صفحة 127 من 146 الأولىالأولى ... 2777117125126 127128129137 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1,261 إلى 1,270 من 1457
الموضوع:

( علم الاحياء ) بكل مصطلحاتة ومفاهيمة وتراكيبة العلمية ستجدها هنا - الصفحة 127

الزوار من محركات البحث: 64847 المشاهدات : 322119 الردود: 1456
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1261
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,251 المواضيع: 3,594
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44361
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 4 دقيقة
    مقالات المدونة: 19
    مرض الأمعاء الملتهبة

    لى عكس التشخيص الأكثر اتساعاً وغموضاً لمتلازمة الأمعاء المتهيجة، فإن مرض كرون والتهاب القولون والالتهاب الردبي كلها أمراض التهابية يمكن بالفعل تشخيصها بوجود الالتهاب على طول القناة الهضمية. وعلى الرغم من أن النصائح المتعلقة بمتلازمة الأمعاء الملتهبة تنطبق أيضاً على هذه الحالات المذكورة، فإن التركيز عند تصحيح هذه الحالات يجب أن يكون على إزالة أسباب الالتهاب وتقليل الالتهاب نفسه وعلاج القناة الهضمية.
    والردوب Diverticula هي جيوب تتكون في الأمعاء الغليظة ويمكن أن تلتهب، مما يسبب حالة الالتهاب الردبي Diverticulitis. ويحدث أساساً كعاقبة لتناول غذاء سيئ قليل الألياف. وهذا يمكن أن ينطبق أيضاً على الحالات الأخف وطأة من التهاب القولون التي تكون مختلفة تماماً عن مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. وهذان هما النوعان الرئيسيان لما يعرف بمرض الأمعاء الملتهبة أو IBD على سبيل الاختصار. وهما أكثر تعقيداً بكثير، ويشملان ردود فعل غير طبيعية من جهاز المناعة، وربما حالات من الحساسية والنفاذية المعوية وعوامل وراثية. واليوم نجد مرض كرون والتهاب القولون التقرحي يصيبان واحداً من كل ألف شخص، وإذا لم يتحقق العلاج السليم، فقد يستلزم الأمر إجراء جراحة لاستئصال الجزء التالف من القناة الهضمية.
    ويعتمد تشخيص حالة شخص ما باعتبارها مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي على موقع الالتهاب ونوعه بالإضافة إلى الأعراض. فالتهاب القولون التقرحي يسبب التهاب بطانة القولون فقط، والأعراض التقليدية هي نزول دم ومخاط، وحدوث ألم قبل التبرز، وإحساس عام بالتعب، وفي الحالات الأكثر شدة يحدث إسهال. أما مرض كرون فيمكن أن يصيب أي جزء من الأمعاء (وإن كان يصيب الجزء الأخير غالباً من الأمعاء الدقيقة وهو المعي اللفائفي) بصورة أكثر شدة؛ إذ يحدث تغلظ للجدار المعوي، مع بقاء الأجزاء الواقعة فيما بين الأجزاء الملتهبة سليمة في الغالب.
    مرض الأمعاء الملتهبة: معادلة معقدة

    في حين أنه لا يوجد علاج شامل لمرض الأمعاء الملتهبة، فإن الصورة المعقدة لهذا المرض تبرز من عدد من العوامل المسببة التي تؤدي معاً إلى التهاب الأمعاء. وهذه العوامل تشمل:
    – ميلاً وراثياً لحدوث الالتهاب.
    – حالات معينة من الحساسية للأطعمة.
    – الديسبيوزيس، ويشمل اختلال التوازن البكتيري وحالات العدوى.
    – زيادة النفاذية المعوية.
    – مشكلات إزالة السمية.

    وفي دراسة أجريت على الأطفال في منطقة نيوكاسل وجد باحثون من مستوصف فيكتوريا الملكي أن المصابين بمرض كرون لديهم زيادة مقدارها ستة أضعاف في النفاذية المعوية. وفي دراسة أخرى أجريت في مستشفى سانت بارثولوميو في لندن على أطفال مصابين بمرض كرون وبارتفاع في النفاذية المعوية تم إطعام أولئك الأطفال بغذاء مكون من عناصر غذائية خالصة (أي ليس طعاماً عادياً أو طبيعياً) لمدة ستة أسابيع. ونتيجة لذلك كان ثمة تحسن جذري في أعراضهم المرضية وفي درجة نفاذية أمعائهم. وبالفعل فقد وجد كثير من الباحثين أن النظم الغذائية قليلة المواد المسببة للحساسية يمكن أن تحقق تفريجاً ملحوظاً لكل من مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. وقد لوحظ أن أكثر الأطعمة تسبباً في الحساسية هي القمح واللبن والخميرة، وإن كان النظام الغذائي المثالي يتفاوت من شخص لآخر.
    وعلى هذا، فإن أول خطوة في تصحيح المرض هي التعرف على الأطعمة المسببة للحساسية والامتناع عنها. والخطوة التالية هي تصحيح الديسبيوزيس وإعادة تطعيم القناة الهضمية بالبكتريا النافعة السليمة. وهناك بعض الدلائل على أن اختلال التوازن البكتيري يمكن أيضاً أن يؤثر بالضرر على الوظائف المناعية؛ مما يؤدي إلى زيادة الالتهاب في القناة الهضمية، لذا فإن موازنة البكتريا أمر مهم. والحمض الأميني “الجلوتامين” مهم بصفة خاصة في معالجة القناة الهضمية.
    إن العلاج الطبي الرئيسي للمرض هو استخدام العقاقير المضادة للالتهاب لتهدئة الالتهاب، أو أدوية للحد من التفاعلات المناعية للجسم. وهذه العقاقير فعالة ولكنها لا تفعل شيئاً للتعامل مع الأسباب الحقيقية للالتهاب. يقول دكتور جيفري بلاند، أحد الرواد في مجال الوسائل الجديدة في مواجهة الالتهاب: “بدلاً من التفكير بطريقة أن معاناة الألم تعني استخدام العقاقير، فلنفكر في أن الالتهاب هو أسلوب يتبعه الجسم ليقول إن شيئاً ما خطأ. الالتهاب هو مشكلة “جهازية” أي معممة في أجهزة الجسم المختلفة وليست ظاهرة موضعية أي مخصصة لموضع معين بالجسم، وفي إطار هذه المشكلة نجد أن فسيولوجية الجسم قد تحولت إلى حالة من الإنذار”. فكأن هناك سلسلة من الاختلالات الأساسية في كيميائية الجسم تتراكم وتتنامى ثم تنفجر فجأة حينما لا يعود الجسم قادراً على مواجهة مجموعة من الظروف والأحوال. والألم الحقيقي هو انكسار الموجة، رغم أن الموجة كانت آتية منذ وقت طويل.
    ومن هذا المنظور، فإنه توجد عوامل عديدة تمهد الطريق للالتهاب، ثم عوامل تطلق عيار الأعراض المرضية. حقاً إن معظم النار من مستصغر الشرر، وكثيراً جداً ما نجد القشة التي قصمت ظهر البعير هي الملومة في هذه المشاكل. ومن الأقوال الشائعة على ألسنة أولئك المرضى: “لقد بدأ التهاب القولون لدي حينما تفككت أواصر زواجي” أو “منذ أن أصبت بالأنفلونزا بدأت أشعر بألم في بطني”. وهذه المسببات مهمة؛ وقد تشمل: صدمة ما، أو حالة حساسية، أو حالة عدوى، أو أحد السموم، أو التعرض لكثير من المؤكسدات. وحقاً، إن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن اللقاح الثلاثي المستخدم بغرض الوقاية من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية MMR، والذي يسبب كل تلك الحالات من العدوى بشكل فعلي، يزيد أيضاً قابلية الإصابة بمرض كرون. وكنت آمل لو أن شخصاً سليماً هو من يتعرض لتلك التحديات الصحية، ولكن ما حيلتي لو كان من يتعرض لها شخصاً يعاني من مشكلات أضعفت قواه أو قدرته على المقاومة أصلاً، مثل العوامل الوراثية السيئة، أو سوء الحالة الغذائية. والتي قد تجعل ذلك الشخص لا يمتلك “رصيداً كافياً في بنك الصحة”. وفي هذه الحالة قد يصيب أقل توتر ذلك الشخص بحالة التهابية مؤلمة. فيجب الالتفات إلى كل هذه العوامل من أجل استعادة الصحة الضائعة.
    العملية الالتهابية
    العوامل الطبيعية المضادة للالتهاب

    لحسن الحظ أن هناك عدداً من العوامل الطبيعية المضادة للالتهاب. وهذه تشمل:
    – البوسويليا سيراتا: يعرف أيضاً باللبان (البخور) الهندي. وقد ثبت أنه عامل طبيعي قوي جداً كمضاد للالتهاب، فضلاً عن خلوه من الآثار الجانبية التي تتصف بها العقاقير السائدة. فالعقاقير المضادة للالتهاب والمسكنة للآلام مثل الأسبرين والفينيل بيوتازون تهيج القناة الهضمية، مما يسبب أعراضاً سيئة في أكثر من 20% من مستخدميها على المدى الطويل. وهي تعمل عن طريق إعاقة قدرة الجسم على إنتاج الكيميائيات الالتهابية المشتقة من الدهون الغذائية. وتحقق الأحماض البوسويلية التي في هذا العشب آثاراً مضادة للالتهاب يمكن مقارنتها بما تحققه العقاقير ولكن دون الآثار الجانبية الضارة بالأمعاء.
    – الكركمينات: هي مستخلصات من الكركم، وقد وجد أن لها خصائص قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب. والكركمينات Curcumins لها طريقة تأثير أو كيفية فعل مثل حمض البوسويليك، وإذا أضيف إلى استعمالها تطبيق برنامج للتغذية المثالية الجيدة ويشمل تناول أحماض ضرورية مضادة للالتهاب، فهذا قد يحقق فعالية مثل العقاقير على الأقل.
    – زيوت السمك: غنية بدهون الأوميجا 3 لاسيما EPA و DHA، وقد عرفت بتأثيرها في مكافحة الالتهاب. وهذه الدهون الطبيعية المضادة للالتهاب تكون متوفرة بصفة خاصة في الأسماك المفترسة (أي آكلة اللحوم) التي تأكل الأسماك الصغيرة التي تأكل بدورها البلانكتون (وهو الغذاء البحري المكون من كائنات نباتية دقيقة). وكل خطوة إلى أعلى في سلسلة الغذاء تلك تعمل على تركيز هذه الزيوت (وعلى هذا، فإن سباع البحر التي تتغذى على الأسماك آكلة اللحوم تكون لحومها غنية جداً بهذه الزيوت المفيدة).
    – عرق السوس والبابونج: لهما مفعول مشهور كمضادين للالتهاب.
    هذا الأسلوب الطبيعي للتغلب على مرض الأمعاء الملتهبة هو أمر معقد بالفعل، مثل المشكلة نفسها، ويفضل تطبيقه بالتعاون مع أخصائي مؤهل في التغذية الإكلينيكية. وأخصائي التغذية يمكنه أن يجري لك الاختبارات الضرورية، وأن يسدي لك النصيحة فيما يتعلق بالنظام الغذائي والمكملات اللازمة لكل مرحلة تتعلق بالتخلص من سبب الالتهاب، وتهدئة الالتهاب، والمساعدة في إصلاح الأمعاء التالفة. وهذا الأسلوب مبني على فهم حقيقة أن الالتهاب والألم هما طريقة الجسم في طلب النجدة، وأن النظام الغذائي الذي يتبعه الشخص المريض والعوامل المتعلقة بنمط حياته قد تعدت قدرة الجسم على التأقلم. فبدلاً من تثبيط الالتهاب باستخدام العقاقير، فإن الوسائل الطبيعية تهدف إلى التعرف على العوامل المسببة للمرض لتلافيها واستعادة التوازن في الجسم.

  2. #1262
    مكافحة السرطانات الهضمية

    إن سرطانات الجهاز الهضمي غالباً ما تكون من عواقب المعاملة السيئة التي يتعرض لها الجهاز الهضمي على المدى الطويل؛ بسبب التغذية السيئة وحالات العدوى والمهيجات الهضمية. وجدير بالذكر أن سرطانات القناة الهضمية نفسها (أي الفم والمريء والمعدة والقولون والمستقيم) تكون مرتبطة بالغذاء بقوة ووضوح، في حين أن سرطاني الكبد والبنكرياس يكونان أكثر غموضاً في نشوئهما.
    سرطانات الفم والحلق والمريء

    إن موقع هذه السرطانات يوحي بشدة بحدوث ابتلاع أو استنشاق لمواد مسرطنة. وعوامل الخطورة المعروفة هي الكحول والتدخين وقلة تناول الفواكه والخضراوات والإفراط في شرب شاي “الماتي” mate أو شرب السوائل الساخنة جداً… إن الجمع بين معاقرة الخمور والتدخين يزيد بصفة خاصة خطر الإصابة بسرطان المريء. وأكثر العناصر الغذائية قدرة على الوقاية هي مضادات الأكسدة، لاسيما فيتامين ج وفيتامين أ والسلينيوم، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات وخالٍ تماماً من الكحوليات. ولا تشرب المشروبات الساخنة جداً، وغني عن القول أن ننصحك بالامتناع عن التدخين.
    سرطان المعدة

    يصيب سرطان المعدة 12 ألف شخص كل عام في المملكة المتحدة. وهو يرتبط بشدة بالمسرطنات الغذائية، لذا يمكن الوقاية منه عن طريق تجنب الأطعمة عالية الخطورة وأيضاً تناول كميات كافية من العناصر الغذائية التي تنزع أسلحة المسرطنات في الطعام. والعوامل المسهمة في حدوث هذا السرطان هي كثرة الملح والأطعمة المالحة؛ واللحوم المشوية أو المقلية أو المنضجة على الفحم (كالكباب) أو المحترقة؛ وعدم استخدام ثلاجة لتبريد الأطعمة مما يؤدي إلى فسادها ويزيد كمية الميكروبات الضارة وسمومها فيها، وقلة تناول الفواكه والخضراوات الطازجة.
    ويبدأ سرطان المعدة في بطانة المعدة التي تكون محمية من التلف في الأحوال العادية بفضل الإفرازات المخاطية. لذا فمن المرجح جداً أن يكون تهيج المعدة مسبباً رئيسياً للمرض. إن كثرة إفراز الحمض المعدي، ونقص العناصر الغذائية مثل فيتامين أ (الذي يدعم بطانة المعدة)، وزيادة تناول الأطعمة والأشربة المهيجة مثل الكحوليات والقهوة أو الأطعمة المقلية هي بعض العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى التهيج. ومن وظائف الحمض المعدي أن يقوم بتعقيم المعدة بشكل فعال، لذا فإن نقصه يزيد قابلية حدوث العدوى بميكروبات ضارة مثل الهليكوباكتر بيلوري. مرة أخرى نقول إن المغذيات المضادة للأكسدة مثل البيتا-كاروتين وفيتامين ج والسلينيوم تساعد في تقليل الخطر. كما أن تناول الثوم بانتظام هو عامل واقٍ فعال.
    سرطان البنكرياس وسرطان الكبد

    إن من وظائف البنكرياس أن ينتج الإنزيمات التي تهضم الأطعمة. لذا نجد سرطان البنكرياس، وهو نوع من السرطانات الأقل شيوعاً، يعوق عملية الهضم، مما يجعل التغذية المثالية متعذرة. وغالباً ما يتم تشخيصه بعدما يبدأ المريض في معاناة سوء هضم مزمن ونقصان للوزن. والسبب المحدد المباشر لحدوثه غير معروف حتى الآن؛ إلا أن عوامل الخطورة، أي العوامل التي تزيد قابلية حدوثه، تشمل قلة تناول الفواكه والخضراوات، وقلة تناول الألياف، وكثرة أكل اللحوم، والتدخين، وربما الإسراف في شرب القهوة (وإن لم تتفق كل الدراسات في هذا الشأن).
    والكبد هو العضو الرئيسي لإزالة السمية وسرطان الكبد يدل بدرجة عالية على زيادة التعرض للمسرطنات و/أو عدم القدرة على التخلص من سميتها. إن تحسين القدرة على إزالة السمية يمكن أن يقلل قابلية حدوث السرطان. وشرب الكحوليات هو أكبر عامل من عوامل الخطورة المسببة للسرطان، وكذلك تعاطي عقاقير معينة وتشمل تاموكسيفين Tamoxifen (وهو أكثر العقاقير التي توصف لعلاج سرطان الثدي!). وهناك أنواع معينة من الالتهاب الكبدي تزيد قابلية الإصابة بسرطان الكبد.
    تجنب الكحوليات وتجنب التدخين والحد من شرب القهوة، وتناول وفرة من الفواكه والخضراوات والإقلال من اللحوم. وفي حالة سرطان البنكرياس، فإن تناول الإنزيمات الهاضمة والأطعمة المعدة خصيصاً مع أنواع الحساء والعصائر قد يكون ضرورياً للمساعدة في الهضم وفي امتصاص العناصر الغذائية.
    السرطان القولوني المستقيمي

    إن السرطان القولوني-المستقيمي أو السرطان المعوي هو ثاني أشد أنواع السرطان خطورة في المملكة المتحدة؛ وفي كل عام يتم تشخيص حالات أكثر من 30 ألف شخص بهذا السرطان ويموت حوالي 18 ألف شخص بهذا المرض الخطير. وإذا تم اكتشافه في مراحله المبكرة تكون هناك فرصة بنسبة 85% لإمكان شفائه، ولكن لسوء الحظ الكثير من الناس يتم تشخيص حالاتهم في وقت متأخر جداً، أي بعد فوات الأوان. وإذا كانت ثمة نسبة 5-10% ممن يعانون سرطان الأمعاء تكون لديهم قابلية وراثية للإصابة بهذا المرض، فلا شك أنه يرتبط بالنظام الغذائي وبالنمط المعيشي. كما تلعب المسرطنات في الطعام الذي نأكله والذي يتفاقم ضرره بفعل تعفنه (بسبب سوء الهضم والإمساك)، ووجود الميكروبات الضارة في أمعاء غير صحية، دوراً كبيراً. وأعظم العوامل المسببة لهذا السرطان خطراً هي شرب الكحوليات والتدخين، واتباع نظام غذائي غني بالدهون (لاسيما المشبعة) واللحوم (لاسيما المشوية أو المنضجة على الفحم أو المحترقة)، وقليل الألياف، ووجود تاريخ مرضي من الإصابة بالبوليبات (السليلات) المعوية، وقلة ممارسة الرياضة، وقلة أكل الخضراوات، وزيادة تناول السعرات الحرارية، والتعرض المستمر للتوتر.
    ولا شك أن الغذاء الغني بالألياف يقلل الزمن الذي يقطعه الطعام حتى يمر خلال القناة الهضمية ومن ثم يقلل التعرض للمسرطنات. وبتعبير آخر، فإن بإمكاننا أن نقلل قابلية إصابتنا بسرطان القولون والمستقيم (أي سرطان الأمعاء) باختيار غذاء غني بالألياف (مما يساعد محتويات الأمعاء على الانتقال داخلها بسرعة أكبر) وقليل اللحوم (التي تستغرق وقتاً أطول في هضمها). وتساعد الألياف على تقليل الفرصة المتاحة للمركبات المسرطنة. كما تعمل الألياف الذائبة كمصدر وقود يعزز نمو البكتريا الصديقة التي يؤدي نشاطها إلى خفض الرقم الهيدروجيني pH (أي أنها تزيد درجة الحموضة) في القولون. وارتفاع درجة الحموضة يكون مصحوباً بانخفاض في قابلية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
    وقد قامت إحدى الدراسات بفحص الـ pH للفضلات البرازية للنساء النباتيات من منطقة جنوبي آسيا واللاتي في سن ما قبل انقطاع الطمث، مقارنة بأترابهن من النساء البيض النباتيات وبالنساء البيض المتنوعات في التغذية لمعرفة أن ثمة رابطة بين هذا الـ pH وما يتناولنه من ألياف ودهون وكوليسترول. وقد وجد البحث أنه توجد علاقة بالفعل بين اتباع الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف والـ pH في البراز. كما أظهر أيضاً أن هذه الأنظمة الغذائية تقلل تركيز الأحماض الصفراوية في البراز، وهو عامل قد ثبت وجود رابطة بينه وبين انخفاض قابلية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. كما أن النظام الغذائي كثير الدهون، وقليل الألياف، وكثير الكربوهيدرات المكررة يزيد أيضاً نشاط إنزيم البيتا-جلوكورونيداز وهو إنزيم تفرزه البكتريا السامة، ويمكن أن يولد مواد مسرطنة في القولون. ونشاط هذا الإنزيم يمكن قياسه في اختبار للبراز مثل اختبار التحليل الهضمي الشامل للبراز الذي تجريه معامل Great Smokies Diagnostic Laboratories والذي يمكن أن يعده لك أخصائي التغذية الإكلينيكية.
    وعلاوة على ما سبق، فإن التأثير الواقي لخضراوات العائلة الصليبية (مثل الكرنب المسوق والكرنب والقنبيط والبروكولي) ضد سرطانات القناة الهضمية معروف جيداً. وتفترض دراسة مزدوجة التعمية أجريت حديثاً باستخدام الكرنب المسوق أن الآلية الواقية قد تتضمن مركباً طبيعياً يسمى الجلوكوسينولات. وقد تم في بداية هذه الدراسة إطعام عدد من الأشخاص كرنباً مسوقاً محتوياً على الجلوكوسينولات لمدة سبعة أيام ثم كرنباً مسوقاً خالياً من الجلوكوسينولات لنفس المدة. وبعد تناول الجلوسينولات تبين وجود زيادة في إنزيمات إزالة السمية في القولون بنسبة 30% مقارنة بالفترة الخالية من الجلوكوسينولات. ولقد افتُرض أن الجلوكوسينولات في خضراوات العائلة الصليبية تعزز الإنزيمات المزيلة للسمية التي يمكن أن تزيد قدرة الجسم على تحمل عبء التعرض اليومي للسموم والمسرطنات.
    ومن العناصر الغذائية المهمة بصفة خاصة البيتا-كاروتين وفيتامين ج وحمض الفوليك وفيتامين د والكالسيوم والسلينيوم. والنظام الغذائي السليم هو العامل الوقائي الرئيسي. وقد تبين أن تناول الثوم بصفة منتظمة يقلل خطر السرطان، وكذلك تناول الزبادي لأنه يوفر البكتريا المفيدة اللازمة لتحسين صحة الأمعاء. كما أن إعطاء مكملات من العناصر الغذائية المضادة للأكسدة مثل فيتامين ج والبيتا-كاروتين (أو فيتامين أ) وفيتامين هـ تؤدي إلى انكماش البوليبات وإبطال خطورتها. وبالرغم من أنه ليست كل البوليبات تؤدي إلى سرطان القولون والمستقيم، إلا أن أنواعاً معينة منها تدل على بداية عملية التحول السرطاني والتي إذا لم يتم إيقافها وإبطالها، فإنها تؤدي إلى نشوء ناميات سرطانية. وبناء عليه، فإن وجود البوليبات يشير إلى الحاجة لاتخاذ إجراء سريع باتباع نظام غذائي سليم مع برنامج من المكملات لاستعادة الصحة الهضمية.

  3. #1263
    الجهاز الليمفاوي لطرد السموم

    يتكون الجهاز الليمفاوي من: الليمف واللمفاويات والأوعية الليمفاوية والعقد الليمفاوية واللوزة والغدة الزعترية ولطع باير (تجمعات ليمفاوية في جدار الأمعاء الدقيقة) والطحال. وتنتقل السوائل من الشعيرات الدموية إلى الأنسجة ومنها إلى الشعيرات الليمفاوية. ويسمى السائل الذي يدخل لهذه الشعيرات بالليمف، وتعنى كلمة Lympha اللاتينية الماء، وهي تصف السوائل النقية التي ليس لها أي لون. وتبلغ نسبة سائل الليمف ثلاثة أضعاف كمية الدم الموجودة في الجسم.
    تتجمع الشعيرات الليمفاوية لتكون أوعية ليمفاوية أكبر، وعلى عكس ما يحدث مع الدم، والذي ينتقل في جميع أنحاء الجسم عن طريق انقباض عضلة القلب؛ حيث تتدفق أغلب السوائل الليمفاوية في اتجاه مضاد للجاذبية.
    ثلاثة عوامل تحافظ على عمل الجهاز الليمفاوي:

    – انقباض العضلات الهيكلية (مجموعة من الألياف العضلية المخططة تكون متصلة في أحد طرفيها أو كليهما بأحد عظام الجسم)، وذلك عند ممارسة التمرينات الرياضية أو الأنشطة اليومية، وهذا من شأنه زيادة تدفق السائل الليمفاوي بمعدل من 10 إلى 15 مرة
    – انقباض العضلات غير الهيكلية “الملساء”، والتي توجد في جدران الأوعية الليمفاوية
    – حركات الصدر أثناء عملية التنفس
    وبالتالي فإن مجرد زيادة مستوى النشاط ومعدل عملية التنفس يؤديان لتنظيف الجهاز الليمفاوي.
    هناك العديد من العقد الليمفاوية التي توجد على طول الأوعية الليمفاوية، وتعمل هذه العقد كمواقع تجميعية يجب أن يمر السائل الليمفاوي عليها قبل أن يدخل إلى الدم. وفى النهاية تجتمع الأوعية الليمفاوية لتكوِّن الوريد الأيمن أو الأيسر تحت الترقوة. وتدخل الأوعية القادمة من الذراع الأيمن والجزء الأيمن من الرأس والرقبة إلى القناة الليمفاوية اليمنى. أما الأوعية الليمفاوية القادمة من بقية أجزاء الجسم فتدخل للقناة الصدرية، ومنها تدخل الليمفات إلى الدورة الدموية العامة.
    وظائف الجهاز الليمفاوي الأساسية:

    – يحافظ على توازن نسبة السوائل في الجسم، ويترك بعض العناصر التي توجد في الدم، كالعناصر الغذائية والغازات وبعض البروتينات والأيونات الشعيرات الدموية وتصبح جزءًا من الليمف، كما تدخل العناصر التي توجد بداخل الخلايا، كالفضلات والهرمونات والإنزيمات للسائل الليمفاوي.
    – يمتـص الـدهــون مــن الجهــاز الهضمي عن طريق أوعية تسمى الشعيرات اللبنية الليمفاوية التي توجد في بطانة الأمعاء الدقيقة. ونظرًا لأنها تحتوي على دهون، تبدو الليمفات مثل اللبن.
    – يعمل على جمع النفايات؛ فهي تنقى مجرى الدم من السموم والفضلات. وتحتوي العقد الليمفاوية على كميات كبيرة من كرات الدم البيضاء التي تلتهم البكتيريا. فإذا أصبنا بأي عدوى، تتضخم العقد القريبة من مكان العدوى نظرًا لوجود العديد من كرات الدم البيضاء التي تتزايد بداخلها، وهذا التضخم في العقد الليمفاوية قد يجعلها تتقرح وتصاب بالضعف.
    لنلق نظرة عن كثب إلى بعض الأعضاء الموجودة في الجهاز الليمفاوي:

    النسيج الليمفاوي المرتبط بالمعي

    يوجد هذا النسيج – كما يوضح الاسم – في الأمعاء، ويتكون من اللمفاويات والبلاعم ولطع باير والعقد الليمفاوية. وتقع 70% من جميع الأجسام المضادة التي تنتج خلايا في الجسم في النسيج الليمفاوي المرتبط بالمعي.
    ولعلك لم تكن تعرف أن أهم جزء في الجهاز المناعي يوجد في تجويف المعدة!
    يعمل النسيج الليمفاوي المرتبط بالمعي بجد لمنع الكائنات المجهرية ـــ كالجراثيم والفيروسات والفطريات والخميرة والطفيليات ـــ من التسرب إلى أجسامنا.
    الطحال

    يقع الطحال في الجزء العلوي الأيسر من تجويف المعدة، وهو في حجم قبضة اليد. وللطحال وظيفتان أساسيتان:
    — تنقية الدم عبر قنوات تسمى بالتجاويف. ويتم عصر كرات الدم الحمراء في هذه القنوات وتتمزق الكرات القديمة هناك، ويتم تدميرها.
    — مساعدة الجهاز المناعي من خلال إنتاج كميات كبيرة من كرات الدم البيضاء، والتي تسمى اللمفاويات، والتي تساعد على مكافحة الأمراض والعدوى.
    يتم حماية الطحال عن طريق الضلوع، ولكن نظرًا لأنه عضو رقيق فهو سهل الإصابة نتيجة حوادث السيارات أو الرياضات البدنية العنيفة. وفى بعض الأحيان تقتضي الحاجة استئصال الطحال، وفى هذه الحالة يقوم الكبد والأنسجة الليمفاوية بوظائفه.

  4. #1264
    الأمعاء: كيف تعمل على طرد السموم


    يهتم الطب الغذائي بشدة بالجهاز الهضمي، وهذا أمر مفهوم لأنه المكان الذي نحصل منه على فائدة الأطعمة التي نتناولها، كما أنه المكان الذي نتخلص فيه من السموم التي قد تضر أجسامنا إذا بقيت داخله. وتتأثر صحة الكبد والجهاز الليمفاوي والجهاز المناعي إلى حد كبير بحالة الأمعاء.

    يبدأ الجهاز الهضمي من الفم، حيث يتم مضغ الطعام ويمتزج باللعاب ويتم بلعه؛ لهذا لا يمثل بلع الطعام بسرعة دون مضغه بشكل جيد بداية جيدة للقيام بعملية هضم بشكل صحي وسليم. ويفرز الجسم من لتر إلى 1.5 لتر من اللعاب يوميًّا. ويحتوي اللعاب على بعض الإنزيمات التي تبدأ في هضم المواد الكربوهيدراتية واليزوزيم‎ (مواد مضادة للجراثيم) وبعض الأجسام المضادة للبكتيريا “IgA”.
    تعمل المعدة في الأساس على مخمضة وتخزين الطعام. ويغطَّى سطحها بطبقة سميكة من المخاط لحمايتها من أي تآكل قد يحدثه حمض الهيدروكلوريك وإنزيمات الهضم. أما الخلايا الجدارية للمعدة فتفرز عاملًا داخليًّا يتحد مع فيتامين B12 ويعزز امتصاصه في الأمعاء الدقيقة. ويعمل حمض الهيدروكلوريك، والذي تفرزه المعدة، على خفض درجة الحموضة (الأس الهيدروجينى) بين 1 إلى 3، وهذه النسبة المنخفضة تساعد على قتل الكثير من الجراثيم والبكتيريا التي لا مفر من وجودها في الطعام الذي نتناوله وفى أصابعنا، كما أنها تنشط الإنزيمات التي تعمل على هضم البروتين في المعدة. وأغلب ما يتم هضمه في المعدة المواد البروتينة، وعادة ما يبقى الطعام هناك ما بين ثلاث وأربع ساعات. ويؤدى تقلص عضلات المعدة إلى الشعور بألم الجوع، ويحدث ذلك نتيجة لعدم وجود طعام في المعدة أو لانخفاض نسبة السكر في الدم. لذلك فإنه من المهم الحفاظ على نسبة السكر في الدم بشكل جيد لتجنب الإحساس بالجوع الشديد.
    تعد الأمعاء الدقيقة المكان الذي تنتهي فيه عملية الهضم وتحدث فيه عملية أغلب عملية الامتصاص. وتتكون الأمعاء الدقيقة من ثلاثة أجزاء: الاثنا عشر، والمعي الصائم، والمعي اللفائفى. وتدخل العصارة التي تفرزها المرارة والعصارة الهاضمة من قبل البنكرياس إلى الاثنا عشر عن طريق أمبولة “فاتر”. وتتحكــــم مجموعة من العضلات الدائرية، تعرف بعضلات المَصرَّة، في فتح وغلق الأمبولة، كما تفرز بطانة الأمعاء بعض الإنزيمات التي تساعد على الهضم. ويعد هذا الأمر ضروريًّا لأنه إذا أصيب بالتهاب أو تقرحات فإنه لا يتم إفراز هذه الإنزيمات، وبالتالي لا يتم هضم الطعام بشكل جيد.
    لرفع قدرة الأمعاء الدقيقة على الامتصاص، تحتوي بطانتها على عدد من الثنيات التي تعرف بالزغابات المعوية (نتوءات مجهرية في بطانة الأمعاء مخملية الشكل تشبه أصابع اليد، ويتم من خلالها امتصاص العناصر الغذائية). وتحتوي كل واحدة من هذه الزغابات على شعيرات دموية وشعيرات ليمفاوية تسمى الشعيرات اللبنية الليمفاوية توجد بجدار الأمعاء. ويتم امتصاص الدهون المهضومة من قبل هذه الشعيرات ونقلها عبر الشعيرات الليمفاوية في الوقت الذي تدخل فيه بقية العناصر الغذائية الممتصة إلى الشعيرات الدموية وتذهب منها إلى الكبد. ويقوم الجهاز الكبدي البابي (مجموعة من الأوعية الدموية) بنقل الدم من الأمعاء إلى الكبد. لذلك تعد الكبد المحطة الأولى التي يتوقف الدم القادم من الأمعاء فيها، ومن ثم فإن تسمم الأمعاء يؤدى لتسمم الكبد بسرعة. وتعرف عملية إعادة امتصاص الأملاح الصفراوية والدهون والسموم من جدار الأمعاء إلى الكبد بالدوران المعوي الكبدي.
    تتكون الأمعاء الغليظة من القولون والمستقيم. ويبدأ القولون بالمصران الأعور، وهو كيس تتصل به الزائدة الدودية‎. وهناك جزء صاعد ومستعرض وهابط، وهنا يتصل بالقولون السيني، والذي يرتبط بالمستقيم. ويستغرق الطعام من 18 إلى 24 ساعة لاجتياز القولون بكامله.
    وتعد الوظائف الأساسية للأمعاء الغليظة هي:

    – تكوين وإخراج البراز
    – امتصاص الماء والأملاح المعدنية
    – تعمل البكتيريا المفيدة التي توجد في القولون على إفراز فيتامين B1 وB2 وB12 و K. وتعمل أيضًا على منع نمو البكتيريا الضارة.

    تفرز خلايا القولون مادة مخاطية لحماية جداره وجعله زلقًا. ويتسبب التهاب جدار الأمعاء في إفراز كميات كبيرة من المخاط فضلاً عن الماء والسوائل التي تتحلل بالكهرباء، وفى هذه الحالة تتم رؤية المخاط في البراز وقد يؤدى ذلك إلى الإسهال.
    على الصعيد الآخر، إذا بقي البراز في القولون لمدة أطول من اللازم يحدث الإمساك، ويعاد امتصاص كمية كبيرة من السموم إلى مجرى الدم مرة أخرى. وتسمى هذه العملية التسمم الذاتي.

  5. #1265
    التأكد من قيام الجهاز الهضمي بوظائفه للتخلص من السموم

    أنت تختار كل يوم الأطعمة التي تتناولها. تذكر أن الوقاية خير من العلاج، وبإمكانك تقليل السموم التي تثقل كاهلك بأن تختار تناول أطعمة صحية. حاول أن تتناول الأطعمة الطبيعية قدر استطاعتك بدلاً من تناول الأطعمة التي مرت بالعديد من العمليات الصناعية قبل أن تصل إليك في شكلها النهائي. ومن الأفضل أن تتناول الأطعمة العضوية، ولكن هذا الأمر ليس أساسيًّا للتمتع بصحة جيدة. استغل ما هو متاح أمامك للوصول لأفضل النتائج، كما أن الطريقة التي نهضم بها الطعام تحدد بدرجة كبيرة كمية السموم الداخلية التي يفرزها الجهاز الهضمي في الجسم، والتي يمتصها الجسم بعد ذلك.
    خطوات تساعدك على هضم الطعام بأفضل شكل:

    • تأنَّ في تناول طعامك وامضغه جيدًا. لا تبلع الطعام دون مضغه جيدًا؛ فعند عدم مضغ الطعام بشكل جيد، سوف تتغذى عليه البكتيريا والخمائر والفطريات التي توجد في الجهاز الهضمي عليه، مما يؤدى لتخمره، الأمر الذي يؤدى للانتفاخ وامتلاء المعدة بالغازات.
    • حاول ألا تتناول الطعام إلا وأنت هادئ ومسترخ؛ فهناك الكثير من الألياف العصبية التي تحيط بالمعدة، والتي تتعدى تلك التي تحيط بالمخ، وبالتالي يتأثر هضم الطعام بحالتك النفسية بشكل كبير، كما أن الضغوط تعطل إفراز هرمونات الهضم. إذا كنت تعاني يومًا أو أسبوعًا أو شهرًا (أو حياة) مليئة بالضغوط والتوترات، خذ نفسًا عميقًا قبل أن تبدأ في تناول وجبتك وحاول أن تريح ذهنك من التفكير لبعض الوقت؛ فهذا لن يساعدك على هضم الطعام بشكل جيد فحسب، ولكنه يحميك من زيادة الوزن. أما إذا تناولت الطعام وأنت تقوم بأمرين في وقت واحد، فقد تفرط في تناول الطعام وترغب في تناول وجبة خفيفة في وقت لاحق أيضًا.
    • أَكثرِ من تناول الأطعمة النيئة؛ فالخضراوات والفاكهة الطازجة غنية بإنزيمات مفيدة تساعدك على هضم الطعام الذي تتناوله، وهذه الإنزيمات لا تتحمل الحرارة. فإذا كان أغلب الطعام الذي تتناوله مطهوًّا، يجب أن يعمل جسمك بجد أكبر لإفراز هذه الإنزيمات.
    • لا تسرف في تناول الطعام، ولا تنتظر حتى تشعر بالشبع الكامل؛ فنحن نعيش في الحضر وبإمكانك دومًا إيجاد مزيد من الطعام إذا شعرت بالجوع، وهذا الأمر يسهل عليك إذا تناولت طعامك ببطء وأنت لا تفكر سوى في الطعام الذي تتناوله.
    • تجنب تناول كميات كبيرة من الماء أثناء تناول الطعام لأنها تخفف العصارة الهاضمة. أكثر من شرب الماء بين الوجبات.
    • تناول الأطعمة المرة وضعها في نظامك الغذائي؛ فعند تناول أطعمة مرة، تبعث النهايات العصبية إشارات للجهاز الهضمي وتحفزه على إفراز إنزيمات الهضم. ومن أمثلة الأطعمة المرة الراديكيو (من العائلة الصليبيبة) والخس والهندباء ونباتات العائلة القرعية.
    ترشيح الأمعاء

    حالة من الحالات الشائعة التي قد تكون سببًا جذريًّا لكافة مشكلاتك الصحية.
    ما المقصود بترشيح الأمعاء؟

    صممت بطانة الأمعاء الدقيقة بحيث تسمح بامتصاص العناصر الغذائية المهضومة وسريانها في مجرى الدم. وتعيش أنواع عديدة من البكتيريا والخميرة المفيدة هناك وتساعدنا على هضم وامتصاص العناصر الغذائية. وتحدث حالة ترشيح الأمعاء عند تهيج البطانة المخاطية للأمعاء والتهابها، الأمر الذي يجعلها تحتوي على مسام أكثر من اللازم، وهذا يجعل جزيئات الطعام غير المهضومة والبكتيريا والفطريات والمعادن والمواد السامة تدخل في مجرى الدم، فتغمر هذه السموم الكبد ثم تندفع منها إلى مجرى الدم، كما أن ذلك يؤدى لنمو الكانديدا في الأغشية المخاطية الموجودة في بطانة المعدة كشجرة كبيرة تسبب جذورها شقوقًا في السطح المحيط بها. وقد تؤدى جذور الكانديدا لتدهور حالة ترشيح الأمعاء. وإذا تمكنت الكانديدا من الدخول في مجرى الدم يصبح في إمكانها الانتقال لمختلف أجزاء الجسم وزيادة الأمراض الفطرية ومنها السعفة وداء المبيضات وحكة جوك (نوع من السعفة). وتغمر كل هذه السموم الجهاز المناعي ويكون رد فعله إفراز الأجسام المضادة ومواد كيماوية تحدث التهابات. وترتبط ترشيح الأمعاء بالعديد من أمراض المناعة الذاتية.
    ما أسباب ترشيح الأمعاء؟

    قد تكون الأسباب التالية من أسبابها:
    • الإسراف في تناول الأدوية كالمضادات الحيوية والعقارات الستيرويدية وغير الستيرويدية المضادة للالتهابات كالأسبيرين والإبوبروفين والنابروكسين.
    • سوء النظام الغذائي والإسراف في تناول السكريات والمواد الكربوهيدراتية المصنعة والأطعمة المعالجة (كالمشروبات الغازية والخبز الأبيض والحلوى).
    • الضغوط والتوترات.
    • الحساسية تجاه بعض الأطعمة، سواء كرد فعل غير طبيعي للجهاز المناعي أو نتيجة لنقص بعض الإنزيمات اللازمة لهضم بعض الأطعمة.
    • معاقرة الكحوليات.
    • التسمم الغذائي والأمراض المعدية والمعوية.
    • تكاثر الكانديدا.
    • ضعف العناصر الغذائية.
    ما أعراض ترشيح الأمعاء؟
    • القولون العصبي أو عسر الهضم
    • الانتفاخ أو امتلاء المعدة بالغازات
    • الإصابة بالكانديدا وغيرها من الأمراض الفطرية كالسعفة وداء المبيضات وحكة جوك
    • الحساسية تجاه الأطعمة والمواد الموجودة في الهواء أو المواد الكيماوية
    • التعب المزمن وضعف الجهاز المناعي
    • نقص الأملاح المعدنية والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون والأحماض الدهنية الأساسية
    • آلام المفاصل
    • تشوش الذهن أو اضطراب التفكير
    • أمراض المناعة الذاتية كالتهاب المفاصل الرثيانى والذئبة وأمراض الغدة الدرقية
    كيفية التغلب على ترشيح الأمعاء

    • التخلص من الكانديدا وغيرها من الفطريات والبكتيريا والخميرة المضرة. وهناك أعشاب فعالة تعمل كمضادات طبيعية للطفيليات، منها البرباريس والشيح والزعتر.
    • لا تعمل على تغذية الكائنات التي تحاول قتلها؛ فالسكر يغذى الخمائر التي توجد في الأمعاء، وبالتالي يجب أن يخلو نظامك الغذائي من السكر والأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض. قد يكون من المفيد الحد من تناول القمح بأنواعه أيضًا لأنه يتم هضمه وتحويله لسكر في الأمعاء.
    • اتبع النظم الغذائية التي لا تؤدى لنتائج عكسية، ويعنى ذلك تجنب الأطعمة التي تؤدى لتدهور أو تفاقم ترشيح الأمعاء. وتشمل هذه الأطعمة منتجات الألبان والجلوتين ومثيلاتها.
    • اعمل على تقوية جهازك المناعي. ومن المهم قتل الكانديدا والطفيليات التي توجد في أمعائك. ولكن إذا كان جهازك المناعي ضعيفًا فقد يسمح لها بالتكاثر مرة أخرى.
    • تجنب معاقرة الكحوليات وحُدَّ من تناولك للمضادات الحيوية والعقارات غير الستيرويدية المضادة للالتهابات.
    • تناول الفلفل الحار والثوم النيئ والبصل؛ نظرًا لخواصها المضادة للبكتيريا.
    • قد تحتاج إلى تناول مكملات تحتوي على إنزيمات هضم ليتم هضم الطعام بشكل جيد وتشعر براحة أكبر بعد تناول الوجبات. والمكملات التي تحتاج إليها هي تلك التي تحتوي على إنزيمات الأميلاز والبروتياز والليباز والسيلولاز.
    • تناول مكملات البروبيوتيك، والتي تحتوي على البكتيريا المفيدة كالملبنة الحمضة‎ والشقاء المشقوقة؛ فالبكتيريا المفيدة قادرة على التهام الكائنات الضارة.
    • تعد البريبيوتيك أليافًا نباتية طبيعية تعمل على تعزيز نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء؛ فهي تفيد البكتيريا المفيدة. ومن أمثلة البريبيوتيكات FOS، والتي يتم الحصول عليها من المكملات الغذائية، ولكنها توجد في بعض الخضراوات كخرشوف القدس.
    فوائد بعض الأعشاب المضادة للطفيليات

    البرباريس Berberis

    البرباريس أو الزرشك شجيرة شائكة من الفصيلة الأزاردخية، تستخدم في علاج الإسهال في الصين والهند منذ القدم. وتكمن فائدة هذه الشجيرة في جذعها وجذورها. والمادة الفعالة فيها مادة قلوية صفراء مرة الطعم تسمى بِربارين، وتعمل هذه المادة على زيادة العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد، الأمر الذي يعمل على تنظيف الكبد وتحسين عملية الهضم. وللبربارين تأثير مضاد للميكروبات والكثير من الكائنات المجهرية كالبكتيريا والفيروسات والفطريات والكانديدا والكائنات الأولية والديدان الطفيلية والمتدثرة (نوع من الجراثيم سلبية الجرام). ومادة البربارين فعالة في علاج الإسهال الذي تسببه الإشريكية القولونية E.coli.
    الشيح Artemisia

    يعرف هذا العشب أيضًا بالأرطماسيا (نبات من فصيلة مركبات الزهر)، والذي كان يستخدم فيما مضى في تخليص الجسم من الديدان والطفيليات المعوية، وهو يعمل أيضًا على تحفيز إفراز العصارة الصفراوية في الكبد وانتظام عملية التبرز. وقد أثبتت الأبحاث التي أجريت مؤخرًا أن الشيح قد تكون له آثار مضادة للملاريا.
    الزعتر

    يُعتقد أن اسم هذا العشب مأخوذ من الكلمة اليونانية thumus، والتي تعنى الشجاعة. وقد كان الزعتر يستخدم لبث روح الشجاعة في الجنود وتحميسهم للقتال. ومن المعروف الآن أن الشيح له خواص فعالة كمضاد للبكتيريا والفيروسات والفطريات. والثيمول هو المادة الفعالة التي توجد في عشب الشيح. وهو رائع في علاج الكثير من الأمراض، كما أنه أثبت فاعليته في علاج المرض الذي تحدثه الملوية البوابية (نوع من الجراثيم‎).
    يمكنك إيجاد أقوى هذه الأعشاب الأكثر فاعلية في تطهير الجسم وتنظيفه، وذلك من خلال أقراص Detox 1.2.3.
    خلاصة أوراق الزيتون

    تعد أوراق الزيتون من مضادات المكروبات الفعالة أيضًا، والمادة الفعالة فيها هي الأليريوبين (حامض دهني غير مشبع). وتفرز أشجار الزيتون هذه المادة لمقاومة التلف الذي تلحقه بها الحشرات والبكتيريا. وتصبح لهذه المادة خواص مقاومة للأمراض داخل الجهاز الهضمي. ويجب تناول أوراق الزيتون بكميات كبيرة، لذلك من الأفضل تناولها بمفردها أو مع كمية صغيرة من الزنك وعشب الأندروجرافيس بانيكولاتا (من الفصيلة الأقنتية).
    شجر الدردار المهدئ الزلق

    شجر الدردار هو شجر صغير ينمو في أمريكا الشمالية، والاسم الطبي له هو Ulmus rubra. ويصنع من لحائه الداخلي مسحوق يستخدم لأغراض طبية، وتشير كلمة “الزلق” من الاسم لنسيج العشب. ويعد الجزء الداخلي من اللحاء غنيًّا بسائل صمغي مسئول عن شفاء وتسكين الآلام، وهذا السائل الصمغي نسيج معقد متعدد السكاريد، والذي يكون الألياف الجيلاتينية عند خلطها بالماء. ويقال إن شجر الدردار له تأثير “مُطرٍّ” و”مرطب”؛ أي أنها مادة مسكنة، لذلك يتمتع شجر الدردار بالقدرة على تسكين وشفاء الجلد والأغشية المخاطية التي تلمسها.
    وقد كان الهنود الحمر قديمًا يستخدمون مسحوق لحاء الدردار كضماد للجروح، خاصة الحروق والقرح، كما كان يصنع منه العصيدة وكان تستخدم في علاج التهابات المعدة والأمعاء، وهو الاستخدام الذي أصبحنا نستخدمه من أجله اليوم، كما أن شجر الدردار علاج رائح لترشيح المعدة وأي التهابات تصيب الجهاز الهضمي، فضلاً عن أنه يعيد البراز لشكله الطبيعي، ومن ثم نجده يستخدم لعلاج الإمساك والإسهال.
    يمكنك شراء مستخلص شجر الدردار على هيئة كابسولات. وتعد الجرعة المثالية له هي تناول كبسولتين أو ثلاثًا، ثلاث مرات كل يوم.
    احذر الإمساك

    يتناول الشخص العادي ثلاث وجبات كل يوم، ومن الممكن أن يتناول بعض الوجبات الخفيفة أيضًا، وهو ما يتسبب في التبرز من مرة لثلاث مرات كل يوم. وكلما بقي البراز لفترة أطول في القولون، زادت كمية السموم التي يعاد امتصاصها وسريانها في مجرى الدم. وكلما بقيت هذه السموم ملامسة لجدار الأمعاء لمدة أكثر، زاد عدد مرات قيام البكتيريا الموجودة في القولون بتحويل المواد الموجودة في البراز لصورة أكثر سمية.
    يجد كثير من الأشخاص الذين يعانون الصداع أن نوبة الصداع تكون أشد وتتكرر بشكل أكثر عند إصابتهم بالإمساك. ويعد استرجاع السموم التي من المفترض إخراجها مع البراز أكثر الطرق التي نلوث أجسامنا بها شيوعًا؛ فالسموم التي تتسرب إلى جدار الأمعاء تصل في النهاية إلى أوعية ليمفاوية ضئيلة وتملأ الجهاز الليمفاوي بأكمله بالسموم بهذا الشكل. وكلما انتظمت عملية التبرز، زادت قدرة جسمك على إخراج السموم خارج الجسم.
    نصائح لتجنب الإمساك

    • تناول حوالي لترين من الماء النقي كل يوم؛ فهذا من شأنه جعل البراز أنعم، الأمر الذي يسهل خروجه خارج الجسم.
    • كن نشيطًا؛ فممارسة التمارين الرياضية تحفز حركة المعدة أو انقباض الأمعاء.
    • اتبع النظم الغذائية الغنية بالخضراوات والفواكه والمكسرات والبذور والبقوليات.
    • عند استيقاظك، تناول كوبًا من الماء الدافئ وعصير نصف ليمونة؛ فالليمون يعمل على تحفيز إفراز الصفراء وهي مادة ملينة، كما أن الماء الدافئ يعمل على إرخاء عضلات المعدة.
    • قد يكون تناول كوب من القهوة السادة في الصباح مناسبًا لحالات الإمساك لأنها تعمل على إرخاء الأعصاب المحيطة بالمعدة. والعكس صحيح، فالإفراط في تناول الشاي يؤدى للإمساك نظرًا لاحتوائه على حمض التانيك.
    • لبِّ نداء الطبيعة: عندما تشعر بالرغبة في الذهاب للحمام، اذهب إليه على الفور.
    • تناول المكملات التي تحتوي على الألياف، والتي تعمل على تليين الأمعاء وتمنع حدوث الإمساك. إذا كنت تعاني الإمساك بشكل منتظم، قد تحتبس بقايا البراز على جدار الأمعاء وتتخلف بداخلها عند قيامك بالتبرز، كما أن هذه البقايا تعمل على تغذية البكتيريا التي توجد في الأمعاء، الأمر الذي يؤدى للإصابة بالأمراض. ويجب أن تخلو المكملات الغذائية الجيدة، التي تحتوي على الألياف، من الجلوتين وبذور القطوناء التي تهيج أمعاء بعض الناس؛ فالألياف يجب أن تكون مأخوذة من مصادر ألطف كنخالة الأرز وفول الصويا والبكتين؛ فهذه المجموعة من الألياف تعمل على تنظيف القولون وتركه نظيفًا خاليًا من بقايا السموم.
    أَكثِر من تناول المضادات الحيوية الطبيعية في نظامك الغذائي

    تساعد العديد من الأطعمة والأعشاب على تعزيز الجهاز المناعي، كما أنها تتمتع بخواص مقاومة للأمراض. حاول أن تتناول الكثير من هذه الأطعمة قدر استطاعتك بشكل منتظم. وتورد القائمة التالية أفضل المضادات الحيوية، ومنها:
    • الثوم. أحد أقوى المضادات الحيوية؛ فبمجرد تقطيع أو هرس الثوم تتكون المادة الفعالة فيه وهي الأليسين. وتتمتع مادة الأليسين بخواص مضادة للبكتيريا والفطريات والطفيليات. وقد أثبتت الأبحاث أن الثوم له تأثير فعال مع الكانديدا والجياردية والأميبة الحالة للنسج والجرثومة الحلزونية والجرثومة العنقودية. وتشير الدراسات إلى انخفاض نسبة أمراض القلب والأمراض السرطانية لدى الشعوب التي تكثر من تناول الثوم. أما طهى الثوم، فيفسد بعض خواصه الطبية، لذلك يستحسن تناوله نيئًا.
    • يحتوي البصل وخضراوات العائلة الصليبية (البروكلي والكرنب) على كبريت عضوي. ولمركبات الكبريت العضوية تلك خواص مضادة للفطريات وخواص المضادات الحيوية. ومن صور الكبريت العضوي الأخرى التي يمكنك تناولها في طعامك الميثيل سلفونايل ميثان (MSM). فهذا المركب يساعد جهازك المناعي على مقاومة الأمراض، كما أنه لازم في المرحلة الثانية من تخلص الكبد من السموم. ويمكن الحصول على MSM كمكمل غذائي يوجد على شكل مسحوق.
    • ورق الزيتون. تعد المادة الفعالة في أوراق الزيتون هي الأليريوبين. وقد أثبتت الدراسات أن لورق الزيتون خواص مضادة للبكتيريا والفطريات والفيروسات. وتعد أوراق الزيتون فعالة في التغلب على أعراض البرد والأنفلونزا وأمراض المعدة والأمعاء والجهاز التنفسى والجهاز البولي. ويمكن الحصول على خلاصة أوراق الزيتون في شكل كبسولات أو شراب. وتزداد فاعليتها عند شربها مع عشب آخر يعمل على تقوية الجهاز المناعي يسمى عشبة ملك المر والزنك.
    • زيت جوز الهند غنى بحمض الماليك، والذي أثبتت الأبحاث أن له خواص مضادة للفيروسات والبكتيريا والفطريات، وهو ممتاز للجهاز المناعي. وكانت دهون جوز الهند قد اكتسبت سمعة سيئة لأنها غنية بالدهون المشبعة، إلا أننا أصبحنا نعرف الآن أن الدهون الموجودة في جوز الهند توجد فيها سلاسل متوسطة من ثلاثى الجليسريد التي لا ترفع نسبة الكولسترول أو تؤدى لأمراض القلب، وتجرى الآن أبحاث لمعرفة فاعلية حمض الماليك في الحد من الفيروسات الموجودة لدى مرضى الإيدز. استخدم لبن جوز الهند في الطهي واحرص على شراء الزيوت غير المكررة كزيت جوز الهند ماركة ملروز أورجانيك.
    تتمتع أعشاب البارباريس والشيح والزعتر أيضًا بخواص مضادة للطفيليات، كما أنها مضادات حيوية طبيعية.
    زيادة الألياف في نظامك الغذائي

    تعد الألياف جزءًا من المواد الكربوهيدراتية المعقدة التي لا يمكن للجسم هضمها، لذلك نجدها تمر على الجسم مباشرة. ولا تمدنا الألياف بأي عناصر غذائية، ولكنها تتمتع بمزايا أخرى:
    • زيادة التبرز، وبالتالي الحد من الإصابة بالإمساك وخطر الإصابة بسرطان القولون.
    • تساعد على خفـض نسبة الكولسترول وثلاثي الجليسريد من خلال ارتباطها بهما في الأمعاء ومنع الجسم من إعادة امتصاصهما.
    • تبطئ الألياف امتصاص السكر في مجرى الدم، وبالتالي تحد المؤشر الجلايسيمى (مقياس لبيان تأثير الكربوهيدرات على ارتفاع أو انخفاض سكر الدم) للأطعمة التي تتناولها.
    • تبطئ الألياف امتصاص الدهون التي تناولتها، الأمر الذي يساعدك على الشعور بالشبع لفترة أطول.
    • تتضخم أنواع معينة من الألياف في الجهاز الهضمي مما يزيد الإحساس بالشبع.
    يمكن تصنيف الألياف على أساس ذوبانها أو عدم ذوبانها في الماء.
    تعمل الألياف غير القابلة للذوبان في الماء على زيادة وزن وحجم وليونة البراز. ومن المصادر الجيدة للألياف غير القابلة للذوبان في الماء الحبوب الكاملة والفاكهة والخضراوات.
    تذوب الألياف القابلة للذوبان في الماء في الماء لتكون محلولاً صمغيًّا غليظًا. وتعد هذه الألياف مفيدة في خفض نسبة الكولسترول، كما تبطئ امتصاص السكر في مجرى الدم وترتبط بالسموم بداخل الأمعاء. ومن المصادر الجيدة للألياف القابلة للذوبان في الماء الأعشاب البحرية والشوفان والأرز والبقوليات والبكتين الموجود في الفاكهة والخضراوات والبقوليات. ويعد شجر الدردار والقطوناء وبذور الكتان وعباد الشمس واللوز من المصادر الغنية بالألياف القابلة للذوبان في الماء.
    احرص على البدء ببطء عند زيادة كمية الألياف في نظامك الغذائي. فزيادة كمية الألياف بسرعة كبيرة قد تؤدى لانتفاخ المعدة بالغازات والشعور بآلام المعدة، كما أنه يجب زيادة كمية الماء التي يتم شربها عند زيادة كمية الألياف في النظام الغذائي المتبع، وإلا ستجف الألياف في معدتك ويحدث الإمساك.
    نظرة على فوائد معينة لبعض أنواع الألياف القابلة للذوبان في الماء

    • البكتين
    من المصادر الغنية بالبكتين التفاح والموز والعنب والكريز والأناناس والأفوكادو والزبيب والخروب.
    ويعد البكتين جيدًا لأنه يساعد على خفض نسبة الكولسترول في الدم؛ فالكبد تضخ كمية كبيرة من الكولسترول في العصارة الصفراوية التي تدخل للأمعاء بعد ذلك. وإذا وجد البكتين في الأمعاء، فإنه يرتبط مع الكولسترول ويخرج معه إلى خارج الجسم.
    يتغير البكتين ويتحول لحمض الجلاكتورونيك، وهو حمض قادر على الارتباط بالمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق اللذين يوجدان في الأمعاء ويأخذهما إلى خارج الجسم، كما أن البكتين قد يرتبط أيضًا مع المواد المشعة كالأسترونتيوم 90 ويأخذه إلى خارج الجسم أيضًا.
    • الأعشاب البحرية
    هناك أنواع عديدة ومختلفة من الخضراوات البحرية، إلا أن أغلب الناس لا ينتبهون لها. لعلك تناولت السوشي الملفوف بالنوري، ومن المرجح أنك تناولت الآيس كريم الذي يحتوي على أعشاب بحرية تعمل كمستحلب. وتعد الخضراوات البحرية مصادر غنية بالأملاح المعدنية كالكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والماغنيسيوم واليود. وجميع هذه الأملاح المعدنية تعمل على تعزيز الغدة الدرقية للقيام بوظائفها، كما أنها تقوى العظام، هذا فضلاً عن أن الأعشاب البحرية غنية بمضادات الأكسدة والعناصر الغذائية النباتية ولها خواص مضادة للفيروسات. وتعمل الأعشاب البحرية على تخليص الجسم من السموم. فالأعشاب البحرية البنية كالكومبو والأرامى تحتوي على حمض الجين، ويعد هذا الحمض قادرًا على الارتباط بالمعادن الثقيلة والمواد المشعة وغيرها من السموم التي توجد في الأمعاء وطردها خارج الجسم عند التبرز. وقد أثبتت الأبحاث أن تناول الأعشاب البحرية بشكل منتظم يعمل على تنظيف الجسم من أكثر من 50% من هذه السموم.
    ومن الأعشاب البحرية الشائعة النورى والكومبو والأرامى والأجار – أجار وكنافة البحر والشبَّا. وبإمكانك إيجاد بعض هذه الأعشاب البحرية بشكل مجفف في متاجر بيع الأطعمة الصحية وحتى في الأقسام الصحية في المتاجر الكبرى. ويجب غمر أغلب أنواع الأعشاب البحرية في الماء لفترة من الوقت قبل استخدامها. ويمكنك بعد ذلك إضافتها للشوربات بأنواعها واليخنات والسلطات وغيرها من الأطعمة.
    تجنب الإسراف في تناول السكر والمواد الكربوهيدراتية المصنعة

    إن الإسراف في تناول السكر يؤدى لإضعاف الجهاز المناعي على المدى البعيد، كما أنه يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. فالسكر يعمل على تغذية البكتيريا والفطريات والخمائر الضارة التي توجد في الجسم. وتؤدى وجود كمية كبيرة من السكر في الجهاز الهضمي للشعور بالانتفاخ ووجود غازات وتشنج عضلات المعدة فضلاً عن تكاثر الكانديدا، كما أن تناول السكر بكميات كبيرة قد يؤدى لزيادة الوزن ويجعلك أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر على المدى البعيد.
    قد يؤدى السكر لنقص نسبة الأملاح المعدنية في الجسم. ومن الأملاح المعدنية اللازمة لهضم السكر الكروم والكوبالت والنحاس والزنك والماغنيسيوم. ويتم التخلص من هذه الأملاح المعدنية التي توجد في قصب السكر عند عملية تكريره. ويعمل هذا على إجبار الجسم على إفراز أملاح معدنية من الاحتياطي الخاص به لهضم السكر الموجود في الجسم. ويعد السكر الخام والسكر البنى والعسل عناصر غنية بالأملاح المعدنية، إلا أنها تبقى مواد سكرية توجد في الجسم.
    كثيرًا ما يتوق مرضى متلازمة إكس لتناول السكر والمواد الكربوهيدراتية المصنعة بشكل كبير، الأمر الذي يؤدى لزيادة الوزن لديهم.
    إذا كنت تحب مذاق الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر استخدم عشب الستيفيا، والذي الذي يعمل على تحلية الأطعمة بشكل طبيعي. ويوجد هذا العشب على شكل شراب أو مسحوق أو أقراص. يمكنك استخدامه في تحلية القهوة والشاي، بل ويمكنك استخدامه في الطهي. والستيفيا عشب ينمو منذ القدم في أمريكا الجنوبية وكان يستخدم هناك منذ مئات السنين. وقد تم استخدامه لأغراض تجارية في اليابان في الأعوام الثلاثين الأخيرة. وليس لهذا العشب أي تأثير على نسبة السكر في الدم أو على نسبة الأنسولين في الجسم، كما أنه خال من السعرات الحرارية.
    أَكثر من شرب الماء

    لا يشرب العديد من الناس كفايتهم من الماء الذي يساعدهم على التمتع بصحة جيدة. وكقاعدة عامة، يحتاج الجسم لتناول ما بين 8 إلى 10 أكواب من الماء النقي كل يوم. وتعتبر المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات الكحولية مدرة للبول؛ أي أنها تجعل الجسم يفقد الماء الموجود فيه. وعندما تزيد كمية الماء التي تشربها قد تقضى كثيرًا من الوقت في الذهاب للحمام في البداية، ولكن هذا سيقل مع الوقت لأن المثانة تصبح معتادة تجميع كمية أكبر من السوائل، كما أنه بإمكانك الحد من ذلك من خلال ارتشاف كمية صغيرة من الماء على مدار اليوم بدلاً من شرب كمية كبيرة دفعة واحدة. وعادة ما نندهش عندما يخبرنا المرضى أنه ليس لديهم الوقت لتناول الماء على الرغم من أنهم يجدون الوقت الكافي لتناول 6 فناجين من القهوة يوميًّا. كما أن تناول القهوة يقتضي منك وقتًا أطول انتظارًا لها حتى تبرد مقارنة بالوقت الذي تحتاج إليه لشرب الماء.
    وفيما يلي نعرض الفوائد التي تعود على الجسم من شرب الماء:
    • الحفاظ على درجة حرارة الجسم؛ ففي كثير من الحالات قد يقل ظهور البقع الحمراء عند تناول كمية أكبر من الماء.
    • تخفيف السموم والفضلات ومساعدة الجسم على التخلص منها. تذكر أن الكبد تحول السموم التي تذوب في الدهون إلى نوع آخر قابل للذوبان في الماء حتى يسهل خروجها من البول والعرق والصفراء والنفس.
    • الحفاظ على ليونة المفاصل وعدم إصابتها بالخشونة.
    • جعل البراز لينًا وعدم معاناة الإمساك.
    • تحسين مستويات الطاقة والتركيز.

  6. #1266
    مشاكل الجهاز الهضمي: الأسباب والدلائل

    نستعرض في هذا الموضوع أسباب ودلائل مشاكل قرقرة المعدة، التجشؤ، خروج الريح، الغازات والبراز.
    قرقرة المعدة

    قد يربكك قرقرة معدتك خاصة إذا كنت في غرفة مزدحمة. وهذه الأصوات المنبعثة من المعدة والأمعاء – المعروفة طبيًا باسم قرقرة البطن – دلالة صحية على أن جهازك الهضمي يعمل جيدًا، وهي ناتجة عن الحركة الدورية للأمعاء التي تتمثل في تقلصات متموجة لجدران البطن لدفع الطعام والسوائل والغازات عبر الجهاز الهضمي، والمعدة والأمعاء تصدران ضوضاء مستمرة سواء كانت فارغة أو ممتلئة، ولكن عند امتلاء المعدة فإن هذه القرقرة تكون موجودة ولكنها مكتومة.
    وعلى الرغم من أنها حميدة إلا أن القرقرة قد تدل على أمراض معوية معدية، خاصة المصحوبة بالانتفاخ أو الغازات، أو التقلصات، أو الإسهال. ومن الأمراض المحتملة التي قد تدل عليها: فيروسات المعدة، وإمساك الأمعاء، والتهاب المعدة، ومتلازمة الأمعاء المتهيجة (والمعروفة أيضًا بتقلصات القولون)، ومرض التهاب الأمعاء – وهو المرض الذي يشمل كلًا من مرض كروهن، والتهاب القولون. ومتلازمة الأمعاء المتهيجة هي أكثر أمراض المعدة والأمعاء شيوعًا. ومن الدلائل الأخرى على متلازمة الأمعاء المتهيجة: الانتفاخ، والتجشؤ، والآلام، وعدم ثبات توقيتات التبرز، بالإضافة لوجود مخاط في البراز ورغم تشابه دلائل كل من متلازمة الأمعاء المهتاجة، ومرض التهاب الأمعاء إلا أن الأخير أكثر خطورة.
    حقيقة مهمة
    من المعروف منذ القدم أن التثاؤب والسعال معديان، وقد اكتشف مؤخرًا باحثون من لندن أن هناك أصواتًا أخرى للجسم تعتبر معدية أيضًا، حيث أثبتوا أن قول “اضحك تضحك لك الدنيا” صحيح. لكن المؤسف أنهم اكتشفوا أن صوت التجشؤ معدٍ هو الآخر.
    التجشؤ المتكرر

    التكرع – والمعروف طبيًا باسم التجشؤ – هو ثاني الأصوات المخجلة للجسم، وهو نوع آخر من أنواع انتفاخ البطن.
    والتجشؤ لدى معظم الناس دلالة حميدة على التخلص من الهواء الزائد الذي ابتلعناه في جهازنا الهضمي، ومن الطبيعي أن نتجشأ من ثلاث إلى أربع مرات بعد تناول الطعام. وقد يكون التجشؤ أيضًا فعلًا إراديًا للفت الأنظار أو الاستفزاز.
    أما إذا كنت تتجشأ كثيرًا رغمًا عنك، فقد يكون ذلك بسبب تناول المشروبات الغازية أو مضغ الكثير من العلك، أو التهام الطعام بسرعة، التجشؤ وخروج الريح قد يعودان لتناول أطعمة ذات نسبة ألياف عالية (مثل الفول، وبعض الفواكه والخضر، وجميع أنواع الحبوب)، ومنتجات الألبان، والحلوى المصنعة، والكربوهيدرات خاصة السكر والنشا، أو جميع ما سبق.
    التجشؤ الكثير وخروج الريح قد يدلان على نقص إنزيم اللاكتيز اللازم لتكسير سكر اللاكتوز في مجرى الجهاز الهضمي. ونقص هذا الإنزيم يتسبب في عدم هضم الكثير من الأطعمة – ومن بينهما اللبن ومشتقاته والتي يمثل اللاكتوز المكون الرئيسي بها – هضمًا جيدًا، ونتيجة ذلك تتكون الغازات.
    وكثرة التجشؤ دلالة على حساسية لأنواع معينة من الطعام، أو مشكلة بالمعدة، أو قد تدل على الارتجاع المعدي المريئي، وهي حالة خطيرة ترتد فيها أحماض المعدة أو الطعام إلى المرىء. وقد تدل أيضًا على متلازمة الأمعاء المتهيجة.
    والتجشؤ الكثير قد يدل على اضطرابات معدية أو معوية أخرى مثل قرحة المعدة، ومرض المرارة، وحصاة المرارة، والفتق الثقبى. ومع ذلك، ففي جميع هذه الحالات تظهر أيضًا بعض الدلائل غير المستقرة مثل: الغثيان، أو التقيؤ، أو الألم، أو تغيرات الأمعاء.
    أضف لذلك أن التجشؤ الحاد يدل على اضطرابات المرارة، بل وسرطان القولون أو المرىء. ومن الدلائل الأخرى على هذه الحالة: الانتفاخ، وفقدان الوزن، وتقيؤ الدم، والبراز المدمم، وأخيرًا، قد يكون التجشؤ الكثير المصحوب بالغثيان الحاد أو التقيؤ دلالة خطر على الإصابة بأزمة قلبية.
    حقيقة مهمة
    التجشؤ وخروج الريح ليست مجرد تندر عندما يتعلق الأمر بالاحتباس الحراري العالمي، فالغازات المنبعثة من الأبقار وغيرها من المواشي مسئولة عن 20% تقريبًا من غاز الميثان المنبعث عالميًا. والسماد الغنى بالنيتروجين يزيد من المشكلة أيضًا. ويزداد الموقف سوءًا في نيوزيلندا حيث ينبعث60% من غاز الصوب الزراعية من الماشية.
    خروج الريح المتكرر

    قد يثير خروج الريح الضحك والارتباك أكثر من أية وظيفة جسمية أخرى، ولأن خروج الريح يصحبه أصوات وروائح فمن الصعب إخفاؤه.
    وكثرة الغازات في الجهاز الهضمي تسمى طبيًا الانتفاخ، وقد ينتشر الغاز في الأمعاء مسببًا التطبل، بل والألم أحيانًا. وعندما يتسرب الغاز من الفم – كما يحدث غالبًا – فهذا تجشؤ، أما عندما يخرج من الشرج فهو ضرط.
    والعجيب أنه ليس هناك مصطلح طبي ثابت يصف هذه الحالة، حيث تستخدم تعبيرات مثل: “خروج الريح” أو “طرد الغاز”.
    ويحدث خروج الريح لدى أغلب الناس بمعدل مرة في الساعة ويبلغ مجموع الغازات الخارجة من خلاله ما بين واحد إلى ثلاثة باينت (وحدة تساوى نصف لتر) يوميًا. وهذا الغاز عديم الرائحة غالبًا ما يتكون أساسًا من ثاني أكسيد الكربون، والأكسجين، والنتروجين، والهيدروجين، وأحيانا الميثان – والغازان الأخيران قابلان للاشتعال.
    والأمر الجيد أن الغازات كريهة الرائحة هي الاستثناء وليست القاعدة، والسبب في كراهة رائحتها عادة ما يكون عنصر الكبريت الناتج عن الأطعمة ذات نسبة الكبريت العالية من الفصيلة الصليبية مثل: البروكلي، والقرنبيط، والكرنب، والبصل، والثوم، والبيض، ومنتجات الألبان، ولأن كثيرًا من هذه الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من الألياف؛ فقد تكون مزعجة رغم أنها صحية.
    وهناك أيضًا أطعمة أخرى تحتوي على السولفايت، وهي إحدى صور الكبريت مثل: البرقوق المجفف، وغيره من الفواكه، وكذلك المخبوزات، والعديد من الأغذية والمشروبات أيضًا.
    وخروج الريح أو البراز كريه الرائحة قد يدلان على كثرة البكتريا في الأمعاء الغليظة، وعندما يمتلئ المستقيم بالبراز، فإن خروج الريح الخارج يكون كريه الرائحة.
    وخروج الريح المتكرر قد يدل أيضًا على الحساسية للاكتوز، أو على الحساسية لبعض الأطعمة، أو على حالة حرجة من أمراض المعدة والأمعاء مثل حصاة المرارة، أو متلازمة الأمعاء المتهيجة، أو التهاب الأمعاء، وأحيانًا ما يدل الانتفاخ الحاد على سرطان المرىء، أو القولون، أو المستقيم.
    حقيقة مهمة
    عبر مئات السنين سجلت حالات لأناس تحولوا إلى لهب دون سبب واضح وهذه الظاهرة معروفة بالاحتراق التلقائي أو الذاتي. ويعتقد بعض العلماء أن هذه الحوادث المؤسفة كانت للكهرباء الساكنة في الجسم التي أدت إلى اشتعال الغازات الناتجة عن خروج الريح.
    الإحساس بالامتلاء بالغازات

    هل سبق لك أن أحسست بأنك تشبه – أو بأنك ابتلعت – بالونًا؟ إذا كان الأمر كذلك فقد يكون لديك بالفعل بالون هواء في معدتك، إن الإحساس بالامتلاء بالغازات يشبه الانتفاخ والتجشؤ يشبه الإحساس بالامتلاء بالغازات ويدل غالبًا على كثرة الغازات، لكنه في حالة الإحساس بالامتلاء بالغازات لا ينبعث الغاز وتكون النتيجة انتفاخ البطن. والإحساس بالامتلاء بالغازات قد يكون دلالة على ذات الحالات: مثل الحساسية للاكتوز، أو الاضطرابات المعدية المعوية، أو تناول الأطعمة التي تسبب التجشؤ، وقد يدل أيضًا على احتباس الماء المعروف طبيًا باسم الاستسقاء، وهي حالة تنتج عن فرط تناول الأطعمة المملحة، أو تعاطى عقاقير مثل أقراص منع الحمل وغيرها من حبوب تحتوي على الإستروجين، والاستسقاء قد يدل على ارتفاع ضغط الدم، أو التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية والحمل.
    والإحساس بالامتلاء بالغازات قد يدل على العديد من المشكلات المعوية مثل الإمساك، وانسداد الأمعاء، ومتلازمة الأمعاء المتهيجة، وسرطانات الجهاز الهضمي مثل سرطان المعدة والقولون، كما قد يشير أيضًا إلى مرض الدراق، وتليف الكبد، ومرض الكلى المزمن.
    قد يكون الإحساس بالامتلاء بالغازات دلالة مبكرة وأحيانًا ما تكون الدلالة الوحيدة على سرطان المبيض المميت، وأحد أنواع السرطانات التي يساء تشخيصها لدى السيدات. وإذا تم تشخيص هذه العلامة مبكرًا فيمكن علاجها، ولكن المؤسف أن أغلب الحالات – 80% منها – لا تكتشف مبكرًا، حيث يمكن إنقاذ حياة المصابة.
    دلالة تحذير
    دلائل سرطان المبيض غامضة لدرجة أنها غالبًا ما يتم تجاهلها وتلتبس مع بعض الحالات الأقل خطورة.
    وفى يونيو 2007 حددت الجمعية الأمريكية للسرطان وغيرها من الجمعيات الطبية الدلائل التالية كدلائل تحذيرية مبكرة على سرطان المبيض خاصة إذا استمرت لبضعة أسابيع:
    ● ألم بالبطن أو الحوض.
    ● صعوبة في الأكل أو سرعة الشعور بالشبع.
    ● إحساس بإلحاح أو تكرار التبول.

    البراز

    تتعدد الكلمات المستخدمة لوصف الفضلات الجامدة التي يفرزها الجسد وتتنوع ما بين كلمات رسمية ودارجة.
    وأيًا كان الاسم، فإن أغلبنا لا يحب الحديث عنها، ولا النظر إليها، ناهيك عن شمها. ومع ذلك، فإن ملاحظة البراز وإذا كان يطفو أو يغطس في المرحاض، ومدى كراهة رائحته تمنحنا كمًا هائلًا من المعلومات عن حالتنا الصحية. هذه الخصائص وغيرها مثل: لون البراز، وقوامه، وحجمه، وشكله، وكميته تتأثر بعدة عوامل ليس أقلها الحمية الغذائية، حيث ينطبق عليه المثل القائل: “الإناء ينضح بما فيه”. ومع ذلك، فهناك عوامل أخرى لها دور مؤثر على شكل البراز وطريقة أداء الأمعاء.
    عندما تدخل الحمام لقضاء حاجتك في المرة التالية، فلا تضيع وقتك في قراءة المجلات، بل تفحص برازك لتتعرف على الكثير من الحالات الطبية التي قد يمثل بعضها خطرًا على حياتك.
    حقيقة مهمة
    يمثل الماء 75% تقريبًا من البراز الطبيعي، وإذا قلت نسبة الماء، صار البراز جافًا، وقليلًا، وخشنا – أي حالة إمساك. أما البراز الرخو – على الجانب الآخر – فيحتوى على الكثير من الماء، وتكون النتيجة إسهالاً.
    البراز الأخضر

    الحق أن البراز الأخضر قد يكون دلالة حميدة وصحية تمامًا على تناول صاحبه خضراوات طازجة غنية بالكلوروفيل (العنصر الأخضر في النبات)، أو قد يعنى الإفراط في تناول الفطائر الخضراء وجيلي الليمون والكعك في الأعياد.
    وينتج البراز الأخضر أيضًا عن تناول مكملات الحديد وبعض المضادات الحيوية، أما إذا كان لينًا، فقد ينتج عن إفراط استخدام الملينات وغيرها من الأدوية التي تسبب الإسهال. وإذا صحب اخضرار البراز شحوب البشرة، فهذا يشير إلى الإصابة بعدوى في المعدة أو الأمعاء، أو حالة من حالات الإسهال.
    البراز البرتقالي

    قد يثير البراز البرتقالي القلق من أن يكون ناتجًا عن اختلاط البراز بالدم، لكنه قد يعنى تناول صاحبه لأطعمة تحتوي على الكثير من من البيتاكاروتين – وهو فيتامين مضاد للأكسدة – والموجود في عدد من الأطعمة برتقالية اللون مثل: الجزر، والمانجو، والبطاطا والمشمش، واليقطين. والإفراط في تناول (فيتامين أ)، أو المكملات التي تحتوي على البيتاكاروتين، أو الأطعمة حمراء أو برتقالية الصبغة قد يكون له نفس التأثير، وينتج البراز البرتقالي أيضًا عن عقار ريفامبين المستخدم لعلاج أنواع معينة من العدوى البكتيرية خاصة الدرن.
    حقيقة مهمة
    تساعد عصارة الصفراء – صفراء اللون والمائلة للخضرة، والتي يفرزها الكبد وتختزن في المرارة – على تكسير الدهون والتخلص من الفضلات. وعندما تتحرك العصارة خلال الأمعاء وتختلط بالبكتريا فإنها تصبح بنية اللون بصورة طبيعية؛ وتكون النتيجة برازًا بنيًا.
    البراز الأحمر أو الكستنائي

    نشاهد من حين لآخر برازًا أحمر، وهو أحيانًا نذير خطر، وقد يكون في أحيان أخرى إنذارًا كاذبًا، فقد يدل ما نراه على أنه دم على وجود اضطرابات خطيرة، وقد يكون أيضًا دلالة عادية على الإفراط في تناول أطعمة ومشروبات حمراء مثل عصير الطماطم، والبنجر، والجيلي، وخلاصة الفاكهة الحمراء، والمشروبات الغازية المثلجة.
    وعلى الجانب الآخر، فإن رؤية الخطوط والنقط الحمراء في البراز أو في المرحاض، أو على الفوط الصحية قد يكون إنذارًا على نزيف البواسير، أو الشروخ الشرجية، أو غيرها من الجروح الشرجية التي تنتج عن الولادة أو الإمساك أو إدخال أشياء في المستقيم.
    وعلاوة على دلالته على داء البواسير والشروخ الشرجية، فقد يدل البراز الأحمر على مشكلات في مجرى المعدة والأمعاء، أما إذا كان لون البراز أحمر فاتحًا، فقد يدل على مشكلة في المجرى السفلى للقناة الهضمية، وخاصة القولون. وقد يدل البراز الدموي على التهاب الردب، وهي حالة تنتج عن عدوى أو تهيج جيوب القولون الصغيرة، قد يصحبها أيضًا ألم أو تعب في الجانب الأيسر السفلى. إذا كان البراز أحمر داكنًا، فقد تكون المشكلة في المجرى العلوي للقناة الهضمية الذي يشمل المرىء، والمعدة، والأمعاء الدقيقة.
    وقد يدل البراز الأحمر أيضًا على عدوى معوية أو – حتى على طفيليات – وقد يكون دلالة على التهاب الأمعاء. وتشمل الدلائل الأخرى لالتهاب الأمعاء: الإسهال، والتقلصات، والتقيؤ، وفقدان الوزن.
    وقد ينتج البراز الأحمر عن بعض الأدوية مثل الحبوب التي تحتوي على البوتاسيوم، وبعض المضادات الحيوية التي قد تسبب قرحة الأمعاء والنزيف المتكرر، وأخيرًا، فغالبًا ما يكون البراز الأحمر تحذيرًا من الإصابة ببوليب القولون أو سرطان القولون. والخلاصة أن أي شىء يسبب نزيفًا في الجهاز الهضمي بداية من الفم إلى الشرج قد يؤدى إلى براز أحمر أو مدمم.
    حقائق مهمة
    في الآونة الأخيرة، لم تعد الأبحاث تركز على علاج ديدان البطن فقد ثبت أن بويضات الديدان المعوية في بعض الحيوانات في طريقها لأن تصبح علاجًا لمرض التهاب الأمعاء. وقد نجح أطباء الباطنة بجامعة أيوا في علاج مرضى التهاب الأمعاء بمشروب يتكون من خلاصة ألفى بيضة لدودة معوية لدى هذه الحيوانات، مما ساعد على تنظيم الجهاز المناعي وقلل الالتهاب المعوي. ولعل هذا يوضح السبب في عدم إصابة الناس في الماضي بمرض التهاب الأمعاء، حيث كانت ديدان وطفيليات البطن أكثر تفشيًا.
    بسبب تشابه مصطلحي متلازمة الأمعاء المتهيجة، ومرض التهاب الأمعاء يحدث خلط بينهما، ولكن:
    ● متلازمة اضطراب الأمعاء المتهيجة أكثر شيوعًا، ومن دلائلها: تعب بالبطن، أو آلام، ونوبات من الإسهال والإمساك.
    ● مرض التهاب الأمعاء أكثر ندرة – وأكثر خطورة – ويتضمن مرضين مزمنين هما: مرض كروهن، وقرحة القولون، وقد يسبب تقلصًا حادًا بالبطن، وإسهالًا، وبرازًا مدممًا.
    دلالة تحذير
    البراز الدموي عادة ما يكون الدلالة التحذيرية الوحيدة على بوليب القولون الذي قد يصبح سرطانيًا أو يسرطن القولون نفسه.
    البراز الأسود القطراني

    ربما تعتبر البراز الأسود القطراني أكثر خطورة من الأحمر، لكن الحقيقة أنه قد يكون حميدًا ودلالة على تناول مكملات الحديد، أو الفحم النباتي (للتحكم في الغازات)، أو البيبتوبيزمول وغيره من الأدوية التي تحتوي على البيزموث. وقد يصبح البراز أسود بسبب تناول العرقسوس (الأصلي) أو الفراولة.
    أما إذا كان البراز أسود قطرانيًا؛ فهذه دلالة على وجود الدم، فعندما ينتقل الطعام من أعلى مجرى الجهاز الهضمي (المعدة والمرىء) إلى المجرى السفلى (الأمعاء والمستقيم) فإنه يصبح لزجًا ونتنًا.
    ويدل البراز الأسود القطرانى أيضًا على قرحة نازفة في المعدة، أو الأمعاء الدقيقة، أو تعاطى الكحوليات، أو الاستخدام المزمن لعقاقير معينة قد تسبب نزيف المعدة مثل الأسبرين، والإيبوبروفين، والنابروكسين، وغيرها من العقاقير غير الستيريودية المضادة للالتهاب، أو الأسيتامينوفين. وقد يدل البراز الأسود أيضًا على التهاب المعدة أو سرطان في جزء من المجرى العلوي للجهاز الهضمي.
    دلالة تحذير
    إن ثبات الدلائل التالية قد يكون دلالة تحذيرية على سرطان القولون أو أية مشكلة خطيرة أخرى:
    ● تغير في حركات الأمعاء.
    ● وجود دم ملحوظ في البراز.
    ● البراز الأسود الداكن.
    ● البراز غير الكثيف.
    ● إسهال أو إمساك.
    ● إحساس بعدم الخلو الكامل للأمعاء.
    ● فقدان الوزن غير معروف السبب.
    ● إرهاق شديد.
    ● تقيؤ.

    البراز الباهت

    قد تعتقد أن البراز الباهت أقل خطورة من البراز الأسود والأحمر، وهذا صحيح أحيانًا، فقد يدل البراز الباهت، أو الأصفر، أو حتى الرمادي الخفيف – من وقت لآخر – على تناول كثير من الأطعمة البيضاء أو الخفيفة كالأرز، أو البطاطس، أو التابيوكا. والتعرض للفحص بأشعة الباريوم السينية قد يؤدى إلى تلون البراز بالأبيض لعدة أيام بعد الفحص، ومضادات الحموضة، ومكملات الكالسيوم الغذائية، وبعض العقاقير المضادة للإسهال قد يكون لها نفس الأثر.
    وعلى الجانب الآخر، فإن البراز الباهت باستمرار قد يدل على أن عصارة المرارة لا تصل للأمعاء، مما يدل على ورم في قناة المرارة أو البنكرياس. وقد يدل البراز الباهت على عدة أمراض خطيرة بالكبد منها انسداد قنوات المرارة الناتج عن أمراض مثل الالتهاب الكبدي، والتليف الكبدي المزمن، وسرطان الكبد. ومن الدلائل الأخرى على انسداد القناة المرارية: البول الأصفر الداكن أو البنى، واصفرار العين والجلد، والحكة، والألم من حين لآخر.
    البراز العائم

    هل حاولت تنظيف المرحاض مرارًا بعد قضائك حاجتك بلا جدوى؟ أغلب البراز يغطس في ماء المرحاض، لكنه أحيانًا ما يطفو بعض البراز على سطح ماء المرحاض. وكان الاعتقاد السائد أن الدهون هي المسئولة عن هذا الطفو، لكن السبب الحقيقي هو زيادة الغازات في البراز. وإذا كانت هذه الغازات بسبب الحمية الغذائية، فلا تقلق إلا بشأن أن يدخل أحدهم الحمام بعدك مباشرة!
    وعلى الجانب الآخر، فإذا نتجت الغازات عن اضطرابات في الجهاز الهضمي، فهي دلالة على إسهال المناطق الحارة، وهي حالة يعجز فيها المصاب عن هضم جلوتين القمح. وطفو البراز دلالة أيضًا على متلازمة الأمعاء المتهيجة، أو مرض التهاب الأمعاء. والمصابون بهذا المرض يعانون من إسهال مع طفو البراز.
    دلالة صحية
    البراز الصحي له قوام الموز الناضج، وشكل المقانق، ولون الهمبرجر.
    البراز الدهني المنتن

    إذا كان البراز العائم مغطى بطبقة دهنية، وبه رغوة، وكريه الرائحة؛ فقد يدل هذا على مرض الإسهال الدهني، وهو حالة تتسم بزيادة مستويات الدهون في البراز، وهذا البراز الدهني المنتن قد يدل على مرض التهاب الأمعاء، أو قد يعنى أن غذاء المصاب غنى بالدهون، أو أن جسمه لا يمتص الدهون بالشكل اللائق. والإسهال الدهني المتواصل غالبًا ما يدل على متلازمة سوء الامتصاص، وعجز القناة الهضمية عن امتصاص الدهون وغيرها من المواد الغذائية بالشكل اللائق.
    ولأن زيادة الدهون قد تنتج عن انسداد قناة المرارة؛ فإن البراز الدهني قد يشترك مع البراز الباهت في بعض الحالات مثل: أمراض المرارة، والكبد، والبنكرياس، أو السرطان.
    حقيقة مهمة
    يرى الكثيرون أن الإمساك هو عدم التبرز يوميًا، ويرى آخرون أن عدم التبرز يوميًا لا يثير القلق، وأن الإمساك الحقيقي هو التبرز أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا، أو إخراج كمية براز قليلة وجافة وجامدة يصعب إخراجها.
    البراز اللزج

    إذا بدا البراز وكأنه مغطى بالمخاط أو القيح أكثر من الدهون، فقد يدل هذا على حساسية للطعام. ومثل البراز الدهني، فقد يدل البراز اللزج على مشكلات في القناة الهضمية مثل العدوى البكتيرية، وانسداد الأمعاء، ومتلازمة الأمعاء المتهيجة، ومرض التهاب الأمعاء.
    وأحيانًا ما يدل البراز اللزج على إصابة الأمعاء ببكتريا شيجلا، أو الطفيليات من فئة الجيارديات، وأخيرًا، فقد يكون وجود المخاط في البراز دلالة مبكرة على أمراض شرجية مثل التهاب الشرج أو المستقيم.
    البراز النحيل

    نحالة البراز غير مرغوبة؛ لذلك إذا لاحظت أن البراز نحيل؛ فهذه ليست دلالة صحية؛ لأنها قد تدل على متلازمة الأمعاء المتهيجة، أو مرض التهاب الأمعاء، أو انسداد جزئي في الأمعاء – يحتمل أنه ناتج عن الالتصاق فيها – أو بوليب، أو ورم، أو سرطان، والبراز النحيل في حجم سن القلم الرصاص دلالة تحذيرية مبكرة على سرطان القولون.

  7. #1267
    تعزيز الامتصاص الصحي للعناصر الغذائية

    ن الهضم التام لما تتناوله من طعام هو أمر، والامتصاص الجيد لما تم هضمه أمر آخر وقضية أخرى. فالمفهوم الشائع يقول إن الطعام بمجرد هضمه يمر بسهولة من خلال جدار الأمعاء الدقيقة ويصل إلى الجسم عن طريق الدم، ولكن المسألة في الواقع أكبر من هذا بكثير.فأولاً وقبل كل شيء، فإن الأمعاء الدقيقة ليست دقيقة في الحقيقة. فرغم أن طولها حوالي 6 أمتار فقط إلا أن لها مساحة سطحية أكبر من مساحة ملعب التنس. والخلايا النشطة جداً التي تبطن هذه المساحة (أي الطبقة المخاطية المعوية) يتم استبدالها كل أربعة أيام في المتوسط. وإذا كانت هذه المساحة غير سليمة صحياً، فإن قدرتك على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام وقدرتك على طرد المواد السامة لن تكون كبيرة حينئذ.
    ويتم امتصاص العناصر الغذائية المختلفة من خلال الأقسام المختلفة من الأمعاء الدقيقة (انظر الشكل 5)، وكل منها يحتاج إلى مجموعة مختلفة من الشروط لتعظيم الامتصاص بمعنى زيادته إلى حده الأقصى. فالعفج (أو الاثنا عشري) على سبيل المثال، هو مجرد خطوة تتلو المعدة مباشرة، لذا فإن له وسطاً حمضياً بدرجة طفيفة في الحالة الطبيعية مما يساعد على امتصاص المعادن والدهون وفيتامينات ب. ويمكن أن يكون لنقص الحمض المعدي، ربما بسب نقص الزنك، ذلك التأثير القوي المؤدي إلى إنقاص كمية العناصر الغذائية التي يتم امتصاصها (ومما يثير العجب والأسف معاً أن الزنك نفسه يمكن أن يتأثر بهذا الضرر مما قد يخلق دائرة مفرغة). ومما يذكر أن فيتامين ب12 لا يمكن امتصاصه كما هو، بل يجب أولاً أن يرتبط بمادة تعرف باسم العامل الداخلي أو الباطني Intrinsic Factor الذي يتم إنتاجه في المعدة. بشرط أن يتم إفراز كمية كافية من الحمض المعدي.
    وهناك شروط أخرى تساعد أيضاً على الامتصاص، مثل وجود النوع الصحيح من البكتريا والألياف، وغياب المهيجات المعوية، وهذه تتم مناقشتها في الفصول القادمة. وعلى هذا، فإن المفتاحين اللازمين لتعظيم الامتصاص هما أن تجعل قناتك الهضمية سليمة صحياً وأن تجعل الوسط الذي فيها سليماً.
    تعزيز الامتصاص الصحي

    إن من الأنباء السيئة أن الخملات المعوية (وهي البروزات الدقيقة التي تشكل السطح الداخلي للأمعاء الدقيقة) يمكن أن تتلف بسهولة بتأثير الأطعمة المقلية والكحوليات وحالات الحساسية للأطعمة والمواد المهيجة في الأطعمة وعوامل أخرى مثل حالات العدوى. ومن الأنباء الطيبة أن خلايا الطبقة المخاطية المعوية التي تبطن الخملات تعتبر ضمن أكثر خلايا الجسم سرعة في التجدد. إن إمداد هذه الخلايا بالعناصر الغذائية اللازمة يعتبر خطوة حيوية نحو تعظيم امتصاص العناصر الغذائية أيضاً. وهذه العناصر الغذائية أو المغذيات تشمل: فيتامين أ، الذي يجعل الأغشية الخلوية قوية وسليمة؛ الزنك، الذي يلزم لإصلاح واستبدال الخلايا المخاطية التالفة؛ الجلوتامين، وهو حمض أميني، وحمض البيوتريك، وهو نوع من الدهن، وكل منهما يعمل كوقود للخلايا المخاطية. وكل هذه العناصر الغذائية تساعد في تعزيز الامتصاص الصحي.
    وبينما أن كل خلايا الجسم تقريباً تعتمد على الجلوكوز (وهو المنتج النهائي لهضم الكربوهيدرات)، فإن الطبقة المخاطية المعوية يمكن أن تتغذى على الجلوتامين وحمض البيوتريك. وفي الظروف الطبيعية لا تكون ثمة حاجة لتناول حمض البيوتريك كغذاء، إذ إن البكتريا تقوم بإنتاجه في القناة الهضمية، لاسيما في القولون. وأحياناً ما يتم قياس مستويات حمض البيوتريك ضمن اختبارات الفضلات (أي البراز) للاستدلال على صحة القولون. فإذا كانت المستويات منخفضة أو إذا صارت القناة الهضمية تالفة وشديدة النفاذية للمواد الحيوية (قبل أن يتم هضمها فلا يستفاد بها)، فإن تناول مكملات من حمض البيوتريك يمكن أن يساعد على استعادة الصحة الهضمية. ونفس الأمر ينطبق على الحمض الأميني “الجلوتامين”. فهو وإن لم يكن من المغذيات الضرورية في حد ذاته، فإنه بالتأكيد مفيد جداً في تغذية الأمعاء الدقيقة وإصلاحها وإعادة بنائها. كما أنه يقوي المناعة. وقد ثبت أيضاً أن الجلوتامين مفيد في التئام القناة الهضمية التالفة أو شديدة النفاذية للمواد الحيوية، وفي المساعدة على النقاهة بعد جراحة أو بعد حالة عدوى.
    وإذا كنت تعاني من حالة عدوى معدية-معوية، أو كنت تتناول مضادات حيوية، أو كنت فقط لا تشعر بأنك تغذيت جيداً بعد أن تناولت وجبة من الوجبات وتشك في أن امتصاص المغذيات لديك قد لا يكون عند المستوى المطلوب، فقد يفيدك أن تتناول مكملاً من الجلوتامين بجرعة 5-10 جم. ومن الأفضل، وهو الأقل تكلفة بصفة عامة، أن تشتريه في صورة مسحوق. ومقدار ملعقة صغيرة هرمية منه يساوي حوالي 5 جم ويجب تناوله مع الماء قبل النوم. وهذا يعطيك التغذية المطلوبة. فأثناء فترة نومك يعمل الجلوتامين على مساعدة الخلايا المخاطية لديك في التجدد والإصلاح.
    الجزء طوله العناصر التي يتم امتصاصها
    العفج (المعي الاثنا عشري) 30-45 سم الكالسيوم، المغنسيوم، الحديد،الزنك، النحاس، المنجنيز
    الجلوكوز، الفركتوز
    ب1، ب2، ب6، ج فيتامينات ذائبة في دهون: أ، د، هـ
    المعي الصائم 3 أمتار السكريات الثنائية: السكروز، المالتوز، اللكتوزفيتامينات ذائبة في الماء: الثيامين، البيريدوكسين، الريبوفلافين، حمض الفوليك
    البروتينات والأحماض الأمينية
    المعي اللفائفي 3.5 متر الكوليسترولفيتامين ب12
    الأملاح الصفراوية
    كيف يحدث الامتصاص

    صحيح أن بعض العناصر الغذائية تمر ببساطة إلى الجسم عن طريق الانتشار عبر الجدار المعوي، إلا أن أغلبها يتم حمله بصورة إيجابية من قبل جزيئات حاملة خاصة. وتعتمد عمليات الامتصاص المختلفة هذه في حد ذاتها على عناصر غذائية مختلفة ولا تتم بغيرها. لذا يمكن أن تنشأ دائرة مفرغة إذا قل امتصاص العناصر الغذائية عن الحد الأدنى المطلوب، إذ إن النقص الناتج في العناصر الغذائية سوف يؤدي إلى المزيد من التدهور في معدل الامتصاص. ويعتبر الجلوكوز والأحماض الأمينية هي العناصر الغذائية التي تحتاج إلى نقلها إيجابياً عبر الجدار المعوي، ولذلك فهي الأكثر عرضة لحدوث نقص في معدل امتصاصها.
    وضع الشروط الصحيحة

    قبل أن يتسنى امتصاص الطعام يجب أولاً إعداده للامتصاص. وهذا لا يشمل الإنزيمات الهاضمة فحسب، بل يشمل أيضاً الإنزيمات التي تعزز الامتصاص الإيجابي. وهذه تعتمد على عناصر غذائية؛ وبتعبير آخر، فإن عناصر غذائية معينة تساعد عناصر أخرى على أن تمتص. ومثال لهذا نجد الزنك مع فيتامين ب6: وقد تم إظهار هذا الأمر في تجربة تم فيها إعطاء عدد من الحيوانات كميات متزايدة من فيتامين ب6 ونفس الكمية من الزنك؛ فكلما زاد مقدار فيتامين ب6 الذي تناولته الحيوانات زاد مقدار الزنك الذي تم امتصاصه لديهم إلى مجرى دمائهم.
    وبعض المعادن، مثل الزنك والسلينيوم تتنافس مع بعضها البعض من أجل الامتصاص، لذا من الناحية النظرية يفضل أن يتم امتصاصها بصفة مفردة على معدة خاوية. ومع ذلك، إن لم تكن تفتعل ابتلاع المكملات في أوقات متعددة طوال اليوم، فللأغراض العملية من الخير لك أن تفعل ما تفعله الطبيعة؛ بأن تتناول العناصر الغذائية كجزء من الطعام. ولكن ضع في ذهنك أن هناك أطعمة تحتوي على مواد يمكن أن تعوق امتصاص العناصر الغذائية. وهذه تشمل:
    • الفيتات Phytates في القمح
    • الأكسالات Oxalate في السبانخ والراوند
    • الميثيل زانثينات Methy lxanthines في الشاي والقهوة والكاكاو

    وتأثير هذه المواد على امتصاص العناصر الغذائية ليس قليلاً. فمثلاً حينما تأكل كرنب السلطة، فإنك تمتص 40% من الحديد الذي يحتوي عليه. ولكن حينما تأكل السبانخ، التي تحتوي على الأكسالات، فإنك تمتص 5% فقط. إن شرب فنجان من القهوة مع تناول وجبة ما يمكن أيضاً أن يقلل امتصاص الحديد إلى الثلث فقط.
    إن أية مادة تهيج القناة الهضمية، بدءاً من الكحوليات إلى المضادات الحيوية، تكون لها أيضاً آثار ضارة على الامتصاص. والجدول المبين فيما يلي يظهر العوامل التي تساعد على امتصاص العناصر الغذائية والتي تعطلها.
    تعظيم الامتصاص

    الفيتامينات الذائبة في الدهون أفضل صورة لها متى تتناولها
    أ الرتينولالبيتا-كاروتين مع الأطعمة التي تحتوي على الدهون أو الزيوت
    هـ د-ألفا توكوفيرول مع الأطعمة التي تحتوي على الدهون أو الزيوت
    د الإرجو-كالسيفيرولالكوليكالسيفيرو ل مع الأطعمة التي تحتوي على الدهون أو الزيوت
    الفيتامينات الذائبة في الدهون ما يساعدها ما يعطلها
    أ الزنكفيتامين هـ
    فيتامين ج
    نقص الصفراء
    هـ السلينيومفيتامين ج نقص الصفراءصور الحديديك من الحديد
    الدهون المؤكسدة
    د الكالسيومالفسفور
    فيتامينا (هـ)، و(ج)
    نقص الصفراء
    الفيتامينات الذائبة في الماء أفضل صورة لها متى تتناولها
    ب1 الثيامين وحده أو مع الوجبات
    ب2 الريبوفلافين وحده أو مع الوجبات
    ب3 حمض النيكوتنيكالنيكوتيناميد وحده أو مع الوجبات
    ب5 بانتوثينات الكالسيوم وحده أو مع الوجبات
    ب6 هيدروكلوريد وفوسفات البيريدوكسين وحده أو مع الوجبات
    ب12 السيانوكوبالامينهلام أنفي وحده أو مع الوجبات
    حمض الفوليك وحده أو مع الوجبات
    البيوتين وحده أو مع الوجبات
    PABA حمض بارا-أمينو بنزويك وحده أو مع الوجبات
    الكولين فوسفاتيدايل كولينالليسيثين وحده أو مع الوجبات
    الإينوسيتول الليسيثين وحده أو مع الوجبات
    ج حمض الأسكوربيكأسكوربات الكالسيوم وحده وليس مع الوجبات
    الفيتامينات الذائبة في الماء ما يساعدها ما يعطلها
    ب1 ب المركبالمنجنيز الكحولالمضادات الحيوية
    التوتر
    ب2 الكحولالمضادات الحيوية
    التدخين
    التوتر
    ب3 ب المركب الكحولالمضادات الحيوية
    التوتر
    ب5 البيوتينحمض الفوليك
    ب المركب
    المضادات الحيويةالتوتر
    ب6 الزنكالمغنسيوم
    ب المركب
    الكحولالمضادات الحيوية
    التوتر
    ب12 الكالسيومب المركب الكحولالمضادات الحيوية
    الطفيليات المعوية – التوتر
    حمض الفوليك فيتامين جب المركب الكحولالمضادات الحيوية
    التوتر
    البيوتين ب المركب المضادات الحيويةالأفيدين
    التوتر
    PABA حمض الفوليكب المركب المضادات الحيويةالتوتر
    الكولين ب5 الكحولالمضادات الحيوية
    التوتر
    الإينوسيتول الكولين الكحولالمضادات الحيوية
    التوتر
    ج الهيدروكلوريد الوجبات الثقيلة
    المعادن أفضل صورة لها متى تتناولها
    الكالسيوم المقتنص (المختلب)الكربونات
    السترات
    مع الأطعمة البروتينية
    المغنسيوم المقتنصالكربونات
    السترات
    مع الأطعمة البروتينية
    الحديد صور الحديدوزالمقتنص
    الجلوكونات
    مع الأطعمة
    الزنك المقتنصالجلوكونات
    الأوروتات
    الكبريتات
    على معدة خاوية بعد الظهر
    المنجنيز المقتنصالجلوكونات
    الأوروتات
    مع الأطعمة البروتينية
    الكروم (الكروميوم) المقتنصالجلوكونات مع الأطعمة البروتينية
    السلينيوم سيلينيت الصوديوم على معدة خاوية
    سلينيوم الخميرة على معدة خاوية
    المعادن ما يساعدها ما يعطلها
    الكالسيوم المغنسيومفيتامين د
    الهيدروكلوريد
    الشاي/القهوةالتدخين
    المغنسيوم الكالسيومفيتامين ب6
    فيتامين د
    الهيدروكلوريد
    الكحولالشاي/القهوة
    التدخين
    الحديد فيتامين جالهيدروكلوريد حمض الأكساليكالشاي/القهوة
    التدخين
    الزنك فيتامين ب6فيتامين ج
    الهيدروكلوريد
    حمض الفيتيكالرصاص
    النحاس
    الكالسيوم
    الكحول
    الشاي/القهوة
    المنجنيز فيتامين جالهيدروكلوريد الجرعات العالية من الزنكالشاي/القهوة
    التدخين
    الكروم (الكروميوم) فيتامين ب3الهيدروكلوريد الشاي/القهوةالتدخين
    السلينيوم فيتامين هـالهيدروكلوريد القهوة
    فيتامين هـالهيدروكلوريد الزئبقالشاي
    التدخين
    اختبار الامتصاص

    لو كان الممارس الصحي المختص يشك في احتمال أنك لا تمتص العناصر الغذائية بشكل جيد، فمن المرجح أن يأمر بإجراء أحد اختبارين. أولهما هو اختبار البراز الذي يمكن أن يقيس عدداً من العوامل التي تظهر قدرتك العامة على الهضم والامتصاص. وهذه تشمل وجود البروتينات والدهون والكربوهيدرات في البراز، مما يشير إلى تدهور قدرتك على هضم و/أو امتصاص طعامك.
    وثمة مؤشر أكثر تخصصاً يشير إلى مشكلات الامتصاص وهو اختبار النفاذية المعوية. ومع أنه توجد طرق مختلفة لتعيين النفاذية المعوية، فإنها جميعاً تشمل شرب شيء ما ثم جمع عينة من البول. وهذه العينة يتم تحليلها بعد ذلك للاستدلال على أحجام الجزيئات التي تمر خلال جدار قناتك الهضمية.
    وتلخيصاً لما سبق، نقول إنك إذا لم تكن تعاني من مشكلة في الامتصاص قد تم التعرف عليها، فإن الخطوط الإرشادية التالية يمكن أن تساعدك في تعظيم قدرتك على امتصاص العناصر الغذائية من طعامك:
    • إذا شربت الشاي أو القهوة، فلا تتناولهما مع الوجبات. وعليك بالامتناع عن الكحوليات في كل الأوقات.
    • لا تفرط في تناول القمح ومنتجاته.
    • تناول مكملات عالية القوة من الفيتامينات والمعادن المتعددة، على أن تتضمن ما لا يقل عن 7500 و.د (2275 مجم) من فيتامين أ و 15 مجم من الزنك، وتناول المكملات مع الطعام.
    • تناول مكملاً من الجلوتامين بجرعة مقدارها 5 جم قبل النوم.

  8. #1268
    جولة داخل الجهاز الهضمي


    إن جسم الإنسان يُشبه كعكة حلقية الشكل. ففي القناة الهضمية (التي تمثل الثقب الذي في منتصف الكعكة) يتم تحليل فتات الطعام الكبيرة إلى دقائق أصغر حجماً، وهذه يمكن أن تمتص إلى داخل أنسجة الجسم. ويبلغ طول القناة الهضمية (التي تعرف طبياً بالقناة المعدية المعوية) عشرة أمتار وتتصل بها أعضاء مختلفة تنتج عصائر هضمية مهمة.
    مراحل الهضم



    الفم

    يبدأ الهضم من الفم حيث تبدأ عملية مضغ الطعام من أجل تفتيته. ويتصل بتجويف الفم الغدد اللعابية التي تنتج اللعاب. واللعاب له دور مزدوج: وهو تزليق الطعام لجعله سهل البلع وأيضاً بدء عملية الهضم. واللعاب سائل غني بإنزيم هضمي يسمى التيالين (اللعابين) الذي يمكنه تحليل الكربوهيدرات. ثم يمر الطعام إلى أسفل خلال الحلق، ثم عبر المريء، حتى يصل إلى داخل المعدة.
    المعدة

    تمثل المعدة بيئة أو وسطاً يتم التحكم فيه بدقة مع وجود صمام من أعلى (العضلة العاصرة الفؤادية) وآخر من أسفل (العضلة العاصرة البوابية) لمنع العصارات الهاضمة الحمضية من الإفلات من المعدة. ويتم إنتاج حوالي لترين من هذه العصارات كل يوم من خلايا جدار المعدة. وهي تساعد في استمرار عملية هضم الطعام لاسيما البروتين، وتعمل على قتل البكتريا الضارة وغيرها من الكائنات الدقيقة غير المرغوب فيها. والطعام (الذي يطلق عليه في هذه المرحلة اسم الكيموس Chyme) يمكن أن يبقى محتبساً في المعدة لمدة ساعتين إلى خمس ساعات قبل أن يتم إطلاقه إلى الأمعاء الدقيقة.
    الأمعاء الدقيقة

    بصفة عامة يمكننا القول إن الأمعاء الدقيقة هي المكان الذي يتم فيه امتصاص العناصر الغذائية. ولكن هذا لا يحدث على الفور. بل إن الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، الذي يسمى العفج أو المعي الاثنا عشري، يعتبر هو النقطة الساخنة في عملية الهضم، لأنه المكان الذي يتم فيه صب العصارات الهاضمة من الكبد والبنكرياس عبر القناة الصفراوية والقناة البنكرياسية. إن هاتين العصارتين هما العاملان الرئيسيان في متابعة عملية الهضم وتحليل الطعام، وإن كان جدار الأمعاء الدقيقة ينتج أيضاً عصاراته الهاضمة.
    وبعد العفج يأتي القسم الأوسط من الأمعاء الدقيقة، وهو المعي الصائم، وفيه يتم امتصاص معظم العناصر الغذائية إلى الجسم. والجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة يسمى المعي اللفائفي، ويتصل بالأمعاء الغليظة أو القولون. ويستمر هضم الكيموس ويتم امتصاص المزيد من العناصر الغذائية، وما يتبقى من الكيموس يمر عبر الأمعاء الدقيقة بحركة عضلية موجية الشكل تسمى الحركة الدودية الدافعة (أو التمعجية).
    الأمعاء الغليظة (القولون)

    إن كانت الأمعاء الدقيقة مختصة أساساً بالهضم والامتصاص، فإن الأمعاء الغليظة تجهز ما يتبقى من الكيموس (وهو أساساً ألياف غير مهضومة، وطعام غير مهضوم، وبكتريا وخلايا ميتة) لطرده خارج الجسم. وهذان الجزءان الرئيسيان -الجزء المختص بتجهيز الطعام ومعاملته ويمكن تشبيهه “بمطبخ البيت”، والجزء المختص بالتخلص من “القمامة” أو الفضلات- يبقيان منفصلين كل عن الآخر عن طريق صمام عضلي أو عضلة عاصرة تسمى الصمام اللفائفي-الأعوري. وإذا لم يؤدِ هذا الصمام مهمته كما ينبغي، فسيكون ثمة خطر أن تتحرك الكائنات غير المرغوبة من الأمعاء الغليظة إلى الأمعاء الدقيقة؛ مما يؤدي إلى حدوث حالات العدوى المعوية.
    وصحيح أن بعض العناصر الغذائية يتم امتصاصها من القولون، إلا أن دوره الرئيسي هو أن يعيد امتصاص الماء من الكيموس وأن يمرر مادة الفضلات (النفايات) البرازية عبره، حتى تكون جاهزة لطردها. ويتم إعادة امتصاص حوالي لتر من الماء يومياً بهذه الطريقة. ومرة أخرى، نجد هنا الانقباضات العضلية التمعجية تساعد في تحريك محتويات الأمعاء من الفضلات في داخلها حتى تصل إلى المستقيم، وهو الجزء الأخير من القولون. وحينما يمتلئ المستقيم بما فيه، فإن هذا ينبه عملية التبرز.
    وهذه العملية، أي التبرز، بالإضافة إلى كونها تطرد مادة الطعام غير المهضومة، أو غير الممتصة، فإنها أيضاً تخلص الجسم من مواد أخرى، شاملةً مواد ضارة (ومنها كائنات دقيقة وسموم مختلفة) وخلايا دم ميتة وكوليسترول.

  9. #1269
    مساعدة عملية الهضم وخلط الأطعمة


    كثير من الناس يجدون أن بعض الأنواع أو بعض التركيبات (أو الأخلاط) من الأطعمة لا تناسبهم. وبناءً على هذه الملاحظة وبناءً أيضاً على البحث الذي أجراه دكتور هوارد هاي في مجال الصحة والتغذية ابتكر هذا العالم في فترة الثلاثينيات من القرن العشرين خطة لنظام غذائي عرف باسم خلط الأطعمة (أو تركيب الأطعمة)، وقد ساعدت هذه الخطة الملايين من الناس في الحصول على صحة أفضل.
    وكانت العناصر الرئيسية في النظرية الأصلية لدكتور هاي أن تأكل الأطعمة المكونة للقلويات، وأن تتجنب الأطعمة المكررة والمصنعة بدرجة مكثفة، وأن تأكل الفواكه بمفردها، ولا تخلط الأطعمة الغنية بالبروتينات بالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.
    وكما رأينا، فإن البروتينات والكربوهيدرات يتم هضمها بشكل مختلف. فهضم الكربوهيدرات يبدأ في الفم حينما يبدأ إنزيم الأميلاز الهاضم، الذي يوجد في اللعاب، في التفاعل مع الطعام الذي تمضغه. وما إن تبتلع الطعام ويدخل إلى الوسط الحمضي نسبياً في المعدة حتى يتوقف الأميلاز عن العمل. وحينما يترك الطعام المعدة ويصل إلى الأمعاء، حيث يصير الوسط الهضمي أكثر قلوية، عندها فقط يمكن أن تتولى الموجة الثانية من إفراز إنزيمات الأميلاز (وهذه المرة تفرز من البنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة) استكمال هضم الكربوهيدرات.
    ومن ناحية أخرى، فإن البروتين لا يُهضم أبداً في الفم. فإنه يحتاج إلى الوسط الحمضي للمعدة، وقد يبقى مستقراً في المعدة لعدة ساعات حتى يتم تحليل كل البروتينات المعقدة إلى مجموعات صغيرة من الأحماض الأمينية. وهذا يحدث فقط في المعدة بفضل المستويات العالية من حمض الهيدروكلوريك الضروري لتنشيط إنزيم الببسين الهاضم للبروتين. وبمجرد أن تغادر مجموعات صغيرة من الأحماض الأمينية المعدة فإنها تقابل إنزيمات الببتيداز (مرة أخرى من البنكرياس) التي تحللها إلى أحماض أمينية مفردة جاهزة للامتصاص.
    الخرافات المتعلقة بخلط الأطعمة

    إن الأسلوب الشائع القائم على المبالغة في تبسيط الأمور يتضمن الفصل بين الأطعمة الكربوهيدراتية والبروتينية على أساس أنهما يهضمان بشكل مختلف. والحقيقة القائلة إن تناول أنواع معينة من البقول (أو الفوليات) يؤدي إلى تكون الغازات وحدوث التطبل غالباً ما يستشهد بها باعتبارها تأثيراً سلبياً لاحتواء الفوليات على كل من البروتينات والكربوهيدرات. ومع ذلك، فمن المعروف الآن أن هذا لا يعد مبرراً مقبولاً لما اكتسبته الفوليات من سمعة سيئة مرجعها أن بعض أنواع الفوليات توجد فيها بروتينات خاصة؛ منها نوع يسمى اللكتينات لا يمكن أن تهضمها الإنزيمات التي في قناتنا الهضمية حتى لو أكلنا الفوليات وحدها. ومع ذلك فهذه البروتينات يمكن أن تهضمها البكتريا التي تعيش في الأمعاء الغليظة. وعلى هذا، فإنك إذا أكلت نوعاً من الفول، فأنت لا تطعم نفسك وحدك وإنما تطعم أيضاً هذه البكتريا. وهذه البكتريا نفسها تنتج كمية من الغازات بعد تناولك قدراً لا بأس به من اللكتين. ومن ثم يحدث التطبل. وهذا في حد ذاته لا علاقة له بخلط الأطعمة. إن كثيراً من المجتمعات البشرية المتمتعة بالصحة في أنحاء العالم قد درجت على نمط غذائي يمثل الفول أو العدس طعاماً أساسياً فيه دون أن يعانوا من أية مشكلات هضمية.
    البروتينات والكربوهيدرات: أطعمة متناقضة؟

    بالطبع، نظراً لأن الأطعمة لا تتكون بكاملها من الكربوهيدرات أو البروتينات، فإنه من الناحية العملية يمكننا القول إن فصل البروتينات عن الكربوهيدرات يعني بالفعل عدم خلط الأطعمة البروتينية المركزة بالأطعمة النشوية المركزة. فاللحم يحتوي على 50% بروتين وصفر% كربوهيدرات. أما البطاطس فتحتوي على 8% فقط بروتين و 90% كربوهيدرات. وفيما بين هذا وذاك تقع الفوليات والعدس والأرز والقمح والكينوا. إذن فأين نرسم الخطوط الفاصلة، إذا رسمناها أصلاً؟!
    تطور الهضم في الإنسان

    إن قيامنا برحلة قصيرة إلى ماضي حياتنا البدائية قد يحل هذا اللغز. فإن ثمة إجماعاً عاماً على أننا معشر البشر كنا على مدى ملايين السنين نأكل طعاماً نباتياً في أغلبه، مع إضافة قليل جداً من اللحم أو السمك بين حين وآخر. وأما القردة فيمكن تقسيمها إلى نوعين مختلفين: نوع يتميز بقناة هضمية شبه مجترة ويهضم ببطء حتى أصعب الأطعمة الليفية هضماً، وهو في نمطه الغذائي يشبه البقرة إلى حد كبير؛ ونوع يتميز بجهاز هضمي أشد سرعة بكثير وأكثر تقدماً من الناحية التطورية، وينتج سلسلة كاملة من مختلف الإفرازات الإنزيمية. وإننا كبشر نندرج ضمن الفئة الثانية. فجهازنا الهضمي أكثر كفاءة ولكنه يستطيع أن يتعامل فقط مع الأطعمة الأكثر سهولة نسبياً في هضمها مثل الفاكهة وأوراق النباتات الناشئة الغضة وبعض الخضراوات (بدون أعناقها!). وتعتقد النظريات الثورية أن هذا النموذج الأحدث للجهاز الهضمي يقوم بأمرين: أولاً أنه يمنحنا دافعاً لنحسن عملية المعالجة الذهنية والحسية بحيث نعرف متى وأين نجد الطعام الذي نحتاجه؛ وثانياً أنه يمنحنا العناصر الغذائية اللازمة لتكوين مخ وجهاز عصبي أكثر تقدماً وتطوراً.
    هل كان رجال الكهوف يأكلون اللحم مع بعض الخضر؟

    إنني أعتقد أن لدينا طريقتين أساسيتين لهضم الطعام. الأولى هي لهضم البروتينات المركزة (اللحم، والسمك والبيض). فلهضم هذه الأطعمة يجب أن ننتج كميات كبيرة من الحمض المعدي والإنزيمات الهاضمة للبروتين. وعلى أية حالة، فلو أن أحد أسلافنا اصطاد حيواناً، فهل تظن أنه سيذهب إلى الغابة ليلتقط قليلاً من الخضر ليصنع “وجبة متوازنة”؟ إنني أشك في هذا وأتخيل أن أسلافنا كانوا يأكلون ما يصطادونه بما فيه من أحشاء وغيرها بأسرع وقت ممكن قبل أن يهاجمهم أحد الحيوانات الضارية ليأكل من الفريسة. وربما قضوا يومين لا يأكلون شيئاً سوى البروتين الحيواني المركز (من لحم الفريسة). وعلى أية حال، فإن اللحم العضوي النيء الطازج مغذٍ بدرجة عالية.
    الفاكهة: الفارس الوحيد

    في بعض أوقات السنة يجب أن نتناول أنواعاً معينة من الفاكهة. ولا شك أننا لسنا المخلوقات الوحيدة التي تأكل الفاكهة. ونظراً لأن الفاكهة هي أساساً أفضل وقود للحصول على طاقة فورية، إذ تحتاج إلى القليل جداً من الهضم، فإن بإمكاننا بسهولة أن ننتج الإنزيمات والهرمونات الضرورية لمعالجة كربوهيدراتها البسيطة. ومرة أخرى أقول إننا غالباً ما نأكل الفاكهة وحدها. فعلى أية حال، إذا أكلت ثلاث أصابع موز، فلن تشعر برغبة شديدة في أن تأكل الخضراوات بعدها مباشرة.
    وهناك أنواع كثيرة من الفواكه اللينة تتخمر سريعاً بعد نضجها. وهي تفعل نفس الشيء إذا وضعتها في وسط دافئ وحمضي وهو ما يكون داخل المعدة. وهذا ما يحدث إذا أكلت شريحة من اللحم وقطعة من البطيخ أو الشمام بشكل متتابع فوري. لذا، فإن نصيحة د. هاي بأن تأكل الفاكهة منفصلة عن غيرها من المأكولات نصيحة معقولة جداً. إذ إن الفاكهة تستغرق حوالي 30 دقيقة حتى تمر خلال المعدة، بينما يستغرق البروتين المركز ساعتين إلى ثلاث ساعات. وهذا يعني أن أفضل وقت لتناول الفاكهة هو أن تتناولها كتصبيرة (سناك) قبل أية وجبة بأكثر من 30 دقيقة، أو بعد أية وجبة بما لا يقل عن ساعة إلى ساعتين، وربما أكثر من هذا إذا أكلت كمية كبيرة من البروتين المركز. والاستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو خلط الفواكه التي لا تتخمر بسهولة مثل الموز أو التفاح أو الكمثرى (لاسيما الأصناف الصلبة منها) بالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة (أو المركبة) مثل الشوفان أو الدخن. وهكذا فمن الجائز تناول عصيدة التفاح (تفاح مع دقيق) أو الموز بالجاودار الكامل.
    التوازن الصحي

    يبدو، مع ما قيل سابقاً، أن أسلافنا في أغلب الأحيان كانوا يأكلون غذاءً نباتياً متفاوتاً في نوعيته. وهذا يعني أنهم كانوا يأكلون الخضراوات الورقية والخضراوات الجذرية والمكسرات والبذور والبقول والنباتات الناشئة. وهذا ما أفترض أنه النوع الثالث من أنواع الهضم أو من أنواع القناة الهضمية وأكثرها شيوعاً، وهو ما يتعامل مع خليط من الأطعمة يحتوي على خليط من الكربوهيدرات والبروتين، ولكنه لا يكون بروتيناً مكثفاً مثل اللحم. ولا أرى أية مشكلة في خلط الأرز والعدس والفول والخضر والمكسرات والبذور.
    وصحيح أن فصل البروتينات المركزة عن الكربوهيدرات المركزة قد يجعل الهضم أسهل قليلاً، ولكن من المعروف الآن أن إضافة البروتين إلى وجبة من الكربوهيدرات يبطئ انطلاق السكريات من الكربوهيدرات مما يجعل المحافظة على استقرار مستوى السكر في الدم أكثر سهولة. وهذا يكون مفيداً بصفة خاصة كجزء من نظام لإنقاص الوزن ولجعل مستويات الطاقة مستقرة. لذا فإن فصل البروتين عن الكربوهيدرات قد يكون مفيداً جداً لاستعادة الهضم السليم لأولئك الذين يعانون نقصاً إنزيمياً، ولكنه ليس بالضرورة أسلوباً ثابتاً في الحياة.
    وباختصار، يمكن ضغط قضية خلط الأطعمة في خمس خطوات بسيطة (مبينة في الشكل). ولو كان أحد الأشخاص ما زال يعاني مشكلات في هضم تلك الأخلاط من الطعام فقد تكون لديه حالة نقص إنزيمي، أو حالة عدم تحمل للأطعمة أو ضعف في بنيته الجسدية.

    بصفة عامة، لكي تساعد عملية الهضم لديك، عليك بمراعاة ما يلي:
    • تناول 80% في صورة أطعمة مسببة للقلوية و20% أطعمة مسببة للحموضة. وهذا يعني تناول كميات كبيرة من الخضراوات والفواكه والأطعمة البروتينية الزهيدة مثل الفول والعدس والحبوب الكاملة بدلاً من اللحم والسمك والبيض.
    • تناول الفواكه سريعة التخمر والفواكه الحمضية بمفردها كتصبيرات. فأغلب الفواكه اللينة تتخمر بسهولة. وهي تشمل الخوخ والبرقوق والمانجو والفراولة والبطيخ والشمام. وكذلك، فإن الفواكه عالية الحمضية (رغم أنها مسببة أو مكونة للقلوية) قد تثبط أيضاً هضم الكربوهيدرات. وهذه تشمل البرتقال والليمون والجريب فروت والأناناس. وجميع هذه الفواكه تحتاج إلى قليل من الهضم، وتطلق محتواها من الفركتوز الطبيعي بسرعة. فتناولها منفردة كتصبيرة حينما تحتاج إلى منشط للطاقة.
    • تناول البروتين الحيواني منفرداً أو مع الخضراوات. تحتاج البروتينات المركزة (مثل اللحم والسمك والجبن الصلب والبيض) إلى كميات كبيرة من الحمض المعدي وإلى مكثها لوقت طويل في المعدة (حوالي ثلاث ساعات) لكي تهضم. لذا لا تخلط الأطعمة التي تطلق محتواها السكري سريعاً أو الأطعمة سريعة التخمر مع البروتين الحيواني.
    • تجنب جميع الكربوهيدرات المكررة، وتناول الكربوهيدرات غير المكررة وسريعة الإطلاق للسكريات مع الكربوهيدرات غير المكررة بطيئة الإطلاق للسكريات. فالفواكه سريعة الإطلاق للسكريات التي لا تتخمر بسهولة مثل الموز والتفاح وجوز الهند يمكن خلطها بالأطعمة النشوية الكربوهيدراتية بطيئة الإطلاق للسكريات مثل الشوفان والدخن.
    • لا تأكل بعد استيقاظك من النوم إلا بعد مرور فترة كافية. اترك مدة لا تقل عن ساعة بين استيقاظك من النوم وتناولك للطعام. فإذا كنت تمارس الرياضة في الصباح، يمكنك تناول الطعام بعد ذلك. ولا تبدأ يومك باستعمال مادة منبهة (مثل القهوة أو الشاي أو السجائر). فهذه الحالة من التوتر تثبط الهضم. وتناول فقط أطعمة الفطور المحتوية أساساً على كربوهيدرات مثل الأطعمة النشوية مع الفواكه غير سريعة التخمر أو الفواكه وحدها أو التوست المصنوع من حبوب الجاودار الكاملة.

  10. #1270
    مرض الأمعاء الملتهبة

    على عكس التشخيص الأكثر اتساعاً وغموضاً لمتلازمة الأمعاء المتهيجة، فإن مرض كرون والتهاب القولون والالتهاب الردبي كلها أمراض التهابية يمكن بالفعل تشخيصها بوجود الالتهاب على طول القناة الهضمية. وعلى الرغم من أن النصائح المتعلقة بمتلازمة الأمعاء الملتهبة تنطبق أيضاً على هذه الحالات المذكورة، فإن التركيز عند تصحيح هذه الحالات يجب أن يكون على إزالة أسباب الالتهاب وتقليل الالتهاب نفسه وعلاج القناة الهضمية.
    والردوب Diverticula هي جيوب تتكون في الأمعاء الغليظة ويمكن أن تلتهب، مما يسبب حالة الالتهاب الردبي Diverticulitis. ويحدث أساساً كعاقبة لتناول غذاء سيئ قليل الألياف. وهذا يمكن أن ينطبق أيضاً على الحالات الأخف وطأة من التهاب القولون التي تكون مختلفة تماماً عن مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. وهذان هما النوعان الرئيسيان لما يعرف بمرض الأمعاء الملتهبة أو IBD على سبيل الاختصار. وهما أكثر تعقيداً بكثير، ويشملان ردود فعل غير طبيعية من جهاز المناعة، وربما حالات من الحساسية والنفاذية المعوية وعوامل وراثية. واليوم نجد مرض كرون والتهاب القولون التقرحي يصيبان واحداً من كل ألف شخص، وإذا لم يتحقق العلاج السليم، فقد يستلزم الأمر إجراء جراحة لاستئصال الجزء التالف من القناة الهضمية.
    ويعتمد تشخيص حالة شخص ما باعتبارها مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي على موقع الالتهاب ونوعه بالإضافة إلى الأعراض. فالتهاب القولون التقرحي يسبب التهاب بطانة القولون فقط، والأعراض التقليدية هي نزول دم ومخاط، وحدوث ألم قبل التبرز، وإحساس عام بالتعب، وفي الحالات الأكثر شدة يحدث إسهال. أما مرض كرون فيمكن أن يصيب أي جزء من الأمعاء (وإن كان يصيب الجزء الأخير غالباً من الأمعاء الدقيقة وهو المعي اللفائفي) بصورة أكثر شدة؛ إذ يحدث تغلظ للجدار المعوي، مع بقاء الأجزاء الواقعة فيما بين الأجزاء الملتهبة سليمة في الغالب.
    مرض الأمعاء الملتهبة: معادلة معقدة

    في حين أنه لا يوجد علاج شامل لمرض الأمعاء الملتهبة، فإن الصورة المعقدة لهذا المرض تبرز من عدد من العوامل المسببة التي تؤدي معاً إلى التهاب الأمعاء. وهذه العوامل تشمل:
    – ميلاً وراثياً لحدوث الالتهاب.
    – حالات معينة من الحساسية للأطعمة.
    – الديسبيوزيس، ويشمل اختلال التوازن البكتيري وحالات العدوى.
    – زيادة النفاذية المعوية.
    – مشكلات إزالة السمية.

    وفي دراسة أجريت على الأطفال في منطقة نيوكاسل وجد باحثون من مستوصف فيكتوريا الملكي أن المصابين بمرض كرون لديهم زيادة مقدارها ستة أضعاف في النفاذية المعوية. وفي دراسة أخرى أجريت في مستشفى سانت بارثولوميو في لندن على أطفال مصابين بمرض كرون وبارتفاع في النفاذية المعوية تم إطعام أولئك الأطفال بغذاء مكون من عناصر غذائية خالصة (أي ليس طعاماً عادياً أو طبيعياً) لمدة ستة أسابيع. ونتيجة لذلك كان ثمة تحسن جذري في أعراضهم المرضية وفي درجة نفاذية أمعائهم. وبالفعل فقد وجد كثير من الباحثين أن النظم الغذائية قليلة المواد المسببة للحساسية يمكن أن تحقق تفريجاً ملحوظاً لكل من مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. وقد لوحظ أن أكثر الأطعمة تسبباً في الحساسية هي القمح واللبن والخميرة، وإن كان النظام الغذائي المثالي يتفاوت من شخص لآخر.
    وعلى هذا، فإن أول خطوة في تصحيح المرض هي التعرف على الأطعمة المسببة للحساسية والامتناع عنها. والخطوة التالية هي تصحيح الديسبيوزيس وإعادة تطعيم القناة الهضمية بالبكتريا النافعة السليمة. وهناك بعض الدلائل على أن اختلال التوازن البكتيري يمكن أيضاً أن يؤثر بالضرر على الوظائف المناعية؛ مما يؤدي إلى زيادة الالتهاب في القناة الهضمية، لذا فإن موازنة البكتريا أمر مهم. والحمض الأميني “الجلوتامين” مهم بصفة خاصة في معالجة القناة الهضمية.
    إن العلاج الطبي الرئيسي للمرض هو استخدام العقاقير المضادة للالتهاب لتهدئة الالتهاب، أو أدوية للحد من التفاعلات المناعية للجسم. وهذه العقاقير فعالة ولكنها لا تفعل شيئاً للتعامل مع الأسباب الحقيقية للالتهاب. يقول دكتور جيفري بلاند، أحد الرواد في مجال الوسائل الجديدة في مواجهة الالتهاب: “بدلاً من التفكير بطريقة أن معاناة الألم تعني استخدام العقاقير، فلنفكر في أن الالتهاب هو أسلوب يتبعه الجسم ليقول إن شيئاً ما خطأ. الالتهاب هو مشكلة “جهازية” أي معممة في أجهزة الجسم المختلفة وليست ظاهرة موضعية أي مخصصة لموضع معين بالجسم، وفي إطار هذه المشكلة نجد أن فسيولوجية الجسم قد تحولت إلى حالة من الإنذار”. فكأن هناك سلسلة من الاختلالات الأساسية في كيميائية الجسم تتراكم وتتنامى ثم تنفجر فجأة حينما لا يعود الجسم قادراً على مواجهة مجموعة من الظروف والأحوال. والألم الحقيقي هو انكسار الموجة، رغم أن الموجة كانت آتية منذ وقت طويل.
    ومن هذا المنظور، فإنه توجد عوامل عديدة تمهد الطريق للالتهاب، ثم عوامل تطلق عيار الأعراض المرضية. حقاً إن معظم النار من مستصغر الشرر، وكثيراً جداً ما نجد القشة التي قصمت ظهر البعير هي الملومة في هذه المشاكل. ومن الأقوال الشائعة على ألسنة أولئك المرضى: “لقد بدأ التهاب القولون لدي حينما تفككت أواصر زواجي” أو “منذ أن أصبت بالأنفلونزا بدأت أشعر بألم في بطني”. وهذه المسببات مهمة؛ وقد تشمل: صدمة ما، أو حالة حساسية، أو حالة عدوى، أو أحد السموم، أو التعرض لكثير من المؤكسدات. وحقاً، إن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن اللقاح الثلاثي المستخدم بغرض الوقاية من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية MMR، والذي يسبب كل تلك الحالات من العدوى بشكل فعلي، يزيد أيضاً قابلية الإصابة بمرض كرون. وكنت آمل لو أن شخصاً سليماً هو من يتعرض لتلك التحديات الصحية، ولكن ما حيلتي لو كان من يتعرض لها شخصاً يعاني من مشكلات أضعفت قواه أو قدرته على المقاومة أصلاً، مثل العوامل الوراثية السيئة، أو سوء الحالة الغذائية. والتي قد تجعل ذلك الشخص لا يمتلك “رصيداً كافياً في بنك الصحة”. وفي هذه الحالة قد يصيب أقل توتر ذلك الشخص بحالة التهابية مؤلمة. فيجب الالتفات إلى كل هذه العوامل من أجل استعادة الصحة الضائعة.
    العملية الالتهابية
    العوامل الطبيعية المضادة للالتهاب

    لحسن الحظ أن هناك عدداً من العوامل الطبيعية المضادة للالتهاب. وهذه تشمل:
    – البوسويليا سيراتا: يعرف أيضاً باللبان (البخور) الهندي. وقد ثبت أنه عامل طبيعي قوي جداً كمضاد للالتهاب، فضلاً عن خلوه من الآثار الجانبية التي تتصف بها العقاقير السائدة. فالعقاقير المضادة للالتهاب والمسكنة للآلام مثل الأسبرين والفينيل بيوتازون تهيج القناة الهضمية، مما يسبب أعراضاً سيئة في أكثر من 20% من مستخدميها على المدى الطويل. وهي تعمل عن طريق إعاقة قدرة الجسم على إنتاج الكيميائيات الالتهابية المشتقة من الدهون الغذائية. وتحقق الأحماض البوسويلية التي في هذا العشب آثاراً مضادة للالتهاب يمكن مقارنتها بما تحققه العقاقير ولكن دون الآثار الجانبية الضارة بالأمعاء.
    – الكركمينات: هي مستخلصات من الكركم، وقد وجد أن لها خصائص قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب. والكركمينات Curcumins لها طريقة تأثير أو كيفية فعل مثل حمض البوسويليك، وإذا أضيف إلى استعمالها تطبيق برنامج للتغذية المثالية الجيدة ويشمل تناول أحماض ضرورية مضادة للالتهاب، فهذا قد يحقق فعالية مثل العقاقير على الأقل.
    – زيوت السمك: غنية بدهون الأوميجا 3 لاسيما EPA و DHA، وقد عرفت بتأثيرها في مكافحة الالتهاب. وهذه الدهون الطبيعية المضادة للالتهاب تكون متوفرة بصفة خاصة في الأسماك المفترسة (أي آكلة اللحوم) التي تأكل الأسماك الصغيرة التي تأكل بدورها البلانكتون (وهو الغذاء البحري المكون من كائنات نباتية دقيقة). وكل خطوة إلى أعلى في سلسلة الغذاء تلك تعمل على تركيز هذه الزيوت (وعلى هذا، فإن سباع البحر التي تتغذى على الأسماك آكلة اللحوم تكون لحومها غنية جداً بهذه الزيوت المفيدة).
    – عرق السوس والبابونج: لهما مفعول مشهور كمضادين للالتهاب.
    هذا الأسلوب الطبيعي للتغلب على مرض الأمعاء الملتهبة هو أمر معقد بالفعل، مثل المشكلة نفسها، ويفضل تطبيقه بالتعاون مع أخصائي مؤهل في التغذية الإكلينيكية. وأخصائي التغذية يمكنه أن يجري لك الاختبارات الضرورية، وأن يسدي لك النصيحة فيما يتعلق بالنظام الغذائي والمكملات اللازمة لكل مرحلة تتعلق بالتخلص من سبب الالتهاب، وتهدئة الالتهاب، والمساعدة في إصلاح الأمعاء التالفة. وهذا الأسلوب مبني على فهم حقيقة أن الالتهاب والألم هما طريقة الجسم في طلب النجدة، وأن النظام الغذائي الذي يتبعه الشخص المريض والعوامل المتعلقة بنمط حياته قد تعدت قدرة الجسم على التأقلم. فبدلاً من تثبيط الالتهاب باستخدام العقاقير، فإن الوسائل الطبيعية تهدف إلى التعرف على العوامل المسببة للمرض لتلافيها واستعادة التوازن في الجسم.

صفحة 127 من 146 الأولىالأولى ... 2777117125126 127128129137 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال