كيف نحارب الأنا؟
الجواب: محاربة الأنا من جهتين؛ الأولى: هي في هذا العالم الجسماني، والثانية: في الملكـوت
والعالم الروحاني، فالإنسان مركب من الجسم والروح (أو النفس وهي الناطقة المغروسة في الجنان
في أدنى مراتب الروح).
• أما محاربة الأنا في هذا العالم الجسماني فتتم بالتحلي بمكارم الأخلاق، وأهمها الكـرم، قـال
، فعلى المؤمن أن ينفق في سبيل االله (1) تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾
على الفقراء والمساكين وعلى اجملاهدين، ويوفر لهم العدة اللازمة لقتال عدو االله، وخير الكرم مـا
كان عن حاجة أو قلة ذات يد، ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾. كما علـى
المؤمن أن لا يحب التقدم على المؤمنين أو المراكز القيادية، ورد في الحديث عن الرسـول ص مـا
معناه: (من تقدم على قوم مؤمنين وهو يعلم أن فيهم من هو خير منه أكبه االله على منخريه في
، وأكتفي بهذا القدر وأترك التفريع والتفصيل للمؤمنين. (2) النار)
• أما محاربة الأنا في العالم الروحاني فتتم بالتدبر والتفكر، قال رسول االله ص لعلي ع مـا
معناه: (يا علي ساعة تفكر خير من عبادة ألف عام).
وتعال معي يا أخي المؤمن لنتفكر في حالنا المخزي بين يدي االله سبحانه وتعالى، وليكن أحدنا
من يكون، هب أنك أحد الثلاث مائة وثلاثة عشر، وهب أنك أحد النقباء الإثني عشـر منـهم،
وهؤلاء هم خيرة من في الأرض، يقول فيهم أمير المؤمنين ع ما معناه: (بأبي وأمي هم من عدة
، وقالوا فيهم: (إنّ الأرض تفتخر (3) أسماؤهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة ...)
، وبكى لأجلهم الصادق ع قبل أكثر من ألف عام، ودعا لهم وقـال مـا (4) بسيرهم عليها)
معناه: (يا رب إن كنت تريد أن تعبد في أرضك فلا تسلط عليهم عدواً لك)، وقال الصـادق
ع ما معناه: (ما كانوا كذلك لولا أهنم خلقوا من نور خلق منه محمد ومن طينة خلـق
. (5)