يجورُ الوردُ إن باهى بحسنٍ
فطيبُ شذاهُ من عسلِ الرضابِ
شفاهٌ لو نصبْتَ الغيمَ دِثراً
إذا لثَمَتْ فمي مزقَتْ نقابي
بجفنيهِ يصيدُ الليلُ بدراً
وبالرمشينِ يومىءُ بالغيابِ
وفوق الهُدبِ نجمٌ في رواحٍ
وفي لألاءِ عينيهِ اغترابي
يفوحُ المسكُ من ثغرٍ محلَّى
فيغرِقُ عطرُهُ أرضَ اليبابِ
كأنِّي نحلةٌ أقتاتُ شهداً
يراقُ على الشفاهِ بلا حسابِ
ويحبو فوق خدَّيهِ نسيمٌ
تثنَّى في ذهابٍ أو إيابِ
فأودعتُ الكفوفَ السُمرَ خصراً
كما الغيمُ المعانقُ لِلسحابِ
أراهُ القلبُ يبكي من فراقٍ
كما الماءِ الأُجاجِ على التُرابِ
وما جُرِّعتُ صبراً غيرَ أني
شربتُ الكأسَ من لُججِ العذابِ
أمنِّي النفسَ يا حبَّاً براني
بطيبِ هوىً وبالعسلِ المذابِ
أُوقّي القلبَ آمالاُ فقد لا
تراه العينُ من سقَمِ اللُّبابِ
ثنتْ عنِّي مسرَّاتٌ فعهدٌ
عليَّ الشمسُ تبقى في احتجابِ
وقل لي أنَّ حبَّا أنت فيهِ
سيبقى حين يوقظني اضطرابي
وأوعِدني شباباً ليس يفنى
هي الحسْراتُ قد وقفتْ ببابي
فلا يُشفى سقامٌ إن حبيبٌ
أتى بالحلمِ من رحِمِ السرابِ
فمُروي القلبَ إن أثراهُ عشقٌ
كبوحِ الحبِّ يسمو بالعتابِ