الغريب في القياس المنطقي
الغريب في القياس المنطقي أنه يكون سلاحا في يد كل فريق أو كل فرد فمن الممكن إستعامله لتأييد رأي ما و التأييد عكسه أيضا فهذا الرأي صحيحو أصحاب الفرق الدينية كلهم يستعملون هذا المنطق لتأييد دعاواهم المذهبية و كل واحد منهم يعتقد أنه قد وصل به الى الحق الذي لا شك فيه و إذا أصغيت الى براهين كل فرقة منهم وجدتها متسلسلة تسلسلا منطقيا صحيحا
وأنت إذن قد تقف حائر لا تدري اية فرقة محقة من بين هاتيك الفرق المختلفة
و في الحقيقة كما قال الفلاسفة أن المنطق القديم هو منطق العقائد الموروثة لا منطق المعرفة النامية فهو منطق يصلح للدفاع و الهجوم و لا يصلح لأكتشاف الحقائق الجديدة أو التثبت من صحة العقائد القديمة
إن العامي البسيط ينجح في الحياة الواقعية أكثر من المفكر و ذلك لأنه يكيف نفسه للواقع كما هو من غير أن يلجأ في سبيل ذلك الى قياس منطقي أو تفكير نظاميهذا ما يدفعنا أن نميز بين حياة الفكر و حياة الواقع بينما عقولنا تصعد الى السماء و أبداننا تطلب العيش في أرض الواقعيجب أن تتوافق أحيانا عقولنا بالواقع الذي يمنح لنا طعم الحياة ببساطة بلا تعقيد حتى نتجاوب معهابأقل تكاليف مادية أو معنوية و تكون المصطلحات حسب الحاجة التي تلبي حاجاتنا المنطقية كذلك البسيطة