السلام عليكم جميعا اعظاء درر العراق الاعزاء
اريد ان اعرض عليكم قصه من نسيج خيالي .......
هي بسيطه بمعنى الكلمه لكنها تعبر عن احساس جياش تجاه وطني العراق ........
اقدمها لكم احبتي اتمنى ان تنال اعجاب خواطركم ..................
اليوم ممطر .. بارد .. الضباب يعم الأجواء حتى أنه لا يفسح المجال لأرى ما في طريقي أني أتعثر كلما تقدمت خطوه ............
يا الله ما أجمل المطر لولا وجود ذالك الضباب اللعين الذي يمنعني من الرؤية
الشارع فارغ لا يوجد أحد في الصباح السكينة تعم المكان
المطر يداعب الشجر ويغسل الشوارع من التراب الجو بارد الى درجه اني اتجمد من البرد ارتدي معطفي الاسود كالعاده البسه حين البرد الشديد واحمل مظلتي التي تحجب عني المطر .....
جلست على (مسطبه ) لاتفرج على روعه المطر لكن المطر مختلف هذه المره فانه ينزل بغزاره حتى ان الشوارع تفيض من شدته لا احد ..........
حتى السيارات لا تستطيع السير في هذا المطر الغزير
لكن بعد فتره من الزمن حتى اني المح ظل رجل قادم من وسط الشارع لكن الضباب يمنعني من رؤيه ملاحمه جيدا وما ان اقترب ودنى نحوي الا وقد بانت لي الصوره بشكل افضل واتضح لي انه رجل عجوز يلبس قبعته الرماديه ومعطفه الابيض وهو يضع يديه في جيبه وقد لف حول عنقه رباطا من الصوف لكيلا يصبه البرد
لكني رايته مع كل هذا وقد تراجفت قدميه من شده البروده
استغربت من وجود هذا الرجل العجوز الطاعن في السن
ما الذي اخرجه من بيته في مثل هذا الجو وقد بان عليه المرض
والذي زاد من استغرابي هي نظرات عينيه التي تحمل معها الكثير الكثير من القصص
التي ثار لها فضولي وصار عندي شغف لمعرفتها وما ان اقترب نحوي حتى بدات التساؤولات تدور في ذهني ...............
ما الذي اخرجه الان هل يريد العمل ام لديه اطفال يجب ان يطعمهم ام هل اعجبه رؤيه المطر يا الهي ما الذي جعل هذا الرجل العجوز يخرج من الصباح الباكر وانالا ارى لاي مخلوق اثر كان كل الناس انقرضوا الا هذا العجوز يا ترى لو كنت مكانه اما فظلت ان اجلس في منزلي احتسي الشراب الساخن امام المدفئه وما ان اختفت تساؤلاتي من ذهني حتى قررت ان اذهب صوب ذالك الرجل ...........
اقتربت نحوه وهو قد حنى راسه وجلس على كرسي كان موضوعا على قارعه الطريق يجلس عليه الماره للاستراحه ..... اقتربت نحوه اكثر فاكثر وما ان وصلت اليه وقلت
السلام عليكم يا عم كيف حالك ............
رفع راسه وكان قد فتح عينيه لرؤيتي جيدا وقد بدا عليه انه ضعيف البصر
وقال لي .. وعليكم السلام يبنتي انا بخير والحمد لله ما دام هناك اله يمن علينا بالصحه والعافيه فنحن بخير فنحمده ونشكره على جل نعمه التي وسعت كل شيئ
تكلمي يا بنيتي هل استطيع خدمتك بشيئ .........
فقلت له .. نعم يا عمي ها استطيع ان اطرح عليك سؤالا ....
فقال لي وهل استطيع انا ان اجيبك على سؤالك قبل ان تساليه ....
فقلت حينها مع نفسي وكيف عرف هذا الرجل سؤالي ...
لقد تحيرت في امري وصرت التفت يمينا وشمالا حتى طمئن حيرتي وقال لي لماذا انتي على هذه الحال يا بنيتي طبعا اعرف سؤالك فانا رجل عجوز خرجت في هذا البرد القارص والمطر الغزير في هذا الوقت المبكر من هذا الصباح وانا رجل مسن لاحول لي ولا قوه فما الذي يجعلني اخرج من منزلي اليس هذا سؤالك
فاجبته ( نعم .. نعم يا عم هذا هو سؤالي فقال لي حينها .......
انا رجل اشتعلت نار قلبه لهيبا على ولده الذي قتل امام ناظريه والذي راح ضحيه الفساد والخراب الذي عم وشاع في بلدي ............
بلادك ومن هي بلادك يا عمي اين تقع ولماذا يقتل فيها الشباب .....
فاجابني بكل حرقه والم وكانه يتمزق امامي الى اشلاء ...........
يبنتي اني من بلاد العراقه والاصاله اني من بلاد الحضارات والتاريخ اني من بلاد الخيرات والسلام ..........
السلام !!!!!!!!! أي سلام تتحدث عنه وانت تقول بنفسك ان الخراب والدمار شاع فيها .
فقال لي .... اعلمي ان بلادي لا توجد بلاد مثلها لكن الدهر صب عليها انواع المرارات والعذاب وجعل ليلها الساحر يتحول الى ليل يملؤه الالم والضنك فيه يسهر اليتامى على وجع الجوع والحرمان وتتلوى فيه الارامل على هموم الدنيا وتنوح فيه الامهات على فقد الاحبه وفلذات الكبد وقرة العين ...............
ورغم ذالك لقد تغزل فيه السياب وقال ......
حتى الظلام هناك اجمل
ووصف شمسه التي لطالما احترقت بلهيبها واشعتها اجسده الضحايا والشهداء ورغم ذالك تبقى شمسنا هي شمس الحريه والاباء حيث قال السياب فيها ......
الشمس في بلادي اجمل من سواها
فلم اجد نفسي الا وانا اقول.....
الله ياعم ما اجمل بلادك اذن لماذا هي على هذه الحال ......
فاجابني اوما تعلمين يبنتي ان الحياة متقلبه الاحوال اذا كنت تين بلادي بهذه الحال المزريه وتشفقين عليها لابد لك ان تعلمي انه سياتي يوم وترين بلادي عاليه شامخه قد مد السلام يده اليها فلا يحزنك حالها يوما ما سوف يرجع العراق عزيزا كما عهدته الدهور شممخا كما عهدته السنين ...........
والان يبنتي اعلمي ان في قلبي نار لم تطفأ من اليوم الذي شاهدت فيه جثث الضحايا على الارض المقدسه ارض العراق الطاهره شاهدت الدماء وهي تسيل من كل جانب
الى الان لم تطفأ نار قلبي بل تزداد لهيبا يوما بعد يوم واليوم وقد رأيت المطر وهو يتساقط بهذه الغزاره فخرجت عسى وان يطفأ هذا المطر لهيب ناري وها انا اتوسل تحت هذا المطر واقول ايها المطر اني اتوسل اليك ان تطفأ النار التي اوقدها في داخلي ذلك القاتل الذي استباح بلدي وقتل فيها ما فتل وخرب فيها ما خرب لكن الى حد الان لا ترضى تلك النار اللعينه بلركود او حتى الخماد ...........
لكن ايتها الفتاة الفضوليه لماذا انت موجوده الان وانت صغيره على التجوال وحدك ..........
فلم اجد جوابا لسؤاله فأخذت اتسائل مع نفسي واقول ...... (نعم يالي من متعجرفه ما الذي جعلني اخرج وكم انا بلهاء اسال هذا الرجل عن سبب وجوده وانا لا اعرف لماذا انا موجوده وخلال تلك الفتره التي تسائلت فيها لاىلاالتفت من حولي فما اجد نفسي الا وقد اختفى ذالك العجوز من ناظري واخذت افتش عنه في كل مكان حتى لمحت ظله من بعيد وهو يخطو خطوات غريبه ولم اجد نفسي الا وقد انهكت جسدي بالركض خلفه واخذت انادي .......( يا عم ايها العم الطيب ........)
اريد ان اخبرك بشيئ لم يرد علي ذالك العم لعله ضعيف السمع ايظا لكني لم اتوقف عن الجريان حتى وصلت عنده وقلت له ........
يا عم لماذا لا تتوقف فتوقف في مكانه لكنه لم يدر لي ظهره فقلت له ..........
يا عمي هل تعلم لماذا انا موجوده هنا ....... فابتسم ذالك العجوز وقال لي نعم اعلم ............
فقلت له وكيف !!!!!!!!!! فقال ... اعلم انك من ذالك البلد اطفئي نارك يا ابنتي انك من ( العراق ) وتابع سيره وهو لم يدر لي ظهره .............
وبقيت مكاني واقفه تحت المطر ...............
بقلمي .....
فاطمه الزهراء الزبيدي .....