لماذا الكلب أنجس وأوفى حيوان في نفس الوقت بينما النجاسة لا تلائم الوفاء؟
الجواب: بسم االله الرحمن الرحيم
والحمد الله رب العالمين، وصلى االله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
لما خلق االله آدم ع وضعه في باب الجـنة أربعين سنة تطأه الملائكـة قبل أن ينفخ فيه
(1) الروح
، ليكون ذليلاً في نفسه، فلما مرعليه إبليس (لعنه االله) وكان مع الملائكة بصق عليه،
فوقع بصاق إبليس (لعنه االله) على بطن آدم ع، فأمر االله الملائكة برفع الطينة التي وقعت عليها
بصقة إبليس (لعنه االله) فأصبح موضعها شبيه بالحفرة وهو السرة، والموجودة الآن في بطن
التي عليها بصاق إبليس (لعنه االله) الكلب.
(2) الإنسان.وخلق االله من تلك الطينة
فالكلب مخلوق من طينة نبي وهو آدم ع، ومن بصاق إبليس (لعنه االله)، ولذا فهو أنجس
حيوان ؛ لأنه خلق من بصاق إبليس (لعنه االله)، وأوفى حيوان؛ لأنه خلق من طينة نبي. فاجتمع في
الكلب وفاء الأنبياء، ونجاسة الشيطان إبليس (لعنه االله)، فسبحان المؤلف بين النور والديجور، هذا
بالنسبة لنفس الكلب. أما جسده الجسماني فقد خلق أيضاً من بزاق إبليس (لعنه االله)، ومن الطين
. (3) بعد نزول آدم إلى هذه الأرض
(كتاب المتشابهات)
*******************************************
1- قال أبو جعفر: (وجدناه هذا في آتاب أمير المؤمنين ع، فخلق االله آدم فبقي أربعين سنة مصوراً فكان يمر به إبليس
اللعين فيقول لأمرٍ ما خلقت، فقال العالم ع: فقال إبليس لئن امرني االله بالسجود لهذا لأعصينه، قال: ثم نفخ فيه . . )
تفسير القمي : ج1 ص41.
2- وهذه الطينة هي المرفوعة التي ذآرها السيد أحمد الحسن في المتشابهات حيث قال: (إن آدم خلق من طين، أي
من هذه الأرض، ولكنه لم يبقَ على هذه الأرض فقط ، وإنما رفع إلى أقصى السماء الدنيا، أي السماء الأولى، أو قل إلى
باب السماء الثانية ...... وهذا الرفع لطينة آدم يلزم إشراق طينته بنور ربها ولطافتها) المتشابهات : ج1 / إجابة سؤال
رقم (3)، حول نبي االله آدم ع.
3- عن أمير المؤمنين ع: (إن النبي سئل مما خلق االله عز وجل الكلب؟ قال خلقه من بزاق إبليس، قال: وآيف ذلك
يا رسول االله؟ قال: لما أهبط االله عز وجل آدم وحوا إلى الأرض اهبطهما آالفرخين المرتعشين فغدا إبليس الملعون إلى
السباع وآانوا قبل آدم في الأرض، فقال لهم: إن طيرين قد وقعا من السماء لم ير الراؤون أعظم منهما تعالوا فكلوهما،
فتعاوت السباع معه وجعل إبليس يحثهم ويصيح بهم ويعدهم بقرب المسافة فوقع من فيه من عجلة آلامه بزاق فخلق االله
عز وجل من ذلك البزاق آلبين أحدهما ذآر والأخر أنثى فقاما حول آدم وحوا الكلبة بجدة والكلب بالهند فلم يترآوا السباع
أن يقربوهم ومن ذلك اليوم صار الكلب عدو السبع والسبع عدو الكلب) قصص الأنبياء- الجزائري : ص57.