من المؤمل خروج السفياني الذي يملأ الارض جوراً و ظلماً في شهر رجب القادم و بعد ستة أشهر يظهر أمام الزمان المهدي المنتظر القائم المؤمل (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذي يملأ الارض قسطاً و عدلاً كما ملأت ظلماً و جوراً.
وهذه روايات أهل البيت (عليهم السلام) التي تشير الى ذلك:
الأحاديث الواردة في السفياني كثيرة وتحدد خروجه في رجب وقبل خروج الإمام المهدي عليه السلام بستة أشهر فقط يخرج من الوادي اليابس في حدود الشام (عمق دمشق ) .. يمثل رمزاً للحكام المسلمين المنحرفين المناهضين للحق وآخرهم .. وزمان خروجه حسب الروايات في شهر رجب بينه وبين خروج الإمام المهدي (عليه السلام) ستة أشهر فقط.
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: السفياني من المحتوم وخروجه من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا : ستة أشهر يقاتل فيها فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوما . (بحار الأنوار 52/249)
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أمر السفياني من الأمر المحتوم ، وخروجه في رجب .( بحار الأنوار 52/204)
وعن الباقر (عليه السلام) قال: السفياني و القائم في سنة واحدة
وعن الإمام زين العابدين عليه السلام : (إن أمر القائم حتم من الله ، وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون قائم إلا بسفياني). (البحار:52/182) .
وفي مخطوطة ابن حماد ص76 عن أبي قبيل قال: (السفياني شر ملك ، يقتل العلماء وأهل الفضل ويفنيهم . يستعين بهم ، فمن أبى عليه قتله) ، وفي ص80 قال: ( يقتل السفياني من عصاه ، وينشرهم بالمناشير ، ويطبخهم بالقدور ، ستة أشهر) !
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس . أشقر أحمر أزرق ، لم يعبد الله قط ، لم ير مكة ولا المدينة . يقول يا رب ثأري والنار) (البحار:52/205 ).
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وآله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب وقال: فبينا هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فوره ذلك ، حتى ينزل دمشق ، فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق ، وآخر إلى المدينة ، حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويغصبون أكثر من مئة امرأة ويقتلون بها ثلاث مئة كبش من بني (فلان) العباس ، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى فتلحق ذلك الجيش ، فيقتلونهم ولا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام بلياليها ، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرائيل فيقول يا جبرائيل اذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة يخسف بهم عندها، ولا يفلت منهم إلا رجلان من جهينة). (البحار:52/ 186 ).
وذكر الشيخ الطوسي في أماليه ، والصدوق في معاني الأخبار عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إنّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا صدق الله ، وقالوا كذب الله ، قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام ، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام .
ما يفعله جيش السفياني في المجتمع الإسلامي من جرائم وقتل وتدمير كبيرة جدا ، حيث ينطلق من الشام (دمشق) ، عندما تكون الشام يومئذ ساحة حرب بين ثلاث فئات هي الأبقع والأصهب والسفياني .. وهذه الفئات الثلاثة المنحرفة عن الحق كلها تريد الحكم لنفسها ، فتتقاتل فيما بينها فينتصر السفياني في النهاية .. وهذا مصداق لقول الله تعالى (فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) .. فيسيطر السفياني ويملك الشام ويتبعه أهلها إلا قليل منهم ، ويحكم الكور الخمس في ستة أشهر ، أي انه يملك الكور الخمس بعد هذا القتال المستمر لستة أشهر، وبعدها يغزو العراق ويسير إلى الكوفة ، فيبدأ بالقتل والجرائم التي لم يسبقه فيها أحدا من قبل .. ويقتل شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله .. ثم ينادي مناديه في الكوفة من جاء برأس من شيعة علي (عليه السلام) ، فله ألف درهم ، فيثب الجار على جاره ، فيضرب عنقه ، ويسلم رأسه إلى سلطات السفياني ، فيأخذ منها ألف درهم.
فعن أبي عبدالله عليه السلام قال : كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم ، فيثب الجار على جاره ، ويقول : هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم ، أما إن إمارتكم يومئذ لا يكون إلا لأولاد البغايا وكأني أنظر إلى صاحب البرقع ، قلت : ومن صاحب البرقع ؟ فقال : رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلا رجلا أما إنه لا يكون إلا ابن بغي . (بحار الانوار 52/215)
ولا تقدر حكومة ضعيفة في العراق الوقوف بوجه السفياني وجيشه الجرار ، بل سيتمكن السفياني من قتل كل من يقف بوجهه ، وبعدها يرسل جيشا إلى الأراضي المقدسة في الحجاز ، لإحتلالها خوفا من أن يسيطر الأمام المهدي عليه السلام عليها ، فيسير هذا الجيش متوجهاً نحو مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ، ويكون الإمام المهدي عليه السلام يومئذ بالمدينة المنورة بداية أيام ظهوره عليه السلام ، فيخرج الأمام من المدينة متجها إلى مكة المكرمة فيدخلها خائفا يترقب على سنة موسى ابن عمران عليه السلام ، فيتبعه السفياني بجيشه نحو مكة ، محاولاً قتله .
وهناك تقع الآية والعلامة التي اخبرنا بها وهي الخسف بجيش السفياني في البيداء بين مكة والمدينة كما جاءت بذلك الروايات الكثيرة ، ويكون عندها فناء هذا الجيش والقضاء عليه في ذي الحليفة ، بفعل إعجازي إلهي وعلامة واضحة من الله تبارك وتعالى للناس كي يؤمنوا بالأمام المهدي عليه السلام ويعلموا بأن الله تعالى ناصره وحافظه من كل سوء وان الله متم نوره ولو كره الكافرون ، فمعجزة الخسف من أهم العلامات التي ستهيأ للأمام المهدي عليه السلام .
فعن أمير المؤمنين عليه السلام إنه قال : إذا كان ذلك خرج السفياني ، فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر ، يخرج بالشام ، فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق ، يعصمهم الله من الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة ، خسف الله به وذلك قول الله تبارك وتعالى (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ).
وعن أم سلمه رضوان الله عليها قالت : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مضطجعا في بيتي إذ احتفز جالسا وهو يسترجع قلت بأبي أنت وأمي ما شأنك تسترجع قال صلى الله عليه وآله وسلم : جيش من أمتي يجيئون من قبل الشام يؤمون البيت لرجل يمنعهم الله حتى إذا كانوا بالبيداء من ذي الحليفة خسف بهم ومصادرهم شتى قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله كيف بهم ومصادرهم شتى قال : إن منهم من جبر ، إن منهم من جبر ، إن منهم من جبر . (مجمع الزوائد ومنبع الفرائد ج7 ص 314) .
وذي الحليفة منطقة بين مكة والمدينة (اقرب إلى المدينة) وهي ميقات أهل المدينة ومن خلفها ، وفيها مسجد الشجرة أو مسجد الميقات (أبيار علي) الذي منه يحرم الحاج قبل ذهابه إلى مكة المكرمة .
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ألزم الأرض لا تحركن يدك ولا رجلك أبدا ، حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة ، وترى مناديا ينادي بدمشق ، وخسف بقرية من قراها ، ويسقط طائفة من مسجدها ، فإذا رأيت الترك جازوها فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة ، وأقبلت الروم حتى نزلت الرملة ، وهي سنة اختلاف في كل أرض من أرض العرب . وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : الأصهب والأبقع والسفياني ، مع بني ذنب الحمار مضر ، ومع السفياني أخواله من كلب ، فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار ، حتى يقتلوا قتلا لم يقتله شئ قط ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلا لم يقتله شئ قط ، وهو من بني ذنب الحمار ، وهي الآية التي يقول الله (فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم) 37 سورة مريم .
كما ذكرنا سابقا إن عام ظهور الإمام المهدي عليه السلام هو 2015م 1437 هجري في العاشر من شهر محرم الحرام يوم الجمعة ، وبما إن ظهور السفياني كما ذكر في كثير من الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام سيكون في شهر رجب وقبل ظهور الإمام عليه السلام بستة أشهر .
إذا سيكون ظهور السفياني في عام 1436 هجري في شهر رجب أي في شهر ابريل من عام 2015 م .
وقد لفت انتباهي الآية الكريم (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ..37 سورة مريم التي ذكرها أهل البيت عليهم السلام عند ذكرهم للسفياني فوجدت إن عام 1436 هجري هو عام ظهور السفياني حيث إن عدد الأحرف من بداية الآية (2) من سورة مريم إلى نهاية الآية رقم(37) من سورة مريم هو 1436 حرف (القرآن بالرسم الإملائي) وهذا يدل على أن عام ظهور السفياني هو 1436 هجري والله اعلم.
وقد ذكرت في الفصل الثالث من هذا الكتاب بأن عدد الكيلو مترات بين مكة المكرمة المكان الذي يظهر به الإمام المهدي عليه السلام ودمشق المكان الذي يظهر به السفياني تساوي ((1383)) كيلو متر وتساوي كذلك عدد السنوات بين وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعام ظهور الإمام المهدي عليه السلام وكذلك تساوي عدد الكلمات من الآية رقم (7) والى الآية رقم (104) من سورة الإسراء.
وهذا يدل على أن الحكام الموجودون الآن ربما يكونون آخر الحكام قبل ظهور الإمام المهدي عليه السلام ، لأنه لم يبق على ظهوره عليه السلام إلا سنوات قليلة .
والعجيب في الأمر أن اليهود يعلمون بذلك جيدا فقد صرح أحد جنرالات اليهود وأسمه (نافيه) لوسائل الأعلام بأن الملك عبدالله ملك الأردن ربما يكون آخر الحكام الهاشميين ، لأنهم يعلمون أن السفياني سيظهر عن قريب ، كما نصت عليه أحاديث النبي وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، وكتبهم أيضا فهم أصحاب كتب سماوية وقد أرسل الله تعالى لهم كثير من الأنبياء الذين اخبروهم بأشراط الساعة وما سيكون عليه الأمر في آخر الزمان ، وطبعا هذه الأمور معروفة لديهم وان أمر السفياني معروف عندهم وانه سيستولي على الكور الخمس ، وقد حدثت أزمة بين الأردن وإسرائيل بسبب هذه التصريحات ، كما جاء في الخبر التالي .