صفحة 128 من 146 الأولىالأولى ... 2878118126127 128129130138 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1,271 إلى 1,280 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 128

الزوار من محركات البحث: 64845 المشاهدات : 322077 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1271
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,243 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44359
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 58 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    مكافحة السرطانات الهضمية


    إن سرطانات الجهاز الهضمي غالباً ما تكون من عواقب المعاملة السيئة التي يتعرض لها الجهاز الهضمي على المدى الطويل؛ بسبب التغذية السيئة وحالات العدوى والمهيجات الهضمية. وجدير بالذكر أن سرطانات القناة الهضمية نفسها (أي الفم والمريء والمعدة والقولون والمستقيم) تكون مرتبطة بالغذاء بقوة ووضوح، في حين أن سرطاني الكبد والبنكرياس يكونان أكثر غموضاً في نشوئهما.
    سرطانات الفم والحلق والمريء

    إن موقع هذه السرطانات يوحي بشدة بحدوث ابتلاع أو استنشاق لمواد مسرطنة. وعوامل الخطورة المعروفة هي الكحول والتدخين وقلة تناول الفواكه والخضراوات والإفراط في شرب شاي “الماتي” mate أو شرب السوائل الساخنة جداً… إن الجمع بين معاقرة الخمور والتدخين يزيد بصفة خاصة خطر الإصابة بسرطان المريء. وأكثر العناصر الغذائية قدرة على الوقاية هي مضادات الأكسدة، لاسيما فيتامين ج وفيتامين أ والسلينيوم، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات وخالٍ تماماً من الكحوليات. ولا تشرب المشروبات الساخنة جداً، وغني عن القول أن ننصحك بالامتناع عن التدخين.
    سرطان المعدة

    يصيب سرطان المعدة 12 ألف شخص كل عام في المملكة المتحدة. وهو يرتبط بشدة بالمسرطنات الغذائية، لذا يمكن الوقاية منه عن طريق تجنب الأطعمة عالية الخطورة وأيضاً تناول كميات كافية من العناصر الغذائية التي تنزع أسلحة المسرطنات في الطعام. والعوامل المسهمة في حدوث هذا السرطان هي كثرة الملح والأطعمة المالحة؛ واللحوم المشوية أو المقلية أو المنضجة على الفحم (كالكباب) أو المحترقة؛ وعدم استخدام ثلاجة لتبريد الأطعمة مما يؤدي إلى فسادها ويزيد كمية الميكروبات الضارة وسمومها فيها، وقلة تناول الفواكه والخضراوات الطازجة.
    ويبدأ سرطان المعدة في بطانة المعدة التي تكون محمية من التلف في الأحوال العادية بفضل الإفرازات المخاطية. لذا فمن المرجح جداً أن يكون تهيج المعدة مسبباً رئيسياً للمرض. إن كثرة إفراز الحمض المعدي، ونقص العناصر الغذائية مثل فيتامين أ (الذي يدعم بطانة المعدة)، وزيادة تناول الأطعمة والأشربة المهيجة مثل الكحوليات والقهوة أو الأطعمة المقلية هي بعض العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى التهيج. ومن وظائف الحمض المعدي أن يقوم بتعقيم المعدة بشكل فعال، لذا فإن نقصه يزيد قابلية حدوث العدوى بميكروبات ضارة مثل الهليكوباكتر بيلوري. مرة أخرى نقول إن المغذيات المضادة للأكسدة مثل البيتا-كاروتين وفيتامين ج والسلينيوم تساعد في تقليل الخطر. كما أن تناول الثوم بانتظام هو عامل واقٍ فعال.
    سرطان البنكرياس وسرطان الكبد

    إن من وظائف البنكرياس أن ينتج الإنزيمات التي تهضم الأطعمة. لذا نجد سرطان البنكرياس، وهو نوع من السرطانات الأقل شيوعاً، يعوق عملية الهضم، مما يجعل التغذية المثالية متعذرة. وغالباً ما يتم تشخيصه بعدما يبدأ المريض في معاناة سوء هضم مزمن ونقصان للوزن. والسبب المحدد المباشر لحدوثه غير معروف حتى الآن؛ إلا أن عوامل الخطورة، أي العوامل التي تزيد قابلية حدوثه، تشمل قلة تناول الفواكه والخضراوات، وقلة تناول الألياف، وكثرة أكل اللحوم، والتدخين، وربما الإسراف في شرب القهوة (وإن لم تتفق كل الدراسات في هذا الشأن).
    والكبد هو العضو الرئيسي لإزالة السمية وسرطان الكبد يدل بدرجة عالية على زيادة التعرض للمسرطنات و/أو عدم القدرة على التخلص من سميتها. إن تحسين القدرة على إزالة السمية يمكن أن يقلل قابلية حدوث السرطان. وشرب الكحوليات هو أكبر عامل من عوامل الخطورة المسببة للسرطان، وكذلك تعاطي عقاقير معينة وتشمل تاموكسيفين Tamoxifen (وهو أكثر العقاقير التي توصف لعلاج سرطان الثدي!). وهناك أنواع معينة من الالتهاب الكبدي تزيد قابلية الإصابة بسرطان الكبد.
    تجنب الكحوليات وتجنب التدخين والحد من شرب القهوة، وتناول وفرة من الفواكه والخضراوات والإقلال من اللحوم. وفي حالة سرطان البنكرياس، فإن تناول الإنزيمات الهاضمة والأطعمة المعدة خصيصاً مع أنواع الحساء والعصائر قد يكون ضرورياً للمساعدة في الهضم وفي امتصاص العناصر الغذائية.
    السرطان القولوني المستقيمي

    إن السرطان القولوني-المستقيمي أو السرطان المعوي هو ثاني أشد أنواع السرطان خطورة في المملكة المتحدة؛ وفي كل عام يتم تشخيص حالات أكثر من 30 ألف شخص بهذا السرطان ويموت حوالي 18 ألف شخص بهذا المرض الخطير. وإذا تم اكتشافه في مراحله المبكرة تكون هناك فرصة بنسبة 85% لإمكان شفائه، ولكن لسوء الحظ الكثير من الناس يتم تشخيص حالاتهم في وقت متأخر جداً، أي بعد فوات الأوان. وإذا كانت ثمة نسبة 5-10% ممن يعانون سرطان الأمعاء تكون لديهم قابلية وراثية للإصابة بهذا المرض، فلا شك أنه يرتبط بالنظام الغذائي وبالنمط المعيشي. كما تلعب المسرطنات في الطعام الذي نأكله والذي يتفاقم ضرره بفعل تعفنه (بسبب سوء الهضم والإمساك)، ووجود الميكروبات الضارة في أمعاء غير صحية، دوراً كبيراً. وأعظم العوامل المسببة لهذا السرطان خطراً هي شرب الكحوليات والتدخين، واتباع نظام غذائي غني بالدهون (لاسيما المشبعة) واللحوم (لاسيما المشوية أو المنضجة على الفحم أو المحترقة)، وقليل الألياف، ووجود تاريخ مرضي من الإصابة بالبوليبات (السليلات) المعوية، وقلة ممارسة الرياضة، وقلة أكل الخضراوات، وزيادة تناول السعرات الحرارية، والتعرض المستمر للتوتر.
    ولا شك أن الغذاء الغني بالألياف يقلل الزمن الذي يقطعه الطعام حتى يمر خلال القناة الهضمية ومن ثم يقلل التعرض للمسرطنات. وبتعبير آخر، فإن بإمكاننا أن نقلل قابلية إصابتنا بسرطان القولون والمستقيم (أي سرطان الأمعاء) باختيار غذاء غني بالألياف (مما يساعد محتويات الأمعاء على الانتقال داخلها بسرعة أكبر) وقليل اللحوم (التي تستغرق وقتاً أطول في هضمها). وتساعد الألياف على تقليل الفرصة المتاحة للمركبات المسرطنة. كما تعمل الألياف الذائبة كمصدر وقود يعزز نمو البكتريا الصديقة التي يؤدي نشاطها إلى خفض الرقم الهيدروجيني pH (أي أنها تزيد درجة الحموضة) في القولون. وارتفاع درجة الحموضة يكون مصحوباً بانخفاض في قابلية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
    وقد قامت إحدى الدراسات بفحص الـ pH للفضلات البرازية للنساء النباتيات من منطقة جنوبي آسيا واللاتي في سن ما قبل انقطاع الطمث، مقارنة بأترابهن من النساء البيض النباتيات وبالنساء البيض المتنوعات في التغذية لمعرفة أن ثمة رابطة بين هذا الـ pH وما يتناولنه من ألياف ودهون وكوليسترول. وقد وجد البحث أنه توجد علاقة بالفعل بين اتباع الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف والـ pH في البراز. كما أظهر أيضاً أن هذه الأنظمة الغذائية تقلل تركيز الأحماض الصفراوية في البراز، وهو عامل قد ثبت وجود رابطة بينه وبين انخفاض قابلية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. كما أن النظام الغذائي كثير الدهون، وقليل الألياف، وكثير الكربوهيدرات المكررة يزيد أيضاً نشاط إنزيم البيتا-جلوكورونيداز وهو إنزيم تفرزه البكتريا السامة، ويمكن أن يولد مواد مسرطنة في القولون. ونشاط هذا الإنزيم يمكن قياسه في اختبار للبراز مثل اختبار التحليل الهضمي الشامل للبراز الذي تجريه معامل Great Smokies Diagnostic Laboratories والذي يمكن أن يعده لك أخصائي التغذية الإكلينيكية.
    وعلاوة على ما سبق، فإن التأثير الواقي لخضراوات العائلة الصليبية (مثل الكرنب المسوق والكرنب والقنبيط والبروكولي) ضد سرطانات القناة الهضمية معروف جيداً. وتفترض دراسة مزدوجة التعمية أجريت حديثاً باستخدام الكرنب المسوق أن الآلية الواقية قد تتضمن مركباً طبيعياً يسمى الجلوكوسينولات. وقد تم في بداية هذه الدراسة إطعام عدد من الأشخاص كرنباً مسوقاً محتوياً على الجلوكوسينولات لمدة سبعة أيام ثم كرنباً مسوقاً خالياً من الجلوكوسينولات لنفس المدة. وبعد تناول الجلوسينولات تبين وجود زيادة في إنزيمات إزالة السمية في القولون بنسبة 30% مقارنة بالفترة الخالية من الجلوكوسينولات. ولقد افتُرض أن الجلوكوسينولات في خضراوات العائلة الصليبية تعزز الإنزيمات المزيلة للسمية التي يمكن أن تزيد قدرة الجسم على تحمل عبء التعرض اليومي للسموم والمسرطنات.
    ومن العناصر الغذائية المهمة بصفة خاصة البيتا-كاروتين وفيتامين ج وحمض الفوليك وفيتامين د والكالسيوم والسلينيوم. والنظام الغذائي السليم هو العامل الوقائي الرئيسي. وقد تبين أن تناول الثوم بصفة منتظمة يقلل خطر السرطان، وكذلك تناول الزبادي لأنه يوفر البكتريا المفيدة اللازمة لتحسين صحة الأمعاء. كما أن إعطاء مكملات من العناصر الغذائية المضادة للأكسدة مثل فيتامين ج والبيتا-كاروتين (أو فيتامين أ) وفيتامين هـ تؤدي إلى انكماش البوليبات وإبطال خطورتها. وبالرغم من أنه ليست كل البوليبات تؤدي إلى سرطان القولون والمستقيم، إلا أن أنواعاً معينة منها تدل على بداية عملية التحول السرطاني والتي إذا لم يتم إيقافها وإبطالها، فإنها تؤدي إلى نشوء ناميات سرطانية. وبناء عليه، فإن وجود البوليبات يشير إلى الحاجة لاتخاذ إجراء سريع باتباع نظام غذائي سليم مع برنامج من المكملات لاستعادة الصحة الهضمية.

  2. #1272
    الضغوط والتوتر البطني والحركة التمعجية لعضلات الأمعاء



    لا يمكن فصل الجهاز الهضمي عن باقي الجسم، ولا الجسم عن العقل. ومن ثم، فإن مستوى التوتر لدينا وكذلك حالتنا النفسية لهما علاقة كبيرة بالصحة الهضمية. والجهاز الهضمي هو أساس بقائنا، لذا فإنه يمثل الغريزة اللازمة للحفاظ على ذاتنا. ومنطقته الجسمانية هي التجويف البطني ومركزه هو البطن. ويقول من يؤمنون بالفنون التقليدية القديمة إن مركز الطاقة الحيوية للجسم يقع عند نقطة أسفل السرة بمقدار عرض أربع أصابع وحوالي 2.5 سم داخل البطن. وهذه النقطة تعرف في أعراف وتقاليد مختلفة باسم “كاث” أو “كي” أو “تان تيين”.
    والتجويف البطني منفصل عن التجويف الصدري بالحجاب الحاجز، وهو عضلة تشبه القبة (مع العلم بأن الرئتين والقلب والكليتين تقع جميعاً داخل ما يسمى القفص الصدري أو الأدق أن نسميه قفص الضلوع). إن الطريقة التي نتنفس بها وحركة عضلة الحجاب الحاجز لهما أهمية كبيرة لعملياتنا الهضمية. ففي الشخص المسترخي والسليم تُجذب عضلة الحجاب الحاجز إلى أسفل أثناء الشهيق فتنفتح الرئتان لدخول الهواء، ثم تنقبض تلك العضلة إلى أعلى مما يقلل فراغ الرئتين مع خروج هواء الزفير. لذا، فإن البطن يجب أن يتمدد أثناء الشهيق، مع هبوط عضلة الحجاب الحاجز، ويجب أن يسترخي أثناء الزفير مع ارتفاع تلك العضلة. وهذا يحدث في الأطفال الصغار وفي الحيوانات، ولكن مع تقدم الإنسان في السن نجد الكثير من الناس يفقدون هذه القدرة التنفسية العميقة الطبيعية، وبدلاً منها فإنهم يأخذون أنفاساً سطحية جداً. فيبدو الأمر بالنسبة لهم كأن هذين التجويفين قد انفصل (تقريباً) كل منهما عن الآخر، مما يعني بالتالي أن الأعضاء الهضمية لا تحصل على التدليك اللازم عن طريق حركات عضلة الحجاب الحاجز. كما يعني أيضاً أن عضلات البطن قد تبقى في حالة توتر، مما يثبط العمليات الهضمية.
    التجويفان البطني والصدري وعضلة الحجاب الحاجز
    وإذا كان القلب، أو التجويف الصدري، يقال إنه يمثل غريزتنا في الارتباط بالآخرين، فإن البطن، أو التجويف البطني، يتصل بغريزتنا في حفظ الذات، أو حفظ كياننا ووجودنا في الحياة. ويمثل الرأس أو التجويف الجمجمي غريزتنا التأقلمية، أو أفعالنا في الحياة. وتظهر ضغوطنا النفسية المتعلقة بأفعالنا (أو كفاحنا)، وارتباطنا (أو انتمائنا)، وحفظ وجودنا (أي شعورنا بالأمان) في صورة توتر جسماني. ومن المناطق الرئيسية التي يظهر بها التوتر الجسماني: العضلات البطنية. وتوتر هذه المنطقة يمكن أن نجده كمظهر للإدراك النفسي تجاه نوع ما من التهديد الموجه لوجودنا في الحياة وذلك بأفكار مثل: “ماذا أفعل إذا فقدت وظيفتي”، أو “ماذا سيحدث إذا لم أتمكن من سداد القرض الذي عليّ”، أو “لن أمتلك المال الكافي لأن أشعر بالأمان”، أو “إنني لا أشعر بالأمان” (وهي قضايا تشمل كياننا ووجودنا في الحياة، مثل الطعام، والصحة، والبيت، والمال، والأمن… إلخ). ويختزن التوتر النفسي في الجسم في صورة توتر جسماني يكون له تأثير حقيقي على الهضم، إذ يعوق الحركة التمعجية الطبيعية للعضلات المحيطة بكل من الأمعاء الدقيقة والغليظة.
    وفي الأحوال الطبيعية تعمل تلك الموجة التمعجية (الشبيهة بحركة الثعبان) من الانقباضات العضلية على جعل محتويات القناة الهضمية تسير في الاتجاه السليم، بصورة سليمة. فإذا ما حدث تثبيط لها، إما بفعل التوتر البطني وإما بفعل الإمساك وانتفاخ القولون، فإن تلك الحركة التمعجية قد تتم إعاقتها بالفعل أو إضعافها، مما يؤدي إلى ميل أكبر إلى الإمساك. وعلى العكس، فإن الانقباض الزائد للعضلات البطنية يمكن أن يسبب آلاماً في القناة الهضمية تشبه التقلصات مع ميل للإسهال.
    إرخاء البطن واستعادة الحركة التمعجية

    ثمة طرق عديدة لاستعادة النشاط السليم للعضلات البطنية وللحركة التمعجية. وهذه تشمل طرقاً للتنفس والتمارين البطنية والتدليك والعلاج القولوني والأعشاب المرخية للعضلات. وكل هذه الوسائل يمكن أن تكون مفيدة لمجموعة عريضة من المشكلات الهضمية، بدءاً من التقلصات البطنية ومتلازمة الأمعاء المتهيجة، وحتى الإمساك وسوء الهضم. وكذلك أيضاً يمكن أن يفيد التعامل مع القضايا النفسية والضغوط التي تؤدي إلى التوتر البطني.
    التمارين التنفسية

    إن المدارس المختلفة من اليوجا والفنون العرفية القديمة تعلم مختلف التمارين التنفسية التي تهدف إلى تعزيز التنفس العميق الكامل الذي يقوي عضلة الحجاب الحاجز ويستخدمها بالكامل. وثمة طريقة أو تقنية منها تعجبني شخصياً وتسمى تنفس “ديا-كاث” وهو جزء من نظام تدريبي يعرف “بالجمباز النفسي” (أو الألعاب الجمبازية النفسية). وخلاصة هذا التمرين أن تتخيل ما يسمى نقطة “كاث” كمغناطيس يجذب عضلة الحجاب الحاجز إلى أسفل عند الشهيق. وهذا التصور، الذي يتم في ضوء التعليمات السليمة سرعان ما يولد تنفساً من البطن يكون أكثر عمقاً بكثير مما تعودت عليه. وهذا لا يحسن الصحة الهضمية فحسب، وإنما يحسن أيضاً وبشكل جوهري الإمداد بالأكسجين وتبادل الغازات، وبالتالي يولد حيوية متزايدة.
    التمارين البطنية

    تركز التمارين التقليدية السائدة على جذب البطن إلى الداخل ليبدو خصرك نحيلاً، وفي الرجال تركز تلك التمارين على جعل صدر الرجل يبدو مربع الشكل مع تقعر للبطن. ولكن من المهم أيضاً بالنسبة للبطن أن يكون قادراً على الاسترخاء بصورة سليمة وأن يتمدد مع التنفس. وبالتالي، فإذا كانت التمارين المقوية لعضلات البطن مثل تمارين الجلوس مفيدة، فأنت أيضاً بحاجة إلى أنواع أخرى من التمارين البطنية مثل تمرين “أودي-ياما” Udiyama وهو من تمارين اليوجا التقليدية التي تساعد على تنشيط الهضم وتدليك الأعضاء التي بالمنطقة البطنية.
    وضع القدمين: المسافة بينهما تساوي عرض ثلاث أقدام.
    التنفس: شهيق في 3 عدات، زفير في 3 عدات.
    أوقف التنفس واجعل عضلات البطن تنقبض ثم تنبسط في 9 عدات.
    كرر التمرين ثلاث مرات


    اثنِ ركبتك وضع يديك على فخذيك فوق مستوى الركبتين مباشرة مع جعل أصابعك متجهة للداخل. واجعل كتفيك وذراعيك ويديك مسترخية جميعاً. واجعل عمودك الفقري وعنقك على استقامة واحدة. ولكي تحصل على زاوية الميل الصحيحة بمقدار 45 درجة اثن ركبتيك ومل بجذعك ورأسك للأمام، جاعلاً يديك مستقرتين بخفة على فخذيك، على أن يكون رأسك وعمودك الفقري في خط مستقيم واحد. تجنب المبالغة في ثني الجسم. راعِ أن تبقي عضلات الأليتين مسترخية. أخرج هواء الزفير بحدة، وأفرغ رئتيك من الهواء واجعل بطنك يبرز للخارج. وأثناء جعل الرئتين فارغتين، اقبض وابسط عضلات البطن بالتبادل وبشكل متتابع سريع تسع مرات (أي في 9 عدات). واجعل كل انقباضة بأعمق قدر ممكن. اجعل حركات البطن سلسة ومنتظمة. وإذا اتخذت الوقفة السليمة، فهذا يجعل انقباض العضلة المستقيمة البطنية يدلك الأحشاء بدرجة أكثر كفاءة. ويمكنك أن تشعر بالجذب الواقع على العضلات بدءاً من عظمة العانة إلى أسفل وحتى الحلق إلى أعلى. ويجب على النساء عدم أداء هذا التمرين أثناء الحيض وأثناء الحمل.
    ومع ذلك، فهذا التمرين هو مجرد واحد من 23 تمريناً ضمن الروتين التدريبي للجمباز النفسي، والذي يمثل في مجمله طريقة رائعة لبعث الحيوية في الجسم وللمحافظة على اللياقة البدنية والقوة والمرونة وتحسين الهضم (انظر “عناوين مفيدة” للحصول على مزيد من التفاصيل). ويجب أن يشمل النظام التدريبي الكامل من اليوجا هذه التمارين البطنية المذكورة بالإضافة إلى تمارين أخرى تهدف إلى تحقيق الانتعاش والحيوية للجسم.
    التدليك

    برغم أن التدليك التقليدي نادراً ما يكون تأثيره متعمقاً بحيث يصل إلى تحرير المنطقة البطنية من توترها، إلا أن الخبير المتمرس على العلاج بالتدليك يمكنه أن يعزز تحقيق هذا الهدف. وأغلبنا يعاني التوتر في هذه المنطقة، لاسيما حينما نكون تحت ضغوط معينة. ومع ذلك، يجب اتخاذ الحذر عند إجراء التدليك للمصابين بمرض الأمعاء الملتهبة.
    العلاج القولوني

    يتضمن هذا العلاج تمرير كمية من الماء برفق إلى داخل القولون، وهذا يعمل على تنبيه الحركة العضلية التمعجية. والمعالج القولوني الجيد (انظر “عناوين مفيدة”) يقوم بتدليك المنطقة البطنية أثناء جلسة العلاج بطريقة تعزز الحركة العضلية التمعجية. ولكي تستعيد تلك الحركة بشكل طبيعي (والتي يمكن الإحساس بها مثل دقة القلب في كثير من خصائصها)، من الأفضل أن تلجأ إلى معالج قولوني (أي خبير في العلاج القولوني) مرة كل يومين أو ثلاثة أيام إلى أن تعود الحركة التمعجية إلى طبيعتها. وهذا مفيد جداً للأشخاص الذين لديهم تاريخ سابق من معاناة الإمساك. وإن كان من الأفضل أن تبدأ العلاج بعد شهرين من الممارسات الغذائية السليمة.
    الأعشاب المرخية للعضلات

    النعناع عشب فعال مرخ للعضلات. وقد ثبتت فعالية كبسولات زيت النعناع بدرجة عالية في الأشخاص الذين يعانون تقلصات عضلية بطنية لاسيما في حالة متلازمة الأمعاء المتهيجة. ويتم ابتلاع هذه الكبسولات فتنطلق محتوياتها في المعدة والجزء العلوي من القناة الهضمية. وإذا كان الانقباض العضلي يمثل جزءاً من المشكلة، يمكن أن تحقق هذه الكبسولات تفريجاً جوهرياً وفورياً بصفة نسبية. ومع ذلك، ضع في اعتبارك أن هذه الانقباضات العضلية يمكن أن تكون أسلوباً من جانب الجسم ليقول من خلاله أنه لا يتلقى احتياجاته من الأطعمة الشافية. لذا، فانظر بدقة إلى ما تأكل، واحرص على ما ينفعك.

  3. #1273
    علاج ريح البطن والانتفاخ والإمساك والبواسير



    تحتوي القناة الهضمية على حوالي 200 مل من الغازات، وليس من الغريب أو غير الطبيعي أن تطرد الأمعاء 400 إلى 2000 مل من الغازات يومياً! وحوالي 90% من الغازات مكونة من النيتروجين، والأكسجين، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، والهيدروجين. ويأتي كل من النيتروجين والأكسجين من الهواء الذي تم ابتلاعه، وينتج ثاني أكسيد الكربون حينما يختلط الحمض المعدي بأملاح البيكربونات التي في الصفراء وفي العصارات البنكرياسية. وأغلب الأكسجين وثاني أكسيد الكربون يعاد امتصاصه إلى مجرى الدم من خلال جدر الأمعاء الدقيقة. ويحتوي القولون أو الأمعاء الغليظة على بلايين من البكتريا التي تعتبر ضرورية للصحة الجيدة والتي وظيفتها أن تخمر النواتج التي تمر من الأمعاء الدقيقة. ومع قيام البكتريا بتخمير تلك البقايا والفضلات تتكون كميات كبيرة من الهيدروجين والميثان وثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى. إن كان بعض تلك الغازات يعاد امتصاصه إلى الدم ويخرج مع هواء الزفير، إلا أن الباقي يمر إلى الخارج في صورة ريح (أي ريح البطن).
    أسباب الريح

    إن من الأسباب الرئيسية لريح البطن سوء الهضم. فإذا لم يهضم الطعام تماماً ويتحلل بالكامل، فإن هذا يوفر المزيد من “الطعام” المناسب للكائنات الدقيقة في القناة الهضمية؛ ومن ثم المزيد من الغازات. لذا فإن أول خطوة نحو حل هذه المشكلة هي أن تغير نظامك الغذائي وأن تأخذ مكملات من الإنزيمات الهاضمة مع كل وجبة. وبعض الأطعمة تنتج المزيد من الغازات، وتشمل الفوليات (كالفول والفاصوليا) وبعض الخضراوات مثل الكرنب والقنبيط والكرنب المسوق واللفت والبصل والثوم والكراث. كما أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يُرجح أيضاً أن ينتج المزيد من الغازات. وهذا يرجع إلى أن هذه الأطعمة تحتوي على كربوهيدرات غير قابلة للهضم. ومن أهم الأنواع الرئيسية للكربوهيدرات غير القابلة للهضم مركبات الجالاكتوسيد (الجالاكتوسيدات). وإذا كان إنتاج كمية ضئيلة من الغازات بسبب تناول هذه الأطعمة يعتبر أمراً طبيعياً، إلا أن كثرة إنتاج الغازات هو أمر مزعج يمكن منعه بتناول مكمل من إنزيم يسمى “ألفا-جالاكتوسيداز”. وهذا الإنزيم يحلل هذه الكربوهيدرات غير القابلة للهضم ويقلل التطبل (أي تطبل البطن). وبعض تركيبات الإنزيمات الهاضمة تحتوي على هذا الإنزيم بالإضافة إلى الإنزيمات التي تهضم البروتينات والدهون والكربوهيدرات. ويمكن التخلص من مشكلة كثرة الغازات ذات الرائحة الكريهة بأن تغير نظامك الغذائي.
    وثمة سبب آخر لريح البطن (أو الأرياح) هو الديسبيوزيس (أي اختلال التوازن الحيوي بالأمعاء). فحدوث عدوى الكانديدا ألبيكانس، على سبيل المثال، أو زيادة البكتريا الضارة بالأمعاء يمكن أن تسهم في زيادة الغازات أو الأرياح. والأشخاص الذين يتعاطون المضادات الحيوية التي تربك التوازن الصحي للبكتريا، غالباً ما يجدون زيادة في خروج الأرياح منهم. إن تصحيح الخلل في التوازن البكتيري باستخدام المنشطات الحيوية غالباً ما يقلل هذه المشكلة، وإن كان من الممكن أن تزيد الأمور سوءاً في الأسبوع الأول مع بدء البكتريا النافعة في استعادة أوضاعها الصحية.
    وإذا تم ابتلاع كميات كبيرة من الهواء إلى المعدة بسبب الأكل بسرعة، أو ازدراد الطعام، أو شرب كثير من السوائل مع الطعام، أو مضغ اللبان، أو التدخين، أو شرب مشروبات غازية تطلق ثاني أكسيد الكربون، فهذا يمكن تخفيفه بالتجشؤ وهو أمر طبيعي تماماً. ويحدث أحياناً، كجزء من رد فعل توتري، أن يبتلع بعض الناس كميات كبيرة من الهواء.
    الانتفاخ

    إن الانتفاخ أو امتلاء البطن بالغازات يكون عادة نتيجة لنفس العوامل التي تسبب التطبل. ويسهم الانتفاخ الزائد (لاسيما إذا صارت منطقة البطن شديدة الامتلاء وصلبة مثل بالون منتفخ عن آخره)، في زيادة النفاذية المعوية وبالتالي فهو علامة على عدم سلامة الجهاز الهضمي. كما يمكن أن يكون الانتفاخ ناتجاً عن عدم انتظام في حركة الأمعاء حيث لا تعمل عضلاتها بشكل سليم حتى تجعل محتويات الأمعاء تتحرك قدماً، مما يؤدي غالباً إلى الإمساك، أو كسل الهضم على الأقل.
    الإمساك

    الإمساك له أسباب عديدة، أكثرها شيوعاً هو صلابة المواد البرازية. فالأطعمة الطبيعية تبقى لينة في القناة الهضمية لأنها تحتوي على ألياف تمتص الماء وتتمدد داخل القناة الهضمية. وتحتوي الفواكه والخضراوات بصفة طبيعية على كثير من الماء في حد ذاتها. وأما الحبوب الكاملة، مثل الشوفان والأرز، فما دامت تعد بصورة سليمة فإنها تمتص الماء وتوفر كتلة مشبعة بالماء لتنشيط القناة الهضمية. وإذا وضعنا في الاعتبار أن أجسامنا يتكون 65% منها من الماء، فمن المنطقي إذن أن نأكل الأطعمة ذات المحتوى المرتفع من الماء. وأما اللحوم والجبن والبيض والحبوب المكررة والقمح (بسبب محتواه من الجلوتين) فيمكن أن تكون جميعها مسببة للإمساك. وإن لم يكن من الضروري تماماً أن تضيف المزيد من الألياف إلى الغذاء الجيد، فإن ألياف الشوفان لها فوائد خاصة. فهي توجد بصفة طبيعية في حبوب الشوفان التي يجب نقعها وأكلها باردة. وبعض الأطعمة والعناصر الغذائية تبدي تأثيراً مليناً طفيفاً، مثل بذر الكتان (الذي يمكن طحنه ورشه على الطعام)، والتين، والقراصيا، وكذلك فيتامين ج (بجرعات تصل إلى عدة جرامات).
    إن عدم شرب ما يكفي من الماء هو سبب رئيسي للإمساك. فنحن نحتاج ما لا يقل عن لتر كامل من الماء يومياً لتحقيق الصحة الهضمية المثلى وهذا وحده غالباً ما يفرج الإمساك.
    إن من يتبع نظاماً غذائياً غنياً بالألياف، مع ما يكفي من الماء، يجب أن يشعر برغبة في التبرز مرتين أو ثلاث مرات يومياً عقب الوجبات. كما يجب أن تكون الفضلات البرازية لينة التكوين وليست صلبة أو متكتلة. وكثير من الناس يغفلون أو يكبحون رغبتهم الطبيعية في الذهاب إلى دورة المياه، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى الإمساك. لذا فكلما شعرت بأدنى رغبة في التبرز عقب تناول إحدى الوجبات، فلا تكبت تلك الرغبة بل اذهب فوراً لتقضي حاجتك. كما أن الاضطرابات التي تصيب الفعل العضلي التمعجي الطبيعي للأمعاء يمكن أيضاً أن تؤدي إلى الإمساك وإلى تثبيط لهذا المنعكس الطبيعي.
    الملينات الطبيعية

    أغلب الملينات حتى الملينات الطبيعية المحتوية على أعشاب السنامكي أو الكسكارا تعتبر مهيجات للقناة الهضمية، ورغم فعاليتها، إلا أنها لا تحل المشكلة المسببة للإمساك في واقع الأمر. وقد تكون مفيدة كوسيلة طارئة، ولكن ليس من الحكمة تناول هذه العلاجات بصفة مستمرة. وبعض العلاجات التي تهدف إلى تعزيز الانتظام في نشاط الأمعاء هي عبارة عن مستحضرات مركزة من الألياف تحتوي على أشياء مثل النخالة، أو الإسباغولا، أو الميثيل سليولوز، أو الاستيركولينا. ومن المهم للغاية شرب وفرة من الماء كلما تناولت مكملات الألياف هذه. ومع ذلك، فليست هذه المكملات ضرورية عند بدء اتباع نظام غذائي غني بالألياف. ويوجد نوع جديد من الملينات هو الفركتو-أوليجوسكريات FOS، وهو متاح في صورة مسحوق، ويعمل بطريقة أكثر فائدة من الملينات التقليدية التي قد تجعل استعادة النشاط العضلي التمعجي الطبيعي أكثر صعوبة. وهذا الـ FOS هو نوع من الكربوهيدرات المعقدة الذي يساعد في الحفاظ على نسبة معقولة من الماء في الأمعاء، كما يحفز على إنتاج البكتريا الصحية. وهذا يجعل المادة البرازية أكثر ليونة ويجعل مرورها في الأمعاء أكثر سهولة. وإن كانت نتائج استعماله ليست بنفس السرعة، إلا أنه أفضل بكثير كوسيلة لتخفيف حدة الإمساك.
    عواقب الإمساك

    بالنسبة لبعض الناس يمكن أن يؤدي الإمساك طويل الأمد إلى إعاقات فيزيائية وانتفاخات معوية. وهو السبب الرئيسي لحالات الردوب المعوية (أو التردب المعوي) ويمكن أن يؤدي إلى مشكلات معوية التهابية. والإمساك يبطئ الوقت الذي يمكثه الطعام في القناة الهضمية، مما يتيح فرصة أكبر لحدوث التعفن والتعرض للمواد السامة. وهذا عامل رئيسي يسهم في حدوث السرطان القولوني-المستقيمي، فلا عجب إذن أن نجد ارتباطاً بين الإمساك وزيادة قابلية حدوث هذا النوع من السرطان.
    البواسير

    توجد عاقبة أخرى للإمساك المزمن وهي البواسير Haemorrhoids (Piles). وهي عبارة عن أوعية دموية (أوردة) في جدار الشرج والمستقيم وما حوله تتمدد عند زيادة الضغط الوريدي، كما يحدث في دوالي الأوردة. وأكثر أسباب البواسير شيوعاً هو “الحزق” عند التبرز. ومن ثم، فكلما كان البراز أكثر ليونة وأقل مكثاً أو “انحشاراً” بالأمعاء كان من السهل مروره بالأمعاء والتخلص منه. والعرض الرئيسي للبواسير هو الحكة الشرجية (التي يمكن أن توجد في حالات العدوى بداء الكانديدا أو في مرض الأمعاء الملتهبة)، والتي يمكن بدورها أن تؤدي إلى كثرة خدش الشرج، مما يزيد الحالة تفاقماً. كما أن الإسهال يمكن أن يفاقم الحكة الشرجية ومن ثم فإن التوتر (الذي يسبب الإسهال) يمكن أن يفاقم البواسير. وإن كانت الحمامات الدافئة المتكررة واستخدام الكريمات المضادة للالتهاب يمكن أن تفرج الأعراض، إلا أن التفريج طويل الأمد يتحقق، كما في حالة الإمساك، بإجراء تغييرات في النظام الغذائي.
    وهذه التغييرات الغذائية تفيد ولكنها لا تكون دائماً كافية لتطهير القناة الهضمية بشكل تام. إن تناول خليط من أنواع معينة من مصادر الألياف مثل قشور السيليوم (عشبة البراغيث) وألياف البنجر وألياف الشوفان والأعشاب، التي تساعد في تليين المادة البرازية المتماسكة، لهو أمر مفيد بالفعل. وهذه الأنواع متوافرة في تركيبات مطهرة للقولون، في صورة مساحيق وكبسولات يمكن تناولها على مدى شهر إلى ثلاثة أشهر.
    وثمة علاج مفيد آخر هو العلاج القولوني. وهو عبارة عن حقنة شرجية متطورة حيث يمر الماء إلى الأمعاء، ومع التدليك البطني يمكن أن يساعد هذا في إطلاق المادة البرازية المزمنة والتخلص منها. كما أن هناك تمارين رياضية تنبه منطقة البطن ويمكن أيضاً أن تحسن الهضم، كما تفعل تمارين التنفس التي ترخي البطن. ومن المنعكسات الطبيعية التي تحدث في الجسم أن يتوقف الهضم في أوقات التوتر؛ لذا فإن الاسترخاء أمر مهم.

  4. #1274
    متلازمة الأمعاء المتهيجة Irritable Bowel Syndrome



    إن متلازمة الأمعاء المتهيجة هي حالة غير سوية تمثل أحجية صورتها غير محددة الملامح، ولا تمثل مرضاً محدداً، بل إنها تبدو كمصطلح عريض الأبعاد يستخدم لوصف مجموعة من الأعراض العديدة والمتعارضة في بعض الأحيان. ويمكن أن تكون تأثيراتها عشوائية ويمكن أن تختفي تلقائياً كما ظهرت؛ وإن كانت تتخذ مساراً مزمناً لدى كثير من الناس. وكل هذا الغموض الواضح يجعل تشخيص تلك المتلازمة وبالتالي علاجها أمراً غير ميسور. ولكن مع ارتفاع معدل الإصابة بهذه الحالة أو المشكلة المرضية -التي تسمى أيضاً: العُصاب المعوي، أو التهاب القولون التشنجي، أو القولون التشنجي، أو التهاب القولون المخاطي- فإنها تتطلب حلاً. فكثير ممن يعانون تلك المشكلة يجدون العقاقير المضادة للتقلص ومكملات الألياف والملينات التي يصفها لهم الأطباء غير مجدية. وحالة متلازمة الأمعاء المتهيجة هي ثاني أكثر أسباب التغيب عن الدراسة والعمل بعد نزلات البرد، مع معاناة 20% من المواطنين البالغين لنوبات متكررة منه. ويقال إن عدد النساء المصابات بها يعادل ضعف عدد الرجال، ولكن ربما كانت هذه مجرد مسألة ظاهرية وأن السبب الحقيقي أن النساء يبلغن عن شكواهن بمعدل أكثر من الرجال.
    فإذا ما عانيت أياً من الأعراض التالية، إما بشكل مستمر وإما بشكل متكرر، لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، فهناك احتمال قوي أن تكون مريضاً بالـ متلازمة الأمعاء المتهيجة:
    أعراض الـ متلازمة الأمعاء المتهيجة:

    • ألم بطني
    • قلق
    • انتفاخ بطني أو تطبل
    • إمساك
    • تقلصات بطنية
    • اكتئاب
    • إسهال
    • غازات
    • مخاط مع البراز
    • غثيان

    وأياً كان سبب الأعراض التي يمكن وضعها في إطار متلازمة الأمعاء المتهيجة، فإن الخيط المشترك الذي يضمها معاً هو حالة من الاضطراب تعتري عملية التحكم الطبيعية في الأمعاء التي تقوم بها مجموعة معقدة من الأعصاب التي تحدد حركاتها والمواد التي تفرزها. وبصفة طبيعية يتم تنظيم الهضم جزئياً عن طريق الفرع اللاإرادي من الجهاز العصبي Autonomic Nervous System (ANS) الذي يتحكم في الوظائف الجسدية اللاإرادية مثل دقات القلب وإفرازات الهرمونات. وفي الأمعاء السليمة يقوم الـ ANS بتحريك الطعام بالانقباضات الإيقاعية، ولكن في حالة متلازمة الأمعاء المتهيجة فإن العضلات تصاب بالتشنج. ومما يذكر أن الآليات التي يعمل بمقتضاها الـ ANS غير محددة أو واضحة مما يجعل اضطرابها أمراً سهل الحدوث. فإذا حدث هذا، فإن الطعام والفضلات لن يتحركا داخل القناة الهضمية بشكل طبيعي، مما يجعل المخاط والسموم تتراكم، وتحتبس الغازات مع الفضلات، مما يسبب الانتفاخ والألم، اللذين تسوء حالتهما غالباً عقب تناول الطعام ويتحسنان عقب التبرز. وغالباً ما تحس النساء بتدهور في أعراضهن المرضية وقت نزول الطمث تقريباً.
    هل هي متلازمة الأمعاء المتهيجة أم مرض الأمعاء الملتهبة؟

    توجد صفة مميزة لمتلازمة الأمعاء المتهيجة، مقارنة بغيرها من الشكاوى المعوية، وهي أنه لا توجد تغيرات خاصة محددة تظهر للعيان في نسيج الأمعاء (أي بخلاف ما يظهر في مرض كرون، حيث تصاب القناة الهضمية بتقرحات واضحة). وثمة صفة أخرى فيمن يعانون متلازمة الأمعاء المتهيجة، وهي أنهم برغم أعراضهم المضطربة، إلا أن صحتهم العامة ككل تكون جيدة، دون وجود عوامل خطيرة مثل نقصان الوزن، أو الحمى، أو النزيف، أو الأنيميا التي تحدث مع الاضطرابات المعوية الأخرى. وقبل تقرير أي علاج لحالة يشتبه أنها متلازمة الأمعاء المتهيجة من المهم أن يعمل الممارس العام على استبعاد الحالات الأخرى التي يمكن أن ترتبط بأعراض مشابهة، وهي: الالتهاب الردبي، والإسهال المعدي، ومرض الأمعاء الملتهبة (مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي)، ومرض السكر، والسرطان، وإساءة استخدام المسهلات، والمشكلات ذات التأثير الآلي المباشر مثل انحشار البراز، والمرض الجوفي، وغير ذلك.
    وعودة إلى عام 1892، فقد كتب السير ويليام أوسلر في كتابه The Principles and Practice of Medicine عن التهاب القولون المخاطي شارحاً حالة المخاط اللزج الذي قد يكون غروياً، جيلاتينياً مثل بيض الضفدعة في الأشخاص الذين كانت تعتريهم أصلاً حالات هستيرية أو اكتئابية. لذا فإن متلازمة الأمعاء المتهيجة ليست مرضاً عصرياً تماماً، إلا أن معدل انتشارها الواسع في الدول النامية في العصر الحالي هو مجرد دلالة على أنها ترجع بدرجة كبيرة إلى تغيرات النظام الغذائي ونمط الحياة. ولكن لا توجد وسيلة سريعة لإصلاح الحالة. تقول إليزابيث ليبسكي في كتابها Digestive Wellness: “مما يؤسف له أنه لا يوجد سبب واحد محدد لمتلازمة الأمعاء المتهيجة، ولكن ما يثير الأمل في النفس أننا يمكن أن نجد الأسباب بالنسبة لكل شخص على حدة، وأن نبذل الجهد معه بصفة فردية على أساس طبيعته الكيميائية الحيوية المنفردة”.
    ونظراً لعدم وجود اختبار لمتلازمة الأمعاء المتهيجة بوضعه هذا، فمن الضروري خلق صورة لما يسبب الأعراض بالنسبة لكل فرد؛ ولتكن حالات الحساسية للأطعمة، أو التوتر، أو التغيرات الهرمونية، أو العوامل الغذائية وتشمل قلة الألياف، أو العدوى، أو عوامل أخرى. وعلى الممارس العام أن يحصل على التاريخ المرضي لأعراض الشخص بدقة ونظامه الغذائي ونمطه المعيشي حتى يحدد سبب متلازمة الأمعاء المتهيجة. ويقول دكتور جين مونرو المدير الطبي لمستشفى بريكسبير للحساسية والطب البيئي: “أعتقد أن متلازمة الأمعاء المتهيجة تكون مصحوبة دائماً من الناحية العملية بتفاعلات غذائية بالإضافة إلى صورة ما من الديسبيوزيس”.
    متلازمة الأمعاء المتهيجة وحالات الحساسية

    لقد تم التعرف على حالات من الحساسية للأطعمة لدى من يعانون متلازمة الأمعاء المتهيجة منذ منعطف القرن العشرين ووجد أنها بمعدل يصل إلى ثلثي عدد حالات متلازمة الأمعاء المتهيجة. وبالنسبة لمن لديهم حالات من الحساسية أو ينتمون إلى عائلات تنتشر بينها حالات الحساسية فإن هذا الأمر يجب النظر إليه بعين الاعتبار بصفة أساسية. ولقد وجدت الدراسات الإكلينيكية أن الأطعمة الأشد ضرراً هي الحبوب (خاصة القمح) ومنتجات الألبان والقهوة والشاي والفواكه الحمضية. ومن الشائع وجود عدم تحمل اللكتوز (سكر اللبن) بصفة خاصة؛ وإن كانت السكريات الأخرى، حتى التي توجد في الفواكه، يمكن أيضاً أن تسبب بعض المشكلات. وكثير ممن يعانون متلازمة الأمعاء المتهيجة تتحسن حالاتهم بتجنب الجلوتين (الذي يوجد في القمح والشوفان والجاودار والشعير)، ولكن المصابين بالإسهال هم عادة الذين يجدون تحسناً عند تجنبهم لمنتجات الألبان. إن أنسب الاختبارات لتشخيص حالات الحساسية للأطعمة هو اختبار ELISA IgE/IgG، وإن كان الأكثر تأكيداً (والأرخص ثمناً بدرجة كبيرة) أن تجري اختبار حذف الأطعمة أو النظام الغذائي الحذفي.
    وكثيراً ما تكون حالات عدم تحمل الأطعمة مرتبطة بمتلازمة الأمعاء المتسربة. وهذا في حد ذاته يمكن أن يسبب مجموعة من المشكلات، وتشمل انخفاض المناعة والإعياء. وإذا كانت متلازمة الأمعاء المتهيجة مستمرة لا تخِفُّ حدتها، فمن الممكن جداً أن تكون لها صلة بمتلازمة الأمعاء المتسربة، وفي هذه الحالة يجب اتخاذ خطوات لعلاج بطانة الأمعاء باستخدام تغييرات في النظام الغذائي وإعطاء مكملات مثل الزنك، وفيتامين أ، والأحماض الدهنية الضرورية للجلوتامين، وإن-أسيتيل-جلوكوزامين. وتوجد اختبارات لتعيين مدى نفاذية الأمعاء.
    كما توجد مشكلات أخرى مرتبطة بمتلازمة الأمعاء المتهيجة وهي: نقص الإنزيمات الهاضمة بسبب عوامل وراثية، والتقدم في السن والتدخين… إلخ. مما يعني أن الطعام لا يتم هضمه وتحليله كما يجب، مما يسبب التخمر والتسرب المعوي وحالات أخرى تسبب متلازمة الأمعاء المتهيجة أو تسبب تدهوره إن وجد. وبعض الأطعمة مثل الحبوب والفوليات والمكسرات والقنبيط، تحتوي على مادة كربوهيدراتية يصعب هضمها. ويوجد إنزيم هاضم خاص يسمى ألفا-جالاكتوسيداز؛ يساعد على تحليلها.
    وفضلاً عن حالات عدم تحمل أطعمة معينة، فإن النظام الغذائي الفقير في العناصر الغذائية والذي تنقصه الأطعمة الطازجة والألياف (باستثناء نخالة القمح التي لا ينصح بها لأنها يمكن أن تهيج القناة الهضمية) يمكن أن يثير مشكلات هضمية واضطرابات أخرى. فهذا النظام الغذائي المعيب يسبب في كل الحالات إمساكاً وخللاً في توازن الكائنات المعوية (ديسبيوزيس) مما يسبب في النهاية تراكماً للمواد السامة في بطانة الأمعاء، و متلازمة الأمعاء المتهيجة هي مجرد إحدى النتائج التي يمكن حدوثها. وأثناء نوبة من متلازمة الأمعاء المتهيجة من الأفضل أن تتناول الأطعمة البسيطة سهلة الهضم والعصائر الطازجة (لاسيما الجزر والتفاح) والشاي العشبي من الدردار الزلق وغير ذلك من المشروبات الملطفة. ويمكن استخدام أقراص الفحم المنشط للتخلص من الغازات والانتفاخ الذي قد يحدث أحياناً؛ ولكن من المهم أن تتخلص من سبب المشكلة، بدلاً من الاكتفاء بالتعامل مع الأعراض.
    اتبع ما في القائمة التالية من نقاط غذائية عامة للمساعدة على تخفيف حدة متلازمة الأمعاء المتهيجة:
    امتنع عن الأطعمة المشتبه في أنها تسبب الحساسية.
    تناول وفرة من الخضراوات الطازجة.
    تناول وجبات بسيطة وامضغ جيداً.
    زد ما تتناوله من ألياف غذائية (باستثناء نخالة القمح)، خاصة في حالات الإمساك.
    اشرب وفرة من الماء وأنواع الشاي العشبي والعصائر المخففة.
    تجنب الكحوليات والسجائر وقلل ما تتناوله من الشاي والقهوة أو تجنبهما.
    تجنب الأطعمة الغنية بالكبريت إذ يمكنها أن تسبب الغازات (مثل الخبز والبيض والبصل وأغلب الفواكه المجففة).
    تجنب السكر.
    تجنب القمح (حتى في الأشخاص الذين لا يعانون من حساسية له، إذ يمكن أن يهيج القناة الهضمية).
    تجنب الأطعمة المكررة والمصنعة.
    تجنب الدهون الحيوانية ومنتجات الألبان (لاسيما في حالات الإسهال).
    تجنب الأطعمة المتبلة والحريفة.

    وكما رأينا من قبل، فإن لدينا جميعاً الكثير من البكتريا والكائنات الدقيقة الأخرى التي تعيش في أمعائنا. وتنشأ المشكلات حينما تتجاوز البكتريا الضارة في أعدادها البكتريا النافعة، أو تكون سامة، أو حينما تتكاثر أنواع أخرى من الكائنات الدقيقة (مثل الفطريات الخميرية) لدرجة أن تخل بالوظائف الهضمية. ومثل هذه الاختلالات غالباً ما تصاحب متلازمة الأمعاء المتهيجة. واستخدام المضادات الحيوية ومضادات الحموضة يمكن أن يسهم في حدوث الديسبيوزيس عن طريق الإخلال بالتوازن الدقيق للكائنات الدقيقة في جميع أنحاء القناة الهضمية. إن تعديلك لنظامك الغذائي وتناولك مكملات من البكتريا النافعة (أو مواد أخرى، مثل حمض البيوتريك أو الفركتو-أوليجوسكريات، التي تعزز نموها) سيساعد على استعادة ما فقدته البيئة المعوية من البكتريا الصديقة الضرورية. كما أن فرط نمو خميرة الكانديدا ألبيكانس، وهي مشكلة شائعة نسبياً وأحياناً ما تصاحب متلازمة الأمعاء المتهيجة، يحتاج إلى استراتيجيات غذائية خاصة.
    وقد تصل أعداد الطفيليات التي تستوطن أمعاءنا إلى أرقام منذرة بالخطر؛ وإن كان أغلبها لا يسبب أعراضاً، ولكن بعضها يمكن أن يؤدي إلى متلازمة الأمعاء المتهيجة، والاضطرابات المعدية المعوية، وغير ذلك من مشكلات صحية .
    صلة التوتر بالمشكلة

    كما ذكرنا، فإن وظائف القناة الهضمية تخضع لأنشطة الجهاز العصبي اللاإرادي ANS الذي لا نسيطر عليه بوعينا. وأي اضطراب أو خلل يلحق بهذا الجهاز يمكن أن تكون له تأثيرات بعيدة الغور. فالتوتر الذي يصيب الجسم -سواء كان في صورة انفعال شديد، أو قلق، أو مرض، أو حتى وجود طعام مسبب للحساسية أو سم- سوف يجعل أجراس الخطر تدق وفي موقف كهذا يدرك الـ ANS الخطر القائم ويحول الطاقة من أجهزة أخرى –مثل الجهاز الهضمي- لا يكون نشاطها مطلوباً بصفة فورية للتعامل مع حالة “الطوارئ”. وكما يمكنك أن تتخيل، فإن إغلاق نشاط الجهاز الهضمي يرجح أن يسبب إمساكاً وتراكماً للسموم. وفي بعض المواقف يكون رد فعل الـ ANS قوياً لدرجة أن ينتج عنه إسهال فوري.
    ومن الواضح أنه ليس كل من يتعرض للتوتر (أي كل واحد منا في وقت من الأوقات) يعاني من متلازمة الأمعاء المتهيجة، ولكن هناك رابطة واضحة بين الاثنين. وقد نشرت مقالة في مجلة لانست تفترض أن القلق هو عامل مسبب. غير أن الجانب الآخر من العُملة يظهر أن الأشخاص الذين يعانون حالة طويلة الأمد تسبب الإحباط مثل متلازمة الأمعاء المتهيجة يرجح أن يصيروا قلقين أو مكتئبين، كما ظهر في دراسات عديدة. وأياً كان ما يأتي أولاً: متلازمة الأمعاء المتهيجة أو التوتر من أي نوع، فقد يجد كثير من المبتلين بهذه الحالة المرضية راحة عظيمة حينما يجمعون بين العلاج الأصلي للحالة والعلاجات السلوكية، مثل معالجة التوتر أو المشاورة أو العلاج بالتنويم. ويمكن أن تفيد الأعشاب مثل الدرقة، والناردين، وزهرة الآلام في تهدئة الـ ANS. وهناك ممارسات أخرى: مثل اليوجا والتاي تشي والتمارين المنتظمة وقضاء وقت كافٍ في تناول الطعام والمضغ الجيد وأن تكون آخر وجبة بالليل قبل النوم بما لا يقل عن ساعتين، وكلها تعزز الوظائف الهضمية وتحسنها.
    ومع وجود الكثير من مثيرات متلازمة الأمعاء المتهيجة يجب التزام الحذر عند تحديد برنامج للعلاج. فمن المهم تقصي العوامل المسببة بالنسبة لكل فرد والتعامل معها بدلاً من الاكتفاء بعلاج الأعراض. وأغلب من يعانون متلازمة الأمعاء المتهيجة يجدون أن زيادة ما يتناولونه من ألياف غذائية يفيد بدرجة كبيرة لاسيما من أصيبوا بالإمساك. فالألياف ليست فقط تساعد على جعل التبرز وطرد الفضلات أكثر انتظاماً على المدى القصير، بل إنها أيضاً تقوي العضلات الباسطة المعوية، وتجعل بطانة الأمعاء أكثر نظافة، وتساعد على موازنة الكائنات المعوية. ومع ذلك، فإن نوع الألياف يعتبر مهماً. فنخالة القمح، وهي الاختيار الشائع، يمكن أحياناً أن تضر أكثر مما تنفع، وليس هذا يرجع فقط إلى أن القمح في حد ذاته من الأليرجينات (مسببات الحساسية) الشائعة، ولكن أيضاً لأن نخالة القمح في الحقيقة تهيج بطانة الأمعاء. ومن ناحية أخرى، فإن ألياف الفواكه والخضراوات بالإضافة إلى الحبوب الأخرى (مثل الأرز البني، والجاودار، والكينوا) يمكن أن تفيد أناساً كثيرين يعانون من متلازمة الأمعاء المتهيجة. ويجب أن يحذر المصابون بالإسهال إذ إن بعض أنواع الألياف قد تزيد حالتهم تفاقماً؛ وقد يفيدهم تناول البكتين (في التفاح والكمثرى والموز) والألجين (في الطحالب البحرية). وإذا زدت ما تتناوله من ألياف في غذائك، فمن المهم أيضاً أن تشرب المزيد من الماء.
    وجنباً إلى جنب مع الغذاء المكون من الأطعمة الكاملة والخالي من الأطعمة المكررة، توجد مكملات عديدة: من الفيتامينات، والمعادن، والدهون الضرورية، والأحماض الأمينية، والأعشاب، ومستحضرات نباتية أخرى، يمكن أن تفيدك بدرجة كبيرة. فإن دعم الكبد بهذه المواد يعتبر أيضاً جزءاً مهماً من عملية التطهير والاستشفاء. وفيتامين ب المركب، على سبيل المثال، ضروري للنشاط العضلي السليم، ولامتصاص الأطعمة، ولإصلاح الأنسجة، ولأيض الأطعمة، وبصفة عامة في استجابتنا للتوتر. والمغنسيوم يمكن أيضاً أن يساعد في تقليل التشنجات العضلية؛ ونبات الفصفصة يفيد في تعزيز البكتريا المعوية الصحية، وفي الاستشفاء والتطهير؛ وزيت النعناع (على أن يكون مغلفاً معوياً للتأكد من أنه لن يمتص من المعدة) يستخدم على نطاق واسع لتخفيف أعراض متلازمة الأمعاء المتهيجة.
    ويمكن أن يفيدك اللجوء إلى أخصائي في التغذية الإكلينيكية في التعرف على أفضل أنواع المكملات وأنسبها لاحتياجاتك الفردية، وأن ينصحك بما يلزمك من ممارسات تتعلق بنمط حياتك ويمكن أن تساعدك في تخفيف متلازمة الأمعاء المتهيجة. ويمكن التغلب على أعراض متلازمة الأمعاء المتهيجة بالنظام الغذائي (أي الغذاء)، والمكملات والرياضة والاسترخاء: وإن كانت هذه العملية العلاجية يمكن أن تستغرق بعض الوقت، إلا أنها في نهاية الأمر يمكن أن تتيح لمعظم الناس الذين ابتلوا بهذه الحالة أن يعيشوا حياة نشطة ومثمرة.


  5. #1275
    متلازمة الأمعاء المتسربة leaky gut syndrome


    في الأحوال الطبيعية يمكن أن تتحول الأطعمة الصحية إلى سموم (توكسينات) للجسم إذا لم يتم هضمها أو امتصاصها بشكل جيد. فلقد خلق الله أجسامنا على أساس أن نهضم طعامنا إلى أن يصبح جزيئات بسيطة يمكنها أن تمر بسهولة ويسر من خلال جدر القناة الهضمية (الأمعاء) حتى تصل إلى مجرى الدم. ولكن إذا لم يتمكن شخص ما من هضم طعامه بشكل جيد، أو إذا صار جدار الأمعاء متسرباً (أي راشح)، فإن الأطعمة غير المهضومة يمكن أن تدخل إلى الدم. وهناك من المرجح أن تنبه الخلايا المناعية الجوالة التي تعاملها على أنها من الغزاة الدخلاء، مما يثير حدوث تفاعل تحسسي. وهذه المعركة الدائرة تنتج عنها تركيبة من الكيميائيات التي تعتبر في حد ذاتها سامة وتحتاج إلى تطهير.
    لذا، فإن سلامة تكوين جدر الأمعاء يعتبر أمراً مهماً وحاسماً لصحتنا، وتبذل أجسامنا قصارى جهدها لتحافظ على نفاذية جدر الأمعاء في حدودها السليمة، فلا تزيد أكثر مما يجب، وذلك في مواجهة “اعتداءات” شرسة تتعرض لها بصفة يومية. ومن المتعارف عليه اليوم أن هذه النفاذية permeability، وإن كانت معقدة بدرجة ملحوظة، إلا أنها هشة ضعيفة ومعرضة للتغيير، وذلك تبعاً لدرجة سلامة ومتانة جدر الأمعاء والمواد التي تتعرض لها. وزيادة هذه النفاذية بغض النظر عن كونها تعزز انتقال العناصر الغذائية، فإنها بكل أسف، تسمح بدخول السموم (التوكسينات) ودقائق الطعام التي لم يتم هضمها بعد مما يمكن أن يؤدي إلى عدد من المشكلات الصحية المصاحبة لتلك الحالة المرضية المسماة “متلازمة الأمعاء المتسربة (أو الراشحة)”.
    الأعراض والحالات المرتبطة بمتلازمة الأمعاء المتسربة:

    • حب الشباب
    • عدوى فيروس الإيدز
    • الالتهاب المفصلي
    • (العظمي والروماتويدي)
    • التوحد (الأوتيزم)
    • فرط النشاط عند الأطفال
    • متلازمة الإعياء المزمن
    • الالتهاب الكبدي المزمن
    • الالتهاب البنكرياسي المزمن
    • المرض الجوفي
    • التليف التكيسي
    • الاكتئاب، والتقلبات المزاجية
    • الإسهال/الإمساك
    • الإكزيما
    • الإعياء
    • حالات الحساسية للأطعمة/للكيميائيات
    • مرض الأمعاء الملتهبة (مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي)
    • متلازمة الأمعاء المتهيجة
    • الصدفية، والالتهاب الجلدي
    • الأرتيكاريا (الشرى)
    • العدوى الفيروسية أو البكتيرية أو الخميرية

    إن بطانة القناة الهضمية هي بمثابة جلد معقد التكوين بدرجة ملحوظة، وتؤدي وظائف لا حصر لها؛ إذ تعمل على هضم الأطعمة، وامتصاصها، وتحريك الطعام في الاتجاه السليم، وتوفير الحماية المناعية… إلخ. وتقوم ثنياتها المبطنة بالخملات بمهمة قد تبدو في ظاهرها أنها متعارضة، وهي ليست كذلك، فهي تعمل كحاجز أمام السموم ودقائق الطعام الكبيرة (غير المهضومة) وفي نفس الوقت تعمل كبوابة انتقائية في اتجاه واحد لمرور العناصر الغذائية. وهذا التوازن الدقيق المحكم يواجه كل يوم مجموعة من السموم (التوكسينات) ومسببات الحساسية (الأليرجينات)، والتي لا تمثل خطراً على الجسم بشرط توافر عوامل الصحة المثلى للأغشية المخاطية للقناة الهضمية والسلامة لكل من النفاذية المعوية والمناعة ووظائف الكبد والكائنات المعوية. ولكن إذا تدهور أي من هذه العوامل، يمكن أن يؤدي هذا إلى تدهور الصحة.
    ونظراً لأن درجة النفاذية الانتقائية العالية للأمعاء هذه تجعلها شديدة الحساسية والحرج إزاء العادات الغذائية السيئة وحالات عدم التوازن البكتيري، فقد خلق الله لها العديد من آليات الوقاية المعقدة.
    فالعناصر الغذائية يتم نقلها عبر بطانة الأمعاء بأحد طريقين: إما من خلال الخلايا نفسها (نقل عبر خلوي)، وإما من خلال الثغرات الضيقة التي بين الخلايا (نقل بين خلوي) كما هو مبين في الشكل 13. فإذا أصيب أي من هاتين الآليتين أو كلتاهما بالضرر، فإن الأمعاء تتزايد درجة نفاذيتها (أي تسريبها أو ارتشاحها) باطراد، مما يسمح للمواد غير المرغوبة بالمرور عبر جدار الأمعاء. وتتوفر الحماية لجدار الأمعاء من قبل الإفرازات المعوية التي تتكون من عدة مواد من أهمها المخاط الواقي، والخلايا المناعية التي تعمل عمل قوة من رجال الشرطة الشرفاء، والأجسام المضادة الإفرازية من نوع IgA؛ وهي من الجلوبيولينات المناعية التي تعمل عمل المراقبين أو “الناضورجية” العاملين في المطاعم والنوادي الليلية! فكل جزيء من الـ IgA يمكنه تذكر ما يجب وما لا يجب مروره إلى الجسم. فإذا لمح أحد الدخلاء، فإنه يسرع بإطلاق صفارة إلى الخلايا المناعية لتقوم بدورها في التخلص منه. ولو انخفضت مستويات الـ IgA كثيراً لضاعت هذه الوقاية الطبيعية.
    ما الذي يسبب زيادة النفاذية؟

    يمكن أن تصبح القناة الهضمية متسربة لعدد من الأسباب. فإذا ضعف جهاز المناعة في شخص ما مع ما يتبع ذلك من انخفاض في مستويات الـ IgA الإفرازي (وهو عامل شائع في حالات التوتر طويل الأمد)، فهذا يمكن أن يمهد لهذه الحالة. ومهيجات بطانة الأمعاء هي الجلوتين الذي في القمح، والكحوليات، والقهوة، والشاي، وأطعمة أخرى كثيرة مثيرة للحساسية. وأي نقص في العناصر الغذائية التي تعمل على بناء الخلايا، مثل فيتامين أ، والزنك، والجلوتامين، والدهون الضرورية، يمكن أن يسبب ضعفاً في بنية جدار الأمعاء. كما أن فرط نمو وتكاثر البكتريا الضارة أو الفطريات المرضية مثل الكانديدا ألبيكانس أو أي طفيلي آخر يمكن أن يشجعها على مهاجمة جدار الأمعاء والتوغل فيه وتهييجه، والتسبب في زيادة نفاذيته. وحتى الانتفاخ (أو الامتلاء) البطني إما نتيجة لتراكم الغازات وإما بسبب الإفراط في الأكل، يمكن أن يفرض توتراً زائداً على جدار الأمعاء. وأخيراً، فإن المضادات الحيوية والأسبرين وغيره من العقاقير المضادة للالتهاب بصفة خاصة تسبب تلفاً للقناة الهضمية.
    الأسباب الشائعة لمتلازمة الأمعاء المتسربة

    • الكحول
    • المضادات الحيوية
    • العقاقير المضادة للالتهاب (مثل الأسبرين)
    • العلاج الكيميائي/العلاج الإشعاعي
    • الديسبيوزيس (خلل التوازن البكتيري)
    • حالات الحساسية للأطعمة
    • أمراض الجهاز الهضمي
    • حالات العدوى (بكتريا، أو فيروسات، أو فطريات خميرية، أو طفيليات)
    • مرض الأمعاء الملتهبة
    • التوتر طويل الأمد
    • الغذاء قليل الألياف
    • حالات النقص الغذائي (مثل فيتامين أ، أو الزنك، أو الجلوتامين، أو الدهون الضرورية من الأوميجا 3، إلخ)
    • سوء الهضم
    • نقص الـ IgA الإفرازي

    وكما رأينا، فإن زيادة النفاذية لا تزيد امتصاص العناصر الغذائية. بل إن هذا الامتصاص يحتمل أن يقل. إذ إن أنشطة تلك البطانة المعوية تقل بتأثير ما أصابها من تلف والتهاب. فإذا ما زادت نفاذية الأمعاء، فقد تبدأ دائرة مفرغة، في حين أن مرور السموم ودقائق الطعام غير المهضوم إلى الجسم يخلق ظروفاً قد تزيد الموقف سوءاً وتدهوراً وهي: زيادة العبء على الكبد، وسوء الامتصاص، وفرط الحساسية، والديسبيوزيس.
    التسرب المعوي: عواقبه هي أسبابه!

    مما يثير السخرية أو الأسف أن الكبد حينما يصير مثقلاً -بشكل متزايد- بعبء السموم، فإن الكيميائيات السامة يمكن أن يتم إخراجها عن طريق الصفراء، لتعود مرة أخرى إلى القناة الهضمية، ومن ثم تسبب المزيد من التلف المعوي، وهي أيضاً تمتص لتصل إلى الكبد مرة أخرى… وهكذا. كما أن الالتهاب الزائد للقناة الهضمية في الحقيقة يوقف قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية المعززة للصحة؛ والتي يحتاجها الكبد ويحتاجها الجسم لإنتاج الإنزيمات الهاضمة. إنها دائرة مفرغة حيث تخلق متلازمة الأمعاء المتسربة الظروف اللازمة لمزيد من تلك المتلازمة… وهكذا.
    وتشكل الرابطة بين حالات الحساسية والأمعاء المتسربة موقفاً آخر من نوع “البيضة أولاً أم الدجاجة”، حيث يمكن أن يؤدي كل منهما إلى الأخرى. فحالات الحساسية قد تكشف عن نفسها بطرق شتى، وتشمل الإكزيما والإعياء… إلخ. ويفترض بعض العلماء أن حالات الحساسية للأطعمة تسهم في متلازمة الأمعاء المتسربة لدى مرضى الربو بسبب زيادة عبء الحساسية الذي يغلب جهاز المناعة المعوي. ويفترض دكتور ليو جالاند مؤلف كتاب Power of Healing أن الكيميائيات، مثل الهيستامين، التي تنطلق كرد فعل للأليرجينات تزيد النفاذية. وقد أظهر عدد من الدراسات أن الذين يعانون من حالات الحساسية لديهم زيادة في النفاذية حتى وهم في حالة صيام، وهذه الزيادة في النفاذية يمكن أن تتفاقم إذا أكلوا الأطعمة المسببة للحساسية.
    والديسبيوزيس (اختلال التوازن البكتيري في الأمعاء) هو أيضاً سبب محتمل وعاقبة في نفس الوقت لمتلازمة الأمعاء المتسربة. وقلة الحمض المعدي يمكن أن تسهم في ذلك، إذ إن هذا الحمض في الأحوال العادية يقضي على الكائنات الدقيقة التي يمكن أن تزيد ما يلحق بالقناة الهضمية من إتلاف. ويبدو أن زيادة النفاذية يمكن حتى أن تجعل جهاز المناعة المعوي يتفاعل بشكل زائد ضد البكتريا الطبيعية داخل الأمعاء فضلاً عن الكائنات المرضية، مما يزيد النفاذية أكثر وأكثر.
    تقييم النفاذية المعوية

    في ضوء الحقيقة القائلة إن الأمعاء المتسربة قد اتهمت بضلوعها في عديد من المشكلات الصحية، فإن استعادة حالة البطانة المعوية قد تكون عاملاً أساسياً في تحسين الصحة الهضمية. فإذا كان لديك أي من المشكلات الصحية والأعراض الموجودة في القائمة الواردة في بداية الموضوع والتي لم تستجب للعلاج، أو إذا كانت درجاتك عالية فيما يتعلق بقائمة الأسباب الشائعة السابق ذكرها، فالأمر يستحق أن تتحرى الأمر لتعرف إن كانت لديك زيادة في النفاذية المعوية.
    وهناك اختبارات يمكنها أن تعطي دلالة واضحة عن درجة نفاذية (أو تسرب) بطانة الأمعاء. ويتم إجراء الاختبار بشرب كيميائيات معينة لا تهضم في جسم الإنسان، ثم تؤخذ عينة من البول لتعيين مدى سهولة مرورها خلال جدر الأمعاء. فالجزيئات الصغيرة (مثل المانيتول) تنتشر بسهولة خلال الخلايا، بينما لا تمر الجزيئات الأكبر حجماً (مثل ذلك السكر الثنائي المسمى باللكتيولوز) في الأحوال الطبيعية عبر جدر الأمعاء. لذا فإن المانيتول يمكن استخدامه لقياس الامتصاص من خلال الخلايا بينما يعمل المانيتول كعلامة تدل على سلامة الفراغات أو الثغرات التي بين الخلايا، والتي تحكمها ما يسمى “بالوصلات المحكمة”. وهكذا فإن اختبار النفاذية المعوية يشمل ابتلاع كميات معينة من هذين النوعين من الجزيئات في صورة محلول. ثم يجري فحص للبول الذي يجمع على مدى الساعات الست التالية للكشف عن مستويات المانيتول واللكتيولوز ويقارن بعينة سابقة على الاختبار.
    ويظهر ارتفاع مستويات اللكتيولوز في عينة البول التي يتم جمعها أن هناك زيادة في النفاذية المعوية (أو التسرب المعوي) بينما تشير المستويات المنخفضة من المانيتول إلى وجود سوء امتصاص للعناصر الغذائية. ويستطيع أخصائي التغذية الإكلينيكية أن يرتب لإجراء هذا الاختبار وأن يقيم نتائجه.
    علاج التسرب المعوي

    يشمل علاج التسرب المعوي ثلاث خطوات:
    1. التخلص من السبب.
    2. تحسين الكائنات المعوية والوظائف المعوية.
    3. إصلاح الأمعاء.

    ولكي يتسنى التخلص من سبب التسرب المعوي يجب أن يتم اكتشافه أولاً. والعوامل التي يجب وضعها في الاعتبار هي: العقاقير (مثل الـ NSAIDs)، أو الكحوليات، أو الكافيين، أو الأطعمة المثيرة للحساسية، أو UFOs، أو فرط نمو الكانديدا، أو الديسبيوزيس. ولا يتوقع حدوث أي تحسن في الصحة المعوية في ظل استمرار تلك العوامل. وفي نفس الوقت، من الضروري أن تزود الأمعاء بمدد كافٍ من العناصر الغذائية اللازمة للصحة والتجديد مثل فيتامين أ، والزنك، والجلوتامين، والأحماض الدهنية الضرورية، ومضادات الأكسدة، وإن-أسيتيل جلوكوزامين، والألياف.
    كما أن وجود البكتريا الصديقة بكميات كافية هو أمر مهم لسلامة الأمعاء وصيانتها. والمكملات من المنشطات للحيوية المحتوية على تشكيلة من البكتريا والتي تشمل الأنواع المختلفة من اللكتوباسيلس والبيفيدس يمكن أن تفيد في هذا الأمر، لاسيما حينما تعطى جنباً إلى جنب مع الـ FOS (أي الفركتو-أوليجوسكريات). ومن المهم ضمان الهضم الجيد: بدءاً من المضغ السليم وإنتاج كميات كافية من الحمض المعدي وحتى إنتاج كميات كافية من الإنزيمات الهاضمة. وكل من تلك المواد يمكن الحصول عليها في صورة مكملات. وفي نفس الوقت يجب أن تتجنب الأليرجينات المشتبه بها (وغالباً ما تكون هي القمح والجلوتين ومنتجات الألبان)، والسكر، والكربوهيدرات المكررة، والدهون المشبعة، واللحوم؛ وأن تحصل على وفرة من الماء والألياف والأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية.


  6. #1276
    الألياف وفوائدها




    ليست كل أنواع الكربوهيدرات يمكن هضمها وتحليلها إلى جلوكوز. فهناك نوع من الكربوهيدرات غير قابل للهضم يسمى الألياف. والألياف هي مكون طبيعي لغذاء أو لنظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات والعدس والفوليات والحبوب الكاملة. فإذا تناولت غذاء كهذا، تكون أقل قابلية للإصابة بسرطان الأمعاء (سرطان القولون) ومرض السكر والمرض الردبي، ولا يرجح أن تعاني الإمساك.
    وعلى عكس المفهوم الشعبي الذي يصور الألياف باعتبارها مجرد طعام خشن أو “محرش”، فإن الألياف يمكنها بالفعل أن تمتص الماء. وعندما يحدث هذا، فإنها تجعل المادة البرازية أكبر حجماً وأقل كثافة وصلابة وأكثر سهولة في مرورها خلال القولون. وهذا يقلل الفترة الزمنية التي تقضيها الفضلات داخل الجسم ويقلل قابلية الإصابة بالعدوى أو بالتغيرات الخلوية الناتجة عن تأثير المسرطنات التي تتكون حينما تتحلل بعض الأطعمة، لاسيما اللحوم. كما أن زيادة حجم المادة البرازية تعني احتمالاً أقل لحدوث الإمساك.
    وهناك أنواع مختلفة كثيرة من الألياف، بعضها من البروتينات وليست الكربوهيدرات. وبعض الألياف، مثل التي توجد في الشوفان، تسمى الألياف القابلة للذوبان، وترتبط بجزيئات السكر لتبطئ امتصاص الكربوهيدرات. لذا فإن هذا النوع يساعد في إبقاء مستويات سكر الدم في حالة توازن. وبعض الألياف تكون أكثر قابلية لامتصاص الماء من الأنواع الأخرى. وفي حين أن ألياف القمح مثلاً تنتفخ بالماء إلى قدر حجمها الأصلي عشر مرات، فإن ألياف الجلوكومانان (المشتقة من نبات الكونجاك الياباني) تنتفخ بالماء إلى قدر حجمها مائة مرة! والأنواع عالية الامتصاص من الألياف يمكنها، عن طريق زيادة حجم الأطعمة وإبطاء انطلاق السكريات، أن تساعد على التحكم في الشهية وأن تلعب دوراً في المحافظة على الوزن.
    ما الكمية المطلوبة من الألياف؟

    يقدر ما يتناوله الفرد في المملكة المتحدة والولايات المتحدة من الألياف يومياً في المتوسط بحوالي 20 جم فقط، وهو أقل من نصف ما يتناوله المواطن الأفريقي الذي يعيش في المناطق الريفية، إذ يستهلك حوالي 55 جم يومياً وقلما يعاني أمراض القناة الهضمية السفلَى التي تشيع في دول الغرب. والكمية المثالية اليومية من الألياف يجب ألا تقل عن 35 جم يومياً.
    والجدول التالي يظهر كمية الطعام التي يجب أن تتناولها لتحصل على 10 جم من الألياف.
    فمثلاً، إذا كان لديك كوب من الشوفان وتفاحة وملعقة كبيرة هرمية من البذور للإفطار، فهذا سوف يعطي 10 جم + 3 جم + 2 جم = 15 جم من الألياف. إن طبقاً كبيراً من السلطة يحتوي على خضر مقرقشة مثل الجزر والكرنب أو قطع (زهيرات) البروكولي قد يعطيك كمية إضافية تعادل 15 جم. ووجبة أساسها الفول أو العدس أو البسلة يمكن أن تعطي 15 جم أخرى.
    كمية الطعام المطلوبة لإعطاء 10 جم من الألياف

    الطعام الكمية (بما يكافئ 10 جم من ألياف الحبوب)
    غذاء النخالة «أول بران» All-Bran 37 جم/0.5 كوب
    لوز 107 جم/0.8 كوب
    تفاح 500 جم/3-4 تفاحات
    مشمش مجفف 42 جم/كوب واحد
    فول مخبوز (مدمس) 137 جم/علبة صغيرة
    بطاطس مخبوزة بالفرن (بالقشر) 400 جم/واحدة كبيرة
    موز 625 جم/3 موزات
    بروكولي 358 جم/رأس كبير
    كرنب 466 جم/رأس متوسط
    جزر 310 جم/3 جزرات
    قنبيط 475 جم/رأس كبير
    سلطة كرنب (مخرط) 400 جم/حصة كبيرة
    كورن فليكس 91 جم/3.5 كوب
    تين مجفف 54 جم/0.3 كوب
    عدس مطهو 270 جم/2 كوب
    بطاطس جديدة مسلوقة 500 جم/7 وحدات
    بسكويت الشوفان 250 جم/10 بسكويتات
    شوفان 75 جم/كوب واحد
    برتقال 415 جم/3 برتقالات
    خوخ 625 جم/6 خوخات
    فول سوداني 125 جم/كوب واحد
    بسلة 83 جم/كوب واحد
    برقوق مجفف (قراصيا) 146 جم/كوب واحد
    مقرقشات من الأرز 222 جم/8 أكواب
    خبز الجاودار 160 جم/ 6 شرائح
    بذور زهرة الشمس 147 جم/كوب واحد
    نخالة (ردة) القمح 23 جم/0.5 كوب
    خبز أبيض 370 جم/15 شريحة
    خبز من الحبوب الكاملة 115 جم/5 شرائح
    وطالما تم تناول الأطعمة الصحيحة، فإنه يمكن بسهولة تحقيق هدف الحصول على 35 جم من الألياف دون الحاجة إلى إضافة المزيد من الألياف. ولقد تحدث البروفيسور جون ديكرسون أستاذ علم التغذية بجامعة سوري مؤكداً على ضرر إضافة نخالة القمح إلى غذاء فقير في العناصر الغذائية. وسبب هذا هو أن نخالة القمح تحتوي على كميات كبيرة من الفيتات التي تقلل امتصاص المعادن الضرورية، ومنها الزنك. وبصفة شاملة، فربما من الأفضل أن تحصل على خليط من الألياف من الشوفان والعدس والفول والبذور والفواكه والخضراوات المطهية بدرجة طفيفة. فالطهي يتلف كثيراً من الألياف التي بالخضراوات (فضلاً عن إتلاف كثير من العناصر الغذائية الأخرى)، لذا يفضل أن تؤكل الخضراوات وهي مقرقشة.
    اختبار زمن الانتقال المعدي-المعوي للطعام

    بالإضافة إلى تحليل ما تأكله، يمكنك أن تحصل على دليل وظيفي يبين ما إذا كنت تحصل على كفايتك من الألياف بإجراء اختبار بسيط جداً لقياس زمن الانتقال المعدي-المعوي لديك (وهو الزمن الذي يستغرقه الطعام حتى ينتقل خلال قناتك الهضمية). ولتبدأ الاختبار، فإما أن تشتري بعض أقراص الفحم وتأخذ منها ما يساوي جراماً واحداً، وإما أن تأكل وحدة من البنجر. ولاحظ الزمن والتاريخ الذي تقوم فيه بعمل هذا. وحينما ترى البراز وقد اكتسب لوناً مسوداً أو داكناً في حالة تناول الفحم، أو اكتسب لوناً محمراً في حالة البنجر، يمكنك حساب زمن الانتقال الخاص بك.
    فإذا كان زمن الانتقال أقل من 12 ساعة، فربما أنك لا تمتص كل العناصر الغذائية من طعامك ويجب أن تتحرى عن احتمال وجود مشكلات في الامتصاص. وإذا كان زمن الانتقال أكثر من 24 ساعة، فهذا يشير إلى أن الفضلات التي في القولون تبقى وقتاً طويلاً جداً، وهو عامل يزيد قابلية إصابتك بالأمراض المتعلقة بالقولون. وهذه علامة تحذيرية حتى تزيد ما تتناوله من الألياف وتمارس بعض التمارين الرياضية التي تقوي عضلات بطنك.
    ولا شك في فائدة الرياضة فهي تجعل التنفس أعمق، بحيث تُجذب عضلة الحجاب الحاجز إلى أسفل (وهي عضلة تشبه القبة وتفصل بين الصدر وتجويف البطن) وهذا الجذب يتيح شهيقاً أكثر عمقاً وبعد ذلك ترتد العضلة إلى أعلى مع عملية الزفير. وهذا الفعل يعمل على تدليك القناة الهضمية وتنشيط الحركات المعوية.
    وجدير بالذكر أن شرب ما يكفي من الماء هو جزء مهم من المعادلة. فإذا لم تشرب كفايتك من الماء، فإن محتويات قناتك الهضمية يمكن أن يقل ما بها من الماء وبالتالي يصير من الصعب أن تتحرك وتنتقل بالمعدل الطبيعي. كما أن الزيوت المستخرجة من البذور المطحونة مثل بذر الكتان تنشط أيضاً الحركات المعوية الصحية.
    وتلخيصاً لما سبق، نقول إنك لكي تجعل محتويات أمعائك تتحرك بشكل طبيعي، فعليك بما يلي:
    • تناول الأطعمة النباتية الكاملة وهي: الحبوب الكاملة والعدس والفوليات والمكسرات والبذور والفواكه والخضراوات الطازجة.
    • تجنب الأطعمة المكررة، والبيضاء، والمصنعة، والمطهية بدرجة زائدة.
    • مارس الرياضة ثلاث مرات على الأقل أسبوعياً.
    • اشرب الماء بوفرة؛ بمقدار 1.5 لتر على الأقل يومياً.

  7. #1277
    الحمض المعدي ومشكلات الحموضة وسوء الهضم وألم وقرحة المعدة



    غم أن الحمض المعدي ليس إنزيماً، إلا أنه واحد من أكثر العوامل أهمية وحسماً في عملية الهضم. وتعتبر كثرة إفراز الحمض المعدي وقلته سببين شائعين للمشكلات الهضمية. والحمض المعدي ليس مطلوباً فقط لكل عمليات هضم البروتين، ولكنه ضروري أيضاً لامتصاص المعادن، وهو خط الدفاع الأول في جسدك ضد حالات العدوى، فهو يطهر طعامك بكفاءة، بل يعقمه. لذا فإن نقص الحمض المعدي (حمض الهيدروكلوريك) يجعلك غير قادر على الهضم جيداً ومعرضاً لحالات العدوى. وهذا يمكن أن يؤدي إلى سوء الهضم، لاسيما عند تناول الوجبات الغنية بالبروتينات، وإلى قابلية الإصابة بحالات الحساسية للأطعمة لأن جزيئات البروتين الكبيرة غير المهضومة تكون أكثر احتمالاً لأن تثير تفاعلات تحسسية في الأمعاء الدقيقة.
    وجدير بالذكر أن نقص الزنك هو من أكثر أسباب نقص الحمض المعدي شيوعاً (وذلك لأن إنتاج حمض الهيدروكلوريك المعدي يعتمد على تناول ما يكفي من الزنك). ويتناقص غالباً إنتاج حمض الهيدروكلوريك مع كبر السن، وذلك مع تناقص الزنك في الجسم. وتفيد التقديرات أن ما يصل إلى نصف عدد السكان الذين تجاوزوا سن الستين يعانون نقص حمض الهيدروكلوريك.
    وتشمل أعراض نقص الحمض المعدي كثرة التجشؤ بعد الأكل، أو رائحة النفس الكريهة، أو سوء الهضم الذي يحدث بصفة خاصة إثر تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، أو آلاماً أعلى البطن، أو تطبلاً، أو انتفاخاً، أو إسهالاً، أو إمساكاً. وهناك مؤشر آخر هو الشعور بالامتلاء بعد الأكل بقليل أو الإحساس بأن الطعام بطيء المرور من المعدة.
    والتوتر أيضاً يثبط إنتاج الحمض المعدي. ذلك لأننا حينما نكون متوترين، فإن الجسم يوجه طاقته نحو الاستجابة المسماة “القتال أو الهرب” أو ما يمكن أن نسميه “الكر والفر” وذلك على حساب إنجاز عملية الهضم. لذا، فمن الخطأ أن يأكل المرء وهو يتحرك أو يجري أو حينما يكون معرضاً للتوتر.
    والحل الغذائي السليم لمشكلة قلة الحمض المعدي هو أن تتناول مكملاً من إنزيم هاضم يحتوي على هيدروكلوريد البيتايين، مع ما لا يقل عن 15 مجم من الزنك في صورة سهلة الامتصاص مثل سترات الزنك.
    فرط الحموضة

    بعض الناس ينتجون الكثير من الحمض المعدي، وفي هذه الحالة فإن إعطاء مكمل من هيدروكلوريد البيتايين يمكن أن يجعل الأمور تسوء بدلاً من أن تتحسن. وفي أغلب الحالات يشير فرط الحموضة إلى أن المعدة تواجه أوقاتاً عصيبة. ومما يذكر أن الطفل الرضيع حينما يأكل شيئاً غير مناسب له فإنه سريعاً ما يتقيأ أو يصاب بالإسهال. والاستمرار في إساءة استعمال المعدة غذائياً (أو إساءة التعامل معها) يزيد حدة تلك الاستجابة الفورية بسبب إصابة جدار المعدة بالالتهاب والتهيج الزائد.
    إن تعاطي الكحوليات والقهوة والشاي والأسبرين يؤدي إلى تهيج جدار القناة الهضمية، وكذلك الإفراط في تناول منتجات القمح. كما أن المشروبات الساخنة جداً والأطعمة الحريفة، خاصة الفلفل الحار، كلها ضارة بالمعدة. ومما يذكر أيضاً أن اللحم والسمك والبيض وغيرها من البروتينات المركزة تنبه إنتاج الحمض المعدي. وهذا يمكن أن يزيد الموقف تدهوراً لأن الحمض المعدي يهيج البطانة المعدية غير السليمة والملتهبة، التي لو كانت سليمة لأنتجت الإفرازات المخاطية الواقية الخاصة بها. والأسلوب الطبي التقليدي يعمل على تثبيط الالتهاب بإعطاء عقار مثل تاجامت (سيميتادين). إلا أن هذا الأسلوب لا يتعامل مع العامل المسبب الذي هو تناول الأطعمة والأشربة الضارة وغير المناسبة.
    قروح المعدة

    إن نتيجة تناول غذاء ضار بالمعدة هي غالباً قروح المعدة. وفي واقع الأمر يوجد نوعان من القروح: القروح الببسينية التي توجد في المعدة، والقروح العفجية التي توجد في العفج أو الاثنا عشري في جزئه التالي للمعدة. ويقول الرأي المبسط للأمور أن القروح تنتج عن زيادة الحمض المعدي، ولكن الواقع يقول إن المعدة قد خلقها الله مزودة بالوسائل الطبيعية التي تحميها من عصاراتها الهاضمة الصحية. والمشكلة تبرز من مكمنها حينما يتم تناول أطعمة ومشروبات ضارة تتلف القناة الهضمية، وهذا يزداد سوءاً وتدهوراً بتأثير الحمض المعدي. ولا شك أن الامتناع عن تناول الأطعمة المهيجة والأطعمة الغنية بالبروتين يؤدي إلى تقليل التدهور الفوري للقروح الموجودة فعلاً ولكن القروح لا زالت تحتاج إلى العلاج.
    وفيتامين أ مهم بصفة خاصة لعلاج القروح، في حين أن الدهون من نوع أوميجا 3 (التي توجد في زيوت الأسماك) تساعد على تهدئة الالتهاب. وفيتامين ج، مع أنه مفيد في التئام القروح، إلا أنه يعتبر حمضاً ضعيفاً (فاسمه العلمي هو حمض الأسكوربيك)، ومن ثم يمكن أن يزيد المشكلة تدهوراً. وفي الواقع، إنك إذا تناولت مكملاً من فيتامين ج وشعرت بعد ذلك سريعاً بحرقة أو ألم بالمعدة، فإن الأمر يستحق أن تطلب من طبيبك أن يتحرى عما إن كانت لديك قرحة في مراحلها المبكرة. وبدلاً من استخدام حمض الأسكوربيك يمكنك أن تتناول مكملاً من أسكوربات الكالسيوم أو المغنسيوم (وهما من الصور القلوية لفيتامين ج). وعلاوة على هذا، فإن معدني الكالسيوم والمغنسيوم لهما تأثير قلوي بصفة خاصة ولهما بعض التأثير المهدئ لمن يعانون زيادة الحموضة.
    قصة الهليكوباكتر

    لقد وجد أن أغلب من يعانون القروح هم مصابون في الوقت نفسه بعدوى نوع من البكتريا يسمى “هليكوباكتر بيلوري” Helicobacter pylori والذي يختلف عن سائر أنواع البكتريا في قدرته الفذة على المعيشة في الوسط مرتفع الحموضة الذي بالمعدة. وسواء أكانت هذه العدوى البكتيرية هي السبب الأصلي وراء المشكلات الهضمية أو كانت نتيجة تابعة لحالة القناة الهضمية الملتهبة والمتفاقمة، فلا شك أنها تجعل الحالة المرضية أشد سوءاً عن طريق تقليل إنتاج المعدة للمخاط الواقي لها مما يؤدي إلى الالتهاب والتقرح. وقد وجد أن الإصابة بعدوى الهليكوباكتر تزيد قابلية إصابة الشخص بقرحة عفجية خمس مرات، في حين أن 95% ممن يعانون القرح العفجية مصابون بتلك العدوى البكتيرية.
    وبناء عليه يوصى كل من هو مصاب بالقرحة أو سوء الهضم المستمر أو الألم المعدي بأن يطلب إجراء اختبار لعدوى الهليكوباكتر. وهذا يتضمن اختباراً بسيطاً للدم يمكن أن يقوم به طبيبك. فإذا كان التشخيص إيجابياً، فإن العلاج التقليدي لهذه الحالة يتضمن مضادات حيوية متخصصة.
    فتق الحجاب الحاجز

    يوجد سبب شائع للألم المعدي وحرقة الفؤاد هو الإصابة بفتق الحجاب الحاجز. فإن المعدة التي توجد أسفل عضلة الحجاب الحاجز (انظر الشكل 4) تكون في الأحوال العادية مغلقة من كلا الطرفين بعضلة دائرية وبهذا يحفظ حمض المعدة في داخلها. ومع ذلك، توجد نسبة تقدر بـ 50% من الناس الذين تجاوزوا الخمسين من العمر لدى الواحد منهم جزء من معدته واقع فوق عضلة الحجاب الحاجز. وهذا يعني أن الحمض المعدي في هذه الحالة يمكن أن يتسرب إلى المريء مما يسبب حرقة الفؤاد والألم المعدي.
    فتق الحجاب الحاجز

    وهذا العيب الجسدي الذي يمكن تصحيحه بسهولة نسبية يرجح أنه يحدث لسببين: الأول هو أن المعدة يمكن أن تصاب بتقلص حينما تلتهب وتتهيج وقد ينتهي الأمر بها إلى “خلعها من موضعها”. والسبب الآخر هو وجود ضعف في عضلة الحجاب الحاجز (التي يمكن جعلها قوية عن طريق التنفس العميق وممارسة التمارين التي تحفز عليه). ورغم ما قيل من أن حالة قصر المريء (وهي حالة وراثية) هي سبب رئيسي، إلا أنه ليس من المرجح أن تفسر هذه الحالة (التي يقل حدوثها جداً) انتشار فتق الحجاب الحاجز بهذا المعدل غير القليل. ومن المحتمل أن المريء حينما يكون في حالة تقلص فإنه يجذب المعدة إلى أعلى، مما يؤدي إلى فتق الحجاب الحاجز. وعلى كل حال، فإنه توجد تقنيات جسدية يمارسها المعالجون بالطبيعة وبعض المعالجين بتقويم العظام والمعالجين بالحركات الجسدية يمكن أن تساعد في تصحيح هذه الحالة. وإذا كان ثمة تقلص عضلي، فإن كبسولات من زيت النعناع الذي يعتبر مرخياً للعضلات الباسطة يمكن أن تفيد في العلاج.
    وتلخيصاً لما سبق، إذا كنت تعاني من مشكلات الحموضة أو سوء الهضم أو الألم المعدي أو القروح المعدية، فاتبع هذه الخطوط الإرشادية:
    • إذا كنت تعاني من أعراض نقص الحمض المعدي، فتناول مكملاً من إنزيم هاضم يحتوي على حمض الهيدروكلوريك علاوة على 15 مجم من الزنك.
    • قلل ما تتناوله من مهيجات المعدة، مثل الأسبرين والقهوة والمشروبات الساخنة جداً والأطعمة الحريفة، وامتنع عن الكحوليات.
    • إذا كنت تعاني من فرط الحموضة، فقلل ما تتناوله من الأطعمة الغنية بالبروتين المركز، مثل اللحم والسمك والبيض، وتناول بدلاً منها المزيد من البروتينات النباتية.
    • إذا كنت تعاني من قرحة بالمعدة، فتناول مكملاً من دهون الأوميجا 3 مع 1 جم من أسكوربات الكالسيوم أو المغنسيوم و 10000 و.د من فيتامين أ. ويجب أيضاً أن يجرى لك اختبار لبكتريا الهليكوباكتر بيلوري.

  8. #1278
    تنظيف الجهاز الهضمي: التطهير الهضمي وإزالة السموم


    لقد صرنا اليوم مدركين أكثر فأكثر لمشكلة التلوث المتزايدة في بيئتنا، ومياهنا، وفي طعامنا وشرابنا، والسموم والميكروبات التي في أجسامنا، والتي تسبب شتى الأمراض لنا. ورغم أن جسم الإنسان يبدو كأنه كائن واهي الكيان ضعيف البنيان، إلا أننا، في واقع أمرنا كبشر، خُلقنا على أساس أن نتحمل الحياة ولو في محيط من السموم والأدران! إن لدينا عدداً من طرق عزل السموم وإزالة سميتها والتخلص منها ما تحار في فهمها الأذهان! وعن طريق الفهم الواضح لكيفية تراكم السموم في أجسادنا يمكننا أن نبطل عملية التسمم من خلال عملية التطهير وإزالة التسمم.
    في عام 1933، كتب دكتور أنتوني باسلر، بعد أن أجرى دراسة دامت 25 عاماً على ما يربو على 5000 حالة، يقول: “يجب أن يدرك كل طبيب أن حالات التسمم الدموي (التوكسيميا) المعوية هي أهم الأسباب الأولية التي تسهم في حدوث كثير من اضطرابات وأمراض الجسم البشري”. وبعد قراءتنا لما كتبه د. باسلر نقول إن التوكسيميا (أو التسمم) المعوي ليست مجرد حالة سادت ثم بادت. بل على العكس، إنها تتزايد باستمرار وبشكل مطّرد!
    وهذه العملية قد تبدأ بأكل طعام من نوعية رديئة، وربما سام، ولا يحتوي على ما يكفي من عناصر غذائية. فيهضم منه القليل وتبقى بقايا تجتذب كائنات دقيقة طفيلية مسببة للأمراض. وتأتي عوامل التوتر وتعاطي العقاقير الضارة لتزيد الأمور تفاقماً؛ مما يتسبب في تعفن محتويات الأمعاء. وهذه العوامل الضارة تهاجم جدر الأمعاء فتضعف، مما يتيح الفرصة للسموم والطعام نصف المهضوم أن تصل إلى الدم. وهذا يثير تفاعلات جهاز المناعة ويسبب إرهاقاً للكبد. ونتيجة لذلك تُغلب أعضاء طرد المواد الضارة على أمرها، ويبدأ المرض من جراء التسمم وانخفاض المناعة. إن إبطال هذه العملية يعني مقاومة كل من هذه المراحل باستخدام وسيلة طبيعية من التطهير والاستشفاء.
    النظام الغذائي المفيد

    إن أول ما نبدأ به هو غذاؤك. فلقد تبين مراراً وتكراراً أن الغذاء (أو النظام الغذائي) الغربي تعوزه الحيوية والطزاجة، وتقل فيه الألياف وتزداد درجة تكريره وتصنيعه. وقد أدى الإنتاج الصناعي للطعام إلى انخفاض مستويات الفيتامينات والمعادن فيه، ووجود كميات كبيرة من المواد الحافظة ومضافات أخرى. ويمكن أن يؤدي استهلاك اللحوم إلى زيادة بكتريا التعفن، ويمكن أن يزيد اللبن (الحليب) تكاثر البكتريا من النوع الكروي السبحي Streptococcus غير المرغوب فيه. ومن ناحية أخرى، فإن الخضراوات تعزز تكاثر البكتريا النافعة من أنواع اللكتوباسيلس Lactobacillus acidophilus والبيفيدس Bifidobacteria. وإننا نجد، في المتوسط، أن النباتيين وآكلي الأطعمة العضوية أفضل صحة بكثير من غيرهم.
    التطهير الهضمي

    إن اتباع النظام الغذائي وحده لا يعتبر الوسيلة الأسرع ولا الأكثر فعالية لاستعادة الصحة الهضمية. فبالإضافة إلى الغذاء الذي يوفر العناصر الغذائية الرئيسية ويزيل المهيجات الهضمية، توجد أعشاب وألياف معينة يمكن أن تساعد على تطهير القناة الهضمية وتهدئة الالتهاب. وتوجد تركيبات من هذه الأعشاب والألياف في صورة عدد من المساحيق والكبسولات “المطهرة للقولون”. وهذه تؤخذ عادة على مدى أسبوعين إلى أربعة أسابيع ويوصى بها كجزء من أي برنامج من أجل استعادة الصحة الهضمية. والعلاجات المفضلة لديّ هي Colo-Fibre و Colo-Clear و Higher Nature، وذلك على أساس البحث الذي أجراه “بريان رايت”، مؤلف كتاب Colon Health Handbook.
    الألياف المطهرة للقولون

    ليست كل الألياف سواء. فبعضها، مثل نخالة القمح، تكون مهيجة للقناة الهضمية وليست مثالية لاستعادة الصحة الهضمية. وتوجد مصادر عشبية خاصة من الألياف، حينما تخلط بالماء، فإنها تعمل مثل المواد المخاطية أو الهلامية (الجيلاتينية)، إذ تضيف حجماً زائداً لمحتويات الأمعاء (مما يساعد على طرد الفضلات) كما أن لها تأثيراً ملطفاً، إذ تساعد على تهدئة الالتهابات في الأمعاء. وفضلاً عن هذا، فإنها تمتص المواد السامة وتساعد على التخلص منها. ويوصي بريان رايت باستخدام التركيبة التالية من الألياف المطهرة للقولون (مع مراعاة تناول كميات كافية من الماء معها):
    • بذر الكتان Linseed هو ملين مضخِّم يستخدم بصفة تقليدية في معالجة المشكلات المعوية. ويحتوي على جلوكوسيدات تمنع التشنجات العضلية في الأمعاء وزيوت من الأوميجا 3 تعمل كعوامل طبيعية مضادة للالتهاب.
    • قشور السليوم (عشبة البراغيث) Psyllium husks هي مواد ملينة، ومرطبة، ومزلقة، وطاردة للمخاط المعوي، ومدرة للبول، وممتصة للسموم.
    • الدردار الزلق Slippery elm هو عشب ينتج مادة هلامية نباتية لها تأثير ملطف وواق موضعي إذ تقي جدر الأمعاء من الأحماض والسموم. وقد استخدم هذا العشب على نطاق واسع في علاج القروح والالتهابات.
    • البكتين Pectin هو هلام (جل) يستخرج من الفاكهة، ويمتص السموم، لاسيما المعادن الثقيلة والألمنيوم.
    • الشمر والحلبة Fennel & Fenugreek يوصى بها أيضاً.

    وهذه التركيبة من الألياف يمكن استخدامها إلى ما لا نهاية، أو يمكن استخدامها مع الأعشاب المطهرة للقولون. والجرعة التي يوصى بها هي كبسولتان من مستحضر Colo-Fibre، ثلاث مرات يومياً، تؤخذ قبل الوجبات، مع كوب كبير من الماء (وهو أمر ضروري يجب مراعاته). وهذا ينتج عنه ما يساوي 4 جم من هذه الألياف.
    الأعشاب المطهرة للقولون

    لقد استخدم عدد من الأعشاب على مر الأجيال للمساعدة على استعادة الصحة الهضمية. وقد بدأ الطب الحديث يتعرف على المكونات الفعالة في هذه العلاجات العتيقة وتأثيراتها. ويوصي بريان رايت باستخدام الأعشاب التالية المطهرة للقولون:
    • الصمغ العربي Acacia gum هو صمغ نباتي واق ومضاد للالتهاب.
    • البرسيم الحجازي (الفصفصة) Alfalfa يستخدم كمطهر معوي تقليدي فضلاً عن كونه مرتفع القيمة الغذائية لاسيما من الفيتامينات والمعادن.
    • الشوك المبارك Blessed thistle عشب يساعد على إعادة بناء الجدار المخاطي للقناة الهضمية، ويستخدم بصفة تقليدية في إزالة السمية وفي علاج متلازمة الأمعاء المتهيجة.
    • الفلفل الأحمر (الكايين) Cayenne له تأثير مضاد للالتهاب.
    • كبش القرنفل (مسمار القرنفل) Cloves عشب عطري له تأثيرات مطهرة، ومخدرة موضعياً، ومضادة للتقلص، ومضادة للالتهاب، ويقلل الغازات المعوية.
    • الكعيب (شوك اللبن) عشب مضاد للتسمم، ومضاد قوي للأكسدة، ويثبط الالتهاب.
    • النفل البنفسجي Red clover يحتوي على جليكوسيدات مضادة للالتهاب ومضادة للتقلص وفلافونويدات مضادة للأكسدة ومن ثم تساعد على إزالة السموم من الجسم.

    وهذه التركيبة العشبية تؤخذ على مدى أسبوعين أو شهر جنباً إلى جنب مع الألياف المطهرة للقولون والنظام الغذائي المفيد للهضم. ويمكن أن تسرع بشكل ملحوظ استعادتك لعافيتك الهضمية. وتحتاج إلى حوالي جرامين من تركيبة من هذه الأعشاب وهو ما يعادل تناول كبسولة من مستحضر Colo-Clear ثلاث مرات يومياً.
    العلاج القولوني

    ثمة طريقة أخرى لتسريع التطهير الهضمي وهي العلاج القولوني أو الوسائل العلاجية القولونية. وبشكل أساسي فإنها عبارة عن حقنة شرجية شاملة التأثير. إذ يتم تمرير ماء دافئ (يحتوي أحياناً على أعشاب) برفق شديد وحرص بالغ على يد ممارس مؤهل، من الشرج وإلى أعلى، داخل القولون. وهذا الماء يلين المادة البرازية المحتجزة بالداخل مما يسهل طردها بعد ذلك. إن تطبيق فترة علاجية من العلاجات القولونية على مدى شهر يمكن أن يساعد على تسريع إزالة السمية من الجسم. وحيث إن معظم محتويات القولون يتم تفريغها أثناء ذلك الوقت، بما فيها من بكتريا نافعة، فمن المهم أن تعيد تطعيم القناة الهضمية بالبكتريا “الصديقة” عند نهاية الفترة العلاجية عن طريق أخذ مكملات البكتريا المنشطة للحيوية التي ذكرناها آنفاً (من أنواع اللكتوباسيلس والبيفيدس وغيرها).
    ومن المميزات العظيمة للعلاج القولوني الذي يعطى من قبل ممارس مؤهل أنه يمكن أن يساعد على استعادة الحركة التمعجية السليمة. فنتيجة للإمساك طويل الأمد، غالباً ما يحدث تثبيط للفعل أو النشاط التمعجي السليم للعضلات الباسطة المحيطة بالقناة الهضمية. ومن المهم أيضاً مراعاة بعض العوامل وتطبيقها وهي ممارسة الرياضة، وشرب ما يكفي من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، والتنفس البطني (أي عن طريق البطن)، وكل ذلك من أجل الحفاظ على صحة القولون وسلامته.
    النظام الغذائي المفيد للهضم

    على مدى القرون الماضية أطنب خبراء الصحة في إطراء قيمة تنظيف الجسم وتطهيره بالصيام، فصوموا تصحوا. فكما تحتاج إلى إجازة من عملك، فإن جسمك يحتاج إلى إجازة من أكل الأطعمة المعتادة. ويعد الصيام من الوسائل التقليدية المهمة لتنقية الجسم. إن الحقيقة القائلة بأن كثيراً من الناس يصرحون بشعورهم بالحيوية المتدفقة إثر صيامهم هي شهادة تؤكد الحقيقة القائلة بأن الحصول على الطاقة يكون بدرجة كبيرة نتيجة لتحسين قدرة الجسم على إزالة السمية كما هو نتيجة لأكل الأطعمة السليمة المناسبة.
    ومع ذلك، فليس كل الناس يشعرون بتحسن بعد الصيام ولا يشترط أن يحد ث التحسن عقب الصيام مباشرة. ومن الأمور التي تحدث كثيراً ما يسمى “الأزمة العلاجية”، حين يشعر شخص ما بأنه صار أسوأ على مدى أيام قليلة ثم يشعر بتحسن. إن ما نعلمه عن عمليات إزالة السمية يوحي بأن بعض الصائمين قد يشعرون بأزمة صحية (وهذا أدق من أن نسميه أزمة علاجية). فما أن يبدأ الجسم في إطلاق المواد السامة والتخلص منها، ولم يكن الكبد على درجة من الكفاءة العالية التي تمكنه من مواجهة هذا الموقف، فقد تنتج أعراض التسمم من جراء ذلك. ومن ثم، فإن نظم إزالة السمية الحديثة تميل إلى تطبيق وسائل الصيام المعدلة، إذ يتبع الشخص نظاماً غذائياً منخفض السمية، بالإضافة على وفرة من العناصر الغذائية الرئيسية المطلوبة لتسريع قدرة الجسم على إزالة السمية.
    إن اتباع هذا النظام مرة كل سنة، لمدة أسبوعين (ويفضل أن تكون شهراً كاملاً)، يمكن أن يحقق تحسناً كبيراً في مستويات طاقتك. أما الوسيلة الأكثر تركيزاً فتتضمن استشارتك أخصائياً في التغذية الإكلينيكية وأن يجرى لك اختبار صورة إزالة السمية الشاملة. وعلى أساس هذا الأمر، سيقوم بوضع نظام غذائي خاص وبرنامج من المكملات مصمم خصيصاً لاستعادة القدرة المثالية على إزالة السمية. ولقد رأيت الكثيرين ممن كانوا يعانون حالات طويلة الأمد من متلازمة الإعياء المزمن وقد شفوا تماماً ي غضون أسابيع من اتباعهم برنامجاً غذائياً صمم خصيصاً لتحسين قدرتهم على إزالة السمية. وإنني لمقتنع بأن الغالبية العظمى من مرضى متلازمة الإعياء المزمن يمكن مساعدتهم بهذه الكيفية.
    إزالة السمية

    من الواضح أن أول خطوة لإزالة السموم من الجسم هي أن تزيل أو تخفف العبء السمي منه. إن بعض الأطعمة تولد السمية بدرجة تكاد تكون كاملة، وبعضها يكون مزيلاً للسمية بدرجة كبيرة. إلا أن معظمها يجمع بين عوامل جيدة وعوامل رديئة.
    أفضل الأطعمة المزيلة للسمية

    الفواكه تكاد الفواكه تكون كلها مفيدة في إزالة السمية بصورة جيدة، ولكن أكثر الفواكه فائدة وتمتعاً بأعلى قدرة على إزالة السمية تشمل: المشمش الطازج، وجميع أنواع الثمار اللبية (مثل التوت والفراولة والعنبية… إلخ)، والكانتالوب، والفواكه الحمضية (كالليمون والبرتقال)، والكيوي، والباباظ (البابايا)، والخوخ، والمانجو، والبطيخ، والعنب الأحمر. ولا تكثر من الموز؛ فتكفي واحدة منه يومياً. ويفضل تجنب الفواكه المجففة أثناء هذين الأسبوعين.
    الخضراوات كلها رائعة، ولكن الأنواع التالية جيدة بصفة خاصة: الخرشوف (الأرضي شوكي)، والفلفل (الأخضر والأحمر والأصفر)، والبنجر، والكرنب المسوق، والبروكولي، والكرنب الأحمر، والجزر، والقنبيط، والخيار، وكرنب السلطة، واليقطين، والسبانخ، والبطاطا الحلوة (الصفراء)، والطماطم، وقرة العين. ويجب تناول البطاطس (البيضاء) والأفوكادو باعتدال.
    ومن الخضراوات الممتازة أيضاً الفوليات والبذور النابتة (مثل الفول النابت) وجرب الفصفصة (البرسيم الحجازي)، والبقول النابتة من أنواع فول مونج والحمص والعدس وفول أدوكي، وكذلك بذور زهرة الشمس النابتة. وهي متاحة للشراء وهي نابتة جاهزة في معظم محال الأغذية الصحية وبعض محال السوبر ماركت ومحال بقالة المنتجات الخضراء.
    وهذه الأطعمة يجب أن تشكل أساس نظامك الغذائي المزيل للسمية على مدى أسبوعين. وغني عن القول أنه يجب أن تختار المنتجات العضوية كلما أمكن حتى لا يضطر جسدك إلى بذل عبء إضافي في إزالة سمية المبيدات التي في الأطعمة الشائعة الأخرى.
    الأطعمة التكميلية المزيلة للسمية

    الأطعمة التالية هي بصفة عامة جيدة لك، ولكنها قد تحتوي على مستويات منخفضة من السموم. وهذه يجب ألا تشكل أكثر من ثلث مقدار نظامك الغذائي على مدى أسبوعين.
    • الحبوب: عليك بالأرز البني والذرة والدخن والكينوا.
    • السمك: السالمون والماكريل والسردين والتونة.
    • اللحم: الدجاج الذي تمت تربيته أصلاً بطريقة عضوية طبيعية، وكذلك الديوك الرومية، والصيد البري كالسمان (مع مراعاة إزالة الجلد قبل أكل هذه الطيور).
    • الزيوت: استخدم زيت الزيتون البكر الراقي للطهي بدلاً من الزبد، واستخدم زيوت البذور المعصورة على البارد لتضاف للأطعمة مثل السلطة وغيرها. وأفضل هذه الزيوت هو زيت بذر الكتان العضوي المعصور على البارد.
    • المكسرات والبذور: تناول من المكسرات والبذور النيئة غير المملحة ملء حفنة كبيرة. جرب طحنها ورش طحينها على سلطة الفاكهة. وهي تشمل اللوز والجوز وجوز البرازيل والبيكان وبذر اليقطين وبذرة زهرة الشمس وبذر السمسم وبذر الكتان.

    الأطعمة التي يجب تجنبها أثناء إزالة السمية

    الأطعمة التالية، وإن كانت في الأحوال العادية لا بأس بها إذا تناولتها باعتدال، إلا أنه من الأفضل تجنبها أثناء اتباعك النظام الغذائي المزيل للسمية لأنها إما صعبة الهضم وإما مهيجة طفيفة للقناة الهضمية وإما يصعب إزالة سميتها.
    • الحبوب الجلوتينية (أي الغنية بالجلوتين) مثل الشعير والشوفان والجاودار والقمح (بما في ذلك نخالة القمح والعلس والكاموت).
    • اللحم ومنتجات الألبان اللبن وجميع منتجات الألبان والبيض واللحم الأحمر العضوي.
    • الأطعمة الضارة

    الأطعمة والمشروبات والمواد التالية يجب تجنبها تماماً في جميع الأوقات:

    • الكحوليات (والسجائر).
    • القهوة والشاي.
    • جميع المشروبات الغازية بما فيها مشروبات الكولا وغيرها من المشروبات السكرية.
    • اللحوم الحمراء (لاسيما الدهنية ولحم الخنزير بصفة خاصة).
    • الأطعمة المكررة (مثل الخبر الأبيض والمكرونة والأرز الأبيض).
    • السكر والأطعمة المحتوية عليه (كالحلوى السكرية).
    • الملح والأطعمة المحتوية عليه (كالمخللات المالحة).
    • الدهون المهدرجة أو المهدرجة جزئياً.
    • المحليات الصناعية (كالسكارين والأسبارتام).
    • مضافات الأطعمة والمواد الحافظة الكيميائية (كقاعدة عامة: إذا وجدت تلك المواد يصعب عليك نطق أسمائها، فتجنبها!).

    وبقدر الإمكان تجنب أيضاً: الشطة الحريفة والأطعمة المقلية واستخدام المبيدات والتعرض للدخان والأبخرة الكيميائية والعقاقير (أغلبها يحتوي على مواد ضارة تحتاج إلى إزالة للسمية).
    المشروبات المزيلة للسمية

    غني عن القول أنه في كل الأوقات يجب تجنب الكحوليات نهائياً. فالكحول سم رئيسي وعام يشمل الجسم كله بالضرر. ويجب أيضاً في أثناء اتباع هذا النظام الغذائي تجنب مصادر الميثيل-زانثين؛ وهي عائلة من الكيميائيات التي تشمل الكافيين والثيوفللين والثيوبرومين كما تحتوي تلك المصادر عادة على مادة التانين. وهذا يعني الامتناع عن القهوة والشاي والشيكولاتة، بل وحتى الشاي بالنعناع. والبدائل مذكورة فيما يلي:
    • عصائر الفاكهة: ويفضل أن تكون طازجة الإعداد، ويراعى دائماً تخفيفها بكمية مماثلة من الماء.
    • أنواع الشاي العشبي: توجد حالياً تشكيلة كبيرة لتختار منها؛ فاختر عينة قليلة من تلك الأنواع ريثما تجد النوع الذي تفضله أكثر.
    • شاي الرويبوش: وهو خالٍ من الكافيين وطعمه شبيه جداً بالشاي العادي.
    • قهوة الطرخشقون: يمكن شربها كبديل عن القهوة أثناء اتباعك للنظام الغذائي المزيل للسمية. وبعد انقضاء مدة الأسبوعين جرب أصناف قهوة Caro و Barleycup و Teechino.

    ومع ذلك فأفضل مشروب هو الماء القراح الصافي مع الإكثار منه. اشرب لترين يومياً من الماء المنقّى أو المقطر أو المرشح أو المعبأ في زجاجات. وقد يبدو لك هذا على أنه كثير جداً. ولكن الماء لا يفرض عبئاً على الجسم بل ويساعد على تخفيف السموم وإخراجها من الجسم.
    المكملات الهضمية

    تلك المكملات الهضمية إذا تم تناولها بصفة منتظمة، فإنها تحقق منفعة كبيرة لصحتك الهضمية. وهذا يرجع إلى أن كل خطوة من العملية الهضمية بدءاً من الهضم وحتى إزالة السمية تعتمد على مجموعة كاملة من العناصر الغذائية التي غالباً ما تكون ناقصة في نظامنا الغذائي الحديث.
    ومن أجل مساعدتك في أن تتلمس طريقك خلال تلك المتاهة من العلاجات الطبيعية الهضمية نقدم لك فيما يلي ملخصاً للمكملات الرئيسية التي يرجح أن تجدها، أو توصف لك إذا استشرت أخصائياً في التغذية الإكلينيكية. وتبعاً لمشكلتك الصحية، فإن هذه المكملات قد تستحق أن تتناولها كجزء من استراتيجيتك أو خطتك من أجل استعادة الصحة الهضمية.
    مكملات الفيتامينات والمعادن

    إن أساس أي برنامج من استخدام المكملات هو المستحضرات عالية التركيز من الفيتامينات والمعادن المتعددة. وهذه تحتوي على مستويات أساسية من فيتامينات أ، ب، ج، د، هـ علاوة على المعادن مثل الكالسيوم، والمغنسيوم، والحديد، والزنك، والمنجنيز، والكروم، والسلينيوم. وهذه العناصر الغذائية تدعم الهضم، مما يجعلها تحافظ على سلامة القناة الهضمية وقدرة الكبد على إزالة السمية. ومستحضرات الفيتامينات المتعددة لا توفر ما يكفي من فيتامين ج، لذا، أنصحك بتناول مكمل إضافي بجرعة يومية مقدارها 1000 مجم من فيتامين ج. ومن المفيد أيضاً تناول عناصر غذائية إضافية من مضادات الأكسدة. وهي تقي من العوامل المؤكسدة التي تسبب التلف للقناة الهضمية، وتعتبر حيوية في إزالة سمية الجسم. وبالإضافة إلى فيتامينات أ، ج، هـ ومعدني الزنك والسلينيوم المضادين للأكسدة فإن هناك مضادات أخرى للأكسدة، جيدة حقاً، وهي توفر مصدراً من الجلوتاثيون أو السيستيين، والفلافونويدات مثل خلاصات الثمار اللبية.
    المنشطات للحيوية

    ليس من المحتم أن تتناول المكملات المنشطة للحيوية (أو المنشطات الحيوية) Probiotics كل يوم، ولكنها أفضل وسيلة لإعادة زرع أو تطعيم القناة الهضمية بالبكتريا النافعة إثر حالة عدوى أو كجزء من خطة لاستعادة الصحة الهضمية. وهناك كثير من السلالات المختلفة من البكتريا المعززة للصحة؛ إلا أن النوعين الرئيسيين منها هما اللكتوباسيلس أسيدوفيلس و البيفيدوبكتريا. فتأكد من وجودهما بكميات معقولة؛ مثل 100 مليون أو أكثر من البكتريا الحية لكل كبسولة أو حصة من الغذاء المكمل. والمكملات الأكثر جودة تحتوي أيضاً على الفركتو-أوليجو سكريات FOS التي تساعد البكتريا على التكاثر بمجرد دخولها الجسم. وهناك سلالات خاصة من البكتريا هي الأكثر فائدة للأطفال؛ وهذه تشمل B. infantis. وسلالات جيدة للكبار والصغار معاً وهي اللكتوباسيلس ساليفاريوس التي تلتصق بجدر الأمعاء؛ وقد ظهر أنها تقلل أعداد الميكروبات الضارة.
    الإنزيمات الهاضمة

    وهذه تشمل تشكيلة واسعة من الإنزيمات من مصادر حيوانية ونباتية. وما تحتاج إليه هو مكمل يحتوي على إنزيمات الليباز (لهضم الدهون)، والبروتياز (لهضم البروتينات)، والأميلاز (لهضم الكربوهيدرات)، والسليولاز (لهضم السليولوز)، والأميلوجلوكوسيداز (لهضم الجلوكوسيدات في بعض الخضراوات)، وربما اللكتاز (لهضم اللكتوز أو سكر اللبن). وأنت في حاجة إلى حوالي 20 مجم من كل من هذه الإنزيمات لتحقيق فائدة ملموسة لهضمك. وكذلك فإن البابين (من الباباظ أو البابايا) يهضم البروتين، ومثله البروميلين (من الأناناس). وهما من المصادر النباتية لإنزيمات البروتياز. فإذا كان ينقصك الحمض المعدي، يمكنك إعطاء مكمل من هيدروكلوريد البيتايين، بجرعة حوالي 300 مجم يومياً مع الوجبات. ولمزيد من المساعدة في هضم الدهون، أضف مكملاً من الليسيثين؛ كحبيبات أو كبسولات.
    مكملات لأغراض هضمية خاصة

    إصلاح الأمعاء وإعادة بنائها
    يوجد عدد من المكملات التي تساعد على إعادة بناء الأمعاء وإصلاحها. والمغذيات الرئيسية هي فيتامين أ والزنك. وهناك صور معينة من الزنك يمكن أن تكون مهيجة للقناة الهضمية إذا أخذت بكميات كبيرة. وأوصي باستخدام الزنك في صورة سترات أو أسكوربات أو الحمض الأميني المقتنص. والجلوتامين مصدر مباشر للطاقة لبطانة الأمعاء وهو عامل شاف عظيم للأمعاء. ويلزمك 5-10 جم يومياً، ويفضل تناوله كآخر شيء بالليل. وهذه المكملات باهظة التكاليف، ولكن يمكنك شراء هذا الحمض الأميني (الجلوتامين) في صورة مسحوق. وحمض البيوتريك، وهو دهن (حمض دهني) غير ضروري تصنعه البكتريا المعوية بصورة طبيعية، يعمل أيضاً كمصدر للطاقة للبطانة المعوية. ويلزمك حوالي 500 مجم أو أكثر يومياً. والدهون (أي الأحماض الدهنية) الضرورية، لاسيما دهون الأوميجا 3، تفيد في تقليل الالتهاب.
    مضاد للتقلص
    توجد كبسولات من زيت النعناع العطري الذي يستخدم كمضاد للتقلص، مما يعني أنه يساعد على تهدئة الانقباضات العضلية في القناة الهضمية.
    الإمساك
    من أجل تفريج فوري للإمساك توجد علاجات عشبية تحتوي على السنامكي أو على الكسكارا. وهي مهيجات لطيفة نسبياً. ويفضل تناولها على المدى القصير فحسب. وهناك طريقة أخف وطأة من تلك المهيجات لحل هذه المشكلة وهي استخدام مكمل من الفركتو-أوليجوسكريات FOS والذي يقلل زمن انتقال الفضلات (أي يسرع حركتها)، وذلك عن طريق المحافظة على مستوى أعلى من الرطوبة في القناة الهضمية. ويلزمك حوالي 5 جم يومياً.
    علاجات مكافحة للعدوى
    هناك علاجات كثيرة مصممة خصيصاً لإعطاء الميكروبات الضارة درساً قاسياً. وهي تتفاوت تبعاً لنوع حالة العدوى، وقد تشمل حمض الكابريليك، وخلاصة بذر الجريب فروت، والأرتميسيا، والختم الذهبي، وخلاصة ورق الزيتون، والثوم، وغير ذلك كثير. استشر أخصائياً في التغذية أو في الأعشاب لتحدد أفضل مستويات من الجرعات لعلاج المشكلة الهضمية الخاصة التي تعانيها.
    مكملات مزيلة للسمية
    بعض المكملات تركز بصفة خاصة على تحسين قدرة الجسم على إزالة السمية. والعناصر الغذائية المطلوبة لدعم المرحلة 1 من إزالة السمية هي فيتامينات ب2، ب3، ب6، ب12، وحمض الفوليك، والجلوتاثيون، والأحماض الأمينية متفرعة السلسلة، والفلافونويدات، والفوسفوليبيدات، بالإضافة إلى مدد جيد من العناصر الغذائية المضادة للأكسدة لنزع أسلحة المؤكسدات البينية الخطرة التي تنشأ أثناء هذه المرحلة. والمرحلة 2 من إزالة السمية يمكن الحفز عليها بالاستعانة بقائمة خاصة من المغذيات؛ وتشمل الأحماض الأمينية من الجلايسين والتورين والجلوتامين والأرجينين. كما أن السيستيين وإن-أسيتيل سيستيين والميثيونين أحماض أمينية سابقة عليها (أي أن الجسم يمكن أن يحولها إلى الأحماض الأمينية الأخرى المذكورة أولاً). وتوجد تركيبات من هذه المغذيات مع أعشاب مزيلة للسمية مثل الكعيب (شوك اللبن) الذي يحتوي على السليمارين.
    وتعمل المستويات أو الكميات المحددة من المغذيات الرئيسية التالية كدليل لما تحتاجه منها للحصول على الصحة الهضمية المثلى. وهذه المستويات “الأساسية” تنطبق على كل فرد بالغ. والمستويات الموصى بها للعلاج الهضمي هي مجرد دليل استرشادي تقريبي. إن ما تحتاجه بالفعل يعتمد على مشكلتك الخاصة.
    العنصر الغذائي المستويات الأساسية ما هو مطلوب للعلاج الهضمي
    الفيتامينات
    فيتامين أ 15000 و.د 20000-35000 و.د
    على شكل رتينول 7500 و.د 7500-15000 و.د
    على شكل بيتا-كاروتين 7500 و.د 12500-20000 و.د
    فيتامين ج 1000 مجم 2000-4000 مجم
    فيتامين د 400 و.د
    فيتامين هـ 150 مجم (200 و.د) 400 مجم (500 و.د)
    ب1 (ثيامين) 25 مجم
    ب2 (ريبوفلافين) 25 مجم
    ب3 (نياسين) 25 مجم 50 مجم
    ب5 (حمض البانتوثنيك) 25 مجم
    ب6 (بيريدوكسين) 25 مجم 50 مجم
    ب12 10 مكجم
    حمض الفوليك 100 مكجم
    بيوتين 50 مكجم
    المعادن
    كالسيوم 350 مجم 500 مجم
    مغنسيوم 200 مجم 500 مجم
    زنك 15 مجم 25 مجم
    حديد 10 مجم
    منجنيز 5 مجم
    كروم 50 مكجم
    سلينيوم 100 مكجم 200 مكجم
    الأحماض الأمينية
    جلوتاثيون مختزل 50 مجم 100 مجم
    أو إن-أسيتيل-سيستيين 500 مجم 1000 مجم
    جلوتامين 5000-10000 مجم
    الدهون
    EPA 360-3000 مجم (1000 مجم)
    GLA 250 مجم
    حمض البيوتريك 500 مجم
    الإنزيمات
    بروتياز 20 مجم
    أميلاز 20 مجم
    ليباز 20 مجم
    أميلوجلوكوسيداز 10 مجم
    هيدروكلوريد البيتايين 300 مجم
    بابين 100 مجم
    بروميلين 100 مجم
    البكتريا النافعة
    لكتوباسيلس أسيدوفيلس 100-500 مليون بكتريا
    بيفيدو بكتريا 100-500 مليون بكتريا
    أخرى
    كو-إنزيم كيو10 30 مجم
    ليسيثين 2400 مجم
    ويمكننا القول، بألفاظ عملية، إن أسهل وسيلة لتحقيق المستويات الأساسية من هذه المغذيات هي أن تتناول:
    • مكملاً جيداً شاملاً متعدد الفيتامينات والمعادن.
    • 1000 مجم من فيتامين ج.
    • مركباً مضاداً للأكسدة يحتوي على جلوتاثيون أو إن-أسيتيل-سيستيين.
    • مع مكملات إضافية مثل الإنزيمات الهاضمة، أو المنشطات الحيوية، أو الجلوتامين، أو التركيبات المزيلة للسمية.

  9. #1279
    أهمية مضغ الطعام


    إن عملية هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية قد تبدو سهلة وهينة، إلا أنها في واقع الأمر عملية بالغة التعقيد ويتم تنظيمها وضبط خطواتها بدقة شديدة. فبمجرد أن تفكر في الطعام، أو تشم رائحته أو تتذوقه، يبدأ الجهاز الهضمي في إعداد العصارات الهاضمة الصحيحة للتعامل مع الطعام. وإذا علمنا أن الجسم ينتج عشرة لترات من العصارات الهاضمة كل يوم، فكيف يعرف مواصفات ما يجب إنتاجه منها؟ ولو أنك أكلت بروتيناً بدلاً من الكربوهيدرات، أو وجبة كبيرة بدلاً من الصغيرة، فإن كمية العصارات الهاضمة اللازمة ونوعها سيختلفان اختلافاً كبيراً. وكيف يعرف الجسم إن كان طعام ما جيداً أم رديئاً بالنسبة لك؟ هذه الأسئلة تتم الإجابة عنها حتى قبل أن تبتلع قطعة من الطعام.
    أولاً، تبدأ عيناك في التعرف على ما هو صالح للأكل وما يجتذبك إليه. والأنف أقوى بكثير من العينين في هذا الصدد. فالشم يتضمن حرفياً تناول دقائق متناهية في الصغر من الطعام؛ هي روائحه التي تتصاعد إلى أنفك. فإذا كان طعام ما فاسداً، فقد لا يبدو فاسداً للعيان، إلا أن رائحته ستكون رائحة طعام فاسد بالتأكيد. ولذلك لا تجد حيواناً يأكل قطعة من الطعام دون أن يشم رائحتها أولاً. وحينما يدخل الطعام فمك يبدأ تحليل طبيعة هذا الطعام، مما يثير إنتاج وإطلاق الإنزيمات الهاضمة المختلفة. وهذه العملية يساندها شم الطعام ومضغه. وأحياناً ما يصاب الناس بسوء الهضم، وذلك لأنهم يزدردون الطعام إلى حلوقهم مباشرة دون أن يمضغوه.
    والمضغ له دور يتجاوز مجرد تحديد نوعية الطعام الذي تم تناوله وتحديد مواصفاته قبل ابتلاعه، فأثناء المضغ تطلق الغدد اللعابية التي بالفم كميات كبيرة من اللعاب الذي يحتوي على الإنزيم الهاضم المسمى التيالين (أو اللعابين). والتيالين يساعد على تحليل فتات أو دقائق الكربوهيدرات إلى دقائق أصغر حجماً (ولهذا، فإنك لو أخذت تمضغ قطعة من الخبز لفترة كافية، فسوف يتم هضمها في فمك بالفعل). وهكذا، كلما زاد مضغك للطعام، تحسنت بالتالي درجة إعدادك للطعام بإجرائك هضماً أولياً له، وقل بالتالي العبء الواقع على جهازك الهضمي لكي يهضم الطعام. ومن الواضح أن المضغ يفتت الطعام مادياً إلى قطع أصغر حجماً، مما يزيد المساحة السطحية لطعامك ويجعل من السهل على العصارات الهاضمة أن تقوم بدورها.
    تفاعلات الجهاز الهضمي

    إن الجهاز الهضمي يفعل أكثر من مجرد هضم الطعام. فلقد بدأ العلماء يكتشفون أن الجهاز الهضمي “يفكر” و”يشعر” وربما يقوم تقريباً مقام “مخ” ثان! فالنماذج العلمية المبكرة للمخ والمعرفة الذهنية كانت تفترض أن ما نسميه التفكير والشعور ينحصر في إرسال وتلقي عوامل مراسلة كيميائية (تسمى النواقل العصبية) وهرمونات. واليوم بدأ العلماء يكتشفون أن هناك قدراً كبيراً من نشاط النواقل العصبية والنشاط الهرموني في القناة الهضمية. وعلاوة على هذا، فإنه توجد خلايا مناعية في الجهاز الهضمي أكثر مما توجد في باقي الجسم. وهذه الأشياء الثلاثة -النواقل العصبية والهرمونات والخلايا المناعية- هي الكيميائيات المختصة بالاتصالات داخل ذلك النظام أو الجهاز الذي يعرف اليوم باسم الجهاز العصبي-الهرموني-المناعي، أو تبسيطاً للأمور نقول إنه شبكة استخبارات الجسم. إن هذه الشبكة عالية التطور هي التي تتيح لنا أن نبقى قادرين على الاستجابة بصورة سليمة إلى بيئتنا المتغيرة على الدوام.
    ومن الناحية العملية يمكننا القول إن هذا يعني أنك لا يمكنك أن تفصل الأفكار والمشاعر والتفاعلات الجسدية أو تفككها. فإن ما تأكله وما تفكر فيه وتشعر به فيما يتعلق بما تأكله، وما تفكر فيه وتشعر به فيما يتعلق بوقت أكلك، كلها عوامل تتوقف عليها النتيجة النهائية. ولهذا السبب، فلكي تحصل على التغذية المثالية، من الحكمة أن تختار أفضل الأطعمة، وأن تعدها بالطريقة التي تفضلها، وأن تأكل الطعام بوعي، وأن تكون في ذهنك أفكار طيبة أثناء تناولك للطعام بالفعل.
    وهذا هو العكس تماماً لأسلوب الأكل الحديث الذي يتم عادة في كافيتريا للوجبات السريعة. وإنني غالباً حينما أسأل عملائي عما أكلوه في اليومين الماضيين، فإنهم يجاهدون حتى يمكنهم تذكره. فوجبة الغداء تكون مجرد شيء تأخذه سريعاً من أحد محال الشطائر وتلتهمه دون وعي، وأنت في خضم أفكارك الضاغطة ومشاعرك المتوترة. والكثير من الطعام اليوم يؤكل في عجالة. وما أعظم الفرق بين هذا وما يحدث في ثقافة دول حوض البحر المتوسط حيث تجد كل شخص يساعد في إعداد الطعام، وفي تجهيز المائدة، بينما يقضي أفراد العائلة والأصدقاء وقتهم في الاستمتاع بالوليمة. فلا عجب أن نجد معدلات النوبات القلبية لديهم أقل!
    لهذا، حينما تتناول طعامك في المرة القادمة عليك مراعاة ما يلي:

    • اختر الأطعمة عالية الجودة، وقم بإعدادها بحيث تبدو بمظهر جيد ويكون طعمها جيداً.
    • شم رائحة طعامك قبل أن تأكله.
    • فكر في مصدره وفي أن جزيئات الطعام سوف تصير بعد هضمها وامتصاصها جزءاً من جسدك.
    • تذكر أن تمضغ كل قضمة بالكامل قبل أن تأخذ القضمة التالية.
    • خصص وقتاً كافياً لتناول وجباتك. وإما أن تأكل وحيداً وإما في صحبة طيبة.

  10. #1280
    المرض الجوفي أو اعتلال الجوف: حساسية للقمح والجلوتين


    يعد القمح أكثر المهيجات المعوية شيوعاً. فالقمح غني ببروتين يسمى الجلوتين gluten يحتوي على مادة “الجليادين” المعروفة بأنها تهيج الأمعاء. ولو تم تناول منتجات القمح بكميات قليلة، فهذه يمكن تحملها. ولكن كثيراً من الناس يستهلكون القمح في صورة بسكويت وتوست وخبز وأغذية نشوية وكعك وفطائر ومكرونة ثلاث مرات على الأقل يومياً.
    وجدير بالذكر أن منتجات القمح، لاسيما المخبوزات قد صارت في عصرنا هذا أكثر غنى بالجلوتين، ومن ثم بالجليادين. وهذا يرجع إلى أن الجلوتين، الذي يعتبر ضاراً بالهضم، يعتبر في الوقت نفسه مفيداً لصناعة المخبوزات. وقد دأب كثير من المخابز وصانعي المخبوزات على إضافة الجلوتين (بالإضافة إلى بعض السكر) إلى دقيق القمح أو إلى عجينته ويعتبرون الجلوتين مادة محسنة للخبز. فحينما تتغذى الخميرة (التي تضاف لعجينة الخبز) على السكر، فإنها تنتج غاز ثاني أكسيد الكربون. وفي وجود بروتين الجلوتين اللزج، يزداد تكون فقاعات الغاز وضوحاً مما يجعل أرغفة الخبز أخف وزناً. وهذا أيضاً يجعل المخبوزات تبدو أكبر حجماً ويزداد الإقبال على شرائها. وهذا النوع من الخبيز يزيد كمية الجلوتين التي يتاح لها أن تتفاعل مع جدار الأمعاء.
    المرض الجوفي (اعتلال الجوف)

    إذا كان الغذاء الغني بالجلوتين ضاراً بكل الناس (إذ إن ذلك البروتين اللزج يمكن أن يسد القناة الهضمية ويهيجها)، فإن بعض الناس يكونون أكثر حساسية لهذا الجلوتين من غيرهم مما يصيبهم بحالة مرضية تسمى المرض الجوفي أو اعتلال الجوف Coeliac disease وفيه يحدث تآكل للخملات المعوية (وهي تلك البروزات الدقيقة التي تشكل السطح الداخلي للأمعاء الدقيقة وتبرز منه). وهذا يؤدي بدوره إلى الأعراض المختلفة ومشكلات سوء الامتصاص، وما يتبع ذلك من نقص في الوزن.
    وغالباً لا يتم تشخيص المرض الجوفي كسبب لتشكيلة متنوعة من المشكلات الصحية وتشمل بطء النمو في الصغار والإعياء في الكبار. وقد أجريت دراسة شملت 5000 من طلبة المدارس الثانوية في وسط إيطاليا ووجدت أن معدل انتشار المرض الجوفي كان مقارباً لنسبة واحد من كل 200 طالب، مع وجود خمس من كل ست حالات لم يتم تشخيصها. والمرض الجوفي يؤدي إلى حالة شديدة من سوء امتصاص العناصر الغذائية، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات شديدة فيما بعد، مثل عدم الإنجاب والاضطرابات النفسية وهشاشة العظام والسرطان. ولا يكون هذا المرض في كل حالاته مصاحباً بأعراضه التقليدية المميزة (والتي تشمل أنيميا نقص الحديد وقصر القامة)، مما يجعل حالات كثيرة من المرضى تترك دون تشخيص.
    المشكلات الهضمية والقمح

    رغم ما ذكرناه، فليس من الضروري أن تكون مصاباً بالمرض الجوفي لكي تفيد من اتباع نظام غذائي خال من القمح. فقد أجريت دراسة في معهد التغذية المثالية بحثت آثار حذف القمح من النظام الغذائي لـ 66 شخصاً كانوا يعانون مشكلات هضمية. وقبلها كانت تعتريهم جميعاً حالة من التوق للمخبوزات؛ ونتيجة لهذا التهموا كميات كبيرة منها، غير مدركين أن القمح ربما كان هو المسبب لمشكلاتهم الهضمية. وأثناء هذه الدراسة توقفوا عن تناول القمح لمدة ستة أسابيع للتقصي عن احتمال وجود حالة من الحساسية للطعام (أو عدم تحمله).
    وقد وجدت نسبة إجمالية تعادل 90% من أولئك الأشخاص تحسناً في جميع الأعراض الهضمية، وشعر 6% بتحسن يتراوح من 75% إلى 100% في جميع أعراضهم. وقد تحسنت ستة أعراض بقوة وبدرجة كبيرة، وهي الإمساك والتطبل والانتفاخ والتوق للأطعمة ونقص الطاقة والتقلبات المزاجية. لذا فمن المنطقي أن نفترض أن أولئك الأشخاص كانوا بالفعل يعانون عدم تحمل للقمح. وأكثر أعراض الحساسية للقمح شيوعاً هي الإمساك والإسهال والانتفاخ البطني أو الألم البطني. ومع ذلك، فكثير من الأعراض الأخرى قد لوحظت فيمن وجدت لديهم حساسية للقمح. وهي تشمل:
    • الغثيان
    • التقلصات البطنية
    • التطبل
    • الإعياء
    • متاعب بالحلق
    • العرق
    • الطفح الجلدي
    • حب الشباب والدمامل
    • الصداع النصفي
    • التبلد والارتباك
    • الاكتئاب
    • القلق وجنون الارتياب

    سوء هضم أم حساسية للجلوتين أم حساسية للقمح؟

    ليس من السهل معرفة سبب حدوث هذه التفاعلات. فحيث إن الجلوتين يصعب هضمه، يفترض أنه ضار بأي شخص. ومن ثم يجب على كل شخص أن يقلل من تناول الأطعمة الغنية بالجلوتين، مما يعني بالضرورة الإقلال من منتجات القمح ولاسيما خبز القمح.
    ومع ذلك يبدو على بعض الناس أنهم يتفاعلون بشكل أكثر حساسية، إما تجاه القمح، وإما تجاه جميع الحبوب المحتوية على الجلوتين. فإذا ظهر أنك تتفاعل ضد القمح ولو بكميات قليلة أو تصاب بأعراض غير هضمية (مثل الشعور بالرغبة في النوم أو بالقلق أو الاكتئاب أو الصداع)، فقد تكون مصاباً بالحساسية (أو التحسس) للقمح أو للجلوتين.
    وإذا كنت حساساً للقمح، فمن المحتمل أيضاً أنك صرت حساساً لكل الحبوب الجلوتينية. وهذا يحدث في أغلب من يتم تشخيص حالاتهم بأنها المرض الجوفي حيث يمكن تحقيق أفضل النتائج بتجنب جميع مصادر الجلوتين. وإذا كنت تعرف أنك حساس للقمح، فقد يفضل أيضاً أن تتجنب حبوب العلس Spelt وهي نوع من القمح وإن كان أكثر بدائية منه. (ورغم أنه يحتوي على جلوتين أقل فلا زال من المحتمل أن يسبب بعض الحساسية). والحبوب التي تحتوي على الجلوتين (حيث يكون القمح هو المصدر الأكثر غنى به) موضحة بأسفل:
    الحبوب المحتوية على الجلوتين الحبوب الخالية من الجلوتين
    القمحالجاودار
    الشوفان
    العلس
    الشعير
    الذرةالأرز
    الكينوا
    الحنطة السوداء
    دقيق الحمص أو العدس
    وغالباً، كجزء من البرنامج العلاجي الهضمي يكون من الحكمة أن تستمر في اتباع نظام غذائي خالٍ من القمح ومقلل للجلوتين لمدى شهر كامل. ولحسن الحظ أن هناك كثيراً من الاختيارات الخالية من القمح والخالية من الجلوتين لتختار منها وتجدها لدى محال الأغذية الصحية ومحال السوبر ماركت في الوقت الحاضر، وهي:
    • أنواع من الخبز: خبز الجاودار، وخبز الذرة، وأقراص (كعكات) الأرز، وأقراص الشوفان.
    • أنواع من المكرونة: اسباجيتي الحنطة السوداء، ونودل السوبا (من الحنطة السوداء)، ونودل الأرز، ومكرونة الكينوا، ومكرونة الذرة، والبولنتا (من الذرة).
    • أغذية نشوية: كورن فليكس، ودقيق الشوفان، ودقيق الأرز، وفليكس الدخن.

    مشكلة الفيتات

    إذا لم تكن لديك حساسية للقمح أو الجلوتين وليست لديك مشكلة هضمية، فلا ضرر من أكل الحبوب. ففي الواقع إنها مصدر جيد للكربوهيدرات المعقدة والألياف وعناصر غذائية أخرى. ومع ذلك، فلو كان جزء كبير من غذائك يعتمد على الحبوب (مثل أنواع الخبز والأغذية النشوية والمكرونة والكعك والبسكويت… إلخ)، فمن المرجح أنك بهذا تأكل الكثير من الفيتات Phytates أو حمض الفيتيك. والغذاء الغني بالفيتات (التي تعتبر من المكونات الشائعة لأغذية نشوية مختلفة) يعوق امتصاص كثير من المعادن (مضادات التغذية) بما فيها الكالسيوم.
    وقد أظهرت دراسة حديثة أن هذا النقص في الامتصاص قد يكون له تأثير كبير على كثافة العظام. فقد تم إلزام 14 مريضاً تم حديثاً تشخيص حالة إصابتهم بالمرض الجوفي بنظام غذائي خالٍ من الجلوتين. مما يعني أنهم حذفوا القمح والجاودار والشوفان والشعير من نظامهم الغذائي. وبعد 12 شهراً من الحد من الجلوتين تبين حدوث ارتفاع شامل في كثافة العظام بنسبة 5% في منطقة الفقرات القطنية وبنسبة 5% في الهيكل العظمي ككل. ومع ذلك، فقد تحقق لدى 11 من الـ 14 شخصاً الذين كانوا أشد التزاماً بالحد من الجلوتين زيادة أكبر في كثافة العظام؛ وكانت بنسبة 8.4% في الفقرات القطنية. وهذه الدراسة تظهر أن الإفراط في تناول الحبوب ليس أمراً جيداً لأي شخص.
    بصفة عامة، لكي تتجنب هذه المشكلات:

    • لا تأكل القمح كل يوم، واختر الحبوب الخالية من الجلوتين أو قليلة الجلوتين بدلاً منه.
    • حينما تأكل الخبز، اختر الأرغفة الأثقل وزناً والأقل في محتواها من الجلوتين.
    • غير أنواع الحبوب التي تأكلها بالتبادل، فتناول الجاودار والشوفان والأرز والشعير والحنطة السوداء والكينوا والذرة.
    • اجعل كمية ما تتناوله من الحبوب لا تزيد عن ربع ما تتناوله من الطعام يومياً.
    • إذا كنت تعاني مشكلة هضمية أو مشكلة معوية التهابية، فتحرَ عما إذا كانت لديك حساسية للقمح أو للجلوتين.

صفحة 128 من 146 الأولىالأولى ... 2878118126127 128129130138 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال