المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر زايد خليف العتابي
انتصار الميت
قال لي صاحبي لماذا لا نتذكرعندما نشتري عطرا من محل للعطور كم جريمة ارتكبت بحق الزهور قلت له ان الشرف كلمة لها معنى واحد وملايين من وجهات النظر والصراع الازلي بين الموت والحياة صراع لا يشعر به الا من خاضه ينتهي بفوز الموت دائما الآن او غدا ولكنه فوز لا يطوق بأغصان الزيتون ويمنح وسام الانتصار وانظر الى الاشجار حين تموت والى الانهار عندما تجف والى الزهور حينما تذبل وتذوي وتذكر فرائس الغاب واعشاش الطيور المهجورة قال لي اما انا الانسان وسلالتي البشرية فقد ينتصر لدينا من يموت ويخسر من يعيش وربما يحيى من يلفظ انفاسه ويتوفى الحي الذي يتنفس والوجوه التي تلامس التراب في مشهد الصراع الانساني تحظى بالانتصار حينما تكون ناصعة كما البذور الممتلئة التي لا تبزغ الا عندما يحتضنها التراب وتموت بجانبها الاشجار وضيعة البذور وضعيفة الجذور التي يلفظها تراب المهد وتعافها الفراشات واشعة الشمس اللذان يرسمان لوحة الحياة من جديد لميت منتصر قلت له اذا فلنجعل مشاعر الحب والمودة لدينا في كيس مثقوب والمشاعر النقيضة في خزانة حديدية لكي نشعر بقيمة الحياة ولذة الانتصار الحقيقية .