بدر شاكر السيابالمساء الأخير
برب الهوى يا شمس لا تتعجلي لعلي أراها قبل ساع الترحل سريت فأفق الغرب يلقلك باسما طروبا و أفق الشرق بادي التذلل كأن السنا إذ فارق الأرض و اعتلى رؤوس الروابي و النخيل المسبل أحاسيس أخفاها الفؤاد وصانها زمانا ففاضت من عيون و مقل و صفصافة مخضوبة الرأس بالسنا تراع بزفزاف من الريح معول تبين كعذراء من الريف أقبلت بجرتها من دافق الماء سلسل نعى لي و للناس النهار ( مؤذن ) وقد كان ينعي لي قؤادي و مأملي تمنيته لا يسمع الصوت أخرسا تمنيت لو يهوي إلى الأرض من عل ألا وقرت آذان من يسمعونه بأشلاء قلب في ضلوعي مقتل ألا نثرت من تحت أقدامه أسى حجارة ذاك المسجد المتبتل أطرت عصافير الربى حين غادرت كأن بتغريد العصافير مقتلي رأيت بها بدهر مجنح فأبغضت أشباه العدو المنكل كأنى به لما يمد جناحه يمد لأكباد الورى حد فيصل ألا ليت عمر اليوم يزداد ساعة ليزداد عمر الوصل نظرة معجل