صفحة 129 من 146 الأولىالأولى ... 2979119127128 129130131139 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1,281 إلى 1,290 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 129

الزوار من محركات البحث: 64845 المشاهدات : 322008 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1281
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,243 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44349
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    مقالات المدونة: 19
    سوء الهضم: تحيسن الهضم بواسطة دعم الإنزيمات الهاضمة


    إن الطعام الذي نأكله مصنوع من جزيئات كبيرة معقدة لا يمكنها أن تدخل في أنسجة أجسامنا. فلابد أولاً أن يتم تحليلها إلى دقائق أصغر بكثير. وهذه لا تكون قادرة على المرور من خلال جدار القناة الهضمية فحسب بل إنها توضع على قائمة الضيوف الأعزاء الذين يرحب بهم الجسم ويضمهم إليه! وعملية التحليل هذه هي وظيفة الإنزيمات الهاضمة.
    وهذه الإنزيمات الهاضمة يتم إنتاجها بكميات كبيرة على مراحل مختلفة على طول القناة الهضمية. فإذا لم تنتج ما يكفي منها لهضم طعامك، يمكن أن تصاب بسوء الهضم والانتفاخ والغازات. إلا أن الآثار بعيدة المدى الناتجة عن وجود طعام غير مهضوم في جسمك تكون أكثر خفاء وبطئاً ويمكن أن تؤدي إلى زيادة قابلية الإصابة بمتلازمة الأمعاء الملتهبة، وحالات عدوى الجهاز الهضمي (مثل داء الكانديدا)، وحالات الحساسية.
    هضم الكربوهيدرات

    يبدأ هضم الكربوهيدرات في الفم من خلال مفعول إنزيم التيالين. والتيالين هو نوع من الأميلاز Amylase (والأميلاز إنزيم يهضم الكربوهيدرات). ولا تتعرض الكربوهيدرات لمزيد من الهضم في المعدة، لذا يمكننا القول إن بإمكانها نظرياً أن تنتقل مباشرة إلى العفج (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة) حيث يبدأ الهضم الحقيقي للكربوهيدرات.
    الإنزيمات الهاضمة

    وتنتج خلايا خاصة في البنكرياس كميات كبيرة من إنزيمات الأميلاز التي تصب من خلال القناة البنكرياسية إلى العفج، وهي جاهزة لهضم الكربوهيدرات. كما ينتج البنكرياس أيضاً مواد قلوية تساعد على معادلة الحمض الذي اختلط بالطعام في المعدة. وإنزيمات الأميلاز تحلل وتفكك جزيئات السكر المعقدة التي تسمى السكريات العديدة (التي توجد مثلاً في الحبوب) إلى سكريات مثل المولت (وهو السكر الذي يمكن إنتاجه من حبوب مثل القمح أو الشعير). ومع ذلك، فإن هذه العملية لم تنتهِ بعد بالنسبة للكربوهيدرات. إذ ينتج المزيد من إنزيمات الأميلاز في الخلايا التي تبطن الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة؛ وهذه الإنزيمات يمكن أن تحلل مواد مثل المولتوز (ويسمى سكر الشعير وهو سكر ثنائي) إلى أبسط أنواع السكر وتسمى السكريات الأحادية. وأهم السكريات الأحادية هو الجلوكوز؛ ويعتبر الوقود الأساسي لجسم الإنسان والهدف النهائي من هضم الكربوهيدرات.
    هضم البروتينات

    على العكس من الكربوهيدرات فإن البروتينات يتم هضمها أساساً في المعدة. ولهذا السبب تنتج المعدة مادتين: حمض الهيدروكلوريك وإنزيماً يسمى الببسينوجين. وحمض الهيدروكلوريك (الذي كثيراً ما يسمى الحمض المعدي) يبدأ تأثيره ومفعوله على جزيئات البروتين الكبيرة مباشرة، ولكن مفعوله وحده يكون محدوداً. ولكن حينما يجتمع كل من الببسينوجين مع حمض الهيدروكلوريك يتكون منهما إنزيم قوي جداً يسمى الببسين Pepsin. وهذا الإنزيم يبدأ في تحليل البروتينات المعقدة إلى كتل صغيرة نسبياً من الأحماض الأمينية تسمى الببتيدات. وهذه الببتيدات يستمر تحللها إلى أحماض أمينية مفردة من قِبَل إنزيمات أكثر فعالية في هضم البروتينات (وتسمى بصفة إجمالية إنزيمات البروتياز أو البروتيازات) التي تدخل العفج من البنكرياس.
    كما يتم هضم البروتينات أيضاً بتأثير إنزيمات البروتياز التي تنتجها خلايا خاصة في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة. والنتيجة النهائية، إذا سارت الأمور على ما يرام، هي أن ينتهي أمر البروتينات المعقدة (أو المركبة) إلى أن تصير أحماضاً أمينية بسيطة جاهزة للامتصاص.
    هضم الدهون

    الدهون أمرها مختلف تماماً عما سبق. ففي حين أن البروتينات والكربوهيدرات تكون قابلة للذوبان في الماء بسهولة وهكذا يمكن التأثير عليها بفعل إنزيمات العصارات الهاضمة، فإن الدهون تطرد الماء وهكذا لا تؤثر عليها الإنزيمات. ولهذا السبب، فإن المرحلة الأولى من هضم الدهون، وتسمى مرحلة الاستحلاب، تتحدد في تجهيز دقائق الدهن لهضمها. وتقوم بهذه المهمة مادة تسمى الصفراء (أو المرارة) Bile التي ينتجها الكبد وتختزن في الحوصلة الصفراوية (أو المرارية). وما تفعله الصفراء هو أنها تحلل كريات الدهن الكبيرة نسبياً إلى قطيرات دقيقة من الدهن. وتكون بهذا كأنها حولت كرة قدم إلى 15 كرة تنس حتى تتكون مساحة سطحية أكبر بكثير مما كانت سابقاً ويمكن تعريضها للإنزيمات الهاضمة. ومرة أخرى نجد أن البنكرياس هنا يلعب دوراً رئيسياً؛ إذ إن العصارات الهاضمة التي ينتجها ويرسلها إلى العفج تحتوي على الليباز، وهو إنزيم هاضم للدهون.
    وهكذا، فإن الصفراء تدخل إلى العفج من خلال القناة الصفراوية، وتبدأ في تحليل الدهن إلى دقائق صغيرة. وفي نفس الوقت يدخل إنزيم الليباز العفج وهو الذي يهضم الدهون حقاً ويجعلها جاهزة للامتصاص.
    والصفراء (التي ينتجها الكبد ويتم تركيزها في الحوصلة الصفراوية) هي خليط من الأملاح القلوية التي تساعد على معادلة الحمض المعدي، والليسيثين (العامل المستحلب الرئيسي)، والكوليسترول. وكلما أكلت دهوناً، استعد الجسم لها بأن يجعل الحوصلة الصفراوية تنقبض لكي تفرز ما بها من صفراء إلى القناة الهضمية. وحتى إذا ما استؤصلت حوصلتك الصفراوية، فإن الكبد يستمر في إنتاجه للصفراء ولكنها لا تكون بنفس درجة التركيز السابقة، كما أنها لا تفرز تلقائياً كلما أكلت الدهن كما كان يحدث قبل استئصال الحوصلة الصفراوية. وهذا يعني أنك لازلت قادراً على هضم بعض الدهون ولكن ليس الكثير منها، لذا من المهم أن تتبع نظاماً غذائياً منخفض الدهون. وثمة طريقة لتحسين هذا الوضع هي أن تأخذ مكملاً من الليسيثين مع أية وجبة تحتوي على الدهون، فالليسيثين هو عامل الاستحلاب الأساسي الذي يعد الدهون للهضم. والليسيثين متاح إما كحبيبات (وفي هذه الحالة، فإنه يضاف بمقدار ملعقة حلو (متوسطة) إلى كل وجبة، وإما ككبسولات (وفي هذه الحالة تأخذ مقدار 1200 مجم مع كل وجبة).
    حل مشكلة سوء الهضم

    إن من الأسباب الرئيسية لسوء الهضم (أو عسر الهضم) أن الشخص المعرض لها لا ينتج ما يكفي من تلك الإنزيمات لهضم الطعام جيداً. وهذا يعني أن الطعام الذي لم يتم هضمه جيداً سيبقى عالقاً داخل الأمعاء الدقيقة، فتتغذى عليه البكتريا التي تعيش هناك. وهذه البكتريا تنتج الغازات مما يسبب حدوث انتفاخ وتطبل وألم بطني. كما يمكن أن يؤدي نقص إفراز الحمض المعدي إلى نفس المشكلة. وإذا كان شخص ما يجد صعوبة خاصة في هضم الدهون، فإن فضلاته تميل إلى أن تصبح قابلة للطفو على سطح الماء ويصبح لونها فاتحاً. وكذلك، فنظراً لأن خيرات الطعام لا تصل إلى الجسم فإن هذا الشخص بدلاً من أن يشعر بتحسن بعد أن يتناول وجبته فإنه غالباً ما يشعر بالتعب والتدهور.
    وتعتمد خلايا الجسم، مثل التي في البنكرياس، على الفيتامينات والمعادن لكي تنتج الإنزيمات. ولكن إذا لم تكن تهضم طعامك، فلن تحصل على العناصر الغذائية التي تحتاجها لتصنع هذه الإنزيمات؛ وهكذا تدخل في دائرة مفرغة. واليوم صار من السهل نسبياً أن تعرف إن كان شخص ما لا يهضم جيداً، وذلك باستخدام اختبارين غير اختراقيين. الأول يعرف بالجاستروجرام الذي اخترعه دكتور جون ماكلارين هوارد في معامل بيولاب Biolab في لندن. ويشمل ابتلاع كبسولات خاصة تنقل رسائل تظهر كفاءة الإفراز الحمضي للمعدة، وسرعة أو معدل تفريغ المعدة لمحتوياتها إلى الأمعاء الدقيقة، وكفاءة الإنزيمات البنكرياسية. والاختبار الآخر هو تحليل البراز. فإذا كان البراز يحتوي على بروتينات أو دهون أو كربوهيدرات غير مهضومة، فهذا يمكن أيضاً أن يعرفنا بوجود مشكلة هضمية.
    وأول إجراء يجب أن تتخذه إذا أصبت بسوء الهضم هو أن تتناول مكملات من الإنزيمات الهاضمة؛ والثلاثة الرئيسية منها هي الأميلاز والبروتياز والليباز. وتوجد الإنزيمات الهاضمة في صور كثيرة مختلفة، وتتراوح من المركبات الطبيعية (الغنية بإنزيم أو أكثر) إلى تركيبات من الأميلاز والبروتياز والليباز. وفيما يلي جدول يوضح المكونات الشائعة التي يمكن أن تجدها في مكملات الإنزيمات الهاضمة:
    الإنزيمات التي توجد بصفة طبيعية في الأطعمة النيئة

    تهضم الدهن تهضم البروتين تهضم الكربوهيدرات
    البابين (من الباباظ) x
    البروميلين (من الأناناس) x x
    البنكرياتين (خلاصة البنكرياس) x x x
    خلاصة مرارة الثور x
    الأميلاز x
    البروتياز x
    الليباز x
    عض الإنزيمات الهاضمة تحتوي أيضاً على اللكتاز، وهو الإنزيم الذي يهضم اللكتوز، الذي هو السكر الأساسي في اللبن. والبعض الآخر يحتوي على إنزيم إضافي يسمى ألفا-جالاكتوسيداز. وهذا الإنزيم يساعد على هضم بعض المركبات غير القابلة للهضم في الأحوال الطبيعية والتي توجد في بعض الخضراوات والبقول (أو الفوليات) ومن ثم فهو يمنع حدوث الأرياح. وثمة مكون رئيسي آخر هو البيتايين هيدروكلوريد، والذي هو حمض معدي (من المعدة). بعض المكملات تحتوي أيضاً على إنزيم الأميلو-جلوكوسيداز الذي يساعد على هضم الجليكوسيدات التي توجد في خضراوات العائلة الصليبية، مثل الكرنب وكرنب السلطة والقنبيط والبروكولي والكرنب المسوق وبهذا يقلل تكون الأرياح.
    وإذا كنت نباتياً، فمن الأفضل أن تختار مكملاً من الإنزيمات الهاضمة يحتوي على الأميلاز والبروتياز والليباز. وإذا لم تكن كذلك، فالبنكرياتين يكفي، وهو أكثر أماناً لك.
    ويمكنك أن تختبر تأثيرات هذه المكملات الإنزيمية بأن تفتح بعض الكبسولات أو تفتت بعض الأقراص وتقلبها مع قليل من العصيدة الكثيفة. فإذا كان ذلك المكمل جيداً، فسوف تصير العصيدة سائلة خلال 30 دقيقة. وفضلاً عن أنه لا ضرر من تناول الإنزيمات الهاضمة على المدى الطويل، فإن تصحيح مستويات الإنزيمات الهاضمة بالمكملات يفتح الطريق نحو زيادة مستويات العناصر الغذائية في الجسم. فإذا تحقق هذا، فإن الهضم غالباً ما يتحسن طواعية، ثم قد لا تكون مكملات الإنزيمات الهاضمة ضرورية بعد ذلك. ولهذا السبب، فإنني أنصح بتناول مكمل من الإنزيمات الهاضمة مع كل وجبة رئيسية لمدة شهر، ثم التوقف. فإذا كان نقص الإنزيمات يمثل مشكلة، فلابد أن تشعر بتحسن في الأيام القليلة الأولى.
    الأطعمة الغنية بالإنزيمات

    إن مشكلات الهضم لا تنحصر في نقص الإنزيمات الهاضمة فقط. بل إنك إذا أفرطت في الأكل، فإن هذا سوف يحد من قدرة جسمك على الهضم حتى في أفضل الظروف. لذا، فمن المفيد جداً للهضم أن تأكل بتأنٍ بدلاً من أن تزدرد الطعام، وأن تأكل وجبات قليلة الكمية وكثيرة العدد وليس العكس، وكذلك أيضاً أن تأكل أطعمة نيئة طازجة. فالأطعمة النيئة تحتوي على كميات جوهرية من الإنزيمات. وقد أظهر البروفيسور أرتوري فيرتانين، عالم الكيمياء الحيوية من هلسنكي/فنلندا والفائز بجائزة نوبل، أن الإنزيمات التي في الأطعمة غير المطهية تنساب في الفم حينما تمضع تلك الخضراوات. وحينما يبدأ تفتيت تلك الأطعمة تتلامس الإنزيمات بفتات الطعام وتبدأ عملية الهضم.
    وإنزيمات الطعام لا تتلف بتأثير الحمض المعدي، كما زعم بعض الباحثين، بل إنها في الحقيقة تبقى نشطة على طول القناة الهضمية. وقد أظهرت اختبارات واسعة النطاق أجراها كاسبار تروب في فورتسبورج أن جسم الإنسان له طريقة في حماية الإنزيمات التي تمر خلال القناة الهضمية حتى إن أكثر من نصفها تصل إلى القولون سليمة لم يتلفها شيء. وفي القولون تعمل تلك الإنزيمات على تغيير طبيعة الكائنات الدقيقة المعوية عن طريق الارتباط بالأكسجين الحر وتقليل احتمالات حدوث التخمر والتعفن في الأمعاء (وهو عامل يرتبط بسرطان القولون). ومن خلال هذا فإنها تساعد أيضاً في خلق الظروف التي يمكن من خلالها أن تنمو البكتريا النافعة المكونة لحمض اللكتيك وأن تتكاثر.
    وبعض الأطعمة تحتوي أيضاً على معوقات (أو مثبطات) للإنزيمات. فمثلاً يحتوي العدس والفول والحمص على مثبطات لإنزيم التربسين (مما يؤدي إلى منع الهضم الكامل للبروتينات)، لهذا يمكن أن تنتج هذه الأطعمة كمية كبيرة من الغازات. إلا أن هذا العامل المضاد للإنزيم يمكن القضاء عليه إما بإنبات الحبوب أو البقول المحتوية عليه وإما بطهيها.
    ويوجد الإنزيمان الهاضمان الرئيسيان، الأميلاز والبروتياز، في كثير من الأطعمة. وعلى مدى قرون عديدة قام الإنسان بتنشيط مفعول إنزيمات الأطعمة هذه بإجراء عملية هضم أولية لها قبل أكلها. وتعتبر الأطعمة المختمرة مثل الزبادي أو الكراوت أمثلة لهذا الأسلوب. ومع ذلك، فإن الأطعمة النيئة تحتوي أيضاً على هذه الإنزيمات التي تصير نشطة حينما نمضغها وتتلف بطهيها؛ ومن ثم ندرك فائدة تناول الفواكه والخضراوات نيئة. وهذه الأطعمة تحتاج إلى مضغها جيداً مما يساعد على إطلاق وتنشيط الإنزيمات التي تحتوي عليها. ويظهر الجدول التالي تلك الأطعمة التي تبين احتواؤها على مستويات ملحوظة من الإنزيمات المنشطة للصحة. ومع ذلك فهذه القائمة بعيدة عن الكمال، إذ لم تتم حتى الآن دراسة أطعمة كثيرة واختبارها. ويكفي أن نقول إن الفواكه والخضراوات النيئة تحقق مشاركة كبيرة في قدرتنا على هضم أطعمتنا وامتصاصها والاستفادة بقيمتها الغذائية.
    الإنزيمات التي توجد بصورة طبيعية في الأطعمة النيئة

    الأطعمة تهضم:الإنزيم: السكرياتالأميلاز البروتيناتالبروتياز الدهونالليباز الشوارد الحرةبيروكسيداز كاتالاز
    تفاح *
    موز *
    كرنب *
    ذرة *
    بيض (نيء) * * * *
    عنب *
    عسل (خام) * *
    لوبيا * *
    مانجو *
    لبن (خام) * *
    عش غراب * * *
    أناناس * *
    أرز *
    فول صويا *
    بطاطا حلوة *
    قمح * *
    وتلخيصاً لما سبق نقول: يمكنك أن تحسن قدرتك على هضم الأطعمة باتباع هذه الخطوات الداعمة للإنزيمات:
    – تناول مكملاً من الإنزيمات الهاضمة مع كل وجبة رئيسية.
    – تجنب الإفراط في الأكل. وتناول وجبات قليلة الكمية وكثيرة العدد.
    – تناول أطعمة نيئة بأقصى ما تستطيع، مع مضغ طعامك جيداً.
    – اختر الأطعمة الغنية بالإنزيمات، مثل الباباظ (البابايا) والأناناس والفوليات والبذور النابتة، والأطعمة المختمرة مثل اللبن الزبادي.



  2. #1282
    داء الكانديدا أو المبيضات Candidiasis

    ن داء الكانديدا أو المبيضات Candidiasis هو واحد من أكثر حالات عدوى القناة الهضمية شيوعاً. وهو زيادة نمو وتكاثر فطر شبيه بالخميرة يسمى كانديدا ألبيكانس Candida albicans. واسم كانديدا ألبيكانس اسم لاتيني يعني حلواً وأبيض مما يوحي بشيء ما رقيق ونقي. ولكن في واقع الأمر، إن الكانديدا ألبيكانس ميكروب فطري دقيق، وبالتحديد نوع من الخميرة، يتكاثر وينتقل من مكان لآخر ويطلق سموماً (توكسينات)، ويمكن أن يصيبنا بأعراض لا حصر لها؛ جسمانية وذهنية، وهي: مشكلات معوية، وحالات حساسية، وخلل في الوظائف الهرمونية، وشكاوى جلدية، وآلام مفصلية وعضلية، وقلاع، وحالات من العدوى، واضطرابات نفسية. ومما يؤسف له، أن كثيراً من هذه الأعراض تحاكي تلك التي توجد في أمراض أخرى، مما يسبب خطأ في التشخيص في حالات كثيرة.
    والأشخاص الذين يعانون من أضرار هذا الميكروب (الكانديدا) غالباً ما يعتبرونه عدواً يجب عليهم أن يخوضوا ضده حرباً ضروساً طويلة الأمد. والطريق المؤكد الوحيد لإحراز النصر عليه هو أن تفهم تكتيكاته وأن تبادر بالهجوم عليه بكل الأسلحة الممكنة. وهذا العدو الخبيث لن يعدم أية وسيلة ليستعيد ما فقده من أرض، لذا عليك ألا توقف المعركة إلا بعد أن تحقق النصر المؤزر عليه في النهاية؛ ولا تعقد معه صلحاً ولا معاهدة سلام فهو عدو غادر مشاغب.
    إن ما يحدث من حالات عدوى الكانديدا وما ينتج عنها من أضرار للبشر هي أساساً نتاج لأخطاء البشر أنفسهم. فإننا نلتهم كميات هائلة من السكر المكرر، وهو نفس ما تعشقه الخميرة بأنواعها المختلفة؛ كما أن المضادات الحيوية التي تستخدم عشوائياً تقلل البكتريا الصديقة النافعة وتفسح مجالاً أوسع للميكروبات الضارة المعادية في الأمعاء لترتع وتلعب كما تشاء، والعقاقير الاستيرويدية والعلاجات الهرمونية تثبط جهاز المناعة بحيث لا يتمكن من القتال بكفاءة؛ وكذلك مختلف صنوف الألبان الاصطناعية المستخدمة في إرضاع الأطفال (من زجاجات الرضاعة) تخلق خللاً في توازن البيئة الداخلية للكائنات الدقيقة في أمعائهم. ولا يمكن أن نلقي باللائمة كلها على عاتق الكانديدا ونبرئ أنفسنا، فإننا بكل أسف نمنحها كل التشجيع. ومن هنا، فإن أول مرحلة في مكافحتها هي أن نبدأ في تحمل مسئولياتنا الشخصية من أجل صحتنا.
    ومما لا شك فيه أنه من المهم أن نضمن تعرفنا على عدونا بدقة. ولقد نشر دكتور ويليام كروك استبياناً في كتابه The Yeast Connection يمكن أن يساعد في التأكد من وجود زيادة في نمو الكانديدا أو استفحال لضررها. فإذا ما أعطي الاستبيان درجات عالية، وإذا لم يتمكن الأطباء من تحديد تشخيص آخر، فمن المنطقي أن نباشر حملة مضادة للكانديدا، مع تلقي المساندة من أخصائي في التغذية الإكلينيكية.
    استبيان الكانديدا

    أجب عن الأسئلة الآتية بنعم أو لا.
    أولاً: تاريخ الحالة المرضية: سجل نقطتين لكل إجابة بـ «نعم»
    • هل تناولت سابقاً مضادات حيوية من التتراسيكلين أو غيره لمدة شهر أو أكثر؟
    • هل تناولت، في وقت ما من حياتك، مضادات حيوية أخرى “واسعة الطيف” لعلاج حالات عدوى تنفسية أو بولية أو غيرهما (لمدة شهرين أو أكثر، أو على فترات علاجية أقصر “لأربع مرات أو أكثر” على مدى عام كامل)؟
    • هل تعرضت، في وقت ما من حياتك، لحالة التهاب البروستاتا (في الرجال)، أو الالتهاب المهبلي (في النساء)، أو غير ذلك من مشكلات تؤثر على أعضائك التناسلية؟
    • هل تناولت حبوب منع الحمل لأكثر من عامين؟
    • هل تناولت العقاقير الكورتيزونية لأكثر من شهر؟
    • هل تعرضك للعطور أو المبيدات الحشرية أو دخان السجائر أو غيرها يحفز على ظهور أعراض ملحوظة لديك؟
    • هل تسوء أعراضك في الأيام الرطبة أو الحارة أو في الأماكن العفنة؟
    • هل أنت مصاب بأمراض مثل قدم الرياضي أو القوباء الحلقية أو حكة الفارس أو غير ذلك من حالات العدوى الفطرية (التينيا) في الجلد أو الأظافر؟
    • هل تتوق كثيراً إلى السكر أو المخبوزات، أو تعاقر الكحوليات؟

    ثانياً: الأعراض: سجل نقطة واحدة لكل إجابة بـ «نعم»
    • هل كثيراً ما تحس بالإعياء أو اللامبالاة؟
    • هل جربت من قبل شعوراً بالاستنزاف الجسدي؟
    • هل تعاني من الاكتئاب؟
    • هل لديك ضعف في الذاكرة؟
    • هل جربت من قبل شعوراً بـ “الفراغ النفسي” أو “بعدم الواقعية”؟
    • هل تعاني عدم القدرة على اتخاذ القرارات؟
    • هل تشعر بخدر (تنميل) أو حرقة أو وخز؟
    • هل شعرت من قبل بنوبات من الصداع العادي أو الصداع النصفي؟
    • هل تعاني ضعفاً عضلياً أو حالة من الشلل؟
    • هل لديك ألم أو تورم في مفاصلك (أو الاثنان معاً)؟
    • هل تعاني ألماً بطنياً؟
    • هل تصاب بالإمساك أو بالإسهال؟
    • هل تعاني من الانتفاخ البطني (التطبل) أو كثرة التجشؤ أو الغازات المعوية؟
    • هل تعانين حالة مزعجة في المهبل في صورة حرقة أو حكة أو إفرازات غير طبيعية؟
    • هل تعاني من التهاب البروستاتا أو العُنَّة (العجز الجنسي)؟
    • هل شعرت من قبل بفقدان الرغبة الجنسية أو فقدان المشاعر الجنسية؟
    • هل تعانين حالة من البطان الرحمي أو العقم؟
    • هل تعانين تقلصات مع الحيض أو غير ذلك من اضطرابات حيضية؟
    • هل تعانين حالة توتر ما قبل الحيض؟
    • هل أصبت من قبل بنوبات من القلق أو البكاء بدون سبب واضح؟
    • هل تعاني برودة في اليدين أو القدمين أو قشعريرة؟
    • هل تشعر بانتفاض في جسدك أو بتهيج عصبي حينما تكون جائعاً؟

    والآن، اجمع النقاط الإجمالية. فإذا كان مجموع النقاط فوق 30، فهناك احتمال قوي أن تكون مصاباً بداء الكانديدا (داء المبيضات). وإذا كان مجموع النقاط فوق 20، فهناك احتمال (غير مرتفع) أن تكون لديك درجة ما من داء الكانديدا. ونوصيك باللجوء إلى استشاري في التغذية وأن تطلب أن تجرى لك الاختبارات المناسبة لمعرفة ما إن كان داء الكانديدا هو ما تعانيه.
    خطة النقاط الأربع المضادة للكانديدا

    1. النظام الغذائي

    إن الهدف من هذا النظام الغذائي هو تجويع الكانديدا. بما أن السكر يعزز نمو الفطريات، يجب تجنبه بجميع صوره؛ بما فيها اللكتوز (سكر اللبن) والمولت (سكر الشعير) والفركتوز (سكر الفاكهة). كما أن الكربوهيدرات المكررة تضيف عبئاً زائداً إلى عبء الجلوكوز، لذا، من الضروري أن تستخدم فقط المنتجات المشتقة من الحبوب الكاملة مثل الدقيق والأرز… إلخ. وهناك مواد أخرى يجب تجنبها، وهي الخميرة (في المخبوزات وصلصة مرق اللحم والأطعمة المخمرة التي تستخدم مع الشطائر)، والمنتجات المختمرة (لاسيما الكحوليات والخل)، والمأكولات المحتوية على فطريات (مثل الجبن وعش الغراب)، والمشروبات المنبهة (الشاي والقهوة). ومن الضروري الاهتمام باتخاذ إجراء إيجابي نحو النظام الغذائي.
    وفطر الكانديدا يسبب حالات من التوق والاشتياق للأطعمة المفضلة له؛ وفي هذه الحالة يجب الالتزام بالنظام الغذائي بقوة إرادة وبعزيمة لا تلين. وفضلاً عن هذا، فإن دافعك الشخصي يمكن أن يزداد قوة بفهمك الواضح لما يجري في جسدك. فحتى بعد الاختفاء التام لكل الأعراض المتعلقة بالكانديدا، يجب عليك أن توالي اتباع هذا النظام الغذائي لعام آخر حتى تقوي التوازن الذي تم تصحيحه أخيراً في الكائنات الدقيقة الطبيعية داخل أمعائك. ولن يمر وقت طويل حتى يختفي اشتياقك للحلوى؛ مما يجعل من اليسير عليك الاستمرار في هذا النظام الغذائي الخالي من السكر.
    2. البرنامج الشخصي من المكملات

    إن اتباعك برنامجاً من المكملات يمكن أن يساعدك في تصحيح الاختلالات في تحملك للجلوكوز وفي حالتك الهرمونية ومستوى الهيستامين لديك، ويمكن أيضاً أن يساعدك في تطهير جسدك من الملوثات. ومن المهم أن تدعم جهازك المناعي بأكثر الطرق الممكنة من أجل مكافحة الكانديدا. ويجب مراقبة الموقف مع إعادة تقييم برنامجك كل ثلاثة أشهر.
    وحتى عند اتباعك برنامجاً من المكملات قد تم حساب جرعاته بحرص، يمكنك زيادة ما تتناوله من فيتامين ج بالذات، حتى تصل إلى أقصى حدود ما تتحمله أمعاؤك؛ وذلك من أجل تخليص جسدك من السموم (التوكسينات). وبالإضافة إلى ذلك، فإن تناولك حمض البانتوثنيك (فيتامين ب5) بجرعة 500 مجم مرتين يومياً قد يحقق مزيداً من التقليل للآثار الضارة لهذه السموم.
    3. المكملات المضادة للفطريات

    يعتبر حمض الكابريليك من أكثر العوامل المضادة للفطريات فائدة، وهو حمض دهني يوجد بصورة طبيعية في جوز الهند. وميزته الكبرى أنه لا يؤثر بالضرر على الكائنات الدقيقة المفيدة. وهو قابل للذوبان في الدهون؛ مما يجعله قادراً على أن يخترق الأغشية الخلوية. وحينما يكون في صورة كابريلات الكالسيوم والمغنسيوم، فإنه يتحمل العمليات الهضمية ويكون قادراً على الوصول إلى القولون. ولأسباب لم تتم مناقشتها حتى الآن، من الضروري أن تبدأ بجرعة منخفضة منه، ثم تزيد الجرعة ببطء، وهي عملية يمكن تذليلها باستخدام كبسولات مختلفة القوة .
    والشيح (أو الأرتماسيا) عشب يتميز بخصائص مضادة للفطريات واسعة الطيف؛ وهو يعمل ضد تشكيلة عريضة من الكائنات الضارة دون أن يسبب إزعاجاً للميكروبات الصديقة. إن تسجيلك نقاطاً كثيرة في استبيان الكانديدا ووجود تاريخ مرضي لديك نشأ منذ أن انتقلت للعيش في مناخ حار هما سببان كافيان لجعلك تشتبه في وجود طفيلي آخر غير الكانديدا، وتستخدم عاملاً مضاداً للفطريات واسع الطيف.
    والبروبوليس أو عكبر النحل مادة طبيعية أخرى. وقد أفاد بحث أجري في جامعة براتيسلافا بأنه فعال بدرجة ملحوظة ضد جميع حالات العدوى الفطرية للجلد وللجسم بصفة عامة. ويمكن تناوله في صورة نقط مع زيادة جرعته تدريجياً. وتأثيره المخدر موضعياً يعتبر ملطفاً في حالات القلاع الفمي، كما يستخدم في صورة كريم لتخفيف الآلام العضلية.
    والصبار (أو الصبار الحقيقي) مضاد لطيف للفطريات، كما يستخدم كغسول للفم أو كغرغرة منعشة، بالإضافة إلى كونه يساعد على الهضم. ويمكن استخدامه كمحلول لحفظ طقم الأسنان طوال الليل (وهو أفضل من المحاليل الأخرى التي هي غير مضادة للفطريات بصفة خاصة). وجدير بالذكر أن أطقم الأسنان يمكن أن تكون مصدراً مستمراً لتكرار عدوى الكانديدا.
    وزيت شجرة الشاي هو عامل آخر مضاد للفطريات، وعندما يكون في صورة كريم يمكن استخدامه في علاج الحالات الجلدية الفطرية. وكثيراً ما تكون الكانديدا مصحوبة بالإكزيما والصدفية وحب الشباب بالإضافة إلى مرض قدم الرياضي وغيره من حالات العدوى الفطرية بالجلد والأظافر، مما يحبذ لها استخدام زيت شجرة الشاي.
    وخلاصة بذر الجريب فروت، التي تسمى أيضاً سيتريسيدال، تعتبر عاملاً قوياً مضاداً للحيوية ومضاداً للفطريات ومضاداً للفيروسات. غير أن ميزتها الكبرى أنها لا تؤثر كثيراً على البكتريا المعوية المفيدة. وتوجد في صورة نقط؛ يفضل تناولها مرتين أو ثلاث مرات يومياً، بجرعة 15 قطرة في كل مرة، وفي صورة كبسولات أيضاً. وتشمل المستحضرات الأخرى المضادة للفطريات زيت الأوريجانو وورق الزيتون والثوم والختم الذهبي والبوداركو.
    وبقليل من التجريب يمكنك أن تكتشف سريعاً أكثر المضادات الطبيعية للفطريات مناسبة لك. واستشر أخصائياً في التغذية أو في الأعشاب لتحدد أفضل مستويات للجرعات تناسب مشكلتك الهضمية الخاصة.
    4. المنشطات الحيوية

    يحتاج الأمر إلى تناول مكملات تحمل البكتريا النافعة إلى الأمعاء لتعيد إنشاء مستعمرة بكتيرية صحية. والأمريكيون يسمون هذه العملية “إعادة التزهير”! ودور تلك البكتريا من جنس “بيفيدس” (أو البكتريا البيفيدية) هو زيادة درجة الحموضة عن طريق إنتاج حمض اللكتيك (اللبنيك) وحمض الآسيتيك (الخليك)، وتثبيط الكائنات الدقيقة غير المرغوب فيها التي يمكن أن تنافسها على مواقع الاتصال والارتباط. وحينما تتغطى الأنسجة بكثافة بالكائنات المفيدة، فهذه الآلية تشكل حاجزاً فعالاً ضد الكائنات الغازية الضارة.
    وبكتريا اللاكتوباسيلس أسيدوفيلس هي المستعمر الرئيسي للأمعاء الدقيقة، بينما تسكن بكتريا “البيفيدوبكتيريم بيفيدم” الأمعاء الغليظة والمهبل؛ وهي تنتج أيضاً فيتامينات ب. ومن البكتريا النافعة الأخرى نوعان عابران (أي غير مقيمين أصلاً بالأمعاء)، هما “اللكتوباسيلس بلجاريكس” و”الاستربتوكوكس ثيرموفيلس”، ينتجان أيضاً حمض اللكتيك أثناء مرورهما خلال الأمعاء. وهذه البكتريا الصديقة توجد في الزبادي الذي يعتبر لهذا السبب طعاماً مفيداً؛ بشرط ألا تكون ممن يعانون عدم تحمل منتجات الألبان. (ولكن يمكنك تجربة الزبادي المصنع من لبن الماعز أو لبن الضأن إذا كان اللبن البقري فقط هو الذي يسبب لك الحساسية). وفي الزبادي تجد محتوى اللكتوز (سكر اللبن) قد تحول معظمه إلى حمض اللكتيك بفعل البكتريا البيفيدية (أي البيفيدوبكتريا؛ من جنس بيفيدس) المنتجة للإنزيمات، ويعزى إلى حمض اللكتيك الطعم اللاذع للزبادي.
    ولضمان مرور تلك البكتريا بأمان خلال العصائر الحمضية للمعدة، من الضروري أن تتناولها في صورة مجففة بالتجميد داخل كبسولات توفر كميات كبيرة من البكتريا الحية. ويجب تناول كبسولتين يومياً (واحدة مع الإفطار والأخرى مع العشاء)، ولكن يمكن زيادة الجرعة إلى ست كبسولات يومياً أو أكثر؛ وذلك في حالات الإسهال أو الأمراض التي تستلزم تناول المضادات الحيوية، والتي تستنزف المزيد من البكتريا البيفيدية. ويوجد كريم من الأسيدوفيلس كوسيلة مساعدة في علاج العدوى الفطرية المهبلية.
    ومن الضروري أن تتبع جميع النقاط المذكورة في خطة النقاط الأربع حتى تكسب المعركة ضد الكانديدا؛ وإلا فالفشل هو مآل عدم تطبيقها. وهناك وجه خامس حيوي وهو الدعم. فكل من يدخل أرض المعركة لابد، في جميع الحالات تقريباً، أن يجد نفسه في مواجهة مجموعة من المشكلات. فمن الشائع حدوث الارتباك والاكتئاب، وستحتاج إلى شخص ما يمكنه النظر إلى موقفك بشكل موضوعي وتبين ما يحدث وتحديد الطريق إلى الأمام. وهذا جزء من الدور الذي يلعبه أخصائي التغذية ذو الكفاءة العالية.
    التعامل مع الكانديدا الميتة

    تنتج الكانديدا الحية ما لا يقل عن 79 نوعاً من السموم (التوكسينات) المعروفة. وأما الكانديدا الميتة فتنتج سموماً أكثر! والشعور العام الناتج عن التسمم يمكن أن يشمل الأوجاع العضلية والتشوش الذهني والاكتئاب والقلق والغثيان والإسهال. وفي مناطق محددة تستعمرها الكانديدا يمكن أن تجد تأججاً واضحاً لأعراض قديمة: مثل التهاب الحلق والقلاع وآلام المفاصل والإكزيما… إلخ. وهذا الموقف السيئ يعرف باسم “الموت الجماعي” die-off (وكان يعرف سابقاً باسم تفاعل هيركسهايمر). ويجب معرفته والتفكير فيه باعتباره محاولة يائسة أخيرة من العدو (أي الكانديدا) لخداع عدوه (وهو أنت)؛ وتذكر أن مجرد وجود هذه الأعراض يعني أن الكانديدا قد بدأ التخلص منها وأن النصر قد بات وشيكاً.
    إن الهدف من علاج الكانديدا هو قتلها ببطء ولكن بحسم بحيث لا يتم القضاء عليها بسرعة تفوق قدرة جسمك على التخلص من السموم. والموت الجماعي الأوَّلي (أي في بداية العلاج) يتم حفزه عادة بتأثير النظام الغذائي العلاجي (الذي يحدث فيه تجويع للكانديدا)، وبتأثير فرط تناول الفيتامينات والمعادن إذ إنها تنشط جهازك المناعي. وهاتان النقطتان الأوليان من خطة النقاط الأربع عادة ما تسبب قدراً من الموت الجماعي للكانديدا أكثر مما يكفي بالنسبة لمعظم الناس لكي تتعامل أجسامهم معه. ويجب عدم إضافة العوامل المضادة للفطريات إلى النظام العلاجي إلى أن تنقضي تلك الفترة أو المرحلة العلاجية. وبانتهاء مدة شهر يصرح معظم المرضى بأنهم بدءوا يشعرون بتحسن أكثر مما كانوا يشعرون به على مدى سنوات! وهذا هو الوقت المناسب لإضافة مكملات حمض الكابريليك والأسيدوفيلس إلى برنامجك العلاجي.
    إن اكتسابك أرضاً جديدة في معركتك بسرعة بطيئة لا يزال هو أفضل وسيلة للهجوم. وأغلب من يستخدمون حمض الكابريليك يمكنهم البدء بأن يتحملوا تناول كبسولة واحدة متوسطة القوة (400 مجم) يومياً، دون مشقة كبيرة. وإذا لم تحدث، بعد خمسة أيام، أعراض الموت الجماعي أثناء قتال الأعداء، يمكنهم حينئذ زيادة الجرعة إلى كبسولتين، كل منهما 400 مجم، وهكذا حتى يصلوا إلى ست كبسولات يومياً. وبعد هذا يمكنهم التدرج إلى جرعة مقدارها ثلاث كبسولات كل منها 680 مجم، ويزيدون الجرعة أكثر عند الضرورة. ومع ذلك، فإن هذا التدرج بالزيادة نادراً ما يسير في خط مستقيم؛ ففي مرحلة معينة قد يحدث اندفاع في تفاعل الموت الجماعي، مما يتطلب إنقاص الجرعة إلى مستوى أقل، أو حتى إيقافها كلية ريثما يتمكن الجسم من التخلص من السموم الزائدة. ويجب عدم اعتبار ذلك تقهقراً إلى الوراء، ولكنه مجرد جزء ضروري من عملية العلاج. إن شرب وفرة من السوائل وتناول كميات كبيرة من فيتامين ج وحمض البانتوثنيك، كما شرحنا من قبل، يسرع عملية التخلص من السموم. وفي نهاية الأمر يقوم حمض الكابريليك بمهمته وتقل النقاط المسجلة في استبيان الكانديدا -المذكور سابقاً- إلى أقل قدر يمكن الوصول إليه، مما يفسح الطريق لعوامل الزمن التي من الواضح أنها لا تتغير.
    وقد يحدث بطء في التقدم في العلاج نتيجة لعوامل بيئية (مثل الغاز المستخدم في المنزل أو عفن ناتج عن التربة المقام عليها المنزل أو التربة الزراعية) أو حالات الحساسية للأطعمة التي تثقل كاهل جهاز المناعة. إن تجنب الأطعمة التي تشير إليها أصابع الاتهام بمجرد التعرف عليها من خلال اختبار النبض يمكِّن جهازك المناعي من العمل بكفاءة أكبر. واكتشاف العوامل البيئية المتهمة يشمل محاولة الكشف عنها بشتى الطرق، وربما يحتاج الأمر لبعض التكاليف إذا كان جهاز التدفئة بالمسكن، على سبيل المثال، يحتاج إلى تغيير!
    وكثيراً ما لا يتمكن الممارسون الطبيون من التعرف على حالات داء الكانديدا (داء المبيضات) وقد لا يدركها أفراد عائلات المرضى ومعارفهم. إن شعور المرضى بالوحدة والقنوط يضيف المزيد إلى معاناتهم الجسدية والذهنية التي يسببها لهم ذلك العدو الكامن في داخلهم. وليس ثمة وسيلة سهلة لكسب الحرب ضد الكانديدا. فهي تحتاج للشجاعة والحسم والمثابرة. ولكن النصر يمكن أن يكون حليفهم في النهاية.


  3. #1283
    تعزيز البكتيريا المفيدة والكائنات المعوية الصحية


    هل تعلم أن ما يصل إلى كيلوجرامين من وزن جسمك يأتي من البكتريا؟ ففي الشخص المتوسط حوالي 400 نوع مختلف من البكتريا النافعة، تعيش أساساً وتسكن في القناة الهضمية، وهي تتكاثر بصفة مستمرة. ويوجد حوالي 100 تريليون من البكتريا في قناتك الهضمية، وأغلبها يعيش في القولون. وهذا يزيد عن العدد الإجمالي لخلايا جسمك! وفي كل يوم تتكون في داخل قناتك الهضمية كميات من البكتريا وتطرد عدداً مساوياً منها مع الفضلات. وليست كل أنواع البكتريا مفيدة لك، ولكن، طالما أن لديك ما يكفي من البكتريا النافعة المنشطة للصحة، فإنها تعمل كخط دفاع أول ضد البكتريا الضارة وغيرها من الميكروبات المسببة للأمراض وتشمل الفيروسات والفطريات. والأنواع المفيدة من البكتريا تصنع بعض الفيتامينات وتهضم الألياف، مما يتيح لك أن تستمد المزيد من العناصر الغذائية من طعام يعتبر أصلاً غير قابل للهضم، ومما يساعد أيضاً على توفير وسط أو بيئة هضمية صحية.
    منشطات الحيوية

    إذن فإن النوع الصحي من البكتريا هو بمثابة صديق لنا، وتعرف تلك البكتريا باسم الكائنات المعوية أو منشطات الحيوية. وتشمل البكتريا الصديقة أو النافعة عائلات من بكتريا اللكتوباسيلس والبيفيدس. وعائلة البيفيدس بصفة عامة تشكل ربع إجمالي الكائنات الدقيقة في القناة الهضمية. إن تناول مكملات من هذه البكتريا الصديقة يقلل فرصة البكتريا الضارة أو المرضية في المعيشة والبقاء. وتوجد سلالات مختلفة كثيرة من البكتريا الصديقة، بعضها يعيش بالفعل في القناة الهضمية، بينما يمر البعض الآخر ببساطة من خلال الأمعاء إلى الخارج، وهي مفيدة في أثناء وجودها في الأمعاء. وفيما يلي بعض من الأنواع المختلفة.
    الأنواع الرئيسية من البكتريا الصديقة

    في الأطفال في الكبار
    مقيمة B. infantisB. bifidum L. acidophilusB. bacteriumL.salivarius
    enterococci
    عابرة L. bulgaricusS. thermophilus L. casei (from cheese)S. thermophilusL. salivarius
    L. bulgaricus
    الاختصارات: B= Bifidobacteria، L= Lactobacillus، S= Streptococcus.
    والأنواع المقيمة بالأمعاء، وتسمى أحياناً “السلالة البشرية”، تكون عادة أفضل فيما يتعلق بمكافحة العدوى لأنها تتكاثر وتستعمر القناة الهضمية. وتوجد الأنواع الأخرى في الأطعمة المختمرة، مثل اللبن الزبادي، والميسو، والكراوت. وغالباً ما يحتوي الزبادي وغيره من منتجات الألبان المختمرة على بكتريا اللكتوباسيلس ثيرموفيلس أو بلجاريكس. وهذه الأنواع من البكتريا تبقى لمدة أسبوع تقريباً في الأمعاء، وهي تؤدي مهمتها بنجاح. وهي مثل سائر الأنواع من البكتريا النافعة يمكنها أن تصنع الفيتامينات بالإضافة إلى تحويلها اللكتوز (وهو السكر الرئيسي في اللبن) إلى حمض اللكتيك. وهذا يجعل القناة الهضمية أكثر حمضية قليلاً مما يثبط الميكروبات المسببة للأمراض مثل الكانديدا ألبيكانس (فطر المبيضات) ويعوقها عن التكاثر.
    إن وجود مجتمع صحي من البكتريا النافعة له فوائد جمة، فهي:

    • تصنع الفيتامينات وتشمل فيتامينات ب1، ب2، ب3، ب5، ب6، ب12، البيوتين، أ، ك.
    • تكافح حالات العدوى وقد تبين أنها تقلل الفترة اللازمة للنقاهة (أي التعافي) من الإسهال، وتمنع زيادة تكاثر بكتريا السالمونيللا وإي. كولاي (وهي البكتريا المسئولة عن كثير من حالات التسمم الغذائي)، والهليكوباكتر بيلوري والكانديدا ألبيكانس.
    • تنشط جهازك المناعي عن طريق زيادة عدد الخلايا المناعية.
    • تعزز البكتريا النافعة الأخرى بينما تقلل البكتريا الضارة. وقد تبين على سبيل المثال أن بكتريا اللكتوباسيلس أسيدوفيلس تعزز البكتريا البيفيدية (من جنس بيفيدس) النافعة وتثبط الميكروبات المسببة للأمراض.
    • تعمل على تجديد وتنشيط صحة القناة الهضمية ذلك لأن البكتريا النافعة تخمر السكريات محولة إياها إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة، مثل حمض البيوتريك، الذي تستخدمه البطانة المعوية كوقود مما يساعدها على تجديد نفسها.
    • تقلل الالتهاب وقد تبين أنها تفيد في حالات مثل الالتهاب المفصلي.
    • تقلل التفاعلات الالتهابية التحسسية عن طريق تقليل الاستجابة التي تحدث في الأمعاء تجاه الأطعمة المسببة للحساسية. وكثير من التفاعلات للأطعمة قد لا يكون الواحد منها ناتجاً بالكامل عن الحساسية للأطعمة، ولكن قد يكون ناتجاً أيضاً عن تغذية بكتريا ضارة والتي تنتج حينئذ مواد تنبه جهاز المناعة في الأمعاء بصورة غير طبيعية.

    تعزيز البكتريا الصحية

    لاحظت مجتمعات وثقافات بشرية كثيرة الآثار المعززة للصحة للأطعمة المتخمرة، واعتادت تناولها وجعلها جزءاً أساسياً من أغذيتها. وتشمل هذه الأغذية ما يلي:
    • الزبادي، والجبن القريش، والكفير (من منتجات الألبان).
    • الكراوت، والمخللات (من الخضراوات).
    • الميسو، والطوفو، والناتو، والتمبة، والتاماري، والشويو، وزبادي الصويا (من فول الصويا).
    • الخبز الحمضي (أو خبز الخميرة المتخمرة) (ويصنع من القمح أو الجاودار بشرط ألا تكون لديك حساسية للقمح أو الجلوتين).

    إن إضافة هذه الأطعمة إلى نظامك الغذائي هي طريقة طيبة لتعزيز البكتريا المعوية الصحية. وكذلك تناول الأطعمة التي تغذي تلك البكتريا النافعة. وأفضل غذاء لتلك البكتريا المنشطة للصحة هو ما يسمى بالفركتو-أوليجو سكريات (أو FOS على سبيل الاختصار) وهو ما يعرف أحياناً باسم القبلحيوي prebiotic. والموز بصفة خاصة غني بهذا العامل القبلحيوي أو الـ FOS وكذلك أيضاً الشعير والفواكه والثوم وخرشوف القدس (الطرطوفة) والبصل وفول الصويا. وقد وجدت إحدى الدراسات أن تناول مسحوق الموز أدى إلى تغليظ بطانة المعدة أي جعلها صحيحة سليمة، بعكس الأسبرين الذي يرقق بطانة المعدة ويتلفها. وبصفة عامة، فإن تناول غذاء نباتي، غني بالفواكه والخضراوات (التي تكون غنية بالألياف بصفة طبيعية)، يكون أكثر قابلية لتعزيز نمو البكتريا الصحية. ومن ناحية أخرى، فإن تناول غذاء غني باللحوم، فضلاً عن كونه مصدراً رئيسياً لحالات العدوى المعدية-المعوية، يكون أكثر قابلية لإنتاج مواد متحللة سامة بالإضافة إلى إبطاء فترة الانتقال المعدية-المعوية.
    إعادة «تطعيم» قناتك الهضمية بالمنشطات الحيوية

    إذا كنت تعاني حالة عدوى شديدة أو تم علاجك بالمضادات الحيوية، فقد يفيدك اتباع أسلوب أكثر مباشرة وذلك بإعادة “تطعيم” أو “تلقيم” قناتك الهضمية بتناول مكمل منشط للحيوية Probiotic (يتكون من البكتريا النافعة). فكلما كان المضاد الحيوي أوسع طيفاً (أي أوسع مدى) كان أكثر قدرة على تدمير البكتريا النافعة التي لديك، جاعلاً إياك أكثر عرضة للعدوى، مما يستلزم تعويض ما فقد من تلك البكتريا الصديقة بتناول المكملات المحتوية عليها.
    ويباع لدى محال الأغذية الصحية مكملات منشطة للحيوية، وكثير منها يحتوي على خليط أو تركيبة من البكتريا النافعة. ويوجد اثنان من أكثر العائلات البكتيرية شيوعاً وهما اللكتوباسيلس أسيدوفيلس والبكتريا البيفيدية (بيفيدو بكتريا) وتوجد سلالات مختلفة ضمن تلك المكملات على حسب ما إذا كانت ستعطى للأطفال أم للكبار. لذا عليك أن تلتمس النصح من أحد المختصين لمعرفة أفضل الأنواع التي يمكنك تناولها على حسب ظروفك الشخصية.
    وتصنع هذه المكملات عن طريق عمل مزارع بكتيرية ثم تجفيفها بالتجميد. فهي كائنات رقيقة جداً ويفضل حفظها بالثلاجة. وحينما تبتلعها ثم تتعرض للرطوبة داخل قناتك الهضمية، فإنها تعود لحيويتها. وأفضل المكملات المنشطة للحيوية تحتوي أيضاً على الـ FOS حتى تتغذى البكتريا عليها مما يعزز تكاثرها سريعاً، لذا افحص ما هو مكتوب على عبوة المكمل. ويمكن أيضاً إعطاء مكمل خاص من الـ FOS منفرداً، والذي تبين بالتأكيد أنه يعزز الإكثار من البكتريا النافعة ويقلل البكتريا الضارة بالإضافة إلى أنه يعالج الإمساك.
    وبصفة عامة، فأنت في حاجة إلى تناول كبسولة أو كبسولتين أو ملعقة صغيرة يومياً، لتحصل على حوالي بليون من كل سلالة من البكتريا. ومن الأفضل أن تتناول هذا المكمل مع وجبات الطعام إذا كانت البكتريا مغلفة بأغلفتها الميكروبية الدقيقة micro-encapsulated أو كانت مغلفة معوياً بمعرفة الشركة المنتجة enteric-coated. وإلا فتناولها بعيداً عن وجبات الطعام لتقلل تدميرها بفعل الحمض المعدي الذي تفرزه المعدة. وإذا كنت تتناول المنشطات الحيوية بصفة علاجية (على سبيل المثال، لإعادة تطعيم قناتك الهضمية بها بعد تناولك المضادات الحيوية أو كجزء من نظام علاجي مضاد للعدوى للقضاء على داء الكانديدا)، فقد تحتاج إلى ما يساوي ثلاثة أمثال هذه الكمية. وهذه المستويات العالية من المنشطات للحيوية والقبلحيويات (مثل الـ FOS) تؤدي أحياناً إلى زيادة في تطبل البطن على المدى القصير على الأقل. وهذا ليس بالضرورة علامة سيئة. فأحياناً مع حدوث موت للكائنات الضارة الأخرى قد يحدث تدهور لأعراض المرض قبل أن تتحسن مرة أخرى.
    تلخيصاً لما سبق، ففيما يلي خطوات قليلة يمكنك اتخاذها لتعزيز الكائنات المعوية الصحية:
    • تناول غذاء أكثر اعتماداً على النباتات.
    • تناول الأطعمة المتخمرة بالبكتريا النافعة، مثل الزبادي والجبن القريش والميسو والشويو والكراوت والخبز الحمضي.
    • تناول مكملاً منشطاً للحيوية يحتوي على سلالات نافعة من البكتريا بالإضافة إلى الـ FOS.

    خلل التوازن الحيوي

    إذا فسد توازن البكتريا الصحية النافعة في القناة الهضمية ونجحت الكائنات الدقيقة الضارة في أن تكون لها السيادة واليد الطولى، فهذا ما يسمى “خلل التوازن الحيوي” أو الديسبيوزيس dysbiosis. وهذا المصطلح ابتدعه دكتور إيلي متشنيكوف في مطلع القرن العشرين، وهذا العالم الفذ هو الذي خلف لويس باستور كمدير لمعهد باستور في باريس. ولقد افترض أن كثيراً من أمراض الجهاز الهضمي تنتج عن خلل في توازن الكائنات الدقيقة في القناة الهضمية. ورغم أنه قد فاز بجائزة نوبل في عام 1908 نظير دراسته العملية التي أجراها عن الدور المفيد لبكتريا اللاكتوباسيلس في تنشيط المناعة، فقد تجاهل الطب المعاصر دراسته تلك في مقابل تشجيع إنتاج المضادات الحيوية وغيرها من العقاقير القاتلة للميكروبات. ونتيجة لهذا التشجيع الخطأ، صار الكثير من الميكروبات المسببة للأمراض مقاوماً للعقاقير. وهذه الميكروبات الضارية قد استفحل خطرها لاسيما في حالات العدوى ببكتريا: الكرويات العنقودية والكرويات السبحية والسيلان والجذام والسل. كما صارت أنواع أخرى كثيرة من البكتريا مقاومة لأنواع معينة من المضادات الحيوية. واليوم، نجد عشرات الألوف من الناس يقضون نحبهم كل عام لعدم وجود مضاد حيوي واحد يمكنه علاج حالات العدوى المقاومة للعقاقير؛ التي أصيبوا بها.
    إن فهم معنى الديسبيوزيس (أو خلل التوازن الحيوي) لا يتعلق بتعريف مرض جديد، وإنما يشمل إعادة تعريف للسبب الذي يقف وراء كثير من الأمراض وإعادة التفكير في طريقة علاجها.
    وتعتبر عوامل نقص الإنزيمات، وقلة الحمض المعدي، وحالات نقص الفيتامينات والمعادن، وتناول الأطعمة المسببة للحساسية، والتعرض للميكروبات المسببة للأمراض، ونقص الألياف في الغذاء، وسوء حالة البكتريا المعوية، كلها تعتبر اللبنات المكونة لحالات الديسبيوزيس. والأعراض الناتجة تكون عميقة الغور وبعيدة التأثير، لأن القناة الهضمية إذا اضطرب حالها ولم تعد تؤدي وظائفها بصورة سليمة، فإن من المرجح أن تنشأ مشكلات في التخلص من السموم ومشكلات التهابية.
    ومما يثير السخرية أنه ربما تكون أكثر العوامل المفردة تسبباً في حالة الديسبيوزيس هي نفس العقاقير التي تستخدم في علاج أعراض المشكلات الناتجة عن الديسبيوزيس! فالعقاقير الاستيرويدية تغذي حالات العدوى بالكانديدا وتنشطها، بينما تسبب العقاقير غير الاستيرويدية تهيجاً شديداً للقناة الهضمية. والمضادات الحيوية، لاسيما واسعة الطيف مثل الأموكسيسللين، ليست تقضي على الميكروبات الضارة وحدها وإنما تقضي أيضاً على البكتريا النافعة، مما يقضي على قدرتنا على الحد من حالات العدوى التي يمكن أن تحدث في المستقبل.
    واستخدام هذه العقاقير الضارة يمكن أن يولد نفس الحالات التي تؤدي إلى العدوى أو الالتهاب، فكأن العلاج التقليدي يؤدي إلى نفس الداء الذي يستخدم لعلاجه! وقد يكون هذا الأمر جيداً لأصحاب الأعمال الذين ينتجون هذه العقاقير التقليدية، فهو يزيد أرباحهم، ولكنه ليس جيداً لصحتك!
    ويتطلب الديسبيوزيس النظر إلى الصورة بأكملها، ودراسة البيئة الهضمية أو الوسط الذي يتم فيه الهضم بطريقة علمية. فتبعاً لما أوردته إليزابيث ليبسكي، مؤلفة كتاب Digestive Wellness، توجد أربعة أنواع من الديسبيوزيس:
    • الديسبيوزيس التعفني: وهو نتيجة لتراكم الطعام الذي لم يتم هضمه جيداً ولا طرده من الجسم، مما يؤدي إلى تعفنه وتولد نواتج ثانوية سامة. والنتيجة النهائية هي الانتفاخ وتعب البطن وسوء الهضم. وهذا هو أكثر أنواع الديسبيوزيس شيوعاً وهو النتيجة المحتومة لأكل أغذية كثيرة الدهون، وكثيرة اللحم، وقليلة الألياف. وهذا يؤدي إلى الإكثار من الميكروبات الضارة (البكتريا المرضية) والإقلال من البكتريا المفيدة (البكتريا البيفيدية النافعة). والبكتريا المرضية تعمل على تحليل فيتامين ب12، مما يجعل الشخص يبدأ في الشعور بأعراض نقص الفيتامين مثل الإعياء والاكتئاب والضعف. كما تعمل تلك البكتريا اللعينة على تحويل الصفراء إلى جميع أنواع السموم التي تسبب نشوء السرطان.
    • الديسبيوزيس التخمري: وهذا يحدث حينما يكون الخلل في توازن الكائنات الدقيقة في صالح تلك التي تخمر الكربوهيدرات. والأشخاص الذين يحدث فيهم هذا يشعرون بتدهور في حالتهم بعد تناولهم الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو السكريات وتشمل الفواكه ومنتجات الحبوب (مثل الخبز أو الأغذية النشوية)، كما يشتد الضرر بهم إذا شربوا الجعة أو النبيذ.
    • الديسبيوزيس النقصاني: وهذا يحدث حينما يعاني شخص ما نقصاً في البكتريا النافعة، ربما كنتيجة لتناوله للمضادات الحيوية بجرعات متتالية مستمرة. فإذا لم تعد الكائنات الدقيقة الطبيعية بأمعائه إلى حالتها الصحية الطيبة، فسوف يتعرض هذا الشخص للإصابة بمتلازمة الأمعاء المتهيجة وبحالات الحساسية والعدوى.
    • الديسبيوزيس التحسسي: وهذا يحدث حينما يصبح الجهاز المناعي المرتبط بالقناة الهضمية حساساً بدرجة عالية للمواد التي توجد في الطعام وللمواد التي تنتجها الميكروبات. وينتج عن هذا أن يصير الشخص متعدد الحساسية (لأنواع متعددة من الأطعمة وغيرها)، وغالباً ما تكون أعراضه منتشرة في أجهزة الجسم (بمعنى أنها لا تقتصر على القناة الهضمية). ومن المرجح بدرجة عالية أن يندرج كثير من المصابين بأمراض المناعة الذاتية مثل الالتهاب المفصلي الروماتويدي والذئبة الحمراء وربما الإكزيما والصدفية ضمن هذه الفئة.

    وحل المشكلة هو أن تكتشف ما يحدث بالضبط داخل بيئة الجهاز الهضمي للشخص ثم تحاول تصحيحه. ولتحقيق هذا الهدف قد يوصي أخصائي التغذية بإجراء تحليل للبراز شامل للجوانب الهضمية. وهذا يمكن أن يحدد القدرة الهضمية والامتصاصية للشخص، ويحدد أي الأنواع الأربعة من الديسبيوزيس هو الموجود. فمثلاً، وجود مستوى مرتفع من الإنزيم المسمى بيتا-جلوكورونيداز يشير إلى الديسبيوزيس التعفني، بينما وجود مستوى مرتفع من خميرة الكانديدا ألبيكانس يشير إلى الديسبيوزيس التخمري. وقلة بكتريا اللكتوباسيلس أو البيفيدس أو عدم كفايتهما يشير إلى الديسبيوزيس النقصاني، الذي قد يتحسن بإعطاء مكمل من البكتريا المنشطة للحيوية. ووجود مستويات غير طبيعية من الجلوبيولين المناعي (IgA) A يمكن أن يشير إلى الديسبيوزيس التحسسي وزيادة في قابلية حدوث حالات الحساسية. وهذه الاختبارات يمكن عن طريقها أيضاً التعرف على وجود كائنات معوية ضارة أو ما يسميها العلماء كائنات برازية غير صديقة UFOs.


  4. #1284
    الكائنات المعوية الضارة: الطفيليات والفطريات والبكتيريا الضارة


    إذا كنت تعاني من الإسهال والألم البطني، فقد يكون ثمة كائن ضار قد غزا أمعاءك. ويطلق على تلك الكائنات مصطلح خاص هو الكائنات البرازية غير الصديقة Unfriendly Faecal Organisms (UFOs). وإن كان المصطلح يبدو غريباً، إلا أن تلك الكائنات غير المرغوب فيها (والتي قد تكون من البكتريا أو الفطريات أو الطفيليات) شائعة بدرجة تثير التعجب. وفي الدول المتخلفة وجد أن ما يصل إلى 99% من السكان مصابون بعدوى الطفيليات حسبما ورد في بعض الأبحاث الميدانية. وتعتبر الأمراض المتعلقة بالإسهال من أكبر أسباب الوفيات في العالم. ورغم أن حالات العدوى المعوية نادراً ما تكون مهددة للحياة، إلا أنها توجد على الأرجح بنسبة واحد من كل أربعة أشخاص.
    وقد أورد بحث ميداني بريطاني مؤخراً أن تسعة ملايين شخص يصابون سنوياً بنوع من الكائنات الضارة بالجهاز الهضمي ولا يبلَّغ إلا عن واحدة فقط من كل 136 حالة عدوى. وفوق ذلك، فكثير غيرهم من الناس يعانون أعراضاً هضمية طفيفة يندر التقصي عنها. ولا شك أن كثرة السفر والترحال في العالم عامل مهم عرض المزيد من الناس لعدوى الكائنات الضارة. كما يمكن انتقال عدوى كثير من الطفيليات الشائعة عن طريق شرب الماء أو تناول أطعمة أعدت بطرق غير صحية أو عن طريق الممارسات الصحية الرديئة ومعاشرة الحيوانات الأليفة.
    هل أنت مصاب بالكائنات المعوية الضارة؟

    إن الإسهال والألم البطني هما أكثر الأعراض شيوعاً، إلا أنه يوجد كثير من الأعراض الأخرى التي قد تجعلك تظن أن لديك حالة عدوى معوية. فضع في اعتبارك الأسئلة العشرة التالية:
    1. هل تعاني أعراضاً هضمية مزمنة؟
    2. هل تظن أن مصدرها الأصلي هو رحلة قمت بها للخارج، أو سباحتك في إحدى البحيرات، أو تناولك وجبة مشكوكاً فيها أو غير ذلك من أحداث ربما تكون قد عرضتك للعدوى دون أن تدري؟
    3. هل تشعر أن بطنك ينتفخ أياً كان الطعام الذي تأكله؟
    4. هل تجد، في كل الأوقات تقريباً، دوائر سوداء تحت عينيك؟
    5. هل تصاب بالإسهال ومعدل التبرز لديك غير منتظم؟
    6. هل كثيراً ما تصاب بآلام بطنية؟
    7. هل كثيراً ما تكون رائحة فضلاتك كريهة؟
    8. هل تعاني الكثير من التطبل (الأرياح أو غازات البطن)؟
    9. هل تجد من الصعب عليك أن تحافظ على وزنك؟
    10. هل كثيراً ما تشعر بتدهور بعد تناولك الطعام؟

    إذا كانت إجابتك بـ “نعم” عن معظم هذه الأسئلة، فقد يستحق الأمر أن تقوم بمزيد من الاختبارات لتقصي المشكلة.
    ولحسن الحظ أنه توجد اختبارات للكائنات المعوية الضارة (وتعرف بصفة عامة باسم اختبارات الطفيليات) والتي لم تصبح أكثر دقة من ذي قبل فحسب بل صارت أيضاً متاحة بدرجة أكبر وزادت توصيات الأطباء بإجرائها. ولقد لاحظت تفاوتاً كبيراً بين المعامل واكتشفت ذلك على ضوء تجاربي الشخصية. فنظراً لأنني رحالة قديم، فقد قضيت منذ فترة شهراً في التبت، وفي العام التالي قمت برحلتين قصيرتين إلى تركيا والمغرب. وبعد رحلتي الأولى إلى التبت لاحظت أن الهضم لدي ليس جيداً كما كان سابقاً، فكنت أشعر بالتعب بعد الوجبات وأجد تغيراً لونياً تحت عينيّ وغثياناً طفيفاً. وقررت أن أعرف إن كنت قد أصبت بعدوى أي من الـ UFOs، كما قررت أن أختبر الاختبارات (إن صح التعبير). وهكذا أرسلت عينات من البراز إلى معمل Great Smokies Diagnostic، وهو واحد من أفضل المعامل في الولايات المتحدة، وإلى معمل Parascope في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى ذهابي إلى طبيبتي المعالجة، ولقد حولتني إلى أخصائي أجرى لي هو الآخر اختباراً للبراز للكشف عن الطفيليات. وكانت نتيجة هذا الاختبار سلبية، في حين أن المعملين السابق ذكرهما وجدا مستويات مرتفعة من نوعين من الطفيليات. وهذا ليس أمراً قليل الحدوث، إذ إن بعض المعامل المجانية في بريطانيا لا تطبق أحدث التقنيات للتعرف على وجود الطفيليات. وفي عام 1976 أظهرت دراسة أجريت في نيوكاسل ونشرت في مجلة لانست The Lancet أن أحد الأشخاص البالغين كان مصاباً بعدوى طفيلي الجيارديا لامبليا، واحتاج إلى إجراء 16 تحليلاً متتالياً قبل أن تشخص حالته!
    الطفيليات الشائعة

    لقد كان نوعا الحيوانات الطفيلية اللذان تم اكتشافهما لدي هما Blastocystis hominis، و Dientamoeba Fragilis. وفي حين أنه توجد مئات من الطفيليات المحتمل وجودها، فإن هذين النوعين هما ضمن أكثر عشرة أنواع تكتشفها معامل الطفيليات. ويجد معمل Parascope Laboratory في ليدز بانجلترا أن حوالي 40% من العينات تحتوي على طفيليات. وفي الولايات المتحدة يجد معمل Great Smokies Diagnostic Laboratory طفيليات في 20% من العينات التي يجري اختبارها. وقد وجد مركز مكافحة الأمراض CDC في أتلانتا/جورجيا أن واحداً من كل ستة أشخاص يتم اختيارهم عشوائياً يكون مصاباً بواحد أو أكثر من الطفيليات. ودكتور “هيرمان بوينو” واحد من أكثر أخصائيي الطفيليات خبرة، ويعتقد أن “الطفيليات هي التشخيص الذي يتم إغفاله عند تناول كثير من المشكلات الصحية المزمنة، والتي تشمل أمراض القناة المعدية-المعوية وجهاز الغدد الصم”.
    وتبعاً لما أورده أنتوني هاينز، عالم التغذية الإكلينيكية المتخصص في علاج حالات عدوى الجهاز الهضمي في عيادة التغذية Nutrition Clinic في لندن، أن الطفيليات التالية هي الأكثر اكتشافاً في المملكة المتحدة:
    • بلاستوسيستس هومينيس: وهذا أصبح يعتبر حالياً من الكائنات المرضية. ومع ذلك، فإنه يوجد في كثير من الناس دون أن تظهر عليهم أية أعراض، وهكذا يجب علاجه فقط إذا وجدت الأعراض. وهو يمكن أن يسبب أعراضاً معدية-معوية حادة إذا وجد بكميات كبيرة أو إذا أصاب أشخاصاً ضعاف البنية، بالإضافة إلى تهيج الأمعاء والإعياء المزمن وشكاوى مفصلية وروماتيزمية. ولقد وجد في السائل الزلالي في ركبة أحد مرضى الالتهاب المفصلي. وهو ينغرس في بطانة الأمعاء مما يجعل القضاء عليه صعباً.
    انتقال العدوى: الطعام والماء والأسطح الملوثة؛ العمليات الجراحية؛ التغذية عن طريق الأنابيب في المستشفيات.
    • داينتاميبا فراجيليس: يمكن أن تكون العدوى غير مصحوبة بأعراض أو تكون مصحوبة بإسهال وألم بالبطن عند الضغط عليه. وقد يوجد دم في البراز.
    انتقال العدوى: الماء الملوث أو ابتلاع بويضات الديدان الدبوسية (مع الطعام).
    • إنتاميبا كولاي: غالباً ما تكون العدوى بدون أعراض، ولكن قد يحدث معه إسهال طفيف. وتأثيرات العدوى بهذا الطفيلي تتجاوز الأعراض الهضمية. فوجوده يمكن أن يؤدي إلى حدوث أعراض مزمنة في أنحاء الجسم.
    انتقال العدوى: تنتقل الأكياس الطفيلية من الماء أو الطعام.
    • جيارديا لامبليا: هذه الطفيليات تلتصق بالجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة بالاستعانة بقرص ماص (ممص)، وقد تكثر أعدادها حتى تغطي البطانة الداخلية للأمعاء فتمنع هضم الطعام وتمثيله. وقد توجد مجموعة متنوعة من الأعراض، وتشمل الإسهال، والإمساك، وسوء الامتصاص، والإعياء، والاكتئاب، والانتفاخ، والتطبل، والتقلص البطني، والغثيان، والبراز الدهني. ولقد أصيبت بلدان ومدن بأكملها بعدوى ذلك الطفيلي في التاريخ المعاصر، وذلك من خلال تلوث مصادر المياه (مثلما حدث في آسبن وكولورادو في الولايات المتحدة، وسان بطرسبورج في روسيا).
    انتقال العدوى: عن طريق ابتلاع طور الأكياس الطفيلية التي يمكنها الانتقال بأمان خلال الجسم؛ وهي آمنة من أن يقضى عليها بفعل العصارات الهاضمة. وهذا الطور بالذات هو الطور المعدي، إذ يمكن أن ينتقل عن طريق ماء الصنبور أو الطعام الملوث بعدوى الأكياس (عن طريق البراز البشري أو الحيواني) إلى إنسان آخر.
    • إندوليماكس نانا: وهو الأصغر حجماً بين عدد من الأميبات المعوية، وقد كان البحث الأكثر إقناعاً بالأضرار المرضية لهذا الطفيلي والتي لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي على يد الباحث البريطاني دكتور روجر وينبورن-ماسون. وهو يفترض أن ذلك الطفيلي هو سبب مرض الالتهاب المفصلي الروماتويدي وعدد آخر من الأمراض المتعلقة بالكولاجين (الأمراض الكولاجينية). ويعتقد بعض الباحثين أن وينبورن-ماسون ربما لم يتعرف على ذلك الكائن الشبيه بالأميبا، وذلك رغم اتفاقهم على أنه يوجد كائن ما قد صار كثير من الأشخاص معرضين للعدوى به لأسباب وراثية، وأنه يسبب الالتهاب المفصلي الروماتويدي.
    انتقال العدوى: عن طريق ماء الصنبور أو الأطعمة الملوثة.
    • الكريبتوسبوريديم: عادة ما تكون عدواه قصيرة الأمد في الأشخاص الأصحاء، مسبباً تعباً بطنياً، ونقصاناً للوزن، وحمى، وإسهالاً، وغثياناً. وأما الذين يعانون ضعفاً مناعياً فقد يسبب لهم الطفيلي مشكلات أكثر خطورة بكثير ويمكن أن يسبب جفافاً شديداً وخللاً في التوازن الإلكتروليتي.
    انتقال العدوى: عن طريق الماء الأرضي الملوث، وحيوانات المزارع، والاتصال الجنسي، وعن طريق وصول الآثار البرازية إلى الفم.
    ومع ذلك، فمن المهم ملاحظة أن وجود بعض تلك الطفيليات لا يعني بالضرورة أن من هو مصاب بعدواها لابد وأن يشعر بالمرض، أو أنها لابد أن تعالج. فالبلاستوسيستس هومينيس، على سبيل المثال، لا يعتبر كائناً ضاراً في جميع الأحوال، رغم وجود دلائل متزايدة على أنه يمكن أن يسبب مشكلات هضمية لدى بعض الناس، وذلك تبعاً لما أورده دكتور زيرت في المعهد القومي للصحة بالولايات المتحدة. وهو واحد من الخبراء الطبيين الأمريكيين في علاج الطفيليات، وهو بصفة عامة يوصي بالعلاج فقط إذا ظهرت نتيجة إيجابية للاختبار وأعراض مصاحبة للحالة، وبصفة خاصة، إذا كان ثمة دلائل على حدوث نفاذية معوية. ونظراً لتعقيد هذا المجال، فإذا ظننت أن لديك مشكلة ما، فمن المهم أن تستشير طبيباً خبيراً أو أخصائياً في التغذية الإكلينيكية.
    علاج الطفيليات وغيرها من الكائنات المعوية الضارة

    إن العلاج التقليدي للطفيليات، وبالتأكيد غيرها من الكائنات المعوية الضارة مثل البكتريا الضارة (بما فيها الهليكوباكتر بيلوري) والخميرة الضارة (الكانديدا)، يشمل تشكيلة من العقاقير من نوع المضادات الحيوية بما لها من درجات متفاوتة من السمية، ويمكن أن تكون لها آثار ضارة على البكتريا المعوية النافعة. وصحيح أن هذه العلاجات بالعقاقير قد تكون ضرورية، لاسيما للحالات الأشد صعوبة، إلا أنها في الغالب تكون أكثر فعالية إذا أجريت جنباً إلى جنب مع المكملات، أو متبوعة بها، والتي تستخدم بمقتضاها علاجات طبيعية غير سامة ومنشطات للحيوية. وبعض حالات العدوى يمكن أن تعالج سريعاً بالعلاجات الطبيعية دون اللجوء إلى العقاقير الأشد سمية. ويمكن أن ينصحك الممارس الصحي بالاستراتيجية الأفضل لك. ومع ذلك، فمن المرجح أن يركز على واحد أو أكثر من العلاجات الطبيعية التالية:
    المعالجات الطبيعية مضاد للبكتريا مضاد للفطريات مضاد للطفيليات
    البربرين
    (خلاصة من الختم الذهبي)
    x x x
    عشب الختم الذهبي x x x
    قشر الجوز الأسود x x x
    خلاصة جذر عنب أوريجون x x x
    خلاصة بذر الجريب فروت
    (سيتريسيدال)
    x x x
    الإيكيناسيا أنجستيفوليا x x x
    الثوم x
    خلاصة ورق الزيتون x
    البوداركو x
    الكواسيا أمارا x
    الشيح الصيني
    (إرتميسيا أنوا)
    x x x
    الصبار x x
    منع حالات العدوى

    إن الوقاية خير من العلاج وأفضل طريقة لتبقى آمناً من الـ UFOs هي أن تحرص على أن يكون جهازك المناعي لائقاً في مكافحة الأمراض، وأن تكون الكائنات الدقيقة المعوية لديك نشطة ومزدهرة، وأن يكون جهازك الهضمي سليماً، وأن يقل تعرضك للـ UFOs التي يحتمل أن تصيبك بالعدوى.
    العادات التالية يمكن أن تساعد في تقليل احتمال إصابتك بالعدوى:

    • اشرب ماء مرشحاً أو مقطراً أو معبأ في زجاجات أو مغلياً، لاسيما إذا كنت في سفر للخارج.
    • اغسل الفاكهة والخضراوات بعناية.
    • اغسل يديك بالماء والصابون قبل الأكل، واجعل أظافرك قصيرة ونظيفة.
    • اطهِ الطعام في درجة الحرارة الصحيحة (فوق 180°ف) لقتل الطفيليات والبكتريا. واطهِ اللحم عند 325°ف أو أكثر، واطهِ السمك عند 400°ف.
    • تجنب الأطعمة النيئة التي تزداد احتمالات العدوى بها مثل السوشي.
    • نظف وطهر جميع مقاعد التواليت وجميع الأوعية لاسيما التي يستخدمها الأطفال.
    • لا تمشِ بقدمين حافيتين، لاسيما على التربة الرملية الدافئة الرطبة.
    • لا تستخدم ماء الصنبور في تنظيف عدساتك اللاصقة. بل استخدم المحاليل المعقمة المخصصة لهذا الغرض.
    • اجعل أطفالك الصغار بعيداً عن الكلاب والقطط الصغيرة التي لا تتلقى علاجاً للقضاء على الديدان، ولا تسمح لهم بتقبيل الحيوانات.



  5. #1285
    مهيجات الجهاز الهضمي


    كثير من المواد التي يستهلكها بعض الناس بصفة يومية (ناهيك عن تلك الأطعمة التي نعاني الحساسية منها) تعتبر مهيجات هضمية (أي مهيجات للجهاز الهضمي). وتشمل الكحول، والمضادات الحيوية، ومسكنات الألم، وبعض المواد الحريفة (أو التوابل)، والقمح، والقهوة، والشاي. فإذا زادت كمية هذه المواد، فإنها يمكن بمفردها أن تكون سبباً في حدوث مشكلات هضمية.
    الكحول

    الكحول مهيج معوي، يسبب التهاباً وإتلافاً لجدار القناة الهضمية. وهذا يزيد خطر حدوث نفاذية معوية غير طبيعية، والذي بدوره يزيد احتمال حدوث تفاعل تحسسي، لاسيما تجاه مكونات المشروب الكحولي. ولهذا السبب، يظهر في واحد من كل خمسة من شاربي البيرة والنبيذ (عند إجراء اختبار لهم) حساسية للخميرة. وشاربو النبيذ يصابون بالحساسية للسلفيتات التي تضاف إلى العنب كمادة حافظة للسيطرة على عملية تخمره. وتوجد السلفيتات أيضاً في أبخرة العادم الناتج من السيارات والمصانع، ويعتمد الإنزيم الكبدي الذي يزيل سمية السلفيتات على عنصر الموليبدينوم، وهو عنصر نادر يعاني كثير من الناس نقصاً فيه.
    وبالإضافة إلى تسبب الكحول في زيادة النفاذية غير الطبيعية للأمعاء، فإنه يلحق الفوضى بمستعمرة البكتريا المعوية النافعة. فهو يجعلها تتحول إلى نواتج أيض ثانوية تؤدي إلى زيادة نمو وتكاثر خلايا القولون مما يمكن أن يبدأ حدوث السرطان. كما يمكن أيضاً أن يمتص مباشرة عن طريق خلايا الطبقة المخاطية التي تبطن القناة الهضمية، ويتحول إلى ألديهيد، وهذا بدوره يعوق تجديد مادة DNA الوراثية ويعزز نشوء الأورام. وعلاوة على هذا، فإن بعض المشروبات الكحولية تحتوي على مادة اليوريثان المسرطنة. وهي تتكون أصلاً كنتيجة للتفاعل الكيميائي الذي يحدث أثناء عمليات التخمير أو الإنضاج أو التخزين، وقد وجدت بالفعل في أنواع كثيرة من الخمور.
    وتبعاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية WHO، فإن شرب الكحول يرتبط بسرطانات الحلق والفم والحنجرة والبلعوم والمريء والمثانة البولية والثدي والكبد، مع وجود زيادة كبيرة في قابلية الإصابة بها لدى المدخنين الذين يشربون الخمر. وقد توصلت هيئة تمويل أبحاث السرطانات العالمية إلى نفس الاستنتاجات وأشارت إلى أن زيادة خطر الإصابة بسرطانات القولون والثدي تحدث حتى عند استهلاك كميات قليلة جداً من الخمور. وفي حالة سرطان الثدي يبدأ هذا الارتباط عند استهلاك أكثر من أربع جرعات في الأسبوع، أما بالنسبة لسرطان القولون فتزداد قوة هذا الارتباط عند استهلاك أكثر من جرعة واحدة يومياً. ومن المؤكد أن استهلاك الكحول بانتظام يسبب أضراراً شديدة للهضم ويزيد خطر الإصابة بالسرطان. وبصفة خاصة، فإنه يزيد قابلية حدوث النفاذية المعوية غير الطبيعية وحدوث حالات الحساسية ويجب الامتناع عنه تماماً في جميع الأحوال والظروف.
    المضادات الحيوية

    اخترعت المضادات الحيوية أصلاً لقتل البكتريا، وكلما كان المضاد الحيوي أوسع مدى كان ضرره أشد على البكتريا الحيوية المنشطة للصحة في القناة الهضمية. وفوق هذا، فإن تناولك لكميات كبيرة من المضادات الحيوية للحصول على مستوى في الدم يكفي لمكافحة البكتريا في حالات مثل عدوى الجيوب الأنفية، يسبب زيادة كبيرة في تركيز المضادات الحيوية في القناة الهضمية لاسيما في جزئها العلوي. ونظراً لأن البكتريا المعوية النافعة تحمي القناة الهضمية، فإن هلاكها يؤدي سريعاً إلى حدوث التهاب وإحساس بتعب في البطن (يشعر به أغلب من يتناولون مضادات حيوية في خلال 48 ساعة).
    والمضادات الحيوية تزيد النفاذية المعوية وتزيد قابلية حدوث حالات الحساسية وتزيد شدتها. فمثلاً، إن معالجة طفل مريض بحالة عدوى بالأذن بالمضادات الحيوية يزيد احتمال إصابته بحالة أخرى من عدوى الأذن بمعدل خمس مرات. وهذا يرجع إلى أن حالات عدوى الأذن تكون غالباً ناتجة عن حالة حساسية، وتكون الحساسية موجهة غالباً لمنتجات الألبان، مما يؤدي إلى زيادة في إفراز المخاط.
    ومع ما يحدث عالمياً من استخدام 50 ألف طن من المضادات الحيوية كل عام، فقد صار كل من الإنسان والحيوان أقل مقاومة للأمراض بصورة متزايدة، كما صارت البكتريا الضارة أكثر مقاومة للمضادات الحيوية بصورة متزايدة. ولا شك أن هذه المشكلة قد لعبت دوراً في تزايد حالات التسمم الغذائي الذي يقتل اليوم أكثر من مليون شخص سنوياً في العالم.
    مسكنات الألم

    إن مسكنات الألم الأكثر استعمالاً والتي تعرف باسم العقاقير غير الاستيرويدية المضادة للالتهاب NSAIDs تعتبر شديدة الضرر بالجهاز الهضمي. وهذه تشمل الإيبوبروفين (موترين)، والفينوبروفين (فينوبرون)، والفلوربيبروفين (فروبن)، والكيتوبروفين (ألرومات، وأوروديس، وأوروفيل)، والنابروكسين (نابروسين)، والتولمتين (تولكتين)، والسولنداك (كلينوريل)، والأزابروبازون (روموكس)، والإندوميثاسين (إندوسيد)، والفينيل بيوتازون (بيوتازوليدين)، وحمض المفيناميك (بونستان)، والديكلوفيناك (فولتارول وفولتارين وكاتافلام)، والفنبوفن (ليدرفن)، والبيروكسيكام (فلدين)، وحمض التيابروفنيك (سورجام)، بالإضافة إلى الأسبرين. وفي انجلترا وحدها يتم وصف 18 مليون وصفة طبية تتضمن هذه العقاقير كل عام!
    ومن المعروف أن أول عقار منها استخدم لتخفيف الألم والالتهاب هو الأسبرين، ويمكن أن يكون فعالاً في هذا المجال ولكنه يلحق أضراراً بالجهاز الهضمي. ففي عام 1980 أعلن مؤتمر التغذية العالمية السادس أن مجرد تناول حبة أسبرين واحدة يمكن أن يسبب نزيفاً معوياً لمدة أسبوع كامل. وتخيل معي ما يمكن أن يحدثه تناول جرعات عالية بصفة يومية على مدى سنوات طويلة!
    والـ NSAIDs تزيد النفاذية المعوية بصورة غير طبيعية كما تزيد تكون القروح في الأمعاء الدقيقة، مما يمكن أن يؤدي إلى نشوء مضاعفات خطيرة. وقد أجريت في جامعة أيوا بالولايات المتحدة دراسة على الرياضيين الذين كانوا يتناولون الأسبرين لمنع حدوث الالتهابات في أجسادهم، وقد وجدت الدراسة أن الأسبرين يزيد بشكل ملحوظ درجة النفاذية المعوية لديهم.
    وقد تكون هذه العقاقير المسماة NSAIDs سبباً في حدوث نسبة غير قليلة من قروح الأمعاء الدقيقة. ولقد تم سحب تسعة على الأقل من عقاقير الـ NSAIDs من الأسواق ومنع تداولها واستخدامها، ومنها عقار أوبرين Opren، واعتبرت مسئولة عن ربع عدد حالات التفاعلات الضارة المسجلة رسمياً. وفي الولايات المتحدة نجد أن ما تنفقه هذه الدولة على إنتاج عقاقير الـ NSAIDs يساوي تقريباً تكلفة علاج آثارها الجانبية، وكثير منها عبارة عن تفاعلات معدية-معوية!
    والشكل التوضيحي المقابل (الشكل 6) يظهر نسبة الأشخاص الذين أصيبوا بمشكلات معدية-معوية (أي في الجهاز الهضمي) من جراء هذه النوعية من العقاقير. وأما عقار الأسيتامينوفين (باراسيتامول) فهو وإن كان لا يسبب نفس الدرجة من التأثير التهيجي الذي تسببه عقاقير الـ NSAIDs، إلا أنه ضار بالكبد. ويشكل التهيج المعدي-المعوي بسبب العقاقير المسكنة للألم عبئاً على قدرة الكبد على إزالة سمية المواد السامة وهذا الضرر يمكن أن يزداد سوءاً من خلال استخدام ذلك العقار المسمى أسيتامينوفين.
    القهوة والشاي

    تحتوي القهوة على مجموعة من المواد تعرف بالميثيل زانثينات، وتشمل الكافيين والثيوبروفين والثيوفللين. وهي تهيج القناة الهضمية كما ترتبط أيضاً بالمعادن، مزيلة إياها ومسببة لضياعها قبل امتصاصها. لذا، فإن من عواقب الإفراط الشديد في شرب الشاي والقهوة حدوث تهيج معوي ونقص في امتصاص العناصر الغذائية (لاسيما المعادن).
    ونفس الشيء ينطبق إلى حد ما على الشاي. إلا أن الكيميائيات التي توجد فيه مختلفة بعض الشيء: فالشاي به كافيين أقل ولكنه يحتوي على المزيد من التانين الذي يرتبط بالمعادن ويجعلها تخرج معه في البراز دون أن تمتص.
    إن تناول قدح واحد من الشاي أو القهوة لا يتوقع أن يسبب مشكلة. ولكن نوصي كل من يعاني اضطرابات هضمية ويتناول في الوقت نفسه الشاي أو القهوة بانتظام أو بإسراف بالإقلاع عنهما عند اتباعه لبرنامج علاجي للقناة الهضمية.
    ورغم أن أنواع الشاي العشبي وشاي الفواكه لا تحتوي على مهيجات للجهاز الهضمي، فإن أي مشروب ساخن جداً يسبب توتراً وضرراً للقناة الهضمية. إن معدل حدوث سرطان المريء ومشكلات المعدة يكون أعلى لدى من اعتادوا احتساء مشروبات ساخنة جداً بصفة منتظمة. لذا من الأفضل أن تتجنب تلك المشروبات الساخنة.
    التوابل

    ليست كل التوابل متساوية فيما يتعلق بالهضم. ويقع الفلفل الحار (أو الشطة) على رأس قائمة المواد الحريفة الضارة. فهو يعمل كمهيج معوي، خاصة عند تناوله بكميات كبيرة، وكثير من الناس يعانون حساسية له. فإذا لم تكن تتفاعل بشكل جيد مع الأطعمة الحارة جداً، فمن المرجح أن تكون لديك حساسية للفلفل الحار.
    ومع ذلك، توجد أنواع أخرى من التوابل لا تهيج القناة الهضمية بل قد تكون مفيدة للصحة. وهي تشمل الفلفل الأحمر (الكايين أو الكابسيكم) الذي يحتوي على الكابسيسين وهو عامل مضاد للالتهاب معروف علمياً. وقد ظهر في دراسات كثيرة أن الكابسيسين يقلل الالتهاب بكفاءة. ففي إحدى الدراسات تبين أن 42 مريضاً بالالتهاب المفصلي حدث لهم انخفاض ملحوظ في الألم والإعاقة بعد تناولهم مركبات التوابل الحارة لمدة ثلاثة أشهر، بينما، في دراسة أخرى، قل التهاب أقدام الفئران المصابة بالتهاب مفصلي بدرجة كبيرة بعد إعطائها كلاً من الكابسيسين والكركمين. وقد يكون وضع الكابسيسين موضعياً فعالاً أيضاً في تخفيف آلام الالتهاب المفصلي العظمي. والكركمين هو ذلك الصبغ الأصفر الفاتح الذي يوجد في تابل الكركم ويتميز بآثار مضادة للالتهاب قوية ومتنوعة؛ وقد أظهرت التجارب التي تم فيها إعطاؤه إلى المرضى بالالتهاب المفصلي أنه تقريباً في مثل كفاءة العقاقير المتخصصة المضادة للالتهاب، ولكن دون آثارها الجانبية، كما ظهر أيضاً أنه يعزز إزالة السموم.
    الألياف ومشكلات الصمام اللفائفي-الأعوري

    بينما أن تناول غذاء غير مكرر غني بالألياف يكون مفيداً لك بصفة عامة، فإن بعض الناس يتضررون عند تناولهم أنواعاً معينة من الألياف مثل النخالة (الردة)، وحتى الأطعمة النيئة (مثل السلطة الخضراء وبعض الفواكه). فإذا كان هذا يحدث لك، وكانت الحركات المعوية لديك غير سليمة –كأن يحدث لك إسهال أحياناً وإمساك أحياناً أخرى- فأنت تعاني مشكلة في الصمام اللفائفي-الأعوري. وهو حلقة عضلية دائرية تشبه الصمام وتفصل الأمعاء الدقيقة عن الأمعاء الغليظة وموضعها بالنسبة لسطح الجسم يقع عند منتصف المسافة بين عظمة الورك اليمنى وسرة البطن. فإذا كانت هذه المنطقة من سطح البطن تؤلمك عند الضغط الخفيف عليها، فهذه دلالة إضافية على أنك قد تكون مصاباً بالتهاب في الصمام اللفائفي-الأعوري.
    وإذا لم يكن الصمام اللفائفي-الأعوري ينفتح وينغلق بشكل سليم، أو إذا كان مفتوحاً بشكل زائد عن الحد، يمكن أن تتحرك البكتريا والسموم من الأمعاء الغليظة إلى الأمعاء الدقيقة بسهولة أكثر من اللازم، مما يؤدي إلى حدوث خلل في التوازن البكتيري وتسمم ذاتي. ويمكن أن تختل وظيفة هذا الصمام إذا تعود الشخص على تناول غذاء مليء بدرجة زائدة بالمهيجات الهضمية ومنها الألياف الخشنة جداً، أو إذا كان يصاب كثيراً بالإمساك، أو إذا حدث له نقصان للقوة العضلية السليمة وللحركة التمعجية الفعالة التي تحرك الفضلات البرازية بشكل طبيعي.
    وفي هذه الحالات، يمكن استعادة وظيفة الصمام اللفائفي-الأعوري بوسيلتين: إحداهما وسيلة أو تقنية جسمانية أو يدوية يمارسها المعالجون بالطبيعة وبعض أخصائيي التغذية والمعالجون بالحركة. والوسيلة الأخرى هي باتباع نظام غذائي منخفض جداً في المهيجات الهضمية على مدى أسبوعين. هذا يعني أن تحذف جميع الأطعمة والأشربة المذكورة في هذا الموضوع بالإضافة إلى نخالة القمح وأية أطعمة نيئة. وبدلاً من إضافة الألياف أو تناول أطعمة أضيفت إليها نخالة القمح التي تعتبر من الألياف زائدة الخشونة نسبياً، من الأفضل كثيراً أن تحصل على الألياف التي تحتاجها من الأطعمة الكاملة، (كالحبوب الكاملة)، وإذا احتاجت تلك الأطعمة إلى نقعها في الماء، فافعل. فمثلاً، إذا نقعت فليكس الشوفان لتجعلها تتشرب بالسائل وتنتفش، فإن أليافها الطبيعية تكون في هذ الحالة أكثر ليونة ولطفاً بكثير على القناة الهضمية. وبالمثل، فإن الأطعمة النيئة وإن كانت مفيدة بالنسبة لكل الناس تقريباً في كل الأحوال، فإن تعريضها للبخار أو طهيها بخفة يحدث تحليلاً جزئياً للألياف الأكثر خشونة.
    تلخيصاً لما سبق، إذا أردت أن تكون رفيقاً بقناتك الهضمية، فاتبع ما يلي:

    • قلل من الشاي والقهوة، ولا تتناولهما بصفة مستمرة. وتجنب الكحوليات نهائياً.
    • قلل استخدامك للعقاقير المسكنة لاسيما NSAIDs.
    • لا تستخدم المضادات الحيوية إلا كملاذ أخير، وبعد فترة علاجية من المضادات الحيوية تناول المنشطات للحيوية (من البكتريا النافعة) لتستعيد وجود تلك البكتريا في الأمعاء.
    • لا تتناول الطعام متبلاً بالشطة بصفة منتظمة.
    • تجنب إضافة نخالة القمح، ولكن تناول الأطعمة الكاملة غير المكررة بدلاً منها.

  6. #1286
    الإرهاق المزمن



    كانت متلازمة الإرهاق المزمن تسمى فيما سبق بالإجهاد الذهني، أنفلونزا يوبي، إبشتاين بار، وبأسماء أخرى غير منطقية. وهي متلازمة معتادة لأعراض شتى لا يمكن تفسيرها بنموذج واحد من الطب التقليدي دون وسيلة فعالة للتشخيص أو العلاج، مما يزيد من معاناة الكثيرين، وخاصةً عند إخبارهم أن الموضوع برمته نفسي المنشأ ويستلزم مضادات الاكتئاب المعتادة. ولكنَّ أعراضاً مثل الإرهاق الدائم، وتعدد أسباب الحساسية، والصداع المتكرر، واستثارة الحساسية للمواد الكيميائية والملوثات البيئية، والاضطرابات الهضمية المزمنة، وآلام العضلات، والتوحد، والفصام الذهاني، والتفاعلات الدوائية، ومتلازمة حرب الخليج ليست إلا مجرد بعض الأمثلة التي قد تنتج عن اختلال آليات إزالة الأكسدة بالجسم.
    وهذه الآليات الموجودة أساساً بالكبد والكلى ونسيج المخ، هي عبارة عن نسق معقد من العمليات الكيميائية أو المسارات التفاعلية والتي لها القدرة على إعادة استخدام الكيماويات السامة وتحويلها لأخرى لا ضرر لها، وهي العملية المعروفة باسم التحويل الحيوي. وكل مسار من هذه المسارات يتكون بدوره من سلسلة من التفاعلات الإنزيمية، وكل إنزيم يعتمد على مجموعة من المواد الغذائية والتي يمكنها خطوة بخطوة جعل عالمنا الداخلي أكثر أمناً واستعداداً للحياة.
    تتكون هذه المسارات من مرحلتين رئيسيتين. الأولى لا تنتج بالضرورة عن مواد غير سامة، بل إنها في حقيقة الأمر قد تنتج مواد أكثر سمية. فالكحول على سبيل المثال يتحول إلى مادة سامة هي التي تسبب حدوث أعراض السُكْر والإفراط في الشراب. أما المرحلة الثانية، فتقوم بعد إتمام المرحلة الأولى، بتحويل هذه المنتجات الجانبية والمعروفة باسم المتفاعلات الوسيطة، إلى مواد آمنة يمكن إفرازها عن طريق الكلى في البول. وفي حالة حدوث أي خلل أو اضطراب في أي من المرحلتين، تتراكم المواد السامة بالكبد والكلى والمخ وهذا يفسر ما قد يشعر به المصاب بمتلازمة الإرهاق المزمن من سوء بالغ في حالته العامة عقب أداء أي مجهود، حيث لا يتم تكسير السكر المختزن للحصول على الطاقة والإرهاق الذهني والأعراض الأخرى غير المرغوب فيها. وبالمثل فكلما أفرط هؤلاء المرضى في تناول الطعام، زادت كميات السموم الناتجة في أجسادهم.
    اخفض حمولتك من السموم

    السكر هو أحد الأمثلة على كيفية تحول مادة غذائية طبيعية لأخرى سامة إذا اختلت عمليات إزالة الأكسدة من الجسم. كما أن شرب الكحوليات، التدخين، تناول الأطعمة المقلية، الإفراط في الطعام أو تناول أدوية شاملة البارامول، التعرض للمبيدات الحشرية والتنفس في بيئة ملوثة، ليست إلا أمثلة لطرق زيادة حمولة الجسد من السموم.
    فحتى الأغذية الطبيعية والصحية، قد تتحول لسموم ضارة إذا لم يتم هضمها أو امتصاصها بصورة جيدة. فنحن مهيئون لهضم طعامنا وتحويله لجزيئات بسيطة يمكنها المرور بسلاسة في القناة الهضمية ومن ثم لتيار الدم. وبالرغم من ذلك، فإن عدم الهضم الجيد أو في حالة اعتلال جدر القناة الهضمية وتسريبها للأغذية غير تامة الهضم إلى تيار الدم دون احتراز. هنا تحفز هذه المواد الخلايا المناعية المستكشفة لتتعامل معها كأنها غزاة، ولن تسفر هذه المعركة المرتقبة سوى عن المزيد من المواد الكيميائية المعقدة السامة في طبيعتها والتي تحتاج للتخلص منها حتى يسترد الجسد عافيته وأمنه الداخلي.
    وهذا التسرب في جدر القناة الهضمية قد ينتج عن أسباب عديدة، فالكحول والأسبرين يهيجان الأغشية الهضمية، كما يفعل ذلك البروتين الموجود في القمح المُسَمَّى جلوتين. كما أن القصور في المغذيات الأساسية للخلايا مثل فيتامين “أ” والزنك والبروتينات والدهون الأساسية يمكن أن يؤدي لضعف بنية الجدار الهضمي، هذا خلاف النمو المفرط للبكتريا أو الفطريات غير المرغوب فيها مثل الكانديدا البيضاء والتي قد تكمن في الجدار المعوي، مهيجة له مسببة زيادة نفاذيته، وبمجرد حدوث هذه النفاذية الفائقة للمطلوب، فالأطعمة الطبيعية تماماً تصبح ذات أثر سام للجسد.
    اختبر قدرتك على التخلص من السموم

    لحسن الحظ، أمكن تطوير العديد من الوسائل الآمنة لاختبار مدى نفاذية القناة الهضمية بل ومدى كفاءة جسدك في التعامل مع المراحل المختلفة لإزالة السموم، فيمكننا اختبار نفاذية القناة الهضمية عن طريق تجرع سائل يحتوي على جزيئات متباينة الأحجام، ثم وعن طريق تحليل البول يمكننا معرفة أي هذه الجزيئات قد عبر خلال الجدار الهضمي. ويمكنك أيضاً معرفة مدى قدرة كبدك على إزالة السموم عن طريق شرب سائلين مختلفين. وبالمثل، عن طريق معرفة ما يظهر في البول عند تحليله كيميائياً. يمكننا معرفة مدى كفاءة كل مرحلة من عملية إزالة السموم بالكبد في أداء عملها. وهذه الاختبارات شائعة ومتوفرة لدى الأطباء لاسيما استشاريي التغذية.
    وبالإضافة لاختبار كيمياء جسدك، لا يوجد ما يعلو على اختبار ما تشعر به بنفسك، وهذا ما قام بعمله د.جيفري بلاند في استخبار الاستكشاف الأيضي مع التركيز على الأعراض المشتركة التي تشير إلى انخفاض القدرة على التخلص من السموم. وقمنا هنا بصياغة قائمة موجزة يمكنك عن طريق التعرف على أي من الأعراض التالية ينطبق عليك، تكوين فكرة منطقية عما إذا كانت تفاعلاتك الأيضية بحاجة للاستقصاء.
    اختبر قدراتك على التخلص من السموم

    أعطِ لنفسك درجة واحدة لكل عرض يمر بك من حين لآخر، ودرجتين لما يصيبك بصفة متكررة أو شبه دائمة.
    • الرأس: الصداع، الغثيان، الدوار، الأرق
    • العين: حكة العين، الدموع الغزيرة، انتفاخ العينين، احمرار الجفنين أو التصاقهما، التجاعيد أو الحلقات الداكنة، غبش الرؤية
    • الأذن: حكة الأذن، آلام الأذن، عدوى الأذن، الإفرازات من الأذن، سماع الصفافير، ضعف السمع
    • الأنف: انسداد الأنف، اضطرابات الجيوب الأنفية، الأنفلونزا المتكررة، نوبات العطس المتكررة، زيادة إفراز المخاط
    • الفم: السعال المزمن، الغثيان، الإحساس المتكرر بالرغبة في تنظيف الحلق، بحة الصوت، فقدان القدرة على الكلام، احتقان اللسان أو اللثة أو الشفة وتغير لونها، قرح الفم
    • الجلد: حب الشباب، البثور، الطفح الجلدي، جفاف الجلد، سقوط الشعر، نوبات التوهج أو الإحساس بالسخونة، إفراط العرق
    • القلب: عدم انتظام نبضات القلب، زيادة سرعتها أو قوتها، آلام الصدر
    • الرئة: احتقان الصدر، الربو الشعبي، الالتهاب الشعبي، صعوبة التنفس أو قصر النفس
    • الهضم: القيء والغثيان، الإسهال والإمساك، الإحساس بالانتفاخ، التجشؤ، زيادة إخراج الغازات، حرقة فم المعدة، آلام المغص المعدي أو المعوي
    • المفاصل والعضلات: خَدَر أو آلام المفاصل والعضلات، التهاب المفاصل، تصلب الحركة أو الحد من مداها الطبيعي، الإحساس بالضعف أو التعب
    • الوزن: تناول الطعام والشراب بمرح صاخب في الحفلات، اللهفة تجاه أطعمة معينة، السمنة والنحافة، نوبات الرغبة الشديدة في الأكل، تراكم المياه
    • الطاقة: الإرهاق، البطء، عدم الانفعال، البلادة، زيادة النشاط أو التوتر
    • الذهن: ضعف الذاكرة، الخلط، ضعف القدرة على التعبير، ضعف التركيز، ضعف التنسيق العضلي، صعوبة اتخاذ أي قرار، التهتهة والتلعثم، صعوبة النطق، ضعف التحصيل العلمي
    • الانفعالات: انحراف المزاج وتباينه، القلق غير المبرر، الخوف، التوتر العصبي، الغضب الشديد، العدوانية، الاكتئاب

    المجموع الكلي
    إذا تعدى رصيدك 25 درجة، فهناك مشكلة ما في قدرتك على التخلص من السموم، راجع غذاءك وتأكد مما تتناوله.
    إذا تعدى رصيدك 50 درجة، فقدرتك أقل مما لاشك فيه من مداها الطبيعي.
    أما إذا تعدى الرصيد 75 درجة، فالأفضل أن تسعى جاداً في استشارة طبيبك.

    شفاء القناة الهضمية

    بينما تظل مواد كالمبيدات الحشرية وإضافات الأغذية المحفوظة والكحوليات سامة بطبيعتها، فإن العديد من الأطعمة المعتادة تتحول إلى سموم ما لم يتم هضمها وامتصاصها بالصورة المثلى، ولهذا فالأقرب للمنطق أن تحاول علاج قناتك الهضمية قبل أن تحاول إزالة هذه السموم. يوصي الأطباء بصورة معتادة بتناول الأطعمة النظيفة الخالية من السموم، هذا بالإضافة إلى بعض الإنزيمات المهضمة الإضافية. وإذا كان جدار القناة الهضمية مازال مسرباً، فهناك أغذية خاصة يمكنها المساعدة في استعادة الاتزان. فالبكتريا النافعة وحمض البيوتريك و FOS (السكريات القليلة في الفاكهة) تساعد جميعاً في إعادة الاتزان للجهاز الهضمي. والكورسيتين والجينكو الصينية ومضادات الأكسدة مثل فيتاميني “أ”، “جـ” تساعد في الحد من التلف الناتج، بينما يقوم الجلوتامين والزنك والأمينات السكرية بدورها في علاج الجدار الهضمي. وبمجرد انتهاء هذه الأدوار يمكنك الآن العمل على تقوية جهازك المُخَلِّص من السموم.
    كيف تعزز من قدرتك على إزالة كل هذه السموم؟

    تتم إزالة السموم في الكبد عبر مرحلتين. الأولى، وهي الأكسدة، تتطلب نشاط مجموعة عليا من الإنزيمات المعروفة بعائلة P450 والتي تحفز السموم الذائبة في الدهن جاعلة إياها أكثر قدرة على الذوبان في سوائل الجسم بخاصة الماء، كما يقول د.جيفري بلاند. والمواد الغذائية التي تساعد في بقاء وهذه المرحلة بصورتها الصحية تتضمن فيتامينات “ب2″، “ب3″، “ب6″، “ب12″، حمض الفوليك، الجلوتاثيون، الأحماض الأمينية متفرعة السلاسل، الفلافونويدات، الدهون الفسفورية، بالإضافة لكمية وافرة من مضادات الأكسدة الغذائية لإبطال مفعول المواد الوسيطة خلال هذا التفاعل وأضرارها السمية.
    ولدى بعض الأفراد تتم عمليات المرحلة الأولى دون أي خلل، بينما يظهر هذا الخلل في عمليات المرحلة الثانية مما ينتج عنه تراكم الشوارد الحرة السامة الناتجة عن المرحلة الأولى دون أن يتم التعامل معها. وهؤلاء الأفراد يندرجون تحت مسمى “مُزِيلو السموم المرضيون” Pathological detoxifiers، وبالعكس تتفاقم حالاتهم عندما يبدءون في تعويض المغذيات الناقصة. وهنا تتضح أهمية اختبار وظائف إزالة السمية بالكبد.
    أما المرحلة الثانية لإزالة السموم والتي تعرف أيضاً بالاقتران، فيمكن تحفيزها وتنشيطها عبر قائمة دقيقة من المغذيات تتضمن الأحماض الأمينية مثل الجليسين، التورين، الجلوتامين، الأرجينين، الألانين. كما أن السستايين، إن-أسيتيل-سيستين، المثيونين تعمل كمواد خام يمكن إنتاج المغذيات السابقة منها (أي أن خلايا الجسد باستطاعتها تحويل هذه المجموعة الأخيرة لباقي الأحماض الأمينية.
    وإضافة هذه المغذيات إلى الأغذية المقللة بطبيعتها للمواد السامة له أثره الفعال على صحتك العامة في غضون أسابيع قليلة إن لم تكن أياماً. ولحسن الحظ، فأنت لا تحتاج لتناول مئات المغذيات، فقد تمكن د.بلاند ورفاقه من صياغة مسحوق خاص تحت اسم “بالغ النقاء” Ultra Clear يمكنك تناوله كمشروب صباحي ومسائي لمدة تتراوح بين الأسبوعين إلى الشهر لاستعادة كفاءتك في التخلص من كل السموم. وهناك أيضاً منتج آخر للذين يعانون من زيادة التسرب بالقناة الهضمية ولمزيلي السموم المرضيين، الذين لا يعانون من مشاكل في تفاعلات المرحلة الأولى بينما تتقهقر وظائف المرحلة الثانية. وهناك العديد من الشركات المتخصصة في إنتاج المواد الغذائية بصيغ وأنظمة تسعى لنفس الهدف.
    كيفية التسمم وإزالة السموم من جسم الإنسان

    فعندما تكون بين يدي طبيب حاذق تعضده نتائج الاختبارات المعملية، فإن العملية بأكملها من استعادة سلامة جدار القناة الهضمية، استعادة الاتزان الحيوي لوظائف الكبد، إزالة السموم من الجسم لا تستغرق أكثر من 3 أشهر، والنتائج لدى هؤلاء الذين عانوا طويلاً من كونهم مرضى دون علاج ناجع لحالات الإرهاق المزمن لديهم، لا يمكن وصفها بأقل من أنها مذهلة ومثيرة للدهشة والإعجاب.
    هل تحصل على ما يكفيك من الأكسجين؟

    يعتقد د.لي سمبسون العالم النيوزيلندي بأنه وجد رابطاً آخر لا يقل أهمية عما سبق في فهم متلازمة الإرهاق المزمن وآلام العضلات وهو نقص الأكسجين. فكافة خلايا الجسم لا يمكنها الاستغناء عن الأكسجين في تفاعلاتها الأيضية، وهو ينتقل بين أعضاء الجسم المختلفة محمولاً على كريات الدم الحمراء والتي تطلقه عندما تصل للشعيرات الدموية الدقيقة، حتى يعبر للخلايا المحيطة. وفي أماكن تقابل الشعيرات الدموية والخلايا، تتلقى الأخيرة الأكسجين والمواد الغذائية من الدم وفي ذات الوقت تتخلص من ثاني أكسيد الكربون وسائر الفضلات الناتجة عن تفاعلاتها الأيضية.
    ولا يتعدى قطر الشعيرات الدموية 4 ميكرون (جزء من مليون من المتر)، بالرغم من أن كريات الدم الحمراء النموذجية يبلغ قطرها 8 ميكرون. مما حدا د.سمبسون إلى التساؤل عن كيفية مرور هذه الكريات في هذا الحيز الضيق. والإجابة ببساطة هي في اعتصارها لنفسها عبر هذه الشعيرات، ولكن تظل بالرغم من ذلك بعض الكريات الضخمة أو الفاقدة للمرونة بل وقد تتجمع بعض هذه الكريات على بعضها مما قد يؤدي لتكوين شبكات متداخلة يصعب معها النفاذ، وينتج عن ذلك قصور الإمداد بالأكسجين للخلايا وما يتلو ذلك من تراكم حمض اللاكتيك وخلل الوظائف الخلوية. من العلامات الدالة على الإرهاق المزمن آلام العضلات عقب المجهود البدني، وهو العرض الذي يتكرر في حالات الاعتلال المتعدد للعضلات، وهو التشخيص الشائع لاسيما في النساء المسنات، وعدد لا بأس به من الباحثين لاحظوا نقص نسبة الأكسجين بالفص الجبهي للمخ في المرضى المشخصين بالفصام الذهاني.
    إذاً، فما الحل؟ نقص فيتامين “ب12” هو أكثر الأسباب شيوعاً بتضخم كريات الدم الحمراء، بينما نقص الأحماض الدهنية الرئيسية يجعلها أكثر تصلباً وأقل مرونة للاعتصار اللازم لعبورها. النياسين (فيتامين “ب3”) له دوره أيضاً الماثل في زيادة الشحنات الكهربية والكيميائية على جدر الخلايا مما يساعد على تَنَافُرَهُم وابتعادهم وعدم التلاصق مرة أخرى. كما يساعد على زيادة اتساع الأوعية الدموية عن طريق إفراز الهستامين (والذي يسبب تورداً مؤقتاً بالخدين). ولهذا، فعند احتمال الإصابة بهذه المشاكل يمكننا التغلب عليها عن طريق تناول 100 مجم على الأقل من النياسين مرتين يومياً بخلاف الدهون الأساسية GLA (أوميجا-6)، EPA (أوميجا-3)، فيتامين “ب12”.
    معادلة الطاقة

    إذا كنت ممن يتعبون بسهولة، فهذا لا يعني بالضرورة نقص الأكسجين لديك أو ضعف قدرتك على إزالة السموم، فهما عاملان مشتركان يساهمان في الإصابة بحالات الإرهاق المزمن التي قد تؤدي في أسوأ صورها إلى انعدام القدرة الوظيفية للفرد على الإطلاق. وفي الطرف الآخر، تظل حالات التعب كمشكلة صحية مفردة شائعة بالرغم من ذلك. وفي دراسة استقصائية قام بها معهد التغذية المثلي، نشرت عام 1987 في تقرير حمل اسم “إشكالية الفيتامينات” The Vitamin Controversy اشتكى نحو 58% من الأولاد بتكرار شعورهم بالتعب وهي حالة قد لا تعدو أسبابها ما هو أبسط بكثير مما سبق.
    وباحثو هذا المعهد وجدوا أنه بتحسين بسيط لنوعية الغذاء وإضافة الفيتامينات والعناصر الرئيسية للطعام، والتي يحتاجها الجسم لتحويل الغذاء لطاقة، تحسن نحو 73% من الخاضعين للتجربة بشكل ملحوظ فيما يخص طاقتهم البدنية ومقاومتهم للشعور بالتعب. وهذا يرجح بقوة الرأي المفسر لحالات الإرهاق المزمن لدى كثير من الناس بأنها مجرد نقص في نسب المغذيات الصحيحة ليس إلا. ولكن يبقى للعديد من العوامل الأولى أثرها في تفاقم حالات التعب على غرار عدم اتزان سكر الدم، الاستخدام المفرط للمنبهات كالشاي والقهوة، الإسراف في تناول الكحوليات، قلة ساعات النوم.

  7. #1287
    إمساك البطن: احرص على تناول الألياف بانتظام



    لا شك في أن حالات إمساك البطن هو موضوع ذو أهمية قصوى بالنسبة لكثير من الناس. هناك في الحقيقة قدر كبير من سوء الفهم بشأن ما يعنيه الإمساك ؛ فكثير من الناس يظنون أنهم يعانون من هذه المشكلة بينما تكون حركات أمعائهم في الواقع منتظمة.
    إن تعريف الإمساك عندي هو خروج كميات صلبة وجافة من المخلفات أقل من ثلاث مرات في الأسبوع. إن الإخراج الطبيعي يختلف من شخص لآخر، ولكن الإخراج ثلاث مرات في اليوم أو ثلاث مرات في الأسبوع يعتبر في حدود الطبيعي، والمهم ألا تتمسك بشدة باعتقاد أنه إذا لم تخرج الأمعاء ما فيها كل يوم فلابد أن هناك شيئا خطأ.
    إن تخليص أجسامنا من الفضلات لهو أمر حاسم بالنسبة للصحة السليمة. ولكنك لن تواصل إشعال النار في مخلفات الحريق والتراب حيث لن تشتعل النار بعد مدة، ونفس الشىء ينطبق على الجسم، الذي يحتاج مثل الماكينة إلى التنظيف على فترات منتظمة. قد يسبب الإمساك الإرهاق، وألم البطن، والتطبل (الانتفاخ)، وخروج ريح، واضطراب الأمعاء، ومشكلات أخرى شائعة، ولذلك فإن أي شىء تستطيع عمله لمنع ذلك يستحق الثناء عليه.
    إن أكثر أسباب الإمساك شيوعا هي سوء النظام الغذائي، وقلة ممارسة التمارين الرياضية. إن أي نظام غذائي تقل فيه الألياف وترتفع فيه الدهون يمكن أن يسبب الإمساك، بينما من يتناولون أطعمة عالية الألياف لا تشغلهم هذه المشكلة (على الرغم من أنها قد تصيب أي شخص في أي عمر)، حيث تعمل الألياف بأنسجتها الكثيرة واللينة على منع تكون البراز الصلب والجاف الذي يصعب إخراجه، ولكن المشكلة لا يمكن حلها بتناول أطعمة معالجة. إن الألياف وحدها لا تكفي، لأن الألياف بدون السوائل بمثابة الأسمنت. لذا يجب أن تتناول ثماني أكواب من الماء أو العصائر كل يوم، وحاول تجنب شرب الشاي، والقهوة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، فكلها يمكن أن تسبب الجفاف.
    وبالنسبة لكبار السن ؛ فإن الغذاء قليل الألياف هو المسئول عن كثير من حالات الإمساك. بعض كبار السن يتبنون هذا النظام الغذائي لأن الأسنان الاصطناعية أو فقدان الأسنان يجعل من الضروري بالنسبة لهم تناول طعام طري وقليل الألياف.
    إن التمارين الرياضية المنتظمة تساعد على انتظام حركة الأمعاء، ولكن هذا لا يحتاج لأن تكون التمارين هوائية ومسببة للعرق أو عنيفة، فإن مجرد المشي كل يوم يكون كافيا. لا تتجاهل الحاجة إلى الذهاب إلى دورة المياه، وحاول أن تتجنب استخدام الأدوية الملينة، لأنها تزيد من سوء المشكلة بمرور الوقت، كما أن الجسم يعتاد عليها لكي يؤدي وظائفه بطريقة مناسبة.
    إن الإمساك مشكلة ظللنا نعاني منها طويلا وسوف تظل هكذا، وهي تسبب لكثير من الناس اعتلال الصحة، وأيضا الإحراج الشديد.
    يصيب الإمساك ملايين البشر ولكنه غالبا ما يتم علاجه بسهولة. إن الغذاء الغني بالألياف والمصحوب بالتمارين الرياضية وزيادة مقدار السوائل هو نقطة البداية للوقاية من معاودته مرة أخرى.
    النظام الغذائي للألياف

    إنني أتوقع أن يتذكر كل شخص الهوس الذي حدث أثناء عقد الثمانينات من القرن الماضي تجاه خطة الغذاء الذي يعتمد على الألياف، عندما كان من المفترض علينا جميعا ألا نأكل سوى الألياف ومع ذلك نشعر بالسعادة. ولأن هذا النظام الغذائي يمكن أن يكون إلى حد ما غير اجتماعي أو يسبب النفور في مراحله المبكرة، فلم يكن الجميع متحمسين له بالكامل. وعلى الرغم من ذلك فإن المبدأ الأساسي ظل كما هو حتى الآن وهو أن الألياف مفيدة للإنسان. إن الغذاء الغني بالألياف يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة تصل إلى 40%.
    يجب أن يكون هدفنا ليس فقط تناول خمس حصص على الأقل من الفواكه الطازجة والخضروات كل يوم، بل أيضا يجب أن نتناول خبزا من الحبوب الكاملة، والغلال في طعامنا اليومي. وقد تحدث زيادة مؤقتة في انتفاخ البطن، وامتلاء البطن بالغازات (تطبل)، وإسهال إذا زادت كمية الألياف في الغذاء بسرعة شديدة، وخاصة إذا كان الشخص غير معتاد على تناولها. ولكن هذه آثار مؤقتة وعادة تزول عندما يتعود الجسم ويتكيف مع الغذاء. من المهم أيضا أن تتذكر أن الألياف بدون السوائل تشبه الأسمنت. لذا فلكي تمنع الإمساك، فمن الضروري أن تتناول كمية كبيرة من الماء مع الطعام. والكمية المثالية هي ثماني أكواب كبيرة من الماء والسوائل كل يوم.
    يؤكد الفكر الحالي أن الالتزام الشديد بنظام غذائي معين والذي قد يركز على جانب واحد (مثل : قلة الدهون، وقلة الكربوهيدرات، وقلة البروتينات.. وهكذا) لا معنى له مطلقا , حيث إن أجسامنا خلقت مصممة على أساس تناول الغذاء المتوازن، الذي نتناول فيه كل شىء، ولكن باعتدال، وأن يكون طازجا قدر المستطاع. وهذا أمر سهل في الحقيقة.
    احرص على تناول الألياف بانتظام. فهذا أمر أساسي لنظام غذائي متوازن، ويمكنه أن يخفض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء إلى حد كبير.


  8. #1288
    سرطان الأمعاء: يمكن علاجه في المراحل الأولية


    يعاني الفرنسيون أمراض الكبد، والأمريكيون من ارتفاع مستوى الكولسترول، أما البريطانيون فيعانون أمراض الأمعاء. أعتقد أحيانا أنني أستطيع قول أي شىء لبعض المرضى، ولكن ما أن أسألهم عن حالة الأمعاء لديهم، فإنهم يشعرون بالسعادة لما أقوله لهم. وحتى في هذه الحالة، يظل كثير منا متحيرا ومرتبكا بشأن مناقشة المشكلات المتصلة بالأمعاء. وقد يكون ذلك أمرا مسليا لولا حقيقة أن سرطان الأمعاء في المملكة المتحدة يظل ثاني أكثر أنواع السرطان انتشارا عند الرجال، وثالثها عند السيدات. والشىء المحبط بالنسبة للأطباء، هو أن هذا المرض يمكن علاجه إذا تم اكتشافه مبكرا، حيث إن 90% من حالات سرطان الأمعاء قابلة للشفاء , ويمكن علاجها إذا كان المرض في مراحله الأولية. وتؤكد الأبحاث الحديثة على ترددنا بشأن التفكير في سرطان الأمعاء، الأمر الذي يوضح أن أكثر من نصف الأشخاص لا يبحثون عن الدم في البراز قبل تدفق مياه صندوق الطرد في الحمام. وتصل نسبة من يدركون أن سرطان الأمعاء يمكن أن يكون سببا في الإسهال المتواصل، أو النزيف من الشرج إلى أقل من واحد بين كل أربعة أشخاص. ولكن كبار السن ( ممن بلغوا 55 وأكثر ) يمكنهم أن يدركوا تلك العلاقة بشكل أفضل، وهذا أمر طيب لأن غالبية الحالات تحدث في مثل هذا العمر.
    وتشتمل الأعراض الشائعة لسرطان الأمعاء على : حركة غير عادية للأمعاء، ونزيف من الشرج، وفقدان للوزن، وألم في البطن. وغالبية أنواع سرطان الأمعاء تحدث في المستقيم، والجزء المتاخم للأمعاء الغليظة , وهذا يمكن رؤيته باستخدام أداة تسمى المنظار المرن الذي يفحص الطرف الأسفل من الأمعاء بحثا عن أورام في الغشاء المخاطي، وهي العلامات المبكرة للإصابة بالسرطان. ولأن الأورام في الغشاء المخاطي تنمو ببطء وبدون ألم، فإن زيادة الوعي بالأعراض الأخرى التي يجب الحذر منها تعد أمرا غاية في الأهمية.
    إن وجود تاريخ لمرض سرطان الأمعاء في بعض العائلات مثل وجوده لدى الوالدين أو الأقارب قد يشير إلى الحاجة إلى عمل المسح الإشعاعي لمعرفة ما إذا كان الشخص يواجه احتمالية إصابته به. ولحسن الحظ يتراكم لدى الأطباء المزيد من المعلومات عن الأخطار الحقيقية المضبوطة، التي تختلف وتتنوع طبقا لدرجة القرابة بين الأقارب الذين يشملهم البحث بذلك.
    إن سرطان الأمعاء مرض شائع جدا، ويمكن علاجه. إنك لا تستطيع أن تتخلص من أعراضه بتجاهلها؛ لذا عليك إجراء الفحص مبكرا، والعلاج مبكرا يساعد على تحسن الحالة بسرعة.

  9. #1289
    كيف تزيل سموم القولون الناجمة عن الطفيليات والفطريات ج13


    رغم أن القولون يساعد على الحياة، فهو يشكل بيئة مشجعة لعوامل غازية خطيرة، مثل الجراثيم والفيروسات والخمائر والديدان. وتستطيع هذه الكائنات الحية أن تدخل إلى جسم الإنسان عن طريق الهواء والتربة والطعام والماء. ويصاب كل شخص بالطفيليات في مرحلة ما من حياته؛ ولكن هناك – ولله الحمد – خطوات تستطيع أن تتخذها لتخلص جسمك من هذه العوامل الغازية، فتستمتع بزيادة في مستوى الطاقة، وتصبح بعافية أفضل.
    تعد الطفيليات مشكلة كبيرة وحقيقية تماما، وهي توجد في كل العالم حتى في البلدان المتقدمة. وإذا كنت تعتقد بأنك لا تحمل الطفيليات، ففكر مجددا؛ حيث يعتقد الخبراء بأن لدى كل 9 من بين 10 أشخاص مستوى أعلى من المستويات الطبيعية للطفيليات في أجسامهم، وربما تخلط ما بين “الطفيليات” والديدان، ولكنهما لا يمثلان الشيء نفسه دائما؛ فالطفيليات بالتعريف هي كائنات حية تعيش على أو في داخل كائن حي آخر يدعى “الثوي” أو “المضيف host”، من دون تشكيل عائد مفيد بسبب الاعتماد عليه. ويمكن أن تتراوح هذه العوامل الغازية ما بين أميبات (متحولات) amoebas مجهرية أو جراثيم أو فطور أو فيروسات إلى ديدان معوية طويلة. وهي تتنافس معك من أجل المواد المغذية، وتفرغ فضلات سامة يمكن أن تهدد صحتك؛ كما تستطيع أن تؤذي جسمك أكثر حين تهاجر وتكيس نفسها في أكياس محمية للبحث عن الطعام والملجأ الأفضل.
    بعض الحالات الصحية المرضية التي تسببها الطفيليات

    ● الإمساك.
    ● الإسهال.
    ● ألم البطن.
    ● انتفاخ البطن.
    ● متلازمة تهيج الأمعاء.
    ● التهاب الجلد.
    ● الأرجية (فرط التحسس للمستضدات).
    ● مشاكل في النوم.
    ● ألم المفاصل والعضلات.
    ● العصبية أو النرفزة.
    ● فقر الدم.
    ● الضغط على الأسنان.
    ● التعب.
    ● نقص الوزن غير المفسر.
    ● سرطان القولون.
    ● ضعف مزمن في الجهاز المناعي.

    الطفيليات التي تصيب القولون

    تستطيع الطفيليات التي وضعت بالأسفل أن تؤذي صحة المسلك المعوي. هي تقتات بالمواد المغذية الحيوية في الجسم وتحطم نفاذية القولون وتبعث بسموم مؤذية في داخلك (تذهب إلى المرحاض).
    الجياردية اللمبلية Giardia Lamblia

    تتشكل أكياس وقائية حول الطفيليات وبيضها، فتتدخل في هضم الدهون لدى المضيف، وتمنع امتصاص العوامل المغذية الهامة القابلة للذوبان في الدهون. ويعد داء الجيارديات giardiasis، بعد الغزو الجرثومي، السبب الأكثر شيوعا للإسهال في أميركا الشمالية. وتتضمن أعراض العدوى بالمرض الإسهال الشديد والنفخة وتولد الغازات في البطن والمغص ونقص الوزن والبراز الدهني والتجفاف. وتكون مراكز الرعاية النهارية سريعة التأثر بهذه الحالات.
    المقوسة Toxoplasma

    يمكن أن يصاب الناس بالعدوى بها من أكل اللحم الملوث وعن طريق الاتصال مع براز القطط المصابة. وقد تصاب النساء الحوامل بداء المقوسات toxoplasmosis، وتنقل المرض إلى الجنين الذي ربما يصاب بحالات خطيرة. ويعد ستون مليونا من الناس في الولايات المتحدة مضيفين لطفيلي المقوسة؛ ولكن الأفراد الذين يملكون صحة جيدة وجهازا مناعيا قويا لا يعانون من أعراض المرض غالبا، أما الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف فقد يعانون من ضرر في العينين أو الكبد أو الرئتين أو القلب أو الدماغ.
    البويغاء الدويرية الكاتينالية Cyclospora Cayetanensis

    تتضمن أعراض هذا الطفيلي الإسهال وفقدان الشهية ونقص الوزن والنفخة والغازات والألم في المعدة والغثيان والقيء والألم في العضلات والحمى والإعياء؛ فعندما يصبح الطفيلي داخل الجسم، يغزو السبيل المعوي، حيث ينضج ويتضاعف بنسبة خطيرة.
    الشريطية Tapeworm

    تستطيع الشريطيات أن تبقى في الجسم لعشر سنوات، ويمكن أن تنمو إلى طول 30 قدما؛ فتناول اللحم غير المطبوخ المصاب (مثل لحم الخنزير ولحم البقر ولحم السمك) يمكن أن يؤدي إلى دخول الطفيلي إلى الإنسان. وتتضمن أعراض العدوى بالمرض الإسهال والمعص والقيء وتغيرات الشهية. وتستطيع الشريطيات في السوشي sushi المصاب والأنواع الأخرى من السمك النيئ أن تضع مليون بيضة في اليوم. هذا، ويمكن أن يؤدي تنظيف القولون إلى إزالة معظم الشريطيات وبيوضها.
    عائلة الدودة المدورة (الممسودة) roundworm

    توجد الديدان المدورة في أكثر من 20000 نوع معروف، 75 بالمئة منها متطفل ويمكن أن يصيبك. وهناك أكثر من بليون شخص من الناس مصابون بالدودة المدورة، وهي الطفيلي المعوي الأكثر شيوعا على الأرض.
    تخترق ديدان الشصيات Hookworms جلد الإنسان، مما يسمح لها بالدخول إلى الجسم عن طريق أقدام الناس الذين يمشون حفاة على التراب الملوث بالمادة البرازية (مثل الشاطئ أو مزرعة الحيوانات). وتشتمل أعراض العدوى على ألم المعدة ونقص الشهية والقيء والإمساك والإسهال ووجود الدم في البراز والغازات والحكة الجلدية والحمى والإعياء.
    الديدان الدبوسيات Pinworms هي طفيليات معوية صغيرة بيضاء، تسير بيوضها إلى الأمعاء الدقيقة لتتعلق بها وتعيش لأسابيع. وتتضمن أعراض المرض الحكة الشرجية والأرق ونقص الشهية بسبب وضع البيوض حول الشرج وليس بسبب الديدان ذاتها. ويمكن أن تحصل السراية transmission عن طريق الملابس الملوثة أو المراحيض أو بطانيات السرير أو السطوح الأخرى التي تؤوي الطفيليات. ويعاني نحو 4 ملايين من الأميركيين من هذا الطفيلي.
    يمكن أن تسبب الشعرينة Trichinella داء الشعرينات trichinosis، والذي يؤدي إلى العديد من العلل الجسمية، مثل آلام العضلات أو الحمى أو الإسهال أو القيء أو الوذمة في الشفتين أو الوجه أو صعوبة التنفس أو التكلم أو تضخم العقد اللمفية أو الإعياء أو التجفاف. ويعد تناول لحم الخنزير غير المطبوخ سبب العدوى بالشعرينة عند الإنسان عادة.
    الفطر الذي يمكن أن يصيب القولون

    المبيضة البيضاء Candida albicans فطر خميرة يسكن الجسم بشكل طبيعي؛ يعيش 90 بالمئة من هذه الفطور في جسم الإنسان في الفم والسبيل المعوي. ولكن، في ظروف خاطئة، يمكن أن ينمو فطر المبيضة، ويخرج عن السيطرة، ويبدي تأثيرا مخربا في مناطق عديدة من الجسم. وتشتمل أعراض المرض على ألم في البطن وعسر الهضم وانتفاخ وإمساك وحساسية للأغذية وعدم قدرة على التفكير بشكل واضح وإعياء وحكة في العينين ونزح من الجيوب (نجيج) وألم في العضلات والمفاصل وظهور الفطر على أظافر أصابع القدم واليدين وطفح جلدي وصداع وعدوى في السبيل البولي وتغير في الوزن ونقص في الرغبة الجنسية وتساقط الشعر وحيض غير منتظم واكتئاب.
    لا يشكل وجود كمية قليلة من فطر المبيضة في جسمك مشكلة، لأنه يتصرف كمضاد حيوي طبيعي، ويساعد في السيطرة على نمو الجراثيم الضارة في الجسم؛ ولكن 80 بالمئة من الناس يعانون من حالات عدوى خطيرة بفطر المبيضات.
    الجراثيم والفيروسات التي تسمم القولون

    يتسع القولون بطبيعته لبلايين الجراثيم التي تساعد على هضم النشويات وتحويلها إلى طاقة، وتلك الحموض الدهنية الضرورية لبقاء القولون بصحة جيدة وخاليا من السرطانات. كما تمتص هذه الجراثيم “المفيدة” أيضا العناصر المغذية، وتساعد على الوقاية من نمو الجراثيم “الضارة”. ولكن بعض الجراثيم السيئة، مثل الإشريكية القولونية والمطثيات Clostridia يمكن أن تفسد اللحوم داخل المعى الغليظ، وتحولها إلى عوامل مسببة للسرطان.
    تكون بعض ذراري الإشريكية القولونية حميدة، ولكن ذراري أخرى منها يمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة وقاتلة أحيانا، مثل فشل الكلية ومتلازمة انحلال الدم باليوريمية hemolytic-uremic syndrome عند الأطفال. ويعد اللحم البقري غير المطبوخ جيدا والماء الملوث والحليب الطازج الملوث مصادر للعدوى. وتضم أعراض المرض الإسهال الدموي والمعص والغثيان والقيء.
    يمكن أن تسبب السلمونلة Salmonella التيفوئيد (الحمى التيفية) typhoid fever والتهاب المعدة والأمعاء. وينتقل داء السلمونلات salmonellosis عن طريق التماس المباشر مع الطعام الملوث والماء الملوث والمادة البرازية، ويمكن أن يلتقط في أماكن مختلفة. وتتضمن أعراض المرض الصداع والإسهال وألم البطن والحمى والغثيان والقيء، ويمكن أن يحدث الموت. وقد يوجد الجرثوم في اللحوم النيئة والدواجن والبيض ومنتجات الألبان غير المبسترة والسمك والروبيان وسيقان الضفادع وجوز الهند والصلصات والسلطة والشوكولاته وزبدة الفول السوداني.
    كيف تتخلص من السموم الناجمة عن الطفيليات

    ● اغسل أو قشر الفواكه والخضار، وافرك أي طلاء شمعي واقطع المناطق المتشققة. واشتر الأنواع العضوية.
    ● اطبخ اللحم والسمك بدرجة حرارة ملائمة (اقرأ اللصاقات، واستخدم مقياس حرارة اللحوم). وتفحص السمك للبحث بشكل خاص عن الديدان، لا سيما تحت الجلد. اغسل يديك بعناية بعد التعامل مع السمك واللحم النيئ، واعمل على إبقاء السطوح والأدوات نظيفة (لتتجنب انتشار العدوى).
    ● اعلم ما هو مصدر الماء الذي لديك. واشرب الماء النقي فقط من المصادر المعالجة والمفلترة أو الماء المنقى أو المقطر الذي أضيف إليه خل التفاح الطازج.
    ● اغسل يديك في معظم الأوقات. ويمكن أن يساعد الماء الدافئ وصابون شاي الأشجار الطبيعي على إزالة الطفيليات. نظف ما تحت الأظافر، واغسل يديك قبل الأكل والطبخ وبعد التعامل مع الأطعمة النيئة، وبعد استخدام المرحاض ورعاية الحيوانات الأليفة أو تغيير حفاظات الطفل.
    ● حافظ على أرض المعيشة نظيفة، حيث يمكن أن تبقى الطفيليات في الغبار وفي جزيئات التربة والمادة البرازية التي تأتي من قمل الغبار والصراصير. أزل الغبار بشكل متكرر بإسفنجة مبللة أو بمنظف إفراغي من نوع HEPA. واغسل الشراشف وأغطية السرير الأخرى بماء ساخن كل عدة أيام؛ واحصل على منق داخلي للهواء.
    ● قم بارتداء الأحذية عندما تكون في الخارج؛ فالطفيليات يمكن أن تدخل الجسم عن طريق نعال الأقدام، لذلك حافظ على القدمين مغطاة على الشاطئ أو في الملعب، فلربما يكونان ملوثين بفضلات الحيوانات.
    ● قم بارتداء القفازات عندما تقوم بعملية البستنة، واغسل يديك عندما تنتهي (فربما تكون الطفيليات موجودة في التربة).
    ● تخير الأمكنة التي تسبح فيها، ولا تبلع الماء عند السباحة، سواء في النهر أو البحيرة أو المسبح. ومن الجدير بالذكر أن الكلور لا يقتل معظم الطفيليات؛ وتجنب السباحة عندما تكون مصابا بجروح أو قروح مفتوحة.
    ● تزود بمستحضر جيد للجراثيم المعوية المفيدة، وذلك للمساعدة على توازن النبيت المعوي gut flora.
    ● قم بتنظيف شامل للطفيليات مرتين في السنة؛ فدورة الحياة الطبيعية لمعظم الطفيليات هي ستة أسابيع، لذلك لديك متسع من الوقت للتنظيف الكامل.
    ● تناول قوتا متوازنا لتنظيم الحموضة والقلوية في قولونك.
    ● نظف قولونك بانتظام، واستخدم العقاقير الطبيعية عندما يكون ذلك ممكنا.
    كيف تتخلص من جميع هذه الكائنات الحية الضارة؟

    يتعرض جسمك يوميا إلى كمية هائلة السموم الناجمة عن العوامل الغازية المعوية. ويمكن أن تساهم الطفيليات فعلا في تسميم قولونك أكثر من المصادر الأخرى (بما فيها الطعام والماء والهواء)، فهي تعيش وتتناسل وتأكل وتتغوط الفضلات السامة في جسمك على مدار 24 ساعة كل يوم.
    يمكن أن يساعد جهاز المناعة الصحيح والقوي في صد العديد من الكائنات الحية التي تغزو جسم الإنسان؛ وأفضل دفاع هو أن تتخذ التدابير الكفيلة بإبقاء الكائنات الحية الضارة بعيدا عن جسمك في المقام الأول.

  10. #1290
    كيف تزيل سموم القولون الناجمة عن المعادن والأشعة ج12


    عندما شربت شرابا معلبا في المرة الأخيرة أو وضعت مزيلا للروائح أو أكلت بعض السمك أو أجريت حشوة لأسنانك، فإنك قد عرضت جسمك للسموم المعدنية؛ حيث يحتوي الشراب المعلب ومزيل التعرق أو الرائحة على الألمنيوم، كما يدخل الزئبق كمكون في الحشوات السنية dental fillings، والاثنان هما من السموم الخطيرة. هذا، ويحتاج البشر والكائنات الحية الأخرى إلى كميات صغيرة من المعادن الثقيلة، مثل الزنك والكوبالت والمنغنزيوم والموليبدنيوم والفاناديوم والنحاس والسترونتيوم، ولكن زيادة هذه العناصر يمكن أن تؤذي الجسم.
    هل تعلم؟ يمكن أن يكون جسمك معرضا يوميا إلى السموم المعدنية الناجمة عن مواد التجميل والعقاقير الصيدلانية ومنتجات التنظيف وحاويات تخزين الأطعمة والمشروبات والطلاء والسجائر والكثير من الأشياء الأخرى.
    والأمر الحقيقي المثير للقلق صحيا هو أن أكثر من 20 عنصرا من المعادن الثقيلة تستخدم اليوم، ولا تحتاج إليها – ببساطة – أنظمتنا الحيوية. ونحن نتعرض لهذه السموم عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق أو التماس بالجلد أو العين. وعندما تدخل المعادن الثقيلة إلى الجسم، تضاعف الجذور الحرة الضارة (بحدود مليون مرة)، مما يسبب سلسلة من التفاعلات المؤذية. وهذا ما يسمم الجسم ويضعف وظيفة الخلايا والأنسجة والأعضاء، ويمكن أن يقود إلى السرطان وإلى أشكال أخرى غير معدودة من الأمراض.
    كن حذرا: تحتوي العديد من مستحضرات الأعشاب على مستويات عالية من المعادن الثقيلة، وهذا يتجاوز المعايير الاتحادية لماء الشرب بمقدار 10 إلى 20 مرة. وتصنع هذه المستحضرات بأثمان رخيصة، وتباع في الصيدليات والأسواق ومحلات التخفيضات. ولذلك، اصرف المزيد من المال على شراء المستحضرات ذات الجودة العالية.
    هناك أربعة معادن ثقيلة شائعة بشكل خاص يمكن أن تؤذي السبيل المعوي، وتساهم في تسمم القولون. ومن بين قائمة المواد العشرين الخطيرة الصادرة عن وكالة سجل المواد السامة والأمراض Agency for Toxic Substances and Disease Registry، يظهر الرصاص في المرتبة الثانية والزئبق في المرتبة الثالثة والكاديوم في الثامنة.
    الرصاص هو المادة الثانية الأكثر خطرا، ويوجد في العديد من المنتجات ومن ضمنها الوقود والذخيرة وأقلام الرصاص والمبيدات الحشرية ودروع الأشعة السينية والسجائر والأثقال. وأكثر ما يحصل التعرض للرصاص عندما تلوث الجسيمات المحمولة بالهواء والطلاء أو الدهان الذي يحتوي على الرصاص ماء الشرب عن طريق الأنابيب المهترئة، كما يمكن أن يحتوي التبغ على كمية خطيرة من الرصاص. وقد يؤدي التسمم بالرصاص إلى أعراض، مثل ألم البطن والإمساك.
    الزئبق (العضوي وغير العضوي) سام بشدة، ويستطيع الاثنان أن يسببان أذى خطيرا في القولون. هذا، ويستخدم الزئبق غير العضوي في مقاييس الحرارة ونواظم الحرارة والحشوات السنية والبطاريات ومقاييس الضغط الجوي ومراهم شد الجلد والأدوية الصيدلانية المختلفة (المسهلات ومدرات البول والمطهرات) واللقاحات والمبيدات الحشرية. ويعد استنشاق أبخرة الزئبق اللاعضوي أكثر طريقة شائعة للتعرض، ومن الطرق الأخرى الابتلاع والتماس مع الجلد والحقن.
    يوجد الزئبق العضوي عادة في السمك والكائنات الحية المائية الأخرى، ولكن يمكن أن يوجد أيضا في المحاصيل والدواجن والحبوب المكررة ومنتجات الألبان. وأكثر ما يتعرض الإنسان للزئبق عن طريق استنشاق الأبخرة من حشوات الأسنان أو أكل السمك الذي يحتوي على تراكيز عالية من الزئبق (من أنواع السمك الموجود فيما يسمى “منطقة الخطر” ذات التراكيز العالية للزئبق: أنواع الإسقمري والقرش وسمك السيف (سياف البحر) وسمك القبعة، أما أنواع السمك الموجود في “منطقة الحذر” ذات التراكيز المتوسطة للزئبق فهي: القاروس (سمك بحري) والسمك الأزرق والهلبوت وسرطان البحر والروفي البرتقالي orange roughy والنهاش والتونا؛ وأما أنواع السمك في “المنطقة ذات أقل تركيز للزئبق” (المنطقة الأفضل لك) فهي: الأنشوفة وسمك القد والكتمون والحدوق والشبذوط والمحار والسلمون والمحارات الصدفية والتيلابية والسمك الأبيض. وتتضمن أعراض التعرض للزئبق المعص في البطن والتقيؤ والإسهال والإمساك والنفخة (التطبل) وتولد الغازات في البطن وفقدان الشهية والسمنة والنزف.
    كيف نزيل السموم الناجمة عن المعادن الثقيلة؟

    ● قم بزيارة معالجة يدوي أو طبيب رعاية صحية طبيعية للفحص (الشعر أو اللعاب أو الدم).
    ● تخلص من الحشوات الزئبقية لديك.
    ● استعمل حمام القدم بالأيونات ion foot baths، وهو يعدل السموم الناجمة عن المعادن الثقيلة.
    ● قلل من تعرضك للألمنيوم.
    ● لا تأكل إلا السمك المأمون.
    ● لا تعرض نفسك للقاحات أو حقن الأنفونزا (فكلاهما سام وملوث).
    ● قم بتنظيف القولون بالأكسجين، ثم بتنظيف الكبد والمرارة ثلاث مرات بالتناوب.
    الكادميوم معدن ثقيل سام جدا. ويتعرض الناس له بالتدخين أو بأكل منتجات الأطعمة الملوثة بالعمليات الصناعية. ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، ومن ضمنها سرطان القولون والمستقيم colorectal cancer. لذلك، تجنب مصادر الأطعمة الشائعة التي تحتوي على الكادميوم، مثل البذور الذابلة ولحوم الأعضاء والملفوف ورقائق البطاطا.
    الألمنيوم (ليس معدنا ثقيلا حقيقيا) سام جدا، حتى بالكميات الصغيرة منه، وهو يستخدم في العديد من المنتجات. ويمكن أن يمتص عن طريق السبيل المعوي أو الرئتين حسب طريقة التعرض. ويمكن أن يغرق شرب علبة من الصودا (مياه غازية) السبيل المعوي بالألمنيوم، حيث يمتص الألمنيوم ببطء، ويمكن أن ينتشر في أنسجة الجسم الأخرى. كما يعتقد بأن أكل الأطعمة المسخنة بأدوات طبخ من الألمنيوم يساهم في التهاب القولون. لذلك، استبدل هذه الأدوات بقدور ومقال طبيعية (أدوات خبز وآنية من السيلكون أو من الحديد الصلب أو المقاوم للصدأ أو من الطين الخالي من الرصاص)؛ واستخدم مضادات التعرق ومزيلات الروائح الطبيعية التي لا تحتوي على الألمنيوم.
    إزالة سموم الأمعاء الناجمة عن الأشعة

    بالرغم من أنك لا تستطيع أن ترى أو تشم أو تتذوق أو تشعر بالأشعة، ولكنها تمثل خطرا حقيقيا. وتجرى أبحاث متقدمة على تعرض أجسامنا اليومي للأشعة، وهناك الكثير من الأخبار السيئة عنها؛ فالأشعة الإلكترونية (تسمى “الإشعاع radiation” فقط عادة) هي الطاقة التي تنبعث من الأشعة أو الموجات. وتمثل خطوط الطاقة الكرهبائية والهواتف الخلوية والحواسيب والمحولات الخلية وأضواء التألق الإشعاعي fluorescent lights وراديوات الساعات، وحتى مجففات الشعر، القليل فقط من الأدوات الحديثة التي ترسل موجات كهرطيسية electromagnetic waves خطيرة. ويؤدي التفاعل المتبادل لهذه الأدوات إلى تراكم الأشعة، مما يزيد من خطر ظهور السرطانات، ومن ضمنها سرطان القولون؛ وهي أيضا ترهق القولون وتعرقل عملية الهضم، وتقود إلى ألم في البطن وإمساك وإسهال.
    عندما تصبح الأشعة الإلكترونية على تماس مع المادة، تسبب التأين ionization، أي فقدان الإلكترونات ذرات أو جزيئات المادة. وتؤثر هذه العملية في الدنا DNA، ويمكن أن تؤدي إلى تضرر الخلايا أو إلى طفرة صبغية أو حتى إلى موت الخلايا؛ فإذا ما أثرت خسارة الإلكترونات بشكل سلبي في الخلايا، تؤثر بعدئذ في الأنسجة، مما يؤثر في الأعضاء. هذا، ويحتاج الجسم إلى كسب الإلكترونات ليبقى بصحة جيدة؛ وأنت تكسبها بالمشي في الغابات أو على الشواطئ، وعندما تتنفس الأكسجين النقي، وتأكل الفواكه والخضار الطازجة، من بين طرق أخرى.
    تشع العديد من الأجهزة الإلكترونية المنزلية الشائعة بمستويات ضارة من التواترات الإلكترونية الميكانيكية (أي الناتجة عن القوة المحركة الكهربية). ويمكن أن يؤدي التأثير المشترك لاستخدام أدوات مختلفة إلى تضرر القولون المفرط الحساسية ultrasensitive، كما يعرقل عملية الهضم ويسمم القولون بشدة، ويجعل منه سريع التأثر بالأورام. وحتى استخدام الهاتف الخليوي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، من ضمنها السرطان، فلا تضع هاتفك الخليوي (الهاتف الجوال) على خصرك أو في جيبك. كما أن الأشياء غير الإلكترونية (مثل حمالات الثديين المعدنية أو إطارات السرير المعدنية) يمكن أيضا أن تزيد من كمية انبعاث الأشعة من المصدر الإلكتروني. ومن ضمن الأعمال المرتبطة بفرط التعرض للأشعة عمال اللحام والكهربائيون والميكانيكيون والعاملون في التلفاز والعاملون في أسلاك الهاتف والعاملون الذين يستخدمون الأضواء المتألقة.
    كيف تقلل من السموم الناجمة عن الأشعة

    ● استخدم الهاتف الخلوي عند الضرورة فقط، واجعل المكالمات قصيرة، واستخدم أداة حماية من نوع EMF على هاتفك الخلوي لتقلل أكثر من 90 بالمئة من الأشعة التي تنبعث منه. أما في الهاتف العادي، فاستخدم سماعة مكبر الصوت.
    ● أطفئ التلفاز والكمبيوتر عندما لا تستخدمهما؛ وابق بعيدا عن هذه الأجهزة بالقدر الذي تستطيع، وقلل من كمية الوقت الذي تستخدمهما فيه.
    ● صل أداة الحماية من نوع EMF على جهاز الكمبيوتر لديك لتقلل أكثر من 90 بالمئة من الأشعة المنبعثة، ولا تضع الكمبيوتر المحمول أبدا في حضنك.
    ● استبدل أضواء الفلورسينت (المتألقة) وأضواء المصابيح العادية بأضواء الطيف الكامل أو الأضواء من نوع LED.
    ● لا تلبس السيدات حمالات الثديين المعدنية.
    ● تجنب استخدام المكروويف والغلايات الكهربائية، وقلل من استخدام آلات الحلاقة الكهربائية.

صفحة 129 من 146 الأولىالأولى ... 2979119127128 129130131139 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال