النتائج 1 إلى 6 من 6
الموضوع:

قصّة سيدنا العزير ( عليه السلام )

الزوار من محركات البحث: 11 المشاهدات : 529 الردود: 5
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2013
    الدولة: iraq.الكاظميه
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,082 المواضيع: 347
    التقييم: 7381
    مزاجي: لابأس
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: صرصور
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    مقالات المدونة: 3

    قصّة سيدنا العزير ( عليه السلام )

    قصّة سيدنا العزير ( عليه السلام )
    مات سليمان ( عليه السلام ) و جاء بعده انبياء ، و لكن اليهود كانوا يبتعدون عن دين الله يوماً بعد يوم .
    تضاعف حبّهم للذهب و المال ، و عادت الروح الوثنية الى نفوسهم من جديد ، حرّفوا تعاليم التوراة .
    من أجل هذا ضعفت روحهم القتالية ، و أصبحوا يخافون الموت ، و يحرصون على الحياة .
    و قبل حوالي ( 550 ) سنة قبل ميلاد سيدنا المسيح ( عليه السلام ) كان ملك ظالم يحكم بابل اسمه بخت نصر .
    أغار بخت نصر على بلاد اليهود ، و سقطت عاصمتهم " أورشليم " و راح يقتل و يقتل ، و يدّمر البلاد و يحرق الكتب المقدسة و في طليعتها التوراة ، كما خرّب الهيكل الذي يقدسه اليهود .
    و عندما عاد بخت نصر الى بابل سبى معه اليهود .
    ظلّ اليهود في بابل مئة عام تقريباً و في تلك الفترة ولد سيدنا العزير ( عليه السلام ) .
    اندلعت الحرب بين بابل و فارس ، و انتصر كورش ملك فارس في الحرب و دخل بابل فاتحاً .
    تعرّف كورش على العزير فاحبّه لأخلاقه و أدبه ، و ذات يوم تقدّم العزير إلى كورش و طلب منه أن يسمح لليهود بالعودة الى بلادهم و أن يسمح له بكتابة التوراة التي ضاعت نسخها .
    و هكذا عاد اليهود الى بلادهم ، فاحبّوا العزير كثيراً .
    انصرف العزير الى جمع التوراة من جديد و انفق في ذلك سنين طويلة .

    الى البستان :
    كانت لسيدنا عزير بساتين خارج القرية ، كان عزير يعمل بيديه مثل سائر الانبياء .
    هو يعمل في الأرض ، يحرث ، و يسقي الزرع و يجني الثمار كان يراقب الاشجار و يشذب الأغصان .
    و كان لعزير ( عليه السلام ) حمار يستخدمه في ذهابه الى البستان و عودته .
    كان يرعى حيوانه و يشفق عليه فلم يضربه بسوط أو عصا و كان يحبّ الناس و يعطف عليهم ينصحهم و يعِظَم و يعلمهم الشريعة و التوراة و اسلوب الحياة . .

    كان ذلك اليوم شديد الحرّ عندما ركب سيدنا عزير حماره و توجه الى البستان ، لم يكن البستان قريباً كان بعيداً و الطريق الذي يمتد اليه يمرّ بخرائب مدينة مندثرة و مقابر قديمة مبعثرة ، الهواء كان منعشاً في الصباح ، و كانت نسمات طيبة تهبّ من الحقول الخضراء .
    مضى الحمار يشق طريقه وسط المزارع الخضراء ، حتى وصل الطريق الترابي الذي يمرّ بخرائب المدينة المندثرة و المقابر القديمة .
    ارتفعت الشمس في السماء و راحت ترسل اشعتها اللاهبة و لاحت خرائب المدينة ، المنازل مهدمة ، و الحجارة مبعثرة هنا و هناك ، و في جانب آخر كانت المقبرة هي الأخرى خربة ، و بعض العظام كانت مبعثرة .
    نزل عزير عن حماره ، و جلس في ظل شجرة برّية . كان جائعاً و متعباً أخرج كسرة خبز و عنباً ، عصر عنقود العنب في آنية صغيرة ، و راح يغمس فيها كسرات الخبز الصغيرة . و تركها لتنقع قليلاً حتى يسهل تناولها .
    راح يجيل بصره في القبور و في خرائب المدينة و العظام البالية .
    لقد مرّت عشرات السنين و الرياح تهبّ و تعصف في هذه الخرائب و القبور ، و الشمس ترسل اشعتها اللاهبة في فصول الصيف و المطر و الثلوج في الشتاء يزيد في الخراب . .
    كيف تعود الحياة الى هؤلاء الذي ماتوا منذ مئات السنين ؟!

    قال عزير في نفسه و قد ملأت قدرة الله نفسه و قلبه :
    ـ { انّى يُحيى هذه اللهُ بعد موتها }؟!
    شعر عزير بالنعاس يُثقل جفنيه و أغمض عينيه قبل أن يتناول طعامه .
    الحمار أيضاً كان قد تناول قليلاً من العشب ، و اخلد الى النوم .
    و حدث شيء مدهش ، عزير لم يستيقظ ، حل المساء و عزير لا يستيقظ . . لقد مات . . و مات حماره أيضاً .
    و تمر الأيام :
    مرّت الأيام و الاسابيع ، لم يرجع عزير الى قريته ، خرج ابناؤه يبحثون عنه و لكن أحداً لم يعثر عليه ، ذهبوا الى البستان ، و لكن لا فائدة .
    و بمرور الأيام نسي الناس عزيراً و لم يعد يذكره أحد ، مرّت الشهور ، و الأعوام ، و عزير في مكانه في ظل الشجرة ميت ، و حماره ميت .
    أصبح الحمار هيكلاً من العظام ، تبعثرت العظام ، و أصبح بعضها مثل التراب .

    و لكن العجيب ان عصير العنب ما يزال كما هو لم يتأثر بمرور عشرات السنين .
    مات ابناء عزير و كبر أحفاده .
    مرّت على حادثة اختفاءه مئة عام .
    لم يبق من الذين يذكرون عزيراً سوى امرأة عجوز كان عمرها عندما اختفى عزير عشرين سنة ، اما الآن فعمرها مئة و عشرون عاماً .
    عودة الروح :
    و ذات يوم تجّمعت في السماء الغيوم ، و اشتعلت البروق و جلجلت الرعود . . و مطرت السماء .
    و في لحظة اختارها الله رحمة لعباده هبط الملاك جبريل عند الشجرة بين خرائب المدينة المندثرة ، و المقبرة القديمة .
    عادت الروح الى عزير . . استيقظ ، عادت أنفاسه تتردد من جديد بعد أن مات قبل مئة عام .
    استيقظ عزير من نومته . . المكان مغمور بالنور ، و صوت ملائكي يقول :
    ـ كم من الوقت نمت يا عزير ؟

    أجاب عزير و هو يفرك عينيه :
    ـ نمت يوماً أو جزءً من اليوم !
    قال الملاك :
    ـ بل مئة عام !!
    ـ مئة عام ؟!
    ـ نعم ، وشاء الله أن يعيد اليك الحياة . . ليجعل منك آية للذين ينكرون البعث و المعاد . . انظر يا عزير الى طعامك . . انه لم يفسد بالرغم من عشرات السنين التي مرّت !! ان بدنك يا عزير ظل على حاله لم يتغير . . لقد حفظه الله ثم قال الملاك العزير :
    ـ انظر الى حمارك .
    نظر عزير الى حماره فرآه قد استحال الى عظام بالية متناثرة بعضها اختلط مع التراب . .
    ـ انظر يا عزير كيف سيعيد الله سبحانه الحياة للحمار ؟!
    كان عزير يراقب مدهوشاً ما يجري . . العظام البالية تتجمع من جديد لتؤلف هيكلاً عظيماً للحمار . . ثم نبت اللحم و ظهرت العروق !!
    و نبت الجلد !! و عاد الشعر . . بدا الحمار ميتاً قبل لحظات . . عادت أنفاسه مرّة أخرى !!

    فجأة نهض الحمار ، و راح يطلق نهيقاً عالياً ، و انطلق يبحث عن العشب .
    و هتف عزير من اعماقه :
    ـ الله أكبر . . أعلم ان الله على كل شيء قدير !!
    كل شيء بأمر الله . الله قادر على كل شيء ، يحيي و يميت و استغرق عزير في صلاة خاشعة كان يبكي حبّاً لله و شوقاً اليه .
    و تناول عزير لقمات من طعامه ، و كان متأثراً بشدّة ، فطعامه ظل طازجاً كل هذه السنين ، لم يتغير طعمه أبداً . . ان عصير العنب الذي يتغير طعمه في عدّة ساعات من الحرّ الشديد ، ظل يقاوم تقلبات الزمن مدّة قرن كامل !!
    العودة :
    نهض عزير و اعتلى ظهر حماره ، عائداً الى قريته .
    ان الحمار و لا شك لا يدرك ما حدث أنه لم ينسَ الطريق المؤدية الى القرية . .
    من بعيد لاحت القرية ، و لكن عزيراً ظنّها قرية أخرى ! كل شيء تغير ، أشكال الناس ، ازياؤهم ، منازلهم .
    لم يكن هناك من منزل لعزير لكي يتوجه اليه !
    كان عزير قد تحول الى حكاية يرويها الآباء للابناء :
    " عزير الرجل الطيب النبي التقي ذهب الى بستانه في يوم قائظ ، و لكنه لم بعد . . لم يعثر عليه أحد . . كأن الارض قد بلعته !!
    عزير وحده يعرف التوراة . . لقد ضاعت التوراة ، و هو جمعها من جديد . . هو وحده عنده نسخة من التوراة الاصلية . . التوراة كما أنزلها الله على موسى "!
    وقف عزير في وسط القرية ليعلن قائلاً :
    ـ يا أهل قريتي ! أنا عزير . . أنا عزير الذي اختفى قبل مئة عام !
    اجتمع أهل القرية ليروا رجلاً عليه مسحة من الوقار و النور . . رجلاً في الخمسين من عمره .
    سخر البعض و ظنّوا أن هذا الرجل مجنون . . حتى لو عاد عزير فانه يعود شيئاً في مئة و خمسين من العمر ! أما هذا الرجل فهو ما يزال كهلاً في الخمسين !
    قال عزير :
    ـ دلّوني على ابنائي .
    قال أحدهم :
    ـ لقد مات ابناء عزير منذ سنوات طويلة .
    قال عزير :
    ـ و أحفادي ؟؟ دلّوني على أحفادي .
    قال رجل في السبعين من عمره :
    ـ يوجد رجل من أحفاد عزير في الستين من عمره .
    قال عزير :
    ـ خذوني اليه .
    عندما التقى الجدّ و الحفيد كانت الدهشة ترتسم على وجهيهما معاً !
    قال الحفيد :
    ـ كيف تكون جدّي و أنت تبدو أصغر مني كثيراً ؟!
    قال عزير :
    ـ انها معجزة الله ليرينا جميعاً أن الله الذي خلق الانسان قادر على بعثه اذا مات و استحال الى عظام .
    و جلس عزير في بيت حفيده و راح يروي قصّته المثيرة :

    حدّثهم عن ذهابه الى بستانه خارج القرية . . عن سلّتيه اللتين ملأهما عنباً . . عن توجهه الى خرائب المدينة القديمة . . كيف عصر له عنباً و كيف نام و كيف امتدت نومته الى مئة عام . . لقد مات و مات حماره و لكن الله بعثه ليجعله آية للجميع .
    في الأثناء جاءت امرأة عجوز تبلغ من العمر مئة و عشرين سنة ، و هي الشاهد الوحيد الذي يعرف عزيراً لقد كانت في العشرين من العمر يومذاك . جاءت تتوكأ على عصا وتقول :
    ـ من هذا الذي يذكر عزيراً و قد نسيه الناس ؟!
    سمعت عزيراً يتحدث تذكرت نبرات صوته و لكنها لم تر وجهه لقد فقدت بصرها منذ سنين بعيدة قالت :
    ـ لو كنت أبصر لعرفت حقيقة هذا الرجل .
    لقد كان العزير وجيهاً عند الله ، تضرع الى ربّه و دعا أن تبصر المرأة لتشهد له . .
    الله سبحانه أعاد بصرها . . فتحت عينيها لترى نفسها وجهاً لوجه أمام عزير !
    يا للدهشة . . انه عزير بدمه و لحمه . . عزير الذي اختفى قبل مئة عام !
    قال الحفيد :
    ـ لقد أخبرني أبي أن عزيراً يعرف مكان التوراة . . لقد وضعها في مكان لا يعرفه أحد .
    لقد بحثنا كثيراً و لكن لا فائدة . . لقد بحثنا عنها لأن كل النسخ الأخرى ضاعت في الحروب قال عزير :
    ـ سأدلكم على كتاب موسى . . انه هناك في جذع شجرة زيتون .
    انطلق الجميع الى المكان . . رأوا شجرة زيتون قديمة .
    كانت الاعشاب قد نبتت ، توجه عزير الى مكان بين الشجرة و الجدول القريب ، راح يحفر و يحفر الى أن عثر على صندوق خشبي .
    كان الصندوق قد تسوس كثيراً ، و لكن نسخة التوراة ما تزال صحيحة سالمة .
    و آمن الجميع بالمعجزة لقد عاد عزير حقاً . . بعد أن اختفى و أصبح حكاية . . بعد أن مات مئة عام ثم بعثه الله ليجعله آية لعباده على قدرة الله في بعث الموتى و حشرهم يوم القيامة .
    البعض آمن بالمعجزة ، لان قلبه . . عرف ان الموت حق و أن البعث حق . . و أن الله قادر على كل شيء و همس البعض :
    ـ عزير ابن الله !!
    البعض صدّق ذلك و بعض سكت راضياً . .
    و هتف عزير مندداً :
    انا عبد الله و رسوله . . لقد جعلني آية لكم . .
    و ضاع صوته مع بين اصوات اليهود و هم يشيعون : " ان عزيراً ابن الله " .
    قالوا ذلك لأنهم يريدون ان يعبدوا شيئاً يرونه باعينهم .
    و مات عزير ، رحل عن تلك الدينا . . امّا اليهود فقد صنعوا منه اسطورة الابن الالهي . .
    و عندما بعث الله سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) رسولاً جاءنا بالحقيقة الكبرى ان عزيراً مات مئة عام ثم بعثه الله .
    عزير نبي من انبياء الله و رسول من رسله جعله الله مثالاً لمعجزة البعث ، ليصدّق الناس بيوم المعاد و يؤمنوا بيوم القيامة .
    لم يحفظ اليهود الأمانة ، انحرفوا عن الطريق ، قست قلوبهم اصبحت مثل الصخور . . ابتعدوا عن روح الايمان . .
    و في سنة 161 قبل الميلاد هاجم الروماني " انطيوكيوس " حاكم سوريا بلادهم ، و أحرق نسخ التوراة . .
    و هكذا ضاعت التوراة الحقيقية . . التوراة التي جاء بها موسى ، و عانى عزير في جمعها مرّة أخرى و صيانتها من التحريف .
    سلام على عزير نبي الله و رسوله و معجزته .

  2. #2
    استثنائية
    قتلني حسن الظن بهم
    تاريخ التسجيل: October-2012
    الدولة: Lost
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 25,437 المواضيع: 626
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 4321
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: unemployed
    موبايلي: xperia z2
    آخر نشاط: 23/March/2018
    مقالات المدونة: 14
    شكرااا ع القصة

  3. #3
    من اهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اجمل انسانة مشاهدة المشاركة
    شكرااا ع القصة
    زادت القصه جمالا بتواجدكم

  4. #4
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 37 المواضيع: 2
    التقييم: 8
    مزاجي: عادي
    آخر نشاط: 24/January/2015
    شكرا قصة جميلة

  5. #5
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,160 المواضيع: 160
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 13101
    عاشت الايادي شكرا على الطرح الراقي

  6. #6
    مراقبة
    ام عباس وزينب
    تاريخ التسجيل: September-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 22,383 المواضيع: 974
    صوتيات: 61 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 433469
    مقالات المدونة: 1
    شكرا لك اخي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال