عميل سابق لـ«سي آي ايه» في لبنان: حزب الله خصم هائل.. ونحن في حجيرات
جنان جمعاوي
علّق العميل الاستخباراتي الأميركي السابق في محطة بيروت روبرت باير، على التقرير الذي بثته قناة «المنار» قبل أيام وكشفت فيه أسماء الجواسيس الأميركيين في لبنان، فوصف «حزب الله» بأنه «الخصم» وصاحب القدرات «الهائلة» في مكافحة التجسس.
في توصيفه لمدى حرفية «حزب الله» في مكافحة التجسس، قال باير، الذي عمل في محطة بيروت في الثمانينيات، لشبكة «سي ان ان» الإخبارية الأميركية أن «كل حاسوب في لبنان، هم فيه (بمعنى أن بإمكانهم اختراقه)»، كما «أنهم (أي الحزب) داخل كل ملفات الشرطة، وملفات الاستخبارات العسكرية، وبإمكانهم الحصول على أي رسالة ترسل عبر (موقع) سكايب (للمحادثات الهاتفية المجانية). كما بإمكانهم التنصت على الهواتف، واختراق داتا الاتصالات.. بإمكانهم ان يقوموا بكل ما تتخيله». ليس هذا فحسب، «فهم ماهرون جداً في ذلك».
وقال الكاتبان في «سي إن إن» دوغالد ماكونل وبراين تود أن «الكشف عن هويات عملاء وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي آيه» في لبنان، في حال كان التقرير الذي بثته «المنار» صحيحاً، يأتي في أعقاب انتكاسة أخرى لبرنامج الاستخبارات الأميركي في لبنان»، وذكرا بما أعلنه «حزب الله» في حزيران الماضي، عن توقيف عميلين أو أكثر لـ«سي أي آيه» في لبنان.
وتابع باير أن خسارة أصول الاستخبارات البشرية، في حال كان ذلك صحيحاً، قد تكلّف الولايات المتحدة معلومات استخباراتية قيّمة، «ففي كل مرة ننجح في إحداث اختراق، سواء في القبض على (زعيم «القاعدة» أسامة) بن لادن، أو غيره، فذلك عائد الى الاستخبارات البشرية». والآن «لقد خسرنا هذا الأمر في لبنان، كنا قد خسرناه منذ مدة».
هذه «الصفعة الخطيرة» التي منيت بها «سي أي آيه»، مقرونة مع انتكاسات وكالة الاستخبارات المركزية في إيران أيضاً، تعتبر «خسارة كارثية»، برأي باير، وخاصة «في خضم الحرب الاستخباراتية الجارية ضد إيران حالياً»، كما قال لصحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية.
ما العمل في هذه الحال؟ أجاب المسؤول السابق في الوكالة ريول مارك غيريتش لقناة «سي ان ان» أنه «في حال كان تقرير «المنار» صحيحاً، وهويات العملاء كشفت على العلن، فإن (المسؤولين في الوكالة) حتما، سينقلونهم» خارج محطة بيروت.
أيّده في ذلك باير، وقال للقناة الأميركية، «لو كنتُ هناك، لأغلقت المحطة. عليكَ ان تعي الآن ان كل مصادرك كشفت، ومهارتك قُهِرت. كما ان تقييم الأضرار قد يتطلّب وقتاً. بعدها عليك ان ترسل الى هناك (محطة بيروت) أشخاصا جددا، لم يُفضَح أمرهم، على أن يعملوا بطريقة مغايرة تماماً».
باير، الذي كتب رواية وألّف ثلاثة كتب عن خبرته في العمل الاستخباراتي في «سي أي آيه»، شدد، في حديثه لـ«كريستيان ساينس مونيتور» على ضرورة «إجراء هذا التقييم قبل أن تفكّر الوكالة في استئناف عملياتها الاستخباراتية في لبنان. على الوكالة ان تعرف لماذا (فشلت) وما الذي كُشِف أمره أيضاً. عليهم (المسؤولين في الوكالة) ان يعلموا ان السفارة أو أي مكان كانوا يعملون فيه قد قُهِرت أيضاً. هذا العمل (تقييم الأضرار) شاق ويستغرق وقتاً، ربما سنوات»، مشدداً على أن «عليهم سحب الجميع (العملاء) وإرسال أشخاص جدد. وعلى هؤلاء أن يتعلّموا اللغة العربية».
في ختام حديثه للصحيفة، عاد باير إلى الحديث عن مهارة «حزب الله»، قائلاً أن «المشكلة هي أن المسؤولين في «سي أي آيه» وعملاءها قضوا السنوات العشر الأخيرة في حجيرات في العراق وأفغانستان، يواجهون عدوا لا يمكن مقارنة تطورّه، بأي شكل من الأشكال، مع «حزب الله».
في السياق ذاته، وفي تقرير نشرته شبكة «نيوزماكس» الإخبارية الأميركية، انتقد فريد راستمان، الذي عمل طوال 24 عاماً في الخدمات السرية التابعة لـ«سي أي آيه»، بشدة إقدام «مسؤولين أميركيين، بينهم العديد من المسؤولين الاستخباراتيين الحاليين والسابقين، على تأكيد الأخبار» عن انتكاسات الوكالة في لبنان وإيران، «هكذا بهذه السرعة وعلى الملأ، إلى العالم برمّته».
رد مع اقتباس