متى أُصبحُ
ماقبل التحديقِ و بعدَ الثُكنةِ
قريبةً من الـ" أنــا" ؟
أعرفُ كل الأسرارِ ولن أبوحْ
من زهرةِ اللوتسِ جئنا
وإليها نعود
كلُ كتابةٍ : توثيقٌ بالأصفادِ لأفواهِ الحكماء
كلُ الحكماءِ : يُعطونَ سِراجاً لاسَرجاً
مِسباحاً لاسبحانيةْ ..
كُلُ العوامل الاولية لسعادتي تمتلكها "أنت" ..
قبل وقتٍ تلصصتُ على عالمكَ
كما متسولٍ يتيمٍ في نهايةِ ديسمبر ..يسترقُ النظرَ
لبيتٍ دافئ مأهولاً
بأناسٍ و عشاء أبخرةٌ و بخار .
؟
لِمَ عاملت الفراشة كـ غولٍ بعين واحدةٍ تتوسط وجهه ..
كما في الخرافاتٍ التي كنتَ تنصِتُ اليها في قصصِ طفولتك !
أعقلي لا يتسعُ لأفكاركْ ؟
تركت إحشاء تتضور جوعاً..
تجترُ أحاديثٍ قديمةٍ تسدُ رمقها !
أنصتُ في البعيدِ
لرقصِ السنبلةِ الشقراء
وأنصتُ أيضاً
لأنينِ النرجسِ في وحدتهِ
لرائحةِ الكبتِ في الكواكب
لمذاقِ الخوفِ في جوفِ الأرضِ
كما أنصتُ لصمتِك ..
ما زلتَ تُغدق على قطط جارتنا بوابلِ كَرمِك ..
رأيتها !
تلعقُ اطراف اناملِكَ بشراهةٍ !!
و رأيتُكـ !
تُلبسها بيديكَ اقراطٍ من رفقٍ و فرح ..
بيديك نفسها التي كتبت " إرحلــــي"
و لكن !
لايهم
ان فقدت فراشتك الصغيرة الوان اجنحتها ..
لا يهم ..
ان اعلنت انكسارها
لا يهم ..
ان اكتنزت الرماد !
لا يهم .. حقاً ..
ان اجبرتها ديدان الارض على الهبوط لدرك القدر الاسفل ..
ففي صالةِ الضجر
السقفُ خيبةٌ
الأرضُ وحلٌ بشري
أيتها الحياة ..
وانت ..
.. غنّي لها
فهيَ تُقـدِّسُ أشعار سافو*
وما همني هوميروسَ** وأبطالهِ
و إضحك كمن أدركَ العبثيةْ
لضحْكاتكَ الكستنائيةِ ..
مازلت تطعمها مزيداً من كلامِك المنمق !
فهنيئاً لها
و قبلها
هنيئاً لكــ ..
.........
الهامش
* سافو أو صافو : شاعرة الحب و الجمال عند اليونان
** هوميروس : شاعر اغريقي قديم و صاحب الملحمتين الشعريتين " الالياذة والاوديسة "
Pure
4:23 ㏂