندما ترتفع نسبة تركز الكولسترول كثيرا، تتكون الحصى.
    تسبب حصى المرارة ألما حادا ومفاجئا قد يدوم لساعات. وهو يبدأ عادة بعد الأكل بوقت قصير. وتبدأ الأوجاع في يمين الجزء الأعلى للبطن وقد تلتف إلى الظهر أو عظم الكتف الأيمن، وتصاحب الآلام أحيانا حمى وغثيان. بعد توقف الألم، قد يشعر المصاب بوجع طفيف في يمين أعلى البطن. وفي حال سدت الحصى مجرى العصارة يتحول لون البشرة وبياض العينين إلى الأصفر (اليرقان). وفي بعض الأحيان يصاب المريض بالحمى أو يخرج برازا شاحبا بلون الصلصال.
    ويعتبر المتقدمون في السن والنساء أكثر عرضة لحصى المرارة، خاصة النساء الحوامل أو اللواتي يتناولن الإستروجين أو حبوب منع الحمل. كما يتضاعف خطر الإصابة إن:
    = كنت تعاني من زيادة الوزن أو فقدت من وزنك مؤخرا.
    = تواجدت مشكلة حصى المرارة أو اضطراب في المعى الدقيق في تاريخك العائلي.

    العناية الذاتية

    تجنب الأطعمة الدسمة، الغنية بالدهون وتناول وجبات صغيرة لتقليص فترات ألم المرارة.
    العون الطبي

    اتصل بالطبيب إن عانيت من ألم متكرر أو حاد. والجأ إلى العناية الطبية الطارئة إن لاحظت اصفرارا في البشرة أو ارتفاعا في الحرارة في أثناء النوبة.
    التهاب المعدة (الحرقة أو القرحة)

    التهاب المعدة هو عبارة عن التهاب بطانة المعدة. ومن أعراضه الأكثر شيوعا انزعاج في أعلى البطن، غثيان وتقيؤ. ومن شأن التهاب المعدة أن يسبب نزفا يظهر في القيء أو يحول لون البراز إلى الأسود. وفي أغلب الحالات يعد التهاب المعدة طفيفا ولا يشكل خطرا يذكر على المريض. وينتج الالتهاب عن تلف يحدثه الحمض في بطانة المعدة. هذا بالإضافة إلى فرط التدخين وتعاطي الكحول والأدوية، كالأسبيرين. ومن شأن بعض حالات العدوى، كعدوى هيليوباكتر بيلوري (H. pylori)، أن تسبب التهابا في المعدة.
    العناية الذاتية

    = تجنب التدخين والأطعمة والمشروبات التي تهيج معدتك.
    = جرب أخذ مضادات للحموضة غير موصوفة أو أدوية كال Pepcid وTagamet وZantac. (تحذير: من شأن فرط استعمال مضادات الحموضة المحتوية على الماغنيزيوم أن يسبب إسهالا. وقد تسبب مضادات الحموضة المرتكزة على الكالسيوم أو الألمنيوم إمساكا).
    = استعمل مسكنات تحتوي على الأسيتامينوفين. ولكن، تجنب الأسبيرين والإبوبروفين والكيتوبروفين والنابروكسين صوديوم. إذ من شأن هذه الأدوية أن تؤدي إلى تفاقم التهاب المعدة.

    العون الطبي

    إن دام انزعاجك لأكثر من أسبوع، اتصل بالطبيب.
    البواسير والنزف المستقيمي

    البواسير الداخلية هي عادة غير مؤلمة ولكنها تميل إلى النزف. وقد تسبب البواسير الخارجية ألما.
    تشير الإحصاءات إلى أنه بحلول سن الخمسين، يكون نصف الناس تقريبا قد عانوا من أعراض البواسير إلى حد ما. وهي تشتمل على حكة وحرقة وألم في محيط الشرج. وقد يلاحظ المصاب وجود بقع صغيرة من الدم الأحمر القاني على فوطة الحمام أو في المرحاض.
    وتحدث البواسير حين تتوسع الأوردة في المستقيم. وهي تتكون عادة مع الوقت نتيجة للضغط لإخراج البراز الصلب. وتتشكل البواسير داخل القناة الشرجية أو تبرز إلى خارج فتحة الشرج. كذلك فإن رفع الأشياء الثقيلة والسمنة والحمل والولادة والتوتر والإسهال تزيد من الضغط على هذه الأوردة وقد تؤدي إلى البواسير. ويبدو بأن هذه الحالة وراثية.
    إضافة إلى البواسير، قد ينتج النزف من المستقيم عن أسباب أخرى، من شأن بعضها أن يكون خطيرا. ففي بعض الأحيان، يؤدي خروج البراز الصلب والجاف إلى جرح البطانة الشرجية. إن إصابة بطانة المستقيم بعدوى أو تشقق أو تمزق البطانة الشرجية، وهو ما يدعى بالشق الشرجي، قد يسبب نزفا مستقيميا. ويلاحظ المصاب بهذا النوع من المشاكل وجود نقط صغيرة من الدم القاني على البراز أو على فوطة الحمام أو في المرحاض.
    ومن شأن خروج براز أسود قطراني اللون أو بني أو ظهور دم قان في البراز أن يشير إلى نزف أكثر امتدادا في موضع آخر من الجهاز الهضمي. إضافة إلى ذلك فإن الأكياس الصغيرة التي تبرز من المعى الغليظ (وتدعى الرتج) والقرحة والأورام الصغيرة المسماة السليلات المخاطية والسرطان وبعض الاضطرابات المعوية المزمنة قد تؤدي جميعها إلى نزف مستقيمي.
    العناية الذاتية

    بالرغم من الانزعاج الذي تسببه البواسير، فهي لا تعتبر حالة مرضية خطيرة. ومعظم الحالات تتجاوب بسهولة مع تدابير العناية الذاتية التالية:
    = أكثر من شرب الماء يوميا وتناول كثيرا من الأطعمة الغنية بالألياف مثل حبوب نخالة القمح وخبز الحنطة الكاملة والفاكهة الطازجة والخضار.
    = استحم يوميا بالماء الدافئ لتنظيف البشرة المحيطة بالشرج بلطف. أما استعمال الصابون فغير ضروري بل إنه قد يزيد المشكلة سوءا.
    = حافظ على نشاطك ومارس الرياضة. وإن كنت مضطرا إلى الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة في مكان العمل، خذ استراحة سريعة تمشي خلالها.
    = لا تضغط أثناء التغوط ولا تجلس على المرحاض لوقت طويل.
    = خذ حماما دافئا من وقت لآخر.
    = ضع أكياس ثلج على مكان الألم.
    = في حالات الألم أو الاهتياج استعمل كريمات أو مراهم غير موصوفة أو كمادات تحتوي على خلاصة مستخرجة من شجيرة المشتركة (Witch Hazel) أو عامل تخدير موضعي. ولا تنسى بأن مفعول هذه المستحضرات يتوقف على المساهمة في تخفيف ألم الحكة والاهتياج الطفيفين.
    = جرب الملحقات الليفية (Metamucil, Citrucel) لإبقاء الخروج لينا ومنتظما.

    العون الطبي

    يبلغ ألم البواسير ذروته حين تتكون جلطة في الوريد المتوسع. فإن سببت لك البواسير ألما شديدا، قد يصف لك الطبيب مرطبا أو تحميلة تحتوي على الهيدروكورتيزون لتخفيف الالتهاب. وفي بعض الأحيان، تتطلب البواسير الداخلية المزعجة عملية جراحية أو تدابير أخرى لتقليصها أو إزالتها.
    والواقع أنه يصعب أحيانا تشخيص سبب النزف المستقيمي. ويجب عرض الحالة على الطبيب لتقييمها. الجأ إلى العناية الطبية الفورية إن لاحظت نزفا بكميات كبيرة أو دوخة أو ضعف أو سرعة في خفقان القلب (أكثر من 100 ضربة في الدقيقة).
    الفتق

    هو عبارة عن بروز جزء من الجسد عبر فتحة ودخوله في منطقة أخرى. وبعض حالات الفتق لا تسبب ألما أو أعراضا ملحوظة.
    يسبب الفتق الأربي انتفاخا في موضع اتصال الفخذ والأربية. ومن شأن الانتفاخ أن يكون دائريا أو بيضاويا.
    في حالة الفتق الفرجوي، يبرز جزء من المعدة عبر الحجاب الحاجز إلى داخل التجويف الصدري.
    أنواع الفتق

    الفتق الأربي، هو الفتق الذي يحدث في منطقة الأربية. وهو أكثر شيوعا لدى الرجال منه لدى النساء، ويشكل 75 بالمئة من جميع حالات الفتق لديهم. ويحدث الفتق على طول القناة الأربية، وهي فتحة في العضلات البطنية. لدى الذكور، تشكل هذه القناة ممرا للحبل المنوي بين التجويف البطني والصفن (وعاء الخصيتين). أما لدى الإناث، فتؤدي القناة دور ممر للرباط الذي يساعد على تثبيت الرحم في مكانه. في حالة الفتق الأربي، بوسع المصاب رؤية الانتفاخ الذي سببه بروز النسيج أو المعى والشعور به. وغالبا ما يحدث الفتق في مكان اتصال الفخذ والأربية. وفي بعض الأحيان تدخل الأمعاء الناتئة لدى الذكور في الصفن، مسببة ألما وتورما. أما أولى علامات الفتق الأربي فقد تكون انتفاخا أو تكتلا في الأربية. وقد يشعر المصاب بانزعاج عند الانحناء أو السعال أو حمل شيء، بالإضافة إلى شعور بالثقل أو بالشد.
    الفتق المختنق، يحدث حينما ينقرص النسيج الناتئ من خلال الجدار البطني وينقطع عنه الدم. فيموت النسيج ومن ثم يتورم. وتسبب هذه الحالة ألما شديدا كما يحتمل أن تهدد حياة المريض. الجأ بالتالي إلى العناية الطبية الفورية إن اشتبهت بحالة فتق مختنق.
    الفتق الفرجوي، يحدث في منطقة تدعى الفرجة، وهي فتحة في الحجاب الحاجز يمر من خلالها المريء إلى المعدة. فإن كانت الفتحة واسعة، من شأن المعدة أن تبرز عبرها إلى الصدر مكونة فتقا فرجويا. وتشتمل الأعراض والعلامات على حرقة وتجشؤ وألم صدري وقلس (ارتداد الطعام من المريء أو المعدة إلى الفم عند التجشؤ). يعتبر الفتق الفرجوي حالة شائعة، تحدث لدى حوالى 25 بالمئة لدى الأشخاص الذين يفوقون الخمسين من العمر. ومعظم الحالات بسيطة لا ترافقها أي أعراض. والفتق الفرجوي غير مؤلم بحد ذاته. إلا أن هذه الحالة تدفع الطعام والحمض إلى الارتداد عبر المريء مسببة حرقة وعسر هضم وألما صدريا لدى البعض. وتساهم السمنة في تفاقم هذه الأعراض.
    العناية الذاتية

    في حالة الفتق الأربي
    من غير الممكن الوقاية من الفتق الأربي أو معالجته عبر العناية الذاتية. فإن تم تشخيص التورم والتيقن من أنه فتق أربي، وكان الفتق لا يسبب أي ألم، ليس عليك اتخاذ أي تدابير احتياطية. والواقع أن ارتداء مشد أو حزام قد يريح بعض الشيء ولكنه لا يقلص الفتق أو يزيله.
    في حالة الفتق الفرجوي
    = خفف من وزنك إن كان زائدا.
    = اتبع نصائح العناية الذاتية بالنسبة للحرقة.

    العون الطبي

    إن سبب لك الفتق ألما أو إزعاجا، اتصل بالطبيب لمناقشة ضرورة إجراء عملية جراحية.
    تحذير
    إن لم تتمكن من تقليص الفتق عبر التمدد والضغط على الانتفاخ، فقد يكون السبب عائدا إلى انقطاع الدم عن هذا الجزء من المعى. وتشتمل أعراض هذه المضاعفات على غثيان وتقيؤ وألم حاد. وفي حال إهمال العلاج، قد تنتهي الحالة بانسداد معوي وفي حالات نادرة بعدوى تهدد حياة المريض. فإن عانيت من أي من هذه الأعراض، اتصل بالطبيب على الفور.
    عسر الهضم والحرقة

    تحدث الحرقة عندما ترتد محتويات المعدة إلى المريء، مسببة تهيجا.
    عسر الهضم هو تعبير غير محدد يستعمل لوصف حالة الانزعاج التي غالبا ما نشعر بها في البطن بعد تناول الطعام. ولا يعتبر عسر الهضم مرضا، بل هو عبارة عن مجموعة من الأعراض، بما في ذلك انزعاج أو حرقة في أعلى البطن وغثيان وشعور بالانتفاخ أو الامتلاء الذي قد يزيله التجشؤ.
    ويصعب أحيانا تحديد سبب عسر الهضم. فقد ينجم لدى بعض الأشخاص عن تناول أطعمة معينة. بينما يتكرر الانزعاج يوميا في حالات أخرى.
    ومن الأشكال الشائعة لعسر الهضم، الحرقة. فاستنادا إلى الإحصاءات، 10 بالمئة من الراشدين يعانون من الحرقة مرة في الأسبوع على الأقل. وتدعى هذه الحالة تقنيا بالارتداد المعدي المريئي، وهي تحدث عندما ترتد أحماض المعدة إلى المريء. ويصاحب الحرقة التي نشعر بها خلف عظم الصدر أحيانا طعم حموضة وشعور بأن الطعام يرتد إلى الفم.
    لماذا ترتد الأحماض؟ في الحالات الطبيعية، ثمة شريط عضلي عند أسفل المريء، يسمى المصرة، يغلق المعدة ولكنه يسمح للطعام بأن يدخل فيها بعد ابتلاعه. وفي حال ارتخت المصرة بشكل غير طبيعي أو ضعفت، يرتد حمض المعدة إلى المريء مسببا الاهتياج (التهيج).
    وينجم هذا الارتداد عن عوامل عديدة. فالوزن الزائد يسبب ضغطا كبيرا على البطن. كما أن بعض الأدوية والأطعمة والمشروبات قد تؤدي إلى ارتخاء عضلة مصرة المريء أو اهتياج المريء. كذلك، تساعد التخمة أو الاستلقاء بعد الأكل مباشرة على ارتداد الأحماض من المعدة.
    العناية الذاتية

    إن تغيير نوع الأطعمة التي تتناولها هو خطوة أولى لمنع الشعور بالحرقة.
    = عدل وزنك. خفض وزنك إن كان زائدا.
    = تناول وجبات صغيرة ومتعددة خلال اليوم.
    = تجنب الأطعمة والمشروبات التي ترخي المصرة أو تهيج المريء، كالأطعمة الدهنية والمشروبات الغازية أو المحتوية على الكافيين والقهوة الخالية من الكافيين والنعناع والنعناع الأخضر والثوم والبصل والقرفة والشوكولا والفاكهة أو المشروبات الحمضية ومنتجات البندورة.
    = توقف عن الأكل من ساعتين إلى ثلاث قبل الاستلقاء أو الخلود إلى النوم.
    = ارفع أعلى السرير.
    = أقلع عن التدخين وتوقف عن تعاطي النيكوتين.
    = لا ترتد ملابس ضيقة أو أحزمة مشدودة.
    = تجنب كثرة الانحناء أو العمل المجهد لساعة بعد الأكل.
    = من شأن مضادات الأحماض غير الموصوفة أن تساعد على التخلص من الحرقة عبر تعديل أحماض المعدة مؤقتا. إلا أن الاستعمال المتواصل أو المفرط لمضادات الأحماض المحتوية على الماغنيزيوم قد يسبب الإسهال. أما العقارات المرتكزة على الكالسيوم أو الألمنيوم فقد تؤدي إلى الإمساك.

    وبوسع عقارات أخرى مثل Pepcid وTagamet وZantac أن تخفف أو تمنع أعراض الحرقة عبر تقليص إفراز الحمض المعدي. وهي تتوفر كأدوية موصوفة وغير موصوفة.
    العون الطبي

    تعتبر معظم مشاكل عسر الهضم والحرقة طفيفة وعرضية. مع ذلك، في حال عانيت من انزعاج قوي أو يومي، لا تتجاهل الأعراض. فمن شأن الحرقة المزمنة، إن هي تركت من دون علاج أن تسبب تندبا في أسفل المريء، ينجم عنه صعوبة في البلع. وفي حالات نادرة، تؤدي الحرقة إلى حالة تدعى مريء باريت، والتي قد تضاعف خطر الإصابة بالسرطان. وقد تشير أعراض الحرقة وعسر الهضم أحيانا إلى مرض خفي أكثر خطورة. بالتالي، اتصل بالطبيب إن استمرت الأعراض أو ازدادت حدة، أو شعرت بصعوبة في ابتلاع الطعام.
    متلازمة الاهتياج المعوي

    قد يسبب تشنج في جدار المعى ألما بطنيا وغيرها من الأعراض المزعجة التي تقترن عادة بمرض الاهتياج المعوي.
    إن مرض الاهتياج المعوي، المعروف أحيانا “بالمعى التشنجي” أو “القولون التشنجي”، هو حالة طبية شائعة ولكنها غير مفهومة بدقة. ويسبب المرض إزعاجا وألما وإرباكا في بعض الأحيان، إلا أنه لا يهدد حياة المريض. وبالنسبة إلى بعض الأطباء، فإن هذا الاضطراب، إضافة إلى الزكام يشكل المسؤول الرئيسي عن التغيب عن العمل.
    يصيب هذا المرض 20 بالمئة من الأميركيين. إلا أن جزءا صغيرا منهم – حوالى 10 إلى 30 بالمئة – يقصدون الطبيب. وتعاني النساء من هذه المشكلة أكثر من الرجال.
    وبالرغم من عجز الخبراء عن تحديد السبب الفعلي للاهتياج (للتهيج) المعوي، فقد تكون الحالة مرتبطة بتشنجات عضلية شاذة في المعدة أو الأمعاء. وغالبا ما يعتبر التوتر والاكتئاب مسؤولين عن الاهتياج. إلا أن هذه الانفعالات لا تؤدي سوى إلى تفاقم الحالة.
    وتشتمل العلامات الأعراض المحتملة على ألم بطني، إسهال، إمساك، انتفاخ، عسر هضم وغازات. ومع أن التغوط يخفف من الألم مؤقتا، غير أن المصاب لا يشعر بأن أمعاءه فرغت تماما. وقد يكون البراز شريطي الشكل وتتخلله خيوط مخاطية، أو على شكل كريات صلبة وجافة. وغالبا ما تتعاقب حالات من الإسهال والإمساك.
    العناية الذاتية

    بالرغم من عدم وجود علاج يمكنه القضاء على مرض الاهتياج المعوي، إلا أن اتباع المصاب لنظام غذائي بسيط وتدابير معيشية غير معقدة قد يريحه من الأعراض:
    = انتبه إلى ما تأكل. تجنب الأطعمة التي تزيد الأعراض حدة أو تناول منها كميات قليلة. وتشمل المهيجات المعروفة التبغ، الأطعمة والمشروبات والأدوية المحتوية على الكافيين، القهوة الخالية من الكافيين، الأطعمة المبهرة، عصير الفاكهة المركز، الفاكهة والخضار النيئة، الأطعمة الدهنية والمحليات الخالية من السكر كالسوربيتول أو المانيتول.
    = تناول أطعمة غنية بالألياف، كالفاكهة الطازجة والخضار والحبوب. ولكن أضف الأطعمة الليفية تدريجيا لتقليص مشاكل الغازات والانتفاخ.
    = اشرب كثيرا من السوائل، 10 أكواب يوميا على الأقل.
    = جرب الاستعانة بالمكملات الليفية مثل Citrucel أو Konsyl، للمساعدة على إيقاف الإمساك والإسهال.
    = خفف من توترك بواسطة التمارين المنتظمة أو الرياضة أو الهوايات المفضلة التي تساعد على الاسترخاء.
    = جرب استعمال أدوية غير موصوفة كالإيموديوم Imodium أو الكاوبيكتات Kaopectate لإيقاف الإسهال.

    العون الطبي

    إن لم تنفع وسائل العناية الذاتية في تخفيف حدة الأعراض، قد يصف لك الطبيب أدوية مخصصة لإزالة التشنج العضلي. وإن كان للاكتئاب دور في زيادة الأعراض سوءا، فإن علاجه قد يفيدك.
    وبما أن أعراض مرض الاهتياج المعوي تشبه أعراض حالات مرضية أكثر خطورة كالسرطان أو اعتلال المرارة والقرحة، عليك مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة إن لم تنفع وسائل العناية الذاتية في تخفيف الآلام خلال أسبوعين.
    الغثيان والتقيؤ

    هما عارضان شائعان ومزعجان يرافقان عديدا من الاضطرابات، معظمها غير خطير.
    وعادة يشير الشعور بالغثيان والحاجة إلى التقيؤ إلى وجود عدوى فيروسية تدعى التهاب المعدة والأمعاء. ويصاحب هذه الحالة أحيانا إسهال وتقلصات بطنية وانتفاخ وحمى. ومن الأسباب الأخرى للغثيان والتقيؤ، التسمم بالأطعمة، والحمل وبعض الأدوية والتهاب المعدة.
    العناية الذاتية

    عندما يكون التهاب المعدة والأمعاء هو المسؤول عن الأعراض، قد تدوم حالة الغثيان والتقيؤ من عدة ساعات إلى يومين أو ثلاثة. ومن الشائع أيضا الإصابة بإسهال وتقلص بطني خفيف.
    جرب النصائح التالية كي تشعر بالراحة وتتجنب التجفاف:
    = توقف عن تناول الطعام والشراب لعدة ساعات حتى تستقر المعدة.
    = تناول شرائح من الثلج أو قليلا من الشاي الخفيف أو الصودا غير الملونة (سفن أب أو سبرايت) والحساء أو العصير غير الملون والخالي من الكافيين منعا للتجفاف. استهلك مقدار 8 إلى 16 كوبا من السوائل يوميا، على رشفات صغيرة متكررة.
    = أضف المأكولات نصف الصلبة والمحتوية على نسب منخفضة من الألياف تدريجيا، ولكن توقف عن الأكل إن عاودك التقيؤ. جرب البسكويت الهش أو الجيلاتين أو التوست أو البيض أو الأرز أو الدجاج.
    = تجنب مشتقات الألبان والكافيين والنيكوتين والمأكولات الدهنية أو المبهرة لعدة أيام.

    العون الطبي

    من شأن التقيؤ أن ينتج مضاعفات عدة كالتجفاف (إن استمرت الحالة)، الرشف (دخول الطعام في القصبة الهوائية)، وفي حالات نادرة تمزق وعاء دموي في المريء يسبب النزف. ويعتبر الرضع والعجائز والمصابون بفقدان المناعة معرضين بشكل خاص للإصابة بهذه المضاعفات. اتصل بالطبيب إن عجزت عن شرب شيء لمدة 24 ساعة، أو تواصل التقيؤ لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام أو أصبت بالتجفاف أو تقيأت دما. وتشتمل أعراض التجفاف على عطش مفرط، جفاف الفم، قلة التبويل أو انعدامه، وهن شديد، دوار وطيش. وفي بعض الأحيان، قد ينذر التقيؤ بمشاكل خفية أكثر خطورة كاعتلال المرارة أو القرحة أو الانسداد المعوي.
    العناية بالأطفال

    إن بصق الطعام أمر طبيعي يحدث يوميا لدى الأطفال الرضع ولا يسبب أي إزعاج عادة. أما التقيؤ فهو أكثر قوة وإزعاجا للطفل، واستمراره قد يؤدي إلى التجفاف وفقدان الوزن.
    لمنع التجفاف، يجب ترك معدة الطفل ترتاح من 30 إلى 60 دقيقة ومن ثم إعطاؤه كميات صغيرة من السوائل. وفي حال كان الطفل يرضع من الثدي، يجب أن تعطيه الأم كميات قليلة متكررة. أما الأطفال الذين يأخذون الرضاعة، فيجب إعطاؤهم كمية قليلة من الحليب أو محلولا مثل Pedialte أو Infalyte.
    إن لم يتكرر التقيؤ، تابعي إعطاء الطفل رشفات صغيرة من السوائل أو حليب الثدي كل 15 إلى 30 دقيقة. واتصلي بالطبيب إن تواصل التقيؤ لأكثر من 12 ساعة أو إن:
    = لم يبلل الطفل حفاضه خلال 8 ساعات.
    = أصيب بالإسهال أو أخرج برازا ممزوجا بالدم.
    = جف فمه أو بكى من دون ذرف دموع.
    = بدا نعسا أو خمولا على غير عادة.

    يصاب بعض الأطفال الحديثي الولادة باضطراب يدعى ضيق البواب يسبب تقيؤا متكررا وعنيفا. وتظهر هذه الحالة عادة خلال الأسبوع الثاني أو الثالث من حياة الطفل، وهي تتطلب عناية طبية.
    القروح

    إن أكثر أنواع القرحة شيوعا يحدث في الاثني عشري وتدعى القرحة الاثنا عشرية.
    القروح هي عبارة عن فجوات أو شقوق في البطانة الداخلية للمريء، أو المعدة أو في الجزء الأعلى للمعى الدقيق المسمى الاثني عشري.
    والواقع أن سبب القروح غير معروف تماما. غير أن الأبحاث أظهرت مؤخرا بأن نوعا من البكتيريا يدعى Helicobacter (H. pylori) يؤدي دورا هاما وخاصة للقروح الاثني عشرية. ويمكن للاستعمال المفرط للأسبيرين أو الأدوية الشبيهة بالأسبيرين أن تسبب القروح المعدية. وخلافا للاعتقاد السائد، ما من دليل واضح على أن التوتر النفسي يسبب القروح.
    ومن شأن القروح أن تسبب إحباطا كبيرا. وقد تشتمل الأعراض على شعور بالحرقة تحت عظم الصدر عند أعلى البطن، آلام الجوع القارصة أو ألم ناخر أو ثاقب وغثيان. وفي بعض الأحيان تسبب القروح أيضا تشجؤا أو انتفاخا. وتبدأ هذه الأعراض بالظهور حين تكون المعدة فارغة. وبالرغم من أن الأكل قد يسكن الأعراض، إلا أنها تبدأ من جديد بعد ساعة أو ساعتين.
    أما في الحالات الخطيرة، فمن شأن القروح أن تنزف فيتقيأ المصاب دما أو يخرج برازا أسود بلون القطران. وفي حالات نادرة، يثقب القرح جدار المعدة أو الاثني عشر مسببا ألما بطنيا حادا.
    العناية الذاتية

    قد يساعد تنظيم الغذاء ونمط الحياة واستعمال بعض الأدوية على منع القروح أو علاجها.
    = إن كنت تستعمل مسكنات الآلام، استعمل Acetaminophen. فالأسبيرين والإبوبروفين والكيتوبروفين والنابروكسين قد تسبب قروحا.
    = امتنع عن الكحول وتجنب الأطعمة والمشروبات والأدوية المحتوية على الكافيين.
    = أقلع عن التدخين.
    = تناول وجبات صغيرة ولا تبق معدتك فارغة لوقت طويل.
    = تجنب الأطعمة المبهرة أو الدهنية إن شعرت بأنها تزيد الأعراض سوءا.
    = تناول مضادات أحماض غير موصوفة لتعديل أحماض المعدة، أو أدوية مثل Pepcid أو Tagamet أو Zantac لإيقاف إفراز حمض المعدة.

    العون الطبي

    تزول بعض القروح بالعناية الذاتية أو بالأدوية غير الموصوفة. ولكن في حال لم تخف الأعراض بعد أسبوع واحد أو عانيت من قروح مزعجة ومتكررة، راجع الطبيب ليعطيك التشخيص والعلاج المناسبين.
    ويرتكز التشخيص على تصوير القرح بالأشعة إكس أو بالمنظار، مع أن الطبيب قد يصف العلاج استنادا إلى أعراض المريض وحسب.
    ومن شأن القروح النازفة أن تسبب فقدانا خطيرا للدم. الجأ إلى العون الطبي الفوري إن تقيأت دما أو أخرجت برازا أسود بلون القطران أو عانيت من أوجاع حادة.
    علاج جديد للقرحة الهضمية

    يتمثل العلاج بتركيبة من عقارين بسطت علاج مرض أسيء فهمه كثيرا في الماضي. إذ يتم استعمال أدوية مثل Prilosec، Prevacid، Aciphex أو Protonix لإيقاف إنتاج حمض المعدة، مقترنا بمضاد حيوي يدعى Biaxin لعلاج القرحة الهضمية. ويستعمل العقاران معا لمدة 14 يوما، يتبع ذلك علاج بمانع إفراز الحمض وحده لمدة 14 يوما. وتعتبر هذه المقاربة وسيلة لعلاج مرض شائع كان يعتبر عضالا في الماضي.

  4. #1304
    الدوار والإغماء


    للدوار أسباب عدة. ولحسن الحظ فإن معظم حالات الدوار طفيفة، لا تدوم سوى لفترات وجيزة من دون تسبيب أي أذى يذكر. ومن شأن الدوار أن ينتج عن أمور عدة بما في ذلك العقاقير الطبية والالتهابات والإجهاد. والواقع أن مصطلح دوار يصف أحاسيس متنوعة.
    الدوخة وفقدان التوازن

    الدوخة هي شعور بدوران كل ما يحيط بك. وقد يحس المصاب بأن الغرفة تلف به أو بأن الدوران موجود داخل رأسه أو جسده. وعادة تترافق الدوخة مع مشاكل في الأذن الداخلية التي تملك جهازا فائق الحساسية تجاه الحركة. وعند إصابتها بآفة فيروسية أو رضح أو اضطرابات أخرى، يرسل الجهاز رسالة خاطئة إلى الدماغ.
    أما فقدان التوازن فهو الشعور بأن عليك لمس شيء أو التمسك به لتحافظ على توازنك. ومن شأن انعدام التوازن الحاد أن يجعل من الصعب تلافي السقوط.
    الطيش والإغماء

    الطيش هو شعور المصاب بالتشوش أو بالعوم أو بأنه على وشك الإغماء. أما الإغماء فهو فقدان مفاجئ وقصير للوعي. ويطرأ حين لا يتلقى الدماغ كمية وافية من الدم وما يحمله من الأكسجين. وبالرغم من أن الإغماء مفزع، إلا أنه لا يدعو للقلق. فبمجرد التمدد، يعود جريان الدم إلى الدماغ ويستعيد المصاب وعيه خلال دقيقة تقريبا. وقد ينتج الإغماء عن اضطرابات صحية، بما في ذلك المرض القلبي ونوبات السعال الحاد والمشاكل المتعلقة بالدورة الدموية. أما في الحالات الأخرى، فينتج الإغماء عما يلي:
    = أدوية ارتفاع ضغط الدم ودقات القلب اللانظامية (الشاذة).
    = فرط التعرق الذي يؤدي إلى فقد الصوديوم والتجفاف.
    = فرط التعب.
    = تلقي أخبار مزعجة أو التعرض لضغط (إجهاد) غير متوقع أو غير اعتيادي، كمنظر الدم مثلا.
    ويحدث الانخفاض السريع في ضغط الدم والذي يدعى بانخفاض الضغط الوضعي، حين يقف الشخص بسرعة بعد أن كان في وضع الجلوس أو الانحناء. وكلنا يمر بهذه التجربة بدرجة طفيفة، فنشعر بدوار أو إغماء بسيط يزول خلال ثوان. كما يحدث ذلك بعد حمام حار أو لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية ضغط الدم. ولكن حين يصل الأمر إلى إغماء تام أو غشية، يصبح أكثر خطورة.
    العناية الذاتية

    إن أظلمت الرؤية أو شعرت بأنك على وشك الإغماء، أخفض رأسك. تمدد وارفع ساقيك قليلا لإعادة الدم إلى الرأس. وإن لم يمكنك التمدد، انحن إلى الأمام وضع رأسك بين ركبتيك.
    تدابير وقائية

    = قف وغير وضعياتك ببطء، خاصة عند الالتفاف من جهة إلى أخرى أو عند الانتقال من وضعية التمدد إلى وضعية الوقوف. وقبل أن تنهض في الصباح، اجلس على طرف السرير لبضع دقائق.
    = قف لدقيقة أو اثنتين قبل أن تبدأ بالسير.
    = لا ترهق نفسك. خذ فترات من الراحة إن كنت تعمل في جو حار ورطب. وارتد ملابس مناسبة للظروف المناخية التي تعمل فيها لتجنب فرط الشعور بالحر.
    = تناول ما يكفي من السوائل لتجنب التجفاف وتنشيط الدورة الدموية.
    = تجنب التدخين وامتنع عن تناول الكحول.
    = لا تقد السيارة أو تشغل معدات خطرة إن شعرت بالدوار.
    = لا تصعد أو تنزل على السلالم.
    = تحقق من الأدوية التي تتناولها. قد تطلب بعض التعديلات من الطبيب عند الحاجة.
    العون الطبي

    من شأن الأعراض الطفيفة التي تدوم لأسابيع أو شهور أن تكون ناتجة عن أمراض في الجهاز العصبي. فالغثيان المفاجئ أو التقيؤ أو الدوار أو الدوخة وازدواج الرؤية هي أعراض تستلزم عناية طبية عاجلة لأنها قد تنجم عن نزف في المخيخ أو ساق الدماغ.
    وبما أن مشاكل الدوار والتوازن قد تعزى إلى أسباب عديدة ومتنوعة، يستلزم التشخيص عادة تقريرا كاملا عن التاريخ الطبي للمريض إضافة إلى عدة اختبارات. ويشتمل علاج الدوخة المفاجئة على أدوية فضلا عن تلافي الوضعيات أو الحركات التي تسبب الدوار. وقد يقترح الطبيب علاج وضعية الأذن الداخلية (التأهيل الدهليزي).
    اتصل بمرشدك الصحي في هذه الحالات:

    = في الحالات الحادة أو المتواصلة (لأكثر من عدة أيام أو أسبوع) أو المتكررة.
    = إن كنت تتناول أدوية لارتفاع ضغط الدم.
    = إن كان برازك أسود أو مصحوبا بالدم أو عند ملاحظة أي علامات لفقدان الدم.
    اطلب المساعدة الطبية الطارئة إذا:

    = شعرت بالإغماء وأنت تدير رأسك أو تمد عنقك، أو ترافق الإغماء أو الدوار بأعراض أخرى كألم في الصدر أو الرأس، اضطراب في التنفس، خدر أو ضعف مستمر، عدم انتظام ضربات القلب، غشاوة أو ازدواج في الرؤية، ارتباك أو اضطراب أثناء التكلم، غثيان أو تقيؤ.
    = حدثت الأعراض المذكورة عند الاستيقاظ.
    = حدث الإغماء بدون مقدمات.
    = كانت تلك نوبة الإغماء الأولى من دون سبب واضح.
    = تعرضت الضحية لإصابة أثناء الإغماء.
    بانتظار وصول العون الطبي، قم بالتدابير التالية: إن كانت الضحية مستلقية، مددها على ظهرها. وإن بدت الضحية على وشك التقيؤ، اقلبها على جنبها. ارفع الساقين فوق مستوى الرأس. وإن أغمي على المصاب وهو جالس، مدده على الفور. أرخ الملابس الضيقة. استمع إلى صوت النّفس. وفي حال غيابه، تعتبر المشكلة أكثر خطورة من مجرد إغماء، مما يستوجب مباشرة الإنعاش القلبي الرئوي.
    كيف يحافظ الجسم على توازنه

    يرتكز الحفاظ على التوازن على شبكة معقدة تشمل عدة أجزاء من الجسد. وفي سبيل الحفاظ على توازن الجسد، يعمد الدماغ إلى تنسيق دفق متواصل من المعلومات الواردة من العينين والعضلات والأوتار والأذن الداخلية. وتعمل جميع هذه الأجزاء معا لتساهم في إبقاء الجسد مستقيما وتأمين حس بالاستقرار أثناء الحركة.
    والواقع أن كثيرا من حالات الدوار تعزى إلى مشاكل في الأذن الداخلية. بيد أنه من شأن أي اضطراب في أي جزء من الجهاز المسؤول عن التحكم بالتوازن أن يسبب الدوار وانعدام التوازن.

    أ. تحتوي الأذن الداخلية على بنية التوازن الأساسية.
    ب. يرسل الدماغ المعلومات ويحللها من وإلى الجسد.
    ج. تسجل العينان وضع الجسد وما يحيط به.
    د. تحتوي البشرة على أجهزة استشعارية تزودنا بمعلومات حول محيطنا عند لمسنا للأشياء.
    هـ. تنقل العضلات والمفاصل حركة الجسد إلى الدماغ.

  5. #1305
    التعب


    نمر جميعا تقريبا بفترات من التعب. فبعد تخصيص عطلة الأسبوع للأعمال المنزلية أو قضاء يوم محموم مع الأطفال أو في المكتب، من الطبيعي تماما أن نشعر بالإرهاق. وهذا النوع من التعب الجسدي والنفسي هو أمر طبيعي. ويمكننا عادة استعادة طاقتنا المفقودة بالراحة أو الرياضة.
    أما إن شعرت بتعب مستمر، أو بإرهاق كبير، فقد تكون حالتك أكثر خطورة عندئذ. إلا أنه من غير الممكن عادة تحديد السبب إن لم يترافق التعب بأعراض أخرى. ويعتبر غياب الرياضة المنتظمة سببا شائعا لحالات التعب المزمن (فقدان التكيف). بيد أنه من السهل علاج ذلك عبر مضاعفة النشاط تدريجيا والمباشرة في تطبيق برنامج رياضي.
    ومن شأن التعب أن يعزى إلى مشاكل جسدية أو نفسية. وعادة، يبدو التعب الجسدي أكثر وضوحا في أواخر النهار وغالبا ما يزول بعد ليلة من النوم الهادئ. أما التعب النفسي فيبلغ ذروته في الصباح ويزول تدريجيا مع تقدم النهار.
    الأسباب الشائعة

    تشتمل الأسباب الشائعة للتعب الجسدي على ما يلي:
    = العادات الغذائية السيئة.
    = الحاجة إلى النوم.
    = الافتقار إلى اللياقة الجسدية.
    = ارتفاع حرارة أماكن العمل أو السكن.
    = التسمم بأول أكسيد الكربون.
    = تعاطي عقاقير غير موصوفة كمسكنات الألم وأدوية السعال والزكام ومضادات الهيستامين وأدوية التحسس والمنومات وأقراص دوار الحركة.
    = تعاطي عقاقير موصوفة كالمهدئات والمرخيات العضلية والمسكنات وأقراص تحديد النسل وأدوية ضغط الدم.
    = التجفاف.

    ومن شأن التعب أن يكون عارضا أوليا للحالات التالية:
    = انخفاض عدد الكريات الحمراء (فقر الدم)
    = السرطان
    = قصور في نشاط الغدة الدرقية
    = داء السكر
    = التهابات متنوعة، حادة أو مزمنة
    = التهاب المفاصل الروماتيزمي
    = اعتلال القلب
    = الإدمان على الكحول
    = اضطراب النوم
    = عدم توازن المحلول الهيدروليكي (حين تكون معدلات الأملاح في الدم كالصوديوم والبوتاسيوم وغيرها من الأملاح المعدنية شديدة الارتفاع أو الانخفاض).

    تترافق معظم هذه الأمراض بأعراض أخرى كألم العضلات والأوجاع والغثيان وانخفاض الوزن والحساسية تجاه البرد وقصر النّفس.
    أما الأسباب الشائعة للتعب النفسي فتشتمل على:
    = تحميل النفس فوق طاقتها، خاصة عند عدم القدرة على قول لا.
    = الضجر أو نقص التشجيع من العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء.
    = المرور بأزمة كبيرة (كفقدان الشريك أو العمل)، أو الانتقال أو مواجهة مشكلة عائلية.
    = الاكتئاب.
    = الوحدة.
    = مشاكل نفسية سابقة لم يتم حلها.
    = كبت الغضب عوضا عن التعبير عنه.

    العناية الذاتية

    قبل التحدث إلى المرشد الصحي، فكر في احتمال ارتباط تعبك بسبب مبرّر يمكن علاجه باتباع بعض التغييرات الحياتية:
    = خذ قسطا وافيا من النوم، أي من 6 إلى 8 ساعات من النوم المتواصل.
    = اتبع برنامجا للنوم. اخلد إلى الفراش وانهض في الوقت نفسه كل يوم.
    = استرح واطلب من غيرك أن ينوب عنك.
    = نظم برنامج عملك واضعا أولويات لنشاطاتك.
    = استرح واسترخ. قم بأشياء مسلية.
    = مارس الرياضة مبتدئا بشكل تدريجي. مارس رياضة المشي عوضا عن مشاهدة التلفاز. وإن كنت قد تجاوزت الأربعين من العمر، استشر طبيبك قبل البدء ببرنامج رياضي قاس.
    = ضاعف فترات تعرضك للهواء المنعش في المنزل ومكان العمل.
    = اعتمد نظاما غذائيا متوازنا وتجنب الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون.
    = خفض وزنك إن كان زائدا.
    = أكثر من السوائل (نصف غالون أو أكثر يوميا تجنبا للتجفاف).
    = تحقق من الأدوية التي تتعاطاها (الموصوفة وغير الموصوفة) للتأكد من أن التعب ليس تأثيرا جانبيا.
    = أقلع عن التدخين.
    = ابتعد عن الكحول.
    = إن كنت تواجه متاعب في عملك، جد وسيلة لحلها.

    العون الطبي

    إن تواصل التعب حتى بعد أخذ قسط واف من الراحة ودام لأسبوعين أو أكثر، قد يكون الأمر ناتجا عن مشكلة تتطلب عناية طبية. استشر مرشدك الصحي.
    العناية بالأطفال

    نادرا ما يشتكي الأطفال والشبان من التعب. وفي حال إصابتهم بالتعب، قد تكون تلك إشارة إلى التهاب حاد موجود أو في طور التكون. استشر الطبيب في هذه الحالة.
    ما هي متلازمة التعب المزمن؟

    متلازمة التعب المزمن هي حالة شبيهة بالأنفلونزا غير مفهومة بدقة، من شأنها أن تستنفد تماما الطاقة الجسدية وأن تدوم لأعوام. فيعاني الأشخاص الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة ملؤها الحيوية في السابق من تعب حاد وألم في المفاصل والعضلات والغدد اللمفاوية المصابة بألم ومن الصداع.
    والواقع أن الخبراء لم يتوصلوا بعد إلى تحديد أسباب هذه المتلازمة، بالرغم من أنها تميل لأن تكون عديدة. وبناء على النظريات الحالية، تشتمل الأسباب على الالتهابات واللاتوازنات الهرمونية والشذوذ السيكولوجي أو المناعي أو العصبي. وأظهرت إحدى الدراسات بأن بعض الأشخاص الحاملين للمتلازمة يعانون من اضطراب في انخفاض ضغط الدم يحفز لديهم الإصابة بالإغماء.
    يهدف علاج متلازمة التعب المزمن إلى تسكين الأعراض. بالتالي، غالبا ما توصف مسكنات ضد الالتهاب كالإبوبروفين، إلا أنها نادرا ما تنفع. غير أنه من شأن الجرعات المنخفضة لمضادات الاكتئاب أن تخفف الألم والاكتئاب اللذين غالبا ما يرافقان الأمراض المزمنة كما تساعد على النوم. وبما أن المصابين بمتلازمة التعب المزمن يفقدون لياقتهم البدنية ما يزيد من التعب، يعتبر العلاج الفيزيائي ضروريا. فهو يساعد على منع أو تخفيف ضعف العضلات الناجم عن الخمول المتواصل. من المفيد بالتالي استشارة الطبيب المختص لمساعدتك على التعامل مع المرض والأعراض الناجمة عنه.

  6. #1306
    الحمى


    تتغير حرارة الإنسان، حتى عندما يكون في حالة جيدة، وهذا التغير هو أمر طبيعي. وتعتبر 37 درجة مئوية حرارة طبيعية. غير أن الحرارة الطبيعية قد تزيد أو تنقص بمعدل درجة أو أكثر.
    ففي الصباح، تكون درجة حرارة المرء أقل عموما، وبعد الظهر تصبح أعلى بعض الشيء. تحقق بالتالي من حرارة أفراد عائلتك حين يكونون بصحة جيدة لتكتشف حدودها الطبيعية.
    ما هو السبب؟

    لا تعتبر الحمى مرضا بحد ذاتها، بل هي إشارة إلى وجوده في أغلب الأحيان. فارتفاع الحرارة يشير إلى أن أمرا يحدث داخل الجسد.
    وعلى الأرجح، يكون الجسد في صراع مع التهاب ناتج عن بكتيريا أو فيروس. وقد تساهم الحمى في القضاء على الفيروس. وفي حالات نادرة، تشكل الحمى ردة فعل تجاه عقار طبي أو لقاح أو التهاب أو شدة الحر. وأحيانا يكون السبب غير واضح. ولكن لا تحاول على الفور خفض الحرارة. إذ من شأن ذلك أن يخفي الأعراض، ممددا فترة المرض ومعيقا تحديد السبب.
    ستعرف عادة سبب ارتفاع الحرارة في غضون يوم أو يومين. وإن ظننت بأن الحالة ليست ناتجة عن مرض فيروسي، استشر طبيبا متخصصا.
    تشتمل الأسباب الأخرى الشائعة للحمى على ما يلي:
    = التهاب معين، كالتهاب جهاز البول (وذلك يتمثل بتبويل متكرر أو مؤلم)، التهاب اللوزتين (وغالبا ما يترافق مع التهاب في الحلق)، التهاب الجيوب الأنفية (ألم فوق العينين أو تحتهما)، التهاب القصبات (سعال واحتقان صدري) وخراج في الأسنان (يتمثل بمنطقة مؤلمة في الفم).
    = داء وحيدات النواة الخمجي، مصاحبا بالتعب.
    = مرض تم التقاطه في بلد غريب.
    = الإرهاق الناجم عن الحر أو حرق الشمس الحاد.
    تحذير

    لا تقم أبدا بإعطاء الأسبيرين إلى طفل أو شاب عند الإصابة بالحمى إلا بأمر من الطبيب. ففي حالات نادرة، يسبب الأسبيرين مرضا خطيرا وقاتلا يدعى متلازمة راي إن هو أعطي في حالة إنتان فيروسي.
    العناية الذاتية

    أكثر من شرب الماء تجنبا للتجفاف (لأن الجسد يفقد كمية أكبر من الماء في حالة الحمى)، وخذ قسطا وافيا من الراحة.
    = للأطفال والبالغين الذين لا تتعدى حرارتهم 38.9 درجة مئوية:
    – تجنب عادة استعمال دواء عند ارتفاع الحرارة ضمن هذا المجال.
    – ارتد ملابس خفيفة ومريحة وغطّ نفسك بملاءة أو ببطانية خفيفة.
    = للأطفال والبالغين الذين تتراوح حرارتهم بين 38.9 و40 درجة مئوية:
    – أعط الأطفال أو البالغين أسيتامينوفين (تيلينول أو غيره) أو إبوبروفين (أدفيل Advil أو موترين Motrin أو غيره)، وفقا للتعليمات الواردة على الملصق. ويمكن للبالغين استعمال الأسبيرين عوضا عنه. ولكن احذر من إعطاء الأسبيرين للأطفال.
    = للأطفال والبالغين الذين تفوق حرارتهم 40 درجة مئوية:
    – من شأن تبليل الجسم بإسفنجة وبماء فاتر أن يخفض الحرارة.
    – تحقق مجددا من الحرارة كل نصف ساعة.
    العناية الطبية

    أطلب العون الطبي لارتفاع في الحرارة عند أي من الحالات التالية:
    = تعدت الحرارة 40 درجة مئوية.
    = تعدت الحرارة 38.5 درجة مئوية واستمرت لثلاثة أيام أو أكثر لدى أي شخص بسن ثلاثة أشهر وما فوق.
    = إن كان المصاب راشدا ويعاني من مرض مزمن مع حمى.
    وتعتبر الحمى واحدة من علامات المرض. أخبر الطبيب عن الأمراض المعدية التي قد عانى منها المحيطون بك بما في ذلك الأنفلونزا، الزكام، الحصبة أو النّكاف.
    اتصل فورا بمرشدك الصحي على الفور إن كان المصاب بالحمى طفلا أو إن رافقت الحمى أي من الأعراض التالية:
    = طفل في الشهر الثالث وما دون بلغت حرارته 38 درجة مئوية أو أكثر.
    = بقعة لينة ناتئة في رأس الطفل.
    = صداع حاد وحساسية غير معتادة في العين تجاه الضوء الساطع.
    = تورم حاد في الحلق.
    = تيبس قوي في العنق وألم عند حني الرأس إلى الأسفل.
    = تقيؤ مستمر.
    = صعوبة في التنفس.
    = اختلاط ذهني أو إفراط في البلادة أو سرعة الانفعال.
    العناية بالأطفال

    يعتبر ارتفاع الحرارة غير المبرر أكثر إثارة للقلق لدى الأطفال منه لدى البالغين. فارتفاع الحرارة أو انخفاضها بصورة سريعة، يسبب نوبة صرع لدى طفل من كل 25 طفلا دون السادسة من العمر. وتدوم النوبة عموما لأقل من 10 دقائق ولا تسبب عادة ضررا مستديما. إن أصيب طفلك بنوبة صرع، مدده على جنبه وأمسكه لئلا يتأذى. لا تضع شيئا في فمه ولا تحاول إيقاف النوبة. فورا اسع للعناية الطبية لتحديد سبب نوبة الصرع وأي معالجة ضرورية.
    وتصاحب الحمى أحيانا نمو الأسنان. أما نوبات الحمى المرافقة للأذنين، فتشير غالبا إلى التهاب في الأذن الوسطى. وينصح باستشارة الطبيب حول ارتفاع الحرارة الذي يعقب اللقاحات.
    من الأسهل عادة إعطاء الأطفال أدوية سائلة. فبالنسبة للأطفال الصغار، استعمل حقنة (من دون الإبرة) واعصر الدواء بلطف في زاوية الفم الخلفية.
    شجع الطفل المصاب على شرب كثير من الماء أو العصير أو مشروبات الصودا الغازية أو على تناول مشروبات الفاكهة الغازية المجلدة.
    أخذ الحرارة

    ثمة عدة أنواع من الميزان الإلكتروني الرقمي وعدة طرق لأخذ حرارة الطفل. ولكن لا يجب استعمال ميزان الزئبق أو الاحتفاظ به في المنزل تجنبا للتعرض الطارئ لهذه المادة السامة.
    الميزان المستقيمي: هو الطريقة الفضلى لأخذ حرارة الطفل ما بين الشهر الثالث والعام الرابع.
    = نظف الميزان بالسبيرتو أو بالماء والصابون. ضع بعض الفازلين على طرفه.
    = مدد الطفل على بطنه.
    = شغل الميزان وأدخل طرفه بحذر لمسافة 1.25 إلى 2.5 سم في فتحة المستقيم.
    = ثبت الميزان والطفل لمدة دقيقة إلى أن تسمع الرنين.
    = انزع الميزان واقرأ الحرارة.
    الميزان الفموي: هي الوسيلة المفضلة للأطفال بين سن الرابعة وما فوق.
    = نظف الميزان بالسبيرتو أو بالماء والصابون.
    = شغل الميزان وضع الجزء الحساس تحت اللسان باتجاه مؤخرة الفم.
    = ثبت الميزان في مكانه إلى أن تسمع الرنين.
    = انزع الميزان واقرأ الحرارة.
    ميزان الأذن: الميزان الطبلي الذي يقيس الحرارة داخل الأذن هو خيار آخر للأطفال في الشهر الثالث وما فوق.
    = ضع طرف الميزان بلطف في قناة الأذن. يجب أن يوضع بطريقة صحيحة لأخذ الحرارة بدقة.
    = شغل الميزان. تظهر الحرارة خلال ثوان.

  7. #1307
    الألم


    تشكل الآلام الجسدية جزءا من حياتنا. فقد تغلق الباب على إصبعك أو تحرق يدك عند إمساك ذراع المقلاة الحامية أو تلوي كاحلك وأنت تمارس رياضتك المفضلة، وتكون النتيجة شعورا بالألم.
    والواقع أن كثيرا من الآلام التي نمر بها قد تكون قوية إلا أن حياتها محدودة عادة. فقد لا تدوم الأوجاع سوى لحظات أو تستمر لأيام أو أسابيع، اعتمادا على حدة الإصابة والوقت اللازم للشفاء. بيد أنها في معظم الأحيان تزول في النهاية. ويدعى هذا النوع من الألم المؤقت بالألم الحاد.
    وعندما تتواصل الأوجاع لما بعد فترة الشفاء الطبيعية أو لا تبدو ناتجة عن أي إصابة سابقة أو أي ضرر جسدي، فهي تعرف بالألم المزمن. ويعرف الألم المزمن إجمالا بالألم الذي يدوم لأكثر من ثلاثة شهور. واستنادا إلى تقديرات المؤسسة الأميركية للأوجاع، فإن أكثر من 50 مليون أميركي يعانون من الألم المزمن، ما يتسبب بخسارة 50 مليون يوم عمل سنويا. كما تشير المؤسسة الوطنية للمشاكل النوم إلى أن حوالى 20 بالمئة من المتقدمين في السن يعانون من مشاكل في النوم عدة ليالي في الأسبوع بسبب الأوجاع.
    ومن شأن الألم المزمن أن يكون قويا. إلا أنه باستطاعة المصاب إيجاد طرق للتعامل معه بحيث تكون حياته أكثر نشاطا ومتعة وبحيث يستمر في إنجاز وظائفه اليومية. كما أن موقف الإنسان تجاه الألم بالإضافة إلى الأدوية والعلاجات، قد يساعد على تحمله. والواقع أن فهم الألم يمثل خطوة هامة في سبيل تحمله وتجاوزه.
    لم لا يتوقف الألم؟

    عندما يتعرض الجسد لإصابة أو التهاب، تقوم أطراف أعصاب معينة في الجلد أو المفاصل أو العضلات أو الأعضاء الداخلية ببعث رسائل إلى الدماغ لإخباره بأن الجسد قد تعرض لضرر أو لمهيج مزعج. وثمة ألياف عصبية تخبر الدماغ على الفور بموضع الألم ومدى حدته وبالشعور الذي يولده (أهو حاد أم محرق أم نابض). عندئذ، “يقرأ” الدماغ إشارات الألم تلك ويجيب عليها برسالة توقفك عن القيام بما يسبب الوجع. فإن كنت تلمس شيئا ساخنا، يرسل الدماغ أمرا إلى العضلات بالتقلص لتسحب يدك إلى الخلف.

    إضافة إلى ذلك، يرسل الدماغ أمرا إلى الخلايا العصبية بالتوقف عن إرسال إشارات الألم فور زوال السبب، كبدء الإصابة بالشفاء مثلا. غير أنه أحيانا تفشل هذه الآلية، تماما كبوابة بقيت مفتوحة. فلسبب معين، يواصل الجهاز العصبي بعث إشارات الألم إلى الدماغ لشهور أو حتى لسنوات بعد شفاء الإصابة، أو حتى إن لم يحدث أي ضرر جسدي. فينتج عن ذلك الألم المزمن.
    دور الانفعالات وتأثيرها

    الألم هو عبارة عن تجربة مزعجة، حسية ونفسية، تقترن عادة بتلف فعلي أو محتمل في الأنسجة. والألم ليس
    على الألم

    معاناة جسدية فحسب، بل نفسية أيضا. فجزء من كيفية تحليلك وتفاعلك مع الألم هو في الواقع نتيجة لتجربتك الشخصية وتربيتك.
    كل منا يشعر بالألم بطريقة مختلفة. فإن كنت قد نشأت على تجاهل الألم وتجاوزه، ستكون أوجاعك أقل تأثيرا عليك مما لو كنت قد نشأت في عائلة يتذمر أفرادها كثيرا من الألم ومن مدى معاناتهم.
    ومن شأن الألم، إن هو استمر لفترة طويلة، أن يزيد من مستوى إحباط المرء وسرعة اهتياجه، مؤديا به إلى الشعور بالاكتئاب. وقد يؤخذ المصاب “بدور المريض” – شعور المرء بأنه ضحية ألمه الذي قد يجعله مركز الاهتمام ويريحه من بعض المسؤوليات الملقاة على عاتقه. غير أنه بالمقابل، سيؤدي به إلى أن يصبح أكثر خمولا وانعزالا مما سيضاعف إحساسه بالألم. إضافة إلى ذلك، يميل التوتر والحزن إلى مضاعفة الألم وتقليص القدرة على تحمله. بالتالي، فإن إيجاد طرق إيجابية لتخطي الأوجاع قد يكون ذا فائدة على الصعيدين الجسدي والعاطفي.
    الأشكال الشائعة للألم المزمن

    غالبا ما يكون الألم المزمن موهنا، إلا أنه يظل قابلا للعلاج. وتتوفر في سبيل ذلك عدة تقنيات. ويتمثل مفتاح السيطرة على الألم بمراجعة دقيقة للأسباب وبمقاربة منسقة للتحكم به. وغالبا ما يساعد العلاج المبكر والناجح للألم الحاد بعد عملية جراحية مثلا أو بعد نوبة الحلأ النّطاقي على منع الإصابة بالألم المزمن. ولكن، هناك عدة علاجات إن كنت تعاني من ألم مزمن. وإليك في ما يلي بعض الأشكال الشائعة للألم المزمن.
    ألم الظهر: يعتبر ألم الجزء الأسفل من الظهر من أكثر الأسباب المؤدية إلى التوقف عن العمل في الولايات المتحدة، والسبب الأبرز لفقدان الوظيفة. وينتج ألم الظهر الدائم عن إجهاد وتشنّج عضلي، آليات جسدية غير سليمة، قلة اللياقة البدنية، تغيرات في العمود الفقري، كفتق في القرص الفقري، وأمراض تنكسية، مثل التهاب عظمي مفصلي.
    الصداع: إن أكثر أنواع ألم الرأس شيوعا هو ما يدعى بصداع التوتر. بيد أن الأطباء غير أكيدين من أن ذلك عائد إلى التوتر العضلي الفعلي. فابتداء حالات صداع التوتر أو تفاقمها لا يرتبطان دوما بأحداث مسببة للتوتر. أما الألم النابض الذي تسبّبه الشقيقة Migraine، فقد يكون مرتبطا بتغيرات في الأوعية الدموية للرأس. ومن شأن الوراثة والأدوية والكحول وبعض الأطعمة والإجهاد والانفعال أو الاكتئاب أن يولد ألم الشقيقة.
    التهاب المفاصل: التهاب المفاصل هو الاسم العام للإصابة بداء المفاصل. يصيب الالتهاب العظمي المفصلي الغضروف الموجود في مفاصل الركبتين واليدين والوركين والعمود الفقري. أما التهاب المفاصل الرثياني فيشتمل على التهاب النسيج الموجود حول المفاصل وداخلها ويصيب إجمالا اليدين والقدمين.
    ألم عضلي ليفي: متلازمة الألم العضلي الليفي هي عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تشتمل على ألم وشعور بالألم عند الضغط واسعي النطاق. وتختلف هذه الحالة عن التهاب المفاصل في كون الألم يتركز في العضلات والأنسجة المجاورة للمفصل عوضا عن المفصل نفسه. ومن شأن الأعراض أن تسوء ثم تهدأ، ولكنها لا تختفي تماما.
    العصاب (الاعتلال العصبي): ينجم هذا الألم عن التلف الذي يصيب الجهاز العصبي إثر إصابة مرض طويل الأمد كداء السكر. ومن شأن علاج هذا النوع من الألم أن يكون الأكثر صعوبة. نوع آخر من الألم المرتبط بالتلف العصبي يعقب نوبة حلأ نطاقي، ويصيب عادة المتقدمين في السن. ويعاني المصاب به من ألم حارق وكاو.
    متلازمة تهيج الأمعاء: هو اضطراب معقد يصيب الأمعاء السفلية ويسبب الألم والانتفاخ ونوبات متكررة من الإسهال أو الإمساك.
    تحفيز مسكنات الألم الطبيعية

    أظهرت الدراسات أن من شأن التمارين الهوائية (Aerobics) أن تحفز إطلاق المورفين الباطني الذي يشكل مسكن الجسد الطبيعي للألم. والمورفين الباطني هو عبارة عن مهدئ شبيه بالمورفين يرسل أوامر بوقف الألم إلى الخلايا العصبية. ويبدو بأن لمدة التمارين دورا أكثر أهمية من قسوتها. فالقيام بتمارين هوائية غير مكثفة من 30 إلى 40 دقيقة متواصلة لخمسة أو ستة أيام في الأسبوع، قد يكون أكثر فعالية. ولكن احرص على زيادة الوقت المخصص ببطء. فحتى التمرن لثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع قد يكون ذا فائدة.
    إن باشرت ببرنامج رياضي أكثر قسوة من المشي، عليك الخضوع لتقييم طبي إن كنت:
    = فوق الأربعين من العمر.
    = تطيل الجلوس.
    = تعاني من عوامل خطر للإصابة باعتلال الشريان التاجي.
    = تعاني من مشاكل صحية مزمنة.

    العناية الذاتية

    فور استبعاد الأمراض الخطيرة أو علاجها، يمكن للخيارات التالية أن تساعدك على السيطرة على الألم المزمن:
    = المحافظة على النشاط. ركز على الأمور التي بمقدورك القيام بها. جرب ممارسة هوايات ونشاطات جديدة. وتمرن يوميا. فالنشاط الذي يسبب ألما بالأساس لا يؤدّي بالضرورة إلى تلف أكبر أو إلى تفاقم الألم المزمن. وإن كنت تعاني من التهاب المفاصل، فمن شأن التمرين أن يوسع مجال الحركة في المفصل. كما أن تمارين الظهر والعضلات البطنية قد يساعد على تسكين ألم الظهر أو حتى منع الإصابة به. باشر برنامجك ببطء، وتمرن من 20 إلى 30 دقيقة لثلاث أو أربع مرات أسبوعيا.
    = التركيز على الآخرين. عندما تلتفت إلى حاجات الآخرين يقل تفكيرك بمصاعبك الخاصة. اشترك بالتالي في نشاطات جمعية مثلا.
    = تقبل الألم. لا تنكر الأوجاع التي تشعر بها ولا تغال في التعبير عنها، بل كن واضحا وصادقا مع الآخرين حول قدراتك. حاول أن تكون عمليا في ما تستطيع إنجازه، وأعلم الآخرين حين يوكل إليك ما يفوق طاقتك.
    = الحفاظ على الصحة. تناول وجباتك واخلد إلى النوم وفقا لبرنامج منتظم.
    = الاسترخاء. يضاعف التوتر العضلي إحساسنا بالأوجاع. غير أن من شأن التقنيات التقليدية كالتدليك أو الاستمتاع بحمام المياه الدّوامية أن يعزز الاسترخاء العضلي والراحة العامة. تعلم بعض مهارات الاسترخاء كتمارين التنفس والتخيل. (انظر فصل إبقاء التوتر تحت السيطرة).
    = وضع يومية بالأوجاع. تساعد المفكرة اليومية في المراجعات الطبية.
    – اكتب وصفا مفصلا بالألم وأنت تشعر به.
    – حدد موضع الأوجاع وحدتها ومدى تكرارها وما الذي يخففها أو يزيدها.
    – استعمل تعابير معينة مثل لاسع، نافذ، خفيف، نابض، مزعج أو ناخر لوصف نوع الألم.
    – اذكر في يومياتك الأيام التي يقل فيها الألم أو يسوء.

    العون الطبي

    إن تغير نوع الألم – تصاعد من الخفيف إلى الحاد – أو إن عانيت من أعراض جديدة – كشعور بالوخز أو الخدر – من المستحسن أن تعرض نفسك مجددا على الطبيب.
    استعمال المسكنات بشكل سليم

    من شأن بعض الأدوية غير الموصوفة أن تكون فعالة في تسكين الألم المزمن. فبإمكان بعض الأدوية كالأسبيرين والإبوبروفين والأسيتامينوفين أن تهدئ الأوجاع عبر التداخل مع طريقة توليد الإشارات أو نقلها أو فهمها.
    اتبع التوصيات التالية لاستعمال سليم للأدوية في المنزل:
    = اقرأ الملحق بعناية واتبع جميع التعليمات والتحذيرات. ولا تتعدى أبدا الجرعة القصوى الموصى بها.
    = يجب ألا يستعمل الأطفال الأدوية المسكنة لأكثر من 10 أيام متواصلة ما لم يوص الطبيب بغير ذلك. إذ تنحصر مدة استعمالها بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين بخمسة أيام.
    = لا يجب تناول الأسبيرين في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل إلا بتوصية من الطبيب، إذ من شأنه أن يسبب نزفا لدى الأم والجنين على السواء. كما يجب عدم إعطاء الأسبيرين للأطفال إلا بوصفة من الطبيب.
    = إن كنت تعاني من التحسس تجاه الأسبيرين، استشر الطبيب أو الصيدلي حول المسكنات التي لا تشكل خطرا عليك.
    برامج علاج الألم المزمن

    قد أتاح التطور الذي شهده الطب مجالا واسعا من الخيارات للسيطرة على الألم المزمن. وتعتمد برامج الألم المزمن على إحدى مقاربات العلاج التالية أو على مجموعة منها:
    الجراحة: تساعد الجراحة في بعض الحالات على إزالة الألم أو تخفيفه. غير أنها لا تشكل خيارا مطروحا في كثير من الحالات.
    التدخل الطبي: في بعض حالات الألم المزمن، قد يحاول الطبيب تخفيف الألم بحقن دواء في موضع الألم أو قربه. وقد يعمد إلى غرس أجهزة صغيرة في جسد المريض، كمنبه عصبي أو مضخة دواء، للمساعدة على تخفيف الألم.
    الدواء: ثمة أنواع عديدة من الأدوية التي تستعمل للسيطرة على الألم المزمن، اعتمادا على حدة الألم والمرض أو المشكلة التي تسببه.
    العلاجات الفيزيائية والوظيفية: تركز برامج العلاج الفيزيائي على تخفيف الألم من خلال برنامج رياضي منتظم يشتمل على تمارين مرونة، تمارين هوائية وتمارين تقوية. أما العلاج الوظيفي، فيرتكز أساسا على الآليات الجسدية السليمة – استعمال العضلات والمفاصل بشكل صحيح لتخفيف الألم.
    العلاجات الإدراكية والسلوكية: تركز هذه الوسائل العلاجية على تفهّم السلوك والحركات والمشاعر ومشاكل العلاقات التي غالبا ما ترافق الألم المزمن، وتطوير طرق إيجابية للتعامل معها.
    العلاجات المتممة والبديلة: تشتمل على مجموعة من طرق العلاج، كاليوغا والتدليك والتأمل والوخز بالإبر.
    إعادة التأهيل: من شأن هذا النوع من العلاج أن يتضمن برنامجا خاصا لاستعادة الوظائف الحركية أو المساعدة في تعلم مهارات جديدة.

  8. #1308
    اضطرابات النوم


    الأرق هو الأكثر شيوعا من بين اضطرابات النوم التي تفوق الستين نوعا. وهو يتمثل في صعوبة الاستغراق في النوم أو مواصلة النوم أو معاودته عند الاستيقاظ باكرا. ومن شأن الأرق أن يكون حالة مؤقتة أو مزمنة. وهو يصنّف على أنه عرض لمرض آخر أو مرض بحد ذاته في بعض الحالات.

    تشتمل أسباب الأرق الشائعة على ما يلي:

    = الضغط المرتبط بالعمل أو بالمدرسة أو بالصحة أو بالهموم العائلية.
    = الاكتئاب والقلق.
    = تعاطي المنبهات (كالكافيين أو النيكوتين)، والملحقات العشبية والأدوية الموصوفة وغير الموصوفة.
    = تعاطي الكحول.
    = تغيير البيئة أو برنامج العمل.
    = استعمال المنومات لأمد طويل.
    = مشاكل طبية مزمنة بما في ذلك الألم العضلي الليفي أو الأمراض العصبية والعضلية المركبة.
    = الأرق السلوكي الذي يطرأ عندما يفرط المرء في القلق حول عدم القدرة على النوم جيدا ويحاول جاهدا الاستغراق في النوم. ومعظم الذين يعانون من هذه الحالة ينامون بشكل أفضل حين يبتعدون عن بيئة نومهم المعتادة.
    العناية الذاتية في حالة الأرق

    = ضع نظاما لأوقات النوم واتبعه.
    = تجنب أخذ قيلولة بعد الظهر أو مساء.
    = تجنب التمارين القوية قبل وقت النوم مباشرة. بالمقابل يستحسن ممارسة الرياضة المعتدلة قبل النوم بمدة تتراوح بين أربع إلى ست ساعات.
    = خصص وقتا “للتفكير بالهموم” في النهار.
    = لا تحمل أدوات العمل إلى الفراش. ولا تستعمل الإنترنت قبل النوم مباشرة.
    = خذ حماما دافئا قبل موعد النوم بساعة أو ساعتين.
    = اشرب كأسا دافئا أو باردا من الحليب. ولا بأس بتناول وجبة خفيفة، ولكن تجنب الوجبات الدسمة قبل وقت النوم.
    = أبق مكان النوم مظلما، هادئا ومنعشا. واستعمل غطاء للعينين عند الحاجة.
    = جرب تمارين الاسترخاء.
    = خفض استعمال المنبهات أو تخلى عنها، وتجنب المشروبات والأدوية المحتوية على الكافيين.
    = لا تدخن قبل النوم.
    = إن لم تتمكن من النوم، بعد نصف ساعة انهض. وابق مستيقظا حتى تشعر بالتعب ثم عد إلى الفراش من جديد. ولكن لا تغير وقت نهوضك بالنتيجة.
    = حافظ على مفكرة باضطرابات نومك. وإن لم تتمكن من النوم بعد أسبوع أو أسبوعين، قم بزيارة الطبيب. فمن شأن الفحوصات أن تكشف سبب أرقك.
    العناية بالأطفال

    سلس البول الليلي، هو السبب الأكثر شيوعا لاستيقاظ الأولاد بين سن الثالثة والخامسة عشرة في الليل.
    الكوابيس، قد تكون استجابة لتوتر أو لرضة تعرض لهما خلال النهار. هدئي روع طفلك بلطف بعد تعرضه لأي حادث.
    الذعر الليلي، يطرأ إجمالا بين سن الثالثة والخامسة، وهو عادة وراثية. فيستيقظ النائم وهو يصرخ من دون أن يتذكر حلمه. ويزيد التوتر العاطفي من المخاوف الليلية.
    السير أثناء النوم، وقد يشتمل على فتح الأبواب أو الذهاب إلى الحمام أو ارتداء الملابس أو خلعها. وهذه الحالة وراثية تشيع خاصة بين الأطفال من سن السادسة إلى الثانية عشرة.
    هل يجب أخذ قيلولة أم لا

    إن حاجتنا إلى أخذ قيلولة في منتصف النهار كامنة في ساعتنا البيولوجية. وهي تطرأ عادة بين الساعة الواحدة والرابعة بعد الظهر، كما يظهر من الانخفاض البسيط في درجة حرارة الجسد.
    ولا تعتبر القيلولة بديلا لليلة كاملة من النوم. كما أنه لا يجب أخذها إن كان المرء يعاني من مشاكل في النوم ليلا. ولكن إن وجدت بأن إغفاءة النهار تجدد نشاطك من دون أن تعيق نومك الليلي، حاول الأخذ بهذه النصائح:
    = خذ قيلولة قصيرة. فإغفاءة لمدة لا تتعدى نصف الساعة تعتبر مثالية. أما النوم لأكثر من ساعة أو ساعتين فيمنعك من النوم ليلا.
    = نم في منتصف فترة بعد الظهر. فأخذ قيلولة في هذه الفترة يولد نوما خفيفا يجدد النشاط الجسدي.
    = إن لم تتمكن من الإغفاء، استرح وحسب. تمدد لوقت قصير واشغل ذهنك بشيء آخر.
    اضطرابات النوم الأخرى

    انقطاع النّفس لفترات متكررة أثناء النوم (البهر)

    يشخر الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة ويتوقفون عن التنفس لفترة قصيرة، ثم يستعيدونه بهزة أو بلهثة. تطرأ هذه الحالة عندما ينغلق الممر الهوائي العلوي عند استرخاء أنسجة الحنك الرخو أو بسبب توسع السليلات الغدانية. راجع طبيبك في حال عانيت من هذه الأعراض. ومن المفيد في هذه الحالات تخفيف الوزن، النوم على البطن أو الجنب، وقد ينصحك الطبيب بوضع قناع على أنفك حين تخلد إلى النوم لإبقاء ممر الهواء مفتوحا.
    كز الأسنان أو شدها أثناء النوم (صرير الأسنان)

    قد يكون ذلك مرتبطا بالتوتر. راجع طبيب الأسنان ليتحقق من سلامة عضتك ويعطيك عازلا بلاستيكيا تجنبا للمزيد من التلف. حاول علاج مصدر توترك، واستعن بمهارات الاسترخاء.
    فرط النعاس: يمكن التخلص منه بالحصول على قسط واف من النوم ليلا، أخذ قيلولة في النهار واتباع برنامج نوم منتظم. تناول وجبات خفيفة أو نباتية، تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، كالقهوة والشاي والكولا لتبقى يقظا خاصة قبل النشاطات الهامة. وإن لم تتمكن من التخلص من نعاسك، قد يصف لك الطبيب منبها.
    متلازمة تململ الساقين

    هي الحاجة الملحة لتحريك الساقين. وتطرأ بعد الذهاب إلى الفراش بوقت قصير أو خلال الليل، معيقة الاستغراق في النوم أو معاودته. انهض وتمشى قليلا. واستعن بتقنيات ترخية العضلات وبحمام دافئ قبل النوم. أما إن كانت الأعراض خطيرة، فاستشر الطبيب.

  9. #1309
    تغيرات الوزن غير المتوقعة: زيادة أو نقصان الوزن


    في معظم الحالات، يكون لتغير الوزن أسباب واضحة. فتغير النظام الغذائي أو النشاط اليومي يؤثر في الوزن. إلا أن من شأن المرض الجسدي أيضا أن يؤثر سلبيا في الوزن. فالتغير غير المتوقع لوزن الجسد من 5 إلى 10 بالمئة (من 3.4 إلى 6.8 كلغ لمن يبلغ وزنه 68 كلغ) خلال ستة أشهر أو أقل هو أمر مثير للقلق. فإن انخفض وزنك أو ارتفع من دون سبب محدد، أو بسرعة شديدة، اعرض نفسك على الطبيب.
    ارتفاع الوزن

    في الواقع، يعتبر ارتفاع الوزن الهاجس الأكبر في مرحلة الرشد. وهو ينمو عادة بشكل تدريجي، عبر اكتساب عدة باوندات (كيلوغرامات) كل سنة. غير أن اعتماد نظام غذائي معتدل وممارسة الرياضة بانتظام قد يضعان حدا لهذه الزيادة.
    أما إن عانيت من زيادة سريعة في الوزن، استعرض الأسباب المحتملة التالية:
    1. تغير في النظام الغذائي. زيادة استهلاك المشروبات أو الصودا، تناول نوع جديد من الأطعمة المفضلة المحتوية على نسبة عالية من الدهون كالمثلجات أو الحلويات أو المقالي، زيادة تناول الوجبات الخفيفة أو التحول إلى الوجبات السريعة أو الجاهزة.
    2. انخفاض النشاطات الجسدية. وذلك بسبب إصابة حدت من حركة الجسم أو بسبب الانتقال من عمل يتطلب الحركة إلى آخر يحتاج إلى إطالة الجلوس أو تغيير في الروتين اليومي كالتوقف عن صعود السلالم أو الذهاب سيرا إلى العمل.
    3. استعمال دواء جديد. من شأن أنواع من الأدوية أن تساهم في زيادة الوزن، كبعض مضادات الاكتئاب والهرمونات، بما في ذلك الإستروجين والبروجسترون والكورتيزون.
    4. تغير المزاج. ففرط الانفعال أو التوتر أو الاكتئاب قد يزيد من النشاط وبالتالي استهلاك الأطعمة.
    5. احتباس الماء. تسبب بعض الحالات المرضية كالفشل القلبي أو الكلوي أو مشاكل الغدة الدرقية تزايد الماء في الجسم. فيشعر المصاب بانتفاخ في الأنسجة، ويبدو ذلك من خلال الصعوبة في وضع الخواتم أو ارتداء الأحذية أو عبر التورم التدريجي للكاحلين مع تقدم النهار، أو قصر غير اعتيادي في النفس أو دخول الحمام عدة مرات في الليل.
    العناية الذاتية

    إن انطبق السبب 1 أو 2 على حالتك، غير نظامك الغذائي وضاعف من نشاطك الجسدي. انتظر ما بين أربعة إلى خمسة أسابيع لملاحظة مفعول هذا التغيير. فإن لم تلاحظ أي انخفاض في وزنك، أو وجدت بأن السبب 3 أو 4 أو 5 هو مصدر ارتفاع وزنك، اعرض حالتك على الطبيب.
    نقصان الوزن

    إن فقدان 5 إلى 10 بالمئة من وزن الجسد خلال ستة أشهر أو أقل، هو أمر مقلق، ولكن ليس في جميع الحالات. استعرض الأسباب التالية:
    1. تغير النظام الغذائي، كتفويت بعض الوجبات، أو تناول الطعام بسرعة أو انخفاض ملحوظ في استهلاك الدهون وقد يعود ذلك أيضا إلى تغيير في طرق تحضير الوجبات أو في العادات المتعلقة بوقت الطعام، أو إلى تناول الطعام على انفراد.
    2. تغير في مستوى النشاط الجسدي، كالانتقال من وظيفة مريحة إلى أخرى تحتاج إلى الحركة أو اعتماد برنامج رياضي جديد أو الانهماك ببرنامج عمل محموم، أو بسبب تغيير الفصول.
    3. انخفاض الشهية، ربما بسبب التوتر، القلق، أو مشكلة صحية كامنة، قد يؤدي إلى نقصان الوزن.
    4. تعاطي عقار جديد، كبعض أنواع مضادات الاكتئاب أو المنبهات، موصوف أو غير موصوف (الكافيين، أو الأعشاب).
    5. التغيرات المزاجية، كالاكتئاب قد تسبب فقدانا للوزن.
    6. حالات أخرى، كمشاكل الأسنان، داء السكر غير المضبوط المصحوب بالعطش أو بزيادة التبول، فرط نشاط الغدة الدرقية، الاضطرابات الهضمية كسوء الامتصاص أو القرحة المصحوبة بألم البطن، التهابات الأمعاء، كداء كرون Crohn’s أو التهاب القولون، والتي تسبب الإسهال ودما في البراز، حالات إنتان كفيروس نقص المناعة البشرية أو مرض نقص المناعة المكتسبة أو السل، أو السرطان.
    العناية الذاتية

    إن انطبق على حالتك أحد السببين الأولين فقط، قم بتعديل نظامك الغذائي. تناول ثلاث وجبات متوازنة. وحين تضطر لتناول وجبة سريعة أو تعجز عن تناول وجبة جيدة، اشرب عصيرا يحتوي على مكملات غذائية. فالمساحيق التي تمزجها مع الحليب بسيطة ومتوازنة وأقل كلفة من المكملات الجاهزة للأكل. إن لم تتمكن من استعادة وزنك خلال أسبوعين، أو كان فقدان وزنك عائدا للسبب 3 أو 4 أو 5 أو 6، اعرض نفسك على الطبيب بدون تأخير.
    العناية بالأطفال

    قد يعود انخفاض الوزن أو عدم ازدياده لدى الأطفال إلى مشكلة هضمية تعيق هضم المغذيات الأساسية أو امتصاصها. ومن شأن فقدان هذه المغذيات أن يؤدي إلى إعاقة النمو وغيرها من المشاكل. وقد يكون الانخفاض ناجما أيضا عن اضطراب في الأكل أو عن مشكلة صحية غير ظاهرة. فإن عانى طفلك من فقدان غير مبرر للوزن، اعرضيه على الطبيب.
    اضطرابات الأكل: القهم والنهام

    القهم العصابي هو خلل في الأكل يفضي إلى فقدان كبير للوزن نتيجة شبه جوع مفروض ذاتيا. أما المصاب بالنهام فهو غالبا ما يكون شخصا طبيعي الوزن ولكنه يلجأ إلى تناول كميات كبيرة من الطعام وإلى المسهل (التقيؤ الإرادي أو فرط استعمال المسهلات) كوسيلة للتحكم بوزنه. يشيع كلا الخللين لدى المراهقات والشابات ولكنهما قد يصيبان أحيانا الذكور والأشخاص الأكبر سنا.
    والجدير بالذكر أن عدد المصابين بالقهم العصابي والنهام قد تزايد مع ازدياد التركيز على النحافة والجاذبية في المجتمع. بالتالي فإن تقليص هذا التركيز وعدم تعليق آمال غير واقعية على المراهق، يشكل خطوة هامة باتجاه كبح هذا الميل. فإن اشتبهت بوجود خلل في الأكل لديك أو لدى شخص آخر، اعرض الحالة على الطبيب.
    القهم (فقدان الشهية) العصابي

    الأعراض والعلامات:
    = صورة خاطئة عن الجسد، إذ يرى المرء نفسه أسمن مما هو في الحقيقة.
    = خوف غير واقعي من زيادة الوزن.
    = فرط الحمية والتريض.
    = انخفاض ملحوظ في الوزن أو فشل في ارتفاع الوزن خلال فترة النمو.
    = رفض الحفاظ على وزن طبيعي.
    = غياب الدورة الشهرية.
    = انشغال الذهن بالطعام والسعرات الحرارية ووصفات الأطعمة.غياب الدورة الشهرية.

    والواقع أن سبب القهم العصابي غير واضح، غير أنه قد يشتمل على عوامل بيولوجية ونفسانية. والشفاء التام ممكن إن تم التشخيص باكرا. أما ترك القهم العصابي بدون علاج فمن شأنه أن يؤدي إلى الوفاة. ويشتمل العلاج على المعالجة النفسية والنصائح الغذائية والعائلية في معظم الحالات. وقد يتم اللجوء إلى الاستشفاء في الحالات الخطيرة.
    النهام

    الأعراض والعلامات:
    = تناول الطعام بنهم بشكل متكرر.
    = افتعال التقيؤ أو فرط تناول المسهلات.
    = وزن معتدل لا يتجاوز عادة الحدود الطبيعية.
    = خوف من البدانة.

    ويترتب النهام على تناول كميات كبيرة من الأطعمة ومن ثم تصريفها بواسطة التقيؤ أو المسهلات. وهو أيضا شكل من أشكال شبه الجوع. ويؤدي تفريغ الطعام إلى استنفاد الماء والبوتاسيوم من الجسد ومن شأنه أن يقود إلى الوفاة. وغالبا ما يصاب المرء بالاكتئاب حين يدرك بأن طريقته في الأكل غير طبيعية. ويشتمل العلاج على تعديل سلوكي وعلاج نفساني وفي بعض الحالات على أدوية مضادة للاكتئاب. ويتم اللجوء إلى الاستشفاء أحيانا إن خرج الخلل عن السيطرة وأدى إلى مضاعفات جسدية.

  10. #1310
    التحسس تجاه الأدوية


    يمكن لأي دواء تقريبا أن يسبب تحسسا لدى بعض الأشخاص. والواقع أن حالات التحسس تجاه معظم العقاقير الطبية هي غير شائعة ولكنها تتراوح من التحسس الطفيف إلى الشديد الخطورة مهددة حياة المصاب. وتعتبر بعض الحالات، كالطفح الجلدي، تحسسا فعليا. إلا أن معظمها عبارة عن أعراض جانبية لعقار معين يصحبه جفاف في الفم أو تعب جسدي. ويكون البعض الآخر تسمما ناتجا عن عقار كتلف الكبد مثلا. وتبقى حالات أخرى غير مفهومة بدقة، إلا أن الطبيب يحدد طبيعة التحسس والإجراءات الواجب اتخاذها حياله.
    ويعتبر البنيسيلين والتركيبات المشابهة له مسؤولة عن عدد كبير من حالات التحسس تجاه الأدوية والتي تتفاوت من الطفح الجلدي الطفيف والشرى إلى فرط التحسس الفوري. غير أن معظم الحالات تنحصر في طفح جلدي طفيف.
    ومن الأدوية التي تميل إلى تسبيب تحسس، السولفا Sulfas والباربيتورات Barbiturates ومضادات الاختلاج. وهي جميعها عقاقير شائعة الاستعمال، فعالة ومفيدة، ولا يظهر التحسس سوى لدى أقلية من الناس. بالتالي، إن كنت تستعمل أحدها من دون أن تواجه أي مشاكل، لا توقف الاستعمال. ومن شأن صبغات التباين التي تستعمل في بعض دراسات الأشعة إكس للمساعدة على تحديد الأعضاء الأساسية أن تسبب استجابة تحسسية أيضا.
    وتشتمل علامات وأعراض التحسس تجاه الأدوية على ما يلي:
    = طفح جلدي، شرى وحكة عامة.
    = أزيز وصعوبة في التنفس.
    = صدمة.
    العناية الذاتية

    = تجنب الأدوية التي تسبب لديك تحسسا.
    = إن أصبت بتحسس حاد احفظ أسماء العقاقير المتعلقة به.
    = ضع سوارا أو عقدا يشير إلى نوع التحسس الذي تعاني منه.
    = نبه الأطباء إلى نوع التحسس قبل تلقي العلاج.
    = أعلم الطبيب بالمشاكل التي يحتمل أن تعاني منها. فقد يظهر التحسس بعد أيام من إيقاف الدواء.
    = اطلب من طبيبك دواء للاستعمال الطارئ.
    المساعدة الطبية

    اقصد الطبيب إن أصبت بطفح جلدي، حكة، شرى أو اشتبهت بأن الأعراض الأخرى التي تعاني منها قد تكون ناتجة عن دواء تستعمله.



صفحة 131 من 146 الأولىالأولى ... 3181121129130 131132133141 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال