ذهبت فاستحال بعدك النهار
كأنه الغروب كأنما سحبت من خيوطه النّضار و ظلّل المدارج انكسار
و مثلها انكسرت غام في خيالي الجنوب ينوء بالخريف تعرب الكروم و الجداول انطفأن و الحفيف يموت في ذرى النخيل و الدروب
بصمتها انتظار كحل عينيك سواد نار تشب من قلبك من براعم النهود يهتف بي إذا نظرت : أنت في استعار يا أيها البركان من ورود أواه لو أشدّ عينيك إلى النهار إلى غد فوق دمي يحوم أي سماء أشعلتها رعشة النجوم
و أثقل الظلام فيها من ندى المطر نظرت من قرارها إليّ كالغيوم تكن في اربدادها الزهر يا نظرة تخطفتني ريحها السموم إلى الضفاف الخضر من نهر غرقت فيه أشعليني أطفئي اللهيب
يا نظرة يشد قلبي بالسما وتر يعزف مرّها عليه غنوة القمر .
بدر شاكر السياب