هذه السحابة الكونية الساحرة هي سديم أوميجا الذي يبعد عنا مسافة 5,500 سنة ضوئية (أي 52,034,400,000,000,000 كم !!) في اتجاه مجموعة نجوم برج القوس، حيث قام بالتقاط هذه الصورة المرصد الأوروبي الجنوبي.
والسديم هو عبارة عن سحابة من الغبار النجمي والغازات (الهيدروجين في الأغلب) والتي تكونت في غالبيتها نتيجة انفجار بعض النجوم نتيجة انتهاء عمرها.
ومن بديع صنع الخالق –سبحانه وتعالى- أن هذه السدم التي تنتج عن موت النجوم، هي نفسها التي تتحول إلى مكان لولادة نجوم جديدة، حيث يتكثف الغبار النجمي والغازات ليتكون حقل قوي من الجاذبية التي يبدأ في تكثيف المزيد من الغازات والغبار النجمي لتكوين ما يسمى بالنجم البدائي، ثم تبدأ دورة حياة النجم المعتادة التي لا مجال هنا لذكرها (ربما يتاح ذلك في موضوع منفصل لاحقاً).
ولكن ما يمهنا في هذه النقطة هو أن تلك النجوم الشابة التي تتكون، تبدأ في إطلاق الأشعة فوق البنفسجية في السديم، مما يؤدي للمعان وتوهج الهيدروجين والغازات الأخرى التي يتكون منها السديم لتظهر بهذا التدرج اللوني البديع.
ومن الجدير بالذكر أن اكتشاف سديم أوميجا يعود للعام 1745 حين اكتشفه العالم السويسري فيليب لويس، ثم أثبت الفلكيون بعدها أن هذا السديم هو أحد أحدث وأكبر مصانع النجوم في مجرة درب التبانه حيث بدأ في تكوين النجوم منذ عدة ملايين من السنين ولا زال مستمراً في ذلك حتى يومنا هذا.