التمريض مهنة انسانية يستطيع كل انسان ان يتعلمها ولكن لايستطيع كل من تعلمها ان يحسن القيام بها الا اذا كان يحمل معاني الانسانية.. ولكونها مهنة انسانية هي ايضا مهنة اخلاقية وعلمية لانها تعتمد على الاسس العلمية والمعرفية المستنقاة من البحوث العلمية لتبلية احتياجات الفرد والاسرة والمجتمع العراقي الحالية والمستقبلية.. وحين الانخراط بهذه المهنة فعلى الممرض او الممرضة ان يتحلى بصفات الانسان المؤمن المتسامح الصادق الذي يحافظ على اسرار المرضى ويؤدي واجباته على اكمل وجه اخذ بنظر الاعتبار مبدأ المشاركة مع بقية اعضاء الفريق الصحي وحريص على تحسين وضع التمريض في المجتمع.
... وتسليط الضوء على مهنة التمريض والستراتيجيات المستقبلية لتطوير التمريض في العراق التقينا بعدد من العاملين في هذا القطاع وكانت اول المتحدثين السيدة (راحبة رحيم) مسؤولة التعليم التمريضي المستمر في المركز الصحي في حي الاعلام وسألناها عن عمل الممرضة في الردهة، قالت: حين تعمل الممرضة في الردهة ولسنوات عديدة تكتسب خبرة كبيرة من ناحية عملها كونها مع عدد كبير من الاطباء الاختصاصيين وتتعلم الكثير ويزداد عطاؤها كلما احترمت من قبل الاطباء الذين تعمل معهم ومن قبل الادارة فتبذل كل مابوسعها لتحافظ على نجاحها وسمعتها فتكون مثالية دائما وتنتبه لبعض الاخطاء التي يقع بها الاطباء الدوريون احيانا مشيرة الى انه ذات يوم استلمت خفارتي في الساعة الثانية ظهرا ودخلت الردهة مريضة مغمى عليها بسبب ارتفاع السكر وكانت الطبيبة المقيمة قد اكملت كتابة طبلة المريضة الخاصة بالدخول وكتبت العلاج على باص صغير ويجب ان يعطى حالا للمريضة عندها ذهبت الطبية الى دار الاطباء لتناول الغذاء، عندما قرأت الباص ادركت ان الطبيبة قد وقعت في خطأ كبير بدون قصد لكن العجلة كانت السبب حيث كتبت تعطى للمريضة 10 سي سي انسولين بالوريد وغيرت العلاج للمريضة 10 يونت مع المغذي بالوريد وارسلت الباص بيد المعينة كي لايتكرر مثل هذا الخطأ وطرقت المعينة عليها الباب ودخلت واعطتها الباص وكما علمتها قالت لها دكتورة ، تقول الممرضة اخذت المريضة العلاج وعندما نظرت الى الباص صعقت واتت من الدار الى الردهة وقالت وهي ترتجف هل اخذت المريضة العلاج؟ بعدها اعطيتها قدح من الماء.. هذا الدرس سيجعلها تركز طول عملها في الطب عندما لاتكتب علاج للمرضى.. وتوجد حالات اخرى تنتبه لها الممرضة كونها العين الساهرة على راحة المرضى فبعض الحالات حصلت في الثمانينيات اذ ما ان ياخذ المريض العلاج يموت بعد دقائق مباشرة فيكتب الطبيب التشخيص (توقف القلب المفاجىء).
.. واضافت يجب ان لايستهان بالممرضة كونها لم تكمل دراستها الجامعية ولانها اختارت طريق الدخول الى هذه المهنة الانسانية العظيمة ذلك ان الدراسة سابقا كانت بهذا الشكل مدارس تمريض ثلاث سنوات وسنتان للممرضات المآذونات واختيار الفتاة لهذه المهنة لرغبتها الجادة بالعمل بالمؤسسات الصحية والعناية بالمريض هدفها السامي ولرغبتها كذلك لارتداء الزي الابيض لملاك الرحمة.. ان وزارة الصحة والمسؤولين عن شؤون التمريض لم تخطط لعملية زج عناصر التمريض بصورة صحيحة كونها شجعت الفتيات صغيرات السن الدخول في هذه المجال فدخولهن في عالم التمريض في اعمار مثل (13- 14) سنة يقعن في اخطاء كبيرة وتنعكس على هذه المهنة الانسانية.
* وهل هناك مقترحات لتطوير مهنة التمريض.؟
ـــ ان تبدأ وزارة الصحة في تطوير الممرضات العاملات حاليا في المؤسسات الصحية من خريجات مدارس واعداديات تمريض وفتح المجال لمن ترغب في اكمال الدراسة وفتح دورات تعليم اللغة الانكليزية والحاسوب كذلك وضع حوافز للمرضة بعد التخرج وتوحيد نقابة تضمن حقوق الممرضة عند تعرضها لأي حادث اوغبن.
ــ اما السيدة (ابتسام احمد) مديرة شعبة التمريض في دائرة صحة بغداد الكرخ اكدت على ضرورة توفير تعليم مستمر من نظريات ومهارات في علوم التمريض وتاهيل الخريجين وبدرجة عالية من الكفاءة العلمية والعملية والعمل على توفير رواد وقيادات مهنية لديهم مهارات علمية متميزة قادرة على صنع القرارات وتحقيق الاهداف الصحيحة في المجتمع واعمل على تشجيع البحث العلمي والقيام ببحوث تهدف الى حل المشكلات الاجتماعية والادارية والفنية التي تواجه مهنة التمريض وايجاد مؤسسة رفيعة المستوى (مديرية عامة للتمريض) قادرة على تأثير والتفاعل حاجات المجتمع وبما يتناسب مع التطورات العلمية في العالم.
.. وقالت السيدة (سعاد بشير) ممرضة منذ عام 1952، كانت هذه المهنة تعجبني رغم اعتراض الاهل بادئ الامر الا انني دخلت هذه المهنة لحبي لها وحب خدمة الاخرين وها انا اعمل في مستشفى الكرخ العام ونلت (45) كتاب شكر على عملي المتميز في مجال التمريض.. وشاركتنا الحديث (انتصار السعدي) طالبة في اعدادية التمريض في مستشفى اليرموك التعليمي ولها رأى في مهنة التمريض مؤكدة ضرورة التنسيق مع منظمة الصحة العالمية لتقديم الدعم للدورات التدريبية في القبالة والاطفال والصحة الانجابية فضلا عن تنظيم ورش عمل لتطوير مناهج التمريض وتوفير الزي والنقل.
.. بقي ان نقول ان الستراتيجيات المستقبلية لتطوير التمريض في العراق يتطلب اعداد برامج تدريبية وتعليمية قصيرة ومتوسطة وبعيدة الامر للقيادات التمريضية في مجال الادارة ودعم نقابة التمريض للقيام بدورها القيادي لخدمة وتطوير الملاكات التمريضية من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والمرضية ووضع قانون خاص بمزاولة مهنة التمريض ومنح التراخيص وآلية عمل الاستمرار في مزاولة المهنة وتجديد التراخيص فضلا عن وضع معايير وآلية عمل للعمل في القطاع الخاص بما يعزز مكانة مهنة التمريض في النظام الصحي والمجتمع وتطوير الجانب المهني للتمريض وتأسيس جمعيات تحت مظلة نقابة التمريض لدعم وتحسين اختصاصات التمريض كالقبالة والاطفال والصحة النفسية وصحة المجتمع زيادة على اعداد ادلة عمل خاصة بتعليمات وقوانين التمريض والقبالة في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الاولية وتأهيل وحدات انموذجية في المستشفيات لممارسة مهنة التمريض بشكل نموذجي وتكون مواقع تدريبية للملاكات التمريضية وطلبة التمريض وتوفير بيئة امنة نوعيا للعاملين في خدمات التمريض والقبالة وتحسين نوعية العناية التمريضية من خلال التدريب والتعليم المستمر وعمل مسح شامل للملاكات التمريضية العاملة في العراق لاستحداث قاعدة معلومات واصدار تعليمات الى المؤسسات الصحية بعدم تشغيل الملاكات التمريضية بالاعمال غير التمريضية وزيادة الحوافز للملاكات التمريضية التي تعمل ضمن وجبات العمل المسائية والليلية.