الكويت - عبد الستار ناجي
تتميز السينما البريطانية بجدية البحث عن مضامين جديدة تتجاوز من خلالها صيغ التحدي والمواجهة غير العادية مع السينما الأميركية التي تواصل هجومها وسيطرتها على أسواق العالم، ومن بينها الأسواق البريطانية والأوروبية على وجه الخصوص.
وضمن ذلك البحث الدؤوب عن المضامين والأفكار المتجددة، يأتي فيلم "هيكتور والبحث عن السعادة" للمخرج بيتر شيلسوم، معتمدا على نص روائي بالاسم نفسه من توقيع الروائي فرانسو ليلورد، والفيلم من بطولة النجم الكوميدي سيمون بيج.
ويعتمد الفيلم على حكاية الطبيب النفساني، هيكتور "سيمون بيج" الذي يصل إلى مرحلة من الإعياء والتعب نتيجة رتابة الحياة، فبعد أن درج على تقديم النصيحة والمشورة للكثير من المرضى الذين يزورونه في عيادته، يقرر هيكتور البحث عن سؤال وجهه ذات يوم إلى زوجته كلارا "روزاموند بابك" حول مدى شعورها بالسعادة، ومعنى السعادة.
ومن أجل البحث عن السعادة يقرر أن يذهب أولا إلى الصين بحثا عن معنى ومفهوم السعادة، ولكن تلك الرحلة تقوده لاحقا إلى إفريقيا، ثم بقية بقاع المعمورة، وكلما بحث عن السعادة وجدها تبتعد تارة وتقترب تارات أخرى، ولكنها تظل سهلة بسيطة لمن يرونها كذلك، وبعيدة المنال لمن يرونها كذلك أيضا.
الفيلم يتضمن كما من الشخصيات والأحداث والحكايات والمغامرات المبهجة والمضحكة والبسيطة والهامشية وثرية بالمضامين والقيم.
هيكتور "الطبيب النفسي" الذي لطالما عالج الكثيرين، يجد نفسه في أمس الحاجة للعثور على سر السعادة، والبحث عن هذا السر يقوده إلى كم من الحكايات والمحطات، وفي كل مرة هناك قيمة وبعد وإضافة وسر جديد يضاف إلى أسرار السعادة.
في الفيلم عدد من الأسماء المهمة، يتقدمهم سيمون بيج بدور "هيكتور"، وعرف عالميا من خلال ثلاثية "كورنيتو" معه في الفيلم، وهم روزاموند بابك وستيلان سكرسجار، وأحد أبرز نجوم السينما السويدية العاملين في هوليوود، وأيضا هناك النجم القدير كريستوفر بلومر.
الفيلم من توقيع المخرج بيتر شيلسوم، وصورت مشاهد الفيلم بين الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وجنوب إفريقيا والصين وعدد آخر من المناطق، وتمتد أحداثه على مدى 120 دقيقة في العرض الأول في الأسواق الأميركية والعالمية، تلبية لرغبات أصحاب صالات العرض.
فيلم هيكتور والبحث عن السعادة يمزج المغامرة بالمضامين الفلسفية، عبر سينما تأسرنا ببساطتها وعفويتها وأيضا بمضامينها العميقة، وهي مضامين مصدرها النص، وأيضا فريق السيناريو الذي ضم كلا من المخرج بيتر شيلسوم، والسيناريست ماريا فون هيلاند، وأيضا الكاتبة ينكر ليندسي.