... عظمة الصلاة ...
عظمة الصلاة
الصلاة أقوى آصرة بين اللّه وعباده ويحسن القول بين العباد وربّهم والويل كل الويل لمن يفتقد هذه الآصرة الالهية فهو يعيش بعيداً عن أنوار الصلاة في حياة مظلمة .
الصلاة حقيقة كبرى حيث اللّه الرؤوف يريد من الانسان الحب والمودّة فهي أكثر الأعمال الانسانية القاً وهي النور الذي يضيء في ليل الحياة .
الصلاة حبل يتّصل بين الوجود الانساني وبين مصدر الوجود ومنبع الفيض ولا يوجد ما يصل الى مستوى هذه الآصرة بين الانسان وبين المطلق .
الصلاة ملاذ الانسان الذي لا ملاذ له ، والروضة الغناء للأرواح العاشقة والمصباح الذي يتوهج في منتصف ليل المشتاقين وانطلاق القلوب الهائمة وسلّم السالكين الى مدارج الكمال .
الصلاة أفضل العبادات والمرآة التي تنعكس فيها جميع الحقائق وينبوع البركات ومفتاح الحل لجميع المشكلات والنبع الذي تستحم فيه القلوب من خطرات الظنون والنور الذي يضيء طريق العارفين والمنهاج الذي على هداه يسير المخلصون .
الصلاة هي التي تبعث الروح وتمنج الحياة الجمال وتضيء الطريق الى الكمال وتاج السالكين وسرّ العارفين ورأسمال المساكين .
الصلاة دواء من كلّ داء والشعلة التي تتوقّد في نفوس الأولياء والضوء الذي ينير الطريق للحائرين وأمل الآملين وفرقد المستيقظين في الأسحار وطوق النجاة للغارقين في هموم الحياة .
الصلاة السلّم الذي يرتقيه العبد لبلوغ مقام القرب من اللّه عزوجل والوسيلة التي ينزل بها الفيض والصلاة اكسير الحياة والسبب في النجاة بها يثرى الفقراء ومن دونها يبتئس الاثرياء .
الصلاة نافذة مفتوحة على الجنة الخضراء ، والمجنّ الذي يحمي الانسان من الوقوع في هاوية الجحيم الحياة الانسانية بلا صلاة يعني أرضاً بلا شمس ومنزلاً غارقاً في الظلمات والصلاة نشيد المؤمنين وكلمات العارفين الضمان على استمرار انسانية الانسان .
الصلاة حقيقة العبودية للّه حيث تكمن في أسرارها الحرية الحقيقة .
الصلاة شمس متوهجة تغمر
الحياة الانسانية بالدفء والنور والأمل .
الصلاة شواطئ حالمة آمنة في بحر الحياة ، وقارب يشق أمواج البحر وظلال وارفة في الرمضاء ، والمنزل المفعم بالسكينة يلوذ اليه الانسان من صخب الحياة .
الصلاة عين الهداية ولبّ الولاية والصلاة نهر يجري تتدافع مياهه يغسل القلوب من الأدران وتسخم فيه الأرواح ممّا يعلق بها من الذنوب والعصيان فاذا هي بيضاء كما هبطت من العلياء .
هذه سورة الحمد آيات تتردّد في نشيد الصلاة سورة الحمد التي تحكي قصّة الوجود لو تأمّل الانسان في كلماتها وسبر أنوار معانيها واكتشف ما فيها من الحقائق لادرك مجد الصلاة ودورها في الحياة .
انظر الى ظهيرة يوم عاشوراء والى تلك الملحمة التي خلّدتها السماء الى سيّد الشهداء كيف يؤدي الصلاة والسهام كالمطر لا يعبأ بالاعداء وأمواج الخطر ؟ ! وتأمّل كلماته عند ما قال أبو ثمامة الصائدي صاحبه بعد أن نظر الى الشمس وقد حان وقت الصلاة قال له سبط النبي صلي الله عليه و آله :
ذكرت الصلاة جعلك اللّه من المصلّين الذاكرين .
منقول