أين يوجد انترنت؟ قد تكون هذه الخريطة هي الوسيلة المناسبة للإجابة عن هذا السؤال، وذلك بشكلٍ أفضل من أية وسيلةٍ إحصائية. ببساطة شديدة: المناطق شديدة الاحمرار تُوضح الكثافة العالية للأجهزة المُتصلة بالانترنت، وكلما تدرجت الألوان باتجاه الأصفر، فالأخضر، فالأزرق، كلما تناقصت كثافة الأجهزة المتصلة بالانترنت. خريطة كثافة الأجهزة المتصلة بالانترنت والتي تم نشرها عبر موقع “شودان Shodan” في 2 آب/أغسطس من العام الحالي.
تم تشكيل هذه الخريطة بتاريخ 2 آب/أغسطس من العام الحالي عبر جون ماثرلي، وهو مؤسس “شودان Shoadn”، أحد مُحرّكات البحث المُختصة بمجال الأجهزة المُتصلة بالانترنت. قام جون بتشكيل الخريطة عبر تجميع بياناتٍ ناتجة عن إرسال طلبات الـ “Ping” لكل العناوين “IP Address” على شبكة الانترنت، ثم انتظر الحصول على استجابةٍ إيجابية. إن كنت لا تعرف ما هو الـ “Ping” فهو عبارة عن وسيلة مُساعدة في شبكات الانترنت، لمعرفة سرعة الاستجابة ما بين عُنوان المستخدم، وما بين المُخدّم Server الذي يتم طلب المعلومات منه، وهو يشير للزمن الذي تستغرقه عملية إرسال الأوامر من المستخدم للمخدم، وإرسال المعلومات من المخدم للمستخدم. كلما كان Ping أعلى، كلما كانت الخدمة أسوأ. فمثلاً، لنفرض أنك تتصفح الانترنت من الشرق الأوسط، وتريد أن تدخل إلى موقع Google الذي تتواجد مخدماته في الولايات المتحدة، فعند قيامك بطباعة “www.google.com” ضمن المتصفح الخاص بك، فإنك فعلياً ترسل طلباً إلى المخدم الخاص بشركة غوغل كي يظهر لك صفحة محرك البحث. عملية إرسال الطلب من مكانك بالشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة وعودة الطلب إليك بشكلٍ إيجابي لتتمكن من التصفح بشكلٍ جيد، هي ببساطة الـ Ping، وهي تستغرق مدة زمنية من رتبة الميللي ثانية. بالنسبة للخريطة، فيمكن ملاحظة الكثافة الشديدة والعالية للأجهزة المتصلة بالانترنت في كل من أوروبا (شقها الغربي تحديداً) والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة لبعض مناطق آسيا، مثل الهند، الصين، اليابان، ماليزيا واندونيسيا وتايلند.