علماء الدين المسلمون يستنكرون استغلال داعش للرموز الإسلامية
إرهاب | 2014-09-04
يقول رجال الدين المسلمون في العالم العربي أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) يلطخ صورة الإسلام بتشويهه للرموز الإسلامية والآيات القرآنية.
وذكر رئيس هيئة الإفتاء العراقية، مهدي الصميدعي، لموطني أن رفع داعش رايات تحمل ختم النبي محمد (ص) عند ذبحهم الأبرياء وجز أعناقهم وتفجير الأسواق وغيرها من الأعمال الاجرامية هو إساءة وتشويه للإسلام.
وشدد رجل الدين السني على ضرورة محاسبة أولئك الذين يشوهون رموز الإسلام المقدسة.
وأكد الصميدعي على أن "راية العقاب السوداء التي تحمل ختم الرسول عليه الصلاة والسلام لطالما كانت علامة للتسامح والرحمة".
وتابع قائلاً "مع تلك الراية، أرسل النبي عليه الصلاة والسلام أول مبادرات السلام مع الشعوب والديانات الأخرى فأوصى أصحابه بالأقباط المسيحيين في مصر وبالإحسان اليهم ومعها عفا عن أهل مكة عند فتحها".
وأضاف "لكن اليوم تحولت في ظل داعش تلك الراية إلى عنوان للقتل وما أن ترفع حتى تعلم أنهم سيرتكبون جريمة".
وذكر علماء دين سعوديون أيضاً أن استخدام داعش لختم الرسول هو إساءة له وللإسلام، حسبما نقل موقع إيلاف.
وقالوا إن الرمز التاريخي كان شعاراً للمحبة والسلام والتسامح ولكن حوّله داعش إلى رمز للقتل والذبح.
من جهته، قال الشيخ سلطان الزهراني المشرف على موسوعة السنّة النبوية، إن ختم الرسول بات مؤخراً وللأسف من علامات الإرهاب وعنواناً مرافقاً للقتل والذبح والتفجير.
وأضاف أن هذا الأمر يشكل "إساءة تاريخية لا مثيل لها للرمز النبوي وإرثه".
وبدوره، ذكر الفقيه السعودي البارز عبد الله فدعق أن تلك الجماعات "تصر بأفعالها الشنيعة على إثبات أن لها ديناً مختلفاً".
رمز "سرقه الإرهابيون"
واعتبر الصميدعي أن هذا التشويه والتزوير في مقدسات المسلمين يمثل خطراً على الدين الإسلامي وأن المسلمين مكلفون بالرد عليه قبل غيرهم.
من جانبه، قال الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء ومثقفي العراق إنه حتى وقت قريب كان ختم الرسول يزين البيوت والمحال التجارية ويتبرك به الناس.
وأضاف في حديث لموطني، "لكن بعد رفعه من قبل داعش بات الكل يخشاه ويتجنب رفعه لأنه سرق من قبل أبشع جماعة إرهابية عرفها التاريخ".
وعن ذلك، روى مهدي العبادي وهو صاحب مكتبة اليقين لموطني أن الأهالي صاروا يعزفون عن شراء الأعمال الفنية التي كانت مستوحاة من ختم النبي أو تلك التي تحمل كتابات إسلامية وتستخدم لتزيين واجهات البيوت والمحال لجلب البركة.
وأضاف أن الناس الذين كانوا يعرضون هذه الأعمال في منازلهم أو في أماكن عملهم كونها تجلب لهم البركة والراحة، لم يعودوا يرغبون بشرائها.
وقال "بعد أن صارت داعش تستخدمها، لا يريد أحد الاقتراب منها".
وتابع قائلاً إن "الناس هنا يتألمون وهم يرون داعش تسرق منهم رموزاً ثمينة وتشوه صورة الإسلام وروحه".
تشويه للإسلام
وشرح الشيخ أحمد عبد الله، إمام وخطيب جامع الرمادي الكبير في الأنبار، لموطني أن تنظيم داعش حول كل شيء مقدس إلى آلة للقتل والترهيب.
وأوضح قائلاً "كنا سابقاً عندما نسمع كلمة الله أكبر نتوقع أن هناك عيد أو احتفال ديني أو عرس لكنها اليوم اقترنت هذه الكلمة بعمليات التفجير الانتحارية والذبح من قبل إرهابيي داعش".
وقال الباحث بالشأن الإسلامي بجامعة تكريت، عصام العجيلي، إن عملية الإصرار المتواصلة من قبل التنظيم على تشويه الإسلام تتضح في إساءة استخدام "رموز الإسلام الثلاثة المقدسة وهي الراية والختم النبوي والقرآن الكريم وهي أغلى ما يعتز به المسلمون".
وأشار العجيلي إلى أن "داعش تسعى باستخدام هذه الرموز إلى تضليل الشباب وتسويق فكرها الإجرامي وتجنيدهم تحت غطاء رموز الدين".
وأعلن "لكن ضلالها بات مكشوفاً للجميع".
http://mawtani.al-shorfa.com/ar/arti...FYXJtAodz24Acw