في ليلة شتوية باردة وطويلة...
كنت أطل من نافذتي على منظر الشارع المبلل بالمطر
أتأمل هدوء الليلة المظلمة..
ثم تذكرت الكتاب الذي كنت قد وعدت نفسي بقراءته
فذهبت لأخرجه من درج مكتبتي بشوق للتمعن في صفحاته
ونسيت أن أغلق نافذتي
لكني لم أشعر بالبرد فقد كنت مستغرقة في القراءة...!!
ثم هبت رياح قوية بعثرت صفحات الكتاب
خلت انها تود قراءته معي
عندها تذكرت امر النافذة.!!
وما إن اقتربت منها حتى سمعت صوتا يهمس في اذني
كان أشبه بلحن هادئ ..
كأن أحدهم كان يعزف الموسيقى في تلك الليلة البارد..
واقتربت اكثر فسمعت كلمة حملتها الرياح الى غرفتي ..
كانت مخيفة نوعاً ما .."موت".. نعم هذا ماسمعته
فخيل لي أنه عزائي..
وما ان نظرت الى الشارع
حتى رأيت منظرا تهتز له الابدان وتذوب فيه الأرواح..
رأيت أشلاء قتلى ودما يراق علناً وسط الطريق
وأناسا يأكل بعضهم بعضا..رأيت الموت امامي
فاغلقت النافذة بسرعة.. لا أريد أن أرى المزيد.....!!
لقد أدركت بأن العالم ميت..وعاصفة الدمار لاتنتهي..
فرياح القتل هبت لتبعثر الهدوء وتمزق صفحات الحياة
.............
بقلمي