ليلة الاحد 23 مايو 1999 انقطعت الكهرباء فى كل يوغسلافيا فجأة مع ان لم يسمع احد اى اصوات لانفجارات او قصف ...(كانت امريكا قد بدأت القصف قبلها بيومين ولكنها توقفت عن القصف منذ صباح الاحد) ... ثم توقفت فجأة جميع نظم شبكات الكومبيوتر وشبكات الهاتف ... كانت هذه الليلة منعطف فى تاريخ الحروب الاليكترونية ..
تبين فيما بعد ان امريكا قصفت 5 محطات كهرباء صربية كل منها بقنبلة إلكترونية جديدة "CBU94" من طائرة شبح أمريكية "F117" .. وعندما انفجرت القنبلة على ارتفاع معين خرجت منها ملفات سلكية خاصة انتشرت في الجو كشبكة العنكبوت فوق خطوط الضغط العالي فعطلتها وتوجد بداخل كل قنبلة "CBU94" عدة قنابل أخرى تنطلق من داخلها في الجو، وكل واحدة منها مزوَّدة بمظلة صغيرة بحيث تصيب محطات الطاقة الكهربائية والاتصالات التليفونية بالشلل التام.
المثير ان اول استخدام تجريبى للقنابل الاليكترونية كان فى حرب الخليج 1991 ... وتم استخدامها فى تعطيل بث التليفزيون العراقى فى 2003 دون ان يتم خدش زجاج فى المبنى !! كانت الصدفة وراء اكتشافها .. ففى الخمسينات تعطلت الاتصالات تماما فى هاواى بسبب تفجير نووى على بعد 1000 ميل بسبب الموجات الكهرومغناطيسية.
اهتمت روسيا (الاتحاد السوفيتى) اهتمام كبير بتطوير القنابل الكهرومغناطيسية للتغلب على فرق التطور للأجهزة الالكترونية المتقدمة لامريكا حتى انتجت قنبلة نووية صغيرة تقوم بتسخين طبقة الايونوسفير الجوية لإعاقة الاتصالات اللاسلكية التي تستخدم هذه الطبقة فوق البلد الخصم.
فى 2006 عرض الباحثون الاميركيون فى شركة «سكراينر انجنيرنج» بالاشتراك مع سلاح المهندسين بالجيش الامريكى سلاحا الكترونيا يرسل موجات راديوية يمكنها تخريب اي جهاز الكتروني خلال ثوان. بدون الحاجة لاى تفجير وكان مدى الجهاز الفعال 3 كم... ويستعمل مرة واحدة ... جرى تطوير كبير للسلاح فتضاعف مداه عشرات المرات واصبح الان يستخدم عده مرات.
الغريب فى الامر ان كل من روسيا وامريكا وبريطانيا اوقفت تطوير الاسلحة النووية الصغيرة المصممة لتفجيرات الغلاف الجوي العلوي لوقف الاتصالات بعد توقيع اتفاقيات الحد من التسلح ... الا ان امريكا وحدها مازالت تنتج القنابل الاليكترونية لوقف الاتصالات والكهرياء وتدمير اى جهاز اليكترونى.